You are on page 1of 16

‫ص ‪231-221‬‬ ‫املجلد‪ 12 :‬العدد‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫البحث الوثائقي والترجمة‪ :‬مفاهيم واستراتيجيات‬


‫‪Documentary Research and Sources of Knowledge‬‬
‫ياسمينة بن برينيس ‪Yasmina BENBRINIS‬‬

‫مخبرتعليمية الترجمة وتعدد األلسن‬


‫معهد الترجمة‪ ،‬جامعة وهران ‪ ،2‬أحمد بن بلة‪ ،‬الجزائر‬
‫‪btranslationoffice@yahoo.com‬‬
‫‪DOI: 10.46314/1704-021-001-006‬‬
‫تاريخ النشر‪1012/00/30 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪1012/00/12 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪1012/00/11 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫يعد البحث التوثيقي أداة بحث إلزامية ال غنى عنها في العملية الترجمية‪ ،‬يرتكز املترجم عليها‬
‫ليسد كل الثغرات اإلدراكية واملفهومية التي تواجهه في ترجمته‪ ،‬وتشكل عقبة بينه وبين بلوغ درجة الفهم‬
‫واالستيعاب التي تعد من أهم مقومات الفعل الترجمي وشرطا من شروط نجاحه وجودته‪ .‬إنه من أهم‬
‫املجاالت التي ذاع صيتها مؤخرا في مجال الترجمة ال سيما الترجمة املتصصصة والتقنية‪ .‬وإننا من خلال‬
‫هذه الدراسة سنحاول تناول أهم القضايا التي تحيط بهذه املرحلة الحاسمة من مسار الترجمة‪ .‬فما هو‬
‫البحث التوثيقي؟ ما هي منهجية البحث التوثيقي واملصطلحي الناجح؟ وكيف يسهم هذا البحث في جودة‬
‫الترجمة من رداءتها؟ وهل هو حكر على أنواع معينة من النصوص دون غيرها؟ إنها إشكاليات من صميم‬
‫الدراسة تهدف اإلجابة عنها للتعريف بهذه األداة املنهجية الفعالة في مسار العملية الترجمية وجودتها‪.‬‬
‫الكلمات املفاتيح‪ :‬منهجية البحث التوثيقي؛ البحث املصطلحي؛ جودة الترجمة؛ اكتساب املعارف؛ مصادر‬
‫املعرفة‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Documentary research is a primordial and essential research tool in the‬‬
‫‪translation process on which the translator relies to fill all the cognitive and‬‬
‫‪conceptual gaps that he is confronted with in his translation, and constitutes an‬‬
‫‪obstacle between him and the achievement of the degree of understanding and‬‬
‫‪assimilation, which is considered as one of the most important elements of the act‬‬
‫‪of translation and also constitutes one of the conditions for its success and quality.‬‬
‫‪It is one of the most important fields, which has recently become famous in the‬‬
‫‪field of translation, especially the specialized and the technical translation. We will‬‬
‫‪attempt through this study, to deal with the most important questions surrounding‬‬
‫?‪this crucial stage of the translation process. So what is then documentary research‬‬

‫‪111‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫?‪What is the methodology for a successful documentary and terminological research‬‬


‫‪How does this research contribute in the improvement of quality in translation? Is‬‬
‫?‪it limited to certain types of texts and not to others‬‬
‫‪These are the issues of the study, and the answer will aim to introduce this‬‬
‫‪effective methodological tool in the course of the translation process and its quality.‬‬
‫‪Keywords: Documentary research methodology; Terminological research; Quality‬‬
‫‪of translation; Knowledge acquisition; Knowledge resources.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫من الضروري أن يعتمد املترجم على البحث الوثائقي ألنه يمكنه من مجال التصصص‬
‫الذي يشتغل فيه‪ .‬فلا يكفي أن يكون ملما باللغات التي يتعامل معها فحسب‪ ،‬بل أن يكون متمكنا‬
‫من املوضوع الذي يقوم بنقله إلى اللغة الهدف‪ ،‬قادرا على القيام ببحوثه املوثقة التي تساعده على‬
‫اكتساب املعارف ومن ثم فهم النص املصدر فهما سليما‪.‬‬
