Professional Documents
Culture Documents
إشزاف
د .عبذ انكزيى ٔريكات
قذيث ْذِ األطزٔحة اسحكًاال نًحطهبات درجة انذكحٕراِ في انحذيث انُبٕي ٔعهٕيّ
في جايعة انعهٕو اإلساليية انعانًية
© 2023ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ .ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ.
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ
جاريد انًُاقشة 2012/12/22 :عًاٌ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
جايعة انعهٕو اإلساليية انعانًية
كهية انذراسات انعهيا
انذيٍ
ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ: أصٕل
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩقسى
ﺑﻬﺬﺍ
ﺇﺳﻠﻮﺏ APA
ﺍﻟﺰﺑﻴﺪﻯ ،ﻫﻴﻼﻥ ﺟﺎﺭ ﺍﷲ ﺳﻠﻤﺎﻥ ،ﻭ ﺍﻟﻮﺭﻳﻜﺎﺕ ،ﻋﺒﺪﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﺣﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ.(2017) .ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺋﻦ ﻓﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺘﻔﺮﺩ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺨﻴﻦ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ)ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ( .ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﻋﻤﺎﻥ.
ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ 876213/Record/com.mandumah.search//:http
ﺇﺳﻠﻮﺏ MLA
ﺍﻟﺰﺑﻴﺪﻯ ،ﻫﻴﻼﻥ ﺟﺎﺭ ﺍﷲ ﺳﻠﻤﺎﻥ ،ﻭ ﻋﺒﺪﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﺣﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻮﺭﻳﻜﺎﺕ" .ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺋﻦ ﻓﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺘﻔﺮﺩ ﻋﻨﺪ
أثز انقزائٍ في قبٕل نحفزد عُذ انشيخيٍ
ﺍﻟﺸﻴﺨﻴﻦ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ" ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ .ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﻋﻤﺎﻥ .2017 ،ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ
http://search.mandumah.com/Record/876213
دراسة جطبيقية
The Influence of Evidences on Accepting the
Individuality for Two Scholars
Applied Study
إعذاد
ْيالٌ جارهللا سهًاٌ انزبيذي
إشزاف
د .عبذ انكزيى ٔريكات
قذيث ْذِ األطزٔحة اسحكًاال نًحطهبات درجة انذكحٕراِ في انحذيث انُبٕي ٔعهٕيّ
في جايعة انعهٕو اإلساليية انعانًية
© 2023ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ .ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ.
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ
جاريد انًُاقشة 2012/12/22 :عًاٌ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
جايعة انعهٕو اإلساليية انعانًية
كهية انذراسات انعهيا
قسى أصٕل انذيٍ
إعذاد
ْيالٌ جارهللا سهًاٌ انزبيذي
إشزاف
د .عبذ انكزيى ٔريكات
قذيث ْذِ األطزٔحة اسحكًاال نًحطهبات درجة انذكحٕراِ في انحذيث انُبٕي ٔعهٕيّ
في جايعة انعهٕو اإلساليية انعانًية
إعذاد
ْيالٌ جارهللا سهًاٌ انزبيذي
إشزاف
د .عبذ انكزيى ٔريكات
قذيث ْذِ األطزٔحة اسحكًاال نًحطهبات درجة انذكحٕراِ في انحذيث انُبٕي ٔعهٕيّ
في جايعة انعهٕو اإلساليية انعانًية
Prepared by:
Hailan Jarallah Salmman Al- Zubaide
Supervision:
Dr. Abdul Karim Wricat
انزٕقٛغ........................... :
انزبضٚد...../..../... :
ج
اإلْذاء
احٛطا ٔ ,ط اب إنٗ يٍ كبٌ سججب فأ ٙخإز٘ٔ ,ضثٛابَٔ ٙسآطا ػهاٗ ضػابٚزٙ
ػهٗ رؼه ًٙٛكجٛطا ,إنٗ أي ٙانحبنٛخ أيس هللا ف ٙػًطْاب ػهاٗ غبػزأّ ...إناٗ أثا ٙض ًاّ
هللا ض ًخ ٔاسؼخ.
إنٗ كم غالة انؼهى انشطػٔ ,ٙأذص يُٓى غالة انحسٚث انُجٕ٘ انشطٚف.
د
انشكز ٔانحقذيز
أ ق يٍ ٚجصل نّ انشكط ْٕ ُيإني ٙاناُؼىٔ ,ياٍ ناّ اناعام اأٔل ٔاٜذاط فا ٙإرًابو
ْصا انجحث ,سبئهّ "خم ٔػال" أٌ ٚؼ ُُٙٛػهٗ شكطِ قٕال ٔفؼال.
