You are on page 1of 19

‫جملة العلوم االنسانية الدولية‪ 2009/1430 ،‬ﻫ‪.

‬ق‪ ،‬العدد ‪60-43 )4( 16‬‬

‫دوُر اإلرادة في المسؤولية الجنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراني‬

‫‪2‬‬
‫محّم دجعفر حبيبزاده‪ ،1‬السّيد دريد الموسوي المجاب‬

‫تاريخ القبول‪6/1/1430 :‬‬ ‫تاريخ الوصول‪17/6/1429 :‬‬

‫إّن أص‪00 0‬ل المس‪00 0‬ؤولية مس‪ّ00 0‬لم باإلجم‪00 0‬اع‪ ،‬و ليس الق‪00 0‬انون كّل ه إال تجس‪00 0‬يدًا للمس‪00 0‬ؤولية و تنظيم ‪ً0 0‬ا‬
‫ألحكامها‪ .‬و البحث في المسؤولية‪ ،‬باألخص بوص‪0‬فها الجن‪0‬ائي‪ ،‬من أدّق و أهّم البح‪0‬وث القانوني‪0‬ة‬
‫و أش ‪ّ0‬ق ها‪ .‬و أعق ‪00‬د م ‪00‬ا في المس ‪00‬ؤولية الجنائي ‪00‬ة و وج ‪00‬ه الص ‪00‬عوبة في تحدي ‪00‬د أساس ‪00‬ها‪ ،‬ه ‪00‬و ارتباط ‪00‬ه‬
‫الوثي‪00‬ق بقض‪00‬ية اإلرادة و الحري‪00‬ة ال‪00‬تي في حقيقته‪00‬ا هي ج‪00‬وهرة اإلنس‪00‬انية و األهلي‪00‬ة الجنائي‪00‬ة؛ ه‪00‬ذه‬
‫القضية‪ ،‬هي قضية شائكة لم تشغل رجال القانون وحدهم‪ ،‬بل شغلت كثيرًا من الناس قبلهم‪.‬‬
‫إّننا نعتقد بأن المسؤولية هي العم‪0‬ود الفق‪0‬ري في النظ‪0‬ام الق‪0‬انوني كّله و واس‪0‬طة العق‪0‬د و هم‪0‬زة‬
‫الوص ‪00‬ل بين الق ‪00‬انون و العلوم اإلجتماعي ‪00‬ة األخ ‪00‬ری؛ و تعت ‪00‬بر به ‪00‬ذه الص ‪00‬فة‪ ،‬المّم ر ال ‪00‬ذي تع ‪00‬بر من‬
‫خالله المذاهب الفلسفية و اإلجتماعية إلی القانون الجنائي بنوع خاص‪.‬‬
‫و أس‪00‬اس المس‪00‬ؤولية الجنائي‪00‬ة يرتب‪00‬ط ارتباط‪ً0‬ا مباش‪00‬رًا و الزم‪ً0‬ا بمش‪00‬كلة الحري‪00‬ة‪ ،‬و ب‪00‬دور اإلرادة‬
‫اإلنسانية في صنع القرار الصادر عن كل فرد‪ ،‬و الدراسة هنا فلسفية بالدرجة األولی؛ ألنها تتعلق‬
‫بالجبر و اإلختيار و هي من أمهات األفكار الفلسفية و من أكثرها إثارة للمتاعب‪.‬‬
‫أما اإلرادة الكامنة في النفس‪ ،‬فهي عمل نفسي ينعقد به العزم على شىء معّين‪ .‬و يق‪ّ0‬ر ر علم‪00‬اء‬
‫القانون _ كّم ا يق‪ّ0‬ر ر علم‪0‬اء النفس _ أن اإلرادة يس‪0‬بقها عمالن تحض‪0‬يريان و يليه‪0‬ا عم‪0‬ل تنفي‪0‬ذي؛‬
‫ف‪00‬أول مرحلة هي اتج‪00‬اه الفك‪00‬ر إلى أم‪00‬ر معّين‪ ،‬و ه‪00‬ذا ه‪00‬و اإلدراك‪ .‬ثّم يلي ذل‪00‬ك‪ ،‬مرحلة الت‪00‬دّبر؛‬
‫فيزن الش‪0‬خص األم‪0‬ر و يت‪0‬دّبره‪ .‬ثّم ت‪0‬أتي المرحلة الثالث‪0‬ة و هي إمض‪0‬اء العزيم‪0‬ة في ه‪0‬ذا األم‪0‬ر؛ ف‪0‬إذا‬
‫انعقدت‪ ،‬لم يبق بعد ذلك إّال مرحلة رابعة و هي مرحلة التنفيذ‪ .‬و هذه المرحلة األخيرة هي عمل‬
‫خارجي‪ ،‬أما المراحل الثالث األولی‪ ،‬فهي مراحل داخلية نفس‪0‬ية‪ :‬إثنت‪0‬ان منه‪0‬ا ترجع‪00‬ان إلى التفك‪0‬ير‬
‫و الثالثة هي اإلرادة المقصودة‪.‬‬
‫‪ .1‬األستاذ املشارك يف القانون اجلنائي و علم اإلجرام‪ ،‬جامعة تربية املدّر س (جامعة تربيت مدرس بطهران)‪habibzam@modares.ac.ir ،‬‬
‫‪ .2‬الطالب يف مرحلة الّدكتوراه يف القانون اجلنائي و علم اإلجرام‪ ،‬جامعة تربيت مدرس‪d_mousavi@modares.ac.ir ،‬‬

‫‪43‬‬
‫دوُر اإلرادة يف املسؤولية اجلنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراين‬

‫و معن ‪00‬ا ه ‪00‬ذا الموض ‪00‬وع‪ ،‬أّن اإلرادة بطبيعته ‪00‬ا تتش ‪00‬كل من عناص ‪00‬ر مختلف ‪00‬ة و تم ‪ّ0‬ر على مراح ‪00‬ل‬
‫متمّي زة؛ و على ه‪0‬ذا األس‪00‬اس‪ ،‬يقتض‪0‬ي المالحظ‪00‬ة أّن العوام‪00‬ل ال‪0‬تي تفس‪0‬د اإلرادة يمكن أن تق‪00‬ع في‬
‫إحدى مراحل تكّو ن الفعل اإلرادي؛ فإما أنها تقع على اإلدراك فتعدمه أو تشّو ش‪00‬ه و إم‪00‬ا تق‪00‬ع على‬
‫التدّبر فتفسده أو تعّطله و إما على القرار فتجّر ده من مقّو مات‪0‬ه الس‪0‬ليمة و إم‪00‬ا على التنفي‪0‬ذ فتج‪ّ0‬ر ده‬
‫من دوافعه أو تزوده بدوافع وهمية أو غير سليمة‪.‬‬
‫في هذا المجال‪ ،‬نحن نحاول أن نبّين مفهوم اإلرادة و دوُر ها األساسي في األهلي‪00‬ة الجنائي‪00‬ه و‬
‫تبعًا لها في المسؤولية الجنائيه‪ ،‬استنادًا إلى اآلراء الحقوقية و المصادر القانونية‪.‬‬

‫الكلمات الرئيسّية‪ :‬اإلرادة‪ ،‬النظام القانوني‪ ،‬األهلية الجنائية‪ ،‬المسؤولية الجنائية‪.‬‬

‫ظهرت منذ ظهور البشر؛ فلتجّنب مثل هذه اإلص‪PP‬طدامات‪،‬‬ ‫‪ .1‬مقّد مة‬
‫و لتحقي ‪PP‬ق العدال ‪PP‬ة يف ال ‪PP‬ذين يتغاض ‪PP‬ون عن حق ‪PP‬وق و حي ‪PP‬اة‬ ‫إّن ك ‪PP‬ل جمتم ‪PP‬ع س ‪PP‬واء ك ‪PP‬ان هذا اجملتم ‪PP‬ع ص ‪PP‬غريًا‪ ،‬متخلف ‪ًP‬ا أم‬
‫اآلخ‪PP P‬رين‪ ،‬أص‪PP P‬بح وج‪PP P‬ود الق‪PP P‬انون أم‪PP P‬رًا ض‪PP P‬روريًا و حتمي ‪ًP P‬ا‬ ‫متق‪ّP P‬د مًا‪ ،‬فق ‪PP‬ريًا أم غني‪ًP P‬ا‪ ،‬حيت ‪PP‬اُج إىل ق ‪PP‬وانني و أنظم ‪PP‬ة لتنظيم‬
‫(حمس ‪PP P P P P P‬ين‪1977 ،‬م‪ .)1-2:.‬أم ‪PP P P P P P‬ا املهم‪ ،‬تب ‪PP P P P P P‬يني احلدود‬ ‫العالقات بني األفراد؛ ألن كّل جمتمع ينشأ من أف‪P‬راد خمتلفني‬
‫و متف‪PP P‬اوتني‪ ،‬و مبا أن هؤالء األف‪PP P‬راد متش‪PP P‬اهبني ظاهري ‪ًP P‬ا يف‬
‫بن‪PP P P P‬ائهم الب‪PP P P P‬دين و اجلس‪PP P P P‬دي‪ ،‬فهم ك‪PP P P P‬ذلك مش‪PP P P P‬رتكني يف‬
‫الرغب ‪PP P‬ات و املي ‪PP P‬ول الباطني ‪PP P‬ة و هذا اإلش ‪PP P‬رتاك يف املي ‪PP P‬ول و‬
‫الرغب‪PP‬ات يق ‪ّP‬ر هبم من بعض‪PP‬هم ليتع‪PP‬اونوا يف الوص‪PP‬ول إىل هذه‬
‫األهداف و الرغب ‪PP‬ات من ناحي ‪PP‬ة‪ ،‬ولكّن ه من ناحي‪ٍP P‬ة أخ ‪PP‬رى‬
‫ي ‪PP‬ؤدي أحيان ‪ًP‬ا إىل اإلص ‪PP‬طدام فيم ‪PP‬ا بينهم‪ ،‬و بالت ‪PP‬ايل فاّن ه من‬
‫الّض روري وج‪PP P P P‬ود ق‪PP P P P‬وانني و أنظم‪PP P P P‬ة لتجّنب مث‪PP P P P‬ل هذا‬
‫اإلصطدام‪.‬‬
‫إّن ك ‪ّP‬ل العلم ‪PP‬اء‪ ،‬بغّض الّنظ ‪PP‬ر عن أفك ‪PP‬ارهم و وجه ‪PP‬ات‬
‫نظ‪PP P P‬رهم اخلاص‪PP P P‬ة‪ ،‬مّتفق‪PP P P‬ون على ل‪PP P P‬زوم و ض‪PP P P‬رورة وج‪PP P P‬ود‬
‫الق ‪PP‬وانني و األنظم‪PP P‬ة؛ ألّن ه ال ميكن وج‪PP P‬ود جمتم‪PP P‬ع و مدين‪PP P‬ة‬
‫فاض ‪PP‬لة ب ‪PP‬دون ق ‪PP‬وانني و أنظم ‪PP‬ة‪ .‬و فك ‪PP‬رة الق ‪PP‬انون‪ ،‬ت ‪PP‬رادف‬
‫املس‪PP‬ؤولية و اجلزاء؛ باحلقيق‪P‬ة‪ ،‬إّن ل‪P‬زوم احلي‪P‬اة م‪P‬ع اآلخ‪P‬رين و‬
‫الّتع‪PP‬ايش معهم ق‪PP‬د ي‪PP‬ؤدي أحيان ‪ًP‬ا إىل نش‪PP‬وء ن‪PP‬زاٍع و خص‪PP‬ومٍة‬
‫بني األف ‪PP‬راد ألج ‪PP‬ل منفع‪ٍP P‬ة م ‪PP‬ا‪ ،‬و هذه اخلص ‪PP‬ومة ك ‪PP‬انت ق ‪PP‬د‬

‫‪44‬‬
‫حمّم دجعفر حبيبزاده‪ ،‬السّيد دريد املوسوي اجملاب‬

‫املس ‪PP‬ؤولية األدبي ‪PP‬ة أو األخالقي ‪PP‬ة‪ ،‬كاجتاه س ‪PP‬ائد يف الفق ‪PP‬ه‪،‬‬ ‫للمس ‪PP P‬ؤولية اجلنائي ‪PP P‬ة‪ 0‬و ترس ‪PP P‬يم خطوطه ‪PP P‬ا ‪ -‬تبع‪ًP P P‬ا إلثب ‪PP P‬ات‬
‫يقيم املس ‪PP‬ؤولية على حري ‪PP‬ة اإلرادة؛ هذه املس ‪PP‬ؤولية تع ‪PP‬ين أن‬ ‫األهلي ‪PP P P‬ة اجلنائي ‪PP P P‬ة‪ - 0‬بش ‪PP P P‬كل ق ‪PP P P‬انوّين؛ فهن ‪PP P P‬ا ي ‪PP P P‬ربز دور‬
‫اإلنس ‪PP‬ان خ ‪PP‬الق أفعال ‪PP‬ه و أن ‪PP‬ه ك ‪PP‬ان و هو يفع ‪PP‬ل يف حال ‪PP‬ة من‬ ‫اإلرادة‪ 0‬و مؤلفاهتا األساسية بوضوح‪.‬‬
‫احلري ‪PP‬ة‪ ،‬تس ‪PP‬مح ل ‪PP‬ه بالفع ‪PP‬ل أو الرّت ك‪ ،‬فاملس ‪PP‬ؤولية هبذا املع ‪PP‬نی‬ ‫إّن املس‪PP‬ؤولية من ل‪PP‬وازم احلي‪PP‬اة اإلنس‪PP‬انية نفس‪PP‬ها‪ ،‬فحيثم‪PP‬ا‬
‫تع‪PP P‬ين انتس‪PP P‬اب الفع‪PP P‬ل إىل الفاع‪PP P‬ل‪ ،‬من حيث هو ص‪PP P‬احب‬ ‫ك‪PP P‬ان اإلنس ‪PP P‬ان‪ ،‬ك‪PP P‬انت مس ‪PP P‬ؤوليته؛ ألّن ه دائم‪ًP P P‬ا ط ‪PP P‬رف يف‬
‫الق ‪PP‬رار و مال ‪PP‬ك الق ‪PP‬درة على الفع ‪PP‬ل أو ض ‪PP‬ده‪ .‬و احلري ‪PP‬ة هبذا‬ ‫عالقته‪ ،‬س‪P‬واء م‪P‬ع نفس‪P‬ه أو م‪P‬ع غ‪P‬ريه أو م‪P‬ع رّبه و هذا يع‪P‬ين‬
‫املعنی‪ ،‬هي الش‪P‬رط األول‪ ،‬لك‪P‬ل فع‪ٍP‬ل أخالقي‪ ،‬أو لك‪P‬ل فع‪P‬ل‬ ‫أّن ه مس ‪PP‬ؤول يف ك ‪ّP‬ل ح ‪PP‬اٍل ‪ .‬و البحث فی املس ‪PP‬ؤولية اجلنائي ‪PP‬ة‬
‫إنس‪P‬ان مس‪P‬ؤول (إم‪P‬ام‪1991 ،‬م‪ .)156 :.‬هذا و ق‪P‬د أنك‪P‬ر‬ ‫من أهّم البحوث القانونية و أعوصها؛ ألن املسؤولية ليس‪PP‬ت‬
‫احلتمي‪P‬ون حري‪P‬ة اإلنس‪PP‬ان على هذا النح‪PP‬و‪ ،‬و وج‪P‬دوا أنص‪PP‬ارًا‬ ‫مشكلة قانونية بقدر م‪PP‬ا هي مش‪PP‬كلة إنس‪PP‬انية‪ ،‬و هي مش‪PP‬كلة‬
‫هلم من ‪PP‬ذ أق ‪PP‬دم العص ‪PP‬ور الفلس ‪PP‬فية؛ كم ‪PP‬ا أّن احلتمي ‪PP‬ة يف اجملال‬ ‫عام ‪PP‬ة يف الزم ‪PP‬ان و يف املك ‪PP‬ان و علی ص ‪PP‬عيد الفك ‪PP‬ر اإلنس ‪PP‬اين‬
‫اجلن‪PP‬ائي‪ ،‬إس‪PP‬تولت موج‪PP‬ة اإلميان هبا على ك ‪ّP‬ل ف‪PP‬روع املعرف‪PP‬ة‬ ‫بك ‪ّP‬ل ص ‪PP‬وره و ألوان ‪PP‬ه‪ .‬ف ‪PP‬البحث فيه ‪PP‬ا ليس ولي ‪PP‬د عص ‪PP‬ر و ال‬
‫يف الق ‪PP‬رن التاس ‪PP‬ع عش ‪PP‬ر امليالدي‪ ،‬و ب ‪PP‬دأ البحث عن أس ‪PP‬باب‬ ‫شعب و ال دين و ال فكر بعين‪P‬ه؛ و إمنا البحث فيه‪PP‬ا ك‪P‬ان ‪-‬‬
‫الظ‪P‬اهرة اإلجرامي‪P‬ة يف ض‪P‬وء االعتق‪P‬اد باحلتمي‪P‬ة‪ ،‬و هو اعتق‪P‬اد‬ ‫و الي‪P‬زال ‪ -‬ش‪P‬غل اإلنس‪P‬ان من‪P‬ذ ك‪P‬ان اإلنس‪P‬ان و أي‪ًP‬ا م‪P‬ا ك‪P‬ان‬
‫جيع ‪PP‬ل الس ‪PP‬لوك اإلج ‪PP‬رامي ذا س ‪PP‬بب باعتب ‪PP‬ار أن تل ‪PP‬ك احلتمي ‪PP‬ة‬ ‫ف‪PP‬رع ختصّص ه‪ ،‬ب‪P‬ل أي‪ًP‬ا م‪PP‬ا ك‪P‬ان ق‪PP‬در ثقافت‪P‬ه‪ .‬و من هن‪P‬ا تظه‪PP‬ر‬
‫كمس ‪ّP‬لمة افرتاض‪PP‬ية معناها وج‪PP‬ود أس‪PP‬باب و عل‪PP‬ل وراء ك ‪ّP‬ل‬ ‫الصعوبة يف تناول املوضوع‪.‬‬
‫الظواهر الطبيعية و اإلجتماعية و النفس‪P‬ية‪ ،‬و من هذا املنط‪P‬ق‬ ‫من املس‪ّP P P‬لم يف الفق ‪PP P‬ه اجلزائي أّن املس ‪PP P‬ؤولية اجلزائي‪PP P P‬ة ال‬
‫ك ‪PP P P P P‬ان البحث وراء أس ‪PP P P P P‬باب اإلج ‪PP P P P P‬رام و مل تكن املدارس‬ ‫ترتب ‪PP P P‬ط إال باإلنس ‪PP P P‬ان؛ اّم ا اجلم ‪PP P P‬ادات و الكائن ‪PP P P‬ات احلي ‪PP P P‬ة‬
‫الوض‪PP‬عية يف الفك‪PP‬ر اجلن‪PP‬ائي إال ص‪PP‬دی للحتمي‪PP‬ة يف اجملال غ‪PP‬ري‬ ‫األخ‪PP P P P‬ری فال ج‪PP P P P‬دال يف خروجه‪PP P P P‬ا من نط‪PP P P P‬اق املس‪PP P P P‬ؤولية‬
‫اجلنائي‪.‬‬ ‫اجلزائي ‪PP P P P P P‬ة‪ ،‬علی خالف م ‪PP P P P P P‬ا ك ‪PP P P P P P‬انت جتري علي ‪PP P P P P P‬ه بعض‬
‫يف هذا االرتب‪PP‬اط‪ ،‬ب‪PP‬دأ «ش‪PP‬يزار لوم‪PP‬ربوزو»‪ _0‬ال ‪ّP‬ذ يقي‪PP‬ل‬ ‫التش ‪PP P P P‬ريعات القدمية (رزق‪ .)152 :1998 ،‬جتد هذه‬
‫عن‪P‬ه إّنه أب‪P‬و علم اإلج‪P‬رام احلديث‪ ،‬و تابعي‪P‬ه أيض‪ًP‬ا‪ ،‬ب‪P‬األخص‬ ‫القاع‪PP‬دة تربيرها يف أّن اإلنس‪PP‬ان ميل‪PP‬ك وح‪PP‬ده دون غ‪PP‬ريه من‬
‫«إنريك ‪PP‬و ف ‪ّP‬ر ى»‪ 0‬و هو الرج ‪PP‬ل الث ‪PP‬اين يف املدرس ‪PP‬ة الوض ‪PP‬عية‬ ‫املوجودات تلك اإلرادة ال‪PP‬يت تق‪PP‬ف وراء الفع‪PP‬ل و ال‪PP‬يت تعطي‪P‬ه‬
‫اإليطالي‪PP‬ة ‪ -‬جه‪PP‬وده مبك‪PP‬رًا ب‪PP‬اهلجوم على مب‪PP‬دأ حري‪PP‬ة اإلرادة‬ ‫الص‪PP‬فة اجلرمي‪PP‬ة من جه‪PP‬ة و أّن ه هو وح‪PP‬ده من ناحي‪PP‬ة أخ‪PP‬ری‬
‫(ب‪PP P‬اهري‪19 ،‬م‪ .)76-75 :.‬إّن أهّم م‪PP P‬ا يعنين‪PP P‬ا يف أفك‪PP P‬ار‬ ‫ال‪PP P‬ذي ميل‪PP P‬ك الق‪PP P‬درة علی اإلس‪PP P‬تجابة ألهداف اجملتم‪PP P‬ع من‬
‫املدارس الوض‪PP‬عية ‪ -‬من جه‪PP‬ة نظ‪PP‬ر املس‪PP‬ؤولية ‪ -‬أهنا ط‪PP‬رحت‬ ‫تط ‪PP‬بيق اجلزاء اجلن ‪PP‬ائي و ع ‪PP‬دم الع ‪PP‬ود بالت ‪PP‬ايل إلی اجلرمية م‪ّP P‬ر ة‬
‫مب ‪PP P‬دأ «حري ‪PP P‬ة اإلرادة» معلن ‪PP P‬ة يف ص ‪PP P‬راحة حتمي ‪PP P‬ة الس ‪PP P‬لوك‬ ‫أخری (أبوعامر‪.)146 :1992 ،‬‬
‫‪0‬‬
‫‪‍. Criminal Responsibility‬‬
‫‪0‬‬
‫‪. Penal Capacity‬‬
‫‪0‬‬
‫‪. Volition (the Will); Volunté; Der Wille‬‬
‫‪0‬‬
‫‪. Cesar Lombroso‬‬
‫‪0‬‬
‫‪. Enrico Ferri‬‬

