Professional Documents
Culture Documents
مواصفات الباحث والبحث العلمي ملتقى وطني حول آداب و أخلاقيات مهنة التدريس الجامعي و البحث العلمي
مواصفات الباحث والبحث العلمي ملتقى وطني حول آداب و أخلاقيات مهنة التدريس الجامعي و البحث العلمي
مواصفات الباحث والبحث العلمي ملتقى وطني حول آداب و أخبلقيات مهنة التدريس
الجامعي و البحث العلمي
أ .ببلل بن عرعور جامعة العربي بن المهيدي أم البواقي
أ .ليندة عمارة جامعة محمد لمين دباغين الهضاب سطيف ()02
الملخص:
تتناكؿ ا٤بداخلة مواصفات الباحث كالبحث العلمي كٙبديدا إلقاء الضوء على ا٣بلفية ا٤بعرفية كما يتعلق با٤ببادئ
العامة للبحث العلمي ،انطبلقا من أٮبية كخصائص كأخبلقيات البحث العلمي ،ككيف يستمد الباحث العلمي
بعضا من خصائصو الشخصية كا٤بهنية على أساسها ،فضبل عن أف يتحلى بصفات كخربات كقدرات علمية تكوف
ٗبثابة ا٤بعيار الذم يقاس بو كيقوـ يف ضوءه البحث العلمي.
الكلمات المفتاحية :الباحث ،البحث العلمي ،مواصفات الباحث ،مواصفات البحث العلمي.
مقدمة:
يستخدـ الباحث يف سبيل الوصوؿ إُف ا٤بعرفة العدد من أساليب ككسائل كتقنيات كطرائق البحث العلمي،
باإلضافة إُف قدرتو على التفكّب العلمي ،ككسب اال٘باىات العلمية ا٤بناسبة.
كيعترب الباحث البحث العلمي منارة لنشر كابتكار ا٤بعارؼ ،كلن يتحقق ٗبجرد التدريب على ا٣بطوات البحث
العلمي ،كتصميم مراحلو ،كاالستمرارية يف البحث ،إال إذا استند إُف ٦بموعة من ا٤ببادئ كاألخبلقيات ا٤بقبولة يف
اجملتمع.
فالعلم ٦بموعة من القيم العلمية ك٦بموعة من القيم كاألخبلقية كمن ىذا ا٤بنطلق ،فرضت أ٭باطا من السلوؾ
كاألخبلؽ يف البحث العلمي ،كالباحث عن ا٢بقيقة عليو أف يدرؾ أٮبية البحث العلمي ،كخصائصو كشركطو الٍب
يقوـ عليها ،كأف يستمد بعضا من خصائصو الشخصية كا٤بهنية على أساسها.
373
اٌؼذد ()03 مجلة الباحج للعلىم الرياضية واالجتماعية
إف البحث العلمي يف اللغة ىو أف تسأؿ عن الشيء ،كتستخرب عنو كما يقوؿ ابن منظور ،أك ىو التفحص أك
التفتيش كما يقوؿ ا١برجآف ،أما البحث يف ا٤بفهوـ االصبلحي ،فهو إثبات العبلقة بْب متغّبين بطريقة
االستدالؿ.
أما يف ا٤بصطلح العلمي :فقد تعددت معآف البحث Researchالتنقيب عن ا٢بقيقة ابتغاء إعبلهنا أك
انتشارىا دكف تقيد بدافع الباحث الشخصية أك الذاتية ،كالبحث ىو ٧باكلة صادقة الكتشاؼ ا٢بقيقة بطريقة
منهجية ،كعرضها حٌب يستطيع الباحث أف يقدـ ا٤بعرفة كلبنة جديدة كيسهم يف تقدـ اإلنسانية.
(بوحفص)30 :2016،
البحث العلمي "عملية منظمة هتدؼ إُف التوصل ٢بلوؿ ٤بشكبلت ٧بددة أك إجابة عن التساؤالت معينة
باستخداـ أساليب علمية ٧بددة ،ٲبكن أف تؤدم إُف معرفة علمية جديدة".
البحث العلمي يعِب الفحص الدقيق كا٤بنظم هبدؼ اكتشاؼ حقائق كمعلومات أك عبلقات جديدة ،كتفسّب ىذه
ا٢بقائق كا٤بعلومات ،ك٭بو ا٤بعرفة ا٢بالية كالتحقق منها .ككذلك تعديل القوانْب أك النظريات القدٲبة يف ضوء ا٢بقائق
(صالح واآلخرون)2001، كا٤بعلومات ا٢بديثة.