‫ومما ال شك فيه أن عملية التوثيق تعد من أهم املراحل التي ينبغي أن يقف عندها‬
‫املترجم بتأن‪ .‬فكلما كان مجموع املعلومات التي يملكها عن املوضوع ضئيلا‪ ،‬وجب أن يكون البحث‬
‫واسعا ومعمقا‪ ،‬أي قادرا على تأمين الفهم الحقيقي‪ .‬أما البحث السطحي فمن شأنه أن يحمل معه‬
‫خطر الوقوع في االلتباس والتأويلات الخاطئة‪ .‬ومن حق املترجم أن يعمد إلى استصدام كل ما هو‬
‫ضروري من مصادر ومراجع (بما في ذلك األدوات التكنولوجية املساعدة) إلنجاز ترجمة جيدة‪.‬‬
‫وغني عن القول‪ ،‬إن املكتبات تضطلع بدور مهم وفعال في خدمة البحوث بكل أشكالها‪.‬‬
‫فهي ركن أساس ي من األركان التي تمد الباحثين من طلبة وأساتذة ومترجمين بما يحتاجون إليه من‬
‫معلومات أساسية عامة ومتصصصة‪ .‬ومن املعروف أن نجاحها يتحدد في تنوع أوعية املعرفة‬
‫وشمولها لفروع اإلنسانية ولسعيها املستمر ملواكبة التطورات التقنية‪ .‬فمن الطبيعي أن يقاس‬
‫نجاحها بمدى قوة الوثائق التي تتوافر لديها‪ .‬فكلما كانت مجموعات املصادر املكتبية شاملة لفروع‬
‫املعرفة ومتنوعة املستويات‪ ،‬كانت في وضع يمكنها من تلبية احتياجات الباحثين والقراء‪.‬‬
‫‪ -2‬البحث الوثائقي‪:‬‬
‫البحث الوثائقي مصطلح ذاع صيته في السنوات األخيرة‪ ،‬السيما بعد أن تقرر تدريسه‬
‫للطلبة في العديد من معاهد الترجمة‪ .‬فهو عملية تفرض نفسها‪ ،‬في كثير من الحاالت‪ ،‬ملا تجنيه من‬
‫نتائج قيمة‪ ،‬وسيلة أساسية تمكن املترجم من تجاوز العديد من العقبات‪ .‬فما املقصود بهذا‬
‫البحث؟ وما هي األهداف التي يسعى إلى تحقيقها؟‬

‫‪118‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫إن كلمة ''الوثائقي'' مشتقة من الفعل وثق يثق‪ ،‬ثقة‪ ،‬أي ائتمنه‪ ،‬والش يء الوثيق هو‬
‫الش يء املحكم أو املدون (ابن منظور)‪ .‬والوثيقة هي كل ش يء مسجل خلفه البشر‪ ،‬وعاء‪ ،‬مهما كان‬
‫نوعه (خشب‪ ،‬ورق‪ ،‬جلد‪ )...‬يتضمن حقائق ومعارف ومعلومات تتعلق بموضوع معين‪...‬وتوثق‬
‫الشعوب معارفها وتاريصها وإنجازاتها في وثائق لترجع إليها عند الحاجة‪ .‬فلقد عرف اإلنسان الكتابة‬
‫والتدوين بدافع الحاجة إلى التوثيق والتسجيل التي دعت إليها ظروف التطور منذ قيام الحضارات‬
‫اإلنسانية القديمة‪ .‬والوثيقة )‪ (document‬أوسع من النص املكتوب ألنها تشمل كافة الوثائق‬
‫واملصادر واألدلة والشواهد‪ ،‬املكتوبة وغير املكتوبة‪ ،‬املادية أو غير املادية‪ ،‬التي تتضمن تسجيلا‬
‫لحوادث ووقائع ومعلومات يعتمد عليها في البحث والتجريب للوصول إلى الحقيقة (الصباغ‪،‬‬
‫‪ ،8791‬ص‪.)851‬‬
‫وإذا انتقلنا إلى مصطلح ''البحث الوثائقي''‪ la recherche documentaire‬فإننا نجد‬
‫املعاجم تعرفه على أنه ''البحث عن الوثائق املختلفة التي تدعم دراسة أو أطروحة ما‪ ،‬كل ما يصلح‬
‫شاهدا أو معلومة للباحث'' (‪ .)Robert‬أي أنه عملية جمع معلومات معينة وتصنيفها واستثمارها‬
‫باالعتماد على مجموعة من املصادر الوثائقية‪.‬‬
‫وقد أطلق على املؤسسات التي تعنى بتصزين الوثائق ويمكن اللجوء إليها من أجل التماس‬
‫املعلومات عدة تسميات مثل املكتبات وخزائن الوثائق ودور املحفوظات ومراكز التوثيق‪ .‬ومن‬
‫الواضح أن الهدف األساس ي من إنشاء هذه املؤسسات والهيئات هو وضع ما يطبع من وثائق في‬
‫متناول القراء والدارسين‪ .‬فهي تقوم في عالم اليوم بدور خطير ال سبيل إلى إنكاره‪ :‬هي معاهد‬
‫للبحث العلمي ومراكز للثقافة الفردية ووسائل يستطيع كل إنسان أن يكون نفسه فيها باالعتماد‬
‫على البحث الشخص ي‪.‬‬
‫إن الحاجة إلى املعرفة تزداد اليوم عن طريق البحوث الوثائقية أكثر من أي وقت مض ى‪.‬‬
‫فاملؤسسات العاملية في سياق محموم الكتساب أكبر قدر ممكن من املعرفة الدقيقة املستمدة من‬
‫العلوم والتي تقود إلى التقدم والرفاهية وتضمن التفوق على األزمات واملخاطر‪ .‬وليس غريبا أن يكثر‬
‫حاليا الحديث‪ ،‬في األوساط التي تستثمر االنترنت واملكتبات اإللكترونية‪ ،‬حول ''رقمنة األرشيف‬
‫الوثائقي'' و''األدوات اإللكترونية للبحث الوثائقي'' و''بنوك املعطيات الوثائقية'' و"الرصيد‬
‫الوثائقي" وغيرها من املصطلحات املفاتيح التي تتحكم في "اقتصاد املعرفة"‪ .‬فلقد تأكد بما ال يدع‬
