You are on page 1of 120

‫العل ي‬ ‫وزارة ال عل العالي وال‬

‫ر م ﻻ ال اه ــ سع ة ــ‬ ‫جامعة ال‬

‫كل ة العل م اﻻج ا ة و اﻹن ان ة‬

‫ش ة الفل فة‬

‫ة‬ ‫فل فة ت‬ ‫ت‬

‫م ة ل ل شهادة ماس )‪ (L M D‬ال س مة بــ ‪:‬‬

‫البعد اﻹيتيقي لفعل التسامح عند جون لوك‬

‫ر‪:‬‬ ‫إش اف ال‬ ‫إع اد ال ال ة‪:‬‬

‫شادلي ه ار‬ ‫ح ة عائ ة‬

‫أع اء ل ة ال اق ة‬

‫م فاً‬ ‫جامعة سع ة‬ ‫د‪.‬شادلي ه ار‬

‫رئ اً‬ ‫جامعة سع ة‬ ‫ن ر ال ي‬ ‫د‪.‬آي أح‬

‫م اق ًا‬ ‫جامعة سع ة‬ ‫لة‬ ‫د‪.‬س سي ف‬

‫ال ة ال ام ة ‪ 2019:‬ـــ ‪2020‬‬


‫ه ا الع ل ال اضع ‪:‬‬ ‫أه‬

‫ة و العا ة‪.‬‬ ‫ال‬ ‫إلﻰ أمي و أبي م عه ا‬

‫إلﻰ إخ تي ال ام ‪.‬‬

‫إلﻰ ص ق ي ن ر مل ة‪.‬‬

‫إلﻰ ل أص قائي خاصة إلﻰ ص قي اﻷس اذ ع ان ﷴ وقاضي ه ام‬


‫ع ال ح ‪.‬‬ ‫و اج ي ﷴ و ناص‬

‫و ﻼب العل وفقه ﷲ‪.‬‬ ‫ال ائ‬ ‫إلﻰ ل ال ع‬


‫وفق ي في ه ا الع ل‪ ،‬وال ﻼة وال ﻼم علﻰ‬ ‫ال‬ ‫وال‬ ‫ال‬
‫م ﻻ ن ي ع ه س نا ﷴ صلﻰ ﷲ عل ه و سل وعلﻰ آله و ص ه‬
‫و سل‬

‫أما ع ‪:‬‬

‫ف‬ ‫ل إلﻰ اﻷس اذ ال‬ ‫ال‬ ‫لي أن أت جه ال‬

‫ا أوجه ش‬ ‫ال ـ ـ ر "شادلي ه ار " ل ـا ق مـه لـي م ت ج هات‬


‫ا أش‬ ‫ساع ت ي علﻰ إت ام الع ل ‪،‬‬ ‫قي ع ان ﷴ ال‬ ‫ل‬
‫كل أسات ة الفل فة علﻰ ت اضعه ‪.‬‬

‫ل م ق م لي ي ال اع ة ول ب ع ة‬ ‫و خ اما أش‬

‫صال ة ‪.‬‬
‫مق مة‬
‫مق مة‬

‫مق مة ‪:‬‬

‫ة ق اا‬ ‫ال اض ع الهامة ال ي لها عﻼقة و‬ ‫تُ َع ُ أخﻼ ات فعل ال امح م ب‬


‫اش‪ ،‬وذل ل ا ن ه ه ال م م أزمات أخﻼ ة في م لف م اﻻت ال اة‬
‫ال اه وال مي ال ُ َع ْ‬
‫ا م ت اي س ع في ت ر ت ل ج ا‬ ‫ة‪ ،‬وال ي ة ؛ وما ن ه ه أ‬ ‫ة‪ ،‬وال‬ ‫ال اس ة‪ ،‬وال‬
‫ا ال ي ات‬ ‫ات ال اصل اﻻج اعي‪ ،‬وال‬ ‫ﻰ‬ ‫ما‬ ‫اﻹعﻼم و اﻻت ال‪ ،‬ال ي خلق‬
‫اﻷقل ات ال ي ة‪ ،‬و إق اء الغ ‪ ،‬وذل‬ ‫ال ي ي‪ ،‬ون‬ ‫ت غل س اس ا‪ ،‬ودي ا لِ َ ْ ِو ْج ال ع‬
‫ﻰ‬ ‫علﻰ حق ق وح ات الغ‬ ‫م خﻼل ال ارسات الﻼأخﻼ ة م س ٍ وش ٍ‪ ،‬وال ع‬
‫اع ب‬ ‫ف ات الع ف وال‬ ‫ال سائل واﻷش ال ال ي زادت م ح ة اﻷزمات اﻷخﻼ ة‪ ،‬وض‬
‫اجة ماسة ﻷخﻼ ات فعل ال امح ‪.‬‬ ‫عل ا‬ ‫اﻷنا واﻵخ ؛ م ا‬

‫ة‪ ،‬وال ي ة‪ ،‬وال ي ة‪ ،‬وذل‬ ‫أخﻼ ات فعل ال امح م ال اض ع الق‬ ‫ك ا تع‬


‫ال الي‪:‬‬ ‫علﻰ ال‬

‫ﻷخﻼق‬ ‫أع‬ ‫وم ارسة‪ ،‬ح‬ ‫ة ك ل‬ ‫ة الق‬ ‫ارات ال‬ ‫ة‪ :‬ل ل ها في ال‬ ‫ــــ ق‬
‫ال ي ة‪ ،‬م ا أع ى لل امح ع اً أخﻼ ا‬ ‫ة م لة‪ ،‬وذل ﻻرت ا ها ال فا‬ ‫ال امح‬
‫أخﻼ ات‬ ‫ة خاصة ال نان ة‪ ،‬ال ي أدرج‬ ‫ارات الغ ة الق‬ ‫ا في ال‬ ‫أ‬ ‫دي ا؛ ك ا ت ل‬
‫ال ﻼس ي للفل فة‪ ،‬م ا أع ى لل امح ع ا‬ ‫ال ق‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫فعل ال امح في م‬
‫ا‪.‬‬ ‫أخﻼ ا فل‬

‫ات ت‬ ‫صا ع ج ن ل ك ال‬ ‫ال ي ‪ ،‬وخ‬ ‫ا ات فﻼسفة الع‬ ‫ــــ ح ي ة‪ :‬ل ل ها في‬
‫ارس ها في م لف‬ ‫ال‬ ‫ا شامﻼ‪ ،‬ح ا‬ ‫ا ت‬ ‫أخﻼ ات ال امح ع ه ع ا إي‬
‫ا‬ ‫ة‪ ،‬العل ة(؛‬ ‫ة‪ ،‬ال‬ ‫اد ة‪ ،‬ال قا ة‪ ،‬ال‬ ‫م اﻻت ال اة) ال اس ة‪ ،‬وال ي ة‪ ،‬اﻻق‬
‫أع اها رؤ ا م ق ل ة‪ ،‬وذل م خﻼل ت اؤله في رسال ه ال س مة "في ال امح" إلى أ‬

‫أ‬
‫مق مة‬

‫ل إن ان ؟‬ ‫ل ه ه ا ال اج م‬ ‫واج ال امح وما ال‬ ‫م‬

‫‪ ،‬وال عل ‪ ،‬ورجل ال ي ‪ ،‬ورجل اﻷع ال‬ ‫ُم َ ِج ًها ﻷفعال ل م ال اسي‪ ،‬وال‬ ‫ف ان ب ل‬
‫فة عامة‪.‬‬ ‫و ال ع‬

‫اه ام‬ ‫ة ال ي ة‪ ،‬ال ي تع م‬ ‫إي قا فعل ال امح اﻷخﻼق ال‬ ‫ــــ ج ي ة ‪ :‬ﻻرت ا‬
‫ﻼت اﻷخﻼ ة ال ي‬ ‫ها ع حل ل لل‬ ‫ة ل اول ها ال فل ف في ال مي‪ ،‬و‬ ‫للفل فة ال‬
‫ل جي‪ ،‬و تق م ال ل جي؛ م ا أع ﻰ‬ ‫ر ال‬ ‫العل ي‪ ،‬إث ال‬ ‫ال ال ال ي وال‬ ‫م‬
‫أع اه ع ا واق ا‬ ‫جهة أخ‬ ‫جهة؛ وم‬ ‫ا م‬ ‫ا ت‬ ‫ا فل‬ ‫لفعل ال امح ع ا اي‬
‫ه ة ال ج ه واﻻرشاد م خﻼل‬ ‫ت ل فها‬ ‫وم ق ل ا ‪ ،‬وأعاد اﻻع ار للفل فة ع‬
‫ثها‪.‬‬ ‫ﻼت ال ي‬ ‫اﻹن ان ل ع ح ا اته في ال‬ ‫اش ال اتها ال ي ت ي ض‬

‫اﻷس اب ال ي دفع ا إلى اخ ار م ض ع ال ع اﻹي قي لفعل ال امح ع‬ ‫وم ب‬


‫ة وهي اﻵتي ‪:‬‬ ‫مض‬ ‫اها إلﻰ أس اب ذات ة‪ ،‬وأخ‬ ‫ج ن ل ك ع ة أس اب ق‬

‫ه ج ن ل ك أخﻼ ات ال امح‬ ‫ان ق‬ ‫في رغ ا ع فة ما ال‬ ‫ـــ اﻻس اب ال ات ة‪ :‬ت ل‬


‫زمان و م ٍ‬
‫ان‪ ،‬ول ل‬ ‫ٍ‬ ‫صا ح ا اع ها ال ل ال الح ل ل‬ ‫ل ؟ خ‬ ‫ك ارسة ول‬
‫ان اقها علﻰ ق ا ا‬ ‫ل ا ل ع ف ها‪ ،‬ومع فة ما م‬ ‫ق ا‪ ،‬وف‬ ‫م اﻻت ال اة م ا زاد ح ة ت‬
‫لم‬ ‫ت ج دول ا‪ ،‬والعال‬ ‫ه ال م؟ لعلها ت ن فائ ًة ل ا‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ال اه و ال اقع ال‬
‫ف ها‪.‬‬ ‫اﻷزمات اﻷخﻼ ة ال ي ي‬

‫ة‬ ‫في حاجة ال‬ ‫ة ت ل‬ ‫اﻷس اب ال ض‬ ‫ة‪ :‬أما في ما‬ ‫اﻷس اب ال ض‬


‫ل ا ن ه ه ال م م ت ه ر أخﻼقي في ل‬ ‫فاته ‪ ،‬وذل‬ ‫ل ارسة أخﻼ ات ال امح في ت‬
‫اب اﻷمانة‬ ‫م خﻼل‬ ‫ادي ال ات إن صح ال ع‬ ‫ت ﻰ‬ ‫م ادي ال اة‪ ،‬ال ي أض‬

‫ب‬
‫مق مة‬

‫اﻷق ال وم الف ها لﻸفعال‬ ‫ا ة‪ ،‬وان ار وال ل ‪ ،‬ال ب وال اع و ت‬ ‫ق وال‬ ‫وال‬


‫ارسة أخﻼ ات‬ ‫اﻷخﻼق ال ي ة؛ م ا ي فع ا لل ال ة‬ ‫ول ة ‪،‬واﻻب عاد ع‬ ‫وانع ام ال‬
‫ال ولة‪ ،‬والعال أي ي ا‪.‬‬ ‫ال امح في ش ﻰ ال اﻻت ل فاد ته‬

‫ال الي ‪ :‬ما عﻼقة‬ ‫علﻰ ال‬ ‫و ا ًء علﻰ تل اﻷس اب ب ا إش ال ًة ل ض ع ا ف ان‬


‫أخﻼ ات ال امح ال ي ناد بها ج ن ل ك ق ا ا ال اه وال مي ؟‬

‫ة‬ ‫عة م ال اؤﻻت الف‬ ‫ح م‬ ‫ها لﻺجا ة ع ها ارتأي ا‬ ‫ول ض ح ه ه اﻹش ال ة وت‬
‫اﻵتي ‪:‬‬ ‫وهي علﻰ ال‬

‫ة ج عاء؟‬ ‫أخﻼ ات فعل ال امح ف ة م دة أم أنها ن اج ال‬ ‫‪ ‬هل ارت‬

‫ارسة أخﻼ ات ال امح؟‬ ‫دفع ل ك إلﻰ ال ال ة‬ ‫ال ئ ي ال‬ ‫‪ ‬ما ه ال‬

‫ارس ها في م لف م اﻻت ال اة؟ و‬ ‫ال‬ ‫‪ ‬ماهي أخﻼ ات ال امح ال ي‬


‫اﻻس فادة م ها ل عال ة م اكل ق ا ا ال اه ؟‬

‫ل جي؟‬ ‫ر ال‬ ‫‪ ‬ما م ق ل إي قا ال امح في ل ال ق م العل ي وال‬

‫ورائه معال ة‬ ‫أردنا م‬ ‫ه ه ال اؤﻻت ال ي وج ناها ت م م ض ع ا‪ ،‬ال‬ ‫ولﻺجا ة ع‬


‫جل م ادي ال اة‪ ،‬ارت نا علﻰ ج لة م‬ ‫م‬ ‫اﻷزمات اﻷخﻼ ة‪ ،‬و ل أن اع الف اد ال‬
‫م ب ها‪" :‬رسالة في ال امح "‬ ‫م ادر ج ن ل ك ال ي لها عﻼقة به ا ال ض ع ن‬
‫ال ني" "‪"Traité du gouvernement civil‬‬ ‫"‪، "Lettre sur tolérance‬وسال ه في ال‬
‫ومؤلفه "بعض أراء في التربية" "‪."Quelques pensées sur l’éducation‬‬

‫ث ع ال ع اﻹي قي‬ ‫م ضع ي‬ ‫أ‬ ‫ا ع ال راسات ال ا قة ل ن‬ ‫إث ا‬ ‫ول‬


‫ﻻ‬ ‫فة عامة‪ ،‬ول‬ ‫فة خاصة؛ إن ا وج نا دراسات ح ل ال امح واﻷخﻼق‬ ‫لفعل ال امح‬

‫ج‬
‫مق مة‬

‫ض ع دراس ا‪ ،‬ولعل ال راسة ال ي اع نا علﻰ صف ة م ها هي ‪:‬‬ ‫عﻼقة لها‬

‫ارف ‪ ،‬أ وحة د راه‪ ،‬جامعة‬ ‫جاب ﷲ‪ ،‬فل فة اﻷخﻼق دي‬ ‫ﷴ ع ال ح‬ ‫‪ ‬ه‬
‫الفل فة ‪2012‬ـ ـ ـ ‪.2013‬‬ ‫الف م القاه ة ‪ ،‬ل ة اﻵداب ق‬

‫قها‪ ،‬وذل‬ ‫ها‪ ،‬وت ت ها‪ ،‬و ت‬ ‫دراسة ﻻب لها م م هج ع ل علﻰ ت‬ ‫ا أن أ‬ ‫و‬
‫ال هج‬ ‫م‬ ‫م ض ع ا أن ن‬ ‫اش‬ ‫اء علﻰ ذل‬
‫ه م ض عها‪ ،‬و ً‬ ‫ما‬ ‫ح‬
‫ا‬ ‫ال جي‪ :‬م خﻼل‬ ‫ال جي وال ل لي م ه ا ل راس ا‪ ،‬فق اس ع ل ا ال هج ال‬ ‫ال‬
‫ا علﻰ‬ ‫ا اع نا أ‬ ‫ارات الق ة؛‬ ‫في ال‬ ‫ع أصل أخﻼ ات ال امح فعل وم ل‬
‫ال هج ال ل لي ل ل ل أف ار ج ن ل ك ح ل أخﻼ ات فعل ال امح‪ ،‬وم اولة ر ها ال اقع‬
‫ﻼت ال ي ت حها ق ا ا ال اه في ش ى م اﻻت ال اة‪،‬‬ ‫ه‪ ،‬وال فل ف في ال‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫م ارسة أخﻼ ات ال امح ال ي ناد بها ج ن ل ك‪.‬‬ ‫وم اولة ت اوزها ع‬

‫وأش نا لها‪ ،‬و ل م‬ ‫ادر ال ي س‬ ‫‪ ،‬واع ادنا علﻰ ال‬ ‫ام ا لهاذي ال ه‬ ‫وث اس‬
‫ة ال ال ة‪ :‬وال ي ق ا‬ ‫ة‪ ،‬ات ع ا ال‬ ‫ة‪ ،‬وال اؤﻻت الف‬ ‫أجل اﻹجا ة ع اﻹش ال ات ال ئ‬
‫إلﻰ ثﻼث م اح‬ ‫وخات ة(‪ ،‬و ل ف ل ب وره ي ق‬ ‫إلﻰ )مق مة وف ل‬ ‫ال‬ ‫ف ها ب ق‬
‫م ال عل مات ال ف ة‬ ‫ما ن‬ ‫ح‬ ‫أو م ل‬ ‫ا ت ف ع الﻰ ثﻼثة م ال‬ ‫وه ه اﻷخ ة أ‬
‫على ت ه‬ ‫أو ف ع‬ ‫أو م ل‬ ‫علﻰ ف وع؛ و ل ف ل أو م‬ ‫ب ورها ت‬ ‫وال ال‬
‫على خﻼصة ج ئ ة‬ ‫إش ال ات أو م ﻼت أو ما س صل م خﻼله‪ ،‬ك ا‬ ‫مف‬
‫ا أن أف ارها‬ ‫يل ه؛‬ ‫‪ ،‬أو لل ل ‪ ،‬أو للف ع ال‬ ‫ه للف ل‪ ،‬أو لل‬ ‫م فقة ب اؤل‬
‫وحات في‬ ‫‪ ،‬وم ت ة ت ت ا ت ل ل ا‪ ،‬ﻷن ا أرفق اها‬ ‫ة‪ ،‬وم لة ل ع ها ال ع‬ ‫م اسقة‪ ،‬و‬
‫و هل فه ها علﻰ قار ‪.‬‬ ‫ح أك‬ ‫ل‬ ‫الهام‬

‫ة ال ي ت رج‬ ‫‪ ،‬وت ي إش ال ه ال ئ‬ ‫ض ع ال‬ ‫اح ت ال ق مة علﻰ‪ :‬إحا ة‬ ‫ح‬

‫د‬
‫مق مة‬

‫ادر‬ ‫علﻰ اﻷس اب ال ي دفع ا ﻻخ اره‪ ،‬وال راسات ال ا قة وال‬ ‫ة؛ ت‬ ‫ت ها ت اؤﻻت ف‬
‫مة وال ع ات ال ي وجه ا ‪ ،‬واﻷفاق ال ج ة م‬ ‫ا‪ ،‬وال اهج ال‬ ‫ال ع ة عل ها في‬
‫‪.‬‬ ‫ه ا ال‬

‫ت اول ا ه ج ال ج ا فعل‬ ‫ا ج ال ج ا ؛ ح‬ ‫ا وت‬ ‫أما الف ل اﻷول‪ :‬اع ناه جان اً ن‬


‫ال اني ت‬ ‫عاني ودﻻﻻت ال امح؛ أما ال‬ ‫اﻷول‬ ‫ال‬ ‫ارت‬ ‫ال امح‪،‬‬
‫ة(؛ أما ال‬ ‫ة ‪ ،‬اله ة‪ ،‬وال‬ ‫ة الق ة م ب ها‪ ):‬ال‬ ‫ارات ال‬ ‫ال امح في ال‬
‫ارة‬ ‫ارات الغ ة الق ة )ال نان ة و ال ومان ة(‪ ،‬وال‬ ‫ال امح في ال‬ ‫ت‬ ‫ال ال‬
‫اﻹسﻼم ة‪.‬‬

‫جن لك‬ ‫ا ﻻرت ا ه أخﻼ ات فعل ال امح ع‬ ‫جان ًا ت‬ ‫أما الف ل ال اني‪ :‬ع‬
‫اﻷول‬ ‫ه ا الف ل ثﻼث م اح ‪ ،‬ت اول ا في ال‬ ‫وعﻼق ها ق ا ا ال اه ‪ ،‬وت‬
‫ه ا ال‬ ‫ة ال ع فة‪ ،‬ت‬ ‫أخﻼ ات ال امح في ال ال ال ي ي وال اسي وعﻼق ها ب‬
‫الع امل ال اه ة في دع ة ج ن ل ك لل امح ال ي ي‪ ،‬و أخﻼ ات ال امح في ال ال ال ي ي‬
‫ال اني‪ :‬ت ق ا إلﻰ أخﻼ ات ال امح في‬ ‫أخﻼ ات ال امح في ال ال ال اسي؛ أما ال‬
‫ال ال ال ي وعﻼق ها ق ا ا ال اه ‪ ،‬ت ث ا ه ع أس اب دع ة ج ن ل ك لل امح ال ي ي‬
‫ر العل ي‬ ‫ل ال‬ ‫وحة في‬ ‫ﻼت ال‬ ‫في ال ال ال ي‪ ،‬وأخﻼ ات ال امح وال‬
‫ل جي‬ ‫وال‬

‫ة‬ ‫ش ل علﻰ ال‬ ‫ال‬ ‫اه ﻷخﻼ ات ال امح في ال ال ال‬ ‫خ‬ ‫ال ال‬ ‫أما ال‬
‫ة اﻷخﻼ ة‪.‬‬ ‫ة وال‬ ‫ال‬

‫ت صل ا الﻰ خات ة ع ض ا ف ها أه اﻻس اجات ال ي ت صل ا ال ها م‬ ‫وفي نها ة ه ا ال‬


‫ا ة حل ل لل اكل واﻷزمات اﻷخﻼ ة ال ي ت حها ق ا ا‬ ‫‪ ،‬وال ي اع نها‬ ‫خﻼل ه ا ال‬

‫ه‬
‫مق مة‬

‫إجا ًة لﻺش ال ة ال ي‬ ‫ا تع‬ ‫ص؛‬ ‫ال اه في م لف م اﻻت ال اة وفي دول ا ال‬

‫ان لق ا م ها‪.‬‬

‫ال ع ات‪ ،‬أب زها قلة ال اجع وال راسات ح ل‬ ‫عة م‬ ‫عل ي واجه ا م‬ ‫و أ‬
‫ال ع ات إﻻ أن ا ت اوزناها و فعل ا ل ما ب سع ا‬ ‫رغ تل‬ ‫أخﻼ ات فعل ال امح؛ ول‬
‫اﻷف ل‪.‬‬ ‫لق‬

‫ة‬ ‫اد ة‪ ،‬وال‬ ‫إصﻼح ال اﻻت ال اس ة‪ ،‬واﻻق‬ ‫وراء ه ا ال‬ ‫ان ه ف ا م‬ ‫ح‬
‫ة لل ولة ال ائ ة‪ ،‬وذل م خﻼل م ارسة اﻷخﻼ ات ال ي دعا إل ها ج ن ل ك خاصة‬ ‫وال‬
‫نا‪ ،‬أما ما ن د أن‬ ‫أنها م ت ة ارت ا ا وث قا أخﻼق ال ي اﻹسﻼمي‪ ،‬ولها عﻼقا ق ا ا ع‬
‫م خﻼل ت ة ال فل علﻰ م ارسة اﻷخﻼ ات‪ ،‬ﻷن‬ ‫ﻼ اﻻه ام ال ال ال‬ ‫ي ق م‬
‫صﻼحه ع ي صﻼح ال اﻻت‪ ،‬وازدهار ال ولة؛ و ال الي س ف ح ل ا أخﻼ ات فعل ال امح‬
‫ام ا وح ات ا‪ ،‬وحق ق ا دون‬ ‫ال ارسة‪ ،‬وتَ ْ َ ُ ل ا‬ ‫آفاق م ق ل ة ل ق ل اﻵخ ع‬
‫اﻵخ ‪.‬‬ ‫إل اق اﻷذ‬

‫و‬
‫الف ل اﻷول‪:‬‬

‫ج ال ج ا فعل ال امح‬

‫اﻷول‪ :‬دﻻﻻت ومعاني ال امح‬ ‫ال‬

‫ة‬ ‫ة الق‬ ‫ارات ال‬ ‫ال اني‪ :‬ال امح في ال‬ ‫ال‬

‫ة‬ ‫ارات الغ ة الق‬ ‫ال ال ‪ :‬ال امح في ال‬ ‫ال‬


‫ارة اﻹسﻼم ة‬ ‫وال‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫الف ل اﻷول‪ :‬ج ال ج ا فعل ال امح‬

‫ع ال امح م الق ا ا الهامة وال اه ة ال ي ت غل الف اﻹن اني م ِ‬


‫الق َ ْم إلﻰ ي م ا‬ ‫َُُ‬
‫م الع ر؛ إن ا ه ول ال ة‬ ‫ه ا‪ ،‬س اء ان فعﻼً‪ ،‬أو م ل ا فه ﻻ ي عل ف ة أو ع‬
‫ج عاء‪ ،‬أو لَُِق ْل أنه ذو ع أخﻼقي تار ي؛ وذل ما س صل إلى مع ف ه م خﻼل ه ا‬
‫ل ‪ ،‬وم ارسة‬ ‫عة‪ ،‬وت ل اته‬ ‫ي اول معاني ال امح ودﻻﻻته ال‬ ‫الف ل ال‬
‫‪.‬‬ ‫ة‪ ،‬وق ا ا الع‬ ‫ارات الق ة‪ ،‬وعﻼق ه اﻷخﻼق ال‬ ‫في ال‬

‫اﻷول‪ :‬دﻻﻻت ومعاني ال امح‬ ‫ال‬

‫ال ال اللغ‬ ‫ال امح وت لف اخ ﻼف ال اﻻت ف‬ ‫ت ع د معاني ومفا‬


‫اللغة أو إما ح‬ ‫واﻻص ﻼحي‪ ،‬والفل في‪ ،‬وه ه اﻷخ ة ب ورها ت ف ع ﻷق ام إما ح‬
‫ال ي ي‪...‬‬ ‫ال اسي و ال ان‬ ‫ات ال‬ ‫ال‬

‫ال ل اﻷول‪ :‬ال عاني اللغ ة لل امح‬

‫أـــ ال امح في اللغة اﻷج ة‪:‬‬

‫ال امح في اللغة اﻹن ل ة ‪ tolérantion‬إلﻰ ال ل ة الﻼت ة‬ ‫ي جع أصل لف‬


‫تع ي في ال ا ة ف ة عامة ح ل ت ل و اقة أم ر م عة؛ أما في‬ ‫‪ tolération‬ال ي ان‬
‫ما جاء في قام س أو ف رد اﻷم ي للغة ال عاص ة ن ها‬ ‫اللغة اﻹن ل ة ال عاص ة ح‬
‫م اﻷصل الﻼت ي و ه ا ‪ tolérance‬و‪ ، tolération‬فاﻷولﻰ‬ ‫م ق‬ ‫علﻰ اس‬ ‫ت‬
‫ل‬ ‫إلﻰ م ارسة ال‬ ‫ل و ال ََقُ ِل ؛ أما ال ان ة ت‬ ‫إلﻰ اﻻس ع اد أو الق رة علﻰ ال‬ ‫ت‬

‫‪1‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ن‬ ‫ل دقق ا في اﻻس‬ ‫؛ ول‬ ‫وح‬ ‫م د م ل‬ ‫ال امح فعل‪ ،‬ول‬ ‫فـي ال م‪ 1‬أ‬
‫فات ا‬ ‫فه في ت‬ ‫ا ن ق ل ال امح ف ة س ف نع ل ح قة علﻰ ت‬ ‫ارت ا اً وث قاً ب ه ا ‪ ،‬ف‬
‫مع الغ ‪.‬‬

‫الع ي ي ج ثﻼثة دﻻﻻت ل ل ة ال امح فال ع ﻰ‬ ‫أما في قام س اك ف رد اﻻ ن ل‬


‫"اﻷول ‪ :‬ه ال اهل ؛ أما ال ع ﻰ ال اني ‪ :‬ه ق رة اﻹن ان على إح ال العقاق *‪ ،‬أما‬
‫ح ه لل فاوت‪".2‬‬ ‫اﻷق ﻰ ال‬ ‫ع ي ال‬ ‫ال ع ﻰ ال ال‬

‫اً علﻰ ال امح‬ ‫م‬ ‫نف‬ ‫في ال ع ﻰ الﻼت ي لل امح ت‬ ‫و ل ح ا تُ ْ ِع ُ ال‬


‫ة ع ﻰ ال امح في العه ال ي‬ ‫أن له عﻼقة و‬ ‫وق ل اﻵخ ‪ ،‬ا ً‬

‫مع ى ال امح في العه ال ي اﻹن ل ‪:‬‬

‫ال ع‬ ‫ل إلﻰ درجة ال اح لﻶخ‬ ‫ال امح في العه ال ي الق رة علﻰ ال‬ ‫ق‬
‫أﱠن ُه ق ل‪ :‬ع ٌ ع‬ ‫ِ‬
‫وأما أنا فأق ل‬ ‫وس ٌ‬ ‫علﻰ حق ق ؛ ح جاء في إن ل م ﻰ‪َ » :‬س ْع ُ ْ‬
‫َن‬
‫وم ْ أ ََرَاد أ ْ‬
‫اً‪َ ،‬‬ ‫ف ِ ل له اﻵخ أ‬ ‫اﻷ‬ ‫علﻰ خ َك‬ ‫ل ‪ :‬ﻻ تقاوم ا ال َ ﱠ ‪ ،‬بل م ل‬
‫‪3‬‬
‫معه اث «‬ ‫ك ِم ﻼً واح اً فاذه‬
‫اً‪ ،‬وم َس َ َ َ‬ ‫فأت ك له ال ِ داء أ‬ ‫َ اص َ و أخ ت‬

‫ال ق سة‬ ‫ا م ﻰ لغة مع ة لق اءة ال‬ ‫في اللغة الﻼت ة ال ي ان‬ ‫ل انع‬ ‫وه ا ال‬
‫ر ال س ﻰ‪.‬‬ ‫ت ع م عاً اتاً م ت ج ها في الع‬ ‫وه ه اﻷخ ة ان‬

‫‪ 1‬بيجان شاهين‪ ،‬التسامح من قيم الليبرالية‪ ،‬ﺗﺮ‪ :‬علي الحارس‪ ،‬منشورات المتوسط‪ ،‬ايطاليا‪) ،‬د ط(‪ )،‬د ت(‪ ،‬ص‪.06 :‬‬
‫*يقصد به أن نتقبل اﻵخﺮ إكﺮاها مثلما نتحمل ﺗناول الدواء المﺮ ‪،‬و لكن هذا النوع من التسامح ﻻ يﺮقى إلى مستوى اﻷخﻼق‬
‫الفضائل‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪N S Doniach , The Oxford English Arabic Dictionary , p : 1276 .‬‬
‫‪ 3‬انجيل متى‪ ،‬اﻻصحاح ‪ ،5‬العدد ‪.38‬‬

‫‪2‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ب‪ -‬ال امح في اللغة الع ة‪:‬‬

‫ر‬ ‫جاء في ]ل ان الع ب[ ﻻب م‬ ‫ال عاني‪ ،‬ح‬ ‫ُ َع ُ ال امح في اللغة الع ة ث‬


‫ا ال د‬ ‫إش قاقه م "ال ح وال اح وال ام ة‪ ،‬وهي ال اهلة‪ ،‬وت ام ا ت اهل ا؛ و ع ي أ‬
‫في ال عاملة والعف "‪ 1‬؛ و ل ال ﱠ ُف ُح ه ‪ :‬صفة‬ ‫اء ‪ ،‬وال فح ‪ ،‬والل‬ ‫وال م والع اء وال‬
‫ع ه فل أؤخ ه‬ ‫فﻼن فأع ض‬ ‫ع ذن‬ ‫ال‪ :‬صف‬
‫م صفات ﷲ ع وجل ومع اه العف َُق ُ‬
‫‪2‬‬
‫ه‪ ،‬ومع اه العف ع ال ن ب مع ضاً ع م ازاته العق ة أ ت ماً‪".‬‬

‫ِ‬
‫ل ﷲ تعالى‪ُ » :‬خ اْل َعْفَ‬ ‫ق‬ ‫لل امح معاني م ع دة وم عة في الق آن ال‬ ‫كا ن‬
‫اْل َ ِ َل«‪.‬‬ ‫ف وأَع ِ ض ع ِ اْل ِ‬
‫اهلِ َ «‪ 3‬و ق ل أ‬ ‫ِ‬
‫ْم ْ ِاْل ُع ْ َ ْ ْ َ‬
‫‪4‬‬
‫اصَف ِح ال ﱠ ْف َح‬
‫ا‪َ » :‬ف ْ‬ ‫َ‬ ‫َوأ ُ‬

‫ة لل امح‬ ‫ال ل ال اني‪ :‬ال عاني اﻹص ﻼح ة والفل‬

‫م ال فا‬ ‫اﻻص ﻼح ة لل امح وذل راجع إلﻰ ت اخل مع اه مع ال‬ ‫تع د ال فا‬
‫ة‪ ،‬ال عاون‪ ،‬ق ل اﻵخ ‪ ،‬ال ع د ة‪ ،‬اﻷخ ة‬ ‫ة والع الة‪ ،‬اﻻح ام‪ ،‬ال اصل‪ ،‬ال ﻼم‪ ،‬ال‬ ‫كال‬
‫ال ي لها عﻼقة ه‪.‬‬ ‫اقة‪ ،‬وال اضع‪ ،‬وغ ها م ال فا‬ ‫‪ ،‬و ال‬ ‫ال عارف وال فاعل وال عا‬

‫)" أن ال امح‬ ‫ة ل ﻼل ال ي سع‬ ‫ل ات وال اه الفل‬ ‫ال‬ ‫في مع‬ ‫ن‬


‫ة‬ ‫أح ا اًر ‪ ،‬ل ي ُي ُ وا آراءه و ع وا ع م اقفه ال‬ ‫ل في جعل اﻵخ‬ ‫إلﻰ ال ل ك ال‬
‫م‬ ‫قال‪ » :‬ك ا أن ا ن‬ ‫حه ه ا أق ال الفﻼسفة م ب ه أب ق ر ال‬ ‫دون ا خ ة" ‪ ،‬و ع‬

‫‪1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬دار صادر للطباعة والنشﺮ‪ ،‬بيﺮوت‪ :‬لبنان‪) ،‬ط‪،1997 ،(1‬ص‪.25:‬‬
‫‪ 2‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ج‪ ،2‬دار المعارف‪ ،‬القاهﺮة‪) ،‬ط‪) ،(2‬د ت(‪ ،‬ص‪.2456:‬‬
‫‪ 3‬اﻷعراف ‪.199 /‬‬
‫‪ 4‬الحجر ‪.85 /‬‬

‫‪3‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫فإنه‬
‫ج ية ب ل ‪ّ ،‬‬ ‫تقال نا ال اصة ونع ها ح ة وج ي ة ال اء م ق ل ال اس أو غ‬
‫ال امح مع ح ة‬ ‫أخﻼقه س ة«‪ (1‬وه ا ي ت‬ ‫إن ان‬ ‫م تقال اﻵخ‬ ‫ا أن ن‬ ‫عل ا أ‬
‫م‬ ‫ثقاف ‪ ،‬و ا أن ا ن‬ ‫إب اء آرائه ال ي ت ل مع ق ات وثقافة غ‬ ‫ت ح لﻶخ‬ ‫ح‬ ‫ال ع‬
‫م اوون فﻼب ل ا م‬ ‫ما ن اه‪ ،‬و ال الي ن‬ ‫نف‬ ‫أنها معق لة ف ل اﻵخ ي‬ ‫مع ق ات ا ون‬
‫‪.‬‬ ‫ا ال ع‬ ‫اح ام ع‬

‫وه ا ال الي‪:‬‬ ‫ر ع‬ ‫م‬ ‫ر إب ا‬ ‫الفل في لل‬ ‫ك ا ورد ال امح في ال ع‬

‫م ضع‬ ‫أن ع وا ع آرائه ول ل ت‬ ‫ر تف ح لﻶخ‬ ‫)ال ع ى اﻷول‪ :‬ال امح سعة ال‬
‫‪.‬‬ ‫اول صاح ه ف ض آرائه ال اصة علﻰ اﻵخ‬ ‫ت ل ‪ ،‬أو ق ل‪ ،‬وﻻ‬

‫لق له تعالى‪َ» :‬ل ُ ْ ِدي ُ ُ ْ َولِي‬ ‫اح ام عقائ اﻵخ‬ ‫ال ع ى ال اني‪ :‬ه ال امح ال ي ي أ‬
‫َ‬
‫‪2‬‬
‫ِدي ِ «‪(.‬‬

‫في اﻻخ ﻼف‪ ،‬و ل ه‬ ‫الفل في ل اد و ة‪" :‬أن ال امح ع ي ال‬ ‫في ال ع‬ ‫ون‬
‫‪3‬‬
‫‪".‬‬ ‫ﻻ ت ذ اﻵخ‬ ‫ة لها ح ود‬ ‫ال‬ ‫ة العقل؛ ول‬ ‫ال اح‬

‫م ال ء آراء غ ه‬ ‫ﻼ‪ ":‬ال امح ه أن‬


‫و ع فه ج ل صل ا في مع ه الفل في قائ ً‬
‫قة أغ ﻰ م‬ ‫قة‪ ،‬وه ا ع ي أن ال‬ ‫ال‬ ‫م ج ان‬ ‫ع جان‬ ‫ﻻع قاده أنها م اولة لل ع‬

‫‪ 1‬جﻼل الدين سعيد‪ ،‬معجم المصطلحات والشواهد الفلسفية ‪ ،‬دار الجنوب للنشﺮ‪ ،‬ﺗونس‪)،‬د ط(‪ ،2004 ،‬ص‪.104:‬‬
‫‪ 2‬إبﺮاهيم مدكور‪ ،‬المعجم الفلسفي ‪ ،‬الهيئة العامة لشؤون المطابع اﻷميﺮة‪ ،‬مصﺮ‪)،‬د ط(‪ ،1983 ،‬ص‪.44 :‬‬
‫‪ 3‬مﺮاد وهبة‪ ،‬المعجم الفلسفي ‪ ،‬ج‪ ،1‬دار قباء الحديثة‪ ،‬القاهﺮة ‪ )،‬د ط(‪ ،2007 ،‬ص‪.186 :‬‬

‫‪4‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫في ت ك ال اس ماه عل ه م عاداته واع قاداته ‪ ،‬وآرائه‬ ‫واح ‪ ،‬فل‬ ‫أن ت ل إلﻰ ع‬
‫‪1‬‬
‫ة اﻹن ان ة‪".‬‬ ‫ع اح ام ال‬ ‫أخﻼقي م‬ ‫ك م م ا عل ه ؛ إن ا ه واج‬

‫ال ائ ‪ ،‬فال ائ وال ق ر‬ ‫العل‬ ‫اد لهاد‬ ‫وُ ْ َم ُ لل امح في قام س ال ولة واﻻق‬
‫م ال اس‬ ‫في ال عامل مع ال‬ ‫اهل‬ ‫اﻷول إلﻰ ال‬ ‫ل ات في ال اسة ‪" ،‬‬ ‫م‬
‫دي ‪ ،‬و ق ن إس ال ائ ال امح‪ ،‬وال اهل‪ ،‬وال اومة‪ ،‬وال ازل‬ ‫أما ال اني ف م إلﻰ ال‬
‫‪2‬‬
‫واﻻس ﻼم‪ ،‬وال س ة أ ال ونة‪".‬‬

‫ن‬ ‫ال‬ ‫ًة غ‬ ‫ال امة م‬ ‫"كان‬‫وال امة َرْمٌ لل ﻼم م م ه سف ة ن ح ح‬


‫ا‬ ‫ﻼم‪"3‬؛‬ ‫ح ف ها ال‬ ‫إلى رس ل ال ﻼم وأرض ال ا أ أرض‬ ‫قارها ل‬
‫ل حة ال امة ل سام ب اس ‪.‬‬ ‫ن ها في رس مات الف ان‬

‫قي ﻻ‬ ‫ة [ )أن ال امح ال‬ ‫لة و‪ 111‬ن‬ ‫زل ] ‪ 111‬ف‬ ‫وجاء في م لف مارت‬
‫م ها م قف ال اهل فال امح‬ ‫‪ ،‬وﻻ ن‬ ‫ي أ فعل اً إﻻ ع ما ﻻ ن اهل أفعال وآراء اﻵخ‬
‫مﻼئ أو م وها‪ ،‬ف ادام اﻵخ ون ﻻ‬ ‫فاً‪ ،‬غ‬ ‫م‬ ‫ي و ل ا سل ك اﻵخ‬ ‫م لب ح‬
‫ق ل ان ‪" :‬دع‬ ‫ق ن ا فﻼ م ر ﻻن عاج ا م ها‪ ،‬و‬ ‫ارساته الغ ة وﻻ‬ ‫ون ا‬

‫‪ 1‬جميل صليبا‪ ،‬المعجم الفلسفي ‪ ،‬ج‪ ،1‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيﺮوت ‪ :‬لبنان‪) ،‬د ط(‪ ،1982 ،‬ص‪.272 :‬‬
‫‪ 2‬هادي العلوي‪ ،‬المعجم الدولة واﻻقتصاد ‪ ،‬دار الكنوز اﻷدبية‪ ،‬لبنان‪) ،‬د ط( ‪ ،1997 ،‬ص‪.48 :‬‬
‫‪ 3‬فيليب سيﺮنج‪ ،‬الرموز في الفن ـــ اﻷديان ــ الحياة ‪ ،‬ﺗﺮ‪ :‬عبد الهادي عباس‪ ،‬دار دمشق ‪ ،‬سورية‪) ،‬ط‪ ،1992 ،(1‬ص‪:‬‬
‫‪.190‬‬

‫‪5‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ب‬ ‫ك إﻻ ال‬ ‫قات ال ي ة مادام ﻻ‬ ‫ل عل ها ع‬ ‫ع ا ح انه و‬ ‫اء ي‬ ‫م‬


‫‪1‬‬
‫وراءه"‪.‬‬

‫الل ال ة[ "فه اﻻح ام وق ل اﻻخ ﻼفات س اء‬ ‫]ال امح م‬ ‫أما في اب ب ان شاه‬
‫‪2‬‬
‫ان ة‪ ،‬واﻻي ي ل ج ات ال اس ة"‪.‬‬ ‫ﻼت ال‬ ‫في ال ع ق ات‪ ،‬وال ارسات ال ي ة‪ ،‬وال ف‬

‫ماج الغ او مفه ما شامﻼً لل امح في م لفه ال س م ]اله ة‬ ‫ك ا ع ي ال ف‬


‫العقائ‬ ‫ا أفه ه وأدع له‪ :‬م قف إ ابي م فه م‬ ‫ق ل‪" :‬ال امح‬ ‫ار [‬ ‫والفعل ال‬
‫لفة ع اً ع اﻻح اب واﻹق اء‪ ،‬علﻰ أساس‬ ‫ال ؤ واﻻت اهات ال‬ ‫ح ب عا‬ ‫واﻷف ار‪،‬‬
‫ال ق إلﻰ‬ ‫ع آراءه وعق ته‪ ،‬مادام‬ ‫لف دي اً وس اس اً‪ ،‬وح ة ال ع‬ ‫ة اﻵخ ال‬ ‫ش‬
‫ن ال امح اع افاً اﻵخ ‪ ،‬ﻻ ِمﱠ ًة‪ ،‬وﻻ‬ ‫في اح ارها‪،‬‬ ‫ﻷح ال‬ ‫قة م ع دة‪ ،‬ول‬ ‫ال‬
‫‪3‬‬
‫ع م أ ال ا ة في ال اواة وال اف في ج ع ال ق ق وال اج ات"‪.‬‬ ‫د ال‬ ‫تَ َ ُ ماً‪،‬‬

‫ة‬ ‫ة الق‬ ‫ارات ال‬ ‫ال اني‪ :‬ال امح في ال‬ ‫ال‬

‫ة‬ ‫وثقافة ال امح‪ ،‬وال‬ ‫في ن‬ ‫ة م اﻷوائل ال اه‬ ‫ارات ال‬ ‫ال‬ ‫تع‬
‫خﻼل‬ ‫مف ها وفﻼسف ها‪ ،‬أو م‬ ‫خﻼل مع ق اته ؛ أو‬ ‫م‬ ‫وال ﻼم س اء ان ذل‬
‫ارة‬ ‫ة م ها]ال‬ ‫ة الق‬ ‫ارات ال‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫سل اته ال م ة؛ نع ض في ه ا ال‬
‫ة[‪.‬‬ ‫ة واله ة وال‬ ‫ال‬

‫‪ 1‬مارﺗين زيل‪ 111 ،‬فضيلة ‪ 111‬نقيضة ‪ ،‬ﺗﺮ‪ :‬نبيل حفار‪ ،‬هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة‪ ،‬اﻹمارات ‪) ،‬ط‪،2015 ،(1‬‬
‫ص‪.146:‬‬
‫‪ 2‬بيجان شاهين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.07 :‬‬
‫‪ 3‬ماجد الغﺮباوي‪ ،‬الهوية والفعل الحضاري‪ ،‬دار اﻷمل الجديدة للنشﺮ‪ ،‬سورية‪ :‬دمشق‪) ،‬ط‪ ،2019 ،(1‬ص‪.112 :‬‬

‫‪6‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ة‬ ‫ة الق‬ ‫ارة ال‬ ‫ال ل أول‪ :‬ال امح في ال‬

‫ه ا‪ :‬العامل ال ي ي‬ ‫أساس‬ ‫ة أخﻼقها ال ام ة م عامل‬ ‫ارة ال‬ ‫إس ت ال‬


‫وعامل اﻷم ال وال‬

‫أــــ العامل ال ي ي‪:‬‬

‫ال ي ة‬ ‫الق امﻰ ال عال‬ ‫ع ال‬ ‫أخﻼق ال امح والﻼع ف واح ام الغ‬ ‫إرت‬
‫اب والعقاب في ال اة اﻷخ ‪.‬‬ ‫خاصة م ألة ال‬

‫ة م نة م اﻹله أوز‬ ‫اك أمام م‬ ‫ان ا ع ق ون أن » اﻹن ان ع م ته‬ ‫ح‬


‫[ م م از‬ ‫في فة م ان الع ل]ال‬ ‫ع ن أع اله م لة القل‬ ‫قاض ا‪،‬‬ ‫وأر ع‬ ‫رئ اً واث‬
‫أن ال في ب ء م‬ ‫فة اﻷع ال ال ال ة‪ ،‬وأُث‬ ‫ة في ال فة اﻷخ ‪ ،‬فإذا رج‬ ‫له ب‬
‫قاعة الع ل‪ ،‬ودخل م ل ة‬ ‫خح م‬ ‫م اك ه أمام أوز‬ ‫ات‪ ،‬وان ه‬ ‫ا ا وال‬ ‫ال‬
‫ح اته‬ ‫م‬ ‫أنه م ان ف ف عاق‬ ‫اﻷب ار «‪1‬؛ وأما إذا أُث‬ ‫اع ُِ َ م ال ال‬
‫وْ‬ ‫أوز‬
‫ان أكله؛ وه ا ما ي ضح‬ ‫اﻷش ار وُ ْلَقﻰ ه ل‬ ‫‪ ،‬و ع م ال ال‬ ‫ول ي خل ل ل ة أوز‬
‫ة‬ ‫وال‬ ‫‪ ،‬فال ف م ال ع ي‬ ‫ال امح‪ ،‬ووضعها م ضع ال‬ ‫أه ة ال ي في إرساء‬
‫ة‬ ‫ال ي ة ال‬ ‫ال عال‬ ‫أس اب ت‬ ‫ل علﻰ ال عادة اﻷخ و ة ان س ًا م‬ ‫في ال‬
‫ه ه ال عال ‪:‬‬ ‫ب‬ ‫وال ح ة وال امح ال ي ي‪ ،‬ف‬ ‫علﻰ ال‬ ‫ال ي ن‬

‫‪ 1‬محﺮم كمال‪ ،‬الحكم واﻷمثال والنصائح عند المصريين للقدماء‪ ،‬الهيئة المصﺮية العامة للكتاب‪ ،‬مصﺮ‪) ،‬ط‪ ،1998 ،(2‬ص‪:‬‬
‫‪.13‬‬

‫‪7‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ة ض ال اس‪ ،‬وأَ ْن ﻻ فعل ما َ ْ ُق ُ ُه اﻹله‪ ،‬وأن ﻻ ي ك‬ ‫علﻰ ال ء ع م ارت اب أ خ‬ ‫»‬


‫ق‬ ‫عاماً‪ ،‬وأن ﻻ‬ ‫اء أ إن ان‪ ،‬وأن ﻻ غ‬ ‫في‬ ‫ر ج عاً‪ ،‬وأﻻ ي‬ ‫أح اً ي‬
‫وﻻ ع ب أرملة‪ ،‬واﻷه أن ﻻ ي ن‬ ‫أن ﻻ ي‬ ‫ال ب‪ ،‬وأن ﻻ غ ‪ ،‬وأن ﻻ‬ ‫وﻻ ي‬
‫م ال ء ل اﻷد ان م خﻼل ال لي الف ائل ال ي ت رج‬ ‫أن‬ ‫اﻷش اء ال ق سة«‪ 1‬أ‬
‫قة‪،‬‬ ‫ق وال‬ ‫ال عاملة‪ ،‬وال‬ ‫ى ] ال امح ال ي ي[ ال اضع‪ ،‬وح‬ ‫إ ار ما‬ ‫ض‬
‫وال عاون‪ ،‬واﻹح ام‪ ،‬وذل م أجل ض ان ح اة سع ة في اﻵخ ة‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫ب ـــ عامل اﻷم ال وال‬

‫ارة ع تعال م قات م ال ي ‪ ،‬وم ت ارب ال اة ال ي ت ها ح اء‬ ‫اﻷم ال وال‬


‫اﻷمة‪ ،‬ول ل دس ر العﻼقات اﻹن ان ة واﻻج ا ة؛ ح‬ ‫اة ض‬ ‫ن‬ ‫ةل‬ ‫الق‬ ‫م‬
‫ة‪ ،‬والﻼع ف‬ ‫ال امح‪ ،‬واﻻح ام‪ ،‬وال‬ ‫علﻰ ن ال ذائل‪ ،‬وال لي الف ائل خاصة‬ ‫ت‬
‫ي‪.‬‬ ‫‪ :‬تعال ب اح ح ت وتعال أم‬ ‫ه ه ال عال وال‬ ‫وال ل ؛ وم ب‬

‫ـ ﻻب ه‬ ‫ــ ال ز وال‬ ‫ارة ع ن ائح وجهها ب اح ح ت‬ ‫ب اح ح ت ‪ :‬هي‬ ‫أوﻻـــ تعال‬


‫ه ف ها علﻰ ات اع س ل ال ل وال امح ‪ ،‬ولعل أه إرشاداته ال ي لها‬ ‫علﻰ ه ة خ اب‬
‫ة‪.‬‬ ‫عﻼقة إي قا فعل ال امح هي ال اضع والع الة وال‬

‫مع ف‬ ‫اً‬ ‫م‬ ‫ق ل‪» :‬ﻻ ت‬ ‫ح اب ه أن ي هج س ل ال اضع‬ ‫أــــ ال اضع‪ :‬ي‬


‫ه اك عال الغ في ف ه‬ ‫ال ص ل إل ها‪ ،‬ول‬ ‫َف َ اور ال اهل والعاقل‪ ،‬ﻷن نها ة العل ﻻ‬
‫ح م خﻼل ق له‬ ‫«‪ 2‬ي‬ ‫ال‬ ‫اﻷخ‬ ‫فاء م ال‬
‫اخ ً‬ ‫أك‬ ‫َح ﱠ ال ال‪ ،‬ﱠ‬
‫ون ال ﻼم ال‬

‫‪1‬ال جع نف ه‪ ،‬ص‪.13:‬‬
‫‪ 2‬جيمس هنﺮي بﺮستيد‪ ،‬فجر الضمير‪ ،‬ﺗﺮ‪ :‬سليم حسن‪ ،‬مؤسسة الهنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬مصﺮ‪) ،‬د ط(‪،2012 ،‬ص‪.135 :‬‬

