Professional Documents
Culture Documents
9802 008 020 0395 F
9802 008 020 0395 F
جامعة مؤتة
ﺍﻟﺰﻋﺒﻲ ،ﻫﺘﺎﻑ ﺧﺎﻟﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ:
العلياﺍﻟﻠﺼﺎﺻﻤﺔ ،ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ)ﻣﺸﺮﻑ( ﺁﺧﺮﻳﻦ:الدراسات
ﻣؤﻟﻔﻴﻦ كلية
2020 ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ:
ﻣؤﺗﺔ ﻣﻮﻗﻊ:
1 - 72 ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ:
1096671 ﺭﻗﻢ :MD
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ:
Arabic ﺍﻟﻠﻐﺔ:
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ:
ﻣؤﺗﺔللعمل اإلضافي في قانون العمل األردني
القانونية
ﺟﺎﻣﻌﺔ األحكام ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ:
ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ:
ﺍﻻﺭﺩﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ:
Dissertations ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ:
إعداد الطالبة
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺿﺎﻓﻲ ،ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ:
http://search.mandumah.com/Record/1096671 ﺭﺍﺑﻂ:
هتاف خالد يوسف الزعبي
إعداد الطالبة
هتاف خالد يوسف الزعبي
إعداد الطالبة
هتاف خالد يوسف الزعبي
أ
الشكر والتقدير
الشكر هلل أوال ،الذي أنعم علينا بفضله واإلستعانة به إلتمام هذه الرسالة في ظل
توفيقه ورحمته ،فأشكرك ربي وأحمدك ،شك ار ربي.
وال يسعني وأنا أضع اللمسات األخيرة في هذه الرسالة إال أن أتقدم بالشكر إلى
كل من كانت له فيها مساهمة ولو بسيطة ،وأخص بالشكر األستاذ الدكتور عبدالعزيز
اللصاصمة المشرف على هذه الرسالة والذي كان له الفضل بعد اهلل عز وجل في إنارة
طريق البحث لي من خلل توجيهاته وارشاداته ،جعلها اهلل في مي ازن أعماله.
كما أتقدم بالشكر إلى أعضاء لجنة المناقشة الكرام ،وعلى كل ما سيملونه لي
من ملحظات التي لن تزيدني إال علماونفعا ،وأزجي بالشكر إلى جميع أعضاء الهيئة
التدريسية في جامعة مؤتة وفي كلية الحقوق بشكل خاص ،أطال اهلل في أعماركم
وجعلكم ذخ ار في طريق العلم وانارته.
فجزاكم اهلل جميعاً كل خير وأمدكم بموفور الصحة والعافية
والحمد هلل رب العالمين
هتاف خالد الزعبي
ب
فهرس المحتويات
الصفحة الموضوع
أ اإلهداء
ب الشكر والتقدير
ج قائمة المحتويات
ه الملخص باللغة العربية
و الملخص باللغة اإلنجليزية
1 المقدمة
2 مشكلة الدراسة
2 أهمية الدراسة
2 أهداف الدراسة
3 تساؤالت الدراسة
3 الدراسات السابقة
5 الفصل األول :مدى تدخل قانون العمل في تنظيم ساعات العمل
5 1.1ماهية قانون العمل ومدى اعتبار نصوصه من النظام العام
6 1.1.1تعريف قانون العمل
10 2.1.1مدى اعتبار نصوص قانون العمل من النظام العام
18 2.1ساعات العمل االلزامية بموجب قانون العمل
18 1.2.1ساعات العمل االلزامية التي يقوم فيها العامل
24 2.2.1مدى إلزام العامل بالعمل اإلضافي
33 الفصل الثاني :مدى تطابق أحكام العمل االضافي مع قانون العمل
33 1.2أحكام العمل االضافي
34 1.1.2ساعات العمل اإلضافي المسموح بها
43 2.1.2أجر العمل اإلضافي
53 2.2االثر المترتب على احكام العمل االضافي
53 1.2.2الرقابة على االلتزام بتنفيذ قواعد العمل اإلضافي
ج
الصفحة الموضوع
59 2.2.2الجزاء المترتب على مخالفة احكام العمل االضافي
66 الخاتمة
69 الم ارجع
د
الملخص
األحكام القانونية للعمل اإلضافي في قانون العمل األردني
هتاف خالد يوسف الزعبي
جامعة مؤتة2020 ،
عقد العمل له بعض الخصوصة كونه يمس الفئة االوسع انتشا ار بالمجتمع ،لذا
فالعمل االضافي سيكون محور هذه الرسالة ،فيحق للعامل أن يعمل ساعات اضافيه
