Professional Documents
Culture Documents
Mdrsjrns v16n4p43 Fa
Mdrsjrns v16n4p43 Fa
2
محّم دجعفر حبيبزاده ،1السّيد دريد الموسوي المجاب
إّن أص00 0ل المس00 0ؤولية مسّ00 0لم باإلجم00 0اع ،و ليس الق00 0انون كّل ه إال تجس00 0يدًا للمس00 0ؤولية و تنظيم ً0 0ا
ألحكامها .و البحث في المسؤولية ،باألخص بوص0فها الجن0ائي ،من أدّق و أهّم البح0وث القانوني0ة
و أش ّ0ق ها .و أعق 00د م 00ا في المس 00ؤولية الجنائي 00ة و وج 00ه الص 00عوبة في تحدي 00د أساس 00ها ،ه 00و ارتباط 00ه
الوثي00ق بقض00ية اإلرادة و الحري00ة ال00تي في حقيقته00ا هي ج00وهرة اإلنس00انية و األهلي00ة الجنائي00ة؛ ه00ذه
القضية ،هي قضية شائكة لم تشغل رجال القانون وحدهم ،بل شغلت كثيرًا من الناس قبلهم.
إّننا نعتقد بأن المسؤولية هي العم0ود الفق0ري في النظ0ام الق0انوني كّله و واس0طة العق0د و هم0زة
الوص 00ل بين الق 00انون و العلوم اإلجتماعي 00ة األخ 00ری؛ و تعت 00بر به 00ذه الص 00فة ،المّم ر ال 00ذي تع 00بر من
خالله المذاهب الفلسفية و اإلجتماعية إلی القانون الجنائي بنوع خاص.
و أس00اس المس00ؤولية الجنائي00ة يرتب00ط ارتباطً0ا مباش00رًا و الزمً0ا بمش00كلة الحري00ة ،و ب00دور اإلرادة
اإلنسانية في صنع القرار الصادر عن كل فرد ،و الدراسة هنا فلسفية بالدرجة األولی؛ ألنها تتعلق
بالجبر و اإلختيار و هي من أمهات األفكار الفلسفية و من أكثرها إثارة للمتاعب.
أما اإلرادة الكامنة في النفس ،فهي عمل نفسي ينعقد به العزم على شىء معّين .و يقّ0ر ر علم00اء
القانون _ كّم ا يقّ0ر ر علم0اء النفس _ أن اإلرادة يس0بقها عمالن تحض0يريان و يليه0ا عم0ل تنفي0ذي؛
ف00أول مرحلة هي اتج00اه الفك00ر إلى أم00ر معّين ،و ه00ذا ه00و اإلدراك .ثّم يلي ذل00ك ،مرحلة الت00دّبر؛
فيزن الش0خص األم0ر و يت0دّبره .ثّم ت0أتي المرحلة الثالث0ة و هي إمض0اء العزيم0ة في ه0ذا األم0ر؛ ف0إذا
انعقدت ،لم يبق بعد ذلك إّال مرحلة رابعة و هي مرحلة التنفيذ .و هذه المرحلة األخيرة هي عمل
خارجي ،أما المراحل الثالث األولی ،فهي مراحل داخلية نفس0ية :إثنت0ان منه0ا ترجع00ان إلى التفك0ير
و الثالثة هي اإلرادة المقصودة.
.1األستاذ املشارك يف القانون اجلنائي و علم اإلجرام ،جامعة تربية املدّر س (جامعة تربيت مدرس بطهران)habibzam@modares.ac.ir ،
.2الطالب يف مرحلة الّدكتوراه يف القانون اجلنائي و علم اإلجرام ،جامعة تربيت مدرسd_mousavi@modares.ac.ir ،
43
دوُر اإلرادة يف املسؤولية اجلنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراين
و معن 00ا ه 00ذا الموض 00وع ،أّن اإلرادة بطبيعته 00ا تتش 00كل من عناص 00ر مختلف 00ة و تم ّ0ر على مراح 00ل
متمّي زة؛ و على ه0ذا األس00اس ،يقتض0ي المالحظ00ة أّن العوام00ل ال0تي تفس0د اإلرادة يمكن أن تق00ع في
إحدى مراحل تكّو ن الفعل اإلرادي؛ فإما أنها تقع على اإلدراك فتعدمه أو تشّو ش00ه و إم00ا تق00ع على
التدّبر فتفسده أو تعّطله و إما على القرار فتجّر ده من مقّو مات0ه الس0ليمة و إم00ا على التنفي0ذ فتجّ0ر ده
من دوافعه أو تزوده بدوافع وهمية أو غير سليمة.
في هذا المجال ،نحن نحاول أن نبّين مفهوم اإلرادة و دوُر ها األساسي في األهلي00ة الجنائي00ه و
تبعًا لها في المسؤولية الجنائيه ،استنادًا إلى اآلراء الحقوقية و المصادر القانونية.
ظهرت منذ ظهور البشر؛ فلتجّنب مثل هذه اإلصPPطدامات، .1مقّد مة
و لتحقي PPق العدال PPة يف ال PPذين يتغاض PPون عن حق PPوق و حي PPاة إّن ك PPل جمتم PPع س PPواء ك PPان هذا اجملتم PPع ص PPغريًا ،متخلف ًPا أم
اآلخPP Pرين ،أصPP Pبح وجPP Pود القPP Pانون أمPP Pرًا ضPP Pروريًا و حتمي ًP Pا متقّP Pد مًا ،فق PPريًا أم غنيًP Pا ،حيت PPاُج إىل ق PPوانني و أنظم PPة لتنظيم
(حمس PP P P P P Pين1977 ،م .)1-2:.أم PP P P P P Pا املهم ،تب PP P P P P Pيني احلدود العالقات بني األفراد؛ ألن كّل جمتمع ينشأ من أفPراد خمتلفني
و متفPP Pاوتني ،و مبا أن هؤالء األفPP Pراد متشPP Pاهبني ظاهري ًP Pا يف
بنPP P P Pائهم البPP P P Pدين و اجلسPP P P Pدي ،فهم كPP P P Pذلك مشPP P P Pرتكني يف
الرغب PP Pات و املي PP Pول الباطني PP Pة و هذا اإلش PP Pرتاك يف املي PP Pول و
الرغبPPات يق ّPر هبم من بعضPPهم ليتعPPاونوا يف الوصPPول إىل هذه
األهداف و الرغب PPات من ناحي PPة ،ولكّن ه من ناحيٍP Pة أخ PPرى
ي PPؤدي أحيان ًPا إىل اإلص PPطدام فيم PPا بينهم ،و بالت PPايل فاّن ه من
الّض روري وجPP P P Pود قPP P P Pوانني و أنظمPP P P Pة لتجّنب مثPP P P Pل هذا
اإلصطدام.
إّن ك ّPل العلم PPاء ،بغّض الّنظ PPر عن أفك PPارهم و وجه PPات
نظPP P Pرهم اخلاصPP P Pة ،مّتفقPP P Pون على لPP P Pزوم و ضPP P Pرورة وجPP P Pود
الق PPوانني و األنظمPP Pة؛ ألّن ه ال ميكن وجPP Pود جمتمPP Pع و مدينPP Pة
فاض PPلة ب PPدون ق PPوانني و أنظم PPة .و فك PPرة الق PPانون ،ت PPرادف
املسPPؤولية و اجلزاء؛ باحلقيقPة ،إّن لPزوم احليPاة مPع اآلخPرين و
الّتعPPايش معهم قPPد يPPؤدي أحيان ًPا إىل نشPPوء نPPزاٍع و خصPPومٍة
بني األف PPراد ألج PPل منفعٍP Pة م PPا ،و هذه اخلص PPومة ك PPانت ق PPد
44
حمّم دجعفر حبيبزاده ،السّيد دريد املوسوي اجملاب
املس PPؤولية األدبي PPة أو األخالقي PPة ،كاجتاه س PPائد يف الفق PPه، للمس PP Pؤولية اجلنائي PP Pة 0و ترس PP Pيم خطوطه PP Pا -تبعًP P Pا إلثب PP Pات
يقيم املس PPؤولية على حري PPة اإلرادة؛ هذه املس PPؤولية تع PPين أن األهلي PP P Pة اجلنائي PP P Pة - 0بش PP P Pكل ق PP P Pانوّين؛ فهن PP P Pا ي PP P Pربز دور
اإلنس PPان خ PPالق أفعال PPه و أن PPه ك PPان و هو يفع PPل يف حال PPة من اإلرادة 0و مؤلفاهتا األساسية بوضوح.
احلري PPة ،تس PPمح ل PPه بالفع PPل أو الرّت ك ،فاملس PPؤولية هبذا املع PPنی إّن املسPPؤولية من لPPوازم احليPPاة اإلنسPPانية نفسPPها ،فحيثمPPا
تعPP Pين انتسPP Pاب الفعPP Pل إىل الفاعPP Pل ،من حيث هو صPP Pاحب كPP Pان اإلنس PP Pان ،كPP Pانت مس PP Pؤوليته؛ ألّن ه دائمًP P Pا ط PP Pرف يف
الق PPرار و مال PPك الق PPدرة على الفع PPل أو ض PPده .و احلري PPة هبذا عالقته ،سPواء مPع نفسPه أو مPع غPريه أو مPع رّبه و هذا يعPين
املعنی ،هي الشPرط األول ،لكPل فعٍPل أخالقي ،أو لكPل فعPل أّن ه مس PPؤول يف ك ّPل ح PPاٍل .و البحث فی املس PPؤولية اجلنائي PPة
إنسPان مسPؤول (إمPام1991 ،م .)156 :.هذا و قPد أنكPر من أهّم البحوث القانونية و أعوصها؛ ألن املسؤولية ليسPPت
احلتميPون حريPة اإلنسPPان على هذا النحPPو ،و وجPدوا أنصPPارًا مشكلة قانونية بقدر مPPا هي مشPPكلة إنسPPانية ،و هي مشPPكلة
هلم من PPذ أق PPدم العص PPور الفلس PPفية؛ كم PPا أّن احلتمي PPة يف اجملال عام PPة يف الزم PPان و يف املك PPان و علی ص PPعيد الفك PPر اإلنس PPاين
اجلنPPائي ،إسPPتولت موجPPة اإلميان هبا على ك ّPل فPPروع املعرفPPة بك ّPل ص PPوره و ألوان PPه .ف PPالبحث فيه PPا ليس ولي PPد عص PPر و ال
يف الق PPرن التاس PPع عش PPر امليالدي ،و ب PPدأ البحث عن أس PPباب شعب و ال دين و ال فكر بعينPه؛ و إمنا البحث فيهPPا كPان -
الظPاهرة اإلجراميPة يف ضPوء االعتقPاد باحلتميPة ،و هو اعتقPاد و اليPزال -شPغل اإلنسPان منPذ كPان اإلنسPان و أيًPا مPا كPان
جيع PPل الس PPلوك اإلج PPرامي ذا س PPبب باعتب PPار أن تل PPك احلتمي PPة فPPرع ختصّص ه ،بPل أيًPا مPPا كPان قPPدر ثقافتPه .و من هنPا تظهPPر
كمس ّPلمة افرتاضPPية معناها وجPPود أسPPباب و علPPل وراء ك ّPل الصعوبة يف تناول املوضوع.
