You are on page 1of 10

‫الطالب الجامعي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .1‬تعريف الطالب اجلامعي ‪ :‬يعد الطالب أحد مدخالت إدارة البيئة للتعليم والتعلم بل أىم التدخالت العلمية‬

‫الًتبوية فبدون الطالب لن يكون ىناك فضل أو تعلم ‪ (.‬شحاتة ‪)1002 ،‬‬

‫ويعرف أيضا أبنو الشخص الذي مسحت لو كفاءتو العلمية ابالنتقال من ادلرحلة الثانوية أو مرحلة التكوين ادلهٍت التقٍت‬

‫العارل إذل جامعة تبعا لتخصصو الفرعي بواسطة شهادة أو دبلوم يؤىلو لذلك ‪.‬‬

‫ويعترب الطالب أحد العناصر األساسية والفعالة يف العملية الًتبوية طيلة التكوين اجلامعي إذ أنو ديثل النسبة الغالبة يف‬

‫ادلؤسسة اجلامعية ‪.‬‬

‫ويشَت مصطلح الشباب أو الطالب إذل العديد من القضااي واالستكشاف مثل ‪ :‬حصر الشباب بسمات نفسية حتررية‬

‫دتيزه ‪(.‬غازل ‪)102،1002،‬‬

‫وابلتارل ىناك من أعطى تعريف للطالب اجلامعي حيث عرفو " رايض قاسم " أبنو شخص يسمح لو مستواه العلمي‬

‫ابالنتقال من ادلرحلة الثانوية بشقيها العام والتقٍت إذل اجلامعى وفقا لتخصص خيول لو احلصول على الشهادة إذ أن‬

‫للطالب احلق يف إختيار التخصص الذي يتالئم وذوقو ويتماشى وميلو ‪ ( .‬رايض قاسم‪)28،2558 ،‬‬

‫وخ الل ىذا التعريف أنو يضيف عن التعريف األول أن الطالب اجلامعي يعد أحد ادلكوانت والعناصر ادلكونة للعملية‬

‫التعليمية يف ادلرحلة اجلامعية‪.‬‬

‫وىناك كذلك من يطلق كلمة الطالب اجلامعي ابلباحث اجلامعي الذي دخل يف ادلرحلة الثانية والثالثة من ادلراحل‬

‫الدراسية اجلامعية ىو ادلسمى ابلباحث اجلامعي أو طالب الدراسات العليا يف التخصص أو العادلية ‪ ،‬ألنو يعد رسالة‬

‫علمية لنيل شهادة التخصص أو ادلاجيستَت مث بعد ذلك يعد رسالة علمية يف العادلية أو الدكتوراه وتسمى أيضا‬

‫ابألطروحة ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الطالب الجامعي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ويعترب الطالب اجلامعي طاقة وقدرة وقوة قادرة على إحداث التغيَت يف اجملتمع ولكي تستطيع اجلامعة تنمية ىذه الطاقة‬

‫وذلك من خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬مساعدهتم على حتليل دوافعهم عند القيام أبي سلوك واكتشاف حاجاهتم وميوذلم أبنفسهم ‪.‬‬

‫‪ -‬مناقشة مشكالت الشباب كالبطالة ووقت الفراغ ‪ ،‬التدخُت وادلخدرات وسلاطرىا‪.‬‬

‫‪ -‬مناقشة حقوقهم مبضامُت حقوق اإلنسان وحرايتو اإلنسانية ‪.‬‬

‫‪ -‬إاتحة الفرصة للتفكَت اجلماعي يف حل بعض مشكالت الشباب وبعض مظاىر اخلالفات والصراعات يف‬

‫اجملتمع‪(.‬عواد وآخرون‪)15،1002،‬‬

‫‪ .2‬خصائص الطالب اجلامعي‪:‬‬

‫دير الطالب اجلامعي بعدة تغَتات سواء كانت تغَتات جسمية أو معرفية أو عقلية فلقد حدد علماء النفس أىم‬

‫التغَتات اليت تطرأ على منو الفرد على مراحل منو سلتلفة زلاوال وضعها يف اإلطار ادلالئم من حيث التفسَت والفهم‬

