You are on page 1of 26

‫ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻹﺿﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫جامعة مؤتة‬
‫ﺍﻟﺰﻋﺒﻲ‪ ،‬ﻫﺘﺎﻑ ﺧﺎﻟﺪ ﻳﻮﺳﻒ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫العلياﺍﻟﻠﺼﺎﺻﻤﺔ‪ ،‬ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ)ﻣﺸﺮﻑ(‬ ‫ﺁﺧﺮﻳﻦ‪:‬الدراسات‬
‫ﻣؤﻟﻔﻴﻦ كلية‬
‫‪2020‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﻣؤﺗﺔ‬ ‫ﻣﻮﻗﻊ‪:‬‬
‫‪1 - 72‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪1096671‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ‬ ‫ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻣؤﺗﺔللعمل اإلضافي في قانون العمل األردني‬
‫القانونية‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ‬ ‫األحكام‬ ‫ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪:‬‬
‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ‬ ‫ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ‪:‬‬
‫ﺍﻻﺭﺩﻥ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪:‬‬
‫‪Dissertations‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫إعداد الطالبة‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺿﺎﻓﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻷﺭﺩﻥ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1096671‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫هتاف خالد يوسف الزعبي‬

‫إشراف األستاذ الدكتور‬


‫عبدالعزيز اللصاصمة‬

‫رسالة مقدمــــة إلى كلية الدراسات العليـــــــــا‬


‫استكماالً لمتطلبات الحصول على درجــــــــــــــــة‬
‫الماجستير في الحقوق قسم القانـــون الخاص‬
‫© ‪ 2024‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫جامعة مؤتة‪2020 ،‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬
‫جامعة مؤتة‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫العليا‬
‫ﻳﻮﺳﻒ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻠﺼﺎﺻﻤﺔ‪ ،‬ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ‪.(2020) .‬ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ‬ ‫اساتﺧﺎﻟﺪ‬‫الدر‬
‫ﻫﺘﺎﻑ‬ ‫كلية‬
‫ﺍﻟﺰﻋﺒﻲ‪،‬‬
‫ﺍﻹﺿﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ)ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ(‪ .‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣؤﺗﺔ‪ ،‬ﻣؤﺗﺔ‪ .‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1096671‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﺍﻟﺰﻋﺒﻲ‪ ،‬ﻫﺘﺎﻑ ﺧﺎﻟﺪ ﻳﻮﺳﻒ‪ ،‬ﻭ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻠﺼﺎﺻﻤﺔ‪" .‬ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻹﺿﺎﻓﻲ ﻓﻲ‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ" ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ‪ .‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣؤﺗﺔ‪ ،‬ﻣؤﺗﺔ‪ .2020 ،‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1096671‬‬

‫األحكام القانونية للعمل اإلضافي في قانون العمل األردني‬

‫إعداد الطالبة‬
‫هتاف خالد يوسف الزعبي‬

‫إشراف األستاذ الدكتور‬


‫عبدالعزيز اللصاصمة‬

‫رسالة مقدمــــة إلى كلية الدراسات العليـــــــــا‬


‫استكماالً لمتطلبات الحصول على درجــــــــــــــــة‬
‫الماجستير في الحقوق قسم القانـــون الخاص‬
‫© ‪ 2024‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫جامعة مؤتة‪2020 ،‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫جامعة مؤتة‬
‫كلية الدراسات العليا‬

‫األحكام القانونية للعمل اإلضافي في قانون العمل األردني‬

‫إعداد الطالبة‬
‫هتاف خالد يوسف الزعبي‬

‫إشراف األستاذ الدكتور‬


‫عبدالعزيز اللصاصمة‬

‫رسالة مقدمــــة إلى كلية الدراسات العليـــــــــا‬


‫استكماالً لمتطلبات الحصول على درجــــــــــــــــة‬
‫الماجستير في الحقوق قسم القانـــون الخاص‬
‫جامعة مؤتة‪2020 ،‬‬
‫اآلراء الواردة في الرسالة الجامعية‬
‫ال تعبر بالضرورة عن وجهة نظر جامعة مؤتة‬
‫اإلهداء‬
‫إلى سكان قلبي‪ ...‬إلى من أنزل اهلل في طاعتهما قرآنا حين قال‪:‬‬
‫"وبالوال ـ ـ ــدين إحس ــانا"‬
‫إلى رجل الكفاح‪ ،‬إلى من زرع القيم وأفتى زهرة شبابه في تربية أبنائه‪...‬‬
‫والدي الحبيب‬
‫إلى رمز الحنان والحب والتضحية‪ ،‬إلى من دعواتها كانت وما زالت سر نجاحي‪...‬‬
‫أمي الغالية التي صمت الكلمات أبلغ أمام فيض فضلها‬
‫إلى رموز الوفاء‪ ،‬إلى ورود حياتي‪ ،‬إلى رفاق عمري‪...‬‬
‫إخوتي وأخواتي‬
‫أهدي إليهم هذا الجهد المتواضع‪ ،‬سائل اهلل العلي القدير أن ينفع به‪ ،‬إنه سميع‬
‫مجيب‪.‬‬
‫هتاف خالد الزعبي‬

‫أ‬
‫الشكر والتقدير‬

‫الشكر هلل أوال‪ ،‬الذي أنعم علينا بفضله واإلستعانة به إلتمام هذه الرسالة في ظل‬
‫توفيقه ورحمته‪ ،‬فأشكرك ربي وأحمدك‪ ،‬شك ار ربي‪.‬‬
‫وال يسعني وأنا أضع اللمسات األخيرة في هذه الرسالة إال أن أتقدم بالشكر إلى‬
‫كل من كانت له فيها مساهمة ولو بسيطة‪ ،‬وأخص بالشكر األستاذ الدكتور عبدالعزيز‬
‫اللصاصمة المشرف على هذه الرسالة والذي كان له الفضل بعد اهلل عز وجل في إنارة‬
‫طريق البحث لي من خلل توجيهاته وارشاداته‪ ،‬جعلها اهلل في مي ازن أعماله‪.‬‬
‫كما أتقدم بالشكر إلى أعضاء لجنة المناقشة الكرام‪ ،‬وعلى كل ما سيملونه لي‬
‫من ملحظات التي لن تزيدني إال علماونفعا‪ ،‬وأزجي بالشكر إلى جميع أعضاء الهيئة‬
‫التدريسية في جامعة مؤتة وفي كلية الحقوق بشكل خاص‪ ،‬أطال اهلل في أعماركم‬
‫وجعلكم ذخ ار في طريق العلم وانارته‪.‬‬
‫فجزاكم اهلل جميعاً كل خير وأمدكم بموفور الصحة والعافية‬
‫والحمد هلل رب العالمين‬
‫هتاف خالد الزعبي‬

