You are on page 1of 12

145 Semat.

Vol 1 No 1, 145-156 (May 2013)

Semat
An International Journal

http://dx.doi.org/10.12785/semat//010110
© 2012 NSP

‫في ماهية السيميائيات والصورة‬

‫ المغرب‬/‫محمد داني‬

Semiotics and Picture

Mohammed Dani

Bt 247 Av Sidi Maarou,f Casablanca, 20190, Morocco


Email: Bouaita10@gmail.com

Received: 12 Nov 2012; Revised :9 Jan- 20 Feb 2013; Accepted: 23 Feb 2013
Published online: 1 May 2013

Abstract: Arab scientists gave this sign science the name “alsimiotika”, Europeans
prefer to use the term “semiology”. Americans prefer to use “semiotics”, after the
American thinker and philosopher Charles Sanders Pierce have used it. Semiotics belong,
whatever its label, from its origins and its methodology to structural. Semiotics is a field
of knowledge that have characterized recent studies, and since its appearance it is
concerned with the interpretation of the meanings, the signs, and the symbols. General
semiotics is believed that it is still in its beginning, and in pre-form of evolution as a
science. Said Benkrad sees the mechanism to determine the nature of the image, is to
know the way through the image reaches the eye, considering that the transfer on the
subject is represented by an iconic bond that suggests the relationship between the image
and significance is a relation based on similarities that make both transmit without
mediator.

Keywords: semiotics, semiology, semantics, significance, picture, signs.

© 2013 UOB , SPC, University of Bahrain


‫… ‪Mohammed Dani: Semiotics and Picture‬‬ ‫‪146‬‬

‫في ماهية السيميائيات والصورة‬


‫محمد داني‪ /‬المغرب‬

‫أما العرب‪ ،‬خاصة أهل المغرب العربي فقد‬ ‫خرج مصطلح (السيمياء) من سياقات‬
‫دعوا إلى ترجمتها بالسيمياء‪ ،‬محاولة منهم تعريف‬ ‫الكيماويين‪ ،‬إلى سياقات اللسانيين‪ .‬حيث طرح‬
‫المصطلح‪ ...‬والسيمياء مفردة حقيقة باالعتبار‪،‬‬ ‫م ـ ـ ـ ـصطلح‬ ‫دوسـ ـ ـ ـوسـ ـ ـير‬ ‫فردينانـ ـ ـد‬
‫ألنها كمفردة عربية ‪ -‬كما يقول الدكتور معجب‬ ‫(سيميولوجيا ‪ ،)sémiologie‬فاستعمله سيميائيو‬
‫الزهراني‪ -‬ترتبط بحقل داللي لغوي‪ -‬ثقافي‬ ‫باريس في حقلهم‪ "..‬ومن هنا يبقى هذا المصطلح‬
‫يحضر معها فيه كلمات‪ ،‬مثل‪ :‬السمة‪ ،‬والسمية‪-‬‬ ‫طريقة مفيدة لتمييز عملهم عن السيمياء‬
‫والوسام‪ -‬والوسم‪ -‬والمسيم‪ -‬والسيماء‪ -‬والسيمياء‬ ‫‪ sémiotique‬العالمية المشعبة في أوربا‬
‫(بالقصر والمد) والعالمة)‪...‬‬ ‫الشرقية‪ ،‬وايطاليا‪ ،‬والواليات المتحدة"‪.1‬‬
‫وعلماء العرب أطلقوا على هذا العلم اسم‬
‫وتنتمي السيمياء أيا كانت التسمية في أصولها‬ ‫(السيميوطيقا)‪ ،‬وترجموه تارة باسم (علم الرموز)‬
‫ومنهجيتها إلى البنيوية‪ ..‬إذ البنيوية نفسها منهج‬ ‫وتارة ب (علم العالمة)‪ .‬وتارة باسم (علم‬
‫منتظم لدراسة األنظمة اإلشارية المختلفة في‬ ‫الداللة)‪...‬‬
‫الثقافة العامة"‪...2‬‬
‫وعرفها الدكتوران الرويلي والبازعي في كتابهما‬
‫وكلمة علم الداللة ‪ sémantique‬المشتقة من‬ ‫(دليل الناقد األدبي) بقولهما‪" :‬السيميولوجية‬
‫الكلمة اليونانية ‪( sêmaino‬دل) والمتولدة هي‬ ‫(السيميوطيقا) لدى دارسيها تعني علم أو دراسة‬
‫األخرى من الكلمة ‪ séma‬أو العالمة‪،‬هي‬ ‫العالمات (اإلشارات) دراسة منظمة منتظمة‪.‬‬
‫باألساس الصفة المنسوبة إلى الكلمة األصل‬ ‫ويفضل األوربيون مفردة السيميولوجيا التزاما منهم‬
‫‪ sens‬أو المعنى‪ ،‬فالتغير الداللي هو تغير في‬ ‫بالتسمية السوسيرية‪ .‬أما األمريكيون فيفضلون‬
‫المعنى والقيمة الداللية لكلمة تكمن في معناها‪...3‬‬ ‫السيميوطيقا‪ ،‬التي جاء بها المفكر والفيلسوف‬
‫األمريكي‪ :‬تشارلس ساندرز بيرس‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الرويلي والبازعي‪ ،‬دليل الناقد األدبي‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪.722 :‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.721/722:‬‬ ‫روبرت شولز‪،‬السيمياء والتأويل‪ ،‬ترجمة سعيد الغانجي‪ ،‬ص‪.742 :‬‬
‫‪147‬‬ ‫‪Mohammed Dani: Semiotics and Picture‬‬