ثى أثُ ٙثبنشكط ٔانؼطفبٌ إنٗ كم يٍ أػبٌ ػهٗ إذطاج ْصا انجحث ٔأذص يُٓى:
أساازبش٘ انابظاام انااسكزٕض ػجااس انكااطٚى ٔضٚكاابد انااص٘ ركااطو ثبإلشااطاع ػهااٗ ْااصِ
اأغطٔ خ ,فكبٌ ثحق يطشسا يٕخٓب َب حب فدعاِ هللا ذٛط اندعاء.
أساابرصر ٙفاا ٙقسااى انحااسٚث انُجاإ٘ ٔػهٕياأّ ,أذااص ياآُى انااسكزٕض ػًاابض أ ًااس
انحطٚط٘ٔ ,انسكزٕض أ ًس ػجس هللا انص٘ غطغ ف ٙقهجا ٙات ػهاى انحاسٚث ,فداعاْى
هللا ػُ ٙكم ذٛط.
ااُغ إنااٙ ثااى أشااكط كاام يااٍ أػاابضَ ٙكزبثااب ,أٔ أضشااسَ ٙإنٛااّ أٔ أسااسٖ ناا ٙػَٕااب أٔ
يؼطٔفاابٔ ,أذااص ياآُى ثبنااصكط انااسكزٕض ضٚاابض ساا ٍٛان اابئ ,ٙفدااعٖ هللا اندًٛااغ
ذٛط اندعاء.
ٔ ال ٚإرُ ٙأٌ أرٕخّ ثشكط٘ ٔرقسٚط٘ إنٗ خبيؼخ انؼهٕو اإلساليٛخ انؼبنًٛخ.
ْـ
قائًة انًححٕيات
انصفحة انًٕضٕع
ج اإلْساء
ْـ انًحزٕٚبد
1 انًقسيخ
277 انًجحث اأٔل :راطز انحدبظ ٍٛٚف ٙغجقخ شٕٛخ انجربض٘ ٔيسهى
288 انًجحث انثبَ :ٙراطز انجصط ٍٛٚف ٙغجقخ شٕٛخ انجربض٘ ٔيسهى
324 انًجحث انثبنث :راطز انكٕف ٍٛٛف ٙغجقخ شٕٛخ انجربض٘ ٔيسهى
345 انًجحث انطاثغ :راطز أْم اأيصبض اأذطٖ ف ٙغجقخ شٕٛخ انجربض٘ ٔيسهى
نزج ٍٛنُاب ياسٖ رإفط انقاطائٍ فاْ ٙاصِ انزااطزادٔ ,ياب ْا ٙقإح أثطْاب فا ٙقجإل انزااطزاد فاٙ
انصحٛح.ٍٛ
ٛث كبٌ يٍ أْى أْساع انسضاسخ يؼطفخ دى اأ بزٚث انزٔ ٙقغ فٓٛب انزاطز فا ٙانصاحٛحٍٛ
ٔإثطاظ انقطائٍ انز ٙا زاذ ثٓصِ انزاطزاد ٔأثطد ف ٙقجٕنٓبٔ ,يؼطفخ قٕح ْصِ انقطائٍ ٔرًبٚعْب ثاٍٛ
اأ بزٚث يٍ ٛث انقٕح ٔانعاؼف ياغ انكشاف ػاٍ غطٚقاخ انشاٛر ٍٛفا ٙانزؼبيام ياغ ْاصِ انقاطائٍ,
ٛث كبٌ يٍ أثطظ يشبكم انسضاسخٔ ,خٕز ثؼط اأ بزٚث انز ٙراطز ثٓب ضأٓٚب ْٔا ٙيرطخاخ فاٙ
انصحٛحٔ ,ٍٛانزاطز يظُخ انؼهخ ,فٓم كم ْصِ انزاطزاد ا زااذ ثٓاب قاطائٍ أثاطد فا ٙقجٕنٓابؤْ ,ام
أثطد ْصِ انقطائٍ فا ٙقجإل رااطز ياٍ رُكهاى فٛاّ فا ٙانصاحٛحٍٛؤ ,رزدهاٗ أًْٛاخ ْاصِ انسضاساخ ,فاٙ
إظٓبض ْصِ انقطائٍ ٔيؼطفخ أًْٛزٓب ٔقًٛزٓاب ,ػُاس انشاٛرٔ ٍٛػُاس انًحاسث ٍٛفا ٙقجإل انزااطزٛ ,اث
أظٓطد انسضاسخ أٌ كم يب أذطخّ انشٛربٌ يًاب رااطز ثاّ ضأٚاّ ا زااذ ثاّ قاطائٍ أثاطد فا ٙقجٕناّ,
ْٔ ٙرزابٔد ف ٙانقٕح يٍ سٚث ٜذطٔ ,ثًدًٕػٓب قبيذ يقبو انشٓطح نهحسٚث ,فأذطخزّ يٍ ٛاع
يظُخ انؼهخ ٔانزٕقف ف ,ّٛإنٗ ٛع انقجٕل ٔاالػزًبزٔ ,قس أثطد ْصِ انقطائٍ ف ٙقجإل رااطز ياٍ رُكهاى
ف ّٛف ٙانصحٛح ,ٍٛف ٙأ ٕال يؼُٛخٔ ,يٍ أكثط انقطائٍ اسزؼًبال ػُس انشٛر ٍٛفا ٙقجإل انزااطز فاٙ