الظواهر الطبيعية و اإلجتماعية و النفسPية ،و من هذا املنطPق من املسّP P Pلم يف الفق PP Pه اجلزائي أّن املس PP Pؤولية اجلزائيPP P Pة ال
ك PP P P P Pان البحث وراء أس PP P P P Pباب اإلج PP P P P Pرام و مل تكن املدارس ترتب PP P Pط إال باإلنس PP P Pان؛ اّم ا اجلم PP P Pادات و الكائن PP P Pات احلي PP P Pة
الوضPPعية يف الفكPPر اجلنPPائي إال صPPدی للحتميPPة يف اجملال غPPري األخPP P P Pری فال جPP P P Pدال يف خروجهPP P P Pا من نطPP P P Pاق املسPP P P Pؤولية
اجلنائي. اجلزائي PP P P P P Pة ،علی خالف م PP P P P P Pا ك PP P P P P Pانت جتري علي PP P P P P Pه بعض
يف هذا االرتبPPاط ،بPPدأ «شPPيزار لومPPربوزو» _0ال ّPذ يقيPPل التش PP P P Pريعات القدمية (رزق .)152 :1998 ،جتد هذه
عنPه إّنه أبPو علم اإلجPرام احلديث ،و تابعيPه أيضًPا ،بPاألخص القاعPPدة تربيرها يف أّن اإلنسPPان ميلPPك وحPPده دون غPPريه من
«إنريك PPو ف ّPر ى» 0و هو الرج PPل الث PPاين يف املدرس PPة الوض PPعية املوجودات تلك اإلرادة الPPيت تقPPف وراء الفعPPل و الPPيت تعطيPه
اإليطاليPPة -جهPPوده مبكPPرًا بPPاهلجوم على مبPPدأ حريPPة اإلرادة الصPPفة اجلرميPPة من جهPPة و أّن ه هو وحPPده من ناحيPPة أخPPری
(بPP Pاهري19 ،م .)76-75 :.إّن أهّم مPP Pا يعنينPP Pا يف أفكPP Pار الPP Pذي ميلPP Pك القPP Pدرة علی اإلسPP Pتجابة ألهداف اجملتمPP Pع من
املدارس الوضPPعية -من جهPPة نظPPر املسPPؤولية -أهنا طPPرحت تط PPبيق اجلزاء اجلن PPائي و ع PPدم الع PPود بالت PPايل إلی اجلرمية مّP Pر ة
مب PP Pدأ «حري PP Pة اإلرادة» معلن PP Pة يف ص PP Pراحة حتمي PP Pة الس PP Pلوك أخری (أبوعامر.)146 :1992 ،
0
. Criminal Responsibility
0
. Penal Capacity
0
. Volition (the Will); Volunté; Der Wille
0
. Cesar Lombroso
0
. Enrico Ferri
45
دوُر اإلرادة يف املسؤولية اجلنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراين
زاوية اهتمامه ،و بنمط خطابه و مصطلحه من زمٍن طويل. اإلجPP P Pرامي« ،و مبPP P Pدأ احلتميPP P Pة يف حتليPP P Pل أسPP P Pباب الظPP P Pاهرة
هلذا ينبغي أن نPP P Pذّك ر بPP P Pأّن مص PP Pطلح اإلرادة ،مص PP Pطلح ل PP Pه اإلجراميPPة» خصPPيب يف نتائجPPه ،فPPإذا كPPان اجملرم منقPPاًد ا إلی
مفPPاهيم و تعPPابري متعPPددة و هلذا نPPرى أحيان ًPا ألفاظ ًPا متشPPاهبة اجلرمية ،فال وجPP P P Pه ألسPP P P Pباغ اللPP P P Pوم على مسPP P P Pلكه و ال حمل
– كاالختيار و القصد – ُتستخدم بدهلا. إلسPPناد املسPPؤولية إىل أسPPس أخالقيPPة ،و إمنا يسPPأل مسPPؤولية
من الناحي PPة التأرخيي PPة ،من PPذ بداي PPة الفك PPر الفلس PPفي ل PPدى إجتماعي PPة باعتب PPاره مص PPدر خط PPورة إجرامي PPة على اجملتم PPع و
اإلنس PP Pان و من PP Pذ عص PP Pور الفك PP Pر اليون PP Pاين املتق PP Pدم ،ح PP Pاول يتفّر ع من ذلك أمران:
الفالسPPفة و املفّك رون تفسPPري الفعPPل الص PPادر عن اإلنسPPان و أوهلما :أن يتجّر د التدبري الذي يتخذ قبله من كّل معPPاين
حتليل العالقة بينه و بني ما يصدر عنه من فعPل لإلجابPة على الل PPوم و اجلزاء ،ليغ PPدو جمّر د وس PPيلة دف PPاع اجتم PPاعي هبدف
السؤال القائم يف هذه املسألة و هو هل اإلنسان حٌّPر ،يصPPنع توقي اخلطورة اإلجرامية ،أي جمّر د تدبري احرتازي قبلها.
ما يصPPدر عنPه من فعPل بPإرادة و هو يسPتطيع أن اليفعPل؟ أم ثانيهمPPا :أال يكPPون «ملوانPPع املس PPؤولية» حمل ،فك ّPل جمرم
إّن القسPP Pريه و اجلربي PPة هي احلاكم PPة ،و هو يتح ّP Pر ك ضPP Pمن – ولوكPPان جمنونًPا – هو مصPPدر خطPPورة و ال بّPد من تPPدبري
وضع قPدري مفPروض عليPه مسPبقًا ،و بPذا فهPو جمرب مبقتضPPى يتخذ يف مواجهتها (( )1جنيب حسين1973 ،م.)72 :.
تلPPك القدريPPة ،و ال ميلPPك اإلرادة ،فهPPو ال يسPPتطيع أن يفعPPل على أّي حاٍل ،المسPؤولية األدبيPة كمPا قلنPا ،فكPرة سPائدة
و أن يPرتك مبحض إرادتPه ،بPل هو جمرب مقهPور ،و إن بPدا يف في الفقPPه و أساسPPها اإلرادة الحPPرة و مناطهPPا اإلنسPPان القPPادر
ظاهر ممارساته إّنه هو الذي يريد .و انتهی اجلدل و التفسPPري على الفع PP Pل؛ فالمس PP Pئوولية الجنائي PP Pة هي مس PP Pؤولية أخالقي PP Pة.
يف هذه القضية إىل عّد ة آراء رئيسية هي: اإلرادة الح PPرة م PPع مؤلفاته PPا الض PPرورية ،هي ال ت PPزال الفك PPرة
.1رأي يPPذهب إىل أن اإلنسPPان ميلPPك احلريPPه الذاتيPPة ،و األساسPPية الPPتي تقPPوم عليهPPا كافPPة القPPوانين الجنائيPPة الحديثPPة و
لكنPPه خيض PPع للجربيPPة ،ألّن مق ّPد مات األشPPياء حتص PPل بشPPكل المعاصرة.
قهري ،فتنتج الفعل بصورة جربية.
.2رأي يPPذهب إىل أن اإلنسPPان ال ميلPPك احلريPPة الذاتيPPة، .2بحث و دراسة
و هو جمرب مقهور علی أّی حال. قبPP P Pل البPP P Pدء يف احلديث عن اإلرادة و دورها يف املسPP P Pؤولية
3رأي يذهب إىل أن اإلنسان حّر ،ال سلطان و ال قّو ة اجلنائي PPه -كإح PPدی أهم مف PPردات الفك PPر الفلس PPفي -ينبغي
بق PPادر على منع PPه من تقري PPر املوق PPف و اإلرادة الذاتي PPه ،فه PPو أن نعّر فهPP P Pا .فPP P Pإّن هذه القضPP P Pية الفكريPP P Pة و القانونيPP P Pة رغم
مطلق اإلرادة. وضPوحها ،حتتPPوي جانبًPا من الغمPPوض يف التحليPل و املفهPPوم
.4رأي ي PP P P Pذهب إىل أّن اإلنس PP P P Pان ليس بفاع PP P P Pل ،و أّن احلقيقي.
اإلنس PPان ل PPه دور الكس PPب .و فّس ر الكس PPب بأّن ه االق PPرتان و كم حتّد ث اإلنسPPان عن اإلرادة .فقPPد كتب الفالسPPفة
الزم PPاين بني ق PPدرة اإلنس PPان و الفع PPل احلاص PPل ،و أّن الق PPدرة و املفّك رون و علم PPاء العقي PPدة و العرف PPان و االي PPديولوجيون
احلادث PPة هي من فع PPل اهلل تع PPاىل و بالت PPايل ف PPإّن الفع PPل هلل ،و آراء و نظري PPات متع PPددة عنه PPا؛ كم PPا حبث علم PPاء النفس و
ليس لإلنسان. القانون – و حىت األدباء و الشعراء – عن اإلرادة ،كّل من
46
حمّم دجعفر حبيبزاده ،السّيد دريد املوسوي اجملاب
بتحليله PPا الّنفس PPاين؛ «بكالم آَخ ر ،علم PPاء الق PPانون حيك PPون .5رأي يPP P Pذهب إلى القPP P Pول بPP P Pاألمر بين األمPP P Pرين ()2؛
عادة عن آثار اإلرادة ،و بالظاهر يعتقدون أّن البحث حPPول فاإلنس PP Pان حٌّP P Pر مري PP Pد ،و لكن هذه اإلرادة و تل PP Pك الحري PP Pة
كيفّي ة تكوينهPP Pا و األدلPP Pة اللفظيPP Pة الPP Pيت ترتبPP Pط هبا لن تنفPP Pع ليست منفصلة عن تأثير اإلرادة اإللهيPة .و هذا التPأثير اليصPل
حينما حنكي عنها» (كاتوزيان2004 ،م .)213 :.هذا و ح ّPد الجبريPPة ،ألّن امتالك اإلنسPPان اإلرادة شPPرط أساسPPي من
أَّن املشPP P Pاكل النظري PP Pة و القانوني PP Pة ح PP Pول مسPP P Pألة اإلرادة يف ش PPروط المس PPؤولية ،و هي أيض ًPا نتيج PPة طبيع PPة التص PPاف الل PPه
احلقيق PPة ،تنش PPأ من ناحي PPة ع PPدم االهتم PPام باملوض PPوع بش PPكل بالعدل.