‫ب‬
‫فهرس المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫أ‬ ‫اإلهداء‬
‫ب‬ ‫الشكر والتقدير‬
‫ج‬ ‫قائمة المحتويات‬
‫ه‬ ‫الملخص باللغة العربية‬
‫و‬ ‫الملخص باللغة اإلنجليزية‬
‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪2‬‬ ‫مشكلة الدراسة‬
‫‪2‬‬ ‫أهمية الدراسة‬
‫‪2‬‬ ‫أهداف الدراسة‬
‫‪3‬‬ ‫تساؤالت الدراسة‬
‫‪3‬‬ ‫الدراسات السابقة‬
‫‪5‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مدى تدخل قانون العمل في تنظيم ساعات العمل‬
‫‪5‬‬ ‫‪ 1.1‬ماهية قانون العمل ومدى اعتبار نصوصه من النظام العام‬
‫‪6‬‬ ‫‪ 1.1.1‬تعريف قانون العمل‬
‫‪10‬‬ ‫‪ 2.1.1‬مدى اعتبار نصوص قانون العمل من النظام العام‬
‫‪18‬‬ ‫‪ 2.1‬ساعات العمل االلزامية بموجب قانون العمل‬
‫‪18‬‬ ‫‪ 1.2.1‬ساعات العمل االلزامية التي يقوم فيها العامل‬
‫‪24‬‬ ‫‪ 2.2.1‬مدى إلزام العامل بالعمل اإلضافي‬
‫‪33‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬مدى تطابق أحكام العمل االضافي مع قانون العمل‬
‫‪33‬‬ ‫‪ 1.2‬أحكام العمل االضافي‬
‫‪34‬‬ ‫‪ 1.1.2‬ساعات العمل اإلضافي المسموح بها‬
‫‪43‬‬ ‫‪ 2.1.2‬أجر العمل اإلضافي‬
‫‪53‬‬ ‫‪ 2.2‬االثر المترتب على احكام العمل االضافي‬
‫‪53‬‬ ‫‪ 1.2.2‬الرقابة على االلتزام بتنفيذ قواعد العمل اإلضافي‬

‫ج‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪59‬‬ ‫‪ 2.2.2‬الجزاء المترتب على مخالفة احكام العمل االضافي‬
‫‪66‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪69‬‬ ‫الم ارجع‬

‫د‬
‫الملخص‬
‫األحكام القانونية للعمل اإلضافي في قانون العمل األردني‬
‫هتاف خالد يوسف الزعبي‬
‫جامعة مؤتة‪2020 ،‬‬
‫عقد العمل له بعض الخصوصة كونه يمس الفئة االوسع انتشا ار بالمجتمع‪ ،‬لذا‬
‫فالعمل االضافي سيكون محور هذه الرسالة‪ ،‬فيحق للعامل أن يعمل ساعات اضافيه‬
‫تزيد عن عدد الساعات المقررة في قانون العمل‪ ،‬ولكن هذا الحق ال يمارس بشكل‬
‫عشوائي‪ ،‬فبهذه الرسالة سنسلط الضوء على أحكام وضوابط العمل االضافي بنوعيه‬
‫الوجوبي والجوازي‪ ،‬وسنتعرف على كيفية معالجة المشرع االردني للعمل االضافي‬
‫ونتطرق على أوجه القصور فيه‪ ،‬وعلى الديون التي تتقادم ان كانت تشمل ديون العمل‬
‫اإلضافي‪ ،‬وسنتعرف على الرقابة المفروضة على الشركات والمؤسسات فيما يتعلق‬
‫بالعمل االضافي‪ ،‬ففي هذه الدراسة توصلنا الى ان المشرع االردني عالج العمل‬
‫االضافي االجباري اال انه لم يتطرق للعمل االضافي االختياري متمنين عليه ان يعالج‬
‫أحكامه بشكل مفصل‪ ،‬كما انه استثنى االجر الذي يتقاضاه العامل لقاء عمله االضافي‬
‫من مفهوم االجر في المادة الثانية الواردة في قانون العمل االردني راجين منه ان‬
‫يشمل بتعريفه لألجر ما يحصل عليه العامل لقاء عمله هذا ‪.‬‬

‫ه‬
Abstract
The Legal Rules of Overtime In Jordanian Labor Law
Houtaf Khaled Al-Zoubi
Mu'tah University, 2020
The employment contract has some privacy as it`s not widwly
spread in society. So overtime will be the focus of this thesis.
The worker has the right to work more hours than the hours prescribed in
the Labor Law but this right is not exercised at random. In this thesis
attention will be paid on the provisions and regulations of overtime with
both mandatory and by choice types and will learn how the Jordanian
legislator handles overtime and then will discuss aspects of inefficiency and
debts
that are absolete if they include overtime debt، Also، we will learn
about the control imposed on companies and institutions with regard to
overtime.
Inthis study، we have concluded that the Jordanian legislator has
handled compulsory overtime but they haven`t addresses optional
overtime، hoping that they would address its provisional in detail، as they
excluded the wage the workers receive for their additional work from the
concept of remuneration in the second article of the Jordanian Labor Law،
hoping that the include what the workers receive for their work.

