You are on page 1of 39

‫جملة العلوم النفسية‬

‫الجرٌمة واإلدمان على المخدرات‬


‫أعداد ‪:‬م ‪ .‬م مها رحٌم سالم‬
‫كلٌة الهندسة – جامعة بغداد‬
‫وحدة حقوق األنسان‬

‫الملخص ‪-:‬‬
‫تعد المخدرات بكل أنواعها من أخطر اآلفات التي تهدد صحة كحياة‬
‫الفرد مما يهدد الكياف االجتماعي للمجتمع‪ ،‬كىي احدل المشكبلت التي‬
‫تشكل خطرا كبيرا كحقيقيا على المجتمعات‪ ،‬كمنها المجتمع العراقي‪ ،‬كباألخص‬
‫بعد اال حتبلؿ االمريكي ال سيما على فئة الشباب منو‪ ،‬اذ تعد ىذه المشكلة‬
‫أشد فتكا كتدميرا من اإلرىاب المعركؼ اذ تؤدم بالفرد الى االنحراؼ كارتكاب‬
‫الجرائم‪.‬‬
‫كتختلف األسباب المؤدية الى اإلدماف فمنها األسباب الشخصية‪ ،‬كالمتمثلة‬
‫بضعف الوازع الديني كعدـ استثمار أكقات الفراغ في أنشطة بناءة كىادفة‬
‫كاالعتقاد بأف المخدرات تقوم القدرات الجنسية ككذلك االعتقاد بعدـ حرمة‬
‫المخدرات كالتقليد كالمجاملة كحب االستطبلع ‪.‬‬
‫كىناؾ األسباب االجتماعية‪ ،‬كأىمها الوسط االسرم كالذم يتمثل بضعف عملية‬
‫الضبط االجتماعي من قبل األسرة‪.‬‬
‫كايضا تعد األسباب االقتصادية‪ ،‬كالمتمثلة بالظركؼ االقتصادية الصعبة‬
‫للمدمن‪ ،‬كذلك األسباب الصحية المتمثلة باعتبلؿ الصحة البدنية كالنفسية لها‬
‫تأثير في دفع الفرد لتعاطي المخدرات‪.‬‬
‫كىناؾ األسباب السياسية كالمتمثلة بظركؼ األزمات التي تمر بها ام دكلة مما‬
‫يجعل مجتمعها عرضة للكثير من الظواىر السلبية ‪.‬‬
‫كيترؾ التعاطي كاإلدماف على المخدرات الكثير من المشكبلت الصحية‬
‫كالنفسية للشخص المدمن‪ ،‬فضبل عن آثاره االجتماعية المتمثلة بحاالت‬
‫التفكك األسرم كاضطراب التوازف االجتماعي مع الوسط الذم يعيش فيو‬
‫المدمن كاختبلؿ عبلقاتو االجتماعية‪،‬ىذا فضبل عن اآلثار االقتصادية المتمثلة‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪023‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫بالخسائر في العملية االقتصادية نتيجة سوء تكيف المدمنين مع أعمالهم‬
‫ككظائفهم كضعف إمكاناتهم ‪.‬‬
‫كىناؾ اآلثار السياسية‪ ،‬حيث يهتز الكياف السياسي ألم دكلة اذا لم يكن في‬
‫كسعها بسط نفوذىا على كل اقاليمها كمنع زراعة المخدرات كالمتاجرة فيها ‪.‬‬
‫كىناؾ عبلقة كثيقة ما بين الجريمة كاإلدماف على المخدرات‪ ،‬حيث أكدت‬
‫الدراسات العلمية كاالحصائيات كاالرقاـ‪ ،‬باف اإلدماف يعد من أكسع األبواب‬
‫لدخوؿ المدمنين عالم االجراـ‪.‬‬
‫كنظرا لكل ىذه المخاطر فاف القانوف يعد اإلدماف بأنو مشكلة قانونية‪ ،‬اذ ينظر‬
‫اليها باعتبارىا جريمة بحق المجتمع ‪ .‬لذا فهناؾ جوانب قانونية في مكافحة‬
‫المخدرات ‪.‬‬
‫كلتفادم ىذه المشكلة البد من اتخاذ األىداؼ كاإلجراءات في مواجهة‬
‫كمكافحة المخدرات كالمتمثلة بإجراء البحوث كالدراسات التي تبين مخاطر‬
‫كمضار المخدرات‪ ،‬كالفهم العلمي ألبعاد كطبيعة المخدرات كاتخاذ كل التدابير‬
‫الوقائية في اطار األسرة كالمدرسة كالمؤسسات االجتماعية‪ ،‬كالتوعية الدينية‬
‫كاإلعبلمية كبناء مراكز كمؤسسات كافية كمبلئمة لرعاية المدمنين ‪.‬‬

‫مقدمة‪-:‬‬
‫انتشرت ظاىرة تعاطي المخدرات كاالتجار بها بين الشباب في العالم بشكل كبير‪ ،‬حتى اف‬
‫منظمة الصحة العالمية (‪ )who‬تحذر من اف اإلدماف على الكحوؿ كالمخدرات من اكثر المشاكل‬
‫الصحية التي تواجو البشرية في القرف الحادم كالعشرين‪ ،‬كىي كاحدة من أبشع االمراض النفسية‬
‫كاالجتماعية التي تقود الى االنحراؼ كالجريمة بشكل سريع‪ ،‬كىذا ما أكدتو الكثير من الدراسات‬
‫العلمية كاالحصائيات كاالرقاـ التي تدؿ على اتساع ىذه الظاىرة الخطيرة ‪ .‬كيعد اإلدماف على‬
‫المخدرات أفة تصيب الفرد كالمجتمع‪ ،‬ففضبل عن األمراض كالمشكبلت التي تلحق بالمدمن‪ ،‬فاف‬
‫البنياف االجتماعي يتصدع كينهار‪ ،‬حيث تتفكك الركابط االسرية كتتدنى قدرة االنساف على العمل‬
‫فيقل االنتاج‪ ،‬كما يتزايد عجز الشباب عن مواجهة الواقع كاالرتباط بمتطلباتو كتتفاقم المشكبلت‬
‫االجتماعية كيتزايد عدد الحوادث كالجرائم ‪.‬‬
‫كتنتشر ىذه الظاىرة في المجتمعات الغربية كالعربية‪ ،‬كمنها مجتمعنا العراقي‪ ،‬اذ يعد العراؽ ممرا‬
‫للمخدرات القادمة من أفغانستاف كايراف باتجاه دكؿ الخليج كأكربا مما يجعلو يواجو تحديا خطيرا‬
‫يستلزـ بذؿ الجهود الحثيثة لمنع مركر أك انتشار المخدرات في بلدنا‪ .‬فبعد احداث عاـ ‪ 2003‬كما‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪024‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫مر بو المجتمع من انهيار للمؤسسات االمنية كفتح الحدكد مع الدكؿ المجاكرة‪ ،‬مما ساعد على‬
‫تهريب المواد المخدرة الى داخل العراؽ من قبل مافيات كتجار يستخدموف احدث االسلحة ككسائل‬
‫القتل الحديثة من اجل نشرىا في المدف العراقية‪ ،‬كباألخص المدف الجنوبية‪،‬اذ انتشرت تجارة‬
‫المخدرات بجميع اصنافها بما في ذلك حبوب الهلوسة لتطاؿ فئة الشباب اذ اصبحت في متناكؿ‬
‫ايدم الطلبة كالعاطلين عن العمل‪ ،‬مما يهددالشباب في العراؽ الذين ىم رجاؿ المستقبل المعوؿ‬
‫عليهم في بناء كاعادة اعمار البلد ‪.‬‬
‫كنظرا ألىمية ىذا الموضوع كخطورتو كجدت الباحثة انو من الضركرم البحث في ىذا‬
‫الموضوع محاكلة الكشف عن أىم األسباب التي تدفع الفرد الى اإلدماف‪ ،‬كتوضيح االثار االجتماعية‬
‫كاالقتصادية المترتبة عليو‪ ،‬اذ يشتمل البحث على ثبلثة مباحث كمقدمة‪ ،‬يقدـ المبحث األكؿ‬
‫المفاىيم المتعلقة بموضوع البحث كىي‪ ،‬مفهوـ الجريمة‪ ،‬مفهوـ المجرـ‪ ،‬علم االجتماع الجنائي‪،‬‬
‫مفهوـ اإلدماف‪ ،،‬مفهوـ المخدرات‪ ،‬فضبل عن عرض ألنواع المخدرات حيث صنفت على اساس لونها‬
‫الى مخدرات بي ضاء كأخرل سوداء‪ ،‬كأيضا من حيث طريقة انتاجها الى مخدرات طبيعية كصناعية‬
‫كأخرل تخليقية‪ ،‬ككذلك صنفت من حيث األثر المترتب عليها‪ ،‬في حين تناكؿ المبحث الثاني‪،‬‬
‫مطلبين األكؿ ‪ :‬األسباب المؤدية الى اإلدماف حيث تم تقسيمها الى عدة أسباب منها األسباب‬
‫الشخصية كاألسباب االجتماعية كاألسباب االقتصادية كاألسباب الصحية فضبل عن األسباب‬
‫السياسية ‪.‬أما المطلب الثاني منو‪،‬فقد تناكؿ عرض الىم المشكبلت كاآلثار التي يتركها اإلدماف على‬
‫الفرد كالمجتمع كمنها اآلثار الصحية كالنفسية كاآلثار االجتماعية كاالقتصادية فضبل عن اآلثار‬
‫السياسية ال ناجمة عن التعاطي كاإلتجار بالمخدرات‪ ،‬كتضمن المبحث الثالث مطلبين األكؿ ‪ :‬تناكؿ‬
‫العبلقة بين الجريمة كاإلدماف على المخدرات اذ تم توضيح الصلة ما بين تعاطي المخدرات كبين‬
‫الميل نحو ارتكاب الجريمة من خبلؿ التأثير السلبي على الحالة النفسية للفرد حيث تكوف ىذه‬
‫الحال ة األرضية المحتملة لبعض الخركقات األمنية كالدافع المباشر كغير المباشر لقسم من الجرائم‬
‫المرتكبة ذات التأثير السلبي على استقرار المجتمع كأمنو‪ ،‬في حين تناكؿ المطلب الثاني من ىذا‬
‫المبحث عرض ألىم اإلجراءات البلزمة لمكافحة الجريمة كمنها‪،‬الجوانب القانونية في مكافحة‬
‫الجريمة كاإلجراءات الوقائية في مجاؿ التثقيف كرفع الوعي بمخاطر المخدرات فضبل عن اإلجراءات‬
‫العبلجية كالتأىيلية ‪ .‬كتم ايضا في ىذا المبحث‪،‬عرض دراسة لمشكلة اإلدماف في العراؽ اجرتها كزارة‬
‫الصحة العراقية في عاـ ‪ ،2008‬تبين مدل أنتشار ظاىرة التعاطي للمخدرات بين الشباب العراقي ‪.‬‬
‫كما تشكلو من خطورة على مستقبل ىذه الفئة المهمة من المجتمع ‪.‬‬
‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪025‬‬
‫جملة العلوم النفسية‬
Abstract
Drugs are the most dangerous lowlights that
threaten the life and health of the individual and the
social entity of the society. It is one of the problems
that have a great and real danger on the societies,
including the Iraqi society especially after the
American occupation in 2003 , and on the young and
this problem is considered more destructive than
terrorism because it leads the individual to corruption
and committing crimes that can destroy the society.
The reasons that lead to addiction are
variant. These reasons can be personal and they are
represented by the weakness of the religious restraint
and not using the spare time in purposeful activities.
The motive to have drugs is strengthened by the
thought that drugs are not forbidden and that they
strengthen the sexual ability.
The other reasons that lead to addiction are
social. These are represented by the weakness of
familial social discipline.
The Among other reasons is the economic
which is represented by the difficult economic
conditions of the drug addict.
The other reason behind addiction is related to
health. This one is represented by the sickness of the
physical and psychological health which drive the
individual to addiction
The other reasons are political and these are
represented by the crises through which the country
pass making the individual exposed to negative states.
Drug addiction causes a lot of the physical and
psychological problems to the individual. It has its
social effects which are represented by the familial
disconnection and disturbance of the social balance
with the medium in which the drug addict lives and
the dysfunction of his social relations.
2102 ‫العدد عشرون‬ 026
‫جملة العلوم النفسية‬
Drug addiction has also economic effects and
these are represented by the loss in the economic
process due to the bad adjustment of the addicts with
their jobs. There are the economic effects since this
problem threatens the economic entity of any country
which will not be able to prevent drug trade.
There is a strong relation between the crime
and drug addiction. Many scientific studies, numbers
and statistics confirm that addiction is considered the
widest door for its individuals to enter the world of
crimes.
Because of these dangers, law considers
addiction as a legal problem because it is seen as a
crime against society. There for there are legal sides in
fighting drug.
To avoid this problem, aims and steps should
be taken to face and fight drugs.
These are represented by per forming
researches and studies that show the dangers of drugs.
In addition to the scientific understanding of the
nature of drugs and taking all the protective
precautions in the family, school, the social,
institutions, the religious and media enlightenment,
building enough, institutions and centers to take care
of drug addicts.

-: ‫مشكلة البحث‬
،‫تتحدد مشكلة البحث بدراسة مشكلة اإلدماف على المخدرات كعبلقتها بارتكاب الجريمة‬
:‫كتتمثل مشكلة الدراسة في التساؤالت اآلتية‬
‫ كما الفرؽ بينو كبين التعاطي للمخدرات ؟‬،‫ ما ىو اإلدماف على المخدرات‬.1
‫ ما ىي أنواع المخدرات ككيف يتم تصنيفها ؟‬.2
‫ماىي األسباب المؤدية الى اإلدماف على المخدرات ؟‬ .3
‫ماىي المشكبلت الناجمة عن التعاطي كاإلدماف على المخدرات ؟‬ .4
‫ىل ىناؾ عبلقة ما بين الجريمة كاإلدماف على المخدرات ؟‬ .5
2102 ‫العدد عشرون‬ 027
‫جملة العلوم النفسية‬
‫اإلجراءات البلزمة في مكافحة المخدرات ؟‬ ‫‪.6‬‬
‫أهمٌة البحث ‪-:‬‬
‫تكمن أىمية ىذا البحث فيما يأتي ‪:‬‬
‫دراسة ظاىرة اإلدماف كمشكلة اجتماعية كبرل أفرزتها الظركؼ االجتماعية كاالقتصادية كالسياسية التي‬
‫مر بها المجتمع العراقي بعد االحتبلؿ األمريكي عاـ ‪ ،2003‬كالتي انتشرت بشكل كبير بين فئة‬
‫الشباب الذين ىم عماد المستقبل‪ ،‬مما يهدد الجيل المعوؿ عليو في بناء المستقبل‪ ،‬فضبل عن أىم‬
‫اآلثار النفسية كاالجتماعية كاالقتصادية التي تتركها على المدمنين أنفسهم حيث تهدد صحتهم النفسية‬
‫كالبدنية كتدمر قواىم العقلية‪ ،‬كما تؤدم الى انهيار كتفكك أسرىم‪ ،‬كمن ثم تصدع كانهيار كياف‬
‫المجتمع‪،‬اذ يؤدم اإلدماف الى ارتكاب الجرائم بحق المجتمع مما يهدد أمنو كاستقراره ‪.‬‬
‫أهداف البحث ‪-:‬‬
‫يهدؼ البحث الى ‪:‬‬
‫تسليط الضوء على مشكلة اإلدماف على المخدرات كعبلقتها بارتكاب الجريمة من خبلؿ ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬توضيح الفرؽ ما بين اإلدماف على المخدرات كالتعاطي للمخدرات ‪.‬‬
‫‪ .2‬تحديد أنواع المخدرات ‪.‬‬
‫تحديد أىم األسباب الباعثة على اإلدماف على المخدرات ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫توضيح أىم المشكبلت التي تنجم عن التعاطي كاإلدماف على المخدرات ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ .5‬توضيح العبلقة ما بين السلوؾ االجرامي كتعاطي المخدرات كاإلدماف عليها ‪.‬‬
‫تحديد اإلجراءات البلزمة في مكافحة المخدرات ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫فرضٌة البحث ‪-:‬‬