‫‪8‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ال اس‬ ‫إلﻰ ال فاه وال امح ب‬ ‫ﻰ أش اله خاصة في ال ار‪ ،‬وال ع فة ي د‬ ‫أن ال اضع‬
‫م ال‬ ‫ة نادرة أك‬ ‫ه واح امه ‪،‬إلﻰ درجة اع ال اضع في ال ار ذو‬ ‫واك اب م‬
‫«‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻷن‬ ‫ال‬ ‫اﻷخ‬
‫فاء م ال‬
‫أك اخ ً‬ ‫ح ا قال‪ » :‬ﱠ‬
‫إن ال ﻼم ال‬ ‫ال‬ ‫اﻷخ‬
‫ة‬ ‫ال اضع في ح اره أك م إ اله وح ه لﻸح ار ال‬ ‫ال اس ُق ل ن و ن ال‬
‫في ال ﻼم‬ ‫إلﻰ اﻹخ ﻼف وال اعات والع ف‪ ،‬وال وب خاصة ال‬ ‫يد‬ ‫ال ادرة؛ أما ال‬
‫ه‬ ‫له؛ وﻻ تغ‬ ‫حفاوة ل ﻼ ت‬ ‫ق ل‪» :‬ﻻ ت ق فق اً وذا زارك فﻼ ت ه غ‬ ‫وال ار ح‬
‫ق ل‪:‬‬ ‫اًعلﻰ اح ام ال اس‬ ‫ه أ‬ ‫ا‬ ‫ال ارم«‪1‬؛‬ ‫م ش‬ ‫وﻻ ت ق أر ه فإن ه ا ل‬
‫مع ج ان‬ ‫وﻻ ت اج‬ ‫م ل جارك‪ ،‬وﻻ ت ق أقار ‪ ،‬وﻻ فق ت اح ام‬ ‫»ﻻ تق‬
‫ال اس‪.‬‬ ‫مب‬ ‫ة و فع م شأن ال‬ ‫وﻻ ساءت س ع ‪ ،‬وص ت م ذاً«‪ 2‬فاﻻح ام ي ل ال‬

‫ح ًا ﻷن‬ ‫شاً مادم‬ ‫ودوداً‬ ‫ق ل‪» :‬ك‬ ‫ن ل فاً ورح ًا‬ ‫ك ا َي َ ُح اب ه أن‬
‫«‪ ،3‬وه ا ما ي ضح أث ال امح‬ ‫ع أن ت ك م‬ ‫الل ف وال دة هي ما س قﻰ م س ت‬
‫م اح ا ٍم وس ٍ‬
‫عة ج ٍة‪.‬‬ ‫والل‬ ‫والﻼع ف في أخﻼ ات ال ه ة وما َسَ ْ ِ ِه العامل ال‬

‫مة ع‬ ‫اﻷخﻼقي ح ل »ماع « وهي ل ة م‬ ‫ب اح ح ت‬ ‫ف‬ ‫ب ــــ الع ل‪ :‬ي ور أغل‬


‫"ب اح ح ت "‬ ‫وال ﻼح‪ ،‬ل‬ ‫الق امﻰ لل ﻻلة علﻰ ل ما ف الع ل‪ ،‬وال ام وال‬ ‫ال‬
‫ال اس‬ ‫حاك ا ب‬ ‫ح ا ع اب ه قائﻼً‪ » :‬إذا‬ ‫ة ‪،‬واﻻح ام والل‬ ‫ر ها ال امح‪ ،‬وال‬
‫ل ح ي ه وُف َح ع ا ب اخله‪ ،‬واعل ﱠ‬
‫أن‬ ‫فاس ع به وء إلﻰ ش اه ‪ ،‬فﻼ ت ع شاك اً م أن‬
‫ل ه ال اكي‬ ‫ل ما‬ ‫ب‪ ،‬فإن اﻹف اح وال اشفة تغ ل قل ه فل‬ ‫ن في‬ ‫ال ء ح‬

‫‪ 1‬أنطون زكﺮى‪ ،‬اﻷدب والدين عند قدماء المصريين‪ ،‬مطبعة المعارف‪ ،‬مصﺮ‪) ،‬د ط(‪) ،‬د ت(‪ ،‬ص‪.18 :‬‬
‫‪ 2‬صفاء ﷴ‪ ،‬أدب الحكمة في مصر القديمة‪ ،‬ص‪.32 :‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.34 :‬‬

‫‪9‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ال اس ُي ح قل ه «‪َ 1‬ف ِ ْ صفات ال اك العادل‬ ‫اﻻس اع ل‬ ‫ح‬ ‫أن ي ق ؛ ول‬


‫ة‬ ‫رع ه‪ ،‬فع م اﻻس اع لل‬ ‫ة وال امح ب ه و‬ ‫عﻼقة ال‬ ‫ال اس ل‬ ‫اﻻس اع ل‬
‫عى ل‬ ‫وت ده‪ ،‬فال اك الفاضل ه م‬ ‫الع ف ‪ ،‬وانقﻼب ال ع‬ ‫ل ي ج عه س‬
‫أم اله ‪.‬‬ ‫ل‬ ‫م ة ال اس ول‬

‫ي‪:‬‬ ‫ثان ا‪ :‬تعال أم‬

‫أخﻼق ال عاون ال امح‬ ‫اج ‪ ،‬و‬ ‫اب ه لل فقة علﻰ الفق اء وال‬ ‫ل‬ ‫يع ه‬
‫ع لف‬ ‫م ان‪ ،‬وﻻ ت‬ ‫ن في قار‬ ‫ق ل‪» :‬ﻻ ت ع ﱠ أُناساً م ع ر ال ه ع ما‬ ‫ح‬
‫ل‬ ‫ﻻ‬ ‫ِ‬
‫ال وة‪َ ،‬وَرح ْ‬ ‫ع أج ه خ اﻷج م ال جل صاح‬ ‫قار اً ث تُ اه ع ذل ل‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫اً؛‬ ‫ت ام اً ت‬ ‫ش اً«‪ ،2‬وعل ه َف َ ُ ي ال اع ة لل اس مه ا ان ا م لف‬
‫ع‬
‫ح‬ ‫في ج ف ال اس ح ﻰ ُ ْ ِ َ ل إن ٍ‬
‫ان«‪ ،3‬و‬ ‫أ اً علﻰ ال ة ق ل‪ » :‬ضع‬
‫ي جع إلﻰ أع اله‬ ‫ال اس‪ ،‬فإذا م ح ه ف ل‬ ‫ه أخﻼقه في أحادي‬ ‫أن ال ء ت‬ ‫م ذل‬
‫ص ح‪.‬‬ ‫ة والع‬ ‫ال ال ة وال‬

‫علﻰ ال امح في ال ال ال ي ي‪ ،‬وال ِ َ‬ ‫ة الق ة ل تق‬ ‫ك ا أن اﻷخﻼق ال‬


‫الع ي م ال اﻻت م ب ها ال امح في ال ال ال ي‬ ‫واﻷم ال ؛ بل تَ َع َ ْت ذل وش ل‬
‫ف الق ن ال ام والع‬ ‫أ اء ال ل »س رع« في م‬ ‫ُعِ َ علﻰ وث قة تع د ل ئ‬ ‫ح‬

‫‪ 1‬د‪.‬جﻼل شمس الدين‪ ،‬الفضائل والقيم لدى الشعوب القديمة ‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪ ،‬مصﺮ‪) ،‬ط‪ ،2005 ،(2‬ص‪.47 :‬‬
‫‪ 2‬جﻼل شمس الدين‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.47 :‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه ‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫قي ه م ﻻ‬ ‫ال‬ ‫ب ف ها » إني ل آتي أ س ء ق ض أ إن ان «‪ 1‬فال‬ ‫)ق‪.‬م( م‬


‫مه ًة لﻼن قام و ال أر‪.‬‬ ‫عل م مه ة ال‬ ‫ل أحقاداً ات اه أع ائه‪ ،‬وأن ﻻ‬

‫‪،‬وال ع ‪،‬وال ق ال ي تَ َ َ َع بها اﻹن ان‬ ‫علﻰ أشه ُب د ة ت ضح ح ة ال ف‬ ‫ك ا ُع‬


‫الع ز‪ ،‬ح ا ان ق عﻼن ًة ال ل‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫وهي ُب د ة اب ور ذل‬ ‫الق‬ ‫ال‬
‫ة‬ ‫وأفعاله في ال ﻼد وال اد قائﻼ له‪» :‬إن اﻷم ال ل ي‪ ،‬وال ع فة‪ ،‬والع الة )ماع ( في‬
‫عل ا ه ه‬ ‫ذل ل‬ ‫عه في ال ﻼد ه ال اع وص ت القﻼقل‪ ...‬ولق فعل‬ ‫ما ت‬ ‫ي ك‪ ،‬ول‬
‫ت امح ال ل‬ ‫م جهة‪ ،‬وم‬ ‫زو اًر و ه اناً «‪ 2‬وه ا ما ي ضح ح ة ال ع‬ ‫اﻷم ر‪ ،‬لق ن ق‬
‫اق ه‬ ‫اﻻن قادات أﱠن ُه حاول ق ر‬ ‫عقاب؛ بل رد علﻰ تل‬ ‫ل ي ل ه أ‬ ‫مع ال ع ‪ ،‬ح‬
‫ان ا يهاج ن ال ﻼد‪.‬‬ ‫ال ي‬ ‫ح ا ة ش ه ال ق ف في وجه اﻷجان‬

‫ارسات ال امح في ش ﻰ م ادي‬ ‫ان حافﻼً‬ ‫أن ال ارخ ال‬ ‫ج ما س‬ ‫ن‬


‫اﻷ اء ال ل‬ ‫خﻼل ال ث قة ال ي ذ ناها سا قا ل ئ‬ ‫ال اة خاصة ال ال ال ي‪ ،‬ف‬
‫ال ي ت رج‬ ‫س وع » إني ل آتي أ س ء ق ض أ إن ان « ت ضح أخﻼ ات مه ة ال‬
‫ة ال ي‬ ‫ة‪ ،‬وال ي تع م ق ا ا ال اه ‪ ،‬وم أه اﻷخﻼ ات ال‬ ‫اﻷخﻼ ات ال‬ ‫ض‬
‫‪ ،‬وع م إي ائه م‬ ‫ر ت عل ها ال ث قة هي‪ :‬إي قا ال امح ‪ ،‬فال امح ال ي ه اح ام ال‬
‫لف ع ه دون أ ت‬ ‫ه مه ا ان‬ ‫أن ي او م‬ ‫ه ا اﻷخ‬ ‫واج‬ ‫‪،‬ف‬ ‫ف ال‬
‫ع وه؛ ﱠ‬
‫ﻷن مه ة‬ ‫‪ ،‬أو دي ي‪ ،‬أو ائفي ‪ ،‬أو ع قي‪ ،‬أو ثقافي‪ ،‬ول كان ذل ال‬ ‫ع‬
‫ة والع ف‪.‬‬ ‫لل‬ ‫لل فع‪ ،‬ول‬ ‫ال‬

‫‪ 1‬جيمس هنﺮي بﺮيستيد‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.130:‬‬


‫‪ 2‬مصطفى حسن النشار‪ ،‬الفلسفة الشرقية القديمة‪ ،‬دار المسيﺮ للنشﺮ‪ ،‬عمان‪ :‬اﻷردن‪) ،‬ط‪ ،2012 ،(1‬ص‪.139 :‬‬

‫‪11‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ارة اله ة‬ ‫ال ل ال اني‪ :‬ال امح في ال‬

‫إسهاماً في ال ع ة إلﻰ م ارسة إي قا ال امح‪ ،‬واح ام‬ ‫ارة اله ة اﻷك‬ ‫ال‬ ‫تع‬
‫‪ ،‬ورف ه لل ه‬ ‫اله‬ ‫م خﻼل انقﻼب ال ع‬ ‫س اس ة‪ ،‬وذل‬ ‫اع ار ل ال‬ ‫اﻵخ‬
‫قات‬ ‫ع اله وسي إلﻰ أرع‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ال انة اله وس ة‪ ،‬وال‬ ‫ال اه ي ال رج ض‬
‫م فاوتة م ال ﻻدة و ال ل وهي ال الي‪:‬‬

‫ال ه ة فق ‪ ،‬وهي اﻵم ة‬ ‫قة خلقها اﻹله م ف ه‪ ،‬وت‬ ‫» أ ـــ ال قة ال اه ة‪ :‬وهي‬


‫ع لها‪.‬‬ ‫ال‬ ‫ة أن أوام ها إله ة‬ ‫علﻰ ال قات اﻷخ ‪،‬‬ ‫ال ا ة ال ي ت‬

‫د‪ ،‬واﻷم اء‪ ،‬وهي خاضعة ﻷوام‬ ‫ا‪ :‬م ل قة م ذارع اﻹله‪ ،‬وت ل ال‬ ‫قة ال‬ ‫ب ـــ‬
‫ال ه ة‪.‬‬

‫ا‪ :‬خلقها اﻹله م ف ه‪ ،‬وه أص اب ال ف‪.‬‬ ‫قة ال‬ ‫ج ــ‬

‫‪1‬‬
‫دي ‪«.‬‬ ‫قة ال درا‪ :‬خلقها اﻹله م رجله‪ ،‬وه ال م وال‬ ‫د‪-‬‬

‫ا اﻷم اء ال ي‬ ‫قة ال‬ ‫مع ه م‬ ‫م ال عارض‬ ‫ال‬ ‫ان‬ ‫ِإ ْث َ ه ا ال ق‬


‫س هارتا غ تاما ]‪ 536‬ق‪.‬م‬ ‫ال ه ة واس غﻼله لل ع ‪ ،‬م ب ه اﻷم‬ ‫ا ﻷﻻع‬ ‫تف‬
‫ح ا‬ ‫ا ح اة ال ف‪ ،‬ول‬ ‫[‪ ،‬ان ب ذا‬ ‫أو ال‬ ‫ب ذا أ ] ال‬ ‫ــــ‪456‬ق‪.‬م[ ال لق‬

‫ح معل ًا واع اً‬ ‫ه ل‬ ‫ال ال اع ل م م‬ ‫ه ا ال ق‬ ‫اك ف معاناة وآﻻم ال اس‬

‫‪1‬د‪ .‬ﷴ عبد الﺮحمن مﺮحبا‪ ،‬بدايات الفلسفة اﻷخﻼقية‪ ،‬مؤسسة عز الدين للطباعة والنشﺮ‪ ،‬بيﺮوت‪ :‬لبنان‪) ،‬ط‪ 1995 ،(1‬ص‪:‬‬
‫‪.85‬‬

‫‪12‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫عل ه تعال ه‬ ‫ة‪ ،‬واﻻح ام‪ ،‬وال امح‪ ،1‬ولعل أه ما ن‬ ‫ي ش ال اس‪ ،‬و ه علﻰ ال‬
‫ف تﻼم ته‬ ‫م‬ ‫ع وفاته في‬ ‫ال ف ة ال ي ج ع‬

‫ف‬ ‫ال قي ال اه ي‪ ،‬واع ه م د اس غﻼل م‬ ‫ب ذا ال ق‬ ‫ة‪ :‬رف‬ ‫ال‬ ‫‪1‬ـــــ رف‬

‫ال اه ي ب اه اً‬ ‫ذ م ذا ال ﻻدة‪ ،‬ول‬ ‫ال‬ ‫ة قائﻼ‪ » :‬ل‬ ‫ال ه ال‬ ‫ال ه ة ل‬
‫ا ل و ال ﻻ قاس علﻰ ال اس؛ إن ا‬ ‫ح م ق له أن ه ا ال ق‬ ‫ال ﻻدة بل اﻷع ال«‪ 2‬وي‬
‫وفاضل ذل ان ﻼقاً م‬ ‫اً أنه‬ ‫ات فش‬ ‫ال ل ك ه م اس ال اس ج عاً‪ ،‬ف‬
‫سل ه وأع اله‬ ‫ال ذالة‬ ‫اً آخ‬ ‫ش‬ ‫ع‪ ،‬وت ع‬ ‫ال‬ ‫أع اله وسل ه ال َ ّ ال ق ل ل‬
‫إن ل ي جه ال اس و ه‬ ‫ة لل ع ق‬ ‫ل ان ه اﻻج ا ة ؛ فﻼ‬ ‫ذة وال ذ ة ول‬ ‫ال‬
‫ال ذائل ‪.‬‬ ‫علﻰ فعل الف ائل و ي هاه علﻰ ت‬

‫ب ذا إلﻰ اح ام وق ل ال ع د واﻻخ ﻼف‬ ‫‪ -2‬ال امح ال ي ي وق ل اﻻخ ﻼف‪ :‬ي ع‬


‫أن و فة ال امح ت‬ ‫اﻷد ان عام ًة ح ا اع‬ ‫ال اح أو ب‬ ‫في ال ي‬ ‫ال اه‬ ‫ب‬
‫ما‬ ‫أو دي دون آخ ‪،‬‬ ‫ة في م ه‬ ‫م‬ ‫قة‪ ،‬فه ه اﻷخ ة ل‬ ‫في ك ف ال‬
‫مق ل[‪.‬‬ ‫قة ه م ذ ]غ‬ ‫ا في ال‬ ‫اً‪ ،‬وم‬ ‫ت هص‬

‫ن ذل‬ ‫ت هلها؛ وﻻ‬ ‫حقائ‬ ‫ل ل ﻻب م ال ع ف علﻰ ال انات اﻷخ َل ُ َ َ ا ت‬


‫ان ﻼقا م‬ ‫علﻰ ال‬ ‫‪ ،‬والﻼع ف؛ وأﻻ ت‬ ‫ال عل إﻻ اح ام الغ ‪ ،‬وع م ال ع‬
‫ور أن ي عاون ج ع ال اس م أجل ال ص ل إلﻰ ح قة م ف عل ها‬ ‫مع ق ك‪ ،‬بل م ال‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.89 :‬‬


‫‪ 2‬أ‪ .‬د مصطفى حسن النشار‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.167 :‬‬

‫‪13‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫عادة‬ ‫ال ل‬ ‫و‬ ‫ال ي ي‪ ،‬و ع ال ﻼم وال‬ ‫ال اس م ال عاناة ال ع‬ ‫و ل ي ل‬


‫العال ي"‪.‬‬ ‫ه ب ذا "ال‬ ‫ا‬ ‫أو‬

‫ِ‬
‫ا‬ ‫ي ة ُع ِ َ‬
‫ف س انها اس اﻻما ع ما َعل ُ‬ ‫وما ُي ْ َو ع ال عل ب ذا أنه ذات ي م م ﱠ‬
‫أن ب ذا م ج د ع ه قام ا ب ارته ل اله ع ق ة اخ ﻼف ال اه وال ع ق ات قائل له‪:‬‬ ‫ﱠ‬
‫ا م أم ها‪ ،‬وأدان ا‬ ‫ي ا‪ ،‬وع ض ا م اه ه ‪ ،‬وع‬ ‫إن ن اكا و اه انا م وا‬
‫ﱠ‬ ‫»أيها ال‬
‫اً ب وره م اه‬ ‫وحق وها؛ ث أتﻰ ن اك آخ ون و ب اه انا عارض ا ه أ‬ ‫اﻵخ‬ ‫م اه‬
‫قة م‬ ‫م قال ال‬ ‫‪ ،‬ق ا في ش وح ة ب‬ ‫أيها ال‬ ‫ا م اه ه ‪ ،‬أما ن‬ ‫وع‬ ‫اﻵخ‬
‫ل ة‬ ‫ب«‪ ،1‬قال ب ذا‪ (...) » :‬ﻻ ت ن ا م اق‬ ‫م‬ ‫ه ﻻء ال اك وال اه انا و‬
‫أيها ال اﻻما‬ ‫ة اﻻع اد علﻰ اﻵراء )‪ ،(...‬ول‬ ‫ص ال ي ة )‪ ،(...‬وﻻ ال اه وﻻ ب‬ ‫ال‬
‫ة وس ة‪ ،‬ع ئ ت ل ا‬ ‫م اس ة )أك ساﻻ( م‬ ‫اﻷم ر ل‬ ‫ﱠ‬
‫أن ع‬ ‫ع ما تع ف ن أنف‬
‫اﻷم ر م اس ة )ك ساﻻ( وصال ة ع ئ ٍ اق ل ها‬ ‫ﱠ‬
‫أن ع‬ ‫ع ها‪ ،‬و ع ما تع ف ن أنف‬
‫ل اﻷد ان ما ه صالح م اف مع العقل‪.‬‬ ‫ب ذا الف د أن أخ م‬ ‫وات ع ها«‪ 2.‬و ه ا‬

‫رم‬ ‫ال عادة وال احة ال ف ة ‪،‬والعقل ة ‪،‬وال‬ ‫و ع ق ب ذا ﱠ‬


‫أن ال ص ل إلﻰ ال فانا أ‬
‫ن إﻻ ب لي الف د‬ ‫العال ي ﻻ‬ ‫ال‬ ‫ل عام‪ ،‬وت ق‬ ‫ة‪ ،‬والع ف‬ ‫أل ال عاناة‪ ،‬وال‬
‫ال د‬ ‫ال‬ ‫قة ال لة ال ا عة أﻻ وهي ]ماجا[ وتع ي ال ا أ‬ ‫وم ارس ه ف ائل ال‬
‫قي اﻹي قي لل امح ال ذ ‪ ،‬و‬ ‫ال‬ ‫ال ان‬ ‫ا‬ ‫إلﻰ فه ال فانا‪ ،‬و ل ال‬
‫علﻰ ث ان ة أق ام وهي ال الي‪:‬‬

‫‪ 1‬واليوﻻراهوﻻ ]بوذا[‪ ،‬ﺗﺮ‪ :‬يوسف شلب الشام‪ ،‬مجلة اﻹبتسامة ‪) ،‬د ب(‪)،‬د ط(‪ ،‬ص‪.14 :‬‬
‫‪ 2‬واليوﻻراهوﻻ ]بوذا[‪،‬مرجع ﺳابق‪ ،‬ص‪.15 :‬‬

‫‪14‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ال ل ‪ ،‬ال ه د ال ل ‪ ،‬اﻻن اه‬ ‫ال ل ‪ ،‬الف‬ ‫» ال ﻼم ال ل ‪ ،‬الع ل ال ل ‪ ،‬ال‬


‫‪1‬‬
‫ال ل ‪ ،‬ال ؤ ة ال ل ة «‬ ‫ال ل ‪ ،‬ال‬

‫‪،‬وس د اﻷح اث ال ارة ب قة‪ ،‬و أمانة‬ ‫‪ ،‬وق ل ال‬ ‫‪ -1‬ال ﻼم ال ل ‪ :‬وه ال ﻼم الل‬
‫ال غ اء‪ ،‬وال ا ة‪ ،‬وال ف قة‬ ‫نها ت‬ ‫ة ‪،‬‬ ‫اﻻم اع ع ال ب والغ ة وال‬ ‫ح‬
‫مه ب‪ ،‬بل ﻻب م ن‬ ‫ل لف قاسي ف غ‬ ‫ا م اﻻب عاد ع‬ ‫ال اس‪ ،‬وﻻب أ‬ ‫والف ة ب‬
‫ه ب ذا ح ا قال‪ » :‬ك ا ال لة‬ ‫‪ ،‬وه ا ما ق‬ ‫ث بل ف‪ ،‬واح ام مع اﻵخ‬ ‫ة‪ ،‬وال‬ ‫ال‬
‫أن واج‬ ‫ها ي‬ ‫ال اس«‪ ،2‬ف‬ ‫ب‬ ‫فعل ال‬ ‫ل‬ ‫دون أن ت ذ ال ه ة‪،‬‬ ‫ت ع ال ح‬
‫أذ ة الغ‬ ‫ة‪ ،‬و‬ ‫ال‬ ‫ال اس‪ ،‬و سي م اد‬ ‫الف د ال الح أن ي ع إلﻰ ال امح ب‬
‫اﻻج اع‪.‬‬ ‫ال ﻼم ح‬

‫اﻷخﻼق وذل م‬ ‫‪ -2‬الع ل ال ل ‪ :‬وَ ْق ِ ُ ه ب ذا أن ت ن أع ال الف د قائ ة علﻰ م اد‬


‫م خﻼل‬ ‫الفاضل‪ ،‬وأن ي‬ ‫ال‬ ‫ل ا ال‬ ‫ورشاده ل ي‬ ‫خﻼل م اع ة اﻵخ‬

‫ب خ اً‬ ‫ق‪ ،‬وﻻ‬ ‫فﻼ‬ ‫أذ ة اﻵخ‬ ‫ال اس ج عاً‪ ،‬وأن ي‬ ‫ال عاون ب‬ ‫ع له ح‬
‫ة‪ ،‬ق ل‬ ‫ﻻ ي اجه الع ف الع ف ؛ إن ا ال‬ ‫فة ‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ع ع ردود الفعل غ‬ ‫وأن‬
‫‪3‬‬
‫ة‪ ،‬ه ا نام س أزلي*«‬ ‫ال‬ ‫ب ذا ‪» :‬ال اع ﻻ يل ف ال ا ة‪ ،‬ال اع ي‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.59 :‬‬


‫‪ 2‬مصطفى حسيبة‪ ،‬المعجم الفلسفي‪ ،‬دار أسامة للنشﺮ والتوزيع‪ ،‬اﻷردن‪ :‬عمان‪) ،‬ط‪ ،2001 ،(1‬ص‪.137 :‬‬
‫‪ 3‬مصطفى صليبا‪،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫* ناموس أزلي‪ :‬ﺗعني شﺮيعة مطلقة ‪،‬أو حقيقة مطلقة أو الحقائق ‪،‬ويطلق عليها دهاما في النصوص البوذية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫بف ه‬ ‫اﻷذ‬ ‫ﻻ يْل ِ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫قة‬ ‫الف د رزقه‬ ‫ال ل ‪ :‬ومع اه أن‬ ‫‪ -3‬ال‬
‫ُ‬
‫‪ ،‬ك ارة اﻷسل ة وآﻻت الق ل‬ ‫ل مه ة ضارة اﻵخ‬ ‫ع ع‬ ‫وﻻ غ ه م ال ائ ات‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫انات والغ‬ ‫م‪ ،‬وق ل ال‬ ‫ة‪ ،‬وال‬ ‫و ات ال‬ ‫وت ارة ال‬

‫ع ع‬ ‫علﻰ م اع ال ا ة وال ق ‪،‬و‬ ‫ه الف د لل غل‬ ‫‪ -4‬ال ه د ال ل ‪ :‬وه أن‬


‫رها‬ ‫ةو‬ ‫ة هائلة‪ ،‬وأن ي لﻰ ال فات ال‬ ‫كل ال ذائل وال فات ال ض عة ل إرادة وع‬
‫ه ب ذا م خﻼل ق له‪ »] :‬لق أهان ي‪ ،‬لق ع ب ي‪ ،‬لق‬ ‫علﻰ م ارس ها‪ ،‬وه ا ما ي‬ ‫و اض‬
‫ع ون ال ق‬ ‫م قل ب ال ي‬ ‫أم الي« ل ت فئ نار ال غ‬ ‫علي‪ ،‬لق اخ ل‬ ‫تغل‬
‫أم الي«‪ ،‬س ف ت فئ نار ال غ‬ ‫علي‪ ،‬لق اخ ل‬ ‫ذل ‪ » ،‬لق أهان ي‪ ،‬لق ع ب ي‪ ،‬لق تغل‬
‫ب ذا أن م اع‬ ‫خﻼل ق له ي‬ ‫[ ‪ ،2‬ف‬ ‫ذل‬ ‫ع ون ال ق‬ ‫م قل ب ال ي ﻻ‬
‫اﻻهانة أو ال قة‬ ‫عل ه أف ار اﻻن قام‬ ‫ال ا ة وال ق ﻻ ت هي م قل ب ال ي ت‬
‫م ح ة اﻻن قام وال اع‬ ‫م ه ه ال اع ال ذيلة ال ي ت‬ ‫؛ بل ﻻب م ال ل‬ ‫أو ال‬
‫م ها‬ ‫ة‪ ،‬وال ل‬ ‫ن إﻻ م خﻼل ال لح اﻹرادة ل ح الع ا ف ال‬ ‫ﻻ‬ ‫والع ف‪ ،‬وذل‬
‫ة‪ ،‬وه ا ما ي ع إل ه‬ ‫ها ع ا ف ال فقة‪ ،‬وال امح‪ ،‬وال ح ة‪ ،‬وال‬ ‫واس الها وتع‬
‫ي‬ ‫وا ح و ال ر ال‬ ‫أن‬ ‫ي ع ن ال‬ ‫لل ي‬ ‫ال عل ب ذا ح ا قال‪» :‬‬
‫ن ته ال اب ة ت لع‬ ‫ل‬ ‫حامﻼً ح ﻼً ث ﻼً علﻰ ه ه‪ ،‬إنه م ع‬ ‫الع‬ ‫ع ة خﻼل ال‬

‫‪ 1‬واليوﻻراهوﻻ ] بوذا[‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.62 :‬‬


‫‪ 2‬بييﺮ سيزاري بوري‪ ،‬سافيﺮيو مارسنيولي‪ ،‬أخﻼق كونية لثقافات متعددة ‪ ،‬دار الطليعة للطباعة والنشﺮ‪ ،‬بيﺮوت ‪ :‬لبنان‬
‫)ط‪ ،2007 ،(1‬ص‪.142:‬‬

‫‪16‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫وا ﱠ‬
‫أن‬ ‫)‪ ،(...‬أيها ال ان ت‬ ‫ج م ال‬ ‫علﻰ أن ﻻ ي تاح ح ﻰ‬ ‫إلﻰ اﻷمام ع م أك‬
‫ح م ذل‬ ‫الق ر‪ ،1 «...‬و‬ ‫ة‪ ،‬أش م ال‬ ‫ات ال ف ة ال ام ة ـــ و ال‬ ‫ـ ـ ال‬ ‫اله‬

‫ت اج إرادة ق ة م ل ق ة ال ر‬ ‫هها ب ذا ال‬ ‫م ع ا ف ال ا ة ال ي‬ ‫أن ال ل‬

‫َعلِ َ ه؛ ﻷ ﱠن ال ائج ال ت ة ع ال ق وال ا ة أش أل اً‬ ‫ال‬ ‫م ال‬ ‫ال ل‬ ‫ي‬ ‫ال‬


‫‪.‬‬ ‫ُ َع ِق ُل ح ة ال‬ ‫الق ر ال‬ ‫وت م ًا م ال‬

‫قة علﻰ‬ ‫م اﻷح ام ال‬ ‫‪،‬و ل‬ ‫د الف د ف ه م ال ع‬ ‫ال ل ‪ :‬وه أن‬ ‫‪ -5‬ال ف‬
‫وا في اﻷرض‬ ‫‪ ،‬اع ار ل ال اس س اس ة‪ ،‬وه ا أول م أ دعا إل ه ب ذا قائﻼ‪» :‬ان‬ ‫اﻵخ‬
‫‪2‬‬
‫اء«‬
‫واﻷغ اء واﻷ ان له َس َ ْ‬ ‫كلها وان وا ه ه العق ة‪ ،‬وق ل ا لل اس‪ :‬إن الفق اء وال اك‬
‫ة‬ ‫إل ه ن ة دون ة أو‬ ‫وه ا ي ل علﻰ ﱠ‬
‫أن رسالة ب ذا ت ع ا إلﻰ اح ام اﻵخ ‪ ،‬وع م ال‬
‫ة تغ‬ ‫اﻷوضاع ن‬ ‫ﻻ قلل م شأن إن ان ه ‪،‬ﻷن تل‬ ‫مه ا ان دي ه‪ ،‬أو َوضعه‪ ،‬ف ل‬
‫ة للفق ‪.‬‬ ‫ال‬ ‫غ اه م ال اة‪ ،‬و ل‬ ‫فالغ ي ﻻ‬

‫ان ه ال ف ي‬ ‫‪ -7-6‬اﻹ ن اه وال ؤ ة ال ل ة‪ :‬وه ا م ا ة الف د لع ا فه ال اخل ة ‪ ،‬واه امه‬


‫ل أن اع ال ذائل ال ا ة وال ق ‪ ،‬وال‬ ‫نف ه م‬ ‫وذل م خﻼل ال اولة ال ائ ة ل ه‬
‫والغ ور وال هل‪.‬‬

‫ال ل ‪ :‬ه ال أمل في ل ال ائ ات واﻷش اء‪ ،‬واع ارها ذات أه ة‪ ،‬ولها دور فعال‬ ‫‪ -8‬ال‬
‫إﻻ‬ ‫ل إلﻰ درجة ه ا ال‬ ‫ب ذا أن الف د ﻻ‬ ‫ﻻ ب م اح امها؛ و‬ ‫في ه ه ال اة‪ ،‬ل‬

‫‪ 1‬د‪ .‬هوستن سميث‪ ،‬أديان العالم‪ ،‬ﺗﺮ‪ :‬سعد رستم‪ ،‬دار الجسور الثقافية‪ ،‬حلب‪) ،‬ط‪ ،2007 ،(3‬ص‪.178 :‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫لف ه‬ ‫ها ق حق‬ ‫ال ع ال ي ت ذ ها سا ق ًا ‪َ ،‬فِإ ْن ت اوزها‪ ،‬ف‬ ‫ﻰ ال ُ َع‬ ‫ع ما ي‬


‫‪1‬‬
‫ا‪.‬‬ ‫ح ه ا الف د ح‬ ‫ة‪ ،‬و‬ ‫ﻰ ال‬ ‫ال عادة )ال فانا(‪ ،‬و لغ ذروة ال ف العقلي أو ما‬

‫ا أن لها‬ ‫؛‬ ‫ع ة ال‬ ‫ارة ع تعال‬ ‫أن تعال ب ذا‬ ‫ذ هن‬ ‫خﻼل ما س‬ ‫ف‬
‫عل ها اس »ن ائح ال مي‬ ‫ل‬ ‫ف ها‬ ‫عﻼقة و ة ق ا ا ال مي‪ ،‬ولعل م ُ ْ ِع ُ ال‬
‫أساس ال ار ي ادر إلﻰ أذهان ا‬ ‫ع‬ ‫وال ق ل«؛ ف ا ت ث ب ذا ع ال ﻼم ال ل وال‬
‫ن اج لل امح في ال ار؟ خاصة وأن ا في عال وواقع تغ وه‬ ‫م‬ ‫س ال اﻵتي‪ :‬إلﻰ أ‬
‫أه‬ ‫م‬ ‫حه ب ذا ع‬ ‫م ض ع ال امح ال ي ي ال‬ ‫وسائل اﻹعﻼم واﻻت ال‪ ،‬و ل‬
‫ال ي ي وال ائفي ه ا‬ ‫اعات ي جع س ها إلﻰ ال ع‬ ‫م ال وب‪ ،‬وال‬ ‫الق ا ا ال اه فال‬
‫اﻻخ ﻼف‬ ‫ل‬ ‫وذاك ه وسي‪ ،‬ول‬ ‫ي‪ ،‬ه ا يه د‬ ‫س ي و ه ا شعي‪ ،‬ه ا م ل وذاك م‬
‫أخﻼق ال امح‬ ‫الﻰ إب عاد وت لي ال اس ع‬ ‫اع؛ إﱠن ا ي جع ذل‬ ‫ال‬ ‫وال ع د ه ال‬
‫الفاضلة‪.‬‬

‫ة‬ ‫ارة ال‬ ‫ال ل ال ال ‪ :‬ال امح في ال‬

‫أث اً‬ ‫نف ش س ال ي أح ث‬ ‫الق ة م خﻼل تعال‬ ‫ت لﻰ م اه ال امح في ال‬


‫ذو ال‬ ‫دعﻰ ك نف ش س*‪2‬ال عل ال‬ ‫ي‪ ،‬ح‬ ‫ك اً في ال ان اﻷخﻼقي ال‬

‫‪ 1‬مصطفى حسيبة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.122 :‬‬


‫* كونفوشيوس‪ :‬اسمه الحقيقي "كونغ فواﺗزي"؛ أما "فو" ﺗعني المعلم ولد سنة ‪ )551‬ق‪.‬م(‘ في مملكة "لو" بمقاطعة شان‬
‫ﺗونغ الحالية‪ ،‬عﺮف باستقامته وحكمته وفصاحته‪ ،‬ففتح مدرسة لنشﺮ العلم‪ ،‬كما اهتم بالتاريخ والشعﺮ ومبادئ السلوك العام‪،‬‬
‫وكان يؤمن بدور الموﺳيقى في صقل شخصية اﻹنسان حيث ربطها بالتسامح ‪ ،‬واشتغل كﺮئيس للقضاة ووزيﺮا ً لﻸشغال‬
‫العمومية و حاكم مدينة "اﺗشونغ ـــ ﺗو" ﺗم رقي إلى وظيفة وزيﺮ العدل‪ ،‬وأسندت إليه وظيفة رئيس الوزراء‪ ،‬فكافح الغش‬
‫والفساد‪ ،‬ونشر اﻹيمان الصادق واﻷخﻼق‪ ،‬ودعا إلى اﻹصﻼحات اﻻجتماعية التي تقوم على اﻻعتراف وبضرورة إدارة الحكومة‬
‫لمصلحة الناس جمعاء‪ ،‬أنظرإلى ‪ ]:‬إبﺮاهيم بوﺗﺮعة‪ ،‬اﻷبعاد الفلسفية والتربوية في ممارﺳة الووشو دراﺳة مقارنة بين فلسفات الفنون‬

‫‪18‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫راجع‬ ‫العﻼقات اﻻج ا ة‪ ،‬واح ام الغ ‪ ،‬وذل‬ ‫اﻹدار إلﻰ ال ﻼم ‪،‬وال امح‪ ،‬وت‬
‫ال ﻻ ات‬ ‫تعج اﻷزمات ال اس ة وال وب الع فة ب‬ ‫ﻻن ا ه إلﻰ ح ة زم ة ان‬
‫أم اء‬ ‫‪ .‬ف ان ي قل ب‬ ‫أنا ذاك أدرك ك نف ش س أن ال ل ال ح ه اﻹصﻼح ال ر لل‬
‫ه‬ ‫م انا يلقي‬ ‫ال ﻻ ات ل ه علﻰ ال الح‪ ،‬وال ة‪ ،‬وال امح إﻻ أنه أََب ْ ذل ‪ ،‬فات‬
‫تعال ه علﻰ تﻼم ه ال ي نقل ها ل ا ع وفاته‪.‬‬

‫ات وهي‪ :‬ال امح‬ ‫في ثﻼث م‬ ‫ال امح ال ي ت ل‬ ‫عل ه تعال ه‬ ‫و لعل أه ما ن‬
‫ال اسي‪ ،‬ال امح اﻷس ‪ ،‬ال امح العال ي‬

‫نف ش س أنه ﻻب لل ُ ْ أن ق م علﻰ أساس أخﻼقي أو ما‬ ‫أ‪ -‬ال امح ال اسي‪ :‬ي‬
‫علﻰ قان ن تع في ال‬ ‫ة‪ ،‬والل ‪ ،‬وال ح ة؛ ول‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫أ » لي« ال‬ ‫ه‬
‫ال‬ ‫ال ق ه ال‬ ‫ح ال اك أن ي ع ف ائل ال امح قائﻼ‪»:‬اعل ﱠ‬
‫أن أح‬ ‫ي‬ ‫ح‬
‫ج عاً ه ما قام علﻰ‬ ‫ال اد‬ ‫أن أرسخ أساس‪ ،‬ه ما ب ﱠي علﻰ م ارم اﻷخﻼق‪ ،‬و ﱠ‬
‫أن خ‬ ‫وﱠ‬
‫ا‬ ‫على اﻷخﻼق ‪،‬‬ ‫ي أس‬ ‫ه ال‬ ‫ال‬ ‫ح م ذل أن ال‬ ‫ال اح واﻹن ان ة«‪ 1‬و‬
‫؟ أه أم ع‬ ‫إت اذ اﻷخﻼق ال ام ة أساسا لل‬ ‫نف ش س قائﻼ‪ » :‬أﻻ‬ ‫ي أل‬
‫ح‬ ‫ل ف ا نفع ال ادئ وماج و الف ائل ؟!«‪ 2‬و‬ ‫ان ال ال‬ ‫قه في ال اقع ؟ ول‬ ‫ل‬
‫في ل ال اﻻت خاصة ال ال‬ ‫إن اني ﻻب أن‬ ‫أن اﻷخﻼق الفاضلة م ل‬ ‫م ذل‬
‫عل ال ف‬ ‫ال ا ة ؟ إنه ﻷم‬ ‫ه م‬ ‫ال‬ ‫قه اﻹن ان فل اذا‬ ‫ال اسي ‪ ،‬ون ل‬

‫القتالية الصينية التقليدية‪ ،‬مذكﺮة ماجستيﺮ‪ ،‬جامعة الجزائﺮ‪ ،‬كلية العلوم اﻻنسانية واﻻجتماعية‪ ،‬قسم علم النفس وعلوم التﺮبية‬
‫واﻷرطوفونيا ‪ ،2007-2006‬ص‪.122-121 :‬‬
‫‪ 1‬محاورات كونفوشيوس‪ ،‬ﺗحقيق‪ :‬ليوجون نيان وآخﺮون‪ ،‬ﺗﺮ‪ :‬محسن سيّد فﺮجاني‪ ،‬المجلس اﻷعلى للثقافة ‪ ،‬مصﺮ‪) ،‬د ط(‬
‫‪ ،2000‬ص‪.39:‬‬
‫‪2‬‬

‫‪19‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫عه ائ‬ ‫اً ل ل َ َع َ ْ أَ ﱠن اﻹن ان‬ ‫اول أن َ ِ َ ت‬ ‫نف ش س‬ ‫‪ ،‬ول‬ ‫في ح ة وتع‬
‫ي غ ح ا ي ع ع‬ ‫أن ال‬ ‫ة؛ في ح‬ ‫اﻷخﻼق ال‬ ‫ال‬ ‫ال رجة اﻷولﻰ ل ل‬ ‫خّ‬
‫أخﻼق ال عاون واﻻج اع ال ي ج ل عل ها‪ ،‬ق ل‪ » :‬ل ت اثف ال اس ح ل مع ﻰ اﻹن ان ة‬
‫وع ل و أمان‬ ‫ح م ق له ه ا أن في اﻻج اع واﻻتفاق خ‬ ‫م العال «‪ ،1‬و‬ ‫ﻻن هﻰ ال‬
‫ال اخلي لل ولة ‪،‬‬ ‫علﻰ ال‬ ‫وال ل والع ف‪ ،‬س اء ان ذل‬ ‫د ال‬ ‫؛ أما في ال ف قة‬
‫العال ي‪.‬‬ ‫أوعلﻰ ال‬

‫اﻵخ‬ ‫نف ش س علﻰ ت ة اﻷوﻻد م ال غ وتعل ه ح‬ ‫ب‪ -‬ال امح اﻷس ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ضح ﱠ‬
‫أن‬ ‫أم العال وسل « فه ا ي ّ‬ ‫علﻰ أساس سل‬ ‫ق ل‪» :‬إذا قام ال‬ ‫واح امه ح‬
‫علﻰ اح ام ال ال ي وح‬ ‫اح‬ ‫سﻼمة العال م قفة علﻰ دور اﻷس ة في ت ة أ فالها؛‬
‫ام‪ ،‬وال عادة‬ ‫ة‪ ،‬واﻷلفة‪ ،‬واﻻن‬ ‫و ق ال‬ ‫إلﻰ ال اس اﻷس‬ ‫معامل ه ا واج ‪ ،‬ﻷﱠنه ي د‬
‫أف اد اﻷس ة ‪.‬‬ ‫ب‬

‫أنه شيء مق س وه ا ما‬ ‫ال عاون‪ ،‬واح ام اﻵخ‬ ‫نف ش س‬ ‫ج‪ -‬ال امح العال ي‪ُ :‬يَ ِ ُل‬
‫وم ﱠ َي َ الع ن أن‬
‫أن ت ق ل ض فاً ع اً ُ‬ ‫ه م ق له‪» :‬ح ت ل عامل ل ام‬
‫واك‬ ‫ما ﻻ ت ضﻰ أن فعل ه‬ ‫تُ َع ِاو ُن في تق ق ان ع ‪] ،‬إ اك[ أن تفعل اﻵخ‬
‫س اء اب بل ك أو‬ ‫ح م ذل ان اح ام اﻵخ‬ ‫‪،‬أو في د ار الغ ة«‪ 3‬و‬ ‫في ال‬ ‫ال‬
‫مه‬ ‫م ال اس‪ ،‬ف ل ال اس ﻻ ت‬ ‫ﻻ‬ ‫؛ ف‬ ‫ان اﻻح ام ل ف‬ ‫م بل آخ ض ور ل‬

‫‪ 1‬محاورات كونفوشيوس‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.37 :‬‬


‫‪ 2‬هيجل‪ ،‬العالم الشرقي‪ ،‬ﺗﺮ‪ :‬إمام عبد الفتاح إمام‪ ،‬دار التنويﺮ للطباعة والنشﺮ‪ ،‬بيﺮوت‪ :‬لبنان‪)،‬ط‪ ، 2007 ،(3‬ص‪.18 :‬‬
‫‪3‬جوزيف نيدهام‪ ،‬موجﺰ تاريخ العلم والحضارة في الصين‪ ،‬ﺗﺮ‪ :‬حمد غﺮيب جودة‪ ،‬الهيئة المصﺮية العامة للكتاب‪ ،‬مصﺮ‬
‫)د ط(‪ ،1995 ،‬ص‪.139 :‬‬

‫‪20‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ل ج اً‬ ‫مه ا اخ لف ا ع ا س اء دي اً‪ ،‬أو لغ اً‪ ،‬أو ف‬ ‫ال ر م س ‪ ،‬وش اﻵخ‬ ‫له ا‬
‫أح لغ ك‪.‬‬ ‫لف‬ ‫ف ات‬

‫الف ائل اﻷخﻼ ة‪ ،‬ك ن اﻹن ان خ‬ ‫اقة ال ي اع ها م‬ ‫ورة ال‬ ‫ك ا ناد‬


‫الع لة ال ي اع ها خارج دائ ة اﻷخﻼق‪ ،‬وه ا‬ ‫ب رجة اﻷولى اج اعي ال رجة ال ان ة‪ ،‬ع‬
‫ال اح‬ ‫م م ارم اﻷخﻼق‪ ،‬بل الفاضل م ات‬ ‫الع لة ق‬ ‫ما ع ه ق له‪» :‬ما ان‬
‫لة اج ا ة ت م ﻹي قا ال امح‬ ‫اقة ف‬ ‫ج ان ال‬ ‫ي «‪ 1‬م خﻼل ه ا الق ل ن‬ ‫وال‬
‫اﻻع ال ال‬ ‫ة ل ه ؛ ع‬ ‫ر‪ ،‬واح ام اﻻخ ﻼف‪ ،‬وال‬ ‫ﻷنها تَُ ِ ي في الف د ف احة ال‬
‫ا‪ ،‬وجاهﻼً لﻸخﻼق‪.‬‬ ‫عله م ع‬

‫ه قائﻼ ‪ » :‬ا له‬ ‫رغ عل م‬ ‫ﻻي‬ ‫نف ش س اﻹن ان ال اضع ال‬ ‫كامح‬
‫ة أن ُعامل‬ ‫ال‬ ‫ي اوز ع ت اهل ال اس ل ان ه العال ة«‪ ،2‬ف‬ ‫م رجل مه ب ذل ال‬
‫ث‬ ‫أوضاعه ‪َ ،‬ف‬ ‫ق ه مه ا ان‬ ‫مه ‪ ،‬وأن ﻻ‬ ‫معاملة ح ة‪ ،‬وأن‬ ‫ال ء اﻵخ‬
‫ة م ان ه العال ة ‪ ،‬ﻷن اﻷح ال‬ ‫إل ه ‪ ،‬وأن ﻻ ي اهله‬ ‫دي ‪ ،‬والفق اء‪ ،‬و‬ ‫مع ال‬
‫إما م الفق إلﻰ الغ ﻰ‪ ،‬أو م الغ ﻰ إلﻰ الفق ‪ ،‬فﻼشيء ي قﻰ علﻰ حاله ‪.‬‬ ‫ناس ت غ‬

‫ة اﻹن ان ة‪ ،‬واﻹح ان‬ ‫لح أساسي )ال (‪ ،‬وُْق َ ُ ه ال‬ ‫ك ا جاء أ ا‬


‫‪ ،‬ف فة ال‬ ‫لح ه ‪ :‬اﻹح اس اﻹن اني اﻵخ‬ ‫‪ ،‬ولعل أف ل ت ج ة لل‬ ‫وال‬
‫‪ ،‬واح امه ‪ ،‬ومعامل ه بل ف )ك اسة(‪3‬؛ ك ا‬ ‫اﻵخ‬ ‫ال ع ر اﻹن ان ة ن‬ ‫ت‬
‫م العامة؛ ب ل‬ ‫اﻷخﻼقي ل يه ﻷنه‬ ‫ال ان‬ ‫وا علﻰ ته ي‬ ‫ك نف ش س ال اس أن ي‬

‫‪ 1‬محاورات كونفوشيوس‪ ،‬مرجع ﺳابق‪ ،‬ص‪.41 :‬‬


‫‪ ،2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.15 :‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬هوستن سميث‪ ،‬مرجع ﺳابق‪ ،‬ص‪.266 :‬‬

‫‪21‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ح ذل م خﻼل ح اره‬ ‫علﻰ اﻷم ر الغ ة اﻷرواح‪ ،‬وال اة ع ال ت‪ ،‬و‬ ‫م ال‬


‫م اﻷرواح‪ ،‬فقال له معل ه‬ ‫ع ال ء أن‬ ‫سأله قائﻼً‪» :‬ك‬ ‫ه ال‬ ‫مع تل‬
‫‪1‬‬
‫ع أن ت م اﻷرواح«‬ ‫ت‬ ‫خ مة ال اس ف‬ ‫عاج اً َع ُ ع‬ ‫ك نف ش س‪ » :‬إذا‬
‫ع‬ ‫ت‬ ‫ل تفه ال اة َع ُ ف‬ ‫ف ش س‪»:‬إذا‬ ‫آخ ع ال ت فقال له‬ ‫وسأله ال‬
‫اة ما ع ال ت‬ ‫س م فعة اﻷخﻼ ق وال امح‬ ‫نف‬ ‫أن تفه ال ت«‪ ،2‬و ال الي ل ي‬
‫م فع ها دن ة‪ ،‬وذل راجع لِ َ ْه ِل اﻹن ان بها‪.‬‬ ‫بل اع‬

‫ه‪ ،‬أشه ه‬ ‫ا هي إﱠن ا ُ ِ رت م ِقَ ِل ال أث‬ ‫نف ش س ل ت قﻰ‬ ‫كا ﱠ‬


‫أن تعال‬
‫أضاف إل ها القل ل‬ ‫س )م ج ز ( ]‪ 372‬ق‪.‬م‪ 289 -‬ق‪.‬م[ ال‬ ‫ي م‬ ‫ال‬ ‫ال ف‬
‫لﻺخﻼل عان ها ‪ ،‬ولعل أه ما أضافه ال امح ال ف ي‬ ‫م أف اره ‪،‬وذل ل أي ها ول‬

‫ة في ال ف‬ ‫س ﱠ‬
‫أن ال امح وال فقة وال ح ة صفات‬ ‫م‬ ‫ـــ ال امح ال ف ي‪ :‬ي‬
‫ق ل‪» :‬إ ﱠن ال‬ ‫بها افة ال اس ح‬ ‫ة شع ر ة‬ ‫ة ‪ ،‬و ضح م قفه ه ا ب‬ ‫ال‬
‫ه اﻻف اض‬ ‫ال قي ال َ ْ َعُلِ ي أؤ ﱠ‬
‫أن ل إن ان ل ه روح تُ ِ ُ ‪ ،‬وتَ ْ ُع ُ ِﺂﻻ ِم اﻵخ‬
‫س ن شع ر م عة م اﻷش اص تﻼح ف أة فﻼً وه علﻰ وش‬ ‫ر‬ ‫ال الي‪ :‬ل‬
‫‪3‬‬
‫ع س ع ه ن ع م ال ف والقل وال فقة«‬ ‫ه ه أن ال‬ ‫في ال ‪ ،‬م ا ﻻش‬ ‫ال ق‬
‫عائلة ه ا ال فل‪ ،‬وﻻ علﻰ أﱠنه م أب اء‬‫ففي تل الل ة ﻻ ف أ ف ِد ان في ُم‬
‫أع اءه‪ ،‬أو أص ا ه ل ي ي ق ه أو ﻻ‪ ،‬بل ع ال ف والقل عل ه مه ا ان ن ه أنه ج ء‬
‫ة وال امح ‪.‬‬ ‫م ه؛ وه ا ماي ضح أن اﻹن ان ج ل علﻰ ال‬