عملية البحث عبارة عن ٦بموعة من ا٣بطوات ا٤بنظمة ١بمع البيانات كٙبليلها كذلك لزيادة معلوماتنا كفهمنا
٤بوضوع أك قضية معينة ،كتتكوف عملية البحث من ثبلث خطوات عامة:
كعملية البحث عملية مستمرة كمألوفة لنا ٝبيعا ،فنحن ننهمك يف حل ا٤بشكبلت كل يوـ ،كتبدأ ا٤بشكلة عادة
بسؤاؿ ،مث ٪بمع بيانات لئلجابة عن ىذا السؤاؿ ،كٛبكننا ىذه البيانات بعد ٙبليلها من ا٢بصوؿ على اإلجابة
(أبو عبلم)26 :2013، ا٤بطلوبة.
374
اٌؼذد ()03 مجلة الباحج للعلىم الرياضية واالجتماعية
إف ما ٲبيز البحث العلمي عن األنشطة األخرل خصائصو ،كرغم أف ٝبيعها تشَبؾ يف خاصيٍب ٝبع ا٢بقائق
كالبيانات كتبليغها ،إال أف االستقصاء العلمي يهتم كيتسم ٗبجموعة من ا٣بصائص كالسمات ىي:
.1ا٤بوضوعيةObjectivity :
ا٤بوضوعية يف البحث كا٤بوضوعية يف عرض النتائج ،كرغم أهنا حديثة على الفكر العا٤بي إال أهنا اىم خصائص
البحث العلمي ،فا لبحث العلمي ٯبب أف يكوف منزىا عن ا٥بول الذايت ،كأف تكوف غايتو األكُف الدخوؿ إُف
ا٢بقيقة كاكتساهبا سواء اتفقت مع ميوؿ الباحث أـ ال تتفق.
يهتم االستقصاء العلمي يف ا٤بقاـ األكؿ بالتعميم كتعريف ا٣بصائص العامة ،كأ٭باط السلوؾ ا٤بشَبكة بْب االشياء
كاألحداث الٍب تتم مبلحظتها على انفراد بشكل موضوعي ،كأف تكوف ٘بربة ا٤ببلحظة قابلة للنقل لآلخرين ،أم
تكوف معرفة متبادلة بْب االشخاص ،كيعِب التكرار امكانية ا٢بصوؿ على نفس النتائج تقريبا ،إذا مت اتباع نفس
ا٤بنهج العلمي(.دويدري)70 -69 :2000،
االلتزاـ بتبِب األسلوب العلمي يف البحث من خبلؿ احَباـ ٝبيع القواعد العلمية ا٤بطلوبة لدراسة كل موضوع،
حيث أف ٘باىل أك اغفاؿ أم عنصر من عناصر البحث العلمي يقود إُف نتائج خاطئة أك ٨بالفة للواقع ،كمن ىنا
فإف ع دـ استكماؿ الشركط العلمية ا٤بتعارؼ عليها يف ىذا ا٤بيداف ٰبوؿ دكف ا٢بصوؿ الباحث على النتائج
ا٤برجوة.
يقصد هبا ضركرة التأٓف كعدـ اصدار األحكاـ النهائية؛ إذ ٯبب أف تصدر األحكاـ استنادا إُف براىْب كا٢بجج
كا٢بقائق الٍب تثبت صحة النظريات كاالقَباحات األكلية ،أم ٗبعُب أدؽ ضركرة اعتماد الباحث على أدلة كافية
(باشيوة وآخرون)49 :2010، قبل اصدار أم حكم أك التحدث عن نتائج مت التوصل إليها.
375
اٌؼذد ()03 مجلة الباحج للعلىم الرياضية واالجتماعية
.3حل ا٤بشاكل الصناعية كالزراعية كالبيئة كالصحية كالتعليمية كالَببوية كاالجتماعية كالسياسية كغّبىا.
.4التنبؤ بالظواىر من خبلؿ الوصوؿ إُف تعميمات كقوانْب ٙبكم الواقع كالظواىر.
.5التخطيط للتغلب على الصعوبات الٍب تواجو اجملتمع كاإلنسانية نتيجة العوامل الطبيعية كالبيئية كاالقتصادية
(عبد المؤمن)78 :2008، كالسياسية.