‫‪45‬‬
‫دوُر اإلرادة يف املسؤولية اجلنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراين‬

‫زاوية اهتمامه‪ ،‬و بنمط خطابه و مصطلحه من زمٍن طويل‪.‬‬ ‫اإلج‪PP P P‬رامي‪« ،‬و مب‪PP P P‬دأ احلتمي‪PP P P‬ة يف حتلي‪PP P P‬ل أس‪PP P P‬باب الظ‪PP P P‬اهرة‬
‫هلذا ينبغي أن ن‪PP P P‬ذّك ر ب‪PP P P‬أّن مص ‪PP P‬طلح اإلرادة‪ ،‬مص ‪PP P‬طلح ل ‪PP P‬ه‬ ‫اإلجرامي‪PP‬ة» خص‪PP‬يب يف نتائج‪PP‬ه‪ ،‬ف‪PP‬إذا ك‪PP‬ان اجملرم منق‪PP‬اًد ا إلی‬
‫مف‪PP‬اهيم و تع‪PP‬ابري متع‪PP‬ددة و هلذا ن‪PP‬رى أحيان ‪ًP‬ا ألفاظ ‪ًP‬ا متش‪PP‬اهبة‬ ‫اجلرمية‪ ،‬فال وج‪PP P P P‬ه ألس‪PP P P P‬باغ الل‪PP P P P‬وم على مس‪PP P P P‬لكه و ال حمل‬
‫– كاالختيار و القصد – ُتستخدم بدهلا‪.‬‬ ‫إلس‪PP‬ناد املس‪PP‬ؤولية إىل أس‪PP‬س أخالقي‪PP‬ة‪ ،‬و إمنا يس‪PP‬أل مس‪PP‬ؤولية‬
‫من الناحي ‪PP‬ة التأرخيي ‪PP‬ة‪ ،‬من ‪PP‬ذ بداي ‪PP‬ة الفك ‪PP‬ر الفلس ‪PP‬في ل ‪PP‬دى‬ ‫إجتماعي ‪PP‬ة باعتب ‪PP‬اره مص ‪PP‬در خط ‪PP‬ورة إجرامي ‪PP‬ة على اجملتم ‪PP‬ع و‬
‫اإلنس ‪PP P‬ان و من ‪PP P‬ذ عص ‪PP P‬ور الفك ‪PP P‬ر اليون ‪PP P‬اين املتق ‪PP P‬دم‪ ،‬ح ‪PP P‬اول‬ ‫يتفّر ع من ذلك أمران‪:‬‬
‫الفالس‪PP‬فة و املفّك رون تفس‪PP‬ري الفع‪PP‬ل الص ‪PP‬ادر عن اإلنس‪PP‬ان و‬ ‫أوهلما‪ :‬أن يتجّر د التدبري الذي يتخذ قبله من كّل مع‪PP‬اين‬
‫حتليل العالقة بينه و بني ما يصدر عنه من فع‪P‬ل لإلجاب‪P‬ة على‬ ‫الل ‪PP‬وم و اجلزاء‪ ،‬ليغ ‪PP‬دو جمّر د وس ‪PP‬يلة دف ‪PP‬اع اجتم ‪PP‬اعي هبدف‬
‫السؤال القائم يف هذه املسألة و هو هل اإلنسان ح‪ٌّP‬ر ‪ ،‬يص‪PP‬نع‬ ‫توقي اخلطورة اإلجرامية‪ ،‬أي جمّر د تدبري احرتازي قبلها‪.‬‬
‫ما يص‪PP‬در عن‪P‬ه من فع‪P‬ل ب‪P‬إرادة و هو يس‪P‬تطيع أن اليفع‪P‬ل؟ أم‬ ‫ثانيهم‪PP‬ا‪ :‬أال يك‪PP‬ون «ملوان‪PP‬ع املس ‪PP‬ؤولية» حمل‪ ،‬فك ‪ّP‬ل جمرم‬
‫إّن القس‪PP P‬ريه و اجلربي ‪PP‬ة هي احلاكم ‪PP‬ة‪ ،‬و هو يتح ‪ّP P‬ر ك ض‪PP P‬من‬ ‫– ولوك‪PP‬ان جمنون‪ًP‬ا – هو مص‪PP‬در خط‪PP‬ورة و ال ب‪ّP‬د من ت‪PP‬دبري‬
‫وضع ق‪P‬دري مف‪P‬روض علي‪P‬ه مس‪P‬بقًا‪ ،‬و ب‪P‬ذا فه‪P‬و جمرب مبقتض‪PP‬ى‬ ‫يتخذ يف مواجهتها (‪( )1‬جنيب حسين‪1973 ،‬م‪.)72 :.‬‬
‫تل‪PP‬ك القدري‪PP‬ة‪ ،‬و ال ميل‪PP‬ك اإلرادة‪ ،‬فه‪PP‬و ال يس‪PP‬تطيع أن يفع‪PP‬ل‬ ‫على أّي حاٍل ‪ ،‬المس‪P‬ؤولية األدبي‪P‬ة كم‪P‬ا قلن‪P‬ا‪ ،‬فك‪P‬رة س‪P‬ائدة‬
‫و أن ي‪P‬رتك مبحض إرادت‪P‬ه‪ ،‬ب‪P‬ل هو جمرب مقه‪P‬ور‪ ،‬و إن ب‪P‬دا يف‬ ‫في الفق‪PP‬ه و أساس‪PP‬ها اإلرادة الح‪PP‬رة و مناطه‪PP‬ا اإلنس‪PP‬ان الق‪PP‬ادر‬
‫ظاهر ممارساته إّنه هو الذي يريد‪ .‬و انتهی اجلدل و التفس‪PP‬ري‬ ‫على الفع ‪PP P‬ل؛ فالمس ‪PP P‬ئوولية الجنائي ‪PP P‬ة هي مس ‪PP P‬ؤولية أخالقي ‪PP P‬ة‪.‬‬
‫يف هذه القضية إىل عّد ة آراء رئيسية هي‪:‬‬ ‫اإلرادة الح ‪PP‬رة م ‪PP‬ع مؤلفاته ‪PP‬ا الض ‪PP‬رورية‪ ،‬هي ال ت ‪PP‬زال الفك ‪PP‬رة‬
‫‪ .1‬رأي ي‪PP‬ذهب إىل أن اإلنس‪PP‬ان ميل‪PP‬ك احلري‪PP‬ه الذاتي‪PP‬ة‪ ،‬و‬ ‫األساس‪PP‬ية ال‪PP‬تي تق‪PP‬وم عليه‪PP‬ا كاف‪PP‬ة الق‪PP‬وانين الجنائي‪PP‬ة الحديث‪PP‬ة و‬
‫لكن‪PP‬ه خيض ‪PP‬ع للجربي‪PP‬ة‪ ،‬ألّن مق ‪ّP‬د مات األش‪PP‬ياء حتص ‪PP‬ل بش‪PP‬كل‬ ‫المعاصرة‪.‬‬
‫قهري‪ ،‬فتنتج الفعل بصورة جربية‪.‬‬
‫‪ .2‬رأي ي‪PP‬ذهب إىل أن اإلنس‪PP‬ان ال ميل‪PP‬ك احلري‪PP‬ة الذاتي‪PP‬ة‪،‬‬ ‫‪ .2‬بحث و دراسة‬
‫و هو جمرب مقهور علی أّی حال‪.‬‬ ‫قب‪PP P P‬ل الب‪PP P P‬دء يف احلديث عن اإلرادة و دورها يف املس‪PP P P‬ؤولية‬
‫‪ 3‬رأي يذهب إىل أن اإلنسان حّر ‪ ،‬ال سلطان و ال قّو ة‬ ‫اجلنائي ‪PP‬ه ‪ -‬كإح ‪PP‬دی أهم مف ‪PP‬ردات الفك ‪PP‬ر الفلس ‪PP‬في ‪ -‬ينبغي‬
‫بق ‪PP‬ادر على منع ‪PP‬ه من تقري ‪PP‬ر املوق ‪PP‬ف و اإلرادة الذاتي ‪PP‬ه‪ ،‬فه ‪PP‬و‬ ‫أن نعّر فه‪PP P P‬ا‪ .‬ف‪PP P P‬إّن هذه القض‪PP P P‬ية الفكري‪PP P P‬ة و القانوني‪PP P P‬ة رغم‬
‫مطلق اإلرادة‪.‬‬ ‫وض‪P‬وحها‪ ،‬حتت‪PP‬وي جانب‪ًP‬ا من الغم‪PP‬وض يف التحلي‪P‬ل و املفه‪PP‬وم‬
‫‪ .4‬رأي ي ‪PP P P P‬ذهب إىل أّن اإلنس ‪PP P P P‬ان ليس بفاع ‪PP P P P‬ل‪ ،‬و أّن‬ ‫احلقيقي‪.‬‬
‫اإلنس ‪PP‬ان ل ‪PP‬ه دور الكس ‪PP‬ب‪ .‬و فّس ر الكس ‪PP‬ب بأّن ه االق ‪PP‬رتان‬ ‫و كم حتّد ث اإلنس‪PP‬ان عن اإلرادة‪ .‬فق‪PP‬د كتب الفالس‪PP‬فة‬
‫الزم ‪PP‬اين بني ق ‪PP‬درة اإلنس ‪PP‬ان و الفع ‪PP‬ل احلاص ‪PP‬ل‪ ،‬و أّن الق ‪PP‬درة‬ ‫و املفّك رون و علم ‪PP‬اء العقي ‪PP‬دة و العرف ‪PP‬ان و االي ‪PP‬ديولوجيون‬
‫احلادث ‪PP‬ة هي من فع ‪PP‬ل اهلل تع ‪PP‬اىل و بالت ‪PP‬ايل ف ‪PP‬إّن الفع ‪PP‬ل هلل‪ ،‬و‬ ‫آراء و نظري ‪PP‬ات متع ‪PP‬ددة عنه ‪PP‬ا؛ كم ‪PP‬ا حبث علم ‪PP‬اء النفس و‬
‫ليس لإلنسان‪.‬‬ ‫القانون – و حىت األدباء و الشعراء – عن اإلرادة‪ ،‬كّل من‬