‫عليها البشر كلهم‪ ،‬وبين اإلشارة الوضعية‬ ‫وتعتبر السيميائية حقال من حقول المعرفة التي‬
‫المتعارف عليها لدى فئة معينة ومحدودة‪...‬‬ ‫وسمت الدراسات الحديثة‪ ..‬ومنذ ظهورها وهي‬
‫*وفقا لطبيعة العالقة الرمزية‪ :‬هناك اإلشارة‬ ‫تهتم بتفسير معاني الدالالت‪ ،‬والرموز‬
‫الحقيقية المباشرة الدالة على ما وضعت ألجله‪..‬‬ ‫واإلشارات‪...‬‬
‫وهناك اإلشارة المجازية أو المنقولة على ما‬
‫يختلف عن الشيء الذي وضعت له‪...‬‬ ‫ورغم تعدد مصطلحاتها ودالالتها‪ ،‬فقد قدمت‬
‫خدمات جليلة للدرس الحديث‪ ...‬وهي تعترف بأن‬
‫إن العقل العربي وفكره النقدي‪ ،‬قد اهتم بالداللة‬ ‫الكون كله نظامه قائم عللى رموز واشارات ذات‬
‫اللغوية‪ ..‬شأنه شأن الفكر اليوناني‪ ...‬ونظرة‬ ‫داللة‪ ..‬ومن ثمة تدرس السيميائية بنية اإلشارات‬
‫المسلمين للعالم والكون بوصفهما داللة على وجود‬ ‫وعالئقها في هذا الكون وتوزعها ووظائفها الداخلية‬
‫الخالق سبحانه‪ ،‬يؤكد أن مفهوم الداللة في الفكر‬ ‫والخارجية‪...4‬‬
‫اإلسالمي يطابق ويساوي العالمة في المفهوم‬
‫السيميائي‪...5‬‬ ‫واإلنسان منذ القدم عرف النظام اإلشاري‬
‫كثير من‬
‫ا‬ ‫العام‪ ..‬وحاول فهمه‪ ..‬ولذا فإن‬
‫واعتبر الفكر العربي واإلسالمي أن اللغة ليست‬ ‫الحضارات اإلنسانية عرفت بعض التأمالت‬
‫بمعزل عن الدالالت األخرى‪ ،‬ولذا نجد ابن جني‬ ‫السيميائية التي اختصرت بها هذه اإلشارات‪،‬‬
‫يقول‪ " :‬اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن‬ ‫وفهمها‪...‬‬
‫أغراضهم"‪..6‬‬
‫ويولي القديس أغسطين اهتمامه باإلشارة‪..‬‬
‫ويرى فيها الجاحظ البيان الذي يقصد به‬ ‫ويعتبرها بأنها ما يحمل في نفسه من معنى‪ ..‬وما‬
‫التواصل الهادف إلى نقل الخبرة والمعرفة من جيل‬ ‫يدل الذهن ‪ -‬أيضا‪ -‬على شيء ما‪ ..‬كما اعتبر‬
‫إلى آخر عبر آليات معينة‪ :‬اللفظ او الخط‪ ،‬أو‬ ‫الكالم هو إعطاء إشارة بواسطة صوت منطوق‪،‬‬
‫اإلشارة‪ ،‬أو العقد‪ ...‬فيقول في هذا الباب‪ ":‬إن اهلل‬ ‫ويرى أن اإلشارة تتكون من دال حسي ومدلول‬
‫‪ -‬سبحانه وتعالى‪ -‬لم يخلق أحدا يستطيع تحقيق‬ ‫ذهني‪..‬‬
‫حاجته بنفسه دون اللجوء إلى غيره‪ .‬لذلك جعل‬ ‫وقد صنف أغسطين اإلشارة إلى عدة أنواع وفقا‬
‫لهم البيان الذي يعبرون به عن حقائق حاجاتهم‪،‬‬ ‫لطبيعتها‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ويرفعون به الشبهة‪ .‬فهو الترجمان الذي إليه‬ ‫*وفقا لطريقة اإلشارة وتوصيلها‪:‬فاإلشارة غالبا‬
‫يرجعون عند اختالفهم"‪..7‬‬ ‫صوت يخاطب األذن‪ ،‬أو حركة تخاطب العين‪..‬‬
‫ويضيف أيضا‪ ":‬وجعل سبحانه وتعالى البيان‬ ‫حيث تصبح اإلشارة بالحركة نطقا مرئيا‪...‬‬
‫أربعة أشياء هي‪:‬اللفظ‪ ،‬والخط‪ ،‬واإلشارة‪ ،‬والعقد‪،‬‬ ‫*وفقا ألصل اإلشارة واستعمالها‪ :‬فرق أغسطين‬
‫وفي خصلة خامسة هي موضوع الجسم ونصبته‬ ‫بين اإلشارة والشيء الكائن حسب وظيفة كل‬
‫في األجرام الجامدة والساكنة التي ال تدرك وال‬ ‫منهما‪ ...‬فكل إشارة شيء‪ ،‬ولكن الشيء ليس‬
‫إشارة إال إذا كان ذا داللة مقصودة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫*وفقا لوضعها االجتماعي‪ :‬فرق أغسطين بين‬
‫سيزا قاسم‪ ،‬ونصر أبو زيد‪ ،‬أنظمة العالمات ‪ ،‬مدخل إلى السيميوطيقا‪،‬‬
‫دار إلياس العصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪7‬ن ‪ ،7811‬ص‪.25:‬‬ ‫اإلشارة الطبيعية االتفاقية (وقفية)‪ ،‬والتي اتفق‬
‫‪6‬‬
‫أبو الفتح عثمان ابن جني‪ ،‬الخصائص‪ ،‬تحقيق ‪ ،‬محمد علي النجار‪،‬‬
‫المكتبة العلمية‪ ،‬ج‪،7‬ص‪ 33:‬أبو الفتح عثمان ابن جني‪ ،‬الخصائص‪ ،‬تحقيق‬
‫‪ ،‬محمد علي النجار‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬ج‪،7‬ص‪.33:‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬
‫عمرو بن بحر الجاحظ‪ ،‬الحيوان‪ ،‬تحقيقن عبد السلم هارون‪ ،‬دار إحياء‬ ‫مازن الوعر في تقديمه لكتاب (علم اإلشارة – السيميولوجيا لبيير‬
‫التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،7818 ،‬ج‪ ،7‬ص‪.31:‬‬ ‫جيرو)‪ ،‬ص‪.5:‬‬
‫‪Mohammed Dani: Semiotics and Picture‬‬ ‫‪148‬‬