‫و‬
‫المقدمة‬
‫العمل ضرورة فطرية ال يتخيل ان تستمر الحياة البشرية على وجه األرض بدونه‪،‬‬
‫فاإلنسان الذي ال يعمل يعد عالة على غيره وعلى المجتمع ككل‪ ،‬وذلك على العكس‬
‫تماما من االنسان العامل فهو عنصر فعال ينفع نفسه وينفع مجتمعه‪ ،‬فمن االمور‬
‫المتفق عليها ان العمل شيء اساسي في حياة كل فرد‪ ،‬وقد كفلت اغلب الدساتير توفير‬
‫العمل لمواطنيها ومنها الدستور االردني واعتبره حق لكل مواطن وحمته‪.‬‬
‫وحرص االسلم وغيره من الديانات السماوية على اهمية العمل‪ ،‬فبه تعم الفائدة‬
‫على العامل نفسه وعلى مجتمعه وتتحقق الغاية التي يرمي اليها االسلم وهي اعمار‬
‫االرض وبه يتم ابعاد المجتمع عن طريق الهلك واالنهيار‪.‬‬
‫فجميعنا نتفق على ان العمل يعد ركيزة اساسية تنهض باألمة وتأخذ بيدها نحو‬
‫التطور والعمران‪ ،‬لذا لم تترك التشريعات العمل بعيدا عن تنظيمها فجميع التشريعات‬
‫جعلت العمل وكل ما يتعلق به تحت نظرها وتحت سيطرتها عن طريق تخصيص‬
‫قانونا للعمل وطبعا من ضمنها التشريع االردني‪ ،‬فالمشرع االردني افرد للعمل قانونا‬
‫خاصا وتناول في طيات نصوصه كل ما يخص العاملين واصحاب العمل‪ ،‬فهو يرمي‬
‫الى ايجاد طرق للتفاهم بين كل من اصحاب العمل والعمال بطريقة تضمن عدم هدر‬
‫حقوق اي منهم‪ ،‬وحاول قدر االمكان تنظيم علقة العمل من خلل تنظيمه أليام العمل‬
‫وساعات العمل واالجور المستحقة وغيرها العديد من االمور التي تكفل حسن سير‬
‫علقة العمل‪.‬‬
‫وكان من اهم ما نظمته يد المشرع االردني ما يطلق عليه بالعمل االضافي فهو‬
‫الى جانب تنظيمه للعمل الرسمي نظم العمل االضافي من عدد ساعاته واجوره بشكل‬
‫يحاول فيه قدر االمكان المحافظة على كرامة العامل واحترام آدميته‪ ،‬فهو لم يجعل‬
‫العمل االضافي خاضع بكل ما فيه لرغبة العامل وارادته الكاملة‪ ،‬فهو نظمه بشكل‬
‫يحقق فيه مصلحة كل من العامل ومصلحة صاحب العمل وبالمقابل راعى حاجة‬
‫العامل الماسة للعمل االضافي اما لتحسين معيشته او لغايات اخرى‪ ،‬فسمح له بالعمل‬
‫االضافي بشكل ال يكون عبئا على صحة العامل فهو راعى حاجته للعمل االضافي‬
‫وبنفس الوقت حمى صحته التي ستتأثر اذا بقي لساعات طويلة تحت ضغط العمل‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫واعتبره حق لكل عامل وال يحق أليا كان ان يحرمه منه فهو اقر له هذا الحق بالقدر‬
‫الذي ال يؤثر على مشكلة البطالة ويساعد على عدم تفشيها‪.‬‬
‫فسنتعرف في الرسالة هذه على كيفية تنظيم المشرع االردني للعمل االضافي بأدق‬
‫تفاصيله‪ ،‬وسنعرض معا انواع العمل االضافي وهل بنوعيه يعد مرهون ال رادة العامل‬
‫ام ال؟ وهل كانت النصوص التي تنظم احكام العمل االضافي كافية ام يشوبها بعض‬
‫من القصور؟ وهل هناك رقابة على اصحاب العمل للتأكد من حسن تنفيذ قانون العمل‬
‫ككل وفيما يتعلق بالعمل االضافي على وجه الخصوص؟ وان وجدت هذه الرقابة هل‬
‫تعد رقابة كافية ام تحتاج الى تعزيز؟‬
‫فإن وفقني اهلل‪ ،‬فإن هذه الدراسة كانت في هذا الصدد لتساعدنا لإلجابة عن هذه‬
‫التساؤالت المطروحة‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫تكمن اشكالية هذه الدراسة في عدم كفاية قانون العمل االردني في معالجة وتنظيم‬
‫احكام العمل االضافي‪ ،‬وتكمن ايضا باستثناء اجر العمل االضافي من تعريف االجر‪،‬‬
‫وعدم معالجة المشرع االردني ألحكام العمل االضافي االجباري بشكل واف‪ ،‬وعندما‬
‫ترك تنظيم العمل االضافي الجوازي بين االطراف هل كان هناك رقابة للتأكد من‬
‫االلتزام بقواعد العمل االضافي بشكل يحقق المنفعة والحماية للعامل‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫اهمية الدراسة من الناحية النظرية‪ :‬تفيد العلم والباحثين والطلب على معرفة تنظيم‬
‫المشرع االردني ألحكام العمل االضافي وكيف نظمه ونسق بينه وبين ساعات العمل‬
‫االصلية‪.‬‬
‫اما من الناحية العملية‪ :‬تفيد هذه الدراسة العمال حتى يكونوا على اطلع تام بكافة‬
‫حقوقهم ليكونوا على معرفة ما لهم وما عليهم‪ ،‬وحتى ال تهدر حقوقهم وال يتعرضوا ألي‬
‫استغلل من قبل اصحاب العمل‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪ .1‬تهدف الدراسة الى معرفة اهمية العمل االضافي ومعرفة مساوؤه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .2‬تهد ف الى معرفة ما يستحقه العامل من اجر لقاء قيامه بعمل اضافي‪ ،‬وهل‬
‫هناك فرق بين اجر العمل في ايام االسبوع العادية عن العمل في ايام العطلة‬
‫الرسمية؟‬
‫‪ .3‬تهدف الدراسة الى معرفة هل لقاء العمل االضافي كأجر مستثنى من تعريف‬
‫االجر؟‬
‫تساؤالت الدراسة‪:‬‬
‫‪ .1‬ما هو الحد االقصى لساعات تواجد العامل داخل المنشأة؟ وهل يجوز تشغيل‬
‫العامل اكثر منها؟‬
‫‪ .2‬ما هو االجر الذي يستحقه العامل عن ساعات العامل االضافي؟ وما هي‬
‫ميزاته وما هي مساوؤه‪.‬‬
‫‪ .3‬هل العمل االضافي يعد خروجا عن قاعدة العقد شريعة المتعاقدين؟‬
‫‪ .4‬هل يملك العامل رفض القيام بهذه المهام؟ وما هي الجزاءات القانونية اذا ما تم‬
‫الرفض؟‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ -1‬اثر العمل االضافي على اداء اعضاء هيئة التدريس في الجامعات الحكومية‪-‬‬
‫دراسة ميدانية‪/‬انس الخصاونة‪/‬رسالة ماجستير‪/‬جامعة آل البيت‪2007/‬‬
‫تناولت هذه الدراسة تأثير العمل االضافي على االداء والصراع الحاصل بين‬
‫االعضاء والعبء االضافي على االداء‪ ،‬وتناولت كيفية االهتمام بالعمل االضافي‬
‫بتلبية حاجات الجامعات واعطاء ما يستحقوه االعضاء لقاء هذا العمل االضافي‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة التفاوت في قيم العطاءات واالعمال االضافية في اعمال التشييد‪/‬سعاد‬
‫محمد فضل ظاهر‪/‬رسالة ماجستير‪/‬جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‪2003/‬‬
‫تناولت هذه الدراسة دراسة العقود وانواعها واالعمال االضافية وكيفية تأثيرها على‬
‫المشاريع في عدة نواحي ومنها انها ترهق اصحاب العمل بأعباء مالية جديدة غير‬
‫المتفق عليها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ما يميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة‪:‬‬
‫ما يميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة كونها تتناول موضوع العمل االضافي‬
‫الذي تبلورت حوله المادتين (‪ )57‬و ( ‪ )59‬من قانون العمل االردني‪ ،‬حيث يتم بيان‬
‫اصناف العمل االضافي وتوضيح متى تبرز ارادة العامل في هذا النوع من العمل‪ ،‬وكم‬
‫يستحق العامل اج ار عن عمله االضافي وبيان متى وفق المشرع االردني في تنظيمه‬
‫للعمل االضافي ومتى قصر في بعض من جوانبه‪ ،‬وهل ما يتلقاه العامل لقاء هذا‬
‫العمل مستثنى من مفهوم االجر ام انه شامل له‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدى تدخل قانون العمل في تنظيم ساعات العمل‬
‫ان أي قانون يكون له هدف معين يسعى لتحقيقه‪ ،‬وقانون العمل هدفه األسمى‬
‫هو حماية العامل من ادنى اعتداء قد يحصل بحقه‪ ،‬الى جانب تنظيمه لكل ما يتعلق‬
‫بعلقة العمل من تنظيمه لساعات العمل االلزامية واعترافاته بساعات عمل اضافية‬
‫تتيح لكل طرفي عقد العمل من اشباع حاجات لديهم‪ ،‬وتنظيم المشرع هذا ال يجوز‬
‫الخروج عنه فهو خير من اعلم بمصلحة العامل وما يحتاجه فهذه الغاية من جعل‬
‫نصوص هذا القانون آمرة اي اتفاق يخالفها يقع باطل باستثناء ما يسمى بالنظام العام‬
‫الحمائي‪ ،‬الذي سنتعرف عنه اكثر في هذا الفصل بإذن اهلل المقسم لما يلي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية قانون العمل ومدى اعتبار نصوصه من النظام العام‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف قانون العمل‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مدى اعتبار قانون العمل من النظام العام‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ساعات العمل االلزامية بموجب قانون العمل‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ساعات العمل االلزامية التي يقوم بها العامل‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مدى الزام العامل بالعمل االضافي‪.‬‬