‫مجاال للشك أن التحكم في تقنيات البحث هو مفتاح النجاح والتقدم‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫انطلاقا من هذه التعاريف‪ ،‬يمكن استنتاج الحقائق التالية‪:‬‬


‫‪ -‬إن البحث الوثائقي عمل منظم يقوم به شخص معين (املترجم مثلا) من أجل جمع‬
‫معلومات من وثائق مصتلفة‪ ،‬مطبوعة أو إلكترونية أو سمعية بشرية‪ ،‬تساعده على فهم‬
‫موضوع معين من موضوعات املعرفة‪.‬‬
‫‪ -‬إن البحث الوثائقي يعتمد على الجمع املتأني والدقيق للوثائق بهدف فهم موضوع أو‬
‫مشكلة في ما يتوفر من معلومات موثقة‪.‬‬
‫‪ -‬إن البحث الوثائقي هو نوع من أنواع البحوث يتم فيه اكتشاف معرفة جديدة تعمق‬
‫الفهم ملوضوع معين‪ ،‬أي أنه يؤدي دورا مهما في توسيع آفاق معرفة املترجم‪ :‬يمكن من‬
‫اكتشاف معلومات جديدة ترفد املعارف املكتسبة السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬إن هذا النوع من البحوث يسهل مهمة القارئ‪/‬املترجم ويوفر له ما يحتاج إليه من‬
‫معلومات لسد ثغرات مصزونه املعرفي‪ .‬فهو يصب في الترجمة ويرفدها بما تحتاج إليه من‬
‫مصطلحات ومفاهيم‪.‬‬
‫وفي الحقيقة‪ ،‬إن املترجم‪ ،‬مهما بلغت درجة ثقافته ال يمكن أن يكون متصصصا في كل‬
‫املعارف املوضوعاتية‪ .‬فهو مطالب بالبحث عن املعلومات التي تنقصه حتى يتمكن من توسيع‬
‫قاعدة معرفته عن املوضوع املطروق‪ ،‬ومن تم إنجاز ترجمة سليمة‪ .‬وقد ال نأتي بجديد إذا قلنا إن‬
‫هذا البحث ال يساعد املترجم على اكتساب املعارف املوضوعاتية فحسب (أي املكملات التي تسد‬
‫ثغرة الفهم) وإنما يحميه أيضا من الوقوع في شراك املعجم املزدوج الذي يكتفي بإقامة تقابلات‬
‫خارج السياق (أي أنه يمكنه من فهم املصطلحات املتداولة في مجال معين) ويسهل عليه اكتساب‬
‫لغات االختصاص)‪. (Valiquette‬‬
‫وليس عيبا أن يقوم القارئ‪/‬املترجم بالبحث عن املعارف واملعلومات التي تنقصه من‬
‫املصادر املختلفة‪ .‬فمثل هذا البحث يمكنه من استيفاء املعلومات الدقيقة وتوثيقها ومن تم من‬
‫فهمها فهما صحيحا‪ .‬فكلما كان املترجم ملما بموضوع النص ولغته وأفكاره‪ ،‬استطاع أن ينجز‬
‫ترجمة سليمة‪ .‬فحري به ''أن يبني لنفسه جسر عبور متين وأن يدعمه وإال كان كالبهلوان الذي‬
‫يقوم‪ ،‬على حد تعبير جان رينيه الدميرال‪ ،‬بقفزة مميتة بين قراءة النص وتحصيل معناه في الذهن‪.‬‬
‫وإذا كان املعنى قريب املتناول‪ ،‬أدركه املترجم بسهولة وأدى القفزة بين مرحلتي القراءة وتحصيل‬
‫املعنى على سلامة‪ .‬أما إذا كان املعنى بعيدا عن متناول املترجم‪ ،‬فقد يهوي في سعيه إلى القفز بين‬

‫‪120‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫القراءة وتحصيل املعنى‪ ،‬ويكون الفشل ذريعا‪ ،‬يلحق الضرر به وباملعنى'' (أبو فضل‪،1005،‬‬
‫ص‪.)11‬‬
‫‪ 1-1‬البحث الوثائقي بلغتين‪:‬‬
‫‪ 2-1-2‬البحث بلغة الهدف‪:‬‬
‫انطلاقا من املبدأ القائل إن املترجم يعمل عادة نحو لغته األم‪ ،‬يحمل البحث الوثائقي‬
‫باللغة الهدف مكسبا مزدوجا‪ :‬يقدم‪-‬أوال‪ -‬معلومة قابلة للفهم بسرعة‪ ،‬ويقدم‪-‬ثانيا‪-‬لغة اصطلاحية‬
‫واستصداماتها بشكل يمكن استغلاله مباشرة في تنفيذ الترجمة (دوريو ‪ ،1009‬ص‪ .)90‬فمثل هذا‬
‫العمل (البحث باللغة الهدف) وسيلة تسهم في‪:‬‬
‫‪ -‬خلق ترجمة مقبولة بكل املقاييس‪ ،‬يزيل الغموض ويقي املترجم شر الوقوع في حبال اللبس‬
‫وااللتباس‪.‬‬
‫‪ -‬التنقيب عن املعارف املوضوعاتية اللازمة من أجل الفهم وتحديد أبعاد النص موضوع‬
‫الترجمة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلملام باملصطلحات في اللغة الهدف‪ ،‬ومن تم بما يسمى "بلغة االختصاص''‪.‬‬
‫‪ 1-1-2‬البحث باللغة املصدر‪:‬‬
‫إن العديد من املختصين يفضلون أن يتم البحث باللغتين املصدر والهدف‪ ،‬وذلك حتى‬
‫يتسنى للمترجم أن يعقد مقارنات بين النصوص املكتوبة باللغتين واستصراج املصطلحات‬
‫الضرورية داخل العبارات أي داخل سياقاتها‪ .‬فالبحث باللغة املصدر "ال يقدم مساعدة مادية‬
‫للمترجم في إعادة التعبير باللغة الهدف‪ ،‬بيد أنه ينبغي عدم إهماله السيما إذا كنا نترجم من اللغة‬