‫‪ 1‬ه‪.‬ج كﺮيل‪ ،‬الفكر الصيني من كونفوشيوس إلى ماوتسى‪-‬تونﺞ ‪ ،‬ﺗﺮ‪ :‬عبد الحميد سليم‪ ،‬هيئة المصﺮية العامة للتأليف والنشﺮ‪ ،‬مصﺮ‬
‫)ط‪ ،1971 ،(1‬ص‪.56 :‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.57 :‬‬
‫‪ 3‬بييﺮ سيزا بوري‪ ،‬شافيﺮ يوما رسنيولي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.67 :‬‬

‫‪22‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫فعﻼ‪ ،‬وم ل ا‬ ‫ة الق ة ت‬ ‫ارات ال‬ ‫ذ ه فأن ال امح في ال‬ ‫اء علﻰ ماس‬
‫ب ً‬
‫س‬ ‫ة ق ا ا ال اه وال م‪ ،‬فإلﻰ أ م‬ ‫ا أن له عﻼقة و‬ ‫في ش ﻰ م اﻻت ال اة ؛‬
‫ال امح اتُ ؟‬ ‫ل‬

‫ارة اﻹسﻼم ة‬ ‫ة وال‬ ‫ارات الغ ة الق‬ ‫ال اني‪:‬ال امح في ال‬ ‫ال‬

‫إرثاً ث ًا م‬ ‫ا ن‬ ‫ب قافة ال امح؛‬ ‫ارات الغ ة هي اﻷخ‬ ‫ال‬ ‫اه‬


‫‪ ،‬وال ة ال ي ان‬ ‫ع الق آن ال‬ ‫ارة اﻹسﻼم ة م خﻼل م ادر ال‬ ‫ال امح في ال‬
‫عامﻼً أساس ا في إزدهارها‪.‬‬

‫ارة ال نان ة‬ ‫ال ل اﻷول‪ :‬ال امح في ال‬

‫وال ق‬ ‫ة ال ي ة وح ة ال أ‬ ‫ارة ال نان ة م خﻼل ال‬ ‫ال امح في ال‬ ‫ح‬ ‫ت‬
‫م‬ ‫ان ق ال‬ ‫س ال اع ال ناني ال‬ ‫ال ي ت ع بها الف د ال ناني‪ ،‬فه ا أف‬ ‫وال ف‬
‫ق ل‪ » :‬كﻼ ففي مل ي‬ ‫اﻵلهة ح‬ ‫ع‬ ‫ال ع ق ات ال ائ ة في ال نان ونفﻰ صفة ال‬
‫ه ا ال ق م جهاً للف ة ال ي ة القائلة ب ج د إله ال‬ ‫«‪ ، 1‬و ع‬ ‫واع قاد أنه ما م إله ش‬
‫ع‬ ‫م الفﻼسفة م ه الفﻼسفة ال‬ ‫خالف ال ع ق ات ‪ ،‬بل ي ج ال‬ ‫ال ح ال‬ ‫ول‬
‫أرجع ا أصل‬ ‫ات ال ي ة اﻷس رة‪ ،‬ح‬ ‫ال ف‬ ‫أصل ال ن م اهل‬ ‫ت اءل ا ع‬ ‫ال ي‬
‫أنه اله اء‪ ،‬أو ال ار‬ ‫أن أصله ماء‪ ،‬وم ه م أر‬ ‫ة‪ ،‬ف ه م أر‬ ‫ال ن إلﻰ م اد‬
‫عه بل سع ا إلﻰ ال عل م ه ‪.‬‬ ‫ه م‬ ‫رغ ذل ل عاق ه ‪ ،‬أو‬ ‫أو ال اب‪ ،‬ل‬

‫‪ 1‬فؤاد حﺮجي بﺮبارة‪ ،‬اﻷﺳطورة اليونانية ‪ ،‬الهيئة العامة السورية للكتاب ‪ ،‬سوريا‪) ،‬ط‪ ،2014 ،(2‬ص‪.20 :‬‬

‫‪23‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ومع ق اته و افع‬ ‫سق ا الف ل ف ال اضع ي ع ا إلﻰ اح ام آراء اﻵخ‬ ‫كا ن‬
‫في أن ُ لِي علﻰ اﻵخ‬ ‫علﻰ اﻷرض إن ان له ال‬ ‫ق ل‪ »:‬ل‬ ‫ة دفاعاً ق اً ح‬ ‫ع ال‬
‫ا‬ ‫ا‪ ... » :‬ول‬ ‫« ‪،‬و ق ل أ‬ ‫ا يه‬ ‫مه م ح ال ف‬ ‫ه‪ ،‬أو‬ ‫أن ي م‬ ‫ما‬
‫اً تاماً فإنه‬ ‫ال ائل ف‬ ‫ة ب ون أن ف‬ ‫ل إلﻰ ن ائج ص‬ ‫أ ﱠ إن ان أن‬ ‫أنه ﻻ‬
‫هلها غ ه‬ ‫أن ي ك ال اس أح ا اًر «‪ ،1‬ف ل إن ان ي ع ق ر م اﻷف ار وال قائ ال ي‬
‫ص ح‪.‬‬ ‫أو الع‬

‫ﻼ م ال عارف‬
‫ما ل ت ل ه‪ ،‬ول ج ءاً ض ً‬ ‫ل‬ ‫لعله‬ ‫و ال الي فال ات ت اج للغ‬
‫ف ها‪ ،‬وعلﻰ إث ه ا ﻻب أن ت ن عﻼقة ال اس ج ع ًا م ة علﻰ ال امح‬ ‫ال‬ ‫ل ال ق‬ ‫ل‬
‫ال هج‬ ‫سق ا‬ ‫أجل ال ص ل إلﻰ معارف ق ة‪ ،‬له ا الغا ة اع‬ ‫واﻻح ام‪ ،‬وال عاون م‬
‫ﻻ وه القائل ‪ » :‬ل ما أع فه‬ ‫ال ار القائ على ال امح‪ ،‬وال اضع مع م ـاور ه ‪ ،‬ك‬
‫اضع‪ ،‬وق ٌار‬
‫ٌ‬ ‫ا وصفه الع ي ؛ إﱠن ا ه ت‬ ‫دعاء م ه لل هل‬
‫أن ي ﻻ أع ف ش اً« وه ا ل ا ً‬
‫هل ال‬ ‫م ه علﻰ أن اﻹن ان مه ا بلغ م م ات ال ة‪ ،‬إﻻ أنه ي قﻰ ائ ا ناق اً‬
‫م ال قائ ‪.‬‬

‫ها‪ ،‬وذل‬ ‫اقة مع اً ال امح ش ا ض ورا ل‬ ‫اً ع ال‬ ‫أ‬ ‫ك ا ت ث سق ا‬


‫ح ل س ال‬ ‫ل‬ ‫اقة ال ي ي ور ال ار ف ها ب ه و‬ ‫ح م خﻼل م اورة ال‬ ‫ماي‬
‫رغ‬ ‫اد؟ ل‬ ‫اﻷص قاء أم م ة علﻰ ال‬ ‫اقة م ة علﻰ ال ا ه ب‬ ‫م ه ف اه‪ :‬هل ال‬
‫ه ال ص ل‬ ‫ﻻ‬ ‫جهة أر سق ا أن ال جل ال‬ ‫ل ال ار ل َ ِ ُل ا إلﻰ اتفاق‪ ،‬ف‬
‫في ذل‬ ‫‪ ،‬واتف معه ل‬ ‫ة س اء مع الف د ال الح‪ ،‬أو مع الف د ال‬ ‫ﻷ ة ص اقة ح‬
‫ذل‬ ‫ا ب ه م أجل تقاس مال ال قة‪ ،‬أو غ‬ ‫م اﻷش ار ت ب ال اعات‬ ‫ﻷن ال‬

‫‪ 1‬سﻼمة موسى‪ ،‬حرية الفكر وأبطالها في التاريخ ‪ ،‬مؤسسة الهنداوي‪ ،‬مصﺮ‪) ،‬د ط(‪ ،2015 ،‬ص‪.25 :‬‬

‫‪24‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫‪ ،‬وه ا ما ي ه سق ا‬ ‫ابه ن ه أش ع اوة ل ع ه ال ع‬ ‫ل ال‬ ‫ن‬ ‫وم جهة أخ‬


‫د في ق له‪ » :‬ال اف ن ي اج ون مع ال اف ن ‪ ،‬وال اع مع ال اع‬ ‫ان له‬ ‫ح ا‬
‫ال اور له‬ ‫ائعاً غار و‬ ‫هف‬ ‫ن‬ ‫ل «‪ ،1‬وه ا ه ال مي ال‬ ‫ل ن مع ال‬ ‫وال‬
‫ل شع ي‬ ‫نا ه ا‬ ‫ان ص قه أو أخاه ‪ ،‬م أجل ما ُق ِ َر لغ ه دون أن َُق َ َر له‪ ،‬و‬ ‫ول‬
‫ج أن سق ا‬ ‫ل ت ع ا ج اً في ه ه ال اورة ن‬ ‫«‪ ،‬ول‬ ‫حف‬ ‫ق ‪ » :‬ع وك صاح‬
‫ر اﻷنا وﻻ‬ ‫ة وال امح‪ ،‬وع م إل اق ال‬ ‫ة م ة على ال‬ ‫اقة ال‬ ‫ال‬ ‫َع‬
‫اقة ‪.‬‬ ‫الح أ عﻼقة ال‬ ‫لل ا ه أو اﻻخ ﻼف أو ال‬ ‫ي ول‬ ‫ال‬

‫ل اﻹس ر ال‬ ‫لة ال امح؛ بل ن‬ ‫مارس ف‬ ‫ه ال ح ال‬ ‫ك ا أن سق ا ل‬


‫اسة ال امح «‪ ،‬ففي ُج ِل ف حاته أ ه‬ ‫ﻰ »‬ ‫ات م ال امح س اسة له أو ما‬
‫إن اﻹس ر‬ ‫إح ام ًا ل ع م ع اته ومع ق اته وه ا ما أَ ْدَلﻰ ه إس اع ل م ه قائﻼ‪ » :‬ﱠ‬
‫سل ك غ اة الف س‬ ‫إح ام ًا ب ًا ﻵلهة ال ﻼد و ان سل ه علﻰ ن‬ ‫أب‬ ‫م‬ ‫ح ا‬
‫‪2‬‬
‫ل ُ ْ ِ ْ َق ﱠ َب للع ل ال ق س ق اناً‪ ،‬وض ﻰ لغ ه م اﻵلهة «‬ ‫فإن اﻹس ر ع ما‬
‫ُغ ُ ه و ارب ل ما‬ ‫دال علﻰ ف ه أ ﱠن ال ع ح ا تَ ُ ُ ُه في ال ان ال ي ي‬
‫وه ا ٌ‬
‫ع ه م ُق ٍة‪ ،‬م أجل مع ق اته‪ ،‬ول ان ع ده قل ﻼً‪.‬‬

‫في ال ُ ِ‬
‫اث ال ناني ت م إلى " أه ة ال امح وم ا‬ ‫الع ي ة م اﻷسا‬ ‫كان‬
‫( ال ل اﻷس ر‬ ‫أس رة ه قل )ه اكل‬ ‫إلﻰ ذل‬ ‫الع ف " ولعل أشه أس رة ت‬
‫‪ ،‬وف أة صادفه ح ان صغ‬ ‫ق ته ال ارقة؛ »ُ ﻰ أن ه قل ان َ ِ ُ في ال‬ ‫ال‬

‫‪ 1‬أفﻼطون‪ ،‬المحاورات كاملة ‪ ،‬المجلد ‪ ،‬ﺗﺮ‪ :‬شوقي داود ﺗمﺮاز‪ ،‬اﻷهلية للنشﺮ والتوزيع‪ ،‬لبنان‪) ،‬د ط(‪ ،1994 ،‬ص‪.494 :‬‬
‫‪ 2‬إسماعيل مظهﺮ‪ ،‬مصر في قيصرية اﻻﺳكندر المقدوني‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ‪ ،‬مصﺮ‪) ،‬د ط(‪ ،2014 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.13‬‬

‫‪25‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ح ا‬ ‫ه ه قل ض ًة ش ي ًة ألق ه أرضاً وأك ل س ه ‪ ،‬ل ه إن ه‬ ‫وأَ َخ َ ُيه دهُ‪ ،‬و ُه‪ ،‬ف‬
‫ان ي عه وق ت اعف ح ه و زاد ته ي ه ‪ ،‬فأرسل عل ه ه قل ع ة ض ات‬ ‫ال‬ ‫وج نف‬
‫ان ق ق ل ؛ ول ه س عان ماعاد وق‬ ‫ه قل أن ال‬ ‫س عة وش ي ة ح ﻰ سق أرضاً ‪ ،‬و‬
‫فأك ‪ ،‬وأص ح أش ش اسة م ا ان عل ه ‪ ،‬ومع ل ض ة ان ي لقاها‬ ‫ت اعف ح ه أك‬
‫ال ائ‬ ‫ا ان ه قل م ع اًر م ذل‬ ‫‪،‬و‬ ‫ان ان ي داد ح ه ح ﻰ مﻸ ج ه ال‬ ‫ال‬
‫و ُ َ ع ض ه ‪ ،‬فإن ح ه س داد ل ا‬ ‫نف‬ ‫س ع ص تا ي اد ه ‪ :‬ا ه قل اض‬ ‫الع‬
‫ض ه ‪ ،‬ات ُه اﻵن مه ا َزْم َ َ ‪ ،‬وه د فإنه س ع د صغ ا ؛ َف َع َل ه قل ما ُ ل َ م ه ‪ ،‬ل ه‬
‫ام "وه دائ ًا ُي َه ِ ُد‬ ‫ِ‬
‫سأل ال ت ع اس ذل ال ان الع ‪ ،‬فقال له‪ :‬إن إس ه " ال َ ْ‬
‫أن مقابلة الع ف‬
‫ج م ه ه اﻷس رة ً‬ ‫ه أو قلله«‪1‬؛ ن‬ ‫إن ان أن‬ ‫إم ان أ‬ ‫ول‬
‫مقابلة الع ف ال امح‬ ‫اع ؛ في ح‬ ‫الع ف تَُ ِ ي رذائل ال ق وال أر‪ ،‬وت سع ب رة ال‬
‫اً ‪.‬‬ ‫في ش اً ف‬ ‫ف‬
‫الع ْ َ‬
‫اع ‪ ،‬وَ ْ َع ُل ُ‬ ‫وال اهل ُ َ ِ ُ ب رَة ال‬

‫إلﻰ م ارسة إي قا‬ ‫ارة ال نان ة َد َع ْ هي اﻷخ‬ ‫ذ ه فإ ﱠن ال‬ ‫اء علﻰ ماس‬
‫و ً‬
‫ارة ال ومان ة‬ ‫ها‪ ،‬و إسهامات فﻼسف ها ال ي تأث ت بها ال‬ ‫ال امح م خﻼل أسا‬
‫ارة اﻹسﻼم ة ‪.‬‬ ‫واس فادت م ها ال‬

‫ارة ال ومان ة‬ ‫ال ل ال اني‪ :‬ال‬

‫عة‬ ‫علﻰ م‬ ‫يت‬ ‫ي‪ ،‬ال‬ ‫ال‬ ‫ارة ال ومان ة ال ا ع الع‬ ‫اش ه ت ال‬
‫رغ ذل‬ ‫ة‪ ،‬وع م ال اق ة؛ ول‬ ‫ا ‪ ،‬وال‬ ‫‪ ،‬والق ة‪ ،‬واﻻ ن‬ ‫ال ارمة ال‬ ‫م ال اد‬

‫‪ 1‬نعيم عاطف‪ ،‬مدرﺳة المسيح‪ ،‬دار إلياس العصﺮية للطباعة ‪) ،2007،‬ط‪ ،2007 ،(1‬ص‪.196:‬‬

‫‪26‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ع‬ ‫ا تأث‬ ‫ارات ال ا قة ال امح مع ال ع دات اﻷج ة‪،‬‬ ‫ت ت ع غ ها م ال‬


‫إلﻰ أخﻼق ال امح‬ ‫ال ناني خاصة الفل فة ال وا ة ال ي دع‬ ‫أ ا تها وح ائها الف‬
‫ة‪.‬‬ ‫وال‬

‫‪ -‬ال امح مع ال ع دات اﻷج ة‪:‬‬

‫أو ال‬ ‫ال ومان ب ام ه ال ي ي مع ال ع دات اﻷج ة فل ي ع ض ا لها ال‬ ‫ت‬


‫‪ ،‬وأخ وا‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫وأوزور‬ ‫بل َس َ ُ ا إقامة ال عاب لها في روما م ل‪ :‬إي‬
‫س‬ ‫‪ ،‬وت‬ ‫ادة اﻷ ا ة م ل أغ‬ ‫م مع ق اته ال ي ة؛ ا ان ت‬ ‫ع اﻹغ ال‬
‫ي ضح‬ ‫ة ال ولة؛ و ل ذل‬ ‫ه ه ال ادات ع ان ار ال انة ال‬ ‫س عان ما سق‬ ‫ل‬
‫م خﻼل‬ ‫ال ي ي‪ ،‬وذل‬ ‫ان تف ه م ف اً خال اً م ال ع‬ ‫ع ال وماني الق‬ ‫أن ال‬
‫ة ال ي ة‪.‬‬ ‫اح امه ل انات اﻵخ وتَ َ ُ ِِه ال‬

‫ل‬ ‫ل‬ ‫ذل‬ ‫ارة ال ومان ة ال ع دات اﻷج ة ال نان ة بل تع‬ ‫تأث ال‬ ‫ق‬ ‫ل‬
‫ال ومان ‪،‬ول تل‬ ‫انة عال ة ل‬ ‫اﻷخﻼق ال وا ة‬ ‫ح‬ ‫الفل في‪ ،‬ح‬ ‫ال ال الف‬
‫اع ق ها ف ات‬ ‫مع ال اج والعقل ة ال ومان ة‪ ،‬ح‬ ‫فل ف ًة ع ل ًة‪ ،‬م ا ي ف‬ ‫ح ﻰ أص‬
‫ا رجل ال ﻼ‬ ‫ال وماني‪ ،‬وس‬ ‫ون* ال‬ ‫ش‬ ‫ال واق‬ ‫م‬ ‫اج ا ة م لفة ف‬
‫س الع‬ ‫ال رامي‪ ،‬م س ن س روق س م ال قة ال س ﻰ‪ ،‬واب‬ ‫وال قف وال ات‬ ‫ال‬
‫ر‪ ،‬و اﻹم ا ر مار س أور ل س‬ ‫ال‬

‫ال امح واﻻح ام‪.‬‬ ‫نه ا د ا إلﻰ ن‬ ‫س وأور ل س‬ ‫ل ع ف علﻰ ل م اب‬

‫‪27‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ه ال س مة ]‬ ‫ح معال ال امح في‬ ‫س‪ 55] :‬م – ‪ 125‬م[ ت‬ ‫أ‪ -‬ال امح ع اب‬
‫ال ادثات [‪ ،‬و]ق اع اﻷخﻼق[ وال ي ي ع ا ف ه ا إلﻰ اح ام وم ة ال اس مه ا اخ لف‬
‫أف اره وآرائه ‪ ،‬وأل انه ‪ ،‬ومع ق اته ‪ ،‬وأج اسه ‪.‬‬

‫في‬ ‫ت ع قم‬ ‫م ضع اﻵخ ال غاي ‪»...‬ك‬ ‫ت ع نف‬ ‫ق ل‪ » :‬تعل‬ ‫ح‬


‫القع َد في‬ ‫وفه وأوضاعه و اعه وت‬ ‫اً و خ اﻻً‪ ،‬في‬ ‫‪ ،‬تق‬ ‫نف‬ ‫تغ‬ ‫ح ائه «‪...‬‬
‫و س د‪ ،‬رجال ون اء‬ ‫زاو ه‪ ،‬ول ف ت ف ه ه ال ا ة ال ح ة به ا اها‪ :‬أشقاء ج د‪ ،‬ب‬
‫ﻻ تع فه ‪...‬إﻻ ال فاء واﻻنف اح؛ صفاء ال ؤ ة وانف اح ال وح‬ ‫ال ي‬ ‫أح ار وع ‪ ،‬إخ ت‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬وال امح‬ ‫اﻻح ام‪ ،‬وال‬ ‫م ال «‬ ‫إل ه أصعاقاً‪ ،‬و‬ ‫ي د ن اقي ال اص‪ ،‬و‬
‫ي ح العال ‪.‬‬

‫في ج ه‪ ،‬وﻻ في ل ن ع ه‪ ،‬أو شع ه‬ ‫س أن ج ال اﻹن ان ل‬ ‫اب‬ ‫كا ي‬


‫أو مﻼ ه؛ إن ا ج اله في سعة ص ره وعقله ق ل‪ » :‬ل ل ن ع م ال ائ ات ج اله‪ ،‬وج ال‬
‫ه و ته ي ه؛ أما شع ك‬ ‫اﻹن اني م ه‪ :‬ه العقل ل ا فل ع ل علﻰ ت‬ ‫اﻹن ان في ال ان‬
‫اً علﻰ اﻻه ام ال ه‬ ‫أر أن ال اس أق ل‬ ‫ج له وف اخ اره «‪ 2‬فه ا ال ف‬ ‫ف عه ل‬
‫ه جه‬ ‫وصفح واح ام‪ ،‬ال‬ ‫ال اخلي‪ :‬م م ة ول‬ ‫ال ارجي مه ل ًة اﻷخﻼق‪ ،‬وال ان‬
‫‪.‬‬ ‫إن اني م‬

‫* شيشرون‪ :‬الخطيب الﺮوماني ]‪ 106‬ق‪.‬م‪ 43 -‬ق‪.‬م[‪ ،‬جاء بقانون الحق الطبيعي مطالبا فيه بــ )حﺮية التفكيﺮ – إبداء الﺮأي‬
‫المسؤولية – اﻷمن( حيث يقول‪ » :‬إنما نكون عبيد القانون لنصير بالقانون أحراراً« أنظﺮ إلى كتاب سﻼمة موسى‪ ،‬أشهر‬
‫الخطب ومشاهير الخطباء‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬مصﺮ‪) ،‬د ط(‪ ،2011 ،‬ص‪48 :‬‬
‫‪ 1‬ابكتيتوس‪ ،‬المختصر‪ ،‬ﺗﺮ‪ :‬عادل مصطفى‪ ،‬مؤسسة هنداوي‪ ،‬مصﺮ‪) ،‬د ط(‪ ،2019 ،‬ص‪.17 :‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.11 :‬‬

‫‪28‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫مار س أور ل س‪ 161 ] :‬م – ‪ 180‬م [‪ ،‬كان مار س أورل س‬ ‫ب‪ -‬ال امح ع‬
‫خلفه‬ ‫والع الة ‪ ،‬ولعل اﻷث ال‬ ‫الف ل ف ال واقي واﻹم ا ر ال وماني م اﻻً ل قة القل‬
‫ارة ع إرشادات وتعال‬ ‫ح ل اﻷخﻼق م لفه ال س م ] إلى نف ي [ أو ] ال أمﻼت [ وه‬
‫نف ه علﻰ ال امح‬ ‫خﻼلها‬ ‫ة؛ ف‬ ‫ال ال‬ ‫وجهها إلﻰ ذاته ل ي يل م الف ائل وال‬
‫ائح‬ ‫ه ه ال‬ ‫‪ ،‬و ال الي ل ت‬ ‫وال عاون‪ ،‬واﻷخ ة‪ ،‬ورشاد ال اس‪ ،‬وع م اﻻنفعال‪ ،‬وال ع‬
‫ا ه تَ َ ُ ثَ ُه ع عﻼقة ال عاون‬ ‫ق وة لغ ه‪ ،‬ولعل أه ما جاء في‬ ‫م جهة ل ف ه فق بل ان‬
‫ال امح‪ ،‬وال امح مع ل ال ائ ات‪.‬‬

‫الع ف خارج ع ف ة‬ ‫أور ل س ال امح ال عاون واع‬ ‫‪ -1‬عﻼقة ال عاون ال امح‪ :‬ر‬
‫اب ا‬ ‫خلق ا ي ن عاون‬ ‫ق ل‪ » :‬ن‬ ‫اﻷول ل لق ا ح‬ ‫اﻹن ان و أر أن ال عاون ال‬
‫مع الف ‪ ،‬له ا فإن‬ ‫مع ال م ‪ ،‬والف‬ ‫مع ال ‪ ،‬وال م‬ ‫ك ا ت عاون ال جل مع ال جل‪ ،‬وال‬
‫عة اﻷش اء«‪ 1‬فال اس خلق ا لل عاون مع‬ ‫ه ض‬ ‫وساءة أح نا لﻶخ‬ ‫اص َ وُ ْغ َ‬
‫تَ َ ُ‬
‫فق بل أع‬ ‫ال اد‬ ‫اً علﻰ ال ان‬ ‫مق‬ ‫عاون أع اءه ؛ وال عاون ل‬ ‫ع ه ال ع‬
‫‪ ،‬وال ﻼح‬ ‫ال‬ ‫ه ورشاده إلﻰ‬ ‫ن‬ ‫تعاون ه ال عاون اﻹرشاد ‪ ،‬فﻼب م‬
‫ال ق ‪ ،‬وال أر‪ ،‬وه ا ما أك ه‬ ‫ِإ ْن أخ أوا‪ ،‬وع م معاق ه ﻷن الع ف‪ ،‬والق ة‪ ،‬ت ل س‬
‫ا ه خ ‪ِ ،‬إ َذ ْن‬ ‫في العقل‪ ،‬وﻻ أث إﻻﱠ ع جهل م ه‬ ‫أور ل س ح ا قال‪ » :‬اﻵخ ق‬
‫اﻵثام وال ور ال ي ق فها اﻹن ان أفعال ﻻ إراد ة بل هي نا عة‬ ‫عل ه أو اح له«‪ ،2‬ف ع‬
‫‪.‬‬ ‫م جهله لل‬

‫‪ 1‬بييﺮ سيزاري بوري‪ ،‬سافيﺮ يومار سنيولي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.216 :‬‬
‫‪ 2‬ماركوس أوريليوس‪ ،‬التأمﻼت‪ ،‬ﺗﺮ‪ :‬عادل مصطفى‪ ،‬مؤسسة هنداوي‪ ،‬مصﺮ‪) ،‬د ط(‪ ،‬ص‪.24 :‬‬

‫‪29‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ك ا ُي َ ِك ُ أور ل س نف ه أن آخ ة اﻹن ان الف اء في ال ن ا‪ ،‬ف ه ا فعل م ش ور أو‬


‫أن‬ ‫ل فﺂخ ته ال ت غ ه م ال اس‪ ،‬ف ا ض ورة الع ف والع اوة؟! له ا ق ل‪ » :‬ت‬
‫‪ ،‬وأن ال فح ج ء م الع ل‪ ،‬وأن ال اس‬ ‫م أجل ع ها ال ع‬ ‫ال ائ ات العاقلة ق خلق‬
‫ا ح اته في ع اوة وش و غ اء‬ ‫م ال اس ق ق‬ ‫ع ‪ ،‬وت‬ ‫ع غ‬ ‫تفعل ال‬
‫م‬ ‫اع ل‬ ‫«‪ 1‬و ال الي‪ :‬ال‬ ‫وح ب معل ة‪ ،‬ث لف ه اﻷكفان وصاروا رماداً و ُ ﱠ ع ل اج‬
‫ن ال قاء في ال اة ال ن ا ن ي‪ ،‬أما ال ت م‬ ‫أجل ال قاء إن ا ه م أجل ال ت والف اء‬
‫س ف أق م‬ ‫ﻻ م ال ؛ ل ل ﻻب أن ي اءل الف د في أ ع ل ُْق ِ ُم عل ه هل ه ا الع ل ال‬
‫ه نفع لل ة أم ض ر لها؟‪ ،‬وه ا ما ي ه أور ل س ح ا قال‪ » :‬في ل فعل ته ه‬
‫» هل ﻼئ ي ذل ؟ هل سأن م عل ه؟ ل ف أم ت ع ب هة و ق ي ل شيء‬ ‫اسأل نف‬
‫ارك اﻹله‬ ‫ِ‬
‫أؤد ه ه ع ل ائ عاقل واج اعي‬ ‫إذا ان ه ا الع ل ال‬ ‫أك‬ ‫ماذا أ ل‬
‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫قان ناً واح ا؟«‪.‬‬

‫علﻰ‬ ‫ال عاملة ﻻ ق‬ ‫أور ل س أن ال امح‪ ،‬وح‬ ‫‪ -2‬ال امح مع ل ال ائ ات‪ :‬ي‬
‫العاقلة‬ ‫ﻼ علﻰ ج ع ال ائ ات العاقلة أو غ‬
‫ال اس فق بل ﻻب أن ن عله قان ناً أخﻼ اً شام ً‬
‫تل‬ ‫م وت امح‪ ،‬مادم‬ ‫انات الع اء‪ ،‬وج ع اﻷش اء عامة‪،‬‬ ‫ق ل‪ » :‬تعامل مع ال‬
‫أن ل يه عقﻼً‪ ،‬ف عامل معه ب وح اج ا ة‬ ‫م ح‬ ‫عقﻼً وهي م ومة م ه أما ال‬
‫س ف تَ ْ َاهُ في ه ا الع ل‬ ‫ل ال م ال‬ ‫وادع اﻵلهة في ل أم ‪ ،‬وﻻ ت ث نف‬
‫ق‬ ‫غ قه ال ء في ع ل ال‬ ‫ها ه ا ت في«‪ ،3‬فال م ال‬ ‫د ساعات ثﻼث تق‬ ‫ف‬
‫ة َخِّ َةٌ‪ ،‬وح ت عائﻼت‪ ،‬وأص قاء‪ ،‬وأع اء‪ ،‬وشع ب‪ُ ،‬مَق َارَن ًة ال‬ ‫ة ودائ ة‪ ،‬ف‬ ‫وف ائ‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه‪،‬ص‪.56 :‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.112 :‬‬
‫‪3‬ماركوس اوريليوس‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.87 :‬‬

‫‪30‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫م ع اوة ول ت ح و ًا اح ة‬ ‫ن ائ ه وخ ة‪ ،‬ف‬ ‫م جهة ع ل شاق؛ وم جهة أخ‬ ‫ال‬


‫ف ها أرواح اﻷب اء‪.‬‬ ‫زهق‬

‫ف ا‪ ،‬وعقائ اً‬ ‫ارات اﻷخ‬ ‫ارة ال ومان ة‪ ،‬وت اصلها مع ال‬ ‫و ال الي ان انف اح ال‬
‫خاصة مع ب ا ة اﻹم ا رة‬ ‫معاملة الع‬ ‫العﻼقات ال ارج ة‪ ،‬وح‬ ‫اً في ت‬ ‫أث اً‬
‫ال امح على ل ال ائ ات‬ ‫في دع ة أور ل س إلى تع‬ ‫ال واقي؛ ك ا ن‬ ‫وتأث ها ال ه‬
‫ة ــــ ال ي ُتع َ َ ُ م م اض ع‬ ‫ل ج ا ـــ ال‬ ‫العاقلة إشارة إلى أخﻼ ات اﻷ‬ ‫العاقلة؛ وغ‬
‫ة‪.‬‬ ‫اﻷخﻼ ات ال‬

‫ارة اﻹسﻼم ة‬ ‫ال ل ال ال ‪ :‬ال امح في ال‬

‫ارة الع ة اﻹسﻼم ة وت سع ف حاتها‬ ‫اً في ازدهار ورقي ال‬ ‫اﻹسﻼم دو اًر‬ ‫لع‬

‫فعل اً‬ ‫ال امح م د ف ة إن ا‬ ‫م خﻼل دع ته إلﻰ م ارسة ال امح؛ فل‬ ‫وذل‬
‫ش ل‪ ]:‬ح ة ال ع ق واح ام‬ ‫ع ة أش ال م ها‪ :‬ال امح ال ي ي ال‬ ‫علﻰ أرض ال اقع‪ ،‬وات‬
‫معاملة اﻷس ‪ ،‬وال ف‬ ‫وال ع ‪ ،‬وح‬ ‫وال ف‬ ‫وال امح مع اﻷقل ات وح ة ال أ‬ ‫الغ‬
‫ال ار‪ ،‬ون ال ل ‪.‬‬ ‫ج ع ال اس‪ ،‬وح‬ ‫انات‪ ،‬واح ام ال ة‪ ،‬وال اواة ب‬ ‫وال ح ة ال‬

‫أنها ع زت م ثقافة‬ ‫ال ه ي‪ ،‬ن‬ ‫ﻰ الع‬ ‫فل ا لع ا علﻰ تارخ ال ولة ال اس ة ال‬
‫ار واله وس‬ ‫ائف ود انات م لفة م ال ه د وال‬ ‫اح ت‬ ‫ال امح إلﻰ أ ع ال ود‪ ،‬ح‬
‫ة ال املة في م ارسة شعائ ه ال ي ة‬ ‫له ال‬ ‫د انة الف س ال رادش ة‪ ،‬وأع‬ ‫وغ ها م‬
‫ة ال ي ة‬ ‫راجع إلﻰ ال ي اﻹسﻼمي‪ ،‬وح ه علﻰ اح ام م لف اﻷد ان‪ ،‬وال اح ال‬ ‫وذل‬
‫ق ع ه لق له تعالى‪َ » :‬ﻻ ِإ ْك َ َاه ِفي ال ِّ ي ِ «‪ ،1‬فال ي‬ ‫ف ل ف د ح في اخ ار دي ه ال‬

‫‪ 1‬ﺳورة البقرة ‪ /‬آية‪.256 :‬‬

‫‪31‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫اء َفْلُ ْ ِم َو َم‬


‫ال اس ﻻع اقه لق ل ﷲ ع وجل‪َ » :‬ف َ َش َ‬ ‫اﻹسﻼمي في ح ذاته ل‬
‫ي عامل مع أخ ه اﻹن ان نه ا م أصل‬ ‫اء َفْلَ ْ ُف ْ «‪ ،1‬فاﻹسﻼم جاء ل عل اﻹن ان‬
‫َش َ‬
‫بل في اخ ﻼفه ف ائ‬ ‫ذل ف‬ ‫ف وعه ال قا ة والف ة والعقائ ة ول‬ ‫واح ‪ ،‬ون اخ لف‬
‫اك ِّم‬‫اس ِإﱠنا َخَلْقَ ُ‬
‫ﱡها الﱠ ُ‬
‫ك ة م ها اك اب معارف ج ي ة وم ه لة ق ل ﷲ تعالى‪َ » :‬ا أَي َ‬
‫ال عارف ال ع ف علﻰ ثقافة الغ‬ ‫اك ْ ُش ُع ً ا َوَ َ ِائ َل لِ َ َع َارُف ا«‪ ،2‬و ق‬
‫َذ َك ٍ َوأُن َ ٰﻰ َو َج َعْلَ ُ‬
‫اﻻح ام وآداب‬ ‫ة؛ وﻻ ي ذل إﻻ ع‬ ‫وت ادل ال عارف‪ ،‬واﻷف ار والعل م ل فع بها ال‬
‫اس ح اً «‪ 3‬و ق ل أ ا‪ » :‬اد َفع ِ ﱠالِ ي ِهي أَح َفِإ َذا ﱠال ِ‬ ‫ال ار لق له تعالى‪» :‬وُق لُ ا لِلﱠ ِ‬
‫َ َُْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬
‫ح ال ادل‬ ‫‪ ،‬وال‬ ‫علﻰ ال ﻼم ال‬ ‫َب ْ َ َ َوَ ْ َ ُه َع َ َاوةٌ َ أَﱠن ُه َولِ ﱞي َح ِ ٌ «‪ ،4‬فالق آن‬
‫م ال وب‬ ‫الع اوة‪ ،‬واللهفة لﻼن قام فال‬ ‫عه س‬ ‫ﻷن الع ف اللف ي ي‬
‫مع اﻵخ ‪ّ ،‬‬
‫ال ارخ ان س ها م د س ‪.‬‬ ‫ع‬

‫ا م اص اً عل ا‪ ،‬وذل ما ص ح‬ ‫ك ا س ح ال ل ن ﻷص اب ال انات ال غاي ة أن ي‬


‫ي ح ا ال م قي‬ ‫في م لفه ال س م ] وع د اﻹسﻼم [ » أن ج الق‬ ‫ه روج ه غارود‬
‫ة‬ ‫ال‬ ‫ا أن أ ال ل فة ال أم ن عام ‪ 832‬ب‬ ‫ل ة ال ال ة؛‬ ‫ال‬ ‫ﻻ ع‬
‫كان م ً‬
‫‪5‬‬
‫ب إس اق «‬ ‫يح‬ ‫ال‬ ‫ال قافي لل‬ ‫مع جامع ه وم ص ه‪ ،‬وأس إدارة ه ا ال‬

‫ال نان ة والفارس ة واله ة إلﻰ درجة أنه ان‬ ‫اً إج اء م اف ة ل ج ة ال‬ ‫ال أم ن أ‬ ‫ل‬
‫ت او وزن ال اب ال ج ‪ ،‬وه ا إن ﱠدل فإنه ي ل علﻰ انف اح‬ ‫ة م ذه‬ ‫ح لم ج‬

‫‪ 1‬ﺳورة الكهف ‪ /‬آية‪.29 :‬‬


‫‪ 2‬ﺳورة الحجرات ‪ /‬آية‪.13 :‬‬
‫‪ 3‬ﺳورة البقرة ‪ /‬آية‪.83 :‬‬
‫‪ 4‬ﺳورة فصلت ‪ /‬آية‪.34 :‬‬
‫الﺮقي‪ ،‬بيﺮوت‪ :‬لبنان‪) ،‬ط‪ ،1985 ،(2‬ص‪.43 :‬‬
‫‪ 5‬روجيه غارودي‪ ،‬وعود اﻹﺳﻼم ‪ ،‬ﺗﺮ‪ :‬ذوقان قﺮقوط‪ ،‬دار ﱡ‬

‫‪32‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ء بل‬ ‫غ ه‬ ‫ال ل ن‬ ‫ال ل ن علﻰ ثقافة اﻵخ وتق ل اﻷف ار واﻵراء‪ ،‬فل‬
‫ها ل ع الفائ ة علﻰ ج ع ال اس؛ ووصل ال أم ن إلﻰ ح م ال ة‬ ‫وس َع ْ ل‬
‫حاف عل ها َ‬
‫عه رغ اخ ﻼف أف اره ومع ق اته ففي ﻼم أب الف ج‬ ‫أهل العل ‪ ،‬وح معامل ه وت‬
‫اك ته عل اً م ه ﱠ‬
‫أن‬ ‫ا ته ‪ ،‬و ل‬ ‫اء‪ ،‬و أن‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ع ال أم ن قال‪ » :‬ان‬
‫ان أهل العل م اب ح ال جﻰ وسادة‬ ‫خلقه‪ ...‬فله ا ال‬ ‫أهل العل ه صف ة ﷲ م‬
‫‪1‬‬
‫«‪.‬‬ ‫ال‬

‫دع ا إلﻰ م ارسة ال امح‬ ‫ال ل‬ ‫الفﻼسفة والعل اء وال ف‬ ‫م‬ ‫ك ا أن ال‬
‫ة‪،‬‬ ‫ة‪ ،‬وال‬ ‫اد ة‪ ،‬و اﻻج ا ة‪ ،‬وال قا ة وال‬ ‫في م لف م اﻻت ال اة ال اس ة‪ ،‬واﻻق‬
‫والعل اء ال ي دع ا الﻰ اي قا‬ ‫ا عل ه إ اه ال ي اﻹسﻼمي‪ ،‬ولعل أب ز ال ف‬ ‫ح‬ ‫وذل‬
‫دعا إلﻰ م ارسة أخﻼ ات ال امح‬ ‫ز ا ال از ال‬ ‫ﷴ ب‬ ‫الفعل ال امح‪ ،‬أبي‬
‫ه‬ ‫" ال ي أرسلها ل ﻼم ه‪ ،‬ح‬ ‫‪ ،‬م خﻼل رسال ه ال س مة " أخﻼق ال‬ ‫في ال‬
‫ش ال اء‬ ‫لل‬ ‫معاملة ال ضﻰ‪ ،‬وحف أس اره وع م اس غﻼل مه ة ال‬ ‫ف ها علﻰ ح‬
‫ما‬ ‫ن ر ق ًا‪ ،‬حاف اً لغ ه ‪،‬‬ ‫أن‬ ‫ا ُب ي أنه ي غي لل‬ ‫ق ل في رسال ه » اعل‬
‫فه؛ وأن ﻻ‬ ‫ف‬ ‫أن‬ ‫ﻷس اره ‪ ...‬وذا عالج م ن ائه‪ ،‬أو ج اره أو غل انه أح اً‬
‫أن ي لﻰ اﻷخﻼق الفاضلة‪ ،‬وأن ﻻ‬ ‫ح م ذل أنه ﻻب لل‬ ‫ي اوز م ضع العلة «‪ 2‬و‬
‫والق ل‪ ،‬ولل عارة أو ما ش ه ذل م ال ل ات‬ ‫عﻼمة للع ف والغ‬ ‫عل م مه ة ال‬
‫م ال ض ونقاذ ح اته؛ ك ا أن إنقاذ ح اة‬ ‫معال ة ال‬ ‫الﻼأخﻼ ة‪ ،‬ﻷن ه ف ال‬

‫‪ 1‬غوستاف لوبون‪ ،‬حضارة العرب‪ ،‬ﺗﺮ‪ :‬عادل زعيتﺮ‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬مصﺮ‪) ،‬د ط(‪ ،2013 ،‬ص‪.190 :‬‬
‫‪ 2‬أبي بكﺮ الﺮازي ‪،‬أخﻼق الطبيب‪ ،‬ﺗقديم وﺗحقيق‪ :‬د‪.‬عبد اللطيف ﷴ العبد‪ ،‬دار التﺮاث‪ ،‬القاهﺮة ‪)،‬ط‪ ،1977 ،(1‬ص ص ‪:‬‬
‫‪27‬ــ‪.28‬‬

‫‪33‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫فق ؛ بل علﻰ ج ع ال اس لق ل ﷲ تعالﻰ ‪َ » :‬م ْ‬ ‫علﻰ ال‬ ‫ال اس في اﻹسﻼم ﻻ ق‬


‫َقَ َل نف اً ِ َغ ْ ِ نف ٍ أو ف اد في اﻷرض ف أن ا ق ل ال اس ج عاً ‪،‬وم أح اها ف أن ا أح ا‬
‫ة ت ي ا ش ي اً؛ وذل ل ا‬ ‫ال‬ ‫ح م اﻵ ة أن ﷲ ح ر م أذ ة ال ف‬ ‫ال اس ج عاً «‪ 1‬و‬
‫م‬ ‫اع‬ ‫أو م م أو س اسي م ع اب في اﻵخ ة؛‬ ‫س لقاه القاتل مه ا ان س اء‬
‫في اﻷرض‪ ،‬ﻷن ف اد اﻷرض س ث‬ ‫ي لﻰ أخﻼ ات ال امح فﻼ ف‬ ‫أه ة الف د ال‬
‫ذل علﻰ ص ه؛ فﻼب‬ ‫مها‪ ،‬س ع‬ ‫عة ول‬ ‫ال رجة اﻷولﻰ علﻰ اﻹن ان‪ ،‬فإن ل ث ال‬
‫أخﻼ ات فعل‬ ‫ه‪ ،‬وه ا ما ع‬ ‫لﻺن ان أن يه ب ه ﻷن اﻻه ام بها ه اه امه‬
‫ة اﻹن ان في الق آن‪.‬‬ ‫ل ج ا وعﻼق ها ال‬ ‫ال امح اﻷ‬

‫ب‬ ‫ف‬ ‫علﻰ ثقافات الغ‬ ‫مف‬ ‫ك ا أن دع ة الق آن إلﻰ ال عارف جعل ال ل‬
‫أسفار" ض‬ ‫اﻷم ار ‪ ،‬وع ائ‬ ‫ا ع ان " ت فة ال ار‪ ،‬في غ ائ‬ ‫ا ت ك م لفا‬
‫ه أخﻼق ‪،‬عادات‪ ،‬وتقال ‪ ،‬ود انات م لف ال ع ب‪ ،‬ال ي شاه ها م خﻼل رحﻼته‪.‬‬

‫واﻻنف ـ ــاح عل ه ـ ــا‬ ‫وتقـ ـ ـ له ﻷف ـ ــار اﻵخـ ـ ـ‬ ‫و ال ـ ــالي‪ :‬فلـ ـ ـ ﻻ سـ ـ ـ احة اﻹس ـ ــﻼم وال ـ ـ ـل‬
‫صـ ـ ـ ـَلَا هـ ـ ـ ـ ا اﻹرث‬
‫ه ـ ـ ــا‪ ،‬ل ـ ـ ــا َو َ‬ ‫وت ج ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ه وال اف ـ ـ ــة عل ه ـ ـ ــا‪ ،‬واﻻسـ ـ ـ ـ فادة م ه ـ ـ ــا وت‬
‫ـ ــان قاعـ ـ ـ ة ان ـ ــﻼق لل ه ـ ــة اﻷورو ـ ــة و ل ـ ــﻰ م ـ ــا وص ـ ــل ا إل ـ ــه ال ـ ـ ـ م‬ ‫ع‪،‬الـ ـ ـ‬ ‫ال ق ـ ــافي ال‬
‫العل ي‪.‬‬ ‫م تق م في ش ﻰ م اﻻت ال اة‪ ،‬خاصة ال ان‬

‫أخﻼ ات‬ ‫ان حافﻼ ال ال ة‬ ‫ذ ه فإن ال ارخ اﻹن اني الق‬


‫اء علﻰ ما س‬‫ب ً‬
‫ال امح في الع ي م م اﻻت ال اة وذل م خﻼل تعال ه س اء ال ي ة أو ال ي اس حاها‬
‫حاجة اﻹن ان الﻰ فعل ال امح ومعارضه ل ل ان اع الع ف‬ ‫م ت ارب ال اة‪ ،‬وه ا ما ع‬

‫‪.‬‬ ‫‪ 1‬المائدة ‪/‬اية ‪.32:‬‬

‫‪34‬‬
‫ج ال ج ا فعل ال امح‬ ‫الف ل اﻷول‬

‫ال ال ة أخﻼ ات ال امح مع ج ن ل ك ؟ و ما‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ال ي ته د سﻼم ه‪ ،‬فإلى أ‬


‫عﻼق ها ق ا ا ال اه ؟‬

‫‪35‬‬
‫الف ل ال اني ‪:‬‬

‫أخﻼ ات فعل ال امح ع ج ن ل ك وعﻼق ها‬


‫ق ا ا ال اه‬

‫اﻷول ‪ :‬أخﻼ ات ال امح في ال ال ال ي ي‬ ‫ال‬


‫وال اسي‬

‫ال اني ‪ :‬أخﻼ ات ال امح ال ي ي في ال ال‬ ‫ال‬


‫ال ي وعﻼق ها ق ا ا ال اه‬

‫‪ :‬أخﻼ ات في ال ال ال‬ ‫ال ال‬ ‫ال‬


‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الف ل ال اني‪ :‬أخﻼ ات فعل ال امح ع ج ن ل ك وعﻼق ها‬


‫ق ا ا ال اه‬
‫م اد ‪ ،‬وش و أخﻼ ة‬ ‫جعله ي‬ ‫اً*"‪،1‬ح‬ ‫أع ﻰ ج ن ل ك لل امح " ع اً إي‬
‫ذو العق ل ال ل ة‬ ‫ال‬ ‫اﻷد ان‪ ،‬و‬ ‫‪ ،‬واتفاق ب‬ ‫ة‪ ،‬واع ها م ل ت‬ ‫ك نة م‬
‫اعات والع ف‬ ‫ة‪ ،‬خال ة م ال‬ ‫كأنها عق أخﻼقي؛ وذل م أجل ض ان ح اة أف ل لل‬
‫د ال امح ؟ وما هي الع امل‬ ‫ه ج ن ل ك؟ وما ال ق‬ ‫ح اتها ‪،‬ف‬ ‫في ش ﻰ م ادي‬

‫ل ج ع م ادي ال اة )ال اس ة‪ ،‬ال ي ة‬ ‫ل‬ ‫ال امح ع ج ن ل ك‬ ‫؛ف‬ ‫ال ع ات اع ال‬ ‫*ال ع اﻹي قي‪ :‬ق‬
‫ة‬ ‫ة‪ ،(...‬أما اﻹي قا ـ ـ ع ج ن ل ك ـ ـ تع ي اﻷخﻼ ات ال امح ال ي ي ال‬ ‫ة‪ ،‬ال‬ ‫اد ة‪ ،‬ال قا ة‪ ،‬ال‬ ‫ال ول ة‪ ،‬اﻻق‬
‫ذو العق ل ال ل ة ‪.‬‬ ‫ج ع ال‬ ‫اﻷد ان و‬ ‫ب‬

‫ال ع فات لﻺي قا [ ح‬ ‫اﻷخﻼق و اﻹي قا في مقالها ال س م ] ع‬ ‫ب‬ ‫«‬ ‫وتف ق » ‪Margot phaneuf‬‬

‫تف ضها ق ة خارج ة س اء دي ة‪ ،‬أو‬ ‫وال‬ ‫عة م اد ح ل ال‬ ‫اﻷخﻼق )‪ (La morale‬ذات دﻻلة دي ة‪ ،‬وهي م‬ ‫تع‬

‫‪،‬‬ ‫ج ع ال‬ ‫ةب‬ ‫عة م ال اد ال‬ ‫م‬ ‫ُع ة؛ أما اﻹي قا )‪ (L’éthique‬فهي أخﻼ ات عل ان ة ج ي ة‪ ،‬ت‬

‫ل ة خارج ة إن ا م ف ٌ عل ها‪ ،‬ل فاد‬ ‫مق ة‬ ‫ا أنها ل‬ ‫ول ة ات اه الغ ؛‬ ‫واﻹ اب‪ ،‬وت عل ا نف‬ ‫ت اعي ال ل‬

‫إلى‪phaneuf , L’éthique : Margot:‬‬ ‫اعات والع ف ال اتج ع اخ ﻼف وت ع اﻷد ان‪ ،‬وال قافات واﻷف ار ‪ .‬أن‬ ‫ال‬
‫‪Quelleques définition , in FPHD ,october 2012, p :01‬‬

‫ت اماً؛‬ ‫ا‬ ‫ته‬ ‫اه امات عل ي اﻹج اع وال اسة‪ ،‬ح‬ ‫ك ا ي ج مفه م آخ لل ع اﻷخﻼقي وه أح ج ان‬
‫ل ات‬ ‫م‬ ‫إلى‪ :‬د‪ .‬إس اع ل الف اح ع ال افي‪ ،‬مع‬ ‫ال اسي و اﻹج اعي ‪ .‬أن‬ ‫ائ في ال ا‬ ‫اه‬ ‫ك ا ته‬
‫‪) ،‬د (‪ ،2006 ،‬ص‪.104 :‬‬ ‫حق ق اﻹن ان‪) ،‬د د ن( ‪ ،‬م‬

‫اﻹي قا‬ ‫؛ في ح‬ ‫أو ال‬ ‫وم ارسة اﻷخﻼق ‪ ،‬فاﻷخﻼق هي دراسة م اد الفعل ال‬ ‫اﻹي قا‪ :‬ت‬ ‫كا ق‬
‫إلﻰ‪ :‬ف ر وورم‪ ،‬الفل فة في ‪100‬كل ة‪ ،‬ت ‪:‬‬ ‫م ف ل ‪ .‬أن‬ ‫تُ َ ِ ْ ه ه ال اد ؛ فعلﻰ رغ م اخ ﻼفه ا ل ه ا غ‬
‫رات ال فاف دار اﻷمان‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‪ ،2015 ،(1 ) ،‬ص‪.66 :‬‬ ‫ﷴجي ‪،‬م‬

‫‪35‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ارس ها في م لف‬ ‫ال اه ة في دع ته لل امح؟ وماهي اﻷخﻼ ات ال ام ة ال ي ال‬
‫م ادي ال اة؟ وما عﻼق ها ق ا ا ال اه و ال مي؟‬