‫ينطلق البحث من فرضية مفادىا اف اإلدماف كتعاطي المخدرات لو عبلقة كثيقة بالجريمة‬
‫كذلك نظرا لآلثار المختلفة التي يتركها على الفرد المدمن كعلى المجتمع‪ ،‬كمنها اآلثار النفسية‬
‫كالصحية كاالجتماعية كاالقتصادية كالسياسية‪ ،‬كما اف ىناؾ عدة عوامل تدفع الفرد الى اإلدماف أك‬
‫تعاطي المخدرات كىي األسباب الشخصية كاالجتماعية كاالقتصادية كالتي قد تدفع الفرد الى اإلدماف‬
‫كمن ثم الى اتباع السلوؾ اإلجرامي ‪.‬‬
‫كمن اجل اثبات فرضية البحث يحتوم البحث على ثبلثة مباحث فضبل عن المقدمة‪.‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪028‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫المبحث االول ‪:‬‬
‫المطلب األكؿ ‪ :‬مفاىيم البحث‬
‫اوال ‪ :‬مفهوم الجرٌمة ‪- Crime Concept - :‬‬
‫ىي كل فعل اك امتناع عن فعل صادر عن انساف كيقرر لو القانوف عقابا جنائيا ‪)1 (.‬‬
‫كمن الناحية القانونية‪،‬الجريمة ىي كل فعل مخالف الحكاـ قانوف العقوبات كىو القانوف الذم يتضمن‬
‫االفعاؿ المحرمة كمقدار عقوباتها‪ ،‬كبما اف الجريمة ىي فعل يضر بالمجتمع فمن حق الهيئة‬
‫االجتماعية اف تحافظ على سبلمتها بتشريع القوانين التي تتصدل لمن يتعدل على حرمتها‪،‬كتوضح‬
‫العقوبات لتعاقب من يخالف احكامها المحرمة ‪)2(.‬‬
‫كقد عد دكركهايم الجريمة عامل من عوامل التطور االجتماعي الف المجرـ القانوني الذم‬
‫يثور على القيم البالية يساىم في فرض قيم جديدة ‪)3(.‬‬
‫اما كاركفللو فيرل اف الجريمة ىي سلوؾ يخرؽ مجاال معينا من الشعور األخبلقي كاألدبي الذم‬
‫كصلت اليو البشرية بعد مراحل عديدة من التطور كاصبح ىذا الشعور جزءا من القيم العامة كالخالدة‬
‫‪)4(.‬‬
‫كما تعرؼ من الناحية القانونية ‪ :‬ىي الفعل اك الترؾ المعاقب عليو جنائيا بسبب الضرر الواقع على‬
‫المجتمع من ىذا الفعل اك ذاؾ الترؾ ‪)5(.‬‬
‫كمن الناحية االجتماعية‪ ،‬فاف الجريمة شر اجتماع ي ال مناص منو اذ ىي تمثل الوجو المظلم‬
‫للتقدـ البشرم‪،‬فهي في رام علماء االجتماع مشكلة اجتماعية الى جانب جوانبها السياسية كالثقافية‬
‫كالقانونية األخرل ‪ .‬كىي مشكلة ذات تركيب تراكمي معقد تمثل انهيارا اجتماعيا اك تصدعا في البنياف‬
‫االجتماعي‪ ،‬كقد تكوف الجريمة عرضا مرضيا لعلل اجتماعية أخرل ‪ )6(.‬فهي في نظر العلوـ‬
‫االجتماعية "كل فعل يعتبر مخالفا للحاجات األساسية كالمصالح الرئيسية لمجتمع معين أك يمثل‬
‫خطرا على المجتمع أك يجعل من المستحيل التعايش كالتعاكف بين األفراد الذين يكونونو "(‪)7‬‬
‫كالجريمة كفعل خاطئ ظاىرة تسبق كجود العقاب الذم فرضتو المجتمعات البشرية على‬
‫المجرـ اك الجاني‪،‬ذلك اف االفعاؿ الخاطئة لم تكتسب صفتها االجرامية أال في فترات متأخرة من‬
‫تاريخ المجتمعات البشرية ‪.‬ففي المراحل االكلى من حياة المجتمعات كانت االفعاؿ الخاطئة التي‬
‫تدينها المجتمعات قليلة جدا ثم بدأت تزداد شيئا فشيئا مع تطور ثقافة المجتمعات حتى صارت‬
‫المجتمعات المعاصرة تعاقب اليوـ على افعاؿ كثيرة جدا بل كجديدة مستحدثة لم تكن معركفة لدل‬
‫المجتمعات البدائية كالتاريخية القديمة كجرائم ‪.‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪029‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫كالمجرموف بوجو عاـ اشخاص اختاركا‪،‬اك اضطركا أحيانا‪،‬الخركج على مجتمعاتهم بارتكابو‬
‫افعاال ضارة بمصلحة تلك المجتمعات‪،‬أال أف عدد ىؤآلء الخارجين على طاعة مجتمعاتهم قد‬
‫أزدادبزيادة تجريم بعض االفعاؿ كأعتبارىا محرمة أك ممنوعة ‪.‬‬
‫فالجريمة أذا ىي حصيلة الحياة أالجتماعية ذاتها‪ ،‬كلذلك فأف ظهور جرائم مستحدثة‬
‫جديدة معناه ظهور مقاكمة جديدة ألنماط اجتماعية جديدة في المجتمع‪)8( .‬‬
‫كيمكن تعريفها من الناحية االجتماعية ‪ :‬ىي السلوؾ المنافي للنظم االجتماعية في الببلد‬
‫الى درجة ٌعده جريمة في نظر العرؼ كالتقاليد سواء نص قانوف الدكلة صراحة على ذلك أـ لم ينص‬
‫على ذلك ‪ )9 (.‬كيعرفها الدكتور أحمد زكي بدكم ‪ :‬ىي كل فعل يعود بالضررعلى المجتمع كيعاقب‬
‫عليو القانوف‪ ،‬كالجريمة ظاىرة أجتماعية تنشأعن ميوؿ كأتجاىات كعقد نفسية كعن تأثر بالبيئة‬
‫الفاسدة‪،‬كما قد تنشأ عن نقص جسمي أك ضعف عقلي أك أضطراب أنفعالي‪ ،‬كتختلف أألفعاؿ التي‬
‫تجرـ من مجتمع الى آخر‪ )10 (.‬كتنقسم الجرائم طبقا ألحكاـ القانوف الى ثبلثة أقساـ ‪:‬‬
‫‪ .1‬المخالفات – ‪ - Contraventions‬كىي أبسطها‬
‫‪ .2‬الجنح – ‪- Misdemeanour's‬‬
‫‪ .3‬الجنايات –‪-Felonies‬‬
‫كتتدرج العقوبات طبقا لخطورة الجريمة كقد تبدأ بالغرامة المالية ‪ Fine‬كتنتهي بعقوبة اإلعداـ‬
‫‪)11(. Capital punishment‬‬
‫كما يعرفها الدكتور عبد العزيزعبد اهلل الدخيل بأف الجريمة ‪ :‬ىي سلوؾ يخالف القانوف كبنفس‬
‫الوقت مخالفا لمعايير المجتمع األخبلقية التي اتفقت عليها الجماعة‪ ،‬حتى كاف لم يتم أعتبارىا‬
‫كقوانين ‪)12 (.‬‬
‫أما مفهوـ الجريمة من منظور الشريعة األسبلمية‪،‬فأف أصل كلمة جريمة من جرـ بمعنى كسب‬
‫كقطع‪ ،‬كلذلك يصلح أف نطلق كلمة الجريمة على أرتكاب ما ىو مخالف للحق كالعدؿ كالطريق‬
‫المستقيم ‪.‬‬
‫كأشتق من ذلك المعنى اجراـ كأجرـ‪ ،‬قاؿ تعالى ‪":‬اف الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكوف "‬
‫‪ )13(.‬كقاؿ تعالى ‪" :‬اف المجرمين في ظبلؿ كسعر" ‪ )14(.‬كقاؿ تعالى ‪":‬كلوا كتمتعوا قليبل انكم‬
‫مجرموف "‪)15(.‬‬
‫أم اف الجريمة ىي ‪ :‬فعل األمر الذم ال يستحسن كيستهجن‪،‬كىي فعل ما نهى اهلل عنو‪،‬‬
‫كعصياف ما أمر اهلل بو ‪)16(.‬‬
‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪031‬‬
‫جملة العلوم النفسية‬
‫ثانٌا‪ :‬مفهوم المجرم ‪- Criminal Concept -:‬‬
‫تعريف المجرـ من كجهة نظر علماء الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬المجرـ ىو الذم يقع في أمر غير‬
‫مست حسن‪ ،‬مصرا عليو مستمرا فيو ال يحاكؿ تركو‪ ،‬بل ال يرضى بتركو‪ ،‬كذلك ليتحقق معنى الوصف‪،‬اذ‬
‫اف معنى الوصف يقتضي االستمرار‪،‬كاذا كانت كل أكامر الشريعة في ذاتها مستحسنة بمقتضى الشرع‬
‫كبمقتضى اتفاقها مع العقل السليم‪ ،‬فعصياف اهلل تعالى يعد جريمة‪ ،‬ككذلك ارتكاب ما نهى اهلل عنو يعد‬
‫جريمة‪ ،‬ألنو غير مستحسن بمقتضى حكم الشارع بالنهي عنو‪،‬كبمقتضى حكم العقل‪ ،‬ألف العقل‬
‫السليم تتفق قضاياه مع قضايا الشرع األسبلمي ‪)17 (.‬‬
‫كمن الناحية القانونية فاف المجرـ ‪ :‬ىو كل شخص ارتكب فعبل يعتبر في نظر القانوف‬
‫جريمة‪،‬كما اف لفظ مجرـ ال يطلق على الفرد اال اذا صدرت بحقو ادانة من المحكمة بالحكم بشرط‬
‫أف يكوف ىذا الحكم غير قابل للطعن فيو ‪.‬‬
‫أما مفهوـ المجرـ في نظر علماء االجتماع فيعرؼ بأنو ذلك الشخص الذم يرتكب فعبل‬
‫يرل المجتمع أنو جريمة ‪)18(.‬‬
‫أما من كجهة نظر علم االجراـ‪ ،‬فالمجرـ‪،‬ىو كل شخص أسند اليو ارتكاب الجريمة بشكل‬
‫جدم‪ ،‬سواء أدانو القضاء نهائيا أـ لم يدينو بعد‪ ،‬كسواء قبض عليو أكعجزت السلطة عن الوصوؿ‬
‫اليو‪ ،‬كسواء عرفت حقيقة أمره أك ظل سره مجهوال ‪)19(.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬علم االجتماع الجنائً ‪- Criminal sociology - :‬‬
‫ىو مجموع الدراسات التي تبحث في العوامل ذات الصيغة االجتماعية المسببة للجريمة‪،‬أك‬
‫في مدل مسؤكلية المجتمع عنها‪.‬‬
‫كىناؾ من يرل اف علم االجتماع الجنائي علم مستقل كفرع من علم االجتماع‪،‬اال اف علماء‬
‫االجراـ كعلماء القانوف اعتبركا علم االجتماع الجنائي فرعا من علم االجراـ‪ ،‬حيث انهم يركف اف علم‬
‫الجريمة مجموعة من الدراسات التي تدكر حوؿ الجريمة كيتفرع الى فركع‪،‬كىي ‪:‬‬
‫‪ .1‬علم االجراـ – ‪– Criminology‬‬
‫‪ .2‬علم العقاب‬
‫‪ .3‬علم التحقيق الجنائي ‪)20 (.‬‬
‫وقد قسموا علم االجرام الى قسمٌن‪ ،‬وهما ‪:‬‬
‫‪ .1‬علم اجراـ فردم ‪ :‬كيدرس أسباب الجريمة من الناحية الفردية‪ ،‬كينقسم ىذا العلم الى‬
‫قسمين‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪030‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫ا‪ -‬علم البيولوجيا الجنائي ‪– Criminal Biology -‬‬
‫ب‪ -‬علم النفس الجنائي – ‪- Criminal Psychology‬‬
‫‪ .2‬علم االجتماع الجنائي ‪:‬كيسمى في بعض األحياف علم االجراـ االجتماعي‪،‬كىو يدرس‬
‫أسباب الجريمة من الناحية االجتماعية ‪.‬كعلم االجتماع الجنائي ذك عبلقة بعلم‬
‫النفس‪،‬حيث اف موضوع علم النفس ىو االنساف‪،‬لكونو كائن حي يدرؾ كيشعر كيرغب‬
‫كينفعل كيتعلم كيعبر كيغفل كما الى ذلك‪،‬كىو يتاثر بالمجتمع الذم يعيش فيو كيستعين بو‪(.‬‬
‫‪)21‬‬
‫فالجريمة ىي حصيلة عوامل فردية كاجتماعية‪ ،‬اال اف بعض العلماء يقتصركف في دراستهم لتفسير‬
‫ظاىرة الجريمة على دراسة العوامل االجتماعية من خبلؿ نظريات المذىب االجتماعي كمنهم عالم‬
‫االجتماع "جبرييل تارد " "‪ "Geberial Tarde‬الذم بين أف الجريمة تتكوف تحت تأثير البيئة‬
‫االجتماعية كايضا من أنصار ىذا المذىب االجتماعي "أميل دكركهايم " ‪Emile Durkheim‬‬
‫مؤسس علم االجتماع الحديث‪ ،‬الذم فسر الجريمة في نظريتو‪ ،‬بأنها ظاىرة تتصل بتكوين المجتمع‬
‫كطبيعة الحياة االجتماعية‪ ،‬ينشئها المجتمع ذاتو‪ ،‬بإدانتو بعض األنماط السلوكية‪ ،‬بوصفها أفعاال مخلة‬
‫بمعايير القواعد االجتماعية المألوفة‪،‬يعتبرىا جرائم‪ ،‬كمن ثم يصبح فاعلها مجرما ‪)22(.‬‬
‫رابعا‪ :‬مفهوم اإلدمان ‪– Addiction Concept - :‬‬
‫اإلدماف لغة ‪ :‬دمن على الشيء ‪ :‬لزمو‪،‬كأدمن الشراب كغيره‪ :‬أدامو كلم يقلع عنو‪،‬كيقاؿ‬
‫أدمن األمر‪،‬كاظب عليو ‪)23 (.‬‬
‫أما تعريف اإلدماف اصطبلحيا ‪ :‬فهو تعاطي المواد الضارة طبيا كاجتماعيا كعضوا بكميات‬
‫أك جرعات كبيرة كلفترات طويلة تجعل الفرد متعودا عليها كخاضعا لتأثيرىا كيصعب أك يستحيل عليو‬
‫االقبلع عنها ‪.‬‬
‫كاإلدماف قد يكوف ادمانا على الخمر كالمسكرات‪ ،‬أك ادمانا على المخدرات أك حتى‬
‫بعض األدكية كالعقاقير‪.‬‬
‫كلكنو في كل االحواؿ أكثر تعقيدا من مجرد االشتهاء الجسمي ألنو يؤثر على أجهزة‬
‫الجسم كبخاصة على الجهاز العصبي كالنفسي لبلنساف‪ ،‬كالقاعدة في الشريعة االسبلمية تقرر أنو ال‬
‫يحل للمسلم أف يتناكؿ من االطعمة أك األشربة شيئا يقتلو بسرعة أك ببطء أك ما يضره كيؤذيو‪ ،‬فاف‬
‫المسلم ليس ملك نفسو‪ ،‬كانما ىو ملك دينو كأمتو‪ ،‬كحياتو كصحتو كمالو كنعم اهلل كاىا كديعة عنده‪،‬‬
‫كال يحل لو التفريط فيها ‪ ،)24 (.‬قاؿ سبحانو كتعالى ‪":‬كال تقتلوا انفسكم اف اهلل كاف بكم رحيما‬
‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪032‬‬
‫جملة العلوم النفسية‬
‫‪ ،)25(".‬كقاؿ تعالى ‪":‬كال تلقوا بأيديكم الى التهلكة ‪ )26 (".‬فقد أثبتت األبحاث الطبية‬
‫كاالجتماعية أف أشر مايمكن اف يؤدم الى التهلكة ىو االدماف ‪.‬‬
‫اف القرآف الكريم كالسنة المطهرة ىي اكمل بياف لما ينطوم عليو االدماف من خطورة فاهلل‬
‫سبحانو كتعالى عندما شرع العقوبة جعل شرب الخمر ضمن جرائم الحدكد ‪.‬كما قاؿ سبحانو ‪":‬ياايها‬
‫الذين آمنوا ال تقربوا الصبلة كانتم سكارل حتى تعلموا ما تقولوف "‪ ،)27 (.‬كقاؿ جل شأنو ‪":‬ياأيها‬
‫الذين آمنوا انما الخملر كالميسر كاالنصاب كاالزالـ رجس من عمل الشيطاف فآجتنبوه لعلكم‬
‫تفلحوف‪،‬انما يريد الشيطاف أف يوقع بينكم العداكة كالبغضاء في الخمر كالميسر كيصدكم عن ذكر اهلل‬
‫كعن الصبلة فهل انتم منتهوف‪.)28 (.‬‬
‫كما كصفها الرسوؿ الكريم بأنها أـ الكبائر كأـ الخبائث ألنها تزين لؤلنساف الشر كتدفعو‬
‫اليو‪،‬لذا فلقد لعن بائعها كعاصرىا كحاملها كما نهى الرسوؿ (ص) عن كل مسكر كمفتر "ركاه األماـ‬
‫أحمد عن أـ سلمة ‪.‬‬
‫كمن الناحية العلمية يعرؼ اإلدماف بانو تعود الفرد على تناكؿ المكيفات ‪-Narcotics-‬‬
‫أك المخدرات – ‪ –Drugs‬أك الخمور —‪ -Alcoholics‬لدرجة يصعب األقبلع عن ىذه‬
‫العادة الضارة ‪)29(.‬‬
‫كىو حالة تسمم مزمن اك دكرم تؤذم الفرد كالمجتمع‪ ،‬كينتج عن تكرار تعاطي عقار من‬
‫أصل طبيعي أكصناعي كتتضمن ىذه الحالة رغبة قهرية في األستمرارعلى تعاطي العقار كميل لزيادة‬
‫الجرعة أضافة الى األعتماد النفسي كالجسمي على آثار العقار‪)30(.‬‬
‫كيعرؼ ايضا بأنو التعاطي المتكرر لمادة نفسية لدرجة أف المتعاطي يكشف عن انشغاؿ‬
‫شديد بالتعاطي‪ ،‬كما يكشف عن عجز أك رفض االنقطاع أك لتعديل تعاطيو‪ ،‬ككثيرا ماتظهر عليو أعراض‬
‫األنسحاب اذاما أنقطع عن التعاطي ‪)31(.‬‬
‫أما الدكتور عبد العزيز عبد اهلل فيعرفو بأنو حالة االعتماد – ‪- Dependence‬‬
‫الجسمي كالنفسي على المادة المتعاطاة‪ ،‬كغالبا ما يترتب على ذلك فقد القدرة االحتمالية ‪– -‬‬
‫‪ Tolerance‬تجاه تلك المادة‪ ،‬كما تنتج عند عدـ توفر المادة المتعاطاة ما يسمى باألعراض‬