سٚث غٛط يٍ ركهى ف ْٙ ّٛقطُٚخ انحاظٔ ,يٍ أكثط انقطائٍ اسزؼًبال ػُس انشٛر ٍٛفا ٙقجإل انزااطز
ف ٙسٚث يٍ ركهى ف ْٙ ّٛقطُٚاخ ضفاغ انُكابضح ػاٍ انحاسٚث ثٕخإز انشابْسٚٔ ,اصكط انشاٛربٌ أ ٛبَاب
انقطُٚخ انز ٙأثطد ف ٙقجٕل انزاطز ثبنزُصٛص أٔ ثبإلشبضح,
ٔأٌ أكثط اأ بزٚث انزٔ ٙقغ فٓٛب انزاطز ف ٙانصحٛح ْٕ ٍٛراطز أْم ثهاس ػاٍ ثهاسْى ٔناى ٚقاغ
راطز أْم انًسُٚخ ػٍ غٛطْى إال ف ٙسٚث ٍٛيٍ يبئاخ ٔثُزأ ٍٛساجؼ ٍٛاسٚثبٔ ,أٌ أغهات ياب أذطخاّ
انجربض٘ يٍ انزاطزاد قس اػزًسْب ٔثٕة نٓب ثبثب ذب ابٚٔ ,راطج انشاٛربٌ أ ٛبَاب انطٔاٚاخ انزأ ٙقاغ
فٓٛب انزاطز نإلشبضح إنٗ إػالنٓب ثؼس ررطٚح انطٔاٚخ انصحٛحخ ٔشنك ف ٙثالثخ أ بزٚاث ػُاس انجرابض٘
ٔيثهٓب ػُس يسهى.
ي
Abstract
The Influence of Evidences on Accepting the Individuality for
Two Scholars
Applied Study
Prepared by:
Hailan Jarallah Salmman Al- Zubaide
Supervision:
Dr. Abdul Karim Wricat
Date of discussion: 24/12/2017
This planned thesis by (The Influence of Evidence on Accepting the
Individuality for Two Scholars), came to calrify the range of the
availability of the proofs in this individualities, and what is the power of its
impact in accepting the individualities, in the both Sahihain.
From the most importance of the study was, to know the amount of
Ahadith, which had individuality in the Sahihen and to show the proofs that
surrounded of this individualities, and influnced in accepting it, and
knowing the power of this proofs and distinguish it among Ahadith, from
the power and weakness with the detection about the way of the two
scholars in dealing with this proofs.
And the most Ahadith that have individuality in the sahihain is the
individuality of people that belong to some country of their country and the
individuality of the people that belong to some city did not happen except
in two Hadiths from one hundered and seventy two Hadiths, besides that ,
the most that Bukhari extracted from the individualities he adopted and
make special sections for it, and the two scholar extrating someting the
Hadith which had individulaity to give a sign to it's flaw after extracting the
right Hadith which it is three Hadiths that Bukhari recited, and the same
with Muslim.