‫األم إلى لغة أجنبية‪ ،‬ذلك أن املعلومة تصبح أكثر قابلية للاستيعاب بشكل فوري حينما تأتي بلغتها‬
‫األصلية‪....‬فمن األسهل التعامل مع الكلمات املفاتيح في اللغة نفسها (دوريو ‪ ،1009‬ص‪.)78‬‬
‫ومهما كان من أمر فإن دراسة املوضوع املعالج في وثائق كتبت باللغة املصدر واللغة‬
‫الهدف مفيدة جدا‪ ،‬فمن شأنها أن‪:‬‬
‫‪ -‬تسمح بفهم املوضوع بشكل جيد‪ ،‬إذ غالبا ما تتمم املعلومات املستقاة من الوثائق باللغة‬
‫األجنبية املعطيات املتوافرة في الوثائق باللغة األم أو تضيئها‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫‪ -‬تعود املترجم على اللغة التقنية املستصدمة في املجال‪ ،‬أي أنها تساعد على اكتساب لغات‬
‫االختصاص‪.‬‬
‫‪ -‬تمكن من استصراج املصطلحات الخاصة باملوضوع وذلك من خلال اإلحاطة بالسياقات‬
‫املتقابلة لوضع بطاقات اصطلاحية وتوثيقية كاملة (دوريو ‪ ،1009‬ص‪.)71‬‬
‫وال بأس من اإلشارة إلى أن االعتماد على املعاجم وحده ال يفي بالغرض‪ .‬فالبحث الوثائقي‬
‫''ال يؤتي أكله حين يكتفى فيه بالبحث عن مصطلح عربي (مثلا) مقابل املصطلح األجنبي‪ ،‬ألن أصل‬
‫املشكلة في املفاهيم ونقل املصطلح قبل نقل املفاهيم جري وراء السراب وقلب للمسألة على رأسها‪.‬‬
‫وليس أسوأ في ترجمة الفنون الحديثة من أن يعود املترجم من غير االختصاص‪ ،‬إلى ما يسمى ‪ -‬على‬
‫سبيل االتساع والتبرك‪ -‬باملعاجم الثنائية‪ ،‬وهي‪ ،‬في غالب األحيان‪ ،‬قوائم تضم مصطلحات فن من‬
‫الفنون‪ ،‬وفي مقابل كل مصطلح منها لفظ عربي معادل يقترحه املؤلف‪ ،‬ثم يقوم املترجم بنقل‬
‫النص األصلي إلى العربية بأن يستبدل باملصطلح األجنبي املصطلح العربي املقابل له‪ ،‬حتى لكان‬
‫النص ذو ثقوب‪ ،‬تنقل ألفاظه إلى العربية‪ ،‬ثم يؤتى باملصطلح العربي فيه مللء الثقب الذي خلفه‬
‫غياب املصطلح األعجمي‪ .‬إن هذا النوع من الترجمة‪ ،‬التي تجعل النص ذا ثقوب‪ ،‬تنقل ألفاظه إلى‬
‫العربية‪ ،‬ثم يؤتى باملصطلح العربي فيه مللء الثقب الذي خلفه غياب املصطلح األعجمي‪ .‬إن هذا‬
‫النوع من الترجمة‪ ،‬التي تجعل النص ذا ثقوب ال يأخذ في الحسبان حاجة القارئ العربي‪ ،‬الذي ال‬
‫يكفيه املصطلح عربي اللفظ ليفهمه‪ ،‬فليس في عروبة اللفظ ما يسمح بتجاوز املفاهيم (حمزة‪،‬‬
‫‪ ،1007‬ص‪.)81‬‬
‫من الضروري إذا‪ ،‬أال يحصر املترجم جهده في البحث عن املصطلحات‪ ،‬بل أن يجري بحثا‬
‫أوسع يفتح له أبواب معرفة املوضوع‪ .‬فاالطلاع على الوثائق املختلفة وباللغتين هو الذي يمكن من‬
‫تحديد املفاهيم وإزالة الكثير من الغموض بل يقي من الوقوع في حبال اللبس والغموض‪ .‬ومن حق‬
‫املترجم أن يعود إلى املعاجم املختلفة‪ ،‬في نهاية البحث‪ ،‬بعد أن يثري مصزونه املعرفي ويستوعب‬
‫املوضوع من جوانب عدة‪.‬‬
‫‪ -1‬إستراتيجية البحث الوثائقي‪:‬‬
‫حتى يحقق املترجم هدفه من البحث الوثائقي‪ ،‬البد أن يتبع إستراتيجية دقيقة‪ .‬فما‬
‫يحتاجه‪ ،‬في هذه املرحلة‪ ،‬الطريقة التي يستطيع من خلالها جمع مادته األولى ثم كيفية استصدامه‬
‫لهذه املادة في بنائه املعرفي الذي يسعى إلى إشادته‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫‪ 2-1‬الدقة في اختيارالوثائق التي تساعده على الفهم‪:‬‬


‫إن املترجم مضطر إلى تحديد هدفه بدقة‪ ،‬أي تحديد ما ينقصه من مكملات معرفية‪...‬‬
‫ومن الضروري أن يعطي األولية للمصادر األساسية‪ ،‬األكثر حداثة‪ ،‬وأن يستبعد –قدر اإلمكان‪-‬‬
‫الوثائق الثانوية التي ال تصدم بحثه‪ .‬فهو مطالب بـ‪:‬‬
‫‪ -‬القدرة على تحديد الوثائق الضرورية‪،‬‬
‫‪ -‬معرفة كيفية الوصول إليها بأسهل الطرق وأقصرها عن طريق االستصدام األمثل للفهارس‬
‫الورقية واإللكترونية‪،‬‬
‫‪ -‬الصبر واملثابرة في البحث عن املعلومات وجمعها‪.‬‬
‫‪ 1-1‬تنظيم الوقت‪:‬‬
‫أن يصطط بدقة لبحثه حتى ينجزه في أسرع وقت ممكن‪ ،‬وأن يتجنب التصبط واملتاهة في‬
‫أمور ال تصص موضوع الترجمة ألن الخوض في العموميات مضيعة للوقت يبعده عن الهدف‪.‬‬
‫من الضروري‪ ،‬إذا‪ ،‬أن يدير وقته إدارة ناجحة ألنه مرتبط بفترة إلرجاع العمل املترجم إلى‬
‫أصحابه‪ .‬ومن املمكن أن يوزع وقته على مرحلتين‪:‬‬