دقيق كما قلنا. أم PP P Pا ال PP P Pرأي الس PP P Pائد بني علم PP P Pاء الق PP P Pانون و يف س PP P Pاحة
بناًء على هذا ،فإّنه من الضPرورّي أن نPبنّي معPنی اإلرادة املسؤولية اجلنائية -بغّض النظر عن اآلراء الفلسفية املختلفة
يف اّللغPة و يف االصPطالح؛ ّمث نتعّPر ض إىل مراحPل التكPوين و -يبت PP P Pين على تص PP P Pديق اإلرادة احلّر ة و مؤلفاهتا .و إّن ه من
س PPري إجيادها من منظ PPر الفق PPه اجلزائي ،قبPPل أن نبحث حPPول البديهي أّن اإلرادة هي صنيعة الظPPروف و املقّPد مات السPPببّيه
آثارها يف املسؤولية اجلنائية. و كمPP P Pا يقPP P Pول «كPP P Pانت» - 0منمفّك ريالغPP P Pرب -اإلرادة
اإلرادة ،أصلها «َرَو َد»؛ هذه اللفظPPة مصPPدٌر ثالثي مزيPد «ُتسّP P P P P Pبب عنسلس PP P P P Pلة مناألس PP P P P Pباب» (جلـنة الت PP P P P Pأليف،
و متعٍّد على وزن اإلفعال الذي تغرّي بعPPد اإلعالل على هذه 2002م .)34- 35:.قطع ًP P P Pا ،احلديث عناملق ّP P P Pد مات و
الص PPورة .و ق PPد وردت لفظ PPة اإلرادة يف مع PPاجم األلف PPاظ و األس PPباباملذكورة ،خيتل PPف منناحي PPة التع PPابري املس PPتفادة؛
القPP P P Pواميس هبذه املعPP P P Pاين« :الطلب ،امليPP P P Pل ،الرغبPP P P Pة ،احلزم، أّم ا املهم هو التأكيPPد علىهذه املق ّPد مات .علىسPPبيل املثPPال
التص PP P Pميم و املش PP P Pيئة» (البعلبكي1983 ،م :.يف معناها). يق PP Pول ص PP Pاحبكت PP Pابآراء أهلاملدين PP Pة الفاض PP Pلة« :عن PP Pدما
أيضًP Pا هي يف الّلغ PPة ،مبع PPىن القـدرة الواعي PPة و اإلق PPدام الّP Pذ ي حتص PP Pل املعق PP Pوالت األوىل لإلنس PP Pان ،حيدث ل PP Pه بPP Pالطبع
يبتين على التPPدّبر و التقديـر(Henry Campbell, 1990: تأمل و رؤيPة و ذكPر و تشPوق إىل االسPتنباط ،و نPزوع إىل
.)1598و قيل ،احلّق أن اإلرادة ترجيح أحد مقدورية على بعض ما عقده و شوق إليPه و إىل بعض مPPا يسPPتنبطه ،أو
اآلخ PPر و ختصيص PPه بوج ٍPه دون وج PPه ،أو مع PPىن ي PPوجب هذا كراهتPPه .والPPنزوع إىل مPPا أدركPPه باجلملPPة هو اإلرادة .فPPإن
الرتجيح .و هي أعّم من االختيار؛ فإنه ميل مع تفضPPيل؛ أى كان ذلPك عنإحسPاس أو ختيPلّ ،مسي باالسPم العPام و هو
تفض PPيل أح PPد الط PPرفني على اآلخ PPر ،ك PPأن املخت PPار ينظ PPر إىل اإلرادة( »...الف PPارايب 1421 ،هـ .)52 :.بعض الفالس PPفة
الطرفني .قيل االختيار يف الّلغة تPرجيح الشPيء و ختصيصPه و حيكون عنالتصّو ر ،التصديق أو تعPابري أخPرىكالشPوق و
تقدميه على غريه و هو أخّص من اإلرادة .نعم ،قد يسPPتعمل الشPوق املؤّك د أو اشPتداد امليPل إىل موضPوع خPاص و غPريه
املتكلمPP Pون االختي PPار مبع PPىن اإلرادة أيضًP Pا حيث يقولPP Pون إّن ه يف هذا االرتب PP P P Pاط (حس PP P P Pنزاده اآلملي2001 ،م-14 :.
فاع PP P P Pل باالختي PP P P Pار (دهخ PP P P Pدا1999 ،م ،.اجملّل د الث PP P P Pاين: .)13
)1625؛ أّم ا يف احلقيق PP Pة ،االختي PP Pار ،أم PP Pر يعقب اإلرادة أّم ا -من وجهة نظرنا -علماء القPPانون اجلنPPائي باعتبPPار
حيث إّنه اصطفاء األمر بني األمرين أو األمور (.)3 أن اإلرادة ترتب PP P P Pط بأحباث و مع PP P P Pان فلس PP P P Pفية ،لن يهتّم وا
0
. Immanuel Kant
47
دوُر اإلرادة يف املسؤولية اجلنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراين
إمنا من فعل ذلك الذي دفعه إليها و بنفس القPPدر إذا هوجم يف بعض مع PPاجم املص PPطلحات القانوني PPة يق PPال أهنا «من
ش PPخص أثن PPاء قيادت PPه لس PPيارته من قب PPل س PPرب من النح PPل و الّالتيني PP P Pة " "Volontasامللك PP P Pة يف أن يش PP P Pاء املرء؛ اجلدارة
أعج PPزه ذل PPك من الس PPيطرة على الس PPيارة ،فقـد يق PPال أّن ه ال الواقعيPPة يف أن يفهم مPPدی عمPPل (الضPPمري) و يف أن يص ّPم م،
يع PPد س PPائقا ً )Edwards, 1958: 379-380(.و هذا م PPا و ذلك شرط لصحة العمPل القPانوين أو شPرط للتبعPة اجلرميPة
ذكPPره «اللPPورد جPPو داْر د» -0رئيس القضPPاء -عن شPPخص أو التعاقديPة .تتمّي ز اإلرادة ،و هي مسPألة واقعيPة ُتقّPد ر حالPة
اهتم بالقي PP Pادة اخلط PP Pرة« :ل PP Pو أن شخصًP P Pا أص PP Pيب جبلط PP Pة أو عن حال PP Pة ،عن األهلي PP Pة ال PP Pيت هي ج PP Pدارة قانوني PP Pة و تتمّي ز
صـرع و مها مما ميكن أن يطلPق عليهمPا القضPاء و القPدر فقPد اإلرادة (عنص PPر ط PPبيعي) ،يف ش PPأن التبع PPة ،عن الني PPة :0إرادة
يكون أثنPاء ذلPك على مقعPد السPائق بPل و واضPعًا يديPه على مّتجهة حنو هدف (كورنو1998 ،م.)113 :.
عجلPPة القيـادة إال أنPPه يكPPون يف مثPPل هذه احلالPPة من الغيبوبPPة يف االصPP P P Pطالح الفلسPP P P Pفي« ،إرادة املخلPP P P Pوق هي قPP P P Pوة
مبا يص PP Pعب مع PP Pه الق PP Pول بأنPP P Pه م PP Pازال يق PP Pود السيـارة» (. نفس PPانية متي PPل حنو االس PPتعمال عن س PPاحنة أم PPالت إىل ذل PPك»
)Kenny, 1966: 29 (الكنPP P P Pدي 1369 ،هـ.ق .)175 :.و هلا املعPP P P Pنی يف اجملال
و ك PPذلك ال ميكن اعتب PPار الش PPخص جانيًP Pا إذا أتى فعل PPه اجلنائي إذ يراد هبا «املقدرة على تقريPر شPيء أو القيPام بفعPل
الذي يشكل الركن املادي للجرمية أثناء نومه ،و يقPPال نفس معنّي .و هي نتيج PP Pة عم PP Pل الق PP Pوى العقلي PP Pة ل PP Pدى اإلنس PP Pان
الشPPيء عن احلاالت الPPيت يPPرتكب فيهPPا الفعPPل يف السPPري أثنPPاء املؤهل PP Pة ل PP Pه لإلدراك و التص PP Pرف انطالقًP P Pا من فك PP Pرة معيّن ة
النوم ،و يف حالة ارجتاج املخ ،أو صدمة السكرى. تكPP Pونت لديPP Pه نتيجPP Pة لسPP Pياق ذهين واٍع و ملّم بعناصPP Pر و
و يف مجيPPع هذه احلاالت ،حيق للمتهم أن يPPدلل على أن مواصفات هذه الفكرة» (العوجي.)49-50 :.1985 ،
فعله مل يكن طواعيPة بإثPارة دفPع الّالإرادة و قPد تنشPأ اإلرادة هلذا ،فPPإّن الشPPرط اجلوهري يف األهليPPة اجلنائيPPة و تبعًPا هلا
عن غPP P Pري سPP P Pبب التلقائيPP P Pة؛ فعلى سPP P Pبيل املثPP P Pال ،إذا تعّطلت املس PP P Pؤولية اجلنائي PP Pة يبت PP Pين على ض PP Pرورة أن يك PP P Pون الفع PP P Pل
كاحبات الس PP Pرعة دون خط PP Pأ يع PP Pزى إىل س PP Pائق الس PP Pيارة مما املنسوب إىل املتهم قد ّمت طواعية .0و يع ّPد الفعPPل غPPري إرادي
جعلPPه يعجPPز عن إفسPPاح الطريPPق أمPPام أحPPد املارة العPPابرين يف إذا مل يكن نتيجPPة ملمارسPPة املتهم إلرادتPPه .و بعبPPارة أخPPرى،
خPPط املشPPاة فقPPد قضPPى بPPأن ذلPPك يشPPكل دفاع ًPا للسPPائق .و يتعنّي أن يك PPون فع PPل املتهم -كحرك PPة عض PPلية – طواعي PPة،
ُقِض ي بنفس القدر أنه ال يطلق على الشخص تعبري «سائق» فلهذا جيب أن يكون تعبريًا إراديًا.