~~1
المقدمة
الحمد هلل رب العالمين ،والصالة والسالم على رسوله األمي األمين ،ورووان هللا تعالى على
صحابته أجمعين ،وبعد:
تعدُّ السنة النبوية أحد مصادر التشريع ،فقد جاءت السنة مفسرة لما جاء به القرآن من أحكام
شرعية ،ومؤكدة لها تارة أخرى ،أو مبينة لها في تفصيل المجمل ،وتوويح المشكل ،وتقييد
المطلق ،وتخصيص العام ،وجاءت السنة مستقلة بالتشريع تارة أخرى ،ومن أبرز مصادر السنة
النبوية الصحيحة والتي تحتل المكانة المتقدمة بين كتب السنة ،الصحيحان ،ولهما عناية خاصة
عند األمة وهما أصح الكتب بعد كتاب هللا عز وجل ،وتست َمد األحكام الشرعية منهما لذلك هما
يتعروان لحمالت تشويه وطعن من غير المسلمين ،محاولين زعزعتهما عن مكانتهما الخاصة
عند األمة ،ومن هنا انطلق العلماء وطلبة العلم مجتهدين ،جادين مثابرين مبينين ومفسرين ما
أشكل في الصحيحين ،بالطرق العلمية الصحيحة ،كل منهم حسب اجتهاده وقدرته ،ومن المعلوم
أن العقول واإلمكانات تختلف من شخص إلى آخر ،فكان منهم البارز ،والمتأخر عنه ،باذلين ما
بوسعهم من أجل إظهار الصحيحين على الوجه األكمل واألتم ،والتحاقا بهذا الركب المبارك،
سأقوم في هذا األطروحة بالبحث عن القرائن التي أثرت في قبول التفرد عند الشيخين في
صحيحيهما ،ومعرفة قوة القرائن بالنسبة إلى بعوها،ومعرفة حقيقة أثرها على قبول التفرد،وقد
جعلت هذه األطروحة بعنوان(أثر القرائن في قبول التفرد عند الشيخين ,دراسة تطبيقية)
راجيا ً من هللا جل وعال أن يجع َل هذا العم َل متقبال مروياً ،إنه ول ُّ
ي ذلك ،والقادر عليه.
أوال :مشكلة الدراسة:
إن اإلشكالية التي تستدعي الدراسة ،هي وجود عدد من الروايات التي تفرد بها رواتها وهي
مخرجة في الصحيحين ،والتفرد محل نظر ومظنة علة ،فإخراجها في الصحيحين مشكل
ويحتاج إلى كشف عن كيفية إخراجها في الصحيحين ،وتندرج تحت هذه اإلشكالية عدة
تساؤالت:
-1ما حجم األحاديث التي وقع فيها التفرد في الصحيحين؟
-2هل كل ما تفرد به راويه عند الشيخين احتفت به قرائن أثرت في قبوله؟
-3ما أهمية هذه القرائن في قبول التفرد ،وما قوتها في قبوله عند الشيخين؟
-4هل تميزت هذه القرائن من حيث القوة والوعف في أحاديث األحكام والعقائد عند الشيخين
مقابل أحاديث الرقاق ،واللباس والزينة ،واألدب ،والمغازي ،والتفسير ،والفوائل؟
-5هل أثرت هذه القرائن في قبول تفرد من تكلم فيه في الصحيحين؟
~~2
ب -وقد تناول الباحث في هذا المبحث أثر القرائن فيما أخرجه الشيخان بشكل عام ،ويدخل فيه
كل ما أثرت فيه القرائن عند االختالف والتعارض والتقوية وإلى غير ذلك ،في حين أن دراستي
ستختص بأثر القرائن في قبول التفرد عند الشيخين ،وهو موووع يحتاج إلى دراسة مفردة.
ج -وزيادة على ذلك سأقوم بجمع وإظهار جميع القرائن التي أثرت في قبول التفرد عند
الشيخين ،وجمع واستقصاء جميع األحاديث التي وقع فيها التفرد وهي مخرجة في الصحيحين
أو في أحدهما.
( -2قرائن الترجيح في المحفوظ والشاذ وفي زيادة الثقة عند الحافظ ابن حجر في كتابه فتح
الباري) جمع ودراسة نادر بن السنوسي ،جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية بالرياض،
الناشر مكتبة الرشد ،الطبعة األولى 2010م ،تألفت الدراسة من بابين األول :دراسة المحفوظ
والشاذ وزيادة الثقة ،والثاني :دراسة قرائن الترجيح ،في المحفوظ والشاذ ،وفي زيادة الثقة عند
الحافظ ابن حجر ،في كتابه (فتح الباري) وتألف هذا الباب من ثالثة فصول األول :قرائن تشعر
بحفظ الراوي وظبطه ،والثاني :قرائن تشعر بغلط الراوي وقلة وبطه ،والثالث :قرائن تشعر
بصحة الروايتين.