‫‪ 1.1‬ماهية قانون العمل ومدى اعتبار نصوصه من النظام العام‬


‫فهم الناس لقانون العمل قد يكون فيه بعض من الغموض لدى البعض‪ ،‬وفيه‬
‫العديد من التفصيلت والثغرات التي تتطلب منا ان نقوم بدراسة تعريفه والتوقف عند‬
‫بعض االمور التي قد تحتاج الى عناية اكثر في القانون‪ ،‬ومعرفة هل قانون العمل‬
‫نصوصه تصنف من النصوص التي ال يجوز االتفاق على مخالفتها اي انها اَمره‬
‫تتعلق بالنظام العام‪ ،‬ام انها ليس لها صلة بالنظام العام ويجوز االتفاق على ما‬
‫يخالفها؟ كل هذا سوف نتعرف عليه بمشيئة اهلل تعالى من خلل هذا المبحث المقسم‬
‫الى مطلبين‪ ،‬المطلب االول بعنوان‪ :‬تعريف قانون العمل‪ ،‬والمطلب الثاني‪ :‬مدى‬
‫اعتبار قانون العمل من النظام العام‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ 1.1.1‬تعريف قانون العمل‬

‫في ظل التغيرات والتطورات الكبيرة التي طرأت على ميادين االعمال المختلفة‪،‬‬
‫والتي رافقتها زيادة كبيرة في عدد العاملين‪ ،‬وفي معدل االستثمار في البلدان المختلفة‪،‬‬
‫أوضح لدينا ضرورة حتمية بوجود قانون ينظم عمل العاملين في المؤسسات دون‬
‫نشوب نزاعات وخلفات وضياع الحقوق سواء كانت حقوق صاحب العمل ام حقوق‬
‫العامل‪ ،‬وذلك من منطلق ان كل منهما يشكل اساسا الستمرار العملية االنتاجية في‬
‫المجتمع‪ ،‬وان القوى العاملة هي المحرك الرئيسي لهذه العملية‪ ،‬كما ان اصحاب العمل‬
‫هم اساس وجود وتوفير فرص عمل للعاملين‪ ،‬لذلك نجد انه ال بد من وجود قانون‬
‫ينظم العلقات بين اطراف العمل اال وهم العامل وصاحب العمل‪.‬‬
‫بداية قانون العمل لم يكن بهذا االسم‪ ،‬فقد جرى على اسمه العديد من التغيرات‪،‬‬
‫واخي ار تم االستقرار على اصطلح "قانون العمل"(‪ ،)1‬فكلمة قانون هي مجموعة قواعد‬
‫عامة مجردة ملزمة تحكم سلوك وتصرفات الفرد في الجماعة والتي يترتب عليه‬
‫الخضوع له بالقوة ان لزم االمر‪ ،‬وكلمة قانون تنسب اليها العديد من التسميات لتدل‬
‫وتعرف بقانون معين‪ ،‬مثل القانون المدني وقانون العقوبات وقانون العمل‪ ،‬فقانون‬
‫العمل يندرج تحت فرع القانون الخاص‪ ،‬وقبل التطرق الى تعريف قانون العمل يتطلب‬
‫منا االمر معرفة ما يقصد بالعمل؟‬
‫العمل كما جاء في قانون العمل االردني هو "كل جهد فكري او جسماني يبذله‬
‫العامل لقاء اجر سواء كان بشكل دائم او عرضي او مؤقت او موسمي"(‪،)2‬فالمشرع‬
‫االردني عرف العمل بانه كل جهد يبذله العامل سواء كان فكري ام عمل جسماني‪،‬‬
‫فالفكري اي ان العامل ال يستعمل قوة جسده وعضلته إلتمام المهام التي عليه‪ ،‬بل هو‬
‫يستعمل ذهنه وفكره كعمل المستشار القانوني وعمل المحاسب مثل‪ ،‬فالعمل الذهني‬

‫(‪ )1‬اطلق على قانون العمل التشريع الصناعي والتشريع العمال‪/‬الدكتوره امل شربا والدكتور زهير‬
‫حرح‪/‬قانون العمل‪/‬منشورات جامعة دمشق‪/‬دمشق‪/2017/‬ص‪26‬‬
‫(‪ )2‬قانون العمل االردني رقم (‪ )8‬لسنة ‪ /1996‬منشور في الجريدة الرسمية عدد ‪– 4113‬‬
‫صفحة ‪ /1173‬بتاريخ ‪/1996/4/16‬لمادة رقم‪2‬‬
‫‪6‬‬
‫وما عبر عنه المشرع االردني بالعمل الفكري فقد ادرجه ضمن تعريف العمل‪ ،‬الن ما‬
‫يبذله العامل في عمله الفكري يستغرق من وقته في التفكير والتحليل‪ ،‬فكان المشرع‬
‫موقفه موفق وصحيح في اعتبار العمل الفكري عمل يؤجر عليه العامل‪ ،‬لما يستهلك‬
‫من طاقة العامل الفكرية‪ ،‬وحتى يسد باب التحايل على القانون لدى اصحاب العمل‬
‫سيئي النية الذين ال يعطوا عمالهم الذين يعملون عمل فكري اجورهم المستحقة‪ ،‬واعتبره‬
‫عمل يحق للعامل ان يطالب بحقوقه الناتجة عنه في حال تم هضم حقوقه‪ ،‬ونحن نؤيد‬
‫بشدة موقف المشرع االردني بهذه النقطة‪.‬‬
‫واعتبر المشرع االردني في المادة الثانية ايضا العمل الجسماني الذي يقوم به‬
‫كالعمل الذي يقوم به عامل‬ ‫العامل مستخدما قوته الجسدية عمل يستحق عليه اج ار‬
‫(‪،)1‬‬