تزيد عن عدد الساعات المقررة في قانون العمل ،ولكن هذا الحق ال يمارس بشكل
عشوائي ،فبهذه الرسالة سنسلط الضوء على أحكام وضوابط العمل االضافي بنوعيه
الوجوبي والجوازي ،وسنتعرف على كيفية معالجة المشرع االردني للعمل االضافي
ونتطرق على أوجه القصور فيه ،وعلى الديون التي تتقادم ان كانت تشمل ديون العمل
اإلضافي ،وسنتعرف على الرقابة المفروضة على الشركات والمؤسسات فيما يتعلق
بالعمل االضافي ،ففي هذه الدراسة توصلنا الى ان المشرع االردني عالج العمل
االضافي االجباري اال انه لم يتطرق للعمل االضافي االختياري متمنين عليه ان يعالج
أحكامه بشكل مفصل ،كما انه استثنى االجر الذي يتقاضاه العامل لقاء عمله االضافي
من مفهوم االجر في المادة الثانية الواردة في قانون العمل االردني راجين منه ان
يشمل بتعريفه لألجر ما يحصل عليه العامل لقاء عمله هذا .
ه
Abstract
The Legal Rules of Overtime In Jordanian Labor Law
Houtaf Khaled Al-Zoubi
Mu'tah University, 2020
The employment contract has some privacy as it`s not widwly
spread in society. So overtime will be the focus of this thesis.
The worker has the right to work more hours than the hours prescribed in
the Labor Law but this right is not exercised at random. In this thesis
attention will be paid on the provisions and regulations of overtime with
both mandatory and by choice types and will learn how the Jordanian
legislator handles overtime and then will discuss aspects of inefficiency and
debts
that are absolete if they include overtime debt، Also، we will learn
about the control imposed on companies and institutions with regard to
overtime.
Inthis study، we have concluded that the Jordanian legislator has
handled compulsory overtime but they haven`t addresses optional
overtime، hoping that they would address its provisional in detail، as they
excluded the wage the workers receive for their additional work from the
concept of remuneration in the second article of the Jordanian Labor Law،
hoping that the include what the workers receive for their work.
و
المقدمة
العمل ضرورة فطرية ال يتخيل ان تستمر الحياة البشرية على وجه األرض بدونه،
فاإلنسان الذي ال يعمل يعد عالة على غيره وعلى المجتمع ككل ،وذلك على العكس
تماما من االنسان العامل فهو عنصر فعال ينفع نفسه وينفع مجتمعه ،فمن االمور
المتفق عليها ان العمل شيء اساسي في حياة كل فرد ،وقد كفلت اغلب الدساتير توفير
العمل لمواطنيها ومنها الدستور االردني واعتبره حق لكل مواطن وحمته.
وحرص االسلم وغيره من الديانات السماوية على اهمية العمل ،فبه تعم الفائدة
على العامل نفسه وعلى مجتمعه وتتحقق الغاية التي يرمي اليها االسلم وهي اعمار
االرض وبه يتم ابعاد المجتمع عن طريق الهلك واالنهيار.
فجميعنا نتفق على ان العمل يعد ركيزة اساسية تنهض باألمة وتأخذ بيدها نحو
التطور والعمران ،لذا لم تترك التشريعات العمل بعيدا عن تنظيمها فجميع التشريعات
جعلت العمل وكل ما يتعلق به تحت نظرها وتحت سيطرتها عن طريق تخصيص
قانونا للعمل وطبعا من ضمنها التشريع االردني ،فالمشرع االردني افرد للعمل قانونا
خاصا وتناول في طيات نصوصه كل ما يخص العاملين واصحاب العمل ،فهو يرمي
الى ايجاد طرق للتفاهم بين كل من اصحاب العمل والعمال بطريقة تضمن عدم هدر
حقوق اي منهم ،وحاول قدر االمكان تنظيم علقة العمل من خلل تنظيمه أليام العمل
وساعات العمل واالجور المستحقة وغيرها العديد من االمور التي تكفل حسن سير
علقة العمل.