‫‪46‬‬
‫حمّم دجعفر حبيبزاده‪ ،‬السّيد دريد املوسوي اجملاب‬

‫بتحليله ‪PP‬ا الّنفس ‪PP‬اين؛ «بكالم آَخ ر‪ ،‬علم ‪PP‬اء الق ‪PP‬انون حيك ‪PP‬ون‬ ‫‪ .5‬رأي ي‪PP P P‬ذهب إلى الق‪PP P P‬ول ب‪PP P P‬األمر بين األم‪PP P P‬رين (‪)2‬؛‬
‫عادة عن آثار اإلرادة‪ ،‬و بالظاهر يعتقدون أّن البحث ح‪PP‬ول‬ ‫فاإلنس ‪PP P‬ان ح‪ٌّP P P‬ر مري ‪PP P‬د‪ ،‬و لكن هذه اإلرادة و تل ‪PP P‬ك الحري ‪PP P‬ة‬
‫كيفّي ة تكوينه‪PP P‬ا و األدل‪PP P‬ة اللفظي‪PP P‬ة ال‪PP P‬يت ترتب‪PP P‬ط هبا لن تنف‪PP P‬ع‬ ‫ليست منفصلة عن تأثير اإلرادة اإللهي‪P‬ة‪ .‬و هذا الت‪P‬أثير اليص‪P‬ل‬
‫حينما حنكي عنها» (كاتوزيان‪2004 ،‬م‪ .)213 :.‬هذا و‬ ‫ح ‪ّP‬د الجبري‪PP‬ة‪ ،‬ألّن امتالك اإلنس‪PP‬ان اإلرادة ش‪PP‬رط أساس‪PP‬ي من‬
‫أَّن املش‪PP P P‬اكل النظري ‪PP P‬ة و القانوني ‪PP P‬ة ح ‪PP P‬ول مس‪PP P P‬ألة اإلرادة يف‬ ‫ش ‪PP‬روط المس ‪PP‬ؤولية‪ ،‬و هي أيض ‪ًP‬ا نتيج ‪PP‬ة طبيع ‪PP‬ة التص ‪PP‬اف الل ‪PP‬ه‬
‫احلقيق ‪PP‬ة‪ ،‬تنش ‪PP‬أ من ناحي ‪PP‬ة ع ‪PP‬دم االهتم ‪PP‬ام باملوض ‪PP‬وع بش ‪PP‬كل‬ ‫بالعدل‪.‬‬
‫دقيق كما قلنا‪.‬‬ ‫أم ‪PP P P‬ا ال ‪PP P P‬رأي الس ‪PP P P‬ائد بني علم ‪PP P P‬اء الق ‪PP P P‬انون و يف س ‪PP P P‬احة‬
‫بناًء على هذا‪ ،‬فإّنه من الض‪P‬رورّي أن ن‪P‬بنّي مع‪P‬نی اإلرادة‬ ‫املسؤولية اجلنائية ‪ -‬بغّض النظر عن اآلراء الفلسفية املختلفة‬
‫يف اّللغ‪P‬ة و يف االص‪P‬طالح؛ ّمث نتع‪ّP‬ر ض إىل مراح‪P‬ل التك‪P‬وين و‬ ‫‪ -‬يبت ‪PP P P‬ين على تص ‪PP P P‬ديق اإلرادة احلّر ة و مؤلفاهتا‪ .‬و إّن ه من‬
‫س ‪PP‬ري إجيادها من منظ ‪PP‬ر الفق ‪PP‬ه اجلزائي‪ ،‬قب‪PP‬ل أن نبحث ح‪PP‬ول‬ ‫البديهي أّن اإلرادة هي صنيعة الظ‪PP‬روف و املق‪ّP‬د مات الس‪PP‬ببّيه‬
‫آثارها يف املسؤولية اجلنائية‪.‬‬ ‫و كم‪PP P P‬ا يق‪PP P P‬ول «ك‪PP P P‬انت»‪ - 0‬منمفّك ريالغ‪PP P P‬رب ‪ -‬اإلرادة‬
‫اإلرادة‪ ،‬أصلها «َرَو َد»؛ هذه اللفظ‪PP‬ة مص‪PP‬دٌر ثالثي مزي‪P‬د‬ ‫«ُتس‪ّP P P P P P‬بب عنسلس ‪PP P P P P‬لة مناألس ‪PP P P P P‬باب» (جلـنة الت ‪PP P P P P‬أليف‪،‬‬
‫و متعٍّد على وزن اإلفعال الذي تغرّي بع‪PP‬د اإلعالل على هذه‬ ‫‪2002‬م‪ .)34- 35:.‬قطع ‪ًP P P P‬ا‪ ،‬احلديث عناملق ‪ّP P P P‬د مات و‬
‫الص ‪PP‬ورة‪ .‬و ق ‪PP‬د وردت لفظ ‪PP‬ة اإلرادة يف مع ‪PP‬اجم األلف ‪PP‬اظ و‬ ‫األس ‪PP‬باباملذكورة‪ ،‬خيتل ‪PP‬ف منناحي ‪PP‬ة التع ‪PP‬ابري املس ‪PP‬تفادة؛‬
‫الق‪PP P P P‬واميس هبذه املع‪PP P P P‬اين‪« :‬الطلب‪ ،‬املي‪PP P P P‬ل‪ ،‬الرغب‪PP P P P‬ة‪ ،‬احلزم‪،‬‬ ‫أّم ا املهم هو التأكي‪PP‬د علىهذه املق ‪ّP‬د مات‪ .‬علىس‪PP‬بيل املث‪PP‬ال‬
‫التص ‪PP P P‬ميم و املش ‪PP P P‬يئة» (البعلبكي‪1983 ،‬م‪ :.‬يف معناها)‪.‬‬ ‫يق ‪PP P‬ول ص ‪PP P‬احبكت ‪PP P‬ابآراء أهلاملدين ‪PP P‬ة الفاض ‪PP P‬لة‪« :‬عن ‪PP P‬دما‬
‫أيض‪ًP P‬ا هي يف الّلغ ‪PP‬ة‪ ،‬مبع ‪PP‬ىن القـدرة الواعي ‪PP‬ة و اإلق ‪PP‬دام ال‪ّP P‬ذ ي‬ ‫حتص ‪PP P‬ل املعق ‪PP P‬والت األوىل لإلنس ‪PP P‬ان‪ ،‬حيدث ل ‪PP P‬ه ب‪PP P‬الطبع‬
‫يبتين على الت‪PP‬دّبر و التقديـر(‪Henry Campbell, 1990:‬‬ ‫تأمل و رؤي‪P‬ة و ذك‪P‬ر و تش‪P‬وق إىل االس‪P‬تنباط‪ ،‬و ن‪P‬زوع إىل‬
‫‪ .)1598‬و قيل‪ ،‬احلّق أن اإلرادة ترجيح أحد مقدورية على‬ ‫بعض ما عقده و شوق إلي‪P‬ه و إىل بعض م‪PP‬ا يس‪PP‬تنبطه‪ ،‬أو‬
‫اآلخ ‪PP‬ر و ختصيص ‪PP‬ه بوج ‪ٍP‬ه دون وج ‪PP‬ه‪ ،‬أو مع ‪PP‬ىن ي ‪PP‬وجب هذا‬ ‫كراهت‪PP‬ه‪ .‬وال‪PP‬نزوع إىل م‪PP‬ا أدرك‪PP‬ه باجلمل‪PP‬ة هو اإلرادة‪ .‬ف‪PP‬إن‬
‫الرتجيح‪ .‬و هي أعّم من االختيار؛ فإنه ميل مع تفض‪PP‬يل؛ أى‬ ‫كان ذل‪P‬ك عنإحس‪P‬اس أو ختي‪P‬ل‪ّ ،‬مسي باالس‪P‬م الع‪P‬ام و هو‬
‫تفض ‪PP‬يل أح ‪PP‬د الط ‪PP‬رفني على اآلخ ‪PP‬ر‪ ،‬ك ‪PP‬أن املخت ‪PP‬ار ينظ ‪PP‬ر إىل‬ ‫اإلرادة‪( »...‬الف ‪PP‬ارايب‪ 1421 ،‬هـ‪ .)52 :.‬بعض الفالس ‪PP‬فة‬
‫الطرفني‪ .‬قيل االختيار يف الّلغة ت‪P‬رجيح الش‪P‬يء و ختصيص‪P‬ه و‬ ‫حيكون عنالتصّو ر‪ ،‬التصديق أو تع‪P‬ابري أخ‪P‬رىكالش‪P‬وق و‬
‫تقدميه على غريه و هو أخّص من اإلرادة‪ .‬نعم‪ ،‬قد يس‪PP‬تعمل‬ ‫الش‪P‬وق املؤّك د أو اش‪P‬تداد املي‪P‬ل إىل موض‪P‬وع خ‪P‬اص و غ‪P‬ريه‬
‫املتكلم‪PP P‬ون االختي ‪PP‬ار مبع ‪PP‬ىن اإلرادة أيض‪ًP P‬ا حيث يقول‪PP P‬ون إّن ه‬ ‫يف هذا االرتب ‪PP P P P‬اط (حس ‪PP P P P‬نزاده اآلملي‪2001 ،‬م‪-14 :.‬‬
‫فاع ‪PP P P P‬ل باالختي ‪PP P P P‬ار (دهخ ‪PP P P P‬دا‪1999 ،‬م‪ ،.‬اجملّل د الث ‪PP P P P‬اين‪:‬‬ ‫‪.)13‬‬
‫‪)1625‬؛ أّم ا يف احلقيق ‪PP P‬ة‪ ،‬االختي ‪PP P‬ار‪ ،‬أم ‪PP P‬ر يعقب اإلرادة‬ ‫أّم ا ‪ -‬من وجهة نظرنا ‪ -‬علماء الق‪PP‬انون اجلن‪PP‬ائي باعتب‪PP‬ار‬
‫حيث إّنه اصطفاء األمر بني األمرين أو األمور (‪.)3‬‬ ‫أن اإلرادة ترتب ‪PP P P P‬ط بأحباث و مع ‪PP P P P‬ان فلس ‪PP P P P‬فية‪ ،‬لن يهتّم وا‬

‫‪0‬‬
‫‪. Immanuel Kant‬‬

‫‪47‬‬
‫دوُر اإلرادة يف املسؤولية اجلنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراين‬

‫إمنا من فعل ذلك الذي دفعه إليها و بنفس الق‪PP‬در إذا هوجم‬ ‫يف بعض مع ‪PP‬اجم املص ‪PP‬طلحات القانوني ‪PP‬ة يق ‪PP‬ال أهنا «من‬
‫ش ‪PP‬خص أثن ‪PP‬اء قيادت ‪PP‬ه لس ‪PP‬يارته من قب ‪PP‬ل س ‪PP‬رب من النح ‪PP‬ل و‬ ‫الّالتيني ‪PP P P‬ة "‪ "Volontas‬امللك ‪PP P P‬ة يف أن يش ‪PP P P‬اء املرء؛ اجلدارة‬
‫أعج ‪PP‬زه ذل ‪PP‬ك من الس ‪PP‬يطرة على الس ‪PP‬يارة‪ ،‬فقـد يق ‪PP‬ال أّن ه ال‬ ‫الواقعي‪PP‬ة يف أن يفهم م‪PP‬دی عم‪PP‬ل (الض‪PP‬مري) و يف أن يص ‪ّP‬م م‪،‬‬
‫يع ‪PP‬د س ‪PP‬ائقا ً‪ )Edwards, 1958: 379-380(.‬و هذا م ‪PP‬ا‬ ‫و ذلك شرط لصحة العم‪P‬ل الق‪P‬انوين أو ش‪P‬رط للتبع‪P‬ة اجلرمي‪P‬ة‬
‫ذك‪PP‬ره «الل‪PP‬ورد ج‪PP‬و داْر د»‪ -0‬رئيس القض‪PP‬اء ‪ -‬عن ش‪PP‬خص‬ ‫أو التعاقدي‪P‬ة‪ .‬تتمّي ز اإلرادة‪ ،‬و هي مس‪P‬ألة واقعي‪P‬ة ُتق‪ّP‬د ر حال‪P‬ة‬
‫اهتم بالقي ‪PP P‬ادة اخلط ‪PP P‬رة‪« :‬ل ‪PP P‬و أن شخص‪ًP P P‬ا أص ‪PP P‬يب جبلط ‪PP P‬ة أو‬ ‫عن حال ‪PP P‬ة‪ ،‬عن األهلي ‪PP P‬ة ال ‪PP P‬يت هي ج ‪PP P‬دارة قانوني ‪PP P‬ة و تتمّي ز‬
‫صـرع و مها مما ميكن أن يطل‪P‬ق عليهم‪P‬ا القض‪P‬اء و الق‪P‬در فق‪P‬د‬ ‫اإلرادة (عنص ‪PP‬ر ط ‪PP‬بيعي)‪ ،‬يف ش ‪PP‬أن التبع ‪PP‬ة‪ ،‬عن الني ‪PP‬ة‪ :0‬إرادة‬
‫يكون أثن‪P‬اء ذل‪P‬ك على مقع‪P‬د الس‪P‬ائق ب‪P‬ل و واض‪P‬عًا يدي‪P‬ه على‬ ‫مّتجهة حنو هدف (كورنو‪1998 ،‬م‪.)113 :.‬‬
‫عجل‪PP‬ة القيـادة إال أن‪PP‬ه يك‪PP‬ون يف مث‪PP‬ل هذه احلال‪PP‬ة من الغيبوب‪PP‬ة‬ ‫يف االص‪PP P P P‬طالح الفلس‪PP P P P‬في‪« ،‬إرادة املخل‪PP P P P‬وق هي ق‪PP P P P‬وة‬
‫مبا يص ‪PP P‬عب مع ‪PP P‬ه الق ‪PP P‬ول بأن‪PP P P‬ه م ‪PP P‬ازال يق ‪PP P‬ود السيـارة» ‪(.‬‬ ‫نفس ‪PP‬انية متي ‪PP‬ل حنو االس ‪PP‬تعمال عن س ‪PP‬احنة أم ‪PP‬الت إىل ذل ‪PP‬ك»‬
‫‪)Kenny, 1966: 29‬‬ ‫(الكن‪PP P P P‬دي‪ 1369 ،‬هـ‪.‬ق‪ .)175 :.‬و هلا املع‪PP P P P‬نی يف اجملال‬
‫و ك ‪PP‬ذلك ال ميكن اعتب ‪PP‬ار الش ‪PP‬خص جاني‪ًP P‬ا إذا أتى فعل ‪PP‬ه‬ ‫اجلنائي إذ يراد هبا «املقدرة على تقري‪P‬ر ش‪P‬يء أو القي‪P‬ام بفع‪P‬ل‬
‫الذي يشكل الركن املادي للجرمية أثناء نومه‪ ،‬و يق‪PP‬ال نفس‬ ‫معنّي ‪ .‬و هي نتيج ‪PP P‬ة عم ‪PP P‬ل الق ‪PP P‬وى العقلي ‪PP P‬ة ل ‪PP P‬دى اإلنس ‪PP P‬ان‬
‫الش‪PP‬يء عن احلاالت ال‪PP‬يت ي‪PP‬رتكب فيه‪PP‬ا الفع‪PP‬ل يف الس‪PP‬ري أثن‪PP‬اء‬ ‫املؤهل ‪PP P‬ة ل ‪PP P‬ه لإلدراك و التص ‪PP P‬رف انطالق‪ًP P P‬ا من فك ‪PP P‬رة معيّن ة‬
‫النوم‪ ،‬و يف حالة ارجتاج املخ‪ ،‬أو صدمة السكرى‪.‬‬ ‫تك‪PP P‬ونت لدي‪PP P‬ه نتيج‪PP P‬ة لس‪PP P‬ياق ذهين واٍع و ملّم بعناص‪PP P‬ر و‬
‫و يف مجي‪PP‬ع هذه احلاالت‪ ،‬حيق للمتهم أن ي‪PP‬دلل على أن‬ ‫مواصفات هذه الفكرة» (العوجي‪.)49-50 :.1985 ،‬‬
‫فعله مل يكن طواعي‪P‬ة بإث‪P‬ارة دف‪P‬ع الّالإرادة و ق‪P‬د تنش‪P‬أ اإلرادة‬ ‫هلذا‪ ،‬ف‪PP‬إّن الش‪PP‬رط اجلوهري يف األهلي‪PP‬ة اجلنائي‪PP‬ة و تبع‪ًP‬ا هلا‬
‫عن غ‪PP P P‬ري س‪PP P P‬بب التلقائي‪PP P P‬ة؛ فعلى س‪PP P P‬بيل املث‪PP P P‬ال‪ ،‬إذا تعّطلت‬ ‫املس ‪PP P P‬ؤولية اجلنائي ‪PP P‬ة يبت ‪PP P‬ين على ض ‪PP P‬رورة أن يك ‪PP P P‬ون الفع ‪PP P P‬ل‬
‫كاحبات الس ‪PP P‬رعة دون خط ‪PP P‬أ يع ‪PP P‬زى إىل س ‪PP P‬ائق الس ‪PP P‬يارة مما‬ ‫املنسوب إىل املتهم قد ّمت طواعية‪ .0‬و يع ‪ّP‬د الفع‪PP‬ل غ‪PP‬ري إرادي‬
‫جعل‪PP‬ه يعج‪PP‬ز عن إفس‪PP‬اح الطري‪PP‬ق أم‪PP‬ام أح‪PP‬د املارة الع‪PP‬ابرين يف‬ ‫إذا مل يكن نتيج‪PP‬ة ملمارس‪PP‬ة املتهم إلرادت‪PP‬ه‪ .‬و بعب‪PP‬ارة أخ‪PP‬رى‪،‬‬
‫خ‪PP‬ط املش‪PP‬اة فق‪PP‬د قض‪PP‬ى ب‪PP‬أن ذل‪PP‬ك يش‪PP‬كل دفاع ‪ًP‬ا للس‪PP‬ائق‪ .‬و‬ ‫يتعنّي أن يك ‪PP‬ون فع ‪PP‬ل املتهم ‪ -‬كحرك ‪PP‬ة عض ‪PP‬لية – طواعي ‪PP‬ة‪،‬‬
‫ُقِض ي بنفس القدر أنه ال يطلق على الشخص تعبري «سائق»‬ ‫فلهذا جيب أن يكون تعبريًا إراديًا‪.‬‬
‫إذا تعّطلت عجل‪PP‬ة القي‪PP‬ادة متام‪ًP‬ا لعي‪PP‬وب ميكانيكي‪PP‬ة ال علم ل‪PP‬ه‬ ‫و على هذا‪ ،‬إذا أج ‪PP‬رب ش ‪PP‬خص على إتي ‪PP‬ان فع ‪PP‬ل بس ‪PP‬بب‬
‫هبا (حمّم د صفوت‪1986 ،‬م‪.)119-120 :.‬‬ ‫ق‪PP P‬وة مادي‪PP P‬ة خارجي‪PP P‬ة‪ ،‬ف‪PP P‬إن الفع‪PP P‬ل يع ‪ّP P‬د إكراهًا مما ال ميكن‬
‫أم ‪PP P‬ا‪ ،‬ليس ‪PP P‬ت ك‪ّP P P‬ل األفع ‪PP P‬ال الّالإرادي ‪PP P‬ة ق ‪PP P‬ادرة على نفي‬ ‫نس ‪PP‬بته إلي ‪PP‬ه أو جعل ‪PP‬ه حمًال للمس ‪PP‬ؤولية اجلنائي ‪PP‬ة‪ .‬فعلى س ‪PP‬بيل‬
‫املس‪PP‬ؤولية؛ مث‪PP‬ال ذل‪PP‬ك إذا نش‪PP‬أ الفع‪PP‬ل الّالإرادي عن الس‪PP‬كر‬ ‫املث‪PP‬ال‪ ،‬إذا أك‪PP‬ره ش‪PP‬خص على طعن آخ‪PP‬ر بس‪PP‬بب من ممارس‪PP‬ة‬
‫أو تناول العقاقري‪ .‬ففي قضية برايت ضد النائب العام إليرلندا‬ ‫قوة مادية خارقة على يده‪ ،‬ف‪PP‬إن الطعن‪PP‬ة ال تك‪PP‬ون من فعل‪PP‬ه و‬
‫‪0‬‬
‫‪. Intention‬‬
‫‪0‬‬
‫‪.Voluntary‬‬
‫‪0‬‬
‫‪. Lord Joe dard‬‬