‫البناء‪ ،‬وذكر المشرع االردني ان العمل قد يكون اما بشكل دائم او عرضي عندما‬
‫تستدعيه ظروف طارئة‪ ،‬او مؤقت اي انه ينجز بمده محدده او موسمي اي انه يكون‬
‫العمل في مواسم محدده من كل سنة‪ ،‬فكل هذه االعمال اعتبرها المشرع االردني عمل‬
‫من يقوم به يحق له اجر لقاء القيام به‪ ،‬وبالمقابل يحق له المطالبة بحماية القانون في‬
‫حال التعدي عليه‪.‬‬
‫فالمشرع االردني ذكر معنى العمل في قانون العمل االردني وهذا موقف يحمد‬
‫عليه‪ ،‬لتحديد معنى العمل بشكل دقيق لحماية اطراف العمل من اي غش او تحايل‪،‬‬
‫وذلك على العكس من بعض التشريعات االخرى التي غفلت عن ذكر معنى العمل‬
‫كالتشريع اللبناني والتشريع الكويتي‪ ،‬وهذا يعد قصور في هذه التشريعات التي قد ينتج‬
‫عنها العديد من النزاعات التي من الممكن تلشيها بتحديد معنى العمل‪ ،‬اما التشريع‬
‫المصري فهو لم يذكر معنى العمل في قانون العمل المصري‪ ،‬اال انه ذكر في المادة‬
‫(‪.)2‬‬
‫االولى منه فقره(د) و (هـ) و (و) ان العمل يكون مؤقت او عرضي او موسمي‬
‫بالتالي يمكن ان نعرف العمل بأنه كل جهد يبذله العامل ويستغرق من وقته ويبذل‬
‫جهده فيه من اجل حصوله على اجر لقاء هذا الجهد المبذول‪ ،‬سواء كان جهد يستدعي‬

‫(‪)1‬اانظر قانون العمل االردني ‪ /‬م(‪)2‬‬


‫(‪ )2‬قانون العمل الموحد المصري رقم (‪ )12‬لسنة ‪/2003‬الجريدة الرسمية‪-‬العدد(مكرر) في ‪7‬‬
‫ابريل سنة ‪/2003‬الماده رقم ‪ 1‬فقره د ه و‬
‫‪7‬‬
‫استخدام قدراته العقلية او قدراته الجسدية‪ ،‬وسواء كان هذا العمل بشكل يومي او ينجز‬
‫بمواسم معينة في السنة او ينجز في حاالت طارئة‪ ،‬فكل هذا يعتبر عمل ضمن‬
‫المعنى القانوني وتشمله حماية القانون‪ ،‬وال بد حتى يكون العمل مشمول في هذه‬
‫الحماية ان تتوافر فيه خصائص العمل بان يكون هناك علقة تبعية تربط العامل‬
‫بصاحب العمل‪ ،‬وان يكون العمل عمل خاصا ال عمل عاما وان يكون لقاء اجر‪.‬‬
‫بعد التعرف على معنى العمل يمكن تعريف قانون العمل‪ ،‬وذلك بإسقاط معنى‬
‫القانون على معنى العمل ومزجه بطريقة ليستنبط منه تعريفا مناسبا لقانون العمل‪ ،‬فقد‬
‫عرفه جانب من الفقه بأنه ‪":‬مجموعة القواعد القانونية التي تنظم احكام العلقة الناشئة‬
‫عن قيام شخص طبيعي بالعمل لدى مصلحة شخص اخر من اشخاص القانون‬
‫الخاص وتحت اشرافه او ادارته مقابل اجر"(‪ ،)1‬كما عرفه جانب آخر من الفقه بأنه‪:‬‬
‫"مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العلقات الفردية والجماعية الناشئة بين اصحاب‬
‫العمل وبين العمال الذين يعملون تحت اشرافهم وتوجيههم مقابل اجر"(‪.)2‬‬
‫وذكر بعض الفقه بان قانون العمل "مجموعة القواعد التي تطبق على العلقات‬
‫الفردية والجماعية الناشئة بين العمال واصحاب العمل تحت اشرافهم وسلطتهم بمناسبة‬
‫ادائهم العمل")‪.(3‬‬
‫ويتضح من هذه التعريفات ان قانون العمل ليطبق على اي علقة‪ ،‬ال بد وان‬
‫تكون هذه العلقة ناتجة عن عمل خاص ال عن عمل عام‪ ،‬فاذا كان العمل عمل عام‬
‫فل مجال للقول هنا بإمكانية تطبيق قانون العمل‪ ،‬فالقانون األوجب للتطبيق هو القانون‬
‫االداري في هذه الحالة‪ ،‬اما في مجال العمل والعمال فيطبق قانون العمل‪ ،‬ويطبق على‬
‫العلقات الناشئة بين العمال واصحاب العمل سواء كانت ناشئة عن عقود عمل فردية‬
‫ام عقود عمل جماعية‪.‬‬
‫ونلحظ ان اغلب الفقه اجمعوا حتى يطبق هذا القانون‪ ،‬ان يكون هناك علقة‬
‫تبعية تربط العمال بأصحاب العمل‪ ،‬اي ان يكون هناك اشراف وادارة من قبل اصحاب‬

‫(‪ )1‬أ‪.‬د‪.‬جعفر محمود المغربي‪/‬شرح احكام قانون العمل‪/‬دار الثقافة‪/‬عمان‪/2016/‬ص‪19‬‬


‫(‪ )2‬د‪.‬عدنان العابد و د‪.‬يوسف الياس ‪/‬قانون العمل‪/‬دار المعرفة‪/‬بغداد‪/1980/‬ص‪3‬‬
‫(‪)3‬د امل شربا و د زهير حرح‪ /‬قانون العمل‪/‬ص‪27‬‬
‫‪8‬‬
‫العمل على العمال‪ ،‬والمشرع االردني قصد بالتبعية القانونية ان يكون هناك اشراف او‬
‫ادارة حتى يتم تطبيق هذا القانون‪ ،‬وال بد ان يكون هنالك اجر يلتزم به صاحب العمل‬
‫تجاه التزام العامل بأدائه للعمل‪ ،‬حتى يكون تطبيق القانون صحيح وسليم‬
‫(‪.)1‬‬

‫بناء على ما تقدم‪ ،‬ممكن ان نعرف قانون العمل بأنه القانون الذي يحكم علقة‬
‫كل من العامل وصاحب العمل ببعضهما البعض‪ ،‬فهو يتضمن قواعد تحكم هذه‬
‫العلقة وكل ما يمكن ان ينتج عنها كاألجر وهو شرط جوهري لتطبيق قانون العمل‪،‬‬
‫كاإلجازات مثل ويضع فيه ضوابط للعمل االضافي‪ ،‬وال بد من االشارة الى ضرورة‬
‫توافر علقة تبعية تربط بين كل الطرفيين‪ ،‬حتى يكون هناك مبرر سليم لتطبيق هذا‬
‫القانون‪ ،‬فل بد من ان يعمل العامل تحت اشراف او ادارة صاحب العمل‪ ،‬وال يشترط‬
‫المشرع وجودهما معا بل يكفي توافر احداهما‪ ،‬فاإلشراف هو ان يحدد صاحب العمل‬
‫شروط العمل للعامل ويراقبه بااللتزام بتلك الشروط وهل يخرج عنها ام ال‪ ،‬اما بالنسبة‬
‫لإلدارة فهي تقرر حق لصاحب العمل بالتدخل بكيفية تنفيذ هذا العمل‪ ،‬فمتى ما توافرت‬
‫احداهما تكون علقة التبعية قائمه‪ ،‬وعلية يتم تطبيق هذا القانون ألنه في هذه الحالة‬
‫هو القانون الواجب للتطبيق‪.‬‬
‫وترى الباحثة ان وجود قانون العمل هو امر حتمي ال مجال لغيابه‪ ،‬لما له من‬
‫اهمية بالغة‪ ،‬فهو يؤدي مهمه اجتماعية ويشبع حاجات اقتصادية‪ ،‬وعدا عن ذلك فهو‬
‫وجد لحماية الطرف االضعف اال وهو العامل‪ ،‬فان غابت العدالة قل االنتماء‪ ،‬فاذا لم‬
‫يجد العامل من ينصفه ويحمي حقوقه ويتكفل بحمايتها من اي اعتداء وقع او على‬
‫وشوك وقوعه عليها‪ ،‬فغياب كل ذلك من الطبيعي ان ينعكس وبشكل سلبي على‬
‫العامل ونفسيته ويؤثر على اداؤه لعمله‪ ،‬وهذا يتفق مع رأي احد الباحثين حيث انه يرى‬
‫ان قانون العمل يعمل على تحقيق السلم المجتمعي من خلل انه يساعد على ترسيخ‬
‫االستقرار لدى العامل ويقضي على اسباب السخط والتذمر لديه(‪ ،)2‬فل يعمل بشكل‬
‫جدي وسيكون مستهتر بان ينجز اعماله بأحسن صورة‪ ،‬بالتالي متى ما وجد مثل هذا‬