‫فهناك تغَتات يعيشها الطالب اجلامعي يف مجيع النواحي ليصل إذل النضج الذي يؤىلو إذل أن يكون قادرا على حتمل‬

‫ادلسؤولية جتاه نفسو وأسرتو واجملتمع الذي يعيش فيو‪ (.‬عبد الستار‪)11،2528،‬‬

‫وتعترب ادلرحلة العمرية اليت دير هبا الطالب اجلامعي من مرحلة ادلراىقة ادلتأخرة إذل مرحلة الشباب حيث تتميز ىذه‬

‫األخَتة ابإلكتمال ونضوج القوة ومن الناحية اإلجتماعية أبهنا ادلرحلة اليت يتحدد فيها مستقبل اإلنسان‪.‬‬

‫وابلتارل خصائص الطالب اجلامعي تشتمل على‪:‬‬

‫‪63‬‬
‫الطالب الجامعي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .2.2‬اخلصائص اجلسمية‪:‬‬

‫يعترب النمو اجلسمي من أىم جوانب النمو يف ىذه ادلرحلة حيث يشتمل على مظهرين من مظاىر النمو الفيزيولوجي‬

‫أو التشرحيي ‪ ،‬أي منو األجهزة الداخلية الغَت الظاىرة اليت يتعرض ذلا الطالب أثناء البلوغ وما بعد ويشتمل بوجو‬

‫خاص منو الغدد اجلنسية وادلظهر الثاين والنمو العضوي ادلتمثل يف منو األبعاد اخلارجية للطالب ‪.‬‬

‫منها النمو يف الطول وكذا ادلظهر اخلارجي ويكون اإلزدايد واضح يف الطول والوزن وتراكم الشحم حتت اجللد ومنو‬

‫عظام احلوض لدى البنات ‪ ،‬وكذا تغَت الوجو وشكلو ويالحظ أن الرأس ال ينمو ابلدرجة نفسها اليت ينمو هبا اجلسم‬

‫ككل ‪ ،‬ابالضافة إذل النمو يف الوزن حيث يتوقف النمو يف الطول من انحية وعلى كمية ادلاء واألنسجة الدىنية من‬

‫انحية أخرى‪.‬‬

‫حيث يكون وزن الفتاة يف مرحلة البلوغ أكثر من وزن الفىت‪ ،‬لكن يزداد وزن الفىت ابتداءًا من السابعة عشر‪.‬‬

‫ومنو الطالب يف اجلانب احلشوي يتمثل يف زايدة حجم القلب وزايدة قدرة الرئتُت ويرتفع عدد كرايت الدم احلمراء ‪،‬‬

‫وينخفض القلب ‪ 02‬مرات بعد البلوغ يف الدقيقة ‪ ،‬ويرتفع ضغط الدم وتنمو احلنجرة لدى الذكور وتطول احلبال‬

‫الصوتية‪ (.‬سليم‪)755-753،1001،‬‬

‫واخلصائص اجلنسية ويكون فيها إفراز الغدد اجلنسية يف األعضاء التناسلية ادلختلفة عند الذكور واإلانث كذا منو مظاىر‬

‫اثنوية للبلوغ‪ (.‬الشربيٍت‪)32،1007،‬‬

‫وتبدو أمهية النمو اجلسمي يف األثر الذي يًتكو على سلوك الطالب سواءًا من الناحية النفسية أو اإلجتماعية او بسبب‬

‫عال قة الطالب مع نفسو أو ابخآخرين كلها نتائج تنتقل بفضل الًتبية واإلحتكاك ابخآخرين إذل بناء عالقة الطالب مع‬

‫‪64‬‬
‫الطالب الجامعي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الذات ومع اخآخرين ال ديكن فصلها عن ىذا ما يفسر لنا أن كل رلتمع لو تربيتو اخلاصة النابعة من ثقافة وانتماءه‬

‫احلضاري وواقعو ادلعيشي ادلتفاعل مع العوامل الداخلية واخلارجية‪.‬‬

‫‪ .2.2‬اخلصائص العقلية والنفسية ‪:‬‬

‫يساعد اجلانب العقلي من شخصية الطالب التكيف والتمايز الصحيح مع بيئتو ادلتغَتة وادلعقدة ابدلواىب أو القدرات‪.‬‬

