كثرة الإنتاج الروائي والقصصي بين مظـنّة التجريب وتحقّـق التخريب Novel and Story Overproduction between the Renewal Assumption and the Decadence Realization PDF

You might also like

You are on page 1of 15

‫خالد ضو‬ ‫كثرة إلانتاج الروائي والقصص ي بين مظنة التجريب وتحقق التخريب‬

ْ َ َ َ َْ ُ َْ
ِ‫يب‬
ِ ِ ‫خ ِِر‬
ِ ِ‫ق الت‬ َِ ‫يب َِوِت‬
ِ ِ ِ‫حق‬ ِْ ِ‫ن َِمظـنِ ِِة الت‬
ِ ِ ‫ج ِِر‬ ِ ‫ص ِص ِيِ َِب ِْي‬ ِ ‫الر َ ِوا ِئي َِو‬
َِ ‫الق‬ ِ ‫اج‬ِ ِ ‫كث َرة ِإلانت‬
Novel and Story Overproduction between the Renewal Assumption and
the Decadence Realization

‫خالد ضو‬
ِ)‫ِ(الجزائر‬،1‫ الجزائر‬،‫جامعة بن يوسف بن خدة‬
k.dou@univ-alger.dz
ِ2222/12/02ِ:‫تاريخ النشر‬ ِ2222/12/27ِ:ِ‫تاريخ القبول‬ ِ2222/12/ 14ِ:‫تاريخ إلارسال‬

Abstract:
This research studies the results of the wrong activation of the
renewal, which produces to deterioration of the literature. It aims to
introduce renewal, and clarify the controls for activating it in literary
production, and to invite writers and novelists to achieve a balance between
activating renewal and preserving the principles of society and language,
and encouraging them to take care of the content, not of the abundance of
production. It also aims at clarifying the objections to some novels and
collections of stories, and at urging for abandoning the poor novels in
writing and reading. Among the most important results of the research is
that renewal in the novelist text is one of the manifestations of creativity,
represented in creating new methods in the artistic expression styles, in an
effort to renew literary thought and strip it of stereotypes, and modernize
language and style. It must also discipline the renewal by the origins of the
language and the principles of society, in order to achieve positive goals,
and impose itself as a successful theory.
ِKeywords: novels; stories; renewal; novelist criticism; language weakness
ِ

ِ
،‫يدرس هذا البحث نتائج التفعيل الخاطئ للتجريب والذي يؤدي إلى تدهور ألادب‬
ّ ‫ ودعوة‬،‫ويهدف إلى التعريف بالتجريب وبيان ضوابط تفعيله في إلانتاج ألادبي‬
‫الكتاب والروائيين‬
‫ وتشجيعهم على‬،‫إلى تحقيق املوازنة بين تفعيل التجريب والحفاظ على مبادئ املجتمع واللغة‬
‫ كما يهدف إلى بيان املآخذ على بعض الروايات واملجموعات‬،‫العناية باملضمون ال بكثرة إلانتاج‬
ّ
901 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 1711/21/07 : ‫ التاريخ‬70 : ‫ العدد‬70:‫املجلد‬ ‫مجلة العالمة‬
‫خالد ضو‬ ‫كثرة إلانتاج الروائي والقصص ي بين مظنة التجريب وتحقق التخريب‬

‫ً‬
‫اءة‪ ،‬ومن أهم نتائج البحث ّ‬ ‫القصصية‪ ،‬والحث على ترك الهزيلة منها ً‬
‫أن التجريب في‬ ‫تأليفا وقر‬
‫النص الروائي من مظاهر إلابداع‪ ،‬ويتمثل في ابتكار أساليب جديدة في أنماط التعبير الفني‬
‫املختلفة‪ً ،‬‬
‫سعيا إلى تجديد الفكر ألادبي وتجريده من النمطية‪ ،‬وتحديث اللغة وألاسلوب‪ ،‬كما أنه‬
‫ليحقق غايات إيجابية‪ ،‬ويفرض نفسه نظرية‬‫ال ّبد أن ينضبط بأصول اللغة ومبادئ املجتمع‪ّ ،‬‬
‫ناجحة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬روايات؛ قصص؛ تجريب؛ نقد روائي؛ ضعف لغوي‪.‬‬

‫‪ِ.1‬مقدمة‪ِ:‬‬
‫افدا من روافد املوروث ألادبي‪ ،‬وهي لون نثري له أصوله وقواعده‪ ،‬وقد‬ ‫تمثل الرواية ر ً‬
‫ّ‬
‫حققت الرواية في السنوات ألاخيرة نسبة مبيعات كبيرة؛ قياسا مع بقية املؤلفات‪ ،‬كما وظف‬
‫فيها أصحابها التجريب كآلية من آليات التجديد والخروج من النمطية والتقليد‪ ،‬وتختلف درجة‬
‫حسن التوظيف حسب بالغة الروائي ومدى التزامه باملبادئ وضوابط التأليف‪.‬‬
‫تطفل بعض املتعاملين وأشباه املثقفين على عالم الرواية‪ ،‬فجردوا أقالمهم وانكبوا‬
‫يسردون خيالهم ومكبوتاتهم الخالية من كل فائدة‪ ،‬وأحيانا تكون هدامة في حين يظن صاحبها‬
‫نفسه منقذا للغة ناشرا للفكر ُمفعال للتجريب والتجديد‪ ،‬وهذا ما سيعالجه هذا البحث؛ حيث‬
‫سيتم بيان ضوابط تفعيل التجريب في الرواية‪ ،‬ونقذ مآخذ الروايات الهزيلة‪.‬‬
‫مهما يغفل عنه البعض إذ‬ ‫جانبا ّ‬
‫نقديا ّ‬ ‫لهذا املوضوع أهمية بالغة تتجلى في كونه يتناول ً‬
‫ينقدون الكيف فقط‪ ،‬كما أن نتائج هذا املوضوع تخدم جميع الشرائح؛ املؤلفين‪ ،‬القراء‪،‬‬
‫والباحثين‪ ،‬باإلضافة إلى أنه ينطلق من مبدأ الغيرة على التراث واملبادئ ويصل إلى أهمية‬
‫تكريسهما‪.‬‬
‫ينطلق هذا البحث من إلاشكال آلاتي‪:‬‬
‫ً‬
‫تجريدا؟ِ‬ ‫ً‬
‫تجديدا أم‬ ‫‪ ‬هل يعد تغليب الكم على الكيف في السرد والرواية‬
‫ويندرج تحت هذه إلاشكالية ألاسئلة الفرعية آلاتية‪:‬‬
‫‪ -‬ما املقصود بالتجريب وما ضوابط تفعيله؟‬
‫‪ -‬كيف ُيمكن للروايات واملجموعات القصصية أن تقدم إضافات علمية نافعة؟‬
‫‪ -‬ما املآخذ التي ُيمكن تسجيلها على إلانتاج الروائي الهزيل؟‬

‫ّ‬
‫‪990‬‬ ‫املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 1711/21/07 :‬‬ ‫مجلة العالمة‬
‫خالد ضو‬ ‫كثرة إلانتاج الروائي والقصص ي بين مظنة التجريب وتحقق التخريب‬