-3تعارض الرفع مع الوقف ودور القرائن في الترجيح بينهما,دراسة نظرية تطبيقية ،إعداد
عبدهللا (محمد روا) علي التميمي ،إشراف الدكتور محمد عيد الصاحب ،الجامعة األردنية،
كلية الدراسات العليا2002/5/9 ،م ،تألفت هذه الدراسة من بابين األول :الدراسة النظرية تكلم
فيها حول تعارض الرفع والوقف وعالقتهما في علم الحديث وأسباب رفع الموقوف ووقف
المرفوع ،وآراء العلماء في تعارض الرفع والوقف ،أما الباب الثاني :فقد اشتمل على دراسة
نماذج رجح فيها الرفع ،وأخرى رجح فيها الوقف ،وأخرى حكم فيها بصحة الوجهين.
( -4القرائن وأثرها في علم الحديث) للدكتور عبد هللا محمد حسن ،الناشر مجلة الوعي
اإلسالمي الكويتية الصادرة من وزارة األوقاف والشؤن اإلسالمية ،الطبعة األولى اإلصدار
الثالث والستون 1434هـ2013 ،م ،وتتألف الدراسة من فصلين ،األول :اشتمل على بيان
اعتماد العلماء على القرائن على اختالف تخصصاتهم ،من لغويين وأصوليين وفقهاء ومتكلمين
ومحدثين ،وايراد امثلة ونقول مفصلة تدل على ذلك ،وأما الفصل الثاني :فخصصه للقرائن عند
المحدثين وأثرها في علم الحديث ،عرض فيه أقوال العلماء عن أثر القرائن في تصحيح
الحديث ،والترجيح بين الروايات ،والحكم على السند ،والحكم على الرواة ،ومعرفة الحديث
الموووع ،ولم يتطرق الباحث الى اثر القرائن في الحديث الفرد وهو ما تختص به دراستي.
~~4
-5قواعد العلل وقرائن الترجيح ،للدكتور عادل عبد الشكور الزرقي ،الناشر :الجمعية العلمية
السعودية للسنة وعلومها1432 ،هـ ،جمع الباحث في هذا الكتاب قواعد علم العلل ،وقرائنه
الترجيحية ،من خالل كالم أهل العلم السابقين ،وهي دراسة نظرية.
-6قرائن التعليل عند نقاد الحديث ومدى تطبيقها في كتاب علل الحديث للرازي ،للدكتور أحمد
عبدالمولى رويجي مناعي ،رسالة دكتوراه ،إشراف أمين محمد القواة ،األردن ،جامعة
اليرموك ،كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية ،2008وهي دراسة تطبيقية في كتاب علل
الحديث للرازي ،كما هو ظاهر في العنوان.
-7افراد الثقات بين القبول والرد دراسة نظرية وتطبيقية لعدد مائة حديث ,للدكتور متعب بن
خلف السلمي ،رسالة دكتوراه في الحديث وعلومه ،اشراف الدكتور عبد هللا بن سعاف اللحياني،
المملكة العربية السعودية ،جامعة أم القرى ،كلية الدعوة واصول الدين .قسم الدراسات العليا
قسم الكتاب والسنة ،تخصص الحديث وعلومه ،وقد جعل الباحث هذه الدراسة قسمين االول منها
قسم الدراسة النظرية والثاني قسم الدراسة تطبيقية ،تناول في القسم االول ،تعريف افراد الثقات
ودراسة االلفاظ المقاربة لها ،واقسام التفرد وعالقته بمباحث العلة ،واسباب التفرد واللفاوه
وعالقته بالعلة ،وموقف المحدثين من افراد الثقات ،ثم تناول في القسم الثاني وهو الدراسة
التطبيقية :مائة حديث من افراد الثقات ،وقد تناول عدد من احاديث الصحيحن التي وقع فيها
التفرد ،والبعض منها لم يدخل في بحثي ،وذلك لتصريح احد الشراح او النقاد بأن لها متابعة
تامة على من قيل إنه قد تفرد في روايته ،والبعض اآلخر من هذه االحاديث هو داخل في بحثي
وقد تناولتها جميعها ،وهي ما يقارب من عشرين حديثا ،علما أن بحثي قد بلغ مائة وأربعة
وثمانين حديثا.