إف الباحث ملزـ ،أثناء القياـ بالبحث بإتباع القواعد الٍب ٛبثل يف ٦بموعها ما يسمى باألخبلؽ ا٣باصة بالعمل
العلمي كاحَبامها خبلؿ كل مسعى البحث ،ىناؾ مدكنة أخبلقيات تعترب ٗبثابة قوانْب مكتوبة ىي يف طريقها إُف
االنتشار أكثر فأكثر يف كل التخصصات كالفركع العلمية.
أخبلؽ العلمية٦ :بموعة من ا٤ببادئ كالواجبات األخبلقية ا٤برتبطة بسّب نشاط البحث.
(أنجرس)87 :2004،
كيف ىذا العنصر ال ٲبكن عرض سول ا٤ببادئ األخبلقية العامة كىي:
.1العناصر البشرية:
376
اٌؼذد ()03 مجلة الباحج للعلىم الرياضية واالجتماعية
يفَبض احَباـ األشخاص ا٤ب شاركْب يف البحث احَباـ نزاىتهم ،أم عدـ استغبل٥بم كاحَباـ حياهتم ا٣باصة ،كذلك
بعدـ افشاء اسرارىا كما قد يسببو ذلك ٥بم من قلق كحّبة٥ ،بذا فا٤بطلوب من الباحث أف يقلل من ذلك ما
استطاع.
القاعدة العامة ىي أف يقدـ الباحث للمشاركْب يف البحث ،كمنذ الوىلة األكُف سبب البحث كبالتاِف سيتعاكنوف
معو كىم على دراية بذلك.
ينبغي ٘بنب ا٢باالت الٍب قد تَبؾ آثار جسدية كنفسية سلبية لدل ا٤ببحوثْب.
إف الضغط على األشخاص كدفعهم بالقوة إُف ا٤بشاركة يف ٕبث ميدآف عن طريق استعماؿ االبتزاز ،اك اللجوء إُف
سلطة الباحث ٗبثابة دليل صارخ على عدـ احَباـ نزاىة األشخاص.
أال يبوح الباحث هبوية ىؤالء كأكلئك الذين أرادكا عن طواعية أف يشاركوا يف البحث.
إف العيوب الٍب قد يتسبب فيها الباحث نتيجة الوقت أك التنقل الذم يفرضو على ا٤ببحوثْب ،ال بد من تعويضها
باالىتماـ الذم يثّبه البحث لدل ىؤالء ا٤ببحوثْب ،إف ىذا اإلىتماـ قد يكوف ذك صبغة فكرية كما يكوف ذك
صبغة عاطفية ،ذلك ألف االشخاص قد يظهركا ارتياحا كبّبا ألنو يكوف يف امكاهنم التعبّب عن جزء من ذكاهتم
ا٣باصة كأهنم قد كجدكا من يستمع إليهم أثناء اجراء البحث.
كما ٲبكن أف يكوف ىذا االىتماـ ذك صبغة مالية ،كلكن ليس إُف درجة أف تكوف ىي ا٤بصدر الوحيد الذم
ٰبثهم على ا٤بشاركة ،ىكذا فإذا كاف من السهل القياـ ببحث ،مثلما جرت العادة مع االشخاص االقل ثراء
كا٤بستعدين لتقبل ذلك
فبل بد با٤ب قابل من تشجيعهم كمكافأهتم بأية صورة كانت ،باختصار مهما كانت ا٤بزايا ا٤بمنوحة للمشاركْب يف
البحث فينبغي أف تكوف موازية على األقل للعيوب الٍب قد ٙبدث بعض ا٤بتاعب ٥بؤالء األشخاص.
377
اٌؼذد ()03 مجلة الباحج للعلىم الرياضية واالجتماعية
بصفة عامة ال بد من كجود ثقة متبادلة يف إطار العبلقة الرابطة بْب الباحثْب كا٤ببحوثْب ،كلن تكوف عملية البحث
ناجحة إال باحَبامها ٥بذا الشرط البالغ األٮبية ،فإذا ماٛبت إقامة ىذا االحَباـ ا٤بتبادؿ ،فإنو سيضمن الصبغة
( أنجرس)90 -89 :2004، األخبلقية للعمل العلمي.