‫االنسحابية –‪ –Withdrawal Symptoms‬كتشتمل المواد االدمانية على التبغ‪ ،‬الكحوؿ‪،‬‬
‫المخدرات‪ ،‬كالعقاقير الى غير ذلك من المواد ذات الطبيعة االدمانية ‪ .‬كيستخدـ المهتموف بأمور‬
‫اإلدماف مصطلح االعتماد على المواد أك تبعية المواد –‪ – Substance Dependence‬بدال‬
‫من مصطلح اإلدماف ‪ )32(.‬كمن خصائص اإلدماف ىي ‪:‬‬
‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪033‬‬
‫جملة العلوم النفسية‬
‫‪ .1‬رغبة مسيطرة‪ ،‬أك الحاجة ألستمرار تعاطي العقار ‪.‬‬
‫‪ .2‬ميل الى زيادة الجرعة ‪.‬‬
‫اعتماد نفسي كجسمي متزايد على العقار ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫أما الطب الشرعي‪ ،‬فلو كجهة نظر في تعريف اإلدماف‪ ،‬حيث يرل انو حالة من التسمم‬
‫المزمن تضر الفرد كالمجتمع‪ ،‬كتنتج عن تكرار تعاطي العقار كيتصف اإلدماف في نظره بما يأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬االحتماؿ أك القدرة على االحتماؿ –‪ -Tolerance‬حيث اف ىناؾ تأثير متناقص لعملية‬
‫تكرار الجرعة نفسها للعقار نفسو‪ ،‬فمثبل ىناؾ ضركرة لزيادة الجرعة للحصوؿ على تأثير مماثل‬
‫للجرعة األصلية ‪.‬‬
‫اعتماد جسمي على أثر العقار‪ ،‬ألف ىناؾ حاجة متسلطة الستمرار تعاطي العقار‪ ،‬كالحصوؿ‬ ‫‪.2‬‬
‫عليو بأية كسيلة من الوسائل‪ ،‬ىذا ألف العقار يصبح باعثا لبقاء المدمن ‪.‬‬
‫أعراض االمتناع ‪ :‬كىذه األعراض تشكل مرضا خطيرا يحدث عند االمتناع عن العقار‪ ،‬كىي‬ ‫‪.3‬‬
‫تختفي في الحاؿ عند الرجوع الى العقار ‪.‬‬
‫‪ .4‬تأثيرات ضارة معركفة على الفرد كالمجتمع ‪)33(.‬‬
‫كما يعرؼ بانو المداكمة على تعاطي مادة أك مواد معينة‪ ،‬اك القياـ بأنشطة محددة لمدة‬
‫زمنية طويلة بقصد الدخوؿ في حالة من النشوة أك ابعاد الحزف كاالكتئاب ‪ .‬كاإلدماف يعني ايضا‬
‫االعتماد الفسيولوجي (العضوم ) على المواد الكيميائية‪ ،‬الذم يؤدم بالشخص الى عدـ القدرة على‬
‫مقاكمة االمتناع عن تناكلها‪ ،‬مما ينتج عنو ظهور أعراض المنع (األعراض األنسحابية )عليو في حالة‬
‫عدـ الحصوؿ عليها‪ ،‬كفي حالة عدـ الحصوؿ‪ ،‬كمن المواد القابلة لئلدماف الكحوؿ كالتبغ كالنيكوتين‬
‫كأنواع عديدة من العقاقير المهدئة كالمخدرة ‪)34(.‬‬
‫من التعاريف السابقة لبلدماف يمكن أف نعرفو (اجرائيا ) بأنو تكرار تعاطي مادة أك أكثر من‬
‫المواد المخدرة بشكل قهرم مما يؤدم الى حالة اعتماد عضوم أك نفسي أك كليهما مع التحمل‬
‫كظهور األعراض االنسحابية في حالة االنقطاع ‪ .‬كالمقصود باالعتماد العضوم ‪ :‬حالة يعتادىا الجسم‬
‫على المواد المخدرة ليؤدم كظائفو الفسيولوجية كفي أثناء غياب تلك المادة تختل تلك الوظائف‬
‫كينتج عنها أعراض انسحابية جسدية ‪)35( .‬‬
‫أم اف االعتماد العضوم ىو اعتماد جسمي (‪ )Body Dependence‬أم تكيف‬
‫الجسم كاعتماده على عقار معين‪ ،‬كيسمى اعتمادا عضويا‪ ،‬حيث يؤدم االنقطاع عنو الى ظهور‬
‫أعراض أليمة على الجسم تعرؼ بأعراض االنسحاب (‪)36(.) Withdrawal Symptoms‬‬
‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪034‬‬
‫جملة العلوم النفسية‬
‫كاألعراض االنسحابية الجسدية ىي ‪ :‬ردكد فعل سلبية من الجسم نتيجة نقص المادة المخدرة كتكوف‬
‫على شكل اآلـ في المفاصل كالعضبلت كالصداع كالرعشة في األطراؼ كالعرؽ كدموع العينين كرشح‬
‫األنف كنقص الوزف كارتفاع الضغط كسرعة النبض كالتثاؤب المستمر كالغثياف كالقيء كالكسل كغيرىا‬
‫‪.‬‬
‫أما االعتماد النفسي فيقصد بو رغبة المدمن في الحفاظ على األحاسيس كالمشاعر كاللذة الناجمة عن‬
‫التعاطي لضماف االستقرار النفسي‪ .‬أما األعراض األنسحابية النفسية فهي ‪ :‬القلق‪ ،‬االكتئاب‪،‬المخاكؼ‬
‫الوىمية‪ ،‬الشك االنفعاؿ الشديد‪ ،‬الحساسية الشديدة‪ ،‬الخجل‪ ،‬الغضب‪ ،‬األرؽ‪ ،‬الشعور بالذنب‪،‬‬
‫فقداف الشهية‪ ،‬كفقداف الرغبة الجنسية ‪.‬‬
‫أما التحمل ‪ :‬فيعني ميل الشخص المتعاطي الى زيادة الجرعة المخدرة للحصوؿ على‬
‫الحالة المنشودة من تعاطي المخدر كالتي حصل عليها في مرات التعاطي األكلى‪)37(.‬‬
‫كيمر اإلدماف بأربع مراحل ىي ‪:‬‬
‫‪ .1‬مرحلة التجربة ‪ :‬اذ يقوـ الشخص فيها بتناكؿ المواد المخدرة على سبيل التجربة للتباىي أك‬
‫للقضاء على القلق كاالضطراب النفسي كالعصبي‪ ،‬أك للحصوؿ على نشوة أك متعة ما‪ ،‬غير‬
‫مقدر العواقب لهذه التجربة‪ ،‬كغالبا ما تتم التجربة بمساعدة كتشجيع من اصدقاء كمعارؼ‬
‫مقربين ‪.‬‬
‫مرحلة التعاطي القصدم ‪ :‬كيتم فيها قياـ الشخص بالبحث عن المواد المخدرة للحصوؿ عليها‬ ‫‪.2‬‬
‫كتعاطيها دكف دفع أك تشجيع من أشخاص آخرين ‪.‬كتختلف ىذه المرحلة‪ ،‬تبعا الختبلؼ الظركؼ‬
‫االجتماعية كاالقتصادية كدكر الرقابة بين شخص كآخر ‪.‬‬
‫مرحلة اإلدماف ‪ :‬كىي المرحلة التي يصبح فيها المدمن مواظبا على تعاطي المادة المخدرة‬ ‫‪.3‬‬
‫بشكل دكرم‪ ،‬كيصل أحيانا الى تناكلها يوميا أك في كل كقت في أقصى الحاالت‪ ،‬فبدكف تعاطيها في‬
‫أكقاتها يفقد الكثير من نشاطو كحيويتو كقدرتو على التواصل مع ذاتو كمع المجتمع ‪.‬‬
‫مرحلة االحتراؽ ‪ :‬كىي مرحلة الذركة التي يصلها المدمن نتيجة تعاطيو المستمر للمخدرات‪ ،‬اذ‬ ‫‪.4‬‬
‫تصبح المخدرات في ىذه الحالة غير قادرة على اعطائو ما يرغب فيو من تكيف كنشوة‪ ،‬كيصبح فيها‬
‫مجبرا على تناكلها بشكل دائم قد يصل الى طواؿ اليوـ‪ ،‬كيكوف في ىذه الحالة قد كصل الى مرحلة‬
‫اإلدماف المزمن الذم يتطلب عبلجا طويبل كمكلفا‪ ،‬كاال فمصيره الموت‪ ،‬كقد تدفع ىذه المرحلة‬
‫المدمن الى االنتحار‪ ،‬أك القياـ بأبشع الجرائم مثل قتل ذكيو كعائلتو أك أصدقائو المقربين لو ‪)38( .‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪035‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫كتشير العديد من الدراسات الى اف اإلدماف كثيرا ما يؤدم الى عديد من حاالت الهذياف كاضطرابات‬
‫الذاكرة‪ ،‬كاضطراب االدراؾ اضافة الى التأثير في الوظائف العقلية للفرد المدمن‪ ،‬كالتأثير السلبي في‬
‫قدرة المدمن على االنجاب كاالصابة بالسرطاف كاالكتئاب النفسي كالتفكك االسرم ‪)39(.‬‬
‫كال بد من أف نبين الفرؽ ما بين مفهوـ ادماف المخدرات كمفهوـ تعاطي المخدرات‪ ،‬اذ اف‬
‫ىذين المصطلحين مرادفين للداللة على المخدرات ‪ .‬فتعاطي المخدرات ‪ :‬ينشأ عن التعود على‬
‫المادة المخدرة‪ ،‬كالعادة بصورة عامة سنة مطردة يتبعها األفراد اتباعا ال يقوـ على دافع الزامي في‬
‫ضركرة مراعاتها كالعمل بموجبها‪ ،‬كإنما ىو محض اتباع اختيارم من جانبهم يندفعوف اليو‪،‬أما بدافع‬
‫اإلحساس بضركرة ىذه العادة كأما بدافع االستحساف لها كأما بدافع التقليد لغيرىم في اتباعها ‪)40(.‬‬
‫فاذا ما كرر الشخص تناكؿ المادة المخدرة فانو يتعود عليها‪ ،‬كمتى تعود ينشأ عنده باإلضافة‬
‫الى عامل التكرار عوامل تحملو بدكرىا على االستمرار في تناكلها‪ ،‬كىذه العوامل تعود الى خاصية‬
‫المادة المخدرة نفسها‪ ،‬كخاصية المادة المخدرة ىي أما منشطة أك مهبطة لمراكز الجملة العصبية‬
‫‪ ) 41(.‬فكلما انتهى مفعوؿ المادة المخدرة‪ ،‬فاف الشخص يبحث عنو ليعيد اليو انتعاشو كنسيانو‬
‫لمشكبلتو كبهذا يصبح من المتعاطين ‪.‬‬
‫فالتعاطي ‪ :‬ىو مرحلة الحقة على االعتياد سببها عامل التكرار كالحاجة الى المادة‬
‫المخدرة‪ ،‬حيث تؤدم الى رغبة نفسية ملحة نحو تعاطي المخدرات‪ ،‬كىذه الرغبة النفسية الملحة أك‬
‫االعتماد النفسي ىي التي تميز التعاطي عن االعتياد حيث اف في حالة االعتياد توجد رغبة كلكن ال‬
‫يوجد اعتماد أك رغبة ملحة ال يمكن تجاكزىا كىذا على العكس من حالة اإلدماف التي تم تعريفها‬
‫مسبقا في ىذا المبحث ‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬مفهوم المخدرات —‪-Drugs Concept‬‬
‫تستخدـ منظمة الصحة العالمية (‪ )WHO‬تعبير المواد النفسية بدال من المخدرات كقد‬
‫يكوف ىذا مرتبطا بتأثيرىا العالي في المجاؿ النفسي‪ ،‬ألف مصطلح المخدرات يشمل مواد‬
‫كاستخدامات علمية أك أخرل عادية غير محظورة أك خطرة‪ ،‬كالمحرـ استخدامها اال ألغراض طبية أك‬
‫علمية‪ ،‬أك اساءة استخداـ المواد كالعقاقير المتاحة للحصوؿ على التأثيرات النفسية ‪.‬‬
‫فالمواد النفسية (المخدرات ) ‪ :‬ىي المواد المحدثة لئلدماف‪ ،‬طبيعية كانت أك مصنعة‬
‫كتشمل ىذه المواد ‪ :‬الكحوليات‪ ،‬كاالمفيتامينات‪ ،‬كالباربيتورات (مثل الفاليوـ‪ ،‬كالميلثاكف‪،‬كسائر‬
‫المواد المهدئة‪،‬كالقنبيات‪ ،‬كالكوكايين‪ ،‬كالمهلوسات‪،‬كالقات‪ ،‬كاالفيوف‪ ،‬كالمواد الطيارة ‪)42(.‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪036‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫كالمخدرات لغويا ‪ :‬مشتقة من الخدر ‪..‬كىو ستر يمد للجارية في ناحية البيت‪ ،‬كالمخدر كالخدر ‪:‬‬
‫الظلمة‪ ،‬كالخادر ‪ :‬الكسبلف‪ ،‬كالخدر من الشراب كالدكاء‪،‬فتور يعترم الشارب كضعف ‪)43(.‬‬
‫كالمخدرات اصطبلحا ‪ :‬ىي المادة المخدرة التي يؤدم تعاطيها الى حالة تخدير كلي أك جزئي مع فقد‬
‫ا لوعي أك دكنو‪ ،‬كتعطي ىذه المادة شعورا كاذبا بالنشوة كالسعادة‪،‬مع الهركب من عالم الواقع الى عالم‬
‫الخياؿ ‪.‬‬
‫كما تعرؼ ‪:‬ىي كل مادة تؤدم الى افتقاد قدرة االحساس لما يدكر حوؿ الشخص المتناكؿ‬
‫لهذه المادة‪،‬أك الى النعاس‪ ،‬أك النوـ‪ ،‬الحتواء ىذه المادة على مركبات مضعفة أك مسكنة أك منبهة‪،‬‬
‫كاذا تعاطاىا الشخص بدكف استشارة الطبيب المختص أضرتو جسميا كنفسيا كعقليا ‪.‬‬
‫كمن الناحية العلمية‪ ،‬تعرؼ المخدرات ‪ :‬ىي مواد كيميائية تسبب الميل الشديد للنوـ كالنعاس‬
‫كموجات من غياب الوعي مصحوبة بتسكين األلم ‪)44(.‬‬
‫أما من الناحية القانونية ‪ :‬ىي مجموعة المواد التي تسبب اإلدماف على تناكلها من قبل‬
‫المتعاطي كتؤدم الى احداث تأثيرات غير متوازنة للمتعاطي بحيث تؤدم الى صدكر أفعاؿ كتصرفات‬
‫تؤذم النفس البشرية سواء على مستول المتعاطي كالمدمن أك انعكاس لتلك السلوكيات الضارة على‬
‫اآلخرين بحيث تؤدم الى أضرار بالمجتمع أك األفراد كىي مواد محضور تصنيعها أك زراعتها أك تركيبها‬
‫صيدالنيا بدكف ترخيصات قانونية ‪.‬‬
‫كالمخدرات من الناحية النفسية ‪ :‬ىي المواد التي تسبب لمتعاطيها انفعاالت جانحة كسلوؾ‬
‫غير قويم بسبب ذىاب عقلو نتيجة تعاطيو لتلك المواد كتسبب لو نوع من القلق النفسي كاالكتئاب‬
‫كضعف الطموح االجتماعي كاالرادة فتؤدم الى السلوؾ المنحرؼ كالجريمة التي يسلكها لغرض‬
‫الحصوؿ على األمواؿ بطرؽ غير مشركعة لتمويل تعاطيو لتلك السموـ ‪ .‬كالمخدرات شرعا ‪ :‬ىو‬
‫ماغيٌب العقل كالحواس دكف أف يصحب ذلك نشوة أك سركر أما اذا صحب ذلك فهو السكر‪،‬‬
‫كالمخدرات كالخمر كبلىما يخمر العقل أك يحجبو كقد حرـ الشرع كل ما لو ىذا التأثير ‪)45(.‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪037‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫المبحث األول ‪:‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع المخدرات‬
‫تتباين المخدرات من نوع آلخر‪ ،‬اال أف ثمة تشابو بين نوعين أك أكثر‪ ،‬ىذا التشابو يكوف‬
‫بناءا على خاصية معينة‪ ،‬قد تكوف لوف المخدر‪ ،‬أك شكلو‪ ،‬أك مصدره‪ ،‬أك صنفو‪ ،‬أك مفعولو كتأثيره ‪.‬‬
‫كمع ىذه الخصائص المتنوعة اال أف ىناؾ استقبللية لكل نوع من أنواع المخدرات المختلفة كنظرا‬
‫لكثرتها كأشكالها المتعددة بشكل يصعب حصرىا فقد اختلف الباحثوف في تصنيف تلك األنواع‪،‬‬
‫فهناؾ المواد المخدرة التي تصنف على أساس طرؽ انتاجها‪ ،‬كبعضها يصنف على أساس تأثيرىا‪،‬‬
‫كىناؾ من يصنفها على أساس لونها ‪ .‬كمن حيث طريقة انتاجها تصنف الى ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ .0‬مخدرات طبيعية ‪ :‬وتشمل ‪:‬‬
‫ا‪ -‬الحشيش ‪:‬يستخرج ىذا الصنف من شجرة القنب كالتي انتشرت زراعتها في الهند كباكستاف حيث‬
‫تجمع أكراؽ ىذه النبتة كتجفف ثم توضع في غرفة حيث يتم ضرب األكراؽ بقوة كسرعة فتتحوؿ الى‬
‫ما يشبو الغبار‪ ،‬ثم تجمع ىذه المادة حيث تكوف جاىزة لبلستعماؿ أك المتاجرة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬القات ‪ :‬ىذه النبتة تكثر زراعتها في اليمن كالحبشة كجنوب المملكة العربية السعودية كتستخدـ‬
‫مباشرة بوضعها بالفم كمضغها‪ ،‬كيعد استخداـ ىذا النوع من المخدرات عادة اجتماعية يصعب التغلب‬
‫عليها أك محاربتها باألخص في اليمن ‪.‬‬
‫ج‪ -‬األفيوف ‪:‬يستخرج ىذا النوع من نبتة الخشخاش كالتي يشبو شكلها الكأس كيشكل األفيوف سائل‬
‫يشبو الحليب كيخرج بمجرد جرح سطح الزىرة ‪.‬‬
‫د‪ -‬الكوكائين ‪ :‬يستخرج ىذا المخدر من نبتة الكوكا‪ ،‬كيعد أكثر المخدرات ضررا كأشدىا فتكا‪ ،‬كىو‬
‫يضعف عضلة القلب كغالبا ما تظهر آثارىا سريعا كتنتشر بين مستخدميو الذبحة الصدرية ‪)46(.‬‬