إذا تعّطلت عجلPPة القيPPادة متامًPا لعيPPوب ميكانيكيPPة ال علم لPPه و على هذا ،إذا أج PPرب ش PPخص على إتي PPان فع PPل بس PPبب
هبا (حمّم د صفوت1986 ،م.)119-120 :. قPP Pوة ماديPP Pة خارجيPP Pة ،فPP Pإن الفعPP Pل يع ّP Pد إكراهًا مما ال ميكن
أم PP Pا ،ليس PP Pت كّP P Pل األفع PP Pال الّالإرادي PP Pة ق PP Pادرة على نفي نس PPبته إلي PPه أو جعل PPه حمًال للمس PPؤولية اجلنائي PPة .فعلى س PPبيل
املسPPؤولية؛ مثPPال ذلPPك إذا نشPPأ الفعPPل الّالإرادي عن السPPكر املثPPال ،إذا أكPPره شPPخص على طعن آخPPر بسPPبب من ممارسPPة
أو تناول العقاقري .ففي قضية برايت ضد النائب العام إليرلندا قوة مادية خارقة على يده ،فPPإن الطعنPPة ال تكPPون من فعلPPه و
0
. Intention
0
.Voluntary
0
. Lord Joe dard
48
حمّم دجعفر حبيبزاده ،السّيد دريد املوسوي اجملاب
يكPPون حنو نتيجPPة جرميPPة معيّن ة ،كمPPا لPPو نPPوى الفاعPPل قتPPل الشماليه 0أشار «اللورد ديننج »0إىل أنه إذا كPPان املتهم على
شPPخص فPPأطلق عليPPه الرصPPاص راغب ًPا يف إحPPداث وفاتPPه ،أمPPا درج ٍPة من السPPكر ال يPPدرك معهPPا ماهيPPة أفعPPال فإّن ه ينشPPأ لPPه
يف حالPة اخلطPأ غPري املقصPPود فيفPرتض أن اإلرادة مل تتجPه إىل دفPPاع عن أي هتمPPة تتطلب كقصPPد جنPPائي قصPPدًا خاص ًPا أو
النتيجPP Pة املتحققPP Pة ،كمPP Pا لPP Pو أطلPP Pق الص ّP Pياد النPP Pار على طPP Pري خفيًP Pا دون اجلرائم ال PPيت ال تتطلب مث PPل ذل PPك القص PPد اخلفي
فأصيب إنسPPان خطًPPأ .فاهلدف الPPذي اجتهت إليPه اإلرادة هو (نفس املصدر السابق .)120-121 :أّم ا إذا أفقPPد شPPخٌص
إصابة الطري ،ولكن حدثت إصابة الشPPخص خطًPPأ دون اجتاه الPPوعي و اإلرادة – و مها شPPرطان أساسPPيان لألهليPPة اجلنائيPPة
إرادي إليها (عالية1996 ،م.؛ .)234 -235ففي حالPPة -و ارتكب جنايPPة مPPع علمPPه و عمPPده السPPابق على اإلقPPدام
القص PPد ،تتح PPرك اإلرادة باجتاه الفع PPل و الني PPة كمث PPال القت PPل بعمٍل يفقد الشرطني ،فال شك يف مسؤوليته (.)4
املقصPPود ،أمPPا يف حالPPة اخلطPPأ فتتحPPرك اإلرادة إىل فعPPل معنّي يف هنايPPة هذا البحث ،جيب أن نPPذكر أّن مسPPألة تصPPنيف
تنجم عنه نتيجة أخرى عن غري قصد ،كمثPال الصPPياد الPPذي اإلرادة ليس PPت حمل اتف PPاق بني الفقه PPاء؛ ف PPذهب بعض PPهم إىل
أصاب إنسانًا بPدًال من الطPPري الPPذي اسPPتهدفه (جنيب حسPPين، اعتبارها جPPزءًا من الPPركن املادي للجرمية ،فعلی سPPبيل املثPPال
1974م.)207 :. يف ّPر ق «الربوفس PPري جالنفي PPل وليم PPز» 0بني ش PPروط اإلرادة و
ب PP Pاجملموع ،إن ق PP Pدرة املرء على تص PP Pفح ص PP Pور الس PP Pلوك بني القصد اجلنائي .و يعترب اإلرادة كجزء من الPPركن املادي
املمكنPP Pة و انتفPP Pاء أفضPP Pلها من وجهPP Pة نظPP Pره أو بتعب ٍP Pري آخPP Pر للجرمية ( ،)Williams, 1961: 152بينما يذهب البعض
قدرتPP P Pه على الفعPP P Pل و الPP P Pرتك ،مبعPP P Pنی اإلرادة ،هي الشPP P Pرط اآلخPPر مثPPل «تPPرينر» 0إىل اعتبارها جPPزءًا من الPPركن املعنPPوي
احلتمي ال PPذي جيب أن ُيثبت قب PPل أن ينتس PPب العم PPل اجلن PPائي و يستخدم اصطالح القصد اجلنائي ليشPمل كال من العنصPر
إىل شخص. ال PPذي جيع PPل الس PPلوك اراديًP Pا و توق PPع النتيج PPة .و نالح PPظ يف
يف املبPPاحث التاليPPة ،سPPنبحث حPPول حمل اإلرادة يف جمال نفس الوقت أنه بينما يعترب اإلرادة قصدًا جنائيًا فإنPPه يعتربها
الفق PPه اجلن PPائي و ب PPالواقع ،يف األهلي PPة اجلنائي PPة و س PPنبنّي أثرها ع PP P Pامًال مفارقًP P P Pا و عنص PP P Pرًا أك PP P Pثر أمهي PP P Pة من توق PP P Pع النت PP P Pائج
على املسؤولية اجلنائية. (صفوت .)121 :1986 ،أّم ا احلقيقة أّن اجلرمية ال بّPد أن
تقPPوم على ركPPنني أساسPPيني :ركن مPPادي يتمثPPل يف ماديPPات
.3اإلرادة في مجال الفقه الجنائي اجلرمية أو املظهPPر الPPذي تPPربز بPPه إىل العPPامل اخلارجي ،و ركن
كم PPا نعلم ،ال يكفي وق PPوع الفع PPل املك ّPو ن للـجرمية مادي ًPا و معنوى يتحقق مبوقف اإلرادة من الفعل املادي ،هذا املوقPPف
نسPPبته إىل الفاعPPل للقPPول بقيPPام املسPPؤولية اجلنـائية ،بPPل ال ب ّPد الPذي يتخPذ إحPدى صPورتني :القصPد اجلرمي ،أو اخلطPأ غPري
من توافر شرطني أساسيني. املقصPPود ( .)5و كPPل من القصPPد و اخلطPPأ يفرتضPPان القPPدرة
على توجيه اإلرادة حنو الركن املادي للجرمية ،ولكن ما ميّيز
بينهم PP P Pا أّن اجتاه اإلرادة إىل غ PP P Pرٍض معٍنّي يف حال PP P Pة القص PP P Pد
0
. Bratty v A. G. for Northern Ireland
0
. Lord Dineng
0
. Professor Glanville Williams
49
دوُر اإلرادة يف املسؤولية اجلنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراين
حتمل العقوبة املقررة هلا .و يرجPع ذلPPك إىل أن األهليPة حالPPة يف احلقيق PPة ،تف PPرتض املس PPؤولية اجلنائي PPة لقيامه PPا رك PPنني
خاص PPة أو ص PPفة معّين PPه يف الش PPخص ال ش PPأن هلا بفعل PPه و ال أساسيني :اخلطأ و األهليPPة .فال مسPPؤولية جنائيPPة دون خطPPأ،
مبوقفه النفسPي من هذا الفعPل .و قPد تكتمPل عناصPر املوقPف كما ال مسؤولية على من ليس أهًال لتحملها.
النفسPPي لPPدى شPPخص جمرد من األهليPPة فتقPPع اجلرمية منPPه ،و يش PPكل اخلط PPأ اجلن PPائي ،و يس ّPم ى أيضًP Pا باخلط PPأ اجلرمي،
قد تتخلف بعض هذه العناصر لدى شPPخص متمتPPع باألهليPPة ال PPركن األول لقي PPام املس PPؤولية اجلنائي PPة .فاملس PPؤولية تف PPرتض
فال تقPPع منPPه اجلرمية (عبPPداملنعم و حمّم د عPPوض1996 ،م:. وقPP Pوع جPP Pرم خبطPP Pأ من فاعPP Pل هذا اجلرم ال بفعPP Pل حPP Pادث
.)322-323 خPPارج عن إرادتPPه ميكن أن ُينسPPب إلی أي مصPPدر آخPPر غPPري
علمPPاء الفقPPه اجلنPPائي يطلقPPون تعبPPري األهليPPة اجلنائيPPة على هذا الفاعPPل بالPPذات .فالوفPPاة ميكن أن حتصPPل بفعPPل شPPخص
جمموع PPة العوام PPل النفس PPية الالزم توافرها يف الش PPخص لكى أراد إحPPداثها لPPدى الغPPري كمPPا ميكن أن حتصPPل بفعPPل حPPادث
ميكن نسPP Pبة الواقعPP Pة إليPP Pه بصPP Pفته فاعلهPP Pا ،و بعبPP Pارة أخPP Pرى ط PPبيعي ح ّPل ب PPاملتوىّف دون أن يك PPون ألي ش PPخص دخ PPل يف
األهليPPة اجلنائيPPة ،هي أهليPPة اإلسPPناد (إمPPام ،املـصدر السPPابق: إحداثه .و اخلطأ الذي حيدث نتيجPPة الجتاه إرادة الفاعPPل حنو
.)84-85هلذا مييPPل بعض البPPاحثني إىل التفرقPPة بني األهليPPة ارتكاب PPه و ينص PPهر بالت PPايل ض PPمن مفه PPوم القص PPد اجلرمي أو
و املسؤولية (مريسعيدي 49 :2005 ،و ما بعدها) . الّنية اجلرمية .أما اخلطأ غري اإلرادي فهو الPPذي حيدث نتيجPPة
و ال شPPك أّن أصPPحاب التفرقPPة بني األهليPPة و املسPPؤولية إلمهال و قّلة احرتاز أو عدم مراعاة األنظمة و القوانني لدى
مل يقPPدموا لنPPا إال فPPوارق لفظيPPة،و قPPد أخطPPؤوا يف تصPPور أّن مرتكبه ،و يشار إليه عادة باخلطأ اجلنائي لتفريقه عن القصد
بني األهلية و املسؤولية -كما صّPو رومها -حPPواجز ال ميكن اجلرمي .ف PPاجلرم يق PPع إم PPا عن قص PPد ( )6و إم PPا عن خط PPأ.0
عبورها .واحلق أننPPا يف كلتPPا احلالتني أم PPام املس PPؤوليه ،ولكن ولكّنن PPا نس PPتعملكلم PPة اخلط PPأ اجلن PPائي يف جمالن PPا احلايل
بالنظر إليها من زاويتني خمتلفPتني .فاملسPؤولية ،كمPا قيPل حبق للدالل PPة علىوجهيهذا اخلط PPأ باعتب PPاره ال PPركن األوليف
«مفهومPPان؛ فهي إمPPا مسPPؤولية بPPالقوة أو بالفعPPل ،و املفهPPوم قيPPام املسPPؤولية اجلنائيPPة الPPيت تنصPPهر ضPPمندراسPPة الPPركن
األول جمّر د ،أمPP P Pا الث PP Pاين فPP P Pواقعي ،و ي PP Pراد بPP P Pاملفهوم األول، املعن PPوى للجرمية (( )7الع PPوجى ،املص PPدر الس PPابق-41 :
ص PPالحية الش PPخص ألن يتحم PPل تبع PPة س PPلوكه ،و المس PPؤولية .)39أمPP Pا الPP Pركن الثPP Pاين للمسPP Pؤولية اجلنائيPP Pة ،األهليPP Pة الىّت
بهذا المعنی «صفة في الشخص أو حالPة» تالزمPه سPواء وقPع تبتين علىالوعيو اإلرادة.
منه ما يقتضPي المسPألة أولم يقPع منPه شPيء بعPد ،أمPا المفهPوم ما من شك أّن األهليه مناط املسPPؤولية .املسPPؤولية عبء
الث PPاني ف PPيراد من PPه تحمي PPل الش PPخص تبع PPة س PPلوك ص PPدر من PPه ال يقPPوى أي شPPخص على محلPPه ،و إمنا حيملPPه من كPPان أهًال
حقيقة ،و المسؤولية بهذا المعنی ليست مجرد صفة أو حالPPة ل PPذلك .و هلذا فليس مبس PPتبعد عقًال و ال وض PPعًا أن ي PPرتكب
قائمPة بالشPخص ولكنهPا فضًPال عن ذلPك «جPزاء» و المفهPوم اجلرمية شخص مث ال يسأل عنها ،ألن التالزم غPPري مطPPرد بني
الث PPاني يس PPتغرقه األول -أو يفترض PPه -بحكم الل PPزوم العقلي ارتكPP P P Pاب اجلرمية و حتمPP P P Pل مسPP P P Pؤوليتها ،أي بني ارتكاهبا و
0
. Turner
0
. Faute
50
حمّم دجعفر حبيبزاده ،السّيد دريد املوسوي اجملاب
سPليمة البّPد و أن تكPون القPوى الPيت عملت على تكوينهPا و «ألنه ال يتصPور تحميPل شPخص تبعPة سPلوك أتPاه إال إذا كPان
بلورهتا و إخراجهPPا سPPليمة بPدورها .فPPالوعي إذًا وضPع ذهين أهًال لتحمPPل هذه التبعPPة» (عPPوض ،المصPPدر السPPابق-416 :
سPPليم نتيجPPة لعمPPل قPPوى عقليPPة سPPليمة ختّو ل اإلنسPPان إدراك .)415
نفس PPه و إدراك الع PPامل اخلارجي بص PPورة متوافق PPة م PPع احلقيق PPه يف أي ش PP Pكل ،األهلي PP Pة اجلنائي PP Pة قب PP Pل توّج ه املس PP Pؤولية
الPPيت التتغPPري .فPPإذا اعPPرتى أي خلPPل مصPPدر القPPوى العقليPPة أو اجلنائية أو اجلزائيPة ،جيب أن تكPون متPوفرة لPدى فاعPل اجلرم
قوة التحويPل لPPديها اختّPل الPPوعي و أصPبح مضPPطربًا مما حيول عن PPدما يك PPون س PPليم الق PPوى العقلي PPه مما يس PPمح ل PPه بتقري PPر م PPا
دون اإلدراك الكلي أو اجلزئي للPP P P P Pذات و ملا حييPP P P P Pط هبا من يفعPPل حبريPPة تتمتPPع هبا إرادتPPه مPPع إمكانيٍPة ذهنيٍPة كافيٍPة جتعلPPه
عامل خارجي (العوجي ،املصدر السابق.)48-49 : يدرك ما يفعل .و لذلك عند دراسPPة األهليPة اجلنائيPة يقتضPPي
و على أساس ما تقدم ،إذا انتفى الPPوعي أو قPPوة التميPPيز، التوق PPف عن PPد حتدي PPد ال PPوعي ل PPدى الش PPخص و من ّمث حتدي PPد
ارتفعت املس PPؤولية اجلزائي PPة؛ إذ اليعق PPل أن يس PPأل الش PPخص اإلرادة احلرة اليت هنتّم بشرحها.