‫بالرصد التجريدي‪ ،‬هي ملكة تعرفها العامة لكنها‬ ‫تتحرك‪ .‬ولكنها – في الوقت ذاته‪ -‬ناطقة من جهة‬
‫– غالبا‪ -‬ملكة ال مكان لها في نظريات‬ ‫الداللة"‪...8‬‬
‫الفالسفة"‪..10‬‬
‫وأكد بيرس‪ ،‬أنه لم يكن بوسعه أن يدرس أي‬ ‫وبقيت هذه التلمسات السيميائية في عفويتها‪ ،‬إذ‬
‫شيء‪ ،‬إال بوصفه دراسة سيميوطيقية‪...‬‬ ‫بقيت " مفتقدة لبنية تؤطرها كلها‪ ..‬فبقيت عاجزة‬
‫والسيميوطيقا البيرسية‪ ،‬سيميوطيقا للداللة‬ ‫عن أن تبني لنفسها كيانا مستقال‪ ،‬ونسيجا نظريا‬
‫والتواصل‪ ،‬والتمثيل في نفس الوقت‪ ..‬تعتمد على‬ ‫مستقال" ‪ ..‬إلى أن جاء كل من دو سوسير‬
‫أبعاد ثالثة‪ :‬داللية‪ ،‬وتداولية‪ ،‬وتركيبية‪..‬‬ ‫وبيرس‪ ،‬فأقر األول السيميولوجيا هادفا بها العلم‬
‫فالدليل البيرسي دليل يتكون من‪ :‬الممثل‪/‬‬ ‫الذي يعنى بعموم الدالئل‪ ..‬ووضع الثاني (بيرس)‬
‫‪9‬‬
‫الدليل‪ ،‬كونه دليال في البعد األول‪ ..‬ومن موضوع‬ ‫السيميوطيقا داللة على نفس العلم‪...‬‬
‫الدليل (المعنى) في البعد الثاني‪ ..‬ومن المدلول‬
‫الذي يفسر كيفية إحالة الدليل على موضوعه في‬ ‫اتجاهات ومناهج السيميائية‪:‬‬
‫البعد الثالث‪...11‬‬
‫أكد السيميائيون أن السيميائية العامة ما زالت‬
‫*العالمات وثالثيتها‪:‬‬ ‫في بدايتها‪ ..‬وأنها ما تزال في مرحلة ما قبل‬
‫األنموذج من تطورها كعلم‪ ..‬ومن هنا فإن الكثير‬
‫يعرف بيرس العالمات الثالثية بأنها العالمة أو‬ ‫من المدارس واالتجاهات تتعارض من حيث‬
‫المصورة‪ ،‬وهي شيء ما ينوب لشخص ما عن‬ ‫ِّ‬ ‫تصور كل واحدة للنظرية السيميولوجية‪ ،‬وال سيما‬
‫شيء ما‪ ..‬من وجهة ما‪ ،‬وبصفة ما‪ ..‬فهي توجه‬ ‫إذا وضع في الحسبان النشأة المزدوجة للسيميائية‬
‫لشخص ما ‪ ..‬بمعنى أنها تنشئ في عقل‬ ‫منذ ظهورها على يد بيرس ودو سوسير‪...‬‬
‫الشخص عالمة معادلة أو ربما عالمة أكثر‬
‫مفسرة ‪interpretant‬‬ ‫ِّ‬ ‫تطو ار‪ .‬وهذه العالمة‬ ‫‪ -1‬االتجاه األمريكي‪ :‬ارتبط هذا االتجاه‬
‫للعالمة األولى‪..‬‬ ‫بتشارلز ساندرس بيرس‪ ،‬الذي سمى السيميائية ب‬
‫(السيميوطيقا)‪ ..‬وعرفها بقوله‪ ":‬ليس المنطق‬
‫إن العالمة تنوب عن شيء ما‪ ،‬هو موضوعتها‬ ‫بمفهومه العام‪ -‬كما أعتقد أنني أوضحت‪ -‬إال‬
‫‪ ،object‬وهي ال تنوب عن تلك الموضوعة من‬ ‫اسما آخر للسيميوطيقا‪ ..‬والسيميوطيقا نظرية شبه‬
‫كل الوجهات‪ ،‬بل تنوب عنه بالرجوع إلى نوع من‬ ‫ضرورية أو نظرية شكلية للعالمات‪ .‬وعندما أقول‬
‫الفكرة المسماة ركيزة ‪ Graund‬المصورة‪...12‬ومن‬ ‫إن النظرية (شبه ضرورية) أو إنها (شكلية)‪ ،‬فإني‬
‫هنا يقترح بيرس مثلثا سيميوطيقيا يمثل (الدليل‪/‬‬ ‫أعني بذلك أننا نرصد طبيعة العالمات كما‬
‫العالمة)‪..‬‬ ‫نعرفها‪ .‬ومن هذا الرصد‪ ،‬وعبر عملية لن أعترض‬
‫على تسميتها بالتجريد‪ ،‬فنحن ننقاد إلى جمل قد‬
‫تكون خاطئة خطأ واضحا‪ .‬وبناء على ذلك تكون‬
‫تلك الجمل بمعنى من المعاني غير ضرورية‪،‬‬
‫وذلك طبقا لما تستوجبه طبيعة العالمات‬
‫‪10‬‬
‫المستخدمة في الفكر (العلمي) أو كما أسميها‬
‫تشارلز بيرس‪ ،‬تصنيف العالمات‪ ،‬ترجمة فريال حبوري غزول‪ ،‬ضمن‬
‫كتاب أنظمة العالمات‪ ،‬ص‪.732:‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪8‬‬
‫مبارك حنون‪ ،‬دروس في السيميائيات‪ ،‬دار توبقال لنشر‪ ،‬الدار‬ ‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.33 :‬‬
‫البيضاء‪،‬ط‪ ،7،7812‬ص‪.28:‬‬ ‫‪9‬‬
‫حنون مبارك في تقديمه كتاب (الالتجاهات السيميولوجية المعاصرة ‪،‬‬
‫‪12‬‬
‫تشارلز بيرس‪،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.731 :‬‬ ‫لمارسيلو داسكال)‪،‬ص‪.4 :‬‬
‫‪149‬‬ ‫…‪Bakhawla bin Aldin: Thresholds of Literary Text‬‬

‫لعالقة العالمة بموضوعتها فيما إذا كانت هذه‬ ‫عالماته‬ ‫من‬ ‫العالمة‬ ‫يقسم‬ ‫فبيرس‬
‫العالقة ترجع إلى طبيعة العالمة نفسها‪ ،‬أم ترجع‬ ‫الثالث(المصورة‪ -‬المفسرة‪ -‬الموضوعة) إلى ثالثة‬
‫إلى الرابطة الوجودية بين العالمة والموضوعة‪..‬‬ ‫أقسام اخرى ترجع في مجملها ‪ ،‬إما إلى عالقة‬
‫أم ترجع إلى الرابطة بين العالمة والمفسرة‪ .‬ويكون‬ ‫العالمة بنفسها في الثالثيات األولى ‪ ،‬او إلى‬
‫التقسيم الثالث وفقا لتصوير المفسرة لعالمة إما‬ ‫عالقاتها بموضوعاتها في الثالثيات الثانية‪ ..‬أو‬
‫باعتبارها عالمة على أمور احتمالية او عالمة‬ ‫إلى عالقتها بمفسرتها في الثالثيات الثالثة‪"...‬‬
‫‪13‬‬
‫على أمور واقعية ‪ ،‬أو عالمة على أمور عقلية"‬ ‫يمكن تقسيم العالمات إلى ثالث ثالثيات ‪ ،‬أوال‪:‬‬
‫وفقا لماهية العالمة في ذاتها‪ ،‬وذلك باعتبارها إما‬
‫مجرد نوعية ‪ ،‬أو باعتبارها وجودا حقيقيا‪ ،‬أو‬
‫تشارلز بيرس‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.747:‬‬
‫‪13‬‬
‫باعتبارها عرفا عاما‪ ..‬ويمكن تقسيمها ثانية وفقا‬
‫‪150‬‬ ‫…‪Bakhawla bin Aldin: Thresholds of Literary Text‬‬

‫أصلية ‪ ،Guenuine‬أو فاسدة منحدرة‪15‬‬ ‫*عالقة العالمة بنفسها‪:‬‬


‫‪..Degenerate..‬‬
‫ب‪ -‬أما المؤشر‪ ،‬فهو عالمة تشير إلى‬ ‫من التقسيم األول للعالمة (الدليل)‪ ،‬يمكن‬
‫الموضوعة التي تعبر عنها عبر تأثرها الحقيقي‬ ‫وضع المصطلحات التالية‪ :‬العالمة النوعية‪،‬‬
‫بتلك الموضوعة‪ ..‬وذلك عن طريق عالقة‬ ‫والعالمة المفردة‪ ،‬والعالمة العرفية‪.‬‬
‫المجاورة السببية التي تربط بينهما‪ ،‬والتي تقتضي‬
‫من طبيعة الموضوعة أن تكون فردا أو حدثا‬ ‫أ‪ -‬العالمة النوعية ‪ :Quali-sign‬وهي‬
‫مخصوصين في المكان والزمان‪ ..‬مثل‪ :‬الدخان‬ ‫عالمة نوعية تشكل عالمة‪ ،‬وال يمكنها أن‬
‫المشير إلى النار‪...‬‬ ‫تتصرف كعالمة حتى تتجسد‪ ..14‬فهي صفة تمثل‬
‫ج‪ -‬أما الرمز‪ ،‬فهو عالمة تشير إلى‬ ‫مادية العالمة‪..‬‬
‫الموضوعة التي تعبر عنه عبر عرف‪ ،‬غالبا ما‬ ‫ب‪ -‬أما العالمة المفردة‪( :‬العينية)‪ ،‬فهي‬
‫يقترن باألفكار العامة التي تدفع إلى ربط الرمز‬ ‫الشيء الموجود أو الواقعة الفعلية التي تشكل‬
‫بموضوعه‪ .‬فالرمز إذن نمط عام أو عرف‪ ،‬أي‬ ‫العالمة‪ ..‬وال يمكن أن تكون عالمة إال عبر‬
‫أنه العالمة العرفية‪ ..‬ولهذا فهو يتصرف عبر‬ ‫نوعيتها‪ ..‬وال َّ‬
‫تشكل إال عندما تتجسد فعليا‪ ..‬كما‬
‫نسخة مطابقة‪ ،‬وهو ليس عاما في ذاته فحسب‪،‬‬ ‫في النصب التذكاري‪ ،‬والصورة الشمسية‪ ،‬وكالم‬
‫وانما الموضوعة التي تشير إليها تتميز بطبيعة‬ ‫معين‪ ..‬إلخ‪..‬‬
‫عامة أيضا‪...16‬‬ ‫ج‪ -‬أما العالمة العرفية (القانونية)‪ :‬فهي عرف‬
‫يشكل عالمة‪ ..‬وكل عالمة متواضع عليها فهي‬
‫عالقة العالمة بمصورتها‪:‬‬ ‫عالمة عرفية (عالمات السير مثال)‪...‬‬