‫‪ .2‬مخدرات صناعية ‪ :‬كىي تصنع من المخدرات الطبيعية كتسمى مشتقات األفيوف‪ ،‬كتشمل‬
‫‪:‬‬
‫ا‪ -‬المورفين ‪ :‬كىو نوع يتم اشتقاقو من مادة األفيوف مع اضافة بعض المكونات الكيميائية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الهيركيين ‪ :‬كىو ايضا من مشتقات األفيوف كيطلق عليها اسم (ثنائي خلين المورفين ) كىو أكسع‬
‫ىذه المشتقات انتشارا عالميا ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الكودايين ‪ :‬كىو احد قلوبات األفيوف‪ ،‬كيستخدـ دكاء لعبلج السعاؿ كلكن عند اساءة استعمالو‬
‫يصبح مضر كيؤدم الى اإلدماف كأم مخدر آخر ‪.‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪038‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫‪ .3‬مخدرات تخليقية ‪ :‬كىي التي ال يدخل في صناعتها كتركيبها أم نوع من أنواع المخدرات‬
‫الطبيعية أك مشتقاتها‪ ،‬بل تصنع بطرؽ كيمياكية‪ ،‬كتشمل عقاقير ىلوسة‪ ،‬أمفيتامينات‪ ،‬باربيتورات ‪(.‬‬
‫‪ )47‬كتشمل ‪:‬‬
‫ا‪ -‬عقار الكتباجوف ‪ :‬كىو العقار الذم يستخدـ على شكل أقراص دائرية الشكل‪ ،‬كيعتبر أحد‬
‫المنبهات‪ ،‬كيعتقد البعض أنو يستخدـ للتغلب على النوـ كىو في الحقيقة قد ينبو بعض الحواس‬
‫كالسمع كالبصر ‪.‬‬
‫ب‪ -‬عقار السيكوناؿ ‪ :‬ىذا العقار يكوف على شكل كبسوالت حمراء‪ ،‬كىو عقار ىلوسة يفقد‬
‫األنساف عقلو تماما بمجرد استخدامو‪ ،‬كيمكن أف يرتكب جرائم بشعة أثناء بقائو تحت تأثيره ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الكحوليات ‪ :‬تعد ىذه المواد من اقدـ المواد التي يتعاطاىا االنساف‪ ،‬ككانت الصين أسبق‬
‫المجتمعات في معرفة عمليات التخمير الطبيعية ألنواع مختلفة من األطعمة‪ ،‬كتعاطوا أنواعا من‬
‫المشركبات كانوا يطلقوف عليها (جيوب ) أم النبيذ ثم انتقل لهم نبيذ العنب من العالم العربي عاـ‬
‫‪200‬ـ تقريبا‪ ،‬كبعد ذلك بدأت تجارة المشركبات الكحولية تتطور في بلداف العالم كمن ىذه الدكؿ‬
‫مصر كاليوناف كالركماف كغيرىا‪)48(.‬‬
‫وقد قسمت شعبة األمم المتحدة الباربيتورات وفقا لقوة مفعولها الى ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫‪ -‬قليلة المفعوؿ ‪.‬يتراكح مفعولها من ‪ 3-1‬ساعات تقريبا ‪ .‬كمن أمثلتها التيوبنتاؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬متوسطة المفعوؿ ‪.‬يتراكح مفعولها من ‪ 6-4‬ساعات تقريبا ‪ .‬كمن أمثلتها البنوباربيتاؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬طويلة المفعوؿ ‪.‬يتراكح مفعولها من ‪ 12-8‬ساعة تقريبا ‪.‬كمن أمثلتها الفينوباربيتاؿ‪.‬‬
‫كتعتبر مج موعة الباربيتورات من العقاقير المسببة لبلعتماد‪ ،‬فهي مسكنة كجالبة للنوـ‪،‬كىي‬
‫مشتقة من حامض الباربيتوريك‪ ،‬الذم يستخدـ بعد تحضيره في عبلج الكثير من األمراض‪،‬‬
‫كاالضطرابات التي تحتاج الى التسكين كالنوـ‪ ،‬كتوصف ىذه المجموعة طبيا لحاالت االضطراب‬
‫العصبي‪ ،‬كالقلق االنف عالي‪ ،‬كمع الحاالت التي تحتاج الى تقليل التوتر‪ ،‬فضبل عن استخدامها مع‬
‫حاالت الربو‪)49(.‬‬
‫أما من حيث األثر المترتب عليها فأن المخدرات تنقسم الى ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬مخدرات تسبب اإلدماف ‪ :‬كخصائص ىذه الحالة ىي رغبة جارفة أك قهرية لبلستمرار في تعاطي‬
‫المخدرات‪،‬كاتجاىا مستمرا الى زيادة الجرعة منو كذلك بسبب االعتماد النفسي كفي بعض األحياف‬
‫اعتماد جسمي مع تأثير المخدر مما تدفع المتعاطي الى احراز المخدر بأم كسيلة كانت مع عجزه‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪039‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫عن كبت أىوائو كاالنزالؽ في مهاكم الجريمة اذا حالت ظركؼ المدمن دكف الحصوؿ على‬
‫المخدر‪ ،‬كمن ىذا النوع من المخدرات ‪ :‬األفيوف‪ ،‬الهيركيين‪ ،‬كالمورفين‪ ،‬كالكوكايين‪.‬‬
‫مخدرات تورث عادة سيئة ‪ :‬كىي الحالة التي تنتهي من استمرار استهبلؾ المخدر كأىم‬ ‫‪.2‬‬
‫خصائصها‬
‫ا‪ -‬يشتهي المتعاطي (رغبة ال اضطرارا) تناكؿ المخدر ابتغاء تمتعو بالنشوة ىذا التمتع الذم يتيحو لو‬
‫المخدر‪.‬‬
‫ب‪ -‬الميل الى زيادة الجرعة من يوـ آلخر‪.‬‬
‫ج‪ -‬عبودية المتعاطي للتأثير العقلي الذم يعقب تناكلو لذلك المخدر بغض النظر عن تأثيره على حالتو‬
‫البدنية كالنفسية كالعقلية التي تتراكم باالستمرار على تناكؿ المخدر‪ ،‬كمن ىذا النوع من المخدرات‬
‫الحشيش ‪)50(.‬‬
‫أما من حيث اللوف فتصنف المواد المخدرة الى نوعين ‪:‬‬
‫ا‪ -‬المخدرات البيضاء ‪ ،‬كتشمل المورفين كالهيركيين كالكوكايين ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المخدرات السوداء‪ ،‬كتشمل الحشيش كاألفيوف‪)51(.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬األسباب المؤدية الى اإلدمان‬
‫يمكن تقسيم األسباب المؤدية الى اإلدماف الى ‪:‬‬
‫‪ .1‬أسباب شخصية‬
‫‪ .2‬أسباب اجتماعية‬
‫‪ .3‬أسباب اقتصادية‬
‫‪ .4‬أسباب صحية‬
‫‪ .5‬أسباب سياسية‬
‫أوال ‪:‬األسباب الشخصية وتتمثل بــــ ‪:‬‬
‫ا‪ -‬ضعف الوازع الديني ‪ :‬اذ يعد االيماف صماـ أماف يضبط تصرفات المسلم‪ ،‬فبل يقدـ على ما حرـ‬
‫اهلل عليو‪ ،‬كاف خبل عن أعين البشر‪ ،‬كقوانين البشر‪ ،‬ألنو يعلم أف اهلل يراه كأنو سوؼ يقف بين يديو في‬
‫يوـ الحساب‪ ،‬فعن أبي ىريرة (رض) أف النبي (ص) قاؿ‪" :‬ال يزني الزاني حين يزني كىو مؤمن‪ ،‬كال‬
‫يسرؽ كىو مؤمن‪ ،‬كال يشرب الخمر حين يشربها كىو مؤمن كالتوبة معركضة بعد"‪.‬ركاه البخارم‬
‫‪)52(.‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪041‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫لذا فاف الوازع الديني لو أبلغ األثر في تهذيب النفوس كاصبلحها كتنقيتها من أدراف الرذيلة كحض‬
‫األفراد على فعل الخير كمساندة اآلخرين‪ ،‬اذ اف الدين يقوـ على دعامة أساسية تمثل جوىر كظيفتو‬
‫كىي قاعدة (األمر بالمعركؼ كالنهي عن المنكر ) ‪ .‬فالدين يؤدم دكرا في حفظ االستقرار كاالمن في‬
‫المجتمع كتثبيت دعائمو كلما كاف األفراد أكثر التزاما بأكامره كطاعة لقواعده كتمسكا بمبادئو‪ ،‬كعلى‬
‫ىذا األساس تضطلع دكر العبادة بدكر مهم في التهذيب الخلقي ألفراد المجتمع ال سيما النشء‬
‫الجديد منهم كتنمية الرادع الذاتي لديهم بحيث تقيهم من االنزالؽ في مهاكم االنحراؼ كالجنوح كتعد‬
‫التربية الدينية التي تقوـ بها تربية متواصلة عبر مراحل عمر االنساف حتى الممات‪ ،‬كقد أثبتت‬
‫الدراسات الميدانية في عدد من أقطار العالم اف للدين كالقيم االجتماعية العليا أثرا مهما في الحد من‬
‫الجريمة‪ ،‬كاف الشباب المتمسك بالدين ىم اقل عرضة للجنوح كاالنحراؼ من غيرىم ‪)53(.‬‬
‫ب‪ -‬الفراغ ‪ :‬أثبتت العديد من الدراسات بأف كثيرا من المشكبلت السلوكية ترتبط بوقت الفراغ‪ ،‬كاف‬
‫عدـ توافر فرص االستثمار المناسب لهذا الفراغ في أنشطة بناءة كىادفة يؤدم الى ميل الشباب الى‬
‫الفعل المخالف لنظاـ المجتمع‪ ،‬حيث أثبتت الدراسات من أف غالبية األفعاؿ االنحرافية كاالجرامية‬
‫يرتكبها ا لشخص في أثناء كقت فراغو كارتكابو بعض الجرائم األدبية كالسطو كتعاطي المخدرات‬
‫‪)54(.‬‬
‫كما أثبتت الدراسات المتخصصة في علم اجتماع الجريمة أف ىناؾ عبلقة بين الجريمة‬
‫كميل الفرد في أكقات الفراغ نحو السفر الى الخارج لمقاصد سيئة كمواقعة البغايا أك شرب‬
‫المسكرات أك تناكؿ المخدرات ‪ .‬اف االسبلـ شخص مصدر الجريمة‪ ،‬كبين اف اتباع ىول النفس من‬
‫أىم الطرؽ المؤدية لوقوع الفرد في الجرائم كالمعاصي بمختلف أنواعها‪ ،‬كالتي جاء النهي عنها شرعا‬
‫كعقبل ‪.‬فعن ابن عباس (رض) قاؿ ‪:‬قاؿ رسوؿ اهلل (ص) نعمتاف مغبوف فيهما كثير من الناس الصحة‬
‫كالفراغ ‪ ) 55(.‬فهناؾ شريحة كبيرة من الشباب تكتظ بهم الشوارع‪ ،‬الىم لهم اال قتل الوقت‪ ،‬كقد‬
‫تنبت في ىذه البيئة الخصبة نبتة االنحراؼ كالسلوؾ الشاذ فتنمو كتجد في فراغ الشباب ما يدفعهم‬
‫الى تبنيها‪.‬‬
‫ج‪ -‬األفكار الكاذبة كاالعتقادات الخاطئة‪ ،‬كمنها ‪:‬‬
‫‪ ‬االعتقاد بأف المخدرات تقوم القدرات الجنسية‪ ،‬أك تطيل مدة الجماع‪ ،‬كقد أثبتت‬
‫األبحاث الطبي كالدراسات العلمية العكس‪،‬فالمخدرات تؤدم الى الهبوط الجنسي‪،‬‬
‫كالعنة‪ ،‬كتسبب العقم ‪.‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪040‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫‪ ‬االعتقاد بعدـ حرمة المخدرات‪،‬اذ يعتقد بعض المسلمين أف المخدرات اف لم تكن‬
‫مباحة فهي على أسوأ األحواؿ مكركىة‪ ،‬كمما ال شك فيو‪ ،‬اف المخدرات محرمة في‬
‫الشريعة االسبلمية بل ىي كبيرة من الكبائر ‪.‬‬
‫‪ ‬االعتقاد باف المخدرات تجلب المتعة كالسركر ‪.‬‬
‫د‪ -‬التقليد كالمجاملة ‪ :‬أما التقليد فهو سمة بارزة في حياة المراىقين الذين يستقبلوف مرحلة الرجولة‪،‬‬
‫كيريدكف أف يظهركا أماـ اآلخرين مكتملي الرجولة‪ ،‬كيرتبط بالتقليد أمر آخر كىو المجاملة‪ ،‬كالفرؽ‬
‫بينهما أف التقليد يصدر عن اقتناع‪ ،‬أما المجاملة فبل تصدر عن اقتناع بالفعل‪ ،‬كانما يلجأ اليها االنساف‬
‫مجاراة لمن حولو ‪)56(.‬‬
‫ىػ‪ -‬حب االستطبلع ‪ :‬من المعلوـ أف االنساف مجبوؿ على الرغبة في اكتشاؼ ما أخفي عنو‪ ،‬كىذا‬
‫الدافع يزداد بشكل ملحوظ في مرحلة المراىقة‪ ،‬فالمراىق قد يدفعو الفضوؿ كحب االستطبلع الى‬
‫تجربة تعاطي المخدرات‪،‬مما يجعلو فريسة اإلدماف‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األسباب االجتماعية ‪ :‬وأهمها ‪:‬‬
‫‪ ‬العامل األسرم‪ ،‬كيدخل تحتو صور عديدة منها‪ ،‬اىماؿ الوالدين في تربية األكالد‪ ،‬كعدـ‬
‫مراقبة تصرفاتهم كاختيار رفاقهم ‪ )57 (.‬كتعد األسرة عامبل أساسيا في عملية الضبط‬
‫االجتماعي كفي كضع محددات السلوؾ عند األبناء‪ ،‬فلكل أسرة اسلوبها الخاص في تنشئة‬
‫أبنائها كضبط سلوكهم‪ ،‬كاف اختيارىا السلوب معين دكف غيره يخضع لعدد من المتغيرات‬
‫ذات العبلقة بالقائمين على التنشئة كعلى الظركؼ المختلفة التي يخضعوف لها ‪.‬اذ قد تتخذ‬
‫األسرة أك الوالدين اسلوب القسوة كالشدة في التعامل مع األبناء اذ ترل اف السلوؾ السيء‬
‫للطفل ناجم من الطبيعة السيئة الثابتة للطفل نفسو كاف على التربية أف تعمل على استئصاؿ‬
‫ىذه النزعة الشريرة كىذا يستلزـ القياـ بسلسلة من أعماؿ االكراه كالقسوة كالضرب حيث‬
‫يخالف الطفل بعض التعليمات األخبلقية التي تتصل بإشباع بعض حاجاتو الطبيعية ‪)58(.‬‬
‫كىذا االسلوب يؤدم الى نتائج عكسية على شخصية الطفل مما يجعلو مهيأ للجنوح ‪،‬لذا‬
‫تعد األسرة من أىم الجماعات األكلية كذلك من خبلؿ أدائها لوظائفها‪ ،‬كىي احدل الوسائل‬
‫المهمة للتنشئة االجتماعية بالنسبة لمعظم األفراد‪ ،‬كذلك من اجل اكتساب االتجاىات‪،‬‬
‫كىي في نفس الوقت أداة رئيسية للضبط االجتماعي في المجتمع من بين مصادره العديدة‬
‫ذات المقدرة الفائقة على معاقبة االنحراؼ ‪)59(.‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪042‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫كيحرص االسبلـ على األسرة بأف يجعلها بيئة اجتماعية مبلئمة لمعيشة كاقامة الفرد‪،‬‬
‫باعتبارىا األساس للمجتمع‪ ،‬لذلك حرص على أف تكوف خالية من كل عوامل الخبلؼ كالصراع حتى‬
‫يتحقق التكيف بين أعضائها‪ ،‬كمن سمات التكيف االجتماعي أف يشعر الفرد بمنزلتو االجتماعية داخل‬
‫األسرة كذلك عن طريق المعاملة الحسنة التي تنبع أساسا من االحتراـ كالتقدير‪ ،‬اما المعاملة السيئة‬
‫فتجعل الفرد غريبا في بيئتو كبين أىلو‪ ،‬كأنو كلما ابتعد عن اسرتو يقترب الى جماعة بديلة يجد فيها‬
‫الوالء كاشباع الحاجات التي ال يجدىا في اسرتو كتسبب ىذه المعاملة السيئة من األسرة ضياع الفرد‪،‬‬
‫كمن ثم تدفعو اللتماس ىويتو كشخصيتو عن طريق انتمائو لجماعات فاسدة تدفعو الى الجنوح أك‬
‫الجريمة ‪ ) 60(.‬كما أف التفكك األسرم الذم يحدث بسبب كثرة الخبلفات بين الزكجين أك كفاة أحد‬
‫الوالدين‪ ،‬اك ىجر أحدىما المنزؿ نهائيا‪ ،‬كاضطرار األب للعمل في مكاف بعيد‪ ،‬كعدـ االستقرار‬
‫العاطفي‪ ،‬كتكرار حاالت النزاع األسرم‪ ،‬كل ىذه المشكبلت التي تتعرض لها بعض األسر قد تدفع‬
‫الشخص الى تعاطي المخدرات ‪)61(.‬‬
‫‪ ‬السفر الى الخارج ‪ :‬فقد أثبتت البحوث الميدانية أف عددا من متعاطي المخدرات بدأكا في‬
‫تعاطيها أثناء سفرىم الى الخارج للسياحة أك التعليم‪ ،‬حيث سهولة الحصوؿ على المخدر‪،‬‬
‫كتوفره بأسعار زىيدة ‪.‬‬
‫‪ ‬تأثير بعض كسائل االعبلـ ‪ :‬على الرغم من أىمية دكر كسائل االعبلـ في رفع درجة الوعي‬
‫ككقاية المجتمع من المخدرات‪ ،‬اال انها في بعض األحياف تؤدم دكرا عكسيا في ىذا‬
‫الجانب كمن ذلك ‪:‬‬
‫‪ ‬الخطأ اك القصور في معالجة ىذه الظاىرة‪ ،‬سواء بعرض بعض مظاىر التعاطي كتأثيرات‬
‫المادة على الجسم‪ ،‬اك تفاصيل ككيفيات تعاطي المادة مما يحدث نوعا من حب‬
‫االستطبلع كالتجربة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬عرض بعض األفبلـ السيئة التي ال تخلو من حفبلت راقصة كتعاطي للخمور كالمخدرات‬
‫كتقديمها في قالب من الرقي كالتمدف ‪)62(.‬‬
‫‪ -‬الجماعة المرجعية ‪-Reference Group- :‬‬
‫كيقصد بالجماعة المرجعية‪ ،‬ىي تلك التي يشتق منها الفرد أحكامو كقيمو‪ ،‬كىي أكثر‬
‫األسباب‪ ،‬التي قد تدفع أعضائها الى اإلدماف كتعاطي المخدرات بصورة جماعية‪ ،‬اف اندماج الفرد في‬
‫(جماعة مرجعية فاسدة) يرجع أكال كقبل كل شيء الى تصدع شخصية ىذا الفرد‪ ،‬أك على األقل ىناؾ‬
‫االستعدادات العقلية كالنفسية كالفكرية‪ ،‬التي تعده ألف يكوف عضوا بارزا في ىذه الجماعة الفاسدة‪،‬‬
‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪043‬‬
‫جملة العلوم النفسية‬
‫اف أثر الجماعة المرجعية السيئة‪،‬أثر في غاية الخطورة‪ ،‬ألنو يغرم الفرد على االتياف باألفعاؿ الخطرة‪،‬‬
‫اذ يوحي أعضاء ىذه الجماعة للفرد بأف تناكؿ المخدر ىو الطريق الى الراحة كنسياف المتاعب كاآلالـ‬
‫‪ .‬اف الثقافة السائدة في الجماعات المرجعية المنحرفة‪ ،‬تنشأ كتقول نتيجة تدعيم – غير رسمي – من‬
‫البيئة فالجماعة المرجعية‪ ،‬تستمد ثقافتها من البيئة التي تعيش فيها ( المجتمع المحلي الصغير )‪،‬‬
‫كمن المجت معات المحلية المجاكرة‪ ،‬فكثيرا ما يحدث انتشار ثقافي للعادات الفكرية التي تتفق عليها‬