منهج البحث:
اعتمد الباحث في دراسته هذه على مناهج البحث العلمي المعتادة وهي:
-1المنهج اإلستقرائي :وهو االستقراء التام لهذه األحاديث التي وقع فيها التفرد ،من خالل كتبب
الشروح ،والمستخرجات على الصحيحين ،وكتب األفراد والغرائب ،وزيادة على كتبب الرجبال،
والنقد الحديثي ،فوقفت على هذه القرائن التي أثرت في قبول هذا التفرد.
-2المنهج االستنباطي :وذلبك مبن خبالل تتبعبي للقبرائن التبي اسبتقرأتها ،فكبان بعوبها ظباهرة،
وبعوها غير ظاهرة ،ألن الشيخين ال يفصحان عن منهجهما ،فاستخرجتها من النصوص العامة
أو المطلقة وصغتها في عناوين.
-3المنهج التحليلي :ويقوم هذا المنهج على تحليل القرائن ،ومعرفة مدى قوتهبا ووبعفها ومبدى
تاثيرها في قبول التفرد.
~~5
-4المببنهج النقببدي :نقببد عبببارات أهببل العلببم ،والنقبباد ،والشببراح ،وترجيحبباتهم فببي الحكببم علببى
الحديث ،وتقييم كل منها.
محددات الدراسة:
سأتناول في هذه الدراسة كل ما وقع فيه التفرد عند الشيخين ،بشرط التنصيص على ذلبك التفبرد
من قبل أهبل العلبم ،سبواء كبان هبذا التفبرد مطلقبا أم نسببيا ،فبي السبند أم فبي المبتن ،سبواء أكبان
بأصل الحديث أم بزيادة ،سواء كبان التفبرد مبع المخالفبة أم ببدونها ،ويسبتثنى مبن هبذه التفبردات
المنصوص عليها ،ما ارتفع التفرد فيه بنص أحد المحدثين بأن لها متابعة تامة للراوي المتفرد،
أما إ ن كانت المتابعة قاصرة فهذا داخل في بحثي ،ويستثنى من ذلك أيوا تفرد الصحابي.
خطة البحث:
المقدمة :وفيها مشكلة الدراسة ،وسبب اختيار الموووع ،وأهمية الموووع ،وأهداف
الدراسة ،وخطة البحث.
تمهيد :التعريف بالشيخين وكتابيهما ,وفيه.
أوال :التعريف باإلمام البخاري وكتابه ،باختصار.
ثانيا :التعريف باإلمام مسلم وكتابه ،باختصار.
تمهيد:
وفيه التعريف بالشيخين وكتابيهما.
أوال :التعريف باإلمام البخاري وكتابه ,باختصار.
-1التعريف باإلمام البخاري
غيرة بن بردزبه ،اإلمام العلم أبو عبد هللا ْالج ْع ِف ّ
ي، هو م َح َّمد بن ِإ ْس َما ِعيل بن إِب َْراهِيم بن ْالم َ
موالهم ،البخاري صاحب " الصحيح " ،ولد في شوال سنة أربع وتسعين ومائة ،ومات ليلة
عيد الفطر ،سنة ست وخمسين ومائتين)1(.
-2التعريف في كتاب البخاري( صحيح البخاري)
اسم الكتاب:
(الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -وسننه وأيامه)()2
موضوع الكتاب :
ع كتاب صحيح البخاري هو الحديث الصحيح وهذا واوح من خالل اسم الكتاب
إن مووو َ
المذكور قبل قليل ،والفقه وهذا مشهور عند جميع أئمة هذا الشأن وبيّن من خالل التراجم
المتومنة أحكاما ً فقهية صريحة ومن خالل إيراده آليات األحكام واإلستشهاد بها في األبواب
ومن خالل إيراده للمعلقات لتأييد مذهبه الفقهي ومن خالل تكرار الحديث حسب الفوائد
الفقهية(.)3
شروط البخاري في صحيحه
لم ينص البخاري على شرط من شروطه في الصحيح ،وإنما استنبط العلماء من عنوان الكتاب
بعض شروطه ،مثل الصحة واإلسناد ومن خالل استقراء الصحيح عرف منهجه وبعض
شروطه األخرى.