‫يهدف هذا البحث إلى التعريف بالتجريب وبيان ضوابط تفعيله في إلانتاج ألادبي‪ ،‬ودعوة‬ ‫ِ‬
‫الكتاب والروائيين إلى الحفاظ على املبادئ الدينية والاجتماعية للثقافة العربية عند توظيف‬ ‫ّ‬
‫التجريب‪ ،‬وتشجيعهم على العناية باملضمون والكيف بدل العناية بكثرة إلانتاج‪ ،‬كما يهدف إلى‬
‫بيان جملة من املآخذ الجلية على بعض الروايات واملجموعات القصصية الهزيلة في لغتها‬
‫ومبادئها‪ ،‬والتنديد بهذا النوع من الكتابة والحث على تركها ً‬
‫تأليفا وقراءة‪ِ.‬‬
‫ُ‬
‫لإلجابة على إلاشكالية والتساؤالت املطروحة‪ ،‬ولتحقيق ألاهداف املنشودة؛ ق ّسم هذا‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫البحث في عنصرين‪ ،‬تتقدمهما مقدمة‪ ،‬وتليهما خاتمة‪ ،‬وتفصيل عناصره كاآلتي‪ِ:‬‬
‫‪ِ.1‬مقدمة‪ِ:‬فيها أهمية املوضوع‪ ،‬إشكاليته‪ ،‬أهدافه‪ ،‬خطة تقسيمه‪ ،‬ومنهج دراسته‪.‬‬
‫‪ .2‬التجريب وضوابط تفعيله في التأليف الروائي‪.‬‬
‫‪ِ.0‬مآخذ الروايات والكتابة القصصية الحديثة‪.‬‬
‫‪ِ.4‬الخاتمة‪ :‬فيها أهم النتائج التي ّ‬
‫توصل إليها البحث‪ ،‬وبعض الاقتراحات‪.‬‬
‫ُ‬
‫ا ُنت ِه َج في معالجة هذا البحث املنهج الوصفي؛ وذلك في تعريف التجريب ووصف مدلوله‪،‬‬
‫وبيان ضوابطه‪ ،‬وكذا في تصوير املآخذ التي ُيمكن تسجيلها في بعض الروايات واملجموعات‬
‫القصصية‪ ،‬وفي البحث أيضا تفعيل املنهج الاستقرائي؛ وذلك في محاولة ضبط شروط التجريب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫استنباطا وتأصيال من املبادئ ألاساسية لألدب العربي‪.‬‬

‫‪ .2‬التجريب وضوابط تفعيله في التأليف الروائي‪ِ:‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُيشكل التجريب حلقة مهمة في الدرس الروائي املعاصر‪ ،‬ولن نبالغ إذا قلنا أن سبب كثرة‬
‫الروايات اليوم هو املنافسة على تأسيس ما ُيسمى بالتجريب‪ ،‬وهو توظيف الجديد من العادات‬
‫وألالفاظ وألافكار في القطع ألادبية وألاساليب التعبيرية‪ ،‬ومن املؤكد أن ذلك لن يكون على‬
‫إطالقه بل يلتزم بجملة من القيود ليحقق املقاصد‪.‬‬
‫‪ِ.1-2‬مفهوم التجريب‪ِ:‬‬
‫يعطي لفظ التجريب للوهلة ألاولى مدلوال لغويا معروفا لطالب العلم‪ ،‬مما يفتح عندهم‬
‫تساؤال عن مدى ارتباط هذا املدلول باألدب والرواية‪ ،‬فيتعمق باحثا عن تلك الرابطة‪.‬‬
‫ً‬
‫لغة‪ِ:‬‬
‫أ‪ِ/‬التجريب ِ‬
‫يجرب‪َ ،‬ت ْجر ًبة َوت ْج ً‬
‫ريبا‪ ،‬فهو‬ ‫ّ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪1‬‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫التجريب والتجربة مصدرا الفعل ‪ ،‬ومنهما يقال‪ :‬جرب ِ‬
‫جرب‪ ،2‬والتجريب تكرير الاختبار وإلاكثار منه‪ ،‬ويدل على هذا أن صيغة‬ ‫جرب‪ ،‬واملفعول ُم َّ‬
‫ُ ّ‬
‫م ِ‬

‫ّ‬
‫‪999‬‬ ‫املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 1711/21/07 :‬‬ ‫مجلة العالمة‬
‫خالد ضو‬ ‫كثرة إلانتاج الروائي والقصص ي بين مظنة التجريب وتحقق التخريب‬

‫التفعيل موضوعة للمبالغة والتكرير والتكثير‪ ،‬وأصله من قولهم‪ّ :‬‬


‫جربته‪ :‬أي داويته من الجرب‪،‬‬
‫فنظرت أيصلح حاله أم ال‪3‬؛ وهذه أشهر معانيها اللغوية‪.‬‬
‫ب‪ِ/‬التجريب اصطالحا‪ِ:‬‬
‫ّ‬
‫قدم أهل اللغة وألادب والنقاد تعاريف مختلفة ملصطلح "التجريب"‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫عملية ّ‬
‫تبني ألافكار املستحدثة يحاول فيه الفرد تطبيق الفكرة‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬التجريب هو أحد مراحل‬
‫ِ‬
‫ّ ‪4‬‬ ‫ُّ‬
‫املستحدثة وتجديد فائدتها والتأكد من مناسبتها لظروفه الخاصة‪.‬‬
‫‪ ‬التجريب وسيلة مشروعة ومطلوبة في أي فن من فنون ألادب‪ ،‬وهو الطريق إلى تجنب‬
‫‪5‬‬
‫الجمود وإلى مسايرة املراحل الحضارية املتعاقبة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬التجريب قرين إلابداع‪ ،‬ألنه يتمثل في ابتكار طرائق وأساليب جديدة في أنماط التعبير الفني‬
‫‪6‬‬
‫املختلفة‪ ،‬فهو جوهر إلابداع وحقيقته عندما يتجاوز املألوف ويغامر في قلب املستقبل‪.‬‬
‫‪ ‬التجريب ابتكار وإنتاج أشكال فنية تخالف السائد واملألوف وتسير في اتجاه مضاد ملا هو‬
‫‪7‬‬
‫سائد من تيارات مألوفة وأنماط وهياكل ثابتة‪.‬‬
‫ُ‬
‫من خالل التعاريف املذكورة ندرك أن مصطلح "التجريب" هنا بعيد قليال عن معنى‬
‫ُ‬
‫التجريب في املعاجم اللغوية؛ وإنما اصطلح عليه فقط‪ ،‬واملعنى ألاقرب له في الاصطالح هو‬
‫"التجديد"‪ ،‬ولو رجعنا لكتاب "النثر ألادبي" لوجدنا مؤلفه عطف اللفظين "التجريب"‪" ،‬التجريد"‬
‫أن مدلول التجريب اصطالحا هو التجديد‪،‬‬ ‫على بعضهما في مواضع عديدة‪8‬؛ وهذا يدل على ّ‬
‫ويقول أحد النقاد في هذا الصدد بأ ّن مصطلح التجريب يحتاج إلى تحديد وتمييز؛ ألنه من‬
‫املصطلحات التي شاع استعمالها بدالالت متعددة‪ ،‬وغالبا ما ُيجعل هذا املصطلح قرينا‬
‫‪9‬‬
‫للتجديد‪.‬‬
‫إذا أردنا الربط بين ألاصل اللغوي للفظ "التجريب" والاستعمال الاصطالحي له في هذا‬
‫السياق؛ فإننا نستحضر قول الدكتور صالح فضل بعد تعريفه للتجريب حيث قال‪ ..." :‬مما‬
‫يتطلب الشجاعة واملغامرة واستهداف املجهول دون التحقق من النجاح"‪ ،10‬فمن خالل العبارة‬
‫ُ ُ‬
‫ألاخيرة يتضح أن التجريب اصط ِلح للداللة على أن توظيف التجديد يكون على سبيل التجريب‪،‬‬
‫ألن التجديد له فروع كثيرة‪ ،‬فيقتحم الروائي بأسلوبه أي سبيل من سبل التجديد الذي يحاول‬
‫به الخروج عن املألوف في صورة تجمع بين تقدير ألاصل واملبدأ‪ ،‬وإدراج املستجد‪ ،‬وعلى حسب‬
‫ً‬
‫درجة فهمه وإدراكه ملا يفعل تكون نتيجة فعله‪ ،‬فالفطن الدقيق سيجعل من الرواية سوقا‬