‫ه ا الف ل ال ي ت اول أخﻼ ات فعل‬ ‫ت ل لها م خﻼل م اح‬ ‫كل ه ه ال اؤﻻت َس‬
‫ال امح في م لف م ادي ال اة‪.‬‬

‫اﻷول‪ :‬أخﻼ ات ال امح في ال ال ال ي ي و ال اسي‬ ‫ال‬


‫ة ال ع فة‬ ‫وعﻼق ه ا ب‬

‫ه ال امح ال ي ي ـ ـ وال ي‬ ‫ل ك رسال ه اﻷولﻰ في ال امح عام ‪ 1689‬ـ ـ و ق‬ ‫ن‬


‫مة‪ ،‬وما ه ا إﻻ إم اداً ل ح رسال ه في ال امح‪ ،‬ح‬ ‫في ال‬ ‫اع ه ل قال‬ ‫مع‬ ‫ت ام‬
‫أخﻼ ات‬ ‫ة م ارسة‬ ‫الع امل ال ي دفع ه إلﻰ ال ال ة ال امح‪ ،‬و‬ ‫ت ث فه ا ع‬
‫ال امح في ال ال ال اسي وال ي ي‪.‬‬

‫اه ة في دع ة ل ك لل امح ال ي ي‬ ‫ال ل اﻷول‪ :‬الع امل ال‬

‫ال اسي وال ي ي‬ ‫ورة م ارسة فعل ال امح ال ي ي في ال ال‬ ‫جن لك‬ ‫ناد‬
‫إن ان أو دولة‬ ‫زﻷ‬ ‫ة في اﻻع قاد‪ ،‬فﻼ‬ ‫ة ال‬ ‫وَ ْق ِ ُ ال امح ال ي ي‪ :‬اح ام ال‬
‫ل‬ ‫؛ ﻷن ال ي ال‬ ‫ال اس علﻰ اع اق عقائ مع ة اس ال ي ال‬ ‫أو م س ة دي ة أن ت‬
‫م أجل م ارسة ال ق س‪ ،‬وﻻ م أجل‬ ‫ل ي أس‬ ‫ق ل‪ » :‬ال ي ال‬ ‫ي ع لفعل ذل‬
‫وف‬ ‫ح اة ال‬ ‫ة‪ ،‬وﻻ م أجل م ارسة القه ‪ ،‬إن ا م أجل ت‬ ‫ل علﻰ سل ة ال‬ ‫ال‬
‫ج ن ل ك جاء ل ع إلﻰ م ارم اﻷخﻼق‪ ،‬م‬ ‫ح‬ ‫لة وال ق «‪ 1‬فال ي ال‬ ‫ق اع الف‬

‫‪1‬‬
‫‪John Locke (1686), Lettre sur la tolérance, trad: Jean le clerc 1710 , Garnier-Flammarion, paris, 1992,‬‬
‫‪P: 06.‬‬

‫‪36‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫اء علﻰ ذل‬
‫ت امح‪ ،‬وم ة‪ ،‬وح ة‪ ،‬وم اواة‪ ،‬ول ل ارسة ال ل ‪ ،‬والع ف‪ ،‬واﻻس اد؛ و ً‬
‫اﻵخ ‪.‬‬ ‫ق ع ه‪ ،‬ش أن ﻻ‬ ‫ف ل إن ان حٌ في اع قاده ال‬

‫ة‬ ‫ة إلى أس اب ف‬ ‫علﻰ أخﻼ ات م‬ ‫وت جع دع ة ل ك لل امح ال ي ي ال ت‬


‫رئ ي وهي ال الي‪:‬‬ ‫وس‬

‫ة‪:‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﻷس اب الف‬

‫ه ال ي ي وال اعات ال ائ ة‪:‬‬ ‫أــ م‬

‫اعات ال ائ ة م الع امل‬ ‫تعج ال‬ ‫ج ن ل ك ال ي ي‪ ،‬و ه ال ي ان‬ ‫مه‬ ‫ُع َ‬


‫إن ل ا عام‬ ‫ان ر ل ك ـ ـ ال ل د في س س‬ ‫ال اه ة في دع ته لل امح ال ي ي؛ ح‬
‫عام ‪ 1704‬ـ ـ م ال ه‬ ‫زا‪ ،‬ومات في اك‬ ‫ه س‬ ‫ول‬ ‫العام ال‬ ‫‪ 1632‬وه نف‬
‫ة ه ت في إن ل ا‬ ‫ه ون ائفة ب وت ان ة* م‬ ‫ال رتان أو ال‬ ‫ال رتاني‪ ،‬و ق‬
‫اﻷخﻼق ال ي‬ ‫ق س ال اة‪ ،‬وال‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫ال ادس وال ا ع ع‬ ‫خﻼل الق ن‬
‫ح م خﻼل ال اب ال ق س العه ال ي دون اﻷخ أق ال الق‬ ‫ال‬ ‫عل ها ال‬ ‫ح‬
‫ة؛ وت ل تل‬ ‫م ال ه ال‬ ‫غل ن ال ي ‪ ،‬و ول نه ح‬ ‫ة الل ي‬ ‫ورجال ال‬
‫اﻷخﻼق في الف ائل ال ال ة‪ ) :‬ال فقة‪ ،‬الف ة واﻹخﻼص‪ ،‬اﻻس قامة واﻹ ان‪ ،‬اﻻع اد على‬

‫الف ائل ال ي اع ها ج ن ل ك أساساً ﻷخﻼ ات ال امح‬ ‫ة(‪ 1‬وهي م ب‬ ‫ال ف ‪ ،‬ح ال‬
‫ة في‬ ‫ة ال‬ ‫عه لل فاع ع ال‬ ‫ساه في ت‬ ‫ه ال‬ ‫ال ي ي‪ ،‬وه ا ما ي ضح تَأَثَُهُ‬
‫اﻻع قاد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‬ ‫د س أح ‪ ،‬م ‪ :‬إمام ع الف اح إمام‪ ،‬دار ال‬ ‫لي راي ‪ ،‬تار خ الفل فة ال ي ة‪ ،‬ت ‪ :‬م‬ ‫ول‬
‫) ‪ ،2010 ،(1‬ص‪.155:‬‬
‫*ال وت ان ة ‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ائفة ال رتان‪ ،‬ال ي قادوا ث رة‬ ‫ا في‬ ‫ان ع‬ ‫وال ه ال امي ال‬ ‫وما ش عه أك‬
‫لعائلة آل س ارت‬ ‫ال‬ ‫ال ل ان ض ت ارل اﻷول –ا ان ال ب اﻷهل ة*‪ -‬ال ل ال‬
‫اع ته أساساً ﻷح امها‬ ‫لة ج اً‪ ،‬مع ق ًة ال ه ال اث ل ي ال‬ ‫ان ا م ة‬ ‫ب‬ ‫ال ي ح‬
‫اض هاد ل ال ائف‬ ‫ع له‪ ،‬وقام‬ ‫علﻰ ال‬ ‫إج ار ال ع‬ ‫قام‬ ‫وق ان ها؛ ح‬
‫ة‬ ‫اع ة رجال ال‬ ‫‪ ،‬وذل‬ ‫ة أنها علﻰ ﻼل‪ ،‬وأن م ه ها ه ال‬ ‫ة اﻷخ‬ ‫ال‬
‫إلﻰ ه ر ال اعات‬ ‫ال ائف ال الفة ل ه ه ‪ ،‬م ا أد‬ ‫ال اث ل ة** الل ي قام ا ب ف‬
‫ة‬ ‫ف ال اك وال‬ ‫ل ة م ذاً م‬ ‫ال‬ ‫اً غ‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫أض ﻰ ل م‬ ‫ال ائ ة؛ ح‬
‫وال ع ؛ وذل‬ ‫في ال ل ة والع ل‪ ،‬و ال ف‬ ‫وعﻼوة علﻰ ذل ُ َ ُم م حق قه ال ن ة ال‬
‫ً‬
‫نه م ال ه‬ ‫ال اسي وال ي ي‬ ‫ما دفع ج ن ل ك لل ال ة ال امح ال ي ي في ال ال‬
‫ال رتاني‪.‬‬

‫ة ال اث ل ة لل اك‬ ‫ذ ه ع م اع ة ال‬
‫ة ال ل ك‪ :‬ب ا ًء علﻰ ما س‬ ‫ب ـــ عﻼقة ال‬
‫رجال ال ي‬ ‫ال ل ي في اض هاد ال ائف ال الفة لها‪ ،‬ي ضح عﻼقة ال الف القائ ة ب‬

‫ة‬ ‫عارض ال‬ ‫اﻷل اني ) ‪ 1483‬ـ ـ ‪ ( 1546‬ال‬ ‫ة اﻹصﻼح ة ل ارت ل ث ] ال اه‬ ‫ة ال‬ ‫هي ح ة دي ة ن أت ن‬
‫ش اء الغف ان‬ ‫ن إﻻ ع‬ ‫ة ل عها ص ك الغف ان ُم‬
‫ًة أن ال ﻼص م ال ن ب ﻻ‬ ‫ال ومان ة ال اث ل ة ال‬
‫ن‬ ‫ذل اس غﻼﻻ وس ا علﻰ أم ال ال اس‪ ،‬وﻻ عﻼقة له ال ﻼص إن ا ال ﻼص م ال ن ب‬ ‫ل ث اع‬ ‫ال ال؛ ول‬
‫ة وعل ه فإن ال ﻼص ي‬ ‫ات اه ال‬ ‫ال وت ان ة م ول ة الف د ات اه ال ب وح ه‪ ،‬ول‬ ‫اﻹ ان فق [‪ ،‬و ال الي فإن َع‬
‫إلى ‪ :‬د‪ .‬إس اع ل ع الف اح ال افي‪ ،‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص ص‪100 :‬ــــ‪.101‬‬ ‫ال ع ة اﻹله ة فق ‪ .‬أن‬
‫ة اﻻع قاد‬ ‫واﻻض هاد ال ي ي‪ ،‬م ال‬ ‫ال ل ي ال‬ ‫* ال ب اﻷهل ة‪ :‬هي ح ب قام بها ح ب ال ل ان ض ال‬
‫ه ه ال ب إع ام ال ل ت ارل اﻷول عام ‪) 1649‬م جع نف ه‪ ،‬ص‪.(154 :‬‬ ‫‪ ،‬وان ه‬ ‫واﻹ احة ال ام ال ل ي لل‬
‫عة م‬ ‫ع ي عاَماً‪ ،‬أو عال اً أو ل اً‪ ،‬وهي م‬ ‫م ال نان ة )‪ ( katholikos‬وال‬ ‫لح م‬ ‫** ال اث ل ة‪ :‬ه م‬
‫ة‬ ‫أقامها مع‬ ‫س« ال‬ ‫ة ال ومان ة ال ي ي أسها ال ا ا اع اره خل فة »ال س ل‬ ‫ة ال ي ت ي بها ال‬ ‫ال عال ال‬
‫ة‪) :‬‬ ‫ف ال ب ‪ -‬وم أص لها ال ئ‬ ‫ح علﻰ اﻷرض ‪ -‬أ مف ض م‬ ‫ال‬ ‫ال سل؛ و ال الي ع ال ا ا م ل لل‬
‫ال س ‪،‬‬ ‫إلى‪ :‬رح أب ر‬ ‫‪ ،‬وس اﻻع اف‪ ،‬وس ت اول الق ان‪ ،‬وس ال ﻼص‪ ،‬وس الغف ان‪ .(...‬أن‬ ‫ال ل ‪ ،‬ال‬
‫اء‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‪ ،2015 ،(1 ) ،‬ص ص‪.228-227 :‬‬ ‫ّ ة ال‬ ‫دل ل الفل في ال امل‪ ،‬ج‪ ،3‬دار ال‬

‫‪38‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫لل ع‬ ‫واس غﻼله‬ ‫واس اده‬ ‫ع فه‬ ‫ة‪ُ ،‬م ر‬ ‫ال‬ ‫أجل م ال ه‬ ‫وال ام‪ ،‬م‬
‫اًر‬ ‫م‬ ‫ت اما؛ م ا جعل ال ع‬ ‫ذل‬ ‫ال قة ع‬ ‫‪ ،‬ل‬ ‫ي ال‬ ‫ارس ه لل ي ال‬
‫ة ال اث ل ة‪ ،‬وسل ة ال اك ‪.‬‬ ‫سل ة ال‬ ‫سل‬ ‫ب‬

‫ي‬ ‫ف جل ال ي ي ر لل اك ح ه اس ادا علﻰ تأو ﻼت اذ ة ﻻ عﻼقة لها ال ي ال‬


‫ة‬ ‫ك ن أنها م اق ة ت اما مع العه ال ي "اﻷناج ل"‪ ،‬ب ا هي م فقة مع م ال ه ال‬
‫الح وال ه ات –‬ ‫رجال ال ي إن ا ه رجال ال‬ ‫ق ن لق‬ ‫ج ن ل ك أنه ﻻ‬ ‫–لل ي‬
‫رات‪:‬‬ ‫تل ال‬ ‫وم ب‬

‫ال اسي ال‬ ‫" ال‬ ‫" رو ت فل‬ ‫‪1‬ـــ أن ال ل ك م سﻼلة اﻵلهة‪ ،‬و ان ه في ذل‬
‫اﻹلهي لل ل ك‪ ،‬مع اً ح ه ال راثي ح مق س ﻷنه ف ة إله ة‪ ،‬له ا ال‬ ‫دافع ع ال‬
‫ة ل ي ﻻ ت ن أداة اس غﻼل ة في ي ال اك ورجال ال ي‬ ‫ج ن ل ك اﻷف ار الف‬ ‫رف‬
‫ل ق د ارت ك ا ع ق ع‬ ‫ة واس اده لل ع ‪ ،‬ول‬ ‫م ال ه ال‬ ‫الفاس ي ل‬
‫ل ك َي ْ َِق ُ هُ و ف ح‬ ‫أن تأو ﻼته مأخ ذة م ال اب ال ق س‪ ،‬ول‬ ‫ا َي َ ِعي ف ل‬ ‫؛‬ ‫ال اح‬
‫مع ال اب ال ق س‪ ،‬ومع العقل‪.‬‬ ‫ي‪ ،‬م اًز ت اق ات ح ج ف ل‬ ‫ك ه ع ال ي ال‬

‫ف اﻹله‪ ،‬فق ان ه وأح امه إله ة ﻻ نقاش ف ها‪ ،‬وﻻ معارضة‬ ‫‪2‬ــ أن ال ل ك مف ض ن م‬
‫وال ق ‪.‬‬ ‫عل ها‪ ،‬وه ا إن ﱠد َل فإنه ي ل علﻰ انع ام ح ة ال ع‬

‫هة‬ ‫له‬ ‫اﻷم ال واﻷراضي‪ ،‬وت‬ ‫ه‬ ‫ة‪ :‬ت‬ ‫أما دور ال اك ات اه رجال ال‬
‫ف‬ ‫معارضة صادرة م‬ ‫ع أ‬ ‫" لل‬ ‫ﻰ بـ "م اك ال ف‬ ‫م خﻼل ما‬ ‫ال ف‬
‫ه ‪ ،‬وت ف‬ ‫اته العل ة ال ي تعارض خ‬ ‫م خﻼل م لفاته ‪ ،‬أو ن‬ ‫س اء ان‬ ‫ال ع‬
‫ج ن ل ك " رسال ه اﻷولى في ال امح " ل‬ ‫ي‪ ،‬ل ل ح ا‬ ‫اس غﻼله لل ي ال‬
‫ة‬ ‫ف رجال ال‬ ‫مق ة م‬ ‫ان‬ ‫وال ع‬ ‫اس ه عل ها‪ ،‬م ا ي ل علﻰ ﱠ‬
‫أن ح ة ال‬
‫ة‪.‬‬ ‫م ال ه ال‬ ‫وال اك ‪ ،‬وذل ح‬

‫‪39‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ف اً و إل اداً‪ ،‬و انقﻼ ًا علﻰ أح ام ال ب‬ ‫تع‬ ‫ف ال ع‬ ‫معارضة م‬ ‫و ال الي أ‬
‫ة ‪ -‬أنه‬ ‫واس ادا علﻰ ذل َو ﱠج َ ح ُق ال عارض‪ ،‬وصل ه ب ون رح ة م ع‬
‫– رجال ال‬
‫ف اﻹله‬ ‫ة أنه مف ض ن م‬ ‫ة ال ي ارت ها ات اه ال ب‪،‬‬ ‫ي ون ت ل ه م ال‬
‫لفعل ذل ‪.‬‬

‫ر‬ ‫الع‬ ‫بل ش ل ل أورو ا؛ ف‬ ‫علﻰ إن ل ا ف‬ ‫ق‬ ‫اﻻس غﻼل ل‬ ‫وذل‬


‫ة ال اث ل ة وت الفه مع ال ام‪ ،‬ل ل ح ا اك ل‬ ‫عاني م اس اد ال‬ ‫ال س ى وال ع‬
‫" لل ﻻلة علﻰ عﻼقة ال الف‬ ‫أمعاء آخ ق‬ ‫رفع ا شعار " أش ق ا آخ مل‬ ‫وعي ال ع‬
‫اس ال ي م جهة؛ وم جهة أخ‬ ‫ة م غلة ال ع‬ ‫ال ل ك ب جال ال‬ ‫ت‬ ‫ال ي ان‬
‫ي ‪.‬‬ ‫ال ل ورجال ال ي ال‬ ‫ف ل ال الف القائ ب‬ ‫ال ع‬ ‫ي ل ال عار علﻰ م ال‬

‫اﻻس غﻼل‬ ‫بل رف‬ ‫ال اثي ل يلغي ال ي‬ ‫ذ ه فإن الف‬ ‫خﻼل ما س‬ ‫و م‬
‫ول أ اه في م لفه ال س م ] ال ي وال اسة‬ ‫واﻻس اد اس ال ي ‪ ،‬وذل ما أشار إل ه ال‬
‫ال ي و س‬ ‫الع ي ال اه ﱠ‬
‫أن ال اثة ألغ‬ ‫واﻷخﻼق[ قائﻼ‪ » :‬م اﻷوهام ال ائ ة في الف‬
‫ان‬ ‫لﻺل اد‪ ،‬وت ت لل ق س إما اس العل أو اس اﻷي ي ل ج ا‪ ،1«...‬و اءل‪ :‬ماذا ل‬
‫ح وال ق ؟‬ ‫رة مغل ة ت اج لل‬ ‫ه ه ال‬

‫ج ـــ ح اة ج ن ل ك ال راس ة و ال ه ة‪:‬‬

‫ة‬ ‫دافعاً ل ال ه ال امح ال ي ي‪ ،‬وال‬ ‫تع ح اة ل ك ال راس ة‪ ،‬وال ه ة هي اﻷخ‬


‫ة‬ ‫ة رجال ال‬ ‫ف م ها ن اً ل‬ ‫‪ ،‬ل ه ل‬ ‫درس في جامعة أُك ف رد وس‬ ‫ح‬
‫ة‪ ،‬ق اع‬ ‫علﻰ تعل ال اد ال ال ة‪ " :‬الﻼه ت‪ ،‬اللغات الق‬ ‫اق‬ ‫ال‬ ‫علﻰ ال ال ال‬
‫ر "‪.‬‬ ‫ال‬ ‫‪ ،‬وال‬ ‫ال‬

‫‪1‬‬
‫‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‪ ،2014 ،(1 ) ،‬ص‪.289 :‬‬ ‫ول ا اه‪ ،‬ال ي وال اسة واﻷخﻼق‪ ،‬ج اول لل‬ ‫ال‬

‫‪40‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ضن‬ ‫ة ال اث ل ة م لف ن ب ر ها‪ ،‬م ا جعله‬ ‫ان رجال ال‬ ‫وم جهة أخ‬
‫ة ج ل خاضع ﻷوام ه وأوام ال ل ؛ إﻻ‬ ‫ةت‬ ‫ال ائفي وال ي ي‪،‬‬ ‫علﻰ ال ع‬ ‫ال عل‬
‫‪ ،‬وم‬ ‫ه‬ ‫إش اف ج اعة ال‬ ‫‪ -‬في زم ه ان ت‬ ‫أن ال عه ان – أك ف رد وس‬
‫وم ل "‬ ‫ح وه م دعاة ال امح ال ي ي‪ ،‬و "أول ف‬ ‫ل ة ال‬ ‫"ع‬ ‫ب ه " ج ن أو‬
‫ة‪ ،‬واح ام حق ق اﻹن ان‪ ،1‬والل ان أثّ ا في‬ ‫ا اًر في جامعة أك ف رد ان ي ع ا إلﻰ ال‬ ‫م‬
‫ة والف ة‪ ،‬و اد‬ ‫ة ال‬ ‫الف د في ال‬ ‫ل ك م ا جعله ه اﻵخ ي افع ع ح‬ ‫ف‬
‫ة وال ل وأن‬ ‫ن ع ض ًة ﻻس غﻼل رجال ال‬ ‫مة ح ﻰ ﻻ‬ ‫ة وال‬ ‫ف ل ال عل ع ال‬

‫ﻻ واسعاً‬
‫م اً‬ ‫ة وال عل‬ ‫عل م م ان ال‬ ‫ح م ل ص اعات ائ ة‪ ،‬بل أراد أن‬ ‫ﻻ‬
‫م لف‬ ‫ال ائف(‪ ،‬أو ب‬ ‫في ال ي ال اح )ب‬ ‫ل ارسة ال امح ال ي ي‪ ،‬س اء ان ذل‬
‫ة‪ ،‬ال ه د ة‪ ،‬اﻹسﻼم ة‪ ،‬اله وس ة‪ ،(...‬وه ا ما َي ُ و واض ا م خﻼل‬ ‫اﻷد ان ) ال‬
‫ة[‪.‬‬ ‫اﻵراء في ال‬ ‫م لفه ال س م ] ع‬

‫ت مع ها في‬ ‫ال اص ‪ ،‬ان‬ ‫ح اته ال ه ة‪ ،‬فق شغل ل ك الع ي م‬ ‫أما ع‬


‫ل ا شه ه م‬ ‫ة؛ وذل‬ ‫ة ال‬ ‫ا ة ال افع ل ال ه ال‬ ‫ال ان ال اسي‪ ،‬وال ي ان‬
‫خﻼل مقاله ال س م‬ ‫ما رآه ه ام صالح م‬ ‫ه وذل‬ ‫ائ ة وس اس ة في ع‬ ‫ص اعات‬
‫اﻷورو ي[ قائﻼ‪ » :‬ي غي أن ن رك أن ج ن ل ك ان‬ ‫ة ال ي ة في الف‬ ‫]ال امح وال‬
‫ا قال‬ ‫م ع ﻻً في ب جه العاجي‬ ‫ه‪ ،‬ول‬ ‫اعات ال اس ة‪ ،‬وال ي ة لع‬ ‫اً في ال‬ ‫م‬
‫ع ف اس ل رد‬ ‫آن اك‪ :‬الل رد أش لي«‪ 2‬وال‬ ‫اﻹن ل‬ ‫ار ال اس‬ ‫ان ص قا ﻷح‬ ‫فق‬

‫‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‪) ،‬د (‬ ‫ة‪ ،‬دار ال ه ة الع ة لل اعة وال‬ ‫اس‪ ،‬ج ن ل ك إمام الفل فة ال‬ ‫د)ة( راو ة ع ال ع‬ ‫‪1‬‬

‫‪1996‬ص‪.19 :‬‬
‫‪2‬‬
‫لل ي‬ ‫اﻷورو ي‪ ،‬م س ة م م ن ﻼ ح ود لل راسات واﻷ اث‪ ،‬ق‬ ‫ة ال ي ة في الف‬ ‫هاش صالح‪ ،‬ال امح وال‬
‫ع ال اه ‪ ،‬ال غ ب‪) ،‬د (‪ ،‬د ت‪ ،‬ص‪.08 :‬‬ ‫وق ا ا ال‬

‫‪41‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ة م جهة‪ ،‬واض هاد‬ ‫ال‬ ‫ة ال ع ق وعارض أح ام ال ل‬ ‫*‪ ،‬كان ُم ال اً‬ ‫شاف‬
‫جعل ج ن ل ك س ت اً ل ل‬ ‫ال ة ال اث ل ة لل ائف ال غاي ة لها م جهة أخ ؛ ح‬
‫ة ال ي ة؛ م ا جعل ال ل‬ ‫ه ال‬ ‫ض‬ ‫ا ة ال س ر ال‬ ‫ع ات‪ ،‬وساه معه في‬ ‫ال‬
‫أن الل رد خالف أح ام ال ب ح ا دعﻰ‬ ‫ة ال اث ل ة ي ه نه ال انة م ع‬ ‫ورجال ال‬
‫في إج ار ال اس علﻰ اع اق ال ه‬ ‫ت‬ ‫ة ال ي ة‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻷن ر ة ال ب ان‬ ‫إلﻰ ال‬
‫إع ام الّل رد؛ ل ه في‬ ‫ب ل ‪ ،‬و ال الي وج‬ ‫وال ل‬ ‫رجال ال ي‬‫ال اث ل ي‪ُ ،‬م لِفاَ ل م‬
‫م لف ن‬ ‫ة أنه مف ض ن أ‬ ‫اس ال ي ال‬ ‫ال قة ف ح أﻻع ه واس غﻼله لل ع‬
‫ال ائ َف َ الّل رد هار ًا إلﻰ ه ل ا ول قه ص قه ل ك س ة‬ ‫ال‬ ‫ف ال ب‪ ،‬فإث ذل‬ ‫م‬
‫تف غ ل ا ة م لفاته ال ال ة‪:‬‬ ‫‪ 1683‬ع اره ش ه؛ ح‬

‫عام ‪) ،1690‬رسال ه اﻷولﻰ في‬ ‫( أن ه س ة ‪ 1687‬ون‬ ‫في الفه ال‬ ‫])م‬


‫عه ا س ة‬ ‫مة(‬ ‫في ال‬ ‫ال امح( ن ها الﻼت ة س ة ‪ 1689‬في ه ل ا‪ ) ،‬مقال‬
‫س ي ‪– 1690‬‬ ‫في ال امح ن ه ا ب‬ ‫قل ل‪ ،‬وأضاف رسال‬ ‫ع ذل‬ ‫‪ 1689‬ون‬
‫رغ إخ ﻼف وت ع م لفاته‬ ‫ة ( ن ه س ة ‪ ،1[ 1693‬ول‬ ‫آرائه في ال‬ ‫‪ ) ،1692‬ع‬
‫ة ال ي ة‪ ،‬و ع د‬ ‫ال امح‪ ،‬وال‬ ‫في قال‬ ‫ا أنها ت‬ ‫‪،‬‬ ‫إﻻ أنها م لة ل ع ها ال ع‬
‫ة‪ ،‬وم اع ته له‪.‬‬ ‫ه‪ ،‬وتأث ه أف ار الل رد ح ل ال‬ ‫الف ل في ذل ل وف ع‬

‫واله وب ـ ـ ل ك ـ ـ ل م عه م ال فاع ع م ادئه بل واصل ذل م خﻼل م لفاته‪ ،‬ل ه‬


‫القائ ة ال داء‬ ‫ان ة اس ه ض‬ ‫مة ال‬ ‫ال‬ ‫وضع‬ ‫ق له اله وء واﻻس ق ار‪ ،‬ح‬ ‫ل‬

‫ا أنه ال امل ال س ي‬ ‫ل ة ال اس ة ل ؤوس اﻷم ال ال ارة؛‬ ‫ل ال‬ ‫اني‪ ،‬ان‬ ‫‪ :‬رجل س اسي ب‬ ‫*ل رد شا‬
‫ﻷخ ام مل شارل ال اني‪ ،‬عام ‪.1672‬‬
‫‪1‬‬
‫‪)،‬د (‪ ،1977 ،‬ص‪:‬‬ ‫ة العامة لل اب‪ ،‬م‬ ‫ي‪ ،‬اله ة ال‬ ‫ب ت ان رسل‪ ،‬تار خ الفل فة الغ ة‪ ،‬ت ‪ :‬ﷴ ف ي ال‬
‫‪.170‬‬

‫‪42‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ل‬ ‫ان َد ْار َلْ ْ ْن "‪ ،‬ل‬
‫ر" َف ْ‬ ‫إلﻰ ال في اس م عار د‬ ‫م ال ة ب ل ه و ده‪ ،‬فاض‬
‫ال ي ج‬ ‫ل ا م ال ل‬ ‫ﻼً والف ل ع د ﻷص قائه في إن ل ا ال ي‬ ‫ذل‬
‫ذل ‪ ،‬وف ل ال قاء في ه ل ا‬ ‫ل ك رف‬ ‫علﻰ ذل ‪ ،‬ل‬ ‫ال اني العف ع ص قه ف اف‬
‫ج ة ب ا أنا ل‬ ‫ر إﻻ ع‬ ‫إن العف ﻻ‬
‫قه ت ماس ه ت قائﻼ‪ّ » :‬‬ ‫وأرسل ل‬
‫ول ة‬ ‫أنه ان ف‬ ‫ل «‪ ،1‬و و م ذل‬ ‫ة ﻻ ع‬ ‫ج ة وال فاع ع ال‬ ‫أرت‬
‫ش ه ودي ه م ق د اس غﻼل رجال‬ ‫اته م أجل ت‬ ‫ة‬ ‫ات اه ش ه ح ا ف ل ال‬
‫ان‪ ،‬ففي تل الف ة ه ت ب ادر‬ ‫رغ ه في زوال ال‬ ‫‪ ،‬ولق ت قق‬ ‫ة وال ام ال ائ‬ ‫ال‬
‫ه‬ ‫إعﻼن م‬ ‫ة‪ ،‬وذل‬ ‫ال اني آخ أس ة آل س ارت ال‬ ‫ج‬ ‫ال رة ض ال ل‬
‫‪.‬‬ ‫ال ق س لل ل ك في ال‬ ‫ة ال‬ ‫هب‬ ‫ال اث ل ي‪ ،‬وت‬

‫ال ئ ي‪:‬‬ ‫ثان ا‪ :‬ال‬

‫ـــ اﻹن ﻼل اﻷخﻼقي‪:‬‬

‫ال ئ ي ل ع ة ل ك لل امح‬ ‫ة؛ أما ال‬ ‫اﻷس اب ال ي ُذك ت سا قاً أس ا اً ف‬ ‫تُع‬


‫ًة ﻹه ال رجال‬ ‫ال ال ال ي ي‪ ،‬وال اسي؛ وذل ن‬ ‫م‬ ‫ال ي ي ه اﻹن ﻼل اﻷخﻼقي ال‬
‫ح م‬ ‫ال‬ ‫اﻷخﻼ ة ال ي دعا إل ها ال‬ ‫َي َ َ ُل ا ال اد‬ ‫اﻷخﻼقي‪ ،‬في ح‬ ‫ال ي ال ان‬
‫خﻼل اﻷناج ل م م ة‪ ،‬وأخ ة‪ ،‬وح ام اﻷد ان‪ ،‬وت اضع‪ ،‬وت امح؛ ت ل ا ع ها وانقادوا وراء‬
‫دي ة‬ ‫اس ال ي ف ج ع ذل أزم‬ ‫ال ع‬ ‫في ذل مع ال ل ك‪ ،‬م غل‬ ‫شه اته م الف‬
‫ه‬ ‫ة وه ا ما ص ح‬ ‫خﻼل تأو ﻼته ال اذ ة‪ ،‬وأزمة اﻷخﻼق ال اق ة مع ال‬ ‫م‬

‫د‪ .‬فاروق ع ال ع ي‪ ،‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.10 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪43‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ال ه ة ل‬ ‫اﻷورو ي [ قائل ًة‪ » :‬تف‬ ‫روس في م لفها ال س م ] مغام ة الف‬ ‫جاكل‬
‫‪1‬‬
‫ة انه ار أخﻼقي «‪.‬‬ ‫فق وس وعي ﻷزمة دي ة؛ بل في‬

‫ة ال ب‪ ،‬ح‬ ‫م ه عﻼمة ل‬ ‫جاعل‬ ‫إلﻰ ال ع‬ ‫ك ا َع َ َ رجال ال ي ال اث ل‬


‫ال اث ل ي‬ ‫د اخ ﻼف دي ه ‪ ،‬أو ائف ه ‪ ،‬ع ال ه‬ ‫م اﻷب اء‪ ،‬ل‬ ‫ع ب ا وأح ق ا ال‬
‫ال و ﻼت غ‬ ‫أن تل‬ ‫ت و له ل ال ه ‪ ،‬في ح‬ ‫أخ وا م ال اب ال ق س ما‬ ‫ح‬
‫الق ان "‪ ،‬م أجل ملء‬ ‫معق لة كال ﻼص ال اد م خﻼل " ص ك الغف ان " و " س تق‬
‫ته‬ ‫ص في ق‬ ‫فه الل‬ ‫نه اﻷكل‪ ،‬وخ ائ ه ال ال‪ ،‬وه ا ما جعل ج ن م ل ن*‬
‫اﻷول‬ ‫ال ه رة ] الف دوس ال فق د [ ق ل في أح أب اته ال ع ة ‪ » :‬ه ا ت ل ه ا الل‬
‫ه «‪ 2‬وه ا ش ه ال اع رجال‬ ‫إلﻰ زر ة ال ب ٭٭٭ وه ا ي ل اﻷج اء ال ضعاء‬ ‫اﻷك‬
‫ن اً ل ا ان ا ق م ن ه م أفعال‬ ‫اﻷك ‪ ،‬وذل‬ ‫ان وه الّل‬ ‫ال‬ ‫ال ي ال اث ل‬
‫اﻷفعال‬ ‫تلل‬ ‫ح ‪،‬وم ب‬ ‫ال‬ ‫عل ها ال‬ ‫ذم ة م اق ة مع ال عال اﻷخﻼ ة ال ي ح‬
‫ه لل ل ك علﻰ ح اب‬ ‫ة الق ان وال ﻼص‪ ،‬وت‬ ‫علﻰ أم ال ال اس‬ ‫ال م ة ال‬
‫ال ي ‪.‬‬

‫ه ب‬ ‫ه‪ ،‬وت‬ ‫ل‬ ‫ت لﻰ في خ انة ال ل‬ ‫اﻻن ﻼل اﻷخﻼقي ال اسي ال‬ ‫و ل‬


‫ذل‬ ‫ة ال اث ل ة‪ ،‬و‬ ‫اث ل ي أي ال‬ ‫وال وت ان ‪ ،‬اع ار أنه م م ه‬ ‫ال اث ل‬

‫‪1‬‬
‫ي لل قافة و ال ُ اث ‪ ،‬اﻹمارات‬ ‫اﻷورو ي‪ ،‬ت ‪ :‬أمل دي ‪ ،‬م ‪ :‬د‪ .‬زه ة درو ‪ ،‬ه ة أب‬ ‫روس‪ ،‬مغام ة الف‬ ‫جاكل‬
‫) ‪ ،2011 ،(1‬ص‪.130 :‬‬
‫ة الف ة وال ي ة‬ ‫ال‬ ‫عاص ج ن ل ك‪ ،‬وناد‬ ‫وشاع ‪ ،‬وس اسي إن ل‬ ‫* ج ن م ل ن‪ (1674 -1608) :‬ات‬
‫د‪.‬‬ ‫م لفاته‪ :‬الف دوس ال فق د‪ ،‬ال ف ‪ ،‬الف دوس ال‬ ‫ال ل ي ال ل ‪ ،‬م ب‬ ‫وعارض ال‬
‫‪2‬‬
‫‪) ،‬د (‪ ،2011 ،‬ص‪:‬‬ ‫رات اله ة العامة ال رة لل اب‪ ،‬دم‬ ‫ج ن م ل ن‪ ،‬الف دوس ال فق د‪ ،‬ت ‪ :‬ح ا ع د‪ ،‬م‬
‫‪.251‬‬

‫‪44‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أخﻼ ات ال امح‬ ‫ال‬ ‫ا ة‪ ،‬وه ا ما جعل ج ن ل ك‬ ‫ق وال‬ ‫إلﻰ ال ل و اب ال‬
‫ا ة اﻷرض ة ال ي ت ﻰ عل ها ال ادي ال ي ة وال اس ة‪.‬‬ ‫ل ن‬

‫ال ل ال اني‪ :‬أخﻼ ات ال امح في ال ال ال ي ي‬

‫أضفﻰ عل ه‬ ‫ارسة إي قا ال امح ال ي ي في ال ال ال ي ي‪ ،‬ح‬ ‫جنلك‬ ‫ال‬


‫ل جي‪ ،‬ال ع ال ه ي‪ ،‬ال ع‬ ‫أ عاداً م ع دة وم عة م ب ها‪ ] :‬ال ع ال ي ي‪ ،‬ال ع اﻻ‬
‫ح م خﻼل ] رسائله في ال امح [ ال ي‬ ‫ال ف ي وال ع اﻻج اعي وال قافي [‪ ،‬وه ا ما ي‬
‫‪1‬‬
‫وش* "‬ ‫فان ل‬ ‫وجهها إلﻰ ص قه " ف ل‬

‫اعات ال ائ ة واﻻس اد واﻻس اد ال اجع‬ ‫ا ة نق م جه لل‬ ‫ال سائل‬ ‫تل‬ ‫تع‬


‫ة ج عاء‬ ‫هي ] رسائل لل‬ ‫ه؛ وم جهة أخ‬ ‫ان سائ ًا في ع‬ ‫لﻼن ﻼل اﻷخﻼقي ال‬
‫إ ار‬ ‫اﻷد ان‪ ،‬وال ي ت رج ض‬ ‫ة ب‬ ‫اﻷخﻼ ة ال‬ ‫ه ف ها علﻰ ات اذ ال عال‬
‫ة‬ ‫ا ب ه "‪ ،‬وذل‬ ‫اً‬ ‫عل ها " قان ن ًا أخﻼ ًا م‬ ‫ال امح ال ي ي أساساً ل ل ه ‪ ،‬وأن‬
‫ﻻ ب م اتفاقه علﻰ ش و‬ ‫ذل‬ ‫اع [؛ ول ي ي ق‬ ‫ل أن اع الع ف‪ ،‬وأش ال ال‬ ‫ت‬
‫" العق اﻷخﻼقي ال ي ي "؛ ف ا هي ش و ه ا العق ؟ وما هي اﻷخﻼ ات ال ي ة‬ ‫ل أس‬
‫ة وال رجة في إ ار ال امح ال ي ي؟‬ ‫ال‬

‫ة ال ي ة للف د؛ أص ح ص ي ج ن ل ك ح ا فّ ه ا‬ ‫ال‬ ‫‪ ،‬وه م م‬ ‫وش‪ :‬عال ﻻه ت ه ل‬ ‫فان ل‬ ‫‪ *1‬ف ل‬


‫هار اً إلﻰ ه ل ا‪.‬‬ ‫اﻷخ‬
‫ة‪ :‬هي تل اﻷف ار ال ي ي ل بها العقل اﻹن اني ق ل اك اب أ خ ة ح ه‪ ،‬وه اك م ي اها علﻰ أنها‬ ‫** اﻷف ار الف‬
‫ات أفﻼ ن ال ال ة ود ارت علﻰ س ل ال ال ف ة ال ج د ال امل )اﻹله(‪ ،‬وف ة للعل ة‪ ،‬وال ق‬ ‫ر إلهي م ل‪ » :‬ن‬ ‫م‬
‫)‬ ‫ر إلهي‪ ،‬أن‬ ‫ع ه ال ال ة و ون ال ج ع إلﻰ م‬ ‫ة ي ود بها العقل‬ ‫‪...‬إلخ‪ ،‬وه اك م ي ع أن اﻷف ار الف‬
‫‪ ،1998 ،(1 ) ،‬ص‪.(46 :‬‬ ‫لح الفل في‪ ،‬ت ‪ :‬د‪ .‬صفاء ع ال ﻼم جعف ‪ ،‬دار ال قافة العل ة‪ ،‬م‬ ‫ق اءة لل‬

‫‪45‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوﻻً‪ :‬ش و العق اﻷخﻼقي ال ي ي‪:‬‬

‫ة‪:‬‬ ‫أ‪ -‬م ار ة اﻷخﻼق ال ي ة ال‬

‫صها ال ي ة‬ ‫عل ها ج ع اﻷد ان م خﻼل ن‬ ‫بها م ار ة اﻷخﻼق ال ي ت‬ ‫ق‬


‫ال اح ب‬ ‫ال ي‬ ‫علﻰ م‬ ‫إ ار ال امح ال ي ي س اء ان ذل‬ ‫وال ي ت رج ض‬
‫ة‪ ،‬اﻹسﻼم ة‪ ،‬اله وس ة‪(...‬‬ ‫م لف اﻷد ان )ال ه د ة‪ ،‬ال‬ ‫)ال ائف وال اه (‪،‬أو ب‬
‫ة‪.‬‬ ‫ة م ال‬ ‫ة **؛ إن ا م‬ ‫أف ار ف‬ ‫ا أنها ل‬ ‫مع اً اﻷخﻼق ذات ا ع إلهي؛‬

‫ي ر ل ك ت اق ه ه ا؟‬ ‫ول‬

‫ر و ه ا ال الي‪:‬‬ ‫ه القار لل هلة اﻷولﻰ ت اق ا‬ ‫ج ن ل ك م قفه ال‬ ‫ي‬

‫ﻻ َي َ َ َ ُء‪ ،‬وﻻ ي لل ل ل‬ ‫أولي ال‬ ‫‪ -1‬اﻹدراك العقلي‪ُ :‬ع ف ل ك العقل أنه» ع‬


‫ل ف اده‪ ،‬وت لله ع ال ت‪ ،‬ا ﱠ‬
‫أن و ف ه إدراك معاني اﻹح اسات‪ ،‬وه ا ة اﻹن ان‬
‫‪1‬‬
‫اء علﻰ‬
‫ً‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫إل ه في إمﻼء عق ته ﻷنه ص ت اﻹله في اﻹن ان«‬ ‫إذا ما اس حاه‪ ،‬وأن‬
‫ﻷن " عقل اﻹن ان ي ل‬‫ف ة قلة ﱠ‬ ‫ﱠ‬
‫فإن اﻷف ار اﻷخﻼ ة ال ج دة في العقل ل‬ ‫ذل‬
‫اء"‪ ،‬و ال الي تل اﻷف ار هي " معاني ح ة " ي ر ها اﻹن ان م خﻼل ت اره‬ ‫صف ة ب‬
‫ع‬ ‫ق م ع ل ة اﻹدراك م جهة؛ وم جهة أخ‬ ‫العقل ال‬ ‫ع‬ ‫ة‪ ،‬وذل‬ ‫ال‬
‫في م لفه ال س م ] مقالة في الفه‬ ‫ج ن ل ك علﻰ ذل‬ ‫اًر‪ ،‬و م ش ا إله اً‪ ،‬و عل‬ ‫م‬
‫اﻷخﻼقي ما ُه َ ا إﻻّ إنع اساً ل ائج ال ت ة ع‬ ‫اﻷخﻼقي وال‬ ‫[ قائﻼ‪ » :‬ﱠ‬
‫إن ال‬ ‫ال‬

‫د‪ .‬فاروق ع ال ع ي‪ ،‬ال جع ال اب ‪،‬ص‪.29 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪46‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الفعل أل ًا له ولغ ه‪،‬‬ ‫ع ذل‬ ‫ل ك ما‪ ،‬و ت‬ ‫ا ق م ال ء‬ ‫أفعال ا م ل ة وأل «‪ 1‬ف‬
‫إذا ت ت‬ ‫اﻷخﻼقي"؛ في ح‬ ‫م ه‪ ،‬و ل علﻰ ذل اﻷل إس " ال‬ ‫ر اﻵخ‬ ‫هو‬ ‫ي‬
‫ال اس علﻰ اﻹ ال عل ه‪ ،‬وُ ْ لِ ُ عل ه إس‬ ‫ع ه ل ة وم فعة له ولغ ه ي عه‪ ،‬و ارسه‪ ،‬و‬
‫ر اﻹلهي‪.‬‬ ‫نا ع م العقل ذات ال‬ ‫اﻷخﻼقي "؛ فه ا اﻹس اج‪ ،‬وال‬ ‫"ال‬

‫جاء في رسال ه‬ ‫اﻷخﻼقي س ل لل عادة اﻹن ان ة‪ ،‬ح‬ ‫وَ ْع ِ ُ ج ن ل ك ال‬


‫إﻻ‬ ‫ال عادة هي غا ة ل إن ان م ح اته‪ ،‬وﻻ ي ذل‬ ‫ة ]ع ال عادة[ » ﱠ‬
‫أن ت ق‬ ‫ال‬
‫ح م ذل‬ ‫اﻹن ان ة «‪2‬و‬ ‫وال اد‬ ‫في وفاق مع ال‬ ‫إت اع اﻷسل ب اﻷم ل لل اة وال‬
‫اﻷخﻼ ة ال ي ة ال ي ت ل ] ال امح ال ي ي [ م ت اضع‪،‬‬ ‫ﱠ‬
‫أن إتفاق ال اس علﻰ ال عال‬
‫قها‬ ‫م ش و ال عادة ﻷن ه ه اﻷخ ة غا ة ل إن ان وت‬ ‫؛ش‬ ‫ة‪ ،‬وفعل ال‬ ‫وس عة‬
‫عل ها اﻷد ان‪.‬‬ ‫ار ة اﻷخﻼق ال ام ة الفاضلة ال ي ت‬ ‫مت‬

‫علﻰ اﻷن اء‪ ،‬وال سل‪ ،‬وال ي ت‬ ‫ه ل ك تل ال سائل اﻹله ة ال ي ن ل‬ ‫‪ -2‬ال ي ‪ :‬ق‬
‫العقل‬ ‫لك ب‬ ‫ر اﻹلهي‪ ،‬وه ا ُي ف‬ ‫مع العقل اﻹن اني ذات ال‬ ‫أخﻼ ة ت اف‬ ‫تعال‬
‫ر واح وه اﻹله؛ ف ا دام العقل‪ ،‬وال ي ي افقان في م ض ع أخﻼ ات‬ ‫نه ا م م‬ ‫وال ي‬
‫ال اة‬ ‫علﻰ ت‬ ‫وت ع‬ ‫و فة اﻷد ان مه ا اخ لف‬ ‫ال امح الفاضلة فﻼ ب أن تق‬

‫اس اداً‬ ‫ح اة ال‬ ‫في ت‬ ‫صها اﻷخﻼ ة ق ل‪ » :‬ﱠ‬


‫إن و فة ال ي ت‬ ‫ة وف ن‬ ‫ال‬

‫‪1‬‬
‫اﻷعلﻰ لل قافة‪،2005 ،1 ،‬‬ ‫ه‪ ،‬ال ل‬ ‫اق ت‪ ،‬م ‪ :‬اس ق‬ ‫‪،‬ت ‪:‬م ف‬ ‫إلى ف‬ ‫ار ه س‪ ،‬خ ا ات ال ل ة م ه‬
‫ص‪.88:‬‬
‫‪2‬‬
‫اس‪ ،‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.123 :‬‬ ‫د)ة(‪ .‬راو ة ع ال ع‬

‫‪47‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ِه‬ ‫لة وال ق «‪ 1‬ف ه ة ال ي هي صقل* اﻹن ان داخل اً‪ ،‬وذل م خﻼل تَعلِ‬
‫ْ‬ ‫علﻰ ق اع الف‬
‫أذي ه‪ ،‬وعل ه ﻻب ل ل ف د ع ل في ال ان ال ي ي أن ي لﻰ‬ ‫ُ ُ غ ه و‬ ‫ك‬
‫و ف ه علﻰ إرشاد وتعل ال اس ال ادئ اﻷخﻼ ة ال ف ة‬ ‫أخﻼ ات ال امح‪ ،‬وأن تق‬
‫ج ع اﻷد ان؛ وعل ه فﻼب ل ل ال س ات ال ي ة أن ت ن عﻼم ًة‬ ‫ةب‬ ‫على اﻵخ وال‬
‫ه‬ ‫أف اره علﻰ ع‬ ‫ي أراد ت‬ ‫أن ج ن ل ك م‬
‫ال ي ي‪ ،‬و ا ﱠ‬ ‫لل ع‬ ‫لل امح‪ ،‬ول‬
‫ة‬ ‫إلﻰ ال امح علﻰ ّأنه العﻼمة ال‬ ‫ق ل‪ » :‬أن ي أن‬ ‫ال ي ي‬ ‫ساد ه ال ع‬ ‫ال‬
‫ة ال اث ل ة ال ي ل ي ل ا الف ائل‬ ‫ذل نق اً م جهاً ل جال ال‬ ‫ة ال قة«‪ ،2‬و ع‬ ‫لل‬
‫ح ا قام ا‬ ‫ة ال ب عﻼمة لل ع‬ ‫ة آن اك بل ات ع ا شه اته ‪ ،‬وجعل ا م‬ ‫ال‬
‫ة ال الفة ل ه ه ال اث ل ي؛ و ال الي تفع ل‬ ‫اض هاد‪ ،‬وق ل اﻵﻻف م ال ائف ال‬
‫ال اس‬ ‫ال س ات ال ي ة‪ ،‬س ف يلقﻰ ت ح اً واسعاً م ق ل مع‬ ‫إي قا ال امح ال ي ي ض‬
‫ال اني للعق اﻷخﻼقي‪.‬‬ ‫ة ال ي ة للف د‪ ،‬وه ال‬ ‫ل ي ق ذل إﻻ اح ام ال‬ ‫ول‬

‫ل ح ة وﻼ‬ ‫الف د في أن ع ق وأن ي م‬ ‫ة ال ي ة‪ :‬ع فها ل ك أنها » ح‬ ‫ب‪ -‬ال‬


‫الق ة‪ ،‬وذل‬ ‫ان أن ف ض مع ق ه علﻰ اﻵخ‬ ‫أح‬ ‫ﻷ‬ ‫خ ف أو ت دد«‪ 3‬وعل ه فﻼ‬
‫ل ﻼث اع ارات وهي ال الي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫د ّأنه ﻻ ع ق ون في آرائ ا‬ ‫ل‬ ‫ال عق ل أن ن امل علﻰ اﻵخ‬ ‫ـــ اﻻع ار اﻷول‪ :‬م غ‬
‫غ ه‪.‬‬ ‫ع ل ع ق ما مال ق ع ه عقله ‪ ،‬وعل ه ﱠ ِ ْ أن ﻻ فعل ذل‬ ‫فﻼ أح ي ضﻰ ال‬

‫‪1‬‬
‫‪ ،1997 ،(1 ) ،‬ص‪:‬‬ ‫اﻷعلﻰ لل قافة‪ ،‬م‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬رسالة في ال امح‪ ،‬ت ‪ :‬م ﻰ أب س ة‪ ،‬م ‪ :‬م اد و ة‪ ،‬ال ل‬
‫‪.19‬‬
‫وال ع مة‪ ،‬واﻻرهاف‪.‬‬ ‫* صقل‪ :‬أ جعل اﻹن ان ل اَ في معامل ه مع اﻵخ ‪ ،‬وه م ادف‪ :‬لل اوة‪ ،‬والل‬
‫‪2‬‬
‫‪John locke, lettre sur la tolérance, Op.cit, p :06.‬‬
‫‪3‬‬
‫ال اسي ال ي ‪ ،‬دار‬ ‫أهل ال ة والعق اﻻج اعي في الف‬ ‫‪ ،‬ال عة ع مف‬ ‫ف اد ع ال اد ع ال‬ ‫د‪ .‬أح‬
‫‪) ،‬د (‪ ،1998 ،‬ص ‪.268‬‬ ‫وال زع‪ ،‬م‬ ‫اء لل اعة وال‬

‫‪48‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫م ألة‬ ‫إن م ألة اخ ار ال ي ‪ ،‬و اﻻن اء إلﻰ ائفة‪ ،‬أو م س ة دون أخ‬
‫ـــ اﻻع ار ال اني‪ :‬ﱠ‬
‫إرادته‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ام إل ها‬ ‫ة م قفة علﻰ اﻻق اع ال اخلي للف د‪ ،‬وعل ه فاﻻن‬ ‫ش‬
‫ة مع ة أو ائفة مع ة‬ ‫عه‬ ‫ث ة إن ان مل م‬ ‫ج ن ل ك علﻰ ذل قائﻼ » ل‬ ‫و‬
‫ارس ف ها العق ة ال قة‪ ،‬وال ادة ال ق لة م‬ ‫ة ما ع ق أنه‬ ‫ا ة إلﻰ‬ ‫ول ه ي‬
‫ال ب«‪.2‬‬