‫يميز بيرس ثالثة فروع تتعلق بنسبة العالمة‬ ‫عالقة العالمة بموضوعتها‪:‬‬
‫إلى التصوير‪ ،‬ويسميها‪ :‬التصور ‪،Rhema‬‬
‫والتصديق ‪ ،Dicent‬والحجة ‪...Argument‬‬ ‫في الثالثية الثانية‪ ،‬يقسم بيرس العالمة من‬
‫أ‪ -‬وتعني كلمة التصور أو الخبر كل عالمة‬ ‫حيث الداللة إلى (أيقونة‪ -‬شاهد‪ -‬رمز)‪..‬‬
‫مفردة أو مركبة ال تصلح ألن تكون حكما بل فقط‬
‫حدا في الحكم‪ ..‬وهي بالتالي ال تحتمل ال الصدق‬ ‫أ‪ -‬فاأليقون‪ ،‬هو العالمة التي تشير إلى‬
‫وال الكذب‪...17‬‬ ‫الموضوعة التي تعبر عنها الطبيعة الذاتية‬
‫ب‪ -‬أما التصديق (أو المقولة)‪ ،‬فهو عالمة‬ ‫للعالمة فقط‪ ..‬وتمتلك العالمة هذه الطبيعة سواء‬
‫قابلة للحكم‪ ،‬أي أنها تقبل الصدق أو الكذب‪ ..‬كما‬ ‫وجدت الموضوعة أم لم توجد‪...‬وسواء كان‬
‫في المثال التالي‪:‬‬ ‫الشيء نوعية‪ ،‬أو كائنا موجودا‪ ،‬أو عرفا‪ ..‬فإن‬
‫‪ -1‬كل إنسان فان‬ ‫هذا الشيء يكون أيقونا لشبيهه عندما يستخدم‬
‫‪ -2‬بوعيطة إنسان‬ ‫كعالمة له"‪...15‬فاأليقون من خالل تعريف بيرس‪،‬‬
‫‪ -3‬إذن بوعيطة فان‬ ‫عالمة تدل على موضوعها فترسمه وتحاكيه‪..‬‬
‫إذن إن (‪ )1‬و(‪ )2‬و(‪ )3‬هي تصديقات‬ ‫المتشابهة‬ ‫الخصائص‬ ‫بعض‬ ‫وتشاركه‬
‫(مقوالت) بمعزل عن بعضها بعضا‪..‬‬ ‫بينهما‪...‬واأليقونة – حسب بيرس‪ -‬إما أيقونة‬

‫‪16‬‬
‫تشارلز بيرس‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.141:‬‬ ‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.747:‬‬
‫‪14‬‬
‫‪17‬‬
‫عادل فاخوري‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.22:‬‬ ‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.747:‬‬
‫‪15‬‬
‫‪151‬‬ ‫‪Mohammed Dani: Semiotics and Picture‬‬

‫وبارت فسر سوسير‪ ،‬عندما اعتبر في حديثه‬ ‫ج‪ -‬والحجة‪ ،‬هي تأليف من العالمات ال يتعلق‬
‫عن األسطورة أن أي تحليل للعالمة اللغوية‪/‬‬ ‫سوى بالقواعد‪ ،‬وهي أكمل سائر العالمات‪ ..‬وهي‬
‫الداللة‪ ،‬يقتضي وجود عالقة ترابطية بين الدال‬ ‫بنيويا تعد الحجة صحيحة أي دائمة الصدق ‪..‬‬
‫والمدلول‪...‬‬ ‫فالمثال السابق‪ ،‬فإن (‪ )1‬و(‪ )2‬و(‪ )3‬تعد في‬
‫مجموعها حجة‪.‬‬
‫والسيميائية عند بارت تتطلب وجود اللغة التي‬
‫تقوم عليها دالالت األشياء‪ ..‬وفي ذلك يقول ‪":‬‬ ‫االتجاه الفرنسي‪:‬‬
‫ومما ال مراء فيه أن األشياء والصور‪ ،‬والسلوكيات‬ ‫‪ -1‬السيميولوجيا السوسيرية‪ :‬يمثل هذا االتجاه‬
‫قد تدل‪ ،‬بل تدل بغ ازرة‪ ،‬لكن ال يمكنها أن تفعل‬ ‫فرديناند دو سوسير‪ ..‬وقد تحدث عن السيميائية‬
‫ذلك بكيفية مستقلة‪ ،‬إذ إن كل نظام دالئلي يمتزج‬ ‫معتب ار أن اللغة نظام من العالمات المعبرة‪ ..‬والتي‬
‫باللغة"‪..19‬فاللغة هي التي تحقق لوجود اإلنساني‬ ‫تماثل أنظمة الكتابة أو أبجدية الصم البكم‬
‫عالم المدلوالت‪ ،‬بإنتاج المعنى واسنادها الداللة‬ ‫والطقوس الرمزية وآداب السلوك واإلشارات‬
‫إلى األشياء‪ ..‬كما تدعم التواصل اإلنساني‪...‬‬ ‫العسكرية‪ ..‬ومن ثمة يمكن تأسيس علم يدرس هذه‬
‫العالمات‪ ،‬يطلق عليه اسم علم العالمات او‬
‫اتجاه التواصل‪:‬‬ ‫السيميولوجيا‪...‬‬
‫يمثل هذا االتجاه كل من برييتو ‪،Prieto‬‬
‫ومونان‪ ،Mounin‬وبويسن ‪ ،Buyssen‬ومرتينيه‬ ‫ومن هنا فإن علم اللغة هو فرع من‬
‫‪ ،Martinet‬وغيرهم‪ ...‬ويقوم هذا االتجاه على‬ ‫السيميائية‪ ..‬هذا العلم الذي استعار عددا من‬
‫القول ب "الوظيفة التواصلية‪ /‬اإلبالغية للدليل‪/‬‬ ‫مبادئ علم اللغة الحديث‪ ،‬منها‪ :‬العالمة اللغوية‪،‬‬
‫العالمة التي تجعله يتكون‪ – ...‬جراء ذلك‪ -‬من‬ ‫والدال‪ ،‬والمدلول‪ ،‬واعتباطية الدليل‪..‬‬
‫ثالثة أجزاء هي‪ :‬الدال والمدلول‪ ،‬والوظيفة‪/‬‬ ‫* العالمة اللغوية والدال والمدلول‪ :‬تقوم‬
‫القصد‪.‬‬ ‫العالمة اللغوية على الربط بين شيئين‪ ،‬يسمى‬
‫وقد حدد رواد هذا االتجاه السيميائية في دراسة‬ ‫األول مفهوما أو دليال‪ ،‬ويسمى الثاني صورة‬
‫أنساق العالمات ذات الوظيفة التواصلية‪ ..‬ومن‬ ‫سمعية أو داال‪ ..‬وكالهما قائم بواسطة عالقة‬
‫ثمة أصبح للعالمة السيميائية وظيفة تواصلية ذات‬ ‫ترابطية مع طبيعة نفسه‪ ،‬واتحاد عقلي ‪..‬‬
‫محورين اثنين‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫والصوت يترك أث ار نفسيا في السامع يشكل صورة‬
‫* التواصل اللساني الذي يتم عبر الفعل‬ ‫سمعية‪...‬‬
‫الكالمي والتبادل الحواري بين المتكلم والمستمع‪.‬‬
‫* التواصل غير اللساني الذي يعتمد على‬ ‫*سيميولوجيا الداللة‪ :‬يمثل هذا االتجاه روالن‬
‫أنظمة سننية غير لغوية‪.‬‬ ‫بارت‪ ،‬الذي اهتم بالداللة إلى درجة‬
‫قصوى‪..‬ووجود الداللة يؤدي إلى وجود السيميائية‬
‫مدرسة باريس السيميوطيقية‪:‬‬ ‫التي يرى بارت " أن بإمكانها أن تسدي خدمات‬
‫تضم كال من جريماس‪ ،‬وميشيل أريفي‪ ،‬وكلود‬ ‫لبعض العلوم وتصاحبها في طريقها وتقترح عليها‬
‫شابرول‪ ،‬وجان كلود كوكي‪...‬‬ ‫نموذجا إجرائيا‪ ،‬يحدد انطالقا منه كل علم نوعية‬
‫ينصب عليه‪...18‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬
‫روالن بارت‪ ،‬مبادئ علم األدلة‪ ،‬تعريب محمد البكري‪ ،‬دار الحوار ‪،‬‬ ‫روالن بارت‪ ،‬درس السيميولوجيا‪ ،‬ترجمة عبد السالم بنعبد العالي‪،‬‬
‫الالذقية‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪ ،7812 ،7‬ص‪.71:‬‬ ‫دار توبقال للنشر‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬ط‪ ،6891،2‬ص‪.22:‬‬
‫‪Mohammed Dani: Semiotics and Picture‬‬ ‫‪152‬‬