‫ّ‬
‫‪991‬‬ ‫املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 1711/21/07 :‬‬ ‫مجلة العالمة‬
‫خالد ضو‬ ‫كثرة إلانتاج الروائي والقصص ي بين مظنة التجريب وتحقق التخريب‬

‫للكالم رائجة‪ ،‬واملتملق السطحي سيفهم معنى التجريب مقلوبا فيقلب معنى ألادب كله‪ ،‬إذا لم‬
‫ينضبط بما يجب الالتزام به في ذلك‪.‬‬
‫بأن التجريب ّ‬
‫يعد‬ ‫بناء على ما ورد في التعريفات وتحليلها‪ ،‬وعطفا عليه ُيمكن القول ّ‬‫ً‬
‫مجازفة يزج بها الكاتب في روايته وأفكاره‪ ،‬وتحمل معنى الثورة الفكرية ويسعى من خاللها إلى‬
‫التجديد‪.‬‬
‫‪ .2-2‬ضوابط التجريب في كتابة الرواية‪ِ:‬‬
‫إن أول من ربط لفظ "التجريب" بالرواية هو إميل زوال (‪2487‬م – ‪2071‬م)؛ في كتابه‬ ‫ّ‬
‫‪11‬‬
‫املعروف "الرواية التجريبية" سنة ‪2400‬م‪.‬‬
‫إن التجريب ومظاهره التي ذكرناها إذا أحسن الكاتب توظيفها ستكون إضافة أدبية‬
‫حتما‪ ،‬لكن حسن توظيفها مرتبط بجملة من الضوابط إذا خرج عنها ذهبت غاية التجريب‪،‬‬
‫وربما انتكست نتائجه للسلب ال إلايجاب‪ ،‬وسنحاول في هذا العنصر جمع هاته الضوابط في‬
‫نقاط‪.‬‬
‫أ‪ِ/‬معرفة غاية التجريب وحسن توظيفها‪ِ:‬‬
‫إن الغاية من تفعيل التجريب في التأليف كما ورد في بعض تعريفاته املذكورة آنفا هي‬
‫الخروج من النمطية إلى التجديد‪ ،‬وذلك بابتكار وسائل جديدة في إيصال ألافكار وتبيان‬
‫الحقائق‪.‬‬
‫ذهب عبد الواسع الحميري في كتابه "اتجاهات الخطاب النقدي وأزمة التجريب" إلى أن‬
‫التجريب بمستوياته السطحي والعميق ال يكون إال وفق منظور ديناميكي خاص باملجرب‪ ،‬أي‬
‫وفق جهاز أدواتي مفهوماتي بناه املجرب بنفسه خالل مسيرته النقدية التجريبية السابقة‪ ،‬والتي‬
‫منظورا خاصا به‪ ،12‬والناقد هنا اشترط أن يكون توظيف التجريب عن معرفة بالغاية‬ ‫ً‬ ‫تشكل‬
‫وألادوات‪ ،‬وتكون هاته املعرفة شخصية مستقرة في نفس ال ُـمج ّرب‪ ،‬فال يكون توظيف التجريب‬
‫ً‬
‫تقليدا‪.‬‬
‫اختلط على أصحاب الروايات الهزيلة مقصود التجديد‪ ،‬فظنوا أنه الخيال أو الشذوذ‬
‫الفكري أو التعبيري‪ ،‬أو خلع رداء الحياء‪ ،‬فنرى الكثير من هؤالء يخرج عن املألوف ظنا منه أنه‬
‫يكسر الطابوهات‪ 13‬ويحقق من التجريب والتجديد الغايات‪ ،‬فيفحش في الكالم‪ ،‬ويسوق‬
‫مكبوتاته للقراء في عالم خيالي ال يمكن أن يتحقق‪ ،‬وهو يعلم ذلك جيدا‪ ،‬كما أنه ال يقدم‬

‫ّ‬
‫‪991‬‬ ‫املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 1711/21/07 :‬‬ ‫مجلة العالمة‬
‫خالد ضو‬ ‫كثرة إلانتاج الروائي والقصص ي بين مظنة التجريب وتحقق التخريب‬

‫للقارئ وال للمجتمع وال للمكتبة العلمية أي فائدة‪ ،‬بل هي النكسة ألادبية والتدهور الفكري‬
‫وألاخالقي فحسب‪.‬‬
‫تفكيكا لهذا الخلط ّ‬
‫وردا على مقترفيه نقول لهؤالء الروائيين إن التجريب غايته الخروج‬ ‫ِ‬
‫من النمطية ال الخروج من املعقول‪ ،‬وغايته الانسالخ من الجمود ال من املبادئ والدين والعقل‪،‬‬
‫َ‬
‫جاوز ّ‬
‫حده انقلب‬ ‫فلكل ش يء ميزان‪ ،‬وكما تقول القاعدة املعروفة دينا وعرفا ومنطقا‪ :‬الش يء إذا‬
‫إلى ضده‪ ،14‬فرفقا باللغة وألادب ورفقا بالقراء الذين يقرؤون لالستمتاع باألسلوب التعبيري‬
‫والرواية الهادفة‪ ،‬ال بالخيال الصارخ والقصص الجنسية الفاحشة‪.‬‬
‫ب‪ِ/‬خدمة قضايا املجتمع ومقوماته‪ِ:‬‬
‫لكل عصر تياره ألادبي العام السائد‪ ،‬وتواكبه تيارات فرعية نابعة منه أو مستقلة عنه‪،‬‬
‫ومن حق أبناء كل عصر أن يجدوا أنفسهم في أدب عصرهم وإال انتفت عنه الحداثة‪ ،15‬وتتمثل‬
‫الحداثة في التيارات املواكبة لنوازل العصر الفكرية والثقافية والتطورات التكنولوجية‬
‫واللغوية‪ ،‬وهذه هي الغاية الكبرى للتجريب‪.‬‬
‫قال الدكتور حسين علي حسين صاحب كتاب "التحرير ألادبي" ً‬
‫ناقدا شعراء الحداثة‬
‫بأن في الوطن العربي نهضة قصصية مرموقة ذات ثمار مختلفة طيبة ال تنقصها الحداثة‪ ،‬وقال‬ ‫ّ‬
‫بأن إيثار الناس للقصة والرواية على الشعر ال يعني بأن الفن القصص ي فن محافظ ال‬ ‫أيضا ّ‬
‫ألن أصحابها ال يتجاهلون قضايا العصر‬‫يواجه القراء بما يواجهونه في الشعر من تجديد‪ ،‬بل ّ‬
‫ومشكالته ونماذجه البشرية‪ ،‬وهم على اختالف حظوظهم من الحداثة أقرب إلى نفوس القراء‬
‫من شعراء التجريب والتجريد‪ ،16‬على ّ‬
‫حد قوله طبعا‪.‬‬
‫يتبين من خالل كالم ألاستاذ أن الرواية كانت تؤتي أكلها وتزرع القيم في املجتمع؛ وذلك‬
‫ملا كانت تضع خدمة املجتمع في مقدمة ألاولويات‪ ،‬وقد توفي ألاستاذ حسين سنة ‪2802‬هـ؛ أي‬
‫ُ‬
‫قبل ‪ 20‬سنة من آلان‪ ،‬وطبع كتابه هذا طبعته الخامسة سنة ‪2811‬هـ‪1778 /‬م‪ 17‬وفي هذه‬
‫ُ‬
‫الفترة حدثت انتكاسة فكرية للرواية العربية ولو ق ّدر للرجل العيش إلى اليوم لقال في نقد‬
‫املتطفلين على الرواية أشد مما قال في نقد شعراء الحداثة‪ ،‬حيث صارت الغاية ألاولى وألاخيرة‬
‫للكثير من الروائيين اليوم هي كسب املال أو الشهرة‪ ،‬ويخالف ألجل ذلك ألاعراف والقيم‬
‫واملبادئ‪ ،‬ويأتي بالشاذ من ألافكار‪ ،‬والعميق من املشاعر الرومنسية والجنسية‪.‬‬
‫ج‪ /‬الصدق في توظيف الحقائق وألافكار‪ِ:‬‬