وكان من اهم ما نظمته يد المشرع االردني ما يطلق عليه بالعمل االضافي فهو
الى جانب تنظيمه للعمل الرسمي نظم العمل االضافي من عدد ساعاته واجوره بشكل
يحاول فيه قدر االمكان المحافظة على كرامة العامل واحترام آدميته ،فهو لم يجعل
العمل االضافي خاضع بكل ما فيه لرغبة العامل وارادته الكاملة ،فهو نظمه بشكل
يحقق فيه مصلحة كل من العامل ومصلحة صاحب العمل وبالمقابل راعى حاجة
العامل الماسة للعمل االضافي اما لتحسين معيشته او لغايات اخرى ،فسمح له بالعمل
االضافي بشكل ال يكون عبئا على صحة العامل فهو راعى حاجته للعمل االضافي
وبنفس الوقت حمى صحته التي ستتأثر اذا بقي لساعات طويلة تحت ضغط العمل،
1
واعتبره حق لكل عامل وال يحق أليا كان ان يحرمه منه فهو اقر له هذا الحق بالقدر
الذي ال يؤثر على مشكلة البطالة ويساعد على عدم تفشيها.
فسنتعرف في الرسالة هذه على كيفية تنظيم المشرع االردني للعمل االضافي بأدق
تفاصيله ،وسنعرض معا انواع العمل االضافي وهل بنوعيه يعد مرهون ال رادة العامل
ام ال؟ وهل كانت النصوص التي تنظم احكام العمل االضافي كافية ام يشوبها بعض
من القصور؟ وهل هناك رقابة على اصحاب العمل للتأكد من حسن تنفيذ قانون العمل
ككل وفيما يتعلق بالعمل االضافي على وجه الخصوص؟ وان وجدت هذه الرقابة هل
تعد رقابة كافية ام تحتاج الى تعزيز؟
فإن وفقني اهلل ،فإن هذه الدراسة كانت في هذا الصدد لتساعدنا لإلجابة عن هذه
التساؤالت المطروحة.
مشكلة الدراسة:
تكمن اشكالية هذه الدراسة في عدم كفاية قانون العمل االردني في معالجة وتنظيم
احكام العمل االضافي ،وتكمن ايضا باستثناء اجر العمل االضافي من تعريف االجر،
وعدم معالجة المشرع االردني ألحكام العمل االضافي االجباري بشكل واف ،وعندما
ترك تنظيم العمل االضافي الجوازي بين االطراف هل كان هناك رقابة للتأكد من
االلتزام بقواعد العمل االضافي بشكل يحقق المنفعة والحماية للعامل.
أهمية الدراسة:
اهمية الدراسة من الناحية النظرية :تفيد العلم والباحثين والطلب على معرفة تنظيم
المشرع االردني ألحكام العمل االضافي وكيف نظمه ونسق بينه وبين ساعات العمل
االصلية.
اما من الناحية العملية :تفيد هذه الدراسة العمال حتى يكونوا على اطلع تام بكافة
حقوقهم ليكونوا على معرفة ما لهم وما عليهم ،وحتى ال تهدر حقوقهم وال يتعرضوا ألي
استغلل من قبل اصحاب العمل.
أهداف الدراسة:
.1تهدف الدراسة الى معرفة اهمية العمل االضافي ومعرفة مساوؤه.
2
.2تهد ف الى معرفة ما يستحقه العامل من اجر لقاء قيامه بعمل اضافي ،وهل
هناك فرق بين اجر العمل في ايام االسبوع العادية عن العمل في ايام العطلة
الرسمية؟
.3تهدف الدراسة الى معرفة هل لقاء العمل االضافي كأجر مستثنى من تعريف
االجر؟
تساؤالت الدراسة:
.1ما هو الحد االقصى لساعات تواجد العامل داخل المنشأة؟ وهل يجوز تشغيل
العامل اكثر منها؟
.2ما هو االجر الذي يستحقه العامل عن ساعات العامل االضافي؟ وما هي
ميزاته وما هي مساوؤه.