عن أفعال تصدر منه اليستطيع أن يقّد ر أو يدرك نتائجها. و يPPراد بPPالوعي ،التميPPيز و هو قPPدرة الشPPخص على فهم
و أّم ا اإلرادة -كشرط أساسPي آَخ ر لألهليPة اجلنائيPة - ماهي PPة س PPلوكه و تق PPدير م PPا ي PPرتتب علي PPه من نت PPائج و هذا
كما قلنا سPPابقًاُ ،يقصPPد هبا قPPدرة اإلنسPPان على توجيPه نفسPPه الفهم ينبغي أن حيي PPط بالفع PPل يف ذات PPه -قت PPل أو س PPرقة -و
إىل عم PP Pل معنّي أو االمتن PP Pاع عن PP Pه .هلذا ،اليكفي أن يك PP Pون بنت PP P Pائج هذا الفع PP P Pل الطبيعي PP P Pة -إزهاق روح إنس PP P Pان أو
اإلنسPPان واعي ًPا حPPتی يسPPأل عّم ا يفعPPل ،بPPل جيب أن يكPPون االستيالء علی مال الغري -و أيضًا القيمة االجتماعية له من
ح ّPر اإلرادة يف مPPا يفعPPل حPPىت تصPPح حماسPPبته عنPPه .فاإلنسPPان حيث كون PP Pه ممنوع ًP Pا و ليس مباح ًP Pا (نفس املصPP P Pدر.)39 :
ميكن أن يكون واعيًا ملا يفعPPل ،ولكن ال يكPPون حتمًPا مريPدًا بكالٍم آَخ ر ،الPP P Pوعي عبPP P Pارة عن وضPP P Pع ذهين تتجّلى فيPP P Pه
ملا يفع PPل إذا ك PPانت ق PPد تعطلت إرادت PPه عن العم PPل .هذا م PPا الوظيفPPة الطبيعيPPة للقPPوى العقليPPه حبيث ينPPبئ بPPأن هذه القPPوى
حيمل على حتديد مفهوم اإلرادة. تعم PPل بص PPورة صPPحيحة .فاتص PPال اإلنس PPان م PPع نفس PPه و م PPع
ف PPاإلرادة هي املق PPدرة على تقري PPر ش PPيء أو القي PPام بفع PPل العPP Pامل اخلارجي يتم ضPP Pمن سPP Pياق عضPP Pوي و نفسPP Pاين بPP Pالغ
معنّي .و هي نتيج PP Pة عم PP Pل الق PP Pوى العقلي PP Pة ل PP Pدى اإلنس PP Pان التعقيPP Pد .فاإلحسPP Pاس املادي كي يصPP Pبح إحساس ًP Pا نفسPP Pانيًا
املؤهل PP Pة ل PP Pه لإلدراك و التص PP Pرف انطالقًP P Pا من فك PP Pرة معيّن ة جيب أن يتح ّP Pو ل ض PP Pمن نظ PP Pام عقلي هو ذات PP Pه عب PP Pارة عن
تك ّP Pو نت لديPP Pه نتيجPP Pة لسPP Pياق ذهٍىن واٍع و ملّم بعناصPP Pر و م PPركب عض PPوي و نفس PPاين .فاخللي PPة الدماغي PPة ك PPائن م PPادي
مواصفات هذه الفكرة. عضPP P Pوي ولكن مPP P Pا حتتويPP P Pه من معطيPP P Pات يشPP P Pكل الكيPP P Pان
و اإلرادة السPP Pليمة -أو بتعب ٍP Pري آَخ ر اإلرادة املعتPP Pربة أو الّالمادي املدَر ك و املعرّب عنه بواسطه الشعور أو الفكرة.
اجلازمPPة -تفPPرتض بالتPPايل قPPوی عقليPPة سPPليمة كمPPا تفPPرتض ف PPالفكرة تتك PPون ل PPدى اإلنس PPان ع PPرب إحس PPاس م PPادي أو
مقPPدرة على اخليPPار حبيث يكPPون اجتاههPPا نتيجPPة لتفكPPري معنّي جمرد يتم ضمن عملية ذهنية مؤلفPPة من حتويPPل و اسPPتذكار و
ب PPرز من خالل عملي PPة ذهني PPة س PPليمة .و هذا م PPا ميّي ز العم PPل تصّP P Pو ر و رب PP Pط .ف PP Pإذا ّمتت هذه العملي PP Pة بص PP Pورة س PP Pليمة،
العض PPوي أو الغري PPزي .فالعم PPل اإلرادي هو عم PPل ن PPاتج عن ج PPاءت الفكPP Pرة سPP Pليمة أيض ًP Pا .و لكي تتم العمليPP Pة بصPP Pورة
51
دوُر اإلرادة يف املسؤولية اجلنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراين
بطبيعت PPه عم PPل معق PPد ،ميّر على مراح PPل متم PPيزة بعضPP Pها عن تفكري و من ّمث عن توجيه مدرك للقPوى العضPوية و متحكم
بعض متيزًا فيPPه كّPل هذا الوضPPوح .و من الصPPعب اجلزم بPPأن هبا .بينمPا العمPل العضPوي أو الغريPزي هو عمPل ال شPعوري
اإلنس PPان ال ي PPدخل يف مرحل PPة الت PPدّبر إال بع PPد أن يتم مرحل PPة خPPارج عن إرادة الفاعPPل إّال بالقPPدر الPPذي تسPPمح بPPه طبيعتPPه
اإلدراك .فPP Pإن اإلدراك و التPP Pدّبر ينفعPP Pل أحPP Pدمها مPP Pع اآلخPP Pر فيصح التحكم به.
فيتف PPاعالن ،كقط PPرة تس PPقط يف جمرى ،فتم PPتزج باملاء ،فت PPؤثر ألمهيPPة البحث و لPPزوم التPPدقيق فيPPه ،سPPنبنّي أربPPع مراحPPل
فيPPه ،و تتPPأثر منPPهّ .مث إّن مرحلPPة التPPدّبر ال يPPزن فيهPPا اإلنسPPان يف عمPPل اإلرادة و نبحث حPPول العوامPPل الPPيت تفسPPد اإلرادة
األمPP Pر على هذا النح PPو املادي ،فيس PPتخلص أسPP Pبابًا لإلقPP Pدام يف البحث التايل بشكل مستقل.
على العمل و أخرى لإلحجام عنه ،فإن العمل النفسي أكثر
تعقي PPدًا و أق PPل وض PPوحًا .ف PPإذا م PPا انتهين PPا إىل مرحل PPة اإلرادة .4تحلي00ل اإلرادة و آث00ار إي00راد الخدش00ة عليه00ا من منظ00ر
خَّيل ملن يتتبع التحليPل املتقPدم أن هنPاك قPوة نفسPية مسPتقلة، الفقه الجنائي
غري قوة اإلدراك و قوة التدبر ،هي اليت تتPPوىل البت يف األمPPر كمPPا أشPPرنا سPPابقًا ،علمPPاء الفقPPه اجلنPPائي -كمPPا يقّPر ر علمPPاء
و تك PP P Pون حكمًP P P Pا ال تعقيب على حكم PP P Pه ،م PP P Pع أن اإلرادة النفس -ميّي زون أرب PP P Pع مراح PP P Pل يف عم PP P Pل اإلرادة بش PP P Pكل
ليسPP P Pت إال م PP Pا ينتهي إلي PP Pه اإلدراك و الت PP Pدّبر ،فهي ليسPP P Pت متع PPاقب :التصّP Pو ر أو اإلدراك ،0الت PPدّبر أو اَخلي PPار ،0الع PPزم أو
مس PP Pتقلة عنهم PP Pا ،و م PP Pا هي إال امت PP Pداد ط PP Pبيعي ملا أودع يف القPPرار 0و يف النهايPPة التنفيPPذ .0فالتصّPو ر هو اسPPتعراض هلدف
اإلنسPPان من تفكيـر و متيPPيز (الّس نهوري ،ب .ت-175 :. معنّي و لوس PPائل بلوغ PPه ،يتم من خالل اإلحس PPاس أو الرب PPط
.)174 بني األفكار املتوفرة لدى الشPخص .فPإذا ّمت هذا التصPور فال
رغم هذا النظر ،إّن التحليل املذكور يبنّي بوضوح عمPPل بّPد من اسPPتعراض أو تقPPييم الPPدافع على حتقيPPق هذا اهلدف و
القPP Pوى العقليPP Pة الPP Pذي ُي رتجم إىل مفهPP Pوم جمّر د هو العمPP Pل الPPرتجيح بني حتقيقPPه أو عPPدم حتقيقPPه .هذا مPPا يشPPكل صPPلب
اإلرادي أو بصورة أكثر اختصارًا هو :اإلرادة. عملية اخليار حىت إذا اسPتقر على شPيء معنّي تقPرر إنفPاذه أو
و الب PPد من املالحظ PPة أن العوام PPل ال PPيت تفس PPد اإلرادة و عدمPPه ،و يتحPPول القPPرار إىل عمليPPة التنفيPPذ إمPPا بفعPPل مPPادي
ت PPؤثر عليه PPا ميكن أن تق PPع يف إح PPدى مراح PPل تك PPون العم PPل معنّي أو بامتن PPاع (الع PPوجي ،املص PPدر الس PPابق .)50 :و هذا
اإلرادي .فإمPP Pا أهنا تقPP Pع على اإلدراك فتعدمPP Pه أو تشّو شPP Pه و املرحلPP Pة األخPP Pرية هي عمPP Pل خPP Pارجي ،أمPP Pا املراحPP Pل الثالث
إمPP Pا تقPP Pع على التPP Pدّبر فتفسPP Pده أو تعّطلPP Pه و إمPP Pا على العPP Pزم األوىل فهي مراحPPل داخليPPة نفسPPية .و وجPPه متيPPيز أّية مرحلPPة
فتجPPرده من مقّو ماتPه السPPليمة و إمPPا على التنفيPذ فتجPPرّده من من هذه املراح PPل األربعPP Pة باعتب PPار انفصPP Pاهلا و أيض ًP Pا لتب PPيني
دوافع PPه أو ت PPزوده ب PPدوافع ومهي PPة أو غ PPري س PPليمة (الع PPوجي، أثرها بشكل حىت ال ختتلPPط .و إال فPPإن النظريPPات احلديثPPة يف
املصدر السابق.)50-51 : علم النفس ال تسPPلم بPPالتمييز فيمPPا بني املراحPPل املختلفPPه هذا
التمييز الدقيق .فإنه يصعب القول بأن العمل النفسي ،و هو
0
. Conception
0
. Deliberation
0
. Internal Willing
0
. Execution
52
حمّم دجعفر حبيبزاده ،السّيد دريد املوسوي اجملاب
فتمتنPP Pع عن القي PPام بالفعPP Pل اجلرمي أو ترت PPدع عنPP Pه مسPP Pتقبًال ففي احلاالت الPPيت ُيوّك د على صPPلتها بالفاعPPل و تس ّPم ى
بينم PP Pا إذا كPP Pانت هذه اإلرادة معدومPP Pة أو غ PP Pري حّP P Pر ة فمن بPP Pاملوانع املسPP Pؤولية اجلنائيPP Pة -كPP Pاجلنون ،الّس كر ،التس ّP Pم م
العبث القول بأن للعقوبة أثر عليها .من هنا يف أغلبية أنظمة بPPالكحول و باملخّPد رات و الِق َص ر -حنن نPPرى أن الشPPخص