‫ّ‬
‫‪991‬‬ ‫املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 1711/21/07 :‬‬ ‫مجلة العالمة‬
‫خالد ضو‬ ‫كثرة إلانتاج الروائي والقصص ي بين مظنة التجريب وتحقق التخريب‬

‫من املعلوم عند أهل امللل جميعا أن الكذب والتدليس وتزوير الحقائق ترفضه الفطرة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وإخبارا‪.‬‬ ‫البشرية السوية‪ ،‬ويجب تجنب ذلك في كل تفاصيل الحياة؛ قوال وعمال ونقال‬
‫تعد ألامانة العلمية والتاريخية من أهم متطلبات التأليف‪ ،‬وهي صفة مطلوبة من‬
‫الباحث؛ بحيث يلتزم بنقل الحقائق كما وقعت دون تحريف أو تصرف‪ ،‬وإن كان له نقد أو‬
‫إضافة يجعله تعقيبا‪ ،‬وعليه فإنه ال ّبد للمؤلف أن يتحرى املصداقية في ألاخذ والنقل‪ ،‬فال‬
‫يحق لكاتب مثال بدعوى توظيف التجريب أن ينسب عادة أو عرفا ملنطقة ال تعتاد ذلك الش يء‪،‬‬
‫ولو كانت العادة حسنة؛ ألن ذلك مسخ لألعراف وتزوير للتقاليد‪.‬‬
‫إذا كان التجريب إثارة ألفكار جديدة وتوظيف للتطورات الاجتماعية في ألادب‪ ،‬فإن ذلك‬
‫حتما مقيد بالصدق في السرد واملصداقية في النقل‪ ،‬فال يمكن للروائي أن يتخذ غاية التجريب‬
‫وسيلة للتخلي عن التعبير الصادق‪.‬‬
‫د‪ِ/‬املوازنة بين تفعيل التجريب والحفاظ على املوروث الديني والثقافي‪ِ:‬‬
‫تقف استقامة الحياة بكل شؤونها على مبدأ التعادل والتوازن فإن غلبت كفة أخرى‬
‫مال ألامر وإذا اشتد ميالنه وقع‪ ،‬لذا يجب على املؤلف والروائي أن يحسن الجمع بين طرفي‬
‫ألامر ليحافظ على اتزان كالمه‪ ،‬فال يكون نمطيا اجتراريا للقديم‪ ،‬وال يكون شططا يؤسس‬
‫للتهديم؛ تهديم املبادئ وألاسس الدينية والثقافية للعرب والعربية‪.‬‬
‫إن هذه الدعوة التي قد يرى البعض رجعيتها هي أساس كل تأليف‪ ،‬فلو سألنا من يرونها‬
‫كذلك؛ (أي من يرونها رجعية) ملاذا يكتب املؤلف الروايات؟ سيقولون لحفظ اللغة وأساليبها‪،‬‬
‫وتعليم النشء ونشر ألافكار الحسنة؛ عن الروايات الهادفة طبعا؛ وجوابهم هو الوجه آلاخر‬
‫للفكرة التي يقولون بأنها رجعية‪ ،‬ثم إن حفظ املبادئ والقيم لم يكن يوما من الرجعية‪ ،‬بل‬
‫الرجعية في التخلي عليها والرجوع إلى الجاهلية الفكرية والدينية والثقافية‪.‬‬
‫إن الفن التجريبي يخترق مساره ضد التيارات السائدة بصعوبة شديدة‪ ،18‬مما يستوجب‬ ‫ّ‬
‫حسن التدبير‪ ،‬والروائي هنا كالبناء الذي يبني سقفا ليرتقي عليه القراء بأفكارهم ومبادئهم‪،‬‬
‫ّ‬
‫فإنه إن أحسن تقويمه وكان ُمتزنا سيستقيم ويحملهم‪ ،‬وإن لم يزنه كما يجب فسرعان ما يقع‬
‫ُبمرتقيه‪ ،‬فال هم باألفكار وال باملبادئ وال بالسقف الذي ظنوه كذلك‪.‬‬
‫عطفا على ما ذكر نقول بأن التجريب مهما يحمل من تجديد للفكر ألادبي وتجريد من‬
‫النمطية‪ ،‬وتحديث للغة وألاسلوب‪ ،‬وتوظيف للخيال التعبيري الخادم للواقع بأسلوب تعريض ي‬
‫بليغ‪ ،‬فإنه ال بد أن ينضبط في املقابل بأصول اللغة ومبادئ املجتمع وحدود التصديق البشري‪،‬‬
‫بهذا فقط ينجح مبدأ التجريب ويحقق غايات إيجابية ويفرض نفسه نظرية ناجحة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪991‬‬ ‫املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 1711/21/07 :‬‬ ‫مجلة العالمة‬
‫خالد ضو‬ ‫كثرة إلانتاج الروائي والقصص ي بين مظنة التجريب وتحقق التخريب‬

‫‪ .0‬مآخذ‪ 19‬الروايات والكتابة القصصية الحديثة‪ِ:‬‬


‫الروايات كغيرها من فنون ألادب ال تسلم من النقد‪ ،‬ونقصد النقد العلمي البناء الذي‬
‫يهدف الناقد من خالله إلى تحسين مستوى الرواية‪ ،‬وفي هذا العنصر بيان لبعض النقود‬
‫واملآخذ عن الكتابة الروائية والقصصية الحديثة‪.‬‬
‫وتجدر إلاشارة إلى أن النقود التي سيتم تحليلها وتفصيلها ال تمس كل الروايات‪،‬‬
‫فالتعميم تعتيم حتما‪ ،‬فهناك من الروايات الرائدة أدبا ولغة ومدلوال‪ ،‬كما أنه هناك بعض‬
‫ّ‬
‫سنعددها باعتبار الكتابة الروائية الهزيلة‪،‬‬ ‫الروايات تقع في بعض املآخذ دون بعض‪ ،‬لكننا‬
‫فعل التجريب في‬‫لنحقق املقصود بهذه الدراسة‪ ،‬حيث يظن املؤلف في الروايات الضعيفة أنه ُي ّ‬
‫كتاباته‪ ،‬وهو ال يعلم أنه ُيساهم في تخريب واملستوى ألادبي أو ربما يعلم ويتمادى لعدة أسباب؛‬
‫يأتي بيانها ضمنيا عند الكالم عن املآخذ‪.‬‬
‫‪ .1-0‬تغليب الكم على الكيف‪ِ:‬‬
‫تمتلئ رفوف بعض الكتاب بالروايات والقصص الخاصة بهم‪ ،‬التي تصل أحيانا إلى‬
‫روايتين في العام أو ثالث‪ ،‬وحين نتصفح هاته الروايات نجد أن أصحابها ال يهتمون كثيرا بطريقة‬
‫إلاخراج وحسن الحبك‪ ،‬وكأنهم إنما يريدون تكثير نتاجهم الفكري وحسب‪ ،‬وهذه سلبية من‬
‫حيث ظنوا إيجابيتها‪.‬‬
‫يعود هذا ألامر على إلانتاج الفكري والكتابة ألادبية بالهزال وسوء املنقلب‪ ،‬وتكرير الكالم‬
‫واجترار ألافكار أحيانا‪ ،‬مما يؤدي إلى قتل شغف التطلع للجديد‪ ،‬ومحو غايات إلابداع والتجديد‪.‬‬
‫ويجب في هذا املوضع أن نستثني؛ حتى ال يؤخذ املأخذ على إطالقه‪ ،‬فهناك بعض‬
‫املؤلفين رزقهم هللا قريحة ال تنضب؛ ّ‬
‫فيدرون من فيض خواطرهم باستمرار‪ ،‬وعندما تقرأ لهم‬
‫ال تجد أن الكم يطغى على الكيف‪ ،‬بل العكس؛ يعزز الكم الكيف لدرجة أنك تنتظر عمله‬
‫املوالي لتستزيد من درر ألاسلوب والنغم الفكري الطروب‪.‬‬
‫‪ِ.2-0‬دس ألافكار الضاربة للمرجعية واملبادئ‪ِ:‬‬
‫ً‬
‫تلبيسا‪ 20‬منقطع النظير؛ ولم يسلم التأليف من ذلك‬ ‫يشهد إلاعالم والنشر الفكري اليوم‬
‫أيضا‪ ،‬إذ امتزجت الثقافات بطريقة أقرب إلى العشوائية‪ ،‬واختلط الناس بعضهم ببعض‬
‫اختالطا غريبا خرج فيه البعض عن ثقافاتهم‪ ،‬ويظهر لنا في كل يوم مؤلف ينشر ً‬
‫أفكارا جديدة‬
‫ُ‬
‫بدعوى التجديد وتفعيل التجريب‪ ،‬أو ُيؤسس مغالطات تعلن الانسالخ من الدين أو ألاخالق أو‬
‫مبادئ املجتمع‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪991‬‬ ‫املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 1711/21/07 :‬‬ ‫مجلة العالمة‬
‫خالد ضو‬ ‫كثرة إلانتاج الروائي والقصص ي بين مظنة التجريب وتحقق التخريب‬