‫الجماعات المرجعية في مجتمعات متباعدة جغرافيا‪ ،‬كلكنها متجانسة ثقافيا ‪)63(.‬‬
‫‪ ‬المدرسة ‪ :‬تعد البيئة المدرسية من أىم البيئات بعد البيئة األسرية لما لها من أثر في التنشئة‬
‫االجتماعية للفرد‪ ،‬كالتي لها تأثير غي ظهور امكانيات االنحراؼ لدل األطفاؿ كالمراىقين ‪.‬‬
‫اف كجود المدرسة في بيئة متخلفة كمزدحمة يجعل منها بيئة خصبة لبلنحراؼ كتختلف‬
‫النسبة لبلنحراؼ ما بين منطقة كمنطقة كمن بيئة الخرل‪ ،‬ففي المناطق المزدحمة المنحلة‬
‫المهملة التي يعم فيها التفكك االجتماعي‪ ،‬كعدـ االستقرار كالقيم المتضاربة‪ ،‬تتوقع‬
‫المدارس في فصولها منحرفين بعدد أكبر‪ ،‬كنسب أكبر مما يتوقع في مدارس موقعها أفضل‬
‫‪ .‬كما أف عدـ كجود القدكة الحسنة للتلميذ‪ ،‬كعدـ كجود تعاكف ما بين المدرسة كأكلياء امور‬
‫الطلبة‪ ،‬كعدـ كجود أخصائي اجتماعي في المدرسة يشرؼ بنفسو على مظاىر االنحراؼ‬
‫المدرسي‪ ،‬كعدـ كجود التطابق بين المواد الدراسية كرغبات كميوؿ الطلبة كعدـ توفر‬
‫المبلعب كالمكتبات كالحدائق‪ ،‬التي تمتص فدرا من توتر التبلميذ‪ ،‬كتقضي على أم‬
‫استعدادات لبلنحراؼ لديهم ‪)64(.‬‬
‫كل ىذه العوامل تشكل بيئة تدفع بعض التبلميذ الى السلوؾ المنحرؼ كمنو تعاطي المخدرات ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬األسباب االقتصادية ‪ :‬بالرغم من انتشار المخدرات بين الطبقات المختلفة‪ ،‬فقيرة كانت‬
‫اك غنية فاف للظركؼ االقتصادية الصعبة أثر ال يمكن تغافلو في دفع بعض الناس الى تعاطي‬
‫المخدرات‪ ،‬فمع اف الجوع ىو الشبح الذم يخيم دائما على المجتمعات العريقة في اإلدماف‪ ،‬فمن‬
‫خصائص بعض المواد المخدرة‪ ،‬انها تفقد المدمن الشهية للطعاـ‪ ،‬كمن ناحية أخرل فاف المعيشة غير‬
‫المستقرة كظركؼ العمل القاسية تساعد أيضا على انتشار المخدرات ‪.‬‬
‫كيعد الفقر من أىم األسباب االقتصادية كالتي قد تؤدم الى تعاطي المخدرات‪ ،‬فالفقر‬
‫كاألزمات االقتصادية كالغبلء كالبطالة كتراكم الديوف قد تدفع االنساف الى تعاطي المخدرات ىركبا من‬
‫كاقعو السيء‪ ،‬كقد تجره الى تركيج المخدرات طلبا للحصوؿ على المادة‪)65(.‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪044‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫كقد يترؾ ضغط سوء األحواؿ المعاشية آثارا صعبة على األبناء في األسرة الفقيرة فالشعور بعدـ‬
‫الطمأنينة كالحرماف قد يسهم في خلق شخصية ضعيفة كما يسهم في نمو االتجاىات المنحرفة ‪)66(.‬‬
‫كمن جانب آخر فاف للغنى كالترؼ ايضا دكر أك تأثير في دفع الفرد لتعاطي المخدرات‪ ،‬اذ‬
‫اف توفر الماؿ مع عدـ كجود الحصانة الدينية كالخلقية قد يؤدم الى البطر كاالنغماس في الشهوات‬
‫المحرمة‪ ،‬كانفاؽ األمواؿ على المواد المخدرة‪ ،‬كصدؽ اهلل العظيم اذ يقوؿ سبحانو كتعالى ‪" :‬كبل اف‬
‫االنساف ليطغى اف رآه استغنى "‪)67(.‬‬
‫رابعا ‪ :‬األسباب الصحية ‪ :‬وتتضمن هذه األسباب جانبين ‪:‬‬
‫األكؿ ‪ :‬اعتبلؿ الصحة البدنية‪ ،‬كمن صوره العبلج من األمراض بالعقاقير المخدرة اذ قد‬
‫يكوف المريض الذم يتلقى عبلجا يحتوم على مواد مخدرة ضحية لئلدماف عليها بسبب اساءة‬
‫استخدامو‪ ،‬أك زيادة الجرعة المقررة ككذلك التداكم الذاتي باستخداـ بعض األدكية كالمهدئات‬
‫كالمنومات بدكف استشارة طبية ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬اعتبلؿ الصحة النفسية‪ ،‬كمن ذلك القلق كاالضطراب النفسي الناتج عن سوء‬
‫المعيشة‪ ،‬أك المشاكل االجتماعية‪ ،‬أك التعرض للفشل المتكرر‪ ،‬قد يتعاطى المخدرات للهركب من‬
‫الواقع المؤلم ‪)68(.‬‬
‫خامسا ‪ :‬األسباب السياسية ‪:‬‬
‫اف ظركؼ األزمات التي تمر بها أم دكلة تجعل مجتمعها عرضة للكثير من الظواىر السلبية‪،‬‬
‫ا ذ اف الدمار الذم يلحق بالحياة البشرية كالمواد الطبيعية كالبضائع كالمستلزمات المدنية في ظركؼ‬
‫األزمات يقود ببل شك الى تغييرات مجتمعية كبيرة‪ ،‬يأتي في مقدمتها جنوح األحداث‪ ،‬كالبغاء‪،‬‬
‫كاألمراض العقلية كالنفسية‪ ،‬كاالنتحار كتعاطي المخدرات‪ ،‬كأساس ىذا القوؿ ينطلق من تحليل منهجي‬
‫يؤكد اف انفصاؿ الفرد عن ركابطو األكلية كضعف انتمائو للمجتمعات المحلية‪ ،‬كالثقافات الفرعية في‬
‫ظركؼ األزمات يدفعو الى االرتباط بالمؤسسات كالجماعات التي يتعامل معها‪ ،‬كاذا لم تتح لو‬
‫المؤسسات فرص االرتباط كالوالء كالشعور بالتفرد كالذاتية‪ ،‬فاف ذلك قد يدفع بو للبحث عن ذلك‬
‫بالخضوع لجماعات منحرفة األمر الذم يتيح لو فرص التفاىم لتحقيق مكاسب غير مشركعة بغض‬
‫النظر عما يترتب على سلوكهم من ضرر بالمصلحة العامة‪ ،‬كىذا ما تشير اليو الكثير من اإلحصائيات‬
‫في كثير من الدكؿ من اف انحراؼ األحداث يميل الى االرتفاع في ظركؼ األزمات‪ ،‬كذلك من خبلؿ‬
‫ما تفرزه األزمات كالحركب من افرازات تتجلى في ظهور أعداد كبيرة من األطفاؿ الذين يواجهوف‬
‫مشكبلت اجتماعية خطيرة‪ ،‬قد تعرضهم لبلنحراؼ ‪)69(.‬‬
‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪045‬‬
‫جملة العلوم النفسية‬
‫كما اف انتشار ظاىرة تعاطي المخدرات ترتبط في بعض المجتمعات بالسياسات التي‬
‫تنتهجها بعض الدكؿ تجاه غ يرىا ‪ .‬ككذلك الظركؼ السياسية الداخلية للبلد كالتي تتمثل في غياب‬
‫القانوف الذم يعاقب كيجرـ التعاطي كاالتجار‪ ،‬كضعف المؤسسات األمنية في مواجهة مركجي كتجار‬
‫المخدرات ‪)70(.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المشكبلت الناجمة عن التعاطي كاإلدماف على المخدرات‬
‫اف المش كبلت التي يتعرض لها الشخص المدمن على المخدرات مشكبلت كبيرة ككثيرة منها ما يترؾ‬
‫أثر في صحتو الجسمية كالنفسية كمنها ما يترؾ آثار اجتماعية كاقتصادية خطيرة‪ ،‬أم اف خطر اإلدماف‬
‫يعود على الفرد كالمجتمع حيث أف لو آثار خطيرة تؤدم بالمدمن الى الضياع كاالصابة باألمراض‪ ،‬كما‬
‫تؤدم من جانب آخر الى تصدع البناء االجتماعي للمجتمع من خبلؿ ما يترتب عليو من مشكبلت‬
‫جسمية كنفسية كاجتماعية كاقتصادية‪ ،‬كمن ىذه اآلثار أك المشكبلت ما يأتي ‪:‬‬
‫أكال ‪:‬اآلثار الصحية كالنفسية ‪ :‬اف تعاطي المخدرات يصيب االنساف بأضرار صحية عديدة‬
‫قد تؤدم بحياتو‪ ،‬منها األضرار التي تصيب الجهاز الهضمي كالجهاز العصبي‪ ،‬كالجهاز التنفسي‪،‬‬
‫كالجهاز الدكرم‪ ،‬كاألضرار الحسية‪ ،‬اذ تتجسد األضرار أك اآلثار الجسمية التي تتولد عن تعاطي‬
‫المخدرات في ىبوط الحيوية كالنشاط‪ ،‬كانخفاض المستول الوظيفي ألجهزة الجسم الفسيولوجية‬
‫كافة‪ ،‬كاحداث أضرار تلحق بالجلد كاألسناف كالمسالك التنفسية‪ ،‬كالكبد‪ ،‬كمن اآلثار الفسيولوجية‬
‫‪:‬تمدد األكعية الدموية التي تنشأ أضرار للجلد كاالحساس بالدؼء كىذا يصحبو عادة ىبوط قليل في‬
‫ضغط الدـ كزيادة في سرعة ضربات القلب‪ ،‬كعدـ القدرة على النوـ‪ ،‬كآالـ العضبلت المبرحة‪ ،‬كجرياف‬
‫ا ألنف كالعيوف‪ ،‬كالتعرؽ كالمغص المعوم الحاد‪ ،‬كالتقيؤ كاالسهاؿ‪ ،‬كانتصاب الشعر‪ ،‬ككذلك‬
‫اضطراب بدرجة حرارة الجسم ‪ .‬ىذا باإلضافة الى اصابة الذكور من المتعاطين بالضعف الجنسي‪،‬‬
‫حيث تقلل المخدرات من القدرة الجنسية‪ ،‬كتنقص من افرازات الغدد الجنسية بعد مدد من التعاطي‬
‫المستمر كالطويل‪ ،‬كيسبب أيضا تكسر كريات الدـ الحمر‪ ،‬كفقر الدـ الشديد‪ ،‬كما اف المخدرات ىي‬
‫السبب الرئيس في االصابة بأشد األمراض خطورة مثل السرطاف ‪)71(.‬‬
‫فضبل عن تأثير اإلدماف على الصحة النفسية للمدمن‪ ،‬فهو يؤدم الى احداث تدىور‬
‫مستديم للوظائف العقلية كالنواحي االدراكية اذ يؤدم تعاطي المخدرات الى اضطرابات في االدراؾ‬
‫الحسي العاـ ال سيما فيما يتعلق بحواس السمع كالبصر لحدكث خلل في المدركات الحسية ‪ .‬ىذا‬
‫فضبل عن الخلل في ادراؾ الزمن باالتجاه نحو البطء‪ ،‬كاختبلؿ المسافات باالتجاه نحو الطوؿ‬
‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪046‬‬
‫جملة العلوم النفسية‬
‫كاختبلؿ أك ادراؾ الحجم نحو التضخم ‪ .‬فضبل عن اف التعاطي يؤدم الى فساد الحكم على االمور‬
‫كاألشياء التي يحدث معها كثير من التصرفات الغريبة فضبل عن الهذياف كالهلوسة ‪ )72(.‬أم اف‬
‫االدماف يؤثر على كل الجوانب النفسية للمدمن‪،‬كالجوانب االنفعالية‪ ،‬كالسلوكية‪،‬كالجوانب العقلية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اآلثار االجتماعية ‪ :‬االنساف كائن اجتماعي كسلوكو مدمنا كاف أك معتادا يؤثر كيتأثر‬
‫بالمحيط الموجود حولو‪ ،‬كبما أف تناكؿ المخدرات يتم أحيانا في اطار الجماعة (البيت‪ ،‬النادم‪،‬‬
‫الشارع ‪..‬الخ) فانو يوسع من احتماالت تأثيرىا لتشمل اآلخرين كبحدكد تعتمد على مستول االدماف‬
‫كالخصائص النفسية للفرد‪ ،‬كمقدار تفاعلو كتأثيره على المقربين منو نأك تأثيرىم عليو‪ ،‬لذا فاف‬
‫مستويات التأثير االجتماعي يمكن اف تشمل كبدرجات متفاكتة المجاالت اآلتية ‪:‬‬
‫ا‪ -‬الحياة الزكجية ‪ :‬اذ ينتشر الطبلؽ بين المدمنين بنسب أعلى من انتشاره في عموـ المجتمع ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التفكك األسرم ‪ :‬اضطراب بنية العائلة مع التعرض للمشكبلت المادية كالعاطفية‪ ،‬كالدراسية‪،‬‬
‫كاالجتماعية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اضطراب التوازف االجتماعي ‪ :‬يعتاد البعض من المدمنين على تأجيل مواجهة الواقع أك المشاكل‬
‫المحيطة بهم كذلك بالهركب منها كمن ثم يتعزز لديهم السلوؾ االنسحابي كتضعف امكاناتهم‬
‫كقدراتهم النفسية البلزمة للعيش باتزاف مقبوؿ في المجتمع ‪.‬‬
‫د‪ -‬اختبلؿ العبلقات االجتماعية ‪ :‬اف تناكؿ المدمن للمخدرات لفترات طويلة يؤدم الى التعود‬
‫النفسي عليها كيجعلو في حالة نفسية غير مستقرة أك غير متوازنة يستثاركا خبللها ألبسط االمور في‬
‫عبلقتهم مع اآلخرين‪ ،‬مما يعرض عبلقاتهم االجتماعية لبلضطراب‪ ،‬كقد يؤدم بو الى القياـ بسلوؾ ال‬
‫يتنافى كاألعراؼ االجتماعية ‪)73(.‬‬
‫ق‪ -‬الخرؽ القيمي ‪ :‬اذ يؤدم اإلدماف الى اختبلؿ عبلقة الشخص المدمن باآلخرين كضعف االلتزاـ‬
‫بالضوابط كاألعراؼ االجتماعية كالميل الى التمرد على القيم االجتماعية ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬اآلثار االقتصادية ‪:‬‬
‫اف الدراسات التي تناكلت الجانب االقتصادم تشير الى أف ما يميز المدمنين ىو ازدياد‬
‫مشكبلت العمل ككذلك االسهاـ في فقداف كظائف العديد منهم‪ ،‬كأجمعت الدراسات على اف االفراط‬
‫في التناكؿ يؤدم الى ‪:‬‬
‫ا‪ -‬االقبلؿ من كفاءة العمل ‪.‬‬
‫ب‪ -‬زيادة نسبة التغيب عن العمل ‪.‬‬
‫ج‪ -‬االكثار من المشاكل ذات الصلة باآللة أك باآلخرين في محيط العمل ‪.‬‬
‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪047‬‬
‫جملة العلوم النفسية‬
‫د‪ -‬تضاعف احتماالت التعرض إلصابات العمل‪.‬‬
‫ق‪ -‬أما في ميداف االنتاج فاف المدمنين كالمعتادين يساىموف أكثر من غيرىم بالخسائر المادية‬
‫الحاصلة‪ ،‬كذلك بسبب كثرة الحوادث كقلة االلتزاـ كعدـ الشعور بالمسؤكلية ‪)74(.‬‬
‫ىذا من جانب كمن حانب آخر‪ ،‬فقد أشارت الدراسات الى اف تناكؿ المخدرات يبدأ‬
‫كيتطور عادة في سن المراىقة كما بعدىا أكلى سنوات الرشد التي توصف بغزارتها االنتاجية‪ ،‬كاذا ما‬
‫أخذنا بنظر االعتبار النسبة العالية لئلدماف من بين المتناكلين فاف المشكلة تكوف أكثر تعقيدا كضررا‬
‫لتزايد أعداد المدمنين من بين الشريحة االجتماعية للمتناكلين كما يسببوه من خسائر لمجمل العملية‬
‫االقتصادية نتيجة لسوء تكيفهم مع اعمالهم ككظائفهم‪ ،‬كضعف امكاناتهم‪،‬باألخص في المجتمعات‬
‫النامية كمن بينها الدكؿ العربية كاالسبلمية التي ىي بحاجة أكبر من غيرىا الى طاقات الشباب‬
‫كقدراتهم النفسية كالعضوية حاضرا كمستقببل‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬اآلثار السياسية ‪:‬‬
‫قد يهتز الكياف السياسي ألم دكلة اذا لم يكن في كسعها كمقدكرىا بسط نفوذىا على كل‬
‫أقاليمها‪ ،‬كثبت أف كثيرا من مناطق زراعة المخدرات في أنحاء متفرقة من العالم ال تخضع لسلطات‬
‫تلك الدكؿ التي تقع ضمنها‪ ،‬أما العتبارات قبلية‪ ،‬أك العتبارات جغرافية‪ ،‬كىناؾ ركابط كثيقة بين‬
‫االرىاب الدكلي كاالتجار غير المشركع في المخدرات من جانب آخر‪ ،‬كما يهتز كياف الدكلة السياسي‬
‫اذا اضطرت الدكلة الى االستعانة بقوات مسلحة اجنبية للحفاظ على كيانها‪ ،‬كقد حدث مثل ىذا في‬
‫احدل دكؿ أمريكا البلتينية‪ ،‬اذ توجد عصابات لزراعة الكوكا‪ ،‬كانتاج مخدر الكوكايين كتهريبو الى‬
‫الدكؿ األخرل‪ ،‬كىي عصابات عالية التنظيم‪ ،‬كلديها أسلحة متقدمة‪ ،‬ككسائل نقل حديثة حتى اف ىذه‬
‫العصابات كجد بحوزتها قواعد عسكرية كمهابط طائرات‪،‬كقد سيطرت ىذه العصابات على مناطق‬
‫زراعية للكوكا كالقنب كمنعت القوات الحكومية من دخولها‪ ،‬األمر الذم دعا الى االستعانة بقوات‬
‫أجنبية (قوات الجيش األمريكي )‪،‬فمهربوا المخدرات كالمتاجركف بها ال يؤمنوف بدين اك عقيدة‪ ،‬كال‬
‫ينتموف الى كطن‪ ،‬كليس لديهم انشغاؿ سول التفكير في المكسب المادم غير المشركع من كراء‬
‫االتجار بالمخدرات فهم على استعداد لبيع انفسهم كأسرىم كأكطانهم كشعوبهم مقابل السماح لهم‬
‫بالمركر بالمخدرات كتهريبها‪ ،‬فيفشوف األسرار كيقدموف المعلومات لؤلعداء مما يجعل المتعاطي‬
‫فريسة سهلة للعدك كمخابراتو ‪.‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪048‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫فالمخدرات كتعاطيها كاالدماف عليها أيا كاف نوعها أك كضعها االجتماعي أك القانوني‪ ،‬ىي مواد ذات‬
‫خطورة كبيرة كاضرارىا المباشرة كغير المباشرة تشل المجتمع االنساني كتضر بو كبأخبلقو كاستقراره‬
‫كامنو كمصادر عيشو ‪)75(.‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬العالقة بين الجريمة واإلدمان على المخدرات‬
‫اف العبلقة بين تعاطي المخدرات كارتكاب الجرائم موضوع معقد‪ ،‬كفي ضوء ما أسفرت عنو‬
‫البحوث عن ىذه العبلقة‪ ،‬تبين كجود ارتباط ايجابي منتظم بين التعاطي كالجريمة‪ ،‬كىناؾ أسئلة تدكر‬
‫حوؿ ذلك‪ ،‬منها ‪:‬ىل المخدر ىو السبب في ارتكاب الجريمة بحكم ما لو من تأثير فارماكولوجي ؟ أـ‬
‫ارتكاب الجريمة يعد نتيجة غير مباشرة‪ ،‬كذات طبيعة اجتماعية أكثر منها فارماكولوجية على أساس اف‬
‫تعاطي المخدرات‪ ،‬يورط المتعاطي في ضركرة االتصاؿ ببعض األطراؼ في عالم األجراـ للحصوؿ‬