‫علﻰ اﻹرشاد م جهاً ال اس‬ ‫علﻰ الع ف في ب اي ه بل تأس‬ ‫ـــ اﻻع ار ال ال ‪ :‬ال ي ل ي أس‬
‫ة م خﻼل‬ ‫ة‪ ،‬واﻷخ ة في ال ف س ال‬ ‫ال‬ ‫ا جاء ل لقي ال ﻼم‪ ،‬و‬ ‫؛‬ ‫ال‬ ‫إلﻰ‬
‫ة‪.‬‬ ‫صه اﻷخﻼ ة ال‬ ‫ن‬

‫ة م و‬ ‫اﻷخﻼ ة ال ي ة ال‬ ‫ال ار ة ال اصة ال عال‬ ‫ﱠ‬


‫فإن ت ق‬ ‫اء علﻰ ذل‬
‫و ب ً‬
‫في اﻻع قاد‪ ،‬وال اح له‬ ‫ة اﻵخ‬ ‫ن اﻻح ام ه اع اف‬ ‫اح ام أد ان الغ ‪،‬‬
‫أن ﻻ ي ذ‬ ‫ق ه‪ ،‬ش‬ ‫ادة اﻹله‬ ‫فه ذل ي‬ ‫ارسة ق سه مادام أن ل إن ان ب‬
‫أساسي وه " اﻹ ان ب ج د اﻹله "‪.‬‬ ‫ل ذل إﻻ إذا ت ف ش‬ ‫؛ وﻻ ي ق‬ ‫اﻵخ‬

‫ج‪ -‬اﻹ ان ب ج د اﻹله‪:‬‬

‫ج ن ل ك أنه ﻻ‬ ‫ي‬ ‫العق اﻷخﻼقي ال ي ي اﻹ ان ب ج د اﻹله‪ ،‬ح‬


‫ا دعﻰ إلﻰ ع م ال امح معه إ ﻼقاً قائﻼً‪ » :‬ﻻ‬ ‫ال ار ة ه؛‬ ‫ال اح لل ل ي‬
‫هي‬ ‫م ح‬ ‫ون وج د ال ب ﻷن ال ع والعه والق‬ ‫ال امح علﻰ اﻹ ﻼق مع ال ي ي‬
‫ان الف‬ ‫ة إلﻰ ال ل ‪ ،‬فإن ار ال ب ح ﻰ ول‬ ‫ة ال‬ ‫لها‬ ‫ل‬ ‫ع ال‬ ‫ال‬ ‫روا‬

‫‪1‬‬
‫‪ ،‬ال جع ال اب ‪.268،‬‬ ‫ف اد ع ال اد ع ال‬ ‫د‪ .‬أح‬
‫‪2‬‬
‫ر ال اب ‪ ،‬ص‪.27 :‬‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬رسالة في ال امح‪ ،‬ال‬

‫‪49‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ﻻع ار‬ ‫أن ج ن ل ك أق ﻰ ال ل ي‬ ‫ذل‬ ‫ح م‬ ‫ج ع اﻷش اء«‪ ،1‬و‬ ‫ف‬ ‫فق‬
‫ه ا ال الي‪:‬‬ ‫أساس‬

‫ر دي ي ﻷن تعال ه اﻷخﻼ ة مأخ ذة م‬ ‫ـــ اﻻع ار اﻷول‪ :‬العق اﻷخﻼقي ذات م‬


‫إ اناً ب ج د ال ب؛‬ ‫أوام ‪ ،‬ون اهي إله ة والع ل بها‬ ‫ص ال ي ة‪ ،‬وال ي تع‬ ‫ال‬
‫اﻹلهي‪ ،‬وال ع ‪ ،‬والعه "‬ ‫ار الق‬ ‫ص ق اﻻل ام العق ‪ ،‬وع م م الف ه ه "اس‬ ‫ي‬ ‫فال‬

‫في ق له اﻹله شاه اً‬ ‫ﻷن ُه ح ا‬


‫ة ع اﻹن ان ال م ّ‬ ‫وه ه اﻷخ ة لها أه ة‬
‫عة‪ ،‬وال لة‬ ‫علﻰ ال امه العق دل ل علﻰ إ انه عقاب ال ب إذا خالف‪ ،‬أو ل أ إلﻰ ال‬

‫أصﻼً‬ ‫اﻹلهي ﻷنه ي‬ ‫ة لل ع ‪ ،‬والعه ‪ ،‬والق‬ ‫ﻻ ع ي أة‬ ‫ﱠ‬


‫أن ال ل‬ ‫وال ب؛ في ح‬
‫إن اره للعقاب‪ ،‬وم الف ه للعق اﻷخﻼقي ال ي ي‪ ،‬وع م إح امه‬ ‫ع ذل‬ ‫وج د اﻹله؛ و ت‬
‫اﻷخﻼ ة ال ي ة‬ ‫و اب ال وا‬ ‫ك في العق ع ي تف‬ ‫ﻷد ان ال اس‪ ،‬و ال الي وج ده‬
‫ل ال ل ي ال ل م‬ ‫ايل*‬ ‫ﻻ ﱠ‬
‫أن ال امح ع ب‬ ‫؛إَ‬ ‫ج ع ال اس ال م‬ ‫ةب‬ ‫ال‬
‫رغ‬ ‫وح اً«‪ ،2‬ول‬ ‫لة ل‬ ‫في الف‬ ‫ال‬ ‫ﻼ‪ »:‬ﱠ‬
‫إن ال ل‬ ‫ح قائ ً‬ ‫اﻷخﻼق الفاضلة‬
‫ر اﻹلهي؟!‬ ‫الف ائل ذات ال‬ ‫إل ام ال ل‬ ‫ذل م‬

‫اعات‪.‬‬ ‫ة وسﻼم ها م ال‬ ‫وعل ه فاﻹ ان ض ور ﻻت اد ال‬

‫ة ع م رؤ ه إﱠن ا ه في ح ذاته‬ ‫ـــ اﻻع ار ال اني‪ :‬إن إن ار وج د اﻹله ع ال ل ي‬


‫م‬ ‫ها العقل ال‬ ‫لك‬ ‫ح‬ ‫ض ب م الﻼمعق ل ﱠ‬
‫ﻷن ه اك الع ي م ال اه‬

‫‪1‬‬
‫ر ال اب ‪ ،‬ص‪.57 :‬‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬رسالة في ال امح‪ ،‬ال‬
‫ة ال اث ل ة‬ ‫ة ال‬ ‫س‬ ‫ايل‪ ،(1706 – 1647) :‬ف ل ف ف ن ي ول في عائلة ب وت ان ة‪ ،‬إﻻّ أنه‬ ‫*ب‬
‫ة ه ب إلﻰ‬ ‫س عان ما ت لﻰ ع ه‪ ،‬وم افة م اض هاد ال‬ ‫ال اث ل ي‪ ،‬ول‬ ‫ال ه‬ ‫اﻷخ ‪ ،‬اع‬ ‫واض هادها لل اه‬
‫تها واس ادها لل ع ‪ ،‬دا اً م خﻼل ك ا ه ] في ال امح[ إلﻰ‬ ‫ة وس‬ ‫ه ل ا‪ ،‬وألف الع ي م ال لفات ي ق ف ها ال‬
‫‪.‬‬ ‫ة ال ي ة‪ ،‬وح ة ال‬ ‫ال‬
‫‪2‬‬
‫روس‪ ،‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.197 :‬‬ ‫جاكل‬

‫‪50‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ي "‪ 1‬أ أن ل ل‬ ‫ة ال‬ ‫إلﻰ وج د اﻹله م ب ها م أ ال‬ ‫ة ال م ة ت‬ ‫عة‪ ،‬وال‬ ‫ال‬
‫ع له‬ ‫ت‬ ‫اﻷول" ال‬ ‫اء علﻰ ذل ل ل م ل ق خال ‪ ،‬فاﻹله ه "ال‬
‫س م ‪،‬وب ً‬
‫كل اﻷس اب‪.‬‬

‫ره في عقله ق ل ‪ » :‬ﱠ‬


‫إن‬ ‫ﻷ إن ان أن ي رك اﻹله أو ي‬ ‫ل ك أنه ﻻ‬ ‫كاي‬
‫‪2‬‬
‫ال اﻹله‪ ،‬ونق‬ ‫فإنه ي ل علﻰ‬
‫إن دل ُ‬
‫ره عقل اً« وه ا ْ‬ ‫ت‬ ‫معق ل وﻻ‬ ‫اﻹله غ‬
‫اﻹله في عقله‪ ،‬وﻻ علﻰ أرض ال اقع‬ ‫لﻺن ان أن‬ ‫اﻹن ان و ل ال ل قات‪ ،‬فﻼ‬
‫هه ه‪ ،‬وهي الف ة ال ي‬ ‫اﻹن ان [ أو ت‬ ‫وه ا عارض ل ك ف ة ] تَ َ ُ ْ اﻹله في ج‬
‫ر في اﻹله ج ع صفاة‬ ‫ن‬ ‫ها ال ة ال اث ل ة‪ ،‬و ح اع اضه قائﻼً‪ » :‬ن‬ ‫اح‬
‫لل‬ ‫ا ب ا‪ ،‬فاﻹله واح ‪ ،‬ﻻم اه خال ‪ ،‬م‬ ‫رها‬ ‫ال ي ن‬ ‫‪ ،‬وهي ل‬ ‫ال ال وال‬
‫أن ا ﻻ‬ ‫ال لي‪ ،‬والق رة ال ل ة‪ ،‬غ‬ ‫ه ال‬ ‫ل شيء َ ُ ُ‬ ‫ة‪ ، ،‬عال‬ ‫سعادة و ه ة ح‬
‫نع فه‬ ‫خ‬ ‫فإن ا نع ي ب ل أﱠنه أع‬ ‫ة ع ه‪ ،‬فع ما نق ل ﱠ‬
‫أن اﻹله خ‬ ‫ن ل ف ة ق ة أو م‬
‫ه أ ﱠنها أس ﻰ م أ‬ ‫فإن ا نع ي‬ ‫‪ ،‬وع ما نق ل أنه ح‬ ‫ل ما ح ل ا م أن اع ال‬ ‫م‬
‫ح م ذل أن ل ال فات اﻹله ة املة وم لقة‪ ،‬إنﱠه ال ال اﻹلهي‬ ‫ح ة ع ف اها«‪ ،3‬و‬
‫ا ي ل ذل علﻰ إ ان ج ن ل ك ب ح ان ة اﻹله‪ ،‬وذل إث‬ ‫م ل ق؛‬ ‫ﻻ ي قﻰ إل ه أ‬ ‫ال‬
‫اه‬ ‫ًا ع‬ ‫م‬ ‫له ن ت‬ ‫ع‬ ‫ان ص قه‪ ،‬ح‬ ‫تأث ه العال الف ائي ن ت * ال‬

‫‪1‬‬
‫اس‪ ،‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص‪.140 :‬‬ ‫د)ة(‪ .‬راو ة ع ال ع‬
‫‪2‬‬
‫ال جع نف ه‪ ،‬ص‪.141 :‬‬
‫‪3‬‬
‫اس‪ ،‬م جع ساب ‪ ،‬ص ص‪.141 – 140 :‬‬ ‫د)ة( راو ة ع ال ع‬
‫م ها‬ ‫ان ا ال ي ة‪ ،‬ال ي ان ق‬ ‫ال‬ ‫* إس اق ن ت ‪ (1727-1642) :‬عال ف ائي وص ي ج ن ل ك‪ ،‬وضع أس‬
‫ة" ن ه عام ‪ ،1687‬علﻰ ال غ م صغ ه علﻰ ج ن ل ك‬ ‫ه "ال ادئ ال اض ة للفل فة ال‬ ‫الف اء ال ي ة‪ ،‬م أه‬
‫ج ن ل ك‪.‬‬ ‫مع‬ ‫ه ت ام‬ ‫إﻻ أن‬
‫اﻹن ل ة ‪(An Historical Account of Two Natable Corruptions of‬‬ ‫** ال اب م ف علﻰ اﻷن ن‬
‫)‪Scripture‬‬

‫‪51‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫إﻻ‬ ‫ألفه عام ‪ – 1960‬ول ي‬ ‫لﻺن ل**[ ال‬ ‫ارز‬ ‫ف‬ ‫ال س م ] ع ض تار ي ل‬
‫–ال راة‪ -‬ان ا‬ ‫ه أن اﻻن ل ق ح ف‪ ،‬و ﱠ‬
‫أن رسل العه الق‬ ‫به‬ ‫ع وفاته – ح‬
‫ةم دت‬ ‫ة" ال ي ت ها ال‬ ‫م‬ ‫م ًا لل ن‪ ،‬و ﱠ‬
‫أن العق ة "ال‬ ‫عفن ﱠ‬
‫أن ال‬
‫ال اب‬ ‫اً لل ه ة علﻰ ﱠ‬
‫أن أج اء م‬ ‫ا ب ل جه ًا‬ ‫؛‬ ‫أرس‬ ‫ة ال ن ع‬ ‫م وج ب‬
‫ء‬ ‫ال ل‬ ‫اع‬ ‫"أث اس س" ال‬ ‫اً ل اص ة م ه‬ ‫خ‬ ‫م فة‪ ،‬ووضع‬ ‫ال ق س ان‬
‫في‬ ‫ة ف ة ال ل‬ ‫ة ال اث ل ة‪ ،‬و ان م ح اً‪ ،‬إذ رف‬ ‫م العق ة‪ ،‬وه ما ت ه ال‬
‫ج وم ـ ـ ق‬ ‫ل ح ل ال ال ث في ع‬ ‫وال‬ ‫ﻼ‪ » :‬ال ال ال ال‬
‫قائ ً‬ ‫اﻹن ل‪ ،‬ف‬
‫اء" ]‬ ‫ق ل "ثﻼثة في ال‬ ‫ال‬ ‫أح ال‬ ‫أول ت ج ة ﻻت ة لﻺن ل ـ ــ)‪ (...‬ل ي‬ ‫صاح‬
‫‪1‬‬
‫و ان ه ج ن ل ك في ذل‬ ‫إن ل ي ح ا ‪ (...)[5-7‬أما ال م فه علﻰ ل اﻷل ة ‪«...‬‬
‫ة‪ ،‬مع ا أنها أف ار وتأو ﻼت ﻻ‬ ‫اﻹلهي لل ا ا ورجال ال‬ ‫وال ف‬ ‫ال ل‬ ‫ح ا ي‬
‫ة ال اث ل ة م أجل‬ ‫عﻼقة لها ال اب ال ق س؛ إن ا هي ذرعة ل الف ال ل ك ورجال ال‬
‫في نه ‪ ،‬و اس غﻼل ث وات ال ع ‪.‬‬ ‫ة‪ ،‬ال ي ت ل‬ ‫م ال ه ال‬

‫ي‬ ‫ة ال‬ ‫أ ال‬ ‫عة‪ ،‬و‬ ‫ك ا أن أف ار ل ك ح ل ال ه ة علﻰ وج د اﻹله م ال‬


‫ق لن ت " ﱠ‬
‫إن ه ا‬ ‫ي جع ل أث ه ب ت علﻰ ما ي و اه اً أو أنه ا تأث ا ب ع ه ا ال ع‬
‫ه اة‬ ‫إﻻ وف‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬وال اك ‪ ،‬وال ن ات‪ ،‬ﻻ‬ ‫ال‬ ‫ن م‬ ‫ال ام ال ع ال‬
‫ي ل علﻰ وج د م ٍك‬ ‫ة "‪ 2‬أ ﱠ‬
‫أن تَ َ ُ ك ال اك‬ ‫في م هﻰ ال اء وال‬ ‫ور ة ائ ع‬
‫ق‬ ‫ع‬ ‫ك اﻷول"‪ ،‬ف ت ب ه علﻰ وج د ال ال‬ ‫"ال‬ ‫ه أرس‬ ‫ا‬ ‫لها اﻹله أو‬
‫ر ال اتي"‬ ‫ان ا – عل ي رس ح ة اﻷج ام – وه "م أ الع الة أو الق‬ ‫القان ن اﻷول ل‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬ج ال م ن‪ ،‬ون ال ق م‪ ،‬ق ة ال ن‪ ،‬دار ال ع فة‪ ،‬ال ائ ‪) ،‬د (‪ ،2006 ،‬ص‪.132 :‬‬
‫‪2‬‬
‫ال جع نف ه‪ ،‬ص‪.133 :‬‬

‫‪52‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫هجن‬ ‫تأث‬ ‫علﻰ حالة اﻷصل ة ما ل ت ث عل ه ق ة خارج ة "وال‬ ‫مفاده " قاء ال‬ ‫وال‬
‫ل ك‪.‬‬

‫ًا علﻰ أخﻼ ات ال امح‪ ،‬ال ي ت‬ ‫فإن ج ن ل ك ر‬


‫ذ ه ﱠ‬ ‫ب اء علﻰ ما س‬
‫ن اح‬ ‫ج ع ال اس ذو العق ل ال ل ة‪ ،‬ﻷنها س‬ ‫ص ال ي ة‪ ،‬وال فقة ب‬ ‫عل ها ال‬
‫ة ال ي ة‪ ،‬واﻹ ان ب ج د ال ال ش ا أساس ا‬ ‫ال‬ ‫وع العق اﻷخﻼقي ال ي ي‪ ،‬ك ا اع‬ ‫م‬
‫لف ع‬ ‫أ ﱠ دي‬ ‫ف د أن ع‬ ‫ﻷ‬ ‫‪ ،‬و إث ذل‬ ‫لﻼل ام العق ‪ ،‬و لﻼت اد ال‬
‫ل ا تلقﻰ معارف ج ي ‪ ،‬وأخﻼ ات معق لة ان‬ ‫يغ‬ ‫ن اﻹن ان ائ ناق‬ ‫دي ه ال اب ‪،‬‬
‫ال اس علﻰ اخ ﻼف أد انه‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫هلها‪ ،‬وه ا ما نﻼح ه في ال اقع ال اه‬
‫‪ ،‬ال ه د‪ ،‬ال ذي ‪ ،‬اله وس[ وح ﻰ‬ ‫وأج اسه اع ق ا ال ي اﻹسﻼمي م ب ه ] ال‬
‫قها‬ ‫ة ال ي ة ق ا ا ال اه وت‬ ‫ال ل ي ‪ ،‬وه ا ما ي ضح ارت ا أف ار ج ن ل ك ح ل ال‬
‫للعال الع ي ال م اﻻس فادة م أف ار ج ن ل ك في ال ال‬ ‫على ال مي ال عاش؛ ك ا‬
‫اﻷخﻼ ة ال ام ة ال ي ة داخل ال س ات‬ ‫ال ي ي‪ ،‬خاصة ح ا ي ع إلﻰ تفع ل ال عال‬
‫ة‬ ‫ة‪ ،‬أو اﻷئ ة في ال اج ؛ وتل اﻷخﻼ ات ال‬ ‫رجال ال ي في ال‬ ‫ال ي ة ع‬
‫عل ها الق آن‬ ‫عل ها ج ع اﻷد ان‪ ،‬وهي نف ها اﻷوام ‪ ،‬وال اهي اﻷخﻼ ة ال ي ن‬ ‫ت‬
‫‪.‬‬ ‫ال‬

‫ثان ا‪ :‬أخﻼ ات ال امح ال ي ي‬

‫ح في العه‬ ‫ال‬ ‫ي‪ ،‬جعل م الف ائل ال ي دعﻰ إل ها ال‬ ‫ا أن ج ن ل ك م‬


‫ة ض ـ إ ار ال امـح م جهة‬ ‫اﻷد ان‪ ،‬وال‬ ‫ة ب‬ ‫ال يـ ن ذجا لﻸخﻼ ات ال‬
‫ان‬ ‫اعات ال ائ ة‪ ،‬واﻻن ﻼل اﻷخﻼقي ال‬ ‫ان عج ال‬ ‫وﻹصﻼح ال ال ال ي ي ال‬
‫سائ ا في ب ه م جهة أخ ؛ وت ل تل اﻷخﻼ ات في مايلي‪ ) :‬ال اضع واح ام ال ع د ة‪،‬‬
‫اقة‪،‬‬ ‫في ال عاملة‪ ،‬وال عاون وال‬ ‫ة والل‬ ‫ة‪ ،‬وال‬ ‫وال اواة‪ ،‬وآداب ال ار واﻻق اع‪ ،‬وال‬
‫ق‪ ،‬الق اعة‪.(...‬‬ ‫ة‪ ،‬ال‬ ‫ول ة اﻷخﻼ ة‪ ،‬ال ﻼص اﻷخﻼقي‪ ،‬اﻷس ة ال‬ ‫ة‪ ،‬ال‬ ‫واﻹرادة ال‬

‫‪53‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -1‬ال اضع و اح ام ال ع د ة‪:‬‬

‫ارسة؛ في ح‬ ‫ال امح ال ي ي‬ ‫ج ن ل ك ال اضع م أ أخﻼ ا أساس ا ل ق‬ ‫اع‬


‫ال اح ب‬ ‫اع ال ي ي س اء في ال ي‬ ‫ال ئ ي ل ل أش ال ال‬ ‫ه ال‬ ‫أن ال‬ ‫أر‬
‫ل ك ال اضع ع م ال اهي وال فاخ‬ ‫لفة؛ و ق‬ ‫اﻷد ان ال‬ ‫ال ائف وال اه ‪ ،‬أو ب‬
‫ا لة وأن‬ ‫واﻷد ان اﻷخ‬ ‫ال ائف واﻷد ان أو اﻷماك ال ق سة وال ق س‪ ،‬واع ار أنها ال‬
‫ي اهﻰ ق م اﻷماك واﻷلقاب‪ ،‬أو ع ة‬ ‫ح قائﻼ‪ » :‬ال ع‬ ‫أماك ها و ق سها م ن ة‬
‫ال‬ ‫ا ع ق ون ّأنه اﻹ ان ال‬ ‫ع‬ ‫ﻼح إ انه ب ا فاخ ال‬ ‫يه‬ ‫ال ق س وال ع‬
‫ة‬ ‫ه أح ‪ ،‬ه ه لها وغ ها م ا علﻰ شاكل ها إن ا هي عﻼمات علﻰ شه ة ال‬ ‫ار ه‬ ‫ﻻ‬
‫ق‬ ‫ة ال ب«‪ 1‬وه ا‬ ‫م ا هي عﻼمات علﻰ ح‬ ‫ل م ه علﻰ اﻵخ أك‬ ‫في ت ل‬
‫ت الف ا علﻰ اض هاد ال اه ‪ ،‬وال ائف‬ ‫ال ي‬ ‫ال اث ل‬ ‫ة وال ل‬ ‫م جه ل جال ال‬
‫س ثن‬ ‫‪ ،‬و ل‬ ‫ي ال‬ ‫ال‬ ‫ل ال ي‬ ‫ة ﱠ‬
‫أن م ه ه ال اث ل ي‬ ‫وال انات اﻷخ‬
‫ل ك اع‬ ‫ه جه في اﻵخ ة‪ ،‬والعقاب في ال ن ا‪ ،‬ول‬ ‫الفه م‬ ‫ال ة ل ح ه ؛ أما م‬
‫وات اع ال ه ات‬ ‫ة ال ب؛ إن ا ي ل علﻰ ح ه لل ل‬ ‫ﻻ ي ل علﻰ ح‬ ‫ت ه ذل‬
‫م‬ ‫ي جاء ل عل ال اس ال اضع‪ ،‬واج اب ال ل ‪ ،‬وال ع‬ ‫ال ن ة‪ ،‬م ًار ﱠ‬
‫أن ال ي ال‬
‫ل ن عل ه‬ ‫دونه وال‬ ‫ح ل ﻼم ه‪ » :‬مل ك اﻷم‬ ‫ح ا قال ال‬ ‫خﻼل العه ال ي‬
‫أن ج ن ل ك‬ ‫ح م ذل‬ ‫ه ا« )ل قا‪ ،2(26-25 :‬و‬ ‫فل‬ ‫وأما أن‬ ‫ُي ع ن م‬
‫أفعال‪ ،‬وت و ﻼت رجال ال ي‬ ‫اس عان اص اح العه ال ي – اﻷناج ل – ل ضح ت اق‬
‫ي هي ع‬ ‫ي ال‬ ‫ال‬ ‫– مع ال ي‬ ‫وال‬ ‫– ال ي ت حي إلﻰ ال ع‬ ‫ال اث ل‬
‫الف أوام العه ال ي فه ل‬ ‫ة‪ ،‬ف‬ ‫علﻰ ال اضع‪ ،‬وال‬ ‫و‬ ‫‪ ،‬وال‬ ‫ال ع‬

‫‪1‬‬
‫ر ال اب ‪ ،‬ص‪.19 :‬‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬رسالة في ال امح‪ ،‬ال‬
‫‪2‬‬
‫ر نف ه‪ ،‬ال ف ة نف ها‪.‬‬ ‫ال‬

‫‪54‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ة‬ ‫لل‬ ‫ة‪ ،‬وال اضع‪ ،‬و رادة ال‬ ‫ي م ال‬ ‫اً ق ل‪ » :‬إذا ت د ال‬ ‫اً ح‬ ‫م‬
‫اً حقاً«‪1‬؛ وم ه فال اضع ﻻ‬ ‫نم‬ ‫أن‬ ‫فإنه في ه ه ال الة ﻻ‬ ‫ال‬ ‫ف ها غ‬
‫ن‬ ‫ل علﻰ ل اﻷد ان‪ ،‬وال ائف‬ ‫أن‬ ‫علﻰ ائفة م دة دون أخ ‪ ،‬بل‬ ‫ق‬
‫ال ق‬ ‫نا ع م‬ ‫ة ال ي ﻻ ح ود لها‪ ،‬ب ا ال‬ ‫ة‪ ،‬وال‬ ‫اﻹرادة ال‬ ‫ال اضع نا ع م‬
‫‪.‬‬ ‫وال‬

‫اء علﻰ ذل فال اضع ع ي اح ام ال ع د ة ال ي ة –ت ع واخ ﻼف اﻷد ان – وه ا ما‬


‫و ً‬
‫ناد ه ج ن ل ك مع اً وج د ع ة أد ان أو م اه أف ل م ف ض دي أو م ه واح ‪،‬‬
‫عات؛ ب ا‬ ‫ﻷن اح ام اﻻخ ﻼف وال ع ه ال س لة ال ح ة ل اشي اﻻض ا ات داخل ال‬
‫حق ق‬ ‫ي ر دفاعه ع‬ ‫اعات ال اخل ة‪ ،‬و ل ذل‬ ‫إلﻰ ال وب وال‬ ‫إق اء ال ع ي د‬
‫أن يل م ا ال ام‬ ‫ة ال ي ة له ‪ ،‬ش‬ ‫في اﻻح ام‪ ،‬وض ان ال‬ ‫ال ائف واﻷقل ات والﻼج‬
‫ل ا إل ه‪.‬‬ ‫م ا ال ل ال‬ ‫وأن‬

‫ال ق ق ال ي أعل ها ه ة اﻷم‬ ‫ة ال ي ة هي نف‬ ‫ج ن ل ك اح ام ال‬ ‫ﱠ‬


‫إن م ال‬
‫في‬ ‫ن‬ ‫ة م خلل م اث قها القان ن ة ال ول ة م ها اﻹعﻼن العال ي ل ق ق اﻹن ان ال‬ ‫ال‬
‫ح ة‬ ‫ل ه ا ال‬ ‫‪ ،‬وال ي و‬ ‫‪ ،‬وال‬ ‫في ح ة ال ف‬ ‫ال‬ ‫ال ادة )‪ » :(18‬ل ل ش‬
‫د ان ه أو عق ته‪ ،‬وح ة اﻹع اب ع ها ال عل ‪ ،‬وال ارسة‪ ،‬وقامة ال عائ س اء ان‬ ‫تغ‬
‫هه‬ ‫ال ول ة‪ ،‬ول‬ ‫أف ار ل ك على ال اث‬ ‫ذل س اً أم مع ال اعة«‪ 2‬وه ا ما ي ضح تأث‬
‫فاﻷم‬ ‫ال ل‬ ‫اﻷم‬ ‫ل عام علﻰ ق ا ا ال اه خاصة ح ا ي عل‬ ‫اﻷخ ة ل ت‬
‫ن اه ه ال م م‬ ‫‪ ،‬وه ا ه ال اقع ال‬ ‫ة ل ت خل لِ ُ ِق ْف ج ائ اله وس ض ال ل‬ ‫ال‬
‫ة ال ي ة ع ج ن ل ك شاملة علﻰ ل اﻷف اد م‬ ‫خﻼل وسائل ال اصل اﻹج اعي‪ ،‬فال‬

‫ر ال اب ‪،‬ص‪.09:‬‬ ‫‪1‬ج ن ل ك‪ ،‬ال‬


‫‪2‬‬
‫‪ ،1948‬ال ادة‪.(18) :‬‬ ‫اﻹعﻼن العال ي ل ق ق اﻹن ان‪ ،‬ال ادر في تارخ ‪ 10‬د‬

‫‪55‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ة علﻰ‬ ‫مق‬ ‫اه ت ل ل ال ول ‪،‬ول‬ ‫اه‬ ‫ال ول ة‬ ‫م لف اﻷد ان؛ و ل ال اث‬
‫ة‬ ‫ة ل ل ال اعات مادام أنها أي ت ال‬ ‫فﻼ ب م ت خل ه ة اﻷم ال‬ ‫دولة دون أخ‬
‫ال ه ة دي ا‪ ،‬وقان ن ا‪ ،‬فال ل‬ ‫ة ل ق ق ال ل‬ ‫ال ي ة للف د ﻷن ال ضع في تأزم ال‬
‫ُق ل ا‬ ‫في ال اة "ح‬ ‫ة ال ي ة‪ ،‬وال‬ ‫ة‪ ،‬وال‬ ‫في ال‬ ‫ال‬ ‫ح م ا في اله م حق قه‬
‫‪1‬‬
‫د اره ‪ ،‬وم اج ه ‪ ،‬وم اج ه و ل ما ل ن"‬ ‫وأُح ق‬

‫أن ل ك أع ﻰ لل امح ال ي ي م خﻼل ال اضع ع اً دي اً أخﻼ ا‬ ‫ج ما س‬ ‫ن‬


‫ا أع اه ع اً ثقا ا وج ا اً ح ا دعﻰ إلﻰ اح ام ال ع د ة ال قا ة‪ ،‬وع م‬ ‫وقان ن اً؛‬
‫م‬ ‫علﻰ ثقافة اﻷز اء ال ي تع‬ ‫اﻷخ‬ ‫أو اح قارها‪ ،‬ور‬ ‫ة م ثقافات الغ‬ ‫ال‬
‫م أجل اخ ﻼف‬ ‫ع ها ال ع‬ ‫م ال اس ت ذ‬ ‫ت اه ال‬ ‫ق ا ا ال اه وال مي‪ ،‬ح‬
‫ح س اﻻً مه اً قائﻼً‪ » :‬ل ف ض أن ي‬ ‫وت ع الل اس‪ ،‬وه ا ما عال ه ج ن ل ك ح ا‬

‫ة أن ي ل أك م ت اً‬ ‫ن إلي‬ ‫ي اﻵخ ون و‬ ‫سائ ‪...‬إلﻰ الق س‪ ...‬فل اذا إذن‬


‫علﻰ د ار ة أح ث‬ ‫علﻰ وجه ال ل ب‪ ،‬أو ﻷن ي ل‬ ‫شع‬ ‫ﻼً‪ ،‬أو ﻷن ي ل أق‬
‫اء‬
‫ح ً‬
‫ع علﻰ رأسه‬ ‫‪ ،‬أو ﻷنه‬ ‫اﻷزاء)‪(...‬أو ﻷن ي تا ع ل ش إما م شح بل اس أب‬
‫ال ي ي ون ما‬ ‫ال ع‬ ‫ح ﻷول‬ ‫ة*اﻷسقف؟«‪ 2‬ث ي ا ع ق له قائﻼً‪ » :‬عل ا أن ن‬ ‫قل‬
‫ما زال‬ ‫ق ه أن ث ة غا ات م اي ة ت أ م ه ه ال وف‪ ...‬ومع ذل فال‬ ‫ﻻ ي ف مع‬
‫حم‬ ‫"‪ ،3‬و‬ ‫ال‬ ‫ن ه ال‬ ‫م ه ه ال ق ال اي ة في أن‬ ‫محلت ي‬
‫‪:‬‬ ‫ة الل اس وذل ﻻع ار مه‬ ‫ذل أن ل ك ال‬

‫ق ل وض ب وح ق‪،‬علﻰ ال ت ب‪.23:00/2020/08/29 https://youtu-be/-29cxjht2hy :‬‬ ‫ل‬ ‫‪ 1‬ج ائ اله ض ال‬


‫ة‪ :‬عة ال ان‪.‬‬ ‫* قل‬
‫‪2‬‬
‫ر ال اب ‪ ،‬ص ص‪.40-39 :‬‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬رسالة في ال امح‪ ،‬ال‬
‫‪3‬‬
‫ر نف ه‪ ،‬ص‪.40 :‬‬ ‫ال‬

‫‪56‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ر‬ ‫ا ي م لﻸخﻼق‪ ،‬اع ار اﻷخﻼق ذات م‬ ‫اﻻع ار اﻷول‪ :‬ﻷن الل اس ي م لﻸد ان‬
‫ل ات‪ ،‬وح ﻰ ع ال ه د ات‬ ‫ال ه ات ع ال‬ ‫اب ي م إلﻰ ال اء وت‬ ‫إلهي ف ﻼً‪ :‬ال‬
‫وعل ه فإن اح ام ] ل اس الغ [ ه اح ام ل ان ه وح ه‪.‬‬

‫اﻵن ل‬ ‫‪ ،‬ول‬ ‫ة ال ع فة ع ج ن ل ك ف ا دام اﻹن ان ناق‬ ‫اﻻع ار ال اني‪ :‬له عﻼقة ب‬


‫ع في ح انه أن‬ ‫قي ع ال ب‪ ،‬فعل ه أن‬ ‫ال‬ ‫م اﻷد ان ه ال‬ ‫ي أ‬ ‫ي صل ل‬
‫اب‪ ،‬وعل ه فﻼب م ال ع ف علﻰ ثقافات‪ ،‬وأد ان‬ ‫ال‬ ‫ن ه ال‬ ‫أن‬ ‫دي‬ ‫أ‬
‫ق ل ج ن ل ك » ي غي علﻰ‬ ‫ة م ودة ل ل‬ ‫ة م ها‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻷن ال ع فة ال‬ ‫وع م ال‬ ‫الغ‬
‫ف د أن ي اضع وأن ﻻ غالي في مق رته علﻰ ال ع فة‪...‬ﻷن ال ع فة ق ت قﻰ ع ة ع‬ ‫أ‬
‫لفات د ارت خاصة م لفه ال س م ]مقال ع‬ ‫م اول ا إلﻰ اﻷب «‪ 1‬وه ا ما ي ضح تأث ه‬
‫ال هج[ ال ص ح ه –د ارت*‪ -‬قائﻼً‪ » :‬وأنه لِ َ َ ال ف أن نع ف ش ا ع أخﻼق اﻷم‬
‫ﱠ‬
‫أن ل ما الف عادات ا ه‬ ‫َصح‪ ،‬وح ﻰ ﻻ ن‬ ‫ال لفة‪ ،‬ح ﻰ ن ح ا علﻰ أخﻼق ا أ َ‬
‫‪2‬‬
‫ا ه دأب ال ي ل ي و ش ا«‬ ‫ة وم الف للعقل‪،‬‬ ‫س‬

‫ة ال اس م عادات وثقافات غ ه ] س اء في الل اس أو‬ ‫أن س‬ ‫ج م ذل‬ ‫ون‬


‫في‬ ‫ال ي ت ع‬ ‫معارفه ‪ ،‬وجهله ل انات وأخﻼق اﻵخ‬ ‫ذل [؛ إن ا ي جع إلﻰ نق‬ ‫غ‬

‫‪1‬‬
‫ب ن ان ول ن‪ ،‬الفل فة ب ا ة‪ ،‬ت ‪ :‬آصف ناص ‪ ،‬دار ال اقي‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‪ ،2010 ،(2 ) ،‬ص‪.125 :‬‬
‫ال ه ي وس لة ﻻم ان‬ ‫م ال‬ ‫ر ال ع فة ‪ ،‬وات‬ ‫العقل م‬ ‫* رون ه د ارت‪ [1650-1596] :‬ف ل ف ف ن ي‪ ،‬اع‬
‫ال اض ات ن ذج لل ق ‪ ،‬وم أشه ك ه‪" :‬مقال ع ال هج"‪" ،‬تأمﻼت في الفل فة اﻷولﻰ"‪.‬‬ ‫ال عارف‪ ،‬واع‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬القاه ة‪،1968 ،(2 ) ،‬‬ ‫‪ ،‬دار ال اب الع ي لل اعة وال‬ ‫د ﷴ ال‬ ‫رون ة د ارت‪ ،‬مقال ع ال هج‪ ،‬ت ‪ :‬م‬
‫ص‪.114 :‬‬
‫‪ ،‬س اﻹع اف‪ ،‬س ت اول الق ان‪ ،‬س ال ﻼص‪ ،‬س الغف ان‪،‬‬ ‫ة ال اث ل ة‪ :‬ال ل ‪ ،‬ال‬ ‫**اﻷص ل واﻷس ار لل‬
‫‪...‬‬ ‫س ال ف‬

‫‪57‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫قي ﻹي قا ال امح ال ي ي م جهة؛ وم‬ ‫ال‬ ‫ع ال ان‬ ‫مﻼ ه ؛ و ال الي فال اضع ع‬
‫اع في العال ‪.‬‬ ‫أش ال ال‬ ‫ل ﻹرساء ثقافة ال ل ‪ ،‬وت‬ ‫ه ال‬ ‫جهة أخ‬

‫ال عاملة‪:‬‬ ‫ق وح‬ ‫اقة وال‬ ‫ول ة وال‬ ‫‪ -2‬ال ﻼص واﻻل ام ال‬

‫ة ال اث ل ة‪ ،‬ح‬ ‫ة** لل‬ ‫لح ال ﻼص م أه اﻷص ل واﻷس ار ال ئ‬ ‫ع م‬


‫‪ ،‬وال ع اﻷخﻼقي [‬ ‫ع ة أ عاد ] ال ع ال وحي‪ ،‬وال ع ال اد ‪ ،‬وال ع ال اسي الع‬ ‫ات‬
‫ة اﻷصل ة اﻷولى‪ ،‬ال ي سق‬ ‫انها ل فه م ال‬ ‫ة ع سائ اﻷد ان اح‬ ‫ال‬ ‫فا‬
‫قائﻼ‪ » :‬إنها‬ ‫ة ال ي نهاه اﻹله ع ها‪ ،‬ووصفها الق‬ ‫ف ها آدم وح اء إث أكله ا م ال‬
‫‪1‬‬
‫ر م ها ﻻ‬ ‫ع ال اس‪ ،‬وال‬ ‫قة‬ ‫اع ُ َ ْت صفة م روثة ل‬
‫ًة « ‪ ،‬و ْ‬ ‫م الف ًة‪ ،‬وذن ًا‪ ،‬ومع‬
‫ة‬ ‫ال‬ ‫اﻹ ان ال ب‪ ،‬وه ال ع ال وحي اﻷصلي لل ﻼص؛ ل‬ ‫ن إﻻ ع‬
‫ل فه م ال ﻼص ع اً ماد اً ع ما ان في‬ ‫أع‬ ‫عل ه ص غة ماد ة ح‬ ‫ال اث ل ة أضف‬
‫اﻷصل ذو ع روحي‪.‬‬

‫أــ ال ع ال اد لل ﻼص‪:‬‬

‫ف‬ ‫نف ه مف ضاً م‬ ‫َع‬ ‫ف ها ال ا ا‪ ،‬وال‬ ‫ة ال اث ل ة – ال ي ي‬ ‫اع ت ال‬


‫ة وال ن ب‪ ،‬فغف ان ال ن ب ﻻ ي إﻻ ب فع‬ ‫م ال‬ ‫افي لل ل‬ ‫اﻹله – ﱠ‬
‫أن اﻹ ان غ‬

‫‪1‬‬
‫وال زع‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‪ ،‬د ‪ ،‬د ت‪،‬‬ ‫لل اعة وال‬ ‫‪ ،‬دار ال‬ ‫اله‬ ‫د)ة(‪ .‬هالة أب الف ح‪ ،‬مفه م ال ﻼص في الف‬
‫ص‪.357 :‬‬
‫ائفة‬ ‫مﻼح ة هامة‪ :‬م اد ال وت ان ة )اﻹ ان‪ ،‬و اﻹح اج( وه ي ال أي تأث به ا ج ن ل ك اع ار أنه م‬
‫ة ق ل مارت ل ث » كل‬ ‫ا م ألة ش‬ ‫ة‪ ،‬و ال الي فال ﻼص أ‬ ‫ب وت ان ة؛ فاﻹ ان ع ج ن ل ك ه م ألة ش‬
‫أ‬ ‫ه ل ث رف‬ ‫عل ه أن ع ل ل ته ال اص«؛ أما اﻻح اج ق‬ ‫أن ع ل ل ع ق ه ال اص‪ ،‬م ل ا‬ ‫إن ان‬
‫أن‬ ‫ا ع ق ال وت ان‬ ‫ه ل ك؛‬ ‫ة ال اب ة‪ ] ،‬وه ما تأث‬ ‫ة‪ ،‬س اء سل ة ال اك ال لقة ال ق سة‪ ،‬أو الع‬ ‫سل ة م‬
‫‪ ،‬أد ان العال ‪ ،‬ال جع ال اب ‪ ،‬ص ص ص‪:‬‬ ‫س‬ ‫إلى‪) :‬ه س‬ ‫م خﻼل ال اب ال ق س فق ‪ .‬أن‬ ‫اﻹله ل ال‬
‫‪.(457-456-453‬‬

‫‪58‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ة ال اث ل ة‪ ،‬وذل م خﻼل ص ك الغف ان ال ي أم ال ا ا ب زعها علﻰ ل‬ ‫ال ال لل‬
‫ح ا وصل‬ ‫اً أنها أم تلقاه م ال ب؛ ل‬ ‫م ﻼد ‪ ،‬م‬ ‫أورو ا في الق ن ال ادس ع‬

‫مارت ل ث اﻷل اني علﻰ ذل ‪ ،‬واع ه اس غﻼﻻً وس اً‬ ‫ك إلﻰ أل ان ا اح ج الق‬ ‫ال‬
‫علﻰ أم ال ال ع ‪ ،‬وﻻ دخل لها اﻷوام اﻹله ة‪َ ،‬وَرﱠد علﻰ ذل ب سالة وجهها إلﻰ ال ا ا‪ ،‬ح‬
‫أن ال ﻼص م ال ا ا ي ق اﻹ ان ال ه م ول ة الف د إت اه ره‪ ،‬ول‬ ‫جاء ف ها ﱠ‬
‫اع وا ل ث مه قاً‪ ،‬واته ه‬ ‫ة ع فاً‪ ،‬ح‬ ‫ان رد ال ا ا وال‬ ‫ة وال ا ا؛ في ح‬ ‫ات اه ال‬
‫م‬ ‫له ال‬ ‫ان‬ ‫ال وت ان ي‪ ،‬ال‬ ‫ال ه‬ ‫أن ل ث أس‬ ‫ة ال ب؛ في ح‬ ‫ع‬
‫م ه الع ي م ال ائف م ب ها ال رتان‪-‬‬ ‫ال اث ل ي‪ ،‬وتف ع‬ ‫ورائه ال ه‬ ‫ال اس تار‬
‫إل ها ج ن ل ك‪ -‬وث معارضة ل ث وتَ َ ْ ْن ال ائف ال وت ان ة ب أ اﻹض هاد‬ ‫ال ي ي‬
‫والق ل ال اث ل ي لل ائف ال وت ان ة في ل أورو ا وخاصة ب ان ا‪ ،‬ح أي ت ال ل ك‬
‫لح‬ ‫معها علﻰ اض هاد ال ائف اﻷخ ‪ ،‬م ا أضفﻰ علﻰ م‬ ‫ة ال اث ل ة‪ ،‬وت الف‬ ‫ال‬
‫ة‪ ،‬ع ما ان في م حل ه ال ان ة ذو ع ماد ‪.‬‬ ‫ال ﻼص ص غة س اس ة ع‬

‫لل ﻼص‪:‬‬ ‫ب ـــ ال ع ال اسي الع‬

‫‪ ،‬خﻼل الق ن ال ا ع ع‬ ‫مفه م ال ﻼص في ال حلة ال ال ة م ﻰ س اسي ع‬ ‫ات‬


‫ان س اً في دع ة ج ن ل ك إلﻰ ف ل ال س ة ال ي ة ع‬ ‫ان ا‪ ،‬وال‬ ‫في ب‬ ‫م ﻼد‬
‫ة ال ي ة ل ل ف د‪.‬‬ ‫ان ال‬ ‫ال ولة‪ ،‬وت ي ه ﻷخﻼ ات‪ ،‬وو ائف ل م ه ا‪ ،‬ل‬

‫لة – ال ه‬ ‫ان ا ق ونا‬ ‫ب‬ ‫أس ة آل س ارت ال ل ة – ال ي ح‬ ‫ت‬


‫مع‬ ‫ها‪ ،‬وت الف‬ ‫ال اث ل ي أساساً ل‬ ‫م ال ه‬ ‫ان ح ها ال ل ‪ ،‬ف عل‬ ‫ال اث ل ي ل‬
‫اع ت أن ح ها‬ ‫الح اﻷس ة ال ل ة‪ ،‬ح‬ ‫ب أو ل ال ي ل‬ ‫ة ال اث ل ة ال ي قام‬ ‫ال‬
‫مة ال ل ة أعادت ص اغة مفه م ال ﻼص‪ ،‬وأضف‬ ‫أن ال‬ ‫إلهي؛ في ح‬ ‫مق س‪ ،‬وح‬
‫ا ا‪ ،‬وال عاصي ﻻ ي ق إﻻ‬ ‫عل ه ص غة إج ام ة فأص رت ب اً ف اه‪ :‬أن ال ﻼص م ال‬

‫‪59‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ال اث ل ي‪ ،‬وال اعة ال امة لﻸوام ال ادرة ع ال ا ا وال ل‬ ‫اﻹ ان ال ه‬ ‫ع‬
‫اء علﻰ‬
‫ف اﻹله؛ أما ال اني ح ه مق س وه ح إلهي؛ و ً‬ ‫اع ار أن اﻷول مف ض م‬
‫ذل ت ح ال ة ال اث ل ة م ولة ع خﻼص نف س ال اس أم م ال ل ‪ ،‬وخﻼصه‬
‫ة ﱠ‬
‫أن‬ ‫الف اﻷوام ح اً‪،‬‬ ‫خﻼل ح ق ال عارض ال‬ ‫م‬ ‫ال ع ي‬ ‫ن ع‬
‫ة ال ي ارت ها ات اه اﻷوام اﻹله ة ح ا عارض أوام ه ‪.‬‬ ‫م ال ع‬ ‫ل‬ ‫ال عارض س‬

‫اء علﻰ‬
‫ة‪ ،‬و ً‬ ‫ال الح ال‬ ‫وذل ي ل علﻰ ق ة الﻼإن ان ة‪ ،‬ح ا ي ول ال ي ح‬
‫ﻷﻻع‬ ‫ال ج ن ل ك ف ل ال ة – ال س ة ال ي ة – ع ال ولة‪ ،‬ﻷنه تف‬ ‫ذل‬
‫ان ح ة‬ ‫ل‬ ‫ال ل ورجال ال ي ال ي اس غل ا ال اس اس ال ي م جهة؛ وم جهة أخ‬
‫ة لل ﻼص قائﻼ‪:‬‬ ‫غة ال اس ة الع‬ ‫ج ن ل ك ال‬ ‫الف د في اﻻع قاد؛ وعلﻰ إث ذل رف‬
‫اﻹ ان‪ ،‬أو أش ال ال ادة‬ ‫أ ة ب ٍد ت عل‬ ‫إلﻰ تأس‬ ‫» أََوُد أن أؤ ﱠ‬
‫أن سل ة ال اك ﻻ ت‬
‫ة ت قف‬ ‫دون غ ه م ألة ش‬ ‫«‪ 1‬ف ألة اﻹ ان أو اخ ار م ه‬ ‫اس اداً إلﻰ ق ة الق ان‬
‫ح م ق له‪:‬‬ ‫م مهام ال اك ‪ ،‬و ذل ما ي‬ ‫علﻰ اق اع الف د‪ ،‬و ال الي خﻼص ال ف س ل‬
‫م شأن ال اك ‪...‬ﻷنه ﻻ ي و ﱠ‬
‫أن اﻹله ق َمَ َح م ل ه ه ال ل ة‬ ‫» خﻼص ال ف س ل‬
‫م ل ه ه ال ل ة‬ ‫ح ال ع‬ ‫ال عق ل أن‬ ‫الق ة‪ ،‬ث إنه م غ‬ ‫ف ض دي ه علﻰ آخ‬
‫ة أن ي ك رعا ة خﻼصه‬ ‫إن ان س اء ان أم اً‪ ،‬أو م أف اد ال‬ ‫لل اك ‪ ،‬ﻷنه ﻻ ق ل أ‬
‫ان في‬ ‫وق ته‬ ‫ادة ما‪...‬ﻷن ج ه ال ي ال‬ ‫د له إ اناً مع اً أو‬ ‫ﻹن ان آخ ل ي‬
‫الق رة علﻰ اق اع العقل اق اعاً شامﻼً«‪ ،2‬إذن فال ﻼص في أر ل ك ﻻ شأن ﻷ أح ه بل‬
‫ص‬ ‫ة في ال‬ ‫خﻼل تعال ه اﻷخﻼ ة ال‬ ‫م‬ ‫ع ه ه اﻹله‪ ،‬وذل‬ ‫ول ال ح‬ ‫ال‬

‫أع اه ع اً أخﻼ اً دي اً‬ ‫ال ي ة‪ ،‬و ال الي ج ن ل ك أعاد ص اغة و اء مفه م ال ﻼص ح‬

‫‪1‬‬
‫ر ال اب ‪ ،‬ص‪.26 :‬‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬رسالة في ال امح‪ ،‬ال‬
‫‪2‬‬
‫ر نف ه‪ ،‬ص ص‪.25-24 :‬‬ ‫ال‬

‫‪60‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫في‬ ‫اﻻس غﻼل‪ ،‬وال ل ‪ ،‬والق ة‪ ،‬ودعﻰ إلﻰ ال اضع‪ ،‬والل‬ ‫ح ا رف‬ ‫وس اس اً‪ ،‬وذل‬
‫ال عاملة‪ ،‬وال امح‪.‬‬

‫جـ ــ ال ع اﻷخﻼقي لل ﻼص ع ج ن ل ك‪:‬‬

‫رذائل ال‬ ‫وال لي ع‬ ‫ه‪ :‬ال ل‬ ‫َرَ َ ج ن ل ك ال ﻼص اﻷخﻼق‪ ،‬وق‬


‫ال ي ي‪ ،‬وال ب‪ ،‬وال نى‪ ،‬واﻻخ ﻼس؛ وال لي ف ائل ال اضع‪ ،‬والع ل‪ ،‬وال امح‬ ‫وال ع‬
‫ح ي غي عل ه‪،‬‬ ‫ل شعار ال‬ ‫ح م ق له‪ » :‬كل إن ان‬ ‫اقة وذل ما ي‬ ‫ة‪ ،‬وال‬ ‫وال‬
‫ا دون‬ ‫أن ت ن م‬ ‫ح اً علﻰ شه اته و رذائله‪ ،‬ﻷنه م الع‬ ‫أوﻻً وق ل ل شيء‪ ،‬أن‬

‫ذل نق اً‬ ‫ن سل ك اه اً‪ ،‬وأن ت ن ر قاً وم اضعاً«‪ 1‬و ع‬ ‫أن ت ن ح ات مق سة‪ ،‬وأن‬