‫(‪) 1‬د‪ .‬جعفر المغربي‪ /‬شرح احكام قانون العمل ‪/‬ص‪28‬‬


‫(‪) 2‬خالد اديب‪/‬اهمية قانون العمل ‪/‬نقابات وعمال‪/‬جريدة قاسيون‪2019/2/24‬‬
‫‪9‬‬
‫القانون فانه ينعكس بشكل ايجابي على العامل وسوف يركز على تحسن اداؤه‪،‬‬
‫إلحساسه بوجود قانون حاسم يحميه ويحمي حقوقه من اي انتهاك‪.‬‬
‫كما ترى الباحثة ان قانون العمل مهم ألصحاب العمل‪ ،‬فقانون العمل لم يترك‬
‫صاحب العمل جانبا فهو طرف مهم بهذه العلقة‪ ،‬فمن خلل منصة قانون العمل‬
‫يعرف صاحب العمل ما له وما عليه‪ ،‬ويمكنه من ردع العامل الذي يخل بعمله او‬
‫بشروط العمل المتفق عليها‪ ،‬فجاء هذا القانون إلنصاف كل الطرفيين العامل وصاحب‬
‫العمل ويحميهما‪ ،‬ويجعل العلقة متزنة بينهما قدر االمكان‪.‬‬

‫‪ 2.1.1‬مدى اعتبار نصوص قانون العمل من النظام العام‬


‫ذكرنا سابقا بأن قانون العمل ضرورة ال غنى عنها يفرض المجتمع وجودها وبقوة‪،‬‬
‫لذا فان قانون العمل متميز بوجود عدة خصائص له‪ ،‬كالطبيعة الواقعية له النه يلمس‬
‫طبقة حساسة وضعيفة في المجتمع‪ ،‬فيحتم االمر عليه ان يكون واقعيا يتلءم مع‬
‫متطلبات وواقع المجتمع‪ ،‬وألهمية هذا القانون في حياة االغلب فان المشرع جعل من‬
‫اجراءات تقاضيه بسيطة ال تعقيد فيها لتيسيرها على العمال وعدم تضيع وقتهم‬
‫والستمرارهم في العمل‪ ،‬وايضا راعى المشرع االردني مصلحة ووقت المحاكم وسرع من‬
‫اجراءات التقاضي في الدعاوى العمالية لعدم تضيق الوقت عليهم‪ ،‬لما لهم من وقت‬
‫ثمين‪ ،‬ولكن من اهم ما يتميز به قانون العمل هو انه قانون متعلق بالنظام العام‪ ،‬اي‬
‫انه ال يجوز االتفاق على مخالفته وكل اتفاق على مخالفته يقع باطل‪ ،‬اي ان قواعد‬
‫قانون العمل قواعد امره ال يجوز االتفاق على مخالفتها‪ ،‬وذلك على العكس من القواعد‬
‫المكملة التي يجوز االتفاق على مخالفتها(‪.)1‬‬
‫فقانون العمل جاء ليخاطب شريحة مهمه وكثيرة وتتزايد مع مرور الوقت‪ ،‬اال وهي‬
‫طبقة العمال‪ ،‬وان الغاية من وجود قانون العمل هي حماية الطرف االضعف والطرف‬
‫الضعيف في هذه العلقة العقدية هو العامل‪ ،‬فبما ان قانون العمل جاء لحماية العمال‪،‬‬
‫فمن الطبيعي ان يحاول المشرع االردني قدر االمكان من جعل قواعد هذا القانون‬

‫(‪)1‬انظر د جعفر المغربي‪ /‬شرح احكام قانون العمل ‪/‬ص‪23‬‬


‫‪10‬‬
‫قواعد آمره ال يمكن لصاحب العمل او غيره ان يتفقوا مع العامل على مخالفتها‪ ،‬حتى‬
‫ولو كانت بموافقة من العامل ذاته‪.‬‬
‫ويشير رأي من الفقه ان الهدف االساسي الذي يهدف اليه قانون العمل وان اساس‬
‫وجوده هو حماية العامل‪ ،‬كونه يمثل الطرف الضعيف في هذه العلقة‪ ،‬وان المشرع‬
‫حاول حماية هذا العامل من خلل جعل قواعد قانون العمل قواعد امره ال اتفاق على‬
‫مخالفتها‪ ،‬وذلك للحيلولة دوم تحايل من قبل صاحب العمل على احكام هذه القواعد‬
‫األمرة)‪.(1‬‬
‫فالمشرع االردني ذكر في قانون العمل االردني بالمادة الرابعة منه‪":‬أ‪-‬ال تؤثر‬
‫احكام هذا القانون على اي حق من الحقوق التي يمنحها للعامل اي قانون اخر او عقد‬
‫عمل او اتفاق او قرار اذا كان اي منها يرتب للعامل حقوقا افضل من المقررة له‬
‫بموجب احكام هذا القانون")‪.(2‬‬
‫يتبين من المادة الرابعة فقره (أ) ان المشرع االردني منع مخالفة نصوص قانون‬
‫العمل‪ ،‬ولكن هذا المنع ليس منعا مطلقا‪ ،‬اي انه تجوز المخالفة بحاالت وبالمقابل‬
‫تمنع بحاالت اخرى‪ ،‬فاذا كانت هناك مخالفة لقواعد هذا القانون تنتقص من الحقوق‬
‫والحد االدنى للمزايا الممنوحة للعامل‪ ،‬فان مثل هذه المخالفة تعد باطله ال مجال للشك‬
‫فيها‪ ،‬وذلك على العكس من اي مخالفة لهذا القانون وردت في اي قانون اخر او عقد‬
‫تمنح وتضيف للعامل مزايا وحقوق افضل مما هو منصوص عليه في هذا القانون‪،‬‬
‫ففي هذه الحالة تعد المخالفة جائزة وال جزاء فيها‪ ،‬لما ذكره المشرع بصريح العبارة في‬
‫الفقرة(أ) من المادة الرابعة‪.‬‬
‫وهذا النوع من المخالفات يعبر عنه بما يسمى بالنظام العام الحمائي‪ ،‬وهو نظام‬
‫متعلق بقانون العمل ويجوز مخالفته فقط بحالة واحدة وهي اذا كان الهدف من المخالفة‬
‫حصول العامل على مزايا افضل مما نص عليه قانون العمل‪ ،‬وهذا النظام يختلف عن‬