‫‪48‬‬
‫حمّم دجعفر حبيبزاده‪ ،‬السّيد دريد املوسوي اجملاب‬

‫يك‪PP‬ون حنو نتيج‪PP‬ة جرمي‪PP‬ة معيّن ة‪ ،‬كم‪PP‬ا ل‪PP‬و ن‪PP‬وى الفاع‪PP‬ل قت‪PP‬ل‬ ‫الشماليه‪ 0‬أشار «اللورد ديننج‪ »0‬إىل أنه إذا ك‪PP‬ان املتهم على‬
‫ش‪PP‬خص ف‪PP‬أطلق علي‪PP‬ه الرص‪PP‬اص راغب ‪ًP‬ا يف إح‪PP‬داث وفات‪PP‬ه‪ ،‬أم‪PP‬ا‬ ‫درج ‪ٍP‬ة من الس‪PP‬كر ال ي‪PP‬درك معه‪PP‬ا ماهي‪PP‬ة أفع‪PP‬ال فإّن ه ينش‪PP‬أ ل‪PP‬ه‬
‫يف حال‪P‬ة اخلط‪P‬أ غ‪P‬ري املقص‪PP‬ود فيف‪P‬رتض أن اإلرادة مل تتج‪P‬ه إىل‬ ‫دف‪PP‬اع عن أي هتم‪PP‬ة تتطلب كقص‪PP‬د جن‪PP‬ائي قص‪PP‬دًا خاص ‪ًP‬ا أو‬
‫النتيج‪PP P‬ة املتحقق‪PP P‬ة‪ ،‬كم‪PP P‬ا ل‪PP P‬و أطل‪PP P‬ق الص ‪ّP P‬ياد الن‪PP P‬ار على ط‪PP P‬ري‬ ‫خفي‪ًP P‬ا دون اجلرائم ال ‪PP‬يت ال تتطلب مث ‪PP‬ل ذل ‪PP‬ك القص ‪PP‬د اخلفي‬
‫فأصيب إنس‪PP‬ان خط‪ًPP‬أ‪ .‬فاهلدف ال‪PP‬ذي اجتهت إلي‪P‬ه اإلرادة هو‬ ‫(نفس املصدر السابق‪ .)120-121 :‬أّم ا إذا أفق‪PP‬د ش‪PP‬خٌص‬
‫إصابة الطري‪ ،‬ولكن حدثت إصابة الش‪PP‬خص خط‪ًPP‬أ دون اجتاه‬ ‫ال‪PP‬وعي و اإلرادة – و مها ش‪PP‬رطان أساس‪PP‬يان لألهلي‪PP‬ة اجلنائي‪PP‬ة‬
‫إرادي إليها (عالية‪1996 ،‬م‪.‬؛ ‪ .)234 -235‬ففي حال‪PP‬ة‬ ‫‪ -‬و ارتكب جناي‪PP‬ة م‪PP‬ع علم‪PP‬ه و عم‪PP‬ده الس‪PP‬ابق على اإلق‪PP‬دام‬
‫القص ‪PP‬د‪ ،‬تتح ‪PP‬رك اإلرادة باجتاه الفع ‪PP‬ل و الني ‪PP‬ة كمث ‪PP‬ال القت ‪PP‬ل‬ ‫بعمٍل يفقد الشرطني‪ ،‬فال شك يف مسؤوليته (‪.)4‬‬
‫املقص‪PP‬ود‪ ،‬أم‪PP‬ا يف حال‪PP‬ة اخلط‪PP‬أ فتتح‪PP‬رك اإلرادة إىل فع‪PP‬ل معنّي‬ ‫يف هناي‪PP‬ة هذا البحث‪ ،‬جيب أن ن‪PP‬ذكر أّن مس‪PP‬ألة تص‪PP‬نيف‬
‫تنجم عنه نتيجة أخرى عن غري قصد‪ ،‬كمث‪P‬ال الص‪PP‬ياد ال‪PP‬ذي‬ ‫اإلرادة ليس ‪PP‬ت حمل اتف ‪PP‬اق بني الفقه ‪PP‬اء؛ ف ‪PP‬ذهب بعض ‪PP‬هم إىل‬
‫أصاب إنسانًا ب‪P‬دًال من الط‪PP‬ري ال‪PP‬ذي اس‪PP‬تهدفه (جنيب حس‪PP‬ين‪،‬‬ ‫اعتبارها ج‪PP‬زءًا من ال‪PP‬ركن املادي للجرمية‪ ،‬فعلی س‪PP‬بيل املث‪PP‬ال‬
‫‪1974‬م‪.)207 :.‬‬ ‫يف ‪ّP‬ر ق «الربوفس ‪PP‬ري جالنفي ‪PP‬ل وليم ‪PP‬ز»‪ 0‬بني ش ‪PP‬روط اإلرادة و‬
‫ب ‪PP P‬اجملموع‪ ،‬إن ق ‪PP P‬درة املرء على تص ‪PP P‬فح ص ‪PP P‬ور الس ‪PP P‬لوك‬ ‫بني القصد اجلنائي‪ .‬و يعترب اإلرادة كجزء من ال‪PP‬ركن املادي‬
‫املمكن‪PP P‬ة و انتف‪PP P‬اء أفض‪PP P‬لها من وجه‪PP P‬ة نظ‪PP P‬ره أو بتعب ‪ٍP P‬ري آخ‪PP P‬ر‬ ‫للجرمية (‪ ،)Williams, 1961: 152‬بينما يذهب البعض‬
‫قدرت‪PP P P‬ه على الفع‪PP P P‬ل و ال‪PP P P‬رتك‪ ،‬مبع‪PP P P‬نی اإلرادة‪ ،‬هي الش‪PP P P‬رط‬ ‫اآلخ‪PP‬ر مث‪PP‬ل «ت‪PP‬رينر»‪ 0‬إىل اعتبارها ج‪PP‬زءًا من ال‪PP‬ركن املعن‪PP‬وي‬
‫احلتمي ال ‪PP‬ذي جيب أن ُيثبت قب ‪PP‬ل أن ينتس ‪PP‬ب العم ‪PP‬ل اجلن ‪PP‬ائي‬ ‫و يستخدم اصطالح القصد اجلنائي ليش‪P‬مل كال من العنص‪P‬ر‬
‫إىل شخص‪.‬‬ ‫ال ‪PP‬ذي جيع ‪PP‬ل الس ‪PP‬لوك ارادي‪ًP P‬ا و توق ‪PP‬ع النتيج ‪PP‬ة‪ .‬و نالح ‪PP‬ظ يف‬
‫يف املب‪PP‬احث التالي‪PP‬ة‪ ،‬س‪PP‬نبحث ح‪PP‬ول حمل اإلرادة يف جمال‬ ‫نفس الوقت أنه بينما يعترب اإلرادة قصدًا جنائيًا فإن‪PP‬ه يعتربها‬
‫الفق ‪PP‬ه اجلن ‪PP‬ائي و ب ‪PP‬الواقع‪ ،‬يف األهلي ‪PP‬ة اجلنائي ‪PP‬ة و س ‪PP‬نبنّي أثرها‬ ‫ع ‪PP P P‬امًال مفارق‪ًP P P P‬ا و عنص ‪PP P P‬رًا أك ‪PP P P‬ثر أمهي ‪PP P P‬ة من توق ‪PP P P‬ع النت ‪PP P P‬ائج‬
‫على املسؤولية اجلنائية‪.‬‬ ‫(صفوت‪ .)121 :1986 ،‬أّم ا احلقيقة أّن اجلرمية ال ب‪ّP‬د أن‬
‫تق‪PP‬وم على رك‪PP‬نني أساس‪PP‬يني‪ :‬ركن م‪PP‬ادي يتمث‪PP‬ل يف مادي‪PP‬ات‬
‫‪ .3‬اإلرادة في مجال الفقه الجنائي‬ ‫اجلرمية أو املظه‪PP‬ر ال‪PP‬ذي ت‪PP‬ربز ب‪PP‬ه إىل الع‪PP‬امل اخلارجي‪ ،‬و ركن‬
‫كم ‪PP‬ا نعلم‪ ،‬ال يكفي وق ‪PP‬وع الفع ‪PP‬ل املك ‪ّP‬و ن للـجرمية مادي ‪ًP‬ا و‬ ‫معنوى يتحقق مبوقف اإلرادة من الفعل املادي‪ ،‬هذا املوق‪PP‬ف‬
‫نس‪PP‬بته إىل الفاع‪PP‬ل للق‪PP‬ول بقي‪PP‬ام املس‪PP‬ؤولية اجلنـائية‪ ،‬ب‪PP‬ل ال ب ‪ّP‬د‬ ‫ال‪P‬ذي يتخ‪P‬ذ إح‪P‬دى ص‪P‬ورتني‪ :‬القص‪P‬د اجلرمي‪ ،‬أو اخلط‪P‬أ غ‪P‬ري‬
‫من توافر شرطني أساسيني‪.‬‬ ‫املقص‪PP‬ود (‪ .)5‬و ك‪PP‬ل من القص‪PP‬د و اخلط‪PP‬أ يفرتض‪PP‬ان الق‪PP‬درة‬
‫على توجيه اإلرادة حنو الركن املادي للجرمية‪ ،‬ولكن ما ميّيز‬
‫بينهم ‪PP P P‬ا أّن اجتاه اإلرادة إىل غ ‪PP P P‬رٍض معٍنّي يف حال ‪PP P P‬ة القص ‪PP P P‬د‬
‫‪0‬‬
‫‪. Bratty v A. G. for Northern Ireland‬‬
‫‪0‬‬
‫‪. Lord Dineng‬‬
‫‪0‬‬
‫‪. Professor Glanville Williams‬‬

‫‪49‬‬
‫دوُر اإلرادة يف املسؤولية اجلنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراين‬

‫حتمل العقوبة املقررة هلا‪ .‬و يرج‪P‬ع ذل‪PP‬ك إىل أن األهلي‪P‬ة حال‪PP‬ة‬ ‫يف احلقيق ‪PP‬ة‪ ،‬تف ‪PP‬رتض املس ‪PP‬ؤولية اجلنائي ‪PP‬ة لقيامه ‪PP‬ا رك ‪PP‬نني‬
‫خاص ‪PP‬ة أو ص ‪PP‬فة معّين ‪PP‬ه يف الش ‪PP‬خص ال ش ‪PP‬أن هلا بفعل ‪PP‬ه و ال‬ ‫أساسيني‪ :‬اخلطأ و األهلي‪PP‬ة‪ .‬فال مس‪PP‬ؤولية جنائي‪PP‬ة دون خط‪PP‬أ‪،‬‬
‫مبوقفه النفس‪P‬ي من هذا الفع‪P‬ل‪ .‬و ق‪P‬د تكتم‪P‬ل عناص‪P‬ر املوق‪P‬ف‬ ‫كما ال مسؤولية على من ليس أهًال لتحملها‪.‬‬
‫النفس‪PP‬ي ل‪PP‬دى ش‪PP‬خص جمرد من األهلي‪PP‬ة فتق‪PP‬ع اجلرمية من‪PP‬ه‪ ،‬و‬ ‫يش ‪PP‬كل اخلط ‪PP‬أ اجلن ‪PP‬ائي‪ ،‬و يس ‪ّP‬م ى أيض‪ًP P‬ا باخلط ‪PP‬أ اجلرمي‪،‬‬
‫قد تتخلف بعض هذه العناصر لدى ش‪PP‬خص متمت‪PP‬ع باألهلي‪PP‬ة‬ ‫ال ‪PP‬ركن األول لقي ‪PP‬ام املس ‪PP‬ؤولية اجلنائي ‪PP‬ة‪ .‬فاملس ‪PP‬ؤولية تف ‪PP‬رتض‬
‫فال تق‪PP‬ع من‪PP‬ه اجلرمية (عب‪PP‬داملنعم و حمّم د ع‪PP‬وض‪1996 ،‬م‪:.‬‬ ‫وق‪PP P‬وع ج‪PP P‬رم خبط‪PP P‬أ من فاع‪PP P‬ل هذا اجلرم ال بفع‪PP P‬ل ح‪PP P‬ادث‬
‫‪.)322-323‬‬ ‫خ‪PP‬ارج عن إرادت‪PP‬ه ميكن أن ُينس‪PP‬ب إلی أي مص‪PP‬در آخ‪PP‬ر غ‪PP‬ري‬
‫علم‪PP‬اء الفق‪PP‬ه اجلن‪PP‬ائي يطلق‪PP‬ون تعب‪PP‬ري األهلي‪PP‬ة اجلنائي‪PP‬ة على‬ ‫هذا الفاع‪PP‬ل بال‪PP‬ذات‪ .‬فالوف‪PP‬اة ميكن أن حتص‪PP‬ل بفع‪PP‬ل ش‪PP‬خص‬
‫جمموع ‪PP‬ة العوام ‪PP‬ل النفس ‪PP‬ية الالزم توافرها يف الش ‪PP‬خص لكى‬ ‫أراد إح‪PP‬داثها ل‪PP‬دى الغ‪PP‬ري كم‪PP‬ا ميكن أن حتص‪PP‬ل بفع‪PP‬ل ح‪PP‬ادث‬
‫ميكن نس‪PP P‬بة الواقع‪PP P‬ة إلي‪PP P‬ه بص‪PP P‬فته فاعله‪PP P‬ا‪ ،‬و بعب‪PP P‬ارة أخ‪PP P‬رى‬ ‫ط ‪PP‬بيعي ح ‪ّP‬ل ب ‪PP‬املتوىّف دون أن يك ‪PP‬ون ألي ش ‪PP‬خص دخ ‪PP‬ل يف‬
‫األهلي‪PP‬ة اجلنائي‪PP‬ة‪ ،‬هي أهلي‪PP‬ة اإلس‪PP‬ناد (إم‪PP‬ام‪ ،‬املـصدر الس‪PP‬ابق‪:‬‬ ‫إحداثه‪ .‬و اخلطأ الذي حيدث نتيج‪PP‬ة الجتاه إرادة الفاع‪PP‬ل حنو‬
‫‪ .)84-85‬هلذا ميي‪PP‬ل بعض الب‪PP‬احثني إىل التفرق‪PP‬ة بني األهلي‪PP‬ة‬ ‫ارتكاب ‪PP‬ه و ينص ‪PP‬هر بالت ‪PP‬ايل ض ‪PP‬من مفه ‪PP‬وم القص ‪PP‬د اجلرمي أو‬
‫و املسؤولية (مريسعيدي‪ 49 :2005 ،‬و ما بعدها) ‪.‬‬ ‫الّنية اجلرمية‪ .‬أما اخلطأ غري اإلرادي فهو ال‪PP‬ذي حيدث نتيج‪PP‬ة‬
‫و ال ش‪PP‬ك أّن أص‪PP‬حاب التفرق‪PP‬ة بني األهلي‪PP‬ة و املس‪PP‬ؤولية‬ ‫إلمهال و قّلة احرتاز أو عدم مراعاة األنظمة و القوانني لدى‬
‫مل يق‪PP‬دموا لن‪PP‬ا إال ف‪PP‬وارق لفظي‪PP‬ة‪،‬و ق‪PP‬د أخط‪PP‬ؤوا يف تص‪PP‬ور أّن‬ ‫مرتكبه‪ ،‬و يشار إليه عادة باخلطأ اجلنائي لتفريقه عن القصد‬
‫بني األهلية و املسؤولية ‪ -‬كما ص‪ّP‬و رومها‪ -‬ح‪PP‬واجز ال ميكن‬ ‫اجلرمي‪ .‬ف ‪PP‬اجلرم يق ‪PP‬ع إم ‪PP‬ا عن قص ‪PP‬د (‪ )6‬و إم ‪PP‬ا عن خط ‪PP‬أ‪.0‬‬
‫عبورها‪ .‬واحلق أنن‪PP‬ا يف كلت‪PP‬ا احلالتني أم ‪PP‬ام املس ‪PP‬ؤوليه‪ ،‬ولكن‬ ‫ولكّنن ‪PP‬ا نس ‪PP‬تعملكلم ‪PP‬ة اخلط ‪PP‬أ اجلن ‪PP‬ائي يف جمالن ‪PP‬ا احلايل‬
‫بالنظر إليها من زاويتني خمتلف‪P‬تني‪ .‬فاملس‪P‬ؤولية‪ ،‬كم‪P‬ا قي‪P‬ل حبق‬ ‫للدالل ‪PP‬ة علىوجهيهذا اخلط ‪PP‬أ باعتب ‪PP‬اره ال ‪PP‬ركن األوليف‬
‫«مفهوم‪PP‬ان؛ فهي إم‪PP‬ا مس‪PP‬ؤولية ب‪PP‬القوة أو بالفع‪PP‬ل‪ ،‬و املفه‪PP‬وم‬ ‫قي‪PP‬ام املس‪PP‬ؤولية اجلنائي‪PP‬ة ال‪PP‬يت تنص‪PP‬هر ض‪PP‬مندراس‪PP‬ة ال‪PP‬ركن‬
‫األول جمّر د‪ ،‬أم‪PP P P‬ا الث ‪PP P‬اين ف‪PP P P‬واقعي‪ ،‬و ي ‪PP P‬راد ب‪PP P P‬املفهوم األول‪،‬‬ ‫املعن ‪PP‬وى للجرمية (‪( )7‬الع ‪PP‬وجى‪ ،‬املص ‪PP‬در الس ‪PP‬ابق‪-41 :‬‬
‫ص ‪PP‬الحية الش ‪PP‬خص ألن يتحم ‪PP‬ل تبع ‪PP‬ة س ‪PP‬لوكه‪ ،‬و المس ‪PP‬ؤولية‬ ‫‪ .)39‬أم‪PP P‬ا ال‪PP P‬ركن الث‪PP P‬اين للمس‪PP P‬ؤولية اجلنائي‪PP P‬ة‪ ،‬األهلي‪PP P‬ة الىّت‬
‫بهذا المعنی «صفة في الشخص أو حال‪P‬ة» تالزم‪P‬ه س‪P‬واء وق‪P‬ع‬ ‫تبتين علىالوعيو اإلرادة‪.‬‬
‫منه ما يقتض‪P‬ي المس‪P‬ألة أولم يق‪P‬ع من‪P‬ه ش‪P‬يء بع‪P‬د‪ ،‬أم‪P‬ا المفه‪P‬وم‬ ‫ما من شك أّن األهليه مناط املس‪PP‬ؤولية‪ .‬املس‪PP‬ؤولية عبء‬
‫الث ‪PP‬اني ف ‪PP‬يراد من ‪PP‬ه تحمي ‪PP‬ل الش ‪PP‬خص تبع ‪PP‬ة س ‪PP‬لوك ص ‪PP‬در من ‪PP‬ه‬ ‫ال يق‪PP‬وى أي ش‪PP‬خص على محل‪PP‬ه‪ ،‬و إمنا حيمل‪PP‬ه من ك‪PP‬ان أهًال‬
‫حقيقة‪ ،‬و المسؤولية بهذا المعنی ليست مجرد صفة أو حال‪PP‬ة‬ ‫ل ‪PP‬ذلك‪ .‬و هلذا فليس مبس ‪PP‬تبعد عقًال و ال وض ‪PP‬عًا أن ي ‪PP‬رتكب‬
‫قائم‪P‬ة بالش‪P‬خص ولكنه‪P‬ا فض‪ًP‬ال عن ذل‪P‬ك «ج‪P‬زاء» و المفه‪P‬وم‬ ‫اجلرمية شخص مث ال يسأل عنها‪ ،‬ألن التالزم غ‪PP‬ري مط‪PP‬رد بني‬
‫الث ‪PP‬اني يس ‪PP‬تغرقه األول ‪ -‬أو يفترض ‪PP‬ه ‪ -‬بحكم الل ‪PP‬زوم العقلي‬ ‫ارتك‪PP P P P‬اب اجلرمية و حتم‪PP P P P‬ل مس‪PP P P P‬ؤوليتها‪ ،‬أي بني ارتكاهبا و‬