‫ح م‬ ‫عل ه ال‬ ‫ح‬ ‫اﻷخﻼقي ال‬ ‫ة ال اث ل ة؛ ﻷنه أه ل ا ال ان‬ ‫م جهاً ل جال ال‬
‫خﻼل ال ارة *‪ ،‬وخاصة م ع ة ال ل ** ال ي ت لﻰ ف ها اي قا ال امح العال ي‪ ،‬ور وا‬
‫اﻹلهي وال ﻼص ال اد ‪ ،‬وت و ﻼت‬ ‫واض ة في اﻷناج ل‪ ،‬ال ف‬ ‫علﻰ أم ر غام ة وغ‬
‫ح م ق له ‪:‬‬ ‫ة‪ ،‬و ذل ما ي‬‫ع ي ة ي اها ج ن ل ك أنها ُم َلَقة م أجل م ال ه ال‬
‫لل ة‪ ،‬وﻷع ائها أن ﻻ ف ض ا اخ ﻼقاته وتأو ﻼته علﻰ اﻵخ‬ ‫م اﻷن‬ ‫» أل‬
‫ة ﱠ‬
‫‪،‬ﻷن تل اﻷم ر ال ي ل ي د ذ ها‬ ‫ر إلهي‪ ،‬أو ض ورة م لقة لﻺ ان ال‬ ‫كأنها م‬
‫به ه اﻷم ر م أجل‬ ‫ال‬ ‫ق ل‪ » :‬إن م‬ ‫اً ت اؤله‬ ‫في اﻷناج ل «‪ 2‬و ا ع ش حه ُم‬

‫ر ال اب ‪ ،‬ص‪.19 :‬‬ ‫‪1‬ج ن ل ك‪ ،‬ال‬


‫ال ار‪.‬‬ ‫* ال ارة‪ :‬هي اﻹن ل ‪ ،‬ومع ﻰ ل ة إن ل اللغة ال نان ة ال‬
‫ص َع َ إلﻰ ال ل‪ ،‬فل‬
‫ع َ‬ ‫ح علﻰ تﻼم ه وهي ال الي‪" :‬ل ا أر ال‬ ‫ال‬ ‫ارة ع تعال ألقاها ال‬ ‫** م ع ة ال ل‪ :‬هي‬
‫ﻰ‬ ‫ﻰ لل دعاء"‪"...‬‬ ‫ال وح ﱠ‬
‫ﻷن له مل ت ال اوات"‪"...‬‬ ‫ﻰ لل اك‬ ‫تق م إل ه تﻼم ته"‪ ...‬و عل ه قائﻼ‪» :‬‬ ‫جل‬
‫لها ج ن‬ ‫ات‬ ‫م ه ه ال‬ ‫ﻰ ل انعي ال ﱠ ﻼم"‪"... ...‬إن ل م ﻰ‪ ،‬اﻹص اح‪ ،05‬ال‬ ‫لل ُ ح اء‪ ،‬ﻷنه ي ح ن"‪"...‬‬
‫ل ك في ا اته‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ر ال اب ‪ ،‬ص‪29 :‬ـ ـ ـ‪.30‬‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬رسالة في ال امح‪ ،‬ال‬

‫‪61‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫عاً مﻼئ اً ل أ ه ه‬ ‫ن م‬ ‫ح لل اة اﻷب ة ر ا‬ ‫ه ال‬ ‫ال‬ ‫ا ل‬ ‫ة‬ ‫م ار ة ال‬
‫ة ال اث ل ة اه ا اﻷم ر ال ي ت ع‬ ‫ح م ذل ﱠ‬
‫أن رجال ال‬ ‫ل ه«‪ 1‬و‬ ‫ال اص ول‬
‫م ل ه فق ون ان ذل علﻰ ح اب اﻹله‪ ،‬واﻷناج ل‪ ،‬واب ع وا ع اﻷخﻼق ﻷنها ﻻ تل ي‬
‫ر اته ال ن ة م مال‪ ،‬وشه ات‪.‬‬

‫لة في اخ ﻼس اﻷم ال‪ ،‬وم ارسة‬ ‫ة ال اث ل ة ال‬ ‫ك ا ي ق ل ك أخﻼق رجال ال‬


‫ة خﻼص اﻷرواح ق ل‪ » :‬فإذا ان ا ي ع ن‬ ‫‪ ،‬و ل أن اع ال ور‪،‬‬ ‫ال عارة‪ ،‬وذاء اﻵخ‬
‫ه ﻷرواح ه ﻻء وخﻼصه ‪ ،‬فل اذا‬ ‫أجل م‬ ‫م ل اته ‪ ،‬و ع ب نه م‬ ‫دونه م‬ ‫أنه‬
‫‪ ،‬و ل أن اع ال ور‪ ،‬ك ا ق ل ال س ل ب ل‬ ‫ارس ن ال عارة‪ ،‬واﻻخ ﻼس‪ ،‬وي اء اﻵخ‬
‫)روم ة‪ 2«( 1 :‬فه ه اﻷع ال م اق ة ت اماً مع العه ال ي –اﻷناج ل‪ ) -‬إن ا هي آثام‬
‫ح م ذل أن‬ ‫ه (‪ 3‬؛ و‬ ‫وا و غل ا شع ه و اف ا علﻰ م‬ ‫ش ان ة ارت ها ل‬
‫ل ن ائج أفعاله‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻷن اﻹله وه ﱠ له‬ ‫ي‬ ‫الف د وح ه‪ ،‬فه ال ح ال‬ ‫ول ة ال ﻼص ت‬ ‫م‬
‫ة الف ائل ال ي ف ها م فعة له ولغ ه أخ بها‪ ،‬وال ذائل ال ي‬ ‫م خﻼل ال‬ ‫عقﻼً‬
‫ه‬ ‫ص ال ي ة م خﻼل ال سل‪ ،‬ل‬ ‫ا زوده اﻹله ال‬ ‫ها‪،‬‬ ‫له اﻷذ ة له ولغ ه ف‬ ‫ت ل‬
‫ﻼص‬ ‫أه ة الف ائل ال ام ة وأض ارها في ال ن ا واﻵخ ة؛ و ال الي م ي عي أنه م لف‬
‫م ال ن ب‪ ،‬ﻻب أن ي اعﻰ أوﻻ سل اته الفاس ة و اول إصﻼحها‪.‬‬ ‫نف س اﻵخ‬

‫ع ه ت الف رجال ال ي‬ ‫ان‬ ‫ذ ه م ان ﻼل أخﻼقي‪ ،‬وال‬ ‫اء علﻰ ما س‬


‫و ً‬
‫ال اث ل ي‪ ،‬وأذي ه لل ائف واﻷد ان ال غاي ة‬ ‫مع ال ل ك‪ ،‬واع اده علﻰ ال ه‬ ‫ال اث ل‬
‫م م ال ه‬ ‫ة أ ة صلة؛ بل ان‬ ‫له‪ ،‬وتأو له ال ي تأو ﻼً اذ ا‪ ،‬وغام اً ﻻ َ ُ ﱡ لل‬

‫‪1‬‬
‫ر نف ه‪ ،‬ص‪.30 :‬‬ ‫ال‬
‫‪2‬‬
‫‪.John Locke, Lettre sur la tolérance, op. cit, p: 07 .‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Ibid.‬‬

‫‪62‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ال ولة ل ي ﻻ ي‬ ‫ع‬ ‫ان س اً وج ها ل ال ة ج ن ل ك ف ل ال ي‬ ‫وشه اته ‪ ،‬وذل‬
‫اس غﻼل ال اس اس ال و ﻼت ال اذ ة والغام ة م جهة‬ ‫اس غﻼله م جهة‪ ،‬وأن ﻻ ي‬
‫ة اع ارها م س ة دي ة – وال ولة‪ ،‬ور ها‬ ‫ال‬ ‫ح د مهام ل م‬ ‫ذل‬ ‫أخ ‪ ،‬وث‬
‫اﻷخﻼ ات ال ام ة‪.‬‬

‫ة و أخﻼ ات ال امح ال ي ي‪:‬‬ ‫ـــ و فة ال‬

‫ذج لل ع ة إلﻰ م ارسة أخﻼ ات ال امح ال ي ي في‬ ‫ة‬ ‫ج ن ل ك ال‬ ‫ات‬


‫قاً لق اع‬ ‫ال ادة العامة‪ ،‬وح اة ال اس‬ ‫جعلها تُ ْعَﻰ بـ ‪ ») :‬ت‬ ‫ال س ات ال ي ة‪ ،‬ح‬
‫أن تل أ إلﻰ الق ة‪ ،‬بل عل ها أن‬ ‫لة وال فقة«‪ ،‬ول ي تع ل علﻰ اح ام ق ان ها ﻻ‬ ‫الف‬
‫حة لها هي الع ل(‪ ،1‬وعل ه‬ ‫ي واﻹرشاد« وس لة له‪ ،‬والعق ة ال‬ ‫ح وال‬ ‫م » ال‬ ‫ت‬
‫م س ة دي ة دع ة ال اس إلﻰ م ارسة اﻷخﻼ ات ال ام ة م‬ ‫ة أو أ‬ ‫فإن مه ة ال‬
‫ا يلي‪:‬‬ ‫لة‬ ‫أن تل م به ه اﻷخﻼ ات ال‬ ‫جهة‪ ،‬وم جهة أخ‬

‫اقة‪:‬‬ ‫أو ًﻻـــ ال‬

‫ال امح ال ي ي‪ ،‬ﱠ‬


‫ﻷن اﻷنا ي أ في تق ل الغ‬ ‫ن‬ ‫ة اﻷولﻰ لل‬ ‫اقة ال‬ ‫ال‬ ‫تع‬
‫عله م هﻼً ل ق ل اﻻخ ﻼفات ال ي ة‪ ،‬وال ائ ة‪ ،‬وال قا ة‪ ،‬ل ل‬ ‫لف ع ه ت ر ًا‪ ،‬م ا‬ ‫ال‬
‫ﻼ‪:‬‬
‫اقة م أ أخﻼ اً ض ور اً ﻻب أن ت ا ه ال س ات ال ي ة قائ ً‬ ‫جعل ج ن ل ك ال‬
‫ة‪ ،‬م ل ا ي اع ها اﻷف اد م غ‬ ‫اقة أم ر ي غي أن ت اع ها ل‬ ‫» ال ﻼم‪ ،‬والع الة‪ ،‬وال‬
‫لة‬ ‫ارسة ف‬ ‫ارسة ﻻ ي ققان إﻻ‬ ‫ح م ذل أن ال ﻼم‪ ،‬والع الة‬ ‫ادعاء لل عالي«‪ 2‬و‬

‫‪1‬‬
‫‪ ،‬اله ة‬ ‫إ‬ ‫‪ ،‬تق ‪ :‬أم‬ ‫ما ل أن ل اك ب ت ي‪ ،‬أع اد ال ار أس اب الﻼت امح وم اه ه‪ ،‬ت ‪ :‬د‪ .‬ع الف اح ح‬
‫ة العامة لل اب‪ ،‬القاه ة‪)،‬د (‪ ،2010 ،‬ص‪.456 :‬‬ ‫ال‬
‫‪2‬‬
‫ر ال اب ‪ ،‬ص‪.33 :‬‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬رسالة ال امح‪ ،‬ال‬

‫‪63‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ة‬ ‫اً عا‬ ‫اقة تع‬ ‫أخﻼ ات ال امح ال ي ي‪ ،‬فعﻼقة ال‬ ‫م‬ ‫اقة‪ ،‬وال ي تع‬ ‫ال‬
‫ة‬ ‫في )ال اضع‪ ،‬وال‬ ‫ال‬ ‫واج ا ة‪ ،‬ون ان ة‪ ،‬ودي ة ال رجة اﻷولى‪ ،‬وت ل تل‬
‫علﻰ ال س ات ال ي ة و ل اﻷف اد أن‬ ‫وج‬ ‫(‪ ،‬ل ل‬ ‫ة‪ ،‬وال عاون‪ ،‬وال آلف وال عا‬ ‫وال‬
‫ت ارسها‪.‬‬

‫اقة‬ ‫اب عﻼقة ال‬ ‫ال ائف‪ ،‬واﻷد ان راجع إلﻰ‬ ‫ال ي ي ب‬ ‫ال ع‬ ‫س‬ ‫ك ا اع‬
‫ة‬ ‫ه م خﻼل س‬ ‫ان سائ ًا في ع‬ ‫ح ا ت اءل ع ال ضع ال‬ ‫الفاضلة ب ه ‪ ،‬وذل‬
‫ة ال اث ل ة‪ ،‬واض هاده لل ائف ال غاي ة ل ه ه ‪ ،‬وتع ي ه لﻸف اد ال ي خ ج ا‬ ‫رجال ال‬
‫ﻼ‪ » :‬واﻵن أنا أسأل ض ائ أول‬
‫ة ب وت ان ة قائ ً‬ ‫ا إلﻰ‬ ‫ة ال اث ل ة‪ ،‬وان‬ ‫ع ال‬
‫ة ال فاع ع ال ي ‪ ،‬هل ه فعل ن ل‬ ‫ه ون‪ ،‬و ع ب ن‪ ،‬و م ون‪ ،‬و ق ل ن‪،‬‬ ‫ال ي‬
‫ال اصل ب‬ ‫ال اق‬ ‫ة؟«‪ 1‬ي و ل ك م غ اً م‬ ‫اقة وال‬ ‫وقل ه م ل ءة ال‬ ‫ذل‬
‫اقة‬ ‫ة‪ ،‬واﻷخ ة‪ ،‬وال‬ ‫َو َج َ ال ي ي ع إلﻰ )ال‬ ‫ي‪ ،‬ح‬ ‫سل ات رجال ال ي وال ي ال‬
‫ال اث ل‬ ‫ﱠ‬
‫أن أفعال رجال ال ي‬ ‫ل أش ال الع ف(؛ في ح‬ ‫وال اضع‪ ،‬وال امح‪ ،‬وت‬
‫ي‪ ،‬ي حي بـ )ق ة‬ ‫ة ال فاع ع ال ي ال‬ ‫ائف ب ي دي ه ‪،‬‬ ‫ومعامل ه القاس ة مع‬
‫ة م جهة‬ ‫مع ال‬ ‫‪ ،‬وال ب علﻰ ال ي (‪ ،‬وال ي ت اق‬ ‫اقة‪ ،‬وال‬ ‫قل ه ونع ام ال‬
‫ﻻ تَ ُ ُ لﻸخﻼق اﻹن ان ة أ صلة‪.‬‬ ‫وم جهة أخ‬

‫أف ار ج ن‬ ‫رجال ال ي ‪ ،‬واس غﻼله لل ي جعل ب ات ان راسل* ال أث‬ ‫وَل َع َل ق ة ع‬


‫ون‬ ‫ه اك ج‬ ‫ان‬ ‫في تعل قه اله لي قائﻼً‪ » :‬ل‬ ‫علﻰ ال‬ ‫ل ك – ف ل ال‬
‫ال‬ ‫)‪ (...‬تل اﻷج اد ال ي ما ع ف‬ ‫رؤ ة الق‬ ‫ﻷت‬ ‫ﻻخ ت ال هاب إلﻰ ال‬

‫‪1‬‬
‫ر ال اب ‪ ،‬ص‪.20 :‬‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬رسالة في ال امح‪،‬ال‬

‫‪64‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ي م ع لة في ح اتها«‪ 1‬و و م ذل أن‬ ‫اقة‪ ،‬وﻻ أم‬ ‫مع ﻰ ال‬ ‫ي ماً‪ ،‬وال ي ما ع ف‬
‫ة‪ ،‬وال فقة‪ ،‬وال اضع‬ ‫عل قل ه فارغاً م ال‬ ‫انع ال الف د ع ال اس‪ ،‬وع م مع فة أح اله ‪،‬‬
‫ها إﻻ‬ ‫مع فة‬ ‫اقة‪ ،‬ﻷن ه ه اﻷخﻼ ات ال ام ة ﻻ‬ ‫وﻻ ع ف مع ﻰ عﻼقة ال‬
‫قاء‪ ،‬و ع ف علﻰ ال اس م م لف اﻷج اس‪ ،‬وال انات‪.‬‬
‫ال ء أص ً‬ ‫ي‬ ‫ح‬

‫ض ور ﻹرساء اي قا‬ ‫لة صال ة ل ل زمان وم ان‪ ،‬وهي م ل‬ ‫اقة ف‬ ‫ك ا أن ال‬


‫ل جي وف لﻺن ان ال عاص‬ ‫ال امح ال ي ي في ال اقع ال عاش‪ ،‬ﻷن ال ق م العل ي وال‬
‫ال افات ب ه ‪ ،‬ل ل‬ ‫ال اس وق‬ ‫ق ال اصل ب‬ ‫وسائل ال اصل اﻻج اعي ال ي سهل‬
‫اه في م ج ر ال امح‪ ،‬وتق ل اﻻخ ﻼفات ال ي ة‪ ،‬وال قا ة‪ ،‬والع ة ل ي‬ ‫ﻻب للف د أن‬
‫أو ش‬ ‫عل م ها وس لة للع ف م خﻼل س‬ ‫اقة م ه ‪ ،‬وأن ﻻ‬ ‫ال‬ ‫ج ه م خﻼل ل‬
‫م ت‬ ‫اع‪ ،‬و‬ ‫ه‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻷن ذل ي سع ب رة ال‬ ‫ال ائف‪ ،‬أو اﻷد ان ال غاي ة ل ي ه‪ ،‬أو م‬
‫الع ف‪ ،‬وال أر وال ق ‪.‬‬

‫ح واﻹرشاد‪:‬‬ ‫ثان اـــ ال‬

‫ات اع تعال ه اﻷخﻼ ة‬ ‫ادة اﻹله‪ ،‬ع‬ ‫ع ال ي ي‬ ‫ج ن ل ك أن غا ة ال‬ ‫اع‬


‫قة‬ ‫علﻰ ال س ات ال ي ة ات اع‬ ‫اء علﻰ ذل وج‬
‫الفاضلة م م ة‪ ،‬وأخ ة‪ ،‬وت امح‪ ،‬و ً‬
‫إذا س ل ‪ :‬ما هي ال سائل ال ي بها‬ ‫ال ع ‪ ،‬وال ح‪ ،‬واﻹرشاد؛ ب ﻻً م الع ف ق ل‪ » :‬ول‬
‫ة إذا ان م الﻼزم خل ها م أ ة ق ة قه ة؟ ج ابي‪...:‬أن ت ن م‬ ‫ال‬ ‫ق ان‬ ‫ت أس‬

‫وال ي ‪ ،‬وت لﻰ دع ته تل في‬ ‫اني‪ ،‬ع م دعاة ال ﻼم‪ ،‬وح ة الف‬ ‫* ب ات ان راسل‪ ،( 1970 -1872 ) :‬ف ل ف ب‬
‫عال أف ل [‪.‬‬ ‫ك ا ه ال س م ]ن‬
‫‪1‬‬
‫أوش ‪ ،‬ال امح رؤ ا ج ي ة ت ه ال اة‪ ،‬ت ‪ :‬د‪ .‬علي ح اد‪ ،‬دار ال ال‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‪ ،2011 ،1( ) ،‬ص‪.14 :‬‬

‫‪65‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ع هي ال ع ة‬ ‫ان م العقل‪ ،‬واﻷسل ة ال ي ت ن في ح زة أع اء ه ا ال‬ ‫اق اع واس‬
‫‪1‬‬
‫ة«‬ ‫واﻹن ار و ال‬

‫‪ ،‬وق اع عق له ﻻ ي ق إﻻ ع‬ ‫نف س ال اس إلﻰ اﻷح‬ ‫أن تغ‬ ‫ح م ذل‬ ‫و‬


‫و ا‬ ‫الق ة وال‬ ‫ج ق ة وم ث ة‪ ،‬ول‬ ‫ات اذ أسل ب ال ع ة واﻹن ار‪ ،‬ورشاده‬
‫‪2‬‬
‫قة«‬ ‫أنه علﻰ خ أ وخ اره ال‬ ‫ﻹق اع ال‬ ‫أدات‬ ‫ال ار وال‬ ‫قال ج ن ل ك‪ » :‬ل‬
‫ﻻ ت لح إﻻ اﻹرشاد‪ ،‬وه ا‬ ‫ج ال ق عة‪ ،‬وال ف‬ ‫؛ إن ا إلﻰ ق ة ال‬ ‫فالعقل ﻻ ي ضخ إلﻰ ال‬
‫ما ي ضح ال ع اﻹرشاد ال ف ي لل امح‪.‬‬

‫ن اﻹك اه؛ إن ا‬ ‫قة ال ي ة ﻻ‬ ‫ﱠ‬


‫فإن دع ة ال اس إلﻰ ال ع ف علﻰ ال‬ ‫اء علﻰ ذل‬
‫و ً‬
‫ال عاملة‪ ،‬فال ن ا معاملة ع ج ن ل ك‪ ،‬وال عاملة هي ال لي اﻷخﻼق ال ام ة‬
‫في‬ ‫إن ان ي‬ ‫ﱠ‬
‫أن أ‬ ‫ق ل‪ » :‬أنا أ‬ ‫ة لل‬ ‫ة ال‬ ‫وم ارس ها؛ واج اب الق ة‬
‫ه ا ال ل ك وال ل‬ ‫ع‬ ‫في خﻼصه‪ ،‬س و غ ا‪ ،‬فﻼ أح‬ ‫اً أنه ي غ‬ ‫غ ه م‬ ‫تع ي‬
‫ة‪ ،‬ب ل م الق ة ال ي ت عل م‬ ‫ة«‪ 3‬وعل ه فﻼب م ات اذ س ل ال‬ ‫ر ع ال‬
‫ل ‪» :‬ق ة واح ة م‬ ‫فاته إن ان‪ ،‬و ا ق ل إب اهام ل‬ ‫معق ل في ت‬ ‫الف د غ اً وغ‬
‫ة‬ ‫ة‪ ،‬وال‬ ‫العلق *«‪ 4‬فال ل ة ال‬ ‫بمل م‬ ‫م ا‬ ‫ال اب أك‬ ‫م‬ ‫الع ل ت‬
‫م ح ة الع اد‪ ،‬ل ل‬ ‫أنا الع ف ي‬ ‫م ة ال اس‪ ،‬واس راجه ؛ في ح‬ ‫ال افعة ا ة ل‬
‫ه ال س ات ال ي ة‪ ،‬و ل اﻷف اد‪.‬‬ ‫ﻻب أن ت‬

‫‪1‬‬
‫ر ال اب ‪ ،‬ص‪.31 :‬‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬رسالة ال امح ‪ ،‬ال‬
‫‪2‬‬
‫ر نف ه‪ ،‬ص‪.34 :‬‬ ‫ال‬
‫‪3‬‬
‫‪Caroline warman, Tolerance the beacon of the enlightemment, open book publisher, england, 2016,‬‬
‫‪p: 22.‬‬
‫ل‪ ،‬وه ش ي ال ارة‪.‬‬ ‫* العلق ‪ :‬ن ات ال‬
‫‪4‬‬
‫وم اجعة‪ :‬حازم ع ض‪ ،‬م ة ج ة ال رد‪ ،‬القاه ة ‪ ،2010 ،(1 )،‬ص‪.05 :‬‬ ‫دابل ارن غي‪ ،‬ف ال عامل مع ال اس‪ ،‬تق‬

‫‪66‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫اس اج م خﻼل آراء ج ن ل ك م ان ته ل ق لة‪ » :‬تعقل ث آم «‪ ،‬ومعارض ه ل ق لة‬ ‫و‬
‫‪ » :‬آم ث تعقل«‪.‬‬ ‫ة ﻷوغ‬ ‫رجال ال ي ال ه رة وال‬

‫‪ -3‬ال عاون‪:‬‬

‫اﻷخﻼ ات ال ام ة‪ ،‬و ع ه‬ ‫ع ال عاون م ل اً اج ا اً ذو ع أخﻼقي ي رج ض‬


‫ة‬ ‫ان هاكها‬ ‫ج ن ل ك إج اع ه فه ال فا علﻰ م ل اته ال ن ة‪ ،‬ومعارضة ل م ي‬
‫ة أن ال ن ا فان ة‪ ،‬وم ه فﻼب م ت ك ل‬ ‫دي ة اذ ة ف ة ال ﻼص‪ ،‬أو إدعاءات رجال ال‬
‫ة أنف ه‬ ‫أن رجال ال‬ ‫ة فق ؛ في ح‬ ‫ال‬ ‫شيء‪ ،‬وال ف غ ل اعة أوام ال ادرة ع‬
‫علﻰ‬ ‫لل فا‬ ‫ه ج ن ل ك قائ ً‬
‫ﻼ‪...» :‬فال عاون ض ور‬ ‫ما ق‬ ‫ي ه ن اﻷراضي وذل‬
‫ا ل ل إن ان‬ ‫م ل اته ‪ ،‬وعلﻰ ح اته ‪ ،‬و علﻰ ل اح اجاته اﻻج ا ة‪...‬ل ل ﻻب أن ي‬
‫‪ ،‬وﻻ فق انها م دود إلﻰ خ‬ ‫ه اﻵخ‬ ‫ل عل ها ﻻ ي‬ ‫عادته اﻷب ة‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻷن ال‬ ‫إه امه‬
‫أن ج ن‬ ‫ل عل ها م دود إلﻰ ع ف خارجي«‪ 1‬و و م ذل‬ ‫‪ ،‬وﻻ اﻷمل في ال‬ ‫اﻵخ‬
‫ًا م فع ها اﻷخ و ة ل ي ﻻ ت ن وس لة‬ ‫لة ال عاون في ال فعة ال ن ة‪ ،‬م‬ ‫ف‬ ‫لكح‬
‫اع ته علﻰ‬ ‫ة‪ ،‬أن ي روا تع ي ه وق له لل اس اﻷب اء‬ ‫اس غﻼل ة في ي رجال ال‬
‫ج عقل ة مق عة مع اً أن ل‬ ‫خﻼص نف سه ‪ ،‬وض ان ح اة سع ة أب ة له ‪ ،‬و ضح ذل‬
‫اته اﻷخ و ة‪ ،‬فﻼ داعي ﻹدعاءات ال اذب في‬ ‫ف د م ول ع نف ه وﻻ عﻼقة لﻶخ‬
‫ة ال اة اﻵخ و ة‪.‬‬ ‫ال ﻼص الع‬

‫ال ل ال ال ‪ :‬أخﻼ ات ال امح في ال ال ال اسي‬

‫ة‬ ‫‪ ،‬وض ان )ال‬ ‫ورة اﻷخﻼق في ال ال ال اسي‪ ،‬ﻻس قامة ال‬ ‫ناد ج ن ل ك‬
‫ة‬ ‫ه ه اﻷخ ة حق قاً‬ ‫اواة(‪ ،‬واع‬ ‫في ال اة‪ ،‬وال‬ ‫في ال ل ة‪ ،‬وال‬ ‫ال ي ة وال‬

‫ر ال اب ‪ ،‬ص ص‪.53-52 :‬‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬رسالة ال امح‪ ،‬ال‬ ‫‪1‬‬

‫‪67‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وه ها اﻹله ل ع ال اس اخ ﻼف أد انه ‪ ،‬وعل ه ﻻب أن تَ ْ َ ها ل دولة‪ ،‬وت افع ع ها» ﻷن‬
‫ي ل به ف ت ف ال ات ال ن ة‪ ،‬وال فا عل ها وت ها‪ ،‬وأنا‬ ‫ال ولة م ع م ال‬
‫‪ ،‬اﻹضافة إلﻰ ام ﻼك اﻷش اء‬ ‫ة‪ ،‬وراحة ال‬ ‫ة‪ ،‬وال‬ ‫ات ال ن ة ال اة‪ ،‬وال‬ ‫أع ي ال‬
‫ات‬ ‫ال‬ ‫م ل ال ال واﻷرض‪ ،‬وال ت‪ ،‬وما شا ه ذل «‪ ،1‬وعل ه فإن غا ة ال ولة وو ف ها تأم‬
‫ال ق ق‬ ‫تل‬ ‫ﻻ‬ ‫م‬ ‫ا عارض ج ن ل ك ل ح‬ ‫ة؛‬ ‫ال ن ة‪ ،‬وال ق ق ال‬
‫اد ة‪ ،‬ون ان ة‬ ‫أ عاداً دي ة‪ ،‬واق‬ ‫ال ق ق تع‬ ‫ودعا إلﻰ إسقا ه‪ ،‬وال رة عل ه ﻷن تل‬
‫وأخﻼ ة ال رجة اﻷولﻰ‪.‬‬

‫ه‬ ‫ان سائ اً في ع‬ ‫اﻹلهي ال‬ ‫ل ك ال ام ال اسي القائ علﻰ ال ف‬ ‫رف‬ ‫ح‬
‫ال ي‬ ‫ناتج ع ت الف ال ل ك مع رجال ال ي ال اث ل ‪ُ ،‬م َ ِول‬ ‫واع ه م د اس ع ار م‬
‫ا أﱠنها ﻻ ت ف مع‬ ‫صلة‪،‬‬ ‫ة ت و ﻼً غام اً ﻻ َ ُ ُ لل اب ال ق س أ‬ ‫ل ال ه ال‬
‫ال اث ل ي‬ ‫ة إله ة؛ ح جعل ا ال ل مف ض م اﻹله وال ه‬ ‫العقل ن ه ا اﻷخ‬
‫ج ع ه أنه خ ج ع‬ ‫‪ ،‬وم‬ ‫ي ال‬ ‫أنه ال ي ال‬ ‫قاً لل ﻼص م ال ن ب مع‬
‫ة‪ ،‬وتع ي ه م ا أع ﻰ لل ﻼص‬ ‫ح مانه م م ل اته‪ ،‬وحق قه ال‬ ‫اعة اﻹله‪ ،‬وعل ه وج‬
‫ف ل ال ي ع ال ولة م جهة؛ وم جهة‬ ‫ال‬ ‫ما جعل ج ن ل ك‬ ‫ع اً س اس اً‪ ،‬وذل‬
‫دعﻰ إلﻰ اس ال ال ام ال ل ي القائ على ال أو ﻼت ال اذ ة والغام ة‪ ،‬ب ام ت لي‬ ‫أخ‬

‫ح ه ال اك م د رم ُ ل إرادة ال ع ‪ ،‬وم ال ه ال ي عق وا عل ها اج اعاً‬ ‫ح‬


‫]العق اﻻج اعي[؛ ك ا دعا ال اك أن يل م اﻷخﻼ ات ال ال ة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ر ال اب ‪ ،‬ص‪.23 :‬‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬رسالة ال امح‪ ،‬ال‬

‫‪68‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ول ة‪:‬‬ ‫ا ة واﻷمانة وال‬ ‫ق وال‬ ‫أو ًﻻ‪ :‬ال‬

‫ه‬ ‫ا ة‪ ،‬أساسا ل‬ ‫ق وال‬ ‫م ال‬ ‫ي‬ ‫ج ن ل ك ال اك ال الح ه ال‬ ‫اع‬


‫ان حق قه‬ ‫ل‬ ‫عل ها ال ع‬ ‫العق اﻻج اعي‪ ،‬ال ي اتف‬ ‫خﻼل إل امه ق ان‬ ‫م‬ ‫وذل‬
‫قها علﻰ‬ ‫ة؛ وت‬ ‫ة‪ ،‬وال ل ة‪ ،‬وال اواة‪ ،‬وال اة‪ ،‬وض ان ال‬ ‫لة في ال‬ ‫ة ال‬ ‫ال‬
‫ال لة‬ ‫م‬ ‫علﻰ ال اك أن ﻻ ي‬ ‫ا‬ ‫أ ال ق ؛‬ ‫ق قاس‬ ‫أرض ال اقع‪ ،‬فال‬
‫ه ال ي ي في دولة‬ ‫م‬ ‫َن‬
‫واس غﻼله ‪ َ ،‬أ ْ‬ ‫ال ع‬ ‫ال‬ ‫وال ب‪ ،‬وال ي ذرعة لل ﻼع‬
‫علﻰ خ ان ه‬ ‫اﻹلهي وس لة ل‬ ‫م الق‬ ‫َن ي‬
‫ال ع د ة ال ائ ة وال ي ة‪ ،‬أو أ ْ‬ ‫ت‬
‫و اﻻتفاق‪ ،‬وأن ﻻ‬ ‫وﻻً ومل ماً‬ ‫ف حق ق ش ه‪ ،‬و ن م‬ ‫ه م‬ ‫وعل ه فال اك ال‬
‫َن‬
‫ال ي ي‪ َ ،‬أ ْ‬ ‫م ال ل ة ال اس ة لل ع‬ ‫ت الف أفعاله أق اله ووع ده‪ ،‬وأن ﻻ‬
‫مها ل عا ة ال ع ي علﻰ حق ق اﻵخ‬ ‫ث وات ش ه اس ال ي ؛ بل ﻻب أن‬ ‫و ه‬
‫د‪:‬‬ ‫ق ل في ه ا ال‬ ‫ال ي تع وا ش و اﻻتفاق – العق اﻻج اعي*– ول يل م ا بها‪ ،‬ح‬
‫عق ة ال ت‪ ،‬وما دونها م العق ات‬ ‫» وأنا أع ي ال ل ة ال اس ة ح ش ال ائع‪ ،‬وت‬
‫ه ه ال ائع‪ ،‬ودفع الع وان‬ ‫ام ق ة ال اعة ل ف‬ ‫ها‪ ،‬واس‬ ‫لل اف ة علﻰ ال ل ة‪ ،‬وت‬
‫ن‬ ‫ام الق ة‬ ‫العام َو َح ْ ْ «‪ 1‬وعل ه فإن اس‬ ‫ال ارجي ع ال ﻼد‪ ،‬و ل ذل م أجل ال‬
‫إذا ت‬ ‫ة خاصة ح مل ة اﻷراضي‪ ،‬وال‬ ‫فق ‪ ،‬اﻷول لل فا علﻰ ال ق ق ال‬ ‫ل‬
‫اﻷم وال ا ة‬ ‫ال اني لل فاع ع ال ﻼد ض أ ع وان وذل ل ف‬ ‫اﻻع اء عل ها؛ أما ال‬
‫ه داخل ا‬ ‫ل‬ ‫ال ﻼم واﻷم‬ ‫عﻰ جاه ا ل ق‬ ‫ه ال‬ ‫لل ع ‪ ،‬وعل ه فال اك ال‬
‫وخارج اً ض أ اع اء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ،‬الل ة ال ول ة ل ج ة روائع‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‪ )،‬د (‪ ،1959 ،‬ص‪.138 :‬‬ ‫ال ني‪ ،‬ت ‪ :‬ماج ف‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬في ال‬
‫ة‪،‬وعقاب ل م ي ع ا عل ها مه ا ان‪.‬‬ ‫ان حق قه ال‬ ‫وال اك علﻰ ش و ل‬ ‫ال ع‬ ‫*العق اﻹج اعي‪ :‬ه إتفاق ب‬

‫‪69‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ا ة راجع إلﻰ ال أو ﻼت ال اذ ة ال ي سادت‬ ‫ق وال‬ ‫ودع ة ج ن ل ك إلﻰ اﻻل ام ال‬
‫في صالح ال ل ة ال لقة وال ام ال ل ي اع اره ح‬ ‫‪ ،‬وال ي ان‬ ‫ه اس ال ي ال‬ ‫ع‬
‫ام الع ف؛ وت ل تل‬ ‫ال ي ي‪ ،‬وﻻس‬ ‫تُ َع ُ م اًر لل ع‬ ‫مق س م جهة؛ وم جهة أخ‬
‫ا يلي‪:‬‬ ‫ال و ﻼت‬

‫وت ْ ِ ِ َها ور ها ال ل ة‪:‬‬


‫‪ -1‬تأو ﻼت رجال ال ي لف ة ال ﻼص َ‬

‫ال ل ك ﻷراضي وم ل ات ال ائف ال غاي ة ل ه ه‬ ‫هي تأو ﻼت تَ ْ َع ُ اض هاد ونه‬


‫اً علﻰ ال ل ة‬ ‫ة ت ل ه م ال ن ب‪ ،‬وه ا ما جعل ج ن ل ك ي‬ ‫ال اث ل ي‬
‫ج اس ال ي ‪ ،‬ﻷن‬ ‫ال اصة في م لفاته ال اس ة م ال اً ال اسة ال اف ة عل ها‪ ،‬وع م ال‬

‫ع ق ل‪ » :‬إن اﻹله أع ﻰ اﻷرض ِمل اً‬ ‫علﻰ ذل إن ا جعل اﻷرض مل اً لل‬ ‫ال ي ل ي‬
‫داود )م م ر ‪ (16: 115‬وق أع ﻰ اﻷرض ل ي آدم«‪ 1‬و ال الي‬ ‫ا ق ل ال ل‬ ‫لل‬
‫‪ ،‬وعل ه فال اس ج عا رغ اخ ﻼف أد انه‬ ‫ج عاً دون ت‬ ‫فاﻷرض و ُ ُل ما عل ها ِمْل ٌ لل‬
‫اد‬ ‫ح ال ع اﻻق‬ ‫في ه ه اﻷرض‪ ،‬ﻷن اﻹله شاء ذل ‪ ،‬وه ا ي‬ ‫ائفه له ال‬ ‫أو‬
‫ا ع نق ل ك له ه ال أو ﻼت ال اذ ة اس ال ي ح ة دي ة؛ أما ح ه‬ ‫لل امح ال ي ي؛‬
‫العقل ة ل ق ه ال أو ﻼت ال اذ ة لف ة ال ﻼص ال اسي هي ال الي‪:‬‬

‫إن ان آخ ‪ ،‬ﻷن ال اك ل‬ ‫م شأن ال اك ال ني أو أ‬ ‫ـ أن خﻼص ال ف س ل‬


‫م‬ ‫له العقل ال‬ ‫إن ان ب ل ؛ بل وه‬ ‫لف أ‬ ‫ا ﱠ‬
‫أن اﻹله ل‬ ‫مف ضاً م اﻹله؛‬
‫له‬ ‫ص ال ي ة م خﻼل ال سل ل‬ ‫ا دع ه ال‬ ‫ب ه ا‪،‬‬ ‫‪ ،‬و‬ ‫وال‬ ‫ة ال‬ ‫ال‬
‫ع ال ذائل في‬ ‫ي‬ ‫؛ والع اب ال‬ ‫والف ائل في ال ن ا واﻵخ ة وأج ها الع‬ ‫أه ة ال‬

‫‪1‬‬
‫ر ال اب ‪،‬ص‪.152 :‬‬ ‫ال ني‪ ،‬ال‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬في ال‬

‫‪70‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫العقل‬ ‫اده ﻷنه جعله م‬ ‫اﻵخ ة‪ ،1‬و ال الي اﻹله ت ك م ول ة ال ﻼص علﻰ عات‬
‫ل ف د م ول ع خﻼصه‪ ،‬وﻻ دخل ﻷ إن ان آخ في خﻼصه‪.‬‬ ‫اء علﻰ ذل‬
‫و ً‬

‫ال ل ي ﻷس ة آل س ارت اع اره ح إلهي ال راثة‪:‬‬ ‫لل‬ ‫رو ت ف ل‬ ‫‪2‬ـــ تأو ﻼت س‬

‫في‬ ‫الفاس ‪ ،‬وال ال ‪ ،‬وذل‬ ‫ل أش ال ال‬ ‫ان ق ج ن ل ك ال ل ة ال لقة‪ ،‬ورف‬


‫اﻹلهي‬ ‫دافع ع ال‬ ‫ال‬ ‫ال ني [ م جها ان قاداته ل و ت ف ل‬ ‫] مقال ه اﻷولى في ال‬
‫‪،‬‬ ‫لل ل ك اس ال ي في م لفه ] اﻷب ال اك [ م ا ح مل ك أس ة آل س ارت في ال‬
‫ا يلي‪:‬‬ ‫م قف ف ل‬ ‫و ل‬

‫ال ل ة ﻵدم‪ ،‬وم ه إلﻰ‬ ‫عي لﻸس ة ال اك ة‪ ،‬ﱠ‬


‫ﻷن ال ب ق وه‬ ‫‪ -1‬ال ولة ما هي إﻻ ام اد‬
‫ق ق اﻷب علﻰ أب ائه‬ ‫لل ل ك ال ال ‪ ،‬وعل ه ف ﱠ‬
‫إن ح ال ل علﻰ ش ه‬ ‫أب ائه ح ﻰ وصل‬
‫ال ل ة ال َ َل ِ َ ة‪.‬‬ ‫في ل ال ل ة اﻷب ة«‪ 2‬و ع ها ف ل‬ ‫ق ل‪ » :‬ي ل ال‬

‫ر اه ح ا م لقاً‬ ‫ش حه وت و له؛ أن لل ل ح في ح‬ ‫اء علﻰ أر ه ذل ي ا ع ف ل‬


‫‪ -2‬و ً‬
‫ال ي ي ها دون معارضة م ال ع‬ ‫في وضع الق ان‬ ‫ون ان ح ه م ًا‪ ،‬ا له ال‬
‫عا‬ ‫أن‬ ‫ﻻب لل ع‬ ‫ع له ذل ح ا قال ال اب ال ق س‪) :‬أك م أ اك(‪ ،3‬أ‬
‫ﻷن ال ي َش َ َ‬
‫ّ‬
‫ه دون أ انقﻼب‪.‬‬ ‫أوام أ اه ال ل ‪ ،‬وم‬

‫عقابه ‪ ،‬ﻷن اﻹله شاء ذل ح ا ف ض‬ ‫ج‬ ‫ت‬ ‫ف ال ع‬ ‫معارضة م‬ ‫‪ -3‬وعل ه أ‬


‫‪.‬‬ ‫ال راثة علﻰ ال‬ ‫ال ل‬

‫‪1‬‬
‫ر ال اب ‪ ،‬ص ص‪.25-24 :‬‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬رسالة ال امح‪ ،‬ال‬
‫‪2‬‬
‫ر ال اب ‪ ،‬ص‪.08 :‬‬ ‫ال ني‪ ،‬ال‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬في ال‬
‫‪3‬‬
‫ر نف ه ‪ ،‬ص‪.08:‬‬ ‫ال‬

‫‪71‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫رو ت ف ل‬ ‫م قف س‬ ‫قائﻼ‪ »:‬ي ل‬ ‫ج ن ل ك علﻰ م قف رو ت ف ل‬ ‫عل‬
‫مع ال ل ك‬ ‫ا م او‬ ‫ل‬ ‫ح م ذل أن ال‬ ‫ع« و‬ ‫ا أح ا اًر‬ ‫ل‬ ‫ال ئ ي في أن ال‬
‫مق ون وع ٌ لل ل ك؛ ول‬ ‫ف ل ‪ ،‬فال ل ك ح ه م لقة؛ ب ا ال‬ ‫ة في أر‬ ‫في ال‬
‫ج دي ة‪ ،‬وعقل ة ل ي ي في ادعاءاته ال اذ ة اس‬ ‫ج ن ل ك ي د علﻰ م لف وأف ار ف ل‬
‫ال ي وهي ال الي‪:‬‬

‫ان حق قه في‬ ‫واتفق ا علﻰ ق ان ه ل‬ ‫عق اج اعي أب مه ال ع‬ ‫‪ -1‬ال ولة نات ة ع‬


‫م ج دة م ق ل وال ل ل‬ ‫ال ل ة ال اصة‪ ،‬فاﻷف اد ه ال ي أن ا ال ل ة ال اس ة ﻷنها ل ت‬
‫سل ة أب ة‪ ،‬ق ل ج ن ل ك‪ » :‬ﻻ‬ ‫إلﻰ أ‬ ‫ل‬ ‫علﻰ ذل م ال اب ال ق س ال‬
‫ال‬ ‫انق‬ ‫ع ه ‪ ،‬بل ي و ل ا‬ ‫ال اب ال ق س ق إلﻰ ح امه أو إلﻰ أش ال ال‬
‫أن اﻷ اء ان ا ُح اماً دون أن‬
‫نا ق عاً ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫بلغات م لفة‪ ،‬ل ل‬ ‫إلﻰ أم م لفة ت‬
‫ح م ذل‬ ‫ه«‪ 1‬ي‬ ‫ال اب أساس ل‬ ‫ق ل ال اب ش اً م ه ا وج ‪ ،‬عل ه أن ﻻ ع‬
‫ا أر أنها تأو ﻼت اذ ة‬ ‫اس ال ي ؛‬ ‫أن ل ك عارض ال ل ة ال لقة ال ي دعﻰ إل ها ف ل‬
‫علﻰ ال ي ‪ ،‬ول‬ ‫وَ ِ َب ف ل‬ ‫علﻰ ال ي ح ا أع ﻰ أدلة م ال اب ال ق س تُ ْ ِه ُ ت اق‬
‫ه مقابل م ل ه‬ ‫ل ر اس اد ال ل ك ل ع ه ‪ ،‬ول‬ ‫ل هله ال ي ؛ إن ا اس غل ال ي‬
‫ة‪.‬‬ ‫ال‬

‫ذل‬ ‫تع‬ ‫ج ن ل ك أن ف ل‬ ‫ال ل ة ال َ َل ِ َة وال ل ة اﻷب ة‪ ،‬واع‬ ‫ب‬ ‫فل‬ ‫‪ -2‬خل‬


‫‪ »:‬ﱠ‬
‫إن‬ ‫ق ل ل ك راداً علﻰ ف ل‬ ‫ف ا اس غﻼل ال ل ك له‬ ‫ليﻻ‬ ‫عق ل ال ع‬ ‫ل ﻼع‬
‫أن‬ ‫اعة ال ال ي ] أ‬ ‫ال ل ة اﻷب ة ال ل ة ال َ َل ِ َة؛ إن ا ق‬ ‫ال اب ال ق س ل ق‬
‫ا‬ ‫ع ه [؛‬ ‫لي‬ ‫ال ع‬ ‫ﻷن ال ل ل ي‬ ‫ع الف د وال ه الل ان أن اه‪ ،‬ول ال ل ‪ ،‬ﱠ‬

‫‪1‬‬
‫ر ال اب ‪ ،‬ص ص‪. 117-116 :‬‬ ‫ال ني ‪،‬ال‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬في ال‬

‫‪72‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪1‬‬
‫أن ال اب ال ق س ل قل ] أك م أ اك [ إن ا قال‪ » :‬أك م أ اك وأم «) خ وج ‪« (12 :20‬‬
‫الح‬ ‫فه م خﻼل ال أو ﻼت‪ ،‬وذل ل ع ال‬ ‫ح م ذل أن ال ي ح ا ُ َ َ ُ ي ت‬ ‫و‬
‫ال اس ة علﻰ اﻻس غﻼل وال اع‪.‬‬

‫فعل اﻹن اب‪ ،2‬وﻻ دخل لل ل ة ال َ َل ِ َة‬ ‫مت‬ ‫اﻷب‬ ‫ذ ه فإن ال‬ ‫اء علﻰ ما س‬
‫‪ -3‬ب ً‬
‫ل ا ال ُ ْ ْ ؟!‬ ‫ا أن ا ل ا أب اء آدم فهل م ال عق ل أن ن ال‬ ‫في ذل فﺂدم ل ع ور اً له‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫فه ا ما ﻻ ي ق له العقل‪.‬‬

‫رها العق‬ ‫ر؛ إﱠن ا م‬ ‫وراث ة ال‬ ‫فإن ال ل ة ال اس ة م لقة ل‬ ‫اء علﻰ ذل‬
‫‪ -4‬و ً‬
‫ق ل أن‬ ‫ة ال ي عاش ف ها ال ع‬ ‫اﻹج اعي ال اتف عل ه ال ع ‪ ،‬وال اتج ع ال الة ال‬
‫اً ونع ف‬ ‫عق وا ل س ا دولة ق ل ج ن ل ك‪ » :‬ل ي نفه ال ل ة ال اس ة فه ًا ص‬
‫عة؛ إنها حالة م‬ ‫ال الة ال ي ان عل ها ال اس في ال‬ ‫أن نف‬ ‫رها اﻷصلي‪،‬‬ ‫م‬
‫ل ا إذناً‪،‬‬ ‫ا رأوه سل اً‪ ،‬دون أن‬ ‫ف ال اس في م ل اته وأش اصه‬
‫ال ة ال املة تَ َ َ َ‬
‫عه‪ ،‬وت ل‬ ‫أن اﻹن ان حٌ‬ ‫ودون اﻻع اد علﻰ إرادة أ إن ان آخ «‪ 4‬و ه م ذل‬
‫دافعاً ل آلف ال اس‪.‬‬ ‫اواة تع‬ ‫‪،‬وال‬ ‫ال‬ ‫ة علﻰ ال اواة ب‬ ‫ال‬

‫ه‬ ‫أن العقل ال ل‬ ‫ة ال ع فة ح ا اع‬ ‫ج ن ل ك أف اره ال اس ة ب‬ ‫كا ر‬


‫ان ا َ ْ َ ِ ُ َن إلﻰ العقل ﻷن ه ا‬ ‫ة لﻺن ان‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻷن ال‬ ‫ال اك ال اس في ال الة ال‬
‫ﻷن اﻹله خل عق ل ال اس صف ة ب اء‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻷخ ذات م ر إلهي ي م إلﻰ ال اواة‬
‫م ن حق ق ع ه‬ ‫عله‬ ‫وه ا ما‬ ‫ا مق ي‬ ‫علﻰ أن ال اس أح ار‪ ،‬ول‬ ‫و ل ذل‬

‫ر ال اب ‪ ،‬ص‪.167 :‬‬ ‫ال ني ‪،‬ال‬ ‫‪1‬ج ن ل ك ‪،‬في ال‬


‫ر نف ه ‪ ،‬ص‪.78 :‬‬ ‫‪2‬ال‬
‫‪3‬‬
‫ر نف ه ‪ ،‬ص‪.86 :‬‬ ‫ال‬
‫‪John Locke (1960), Traité du gouvernement civil, Trad : David (1975), Garnier-Flammarion , 2002, 4‬‬
‫‪p: 17.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ة ﻷنها ت عل ال اس‬ ‫ذل نفى ج ن ل ك اﻷف ار الف‬ ‫ة وال اواة؛ و‬ ‫في ال‬ ‫ال ع‬
‫ا أنه‬ ‫ج ال ام بها؛‬ ‫ف ال ام ل‬ ‫م‬ ‫م او ‪ ،‬ك ا ت عله مق ي ‪ ،‬وم َ َغلِ‬ ‫غ‬
‫ُْ‬
‫ر إلهي‪.‬‬ ‫العقل و ال ِ ي ْ اع اره ا ذات م‬ ‫وف ب‬

‫ة‪ ،‬ف ا ال‬ ‫ا مق ي في ال الة ال‬ ‫ة ول‬ ‫أن ال اس م اوون في ال‬


‫ا ﱠ‬ ‫ول‬
‫جعله ي س ن دولة‪ ،‬وُ َ ِ ل َن حاك اً ل ُ َ ًِل ُه ْ ‪ ،‬و ازل ن علﻰ ح ه ال لقة ؟‬

‫جعله يل ون إلﻰ عق اج اع ل س ا دولة ه ‪ :‬خ وج‬ ‫ال‬ ‫ج ن ل ك أن ال‬ ‫أر‬


‫في تَ َع يه علﻰ‬ ‫ل‬ ‫ل وال‬ ‫ال‬ ‫ة أ العقل‪ ،‬ول‬ ‫وع م ال امه ال ة ال‬ ‫ال ع‬
‫في ال َ ْ ر‬ ‫ق ل ل ك‪ »:‬ل ل ام‬ ‫ل في عقابه‬ ‫مل اته ؛ إن ا ال‬ ‫‪ ،‬ونه‬ ‫حق ق اﻵخ‬
‫اً‪ ،‬و‬ ‫ة*«‪ 1‬وعل ه فال ل م س ن خ‬ ‫عي ال ل ة ال ف ة ال اج ة ع ال ة ال‬ ‫ال‬
‫س ل أ إلﻰ ال أر م ال ال ‪ ،‬وم أس ته‬ ‫ال ق ‪ ،‬وال ل م في حالة الغ‬ ‫َح َ اً في نف‬
‫م‬ ‫ح م ق له‪ » :‬ل‬ ‫ال أر‪ ،‬وه ا ما ي‬ ‫ال اس‪ ،‬و‬ ‫س قع الف ضﻰ ب‬ ‫ة ذل‬ ‫ون‬
‫ال ات‪...‬وروح ال أر‬ ‫ة واح ة ﻷن ح‬ ‫ًا‪ ،‬وح اً في ق‬ ‫ن ال ء خ‬ ‫في شيء أن‬ ‫ال‬
‫ة‬ ‫ال‬ ‫ح الف ضﻰ‪ ،‬وال‬ ‫إلﻰ اﻻغ اق في الق اص م أق انه ‪ ،‬ف‬ ‫ﻻب أن ت فع ال‬
‫ال ني ال اتج ع العق اﻹج اعي‪ ،‬ه ال ف ل‪ ،‬وال ل‬ ‫ة ل ل ال ضع«‪ 2‬وعل ه فال‬ ‫ال‬
‫حق قه في ال ل ة‪.‬‬ ‫ﻼم‪ ،‬ضام‬ ‫ال ح ل وج ال اس م تل الف ضﻰ‬