.3هل العمل االضافي يعد خروجا عن قاعدة العقد شريعة المتعاقدين؟
.4هل يملك العامل رفض القيام بهذه المهام؟ وما هي الجزاءات القانونية اذا ما تم
الرفض؟
الدراسات السابقة:
-1اثر العمل االضافي على اداء اعضاء هيئة التدريس في الجامعات الحكومية-
دراسة ميدانية/انس الخصاونة/رسالة ماجستير/جامعة آل البيت2007/
تناولت هذه الدراسة تأثير العمل االضافي على االداء والصراع الحاصل بين
االعضاء والعبء االضافي على االداء ،وتناولت كيفية االهتمام بالعمل االضافي
بتلبية حاجات الجامعات واعطاء ما يستحقوه االعضاء لقاء هذا العمل االضافي.
-2دراسة التفاوت في قيم العطاءات واالعمال االضافية في اعمال التشييد/سعاد
محمد فضل ظاهر/رسالة ماجستير/جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا2003/
تناولت هذه الدراسة دراسة العقود وانواعها واالعمال االضافية وكيفية تأثيرها على
المشاريع في عدة نواحي ومنها انها ترهق اصحاب العمل بأعباء مالية جديدة غير
المتفق عليها.
3
ما يميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة:
ما يميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة كونها تتناول موضوع العمل االضافي
الذي تبلورت حوله المادتين ( )57و ( )59من قانون العمل االردني ،حيث يتم بيان
اصناف العمل االضافي وتوضيح متى تبرز ارادة العامل في هذا النوع من العمل ،وكم
يستحق العامل اج ار عن عمله االضافي وبيان متى وفق المشرع االردني في تنظيمه
للعمل االضافي ومتى قصر في بعض من جوانبه ،وهل ما يتلقاه العامل لقاء هذا
العمل مستثنى من مفهوم االجر ام انه شامل له.
4
الفصل األول
مدى تدخل قانون العمل في تنظيم ساعات العمل
ان أي قانون يكون له هدف معين يسعى لتحقيقه ،وقانون العمل هدفه األسمى
هو حماية العامل من ادنى اعتداء قد يحصل بحقه ،الى جانب تنظيمه لكل ما يتعلق
بعلقة العمل من تنظيمه لساعات العمل االلزامية واعترافاته بساعات عمل اضافية
تتيح لكل طرفي عقد العمل من اشباع حاجات لديهم ،وتنظيم المشرع هذا ال يجوز
الخروج عنه فهو خير من اعلم بمصلحة العامل وما يحتاجه فهذه الغاية من جعل
نصوص هذا القانون آمرة اي اتفاق يخالفها يقع باطل باستثناء ما يسمى بالنظام العام
الحمائي ،الذي سنتعرف عنه اكثر في هذا الفصل بإذن اهلل المقسم لما يلي:
المبحث األول :ماهية قانون العمل ومدى اعتبار نصوصه من النظام العام.
المطلب األول :تعريف قانون العمل.
المطلب الثاني :مدى اعتبار قانون العمل من النظام العام.
المبحث الثاني :ساعات العمل االلزامية بموجب قانون العمل.
المطلب األول :ساعات العمل االلزامية التي يقوم بها العامل.
المطلب الثاني :مدى الزام العامل بالعمل االضافي.
5
1.1.1تعريف قانون العمل
في ظل التغيرات والتطورات الكبيرة التي طرأت على ميادين االعمال المختلفة،
والتي رافقتها زيادة كبيرة في عدد العاملين ،وفي معدل االستثمار في البلدان المختلفة،
أوضح لدينا ضرورة حتمية بوجود قانون ينظم عمل العاملين في المؤسسات دون
نشوب نزاعات وخلفات وضياع الحقوق سواء كانت حقوق صاحب العمل ام حقوق
العامل ،وذلك من منطلق ان كل منهما يشكل اساسا الستمرار العملية االنتاجية في
المجتمع ،وان القوى العاملة هي المحرك الرئيسي لهذه العملية ،كما ان اصحاب العمل
هم اساس وجود وتوفير فرص عمل للعاملين ،لذلك نجد انه ال بد من وجود قانون
ينظم العلقات بين اطراف العمل اال وهم العامل وصاحب العمل.