‫(‪ ) 1‬د‪.‬عمر العيد روس‪/‬شرح القانون االتحادي رقم (‪ )8‬لسنة ‪ 1980‬في شان تتظيم علقات‬
‫العمل ودراسة مقارنه مع قوانين العمل العربية الخليجية ‪/‬دار الكتب الوطنية‪/‬ابوظبي‪/‬الطبعة‬
‫االولى‪/1989‬ص‪29‬‬
‫(‪ )2‬قانون العمل االردني‪/‬ماده ‪/4‬أ‬
‫‪11‬‬
‫النظام العام بمفهومه العام‪ ،‬فهذا النوع اذا تمت مخالفته فتكون نتيجة هذه المخالفة‬
‫البطلن بدون ادنى شك(‪.)1‬‬
‫فنص المشرع االردني على النظام العام الحمائي هو امر محمود‪ ،‬ألنه لم يلزم‬
‫اصحاب العمل والعمال ويقيدهم بالمزايا الواردة فيه‪ ،‬ألنه في الواقع نرى هناك العديد‬
‫من الشركات الخاصة تقدم للعاملين لديها امتيازات اعلى وافضل مما نص عليه قانون‬
‫العمل‪ ،‬ففي هذه الحالة مثل يستطيع كل من العامل وصاحب العمل االتفاق على عقد‬
‫عمل فيه امتيازات افضل دون اي مخاوف‪ ،‬فالعامل يستطيع قبول هذه الفرصة من‬
‫العمل وصاحب العمل يستطيع ان يعطي العامل ما يريد من امتيازات دون القلق بان‬
‫هناك جزاءات ممكن ان توقع عليه‪.‬‬
‫وان مثل هذا التساهل من هذه الناحية من قبل المشرع هو يعطي فرصة افضل‬
‫للعامل بتسهيل ظروف حياته وظروف معيشته‪ ،‬فل يقيده باجر معين عليه ان يلتزم به‬
‫في القانون باستثناء الحد االدنى لألجور الذي على صاحب العمل عدم النزول عنه‪،‬‬
‫وال يقيده بعدد ايام معينة مخصصة للراحة االسبوعية مثل‪.‬‬
‫وذكر المشرع البحريني ايضا على هذا النظام الحمائي في قانون العمل البحريني‪،‬‬
‫فنص في المادة الرابعة منه ‪":‬ويستمر العمل بأية مزايا او شروط افضل تكون مقررة او‬
‫تقرر في عقود العمل الفردية او الجماعية او انظمة العمل بالمنشأة او غيرها بموجب‬
‫العرف")‪.(2‬‬
‫فنص القانون البحريني على النظام العام الحمائي ايضا‪ ،‬ال يدل اال على حرص‬
‫اغلب التشريعات لحماية العامل‪ ،‬وتوفير افضل المزايا له ان وجدت وعدم حرمانه‬
‫منها‪ ،‬سعيا منهم لتحسين وضعه قدر االمكان‪.‬‬
‫وورد في ذات المادة الفقرة(ب) من قانون العمل االردني ‪":‬يعتبر باطل كل شرط‬
‫في عقد او اتفاق سواء ابرم قبل هذا القانون او بعده يتنازل بموجبه اي عامل عن اي‬

‫(‪)1‬د‪.‬جعفر المغربي‪ /‬شرح احكام قانون العمل‪/‬ص‪52‬‬


‫(‪ ) 2‬قانون العمل البحريني رقم (‪ )36‬لسنة ‪ /2012‬منشور في الجريدة الرسمية رقم ‪/3063‬بتاريخ‬
‫‪2012/8/2‬مادة ‪4‬‬
‫‪12‬‬
‫حق من الحقوق التي يمنحها اياه هذا القانون"(‪ ،)1‬فنرى ان المشرع االردني نص‬
‫وبشكل واضح ال غموض فيه على انه اذا تنازل العامل عن اي حق له وكان هذا‬
‫الحق قد ضمنه له القانون‪ ،‬فان مثل هذا التنازل يعد تنازال باطل ال نقاش فيه‪ ،‬سواء‬
‫كان هذا التنازل في عقد تم في الفترة الزمنية قبل هذا القانون او بعده‪.‬‬
‫فالمشرع موفق في هذا النص ونحن نؤيده وبشدة‪ ،‬الن في مثل هذا النص يتواجد‬
‫حماية عالية الدرجة للعامل‪ ،‬كون العامل بصفته الضعيفة مضطر ان يخضع لصاحب‬
‫العمل وما يطلبه منه حتى لو كانت طلباته تحتوي تنازل لحقوقه‪ ،‬فالعامل يكون في‬
‫امس الحاجة للعمل‪ ،‬ومن الطبيعي ان يكون لديه رهبه وخوف من قوة صاحب العمل‪،‬‬
‫لذا تنبأ المشرع لهذه المسألة وشمل العامل في غطاء حمايته‪ ،‬ومنع مثل هذا النوع من‬
‫التواطؤ والتحايل على القانون‪ ،‬ومنع استغلل صاحب العمل لجبروته وقوته امام‬
‫العامل الضعيف‪.‬‬
‫ويرى جانب من الفقه بأعمال نص القانون الذي يقضي بمنع تنازل العامل عن‬
‫حقوقه فيه ضمانه قوية من ناحية عدم السماح ألصحاب العمل باستغلل العامل لزيادة‬
‫ساعات العمل او بخفض اجر او عن اي حق من الحقوق المقررة له بموجب‬
‫القانون(‪.)2‬‬
‫اما بالنسبة لمنع التنازل سواء كانت العقود مبرمة قبل او بعد هذا القانون فهو‬
‫نص له غاية كبيرة يهدف الى منع اصحاب العمل باالحتجاج بان هذا التنازل تم قبل‬
‫صدور هذا القانون‪ ،‬فبالتالي ال يعد تنازال باطل‪ ،‬فكان المشرع فطنا في هذا االمر‬
‫هادفا لحماية العامل بكل السبل‪.‬‬
‫وعلى ذلك جاء قرار لمحكمة التميز األردنية "اما بخصوص ما ورد بالعقد الخطي‬
‫المؤرخ في ‪ 2012/5/15‬والذي تقر فيه المدعية انه ليس لها استحقاقات قبل هذا‬
‫العقد فان المدعية وقعت على هذا التنازل وهي على رأس عملها لدى المدعى لديها‬
‫وان اي تن ازل للعامل عن حقوقه اثناء وجوده على رأس عمله هو تنازل باطل ويتعين‬