‫م لقة‪ ،‬وهي‬ ‫ول‬ ‫ال ع‬ ‫ذ ه‪ ،‬فإن ال ل ة ال اسة مق ة‬ ‫اء علﻰ ما س‬


‫ب ً‬
‫ة( و ) ال ل ة الق ائ ة‬ ‫ال ل ات " )ال ل ة ال‬ ‫ع ل أ الف ل " الف ل ب‬ ‫ت‬
‫ة هي أعلﻰ سل ة ﻷنها ت‬ ‫ج ن ل ك أن ال ل ة ال‬ ‫وال ل ة ال ف ة(‪ ) ،‬و ع‬

‫ل الع الة اﻹله ة‪.‬‬ ‫ة "العقل" ال‬ ‫ج ن ل ك ال ة ال‬ ‫* مﻼح ة‪ :‬ق‬


‫‪1‬‬
‫ر ال اب ‪ ،‬ص‪.144 :‬‬ ‫ال ني‪ ،‬ال‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬في ال‬
‫‪2‬‬
‫ر ال اب ‪ ،‬ص‪.144:‬‬ ‫ال ني‪ ،‬ال‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬في ال‬

‫‪74‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ال ي س ها اله ة‬ ‫الق ان‬ ‫ب‬ ‫ال ف عل ها ال ع ؛ أما ال ل ة ال ف ة ت‬ ‫الق ان‬
‫في ي واح ة‪ ،‬م شأنه أن ُي َ ِد إلﻰ إساءة‬ ‫ال ل‬ ‫ل ﱠ‬
‫أن وضع هات‬ ‫ة(‪ ،1‬و‬ ‫ال‬
‫ح وس لة ل ف ح ة ال اس ال ي ت م لل اواة ب ه ‪.‬‬ ‫اس ع الها‪ ،‬وت‬

‫ة‪:‬‬ ‫اواة وض ان ال‬ ‫ثان ًاـــ ال‬

‫علﻰ ال اس‬ ‫عه للق ان‬ ‫ن عادﻻً في ت‬ ‫‪ ،‬ه ال‬ ‫ج ن ل ك أن ال اك ال‬ ‫ي‬
‫ع‪ ،‬وح ه ما ه إﻻ‬ ‫اً في ال‬ ‫عل ه اع اره ع‬ ‫تَ ْ ِ‬ ‫الق ان‬ ‫ا أن تل‬ ‫؛‬ ‫دون ت‬
‫م وﻻ‬ ‫ان ح ه وحق قه ‪ ،‬ون ل‬ ‫الح ال ع ‪ ،‬و رادته ‪ ،‬وس ه ل‬ ‫رم وت ل ل‬
‫ل‪.‬‬ ‫وأم اً عل ها‪ ُ ،‬ق ه ال غ ‪ ،‬و‬

‫اﻷخﻼ ات ال ام ة‬ ‫م أف ار ج ن ل ك ال ي ت‬ ‫ذ ه‪ ،‬ﱠ‬
‫فإن ال‬ ‫خ اما ل ا س‬
‫ال ول ة‪ ،‬خاصة اﻹعﻼن العال ي ل ق ق‬ ‫في ال اث‬ ‫ق‬ ‫ال اسي وال ي ي‬ ‫في ال ال‬
‫ل أش الها وأن اعها‪ ،‬وال اواة‪ ،‬وال امة‪ ،‬واﻹ اء‪،‬‬ ‫ة‬ ‫م اده علﻰ ال‬ ‫اﻹن ان‪ ،‬وال ي ت‬
‫وال ل ة‪ ،‬وال عاون‪.‬‬

‫ة ق ا ا ال اه وال مي ال عاش‪ ،‬وذل ل ا ن ه ه م معارضات‬ ‫ك ا أن لها عﻼقة و‬


‫ا‬ ‫ا ة‪ ،‬وع ل وغ ها‪ ،‬وه ا‬ ‫اﻷخﻼ ة م ص ق وم‬ ‫الفاس والفاق لل عاي‬ ‫لل‬
‫ال ي ي ه ما ن ه ه م ص اعات ائ ة‪ ،‬ودي ة ع فة‬ ‫ال ان‬ ‫ال اسي؛ أما ال ان‬ ‫ال ان‬
‫‪ ،‬وذل راجع في اﻷصل إلﻰ حاجة ال اس إلﻰ اﻻل ام‬ ‫اع اله وس ض ال ل‬ ‫س اس ة‪،‬‬
‫أخﻼ ة عال ة م ت اضع‪ ،‬وص اقة‪ ،‬وتعاون‬ ‫مقاي‬ ‫الف ائل ال ي ة ال ام ة ال ي تع‬
‫ه ال م ت اي اً س عاً في‬ ‫واح ام ال ع د ة ال ي ة وال قا ة‪ ،‬وآداب ال ار؛ خاصة أن اﻹن ان‬
‫اﻷخﻼ ات أساساً لل اصل‪ ،‬وأن ﻻ‬ ‫ت ر وسائل اﻹت ال اﻹج اعي‪ ،‬فﻼب م ات اذ تل‬

‫‪1‬‬
‫ر نف ه ‪ ،‬ص ص‪.227 – 226 :‬‬ ‫ج ن ل ك‪ ،‬ال‬

‫‪75‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫قي لل امح‬ ‫ن عل م وسائل اﻹت ال وس لة لﻺنف ال‪ ،‬وه ا ما ي ضح ال ع اﻻي قي ال‬
‫ال ي ي وارت ا ه فل فة الفعل‪.‬‬

‫ال اني‪ :‬أخﻼ ات ال امح ال ي ي في ال ال ال ي وعﻼق ها‬ ‫ال‬


‫ق ا ا ال اه‬

‫خﻼل م لفاته ال س مة‪ ) :‬رسالة صغ ة في‬ ‫م‬ ‫ج ن ل ك أخﻼ ات ال‬ ‫اه‬


‫ح ) ‪ ،(1668‬رسالة في الف ال ي ) ‪ ،( 1669‬م اض ات في اﻷخﻼق‪ ،‬رسالة في‬ ‫ال‬
‫ة (‪ ،‬وال ي دعﻰ‬ ‫اﻵراء في ال‬ ‫ال ني ع‬ ‫في ال‬ ‫ال عادة رسائل في ال امح مقال‬
‫راجع إلﻰ أس اب‬ ‫ف ه ا إلﻰ م ارسة أخﻼ ات ال امح ال ي ي في ال ال ال ي وذل‬
‫ع ي ة‪،‬ف ا هي تل اﻷس اب؟ وما هي اﻷخﻼ ات ال ام ة ال ي دعى إلى م ارس ها في‬
‫ال ال ال ي؟‬

‫ال ل اﻷول‪ :‬أس اب دع ة ج ن ل ك لل امح ال ي ي في ال ال ال ي‬

‫ارسة أخﻼ ات ال امح ال ي ي في‬ ‫ج ن ل ك إلﻰ ال ال ة‬ ‫ت ل اﻷس اب ال ي دفع‬


‫ا يلي‪:‬‬ ‫ال ال ال ي‬

‫ال ي ي وعﻼق ه ال أو ﻼت الغام ة ح ل ال ﻼص‬ ‫اﻷول‪ :‬ال ع‬ ‫ال‬

‫ج ن ل ك إلﻰ ال ال ة‬ ‫ة ال ي دفع‬ ‫اﻷس اب ال ئ‬ ‫ال ي ي س اً م‬ ‫ع ال ع‬


‫ه م‬ ‫راجع إلﻰ ما ان سائ اً في ع‬ ‫ارسة ال امح ال ي ي في ال ال ال ي‪ ،‬وذل‬
‫‪ ،‬وجعل ها‬ ‫ه ة ال‬ ‫ا‬ ‫اخ‬ ‫ي‪ ،‬ح‬ ‫علﻰ ال ان ال‬ ‫ال اث ل‬ ‫ة رجال ال ي‬ ‫س‬
‫عال ة ال ائف ال وت ان ة ال غاي ة‬ ‫خﻼل ع م س احه‬ ‫ه ال ي ي م‬ ‫ًة ل ع‬ ‫م‬
‫ل ال ح ل ﻼصه م‬ ‫اع وا م ته ‪ ،‬وم ضه ‪ ،‬وآﻻمه ه ال‬ ‫ل ه ه ال اث ل ي‪ ،‬ح‬
‫في ع م‬ ‫ال اث ل‬ ‫اﻷفعال الﻼأخﻼ ة ال ات ة ع‬ ‫ج ن ل ك تل‬ ‫اع‬ ‫ال ن ب‪ ،‬في ح‬

‫‪76‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أم‬ ‫ي ال‬ ‫معال ه لل ائف ال غاي ة ما هي إﻻ آثام ش ان ة ﻻ عﻼقة لها ال ي ال‬
‫قة ق ل ج ن ل ك ‪:‬‬ ‫‪ ،‬و ع إلﻰ إنقاذ ح اة ال اس وع م أذي ه أ‬ ‫ال امح مع اﻵخ‬
‫ال اس عل ه أن‬ ‫ب‬ ‫بل‬ ‫ات و ع ق أن م واج ه ال‬ ‫ص علﻰ مل ت ال‬ ‫» م‬
‫ج ور ال لل‬ ‫ل ما أوتي م جه ب ﻻً م أن‬ ‫ه ه الﻼأخﻼ ات م ج ورها‬
‫الف نه ال أ ‪...‬فإنه‬ ‫ال ي‬ ‫اً ات اه أول‬ ‫ذل و ان قاس اً وم ع‬ ‫إذا فعل ع‬ ‫ول‬
‫ح م ذل أن ال‬ ‫مل ت ال اوات« ي‬ ‫ث ع مل ت آخ غ‬ ‫أفعاله علﻰ أنه ي‬
‫م ارسة اﻷخﻼق وال لي بها‪.‬‬ ‫ج‬ ‫ال ي‬

‫في ال ي ال اح ودولة واح ة‬ ‫ال ائفي والعقائ‬ ‫اﻷول‪ :‬ال ع‬ ‫ال‬

‫ج ن ل ك إلﻰ ال ال ة‬ ‫ة ال ي دفع‬ ‫م اﻷس اب ال ئ‬ ‫ال ائفي والعقائ‬ ‫ُع ال ع‬


‫ه‬ ‫ارسة أخﻼ ات ال امح ال ي ي في ال ال ال ي‪ ،‬وذل راجع إلﻰ ما ان سائ اً في ع‬
‫‪ ،‬وجعل ها‬ ‫ه ة ال‬ ‫ا‬ ‫اخ‬ ‫ة‪ ،‬ح‬ ‫علﻰ ال اك ال‬ ‫ة رجال ال ي ال اث ل‬ ‫م س‬
‫العقائ ‪.‬‬ ‫ال ائفي‪ ،‬وال ع‬ ‫وال‬ ‫ًة لل ع‬ ‫م‬

‫ة ال اث ل ة‬ ‫‪ :‬ت لﻰ في ع م س اح رجال ال‬ ‫ال ائفي في ال‬ ‫وال‬ ‫أـــ ال ع‬


‫ن إلﻰ ال ائف ال وت ان ة ال غاي ة لل ه‬ ‫ي‬ ‫عال ة ال ضﻰ ال ي‬ ‫وأ ائها‬
‫اواة اﻷخﻼقي‬ ‫أ ال‬ ‫خ ق ًا ل‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫‪ ،‬وال‬ ‫ج ن ل ك ذل ال ع‬ ‫ال اث ل ي‪ ،‬واع‬
‫خال ة م‬ ‫اء أ‬ ‫عق ل ال اس صف ة ب‬ ‫اً إله اً‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻷن اﻹله خل‬ ‫َ ُع ُ هُ حقاً‬ ‫وال‬
‫ة؛‬ ‫في ال اة‪ ،‬وال‬ ‫ال اس في ال ق ق ال‬ ‫اواة ب‬ ‫اﻷف ار‪ ،‬وه ا دﻻل ًة علﻰ ال‬
‫ال ق ق‪ ،‬وعلﻰ م أ ال اواة ه‬ ‫إن ان واعي علﻰ تل‬ ‫ف أ‬ ‫م‬ ‫تع‬ ‫و ال الي أ‬
‫ة لﻸوام اﻷخﻼ ة اﻹله ة‪.‬‬ ‫مع‬

‫ه‬ ‫ة ال اث ل ة ل ع‬ ‫رجال ال‬ ‫‪ :‬ت لﻰ في ت‬ ‫في ال‬ ‫العقائ‬ ‫ب‪ .‬ال ع‬


‫اع وا م ت‪ ،‬ومعاناة‪ ،‬وم ض‪ ،‬وآﻻم ال ائف‬ ‫ال ائف عق ة ال ﻼص‪ ،‬ح‬ ‫ه ب‬ ‫وت‬

‫‪77‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ر‬ ‫ل ل ﻼصه م ال ن ب‪ ،‬وذل ما جعل ج ن ل ك‬ ‫ال اث ل ي ه ال‬ ‫ال غاي ة لل ه‬
‫في ال ي ال اح قائﻼً‪ »:‬ﱠ‬
‫إن ال ع‬ ‫ال ائفي والعقائ‬ ‫م اً لل ع‬ ‫م خ رة جعل ال‬
‫ن‬ ‫له ال ع‬ ‫رة‪ ،‬وال اس وال أر ال‬ ‫ال‬ ‫ل نف‬ ‫وال ائفي في ال‬ ‫العقائ‬
‫علﻰ م‬ ‫في ال‬ ‫ال ائفي‪ ،‬والعقائ‬ ‫أن ال ع‬ ‫ح م خﻼل ذل‬ ‫ال ي ن«‪ 1‬و‬
‫خ رة علﻰ أم ال ولة‪ ،‬وص ة ال ع ‪ ،‬م ل ا‬ ‫ل أك‬ ‫ال ي ال اح ‪ ،‬وداخل دولة واح ة‬
‫ودولل م ٍ‬
‫لفة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ان م ٍ‬
‫لفة‬ ‫أد ٍ‬ ‫ب‬ ‫له ال ع‬

‫في ل‬ ‫ض ال ل‬ ‫دي ي في ال‬ ‫وه ا ما ن ه ه ال م م أخ ار ع اله م ت‬


‫في‬ ‫ض‬ ‫تعاني م‬ ‫ح م ل أنه ح ل زوج ه ان‬ ‫‪ ،19‬ح‬ ‫ف‬ ‫رونا‬ ‫جائ ة‬
‫ه وس ا أم م ل اً‪ ،‬ف أل ه هل ه ا‬ ‫إن‬ ‫ق ل‪ » :‬سأل ي ال‬ ‫فﻰ‬ ‫ر إلﻰ ال‬ ‫ال‬
‫«؛ ك ا‬ ‫ق ل ن ال ل‬ ‫ال ضﻰ اله وس‪ ،‬وﻻ‬ ‫قل ن س‬ ‫اﻷم مه ؟‪ ،‬أجاب ي أنه ﻻ‬
‫في فق انها لل‬ ‫فﻰ ع مي في راجاش ان ما ت‬ ‫أن س ة م ل ة حامل ُ دت م م‬
‫ارسة ال امح في ال ال‬ ‫اجة ماسة إلﻰ ال ال ة‬ ‫ذا ال عة أشه ‪ ،2‬وه ا ما ي ضح أن ا‬
‫ي دي ه‪ ،‬أو ح اته ع ح اة‬ ‫ما ه ش‬ ‫ب‬ ‫ف ل ال‬ ‫ال ي‪ ،‬وذل ﻻ ي إﻻ ع‬
‫إلﻰ‬ ‫ت عﻰ إلﻰ إنقاذ ح اة ال اس ول‬ ‫ال ضﻰ وﻻ ت ف له م ع له‪ ،‬ﻷن مه ة ال‬
‫ق له ‪.‬‬

‫ه‬ ‫وته‬ ‫ال اني‪ :‬تع ي ال ان‬ ‫ال‬

‫ما ان عان ه‬ ‫ج ن ل ك ال امح مع سل ات وأفعال ال ان ‪ ،‬وذل‬ ‫ال‬


‫اع ق وا أن‬ ‫ة ال اث ل ة ال ي‬ ‫ف رجال ال‬ ‫‪ ،‬وآﻻم م‬ ‫ج‬ ‫تع ي‬ ‫ن م‬ ‫ال‬

‫‪1‬‬
‫‪Claire Crignon, Loke médcin Manscrits sur L’art médical, classique garnier, N°11, 2016, p : 40.‬‬
‫‪2‬‬
‫ة‬ ‫رونا على ال ت ب ‪ https://youtube/92ZOTBYBTEK :‬ق اة ال‬ ‫ف وس‬ ‫ل‬ ‫ض ال‬ ‫أخ ار اذ ة وت‬
‫فح‪.09:20 ،2020/09/22 :‬‬ ‫الع ة ‪ ،2020/05/10‬تارخ ال‬

‫‪78‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫إﻻ ال ع ي ‪ ،‬فع وا إلﻰ‬ ‫ن َتَلَ َ ْ ج ه روح ش ة ش ان ة‪ ،‬وأن خ وجها ﻻ ي‬ ‫ال‬
‫ض‬ ‫في أماك وس ة تُ َع ِ ُ‬ ‫ق ع ي ة ال ل ح ﻰ ال ت‪ ،‬وح ال ان‬ ‫تع ي ال ان‬
‫اﻷح ان في َق ْ ِ‬ ‫نه في اﻹص ل أنه ح انات‪ ،‬وفي ع‬ ‫‪ ،‬ف ان ا‬ ‫ص ه لل‬
‫ن‪ ،‬وق ة رجال‬ ‫عه ‪ ،‬وذل ما ي ضح معاناة ال‬ ‫ت‬ ‫ة‪ ،‬أو في س ن م ل ة‪ ،‬و‬ ‫ال‬
‫ال ضع‬ ‫ن علﻰ ذل‬ ‫ال ي ات اه ال عفاء‪ ،‬وال ي ﻻ عﻼقة لها اﻷناج ل‪ ،‬وعل ت ماس ت‬
‫‪،‬ح‬ ‫فى م ان‬ ‫ارة ع م‬ ‫إن العال‬ ‫ن قائ ً‬
‫ﻼ‪ » :‬ﱠ‬ ‫والق ة ال ي تع ض لها ال‬
‫أن ق ة رجال ال ي‬ ‫ح م ذل‬ ‫َ ْ َ ِ ُ ه ال اس اﻷك ج ناً َم ْ ُه ْ أقل ج ناً«‪ 1‬و‬
‫وح ﻰ ال اس ات اه ال ان ه ال ن في ح ذاته‪.‬‬

‫مع وفة ق اً إس ]ثق‬ ‫ة ان‬ ‫قة خ‬ ‫ة إلﻰ اس ع ال‬ ‫ك ا وصل ب جال ال‬
‫ث ن ث اً في‬ ‫ان ا‬ ‫ع‪ ،‬ح‬ ‫اً علﻰ م ضﻰ ال‬ ‫أ‬ ‫قة ت‬ ‫ه ه ال‬ ‫ة[ "و ان‬ ‫ال‬
‫في‬ ‫ن – ب اس ة حفارة‪ َ ،‬اً م ه أن أ روح ش ة‪ ،‬أو غاز ش‬ ‫– ال‬ ‫ة ال‬ ‫ج‬
‫في سﻼم"‪ ،2‬وه ا ما ي ضح أن إه ال‪ ،‬وته‬ ‫س غادر ج ه تار ًا ال‬ ‫ال‬ ‫ج‬
‫ال ي‬ ‫ل مه ة ال‬ ‫اً علﻰ ح اة شع ها‪ ،‬وس‬ ‫ل خ اً‬ ‫دولة س‬ ‫العل ي في أ‬ ‫ال‬
‫ت عﻰ ﻹنقاذ ح اة ال اس م أ م ض إلﻰ مه ة للق ل وال ع ي ‪.‬‬

‫العل ي اع اره ال س لة ال ح ة‬ ‫ال‬ ‫وذل ما جعل ج ن ل ك ي افع ع العل و اد‬


‫ح اة ال اس وال ي ﻻ عﻼقة لها‬ ‫م الع د ة القاس ة وال ع ق ات ال ا ة ال ي تُ ذ‬ ‫لل ل‬
‫ر أس اب‬ ‫اً – ﻷس ة الل رد آش لي*‪ -‬و اح اً ي قفﻰ‬ ‫ال ي ؛ و ا أن ج ن ل ك ان‬
‫ن م ض صادر ع خلل‬ ‫أن ال‬ ‫وج م خﻼل مﻼح ه ل ل ات ال ان‬ ‫ال ض؛ ح‬

‫ي لل قافة وال اث )كل ة(‬ ‫‪ ،‬ه ة أب‬ ‫خ‬ ‫فﻰ أب اله اء‪ ،‬م ‪ :‬د‪ .‬أح‬ ‫ن‪ ،‬ت ‪ :‬ناص م‬ ‫رو ب وت ‪ ،‬م ج تار خ ال‬ ‫‪1‬‬

‫اﻹما ارت‪ ،2012 ،(1 ) ،‬ص‪.89:‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Charles G, G ross, AHole in the Head, The Neuroscientist , 5 (4) , 1999, p :256-266.‬‬
‫*يقال أن جون لوك أجﺮى عملية جﺮاحية للورد آشيلي ‪ ،‬وأنقذ حياﺗه ‪ ،‬فجعله اللورد طبيبا ً خاصا ً له وﻷسﺮﺗه ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫[‪ » :‬ل‬ ‫اﻷف ار ق ل في م لفه ال س م ]رسالة في الفه ال‬ ‫ب‬ ‫– عقلي‪ -‬في ال‬
‫ن‬ ‫ن أم اً ش ان اً بل ه خ أ في اﻹدراك‪ ،‬ون اج ال ا ات ال غل ة لﻸف ار‪...‬فال‬ ‫ال‬
‫اﻷف ار م‬ ‫أن مه ة العقل إس اج‪ ،‬وت‬ ‫ح م ذل‬ ‫اﻷف ار ال ا ة«‪ ،1‬ي‬ ‫ب‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ح وال‬ ‫ال‬ ‫عل اﻹن ان ف ق ب‬ ‫ال ل ب ها‪ ،‬م ا‬ ‫وال‬ ‫ة )ال اقع(‪ ،‬وال‬ ‫ال‬
‫ال ل ‪،‬‬ ‫ن ف ق إلﻰ خاص ة ال‬ ‫أن عقل ال‬ ‫و عله وا اُ‪ ،‬وم ﻻً ع أفعاله؛ في ح‬
‫م ول ع ها‪.‬‬ ‫واعي أفعاله‪ ،‬وغ‬ ‫نغ‬ ‫عل ال‬ ‫م ا‬

‫ن اق ح ال عال ة ال ف ة ال ام ة‪،‬‬ ‫م ض ال‬ ‫ح اعضجنلكس‬


‫ا ال ح ة واﻻنع ال‬ ‫ل ي ﻻ‬ ‫ج اعي له‬ ‫س‬ ‫ن‪ ،‬واﻹه ام ه‪ ،‬وت ف‬ ‫معاملة ال‬
‫في ال عاملة‬ ‫اع ار ﱠ‬
‫أن ال امح والل‬ ‫‪ ،‬وال أكل وع م معاق ه علﻰ أفعاله‬ ‫ال ل‬ ‫وت ف‬
‫علﻰ م‬ ‫العقل ول‬ ‫ن ٌ‬
‫خلل علﻰ م‬ ‫أصاب ال‬ ‫يه أ ج نه ‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻷن ال لل ال‬
‫ال ع ال ف ي ﻷخﻼ ات ال امح ال ي ي‪.‬‬ ‫العا فة‪ ،‬وه ا ما ع‬

‫م خﻼل‬ ‫عا فة ال‬ ‫ن‬ ‫عا في فإن ال‬ ‫ن خلل عقلي‪ ،‬ول‬ ‫و ا أن ال‬
‫اء علﻰ ذل‬
‫عا فة ال ا ة م خﻼل الق ة عل ه؛ و ً‬ ‫ح معامل ه واﻻه ام ه‪ ،‬ا‬
‫ن ع ا اق فه م إث ‪ ،‬ﻷنه ﻻ عي ماذا فعل‪ ،‬و ال الي ه غ م ول ع‬ ‫ﻻ عاق ال‬
‫ال عي«‪ ،2‬وعلﻰ ه ا اﻷساس َبَﻰ ج ن ل ك أف اره ح ل‬ ‫أفعاله‪ ،‬وعل ه »فالعقاب م ت‬
‫ر اله ة ه ال عي وذا ل ي ج ذل ال عي فﻼ وج د لله ة‬ ‫أن م‬ ‫»اع‬ ‫اله ة‪ ،‬ح‬
‫ه ة ع‬ ‫ن لل‬ ‫ﻻ‬ ‫ل‬ ‫ع ب ه‬ ‫له عﻼقة ال‬ ‫رل‬ ‫ال‬ ‫ن الع‬ ‫ف ا‬

‫‪1‬‬
‫رو ب وت ‪ ،‬م جع ساب ‪ ،‬ص‪.72:‬‬
‫ارف ‪ ،‬أ وحة د راه‪ ،‬جامعة الف م القاه ة‪ ،‬ل ة اﻵداب ق‬ ‫جاب ﷲ‪ ،‬فل فة اﻷخﻼق دي‬ ‫ﷴ ع ال ح‬ ‫‪2‬ه‬
‫الفل فة‪ ،2013-2012 ،‬ص‪.28:‬‬

‫‪80‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ره م الع د ة‬ ‫أن ال عي مه وض ور لﻺن ان ﻷنه‬ ‫ح م ذل‬ ‫فق ان و ه«‪ 1‬و‬
‫ه أساسا له ه‪.‬‬ ‫ﻰ أن اعه ل ل ﻻب أن ي‬ ‫واﻻس غﻼل‬

‫ال ال ‪ :‬اه ال ال اسة لل ال ال ي‬ ‫ال‬

‫ولة ع ت ه ر ال ال ال ي‪ ،‬وتأزم اﻷخﻼق‬ ‫ج ن ل ك أن ال اسة هي ال‬ ‫اع‬


‫ه م ت الف ال ل ك ورجال ال ي علﻰ اض هاد‬ ‫هه ع‬ ‫داخله‪ ،‬وذل راجع إلﻰ ما ان‬
‫ة‬ ‫ة علﻰ ال اك ال‬ ‫ة ال اث ل ة ال‬ ‫اﻷس ة ال ل ة رجال ال‬ ‫لف‬ ‫العل اء‪ ،‬ح‬
‫العل ي إلى‬ ‫ع ن م خﻼل ال‬ ‫ان ا‬ ‫ع العل اء ال ي‬ ‫ه ة ال ف‬ ‫ا‬ ‫و لف ه أ‬
‫و‬ ‫وال ي ي‪ ،‬وم خ افات رجال ال ي‬ ‫ال ائفي‪ ،‬والعقائ‬ ‫ال ال ال ي م ال‬ ‫ت‬
‫ة‪،‬‬ ‫ال اس ة ال ي َت َع َ ت على حق ق ال ع في ال اة وال‬ ‫أكاذي ه اس ال ي واﻷﻻع‬
‫ة لف ه ح‬ ‫م‬ ‫عل م ال‬ ‫ج ن ل ك أنه ﻻب لﻺن ان أن‬ ‫أر‬ ‫اواة‪ ،‬ل ل‬ ‫وال‬
‫ة لﻺه امات العل ة‬ ‫أن ن عله م‬ ‫في ال‬ ‫اجة إلﻰ إعادة ال ف‬ ‫ق ل‪ »:‬إن ا‬
‫ل م‬ ‫ال‬ ‫ل اذا ج ن ل ك ش د علﻰ أن يه‬ ‫واﻹج ا ة وال ي ة‪ ،‬وال اس ة«‪ 2‬ل‬
‫العل ي والعامل‬ ‫ع ال ي م خﻼل اﻷخﻼق‪ ،‬وال اسة م خﻼل دع ال‬ ‫العل ‪ ،‬وال‬
‫في ال ال ال ي وال ارس؟‬

‫اﻷول م أس اب سعادة اﻹن ان ق ل‬ ‫ة هي ال‬ ‫ة اﻹن ان‪ ،‬وال‬ ‫يه‬ ‫ﻷ ﱠن ال‬


‫ة‬ ‫ة ال‬ ‫إن ال اف ة على ال‬
‫ة ع ال عادة "‪ » :‬ﱠ‬ ‫ج ن ل ك في " رسال ه ال‬

‫‪1‬‬
‫جاب ﷲ ‪،‬ص‪.28:‬‬ ‫ع رح‬ ‫ه‬
‫الة‬ ‫ة وال ل ك اس ال ي‬ ‫رجال ال‬ ‫وأﻻع‬ ‫مﻼح ة‪ :‬ش ه ج ن ل ك حالة ش ه ال ي غاب وع ه ع ف اد ال‬
‫ال ي فق وا وع ه ‪.‬‬ ‫ال ان‬
‫‪2‬‬
‫‪Claire Crignon , op.cit.‬‬

‫‪81‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ح م ذل‬ ‫ة ال ف ة«‪ 1‬ي‬ ‫ة هي أساس ال‬ ‫ة ال‬ ‫عى إل ه ل إن ان‪ ،‬فال‬ ‫هف‬
‫ﱠ‬
‫أن اع ﻼل ص ة الف د‬ ‫الف ح‪ ،‬وال ه ة‪ ،‬وال عادة في ح‬ ‫ع‬ ‫ة ت عل الف د‬ ‫ة ال‬ ‫أن ال‬
‫نف ة الف د‪.‬‬ ‫ة تع‬ ‫ة ال‬ ‫اً وح ًا‪ ،‬وعل ه فال‬ ‫عله‬

‫ال ال‬ ‫ال اجح ه م يه‬ ‫ذ ه ﱠ‬


‫فإن ال ولة ال ال ة ون ام ال‬ ‫اء علﻰ ما س‬
‫ب ً‬
‫في ال اة‬ ‫ة اﻹن ان ال ي تُ َع ْ ُ ع ال‬ ‫العل ي ﻷنه م ال يه‬ ‫ال ي‪ ،‬و ع ال‬
‫ه لا‬ ‫ة هي ال عادة نف ها إن صح ال ع ‪ ،‬وه ا ما ي‬ ‫ﱠ‬
‫إن ال‬ ‫م جهة؛ وم جهة أخ‬
‫ه اﻵﻻف م‬ ‫راح ض‬ ‫‪ 19‬ال‬ ‫ف‬ ‫رونا‬ ‫ه ال م في ل ف وس‬ ‫ن‬ ‫ال اقع ال‬
‫ت ني وتأزم ال ال ال ي‬ ‫ع‬ ‫إلﻰ ي م ا ه ا أرواح اﻵﻻف‪ ،‬وذل‬ ‫ال اس وﻻ زال‬
‫لها أه ة‬ ‫الق اعات ال ي ل‬ ‫العل ي ﻷنﱠ ُه ل ي لقﻰ ال ع ال افي م ل ا ت لقاه ع‬ ‫وال‬
‫مت‬ ‫خﻼل م لفه ال س م ] ك رونا ن‬ ‫‪ ،‬وه ا ما أك ه ه ام قاضي م‬ ‫ك ة ال‬
‫ف‬ ‫ة ال ي ت‬ ‫اﻷرقام ال‬ ‫إلى ح‬ ‫اﻻي ي ل ج ا وم ﻼد اﻹن ان ال ي [ قائﻼً‪ » :‬ال‬
‫ل‪ ،‬وص اعة اﻷفﻼم‪،‬‬ ‫ﻻت ال ل ة وال ول ة (‪ ،‬وعال ال‬ ‫في عال ال اضة ) م لف ال‬
‫على العل أن غار‪،‬‬ ‫ها أشه ال غ‬ ‫اﻷم ال ال ي ُت َف ُ في ال ه ات ال ي‬ ‫وح‬
‫أن ت اع ها‬ ‫ة‪ ،‬والعل ه أول مه ة‬ ‫ح م ذل أن اﻻه ام ال‬ ‫«‪ 2‬و‬ ‫و ر وغ‬
‫ال ة وﻻ الغ اء‪ ،‬ولعل ه ا ما ي ر ق ل‬ ‫ع اللع‬ ‫فق ص ه ﻻ‬ ‫ال ولة ﱠ‬
‫ﻷن الف د ال‬
‫« وه ا ما عل عل ه ه ام‬ ‫ات اﻹس ان ات‪ » :‬اذه ا إلى ﻻع ي ة الق م ل ف‬ ‫ال‬ ‫إح‬
‫العل ي‬ ‫ال أساة ال ي عاني م ها ق اع ال‬ ‫ل و‬ ‫قاضي قائﻼً‪ » :‬كﻼه ا‬
‫أصاب العل في‬ ‫ال‬ ‫‪ ،‬وع م إك اث ل اله ‪ ،‬إن الع‬ ‫فة خاصة م ته‬ ‫والعل اء‬

‫د)ة(‪ .‬راو ة ع ال ع ‪ ،‬م جع ساب ‪ ،‬ص‪.124:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫ج‬ ‫وال ج ة‪ ،‬ال ائ ‪ :‬ب ج ب ع‬ ‫م ت اﻻي ي ل ج ا وم ﻼد اﻹن ان ال ي ‪ ،‬دار ال ال لل‬ ‫ه ام قاضي‪ ،‬ك رونا ن‬
‫) ‪ ،2020 ،(1‬ص‪.30:‬‬

‫‪82‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ح م ذل أن‬ ‫ه«‪ 1‬و‬ ‫رونا ي جع إلى ع م إع ائه ال انة ال ي تل‬ ‫م اجهة جائ ة‬
‫تق م ال ولة وزدهارها وصﻼح ح ها م ه ن ب ق م العل وصﻼح ال ال ال ي؛ و ال الي‬
‫ث العل ة – ال ي ت عﻰ إلﻰ إنقاذ ح اة‬ ‫‪ ،‬وﻻ ت اه في ال‬ ‫ال ال‬ ‫فال ولة ال ي ﻻ ته‬
‫لها أن ت ق آماله وحق قه اﻷخ ؟!‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ال اس – وﻻ ت ق ل ع ها ال‬

‫ر العل ي‬ ‫وحة في ل ال‬ ‫ﻼت ال‬ ‫ال اني‪ :‬أخﻼ ات ال امح وال‬ ‫ال ل‬
‫ال ال ال ي‬ ‫ل جي ض‬ ‫وال‬

‫ا ة عق أخﻼقي‬ ‫ارس ها في ال ال ال ي‬ ‫اﻷخﻼ ات ال ي ناد ج ن ل ك‬ ‫تع‬


‫في‬ ‫ر إلهي ﻻب أن يل م بها العامل‬ ‫علﻰ ش و و واج ات أخﻼ ة ذات م‬ ‫ي‪،‬‬
‫ع ‪ ،‬وت لﻰ تل اﻷخﻼ ات وال اج ات‬ ‫‪ ،‬وم‬ ‫ال ال ال ي م أ اء‪ ،‬وم ض ‪ ،‬و اح‬
‫ا يلي ‪:‬‬

‫ة تع ان‬ ‫ج ن ل ك أن ال اواة وال‬ ‫ال ضى واح ام ح ه ال ي ة ‪ :‬اع‬ ‫اواة ب‬ ‫أـــ ال‬


‫أخﻼقي‬ ‫و واج‬ ‫ع ال امح م ح ‪ ،‬ورح ة وشفقة وت اضع وص اقة‪ ،‬ل ل فه ا أول ش‬
‫اء خال ة م اﻷف ار‬ ‫ﻷن اﻹله خل عق ل ال اس صف ة ب‬ ‫ﻻب أن ي ا ه العامل ن في ال‬
‫ايلي‪:‬‬ ‫وه ه إشارة م اﻹله ت ل‬

‫أح ه علﻰ اﻵخ‬ ‫ة لي ﻻ‬ ‫اﻷف ار الف‬ ‫ا مق ي‬ ‫ﱠ‬


‫أن ال اس س اس ة وأح ار ول‬
‫م‬ ‫اء علﻰ ذل ﻻب أن‬
‫‪،‬و ً‬ ‫ة أنه مف ض م اﻹله أو أن دي ه أو م ه ه ال‬
‫ال اس ح ة ع ه ال ع ﻷنه م اوون في ال ة ق ل ج ن ل ك‪" :‬خل ال اس عه‬

‫‪1‬ه ام قاضي ال جع ال اب ‪،‬ص‪.30:‬‬

‫‪83‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أن اﻹله‬ ‫ح م خﻼل ذل‬ ‫"‪ 1‬ي‬ ‫م أح م ه ا ال‬ ‫‪ ،‬ول‬ ‫‪ ،‬م قل‬ ‫أح ا ًار وم او‬
‫ﻹن ان ناق‬ ‫ة؛ ف‬ ‫ة‪ ،‬وال اة‪ ،‬وال‬ ‫م أ إن ان م ح ال اواة في ال‬ ‫ال ال ل‬
‫؟!‬ ‫م إن اناً أخ ًا م ذل ال‬ ‫ه ال ت أن‬ ‫م‬

‫د ان ه و ائف ه‪ ،‬أو بل ه‪ ،‬أو‬ ‫مه ا ان‬ ‫أن عالج أ م‬ ‫اء علﻰ ذل َو َج َ علﻰ ال‬
‫ب ً‬
‫للعﻼج‬ ‫ان ع وه‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻷن مه ة ال‬ ‫ناً‪ ،‬ح ﻰ ول‬ ‫ع قه‪ ،‬أو م ه و أوضاعه‪ ،‬عاقﻼً أو م‬
‫اعات ال ائ ة‪.‬‬ ‫ساحة ل أر‪،‬أو حل ًة لل‬ ‫ولﻺنقاذ‪ ،‬ول‬

‫ن ائ ه خ ة علﻰ‬ ‫إاس َع َل ُه َيٌ َخِ َةٌ ف ان‬ ‫ذ ه أن العل ال ي‬ ‫ج ما س‬ ‫ن‬


‫ة ان اك؛ أما عل ال م ت غله ي ش ة ه فها إعادة ال اس إلﻰ الع د ة‪ ،‬ولﻰ الﻼم اواة‬ ‫ال‬
‫رات ال ل ج ة و اله سة ال راث ة في ال ال ال ي‪ ،‬وال ي ته ف إلﻰ انق اض‬ ‫م خﻼل ال‬
‫في ال اة‬ ‫ال‬ ‫اﻷخﻼ ة ال ام ة خاص ًة م أ ال اواة ب‬ ‫ة واﻹخﻼل ال اد‬ ‫ال‬
‫ا يلي ‪:‬‬ ‫ة م ة لل ل ت لﻰ‬ ‫ة وال ي ت ح م اكل ع‬ ‫ة وال‬ ‫وال‬

‫ح ال ع يل ال راثي م اكل‬ ‫‪:‬‬ ‫في ال ماغ ال‬ ‫‪1‬ـ ـ م لة ال ع يل ال راثي وم اولة ال‬
‫م ل‬ ‫‪ ،‬وأك‬ ‫ال‬ ‫الفه ال اضي‪ ،‬واﻹدراك العقلي ل‬ ‫أخﻼ ة نات ة ع رفع م‬
‫ر اﻹلهي‪ ،‬فال اس خلق ا م اوون‬ ‫علﻰ م أ ال اواة اﻷخﻼقي ذات ال‬ ‫حه ه ال ع‬
‫وأح ا ار قا لعق له ال ال ة م اﻷف ار‪ ،‬وعل ه فال ع يل ال راثي تََ ُخ ٌل في ال ل اﻹلهي‪ ،‬وه ا‬

‫ما عارضه ج ن ل ك ف اﻷ اء ال ي ق م ن به ه اﻷع ال اﻷش ار قائ ً‬


‫ﻼ ‪ »:‬ال اح‬
‫قلة‬ ‫ال ارئ«‪2‬وه ا ما ي ضح رؤ ة ج ن ل ك ال‬ ‫ح قى وأش ار ب خله في أع ال ال ال‬
‫ة‪.‬‬ ‫في إم ان ة اس غﻼل العل ‪ ،‬وجعله م اﻻً لل ذائل وال‬

‫‪ 1‬الحكومة المدنية وصلتها بنظرية العقد اﻹجتماعي لجان جاك روﺳو ‪ ،‬ﺗﺮ‪ :‬محمود شوقي الكمال‪ ،‬مجموعة إختﺮنا لك ‪ ،‬الدار‬
‫القومية للطباعة والنشﺮ‪ ،‬مصﺮ‪) ،‬د ط( ‪ ،‬د ت ‪ ،‬ص‪. 83 :‬‬
‫‪ 2‬سمية بدوح‪ ،‬فلسفة الجسد‪ ،‬دار التنويﺮ‪،‬بيﺮوت‪ :‬لبنان‪) ،‬د ط(‪،2009 ،‬ص‪.36:‬‬

‫‪84‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ُس‬
‫اﻷ َ‬ ‫ع‬ ‫مه ع‬ ‫وعﻼق ه اﻹجهاض ‪ :‬ع إخ ار ال‬ ‫‪2‬ـ ـ م لة إخ ار ن ع ال‬
‫ال جل‬ ‫ر وتَُف ِ لُها علﻰ اﻹناث؛ ح‬ ‫ة ﻹن اب ال‬ ‫وال قافات ال ي ت ح أول ة‬
‫اﻷم ح ل ج ها؛ ون‬ ‫ذ اً ف ح ه‪ ،‬وواصل‬ ‫إم أته علﻰ إج اء ه ا اﻹخ ار فإن ان ال‬
‫ذل يه دها ال ﻼق‪ ،‬م ا أث ذل علﻰ زواجها‪،‬‬ ‫ال ها اﻹجهاض؛ وذا رف‬ ‫كان أن ﻰ‬
‫ة وال ف ة‪.‬‬ ‫وص ها ال‬

‫ر واﻹناث‪ ،‬ال‬ ‫ال‬ ‫ك ا ع إجهاض اﻹناث تع ا علﻰ ح ال اواة في ال اة ب‬


‫إلﻰ اﻹف اض ال الي ‪ :‬ل أص ر‬ ‫ل الف‬ ‫ل ه ا ال‬ ‫ا‬ ‫م ه اﻹله لل اس ج عا ؛‬
‫ح ن ة ال اس إلى العل وال ال‬ ‫س‬ ‫على إجهاض اﻹناث ‪ ،‬ف‬ ‫قان ن في دولة ماي‬
‫ة ب ون إناث ؟ و م س لف دور ال ي تق م ه اﻷن ى في ل‬ ‫ال‬ ‫ال ي؟ وما م‬
‫ل س ة ال ذائل على‬ ‫ة في‬ ‫ال‬ ‫ش ة؟ وما م‬ ‫ف أ اد‬ ‫غل م‬ ‫العل ال‬
‫ال ال ال ي؟‬

‫ان‬ ‫ح زرع اﻷع اء م ل ال اج ة أع اء اﻹن ان؛ ح‬ ‫‪ 3‬ـ م لة زرع اﻷع اء ‪:‬‬


‫ت رع ال ف في نف س ال اس‪ ،‬وته د أمان‬ ‫اه ة اﻹخ اف ال ي ات‬ ‫ه ه الع ل ة‬ ‫ع‬
‫ة زرع اﻷع اء قائﻼً ‪ »:‬ع‬ ‫‪ ،‬و ا عل ل س ان ساف علﻰ ق‬ ‫أع ائه وح اته ال‬
‫أن‬ ‫ذل‬ ‫ح م‬ ‫ال ع أك له ‪ ،‬أص ح مه داً ب ع أج ائه ‪ «1‬و‬ ‫أن ت ر اﻹن ان م‬
‫ق‪ ،‬ح ﻰ وج نف ه مع ضا ل ارة قاتلة في‬ ‫أنه ت ر م ال ارة ه‬ ‫اﻹن ان ع ما‬
‫نه أب اً؛ ل ه وج ه أش ع و له ع‬ ‫ﻻ‬ ‫ه ص قه ال في ال‬ ‫ان‬ ‫ال‬ ‫م ال ال‬
‫مه ة للق ل؛ ون عارض ع‬ ‫قاتلة ‪ ،‬وه ا ماجعل م مه ة ال‬ ‫ف أ اد‬ ‫إس غﻼله م‬
‫ه أن‬ ‫ع ال اقع‬ ‫ناس ه ا ال أ وع وا زرع اﻷع اء ي سخ ال عاون م خﻼل ال ع ف‬
‫إح اج م ضﻰ أغ اء‬ ‫م لف اﻷع ار أُخ ف ا‬ ‫ال اس الفق اء م‬ ‫اً م‬ ‫ع دا‬

‫‪1‬سمية بدوح‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪51:‬‬

‫‪85‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫علﻰ ح اب ف د أخ أو علﻰ ح اب‬ ‫لﻸع اء ع ف اد أع ائه ‪ ،‬وه ا ما جعل ف داً‬
‫ال اح سفاحاً ح ا ق م به ه‬ ‫ا ع ال‬ ‫مع ج ه؛‬ ‫الع‬ ‫ع ة أف اد إذ ل ي اف‬
‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫الع ل ة اش اك مع ال‬

‫فﻰ‬ ‫ح ا ي خل إلﻰ ال‬ ‫م‬ ‫غ‬ ‫ال‬ ‫ة زرع اﻷع اء جعل‬ ‫ك ا أن ق‬


‫ح اة‬ ‫و أتي؛ في ح‬ ‫يه‬ ‫اً م أع ائه م أجل ال ال ال‬ ‫ع‬ ‫ق ال‬ ‫م اف َة أن‬
‫س عق ات قاس ة علﻰ ه ﻻء اﻷ اء‬ ‫ج‬ ‫ها ال ج ع ‪ ،‬وه ا ما‬ ‫ﻻ‬ ‫الف د إذا ذه‬
‫أس أ م ال ض ﻻ‬ ‫غ و ال‬ ‫قائﻼً ‪ »:‬ح‬ ‫ما ص ح ه ج ن ف‬ ‫م ‪ ،‬وذل‬ ‫ال‬
‫‪ ،‬ال ي س ها‬ ‫ال ا ة ل ه ة ال‬ ‫ة إﻻ تل ال و القاس ة و الق ان‬ ‫لح لل ارسة ال‬
‫ال‬ ‫ة في تعامل ال‬ ‫علﻰ ت ع العلل وت خي ال ر وال‬ ‫ح رابي ‪ ...‬وال ي ت‬
‫ن ة ون ان ة م‬ ‫)‪ (...‬ح رابي ان أك‬ ‫ال‬ ‫انات ف ا ال ع ال‬ ‫مع أج ام ال‬
‫لعة لل ارة بها«‪ 1‬وه ا ما‬ ‫لع ضها‬ ‫ي عق ن أع اء ال‬ ‫ال ي‬ ‫اﻷ اء ال وق ا‬
‫ح إن ا الق ان‬ ‫ق ن م أ الﻼم اواة‪ ،‬ﻻ ي فع معه ال‬ ‫ي ضح أن م ل ه ﻻء اﻷ اء ال ي‬
‫ال ي اﻹلهي ﻻ‬ ‫الف الق‬ ‫ال‬ ‫والعق ات ولعل أف ل عق ة هي اﻹع ام ﻷن ال‬
‫ًا‪ ،‬ول اف ض ا أن عق ه هي ع له م الع ل ل ُ ِ ِ ﱠ ذل نفعا‪ ،‬ف‬ ‫ن‬ ‫لح أن‬
‫ن تاج أع اء‪ ،‬و أن ﻻ أس مع ال م قاعة في م ان مه ر‬ ‫ل ا أنه ل‬
‫ف ‪ ،‬ونقلها لل ضﻰ ذات ال ف ذ و ال اك العال ة م‬ ‫و ارس ع ل ة الق ل ون ع أع اء ال‬
‫ة زرع اﻷع اء ت ح ل ا م لة ال اج ة‬ ‫اء علﻰ ذل فإن ق‬
‫ل علﻰ ال ال؛ و ً‬ ‫أجل ال‬
‫ا يلي‪:‬‬ ‫ةجية ت ل‬ ‫اﻷع اء م جهة؛ وم جهة أخ ت عل ا أمام إش ال ات فل‬
‫عل‬ ‫ة أم يه دها اﻹنق اض ؟ هل ال ال‬ ‫اه في ض ان ح اة أف ل لل‬ ‫هل عل ال م‬
‫اﻹن ان مق س ًا أم م ن اً ؟‬ ‫ج‬

‫‪ ،‬ف أخﻼقي ج ي ال ت قا‪.2:3،2019/12/15، https://couua.com ، Bioétique ،‬‬ ‫‪1‬ﷴ‬

‫‪86‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫م ار الفل فة وت عل و ف ها أخﻼ ة ع ل ة‪،‬‬ ‫فإن ه ه اﻹش ال ات ال ي ة س غ‬
‫قة‬ ‫اول إجاد‬ ‫ال ي ته ده اﻹنق اض وت عله‬ ‫في ال ا‬ ‫ت فع اﻹن ان إلى ال ف‬
‫ف ها ‪.‬‬ ‫ﻼت ال ي ي‬ ‫لل وج م ال‬

‫أوﻻً‬ ‫اخ اعاته أو اك افاته‪ ،‬أن ف‬ ‫ذ ه ﻻب ﻷ عال ق ل ت‬ ‫و اء علﻰ ماس‬


‫في‬ ‫ة اس غﻼله ﻻخ اعه‪ ،‬أو اك افه ق ل أن ف‬ ‫ة ن‬ ‫ال ي س ه د ال‬ ‫في ال ا‬
‫ت ل قلقا لﻺن ان وته د أم ه‬ ‫م ا ها ال ي أض‬ ‫م‬ ‫م افعها ﻷن م افعها أقل‬

‫وم ق له و ا ص ح مارت ر في م لفه ال س م ] ساع ا اﻷخ ة إن ار م العال [ قائﻼً‬


‫أك‬ ‫ع‬ ‫إلى ح‬ ‫أص‬ ‫عها ال‬ ‫اع ة م ال ه ي ات ال ي‬ ‫ال‬ ‫إن ال ا‬
‫‪ »:‬ﱠ‬
‫اﻻك افات خاصة في‬ ‫ة‪ «1‬وذل ي ل علﻰ ِح َ ِة م ا‬ ‫ال‬ ‫م ال ا‬ ‫إزعاجا م أ‬
‫هجنلك‬ ‫‪،‬ولعل ه ا ما‬ ‫ق ل اﻹق ام علﻰ ال‬ ‫ال ال ال ي ل ل ﻻب م ال ف‬
‫‪.‬‬ ‫ال‬

‫هجنلك ت ث‬ ‫م اﻷخﻼ ات ال امح‪ ،‬و ق‬ ‫ال‬ ‫و اﻹ ان ‪ :‬ع‬ ‫ب ـ ـ ال‬


‫شيء‬ ‫ث نف ه ق ل اﻹق ام علﻰ فعل أ‬ ‫عه‬ ‫الف د مع ال ف ‪ ،‬فاﻹن ان الفاضل ال م‬
‫العقاب‬ ‫ع أن أه ب م‬ ‫‪ ،‬ول ي ﻻ أس‬ ‫القاضي ال‬ ‫م‬ ‫ي أن أفل‬ ‫ق ل‪»:‬‬
‫اﻻلهي‬ ‫ﻻ يل م الق‬ ‫ب ج د اﻹله‪ ،‬ﻷن ال ل‬ ‫اﻹلهي«‪ 2‬وه ا ما ي ضح ض ورة إ ان ال‬
‫ﻻ‬ ‫ا أ اء‪ ،‬ح‬ ‫ل ك أن‬ ‫لل ل ي في ن‬ ‫وﻻ ع ي اع ا اًر للعه ال ي ل ل ﻻ‬
‫أ اء مل ي ال ي ي ق ه‬ ‫في أ اد‬ ‫ث ح ا ت ضع مه ة ال‬ ‫ت ل ما س‬
‫ال م ﻻب أن‬ ‫اﻹ ان ب ج د العقاب اﻹلهي؛ وعل ه فال‬ ‫مت‬ ‫‪ ،‬ﻷن ال‬ ‫ال‬
‫في ن ائ ها اﻹ اب ة‬ ‫س لقاه في اﻵخ ة؛ ول‬ ‫اك افاته والعقاب ال‬ ‫في ال ا‬ ‫ف‬