‫يشهد العالم إلاسالمي اليوم خطوة متقدمة في التهجم على املقومات الشخصية لهوية‬
‫ألامة ودينها ولغتها وتاريخها‪ ،‬تحت شعار تكسير الطابوهات‪ ،‬وقد تكون هذه صورة أخرى من‬
‫‪21‬‬
‫البرنامج املعد للتمكين للعلمانية‪.‬‬
‫ً‬
‫نجد في كثير من الكتابات شذوذا غريبا‪ ،‬يبث سموما فكرية أحيانا تكون متعمدة لضرب‬
‫مرجعية مجتمع ما‪ ،‬وهذا ما قد يتفطن إليه املتمرسين من القراء أو املتعلمين منهم‪ ،‬أما القراء‬
‫فسي َّلبس عليهم بهاته ألافكار ومنهم من ينجر خلفها‪ ،‬خاصة إذا كان املؤلف خبيثا في‬ ‫العوام ُ‬
‫تصنع الكالم واملراوغة‪.‬‬
‫ال يتوقف هذا إلاشكال عند القراء‪ ،‬بل يتعداهم إلى بعض متصدري الكتابة والتأليف‬
‫فيقعون في التقليد ألاعمى لهاته ألافكار ظنا منهم بأنهم يحققون التجريب في عالم الرواية‪ ،‬وهم‬
‫ضعاف الفهم وإلادراك‪ ،‬قليلو الدراية‪.‬‬
‫‪ .0-0‬ضعف اللغة العلمية‪ِ:‬‬
‫يظن بعض املتطفلين على كتابة الرواية أن ألاهمية في الفكرة دون اللغة‪ ،‬وهذه بداية‬
‫التدهور؛ فاللغة أداة التعبير‪ ،‬ومن ضعفت أداته هزل إنتاجه قياسا على امليادين ألاخرى‪ ،‬وقد‬
‫قال الدكتور حسين علي حسين‪" :‬وال شك أن بعض هؤالء املجربين من ذوي املواهب والثقافة‬
‫أيضا شعراء غير موهوبين يسيرون في ركاب ذلك‬ ‫كثيرا منهم ً‬
‫يدركون حقيقة ما يصنعون‪ ،‬لكن ً‬
‫الاتجاه على غير هدى ويغطون عجز املوهبة وقلة الثقافة بما يبدو أنه تجريب وتجديد‪ ،‬وهو في‬
‫الحقيقة عبث لغوي وأسلوبي يباعد بين الشعراء واملتلقين"‪ ،22‬وهذا ينطبق على الرواية أيضا‪.‬‬
‫قد يقول قائل إن هذا الضعف يعطي انطباعا سيئا على الرواية نفسها مما يسبب‬
‫إعراض القراء عنها وحدها‪ ،‬فال يكون الضعف مأخذا على الكتابة الروائية عموما؛ نرد عن هذا‬
‫القول بأن كثرة إلانتاج الروائي خلطت الغث بالسمين‪ ،‬والقارئ إذا كان متمرسا أو ناقدا أو‬
‫باحثا سيميز بين اللغة القوية والضعيفة‪ ،‬لكن عموم القراء يختلط عليهم ألامر‪ ،‬وربما ظنوا‬
‫اللغة سليمة وألاساليب جيدة‪ ،‬وهي مليئة باألخطاء التركيبية والنحوية‪ ،‬وهذا يسهم في ضعف‬
‫لغة الرواية‪ ،‬مما يرجع بالوصم الس يء على اللغة العربية عموما‪.‬‬
‫‪ِ.4-0‬طغيان النافلة على الواجب‪ِ:‬‬
‫النفل والنافلة هو ما كان زيادة على ألاصل‪ ،‬لذا سميت صالة التطوع نافلة؛ ألنها زيادة‬
‫َ َ‬
‫﴿و َو َه ْبنا‬ ‫أجر على ما كتب من ثواب ما فرض‪ ،‬وقال هللا جل وعز في قصة إبراهيم عليه السالم‪:‬‬

‫ّ‬
‫‪991‬‬ ‫املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 1711/21/07 :‬‬ ‫مجلة العالمة‬
‫خالد ضو‬ ‫كثرة إلانتاج الروائي والقصص ي بين مظنة التجريب وتحقق التخريب‬