‫‪ -‬االطلاع السريع على الفهارس ورؤوس املوضوعات في قوائم الكتب املختلفة‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫معرفة سعة املوضوع وآفاقه وجوانبه املتمثلة‪ .‬ومن املمكن أن يقوم املترجم –خلال هذه‬
‫املرحلة‪ -‬بترتيب وثائقه حسب األولوية‪.‬‬
‫‪ -‬الشروع في عملية القراءة الفاعلة (أي العميقة) التي تساعد على الفهم ملا لها من أهمية‪.‬‬
‫ويمكن أن يعتمد على وثائق أساسية دون اإلفراط في هدر الوقت املخصص للترجمة‪'' .‬إن‬
‫ضغوط الوقت تجبر املترجم على أن يحصر أبحاثه بما هو ضروري منها ولكن كاف للقيام‬
‫بالترجمة التي بين يديه‪ .‬عليه أن يقوم بكل األبحاث الضرورية حتى يتيقن أنه سيفهم النص‬
‫األصلي ويشعر أنه مستعد لترجمته‪ ،‬ولكن عليه أن يوقف أبحاثه متى شعر أنها كافية‪ .‬فهو‬
‫ليس مصوال القيام بنقد تقني للنص الذي بين يديه وال اقتراح تحسينات على املنتج وإنما من‬
‫أجل ترجمته" (دوريو ‪ ،1009‬ص‪.)95‬‬
‫‪ 3-1‬توخي الدقة والتعمق في الفهم‪:‬‬
‫إن مرحلة القراءة تعد من أهم مراحل البحث‪ .‬فهي عملية االطلاع والفهم لكافة األفكار‬
‫التي تتصل باملوضوع‪ ،‬تساعد املترجم على استيعاب أهم الحقائق والتعمق في اكتساب معارفه‬

‫‪123‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫الجديدة‪'' .‬فليس بين القراءة وتحصيل املعنى قفزة ذهنية بل مسيرة ثابتة الخطى على جسر عبور‬
‫يسمى الفهم دفعة واحدة بل بحذر وتأن وعلى املراقبة فالتحليل فالتفسير'' (أبو فاضل‪،1005 ،‬‬
‫ص ‪.)11‬‬
‫ويجدر باملترجم أن يستغل املعلومات املستقاة من الوثائق بطرح أسئلة عميقة حول‬
‫املوضوع‪ ،‬تمكنه من الفهم الجيد‪ .‬وال بأس أن يصلص إلى تسجيل النتائج التي توصل إليها بواسطة‬
‫جدول للكلمات املفاتيح وامللخصات والرسوم البيانية‪ .‬املهم‪:‬‬
‫‪ -‬أن يتوخى الدقة في الفهم وانتقاء كل ما هو جوهري ومرتبط ارتباطا وثيقا بموضوع نص‬
‫الترجمة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون منسجما مع بحثه وأن يكون ذهنه منفتحا على كل جديد ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يجتنب االجتهادات الخاطئة في شرحه للمعلومات التي يحتاج إليها‪.‬‬
‫‪ -‬أن يرتب املعلومات املنتقاة بشكل منطقي ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتمكن في نهاية املطاف باإلملام الكافي باملوضوع‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتحلى بالصبر واملثابرة‪ ''.‬فالبحث يحتاج إلى وقت وجهد ومن املهم أال ينفر املترجم من‬
‫املعلومات التي تبدو له صعبة املنال وإال يفقد حماسه جراء استحالة اإلحاطة باملوضوع الذي‬
‫يدرسه'' (دوريو‪، 1009،‬ص‪.)79‬‬
‫إن البحث الوثائقي ينعكس‪ ،‬بشكل أو آخر‪ ،‬على الترجمة‪ .‬فهو ذو وجهين باطن وظاهر‪''.‬‬
‫أما الباطن‪ ،‬فذلك العمل الدؤوب الذي يقوم به املترجم وال يراه القارئ‪ ،‬ألنه ليست له علامات‬
‫ظاهرة تدل عليه بصريح العبارة‪ ،‬وقد ال يفطن إليه إال القارئ النبيه الذي يقرأ ما بين السطور‪،‬‬
‫وما خلف السطور‪ .‬ليس في النص املترجم عادة عبارات صريحة تشير إلى رجح املترجم بين هذه‬
‫الصياغة أو تلك‪ ،‬وكيف حزم أمره فاختار الصيغة التي قدمها لنا‪ ،‬وما هي املصادر واملراجع التي‬
‫يمكن أن يكون قد عاد إليها الختيار هذه الصيغة دون غيرها‪ ،‬وما هي املعاجم الثنائية أو األحادية‬
‫أو املوسوعات التي عاد إليها‪ .‬وقد ال يكون في النص املترجم عبارة صريحة تحدثنا عن اختيار‬
‫املترجم لهذا املصطلح دون غيره‪ ،‬وعن املصادر واملراجع املتصصصة التي عاد إليها لفهم هذه‬
‫العبارة أو تلك في النص األصلي‪ ،‬وعن القراءات التي قام بها في املجال الذي يترجمه قبل أن يقطع‬
‫برأي‪ ،‬فيصتار فهم جملة في النص األصلي على طريقة معينة‪ ،‬وتقديمها على صورة دون أخرى‪ .‬هذا‬

‫‪124‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫الجانب من جهد املترجم جهد هائل‪ ،‬ولكنه مستور‪ ،‬ال يصرح عن نفسه‪ .‬غير أن القارئ الحصيف‬
‫يستطيع أن يتبين هذا الجهد‪ ،‬ألن في ما يقرأه قرائن عليه‪ .‬والقارئ الحصيف يستطيع أن يميز‬