‫عليه اسم " السيميولوجيا التحليلية ‪sémanalyse‬‬ ‫وقد وضع جريماس مربعه السيميائي الذي‬
‫الذي يعني‪ :‬التركيب بين الخطاب السيميولوجي‬ ‫يمكن أن يطبق على أي فعل إنساني (معرفي أو‬
‫والتحليل النفسي النظري‪...21‬‬ ‫خيالي)‪ ،‬وأن كل معنى يقوم على تعارضات‬
‫رباعية‪...‬‬
‫االتجاه الروسي‪:‬‬ ‫وتقوم عالقات المربع السيميائي على التضاد‪،‬‬
‫يعود الفضل في هذا االتجاه إلى الشكالنيين‬ ‫وشبه التضاد‪ ،‬والتناقض‪ ،‬والتضمن‪ ..‬وتحكم هذه‬
‫الروس‪ ،‬وعلى رأسهم رومان جاكوبسون‪ ،‬ويوري‬ ‫العالقات (قيم موقعية وتعارضات كيفية وحرمانية‪،‬‬
‫لوتمان‪ ،‬وأوسبينسكي‪ ،‬وايفنوف‪ ،‬وتودوروف‪،‬‬ ‫وعدمية ‪ ..‬فالتعارضات الكيفية تعتري‬
‫وغيرهم‪ ..‬وقد عملت هذه الجماعة على تخليص‬ ‫التضادية(رجل‪ /‬امرأة)‪ ،‬والتعارضات الحرمانية‬
‫األدب من اإليديولوجيا‪ ،‬وسيادتها‪ ...‬وركزت على‬ ‫(رجل ‪/‬فرس) تصيب التناقض‪.20‬‬
‫النقد االجتماعي الذي تناول األعمال بوصفها‬ ‫ومن هنا يمثل جريماس المربع السيميائي‬
‫صو ار تعكس الواقع وتصوره تصوي ار صادقا‪..‬‬ ‫بالشكل التالي‪:‬‬
‫واهتمت بكيفية القول‪ ،‬أي على األشكال والبنيات‬
‫بدال من المواد والمحتويات‪..‬‬ ‫محور التضاد‬
‫وهذا جعل مسار السيميائية يتحدد ويتشكل من‬
‫خالل الكتابات والدراسات التنظيرية المؤسسة‬
‫للبنيوية الحديثة‪ ،‬وتأسيس مدرسة (تارتو) الروسية‬
‫التي اهتمت بأنظمة العالمات‪ ..‬والقيام بأبحاث‬
‫تطبيقية‪ ،‬والتوفيق بين آراء بيرس ودو سوسير‬
‫حول العالمة‪ ..‬واالهتمام بالسيميوطيقا المعرفية‬
‫والثقافة‪ ..‬واالهتمام –أيضا‪ -‬باألجناس األدبية‬
‫األخرى مهما كانت قيمتها الدنيا‪ ..‬واعتبار أن‬
‫العالمة – كما عند مدرسة تارتو‪ -‬ال تكتسب‬
‫داللتها إال بوضعها في إطار الثقافة‪.‬‬ ‫جماعة (تل كل)‪:‬‬
‫هي مجلة فرنسية تعنى باألدب والنقد ‪..‬‬
‫االتجاه اإليطالي‪:‬‬ ‫أصدرها فيليب سولرز عام ‪ ..1621‬وقد‬
‫اهتم امبيرتو إيكو بالظواهر الثقافية‪،‬ورأى أن‬ ‫استقطبت أعالم النقد واألدب ‪ ..‬وضع روادها‬
‫هناك ثالثة شروط أساسية لنشأة الثقافة‪ ،‬وتتمثل‬ ‫هدفا تمثل في أن هذه المجلة تروم تحليل األعمال‬
‫في‪:‬‬ ‫الفنية خارج كل السياقات الدخيلة على األدب ‪..‬‬
‫‪ -‬حينما يسند كائن مفكر وظيفة جديدة لشيء‬ ‫واالبتعاد عن البنيوية الوصفية‪ ،‬ورفض كل‬
‫طبيعي‪.‬‬ ‫المناهج النقدية التقليدية‪ ..‬ونشر الدراسات الجادة‬
‫‪ -‬حينما يسمى ذلك الشيء الستخدامه في‬ ‫والحداثية‪ ..‬وترسيخ نقد يقوم على سيميائية تهدف‬
‫شيء ما‪ ،‬وال يشترط أبدا قول هذه التسمية بصوت‬ ‫إلى تطوير طرائق منفتحة على القراءات المتعددة‪.‬‬
‫مرتفع‪ ،‬كما ال يشترط فيه أن تقال للغير‪.‬‬ ‫وقد اهتمت جوليا كريستيفا بتحليل النصوص‬
‫األدبية فتبنت في ذلك مشروعا تحليليا أطلقت‬

‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬
‫بيرنارد توسان‪ ،‬ما هي السيميولوجيا؟‪ ،‬ترجمة ‪ ،‬محمد نظيف‪ ،‬أفريقيا‬ ‫محمد مفتاح‪ ،‬دينامية النص‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪،‬بيروت‪ /‬الدار‬
‫الشرق‪ ،7884 ،‬ص‪.87:‬‬ ‫البيضاء‪ ،‬ط‪ ،7‬حزيران‪ ،7883،‬ص‪.8:‬‬
‫‪153‬‬ ‫‪Mohammed Dani: Semiotics and Picture‬‬

‫وقد قسم النقاد اتجاهات التحليل السيميائي إلى‬ ‫‪ -‬حينما نتعرف عى ذلك الشيء بوصفه شيئا‬
‫ثالثة رئيسة‪:‬‬ ‫يستجيب لوظيفة معينة‪ ،‬ويحمل تسمية محددة‪ ،‬وال‬
‫‪ -1‬هناك من يرى أن السيميائية هي دراسة‬ ‫يشترط استعماله مرة ثانية‪ ،‬وانما يكفي مجرد‬
‫األنظمة الدالة من خالل الظواهر االجتماعية‬ ‫التعرف عليه‪ ..‬ويرى أن" الثقافة ال تنشأ إال حينما‬
‫المالبسة للنص من منظور أنها جزء من‬ ‫نتمثل الخارج تمثال داخليا وذاتيا‪ ،‬أي حينما ننتقل‬
‫اللسانيات‪ ..‬ومثل هذا االتجاه كل من روالن بارت‬ ‫من الطبيعي بواسطة الفكر وبواسطة التجريد‪،‬‬
‫وجيرو وجريماس‪ ،‬وجوزيف كورتيس‪ ،‬ومحمد‬ ‫فنسمي األشياء الطبيعية ونسند إليها وظيفة معينة‬
‫عزام‪...‬ورشيد بن مالك‪...23‬‬ ‫يتذكرها على تلك الهيئة‪ ،‬ويعني ذلك تمييز‬
‫‪ -2‬هناك من يعتبر السيميائية دراسة ألنظمة‬ ‫األشياء عن بعضها البعض بواسطة الفكر ووضع‬
‫االتصال العامة‪ ،‬واشاراتها المختلفة‪ ..‬ومنهم‬ ‫سمات لها تميزها وتستحضرها في حال غيابها‬
‫مونان‪..‬‬ ‫المادي"‪..‬‬
‫‪ -3‬وهناك البعض من حاول التوفيق بين الرمز‬ ‫ويرى إيكو أن كل أنظمة االتصال الثقافية‬
‫اللغوي وغير اللغوي باعتبارهما يتكامالن مع‬ ‫تنقسم إلى ‪ 11‬نسقا‪ ،‬هي‪( :‬سيميائة الحيوان –‬
‫اللسانيات‪ ،‬ومنهم إيكو‪ ،‬وكريستيفا‪ ،‬ومحمد‬ ‫العالمات الشمية‪ -‬التواصل المسي‪ -‬سنن الذوق‪-‬‬
‫مفتاح‪ ،24‬وغيرهم‪...‬‬ ‫العالمات المصاحبة لما هو لساني‪ -‬السيميائية‬
‫والتحليل السيميائي للنصوص ينطلق من أن‬ ‫الطبية‪ -‬حركات األجسام واإلشارات الدالة على‬
‫كل خطاب ليس عالمة كبرى‪،‬أو تجميعا‬ ‫القرب‪ -‬األنواع السننية الموسيقية‪ -‬اللغات‬
‫لعالمات‪ ،‬ولكنه تنظيم لدالالت في إطار تلفظه‪..‬‬ ‫المشكلنة‪ -‬اللغات المكتوبة‪ -‬اللغات الطبيعية‪-‬‬
‫التواصل المرئي‪ -‬نسق األشياء‪ -‬بنيات الحكي‪-‬‬
‫ويؤكد للدكتور عبد القادر شرشار‪ ،‬أن جاك‬ ‫األنواع السننية الثقافية‪ -‬األنواع السننية والرسائل‬
‫فانتانيل في كتابه (السيميائية واألدب‪ ،‬محاوالت‬ ‫الجمالية‪ -‬التواصل الجماهيري‪ -‬الخطابة)‪...‬‬
‫في المنهج‪ )1666 ،‬قد بين أن دور ركائز‬
‫النظرية السيميائية الكالسيكية‪( ،‬ويتعلق االمر بـ‬ ‫مستويات التحليل السيميائي‪:‬‬
‫المربع السيميائي‪ -‬المسار التوليدي‪ -‬السردية) في‬ ‫إن التحليل السيميائي – كما يرى الباحث‬
‫حاجة إلى إعادة تقويم‪...‬‬ ‫الدكتور عبد القادر شرشار‪ -‬يبدأ من النتيجة‬
‫النهائية التي وصل إليها التحليل اللساني‪ "..‬ليدخل‬
‫ويؤكد الدكتور أحمد يوسف‪ ،25‬أن جميع‬ ‫في مرحلة تفسير المعطيات وتأويل العالقات‬
‫اللغات تمتح مصدرها من خصيصة الخطية التي‬ ‫الترابطية بين الدالالت‪ ،‬فإن عمله تجسد بصورة‬
‫تؤلف جوهر وجود الدال في العالمة‪ ..‬وهذا يولد‬ ‫خاصة في محاولة تجاوز البنية اللغوية الداخلية‪،‬‬
‫سؤاال بنيويا حول األنساق السيميائية‪ ،‬وعالقتها‬ ‫إلى األنظمة الخاصة بما فيها المرجعيات الثقافية‬
‫بهذه الخطية وخضوعها لها‪...‬‬ ‫والدينية‪ ،‬والسياسية التي ينتمي إليها الخطاب‪..‬‬
‫والمالبسات التأويلية المختلفة‪ ،‬وهو في محاولة‬
‫تناول البنية الرأسية واستثمار تلك األنظمة‬
‫‪22‬‬
‫الدالة"‪...‬‬
‫‪23‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫أحمد يوسف‪،‬السيميائيات الواصفة‪،‬المنطق السيميائي وجبر العالمات‪،‬‬
‫‪22‬‬
‫الدار العربية للعلوم‪/‬منشورات االختالف‪ /‬المركز الثقافي العربي‪،‬ط‪،7‬‬ ‫صالح الجياللي‪ ،‬المنهج السيميائي وتحليل البنية العميقة للنص‪ ،‬مجلة‬
‫‪.7335‬‬ ‫الموقف االدبي‪ ،‬العدد‪ 315‬سبتمبر ‪ ،7337‬موقع اتحاد الكتاب العرب‪.‬‬
‫‪Mohammed Dani: Semiotics and Picture‬‬ ‫‪154‬‬