بداية قانون العمل لم يكن بهذا االسم ،فقد جرى على اسمه العديد من التغيرات،
واخي ار تم االستقرار على اصطلح "قانون العمل"( ،)1فكلمة قانون هي مجموعة قواعد
عامة مجردة ملزمة تحكم سلوك وتصرفات الفرد في الجماعة والتي يترتب عليه
الخضوع له بالقوة ان لزم االمر ،وكلمة قانون تنسب اليها العديد من التسميات لتدل
وتعرف بقانون معين ،مثل القانون المدني وقانون العقوبات وقانون العمل ،فقانون
العمل يندرج تحت فرع القانون الخاص ،وقبل التطرق الى تعريف قانون العمل يتطلب
منا االمر معرفة ما يقصد بالعمل؟
العمل كما جاء في قانون العمل االردني هو "كل جهد فكري او جسماني يبذله
العامل لقاء اجر سواء كان بشكل دائم او عرضي او مؤقت او موسمي"(،)2فالمشرع
االردني عرف العمل بانه كل جهد يبذله العامل سواء كان فكري ام عمل جسماني،
فالفكري اي ان العامل ال يستعمل قوة جسده وعضلته إلتمام المهام التي عليه ،بل هو
يستعمل ذهنه وفكره كعمل المستشار القانوني وعمل المحاسب مثل ،فالعمل الذهني
( )1اطلق على قانون العمل التشريع الصناعي والتشريع العمال/الدكتوره امل شربا والدكتور زهير
حرح/قانون العمل/منشورات جامعة دمشق/دمشق/2017/ص26
( )2قانون العمل االردني رقم ( )8لسنة /1996منشور في الجريدة الرسمية عدد – 4113
صفحة /1173بتاريخ /1996/4/16لمادة رقم2
6
وما عبر عنه المشرع االردني بالعمل الفكري فقد ادرجه ضمن تعريف العمل ،الن ما
يبذله العامل في عمله الفكري يستغرق من وقته في التفكير والتحليل ،فكان المشرع
موقفه موفق وصحيح في اعتبار العمل الفكري عمل يؤجر عليه العامل ،لما يستهلك
من طاقة العامل الفكرية ،وحتى يسد باب التحايل على القانون لدى اصحاب العمل
سيئي النية الذين ال يعطوا عمالهم الذين يعملون عمل فكري اجورهم المستحقة ،واعتبره
عمل يحق للعامل ان يطالب بحقوقه الناتجة عنه في حال تم هضم حقوقه ،ونحن نؤيد
بشدة موقف المشرع االردني بهذه النقطة.
واعتبر المشرع االردني في المادة الثانية ايضا العمل الجسماني الذي يقوم به
كالعمل الذي يقوم به عامل العامل مستخدما قوته الجسدية عمل يستحق عليه اج ار
(،)1
البناء ،وذكر المشرع االردني ان العمل قد يكون اما بشكل دائم او عرضي عندما
تستدعيه ظروف طارئة ،او مؤقت اي انه ينجز بمده محدده او موسمي اي انه يكون
العمل في مواسم محدده من كل سنة ،فكل هذه االعمال اعتبرها المشرع االردني عمل
من يقوم به يحق له اجر لقاء القيام به ،وبالمقابل يحق له المطالبة بحماية القانون في
حال التعدي عليه.