‫(السيد‪)173،2538،‬‬

‫أي الذكاء الذي يتطور ويصل إذل قمة نضجو ابلنمو اجلسمي مبراحل سلتلفة فالذكاء ينحصر يف الفًتة ما بُت ( ‪ 27‬و‬

‫‪ ،) 10‬وتؤكده الدراسة احلديثة ماىو إال الوصول إذل مستوى نضج الذكاء ‪ (.‬ادلليجي‪)127،2532،‬‬

‫وىو زلصلة النشاط العقلي كلو كالقدرة عند بعض األفراد على إجراء العمليات احلسابية األساسية بدقة وسهولة ‪،‬‬

‫وختتلف سرعتو عن سرعة كل القدرات فتبدأ سرعتو يف ادلراىقة ‪ ،‬وهبذا منوىا يف أول ىذه ادلراحل نوعا ما ‪ ،‬مث يهدأ يف‬

‫منتصفها ‪ ،‬مث تستقر ذائما استقرارا اتما يف الرشد ‪ ،‬وىنا تنضج ادليول العقلية للطالب ‪ ،‬أيضا توجيو الفرد الختيار‬

‫ادلهنة اليت تناسب مواىبو كالربامج اإلذاعية اليت يهوى اإلستماع إليها ‪ (.‬الدسوقي‪)132-133،2532،‬‬

‫والتخصص يف استقرار ادلهنة وبذلك الثقة ابلنفس واالستقالل يف التفكَت وادلناقشة ادلنطقية مع اخآخرين وإقناعهم‬

‫والقدرة على االتصال العقلي ‪.‬‬

‫كما تتميز احلياة الفكرية للطالب مبيل قوي إذل اإلستدالل والتفكَت ادلنطقي ‪ ،‬كما صلد أن الفىت يدور تفكَته حول‬

‫ادلعاين واألمور اجملردة وادلثل العليا ‪ ،‬والفضائل ادلختلفة وما ينطوي حتتها من معان سامية ‪ ،‬ويهتم البحوث اإلجتماعية‬

‫والفلسفة وتزداد قدرتو ع لى تفهم قوانُت الرايضة والعلوم وغَتىا ‪ ،‬يف ىذه ادلدركات احلسية اليت خربىا من تنظيم‬

‫معلوماتو وأفكاره اجلديدة ‪ ،‬ولتعديل آرائو السابقة يف الكون واحلقيقة والناس تعديال كبَتا فاىتمامو يتجو اجتاىا واضحا‬

‫‪65‬‬
‫الطالب الجامعي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ضلو ادلباحث العقلية األدبية منها والعلمية وخاصة األوذل ‪ ،‬فيُعٌت ابألدب من قصص وشعر ‪ .‬والقدرة على التذكر اخآرل‬

‫تضعف يف ىذه ادلرحلة ضعفا زلسوسا على حُت أن الذاكرة ادلنطقية تزداد وتقوى فبدال من أن كل فىت مياال إذل‬

‫استظهار ادلعلومات اخآرل أصبح يهتم الىن بتفهم معاين ما يقرأ وسيذكرىا بعالقتها ادلنطقية بعضها ببعض‬

‫‪(.‬جادو‪)247-248،1002،‬‬

‫إن الطالب اجلامعي حيكم الواقع ادلوجود فيو ‪ ،‬حيتاج إذل تفكَت عال ورلهود عقلي وابستعداد فطري حيب اإلطالع ‪،‬‬

‫وابلتارل معرفة األشياء بدقة ال السطحيات والتفكَت من احملسوسات إذل اجملردات‪ (.‬عواطف ‪)78،‬‬

‫فيظهر أكثر اىتماما ابلرايضيات ويلجأ أيضا إذل الفكر والتأمل ودييل كذلك إذل شلارسة األلعاب العقلية اليت تعتمد‬

‫على الفكر‪ (.‬األبرش‪)1003،72،‬‬

‫وابلتارل ىذه القدرات العقلية لإلنسان تتطور وتنمو بشكل تدرجيي يف مراحل حياتو ‪ ،‬وأمهها مرحلة الشباب إذا‬