‫السيميوزيس هي عملية انصهار األبعاد الثالث‬ ‫لقد اعتقد أمبرطو إيكو أن العالمة كمفهوم‬
‫للعالمة واشتغالها على أنها وحدة كاملة‪..28‬‬ ‫موقوفة على اللسانيات‪ ،‬لكن األمر أكبر من ذلك‪،‬‬
‫فهي تتجاوز السيميائيات واللسانيات إلى التفكير‬
‫سيميائيات األشكال الرمزية‪:‬‬ ‫الفلسفي بجميع مشاربه‪ ..‬ولذا لها تجليات في‬
‫إن التصورات السيميائية تمثيل ألن تكون تأمال‬ ‫التفكير السيميائي القديم‪ ..‬وفي تفكير مناطقة‬
‫فلسفيا يقوم بإبداع المفاهيم‪ ،‬وفهم العالمات‬ ‫العصور الوسطى‪...‬ومن ثمة كانت السيميائيات‬
‫ونشاطها الرمزي‪ ...‬وفلسفة كاسيرر تنبني على‬ ‫المحايثة غارقة كليا في رصد المعنى وتحوالته‪..‬‬
‫هذا المفهوم‪ ..‬والتي تهدف إلى سد الجيوب‬ ‫وهذا دفع إلى الرجوع إلى الفكر األرسطي لتحديد‬
‫الفارغة في فلسفة كانط‪ ..‬وقد اعتبر كاسيرر‬ ‫كينونة المعنى‪.‬‬
‫اإلنسان حيوانا رام از‪ ...‬واللغة البشرية تمثل الطور‬
‫المتقدم لإلنسان‪ .‬فلقد انتقل من طور الطبيعة إلى‬ ‫السيميوزيس وعوالم التأويل‪:‬‬
‫طور الثقافة‪ ،‬أي من طور العالمات إلى طور‬ ‫يرى إيكو أن العملية السيميائية تأخذ مستويين‪:‬‬
‫الرموز القابلة للتعميم‪...29‬فالرموز تضفي الداللة‬ ‫محاولة تفسير العالم على أنه كتاب‪ ،‬وتفسير‬
‫على حياة اإلنسان‪ ...‬وهذا يتجلى في األسطورة‬ ‫الكتب على أنها عوالم‪ ..‬والخطاب بمختلف‬
‫والدين‪ ،‬واللغة‪ ،‬والفن وكل أنواع التعبير الرمزي‪..‬‬ ‫مصادره‪ ،‬متعدد الدالالت‪ ،‬والتأويالت‪ ...‬ومن‬
‫جهة يصبح مفهوم العالمة عند بورس مرتبطا‬
‫غني‬ ‫سيميائي‬ ‫حقل‬ ‫واألسطورة‬ ‫بالسيميوزيس‪ ":‬العالمة أو الممثل هو األوالني‬
‫بالدالالت‪،‬واستلهام " أي قصة مؤسسة‪ ،‬بنية غير‬ ‫الذي ينوب عن الثانياني الذي يسمى الموضوع‪،‬‬
‫ثابتة ومتناقضة‪ ،‬تلعب مجددا بال انقطاع‪ ،‬على‬ ‫والممثل يحدد الثالثاني الذي يدعى المؤول‪ ..‬وهذه‬
‫سبيل االستبدال أو التكرار عدد من المشاهد‬ ‫هي العالقة الثالثية األصلية (‪ )...‬وأي شيء‬
‫األولية‪ ،‬إذ لم تكن البدائية التي تنخرط فيها عوامل‬ ‫يحدد شيئا آخر هو (مؤوله)‪ ،‬بحيث إن المؤول‬
‫غريماسية‪ ،‬أي حجج محمول ‪ ،prédicat‬يدل‬ ‫يحيل على موضوع‪ ،‬وهذا الموضوع يحيل بدوره‬
‫على عمل أو على حالة‪ ..‬إن كل نسخة عن‬ ‫على موضوع آخر بنفس الطريقة‪ ،‬أي المؤول‬
‫األسطورة تقدم حال لهذه التناقضات البنيوية‪ ،‬ال‬ ‫أصبح هو نفسه عالمة وهكذا إلى ما ال‬
‫يكون مرضيا أبدا‪ ،‬وبالتالي فهو يكرر على‬ ‫نهاية"‪ ...26‬ومن هنا يصبح السيميوزيس فعل‬
‫الدوام"‪..30‬‬ ‫العالمة‪...‬وكل عالمة تنقل أثرها الحسي‪ ":‬إن‬
‫وقد تولد المنطق الرمزي عن دعوة اليبتنز إلى‬ ‫فكرتنا عن شيء هي فكرتنا عن آثاره الحسية‪ ،‬واذا‬
‫بناء لغة كونية من خالل كتابة الحساب برموز‬ ‫تخيلنا أن لدينا شيئا غير ذلك‪ ،‬فإننا نخدع أنفسنا‪،‬‬
‫عالمية قصد التخلص من معوقات اللغة الطبيعية‪،‬‬ ‫ونأخذ إحساسا مصاحبا للفكر‪...27‬‬
‫ومن ثمة أصبح التعبير الرمزي عامال من عوامل‬
‫بناء الفكر العلمي‪ ..‬خاصة الرياضيات‪...‬‬ ‫ومن هنا يربط بورس األيقونة في األوالنية‪،‬‬
‫والقرينة بالثانيانية‪،‬والرمز بالثالثانية‪ ..‬ويرى‬
‫الدكتور أحمد يوسف أن السيرورة السيميائية أو‬

‫‪28‬‬
‫أحمد يوسف‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.51 :‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪26‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.17:‬‬ ‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.51:‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪27‬‬
‫جان جاك لوستركل‪ ،‬فرانكشتاين‪ ،‬األسطورة والفلسفة‪ ،‬ترجمة أسامة‬ ‫هربرت شنيدر‪،‬تاريخ الفلسفة األمريكية‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد فتحي الشيطي‪،‬‬
‫الحاج‪ ،‬در المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪،7814 ،‬ص‪.347:‬‬
‫ط‪ ،7،7881‬ص‪.717:‬‬
‫‪155‬‬ ‫‪Mohammed Dani: Semiotics and Picture‬‬