وقد تكلم العلماء عن شرط اإلمام البخاري في صحيحه منهم أبو عبد هللا الحاكم ومحمد بن
طاهر المقدسي وأبو بكر الحازمي وغيرهم ،وخالصة القول في ذلك( أن شرطه أن يخرج
الحديث الصحيح الذي توافرت فيه شروط الصحيح ،الذي اتفق عليها العلماء من اتصال السند،
وعدالة الرواة ،ووبطهم ،وعدم الشذوذ والعلة ،مع اشتراطه في العنعنة ثبوت اللقاء ،فإن فقد
أحد هذه الشروط أخرجه في المتابعات والشواهد وله في كل حديث نظرة خاصة)( ، )4وشرطه
()1ينظر :تاريخ اإلسالم للذهبي ( )140 /6وينظر :طبقات الحفاظ للسيوطي (ص)252 :
()2فهرسة ابن خير اإلشبيلي ()82 / 1
( )3ينظر :فتح الباري ،البن حجر ()8 / 1
( )4ينظر :هدي الساري ،البن حجر( )7وينظر :فتح المغيث()46/1
~~8
فيمن تكلم فيه أن يخرج له انتقاء ،فكل ما أخرجه عمن تك ِل َم فيه كان شرطه فيه االنتقاء من
حديثه ،عن بعض شيوخه ،أما من تكلم فيه بشدة فلم يخرج له باإلوافة إلى االنتقاء إال بعد
النظرفي كتابه ،مثل إسماعيل بن أبي أويس فهذا الراوي فيه كالم شديد إال أن البخاري قال ( :
كان إسماعيل بن أبي أويس إذا انتخبت من كتابه نسخ تلك األحاديث لنفسه وقال هذه األحاديث
انتخبها محمد بن إسماعيل من حديثي)( ،)1وأخرج رواية المختلطين بشرط قبل االختالط ،أو
في المتابعات بعد االختالط )2( .
ثانيا :التعريف باإلمام مسلم وكتابه ,باختصار.
-1التعريف باإلمام مسلم
مسلم بن الحجاج بن مسلم ،اإلمام أبو الحسين القشيري النيسابوري الحافظ ،صاحب الصحيح،
قال بعض الناس :ولد سنة أربع ومائتين وما أظنه إال ولد قبل ذلك ،وتوفي مسلم يوم األحد،
ودفن يوم اإلثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين)3(.
-2التعريف في كتاب اإلمام مسلم( صحيح مسلم)
اسم الكتاب :قيل اسمه الجامع وقيل المسند الجامع وقيل الصحيح ،وهذا عرف به من خالل
مقدمته وقيل اسمه(المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول هللا -
صلى هللا عليه وسلم)4() -
موضوع الكتاب :
-1الحديث الصحيح( : )5وهو ما ص َح من حديث رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم ، -وهذا
واوح من خالل اسم الكتاب .
-2الفقه :وهذا ظاهر من خالل ترتيب الكتاب فهو مرتب على أبواب الفقه ترتيبا دقيقا محكما
فهو وإن لم يترجم لهذه األبواب،إال أنها كانت مرتبة،وإيراده لبعض الروايات المشتملة على
زيادات والفاظ تفيد الفقه وهذا التبويب بوبه بعض الشراح لصحيحه،والذي بين أيدينا تبويب
النووي(.)6
-3الصناعة الحديثية ( :)7برزت عناية مسلم بصناعة األسانيد وهذا ظاهر من خالل الترتيب
وجمع الطرق وجمع الشيوخ وتحويل األسانيد ،واالعتناء بلفظ الحديث.
-4علوم الحديث( : )1فقد احتوت مقدمته رحمه هللا على أهم مسائل علوم الحديث .
شرط مسلم في صحيحه
لم ينص اإلمام مسلم صراحة على شروطه ولكنه أشار إلى البعض منها في مقدمته ،وذكر
العلماء بعوها اآلخر من خالل منهجه في صحيحه رحمه هللا .