‫على المخدر‪ ،‬كمن خبلؿ مراحل متتابعة‪ ،‬كقد تكوف غير متوقعة‪ ،‬يجرم اجتذاب المتعاطي لئلجراـ ‪.‬‬
‫كفيما يتعلق بالسؤاؿ األكؿ‪ ،‬فاف الجرائم على نوعين ‪ :‬جرائم عنف‪ ،‬كأخرل ال تقترف‬
‫بالعنف‪ ،‬كيسود قدر من االتفاؽ بين عدد من الدارسين‪ ،‬على اف جرائم العنف ترتبط باإلدماف كليس‬
‫بمجرد (التعاطي للكحوليات أك المخدرات ) فاألفيوف كمشتقاتو كالمورفين كالهيركيين‪ ،‬كالمواد‬
‫المنشطة‪ ،‬كأىمها ‪ L.S.D‬كغيرىا قد تؤدم الى جرائم العنف ‪.‬‬
‫أما األمفيتامينات كالكوكايين‪،‬فضبل عن المهلوسات كتعاطي الحشيش بانتظاـ لمدة طويلة‪،‬‬
‫فقد تقترف بو الجرائم التي ال تنطوم على عنف كالتزكير كالتزييف كالسرقة ‪.‬‬
‫كما انو من الضركرم التفرقة‪ ،‬بين جرائم ترتكب تحت تأثير المخدر نفسو‪ ،‬كأخرل ترتكب تحت تأثير‬
‫الحرماف من مخدر أدمن عليو الشخص‪ ،‬كذلك بدافع اللهفة للحصوؿ على المخدر كاستعادة آثاره‬
‫النفسية كالعضوية ‪.‬‬
‫كىناؾ عبلقة ما بين التعاطي كحوادث الطريق‪ ،‬حيث أثبتت الدراسات أف ىناؾ اقتراف‬
‫ملحوظ بين احتماالت كقوع حوادث الطريق‪ ،‬خاصة لقائدم السيارات كالشاحنات كالدراجات النارية‪،‬‬
‫ككوف الضحية كاقعا كقت الحادث تحت تأثير الكحوؿ أك المخدر‪ ،‬كما كشفت بعض الدراسات عن‬
‫كجود ترابط ايجابي‪ ،‬بين شدة االصابة كدرجة تركيز المادة المتعاطاة في السوائل البيولوجية في أجساـ‬
‫الضحايا‪)76(.‬‬
‫ادماف المخدرات آفة تصيب الفرد‪ ،‬ففضبل عن األمراض كالمشكبلت التي تلحق بالمدمن‪،‬‬
‫فاف البنياف االجتماعي يتصدع كينهار‪ ،‬حيث تتفكك الركابط األسرية كتتدنى قدرة االنساف على العمل‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪049‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫فيقل اإلنتاج كما يتزايد عجز الشباب عن مواجهة الواقع كاالرتباط بمتطلباتو كتتفاقم المشكبلت‬
‫االجتماعية كيتزايد عدد الحوادث كالجرائم‪ ،‬فاإلدماف يعد أكسع األبواب لدخوؿ أصحابو الى عالم‬
‫االجراـ‪ ،‬كىذا ما تؤكده الدراسات العلمية كاالحصائيات كاألرقاـ ‪.‬اذ ينجم عن اإلدماف تزايد حوادث‬
‫العنف كاالغتصاب كالسرقة كالقتل كاالنتحار‪ ،‬فضبل عن كثرة المخالفات القانونية كانتهاؾ‬
‫القانوف‪)77(.‬‬
‫كمن أخطار اإلدماف انو يؤدم الى تزايد حوادث السيارات كالقطارات كالطائرات ‪.‬كتشير اإلحصاءات‬
‫الى اف ادماف المخدرات قد ادل الى تزايد جرائم االغتصاب في بريطانيا‪ ،‬كاف عددا كبيرا من حوادث‬
‫العنف في أمريكا ينجم عن تعاطي المخدرات ‪.‬‬
‫كقد كشفت دراسات أجريت في فرنسا أف حوالي ‪ )%(90‬من حوادث السيارات ترجع الى‬
‫تعاطي الخمور ‪.‬‬
‫أما على الجانب العربي‪ ،‬فقد كشفت دراسة سعودية أف ( ‪ )%28‬من المحكوـ عليهم بجرائم جنائية‬
‫كانوا ممن يتعاطوف المخدرات‪ ،‬كاف المخدر يدفع الفرد بقوة الرتكاب جرائم االعتداء الجنسي‪،‬‬
‫حيث كصلت نسبتها (‪ )%62‬ىتك عرض للذكور‪ ،‬ك(‪ )%56‬اغتصاب لئلناث ‪)78( .‬‬
‫اف الحصوؿ على المخدر‪ ،‬يصبح رقم كاحد في حياة المدمن‪ ،‬كلذا فانو يلجأ ألية كسيلة‬
‫للحصوؿ عليو‪ ،‬حتى لو كصل االمر الى ارتكابو جريمة‪ ،‬كمما تجدر االشارة اليو اف نسب المدمنين‬
‫الذين يقوموف بارتكاب الجرائم تنتج عن حالة خاصة يصلوف اليها بتناكلهم المخدر‪ ،‬تحولهم الى قمة‬
‫العصبية التي تدفعهم بشكل أك بآخر الرتكاب الجريمة ‪)79(.‬‬
‫كلما كاف اإلدماف على المخدرات ذا تأثير سلبي على الحالة النفسية للفرد لمساىمتو‬
‫المباشرة في تغيير شخصية البعض كتقليل قدراتهم على التحمل كالتكيف‪ ،‬فاف الحالة ىذه ستكوف‬
‫بطبيعتها األرضية المحتملة لبعض الخركقات األمنية كالدافع المباشر أك غير المباشر لقسم من الجرائم‬
‫المرتكبة ذات التأثير السلبي على استقرار المجتمع كامنو ذك الصلة باألشخاص أك المعلومات أك‬
‫المعدات كالمنشآت‪ ،‬حتى اصبح اإلدماف كىن‪ ،‬اك ثغرة أمنية ينظر اليها من زاكيتين ‪:‬‬
‫الزاكية األكلى ‪ :‬تتعلق بالناحية النفسية لمدمني المخدرات اذ اف زيادة كمية تناكلها توسم‬
‫المدمن بمسحة عصابية كتضعف األنا كاالحساس بالتنبيهات الخارجية التي تشوه أك تربك جميعها‬
‫التقديرات البلزمة للتعا مل مع المواقف الحياتية كتفضي الى الخطأ‪ ،‬عندىا يزداد عدد الضحايا كترتفع‬
‫نسب ارتكاب الجرائم باألخص المتعلقة بالقتل كالسرقة كاالغتصاب كاالعتداء على الغير ‪.‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪051‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫الزاكية الثانية ‪ :‬ذات الصلة بالعبلقة بين الجريمة كتناكؿ المخدر‪ ،‬كفي اطارىا تؤكد‬
‫الدراسات أف المخدرات م سؤكلة عن تحفيز الميل الرتكاب الجريمة الموجود أصبل في التكوين‬
‫النفسي لبعض األفراد‪،‬‬
‫كعندىا يصبح تناكؿ كمية منها كافية لدفعو – أم من لديو ميوؿ ذات طبيعة اجرامية في األصل –‬
‫باتجاه‬
‫ارتكاب جريمة معينة خاصة لمن اعتاد العنف‪ ،‬كذلك ألنها – المخدرات‪ -‬تضعف من القدرة على‬
‫االدراؾ كمن السيطرة على االرادة بالمستول الذم ال يستطيع فيو المدمن من كبح دكافعو االجرامية‪،‬‬
‫كانها بنفس الوقت تبدد الخوؼ من العقاب‪ ،‬كبالمحصلة يمكن القوؿ أنها تغٌلب عقد العزـ الرتكاب‬
‫الجريمة على الدفاعات المانعة منها‪ ،‬كاذا ما أضفنا الى ذلك جرائم كحوادث الطريق فاف الصورة‬
‫تكوف أكثر ضبابية‪ ،‬كخاصة عند األخذ بنظر االعتباراف قسما غير قليل منها (في المجتمعات‬
‫المتساىلة ) ذك صلة بكوف السائقين من المتعاطين لها‪ ،‬ألنها تقلل لديهم القدرة على الرؤية الواضحة‬
‫كاالنتباه البلزـ للقيادة‪ ،‬كالقوة الحركية العضلية البلزمة لؤلداء الحركي في الوقت المناسب‪ ،‬فضبل عن‬
‫الثقة المفرطة بالنفس الى حد المغاالة في أحياف ليست قليلة ‪)80(.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلجراءات الالزمة لمكافحة المخدرات وتشمل ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الجوانب القانونية في مكافحة المخدرات ‪:‬‬
‫اف اإلدماف ينظر اليو من الوجهة القانونية على انو مشكلة قانونية‪ ،‬ألف القانوف ينظر اليها‬
‫باعتبارىا جريمة بحق المجتمع ‪ .‬لذا فاف ىناؾ جوانب قانونية في مكافحة المخدرات‪ ،‬فعلى المستول‬
‫الدكلي ىناؾ معاىدة دكلية لعاـ ‪ ،1961‬لضرب المنظمات المتاجرة بالمخدرات‪ ،‬كمع ازدياد نسبة‬
‫المخدرات كاإلدماف عليها صاغت كعدلت الكثير من الدكؿ تشريعاتها الداخلية في مواجهة ىذه‬
‫الجريمة كفيما يتعلق بالمنظمات كعصابات كرجاؿ المخدرات ‪)81(.‬‬
‫كفي العراؽ نجد أف القوانين الرادعة التي سنتها الحكومات العراقية كاف لها أثر كبير في‬
‫غياب ىذه المشكلة‪ ،‬فقد تراكحت العقوبات المنصوصة في القانوف ما بين السجن مدل الحياة‬
‫كاالعداـ لمن يتاجر بها اك يزرعها‪ ،‬كلم تكن القوانين العراقية تتساىل في ىذه المشكلة مطلقا‪ ،‬ىذا‬
‫فضبل عن عامل العادات كالتقاليد كالقيم االجتماعية التي يزخر بها المجتمع العراقي قبل الغزك‬
‫األمريكي للعراؽ عاـ ‪ ،2003‬كالذم ساعد كسهل بصورة كأخرل من اتساع ىذه المشكلة ‪ .‬كىناؾ‬
‫قانوف جديد لمكافحة المخدرات سوؼ يصدر بعد أف تتم المصادقة عليو من قبل البرلماف العراقي‪.‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪050‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫كما اف ىناؾ مشركع لبلستمرار كالتوسع في تطبيق مبادرة (كزارات ببل تدخين ) لمنع التدخين في‬
‫الوزارات كذلك بالتنسيق مع دائرة الصحة العامة كممثلي كزارات مختلفة في اللجنة الوطنية لمكافحة‬
‫المخدرات‪)82(.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اإلجراءات الوقائية في مجال التثقيف ورفع الوعي بمخاطر المخدرات ‪:‬‬
‫اف خطورة كاتساع ىذه المشكلة يستلزـ كضع األىداؼ كاتخاذ اإلجراءات البلزمة في مواجهة‬
‫كمكافحة المخدرات كمن أىم ىذه اإلجراءات ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬القياـ بإجراء الدراسات كالبحوث التي تبين مخاطر كمضار المخدرات‪.‬‬
‫‪ .2‬الفهم العلمي ألبعاد كطبيعة المخدرات كاتخاذ كل التدابير الوقائية في اطار األسرة‬
‫كالمدرسة كالمؤسسات االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ .3‬التعبئة اإلعبلمية‪ ،‬كخلق ايماف جماىيرم عاـ بضركرة مواجهة المخدرات عن طريق العمل‬
‫التطوعي‪ ،‬كبمعنى فتح النوادم من اجل اشغاؿ كقت الفراغ كالترفيو كالرياضة كالنشاط‬
‫االجتماعي ‪.‬فضبل عن نشر التوعية كاالرشادات عن مضار المخدرات بالوسائل كافة عن طريق‬
‫التلفزيوف كاالذاعة كالبوسترات كجميع كسائل االعبلـ األخرل ‪.‬‬
‫‪ .4‬التوعية الدينية ككسائلها‪ ،‬عن طريق تدريب القائمين بالوعظ كاالرشاد‪ ،‬من القيادات الدينية‬
‫كاالجتماعية أللقاء المحاضرات كالقياـ بالندكات كاالجتماعات المشتركة للوصوؿ الى حقيقة‬
‫مخاطر ىذه المادة كسوء استخدامها عن طريق المنابر كالمحاضرات كالبحوث الدينية‬
‫كاالجتماعية كبكافة الوسائل الممكنة ‪.‬‬
‫‪ .5‬نشر كتيبات تتضمن أضرار المخدرات‪ ،‬كموقف الشريعة االسبلمية الذم يحرـ المخدرات‬
‫شرعا كذلك بهدؼ تبصير الجمهور كباألخص الشباب بأسباب تحريمها‪ ،‬كتوزيعها على اكسع‬
‫نطاؽ بالمجاف أك بثمن زىيد ‪) 83(.‬‬
‫‪ .6‬أف تقوـ كزارة التربية بتدريب الكوادر التدريسية عن طريق القاء المحاضرات كالندكات‬
‫المشتركة أك كرش العمل الشهرية من اجل قياـ ىذه الكوادر بدكرىا التربوم في تقديم النصح‬
‫كالتوعية للطبلب ‪ .‬ككذلك دمج بعض المناىج الخاصة بالصحة النفسية كالتثقيف النفسي‬
‫كجعلو منهاج رسمي جزءا كاف أك كبل من ضمن المناىج الرسمية األخرل ككذلك دكر الباحث‬
‫االجتماعي أك المشرؼ التربوم في ىذا الموضوع‪.‬‬
‫كزارة التعليم العالي ‪ :‬كتقوـ بنفس الدكر كبصورة مكثفة كوف الفئة العمرية (طلبة الجامعات‬ ‫‪.7‬‬
‫) ىي األخطر من التعرض لتعاطي تلك المواد ‪.‬‬
‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪052‬‬
‫جملة العلوم النفسية‬
‫‪ .8‬حث الدكلة على معالجة المشاكل االجتماعية التي تفاقم مشكلة اإلدماف مثل البطالة‬
‫كالتسرب من المدارس كالجامعات كتوفير البدائل للشباب لقضاء كقت الفراغ (النوادم الرياضية‬
‫كالشبابية كالثقافية )‪.‬ي مكن أف يكوف لشركات الهاتف النقاؿ دكر في التوعية حوؿ مخاطر‬
‫المخدرات كاإلدماف عليها كذلك من خبلؿ ارساؿ رسائل توعية قصيرة (‪ .)SMS‬فضبل عن‬
‫الدكر الذم يمكن تلعبو منظمات المجتمع المدني في هذا المجال‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االجراءات العالجية والتأهيلية ‪:‬‬
‫وتتمثل هذه اإلجراءات بالقيام بما يأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬دمج خدمات معالجة سوء استعماؿ المواد مع خدمات الرعاية الصحية األكلية أسوة‬
‫بخدمات الصحة النفسية األخرل‪.‬‬
‫‪ .2‬دكرات تدريب أطباء الرعاية الصحية األكلية على الصحة النفسية يجب اف تتضمن التدريب‬
‫على سوء استعماؿ المواد ‪.‬‬
‫‪ .3‬تطوير خدمات اإلدماف في الوحدات كالمستشفيات النفسية من خبلؿ تطوير كفاءة الكوادر‬
‫المختلفة (أطباء‪ ،‬الباحثين النفسيين كاالجتماعيين‪ ،‬تمريض نفسي ) بالتدريب‪ ،‬ككذلك تهيئة‬
‫المستلزمات العبلجية حسب حجم كنوع المشاكل المنظورة في البلد كمن خبلؿ الرصد‬
‫المستمر لهذه المشاكل ‪.‬‬
‫‪ .4‬استحداث مراكز تأىيلية خاصة بالمدمنين كيكوف تابعا ألحد المستشفيات الحكومية ‪)84(.‬‬
‫مشكلة اإلدمان في العراق ‪:‬‬
‫تحليل االحصائيات المسجلة من قبل كزارة الصحة في سنة ‪2008‬‬
‫اف التعرؼ على حجم سوء تعاطي المواد كاإلدماف عليها في أم يلد يحتل أكلوية كبيرة ألنو حجر‬
‫األساس في التخطيط لتقديم الخدمات العبلجية كالتأىيلية كالوقائية ‪ .‬اال اف الوصوؿ الى الحجم‬
‫الحقيقي للمشكلة يواجو عقبات كثيرة تجعل منو ىدفا ال يمكن بلوغو كلذلك يتم اللجوء الى مصادر‬
‫المعلومات المختلفة كاف لم تكن بالدقة المطلوبة لتخمين حجم المشكلة كىذا بالطبع أفضل بكثير‬
‫من التكهنات التي تفتقر الى األساس العلمي كمن مصادر المعلومات المهمة ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬ما يسجل من حاالت في المؤسسات الصحية كالمستشفيات كالوحدات النفسية كفي‬
‫ردىات الطوارئ كالردىات األخرل ككحدات الطب العدلي ‪.‬‬
‫‪ .2‬ما يتم ضبطو من حاالت التعاطي كاإلدماف المخالفة للقانوف من قبل الشرطة المحلية‬
‫كشرطة المركر كاألجهزة األمنية األخرل ‪.‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪053‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫‪ .3‬التقارير التي تصدر عن الخبراء كالمختصين كالتقارير الرقابية عن تسرب أدكية المخدرات‬
‫كالمؤثرات العقلية كما يتم ضبطو من ىذه المواد لدل الباعة في الشوارع ‪.‬‬
‫اف مشكلة اإلدماف تشبو جبل الجليد ال يبرز منها سول جزء صغير كالسبب في ذلك يعود‬
‫الى ارتباط سوء التعاطي كاإلدماف بالوصمة االجتماعية حيث ينظر المجتمع باحتقار للمدمنين كيصفهم‬
‫بأكصاؼ بشعة (مثل المكبسلين كالحشاشة كغيرىا ) كلذلك فانهم يخفوف مشكلتهم ما استطاعوا الى‬
‫ذلك سبيبل ‪ .‬كما اف خوفهم من التبعات القانونية كاالحجاـ عن تزكيدىم باألدكية من قبل األطباء يزيد‬
‫خوفهم من كشف حقيقة ما يعانوف منو ‪.‬‬
‫اف التعرؼ على مشكلة اإلدماف ال يعني معرفة عدد األشخاص المدمنين فحسب كلكن يجب‬
‫معرفة خصائصهم الديموغرافية كنوع المواد التي يتعاطونها كنوع المشاكل التي يعانوف منها ‪.‬‬
‫تشير بعض الدراسات الى اف معظم المدمنين من الشباب الذكور ممن ىم في سن ‪18‬كأكثر كاف‬
‫اإلدماف على األدكية ىو األكثر انتشارا في العراؽ ‪.‬‬
‫ىذه المعلومات اإلحصائية تم تسجيلها من قبل كحدة اإلحصاء الحياتي في مركز كزارة الصحة‬
‫لسنة ‪ 2008‬حيث تضمنت معلومات من ‪10‬محافظات ىي بغداد كالبصرة كالنجف كبابل ككرببلء‬
‫كذم قار كديالى كالمثنى كالديوانية ككركوؾ كلم تتضمن معلومات عن باقي المحافظات ‪.‬تضمنت‬
‫أعداد المدمنين حسب الجنس (ذكور كإناث )كالعمر (تحت ‪ 17‬سنة كفوؽ ‪ 17‬سنة ) كحسب نوع‬
‫المراجعة (عيادة خارجية كرقود) كنوع اإلدماف حيث تضمنت االستمارة اإلحصائية ثبلثة أنواع ىي‬
‫الدكائي كالكحولي كالحشيشة ‪.‬‬
‫تم تحليل المعلومات كمقارنتها بإحصائيات عاـ ‪ 2007‬لنفس المحافظات توخيا للدقة حيث‬
‫أىملت المحافظات التي لم ترد عنها معلومات خبلؿ السنتين المذكورتين ‪.‬‬