‫الطريقة التي تأتي من خاللها هذه الصورة إلى‬ ‫وعند كاسيرر‪ ،‬العالمات تنتمي إلى عالم‬
‫العين‪ ..‬معتب ار أن اإلحالة الصافية على موضوع‬ ‫الطبيعة‪ ..‬والرموز تنتمي إلى فضاء المعنى‪..‬‬
‫يتم تمثيله من خالل سند أيقوني يوحي بأن العالقة‬ ‫وبما أن اإلنسان حيوان رامز‪ ،‬فإن مبدأ الرمزية‬
‫القائمة بين دال الصورة ومدلولها عالقة قائمة مع‬ ‫يساعده على عملية اإلبداع الثقافي‪ ،‬وانتاج‬
‫تشابه يجعل من األول يحيل على الثاني دون‬ ‫األنساق السيميائية الدالة‪..‬‬
‫وسائط‪...33‬‬
‫لكن هذه األسطورة القت انتقادا شديدا من‬
‫من هنا يرى أن الوقائع البصرية‪ ،‬تشكل لغة‬ ‫طرف بارت‪ ،‬وليفي ستراوس‪،‬وليوتار الذين فضحوا‬
‫مسننة‪ ،‬أودعها االستعمال اإلنساني قيما للداللة‬ ‫وهمها‪ ..‬لما تمارسه على األفراد والمجتمعات من‬
‫والتواصل والتمثيل‪...‬‬ ‫خطابات القهر‪ ...‬واعتبرها ماكس مللر مرضا من‬
‫وقراءة الواقعة البصرية(الصورة)‪ ،‬وفهمها‪،‬‬ ‫أمراض اللغة‪ ...‬واعتبرها جون كروراسون مجا از‬
‫يستدعيان سننا سابقا يتم عبره التأويل والتدليل‪..‬‬ ‫استولدته االستعارة‪.‬‬
‫وأن إنتاج داللة ما عبر الصورة ال يعود إلى ما‬
‫يثيره الدال داخلها من تشابه مع ما يحيل عليه ‪...‬‬ ‫وبما أن المعرفة في جوهرها ذات طبيعة رمزية‪،‬‬
‫بل يعود األمر إلى امتالك سنن يتم فيه وعبره‬ ‫فقد تالحمت – كما يقول الدكتور أحمد يوسف‪-‬‬
‫توليد كل الدالالت الممكنة‪...34‬‬ ‫األسطورة واللغة بوصفهما نسقا ذا طبيعة‬
‫سيميائية‪ ..‬لذا تم التعامل مع األسطورة كأنها‬
‫ويرى األستاذ بنكراد أن التمثيالت البصرية‪ ،‬أي‬ ‫عالمة لسانية‪ ،‬تتوافر على دال ومدلول‪ ..31‬ومن‬
‫مجموع ما يشتغل كعالمات بصرية‪ ،‬ال يمكن أن‬ ‫ثم اعتبر روالن بارت األسطورة نسقا سيميائيا‬
‫تدرك إال في حدود إحالتها على قسم من األشياء‪،‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬بما أن اللغة نسق سيميائي أول‪..‬‬
‫أو "نوع"‪ ،‬بتعبير جماعة "مو"‪...‬كما يرى أن اللغة‬
‫البصرية التي يتم عبرها توليد مجمل الدالالت‬
‫داخل الصورة‪ ،‬هي لغة بالغة التركيب والتنوع‪..‬‬ ‫سيميائية الصورة‪:‬‬
‫فالصورة تستند من اجل إنتاج معانيها إلى‬
‫المعطيات التي يوفرها التمثيل األيقوني كإنتاج‬ ‫يؤكد الدكتور سعيد بنكراد في كتابه‬
‫بصري لموجودات طبيعية ‪ ..‬وتستند من جهة‬ ‫(السيميائيات‪ ،‬مفاهيمها وتطبيقاتها)‪ ، 32‬أن الوجود‬
‫ثانية إلى معطيات من طبيعة أخرى‪ ..‬أي أن‬ ‫الرمزي المطلق للسان‪ ،‬يقابله الوجود المحسوس‬
‫المضمون الداللي للصورة هو نتاج تركيب يجمع‬ ‫للظاهرة البصرية‪ ..‬فنحن نبصر ألن هنا أشياء‬
‫بين ما ينتمي إلى البعد األيقوني‪ ،‬وبين ما ينتمي‬ ‫يمكن إبصارها‪ ..‬ومن هنا طرحت قضية سيميائية‬
‫إلى البعد التشكيلي‪ ،‬مجسدا في أشكال من صنع‬ ‫للتفكير والمناقشة‪ ،‬وهي‪ :‬كيف يمكن تحديد طبيعة‬
‫اإلنسان وتعرفه في العناصر الطبيعية‪...‬‬ ‫الصورة؟ هل هناك طريقة خاصة للوصول إلى‬
‫هذه الطبيعة؟‪..‬‬

‫ويرى – كذلك‪ -‬األستاذ سعيد بنكراد‪ ،‬أن اآللية‬


‫الموصلة إلى تحديد طبيعة الصورة‪ ،‬هي معرفة‬

‫‪31‬‬
‫احمد يوسف‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.11:‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.28:‬‬ ‫سعيد بنكراد‪ ،‬السيميائيات‪ ،‬مفاهيمها وتطبيقاتها‪ ،‬سلسلة شرفات ‪،77‬‬
‫‪34‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.17:‬‬ ‫منشورات الزمن‪ ،‬الرباط‪ ،7333 ،‬ص‪.28 :‬‬
‫‪Mohammed Dani: Semiotics and Picture‬‬ ‫‪156‬‬

‫المراجع‬

‫الرويلي والبازعي‪ ،‬دليل الناقد األدبي‪ ،‬ط‪.3‬‬ ‫أبو الفتح عثمان ابن جني‪ ،‬الخصائص‪ ،‬تحقيق ‪ ،‬محمد‬
‫علي النجار‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬ج‪.7‬‬
‫سعيد بنكراد‪ ،‬السيميائيات‪ ،‬مفاهيمها وتطبيقاتها‪،‬‬
‫سلسلة شرفات ‪ ،77‬منشورات الزمن‪ ،‬الرباط‪،‬‬ ‫الواصفة‪،‬المنطق‬ ‫يوسف‪،‬السيميائيات‬ ‫أحمد‬
‫‪.7333‬‬ ‫السيميائي وجبر العالمات‪ ،‬الدار العربية‬
‫للعلوم‪/‬منشورات االختالف‪ /‬المركز الثقافي‬
‫سيزا قاسم‪ ،‬ونصر أبو زيد‪ ،‬أنظمة العالمات ‪ ،‬مدخل‬
‫العربي‪،‬ط‪.7335 ،7‬‬
‫إلى السيميوطيقا‪ ،‬دار إلياس العصرية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪7‬ن ‪.7811‬‬ ‫بيرنارد توسان‪ ،‬ما هي السيميولوجيا؟‪ ،‬ترجمة ‪،‬‬
‫محمد نظيف‪ ،‬أفريقيا الشرق‪.7884 ،‬‬
‫صالح الجياللي‪ ،‬المنهج السيميائي وتحليل البنية‬
‫العميقة للنص‪ ،‬مجلة الموقف االدبي‪ ،‬العدد‪315‬‬ ‫تشارلز بيرس‪ ،‬تصنيف العالمات‪ ،‬ترجمة فريال‬
‫سبتمبر ‪ ،7337‬موقع اتحاد الكتاب العرب‪.‬‬ ‫حبوري غزول‪ ،‬ضمن كتاب أنظمة العالمات‪.‬‬
‫عمرو بن بحر الجاحظ‪ ،‬الحيوان‪ ،‬تحقيقن عبد السلم‬ ‫جان جاك لوستركل‪ ،‬فرانكشتاين‪ ،‬األسطورة‬
‫هارون‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫والفلسفة‪ ،‬ترجمة أسامة الحاج‪ ،‬در المؤسسة‬
‫‪ ،7818‬ج‪.7‬‬ ‫الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪.7881 7‬‬
‫مازن الوعر في تقديمه لكتاب (علم اإلشارة –‬
‫السيميولوجيا لبيير جيرو)‪.‬‬ ‫روبرت شولز‪،‬السيمياء والتأويل‪ ،‬ترجمة سعيد‬
‫الغانجي‪.‬‬
‫مبارك حنون‪ :‬دروس في السيميائيات‪ ،‬دار توبقال‬
‫لنشر‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬ط‪.7،7812‬‬ ‫روالن بارت‪ ،‬درس السيميولوجيا‪ ،‬ترجمة عبد‬
‫السالم بنعبد العالي‪ ،‬دار توبقال للنشر‪ ،‬الدار‬
‫محمد مفتاح‪ ،‬دينامية النص‪ ،‬المركز الثقافي‬
‫البيضاء‪،‬ط ‪7811، 7‬‬
‫ط‪،7‬‬ ‫البيضاء‪،‬‬ ‫الدار‬ ‫العربي‪،‬بيروت‪/‬‬
‫حزيران‪.7883،‬‬ ‫روالن بارت‪ ،‬مبادئ علم األدلة‪ ،‬تعريب محمد‬
‫البكري‪ ،‬دار الحوار ‪ ،‬الالذقية‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪،7‬‬
‫هربرت شنيدر‪ :‬تاريخ الفلسفة األمريكية‪ ،‬ترجمة‪:‬‬
‫‪.7812‬‬
‫محمد فتحي الشيطي‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪،‬‬
‫القاهرة‪.7814 ،‬‬

You might also like