.3اجملموعة العلمية:
إذا كاف م طلوبا من الباحث أك الباحثة أف يكوف صادقا مع األشخاص الذين يشاركوف يف البحث ،فاألحرل بو
أف يكوف كذلك مع أعضاء اجملموعة العلمية ،أم أؤلئك الذين يتقاسم معهم نفس ميداف النشاط٥ ،بذا ينبغي أف
يكوف شفافية أماـ زمبلئو يف البحث ا٤بكتمل ،كناقدا للبحوث الٍب يقوـ با٪بازىا اآلخركف.
إال أف الشفافية تتطلب أكثر من ىذا ،لذلك ال بد من نشر البحث كجعل معطياتو يف متناكؿ الغّب ،كىذا يسمح
بالتبادؿ العاـ لئلنتقادات كضمانة للموضوعية ،إف العلم هبذا الشكل يثمن أك يقيم إال من طرؼ ا١بميع،
كمصداقيتو ال تستمر إال إذا قبل العلماء ىذا النوع من لعبة التقييم ا٤بتبادؿ ،كينبغي أف تذىب نزاىتهم إُف حد
السماح لآلخرين باالطبلع على معطيات البحث ،كىذا ما يؤدم بالتأكيد إُف الكشف عن األخطاء ا٤بمكنة،
كإُف الكشف أيضا عن مواطن التضليل مثل نشر معطيات خاطئة أك تزييف النتائج.
(أنجرس)90 :2004،
.4ا١بمهور:
للجم هور ا٢بق يف معرفة االكتشافات العلمية األساسية ،حٌب كلو كاف ذلك بصفة عامة ،إف ا٤بطلوب من العلماء
يف ىذا اجملاؿ أال يقتصركا ا٢بديث مع أصدقائهم فقط ،بل ينبغي عليهم ا٤بساٮبة با٤بناسبة يف اطبلع ا١بمهور
الواسع على نتائج ٕبوثهم ،كىذه طريقة أخرل للتأكد من االحَباـ الذم ٲبنحو الباحثوف للعناصر البشرية.
( أنجرس)91 :2004،
كلقد كضعت كثّب من ا٥بيئات الدكلية قواعد أخبلقية يلتزـ هبا أعضاؤىا ،كمن بْب ىذه ا٥بيئات رابطة علم النفس
األمريكية ، APAإذا كضعت ىذه الرابطة ميثاقا للتصرؼ األخبلقي للباحثْب ،كيبلحظ أف ا٤بعايّب األخبلقية
اإلضافية ا٣باصة قد ٝبعت يف ٜبآف فئات ،كىي:
378
اٌؼذد ()03 مجلة الباحج للعلىم الرياضية واالجتماعية
ا٤بعايّب العامة.
التقؤف أك التدخل.
العبلج.
ا٣بصوصية كالسرية.
األنشطة الشرعية.
يعرؼ الباحث العلمي بأنو ىو ا٤بخطط كا٤بنظم كا٤بنفذ كا٤بوجو ٤بختلف مراحل البحث العلمي ،كصوال إُف النتائج
العلمية كا٤بنطقية ،كهبدؼ الوقوؼ على دكره يف البحث العلمي ،نتاكؿ جانبْب ىامْب :اإلعداد ،الصفات
الشخصية.
.1اإلعداد :Formationكيشمل التدريب الفكرم كالفِب ،كاكتساب خربة العمل ،فعلى الباحث ا٤بتدرب أف
يدرس عددا من العلوـ احملددة كي يتمكن من العمل على النحو ا٤بناسب كباحث علمي.
على أية حاؿ فقد كضع العلماء عددا من الصفات الٍب ينبغي أف يتحلى هبا الباحث:
.1حب االستطبلع:
379
اٌؼذد ()03 مجلة الباحج للعلىم الرياضية واالجتماعية
الرغبة ا٤بستمرة يف البحث كالتقصي ك٧باكلة إٯباد إجابات ،كتفسّبات مقبولة لتساؤالتو عما ٰبدث حولو من
أحداث كظواىر ،كقد ٙبلى علماؤنا كفبلسفتنا األكائل هبذه الصفة فأخرجوا لنا ىذه الذخّبة العلمية الٍب مازلنا
رغم مركر القركف ،ننهل منها كنثرم هبا إٔباثنا فما تزاؿ ىي العمدة كاألساس يف ٦با٥با.