‫‪0‬‬
‫‪. Turner‬‬
‫‪0‬‬
‫‪. Faute‬‬

‫‪50‬‬
‫حمّم دجعفر حبيبزاده‪ ،‬السّيد دريد املوسوي اجملاب‬

‫س‪P‬ليمة الب‪ّP‬د و أن تك‪P‬ون الق‪P‬وى ال‪P‬يت عملت على تكوينه‪P‬ا و‬ ‫«ألنه ال يتص‪P‬ور تحمي‪P‬ل ش‪P‬خص تبع‪P‬ة س‪P‬لوك أت‪P‬اه إال إذا ك‪P‬ان‬
‫بلورهتا و إخراجه‪PP‬ا س‪PP‬ليمة ب‪P‬دورها‪ .‬ف‪PP‬الوعي إذًا وض‪P‬ع ذهين‬ ‫أهًال لتحم‪PP‬ل هذه التبع‪PP‬ة» (ع‪PP‬وض‪ ،‬المص‪PP‬در الس‪PP‬ابق‪-416 :‬‬
‫س‪PP‬ليم نتيج‪PP‬ة لعم‪PP‬ل ق‪PP‬وى عقلي‪PP‬ة س‪PP‬ليمة ختّو ل اإلنس‪PP‬ان إدراك‬ ‫‪.)415‬‬
‫نفس ‪PP‬ه و إدراك الع ‪PP‬امل اخلارجي بص ‪PP‬ورة متوافق ‪PP‬ة م ‪PP‬ع احلقيق ‪PP‬ه‬ ‫يف أي ش ‪PP P‬كل‪ ،‬األهلي ‪PP P‬ة اجلنائي ‪PP P‬ة قب ‪PP P‬ل توّج ه املس ‪PP P‬ؤولية‬
‫ال‪PP‬يت التتغ‪PP‬ري‪ .‬ف‪PP‬إذا اع‪PP‬رتى أي خل‪PP‬ل مص‪PP‬در الق‪PP‬وى العقلي‪PP‬ة أو‬ ‫اجلنائية أو اجلزائي‪P‬ة‪ ،‬جيب أن تك‪P‬ون مت‪P‬وفرة ل‪P‬دى فاع‪P‬ل اجلرم‬
‫قوة التحوي‪P‬ل ل‪PP‬ديها اخت‪ّP‬ل ال‪PP‬وعي و أص‪P‬بح مض‪PP‬طربًا مما حيول‬ ‫عن ‪PP‬دما يك ‪PP‬ون س ‪PP‬ليم الق ‪PP‬وى العقلي ‪PP‬ه مما يس ‪PP‬مح ل ‪PP‬ه بتقري ‪PP‬ر م ‪PP‬ا‬
‫دون اإلدراك الكلي أو اجلزئي لل‪PP P P P P‬ذات و ملا حيي‪PP P P P P‬ط هبا من‬ ‫يفع‪PP‬ل حبري‪PP‬ة تتمت‪PP‬ع هبا إرادت‪PP‬ه م‪PP‬ع إمكاني‪ٍP‬ة ذهني‪ٍP‬ة كافي‪ٍP‬ة جتعل‪PP‬ه‬
‫عامل خارجي (العوجي‪ ،‬املصدر السابق‪.)48-49 :‬‬ ‫يدرك ما يفعل‪ .‬و لذلك عند دراس‪PP‬ة األهلي‪P‬ة اجلنائي‪P‬ة يقتض‪PP‬ي‬
‫و على أساس ما تقدم‪ ،‬إذا انتفى ال‪PP‬وعي أو ق‪PP‬وة التمي‪PP‬يز‪،‬‬ ‫التوق ‪PP‬ف عن ‪PP‬د حتدي ‪PP‬د ال ‪PP‬وعي ل ‪PP‬دى الش ‪PP‬خص و من ّمث حتدي ‪PP‬د‬
‫ارتفعت املس ‪PP‬ؤولية اجلزائي ‪PP‬ة؛ إذ اليعق ‪PP‬ل أن يس ‪PP‬أل الش ‪PP‬خص‬ ‫اإلرادة احلرة اليت هنتّم بشرحها‪.‬‬
‫عن أفعال تصدر منه اليستطيع أن يقّد ر أو يدرك نتائجها‪.‬‬ ‫و ي‪PP‬راد ب‪PP‬الوعي‪ ،‬التمي‪PP‬يز و هو ق‪PP‬درة الش‪PP‬خص على فهم‬
‫و أّم ا اإلرادة ‪ -‬كشرط أساس‪P‬ي آَخ ر لألهلي‪P‬ة اجلنائي‪P‬ة ‪-‬‬ ‫ماهي ‪PP‬ة س ‪PP‬لوكه و تق ‪PP‬دير م ‪PP‬ا ي ‪PP‬رتتب علي ‪PP‬ه من نت ‪PP‬ائج و هذا‬
‫كما قلنا س‪PP‬ابقًا‪ُ ،‬يقص‪PP‬د هبا ق‪PP‬درة اإلنس‪PP‬ان على توجي‪P‬ه نفس‪PP‬ه‬ ‫الفهم ينبغي أن حيي ‪PP‬ط بالفع ‪PP‬ل يف ذات ‪PP‬ه ‪ -‬قت ‪PP‬ل أو س ‪PP‬رقة ‪ -‬و‬
‫إىل عم ‪PP P‬ل معنّي أو االمتن ‪PP P‬اع عن ‪PP P‬ه‪ .‬هلذا‪ ،‬اليكفي أن يك ‪PP P‬ون‬ ‫بنت ‪PP P P‬ائج هذا الفع ‪PP P P‬ل الطبيعي ‪PP P P‬ة ‪ -‬إزهاق روح إنس ‪PP P P‬ان أو‬
‫اإلنس‪PP‬ان واعي ‪ًP‬ا ح‪PP‬تی يس‪PP‬أل عّم ا يفع‪PP‬ل‪ ،‬ب‪PP‬ل جيب أن يك‪PP‬ون‬ ‫االستيالء علی مال الغري ‪ -‬و أيضًا القيمة االجتماعية له من‬
‫ح ‪ّP‬ر اإلرادة يف م‪PP‬ا يفع‪PP‬ل ح‪PP‬ىت تص‪PP‬ح حماس‪PP‬بته عن‪PP‬ه‪ .‬فاإلنس‪PP‬ان‬ ‫حيث كون ‪PP P‬ه ممنوع ‪ًP P‬ا و ليس مباح ‪ًP P‬ا (نفس املص‪PP P P‬در‪.)39 :‬‬
‫ميكن أن يكون واعيًا ملا يفع‪PP‬ل‪ ،‬ولكن ال يك‪PP‬ون حتم‪ًP‬ا مري‪P‬دًا‬ ‫بكالٍم آَخ ر‪ ،‬ال‪PP P P‬وعي عب‪PP P P‬ارة عن وض‪PP P P‬ع ذهين تتجّلى في‪PP P P‬ه‬
‫ملا يفع ‪PP‬ل إذا ك ‪PP‬انت ق ‪PP‬د تعطلت إرادت ‪PP‬ه عن العم ‪PP‬ل‪ .‬هذا م ‪PP‬ا‬ ‫الوظيف‪PP‬ة الطبيعي‪PP‬ة للق‪PP‬وى العقلي‪PP‬ه حبيث ين‪PP‬بئ ب‪PP‬أن هذه الق‪PP‬وى‬
‫حيمل على حتديد مفهوم اإلرادة‪.‬‬ ‫تعم ‪PP‬ل بص ‪PP‬ورة ص‪PP‬حيحة‪ .‬فاتص ‪PP‬ال اإلنس ‪PP‬ان م ‪PP‬ع نفس ‪PP‬ه و م ‪PP‬ع‬
‫ف ‪PP‬اإلرادة هي املق ‪PP‬درة على تقري ‪PP‬ر ش ‪PP‬يء أو القي ‪PP‬ام بفع ‪PP‬ل‬ ‫الع‪PP P‬امل اخلارجي يتم ض‪PP P‬من س‪PP P‬ياق عض‪PP P‬وي و نفس‪PP P‬اين ب‪PP P‬الغ‬
‫معنّي ‪ .‬و هي نتيج ‪PP P‬ة عم ‪PP P‬ل الق ‪PP P‬وى العقلي ‪PP P‬ة ل ‪PP P‬دى اإلنس ‪PP P‬ان‬ ‫التعقي‪PP P‬د‪ .‬فاإلحس‪PP P‬اس املادي كي يص‪PP P‬بح إحساس ‪ًP P‬ا نفس‪PP P‬انيًا‬
‫املؤهل ‪PP P‬ة ل ‪PP P‬ه لإلدراك و التص ‪PP P‬رف انطالق‪ًP P P‬ا من فك ‪PP P‬رة معيّن ة‬ ‫جيب أن يتح ‪ّP P‬و ل ض ‪PP P‬من نظ ‪PP P‬ام عقلي هو ذات ‪PP P‬ه عب ‪PP P‬ارة عن‬
‫تك ‪ّP P‬و نت لدي‪PP P‬ه نتيج‪PP P‬ة لس‪PP P‬ياق ذهٍىن واٍع و ملّم بعناص‪PP P‬ر و‬ ‫م ‪PP‬ركب عض ‪PP‬وي و نفس ‪PP‬اين‪ .‬فاخللي ‪PP‬ة الدماغي ‪PP‬ة ك ‪PP‬ائن م ‪PP‬ادي‬
‫مواصفات هذه الفكرة‪.‬‬ ‫عض‪PP P P‬وي ولكن م‪PP P P‬ا حتتوي‪PP P P‬ه من معطي‪PP P P‬ات يش‪PP P P‬كل الكي‪PP P P‬ان‬
‫و اإلرادة الس‪PP P‬ليمة ‪ -‬أو بتعب ‪ٍP P‬ري آَخ ر اإلرادة املعت‪PP P‬ربة أو‬ ‫الّالمادي املدَر ك و املعرّب عنه بواسطه الشعور أو الفكرة‪.‬‬
‫اجلازم‪PP‬ة ‪ -‬تف‪PP‬رتض بالت‪PP‬ايل ق‪PP‬وی عقلي‪PP‬ة س‪PP‬ليمة كم‪PP‬ا تف‪PP‬رتض‬ ‫ف ‪PP‬الفكرة تتك ‪PP‬ون ل ‪PP‬دى اإلنس ‪PP‬ان ع ‪PP‬رب إحس ‪PP‬اس م ‪PP‬ادي أو‬
‫مق‪PP‬درة على اخلي‪PP‬ار حبيث يك‪PP‬ون اجتاهه‪PP‬ا نتيج‪PP‬ة لتفك‪PP‬ري معنّي‬ ‫جمرد يتم ضمن عملية ذهنية مؤلف‪PP‬ة من حتوي‪PP‬ل و اس‪PP‬تذكار و‬
‫ب ‪PP‬رز من خالل عملي ‪PP‬ة ذهني ‪PP‬ة س ‪PP‬ليمة‪ .‬و هذا م ‪PP‬ا ميّي ز العم ‪PP‬ل‬ ‫تص‪ّP P P‬و ر و رب ‪PP P‬ط‪ .‬ف ‪PP P‬إذا ّمتت هذه العملي ‪PP P‬ة بص ‪PP P‬ورة س ‪PP P‬ليمة‪،‬‬
‫العض ‪PP‬وي أو الغري ‪PP‬زي‪ .‬فالعم ‪PP‬ل اإلرادي هو عم ‪PP‬ل ن ‪PP‬اتج عن‬ ‫ج ‪PP‬اءت الفك‪PP P‬رة س‪PP P‬ليمة أيض ‪ًP P‬ا‪ .‬و لكي تتم العملي‪PP P‬ة بص‪PP P‬ورة‬

‫‪51‬‬
‫دوُر اإلرادة يف املسؤولية اجلنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراين‬

‫بطبيعت ‪PP‬ه عم ‪PP‬ل معق ‪PP‬د‪ ،‬ميّر على مراح ‪PP‬ل متم ‪PP‬يزة بعض‪PP P‬ها عن‬ ‫تفكري و من ّمث عن توجيه مدرك للق‪P‬وى العض‪P‬وية و متحكم‬
‫بعض متيزًا في‪PP‬ه ك‪ّP‬ل هذا الوض‪PP‬وح‪ .‬و من الص‪PP‬عب اجلزم ب‪PP‬أن‬ ‫هبا‪ .‬بينم‪P‬ا العم‪P‬ل العض‪P‬وي أو الغري‪P‬زي هو عم‪P‬ل ال ش‪P‬عوري‬
‫اإلنس ‪PP‬ان ال ي ‪PP‬دخل يف مرحل ‪PP‬ة الت ‪PP‬دّبر إال بع ‪PP‬د أن يتم مرحل ‪PP‬ة‬ ‫خ‪PP‬ارج عن إرادة الفاع‪PP‬ل إّال بالق‪PP‬در ال‪PP‬ذي تس‪PP‬مح ب‪PP‬ه طبيعت‪PP‬ه‬
‫اإلدراك‪ .‬ف‪PP P‬إن اإلدراك و الت‪PP P‬دّبر ينفع‪PP P‬ل أح‪PP P‬دمها م‪PP P‬ع اآلخ‪PP P‬ر‬ ‫فيصح التحكم به‪.‬‬
‫فيتف ‪PP‬اعالن‪ ،‬كقط ‪PP‬رة تس ‪PP‬قط يف جمرى‪ ،‬فتم ‪PP‬تزج باملاء‪ ،‬فت ‪PP‬ؤثر‬ ‫ألمهي‪PP‬ة البحث و ل‪PP‬زوم الت‪PP‬دقيق في‪PP‬ه‪ ،‬س‪PP‬نبنّي أرب‪PP‬ع مراح‪PP‬ل‬
‫في‪PP‬ه‪ ،‬و تت‪PP‬أثر من‪PP‬ه‪ّ .‬مث إّن مرحل‪PP‬ة الت‪PP‬دّبر ال ي‪PP‬زن فيه‪PP‬ا اإلنس‪PP‬ان‬ ‫يف عم‪PP‬ل اإلرادة و نبحث ح‪PP‬ول العوام‪PP‬ل ال‪PP‬يت تفس‪PP‬د اإلرادة‬
‫األم‪PP P‬ر على هذا النح ‪PP‬و املادي‪ ،‬فيس ‪PP‬تخلص أس‪PP P‬بابًا لإلق‪PP P‬دام‬ ‫يف البحث التايل بشكل مستقل‪.‬‬
‫على العمل و أخرى لإلحجام عنه‪ ،‬فإن العمل النفسي أكثر‬
‫تعقي ‪PP‬دًا و أق ‪PP‬ل وض ‪PP‬وحًا‪ .‬ف ‪PP‬إذا م ‪PP‬ا انتهين ‪PP‬ا إىل مرحل ‪PP‬ة اإلرادة‬ ‫‪ .4‬تحلي‪00‬ل اإلرادة و آث‪00‬ار إي‪00‬راد الخدش‪00‬ة عليه‪00‬ا من منظ‪00‬ر‬
‫خَّيل ملن يتتبع التحلي‪P‬ل املتق‪P‬دم أن هن‪P‬اك ق‪P‬وة نفس‪P‬ية مس‪P‬تقلة‪،‬‬ ‫الفقه الجنائي‬
‫غري قوة اإلدراك و قوة التدبر‪ ،‬هي اليت تت‪PP‬وىل البت يف األم‪PP‬ر‬ ‫كم‪PP‬ا أش‪PP‬رنا س‪PP‬ابقًا‪ ،‬علم‪PP‬اء الفق‪PP‬ه اجلن‪PP‬ائي‪ -‬كم‪PP‬ا يق‪ّP‬ر ر علم‪PP‬اء‬
‫و تك ‪PP P P‬ون حكم‪ًP P P P‬ا ال تعقيب على حكم ‪PP P P‬ه‪ ،‬م ‪PP P P‬ع أن اإلرادة‬ ‫النفس ‪ -‬ميّي زون أرب ‪PP P P‬ع مراح ‪PP P P‬ل يف عم ‪PP P P‬ل اإلرادة بش ‪PP P P‬كل‬
‫ليس‪PP P P‬ت إال م ‪PP P‬ا ينتهي إلي ‪PP P‬ه اإلدراك و الت ‪PP P‬دّبر‪ ،‬فهي ليس‪PP P P‬ت‬ ‫متع ‪PP‬اقب‪ :‬التص‪ّP P‬و ر أو اإلدراك‪ ،0‬الت ‪PP‬دّبر أو اَخلي ‪PP‬ار‪ ،0‬الع ‪PP‬زم أو‬
‫مس ‪PP P‬تقلة عنهم ‪PP P‬ا‪ ،‬و م ‪PP P‬ا هي إال امت ‪PP P‬داد ط ‪PP P‬بيعي ملا أودع يف‬ ‫الق‪PP‬رار‪ 0‬و يف النهاي‪PP‬ة التنفي‪PP‬ذ‪ .0‬فالتص‪ّP‬و ر هو اس‪PP‬تعراض هلدف‬
‫اإلنس‪PP‬ان من تفكيـر و متي‪PP‬يز (الّس نهوري‪ ،‬ب‪ .‬ت‪-175 :.‬‬ ‫معنّي و لوس ‪PP‬ائل بلوغ ‪PP‬ه‪ ،‬يتم من خالل اإلحس ‪PP‬اس أو الرب ‪PP‬ط‬
‫‪.)174‬‬ ‫بني األفكار املتوفرة لدى الش‪P‬خص‪ .‬ف‪P‬إذا ّمت هذا التص‪P‬ور فال‬
‫رغم هذا النظر‪ ،‬إّن التحليل املذكور يبنّي بوضوح عم‪PP‬ل‬ ‫ب‪ّP‬د من اس‪PP‬تعراض أو تق‪PP‬ييم ال‪PP‬دافع على حتقي‪PP‬ق هذا اهلدف و‬
‫الق‪PP P‬وى العقلي‪PP P‬ة ال‪PP P‬ذي ُي رتجم إىل مفه‪PP P‬وم جمّر د هو العم‪PP P‬ل‬ ‫ال‪PP‬رتجيح بني حتقيق‪PP‬ه أو ع‪PP‬دم حتقيق‪PP‬ه‪ .‬هذا م‪PP‬ا يش‪PP‬كل ص‪PP‬لب‬
‫اإلرادي أو بصورة أكثر اختصارًا هو‪ :‬اإلرادة‪.‬‬ ‫عملية اخليار حىت إذا اس‪P‬تقر على ش‪P‬يء معنّي تق‪P‬رر إنف‪P‬اذه أو‬
‫و الب ‪PP‬د من املالحظ ‪PP‬ة أن العوام ‪PP‬ل ال ‪PP‬يت تفس ‪PP‬د اإلرادة و‬ ‫عدم‪PP‬ه‪ ،‬و يتح‪PP‬ول الق‪PP‬رار إىل عملي‪PP‬ة التنفي‪PP‬ذ إم‪PP‬ا بفع‪PP‬ل م‪PP‬ادي‬
‫ت ‪PP‬ؤثر عليه ‪PP‬ا ميكن أن تق ‪PP‬ع يف إح ‪PP‬دى مراح ‪PP‬ل تك ‪PP‬ون العم ‪PP‬ل‬ ‫معنّي أو بامتن ‪PP‬اع (الع ‪PP‬وجي‪ ،‬املص ‪PP‬در الس ‪PP‬ابق‪ .)50 :‬و هذا‬
‫اإلرادي‪ .‬فإم‪PP P‬ا أهنا تق‪PP P‬ع على اإلدراك فتعدم‪PP P‬ه أو تشّو ش‪PP P‬ه و‬ ‫املرحل‪PP P‬ة األخ‪PP P‬رية هي عم‪PP P‬ل خ‪PP P‬ارجي‪ ،‬أم‪PP P‬ا املراح‪PP P‬ل الثالث‬
‫إم‪PP P‬ا تق‪PP P‬ع على الت‪PP P‬دّبر فتفس‪PP P‬ده أو تعّطل‪PP P‬ه و إم‪PP P‬ا على الع‪PP P‬زم‬ ‫األوىل فهي مراح‪PP‬ل داخلي‪PP‬ة نفس‪PP‬ية‪ .‬و وج‪PP‬ه متي‪PP‬يز أّية مرحل‪PP‬ة‬
‫فتج‪PP‬رده من مقّو مات‪P‬ه الس‪PP‬ليمة و إم‪PP‬ا على التنفي‪P‬ذ فتج‪PP‬رّده من‬ ‫من هذه املراح ‪PP‬ل األربع‪PP P‬ة باعتب ‪PP‬ار انفص‪PP P‬اهلا و أيض ‪ًP P‬ا لتب ‪PP‬يني‬
‫دوافع ‪PP‬ه أو ت ‪PP‬زوده ب ‪PP‬دوافع ومهي ‪PP‬ة أو غ ‪PP‬ري س ‪PP‬ليمة (الع ‪PP‬وجي‪،‬‬ ‫أثرها بشكل حىت ال ختتل‪PP‬ط‪ .‬و إال ف‪PP‬إن النظري‪PP‬ات احلديث‪PP‬ة يف‬
‫املصدر السابق‪.)50-51 :‬‬ ‫علم النفس ال تس‪PP‬لم ب‪PP‬التمييز فيم‪PP‬ا بني املراح‪PP‬ل املختلف‪PP‬ه هذا‬
‫التمييز الدقيق‪ .‬فإنه يصعب القول بأن العمل النفسي‪ ،‬و هو‬
‫‪0‬‬
‫‪. Conception‬‬
‫‪0‬‬
‫‪. Deliberation‬‬
‫‪0‬‬
‫‪. Internal Willing‬‬
‫‪0‬‬
‫‪. Execution‬‬