‫ترجمة عانى فيها صاحبها عنت البحث‪ ،‬من ترجمة أخرى نقل فيها املترجم النص من لغة إلى أخرى‪،‬‬
‫ولم يكلف نفسه عناء البحث والتقص ي‪ ،‬مع أن املترجمين كليهما لم يصرحا بهذا الجهد‪ ،‬ففي تقديم‬
‫املادة واختيار املصطلح ما يشتم منه هذا الجهد املبذول‪ .‬أما أصحاب الترجمة الرخيصة فلا‬
‫يتعبون أنفسهم في بحث وتنقيب مضنيين ليست لهما آثار ظاهرة‪ ،‬وعلامات شاهدة‪ ،‬ألن النص‬
‫املترجم عندهم في ظاهره شبيه بالنص املترجم الذي يشقى فيه مترجمه‪ ،‬كما يشقى مؤلفه‪ .‬وأما‬
‫الذين يتعبون‪ ،‬فيعولون على ذكاء القارئ وفطنته‪ ،‬وهمهم إرضاء ضمائرهم‪ ،‬وإشباع لذة البحث‬
‫عندهم‪ .‬أما الوجه الظاهر للبحث فقد يأخذ شكل هوامش وحواش وتعليقات وشروح يميز املترجم‬
‫بينها وبين النص معتمدا على مكانها من املتن‪ ،‬أو على شكلها الطباعي‪ ،‬أو بالنص الصريح على أنها‬
‫له‪ .‬وعلى هذا الوجه الظاهر يعولون في أكثر األحيان للحكم على جهد املترجم في مجال البحث وإن‬
‫لم يكن‪ ،‬في حقيقة األمر‪ ،‬أهم من الوجه األول‪ ،‬وال أكثر داللة وفائدة''(حمزة‪ ،1007 ،‬ص‪.)97‬‬
‫‪ -3‬منابع اكتساب املعرفة‪:‬‬
‫إن مصادر املعرفة تمد الباحثين واملترجمين والقراء بما يحتاجون إليه من معلومات‬
‫وحقائق أساسية‪ ،‬عامة وخاصة‪ .‬وهي عديدة ومتنوعة‪ ،‬توزع عادة على ثلاثة أقسام‪:‬‬
‫‪ -‬الوثائق املطبوعة واإللكترونية‪:‬‬
‫‪ -‬املعاجم واملوسوعات‬
‫‪ -‬الجرائد واملجلات املتصصصة‬
‫‪ -‬الدراسات والكتب والرسائل الجامعية‬
‫‪ -‬كل وثيقة مطبوعة أو إلكترونية مثل املستصلصات وبراءات االختراع والبيبليوغرافيات‬
‫واألدلـ ــة وأعم ــال امللتقيات والفهارس والتقارير واملخطوطات والرسائل اإلخبارية واملراسلات‬
‫واملذكرات (حشمت‪.)8711،‬‬
‫‪ -‬الوسائل السمعية‪-‬البصرية‪:‬‬
‫‪ -‬األشرطة املمغنطة‬
‫‪ -‬أشرطة الكاسيت‬
‫‪125‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫‪ -‬أشرطة األفلام والفيديو‬


‫‪ -‬املتخصصون والخبراء‪ :‬ويتم االتصال بهم إما‪:‬‬
‫‪ -‬بتحديد موعد معهم‬
‫‪ -‬أو مراسلتهم بريديا‬
‫من الواضح‪ ،‬إذا‪ ،‬أن مصادر املعارف أو أوعيتها عديدة‪ .‬وهي ضرورية ألنها تمد القراء‬
‫والباحثين بما يثري حصيلتهم اللغوية والثقافية وينميها ويجعلها مرنة طيعة في مجالي األخذ‬
‫والعطاء‪ :‬مجال االستيعاب والفهم والنمو املعرفي ومجال التعبير واإلنتاج اإلبداعي والثقافي‪ .‬غير أن‬
‫هؤالء القراء ال يمكنهم أن يستفيدوا منها إال إذا كانوا واعين بأهميتها ومدى فعاليتها وأثرها‪ ،‬ملمين‬
‫بأنواعها وأوصافها وعيوبها وما يصلح منها لغرض معين ونسبة الرجوع إليها وكيفية استغلالها‬
‫بطريقة عقلانية وسريعة‪.‬‬
‫وتعد فهارس املكتبات(قوائم الكتب) من أهم الوسائل املساعدة في الحصول على‬
‫املعلومات‪ .‬فهي تعنى بحصر اإلنتاج املعرفي من كتب ومصطوطات ووسائل سمعية بصرية وغيرها‬
‫من مصادر املعرفة‪ ،‬أي أنها تعين الباحث على التعرف على ما نشر من مؤلفات ورقية أو إلكترونية‬
‫أو سمعية بصرية‪ .‬وفي هذا املجال توفر اإلنترنت تسهيلات عديدة للوصول إلى عدد كبير من‬
‫فهارس املكتبات ودور النشر مثل مكتبة الكونجرس األمريكية واملكتبة البريطانية ومكتبة جامعة‬
‫شيكاغو وغيرها‪.‬‬
‫‪ 2-3‬املعاجم الورقية واإللكترونية‪:‬‬
‫املعجم‪ :‬أداة تعليمية وتربوية يجمع بين دفتيه أكبر عدد ممكن من مفردات اللغة مقرونة‬
‫بالشرح والتفسير‪...‬هو مصدر أساس ي لتسهيل عملية التبليغ في اللسان ذاته إما عن طريق تحديد‬
‫صلة الرموز واأللفاظ الحضارية بالنظام اللساني بتقديم تعريف جامع ودقيق لها‪ ،‬وإما عن طريق‬
‫الترجمة في لسان آخر أو عدد من األلسن‪ .‬فهو يعمل على سد الفراغ لدى أفراد الجماعة اللغوية‬
‫في املجال املعرفي مهما كانت هذه املعرفة‪ ،‬لسانية أو علمية‪...‬‬
‫هذا الكلام يعني أن املعجم قد يكون أحادي اللغة يبحث فيه عن معلومات عن لغة‬
‫معينة بقصد التمكن منها واستعمالها استعماال حسنا ومناسبا للتواصل‪ .‬وقد يكون متعدد اللغات‬
‫يبحث فيه عن معلومات عن لغات أخرى وذلك من أجل التمكن من فهمها والتواصل معها‪.‬‬