(صالح)49 :1998،
إف الكثّب من البحوث كالرسائل ٙب تاج إُف التفتيش ا٤بستمر ،كالطويل أحيانا عن مصادر ا٤بعلومات ا٤بطلوبة
كا٤بناسبة ،كإف العديد منها ٰبتاج إُف مراجعات طويلة ،كمتبعة أحيانا للمؤسسات ا٤بعينة بالبحوث ،أك ٝبع
البيانات منها ،كىنا قد ال ٯبد الباحث التسهيبلت كالتجاكب ا٤بناسبْب منهم ألسباب عدة .لذا فإف الباحث
الناجح ٕباجة إُف ٙبمل مثل تلك ا٤بشاؽ ،كغّبىا كالتعايش معها بذكاء كصرب كتآف(.قنديلجي)43 :1999،
ىذه الصفة ضركرية للباحث ،ألنو بدكهنا لن يستطيع أف يربط بْب األفكار ،كال أف يوازف بينها ،كلن يتمكن من
ٙبليل األفكار كتركيبها كاستنتاج ما ٲبكن استنتاجو من النتائج.
فالباحث العلمي يعتمد على البديهة ا٤بتوقدة الٍب ٘بعل الباحث يربط بْب فكرة قرأىا اليوـ ،كفكرة قرأىا من
(صالح)51 :1998، شهور.
إف تواضع الباحث كعدـ ترفعو على الباحثْب اآلخرين الذين سبقوه يف ٦باؿ ٕبثو كموضوعو الذم يتناكلو أمر يف
غاية األٮبية ،فعلى الباحث تقع مسؤكلية التعرؼ ،كبشكل كايف على ما كتبو اآلخركف من ٕبوث كدراسات بغض
النظر عن قرهبم منو أك بعدىم عنو ،أك بقدر ما يكنو لو من اعتزاز شخصي أكال ،كمهما كصل ىذا الباحث إُف
مرتبة متقدمة يف عملو ،كٕبثو كمعرفتو يف ٦باؿ كموضوع ٧بدد ،فإنو يبقى ٕباجة إُف االستزادة من العلم ،كا٤بعرفة،
لذا فإنو ٰبتاج إُف التواضع أماـ نتاجات كأعماؿ اآلخرين.
(قنديلجي)44 :1999،
380
اٌؼذد ()03 مجلة الباحج للعلىم الرياضية واالجتماعية
.5األمانة العلمية:
تظهر األمانة العلمية لدل الباحث يف عدـ نسبة أفكار الغّب كآرائهم إُف نفسو ،كيف االقتباس ا١بيد ،كاإلسناد
لكل رأم أك فكرة أك معلومة إُف صاحبها األصلي ،كبياف مكاف كجودىا ،بدقة كعناية يف ا٤بصادر كا٤براجع
ا٤بعتمدة ،ككلما تقيد الباحث بقواعد األمانة العلمي كلما ازدادت شخصية العلمية قوة كأصالة.
فليس من األمانة يف شيء أف تنسب ٦بهودات كأفكار اآلخرين لنا ،كىذا يقلل من شأف كقيمة البحث العلمي؛
(لبيهي)16 :2013، فاألصالة ىي خلق رفيع قبل أف تكوف قاعدة منهجية ال يتم البحث إال هبا.
كفيما يلي سوؼ نلخص أىم الصفات الٍب ٯبب أف يتصف هبا الباحث كالٍب ٯبب أف يتحلى هبا:
أف يكوف الباحث ٧ببا للعلم كحب االستطبلع ،اليقف عند حد معْب كاسع االطبلع ،عميق التفكّب.
أف يعنز الباحث بآرائو كٰبَبـ آراء اآلخرين.
أف يتمتع الباحث بدقة يف ٝبع األدلة كا٤ببلحظات كعدـ التسرع يف الوصوؿ إُف قرارات ماَف تدعمها
األدلة الدقيقة الكافية.
أف يكوف الباحث مياال إُف التأمل كالتحليل متمتعا ٗبلكة التخيل حٌب يستطيع اف يتصور كيفية سّب
العمل.
االعتداد بآراء اآلخرين كاحَباـ ىذه اآلراء كعدـ فرض رأيو الشخصي.
تقبل النقد ا٤بوجو إُف آرائو من اآلخرين.
األمانة يف نقل آراء الغّب أدلتهم.
أف يكوف مؤمنا بدكر العلم كالبحث العلمي يف حل ا٤بشكبلت يف اجملاالت ا٤بختلفة.