‫َ ُ ْ َ َ ََ ُْ َ َ َ ً‬
‫وب نا ِفلة﴾ [ألانبياء‪]01:‬؛ والنافلة هنا ولد الولد‪ ،‬ألن ألاصل كان الولد‪ ،‬فصار‬ ‫له ِإسحاق ويعق‬
‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬
‫ولد الولد زيادة على ألاصل ‪ ،‬وكذلك جاء في بعض تأويالتها في التفسير أنها الزيادة‪.‬‬
‫بناء على ما أوردنا في تعريف النافلة بالزيادة في أحد الوجوه اللغوية‪ ،‬نقول ّ‬
‫بأن الرواية‬ ‫ً‬
‫وإن كانت فنا أدبيا كما ذكرنا إال أنها ال تتصدر قائمة الفنون ألادبية‪ ،‬ومهما بلغت من درجة‬
‫تظل فضلة في التأليف؛ والاستغناء عنها ال ُيفقر املكتبة العلمية‪.‬‬
‫ً‬ ‫إن إلاقبال الذي نراه على الرواية ً‬
‫تأليفا وقراءة وبحثا له وجهان؛ وجه حسن يتمثل في‬
‫أهم والعناية بما دونه‪ ،‬وفي‬ ‫ترقية فن من فنون ألادب‪ ،‬ووجه س يء يتمثل في هجر ما هو ّ‬
‫العناصر آلاتية زيادة تفصيل في صور إلاقبال وتقييمه‪.‬‬
‫أ‪ِ/‬بالنسبة للمؤلف‪ِ:‬‬
‫نجد الكثير من الذين ينتسبون إلى عالم الرواية يعجزون عن كتابة كتاب بيداغوجي‪ ،‬أو‬
‫أنهم جعلوا وقتهم لكتابة الروايات والقصص‪ ،‬وقد يكون من بينهم أساتذة في مصاف التعليم‬
‫العالي وال يملكون كتابا بيداغوجيا واحدا‪ ،‬وهذه مثلبة تطعن في إلانتاج الفكري لألستاذ؛ حيث‬
‫أن الكتاب أكثر أولوية من الرواية قطعا‪.‬‬
‫قد يقول البعض إن الرواية التي تحافظ على ألاسس واملبادئ ال تقل شأنا عن الكتاب‬
‫البيداغوجي‪ ،‬خاصة وأنها تخلد تراث ألامة وتحفظه وتنشر الثقافات وغيرها‪ ،‬نحترم هذا الرأي‬
‫جدا‪ ،‬لكن الكتاب ال ُـم َمنهج يبقى في أولويات التأليف العلمي بال منازع‪ ،‬وهذا ما يثبته تاريخنا‬
‫العربي وإلاسالمي‪.‬‬
‫ب‪ِ/‬بالنسبة للقارئِ‪ِ:‬‬
‫التفت كثير من القراء ومحبي املطالعة إلى قراءة الروايات غثها وسمينها حتى أهمل أكثر‬
‫هؤالء قراءة الكتب الدينية‪ ،‬الفكرية‪ ،‬التاريخية‪ ،‬اللغوية وغيرها‪ ،‬فتراجعت ثقافة القراء كثيرا‪،‬‬
‫حيث أن املطالعين للكتب قبل عقد أو عقدين من الزمن فقط كانوا يتناولون الكتب الرصينة‬
‫ويسافرون ألجل شرائها فصنعوا جيال واعيا مدركا للكثير من القضايا العلمية‪ ،‬أما جيل‬
‫الروايات اليوم فبالكاد يعرف املعلوم بالضرورة في الدين والتاريخ واللغة‪.‬‬
‫إذا سألنا بعض املهووسين بقراءة الروايات والقصص عن مسألة بسيطة في اللغة أو‬
‫تحش رأسه إال باألفكار الخيالية والقصص‬ ‫ُ‬ ‫ألادب قد ال تجد عنده جوابا‪ ،‬ألن الروايات لم‬
‫الرومنسية‪ ،‬وال يستطرب أسلوبا وال يستعذب تركيبا‪.‬‬
‫ج‪ِ/‬بالنسبة للباحث‪ِ:‬‬

‫ّ‬
‫‪991‬‬ ‫املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 1711/21/07 :‬‬ ‫مجلة العالمة‬
‫خالد ضو‬ ‫كثرة إلانتاج الروائي والقصص ي بين مظنة التجريب وتحقق التخريب‬

‫اتجه جمع من الباحثين إلى إلاشادة بالنص الروائي والقصص ي‪ ،‬بين معرف وممجد‪،‬‬
‫ومؤصل لألخبار ومستخرج لألفكار‪ ،‬وهو بين هذا وذاك يشيد بعمل الروائي ويثني عليه ويمدح‬
‫أسلوبه ولغته‪ ،‬وقد تكون هاته الرواية تفتقر ألهم عموميات املنهجية‪.‬‬
‫لو أردنا أن نحص ي ألابحاث الذي تتناول موضوع التجريب في الرواية والقصة ملا‬
‫أحصيناها‪ ،‬فضال عن املواضيع ألاخرى‪ ،‬وقد صار هذا قبلة حتى ألصحاب املذكرات والرسائل‬
‫وألاطروحات العلمية‪ ،‬وأغلبهم ال يذهب إليه عن رغبة شخصية‪ ،‬بل يذهب إليه ألنه موضوع‬
‫ّ‬
‫رائج ُيمكنه من نيل عدد من القراءات والاستشهادات يظهر بها اسمه‪.‬‬
‫على قارئ هذا البحث أن يتذكر دائما ما نبهنا إليه في ألاهداف؛ حيث قلنا بأنه قراءة‬
‫نقدية بناءة نحاول من خاللها تشخيص ألادواء وإعطاء الدواء‪ ،‬انطالقا من واقع يزداد ً‬
‫سوءا‬
‫يوما بعد يوم‪ ،‬فقد انتقل الدخالء والطفيليين من ألامور العامية إلى الطوابير العلمية‪ ،‬فصاروا‬
‫يزاحمون ألادباء والفقهاء بغير حق وال وازع‪ ،‬فكان ال ّبد من طرح هذا املوضوع الواسع جدا‪،‬‬
‫الذي ال تكفي سطور هذا البحث لإلجابة عن إشكالياته واستثناءاتها‪ ،‬وتبقى توصياته محل‬
‫إضافة وتوسع إن شاء هللا‪ ،‬كما أننا ال نقصد من البحث التهجم وال التهكم بالرواية إطالقا‪،‬‬
‫فهناك من الروائيين من ال ُيمل كالمه‪ ،‬وال ينضب فيض قلمه من روعة التحرير‪ ،‬ودقة التعبير‪.‬‬
‫‪ِ.4‬الخاتمة‪ِ:‬‬
‫في ختام هذا البحث نعرض جملة من النتائج‪ ،‬مع ذكر بعض الاقتراحات‪ ،‬وذلك في‬
‫النقاط آلاتية‪:‬‬
‫‪ .1-4‬النتائج‪ِ:‬‬
‫ّ‬
‫‪ُ -1‬يشكل التجريب حلقة مهمة في الدرس الروائي املعاصر‪ ،‬وهو توظيف الجديد من العادات‬
‫وألالفاظ وألافكار في القطع ألادبية وألاساليب التعبيرية‪ ،‬بما يحقق التجديد وال يخالف‬
‫القيم وألاسس‪ ،‬ومن املؤكد أن ذلك لن يكون على إطالقه بل يلتزم بجملة من القيود‬
‫ً‬
‫تجريدا‪.‬‬ ‫ً‬
‫تجديدا ال‬ ‫ليحقق املقاصد ويكون‬
‫ُ‬
‫‪ -2‬اصطلح التجريب للداللة على أن توظيف التجديد يكون على سبيل التجريب‪ ،‬ألن التجديد‬
‫له فروع كثيرة‪ ،‬فيقتحم الروائي بأسلوبه أي سبيل من سبل التجديد الذي يحاول به‬
‫الخروج عن املألوف بما يضمن حفظ ألاصل‪ ،‬وعلى حسب درجة فهمه وإدراكه ملا يفعل‬
‫تكون نتيجة فعله‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪991‬‬ ‫املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 1711/21/07 :‬‬ ‫مجلة العالمة‬
‫خالد ضو‬ ‫كثرة إلانتاج الروائي والقصص ي بين مظنة التجريب وتحقق التخريب‬