‫‪52‬‬
‫حمّم دجعفر حبيبزاده‪ ،‬السّيد دريد املوسوي اجملاب‬

‫فتمتن‪PP P‬ع عن القي ‪PP‬ام بالفع‪PP P‬ل اجلرمي أو ترت ‪PP‬دع عن‪PP P‬ه مس‪PP P‬تقبًال‬ ‫ففي احلاالت ال‪PP‬يت ُيوّك د على ص‪PP‬لتها بالفاع‪PP‬ل و تس ‪ّP‬م ى‬
‫بينم ‪PP P‬ا إذا ك‪PP P‬انت هذه اإلرادة معدوم‪PP P‬ة أو غ ‪PP P‬ري ح‪ّP P P‬ر ة فمن‬ ‫ب‪PP P‬املوانع املس‪PP P‬ؤولية اجلنائي‪PP P‬ة ‪ -‬ك‪PP P‬اجلنون‪ ،‬الّس كر‪ ،‬التس ‪ّP P‬م م‬
‫العبث القول بأن للعقوبة أثر عليها‪ .‬من هنا يف أغلبية أنظمة‬ ‫ب‪PP‬الكحول و باملخ‪ّP‬د رات و الِق َص ر ‪ -‬حنن ن‪PP‬رى أن الش‪PP‬خص‬
‫العدال‪PP‬ة اجلزائي‪PP‬ة ُيص ‪ّP‬ر ح ب‪PP‬أن ال عق‪PP‬اب على أح‪PP‬د م‪PP‬ا مل يكن‬ ‫يفق‪PP‬د ال‪PP‬وعي أو اإلرادة ب‪PP‬النظر إىل مؤلفاهتا‪ .‬ف‪PP‬إذا انتفى أح‪PP‬د‬
‫قد أقدم على فعله عن وعي و إرادة‪ .‬فيما يطلبه القانون من‬ ‫هذين الش‪P‬رطني األساس‪P‬يني أو كليهم‪P‬ا ‪ -‬كم‪P‬ا قلن‪P‬ا س‪P‬ابقًا ‪-‬‬
‫اإلرادة هو أن تك ‪PP P P‬ون يقظ ‪PP P P‬ه و عاقل ‪PP P P‬ة حبيث تتم خياراهتا‬ ‫انتفت أرك‪PP P P‬ان املس‪PP P P‬ؤولية و كم‪PP P P‬ا نعلم ق‪PP P P‬د ذك‪PP P P‬ر الق‪PP P P‬انون‬
‫بص ‪PP‬ورة متوافق ‪PP‬ة م ‪PP‬ع األنظم ‪PP‬ة و الق ‪PP‬وانني ال ‪PP‬يت ت ‪PP‬رعى احلي ‪PP‬اة‬ ‫ع ‪PP‬وارض املس ‪PP‬ؤوليه ال ‪PP‬يت تلح ‪PP‬ق الش ‪PP‬خص فتفق ‪PP‬ده ال ‪PP‬وعي أو‬
‫اإلجتماعية (نفس املصدر‪.)52-51 :‬‬ ‫اإلرادة أو كليهم ‪PP‬ا (‪ .)8‬هذا و إن ُاثبت أّن اإلرادة باعتب ‪PP‬ار‬
‫و أمهي‪P‬ة اإلرادة و مؤلفاهتا إىل ح‪ّP‬د أّن احملكم‪P‬ة األمريكي‪P‬ة‬ ‫أّي ة مؤلف‪PP‬ة مرتبط‪PP‬ة من مراحله‪PP‬ا األربع‪PP‬ة يف العم‪PP‬ل أفِس دت‪،‬‬
‫أص‪PP P‬درت أخ‪PP P‬ريًا حكم ال‪PP P‬رباءة للم‪PP P‬رأة حني ارتكاهبا اجلناي‪PP P‬ة‬ ‫النتفت املسؤولية اجلنائي‪P‬ة بش‪P‬كل ت‪P‬ام أو نس‪P‬يب حس‪P‬ب حكم‬
‫باعتب‪PP P P P‬ار احلال‪PP P P P‬ة النس‪PP P P P‬ائية (الع‪PP P P P‬ادة النس‪PP P P P‬ائيه) و اختالالت‬ ‫املشرع اجلزائي و النصوص اجلزائية (‪.)9‬‬
‫اهلورموني‪PP P P P‬ة العارض‪PP P P P‬ة و املؤثرة‪ ،‬أفق‪PP P P P‬دت وعيه‪PP P P P‬ا و إرادهتا‬ ‫و البّد من الق‪P‬ول ب‪P‬أن عملي‪P‬ة تك‪ّP‬و ن اإلرادة تس‪P‬تغرق من‬
‫اجلازمة‪ .‬و يف احلكم ُصّر ح أّن تشخيص هذه احلال‪PP‬ة و تب‪P‬يني‬ ‫ال‪PP‬وقت بق‪PP‬در م‪PP‬ا يك‪PP‬ون الق‪PP‬رار هام‪ًP‬ا يف حي‪PP‬اة اإلنس‪PP‬ان‪ ،‬بينم‪PP‬ا‬
‫حدود أثرها على اإلرادة و مؤلفاهتا أمٌر يرتبط خبربائ‪PP‬ه حبكم‬ ‫تتم بسرعة يف م‪P‬ا هو ع‪P‬ادي يف حيات‪P‬ه‪ .‬و ل‪P‬ذا ك‪P‬انت حماس‪P‬بة‬
‫القانون (روزنفلد‪2004 ،‬م‪.)263:.‬‬ ‫اإلنس ‪PP‬ان عن األفع ‪PP‬ال اجلرمي ‪PP‬ة ال ‪PP‬يت يقرّر ها برؤي ‪PP‬ة و متعن و‬
‫فالقانون يفرتض سالمة القوى العقلية و اإلرادي‪PP‬ة مبعناها‬ ‫اس ‪PP P‬تعداد نفس ‪PP P‬اين أش ‪PP P‬د من حماس ‪PP P‬بته عن األفع ‪PP P‬ال ال ‪PP P‬يت تتم‬
‫الس‪PP‬ابق ل‪PP‬دى الرج‪PP‬ل الع‪PP‬ادي فيحّم ل‪PP‬ه مس‪PP‬ؤولية أفعال‪PP‬ه م‪PP‬ا مل‬ ‫بصورة عفوية ألنه يف احلالة األوىل يكون ق‪PP‬د تص‪ّP‬و ر اجلرم و‬
‫يقم دلي‪PP P‬ل ينفي هذه الس‪PP P‬المة‪ .‬بينم‪PP P‬ا الطب يق‪ّP P P‬ر ر س ‪PP P‬المة‬ ‫اخت‪PP‬ار طريق‪PP‬ه و نّف ذه و هو يف وض‪PP‬ع ذهين ك‪PP‬ان ميّك ن‪PP‬ه من‬
‫الق ‪PP‬وى املذكورة نتيج ‪PP‬ة للفحص العي ‪PP‬ادي و النفس ‪PP‬اين ال ‪PP‬ذي‬ ‫حس ‪PP‬ن اخلي ‪PP‬ار ب ‪PP‬دًال من س ‪PP‬وئه‪ .‬من هن ‪PP‬ا ك ‪PP‬ان تفري ‪PP‬ق ق ‪PP‬انون‬
‫خُي َض ع ل‪PP‬ه املريض من قب‪PP‬ل أخص‪PP‬ائيني يف األم‪PP‬راض املؤثره‪ .‬و‬ ‫العقوب ‪PP‬ات للج ‪PP‬رم املرتكب عن س ‪PP‬ابق تص ‪PP‬ور و تص ‪PP‬ميم عن‬
‫بالت‪PP‬ايل ف‪PP‬إن الطب ي‪PP‬وّفر املعطي‪PP‬ات العملي‪PP‬ة الالزم‪PP‬ة ال‪PP‬يت حتّد د‬ ‫اجلرم القص‪PP‬دي حبيث خّص األول بعقوب‪PP‬ة أش‪PP‬د ألن التص‪PP‬ور‬
‫الوضع الص‪PP‬حي و العقلي مما ميّك ن احملاكم من حتدي‪P‬د الوض‪P‬ع‬ ‫و التص ‪PP‬ميم يفرتض ‪PP‬ان م ‪PP‬رور الفاع ‪PP‬ل بت ‪PP‬أٍن و تفك ‪PP‬ري باملراح ‪PP‬ل‬
‫الق‪PP P‬انوين لفاع‪PP P‬ل اجلرم جله‪PP P‬ة قي‪PP P‬ام أو ع‪PP P‬دم قي‪PP P‬ام مس‪PP P‬ؤوليته‬ ‫املذكورة آنف‪ًP P P‬ا مما يؤك ‪PP P‬د توّط د اخلط ‪PP P‬ورة اإلجرامي ‪PP P‬ة لدي ‪PP P‬ه‬
‫اجلنائية‪.‬‬ ‫فيستحق على ذلك العقاب األشّد ‪.‬‬
‫و املعطي ‪PP P‬ات الطبي ‪PP P‬ة ال‪PP P P‬يت يوفرها الفحص العي‪PP P P‬ادي أو‬ ‫و ب ‪PP‬ديهّي الق ‪PP‬ول أن املس ‪PP‬ألة اجلنائي ‪PP‬ة ال ‪PP‬يت ي ‪PP‬رتتب عليه ‪PP‬ا‬
‫النفساين ت‪P‬وّفر معرف‪P‬ة م‪P‬ا إذا ك‪P‬انت الق‪P‬وى العقلي‪P‬ة و اإلرادي‪P‬ة‬ ‫عقاب تتوجه إىل إرادة الفاعل لتثنيه عن االحنراف السلوكي‬
‫سليمة و إذا كان اجلهاز العصيب يعمل بصورة طبيعي‪PP‬ة أم أن‪PP‬ه‬ ‫ف ‪PP P‬إذا ك ‪PP P‬انت هذه اإلراده ح‪ّP P P‬ر ة أمكنه ‪PP P‬ا من خالل عملي ‪PP P‬ة‬
‫خمتل بسبب الع‪PP‬وارض املرض‪P‬ية املس‪PP‬تحكمة في‪P‬ه من جن‪P‬ون أو‬ ‫التص ‪PP‬ور و التفك ‪PP‬ري و اخلي ‪PP‬ار الوق ‪PP‬وف على مض ‪PP‬مون الرس ‪PP‬الة‬
‫ت ‪PP‬أخر عقلي أو هذيان أو هلوس ‪PP‬ة أو انفص ‪PP‬ام (‪ .)10‬كم ‪PP‬ا‬ ‫ال ‪PP‬يت حتمله ‪PP‬ا إليه ‪PP‬ا العقوب ‪PP‬ه أو حيمل ‪PP‬ه إليه ‪PP‬ا التهدي ‪PP‬د بالعقوب ‪PP‬ة‬

‫‪53‬‬
‫دوُر اإلرادة يف املسؤولية اجلنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراين‬

‫فمسأله األهلية اجلنائية مسألة طبية أوًال و قانونية ثانيًا و‬ ‫أهنا متّك ن من معرف‪PP‬ة العاهات الوراثي‪PP‬ة أو الطارئ‪PP‬ة ال‪PP‬يت أّثرت‬
‫ال ميكن تقري ‪PP‬ر متت ‪PP‬ع ش ‪PP‬خص باألهلي ‪PP‬ه اجلنائي ‪PP‬ة ‪ -‬ال ‪PP‬يت تبت ‪PP‬ين‬ ‫يف الق‪PP P P P‬وى العقلي‪PP P P P‬ة و اإلرادي‪PP P P P‬ة فأع‪PP P P P‬دمتها أو أنقص‪PP P P P‬تها أو‬
‫على شرطني أساسيني و مها الوعي و اإلرادة املعتربة اجلازمة‬ ‫عّطلتها‪.‬‬
‫‪ -‬خالف ‪ًP‬ا ألق ‪PP‬وال األطب ‪PP‬اء إّال باالس ‪PP‬تناد إىل إثب ‪PP‬ات واقعي أو‬ ‫و احملاكم ال ميكنه ‪PP‬ا أن تق ‪PP‬رر الوض ‪PP‬ع العقلي أو اإلرادي‬
‫علمي يدحض هذه األقوال‪.‬‬ ‫‪ -‬م ‪PP P P‬ع مجي ‪PP P P‬ع مؤلفاهتا الض ‪PP P P‬روريه حس ‪PP P P‬ب تق ‪PP P P‬ديرها ‪ -‬إّال‬
‫يف خت‪PP P‬ام البحث‪ ،‬ن‪PP P‬بنّي تص‪PP P‬ويرًا في‪PP P‬ه أرك‪PP P‬ان املس‪PP P‬ؤولية‬ ‫باالس ‪PP‬تناد إىل اخلربة الطبي ‪PP‬ة ال ‪PP‬يت يوفيه ‪PP‬ا الفحص‌ العي ‪PP‬ادي أو‬
‫اجلنائية حسب ما بيّناه سابقًا و ضمن دراستنا و حبثن‪P‬ا ح‪P‬ول‬ ‫النفس ‪PP P‬اين‪ .‬و ال حيق هلا أن حتّد د هذا الوض ‪PP P‬ع مهم ‪PP P‬ا ك ‪PP P‬ان‬
‫املوضوع‪.‬‬ ‫ظاهرًا أو بّينًا إّال باالستناد إىل نت‪PP‬ائج الفحص الط‪PP‬يب‪ .‬و لكن‬
‫ليس عليه‪PP‬ا حتم ‪ًP‬ا التقّي د هبذه النت‪PP‬ائج؛ إذ يع‪PP‬ود هلا يف النهاي‪PP‬ة‬
‫إعطاء وضع املريض الوصف القانوين الصحيح‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫حمّم دجعفر حبيبزاده‪ ،‬السّيد دريد املوسوي اجملاب‬

‫‪55‬‬
‫دوُر اإلرادة يف املسؤولية اجلنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراين‬