(صابر ،خفاقة)29 -28 :2002،
ىناؾ ا٘باىات علمية يستند إليها الباحث يف تفعيل البحث العلمي كتتلخص فيما يلي:
381
اٌؼذد ()03 مجلة الباحج للعلىم الرياضية واالجتماعية
إف الثقة ب العلم ىو الوسيلة ا٢بقيقية لوصوؿ الفرد االنسآف إُف حقائق ،كٙبسْب أسلوب ا٢بياة من خبلؿ إٲباف
الباحث بأٮبية العلم من اجل إٯباد حلوؿ مناسبة للمشكبلت الٍب تواجهو.
إف الظواىر الطبيعية كاالجتماعية كاالقتصادية كغّبىا يف تغّب مستمر ،كبذلك ٙبتاج إُف البحث كالدراسة ا٤بستمرة
لتفسّب ا٤ببهم من الظواىر.
.4االنفتاح العقلي:
على الباحث أف يكوف متحرر الذىن من ٝبيع األفكار ا٤بسبقة ،كيتمتع ٕبرية ذاتية متحررة من التزمت كا١بمود
كالتحيز كالتعصب ،كأف يكوف على دراية بأف الظواىر ،كما يتم مشاىدتو من كقائع قد تتغّب ،كبذلك ال بد من
تغيّب منطلقاتو كحٌب حقائقو.
.5االبتعاد عن السجاؿ:
الباحث العلمي ال ٯبادؿ اآلخرين ،فالسجاؿ يعِب التعصب كالتحيز ا٤بسبق لفكرة دكف أخرل ،كبذلك يبتعد عن
السجاؿ كٲبيل إُف االعتماد على الربىاف كا٤ببلحظة كالقياس للوصوؿ إُف حقيقة.
.6تقبل ا٢بقائق:
الباحث العلمي يتقبل ا٢بقائق الٍب يتوصل إليها أك يكتشفها ،ككذلك عليو تقبل ا٢بقائق الٍب يكتشفها الباحثوف
اآلخركف ،كيتميز بقدرتو على تقبل ا٢بقائق الٍب ٚبالف آرائو كمعتقداتو.
.7األمانة كالدقة:
يعد البحث العلمي أمانة عند الباحث يقوـ ٗببلحظتو بدقة كيوصفها ٗبوضوعية ،حيث تبلحظ أك تعد أك تسجل،
كيعلن نتائجو كماىي عند قياسها.
382
اٌؼذد ()03 مجلة الباحج للعلىم الرياضية واالجتماعية
مهمة الباحث العلمي البحث عن االدلة ٛبكنو من اصدار حكم موضوعي لبحثو ،كعليو أف يتسم بالركية كالتأٓف،
كأف ال يتسرع يف اصدار األحكاـ.
الباحث العلمي ىو ذلك الذم يبتعد عن التفسّبات كالغيبية كالصدفة يف تفسّب الظاىرة أك الظواىر موضوع
(عبد المؤمن)70 -69 :2008، الدراسة.
ىناؾ ٦بموعة من ا٣بربات كالقدرات ال بد من أف تتوفر يف الباحث العلمي حٍب يتمكن من القياـ بالبحث كٝبع
ا٤بعلومات كتفسّبىا كتعميمها ،ىذه القدرات كا٣بربات تتمثل يف:
.1ا٣بربة العلمية:
إف ا٣بربة ا٤بتانية من خبلؿ ا٤بمارسة كالنشاط يف ميداف التخصص تساعد الباحث أك جامع ا٤بعلومات على
تشخيص ا٤بشكبلت األكثر ا٢باحا الٍب يعانيها كاقع العمل ،كالٍب ٙبتاج إُف تكريس ا١بهود لدراستها.
.2التخصص األكادٲبي:
إف أحد مقومات ٪باح البحث أف يكوف يف ميداف االختصاص ،كذلك ألف التخصص يف ميداف معْب يوفر
للباحث خربة معرفية ،كيكشف عن اال٪بازات العلمية يف ٦باؿ ٚبصصو ،كيساعده على تشخيص ا٤بشكبلت الٍب
يعانيها ذلك ا٤بيداف التخصصي ،كتلك الٍب ٕبثت أك الٍب مازالت ٕباجة إُف ا٤بزيد من البحث.
تشمل بعض الربامج ا٤بتخصصة يف ا٘باه معْب للبحوث على أنشطة متعددة كمتنوعة تزكد الباحث الدارس فيها
ٖبلفية مناسبة ،كتوفر لديو خربة تساعده على القياـ بأعماؿ ٕبثية علمية كتؤىلو لتلك ا٤بهمة.