‫وجهت صحيحا حيقق ذاتو ويربر شخصيتو ‪ ،‬ويظهر بشكل كبَت يف اجلامعة اليت تفتح لو عدة ختصصات حياول من‬

‫خالذلا الطالب تفجَت طاقاتو وإشباع حاجاتو وتكوين قيمة خاصة إذا كان متأثر بتخصصو وراغبا يف االستفادة منو ‪.‬‬

‫وعموما صلد أن سرعة منو الذكاء هتدأ ويقرب من الوصول إذل اكتمالو يف فًتة ( ‪ 28‬إذل ‪.)22‬‬

‫ويزداد منو القدرات العقلية ويظهر اإلبتكار ‪ ،‬وأيخذ التعليم طريقو ضلو التخصص وتزداد القدرة على التحصيل وتنمو‬

‫ادليول واإلىتمامات ‪ (.‬بركات‪)207 ،1002،‬‬

‫‪ -‬أما اجلانب النفسي ‪ :‬يظهر فيو التطور عند الطالب ضلو النضج االنفعارل بسرعة يف الثبات وبعض العواطف‬

‫الشخصية مثل ‪ :‬طريقة الكالم ‪ ،‬عواطف اجلماليات حلب الطبيعة كذلك صلد يف ىذه ادلراحل‬

‫‪ -2‬القدرة على ادلشاركة االنفعالية‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الطالب الجامعي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -1‬القدرة على األخذ والعطاء‪.‬‬

‫‪ -7‬زايدة الوالء‪.‬‬

‫‪ .....‬اخل‪.‬‬ ‫‪ -4‬حتقيق األمن االنفعارل‬

‫كما يتأثر النمو النفسي لدى الطالب ابلعالقات العائلية ‪ ،‬وجودىا السائد فأي شجار بُت والديو يؤثر يف انفعاالتو‬

‫وتكراره يؤخر منوه السوي الصحيح ‪ ،‬وقد يثور الطالب يف نفسو على بيئتو ادلنزلية ‪ ،‬ويؤدي بو إذل النزاع النفسي أما‬

‫العالقات الصحيحة تساعد على اكتمال نضجو االنفعارل وجو نفسي صاحل للنمو ‪ (.‬عبد السالم‪)2558،403،‬‬

‫كما تعترب ىذه ادل رحلة من أبرز العوامل اليت تؤثر يف انفعاالت الشباب وتصفها بصيغة جديدة ختتلف إذل كبَت عن‬

‫طابعها يف مرحلة الطفولة ىي التغَتات اجلسمية والعقلية واالجتماعية اليت تطرأ عليو يف ىذه ادلرحلة ‪ ،‬والوسط الذي‬

‫يعيش فيو وادلعاملة اليت يتلقاىا من والديو ومدرسيو ورفاقو ‪ .‬فانفعاالت الطالب تتأثر مبدى صحة جسمو وسالمتو من‬

‫العيوب والنقائص ‪ ،‬وأيضا دلستوى ذكاء الطالب ومستوى إدراكو وفهمو للمواقف ادلختلفة وللتغَتات العقلية اليت تطرأ‬

‫عليو يف ىذه ادلرحلة وىذا لو أتثَت على انفعاالتو واستجاابتو االنفعالية ‪ (.‬العبودي‪)1007،272،‬‬

‫كما صلد أ ن معايَت اجلماعة تلعب دورا كبَتا يف التأثَت على انفعاالت الطالب ‪ ،‬حيث ختتلف االستجاابت تبعا‬

‫للمراحل العمرية يف طفولتو ومراىقتو وشبابو ‪ ،‬فبعض األمور تضحك الطالب يف طفولتو ‪ .‬وال تثَت ضحكو يف‬

‫مراىقتو وشبابو ‪.‬‬

‫وىكذا جيد الطالب نفسو بُت إطارين سلتلفُت الطفولة وادلراىقة ‪ ،‬وذلذا يشعر ابحلرج بُت أىلو ورفاقو ‪ ،‬وتؤثر على‬