‫إىل نت‪PP P P P‬ائج الفحص الطيّب ‪ .‬و على هذا األس‪PP P P P‬اس ميكن أن‬ ‫‪ .5‬نتائج و مقترحات البحث‬
‫نقول إن األهلية مسألة طبّية أوًال و قانونية ثانيًا‪.‬‬ ‫إّن حبث اإلرادة و دورها األساس‪PP P P P P‬ي يف جمال املس‪PP P P P P‬ؤولية‬
‫و على املش‪ّP P P P‬ر ع أن ي ‪PP P P‬بنّي املب ‪PP P P‬ادئ و املب ‪PP P P‬اين األساس ‪PP P P‬ية‬ ‫اجلنائي‪PP‬ة‪ ،‬أم‪PP‬ر الختفى أمهيت‪PP‬ه ألح‪PP‬د‪ .‬ف‪PP‬اجلرائم ‪ -‬س‪PP‬واء عمدي‪PP‬ة‬
‫املتعلّق ة باإلرادة اليت أشرنا إليه‪P‬ا‪ .‬و أيض‪ًP‬ا جيب علي‪P‬ه أن يهتّم‬ ‫أو غ‪PP‬ري عمدي‪PP‬ة ‪ -‬تبت‪PP‬ين على اإلرادة احلرة م‪PP‬ع مجي‪PP‬ع مؤلفاهتا‬
‫ب ‪PP‬االختالالت املؤثرة على الق ‪PP‬وى اإلرادي ‪PP‬ة و العقلي ‪PP‬ة بنفس ‪PP‬ها‬ ‫الضرورية‪.‬‬
‫ال بوص‪PP P‬فها‪ .‬فله‪PP P‬ذا نعتق‪PP P‬د أّن املش ‪ّP P‬ر ع إذا مل حيّد د يف النّص‬ ‫ُتعت ‪PP P‬بر اإلرادة كإح ‪PP P‬دى أهم مف ‪PP P‬ردات الفك ‪PP P‬ر الفلس ‪PP P‬في‪،‬‬
‫تعريفًا وص‪P‬فيًا خاص‪ًP‬ا لألم‪P‬راض األرادي‪P‬ة ‪ -‬و ح‪P‬ىت العقلي‪P‬ة ‪-‬‬ ‫ولكن له ‪PP‬ا مج ‪PP‬اٌل خ ‪PP‬اص في الفق ‪PP‬ه الجن ‪PP‬ائي؛ فل ‪PP‬ذا يتح ‪PP‬دث‬
‫فه ‪PP P‬ذا أق ‪PP P‬رب للغ ‪PP P‬رض ح ‪PP P‬ول العدال ‪PP P‬ة اجلزائي ‪PP P‬ة و املس ‪PP P‬ؤولية‬ ‫علماء القانون عادًة عن مفهومها و مقّد ماتها السببية و آثارها‬
‫اجلنائية‪.‬‬ ‫القانونية‪.‬‬
‫بناًء على هذا‪ ،‬ف‪P‬إّن حتدي‪P‬د التعري‪P‬ف لألم‪P‬راض اإلرادي‪P‬ة و‬ ‫ال ش ‪PP‬ك أّن املش ‪PP‬اكل النظري ‪PP‬ة و القانوني ‪PP‬ة ح ‪PP‬ول مس ‪PP‬ألة‬
‫ح‪PP‬ىت العقلي‪PP‬ة من ناحي‪PP‬ة الق‪PP‬انون يف النظ‪PP‬ام التش‪PP‬ريعي اإلي‪PP‬راين‬ ‫اإلرادة تنش‪PP P‬أ من ناحي‪PP P‬ة ع‪PP P‬دم االهتم‪PP P‬ام باملوض‪PP P‬وع بش‪PP P‬كل‬
‫ق‪PP‬د أدی إلی ظه‪PP‬ور أم‪PP‬ور يف إط‪PP‬ار انطب‪PP‬اق حال‪PP‬ة خاص‪PP‬ة م‪PP‬ع‬ ‫دقي ‪PP P P‬ق‪ .‬هذا و أّن املس ‪PP P P‬ؤولية اجلنائي ‪PP P P‬ة تق ‪PP P P‬وم على رك ‪PP P P‬نني‬
‫النصوص اجلزائية احملّد دة‪ .‬على سبيل املث‪PP‬ال‪ ،‬تص‪PP‬ريح املش‪ّP‬ر ع‬ ‫أساس ‪PP P‬يني‪ ،‬أي اخلط ‪PP P‬أ و األهلي ‪PP P‬ة ال ‪PP P‬يت تبت ‪PP P‬ىن على ال ‪PP P‬وعي و‬
‫اإليراين بزوال املسؤولية اجلنائية بشكل تام أو نسيب يف املادة‬ ‫اإلرادة املعتربة اجلازمة اليت تقّد م البحث عنها‪.‬‬
‫‪ 224‬من ق ‪PP P P‬انون العقوب ‪PP P P‬ات اإلس ‪PP P P‬المية ‪ -‬باعتب ‪PP P P‬ار حال ‪PP P P‬ة‬ ‫اإلرادة مق‪PP‬درٌة على تقري‪PP‬ر ش‪PP‬يء أو القي‪PP‬ام بفع‪PP‬ل معنّي و‬
‫الس‪PP P‬كر‪ -‬يس ‪ّP P‬بب هذا اإلش ‪PP‬كال إلی أن ‪PP‬ه هل ميكن لن‪PP P‬ا أن‬ ‫ميكن أن نق‪PP‬ول إّن يف عم‪PP‬ل اإلرادة مراح‪PP‬ل أربع‪PP‬ة متم‪PP‬ايزة و‬
‫نعتقد بزوال املسؤوليه اجلنائي‪P‬ة ‪ -‬حس‪P‬ب مراتبه‪P‬ا ‪ -‬يف حال‪P‬ة‬ ‫متعاقبة على قدٍر متيّق ن من وجهة نظ‪P‬ر الفق‪P‬ه اجلن‪P‬ائي و هذه‬
‫التخ ‪PP‬دير الناش ‪PP‬ئة عن اس ‪PP‬تعمال املخ ‪PP‬دّر ات و مش ‪PP‬تقاهتا رغم‬ ‫املراح‪P‬ل تس‪ّP‬م ى بالتص‪ّP‬و ر أو اإلدراك‪ ،‬الت‪P‬دّبر أو اخلي‪P‬ار‪ ،‬الع‪P‬زم‬
‫س‪PP‬كوت الق‪PP‬انون أم ال؟ ألّنن‪PP‬ا لن جند نّص ًا ص‪P‬رحيًا ح‪P‬ول هذا‬ ‫أو القرار و يف النهاية التنفيذ‪.‬‬
‫املوض ‪PP‬وع أو س ‪PP‬ائر املس ‪PP‬ائل املش ‪PP‬اهبة‪ .‬إّال أّنن ‪PP‬ا نـعتقد بتنقيح‬ ‫كم‪PP‬ا ت‪PP‬بنّي س‪PP‬الفًا‪ ،‬إّن العوام‪PP‬ل ال‪PP‬يت تفس‪PP‬د اإلرادة و ت‪PP‬ؤثر‬
‫املنـاط يف هـذا اجملال‪ -‬من ناحي ‪PP‬ة علم األص‪PP P‬ول ‪ -‬بأّن ه إذا‬ ‫عليها ميكن أن تقع يف إحدى مراح‪PP‬ل تك‪ّP‬و ن العم‪PP‬ل اإلرادي‬
‫ك‪PP‬انت الفلس‪PP‬فة األص‪PP‬ليه ل‪PP‬زوال املس‪PP‬ؤولية اجلنائي‪PP‬ة حبس‪PP‬بها يف‬ ‫و يف ف‪PP P‬رض وقوعه‪PP P‬ا يف أّي ة مرحل‪PP P‬ة من املراح‪PP P‬ل املذكورة‪،‬‬
‫حال ‪PP‬ة الس ‪PP‬كر‪ ،‬إي ‪PP‬راد اخلدش ‪PP‬ة على اإلرادة أو على مؤلفاهتا‪،‬‬ ‫النتفت املسؤولية اجلنائي‪P‬ة بش‪P‬كل ت‪P‬ام أو نس‪ّP‬يب حس‪P‬ب حكم‬
‫فنحن ن ‪PP‬رى أّن هذه اخلدش ‪PP‬ة على االرادة أو الفع ‪PP‬ل اإلرادي‬ ‫املشّر ع اجلزائي و النصوص اجلزائية‪.‬‬
‫حتدث بش‪PP‬كل أق‪PP‬وى و بطري‪PP‬ق أوىل يف حال‪PP‬ة التس ‪ّP‬م م ب‪PP‬املواد‬ ‫و أّك دنا أّن احملاكم ال ميكنه‪PP‬ا أن تق‪PP‬رّر الوض‪P‬ع العقلي أو‬
‫التخديري ‪PP‬ة أو مش ‪PP‬تقاهتا‪ .‬ولكن علی أّي ح ‪PP‬ال‪ ،‬لن جند نّص ًا‬ ‫اإلرادي – م‪PP‬ع مجي‪PP‬ع مؤلفاهتا الض‪PP‬رورية – إال باالس‪PP‬تناد إىل‬
‫قد صّر ح به القانون يف هذا اجملال و يف زماننا هذا‪.‬‬ ‫رأی اخلربة الطبّية اليت يوفرها الفحص العي‪PP‬ادي أو النفس‪PP‬اين‪.‬‬
‫و من هذا املنطل ‪PP‬ق نرج ‪PP‬و أن يق ‪PP‬وم املش‪ّP P‬ر ع امللتفت إلی‬ ‫و ال حيق هلا أن حتّد د هذا الوض ‪PP‬ع مهم ‪PP‬ا ك ‪PP‬ان إال باالس ‪PP‬تناد‬
‫أمهية هذا املوض‪P‬وع و تص‪P‬ديقه لإلرادة و مؤلفاهتا من وجه‪P‬ة‬

‫‪56‬‬
‫حمّم دجعفر حبيبزاده‪ ،‬السّيد دريد املوسوي اجملاب‬

‫ذل‪PP‬ك أهنا قص‪PP‬دية‪ ،‬أم‪PP‬ا يف ح‪P‬ال تتطلب اخلط‪P‬أ فال ب‪P‬دّ من‬ ‫النظ ‪PP P P‬ر الق ‪PP P P‬انوين‪ ،‬بتس ‪PP P P‬هيل اجلانب العملي و القض ‪PP P P‬ائي يف‬
‫إفصاح النص عن ذلك‪.‬‬ ‫استقرار العدالة اجلزائية إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪ُ -6‬يفهم ّمما تق ‪PP P‬دم أن اإلرادة ‪ Volition‬ختتل ‪PP P‬ف عن‬ ‫الهوامش‬
‫القص ‪PP‬د ‪ Intention‬إهنا ق ‪PP‬د توج ‪PP‬ه يف أح ‪PP‬وال‬ ‫‪ -1‬يف أغلبية األنظمة التش‪PP‬ريعية‪ ،‬كالنظ‪PP‬ام التش‪PP‬ريعي اإلي‪P‬راين‬
‫ينع ‪PP‬دم فيه ‪PP‬ا القص ‪PP‬د‪ ،‬فل ‪PP‬ذا يق ‪PP‬ال أن ك ‪ّP‬ل جرمية ‪ -‬س ‪PP‬واء‬ ‫من‪PP P‬ذ ع‪PP P‬ام ‪ 1960‬م‪ ،.‬اهتّم املش ‪ّP P‬ر ع مبفه‪PP P‬وم املس‪PP P‬ؤولية‬
‫عمدي ‪PP‬ة أم ال ‪ -‬تبت ‪PP‬ين على اإلرادة (حمم ‪PP‬ود‪1967 ،‬م‪:.‬‬ ‫اإلجتماعي ‪PP P‬ة لتوجي ‪PP P‬ه الت ‪PP P‬دابري االحرتازي ‪PP P‬ة أم ‪PP P‬ام مص ‪PP P‬ادر‬
‫‪ .)31-32‬يف احلقيق‪PP‬ه‪ ،‬القص‪PP‬د ب‪PP‬املعىن اللغ‪PP‬وي هو اجتاه‬ ‫خط‪PP‬ورة إجرامي‪PP‬ة على اجملتم‪PP‬ع؛ على هذا األس‪PP‬اس‪ ،‬ميكن‬
‫اإلرادة – مع مؤلفاهتا و مراحلها الض‪PP‬رورية ال‪PP‬يت سنش‪P‬ري‬ ‫أن يتواج ‪PP‬ه املرتكب اجلرمية بالت ‪PP‬دابري االحرتازي ‪PP‬ة‪ ،‬س ‪PP‬واء‬
‫إليه‪PP P P‬ا – لغ‪PP P P‬رض م‪PP P P‬ا؛ و يف املس‪PP P P‬ائل اجلنائي ‪P P P‬ة هو اجتاه‬ ‫كان مسؤوًال قانونيًا أم ال‪.‬‬
‫اإلرادة للفع‪PP‬ل أو ال‪PP‬رتك املع ‪PP‬اقب علي‪PP‬ه أو تعّم د اإلض‪PP‬رار‬ ‫‪ -2‬بنبغي أن نوّك د أّن مدرس ‪PP‬ة أهل ال ‪PP‬بيت عليهم الس ‪PP‬الم‬
‫حبٍق ق ‪PP P‬انوين ملخالف ‪PP P‬ة الق ‪PP P‬انون بواس ‪PP P‬طة فع ‪PP P P‬ل أو ت ‪PP P P‬رك‬ ‫ذهبت إىل الق‪PP‬ول ب‪PP‬أن اإلنس‪PP‬ان مري‪PP‬د و ق‪PP‬الت بنفي اجلرب‬
‫(عب‪PP P‬دامللك ب‪PP P‬ك‪2005 ،‬م‪.‬؛ ‪ .)67-68‬و ق‪PP P‬د ج‪PP P‬رى‬ ‫و التف‪PP‬ويض مع‪ًP‬ا؛ فاختي‪P‬ار اإلنس‪PP‬ان أم‪PP‬ر بني األم‪PP‬رين‪ :‬أي‬
‫الفق ‪PP P P‬ه على تقس ‪PP P P‬يم القص ‪PP P P‬د إىل ع ‪PP P P‬دة أن ‪PP P P‬واع ختتل ‪PP P P‬ف‬ ‫ال ج‪PP‬رب و ال تف‪PP‬ويض‪ ،‬كم‪PP‬ا ق‪PP‬ال الص‪PP‬ادق علي‪PP‬ه الس‪PP‬الم‪.‬‬
‫ب ‪PP‬اختالف النظ ‪PP‬رة إليه ‪PP‬ا و أمهه ‪PP‬ا القص ‪PP‬د الع ‪PP‬ام؛ أي اجتاه‬ ‫أيض ‪ًP P P‬ا عن حمّم د بن عجالن‪ ،‬ق‪PP P P‬ال‪« :‬قلت أليب عبداهلل‬
‫إرادة اجملرم إىل اق ‪PP‬رتاف ال‪P P‬ركن املادي للجرمية م ‪PP‬ع العلم‬ ‫عليه السالم‪ :‬فّو ض اهلل األمر إىل العباد؟ فقال‪ :‬اهلل أكرم‬
‫به و القصد اخلاص؛ أي نّية تنصرف إىل غرض معنّي أو‬ ‫مِن أن يف‪ّP P P P P P‬و ض إليهم‪ ،‬قلت‪ :‬ف ‪PP P P P P‬أجرب اهلل العب ‪PP P P P P‬اد على‬
‫بنتيجة معّينة (أبوعامر‪1992 ،‬م‪.‬؛ ‪.)205-204‬‬ ‫أفع‪PP‬اهلم؟ فق‪PP‬ال‪ :‬اهلل أع‪PP‬دل من أن جيرب عب‪PP‬دًا على فع ‪ٍP‬ل مث‬
‫‪ -7‬يف جمال الفق‪PP‬ه اجلن‪PP‬ائي‪ ،‬يتمّي ز اخلط‪PP‬أ القص‪PP‬دي عن اخلط‪PP‬أ‬ ‫يعّذ به عليه»‪ .‬راجعوا كت‪P‬اب احلري‪P‬ة‪ ،‬رؤي‪P‬ة إس‪P‬المية‪ ،‬ص‬
‫غ‪PP‬ري القص‪PP‬دي‪ .‬و اخلط‪PP‬أ القص‪PP‬دي يف‪PP‬رتض ل‪PP‬دى الفاع‪PP‬ل‬ ‫‪ 32‬و ما بعدها‪.‬‬
‫حال‪PP P‬ة ذهني ‪PP‬ة توّل دت ض ‪PP‬منها إرادة ارتك‪PP P‬اب اجلرم م‪PP P‬ع‬ ‫‪ -3‬باعتب‪PP‬ار التش‪PP‬ابه اللفظي بني اإلرادة و الإختي‪PP‬ار‪ ،‬اس‪PP‬تخدم‬
‫إدراك الفاع‪PP‬ل ب‪PP‬أن م‪PP‬ا يق‪PP‬دم علي‪PP‬ه جمّر م قانون ‪ًP‬ا و مع ‪P‬اقب‬ ‫املش ‪ّP‬ر ع الإي‪PP‬راين يف ق‪PP‬انون العقوب‪PP‬ات اإلس‪PP‬المية و ض‪PP‬من‬
‫عليه‪ .‬أما اخلطأ غري القصدي فيفرتض لدى الفاعل حالة‬ ‫املادة ‪ ،224‬اص ‪PP P P‬طالح «مس ‪PP P P‬لوب الاختي ‪PP P P‬ار» ب ‪PP P P‬دًال‬
‫ذهنية متّيزت باإلمهال أو قّلة الاحرتاز حبيث إن م‪PP‬ا ّمت من‬ ‫لاصطالح «مسلوب اإلرادة»‪.‬‬
‫نتيج‪PP P‬ة جرمي‪PP P‬ة مل يكن حص‪PP P‬يلة إرادة إلح‪PP P‬داثها‪ ،‬ولكن‬ ‫‪ -4‬كم‪PP‬ا أك‪PP‬د املش‪ّP‬ر ع اإلي‪PP‬راين علی هذا املوض‪PP‬وع يف ق‪PP‬انون‬
‫نتيج‪PP‬ة إلمهال من ص‪PP‬در عن‪PP‬ه الفع‪PP‬ل ال‪PP‬ذي أح‪PP‬دثها إذا مل‬ ‫العقوب‪PP P‬ات اإلس‪PP P‬المية‪ .‬علی س‪PP P‬بيل املث‪PP P‬ال راجع‪PP P‬وا املادة‬
‫يكن حريصًا احلرص الكايف يف تصّر فه أو مل يكن متقيدًا‬ ‫‪ 224‬من القانون املشار إليه‪.‬‬
‫مبا متيل‪PP P‬ه علي‪PP P‬ه طبيع‪PP P‬ة العم‪PP P‬ل ال‪PP P‬ذي أت‪PP P‬اه من موجب‪PP P‬ات‬ ‫‪ -5‬األص‪PP P P P‬ل يف اجلرائم أن تك‪PP P P P‬ون قص‪PP P P P‬دية و الاس‪PP P P P‬تثناء أن‬
‫(عالية‪ :1996 ،‬الفقرة ‪ 82‬و ‪.)83‬‬ ‫تك‪PP P‬ون عن خط‪PP P‬أ غ‪PP P‬ري مقص‪PP P‬ود‪ ،‬و من مث ف‪PP P‬إذا س‪PP P‬كت‬
‫النص عن بي ‪PP‬ان ص ‪PP‬ورة ال ‪PP‬ركن املعن ‪PP‬وي يف جرمية فمع ‪PP‬ىن‬