383
اٌؼذد ()03 مجلة الباحج للعلىم الرياضية واالجتماعية
إف الباحث العلمي أك جامع ا٤بعلومات البد من أف ٲبتلك مهارة علمية يف القرارات الواسعة اإلطبلع على
األٕباث كالدراسات الٍب ٛبت يف حقل ٚبصصو ،فعن طريق القرارات الناقدة ا٤بتعمقة يف ا٤بطبوعات كالدكريات٩ ،با
ٲبكنو من ا٢بصوؿ على ٦بموعا من األفكار كالنظريات الٍب تغُب عملو ا٤بيدآف كٚبصصو.
أف ٲبتلك جامع ا٤بعلومات مقدرة علمية فائقة يف تسجيل ا٤ببلحظات بأسلوب علمي منظم كمرتب حٌب تكوف
ىذه ا٤ببلحظات أساسا موضوعيا يسمح بإجراء دراسة علمية.
كىي احملادثة ا١بادة ا٤بوجهة ٫بو ىدؼ ٧بدد غّب ٦برد الرغبة يف احملادثة لذاهتا.
عند اعتماد الباحث استمارة االستبياف أك ا٤بقابلة أك ا٤ببلحظة ،أدكات يف ٝبع البيانات أك كذلك اعتماده
السجبلت كاإلحصاءات يف ٝبع بياناتو ،فإنو ٙبتاج إُف خطوات أخرل تتمثل يف تفريغ ىذه البيانات على
استمارة تصمم خصيصا ٥بذا الغرض.
أف يتصف الباحث بالقدرة على فهم الطرائق العلمية ،كاستخدامها يف ٙبليل البيانات كمناقشتها.
على ضوء أكجو اإلختبلؼ بْب الظواىر اإلنسانية كالظواىر الطبيعية ،فإف ىناؾ ٦بموعة من ا٤ببادئ الٍب ٯبب أف
يلتزـ هبا الباحث كىي:
.1الصرب كا١بلد :نظرا ألف عملية البحث عملية شاقة ذىنيا كجسديا كماديا.
384
اٌؼذد ()03 مجلة الباحج للعلىم الرياضية واالجتماعية
.2الذكاء كا٤بوىبة :كذلك لئلستفادة منها يف إختيار ا٤بشكلة كٙبديدىا كعمل بقية عناصر البحث كفق األسس
العملية ا٤بقررة.
.3التواضع العلمي :كذلك لتفادم الزىو بقدراتو ،كما ٯبب عليو أف يسلم بنسبية ما توصل إليو من نتائج ،كأف
عليو العدكؿ عن رأيو إذا ما توفرت آراء قيمة ٨بتلفة.
.4األمانة العلميةٗ :بعُب أف ال يلجأ الباحث إُف تزكير يف اإلجابات أك يف االقتباس من مصادر ا٤بوثوقة.
.5احَباـ ا٤ببحوثٗ :بعُب أف ال يوجو الباحث األسئلة الٍب ٙبط من قدر ا٤ببحوث ،كتقلل من احَبامو لنفسو.
.6ا٤ب صارحةٗ :بعُب أف يوضح الباحث أىداؼ ٕبثو ا٢بقيقية للمبحوث ،كبالتاِف تأيت ا٤بشاركة على النحو ا٤بطلوب
من جانب ا٤ببحوث.
.7ا٤بشاركة التطوعيةٗ :بعُب للمبحوث حرية االختيار يف ا٤بشاركة كاالنسحاب منها كقتما شاء دكف ٩بارسة ضغوط
عليو من قبل الباحث.
.8السريةٗ :بعُب عدـ اظهار استجابات ا٤ببحوثْب ،كاقتصار استخدامها على أغراض البحث العلمي ،حٌب كلو
على الباحث نفسو لضماف ا٢بياد.
.9ا٤بساكاةٗ :بعُب اشعار ا٤ببحوثْب بأهنم سواء ألنو قد مت اختيارىم ٩بثلْب لعينة الدراسة بصورة عشوائية.
ٞ.10باية ا٤بشاركْب من أم ضررٗ :بعُب الباحث مسؤكؿ عن توفّب ا٢بماية للمبحوثْب ا٤بشاركْب يف البحث من
أم خطر مادم أك معنوم أك إجتماعي.