‫حياتو فتؤدي بو أحياان إذل الشك يف أفعالو مع اخآخرين ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الطالب الجامعي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كما صلد من مسات ىذه ادلرحلة عدم الثبات عند الطالب اجلامعي ومصدره ىو التوتر تبعا للمواقف اليت دير هبا ‪ ،‬فقد‬

‫تكون لديو القدرة على ضبط نفسو يف ادلواقف اليت دير هبا ‪ ،‬وبذلك تكون لديو القدرة على ضبط نفسو يف ادلواقف‬

‫اليت تثَت االنفعال ‪ ،‬كالبعد من التهور والتقلب ألتفو األسباب ‪ ،‬أيضا القدرة على التعامل مع الناس على أساس واقعي‬

‫ضمن اخلصائ اليت يتمتع هبا الطالب ‪ :‬القوة ‪ ،‬حب العلم ‪ ،‬عزة النفس ‪ ،‬القناعة ‪ ،‬األمل ‪ ،‬حب اإلطالع ‪ ،‬اإلندفاع‬

‫وراء العواطف ‪ .....‬اخل ‪ (.‬كحالة‪)25،2521،‬‬

‫‪ .2.2‬اخلصائص اإلجتماعية ‪:‬‬

‫أيخذ النمو اإلجتماعي يف ىذه احلالة شكال مغايرا دلا كان عليو يف فًتات العمر السابقة حيث أن يف ادلرحلة العمرية‬

‫اليت يكون فيها الطالب اجلامعي تتصف بتشكيل عالقات مع اخآخرين وعندما يشتد ارتباطو جبماعة معينة منهم ‪،‬‬

‫ويزداد والئو ذلذه اجلماعة وتكون ىذه االرتباطات والعالقات يف العادة على حساب ارتباطو ابألسرة وإحساس ابألمن‬

‫والراحة عن طريق إمنائو إليها وإذل األبوين ابلذات وشعوره ابحلب والعطف واحلنان يف احمليط الذي جيمعو هبما ويضمو‬

‫إذل رحابو ‪.‬‬

‫ومن ادلظاىر األساسية للنمو االجتماعي خالل ىذه الفًتة ميل ادلراىق لتكوين الصداقات ‪ ،‬فالصفة البارزة يف ادلظهر‬

‫االجتماعي للطالب ‪ .‬كما تبُت لنا ىي ميلو للخروج عن العالقات اإلجتماعية الضعيفة اليت تربطو أبسرتو وحدىا إذل‬

‫عالقات أوسع ‪ ،‬تتمثل يف أصدقاءه ورفاقو ‪ ،‬وميلو إذل االنتماء إذل مجاعات من ىؤالء األصدقاء جلماعة أصدقاء‬

‫احلي أو النادي او ادلدرسة أو ضلو ذلك ‪ .‬وىو خيتار أصدقائو يف العادة بنفسو وال يرغب يف تدخل أبويو يف ىذا األمر‬

‫‪ ،‬وتدخل اخآابء يفسد ىذه العالقات الناشئة ويفسد اجلو الطبيعي ‪ ،‬واالختيار احلر الذي يقوم عليو قد ال يرضي‬

‫اخآابء يف بعض األحيان عن اختيار أبنائهم ألصدقائهم ‪ ،‬وينتقدون تصرف بعض ىؤالء االصدقاء ‪ ،‬إال ىذا يعٍت أن‬

‫‪68‬‬
‫الطالب الجامعي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أيخذ اخآابء دور مباشر يف اختيار األصدقاء ‪ ،‬ويف اإلشراف على عالقة أبنائهم ابخآخرين وتوجيو نشاطهم بصفة عامة‬

‫‪ ،‬وإمنا ديك ن أن يتم ذلك من بعيد ‪ ،‬ومبناقشة االبن عندما تسمح الظروف بذلك يف جو ىادئ بعيدا عن ادلشاحنات‬

‫والغضب‪ (.‬وجيو زلمود‪)78-82،2522،‬‬

‫ويقصد التوجيو ال يقصد فرض األوامر كما تعترب اخلصائص االجتماعية للطالب نتائج لتفاعل اخلصائص اجلسمية‬

‫العقلية والنفسية والروحية مع مؤشرات البيئة اليت يعيش فيها وتؤثر على سلوكو االجتماعي ‪ ،‬ويتجلى األثر فيما يلي‪:‬‬