‫واملعاجم أنواع عدة‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫‪126‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫‪ -‬املعاجم اللغوية‪ :‬وهي التي تشرح ألفاظ اللغة‪ ،‬وكيفية ورودها في االستعمال‪ ،‬بعد ترتيبها‬
‫وفق نمط معين من الترتيب‪ ،‬لكي يسهل على الباحث العودة إليها ملعرفة ما استغلق من‬
‫معانيها‪.‬‬
‫‪ -‬معاجم الترجمة أو املعاجم املزدوجة أو الثنائية اللغة‪ :‬وهي التي تجمع ألفاظ لغة أجنبية‬
‫لتشرحها واحدا واحدا‪ ،‬وذلك بوضع أمام كل لفظ أجنبي ما يعادله في املعنى من ألفاظ اللغة‬
‫القومية وتعابيرها‪ .‬وهذا النوع هو أقدم أنواع املعاجم‪ ،‬إذ استصدمه الساميون في العراق إبان‬
‫األلف الثالث ق‪.‬م كما أنه أهمها وألزمها ملقتضيات الحضارة‪ .‬ويلحق بهذا النوع من املعاجم‬
‫املتعددة اللغات التي تعطي املعنى الواحد بألفاظ عدة لغات في معنى واحد‪.‬‬
‫‪ -‬املعاجم املوضوعية (معاجم املعاني)‪ :‬وهي التي ترتب األلفاظ اللغوية حسب معانيها أو‬
‫موضوعاتها‪ ،‬ففي مادة ''نبات'' مثلا تضع كل مسميات النبات وما يتعلق به‪ ،‬وفي مادة ''لون''‬
‫نجد فيها كل ما تضمه اللغة من أسماء األلوان بدرجاتها املختلفة‪ .‬ومن املعاجم العربية‬
‫املوضوعية القديمة ''املخصص'' البن سيدة األندلس ي‪ ،‬فهو يرتب األلفاظ التي جمعها ال‬
‫بحسب لفظها بل بحسب معناها‪.‬‬
‫‪ -‬املعاجم االشتقاقية أو التأصيلية (املعجم التاريخي)‪ :‬وهي التي تبحث في أصول ألفاظ اللغة‬
‫فتدلنا إن كانت الكلمة عربية األصل أم فارسية أم يونانية‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬املعاجم التطورية‪ :‬وهي التي تهتم بالبحث عن أصل معنى اللفظ ال اللفظ نفسه‪ ،‬ثم تتبع‬
‫مراحل تطور هذا املعنى عبر العصور‪.‬‬
‫‪ -‬معاجم التخصص‪ :‬وهي التي تجمع ألفاظ علم معين ومصطلحاته أو فن ما‪ ،‬ثم تشرح كل‬
‫لفظ أو مصطلح حسب استعمال أهله‪.‬‬
‫فهناك معاجم للزراعة‪ ،‬وأخرى للطب‪ ،‬وثالثة للموسيقى‪ ،‬ورابعة لعلم النفس وهكذا وال‬
‫يكاد علم من العلوم يصلو في زمننا من معجم يضم مصطلحاته‪.‬‬
‫وهذه املعاجم أنواع‪ :‬منها مما يكتفي بإيراد املصطلح وما يقابله في لغة (أو لغات) أخرى‪...‬‬
‫ومنها ما يتبع ذلك بشرح موجز يوضح ذلك املصطلح‪.‬‬
‫وإلى جانب األشكال السابقة توجد أشكال أخرى مثل ''معاجم الدخيل واملستعار''‪،‬‬
‫و"معاجم األلفاظ املهجورة''و''معاجم املختصرات''و''معاجم األخطاء الشائعة'' وغيرها‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫وتعد املعاجم املختلفة‪-‬مثلما سبقت اإلشارة ‪ -‬نوعا من املواد املرجعية التي يتم الرجوع‬
‫إليها للتعرف على معلومات محددة‪ ،‬سواء كان هذا التعرف على مرادفات الكلمة أو ضدها أو‬
‫جمعها أو مقابلها في اللغات أو طريقة النطق بها واستعمالها في سياق معين‪.‬‬
‫والجدير بالتنبيه أن االنتقال من املعجم الورقي إلى املعجم اإللكتروني قد شكل طفرة‬
‫نوعية في صناعة املعاجم وفي استعمالها وفي استثمارها في مجاالت تطبيقية متعددة‪ .‬وقد أدى هذا‬
‫التحول إلى إحداث تغيرات إيجابية لدى املستعمل في تصور أهمية املعجم املتصصص سواء في‬
‫تعلم لغات العلوم والتقنيات أو تعليمها أو في تيسير سبل التصنيف الدقيق ملصطلحاتها‪ .‬وغني عن‬
‫القول إن هذا املعجم لم يعد مقيدا بحجم معين‪ ،‬وذلك بحكم توافره على ذاكرة ذات سعة تصزين‬
‫كبيرة‪ ،‬تستطيع أن تستوعب كما هائلا من املعلومات‪ .‬ولم يعد مقيدا بترتيب معين‪ ،‬إذ يحتوي على‬
‫برنامج يقوم بتنظيم معطياته وتدبيرها‪ .‬كما أنه لم يعد مقيدا بطريقة واحدة في البحث بما يتمتع‬
‫به من إمكانات متعددة كالبحث بواسطة الكلمة أو املرادف أو املعنى أو املوضوع‪ .‬وعلاوة على ذلك‬
‫كله فإنه يتميز بالسرعة في البحث والدقة في إيراد املعلومة املطلوبة ويسمح بتعديل مواده‬
‫باإلضافة أو الحذف أو غيرهما (شبكة تعريب العلوم الصحية‪ ،1005 ،‬ص‪.)187‬‬
‫وفي الحقيقة إن املجاالت العلمية تزخر بأنواع املعاجم املختلفة‪ ،‬الورقية منها‬
‫واإللكترونية‪ ،‬حتى ليصعب إحصاؤها جميعها‪ .‬وتنوعت بتنوع األهداف التي وضعت من أجلها‬