‫نتائج دراسة مشكلة اإلدمان التي أجرتها وزارة الصحة ‪:‬‬


‫تم تسجيل (‪ )1462‬حالة ادماف في سنة ‪ 2008‬مقارنة مع (‪ )1785‬حالة سنة ‪،2007‬‬
‫كاف عدد الذكور ( ‪ )1410‬كعدد اإلناث ‪ .52‬ككانت الحاالت موزعة بين (‪ )61‬حالة تحت عمر‬
‫‪ 17‬سنة ك (‪ )1401‬حالة فوؽ عمر ‪ 17‬سنة‪ .‬كبلغت حاالت الرقود (‪ )180‬حالة فقط ‪.‬‬
‫أظهرت النتائج بأف بغداد سجلت أعلى نسبة بين المحافظات كىذا يعود الى حجم السكاف حيث‬
‫تعتبر األكثر سكانا في العراؽ تليها البصرة كالنجف‪ .‬كانت نسبة الذكور أعلى بكثير من اإلناث‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪054‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫(‪ 96,4‬مقابل ‪ )3,6‬كىذا يعكس القيم االجتماعية السائدة حيث الرقابة الشديدة على البنت‬
‫باألخص الشابات العازبات كقد يعكس أيضا حرص النساء أكثر من الرجاؿ على إخفاء المشكلة ‪.‬‬
‫تبين ايضا أف معظم الحاالت المسجلة كانت فوؽ عمر ‪17‬سنة (‪.)%95,8‬كىذه النتيجة‬
‫جديرة باالعتبار عند تنفيذ البرامج الوقائية حيث أف الفئة المستهدفة من ىذه البرامج يجب أف تقع‬
‫ضمن ىذه الفئة العمرية ‪.‬‬
‫تبين بأف اإلدماف ىو المشكلة األكبر في العراؽ (‪ )%74,6‬يليو اإلدماف الكحولي (‪)%24‬‬
‫ككانت نسبة ‪1,4‬للحشيش ‪.‬‬
‫تبين بأف النسبة الكبرل من المرضى قد راجعوا العيادة الخارجية (‪ )%87,7‬بينما أحتاج ( ‪)12,3‬‬
‫منهم للرقود ‪ .‬كيمكن االستفادة من ىذه النسب في تحديد نوع كحجم الخدمات الصحية المطلوبة‬
‫لمرضى سوء التعاطي كاإلدماف ‪.‬‬
‫ىذه االحصائية لها أىميتها حيث تلقي بعض الضوء على مشكلة سوء التعاطي كاإلدماف في‬
‫العراؽ اال انها تفتقر الى الكثير من األمور منها عدـ كجود معلومات تفصيلية عن المرضى (فقط العمر‬
‫كالجنس )كما أف العمر كرد مجمبل في مجموعتين كبيرتين تحت سن ‪ 17‬كفوؽ ‪ 17‬سنة ‪.‬فضبل عن‬
‫عدـ كجود معلومات مفصلة عن أنواع األدكية (فقط إدماف دكائي دكف تحديد)‪)85(.‬‬
‫نتائج البحث ‪:‬‬
‫‪ .1‬أثبتت الدراسة بأف ىناؾ عبلقة كثيقة ما بين التعاطي كاإلدماف على المخدرات كبين ارتكاب‬
‫الفرد للجريمة‪.‬‬
‫‪ .2‬يختلف اإلدماف على المخدرات عن التعاطي للمخدرات‪ ،‬فاإلدماف ىو تكرار تعاطي مادة‬
‫أك أكثر من المواد بشكل قهرم مما يؤدم الى حالة اعتماد عضوم أك نفسي أك كليهما مع‬
‫التحمل كظهور األعراض االنسحابية في حالة االنقطاع‪ ،‬أما التعاطي للمخدرات‪ ،‬فهو مرحلة‬
‫الحقة على االعتياد سببها عامل التكرار كالحاجة الى المادة المخدرة‪ ،‬حيث تؤدم الى رغبة‬
‫نفسية ملحة نحو تعاطي المخدرات‪ ،‬كىذه الرغبة النفسية الملحة أك االعتماد النفسي ىي‬
‫التي تميز التعاطي عن االعتياد حيث اف في حالة االعتياد توجد رغبة كلكن ال يوجد اعتماد‬
‫أك رغبة ملحة ال يمكن تجاكزىا ‪.‬‬
‫‪ .3‬ىناؾ أنواع كثيرة للمخدرات كأشكاؿ متعددة‪ ،‬فبعضها يصنف من حيث طريقة انتاجها‪،‬‬
‫كبعضها على أساس تأثيرىا‪ ،‬كالبعض اآلخر يصنف على أساس لونها ‪.‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪055‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫‪ .4‬أثبتت الدراسة باف ىناؾ أسباب عديدة تدفع الفرد الى اإلدماف أك تعاطي المخدرات‪ ،‬منها‬
‫األسباب الشخصية كاألسباب االجتماعية‪ ،‬كاألسباب االقتصادية‪ ،‬كاألسباب الصحية‬
‫كاألسباب السياسية‪ ،‬كبمعالجة ىذه األسباب يمكن حماية الفرد كالمجتمع من ىذه اآلفة‬
‫الخطيرة‬
‫‪ .5‬اف اإلدماف على المخدرات يؤدم الى مشكبلت كبيرة ككثيرة منها ما يترؾ أثر في الصحة‬
‫الجسمية كالنفسية للمدمن‪ ،‬كمنها ما يترؾ آثار اجتماعية كاقتصادية خطيرة ‪ .‬أم اف خطر‬
‫اإلدماف يعود على الفرد كالمجتمع ‪.‬حيث يؤدم بالمدمن الى الضياع كاإلصابة باألمراض‪،‬‬
‫كما يؤدم من جانب آخر الى تصدع البناء االجتماعي للمجتمع من خبلؿ ما يترتب عليو‬
‫من مشكبلت اجتماعية كاقتصادية كسياسية ‪.‬تهدد أمن المجتمع كاستقراره‪.‬‬
‫‪ .6‬اف المخدرات مسؤكلة عن تحفيز الميل الرتكاب الجريمة الموجود أصبل في التكوين‬
‫النفسي لبعض األفراد‪.‬‬
‫‪ .7‬يؤدم اإلدماف الى تفكك الركابط األسرية‪ ،‬كتدني قدرة األنساف على العمل فيقل اإلنتاج‪،‬‬
‫كبالعكس فأف التفكك األسرم ككثرة الخبلفات داخل األسرة في بعض األسر قد تدفع‬
‫الفرد الى تعاطي المخدرات ‪.‬‬
‫‪ .8‬يعد الفقر من أىم األسباب االقتصادية التي تؤدم الى تعاطي المخدرات‪ ،‬فالحياة المعيشية‬
‫غير المستقرة كظركؼ العمل القاسية تساعد على انتشار المخدرات أما للحصوؿ على‬
‫المادة أك للهركب من الواقع االقتصادم السيء‪.‬‬
‫‪ .9‬إساءة استخداـ األدكية التي تحتوم على المواد المخدرة كالمهدئات كالمنومات يؤدم‬
‫بالمريض الى أف يكوف ضحية اإلدماف ‪.‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪056‬‬