‫( غدده اجلنسية التناسلية من شأهنا ان حتدث لو ميال ضلو اجلنس اخآخر ‪ ،‬ويغَت من طريقة تعاملو مع ىذا اجلنس يف‬

‫ادلوقف اليت يكون فيها اجلنس اخآخ أحد عناصرىا ‪ ،‬كما يستحسن سلوكو االجتماعي نتيجة لتميز قدرتو العقلية‬

‫وزايدة وعيو وإدراكو )‬

‫أيضا القدرة على التصرف يف ادلواقف االجتماعية ‪ ،‬والتعرف على احلالة النفسية للمتكلم والقدرة على تذكر األمساء‬

‫والوجوه ومالحظة السلوك االنساين والتنبؤ بو من بعض ادلظاىر وروح الدعاية وادلرح كما يالحظ منو السلوك‬

‫االجتماعي كلما زاد احًتام الطالب من قبل زمالئو كما يشعر ابلسعادة والتوافق االجتماعي والشخصي وتتطور‬

‫عالقاتو مع اخآخرين بشكل قوي ‪ .‬وتظهر خطورة ذلك عندما تتضارب معايَت اجلماعة اليت رغب الطالب االنتماء ذلا‬

‫مع معايَت الوالدين ‪ ،‬فتطفو على السطح ظاىرة يعاين منها الكثَت من الطلبة ادلتمثلة يف النزاعات بُت اخآابء والطالب ‪،‬‬

‫وعالوة على ماذكر يف اخلصائص االجتماعية لدى الطالب اجلامعي وىي ما يتصل ابلقيم ‪ ،‬حيث تنمو لديو نتيجة‬

‫لتفاعلو مع البيئة االجتماعية والقيمة االقتصادية ‪ ،‬أي اىتمام الطالب وميلو إذل ماىو انفع يف حياتو واختاذه من العادل‬

‫احمليط بو وميلو للحصول على الثورة وزايدهتا وأما القيمة اجلمالية ابالىتمام بكل ما ىو مجيل يف التكوين والتنسيق‬

‫والتوافق الشكلي بينما تظهر القيمة االجتماعية يف اىتمام الطالب وميلو ‪ (.‬زلي الدين‪)78، 2521،‬‬

‫‪69‬‬
‫الطالب الجامعي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وابلتارل ديكن أن نعطي بعض مظاىر النمو للطالب عموما من خالل ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬يغلب على السلوك االجتماعي طابع التأثَت ابجلماعة واإلعجاب وتقليدىم ‪.‬‬

‫‪ -‬تصبح مجاعة األصدقاء مصدر القوانُت السلوكية العامة وكثَتا ما يظهر اخلالف بُت معايَت الكبار شلا يؤدي إذل‬

‫ظهور الصراع ‪.‬‬

‫‪ -‬يتجو الشباب او الطالب حبكم التكوين النفسي واالجتماعي إذل رفض بعض ادلعايَت والتوجيهات والسلطة اليت‬

‫ديارسها الكبار وقد يتخذون موقفا مغايرا ‪.‬‬

‫‪ -‬يعرب الشباب يف اجملتمع عن تلك الفئة اليت تتسم بدرجة عالية من النشاط واحليوية والديناميكية ادلتفردة ‪.‬‬

‫‪ -‬تكمن أمهية الطالب يف اجملتمعات كوهنم الفئة االكثر رغبة يف التجديد والتطلع إذل احلديث ولذلك ديثلون مصدرا‬

‫أساسي من مصادر التغيَت يف اجملتمع ‪.‬‬

‫‪ -‬دييل السباب يف كافة اجملتمعات إذل تطوير نسق ثقايف خاص هبم ‪ ،‬ويعرب عن مصاحلهم واحتياجاهتم ورغباهتم يف‬

‫التغيَت ‪.‬‬

‫‪ -‬يرتبط انعدام االنتماء بُت الطالب ارتباطا وثيقا بعدم قدرهتم على اختاذ اخآابء قدرة مالئمة لسلوكهم ‪ (.‬خَتي ‪،‬‬

‫‪)27.21‬‬

‫‪70‬‬

You might also like