‫‪ 1‬مارﺗن ريز‪،‬ﺳاعتنا اﻷخيرة )انذار من عَا ِل ْم(‪،‬ﺗﺮ‪ :‬د‪ .‬مصطفى إبﺮاهيم فهمى ‪،‬دار العين للنشﺮ‪)،‬ط‪،2006،(1‬ص‪.97:‬‬
‫‪ 2‬بﺮاﺗﺮاند راسل‪ ،‬تاريخ الفلسفة الغربية ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.185 :‬‬

‫‪87‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ة‪ ،‬وأن ﻻ‬ ‫ال‬ ‫اخ اع‪ ،‬واك اف ما ف‬ ‫اول عل اء ال ل ج ا‪ ،‬وال اح‬ ‫لة‪ ،‬وأن‬ ‫ال‬
‫م‬ ‫ال‬ ‫؛ ون ان ع‬ ‫عل ا م ال ال ال ي ع ضة لﻼس غﻼل ال اسي والع‬
‫خﻼل الف وسات ال ل ج ة فﻼب للعل اء‬ ‫ة م‬ ‫يه ف ن ﻻنق اض ال‬ ‫ال ل ج‬
‫ف ا ف وسات م ادة للف وسات القاتلة‪ ،‬ﻷن وضع ق د أخﻼ ة علﻰ‬ ‫أن‬ ‫ال ال‬
‫ا قال‬ ‫ﻼت‬ ‫ل أض ﻰ م ال‬ ‫ل ج ا ال ي ف ها ته ي م‬ ‫أو ال لي ع ال‬ ‫ال‬
‫ح ى أن ن ف ها«‪ 1‬و ال الي‬ ‫ال افقة عل ها بل وم اﻷصع‬ ‫مارت ر » هي أم ر ت ع‬
‫الﻼأخﻼ ات‬ ‫ال د على تل‬ ‫ﻻب‬ ‫ال ه‪ ،‬ل ل‬ ‫ل‬ ‫وذل‬ ‫ال‬ ‫أبﻰ ته ي‬ ‫ه اك م‬
‫وأه افه ‪.‬‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫اخ اعات خ ة تف اﻹن ان ة وت ل‬

‫هــا ل مــة‬ ‫ول ـ ته ـ ي ال ـ ‪ ،‬وال ــال ال ــي‪ ،‬وم لــف م ــادي ال ــاة‪ ،‬و وت‬
‫ــة سـ اء فــي ال ـ ‪،‬‬ ‫ــع ﻻ ي قـ إﻻ ب هـ ي أف ادهــا‪ ،‬ومه ــة ال هـ ي تقــع علــى ال‬ ‫ال‬
‫أوفي ال رسة‪.‬‬

‫ال ال ‪ :‬أخﻼ ات ال امح في ال ال ال‬ ‫ال‬

‫ع‪ ،‬وفل ف ه‪ ،‬وأف اره‪ ،‬وثقاف ه‪ ،‬وحاجاته‬ ‫واقع ال‬ ‫ة ال آة ال ي تع‬ ‫تع ال‬
‫ة‬ ‫اد ة‪ ،‬وال‬ ‫ل ج ان ه ال اس ة‪ ،‬واﻻق‬ ‫ع م‬ ‫وت لعاته ف ﻼحها ع ي صﻼح ال‬
‫‪ ،‬وال امي‪ ،‬وال ف ‪ ،‬والف ل ف‬ ‫ة ال اسي‪ ،‬وال‬ ‫وال قا ة‪ ،‬ﻷنها ال ح ة ال ي ت فل ب‬
‫ل‬ ‫ة وال عل‬ ‫ال ال‬ ‫ورجل ال ي ‪ ،‬وال ا ‪ ،‬وال عل ‪ ،‬وال ارع؛ ل ل ﻻب لل ولة أن ته‬
‫س ‪ ،‬ال ان ‪ ،‬وال امعي( ﻷن سﻼم ها ـ ـ ال ولة ـ ـ م قف علﻰ سﻼمة‬ ‫اته‪ ،‬اﻻب ائي‪ ،‬ال‬ ‫)م‬
‫ة[عض ه‬ ‫ا ا شامﻼ ع ان ] آراء في ال‬ ‫ة‬ ‫ج ن ل ك لل‬ ‫‪،‬لل خ‬ ‫ال عل‬

‫‪ 1‬مارﺗن ريز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.97 :‬‬

‫‪88‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ح‬ ‫تعل ها ل فل ل ي‬ ‫ا وعقل ا(‪ ،‬واﻷخﻼ ات ال ي‬ ‫ك ة اﻻه ام ال فل )ج‬
‫ا يلي ‪:‬‬ ‫ق ل وت لﻰ تل اﻻه امات‬ ‫إن انا صال ا في ال‬

‫ة‬ ‫ة ال‬ ‫ال ل اﻷول ‪ :‬ال‬

‫ة‪ ،‬والعقل ة‪ ،‬وذل علﻰ ال‬ ‫ة ال فل ال‬ ‫ة اﻻه ام‬ ‫ة ال‬ ‫ج ن ل ك ال‬ ‫ق‬
‫ال الي‪:‬‬

‫و اللف ي‪:‬‬ ‫ه للعقاب ال‬ ‫معاملة ال فل وع م تع‬ ‫‪1‬ــــ ح‬

‫ة والعقل ة‬ ‫ة ال فل ال‬ ‫إلﻰ اﻹه ام‬ ‫دعا ج ن ل ك ل م ال ال ي ‪ ،‬وال عل‬


‫عل ه الفه أث اء الع ل ة ال عل ة‬ ‫وح ر م عقاب ال فل إذا أخ اء في اﻹجا ة‪ ،‬أو صع‬
‫ل ا ع ه العقاب م م اكل نف ة علﻰ ال فل م قل ‪ ،‬وت ت ‪ ،‬وخ ف فال ف م‬ ‫وذل‬
‫ال ذائل ال ب‪ ،‬وال قة‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫عل ال فل ي ت‬ ‫العقاب ه ال افع ال ئ ي ال‬
‫وس ل ًة ﻹن ازه؛ أما إذا ان فق اً ول‬ ‫م الغ‬ ‫م لي س‬ ‫ف ب اج‬ ‫ِ‬
‫ف ﻼً‪ :‬إذا ُ ل َ‬ ‫والغ‬
‫ال ه إح ار وال ه‬ ‫ده م ال رسة‪ ،‬أو‬ ‫ال ال ال افي ل اء ل ازم ال راسة س عا ه ال عل و‬
‫ه ا علﻰ ت ك ال راسة ال ي‬ ‫أنه عاج ع ال فل اب ه أو اب ه‬ ‫ال ال ح ا ي‬ ‫ول‬
‫معل‬ ‫أحﻼمه ا ون ث ت‬ ‫س عان ما أفل‬ ‫ق ل في ال ا ة ول‬ ‫ت ل له ا حل ال‬ ‫كان‬
‫ق الل ازم‬ ‫اﻷ فال م‬ ‫ق ل إلﻰ ال ارع ل عل ال ذائل؛ وه اك م‬ ‫قاسي دفع أج ال ال‬
‫أث علﻰ سﻼمة‬ ‫خ فه م العقاب ال‬ ‫له‬ ‫ال رس ة م زمﻼئه مع إن ار فعل ه‪ ،‬وذل‬
‫ح ا‬ ‫الف ائل اع ارها خ اً؛ وال ذائل اع ارها ش اً؛ ول‬ ‫ب‬ ‫عقله‪ ،‬ﻷن ه ا اﻷخ‬
‫م العقاب؛ و ال الي‬ ‫قة‪ ،‬يل أ إلﻰ ال ذائل ل ي ي‬ ‫ق له ال‬ ‫ي ع ض ال فل للعقاب‬
‫ح في ن ه خ ًا وه ا ما س ث علﻰ م ق له‬ ‫ة له ش اً ؛ أما ال ذيلة ف‬ ‫لة ال‬ ‫ح الف‬ ‫ت‬
‫ا اً‪ ،‬وذا أص ح تاج اً س ن غ اش ًا‪ ،‬أما إذا‬ ‫ن‬ ‫وم ق ل ال ولة‪ ،‬فإذا أص ح رئ اً س‬
‫اً س ن قاتﻼً وقاس اً؛ ل ل »ح ر ج ن ل ك‬ ‫سارق‪ ،‬وذا أص ح‬ ‫أص ح وز ا س ن أك‬

‫‪89‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ل ا تع ه‬ ‫ع‪ «1‬وذل‬ ‫إلﻰ اس اله ال ف ات ال اء‪ ،‬وال ح وال‬ ‫العقاب وناد‬ ‫م‬
‫‪ ،‬والع ف‪ ،‬وال اضع‪ ،‬وال ي ت اه في ت ة عقله علﻰ تل‬ ‫ال امح ‪:‬ال‬ ‫ال ف ات م‬
‫ال ل ‪«2‬‬ ‫ه ج ن ل ك ح ا ق ل‪ » :‬العقل ال ل في ال‬ ‫الف ائل ال امح وه ا ما ي‬
‫ان سﻼم ه ﻻب م ت ف‬ ‫اً ع ي سﻼم ه عقل ًا؛ ول‬ ‫ح م ذل أن سﻼمة ال عل ج‬ ‫ي‬
‫‪.‬‬ ‫الغ اء له‪ ،‬وم ارس ه لل ار ال اض ة اع ار ه ه اﻷخ ة تعل ال فل ال‬

‫ة‪:‬‬ ‫‪2‬ــ ال‬

‫ن ع م الق د ‪ ،‬تق ده‬ ‫ع‬ ‫ذ ه م خ ف ال فل م العقاب ال‬ ‫اء علﻰ ما س‬‫ب َ‬


‫ة ت عله إن ًانا خ اً ق ل ج ن ل ك» لق اخ ت أن اﻷ فال‬ ‫ال‬ ‫إلﻰ ارت اب ال ذائل في ح‬
‫ا في ﱠ‬
‫أن‬ ‫ل ه ‪ ،‬دون أن‬ ‫ة‪ ،‬ول ل دفعه بل ف إلﻰ ال ام ل ما ه م اس‬ ‫ن ال‬

‫نفعاً‬ ‫ال فل والق ة عل ه ﻻ تُ‬ ‫ة ﻷن تق‬ ‫ال‬ ‫ق ي قل اهله «‪ 3‬وعل ه فال فل‬ ‫أ‬
‫ه وحق ه علﻰ ال عل ‪ ،‬ل ل ﻻب لل عل أن عل ال فل دون أن‬ ‫غ‬ ‫بل تل الق ة ت‬
‫اللع ‪.‬‬ ‫م ﻼ‪ :‬أن عل ه ع‬ ‫بق‬ ‫ه ا اﻷخ‬

‫ة اﻷخﻼ ة‬ ‫ال ل ال اني ‪ :‬ال‬

‫ة تعل ال فل م ارسة اﻷخﻼق ق ل ج ن ل ك‪ »:‬ﻻب‬ ‫ة اﻷخﻼ ة في‬ ‫ت ل ال‬


‫معارض ه‬ ‫ذل‬ ‫ح م‬ ‫الق اع «‪ 4‬ي‬ ‫ال ارسة‪ ،‬و ل‬ ‫لة‪ ،‬وذل‬ ‫ال فل الف‬ ‫تعل‬ ‫م‬
‫انات‬ ‫ت ة ال‬ ‫قة ال لق ‪ ،‬ودع ته إلﻰ تعل اﻷخﻼق لل فل ال ارسة‪ ،‬وذل ع‬ ‫ل‬

‫وال زع ‪،‬اﻷردن‪ :‬ع ان‪(1 ) ،‬‬ ‫لل‬ ‫ة‪ ،‬دار ال ع‬ ‫ﷴ أب ح ان‪ ،‬مق مة في ال‬ ‫‪ .1‬د‪.‬وائل سل اله اج ة‪ ،‬د‪ .‬ع‬
‫‪ ،2016‬ص‪78 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪John locke (1883), Quelques pensées sur l’éducation , trad:compayré (1889) , paris,‬‬
‫‪Garnier-Flammarion, 2002.p :92 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ibid ,p :132 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Ibid ,p :176 .‬‬

‫‪90‬‬
‫أخﻼقيات فعل التسامح عند جون لوك وعﻼقتها بقضايا الراهن‬ ‫الفصل الثاني‬
‫تعل‬ ‫لف ع ه ق ل‪»:‬‬ ‫ال‬ ‫معاملة الغ‬ ‫خ ة مه ة ل عل اﻷ فال ح‬ ‫وال ي تع‬
‫ال الل ف‪ ،‬واﻻن اه ﻷم ع ف ها‬ ‫ع إﻻ أن أوصي‬ ‫انات‪ ،‬وﻻ أس‬ ‫ة وال ات رعا ة ال‬ ‫ال‬
‫)‪ (...‬ح‬ ‫ل علﻰ ل ‪ ،‬أو س اج ‪ ،‬أو ع اف‬ ‫تل ي دوما ر ات ب اتها في ال‬ ‫كان‬
‫م ت ة‬ ‫معامل ها ورعاي ها«‪ 1‬ي و أن ج ن ل ك ي‬ ‫ت أك م ح‬ ‫ل عل ها ان‬
‫انات ت ة اﻷ فال علﻰ ال امح‪ ،‬و ع ذل اخ ا ار أخﻼ اً‪.‬‬ ‫ال‬

‫ق ل‪:‬‬ ‫ة هي ال وة ال ي ﻻ ت ف إذا عل ها ال ال ﻻب ه ح‬ ‫ل ك اﻷخﻼق ال‬ ‫ك ا اع‬


‫لة وال‬ ‫اءل‪ ،‬عل ه أن عل اب ه الف‬ ‫ال وة ال ي ي ها اﻷب‪ ،‬وال ي ت‬ ‫» إلﻰ جان‬
‫لل ال ي تعل ها لﻸ فال؛ ﻷن‬ ‫ح م ذل ﱠ‬
‫أن اﻷخﻼق هي أول مه ة‬ ‫واﻷخﻼق «‪ 2‬ي‬
‫عل ها‬ ‫ﻻب أن ت أس‬ ‫ل ج ان ه؛ ل ل‬ ‫ع م‬ ‫م ارسة اﻷخﻼق هي أساس صﻼح ال‬
‫ل م اﻻته‪ ،‬وه ا‬ ‫الﻰ ف اد ال ولة‬ ‫ة‪ ،‬ﻷن ف اد اﻷخﻼق ي د‬ ‫ال س ات ال‬
‫ارة‬ ‫ع" قائﻼ ‪ » :‬اﻷخﻼق هي ال‬ ‫ما ص ح ه مال ب ن ي في ا ه ال س م "م ﻼد ال‬
‫اهل ن‬ ‫ارة هي اﻷخﻼق فﻼب لﻸسات ة أن فعل ا دور اﻷخﻼق؛ ه ﻻء اﻷسات ة ال‬ ‫وال‬
‫ا‬ ‫ارة ذاته‬ ‫في اﻷخﻼق ه في ال اقع ش أع اء ال ق م‪ ،‬إنه ق ارض ق ض ن ج ه ال‬
‫صالح «‪ 3‬وه ا ي ضح مال ب ن ي دور اﻷخﻼق‬ ‫مة م الق ح ل عله غ‬ ‫تق ض الف ان‬
‫ﻻب م م ا ة ‪،‬و‬ ‫ارة وتق م ال ولة وازدهارها في ل م احي ال اة ‪ ،‬ل ل‬ ‫في ب اء ال‬
‫م ق ل ال ولة‪.‬‬ ‫ة س د إلﻰ ت م‬ ‫‪ ،‬ف اب اﻷن ار ع ال‬ ‫اﻻه ام ال ال ال‬

‫ة واﻷخﻼق‪ ،‬ل ل ﻻب م اﻻه ام‬ ‫و ال الي صﻼح ال ولة‪ ،‬وتق مها م قف علﻰ صﻼح ال‬
‫ق أمال ال ولة و ي س م ق لها‪.‬‬ ‫ال‬ ‫ال ال ال‬

‫‪) ،‬د (‪،2010،‬ص‪.101 :‬‬ ‫‪ ،‬و ازرة ال قافة اله ة ال رة لل اب‪ ،‬دم‬ ‫ل ر‪ ،‬أدب اﻷ فال‪ ،‬ت ‪ :‬د‪ .‬مل ة أب‬ ‫‪1‬س‬
‫‪John locke (1883), Quelques pensées sur l’éducation ,op .cit ,p :132.‬‬
‫‪2‬‬

‫ر شاه ‪ ،‬دار الف ‪ ،‬ال ائ ‪،1986،(3 ) ،‬ص‪.97:‬‬ ‫ع ‪،‬ت ‪:‬ع ال‬ ‫‪ 3‬مال ب ن ي‪ ،‬م ﻼد ال‬

‫‪91‬‬
‫خات ة‬
‫خات ة‬

‫خات ة ‪:‬‬

‫ا وت ل ل ا ل ض ع أخﻼ ات فعل ال امح ت صل ا إلﻰ أه‬ ‫خﻼل معال‬ ‫م‬


‫ة ق ا ا ال اه وال مي ال عاش وهي ال الي‪:‬‬ ‫اﻻس اجات ال ي لها عﻼقة و‬

‫ر ؛إن ا هي ول ة‬ ‫م الع‬ ‫علﻰ ف ة م دة أو ع‬ ‫ـ ـ ـ أن أخﻼ ات فعل ال امح ل تق‬


‫ما تع ف ا عل ه م خﻼل تَ َ ُ ِق اَ ل امح في‬ ‫الق م إلﻰ ي م ا ه ا ‪،‬وذل‬ ‫ة ج عاء م‬ ‫ال‬
‫ص ال ي ة ال ي‬ ‫ال ارات الق ة ‪،‬ال ي جعل م ال امح م ارس ًة ُم ت تًا علﻰ ال‬
‫اضع ‪،‬وم ٍة‪ ،‬وص ٍ‬
‫اقة‬ ‫ال اس علﻰ ات اع أخﻼ ات ال امح م ت ٍ‬ ‫كان ومازال ت‬
‫‪،‬وم اواة ‪،‬وتعاون‪ ،‬وت ة وأمانة ‪ ،‬وم ول ة و اح ام ‪.‬‬

‫ها‬ ‫ة ق ا ا ال اه ال ي ن‬ ‫ـ ـ ـ أن أخﻼ ات ال امح ال ي ناد بها ج ن ل ك لها عﻼقة و‬


‫ال ئ ي ل ه ر م ادي ال اة ه اﻷزمة اﻷخﻼ ة ‪ ،‬فه ه‬ ‫ال م ‪،‬خاصة ح ا أر أن ال‬
‫ة‬ ‫اد ة‪ ،‬وال‬ ‫ال اة ال اس ة ‪،‬واﻻج ا ة ‪،‬وال قا ة‪ ،‬واﻻق‬ ‫ل ج ان‬ ‫ﻷخ ة م‬
‫ن ه‬ ‫ا نلقي ن ة علﻰ ال ال ال اسي ال‬ ‫ها ال م ؛ ف‬ ‫وال عل ة‪ ،‬وال ي ة‪ ،‬ال ي ن‬
‫أجل‬ ‫م‬ ‫أجل ال ل ة وال ال ‪،‬ول‬ ‫اعات م‬ ‫م ق ل ا ن ه عج ال‬ ‫ساه ا علﻰ تأم‬
‫ال ي‬ ‫ا مه ة ال‬ ‫أ‬ ‫ا ن‬
‫َمَ ُه علﻰ م ل اته ؛‬
‫ت ق آمال ال ع ال وث ه وأ َ‬
‫اﻷ فال علﻰ الع ل ف ها‪ ،‬ن ها ال م تع‬ ‫اع نها ا م ﻰ مه ة ش فة ‪،‬و ا ن‬
‫ف ل ال ت‪ ،‬واﻷل في ب ه‬ ‫م اوف م خﻼل اس غﻼلها س اس ا‪ ،‬ودول ا ح ﻰ أص ح ال‬
‫؛ ول ا لع ا علﻰ ال ال ال ي ي ن ه ه اﻵخ غارقا في‬ ‫للقاء ال‬ ‫علﻰ أن ي ه‬
‫أه‬ ‫ع اﻷم ر العقائ ة ‪،‬وال ه ة ‪،‬م اس ا ت اماً أه ة اﻷخﻼق ال ي ة ال ي تع‬ ‫ال‬
‫في ل م اﻻت ال اة ‪،‬س اء أ اء في ال ال ال ي ‪،‬أو رؤساء أو‬ ‫رسالة م جهة للعامل‬
‫ور ل ارسة‬ ‫ال ال ال‬ ‫ع‬ ‫ة وال عل ال‬ ‫ان ال‬ ‫في ال‬ ‫ق اة أو ت ار ‪،‬أو معل‬
‫ح ي ما ما رجل دولة‬ ‫س‬ ‫أخﻼ ات ال امح اع اره م ا م ان أ ﻷخﻼ ات ال فل‪ ،‬ال‬

‫‪93‬‬
‫خات ة‬

‫ة لل فل فإما أن ت عله م ما أو‬ ‫ما تلق ه ال س ات ال‬ ‫م وﻻ أ ِ‬


‫َمًا أو خائ ا‪ ،‬وذل ح‬
‫سل ك العامل ‪ ،‬وأن‬ ‫‪ ،‬لي ت‬ ‫ﻻب لل ولة أن ت ع ال ان ال‬ ‫رجﻼ صال ا‪ ،‬ل ل‬
‫ت ده ال ولة‪ ،‬وت ق م ؛ و اء علﻰ ذل فإن تق م ال ولة قاس أخﻼق شع ها وح َ ِ‬
‫امه َا‪ ،‬فإن‬ ‫ُ‬

‫‪.‬‬ ‫غاب اﻷخﻼق‪ ،‬ت ه رت ال ولة وتف‬

‫‪94‬‬
‫ادر و ال اجع‬ ‫قائ ة ال‬
‫ادر و ال اجع‪:‬‬ ‫قائ ة ال‬

‫ادر‪:‬‬ ‫‪1‬ـــ ال‬

‫ادر اللغة الع ة‪:‬‬ ‫أــ ال‬

‫اﻷعلﻰ لل قافة‪،‬‬ ‫‪ 1‬ـ ـ ج ن ل ك‪ ،‬رسالة في ال امح‪ ،‬ت ‪:‬م ﻰ أب س ة‪ ،‬م ‪ :‬م اد و ة‪ ،‬م ل‬
‫‪.1997 ،(1 )،‬‬ ‫م‬

‫‪ ،‬الل ة ال ول ة ل ج ة روائع ب وت‪ :‬ل ان‬ ‫ال ني‪ ،‬ت ‪:‬ماج ف‬ ‫‪ 2‬ـ ـ ج ن ل ك‪ ،‬في ال‬
‫)د (‪.1959 ،‬‬

‫ادر اللغة اﻷج ة‪:‬‬ ‫ب ـــ ال‬

‫‪1- John Locke (1986), Lettre sur la tolérance, trad: Jean le clerc 1710;Garnier-‬‬
‫‪Flammarion, paris,1992.‬‬
‫)‪2- John Locke (1960),Traité du gouvernement civil, Trad : David (1975‬‬
‫‪Garnier-Flammarion, paris, 2002.‬‬
‫)‪3- John locke (1883), Quelques pensées sur l’éducation , trad:compayré (1889‬‬
‫‪Garnier-Flammarion , paris, 2002.‬‬
‫‪2‬ــــ ال اجع ‪:‬‬

‫أــ ال اجع اللغة الع ة ‪:‬‬

‫د س أح ‪ ،‬م ‪ :‬إمام ع الف اح إمام‬ ‫لي راي ‪ ،‬تار خ الفل فة ال ي ة ‪ ،‬ت ‪ :‬م‬ ‫‪ 1‬ـ ـ ول‬
‫‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‪.2010 ،(1 ) ،‬‬ ‫دار ال‬

‫‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‪.2014 ،(1 ) ،‬‬ ‫ول أ اه‪ ،‬ال ي وال اسة واﻷخﻼق‪ ،‬ج اول لل‬ ‫‪2‬ـ ـ ال‬
‫ة‪ ،‬دار ال ه ة الع ة‬ ‫اس‪ ،‬ج ن ل ك إمام الفل فة ال‬ ‫‪ 3‬ـ ـ د)ة(‪ .‬راو ة ع ال ع‬
‫‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‪) ،‬د (‪.1996 ،‬‬ ‫لل اعة وال‬
‫ة العامة‬ ‫ي‪ ،‬اله ة ال‬ ‫‪4‬ـ ـ ـ ب ت ان رسل‪ ،‬تار خ الفل فة الغ ة‪ ،‬ت ‪ :‬ﷴ ف ي ال‬
‫‪)،‬د (‪.1977 ،‬‬ ‫لل اب‪ ،‬م‬
‫ال ي ‪ ،‬دار ال‬ ‫في الع‬ ‫ال ع ي‪ ،‬ج ن ل ك م فل فة اﻻن ل‬ ‫‪5‬ـ ـ د‪ .‬فاروق ع‬
‫العل ة‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‪.1993 ،(1 ) ،‬‬
‫اﻷورو ي‪ ،‬ت ‪ :‬أمل دي ‪ ،‬م ‪ :‬د‪ .‬زه ة درو ‪ ،‬ه ة أب‬ ‫روس‪ ،‬مغام ة الف‬ ‫‪ 6‬ـ ـ جاكل‬
‫ي لل قافة وال ُ اث ‪ ،‬اﻹمارات‪.2011 ،(1 ) ،‬‬
‫رات اله ة العامة ال رة لل اب‬ ‫‪7‬ـ ـ ج ن مل ن‪ ،‬الف دوس ال فق د‪ ،‬ت ‪ :‬ح ا ع د‪ ،‬م‬
‫‪) ،‬د (‪.2011 ،‬‬ ‫دم‬
‫ه‬ ‫اق ت‪ ،‬م ‪ :‬اس ق‬ ‫‪،‬ت ‪:‬م ف‬ ‫إلى ف‬ ‫‪ 8‬ـ ـ ار ه س‪ ،‬خ ا ات ال ل ة م ه‬
‫اﻷعلﻰ لل قافة‪.2005 ،1( ) ،‬‬ ‫ال ل‬
‫أهل ال ة والعق اﻻج اعي في‬ ‫‪ ،‬ال عة ع مف‬ ‫ف اد ع ال اد ع ال‬ ‫‪9‬ـ ـ ـ د‪ .‬أح‬
‫‪) ،‬د (‪.1998 ،‬‬ ‫وال زع‪ ،‬م‬ ‫وال‬ ‫ال اسي ال ي ‪ ،‬دار اء لل اعة وال‬ ‫الف‬
‫‪10‬ـ ـ د‪ .‬ج ال م ن‪ ،‬د‪ .‬ن ال ق م‪ ،‬ق ة ال ن‪ ،‬دار ال ع فة ‪ ،‬ال ائ ‪) ،‬د (‪.2006 ،‬‬
‫‪ 11‬ـ ب ن ان ول ن‪ ،‬الفل فة ب ا ة‪ ،‬ت ‪ :‬آصف ناص ‪ ،‬دار ال اقي‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‪(2 ) ،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ ،‬دار ال اب الع ي لل اعة‬ ‫د ﷴ ال‬ ‫‪ 12‬ـ رو ه د ارت‪ ،‬مقال ع ال هج‪ ،‬ت ‪ :‬م‬
‫‪ ،‬القاه ة‪.1968 ،(2 ) ،‬‬ ‫وال‬
‫لل اعة وال‬ ‫‪ ،‬دار ال‬ ‫اله‬ ‫‪ 13‬ـ ـ د)ة(‪ .‬هالة أب الف ح‪ ،‬مفه م ال ﻼص في الف‬
‫وال زع‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‪) ،‬د (‪ ،‬د ت‪.‬‬
‫اك ب ت ي‪ ،‬أع اد ال ار أس اب الﻼت امح وم اه ه‪ ،‬ت ‪ :‬د‪ .‬ع الف اح‬ ‫‪ 14‬ـ ـ ما ل أن ل‬
‫ة العامة لل اب‪ ،‬القاه ة‪) ،‬د (‪.2010 ،‬‬ ‫‪ ،‬اله ة ال‬ ‫‪ ،‬تق ‪ :‬أم ت إ‬ ‫ح‬
‫‪ 15‬ـ أوش ‪ ،‬ال امح رؤ ا ج ي ة ت ه ال اة‪ ،‬ت ‪ :‬د‪ .‬علي ح اد‪ ،‬دار ال ال‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‬
‫) ‪.2011 ،(1‬‬
‫وم اجعة‪ :‬حازم ع ض‪ ،‬م ة ج ة‬ ‫ال عامل مع ال اس‪ ،‬تق‬ ‫‪16‬ـ ـ دابل ارن في‪ ،‬ف‬
‫ال رد‪،‬القاه ة‪.2010،(1 ) ،‬‬
‫فﻰ أب اله اء‪ ،‬م ‪ :‬د‪ .‬أح‬ ‫ن‪ ،‬ت ‪ :‬ناص م‬ ‫‪17‬ـ ـ رو ب وت ‪ ،‬م ج تار خ ال‬
‫ي لل قافة وال اث )كل ة(‪ ،‬اﻹمارات‪.2012 ،(1 )،‬‬ ‫‪ ،‬ه ة أب‬ ‫خ‬
‫م ت اﻻي ي ل ج ا وم ﻼد اﻹن ان ال ي ‪ ،‬دار ال ال لل‬ ‫‪18‬ـ ـ ه ام قاضي‪ ،‬ك رونا ن‬
‫ج‪.2020 ،(1 ) ،‬‬ ‫وال ج ة‪ ،‬ال ائ ‪ :‬ب ج ب ع‬
‫د ش قي‬ ‫ة العق اﻹج اعي ل ان جاك روس ‪ ،‬ت ‪ :‬م‬ ‫مة ال ن ة وصل ها ب‬ ‫‪ 19‬ـ ال‬
‫‪) ،‬د ( ‪ ،‬د ت‪.‬‬ ‫‪،‬م‬ ‫عة إخ نا ل ‪ ،‬ال ار الق م ة لل اعة وال‬ ‫ال ال‪،‬م‬
‫‪ ،‬ب وت ‪ :‬ل ان ‪) ،‬د ( ‪.2009،‬‬ ‫‪ ،‬دار ال‬ ‫‪20‬ـ ـ س ة ب وح‪ ،‬فل فة ال‬
‫اﻷورو ي‪ ،‬م س ة م م ن ﻼ ح ود‬ ‫ة ال ي ة في الف‬ ‫‪21‬ـ ـ هاش صالح‪ ،‬ال امح وال‬
‫ع ال اه ‪ ،‬ال غ ب‪) .‬د (‪ ،‬د ت‪.‬‬ ‫ال ي وق ا ا ال‬ ‫لل راسات واﻷ اث‪ ،‬ق‬
‫لل‬ ‫ة‪ ،‬دار ال ع‬ ‫ﷴ أب ح ان‪ ،‬مق مة في ال‬ ‫اله اج ة‪ ،‬د‪ .‬ع‬ ‫‪ 22‬ـ ـ د‪.‬وائل سل‬
‫وال زع ‪،‬اﻷردن‪ :‬ع ان‪.2016 ،(1 ) ،‬‬

‫‪ ،‬و ازرة ال قافة اله ة ال رة لل اب‪ ،‬دم‬ ‫ل ر‪ ،‬أدب اﻷ فال‪ ،‬ت ‪ :‬د‪ .‬مل ة أب‬ ‫‪23‬ـ ـ س‬
‫)د (‪.2010،‬‬

‫ر شاه ‪ ،‬دار الف ‪ ،‬ال ائ‬ ‫ال‬ ‫ع ‪،‬ت ‪:‬ع‬ ‫ن ي‪ ،‬م ﻼد ال‬ ‫ب‬ ‫‪24‬ـ ـ ـ مال‬
‫) ‪1986.،(3‬‬

‫فه ﻰ ‪،‬دار الع‬ ‫فﻰ إب ا‬ ‫‪ 25‬ـ ـ مارت ر ‪،‬ساع ا اﻷخ ة )ان ار م َع ِال ْ (‪،‬ت ‪ :‬د‪ .‬م‬
‫‪.2006،(1 )،‬‬ ‫لل‬

‫رات ال س ‪ ،‬ا ال ا‬ ‫الل ال ة‪ ،‬ت ‪ :‬علي ال ارس‪ ،‬م‬ ‫‪26‬ـ ب ان شاه ‪ ،‬ال امح م‬
‫)د (‪ )،‬د ت(‪.‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬س رة‪ :‬دم‬ ‫ار ‪ ،‬دار اﻷمل ال ي ة لل‬ ‫‪27‬ـ ـ ماج الغ او ‪ ،‬اله ة والفعل ال‬
‫) ‪2019. ،(1‬‬
‫ة العامة‬ ‫للق ماء‪ ،‬اله ة ال‬ ‫ائح ع ال‬ ‫واﻷم ال وال‬ ‫ال‪ ،‬ال‬ ‫‪ 28‬ـ ـ م م‬
‫‪1998. ،(2 ) ،‬‬ ‫لل اب‪ ،‬م‬
‫‪ ،‬م س ة اله او لل عل وال قافة‬ ‫‪ ،‬ت ‪ :‬سل ح‬ ‫ال‬ ‫بس ‪،‬ف‬ ‫ه‬ ‫‪ 29‬ـ ج‬
‫‪) ،‬د (‪.2012 ،‬‬ ‫م‬
‫‪) ،‬د (‪) ،‬د‬ ‫‪ ،‬م عة ال عارف‪ ،‬م‬ ‫‪ ،‬اﻷدب وال ي ع ق ماء ال‬ ‫‪ 29‬ـ ـ أن ن ز‬
‫ت‪.‬‬
‫ة ‪ ،‬م س ة ال قافة ال ام ة‬ ‫ال ع ب الق‬ ‫ل‬ ‫ال ي ‪ ،‬الف ائل وال‬ ‫‪30‬ـ ـ د‪.‬جﻼل ش‬
‫‪.2005 ،(2 ) ،‬‬ ‫م‬
‫‪ ،‬ع ان‪ :‬اﻷردن‬ ‫لل‬ ‫ة‪ ،‬دار ال‬ ‫ة الق‬ ‫ال ار‪ ،‬الفل فة ال‬ ‫فﻰ ح‬ ‫‪31‬ـ ـ م‬
‫) ‪2012. ،(1‬‬
‫م ح ا‪ ،‬ب ا ات الفل فة اﻷخﻼ ة‪ ،‬م س ة ع ال ي لل اعة وال‬ ‫‪32‬ـ ـ د‪ .‬ﷴ ع ال ح‬
‫ب وت‪ :‬ل ان‪.1995 ،(1 ) ،‬‬
‫‪ ،‬ع ان‪:‬‬ ‫ة لل‬ ‫ة‪ ،‬دار ال‬ ‫ة الق‬ ‫ال ار‪ ،‬الفل فة ال‬ ‫فﻰ ح‬ ‫‪33‬ـ ـ أ‪ .‬د م‬
‫اﻷردن‪2012. ،(1 ) ،‬‬
‫ال ام‪ ،‬م لة اﻹب امة ‪) ،‬د ب(‪)،‬د (‪ ،‬د ت‪.‬‬ ‫‪ 34‬ـ ـ وال ﻻراه ﻻ ]ب ذا[‪ ،‬ت ‪ :‬ي سف شل‬
‫ن ة ل قافات م ع دة ‪ ،‬دار ال ل عة‬ ‫مارس لي‪ ،‬أخﻼق‬ ‫س ار ب ر ‪ ،‬ساف‬ ‫‪35‬ـ ـ ب‬
‫‪ ،‬ب وت ‪ :‬ل ان ) ‪2007. ،(1‬‬ ‫لل اعة وال‬
‫ر ال قا ة‪ ،‬حل ‪(3 ) ،‬‬ ‫‪ ،‬أد ان العال ‪ ،‬ت ‪ :‬سع رس ‪ ،‬دار ال‬ ‫س‬ ‫‪ 36‬ـ د‪ .‬ه س‬
‫‪2007.‬‬
‫سّ ف جاني‪ ،‬ال ل‬ ‫نف ش س‪ ،‬ت ق ‪ :‬ل ج ن ن ان وآخ ون‪ ،‬ت ‪ :‬م‬ ‫‪37‬ـ ـ م اورات‬
‫‪) ،‬د ( ‪.2000‬‬ ‫اﻷعلﻰ لل قافة ‪ ،‬م‬
‫‪ ،‬ب وت‪:‬‬ ‫لل اعة وال‬ ‫ل‪ ،‬العال ال قي‪ ،‬ت ‪ :‬إمام ع الف اح إمام‪ ،‬دار ال‬ ‫‪38‬ـ ـ‬
‫ل ان‪2007. ،(3 )،‬‬
‫ج دة‪ ،‬اله ة‬ ‫غ‬ ‫‪،‬ت ‪:‬ح‬ ‫ارة في ال‬ ‫ن هام‪ ،‬م ج تار خ العل وال‬ ‫‪39‬ـ ـ ج ز‬
‫‪) ،‬د (‪1995. ،‬‬ ‫ة العامة لل اب‪ ،‬م‬ ‫ال‬
‫سل‬ ‫نف ش س إلى ماوت ى‪-‬ت نج ‪ ،‬ت ‪ :‬ع ال‬ ‫يم‬ ‫ال‬ ‫ل‪ ،‬الف‬ ‫‪ 40‬ـ ـ ه‪.‬ج‬
‫) ‪1971. ،(1‬‬ ‫‪،‬م‬ ‫وال‬ ‫ة العامة لل أل‬ ‫ه ة ال‬
‫‪41‬ـ ـ ف اد ح جي ب ارة‪ ،‬اﻷس رة ال نان ة ‪ ،‬اله ة العامة ال رة لل اب ‪ ،‬س را‪(2 ) ،‬‬
‫‪2014.‬‬
‫‪) ،‬د (‬ ‫وأ الها في ال ار خ ‪ ،‬م س ة اله او ‪ ،‬م‬ ‫‪ 42‬ـ ـ سﻼمة م سﻰ‪ ،‬ح ة الف‬
‫‪.2015‬‬
‫وال ز ع‬ ‫‪ 43‬ـ ـ أفﻼ ن‪ ،‬ال اورات املة ‪ ،‬ال ل ‪ ،‬ت ‪ :‬ش قي داود ت از‪ ،‬اﻷهل ة لل‬
‫ل ان‪) ،‬د (‪1994. ،‬‬
‫ة اﻻس ر ال ق وني‪ ،‬م س ة ه او لل عل وال قافة‬ ‫في‬ ‫‪44‬ـ ـ إس اع ل م ه ‪ ،‬م‬
‫‪) ،‬د (‪.2014 ،‬‬ ‫م‬
‫ة لل اعة ‪.2007 ،(1 ) ،2007،‬‬ ‫ح‪ ،‬دار إل اس الع‬ ‫عا ف‪ ،‬م رسة ال‬ ‫‪ 45‬ـ ـ ن‬
‫اء‪ ،‬م س ة ه او لل عل وال قافة‪ ،‬م‬ ‫ال‬ ‫وم اه‬ ‫‪46‬ـ ـ سﻼمة م سﻰ‪ ،‬أشه ال‬
‫)د (‪.2011،‬‬
‫‪) ،‬د (‪.2019 ،‬‬ ‫فﻰ‪ ،‬م س ة ه او ‪ ،‬م‬ ‫‪ ،‬ت ‪ :‬عادل م‬ ‫س‪ ،‬ال‬ ‫‪47‬ـ ـ ا‬
‫‪) ،‬د (‪ ،‬د‬ ‫فﻰ‪ ،‬م س ة ه او ‪ ،‬م‬ ‫‪ 48‬ـ ـ مار س أورل س‪ ،‬ال أمﻼت‪ ،‬ت ‪ :‬عادل م‬
‫ت‪.‬‬
‫‪ 49‬ـ ـ روج ه غارود ‪ ،‬وع د اﻹسﻼم ‪ ،‬ت ‪ :‬ذوقان ق ق ‪ ،‬دار ال ﱡ قي‪ ،‬ب وت‪ :‬ل ان‪(2 ) ،‬‬
‫‪.1985‬‬
‫‪ 50‬ـ ـ غ س اف ل ن‪ ،‬ح ارة الع ب‪ ،‬ت ‪ :‬عادل زع ‪ ،‬م س ة ه او لل عل وال قافة‬
‫‪) ،‬د (‪.2013 ،‬‬ ‫م‬
‫ﷴ الع ‪ ،‬دار ال اث‬ ‫وت ق ‪ ،‬د‪.‬ع الل‬ ‫‪ ،‬تق‬ ‫راز ‪ ،‬أخﻼق ال‬ ‫‪ 51‬ـ ـ أبي‬
‫القاه ة‪.1977 ،(1 ) ،‬‬
‫ب ــ م اجع اللغة اﻷج ة‪:‬‬
‫‪-Caroline warman, Tolerance the beacon of the enlightemment, open book‬‬
‫‪publisher, England, 2016.‬‬

‫‪:‬‬ ‫‪3‬ـــ ال عاج والق ام‬


‫وال س عات اللغة الع ة ‪:‬‬ ‫ــــ ال عاج والق ام‬
‫‪) ،‬د‬ ‫ل ات حق ق اﻹن ان‪) ،‬د د ن( ‪ ،‬م‬ ‫م‬ ‫‪1‬ـ ـ د‪ .‬إس اع ل الف اح ع ال افي‪ ،‬مع‬
‫(‪.2006 ،‬‬
‫رات ال فاف‪ ،‬دار اﻷمان‬ ‫وورم‪ ،‬الفل فة في ‪ 100‬ل ة‪ ،‬ت ‪ :‬ﷴ ج ي ‪ ،‬م‬ ‫ـ‪2‬ـ ـ ف ر‬
‫ب وت‪ :‬ل ان‪.2015 ،(1 ) ،‬‬
‫اء‪ ،‬ب وت‪:‬‬ ‫ال س ‪ ،‬دل ل الفل في ال امل‪،‬ج‪ ،3‬دار ال َ ﱠ ة ال‬ ‫‪ 3‬ـ ـ رح أب ر‬
‫ل ان‪.2015 ،(1 ) ،‬‬

‫لح الفل في‪ ،‬ت ‪ :‬د‪ .‬صفاء ع ال ﻼم جعف ‪ ،‬دار ال قافة العل ة‪ ،‬م‬ ‫‪ 4‬ـ ـ ق اءة لل‬
‫) ‪.1998 ،(1‬‬
‫ر‪ ،‬ل ان الع ب‪ ،‬ج‪ ،2‬دار ال عارف‪ ،‬القاه ة‪) ،(2 ) ،‬د ت(‪.‬‬ ‫‪5‬ـ ـ اب م‬
‫‪ ،‬ت ن ‪)،‬د‬ ‫ب لل‬ ‫ة ‪ ،‬دار ال‬ ‫ل ات وال اه الفل‬ ‫ال‬ ‫‪ 6‬ـ ـ جﻼل ال ي سع ‪ ،‬مع‬
‫(‪2004. ،‬‬
‫‪)،‬د (‬ ‫الفل في ‪ ،‬اله ة العامة ل ون ال ا ع اﻷم ة‪ ،‬م‬ ‫ر‪ ،‬ال ع‬ ‫م‬ ‫‪7‬ـ ـ إب ا‬
‫‪1983.‬‬
‫الفل في ‪ ،‬ج‪ ،1‬دار اء ال ي ة‪ ،‬القاه ة ‪ )،‬د (‪.2007 ،‬‬ ‫‪8‬ـ ـ م اد و ة‪ ،‬ال ع‬
‫الفل في ‪ ،‬ج‪ ،1‬دار ال اب الل اني‪ ،‬ب وت ‪ :‬ل ان‪) ،‬د (‪،‬‬ ‫‪ 9‬ـ ـ ج ل صل ا‪ ،‬ال ع‬
‫‪.1982‬‬
‫اد ‪ ،‬دار ال ز اﻷدب ة‪ ،‬ل ان‪) ،‬د ( ‪.1997 ،‬‬ ‫ال ولة واﻻق‬ ‫‪ 10‬ـ ـ هاد العل ‪ ،‬ال ع‬
‫اس‪ ،‬دار دم‬ ‫س نج‪ ،‬ال م ز في الف ـــ اﻷد ان ــ ال اة ‪ ،‬ت ‪ :‬ع الهاد‬ ‫‪ 11‬ـ ـ ف ل‬
‫‪ ،‬س رة‪1992. ،(1 ) ،‬‬
‫ي لل احة‬ ‫ة ‪ ،‬ت ‪ :‬ن ل حفار‪ ،‬ه ة أب‬ ‫لة ‪ 111‬ن‬ ‫زل‪ 111 ،‬ف‬ ‫‪ 12‬ـ ـ مارت‬
‫وال قافة‪ ،‬اﻹمارات ‪2015. ،(1 ) ،‬‬
‫وال زع‪ ،‬اﻷردن‪ :‬ع ان‪(1 ) ،‬‬ ‫الفل في‪ ،‬دار أسامة لل‬ ‫ة‪ ،‬ال ع‬ ‫فﻰ ح‬ ‫‪ 13‬ـ ـ م‬
‫‪.2001‬‬
‫‪.1997،(1 ) ،‬‬ ‫ر‪ ،‬ل ان الع ب‪ ،‬ال ل ‪ ،2‬دار صادر لل اعة وال‬ ‫‪14‬ـ ـ اب م‬
‫‪14- N S Doniach , The Oxford English Arabic Dictionary , p : 1276.‬‬

‫‪4‬ـ ـ ـ مقاﻻت اللغة اﻹن ل ة‪:‬‬


‫‪1-Claire crignon,Locke médcin Manscrits sur L’art médical, classique Garnier,‬‬
‫‪N°11, 2016.‬‬
‫‪2-Charles G,G ross, A Hole in the Head, The Neuroscientist,5 (4), 1999‬‬
‫‪3-Margot phaneuf, L’éthique : Quelleques définition, in FPHD,october , 2012..‬‬
‫ات واﻷ وحات‪:‬‬ ‫‪5‬ــــ ال‬
‫ارف ‪ ،‬أ وحة د راه‪ ،‬جامعة‬ ‫ﷴ ع ال ح ان جاب ﷲ‪ ،‬فل فة اﻷخﻼق دي‬ ‫‪1‬ـ ـ ـ ه‬
‫الفل فة‪.2013-2012 ،‬‬ ‫الف م القاه ة‪ ،‬ل ة اﻵداب ق‬
‫فل فات‬ ‫ة في م ارسة ال وش دراسة مقارنة ب‬ ‫ة وال‬ ‫ب ت عة‪ ،‬اﻷ عاد الفل‬ ‫‪2‬ـ ـ إب ا‬
‫‪ ،‬جامعة ال ائ ‪ ،‬ل ة العل م اﻻن ان ة‬ ‫ة ال قل ة‪ ،‬م ة ماج‬ ‫الف ن الق ال ة ال‬
‫ة واﻷر ف ن ا ‪.2007-2006‬‬ ‫وعل م ال‬ ‫عل ال ف‬ ‫واﻻج ا ة‪ ،‬ق‬
‫ص القان ن ة‪:‬‬ ‫‪ 6‬ـ ـ ال‬
‫‪.1948‬‬ ‫ـ ـ اﻹعﻼن العال ي ل ق ق اﻹن ان‪ ،‬ال ادر في تارخ ‪ 10‬د‬
‫ون ة‪:‬‬ ‫‪ 7‬ـ ـ ـال اقع اﻹل‬
‫ق ل وض ب وح ق‪ ،‬علﻰ ال ت ب‪https://youtu-be/- :‬‬ ‫ل‬ ‫ض ال‬ ‫‪1‬ـ ـ ج ائ اله‬
‫‪.29cxjht‬‬
‫رونا ‪،‬علﻰ‬ ‫ف وس‬ ‫ل‬ ‫ض ال‬ ‫‪2‬ــ أخ ار اذ ة وت‬
‫ال ت ب‪https://youtube/92ZOTBYBTEK:‬‬
‫‪،‬ال ت قا ‪ Biotéque‬ف أخﻼقي ج ي ‪https://couua.com :‬‬ ‫‪3‬ـ ـ ﷴ‬
‫الفه س‬
‫ات‬ ‫فه س ال‬

‫ال ف ة‬ ‫ال‬

‫إه اء‬
‫و تق ي‬ ‫ش‬
‫أ ــ و‬ ‫مق مة‬
‫الف ل اﻷول‪ :‬ج ال ج ا فعل ال امح‬
‫اﻷول‪ :‬دﻻﻻت ومعاني ال امح‬ ‫ال‬
‫‪01‬‬ ‫اﻷول‪ :‬ال عاني اللغ ة لل امح‬ ‫ال ل‬
‫‪03‬‬ ‫ة لل امح‬ ‫ال اني‪ :‬ال عاني اﻻص ﻼح ة والفل‬ ‫ال ل‬
‫ة‬ ‫ة الق‬ ‫ارات ال‬ ‫ال اني‪ :‬ال امح في ال‬ ‫ال‬
‫‪06‬‬ ‫ة‬ ‫ارة ال‬ ‫اﻷول‪ :‬ال امح في ال‬ ‫ال ل‬
‫‪11‬‬ ‫ارة اله ة‬ ‫ال اني‪ :‬ال امح في ال‬ ‫ال ل‬
‫‪17‬‬ ‫ة‬ ‫ارة ال‬ ‫ال ال ‪ :‬ال امح في ال‬ ‫ال ل‬
‫ارة اﻹسﻼم ة‬ ‫ة وال‬ ‫ارات الغ ة الق‬ ‫ال ال ‪ :‬ال امح في ال‬ ‫ال‬
‫‪22‬‬ ‫ارة ال نان ة‬ ‫اﻷول‪ :‬ال امح في ال‬ ‫ال ل‬
‫‪26‬‬ ‫ارة ال ومان ة‬ ‫ال اني‪ :‬ال امح في ال‬ ‫ال ل‬
‫‪32‬‬ ‫ارة اﻹسﻼم ة‬ ‫ال ال ‪ :‬ال امح في ال‬ ‫ال ل‬
‫الف ل ال اني‪ :‬أخﻼ ات فعل ال امح ع ج ن ل ك وعﻼق ها ق ا ا ال اه‬
‫ة ال ع فة‬ ‫اﻷول‪ :‬أخﻼ ات ال امح في ال ال ال ي ي وال اسي وعﻼق ها ب‬ ‫ال‬
‫‪36‬‬ ‫اﻷول‪ :‬الع امل ال اه ة في دع ة ج ن ل ك لل امح ال ي ي‬ ‫ال ل‬
‫‪45‬‬ ‫ال اني‪ :‬أخﻼ ات ال امح في ال ال ال ي ي‬ ‫ال ل‬
‫‪67‬‬ ‫ال ال ‪ :‬أخﻼ ات ال امح في ال ال ال اسي‬ ‫ال ل‬
‫ال اني‪ :‬أخﻼ ات ال امح في ال ال ال ي وعﻼق ها ق ا ا ال اه‬ ‫ال‬
‫‪76‬‬ ‫اﻷول‪ :‬أس اب دع ة ج ن ل ك لل امح ال ي ي في ال ال ال ي‬ ‫ال ل‬
‫‪83‬‬ ‫ر العل ي‬ ‫وحة في ل ال‬ ‫ﻼت ال‬ ‫ال اني‪ :‬أخﻼ ات ال امح وال‬ ‫ال ل‬
‫ل جي‬ ‫وال‬
‫ال ال ‪ :‬أخﻼ ات ال امح في ال ال ال‬ ‫ال‬
‫‪98‬‬ ‫ة‬ ‫ة ال‬ ‫اﻷول‪ :‬ال‬ ‫ال ل‬
‫‪90‬‬ ‫ة اﻷخﻼ ة‬ ‫ال اني‪ :‬ال‬ ‫ال ل‬
‫‪93‬‬ ‫ال ات ة‬
‫‪95‬ـ ـ‪101‬‬ ‫ادر وال اجع‬ ‫قائ ة ال‬
‫‪102‬ـ ـ‪103‬‬ ‫الفه س‬

You might also like