‫‪57‬‬
‫دوُر اإلرادة يف املسؤولية اجلنائية بالّنظر إلی النظام التشريعي اإليراين‬

‫باهري‪ ،‬حمّم د و داور‪ ،‬م‪PP‬ريزا علي اكربخ‪P‬ان؛ النظ‪P‬رة إىل‬ ‫‪ -8‬أنظ ‪PP P P P‬روا إىل الم‪P P P P P‬واد ‪ 49-54‬من ق ‪PP P P P‬انون العقوب ‪PP P P P‬ات [‪]3‬‬
‫ق ‪PP‬انون العقوب ‪PP‬ات الع ‪PP‬ام‪ ،‬الطبع ‪PP‬ة الثاني ‪PP‬ة‪ ،‬طه ‪PP‬ران‪ :‬اجملد‪،‬‬ ‫اإلسالمية لسنة ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪2005‬م‪.‬‬ ‫‪ -9‬يف قانون العقوب‪PP‬ات العم‪PP‬ومي لس‪PP‬نة ‪1925‬م‪ .‬ق‪PP‬د ص‪ّP‬ر ح‬
‫البعلبكي‪ ،‬من ‪PP P‬ري؛ املورد‪ ،‬ق ‪PP P‬اموس اإلنكل ‪PP P‬يزي ‪ -‬ع ‪PP P‬ريب‪،‬‬ ‫املش ‪ّP P‬ر ع اإلي‪PP P‬راين يف املادة ‪ 36‬على ح‪PP P‬االٍت ال‪PP P‬يت ت‪PP P‬ؤثر [‪]4‬‬
‫الطبع ‪PP P P‬ة الس ‪PP P P‬ابعة عش ‪PP P P‬رة‪ ،‬ب ‪PP P P‬ريوت‪ :‬داُر العلم للماليني‪،‬‬ ‫على ق‪PP P P‬وة التمي‪PP P P‬يز (ال‪PP P P‬وعي) أو اإلرادة بش‪PP P P‬كل ت‪PP P P‬ام أو‬
‫‪1983‬م‪.‬‬ ‫نسّيب‪ ،‬أما يف قانون العقوبات اإلسالمية لم نش‪PP‬اهد نّص ًا‬
‫حس‪PP P P P‬نزاده اآلملي‪ ،‬حس‪PP P P P‬ن؛ خ‪PP P P‬ري األث ‪PP P P‬ر يف رد اجلرب و‬ ‫[‪]5‬‬ ‫نص املذكور‪.‬‬ ‫كال ّ‬
‫الق ‪PP P P‬در‪ ،‬الطبع ‪PP P P‬ة الرابع ‪PP P P‬ة‪ ،‬قم‪ :‬نش ‪PP P P‬ر املؤّس س ‪PP P P‬ة اإلعالن‬ ‫‪ -10‬يف أغلبي‪PP‬ة األنظم‪PP‬ة التش‪PP‬ريعية ن‪PP‬ری أن املش‪ّP‬ر ع مل حيّد د‬
‫اإلسالمي‪2001 ،‬م‪.‬‬ ‫يف النّص تعريف ‪ًP P‬ا لألم‪PP P‬راض اإلرادي‪PP P‬ة أو العقلي‪PP P‬ة‪ .‬و هذا‬
‫حس ‪PP‬ين‪ ،‬حمم ‪PP‬ود جنيب؛ النظري ‪PP‬ة العام ‪PP‬ة للقص ‪PP‬د اجلن ‪PP‬ائي‪،‬‬ ‫باعتبار أّن املشرع يهتّم بإالختالالت املؤثرة على القوى [‪]6‬‬
‫الطبعة األوىل‪ ،‬قاهرة‪ :‬دارُالنهضة العربية‪1974 ،‬م‪.‬‬ ‫اإلرادي‪PP‬ة أو العقلي‪PP‬ة و هذا يعطي معن‪ًP‬ا واس‪PP‬عًا لأن يش‪PP‬مل‬
‫دهخدا‪ ،‬علي اكرب؛ جممع اللغات‪ ،‬الطبع‪PP‬ة الثاني‪P‬ة‪ ،‬مزي‪P‬دة‬ ‫ك‪ّP P‬ل اختالل يص ‪PP‬يب ال ‪PP‬وعي و اإلرادة دون أي حتدي ‪PP‬د‪]7[ ،‬‬
‫و منّق ح ‪PP‬ة‪ ،‬اجملّل د الث ‪PP‬اين‪ ،‬طه ‪PP‬ران‪ :‬نش ‪PP‬ر جامع ‪PP‬ة طه ‪PP‬ران‪،‬‬ ‫كحال ‪PP‬ة العت ‪PP‬ه جنب اجلن ‪PP‬ون أو األم ‪PP‬راض العص ‪PP‬بية‪ ،‬حال ‪PP‬ة‬
‫‪1999‬م‪.‬‬ ‫الُس كر أو التخ ‪P‬دير الناش‪PP‬ئة عن م‪PP‬ادة مس‪PP‬كرة أو خمدرة‪،‬‬
‫رزق‪ ،‬ف‪PP P‬ؤاد؛ األحك‪PP P‬ام اجلزائي‪PP P‬ة العام‪PP P‬ة‪ ،‬طبع‪PP P‬ة جدي‪PP P‬دة‬ ‫أي ‪Pً P‬ا ك ‪PP‬ان نوعه ‪PP‬ا حس ‪PP‬ب ش ‪PP‬رائطها (س ‪PP‬رور‪1973 ،‬م‪]8[ :.‬‬
‫منّق حة‪ ،‬بريوت‪ :‬منشورات احلليب احلقوقية‪1998 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ 473‬و ما بع‪PP‬دها؛ أيض‪ًP‬ا‪ ،‬أبوع‪PP‬امر‪1991 ،‬م‪.)155:.‬‬
‫روزنفل ‪PP P‬د‪ ،‬آي ‪PP P‬زادور؛ دلي‪ُP P P‬ل معرف ‪PP P‬ة و عالج األم ‪PP P‬راض‪،‬‬ ‫النص تعريف ‪ًP P P P P‬ا [‪]9‬‬
‫هذا و أنّ املش ‪ّP P P P P‬ر ع اإلي‪PP P P P P‬راني حيّد د يف ّ‬
‫ترمجة‪ :‬حمّم د بيكي‪ ،‬الطبع ‪PP P‬ة األوىل‪ ،‬طه ‪PP P‬ران‪ :‬أرمجن ‪PP P‬د‪،‬‬ ‫لألم ‪PP‬راض اإلرادي ‪PP‬ة أو العقلي ‪PP‬ة ف ‪PP‬نرى على س ‪PP‬بيل املث ‪PP‬ال‪،‬‬
‫‪2004‬م‪.‬‬ ‫خأل قانونيًا حول قض‪PP‬ية املس‪PP‬ؤولية اجلنائي‪P‬ة باعتب‪P‬ار حال‪P‬ة‬ ‫ً‬
‫س‪PP P‬رور‪ ،‬أمحد فتحي؛ أص ‪PP‬ول ق ‪PP‬انون العقوب ‪PP‬ات‪ ،‬القس‪PP P‬م‬ ‫ختديري ‪PP‬ة ناش ‪PP‬ئة عن م ‪PP‬ادة خمدرة أو مش ‪PP‬تقاهتا ت ‪PP‬ؤثر على [‪]10‬‬
‫الع ‪PP P P‬ام‪ ،‬الطبع ‪PP P P‬ة األوىل‪ ،‬الق ‪PP P P‬اهرة‪ :‬دارُالنهض ‪PP P P‬ة العربي ‪PP P P‬ة‪،‬‬ ‫اإلرادة و مؤلفاهتا بال خالف‪.‬‬
‫‪1973‬م‪.‬‬
‫الّس نهورى‪ ،‬عبدالّر زاق؛ الوسيط يف شرح الق‪PP‬انون املدين‬ ‫[‪]11‬‬ ‫المصادر‬
‫اجلدي ‪PP‬د‪ ،‬نظري ‪PP‬ة اإلل ‪PP‬تزام بوج‪ٍP P‬ه ع‪P P‬اٍم ‪ ،‬مص‪PP P‬ادر اإلل‪PP P‬تزام‪،‬‬ ‫[‪ ]1‬أبوع ‪PP‬امر‪ ،‬حمّم د زكي؛ ق ‪PP‬انون العقوب ‪PP‬ات‪ ،‬القس ‪PP‬م الع ‪PP‬ام‪،‬‬
‫بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬ب‪ .‬ت‪.‬‬ ‫الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ :‬الداُر اجلامعية‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫ع ‪PP‬وض‪ ،‬ع ‪PP‬وض حمّم د؛ ق ‪PP‬انون العقوب ‪PP‬ات‪ ،‬القس ‪PP‬م الع ‪PP‬ام‪،‬‬ ‫[‪ ]2‬إم‪P‬ام‪ ،‬حمّم د كم‪P‬ال‌ ال‪ّP‬د ين؛ املس‪P‬ؤولية اجلنائي‪P‬ة‪ ،‬أساس‪P‬ها و [‪]12‬‬
‫اسكندرية‪ ،‬داُر املطبوعات اجلامعية‪1980 ،‬م‪.‬‬ ‫تطّو رها‪ ،‬الطبع ‪PP P‬ة الثاني ‪PP P‬ة‪ ،‬ب ‪PP P‬ريوت‪ :‬املؤسس ‪PP P‬ة اجلامعي ‪PP P‬ة‬
‫للدراسات و النشر و التوزيع (جمد)‪1991 ،‬م‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫حمّم دجعفر حبيبزاده‪ ،‬السّيد دريد املوسوي اجملاب‬

‫حمس‪PP P P‬ين‪ ،‬مرتض‪PP P P‬ی؛كلي‪PP P P‬ات ق‪PP P P‬انون العقوب‪PP P P‬ات‪ ،‬الطبع‪PP P P‬ة‬
‫عالي‪PP P‬ة‪ ،‬مسري؛ أص‪PP P‬ول ق‪PP P‬انون العقوب‪PP P‬ات‪ ،‬القس‪PP P‬م الع‪PP P‬ام‪]21[ ،‬‬ ‫[‪]13‬‬
‫األوىل‪ ،‬اجملّل د األول‪ ،‬طه‪PP P P P P P‬ران‪ :‬اجلامع‪PP P P P P P‬ة الوطني‪PP P P P P P‬ة‪،‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ :‬املؤّس سة اجلامعي‪PP‬ة‬
‫‪1977‬م‪.‬‬
‫للدراسات و النشر و التوزيع‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫حمّم د ص ‪PP P‬فوت‪ ،‬ص ‪PP P‬فّية؛ القص ‪PP P‬د اجلن ‪PP P‬ائي و املس ‪PP P‬ؤولية‬
‫عب‪PP P P‬دامللك ب‪PP P P‬ك‪ ،‬جن‪PP P P‬دي؛ املوس‪PP P P‬وعة اجلنائي‪PP P P‬ة‪ ،‬الطبع‪PP P P‬ة [‪]22‬‬ ‫[‪]14‬‬
‫املطلق‪PP P P‬ة‪ ،‬دراس‪PP P P‬ة مقارن‪PP P P‬ة‪ ،‬ترمجة عب‪PP P P‬دالعزيز ص‪PP P P‬فوت‪،‬‬
‫األوىل‪ ،‬اجلزء الث ‪PP P‬الث‪ ،‬ب ‪PP P‬ريوت‪ :‬مكتب ‪PP P‬ة العلم للجمي ‪PP P‬ع‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ :‬دار إبن زيدون‪1986 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ 2005‬م‪.‬‬
‫حمم‪PP‬ود‪ ،‬حمّم د زكي؛ آث‪PP‬ار اجله‪PP‬ل و الغل‪PP‬ط فی املس‪PP‬ؤولية‬
‫عب‪PP P‬داملنعم‪ ،‬س‪PP P‬ليمان و ع‪PP P‬وض‪ ،‬ع‪PP P‬وض حمّم د؛ النظري‪PP P‬ة [‪]23‬‬ ‫[‪]15‬‬
‫اجلنائي ‪PP P P‬ة‪ ،‬الطبع ‪PP P P‬ة األولی‪ ،‬ق ‪PP P P‬اهرة‪ :‬داُر الفك ‪PP P P‬ر الع ‪PP P P‬ريب‪،‬‬
‫العام ‪PP‬ة للق ‪PP‬انون اجلزائي اللبن ‪PP‬اين‪ ،‬نظري ‪PP‬ة اجلرمية و اجملرم‪،‬‬
‫‪1967‬م‪.‬‬
‫الطبع‪PP‬ة األوىل‪ ،‬ب‪PP‬ريوت‪ :‬املؤسس‪PP‬ة اجلامعي‪PP‬ة للدراس‪PP‬ات و‬
‫مريس ‪PP‬عيدي‪ ،‬الس ‪ّP‬يد منص ‪PP‬ور؛ املس ‪PP‬ؤولية اجلنائي ‪PP‬ة‪ ،‬الطبع ‪PP‬ة‬
‫[‪]24‬‬ ‫النشر و التوزيع‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫األولی‪ ،‬اجملّلد األّو ل‪ ،‬طهران‪ :‬نشر امليزان‪.2005 ،‬‬
‫الف‪PP‬ارايب‪ ،‬حمّم د؛ آراء اهل املدين‪PP‬ة الفاض‪PP‬لة‪ ،‬ب‪PP‬ريوت‪ :‬دار‬ ‫[‪]16‬‬
‫جنيب حس ‪PP P‬ين‪ ،‬حمم ‪PP P‬ود؛ علم العق ‪PP P‬اب؛ الطبع ‪PP P‬ة الثاني ‪PP P‬ة‪،‬‬
‫[‪]25‬‬ ‫و مكتبة اهلالل‪ 1421 ،‬هـ‪.‬ق‪.‬‬
‫مصر‪ :‬دارُالنهضة العربية‪1973 ،‬م‪.‬‬
‫كاتوزي ‪PP P‬ان‪ ،‬ناص ‪PP P‬ر؛ الق ‪PP P‬انون املدين‪ ،‬القواع ‪PP P‬د العمومي ‪PP P‬ة‬ ‫[‪]17‬‬
‫للعق‪PP‬ود‪ ،‬الطبع‪PP‬ة السادس‪PP‬ة‪ ،‬اجملّل د األول‪ ،‬طه‪PP‬ران‪ :‬ش‪PP‬ركة‬
‫‪[26]Black, Henry Campbell; Black's Law‬‬
‫‪Dictionary, 6th ed., U.S.A., West‬‬
‫إنتشار الّس هامية‪ 2004 ،‬م‪.‬‬
‫‪Publishing Co., 1990.‬‬ ‫كن ‪PP‬دي‪ ،‬يعق ‪PP‬وب؛ رس ‪PP‬ائل‪ ،‬بإهتم ‪PP‬ام‪ :‬حمّم د عب ‪PP‬داهلادي‬ ‫[‪]18‬‬
‫‪[27]Edwards, J.; "Automatism and Criminal‬‬
‫‪Responsibility", London: Modern Law‬‬ ‫ابوزيده‪ ،‬اجمللد األول‪ ،‬قاهرة‪ 1369 ،‬هـ‪.‬ق‪.‬‬
‫‪Review, Vol. 21, 1958.‬‬ ‫كورن‪PP P‬و‪ ،‬ج‪PP P‬ريار؛ معجم املص ‪PP P‬طلحات القانوني‪PP P‬ة‪ ،‬ترمجة‬ ‫[‪]19‬‬
‫‪[28]Kenny, C. S.: Outlines of Criminal‬‬
‫‪Law, 19th ed., by J. W. Cecil Turner,‬‬ ‫منص‪PP‬ور القاض‪PP‬ي‪ ،‬الطبع‪PP‬ة األولی‪ ،‬اجملّل د األول‪ ،‬ب‪PP‬ريوت‪:‬‬
‫‪Cambridge, 1966.‬‬ ‫املؤسس‪PP P P P‬ة اجلامعي‪PP P P P‬ة للدراس‪PP P P P‬ات و النش‪PP P P P‬ر و التوزي‪PP P P P‬ع‪،‬‬
‫‪[29]Williams, Glanville; Criminal Law:‬‬
‫‪The General Part, 2nd ed., London, 1961.‬‬ ‫‪1998‬م‪.‬‬
‫جلن‪PP P‬ة الت‪PP P‬أليف؛ احلّر ي‪PP P‬ة‪ ،‬رؤي‪PP P‬ة إس‪PP P‬المية‪ ،‬الطبع‪PP P‬ة األوىل‪،‬‬ ‫[‪]20‬‬
‫طهران‪ :‬مؤّس سة البالغ‪2002 ،‬م‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫نقش اراده در مسؤوليت كيفری با رويكردی به نظام حقوقی‬
‫ايران‬
‫‪2‬‬
‫محّم دجعفر حبيبزاده‪ ،1‬سّيد دريد موسوی مجاب‬
‫تاريخ پذيرش‪14/10/1387 :‬‬ ‫تاريخ دريافت‪1/4/1387 :‬‬

‫اصل مسؤوليت‪ ،‬بدون هيچ اختالفی پذيرفته شده و قانون نيز به طور كّلی ناظر بر مسؤوليت و‬
‫تعيين چارچوب قواعد آن است‪ .‬بحث در خصوص مسؤوليت‪ ،‬بويژه به اعتبار وصف كيفری آن‪،‬‬
‫در زمرهی دقيقترين‪ ،‬مهمترين و در عين حال دشوارترين مباحث حقوقی است‪ .‬اّم ا دشوارترين‬
‫چارچوب مبانی آن‪ ،‬ارتباط وثيق بحث با‬
‫ِ‬ ‫مسأله در مسؤوليت كيفری و جنبهی مشكلزا در تعيين‬
‫اراده و آزادی آن ‪ -‬به عنوان جوهرهی انسانی و بنمايهی اهليت جنايی‪ -‬است‪ .‬بحث اراده تنها‬
‫حقوقدانان را به خود مشغول نساخته است؛ بلكه پيشتر‪ ،‬توّجه بسياری را به خود معطوف كرده‬
‫است‪.‬‬
‫بنيان مسؤوليت كيفری به شكل مستقيم و الزمی با مسألهی اراده‪ ،‬آزادی و نقش آن در رفتار‬
‫ارتكابی ارتباط میيابد‪ .‬بحث و بررسی در اين ارتباط نيز در گام نخست‪ ،‬فلسفی است؛ زيرا با‬
‫قضيهی جبر و اختيار ‪ -‬كه از محوریترين و در عين حال دشوارترين مباحث فلسفه است‪ -‬مرتبط‬
‫میشود‪.‬‬
‫حقوقدانان‪ -‬همچون روانشناسان ‪ -‬اظـهار میدارند كه تكوين رفـتار ارادی‪ ،‬مسبوق به كنشهای‬
‫مقّد ماتی و تبعًا اجرايی است؛ اولين مرحله‪ ،‬جهتمندی فكر به سوی موضوع معّينی است كه در‬
‫اصطالح‪ ،‬ادراك ناميده میشود‪ .‬متعاقبًا‪ ،‬مرحلهی تدّبر يا سنجش برايند مضار و منافع مطرح می‪-‬‬
‫شود‪ .‬سپس مرحلهی سوم كه ناظر بر خواست درونی است‪ ،‬شكل میپذيرد‪ .‬آخرين مرحله نيز‬
‫مرحلهی تنفيذ و اجراست‪ .‬مرحلهی اخير‪ ،‬ناظر بر رفتار خارجی است؛ در حالی كه مراحل سه‪-‬‬
‫گانهی نخست‪ ،‬مراحل درونی و نفسانی است‪ .‬در حقيقت‪ ،‬دو مرحله از آنها به انديشه بازمیگردند‬
‫و مرحلهی سوم ‪ -‬در جنب مرحلهی چهارم ‪ -‬همان ارادهی مورد نظر است‪.‬‬
‫اين موضوع بدان معنی است كه اراده‪ ،‬ماهيتًا‪ ،‬از عناصر مختلفی تشكيل میشود و مراحل‬
‫متمايزی را پشت سر میگذارد؛ بر همين اساس ضروری است توّجه شود عواملی كه اراده را‬
‫فاسد (غير معتبر) میسازند‪ ،‬ممكن است در مرحلهای از مراحل شكلگيری رفتار ارادی واقع‬
‫شوند‪ .‬عوامل ياد شده ممكن است بر ادراك تأثير نهند و آن را معدوم يا مخدوش كنند‪ .‬همچنين‬
‫ممكن است بر نيروی تدّبر تأثير گذاشته و آن را فاسد يا زائل سازند‪ .‬خواست درونی نيز ممكن‬
‫است در نتيجه ايراد خدشه به واسطه عوامل مؤثر‪ ،‬از مقّومات صحيح خود منتَزع شود؛ همچنانكه‬
‫مرحله اجرايی هم ممكن است از انگيزههای واقعی خود منفصل شود و با انگيزههای وهمی يا‬
‫نادرستی همراه گردد‪.‬‬
‫در اين مقاله‪ ،‬تالش میكنيم مفهوم اراده و نقش اساسی آن را ‪ -‬با استناد به آرای حقوقی و منابع‬
‫قانونی ‪ -‬در اهليت جنايی و تبعًا مسؤوليت كيفری تبيين نماييم‪.‬‬

‫‪ .1‬دانشيار حقوق‪ ،‬دانشگاه تربيت مدرس‪habibzam@modares.ac.ir ،‬‬


‫‪ .2‬دانشجوی دکرتی حقوق کيفری و جرم شناسی‪ ،‬دانشگاه تربيت مدرس‪Doraid.Mousavi@gmail.com ،‬‬
‫كليد واژگان‪ :‬اراده‪ ،‬نظام حقوقی‪ ،‬اهليت جنايی‪ ،‬مسؤوليت كيفری‪.‬‬

You might also like