العدالPPة اجلزائيPPة ُيص ّPر ح بPPأن ال عقPPاب على أحPPد مPPا مل يكن يفقPPد الPPوعي أو اإلرادة بPPالنظر إىل مؤلفاهتا .فPPإذا انتفى أحPPد
قد أقدم على فعله عن وعي و إرادة .فيما يطلبه القانون من هذين الشPرطني األساسPيني أو كليهمPا -كمPا قلنPا سPابقًا -
اإلرادة هو أن تك PP P Pون يقظ PP P Pه و عاقل PP P Pة حبيث تتم خياراهتا انتفت أركPP P Pان املسPP P Pؤولية و كمPP P Pا نعلم قPP P Pد ذكPP P Pر القPP P Pانون
بص PPورة متوافق PPة م PPع األنظم PPة و الق PPوانني ال PPيت ت PPرعى احلي PPاة ع PPوارض املس PPؤوليه ال PPيت تلح PPق الش PPخص فتفق PPده ال PPوعي أو
اإلجتماعية (نفس املصدر.)52-51 : اإلرادة أو كليهم PPا ( .)8هذا و إن ُاثبت أّن اإلرادة باعتب PPار
و أمهيPة اإلرادة و مؤلفاهتا إىل حّPد أّن احملكمPة األمريكيPة أّي ة مؤلفPPة مرتبطPPة من مراحلهPPا األربعPPة يف العمPPل أفِس دت،
أصPP Pدرت أخPP Pريًا حكم الPP Pرباءة للمPP Pرأة حني ارتكاهبا اجلنايPP Pة النتفت املسؤولية اجلنائيPة بشPكل تPام أو نسPيب حسPب حكم
باعتبPP P P Pار احلالPP P P Pة النسPP P P Pائية (العPP P P Pادة النسPP P P Pائيه) و اختالالت املشرع اجلزائي و النصوص اجلزائية (.)9
اهلورمونيPP P P Pة العارضPP P P Pة و املؤثرة ،أفقPP P P Pدت وعيهPP P P Pا و إرادهتا و البّد من القPول بPأن عمليPة تكّPو ن اإلرادة تسPتغرق من
اجلازمة .و يف احلكم ُصّر ح أّن تشخيص هذه احلالPPة و تبPيني الPPوقت بقPPدر مPPا يكPPون القPPرار هامًPا يف حيPPاة اإلنسPPان ،بينمPPا
حدود أثرها على اإلرادة و مؤلفاهتا أمٌر يرتبط خبربائPPه حبكم تتم بسرعة يف مPا هو عPادي يف حياتPه .و لPذا كPانت حماسPبة
القانون (روزنفلد2004 ،م.)263:. اإلنس PPان عن األفع PPال اجلرمي PPة ال PPيت يقرّر ها برؤي PPة و متعن و
فالقانون يفرتض سالمة القوى العقلية و اإلراديPPة مبعناها اس PP Pتعداد نفس PP Pاين أش PP Pد من حماس PP Pبته عن األفع PP Pال ال PP Pيت تتم
السPPابق لPPدى الرجPPل العPPادي فيحّم لPPه مسPPؤولية أفعالPPه مPPا مل بصورة عفوية ألنه يف احلالة األوىل يكون قPPد تصّPو ر اجلرم و
يقم دليPP Pل ينفي هذه السPP Pالمة .بينمPP Pا الطب يقّP P Pر ر س PP Pالمة اختPPار طريقPPه و نّف ذه و هو يف وضPPع ذهين كPPان ميّك نPPه من
الق PPوى املذكورة نتيج PPة للفحص العي PPادي و النفس PPاين ال PPذي حس PPن اخلي PPار ب PPدًال من س PPوئه .من هن PPا ك PPان تفري PPق ق PPانون
خُي َض ع لPPه املريض من قبPPل أخصPPائيني يف األمPPراض املؤثره .و العقوب PPات للج PPرم املرتكب عن س PPابق تص PPور و تص PPميم عن
بالتPPايل فPPإن الطب يPPوّفر املعطيPPات العمليPPة الالزمPPة الPPيت حتّد د اجلرم القصPPدي حبيث خّص األول بعقوبPPة أشPPد ألن التصPPور
الوضع الصPPحي و العقلي مما ميّك ن احملاكم من حتديPد الوضPع و التص PPميم يفرتض PPان م PPرور الفاع PPل بت PPأٍن و تفك PPري باملراح PPل
القPP Pانوين لفاعPP Pل اجلرم جلهPP Pة قيPP Pام أو عPP Pدم قيPP Pام مسPP Pؤوليته املذكورة آنفًP P Pا مما يؤك PP Pد توّط د اخلط PP Pورة اإلجرامي PP Pة لدي PP Pه
اجلنائية. فيستحق على ذلك العقاب األشّد .
و املعطي PP Pات الطبي PP Pة الPP P Pيت يوفرها الفحص العيPP P Pادي أو و ب PPديهّي الق PPول أن املس PPألة اجلنائي PPة ال PPيت ي PPرتتب عليه PPا
النفساين تPوّفر معرفPة مPا إذا كPانت القPوى العقليPة و اإلراديPة عقاب تتوجه إىل إرادة الفاعل لتثنيه عن االحنراف السلوكي
سليمة و إذا كان اجلهاز العصيب يعمل بصورة طبيعيPPة أم أنPPه ف PP Pإذا ك PP Pانت هذه اإلراده حّP P Pر ة أمكنه PP Pا من خالل عملي PP Pة
خمتل بسبب العPPوارض املرضPية املسPPتحكمة فيPه من جنPون أو التص PPور و التفك PPري و اخلي PPار الوق PPوف على مض PPمون الرس PPالة
ت PPأخر عقلي أو هذيان أو هلوس PPة أو انفص PPام ( .)10كم PPا ال PPيت حتمله PPا إليه PPا العقوب PPه أو حيمل PPه إليه PPا التهدي PPد بالعقوب PPة
53
دوُر اإلرادة يف املسؤولية اجلنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراين
فمسأله األهلية اجلنائية مسألة طبية أوًال و قانونية ثانيًا و أهنا متّك ن من معرفPPة العاهات الوراثيPPة أو الطارئPPة الPPيت أّثرت
ال ميكن تقري PPر متت PPع ش PPخص باألهلي PPه اجلنائي PPة -ال PPيت تبت PPين يف القPP P P Pوى العقليPP P P Pة و اإلراديPP P P Pة فأعPP P P Pدمتها أو أنقصPP P P Pتها أو
على شرطني أساسيني و مها الوعي و اإلرادة املعتربة اجلازمة عّطلتها.
-خالف ًPا ألق PPوال األطب PPاء إّال باالس PPتناد إىل إثب PPات واقعي أو و احملاكم ال ميكنه PPا أن تق PPرر الوض PPع العقلي أو اإلرادي
علمي يدحض هذه األقوال. -م PP P Pع مجي PP P Pع مؤلفاهتا الض PP P Pروريه حس PP P Pب تق PP P Pديرها -إّال
يف ختPP Pام البحث ،نPP Pبنّي تصPP Pويرًا فيPP Pه أركPP Pان املسPP Pؤولية باالس PPتناد إىل اخلربة الطبي PPة ال PPيت يوفيه PPا الفحص العي PPادي أو
اجلنائية حسب ما بيّناه سابقًا و ضمن دراستنا و حبثنPا حPول النفس PP Pاين .و ال حيق هلا أن حتّد د هذا الوض PP Pع مهم PP Pا ك PP Pان
املوضوع. ظاهرًا أو بّينًا إّال باالستناد إىل نتPPائج الفحص الطPPيب .و لكن
ليس عليهPPا حتم ًPا التقّي د هبذه النتPPائج؛ إذ يعPPود هلا يف النهايPPة
إعطاء وضع املريض الوصف القانوين الصحيح.
54
حمّم دجعفر حبيبزاده ،السّيد دريد املوسوي اجملاب
55
دوُر اإلرادة يف املسؤولية اجلنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراين
إىل نتPP P P Pائج الفحص الطيّب .و على هذا األسPP P P Pاس ميكن أن .5نتائج و مقترحات البحث
نقول إن األهلية مسألة طبّية أوًال و قانونية ثانيًا. إّن حبث اإلرادة و دورها األساسPP P P P Pي يف جمال املسPP P P P Pؤولية
و على املشّP P P Pر ع أن ي PP P Pبنّي املب PP P Pادئ و املب PP P Pاين األساس PP P Pية اجلنائيPPة ،أمPPر الختفى أمهيتPPه ألحPPد .فPPاجلرائم -سPPواء عمديPPة
املتعلّق ة باإلرادة اليت أشرنا إليهPا .و أيضًPا جيب عليPه أن يهتّم أو غPPري عمديPPة -تبتPPين على اإلرادة احلرة مPPع مجيPPع مؤلفاهتا
ب PPاالختالالت املؤثرة على الق PPوى اإلرادي PPة و العقلي PPة بنفس PPها الضرورية.
ال بوصPP Pفها .فلهPP Pذا نعتقPP Pد أّن املش ّP Pر ع إذا مل حيّد د يف النّص ُتعت PP Pبر اإلرادة كإح PP Pدى أهم مف PP Pردات الفك PP Pر الفلس PP Pفي،
تعريفًا وصPفيًا خاصًPا لألمPراض األراديPة -و حPىت العقليPة - ولكن له PPا مج PPاٌل خ PPاص في الفق PPه الجن PPائي؛ فل PPذا يتح PPدث
فه PP Pذا أق PP Pرب للغ PP Pرض ح PP Pول العدال PP Pة اجلزائي PP Pة و املس PP Pؤولية علماء القانون عادًة عن مفهومها و مقّد ماتها السببية و آثارها
اجلنائية. القانونية.
بناًء على هذا ،فPإّن حتديPد التعريPف لألمPراض اإلراديPة و ال ش PPك أّن املش PPاكل النظري PPة و القانوني PPة ح PPول مس PPألة
حPPىت العقليPPة من ناحيPPة القPPانون يف النظPPام التشPPريعي اإليPPراين اإلرادة تنشPP Pأ من ناحيPP Pة عPP Pدم االهتمPP Pام باملوضPP Pوع بشPP Pكل
قPPد أدی إلی ظهPPور أمPPور يف إطPPار انطبPPاق حالPPة خاصPPة مPPع دقي PP P Pق .هذا و أّن املس PP P Pؤولية اجلنائي PP P Pة تق PP P Pوم على رك PP P Pنني
النصوص اجلزائية احملّد دة .على سبيل املثPPال ،تصPPريح املشّPر ع أساس PP Pيني ،أي اخلط PP Pأ و األهلي PP Pة ال PP Pيت تبت PP Pىن على ال PP Pوعي و
اإليراين بزوال املسؤولية اجلنائية بشكل تام أو نسيب يف املادة اإلرادة املعتربة اجلازمة اليت تقّد م البحث عنها.