‫(‪ )1‬قانون العمل االردني‪/‬مادة‪ 4‬فقره ب‬


‫(‪ )2‬د‪.‬عدنان بشار ملكاوي‪/‬دراسات فقهية في قانون العمل‪/‬عمان‪/‬الطبعة االولى ‪/2014‬ص‪186‬‬
‫‪13‬‬
‫استبعاده لبطلنه وفقا ألحكام المادة (‪ )4‬من قانون العمل وما استقر عليه االجتهاد‬
‫والقضاء"(‪.)1‬‬
‫وقررت بقرار آخر "وحيث ان االجتهاد القضائي قد استقر وعلى ما ورد بقرار‬
‫الهيئة العامة لهذه المحكمة رقم(‪ )93/2002‬تاريخ ‪ 2002/1/20‬على ان القرار الذي‬
‫يصدر من العامل اثناء فترة عمله بالتنازل عن حقوقه التي يمنحها له قانون العمل‬
‫يعتبر باطل لصراحة نص قانون العمل على ذلك"(‪.)2‬‬
‫وقررت ايضا "لم تأخذ المحكمة بالمادة (‪ )4‬من قانون العمل والتي تتضمن بأن‬
‫يعطي ا لعامل الحق االفضل له والتي يمنحها للعامل اي قانون اخر او عقد او عمل‬
‫او اتفاق او قرار كما اعتبرت انه يقع باطل اي تنازل للعامل عن اي حق من حقوقه‬
‫كونه يعتبر الطرف االضعف في علقة العمل(‪.)3‬‬
‫اذا ترك المشرع مسائل العمل والعمال دون ضوابط ولم يضعها تحت السيطرة‪،‬‬
‫فان مآل ذلك تدهور مصلحة العامل‪ ،‬وفرض سيطرة صاحب العمل على العامل‬
‫والتحكم به دون اي خشية من قانون قد يردع‪ ،‬لذا تدارك المشرع هذه المسألة وجعل‬
‫هنالك جزاءات اذا تم مخالفة قواعد قانون العمل‪ ،‬وهم جزاء جنائي وجزاء مدني‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬الجزاء الجنائي‬
‫جعل المشرع قواعد قانون العمل آمرة ال يجوز االتفاق على مخالفتها‪ ،‬وفي حال‬
‫تج أر أحد على مخالفتها فجعل هناك جزاء جنائي له كي يردعه‪ ،‬اي انه اعتبر مخالفة‬
‫قاعدة من قواعد قانون العمل تعد من قبيل الجريمة الجنائية‪ ،‬ويرى رأي من الفقه "تبين‬
‫لنا ان جرائم قانون العمل تعتبر جنحا في معظم الحاالت‪ ،‬الن المشرع يعاقب عليها‬
‫بعقوبة الجنح‪ ،‬وان كان قد اكتفى في حاالت قليلة بعقوبة المخالفة"(‪ ،)4‬ويرى جانب‬
‫آخر ان الجزاء الجنائي يقع في اغلبه على صاحب العمل‪ ،‬وذلك الن قانون العمل‬
‫جاء به المشرع لحماية العامل‪ ،‬اال ان هذا ال يعطي الصلحية للعامل بارتكاب ما‬

‫(‪ )1‬محكمة التميز بصفتها الحقوقيه‪/‬قرار رقم ‪/2019/5390‬قرارك للق اررات القضائية‬
‫(‪ )2‬محكمة التميز بصفتها الحقوقية‪/‬قرار رقم ‪/2019/1295‬قرارك للق اررات القضائية‬
‫(‪ )3‬محكمة التميز بصفتها الحقوقية‪/‬قرار رقم ‪/2018/8298‬قرارك للق اررات القضائية‬
‫(‪)4‬د‪.‬امل شربا و د‪.‬زهيرحرح‪ /‬قانون العمل‪/‬ص‪36‬‬
‫‪14‬‬
‫يشاء من المخالفات‪ ،‬بل يوجد ايضا عقوبات تفرض عليه ولكن هذه العقوبات في‬
‫اغلبها تكون على شكل غرامات مالية‪ ،‬وذلك ألنه اذا لجأ الى الحبس فان ذلك سيؤثر‬
‫سلبا على انتاجية القطاع الخاص‪ ،‬فاذا قام العامل بأضراب يحظر عليه القانون القيام‬
‫به فانه سيتعرض لعقوبات مالية(‪.)1‬‬
‫ويلحظ على قانون العمل انه ذكر في المادة التاسعة منه فقرة(أ) انه اعطى‬
‫صلحية لمفتش العمل ذات صلحية الضابطة العدلية المنصوص عليها في قانون‬
‫اصول المحاكمات الجزائية اثناء قيامه بوظيفته‪ ،‬اي ان المشرع لوال انه يرى بأهمية‬
‫قانون العمل ويؤمن بضرورة تطبيق أحكامه تطبيقا صحيحا‪ ،‬ما كان جعل لمفتش‬
‫العمل ذات الصلحية الممنوحة للضابطة العدلية‪ ،‬ومن ذات القانون المذكور فقد ذكر‬
‫في المادة (‪ )12‬الفقرة (هـ) بأن هناك غرامة تفرض على صاحب العمل او مدير‬
‫المؤسسة حسب مقتضى الحال في حالة استخدام عامل غير اردني بدون تصريح‪ ،‬اي‬
‫ان القانون اوجب على صاحب العمل عدم استخدام اي عامل ال يحمل الجنسية‬
‫االردنية اال بتصريح‪ ،‬ففي حال خالف هذه القاعدة فانه سيتعرض بطبيعة الحال‬
‫للعقوبة المفروضة‪ ،‬وفي المادة(‪ )139‬ينص المشرع على انه اذا نص قانون العقوبات‬
‫على عقوبة اشد لذات المخالفة المرتكبة بحق قانون العمل‪ ،‬وكان قانون العمل قد‬
‫فرض عقوبة اخف على هذه المخالفة فان العقوبة االشد الواردة في قانون العقوبات‬
‫هي التي تطبق‪ ،‬نظ ار لجسامة الفعل الذي قام به المخالف بعين المشرع‪ ،‬وهذا موقف‬
‫سليم‪ ،‬الن اي تهاون مهما كان بسيط فيما يتعلق بحقوق العمال‪ ،‬فانه يؤدي الى هضم‬
‫حقوقه وتمادي صاحب العمل بشكل اكبر عليه وقد يعتاد على ذلك بشكل مستمر‪.‬‬
‫ويذكر بعض من الفقه ان معظم القوانين االخرى كانت توقع عقوبة جنائية في‬
‫حال مخالفة قانون العمل‪ ،‬وكانت هذه العقوبة تختلف وتتنوع على حسب المخالفة‬
‫المرتكبة واهميتها(‪.)2‬‬
‫وكان رأي المشرع االردني افضل من رأي بعض التشريعات االخرى‪ ،‬ألنهم‬
‫فرضوا عقوبة على حسب الفعل المرتكب‪ ،‬والعقوبات التي تفرض تتنوع اي انه من‬

‫(‪)1‬د‪.‬جعفر المغربي‪ /‬شرح احكام قانون العمل‪/‬ص‪53‬‬


‫(‪)2‬د‪.‬عمر الروس‪ /‬قانون العمل‪/‬ص‪33‬‬
‫‪15‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like