ومما أشار إليه في مقدمته شرطه في الرواة وهو:
(إنه يقسم األحاديث ثالثة أقسام :األول ما رواه الحفاظ المتقنون ،والثاني ما رواه المستورون
والمتوسطون في الحفظ واإلتقان ،والثالث ما رواه الوعفاء والمتروكون وإنه إذا أفرغ من
القسم األول أتبعه الثاني وأما الثالث فال يعرج عليه)()2
وقد اختلف العلماء في مراده بذلك إلى عدة أقوال وممن تكلم في ذلك أبو عبد هللا الحاكم
والبيهقي والقاوي عياض والنووي والحافظ ابن حجر وغيرهم ،وخالصة القول في ذلك:
-1أن يكون الحديث صحيحا مستوفيا لجميع شروط الحديث الصحيح ،وهو أن يكون الحديث
متصل اإلسناد بنقل الثقة عن مثله من أوله إلى منتهاه ولم يكن شإذا وال معلوال ()3
-2أن يكونَ رجال اإلسناد من الطبقة األولى والثانية ،أما الثالثة فال يخرج لها إال انتقاء
فيخرج أحاديث الطبقتين على سبيل االستيعاب و يخرج أحاديث أهل الطبقة الثالثة على النحو
الذي يصنعه البخاري في الثانية ()4وهذا حسب تقسيم الرواة المكثرين وهم خمس طبقات.
-3واشترط بالعنعنة المعاصرة وإمكانية اللقاء (.)5
-4واشترط أن ال يخرج إال الحديث الذي اجتمعوا عليه.
واختلف في تفسير هذه العبارة فيرى النووي (ما اجتمعت فيه شروط الصحة) ( )6ويرى الحافظ
ابن حجر (ما اجتمع على تصحيحه ممن لقيه من العلماء) ()7
وقال مسلم" :وسنزيد ،إن شاء هللا تعالى شرحا وإيواحا في مواوع من الكتاب عند ذكر
األخبار المعللة ،إذا أتينا عليها في األماكن التي يليق بها الشرح واإليواح"()8
يتبين من خالل االقوال المتقدمة أن المراد ما وجد فيها شرائط الصحيح المجمع عليها من وجهة
نظره ،وإن خالفَه غيره في بعوها ،مع ذكر بعض األخبار المعللة بعد ذكر األخبار الصحيحه
في بعض المواوع لإلشارة الى إعاللها.
التفَ ُرد لغة مأخوذ منَ الفر ِد .قال ابن فارس ( " :الفرد) الفاء والراء والدال أصل صحيح يدل
فارد انقطعت عن المنفرد ،و َ
ظبية ِ ِ والفارد والفَ ْرد الث َّ ْور
ِ الفرد وهو الوتر،
على وحدة ،ومن ذلك ْ
سدر"(.)1 القَ ِطيع ،وكذلك ال ِ ّ
سدرة الفاردة انفردت عن سائر ال ِ ّ
وفي المعجم الوسيط ( (( :فرد ) فرودا انفرد وتوحد وباألمر والرأي انفرد ،و( انفرد ) باألمر
استبد ولم يشرك معه أحدا وبنفسه خال ،و( تفرد ) باألمر انفرد)))2(.
نستطيع القول هنا أن التفرد مأخوذ من الفرد والمراد به اإلنفراد باألمر .
والفرد اصطالحا ً:
قال الزركشي" :عرفه الميانشي أن الفرد ما انفرد بروايته بعض الثقات عن شيخه دون سائر
الرواة عن ذلك الشيخ"()3
إن الغريب والفرد مترادفان لغة واصطالحا ً إالَّ َّ
أن أهل االصطالح قال الحافظ بن حجرَّ " :
غايروا بينهما من حيث كثرة االستعمال وقلّته .فالفرد أكثر ما يطلقونه على الفرد المطلق،
والغريب أكثر ما يطلقونه على الفرد النسبي ،وهذا من حيث إطالق االسم عليهما ،وأ َّما من
َفردَ به فالن ،أو أغرب
يفرقون فيقولون في المطلق والنسبي :ت ّ
حيث استعمالهم الفعل المشتق فال ّ
به فالن"(.)4
وقال حمزة المليباري" :يراد بالتفرد أن يروي شخص من الرواة حديثا ً ،دون أن يشاركه
تفرد به فالن) أو ( هذا
اآلخرون ،وهو ما يقول فيه المحدثون النقاد ( :حديث غريب) ،أو ( ّ
حديث ال يعرف إالَّ من هذا الوجه ) ،أو ( ال نعلمه يروي عن فالن إال من حديث فالن ) ،أو
نحو ذلك ،وما يمكن استخالصه من نصوصهم أن التفرد على نوعين :تفرد مطلق وتفرد
نسبي()5
وعلى ذلك نقول :الفرد من حيث إطالق االسم يطلق على الفرد المطلق ،والغريب يطلق على
الفرد النسبي ،وأ َّما من حيث استعمال الفعل فيطلقون تفرد به فالن في المطلق والنسبي.