‫جملة العلوم النفسية‬
‫هوامش البحث ‪:‬‬
‫د‪ .‬أكرـ نشأت ابراىيم ‪ :‬علم النفس الجنائي‪ ،‬دار الثقافة للنشر كالتوزيع‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫عماف‪،1996،‬ص‪.3‬‬
‫د‪ .‬فتحية الجميلي ‪ :‬الجريمة كالمجتمع كمرتكب الجريمة‪ ،‬دار كائل للنشر‪ ،‬عماف‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪،2001‬ص‪37‬‬
‫د‪ .‬محمد الرازقي ‪ :‬علم األجراـ كالسياسة الجنائية‪ ،‬دراسة حوؿ الظاىرة اإلجرامية من حيث‬ ‫(‪)3‬‬
‫أسبابها كطرؽ القضاء عليها‪ ،‬دار األنيس للطباعة كالنشر كالتوزيع مصراتو‪،‬‬
‫ط‪،1،1995‬ص‪34‬‬
‫نفس المصدر‪ ،‬ص‪39‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫المصدر نفسو‪ ،‬ص‪36‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫د‪ .‬أكرـ نشأت ابراىيم‪ ،‬علم االجتماع الجنائي‪ ،‬عماف‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬ط‪ ،2009 ،1‬ص‪13‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫د‪ .‬عدناف الدكرم ‪ :‬علم العقاب كمعاملة المذنبين‪ ،‬الكتاب الثالث‪ ،‬منشورات ذات‬ ‫(‪)7‬‬
‫السبلسل‪ ،‬ط‪،1989 ،1‬ص‪24‬‬
‫د‪ .‬عدناف الدكرم‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪25-24‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫د‪ .‬عبد الجبار عريم ‪ :‬نظريات علم األجراـ‪ ،‬مطبعة المعارؼ‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪،5،1970‬ص‪192‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫(‪ )10‬د‪ .‬أحمد زكي بدكم ‪ :‬معجم مصطلحات العلوـ االجتماعية‪ ،‬مكتبة لبناف‪ ،‬بيركت‪،1977 ،‬‬
‫ص‪90‬‬
‫(‪ )11‬نفس المصدر‪ ،‬ص‪90‬‬
‫(‪ )12‬د‪ .‬عبد العزيز عبد اهلل الدخيل‪ ،‬معجم مصطلحات الخدمة االجتماعية كالعلوـ االجتماعية‪،‬‬
‫دار المناىج للنشر كالتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬االردف‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪64‬‬
‫(‪ )13‬القرآف الكريم‪ ،‬سورة المطففين ‪ :‬اآلية (‪)29‬‬
‫(‪ )14‬القرآف الكريم‪ ،‬سورة القمر ‪ :‬اآلية ( ‪)47‬‬
‫(‪ )15‬القرآف الكريم‪ ،‬سورة المرسبلت ‪ :‬اآلية (‪)46‬‬
‫(‪ )16‬محمد أبو زىرة‪ ،‬الجريمة كالعقوبة في الفقو االسبلمي (الجريمة )‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬بدكف‬
‫سنة الطبع‪ ،‬ص‪2122‬‬
‫(‪ )17‬عبد العزيز عزت ‪ :‬الجريمة كعلم االجتماع‪ ،‬بدكف اسم المكتبة كمكاف الطبع‪،‬‬
‫‪،1957‬ص‪38‬‬
‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪057‬‬
‫جملة العلوم النفسية‬
‫(‪ )18‬د‪ .‬عبود السراج‪ ،‬علم االجراـ كعلم العقاب‪ ،‬مطبعة ذات السبلسل‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫‪،1981‬ص‪55‬‬
‫(‪ )19‬محمد أبو زىرة‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪22‬‬
‫(‪ )20‬حسن شحاتو سعفاف ‪ :‬علم الجريمة‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاىرة‪،1966 ،‬ص‪5‬‬
‫(‪ )21‬ترافيز ىيرزكي ‪ :‬أسباب جنوح األحداث‪ ،‬ترجمة محمد سبلمة غبارم‪ ،‬المكتب الجامعي‬
‫الحديث‪ ،‬االسكندرية‪،1987 ،‬ص‪96‬‬
‫‪Walter Lundin : Emile Durkheim in pioneers in‬‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪criminology ,Second edition ,New York 1977, p. 385‬‬

‫(‪ )23‬المعجم الوسيط‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،1985 ،‬ص‪308‬‬


‫‪www. alfrasha.‬‬ ‫(‪ )24‬اآلثار السلبية لئلدماف‪ ،‬أنترنيت‬
‫‪http://maktoob. com‬‬
‫(‪ )25‬القرآف الكريم‪ ،‬سورة النساء‪ :‬اآلية (‪)29‬‬
‫(‪ )26‬القرآف الكريم‪ ،‬سورة البقرة‪ :‬اآلية (‪)195‬‬
‫(‪ )27‬القرآف الكريم ‪ ،‬سورة النساء‪ :‬اآلية (‪)43‬‬
‫(‪ )28‬القرآف الكريم‪ ،‬سورة المائدة ‪ :‬اآلية (‪)91-90‬‬
‫(‪ )29‬د‪ .‬أحمد زكي بدكم‪ ،‬مصدر سابق‪،‬ص‪8‬‬
‫(‪ )30‬د‪ .‬عدناف ياسين مصطفى ‪ :‬سيسيولوجيا االنحراؼ في المجتمع المأزكـ‪،‬اثراء للنشر‬
‫كالتوزيع‪ ،2010،‬ص‪133‬‬
‫(‪ )31‬د‪ .‬مصطفى سويف ‪ :‬المخدرات كالمجتمع (نظرة تكاملية)‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪،‬‬
‫الكويت‪،1996،‬ص‪23‬‬
‫(‪ )32‬د‪ .‬عبد العزيز عبد اهلل الدخيل‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪15‬‬
‫(‪ )33‬عبد الحكيم العفيفي‪ ،‬االدماف‪ ،‬مكتبة الزىراء لئلعبلـ العربي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪،1986 ،1‬‬
‫ص‪.18-17‬‬
‫‪Robert L. Barker (1987).The social work Dictionary.‬‬ ‫(‪)34‬‬
‫‪NASW, Washington DC. Silver Spring, Maryland,p.3‬‬
‫(‪ )35‬اآلثار السلبية لئلدماف ‪ .‬مصدر سابق‪،‬انترنيت‬
‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪058‬‬
‫جملة العلوم النفسية‬
‫‪Kramer, J.& Cameron, D. (1975).A manual on Drug‬‬ ‫(‪)36‬‬
‫‪Dependence.Geneva:WHO.P.15.‬‬
‫(‪ )37‬اآلثار السلبية لئلدماف‪ ،‬مصدر سابق انترنيت‬
‫(‪ )38‬علي دنيف حسن ‪ :‬ظاىرة اإلدماف‪ ،‬مقاؿ منشور في جريدة الصباح‪ ،‬بدكف عدد مأخوذ من‬
‫استراتيجية‬ ‫آفاؽ‬ ‫صفحة‬ ‫االنترنيت‪،‬‬ ‫شبكة‬ ‫على‬ ‫الجريدة‬ ‫موقع‬
‫‪www.alsabaah.com‬‬
‫(‪ )39‬د‪ .‬عدناف ياسين مصطفى‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪133‬‬
‫(‪ )40‬د‪ .‬حسن كيرة ‪ :‬المدخل الى القانوف‪ ،‬منشأة المعارؼ باإلسكندرية‪،1971،‬ص‪277-274‬‬
‫‪Thomas Wiseman DRUG A BVSE on DRUG‬‬ ‫(‪)41‬‬
‫‪COUNSELING-The press of case western.Reserve-‬‬
‫‪1972-p-61-62‬‬

‫(‪ )42‬د‪ .‬مصطفى سويف‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪18-17‬‬


‫(‪ )43‬ابن منظور‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬المجلد االكؿ‪ ،‬دار صادر للطباعة‪ ،‬بيركت‪،1955 ،‬ص‪232‬‬
‫(‪ )44‬االثار السلبية لئلدماف‪ ،‬مصدر سابق انترنيت‬
‫(‪ )45‬العبلقة بين المخدرات‪ ،‬انترنيت ‪http:llwww.pc4up.com‬‬
‫(‪ )46‬د‪ .‬محمد عبد الرضا القريشي كآخركف ‪((.‬آفة العصر)) االدماف على المخدرات كسوء تعاطي‬
‫المواد‪ ،‬كزارة الصحة‪ ،‬ص‪9-8‬‬
‫انترنيت‬ ‫كالمستقبل‪،‬‬ ‫الواقع‬ ‫بين‬ ‫المخدرات‪،‬‬ ‫مشكلة‬ ‫(‪ )47‬مواجهة‬
‫‪http:llwww.moqqtel.com‬‬
‫(‪ )48‬د‪ .‬محمد عبد الرضا كآخركف‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪10‬‬
‫(‪ )49‬شعبة المخدرات باألمم المتحدة (‪ ،)1979‬اتفاقية المؤتمرات التعليمية ‪ .‬نيويورؾ‪ :‬األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬ص‪19‬‬
‫(‪ )50‬عبد الرزاؽ عبد اهلل الجبورم‪ ،‬تعاطي المخدرات لدل االحداث األسباب كالمعالجات‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة في علم االجتماع‪ ،‬كلية اآلداب‪،2007،‬ص‪22-21‬‬
‫(‪ )51‬مواجهة مشكلة المخدرات‪ ،‬بين الواقع كالمستقبل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬انترنيت‬
‫(‪ )52‬اآلثار السلبية لئلدماف‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬انترنيت‬
‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪059‬‬
‫جملة العلوم النفسية‬
‫(‪ )53‬د‪ .‬عبد اللطيف عبد الحميد العاني‪ ،‬القيم االجتماعية في االسبلـ كأثرىا في التحصين ضد‬
‫الجريمة‪ ،‬مجلة التربية االسبلمية‪ ،‬العدد(‪ )6‬السنة (‪ ،)30‬شركة الخنساء للطباعة المحدكدة‪،‬‬
‫بغداد ‪،2001‬ص‪35‬‬
‫(‪ )54‬أفراح جاسم محمد العزاكم‪ ،‬تعاطي الحبوب المخدرة كعقاقير الهلوسة (عواملها كآثارىا)‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬قسم االجتماع‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة بغداد‪،2001 ،‬ص‪66‬‬
‫(‪ )55‬اآلثار السلبية لئلدماف‪ ،‬مصدر سابق انترنيت‪.‬‬
‫(‪ )56‬نفس المصدر‪ ،‬انترنيت‬
‫‪http:llwww.acofps.com‬‬ ‫(‪ )57‬األسباب التي تدفع المدمن للجريمة‪ ،‬انترنيت‬

‫(‪ )58‬علي أسعد كطفة ‪ :‬بنية السلطة كاشكالية التسلط التربوم في الوطن العربي‪ ،‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬بيركت‪ ،1999،‬ص‪22‬‬
‫(‪ )59‬سنا الخولي‪ ،‬األسرة كالحياة العائلية‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬بيركت ‪ ،1984‬ص‪64‬‬
‫(‪ )60‬د‪ .‬عدناف الدكرم ‪ :‬أسباب الجريمة كطبيعة السلوؾ االجرامي‪ ،‬نشر ذات السبلسل‪،‬‬
‫الكويت‪،1984،‬ص‪.297‬‬
‫‪www.alfrasha.maktoob.com‬‬ ‫(‪ )61‬العوامل الباعثة الى اإلدماف‪ ،‬انترنيت‬

‫(‪ )62‬األسباب التي تدفع المدمن للجريمة‪ ،‬مصدر سابق انترنيت‬


‫(‪ )63‬عبد الحكيم العفيفي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪105-102‬‬
‫(‪ )64‬نفس المصدر‪ ،‬ص‪86-84‬‬
‫(‪ )65‬األسباب التي تدفع المدمن للجريمة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬انترنيت‬
‫(‪ )66‬نعيم الرفاعي‪ ،‬الصحة النفسية‪ ،‬دراسة في سايكولوجية الطفل‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪،1987 ،4‬‬
‫ص‪395‬‬
‫(‪ )67‬األسباب التي تدفع المدمن للجريمة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬انترنيت‬
‫(‪ )68‬نفس المصدر‪ ،‬انترنيت‬
‫(‪ )69‬عبد الرزاؽ عبد اهلل سعيد الجبورم‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪69‬‬
‫‪www.knd.google.com‬‬ ‫(‪ )70‬اآلثار المترتبة على اإلدماف‪،‬مصدر انترنيت‬
‫(‪ )71‬عبد الرزاؽ عبد اهلل الجبورم‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪72‬‬
‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪061‬‬
‫جملة العلوم النفسية‬
‫(‪ )72‬نفس المصدر‪ ،‬ص‪73‬‬
‫(‪ )73‬اآلثار المترتبة على اإلدماف‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬انترنيت‬
‫(‪ )74‬نفس المصدر‪ ،‬انترنيت‬
‫(‪ )75‬عبد الرزاؽ عبد اهلل الجبورم‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪85-84‬‬
‫كاالجتماعية الناجمة عن التعاطي كاإلدماف على‬ ‫(‪ )76‬محمد كشاح‪ ،‬المشكبلت النفسية‬
‫انترنيت‬ ‫مصدر‬ ‫‪،‬‬ ‫المخدرات‬
‫‪www.maktooblog.com‬‬
‫‪www.alwahm.net‬‬ ‫(‪ )77‬ثالوث المخدرات‪ ،‬مصدر انترنيت‬

‫االنترنيت‬ ‫شبكة‬ ‫على‬ ‫منشور‬ ‫مقاؿ‬ ‫الجريمة‪،‬‬ ‫لعالم‬ ‫الدخوؿ‬ ‫(‪ )78‬بوابة‬
‫‪www.moqqtel.com‬‬
‫انترنيت‬ ‫مصدر‬ ‫بمأساة‪،‬‬ ‫كينتهي‬ ‫بتجربة‬ ‫يبدأ‬ ‫اإلدماف‬ ‫فتحي‪،‬‬ ‫(‪ )79‬محمد‬
‫‪www.knol.google.com‬‬
‫‪om‬‬ ‫(‪ )80‬اإلدماف كاآلثار النفسية كاالجتماعية المترتبة عليو‪ ،‬مصدر انترنيت‬
‫‪www.maktooblog.c‬‬
‫انترنيت‬ ‫مصدر‬ ‫القانونية‪،‬‬ ‫كاآلثار‬ ‫المخدرات‬ ‫عيسى‪،‬‬ ‫(‪ )81‬حنا‬
‫‪www.kofiapress.com‬‬
‫(‪ )82‬د‪ .‬محمد عبد الرضا كآخركف‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪13‬‬
‫(‪ )83‬حنا عيسى‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬انترنيت‬
‫(‪ )84‬د‪ .‬محمد عبد الرضا كآخركف‪ ،‬ص‪14‬‬
‫(‪ )85‬نفس المصدر‪ ،‬ص‪20-15‬‬

‫العدد عشرون ‪2102‬‬ ‫‪060‬‬

You might also like