224من ق PP P Pانون العقوب PP P Pات اإلس PP P Pالمية -باعتب PP P Pار حال PP P Pة اإلرادة مقPPدرٌة على تقريPPر شPPيء أو القيPPام بفعPPل معنّي و
السPP Pكر -يس ّP Pبب هذا اإلش PPكال إلی أن PPه هل ميكن لنPP Pا أن ميكن أن نقPPول إّن يف عمPPل اإلرادة مراحPPل أربعPPة متمPPايزة و
نعتقد بزوال املسؤوليه اجلنائيPة -حسPب مراتبهPا -يف حالPة متعاقبة على قدٍر متيّق ن من وجهة نظPر الفقPه اجلنPائي و هذه
التخ PPدير الناش PPئة عن اس PPتعمال املخ PPدّر ات و مش PPتقاهتا رغم املراحPل تسّPم ى بالتصّPو ر أو اإلدراك ،التPدّبر أو اخليPار ،العPزم
سPPكوت القPPانون أم ال؟ ألّننPPا لن جند نّص ًا صPرحيًا حPول هذا أو القرار و يف النهاية التنفيذ.
املوض PPوع أو س PPائر املس PPائل املش PPاهبة .إّال أّنن PPا نـعتقد بتنقيح كمPPا تPPبنّي سPPالفًا ،إّن العوامPPل الPPيت تفسPPد اإلرادة و تPPؤثر
املنـاط يف هـذا اجملال -من ناحي PPة علم األصPP Pول -بأّن ه إذا عليها ميكن أن تقع يف إحدى مراحPPل تكّPو ن العمPPل اإلرادي
كPPانت الفلسPPفة األصPPليه لPPزوال املسPPؤولية اجلنائيPPة حبسPPبها يف و يف فPP Pرض وقوعهPP Pا يف أّي ة مرحلPP Pة من املراحPP Pل املذكورة،
حال PPة الس PPكر ،إي PPراد اخلدش PPة على اإلرادة أو على مؤلفاهتا، النتفت املسؤولية اجلنائيPة بشPكل تPام أو نسّPيب حسPب حكم
فنحن ن PPرى أّن هذه اخلدش PPة على االرادة أو الفع PPل اإلرادي املشّر ع اجلزائي و النصوص اجلزائية.
حتدث بشPPكل أقPPوى و بطريPPق أوىل يف حالPPة التس ّPم م بPPاملواد و أّك دنا أّن احملاكم ال ميكنهPPا أن تقPPرّر الوضPع العقلي أو
التخديري PPة أو مش PPتقاهتا .ولكن علی أّي ح PPال ،لن جند نّص ًا اإلرادي – مPPع مجيPPع مؤلفاهتا الضPPرورية – إال باالسPPتناد إىل
قد صّر ح به القانون يف هذا اجملال و يف زماننا هذا. رأی اخلربة الطبّية اليت يوفرها الفحص العيPPادي أو النفسPPاين.
و من هذا املنطل PPق نرج PPو أن يق PPوم املشّP Pر ع امللتفت إلی و ال حيق هلا أن حتّد د هذا الوض PPع مهم PPا ك PPان إال باالس PPتناد
أمهية هذا املوضPوع و تصPديقه لإلرادة و مؤلفاهتا من وجهPة
56
حمّم دجعفر حبيبزاده ،السّيد دريد املوسوي اجملاب
ذلPPك أهنا قصPPدية ،أمPPا يف حPال تتطلب اخلطPأ فال بPدّ من النظ PP P Pر الق PP P Pانوين ،بتس PP P Pهيل اجلانب العملي و القض PP P Pائي يف
إفصاح النص عن ذلك. استقرار العدالة اجلزائية إن شاء اهلل تعاىل.
ُ -6يفهم ّمما تق PP Pدم أن اإلرادة Volitionختتل PP Pف عن الهوامش
القص PPد Intentionإهنا ق PPد توج PPه يف أح PPوال -1يف أغلبية األنظمة التشPPريعية ،كالنظPPام التشPPريعي اإليPراين
ينع PPدم فيه PPا القص PPد ،فل PPذا يق PPال أن ك ّPل جرمية -س PPواء منPP Pذ عPP Pام 1960م ،.اهتّم املش ّP Pر ع مبفهPP Pوم املسPP Pؤولية
عمدي PPة أم ال -تبت PPين على اإلرادة (حمم PPود1967 ،م:. اإلجتماعي PP Pة لتوجي PP Pه الت PP Pدابري االحرتازي PP Pة أم PP Pام مص PP Pادر
.)31-32يف احلقيقPPه ،القصPPد بPPاملعىن اللغPPوي هو اجتاه خطPPورة إجراميPPة على اجملتمPPع؛ على هذا األسPPاس ،ميكن
اإلرادة – مع مؤلفاهتا و مراحلها الضPPرورية الPPيت سنشPري أن يتواج PPه املرتكب اجلرمية بالت PPدابري االحرتازي PPة ،س PPواء
إليهPP P Pا – لغPP P Pرض مPP P Pا؛ و يف املسPP P Pائل اجلنائي P P Pة هو اجتاه كان مسؤوًال قانونيًا أم ال.
اإلرادة للفعPPل أو الPPرتك املع PPاقب عليPPه أو تعّم د اإلضPPرار -2بنبغي أن نوّك د أّن مدرس PPة أهل ال PPبيت عليهم الس PPالم
حبٍق ق PP Pانوين ملخالف PP Pة الق PP Pانون بواس PP Pطة فع PP P Pل أو ت PP P Pرك ذهبت إىل القPPول بPPأن اإلنسPPان مريPPد و قPPالت بنفي اجلرب
(عبPP Pدامللك بPP Pك2005 ،م.؛ .)67-68و قPP Pد جPP Pرى و التفPPويض معًPا؛ فاختيPار اإلنسPPان أمPPر بني األمPPرين :أي
الفق PP P Pه على تقس PP P Pيم القص PP P Pد إىل ع PP P Pدة أن PP P Pواع ختتل PP P Pف ال جPPرب و ال تفPPويض ،كمPPا قPPال الصPPادق عليPPه السPPالم.
ب PPاختالف النظ PPرة إليه PPا و أمهه PPا القص PPد الع PPام؛ أي اجتاه أيض ًP P Pا عن حمّم د بن عجالن ،قPP P Pال« :قلت أليب عبداهلل
إرادة اجملرم إىل اق PPرتاف الP Pركن املادي للجرمية م PPع العلم عليه السالم :فّو ض اهلل األمر إىل العباد؟ فقال :اهلل أكرم
به و القصد اخلاص؛ أي نّية تنصرف إىل غرض معنّي أو مِن أن يفّP P P P P Pو ض إليهم ،قلت :ف PP P P P Pأجرب اهلل العب PP P P P Pاد على
بنتيجة معّينة (أبوعامر1992 ،م.؛ .)205-204 أفعPPاهلم؟ فقPPال :اهلل أعPPدل من أن جيرب عبPPدًا على فع ٍPل مث
-7يف جمال الفقPPه اجلنPPائي ،يتمّي ز اخلطPPأ القصPPدي عن اخلطPPأ يعّذ به عليه» .راجعوا كتPاب احلريPة ،رؤيPة إسPالمية ،ص
غPPري القصPPدي .و اخلطPPأ القصPPدي يفPPرتض لPPدى الفاعPPل 32و ما بعدها.
حالPP Pة ذهني PPة توّل دت ض PPمنها إرادة ارتكPP Pاب اجلرم مPP Pع -3باعتبPPار التشPPابه اللفظي بني اإلرادة و الإختيPPار ،اسPPتخدم
إدراك الفاعPPل بPPأن مPPا يقPPدم عليPPه جمّر م قانون ًPا و مع Pاقب املش ّPر ع الإيPPراين يف قPPانون العقوبPPات اإلسPPالمية و ضPPمن
عليه .أما اخلطأ غري القصدي فيفرتض لدى الفاعل حالة املادة ،224اص PP P Pطالح «مس PP P Pلوب الاختي PP P Pار» ب PP P Pدًال
ذهنية متّيزت باإلمهال أو قّلة الاحرتاز حبيث إن مPPا ّمت من لاصطالح «مسلوب اإلرادة».
نتيجPP Pة جرميPP Pة مل يكن حصPP Pيلة إرادة إلحPP Pداثها ،ولكن -4كمPPا أكPPد املشّPر ع اإليPPراين علی هذا املوضPPوع يف قPPانون
نتيجPPة إلمهال من صPPدر عنPPه الفعPPل الPPذي أحPPدثها إذا مل العقوبPP Pات اإلسPP Pالمية .علی سPP Pبيل املثPP Pال راجعPP Pوا املادة
يكن حريصًا احلرص الكايف يف تصّر فه أو مل يكن متقيدًا 224من القانون املشار إليه.
مبا متيلPP Pه عليPP Pه طبيعPP Pة العمPP Pل الPP Pذي أتPP Pاه من موجبPP Pات -5األصPP P P Pل يف اجلرائم أن تكPP P P Pون قصPP P P Pدية و الاسPP P P Pتثناء أن
(عالية :1996 ،الفقرة 82و .)83 تكPP Pون عن خطPP Pأ غPP Pري مقصPP Pود ،و من مث فPP Pإذا سPP Pكت
النص عن بي PPان ص PPورة ال PPركن املعن PPوي يف جرمية فمع PPىن
57
دوُر اإلرادة يف املسؤولية اجلنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراين
باهري ،حمّم د و داور ،مPPريزا علي اكربخPان؛ النظPرة إىل -8أنظ PP P P Pروا إىل المP P P P Pواد 49-54من ق PP P P Pانون العقوب PP P P Pات []3
ق PPانون العقوب PPات الع PPام ،الطبع PPة الثاني PPة ،طه PPران :اجملد، اإلسالمية لسنة 1991م.
2005م. -9يف قانون العقوبPPات العمPPومي لسPPنة 1925م .قPPد صّPر ح
البعلبكي ،من PP Pري؛ املورد ،ق PP Pاموس اإلنكل PP Pيزي -ع PP Pريب، املش ّP Pر ع اإليPP Pراين يف املادة 36على حPP Pاالٍت الPP Pيت تPP Pؤثر []4
الطبع PP P Pة الس PP P Pابعة عش PP P Pرة ،ب PP P Pريوت :داُر العلم للماليني، على قPP P Pوة التميPP P Pيز (الPP P Pوعي) أو اإلرادة بشPP P Pكل تPP P Pام أو
1983م. نسّيب ،أما يف قانون العقوبات اإلسالمية لم نشPPاهد نّص ًا
حسPP P P Pنزاده اآلملي ،حسPP P P Pن؛ خPP P Pري األث PP P Pر يف رد اجلرب و []5 نص املذكور. كال ّ
الق PP P Pدر ،الطبع PP P Pة الرابع PP P Pة ،قم :نش PP P Pر املؤّس س PP P Pة اإلعالن -10يف أغلبيPPة األنظمPPة التشPPريعية نPPری أن املشّPر ع مل حيّد د
اإلسالمي2001 ،م. يف النّص تعريف ًP Pا لألمPP Pراض اإلراديPP Pة أو العقليPP Pة .و هذا
حس PPين ،حمم PPود جنيب؛ النظري PPة العام PPة للقص PPد اجلن PPائي، باعتبار أّن املشرع يهتّم بإالختالالت املؤثرة على القوى []6
الطبعة األوىل ،قاهرة :دارُالنهضة العربية1974 ،م. اإلراديPPة أو العقليPPة و هذا يعطي معنًPا واسPPعًا لأن يشPPمل
دهخدا ،علي اكرب؛ جممع اللغات ،الطبعPPة الثانيPة ،مزيPدة كّP Pل اختالل يص PPيب ال PPوعي و اإلرادة دون أي حتدي PPد]7[ ،
و منّق ح PPة ،اجملّل د الث PPاين ،طه PPران :نش PPر جامع PPة طه PPران، كحال PPة العت PPه جنب اجلن PPون أو األم PPراض العص PPبية ،حال PPة
1999م. الُس كر أو التخ Pدير الناشPPئة عن مPPادة مسPPكرة أو خمدرة،
رزق ،فPP Pؤاد؛ األحكPP Pام اجلزائيPP Pة العامPP Pة ،طبعPP Pة جديPP Pدة أي Pً Pا ك PPان نوعه PPا حس PPب ش PPرائطها (س PPرور1973 ،م]8[ :.