‫‪ -0‬إن حسن توظيف التجريب مرتبط بجملة من الضوابط إذا خرج عنها ذهبت غايته‪ ،‬وربما‬
‫انتكست نتائجه للسلب ال إلايجاب‪ ،‬وتتمثل هاته الضوابط في معرفة غاية التجريب وحسن‬
‫توظيفها‪ ،‬الصدق في توظيف الحقائق وألافكار‪ ،‬واملوازنة بين تفعيل التجريب والحفاظ على‬
‫املوروث الديني والثقافي‪.‬‬
‫‪ -4‬مهما حمل التجريب من تجديد للفكر ألادبي وتجريد من النمطية‪ ،‬وتحديث للغة وألاسلوب‪،‬‬
‫وتوظيف للخيال التعبيري الخادم للواقع بأسلوب تعريض ي بليغ‪ ،‬فإنه ال ّبد أن ينضبط‬
‫ّ‬
‫ليحقق غايات إيجابية ويفرض‬ ‫بأصول اللغة ومبادئ املجتمع وحدود التصديق البشري‪،‬‬
‫نفسه نظرية ناجحة‪.‬‬
‫‪ -5‬ال تسلم الروايات كغيرها من فنون ألادب من النقد‪ ،‬ومن النقود واملآخذ املسجلة عن‬
‫متصدري الكتابة الروائية والقصصية الحديثة نجد‪ :‬تغليب ّ‬
‫الكم على الكيف‪ّ ،‬‬
‫دس ألافكار‬
‫الضاربة للمرجعية واملبادئ‪ ،‬ضعف اللغة العلمية في التأليف‪ ،‬وطغيان النافلة على الواجب‬
‫بالنسبة للمؤلف والقارئ والباحث‪.‬‬
‫حكما خاصا بالكتابة الضعيفة‬‫تم ذكره من مآخذ وسلبيات في الروايات الحديثة ً‬ ‫‪ُ -6‬ي ُّ‬
‫عد ما ّ‬
‫التي تفتقر إلى أساسيات التأليف وغايات التجريب‪ ،‬وال ُيمكن تعميمه إطالقا‪ ،‬إذ يوجد في‬
‫عالم الرواية من يؤسس للتجديد ويحافظ على ألاصل التليد‪.‬‬
‫‪ .2-4‬الاقتراحات‪ِ:‬‬
‫‪ -1‬إقامة املؤتمرات العلمية للمتخصصين في الرواية واملهتمين بها تأليفا وقراءة وبحثا؛ لصقل‬
‫توجهاتهم وضبط مدلول ومقاصده التجريب عندهم‪.‬‬
‫‪ -2‬تشديد املراقبة على الكتابات إلابداعية ومتابعتها من طرف الهيئات الخاصة باإلنتاج‬
‫الفكري‪ ،‬وتشجيع ال ُـمصيب وتقريع ال ُـمس يء‪.‬‬
‫‪ -0‬تفعيل إلاشادة إلاعالمية باألعمال الروائية املتميزة‪ ،‬والتنديد بالتي تهدم املبادئ وتنزل‬
‫املستوى الفكري وألادبي منها‪.‬‬

‫‪ِ.5‬قائمة املصادر واملراجع‪ِ:‬‬


‫‪ ‬القرآن الكريم‪ِ:‬برواية حفص عن عاصم‪ِ.‬‬
‫‪ -1‬أحمد مختار عبد الحميد عمر‪ ،‬بمساعدة فريق عمل‪ ،‬معجم اللغة العربية املعاصرة‪ ،‬القاهرة‪:‬‬
‫عالم الكتب‪ ،‬الطبعة ألاولى‪2810( ،‬هـ‪1774 /‬م)‪ِ.‬‬

‫ّ‬
‫‪910‬‬ ‫املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 1711/21/07 :‬‬ ‫مجلة العالمة‬
‫خالد ضو‬ ‫كثرة إلانتاج الروائي والقصص ي بين مظنة التجريب وتحقق التخريب‬

‫ألازهري؛ أبو منصور محمد بن أحمد الهروي‪ ،‬تهذيب اللغة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عوض مرعب‪ ،‬بيروت‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫دار إحياء التراث العربي‪ ،‬الطبعة ألاولى‪1772( ،‬م)‪.‬‬
‫حسين علي محمد حسين‪ ،‬التحرير ألادبي‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الطبعة الخامسة‪2811( ،‬هـ‪/‬‬ ‫‪-0‬‬
‫‪1778‬م)‪.‬‬
‫ابن الشجري؛ ضياء الدين أبو السعادات هبة هللا بن علي بن حمزة‪ ،‬أمالي ابن الشجري‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫محمود محمد الطناحي‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة الخانجي‪ ،‬الطبعة ألاولى‪2820( ،‬هـ‪2002 /‬م)‪.‬‬
‫الشريف الجرجاني؛ علي بن محمد بن علي الزين‪ ،‬كتاب التعريفات‪ ،‬تحقيق‪ :‬جماعة من العلماء‬ ‫‪-5‬‬
‫بإشراف الناشر‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة ألاولى‪2870( ،‬هـ‪2040 /‬م)‪.‬‬
‫صالح بن فوزان بن عبد هللا الفوزان‪ ،‬إعانة املستفيد بشرح كتاب التوحيد‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة‬ ‫‪-6‬‬
‫الرسالة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪2810( ،‬هـ‪1771 /‬م)‪.‬‬
‫صالح فضل‪ ،‬لذة التجريب الروائي‪ ،‬القاهرة‪ :‬أطلس للنشر وإلانتاج إلاعالمي‪ ،‬الطبعة ألاولى‪،‬‬ ‫‪-7‬‬
‫(‪1771‬م)‪.‬‬
‫عبد الكريم يونس الخطيب‪ ،‬التفسير القرآني للقرآن‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪( ،‬د‪.‬ط)‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫عبد هللا جاب هللا في حوار مع البيان‪ ،‬حوار بعنوان‪ :‬ممارسات التيار التغريبي في الجزائر أتت بنتائج‬ ‫‪-9‬‬
‫عكسية‪ ،‬مجلة البيان‪ ،‬العدد ‪.15‬‬
‫عبد الواسع الحميري‪ ،‬اتجاهات الخطاب النقدي وأزمة التجريب‪ ،‬دمشق‪ :‬دار الزمان للنشر‬ ‫‪-12‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة ألاولى‪1774( ،‬م)‪.‬‬
‫العسكري؛ أبو هالل الحسن بن عبد هللا بن سهل بن سعيد‪ ،‬معجم الفروق اللغوية‪ ،‬تحقيق‪ :‬بيت‬ ‫‪-11‬‬
‫هللا بيات‪ ،‬ومؤسسة النشر إلاسالمي‪ ،‬قم‪-‬إيران‪ :‬مؤسسة النشر إلاسالمي التابعة لجماعة املدرسين‪،‬‬
‫الطبعة ألاولى‪2821( ،‬هـ)‪.‬‬
‫الفراهيدي؛ أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو البصري‪ ،‬كتاب العين‪ ،‬تحقيق‪ :‬مهدي‬ ‫‪-12‬‬
‫املخزومي‪ ،‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬دار ومكتبة الهالل‪( ،‬د‪.‬ط)‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫املاوردي؛ أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري‪ ،‬تفسير املاوردي (النكت‬ ‫‪-10‬‬
‫والعيون)‪ ،‬تحقيق‪ :‬السيد ابن عبد املقصود بن عبد الرحيم‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬‬
‫(د‪.‬ت)‪.‬‬
‫محمد برادة‪ ،‬الرواية العربية ورهان التجديد‪ ،‬مجلة دبي الثقافية‪ ،‬الصدى للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪-14‬‬
‫الطبعة ألاولى‪1722( ،‬م)‪ِ.‬‬
‫محمود الضبع‪ ،‬غواية التجريب‪ ،‬حركة الشعرية العربية في مطلع ألالفية الثالثة‪ ،‬القاهرة‪ :‬الهيئة‬ ‫‪-15‬‬
‫املصرية العامة للكتاب‪( ،‬د‪.‬ط)‪1721( ،‬م)‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪919‬‬ ‫املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 1711/21/07 :‬‬ ‫مجلة العالمة‬
‫خالد ضو‬ ‫كثرة إلانتاج الروائي والقصص ي بين مظنة التجريب وتحقق التخريب‬

‫‪ -16‬الواحدي؛ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد النيسابوري‪ ،‬الوسيط في تفسير القرآن املجيد‪،‬‬
‫وآخرين‪ ،‬تقديم وتقريظ‪ :‬عبد الحي الفرماوي‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬
‫تحقيق وتعليق‪ :‬عادل أحمد عبد املوجود ِ‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة ألاولى‪2821( ،‬هـ‪2008 /‬م)‪.‬‬