فالمشرع االردني ذكر معنى العمل في قانون العمل االردني وهذا موقف يحمد
عليه ،لتحديد معنى العمل بشكل دقيق لحماية اطراف العمل من اي غش او تحايل،
وذلك على العكس من بعض التشريعات االخرى التي غفلت عن ذكر معنى العمل
كالتشريع اللبناني والتشريع الكويتي ،وهذا يعد قصور في هذه التشريعات التي قد ينتج
عنها العديد من النزاعات التي من الممكن تلشيها بتحديد معنى العمل ،اما التشريع
المصري فهو لم يذكر معنى العمل في قانون العمل المصري ،اال انه ذكر في المادة
(.)2
االولى منه فقره(د) و (هـ) و (و) ان العمل يكون مؤقت او عرضي او موسمي
بالتالي يمكن ان نعرف العمل بأنه كل جهد يبذله العامل ويستغرق من وقته ويبذل
جهده فيه من اجل حصوله على اجر لقاء هذا الجهد المبذول ،سواء كان جهد يستدعي
بناء على ما تقدم ،ممكن ان نعرف قانون العمل بأنه القانون الذي يحكم علقة
كل من العامل وصاحب العمل ببعضهما البعض ،فهو يتضمن قواعد تحكم هذه
العلقة وكل ما يمكن ان ينتج عنها كاألجر وهو شرط جوهري لتطبيق قانون العمل،
كاإلجازات مثل ويضع فيه ضوابط للعمل االضافي ،وال بد من االشارة الى ضرورة
توافر علقة تبعية تربط بين كل الطرفيين ،حتى يكون هناك مبرر سليم لتطبيق هذا
القانون ،فل بد من ان يعمل العامل تحت اشراف او ادارة صاحب العمل ،وال يشترط
المشرع وجودهما معا بل يكفي توافر احداهما ،فاإلشراف هو ان يحدد صاحب العمل
شروط العمل للعامل ويراقبه بااللتزام بتلك الشروط وهل يخرج عنها ام ال ،اما بالنسبة
لإلدارة فهي تقرر حق لصاحب العمل بالتدخل بكيفية تنفيذ هذا العمل ،فمتى ما توافرت
احداهما تكون علقة التبعية قائمه ،وعلية يتم تطبيق هذا القانون ألنه في هذه الحالة
هو القانون الواجب للتطبيق.
وترى الباحثة ان وجود قانون العمل هو امر حتمي ال مجال لغيابه ،لما له من
اهمية بالغة ،فهو يؤدي مهمه اجتماعية ويشبع حاجات اقتصادية ،وعدا عن ذلك فهو
وجد لحماية الطرف االضعف اال وهو العامل ،فان غابت العدالة قل االنتماء ،فاذا لم
يجد العامل من ينصفه ويحمي حقوقه ويتكفل بحمايتها من اي اعتداء وقع او على
وشوك وقوعه عليها ،فغياب كل ذلك من الطبيعي ان ينعكس وبشكل سلبي على
العامل ونفسيته ويؤثر على اداؤه لعمله ،وهذا يتفق مع رأي احد الباحثين حيث انه يرى
ان قانون العمل يعمل على تحقيق السلم المجتمعي من خلل انه يساعد على ترسيخ
االستقرار لدى العامل ويقضي على اسباب السخط والتذمر لديه( ،)2فل يعمل بشكل
جدي وسيكون مستهتر بان ينجز اعماله بأحسن صورة ،بالتالي متى ما وجد مثل هذا
( ) 1د.عمر العيد روس/شرح القانون االتحادي رقم ( )8لسنة 1980في شان تتظيم علقات
العمل ودراسة مقارنه مع قوانين العمل العربية الخليجية /دار الكتب الوطنية/ابوظبي/الطبعة
االولى/1989ص29
( )2قانون العمل االردني/ماده /4أ
11
النظام العام بمفهومه العام ،فهذا النوع اذا تمت مخالفته فتكون نتيجة هذه المخالفة
البطلن بدون ادنى شك(.)1
فنص المشرع االردني على النظام العام الحمائي هو امر محمود ،ألنه لم يلزم
اصحاب العمل والعمال ويقيدهم بالمزايا الواردة فيه ،ألنه في الواقع نرى هناك العديد
من الشركات الخاصة تقدم للعاملين لديها امتيازات اعلى وافضل مما نص عليه قانون
العمل ،ففي هذه الحالة مثل يستطيع كل من العامل وصاحب العمل االتفاق على عقد
عمل فيه امتيازات افضل دون اي مخاوف ،فالعامل يستطيع قبول هذه الفرصة من
العمل وصاحب العمل يستطيع ان يعطي العامل ما يريد من امتيازات دون القلق بان
هناك جزاءات ممكن ان توقع عليه.
وان مثل هذا التساهل من هذه الناحية من قبل المشرع هو يعطي فرصة افضل
للعامل بتسهيل ظروف حياته وظروف معيشته ،فل يقيده باجر معين عليه ان يلتزم به
في القانون باستثناء الحد االدنى لألجور الذي على صاحب العمل عدم النزول عنه،
وال يقيده بعدد ايام معينة مخصصة للراحة االسبوعية مثل.