منّق حة ،بريوت :منشورات احلليب احلقوقية1998 ،م. 473و ما بعPPدها؛ أيضًPا ،أبوعPPامر1991 ،م.)155:.
روزنفل PP Pد ،آي PP Pزادور؛ دليُP P Pل معرف PP Pة و عالج األم PP Pراض، النص تعريف ًP P P P Pا []9
هذا و أنّ املش ّP P P P Pر ع اإليPP P P P Pراني حيّد د يف ّ
ترمجة :حمّم د بيكي ،الطبع PP Pة األوىل ،طه PP Pران :أرمجن PP Pد، لألم PPراض اإلرادي PPة أو العقلي PPة ف PPنرى على س PPبيل املث PPال،
2004م. خأل قانونيًا حول قضPPية املسPPؤولية اجلنائيPة باعتبPار حالPة ً
سPP Pرور ،أمحد فتحي؛ أص PPول ق PPانون العقوب PPات ،القسPP Pم ختديري PPة ناش PPئة عن م PPادة خمدرة أو مش PPتقاهتا ت PPؤثر على []10
الع PP P Pام ،الطبع PP P Pة األوىل ،الق PP P Pاهرة :دارُالنهض PP P Pة العربي PP P Pة، اإلرادة و مؤلفاهتا بال خالف.
1973م.
الّس نهورى ،عبدالّر زاق؛ الوسيط يف شرح القPPانون املدين []11 المصادر
اجلدي PPد ،نظري PPة اإلل PPتزام بوجٍP Pه عP Pاٍم ،مصPP Pادر اإللPP Pتزام، [ ]1أبوع PPامر ،حمّم د زكي؛ ق PPانون العقوب PPات ،القس PPم الع PPام،
بريوت :دار إحياء الرتاث العريب ،ب .ت. الطبعة األوىل ،بريوت :الداُر اجلامعية1991 ،م.
ع PPوض ،ع PPوض حمّم د؛ ق PPانون العقوب PPات ،القس PPم الع PPام، [ ]2إمPام ،حمّم د كمPال الّPد ين؛ املسPؤولية اجلنائيPة ،أساسPها و []12
اسكندرية ،داُر املطبوعات اجلامعية1980 ،م. تطّو رها ،الطبع PP Pة الثاني PP Pة ،ب PP Pريوت :املؤسس PP Pة اجلامعي PP Pة
للدراسات و النشر و التوزيع (جمد)1991 ،م.
58
حمّم دجعفر حبيبزاده ،السّيد دريد املوسوي اجملاب
حمسPP P Pين ،مرتضPP P Pی؛كليPP P Pات قPP P Pانون العقوبPP P Pات ،الطبعPP P Pة
عاليPP Pة ،مسري؛ أصPP Pول قPP Pانون العقوبPP Pات ،القسPP Pم العPP Pام]21[ ، []13
األوىل ،اجملّل د األول ،طهPP P P P P Pران :اجلامعPP P P P P Pة الوطنيPP P P P P Pة،
دراسة مقارنة ،الطبعة األوىل ،بريوت :املؤّس سة اجلامعيPPة
1977م.
للدراسات و النشر و التوزيع1996 ،م.
حمّم د ص PP Pفوت ،ص PP Pفّية؛ القص PP Pد اجلن PP Pائي و املس PP Pؤولية
عبPP P Pدامللك بPP P Pك ،جنPP P Pدي؛ املوسPP P Pوعة اجلنائيPP P Pة ،الطبعPP P Pة []22 []14
املطلقPP P Pة ،دراسPP P Pة مقارنPP P Pة ،ترمجة عبPP P Pدالعزيز صPP P Pفوت،
األوىل ،اجلزء الث PP Pالث ،ب PP Pريوت :مكتب PP Pة العلم للجمي PP Pع،
الطبعة األوىل ،بريوت :دار إبن زيدون1986 ،م. 2005م.
حممPPود ،حمّم د زكي؛ آثPPار اجلهPPل و الغلPPط فی املسPPؤولية
عبPP Pداملنعم ،سPP Pليمان و عPP Pوض ،عPP Pوض حمّم د؛ النظريPP Pة []23 []15
اجلنائي PP P Pة ،الطبع PP P Pة األولی ،ق PP P Pاهرة :داُر الفك PP P Pر الع PP P Pريب،
العام PPة للق PPانون اجلزائي اللبن PPاين ،نظري PPة اجلرمية و اجملرم،
1967م.
الطبعPPة األوىل ،بPPريوت :املؤسسPPة اجلامعيPPة للدراسPPات و
مريس PPعيدي ،الس ّPيد منص PPور؛ املس PPؤولية اجلنائي PPة ،الطبع PPة
[]24 النشر و التوزيع1996 ،م.
األولی ،اجملّلد األّو ل ،طهران :نشر امليزان.2005 ،
الفPPارايب ،حمّم د؛ آراء اهل املدينPPة الفاضPPلة ،بPPريوت :دار []16
جنيب حس PP Pين ،حمم PP Pود؛ علم العق PP Pاب؛ الطبع PP Pة الثاني PP Pة،
[]25 و مكتبة اهلالل 1421 ،هـ.ق.
مصر :دارُالنهضة العربية1973 ،م.
كاتوزي PP Pان ،ناص PP Pر؛ الق PP Pانون املدين ،القواع PP Pد العمومي PP Pة []17
للعقPPود ،الطبعPPة السادسPPة ،اجملّل د األول ،طهPPران :شPPركة
[26]Black, Henry Campbell; Black's Law
Dictionary, 6th ed., U.S.A., West
إنتشار الّس هامية 2004 ،م.
Publishing Co., 1990. كن PPدي ،يعق PPوب؛ رس PPائل ،بإهتم PPام :حمّم د عب PPداهلادي []18
[27]Edwards, J.; "Automatism and Criminal
Responsibility", London: Modern Law ابوزيده ،اجمللد األول ،قاهرة 1369 ،هـ.ق.
Review, Vol. 21, 1958. كورنPP Pو ،جPP Pريار؛ معجم املص PP Pطلحات القانونيPP Pة ،ترمجة []19
[28]Kenny, C. S.: Outlines of Criminal
Law, 19th ed., by J. W. Cecil Turner, منصPPور القاضPPي ،الطبعPPة األولی ،اجملّل د األول ،بPPريوت:
Cambridge, 1966. املؤسسPP P P Pة اجلامعيPP P P Pة للدراسPP P P Pات و النشPP P P Pر و التوزيPP P P Pع،
[29]Williams, Glanville; Criminal Law:
The General Part, 2nd ed., London, 1961. 1998م.
جلنPP Pة التPP Pأليف؛ احلّر يPP Pة ،رؤيPP Pة إسPP Pالمية ،الطبعPP Pة األوىل، []20
طهران :مؤّس سة البالغ2002 ،م.
59
نقش اراده در مسؤوليت كيفری با رويكردی به نظام حقوقی
ايران
2
محّم دجعفر حبيبزاده ،1سّيد دريد موسوی مجاب
تاريخ پذيرش14/10/1387 : تاريخ دريافت1/4/1387 :
اصل مسؤوليت ،بدون هيچ اختالفی پذيرفته شده و قانون نيز به طور كّلی ناظر بر مسؤوليت و
تعيين چارچوب قواعد آن است .بحث در خصوص مسؤوليت ،بويژه به اعتبار وصف كيفری آن،
در زمرهی دقيقترين ،مهمترين و در عين حال دشوارترين مباحث حقوقی است .اّم ا دشوارترين
چارچوب مبانی آن ،ارتباط وثيق بحث با
ِ مسأله در مسؤوليت كيفری و جنبهی مشكلزا در تعيين
اراده و آزادی آن -به عنوان جوهرهی انسانی و بنمايهی اهليت جنايی -است .بحث اراده تنها
حقوقدانان را به خود مشغول نساخته است؛ بلكه پيشتر ،توّجه بسياری را به خود معطوف كرده
است.
بنيان مسؤوليت كيفری به شكل مستقيم و الزمی با مسألهی اراده ،آزادی و نقش آن در رفتار
ارتكابی ارتباط میيابد .بحث و بررسی در اين ارتباط نيز در گام نخست ،فلسفی است؛ زيرا با
قضيهی جبر و اختيار -كه از محوریترين و در عين حال دشوارترين مباحث فلسفه است -مرتبط
میشود.
حقوقدانان -همچون روانشناسان -اظـهار میدارند كه تكوين رفـتار ارادی ،مسبوق به كنشهای
مقّد ماتی و تبعًا اجرايی است؛ اولين مرحله ،جهتمندی فكر به سوی موضوع معّينی است كه در
اصطالح ،ادراك ناميده میشود .متعاقبًا ،مرحلهی تدّبر يا سنجش برايند مضار و منافع مطرح می-
شود .سپس مرحلهی سوم كه ناظر بر خواست درونی است ،شكل میپذيرد .آخرين مرحله نيز
مرحلهی تنفيذ و اجراست .مرحلهی اخير ،ناظر بر رفتار خارجی است؛ در حالی كه مراحل سه-
گانهی نخست ،مراحل درونی و نفسانی است .در حقيقت ،دو مرحله از آنها به انديشه بازمیگردند
و مرحلهی سوم -در جنب مرحلهی چهارم -همان ارادهی مورد نظر است.
اين موضوع بدان معنی است كه اراده ،ماهيتًا ،از عناصر مختلفی تشكيل میشود و مراحل
متمايزی را پشت سر میگذارد؛ بر همين اساس ضروری است توّجه شود عواملی كه اراده را
فاسد (غير معتبر) میسازند ،ممكن است در مرحلهای از مراحل شكلگيری رفتار ارادی واقع
شوند .عوامل ياد شده ممكن است بر ادراك تأثير نهند و آن را معدوم يا مخدوش كنند .همچنين
ممكن است بر نيروی تدّبر تأثير گذاشته و آن را فاسد يا زائل سازند .خواست درونی نيز ممكن
است در نتيجه ايراد خدشه به واسطه عوامل مؤثر ،از مقّومات صحيح خود منتَزع شود؛ همچنانكه
مرحله اجرايی هم ممكن است از انگيزههای واقعی خود منفصل شود و با انگيزههای وهمی يا
نادرستی همراه گردد.
در اين مقاله ،تالش میكنيم مفهوم اراده و نقش اساسی آن را -با استناد به آرای حقوقی و منابع
قانونی -در اهليت جنايی و تبعًا مسؤوليت كيفری تبيين نماييم.