‫‪ِ.6‬الهوامش وإلاحاالت‪:‬‬

‫‪ 1-‬الفراهيدي‪ ،‬كتاب العين‪ ،‬تحقيق‪ :‬مهدي املخزومي‪ ،‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬دار ومكتبة الهالل‪( ،‬د‪.‬ط)‪( ،‬د‪.‬ت)‪،‬‬
‫ج‪ ،5‬ص‪.220‬‬
‫‪ -2‬أحمد مختار عمر‪ ،‬مع فريق عمل‪ ،‬معجم اللغة العربية املعاصرة‪ ،‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪1774( ،2‬م)‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ص‪ .010‬مادة (ج ر ب)ِ‬
‫‪ -3‬أبو هالل العسكري‪ ،‬معجم الفروق اللغوية‪ ،‬تحقيق‪ :‬بيت هللا بيات‪ ،‬ومؤسسة النشر إلاسالمي‪ ،‬قم‪-‬إيران‪:‬‬
‫مؤسسة النشر إلاسالمي التابعة لجماعة املدرسين‪ ،‬ط‪2821( ،2‬هـ)‪ ،‬ص‪ُ .220‬وينظر أيضا‪ :‬ابن الشجري‪ ،‬أمالي‬
‫ابن الشجري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود محمد الطناحي‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة الخانجي‪ ،‬ط‪2002( ،2‬م)‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.220‬‬
‫‪ -4‬أحمد مختار عمر‪ ،‬مع فريق عمل‪ ،‬معجم اللغة العربية املعاصرة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.010‬‬
‫‪ -5‬حسين علي محمد حسين‪ ،‬التحرير ألادبي‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة العبيكان‪ ،‬ط‪1778( ،1‬م)‪ ،‬ص‪.240‬‬
‫‪ -6‬صالح فضل‪ ،‬لذة التجريب الروائي‪ ،‬القاهرة‪ :‬أطلس للنشر وإلانتاج إلاعالمي‪ ،‬ط‪1771( ،2‬م)‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪ -7‬محمود الضبع‪ ،‬غواية التجريب‪ ،‬حركة الشعرية العربية في مطلع ألالفية الثالثة‪ ،‬القاهرة‪ :‬الهيئة املصرية‬
‫العامة للكتاب‪( ،‬د‪.‬ط)‪1721( ،‬م)‪ ،‬ص‪.202‬‬
‫‪ُ -8‬ينظر‪ :‬حسين علي محمد حسين‪ ،‬التحرير ألادبي‪ ،‬ص‪.205 ،201 ،202 ،240 ،245‬‬
‫‪ -9‬محمد برادة‪ ،‬الرواية العربية ورهان التجديد‪ ،‬مجلة دبي الثقافية‪ ،‬الصدى للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1722( ،2‬م)‪،‬‬
‫ص‪.84‬‬
‫‪ -10‬صالح فضل‪ ،‬لذة التجريب الروائي‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪ -11‬محمد برادة‪ ،‬الرواية العربية ورهان التجديد‪ ،‬ص‪.84‬‬
‫‪ -12‬عبد الواسع الحميري‪ ،‬اتجاهات الخطاب النقدي وأزمة التجريب‪ ،‬دمشق‪ :‬دار الزمان للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫(‪1774‬م)‪ ،‬ص‪.277‬‬
‫‪ -13‬الطابوهات‪ :‬وردت في معجم اللغة العربية املعاصرة "التابوات"‪ :‬جمع "تابو"‪ ،‬وهو ما ال يحل انتهاكه‪ ،‬ويحرمَّ‬
‫مسه‪ .‬أحمد مختار عمر‪ ،‬مع فريق عمل‪ ،‬معجم اللغة العربية املعاصرة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .147‬ولو رجعنا ألصلها نجدها‬ ‫ُّ‬
‫محرم أو محظور أو ممنوع‪ ،‬لذلك هناك من عربها "طابوه"‬ ‫عربة من كلمة (‪ )taboo‬وتعني في القاموس ش يء ّ‬ ‫ُم ّ‬
‫وجمعه "طابوهات"‪.‬‬
‫‪ 14-‬صالح بن فوزان الفوزان‪ ،‬إعانة املستفيد بشرح كتاب التوحيد‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1771( ،0‬م)‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ص‪ُ .105‬وينظر أيضا‪ :‬عبد الكريم يونس الخطيب‪ ،‬التفسير القرآني للقرآن‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫(د‪.‬ط)‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.820‬‬
‫‪ُ -15‬ينظر‪ :‬حسين علي محمد حسين‪ ،‬التحرير ألادبي‪ ،‬ص‪.240‬‬

‫ّ‬
‫‪911‬‬ ‫املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 1711/21/07 :‬‬ ‫مجلة العالمة‬
‫خالد ضو‬ ‫كثرة إلانتاج الروائي والقصص ي بين مظنة التجريب وتحقق التخريب‬

‫‪ -16‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.208‬‬


‫‪ -17‬هي الطبعة التي بين أيدينا واستشهدنا منها على قوله املذكور‪ ،‬وقد عاش بعدها ‪ 5‬سنوات ربما يكون‬
‫استدرك عليها أو صحح أو أضاف‪.‬‬
‫‪ -18‬صالح فضل‪ ،‬لذة التجريب الروائي‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -19‬املأخذ‪ :‬هو ما ُيعاب على العمل أو العامل؛ ُيقال‪ :‬كان َّ‬
‫للناقد مآخذ كثيرة على الرواية ومؤلفها‪ُ ،‬ويقال‪ :‬ال‬
‫ْ َ‬
‫َمأخذ عليه؛ أي‪ :‬ليس به عيب أو نقص‪ُ .‬ينظر‪ :‬أحمد مختار عمر‪ ،‬مع فريق عمل‪ ،‬معجم اللغة العربية‬
‫املعاصرة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .07‬مادة (أ خ ذ)‬
‫ُ‬
‫‪ -20‬التلبيس‪ِ :‬ستر الحقيقة وإظهارها بخالف ما هي عليه‪ .‬ينظر‪ :‬الشريف الجرجاني‪ ،‬كتاب التعريفات‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫جماعة من العلماء‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪2040( ،2‬م)‪ ،‬ص‪ِ.55‬‬
‫‪ -21‬عبد هللا جاب هللا في حوار مع البيان‪ ،‬حوار بعنوان‪ :‬ممارسات التيار التغريبي في الجزائر أتت بنتائج عكسية‪،‬‬
‫مجلة البيان‪ ،‬العدد ‪ ،15‬ص‪.240‬‬
‫‪ -22‬حسين علي محمد حسين‪ ،‬التحرير ألادبي‪ ،‬ص‪.202‬‬
‫‪ 23-‬أبو منصور ألازهري‪ ،‬تهذيب اللغة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عوض مرعب‪ ،‬بيروت‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫(‪1772‬م)‪ ،‬ج‪ ،21‬ص‪ِ.115‬‬
‫‪ 24-‬املاوردي‪ ،‬تفسير املاوردي (النكت والعيون)‪ ،‬تحقيق‪ :‬السيد ابن عبد املقصود‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫(د‪.‬ط)‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪ُ .811‬وينظر أيضا‪ :‬أبو الحسن الواحدي‪ ،‬الوسيط في تفسير القرآن املجيد‪ ،‬تحقيق‬
‫وآخرين‪ ،‬تقديم وتقريظ‪ :‬عبد الحي الفرماوي‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫ِ‬ ‫وتعليق‪ :‬عادل عبد املوجود‬
‫(‪2008‬م)‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪.181‬‬

‫ّ‬
‫‪911‬‬ ‫املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 1711/21/07 :‬‬ ‫مجلة العالمة‬

You might also like