وذكر المشرع البحريني ايضا على هذا النظام الحمائي في قانون العمل البحريني،
فنص في المادة الرابعة منه ":ويستمر العمل بأية مزايا او شروط افضل تكون مقررة او
تقرر في عقود العمل الفردية او الجماعية او انظمة العمل بالمنشأة او غيرها بموجب
العرف").(2
فنص القانون البحريني على النظام العام الحمائي ايضا ،ال يدل اال على حرص
اغلب التشريعات لحماية العامل ،وتوفير افضل المزايا له ان وجدت وعدم حرمانه
منها ،سعيا منهم لتحسين وضعه قدر االمكان.
وورد في ذات المادة الفقرة(ب) من قانون العمل االردني ":يعتبر باطل كل شرط
في عقد او اتفاق سواء ابرم قبل هذا القانون او بعده يتنازل بموجبه اي عامل عن اي
( )1محكمة التميز بصفتها الحقوقيه/قرار رقم /2019/5390قرارك للق اررات القضائية
( )2محكمة التميز بصفتها الحقوقية/قرار رقم /2019/1295قرارك للق اررات القضائية
( )3محكمة التميز بصفتها الحقوقية/قرار رقم /2018/8298قرارك للق اررات القضائية
()4د.امل شربا و د.زهيرحرح /قانون العمل/ص36
14
يشاء من المخالفات ،بل يوجد ايضا عقوبات تفرض عليه ولكن هذه العقوبات في
اغلبها تكون على شكل غرامات مالية ،وذلك ألنه اذا لجأ الى الحبس فان ذلك سيؤثر
سلبا على انتاجية القطاع الخاص ،فاذا قام العامل بأضراب يحظر عليه القانون القيام
به فانه سيتعرض لعقوبات مالية(.)1
ويلحظ على قانون العمل انه ذكر في المادة التاسعة منه فقرة(أ) انه اعطى
صلحية لمفتش العمل ذات صلحية الضابطة العدلية المنصوص عليها في قانون
اصول المحاكمات الجزائية اثناء قيامه بوظيفته ،اي ان المشرع لوال انه يرى بأهمية
قانون العمل ويؤمن بضرورة تطبيق أحكامه تطبيقا صحيحا ،ما كان جعل لمفتش
العمل ذات الصلحية الممنوحة للضابطة العدلية ،ومن ذات القانون المذكور فقد ذكر
في المادة ( )12الفقرة (هـ) بأن هناك غرامة تفرض على صاحب العمل او مدير
المؤسسة حسب مقتضى الحال في حالة استخدام عامل غير اردني بدون تصريح ،اي
ان القانون اوجب على صاحب العمل عدم استخدام اي عامل ال يحمل الجنسية
االردنية اال بتصريح ،ففي حال خالف هذه القاعدة فانه سيتعرض بطبيعة الحال
للعقوبة المفروضة ،وفي المادة( )139ينص المشرع على انه اذا نص قانون العقوبات
على عقوبة اشد لذات المخالفة المرتكبة بحق قانون العمل ،وكان قانون العمل قد
فرض عقوبة اخف على هذه المخالفة فان العقوبة االشد الواردة في قانون العقوبات
هي التي تطبق ،نظ ار لجسامة الفعل الذي قام به المخالف بعين المشرع ،وهذا موقف
سليم ،الن اي تهاون مهما كان بسيط فيما يتعلق بحقوق العمال ،فانه يؤدي الى هضم
حقوقه وتمادي صاحب العمل بشكل اكبر عليه وقد يعتاد على ذلك بشكل مستمر.
ويذكر بعض من الفقه ان معظم القوانين االخرى كانت توقع عقوبة جنائية في
حال مخالفة قانون العمل ،وكانت هذه العقوبة تختلف وتتنوع على حسب المخالفة
المرتكبة واهميتها(.)2
وكان رأي المشرع االردني افضل من رأي بعض التشريعات االخرى ،ألنهم
فرضوا عقوبة على حسب الفعل المرتكب ،والعقوبات التي تفرض تتنوع اي انه من