.11اعداد تقرير كاؼٗ :بعُب أف الباحث بعد ما يفرغ من اعداد ٕبثو مسؤكؿ عن كتابة تقرير عن نتائج البحث.
385
اٌؼذد ()03 مجلة الباحج للعلىم الرياضية واالجتماعية
خاتمة:
البحث العلمي أحد أىم الركائز يف تكوين الصرح الفكرم كالثقايف كا٤بعريف للباحث ،فهو ينمي ملكات الباحث
العقلية كيقدـ لو إضافات معرفية ،كيكسبو قدرة التعامل مع كقائع كقضايا اجملتمع ا٤بختلفة.
كحٌب ٰبظى البحث العلمي باىتماـ ا لباحث كيشغل تفكّبه ال بد من تأسيس عبلقة بينهما؛ ىذه العبلقة تكوف
متكاملة ،حيث يتحلى الباحث بصفات كقدرات كخربات كأخبلقيات علمية يستمدىا من معرفتو ٤ببادئ البحث
العلمي كا٣بفية النظرية كا٤بعرفية الٍب يقوـ عليها ىذا األخّب.
إف اإلٲباف ب ػ ػ كاالنطبلؽ من أٮبية كخصائص كصفات كأخبلقيات البحث العلمي ،تكوف ٗبثابة ا٤بعايّب الٍب يقاس
هبا الباحث ،كيقوـ يف ضوءىا البحث العلمي.
قائمة المراجع:
.1أبو عبلـ ،رجاء ٧بمود.)2013(.مناىج البحث الكمي كالنوعي كا٤بختلط( .ط .)1عماف :دار ا٤بسّبة
للنشر كالتوزيع كالطباعة.
.2االسدم ،سعيد جاسم .)2008(.أخبلقيات البحث العلمي يف العلوـ االنسانية كالَببوية كاالجتماعية.
(ط .)2البصرة :مؤسسة الوارث الثقافية.
.3أ٪برس ،ـ .)2004(.منهجية البحث العلمي يف العلوـ اإلنسانية :تدريبات عملية(.بوزيد صحراكم
كآخركف ،مَبجم) .ا١بزائر :دار القصبة للنشر.
.4باشيوة٢ ،بسن عبد اهلل ،كآخركف .)2010(.البحث العلمي :مفاىيم.أساليب.تطبيقات( .ط.)1
عماف :الوراؽ للنشر كالتوزيع.
.5بوحفص ،عبد الكرٔف .)2016(.أسس كمناىج البحث يف علم النفس( .ط .)2ا١بزائر :ديواف
ا٤بطبوعات ا١بامعية.
.6دكيدرم ،رجاء كحيد .)2000(.البحث العلمي :أساسياتو النظرية ك٩بارستو العلمية( .ط .)1دمشق:
دار الفكر.
.7صابر فاطمة عوض ،خفاجة مرفت علي .)2002(.أسس كمبادئ البحث العلمي(.ط .)1اإلسكندرية:
مكتبة كمطبعة اإلشعاع الفنية.
386
اٌؼذد ()03 مجلة الباحج للعلىم الرياضية واالجتماعية
.8صاٌف ،أبو القاسم عبد القادر ،كآخركف .)2001(.ا٤برشد يف إعداد البحوث كالدراسات العلمية(.
ط .)1السوداف :مركز البحث العلمي كالعبلقات ا٣بارجية -جامعة السوداف للعلوـ كالتكنولوجيا-
.9صاٌف ،سعد الدين السيد .)1993(.البحث العلمي كمناىجو النظرية (رؤية إسبلمية)( .ط .)2جدة:
مكتبة الصحابة.
.10عبد ا٤بؤمن ،علي معمر .)2008(.مناىج البحث يف العلوـ االجتماعية (األساسيات كالتقنيات
كاألساليب) (.ط .)1ليبيا :منشورات جامعة 07أكتوبر.
.11قنديلجي ،عامر .)1999(.البحث العلمي كاستخداـ مصادر ا٤بعلومات( .ط .)1عماف :دار اليازكرم
العلمية للنشر كالتوزيع.
.12لبيهي ،خدٯبة .)2013(.البحث العلمي كالطالب ا١بامعي أية عبلقة٦ .بلة الدراسات كالبحوث
اإلجتماعية جامعة الوادم ،العدد .03عدد الصفحات من .25 -13
387