‫والتي نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬صيانة اللغة الوطنية وتنميتها وتطويرها بما يتناسب مع متطلبات العصر‪.‬‬
‫‪ -‬تقريب املعارف والعلوم من خلال الربط بين عشرات املعاجم العامة والخاصة املتعددة‬
‫اللغات‪.‬‬
‫‪ -‬توفير املصطلح في جميع العلوم والتصصصات‪.‬‬
‫‪ -‬تيسير الترجمة‪.‬‬
‫‪ -‬تيسير تعليم لغة من اللغات باعتبارها لغة أجنبية (شبكة تعريب العلوم الصحية‪،1005 ،‬‬
‫ص‪.)189‬‬
‫ومهما كان من أمر‪ ،‬فإن املعاجم وسيلة فقط تساعد على حل مشاكل جزئية‪ ،‬إذ من‬
‫الضروري‪-‬مثلما سبقت اإلشارة إلى ذلك‪-‬االعتماد على البحث قبل االستعانة بها‪ .‬تقول الباحثة‬
‫الفرنسية ك‪.‬دوريو‪:‬‬

‫‪128‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫''وقد تعلمت‪ ،‬من خلال التجربة‪ ،‬الحذر من املعاجم الثنائية اللغة ومزيدا من الحذر من املعاجم‬
‫املتعددة اللغات‪ ،‬واعتدت التعامل مع املوسوعات والبحث الوثائقي‪ .‬وأني ألعمل على جعل هذه‬
‫الطريقة أكثر دقة على قدر املصاعب التي أواجهها والحاجات التي أشعر بها والوسائل التي أمتلكها''‬
‫(دوريو‪، 1009،‬ص‪.)81-85‬‬
‫فمن الخطأ‪ ،‬إذن‪ ،‬االعتماد الكلي على هذه املعاجم‪'' ،‬فالبحث في املعاجم الثنائية اللغة‪،‬‬
‫وهي املعاجم التي يسرع املترجم إليها في األعم األغلب‪ ،‬ال يشفي غليلا سواء في ذلك معاجم األلفاظ‬
‫العامة ولوائح املصطلحات الثنائية اللغة‪ .‬حتى املعاجم املتصصصة التي تكتفي بحدود املصطلحات‬
‫قد ال تؤدي الغرض املقصود منها‪ .‬بل البد من البحث عنه‪ ''...‬والبحث في املصطلح ال يكون بحثا‬
‫لغويا فحسب‪ ،‬وإن كانت اللغة من مقوماته‪ .‬وإنما هو أيضا بحث في الخلفيات املعرفية واملفاهيم‪...‬‬
‫(حمزة‪ ،1007 ،‬ص‪.)81-89‬‬
‫‪ 1-3‬املوسوعات أو دوائراملعارف‪:‬‬
‫املوسوعات من الوثائق األساسية التي "تحمل فائدة تقديم معلومات مكثفة حول‬
‫موضوع معين‪ ،‬من دون هدر للوقت باستصدام الفهرس الذي يسمح بتحديد موقع املوضوع‬
‫املطلوب"‪ .‬فهي كفيلة بأن تعطي أجوبة عما يعرض على الباحث من قضايا مصتلفة حول الدول‬
‫واألماكن واألزمنة والشخصيات واألزمات والحروب وغير ذلك ألنها ليست جهد فرد واحد وإنما‬
‫حصيلة عمل عدد كبير من الباحثين‪.‬‬
‫واملوسوعات نوعان‪:‬‬
‫‪ -‬العامة التي تعالج مجاالت املعرفة اإلنسانية املختلفة دون تفريق بينها‪:‬‬
‫‪ -‬املتخصصة التي تهتم بمجال واحد مثل الفلسفة أو الطب أو االقتصاد‪.‬‬
‫وما يعاب حاليا على املوسوعات بشكل عام هو عجزها ‪ -‬في بعض األحيان ‪ -‬عن ملاحقة‬
‫تطور املعرفة البشرية في علوم سريعة التطور مثل الطب أو الهندسة‪ ،‬ألن عجلة التقدم في هذه‬
‫االختصاصات ال تتوقف لحظة واحدة من الزمن‪ ،‬وبتعبير آخر‪ :‬إن معلوماتها تتقادم بسرعة‬
‫مذهلة‪ ،‬األمر الذي يعني أن الباحث مطالب باالستعانة بوثائق أخرى من أجل سد النقص وجمع‬
‫املعلومات األساسية‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫ومن املعروف أن املوسوعات املتصصصة ضرورية للمترجم ألنها أشد تفصيلا في معالجة‬
‫موضوعاتها كما أنها تهتم بالبيبليوغرافيات اهتماما كبيرا وتوثق اإلحاالت‪ .‬فهي تمدنا بمعلومات عن‬
‫كل ش يء‪ .‬وقد توجهه إلى مراجع ووثائق أخرى من أجل إثراء املطالعة وفهم كل ما هو غامض‪.‬‬
‫‪ 3-3‬الكتاب الورقي واإللكتروني‪:‬‬
‫يعد من أكثر مصادر املعرفة انتشارا ألسباب كثيرة‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬قدرته على ضم املعرفة بكل أبعادها الزمانية واملكانية‪ .‬بين دفتيه‪.‬‬
‫‪ -‬سهولة حمله وتداوله‪.‬‬
‫والكتاب أشكال مصتلفة‪ ،‬كتاب مطبوع‪ ،‬وهو يقسم إلى‪:‬‬
‫‪ -‬مطبوع غير منشور مثل الرسائل الجامعية والتقارير الصادرة عن مراكز البحوث وأمالي‬
‫األساتذة )‪ (Polycopies‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬مطبوع منشور على الورق أو إلكترونيا‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب مخطوط‪ :‬الذي كتب بصط اليد سواء أكان قديما أو حديثا‪ .‬ومن املعروف أن قيمة‬
‫املخطوط تزداد كلما ازداد عمره‪ .‬وثمة مصطوطات تباع بأثمان عالية في املزادات العاملية‪.‬‬
‫وقد ميز املختصون (إبراهيم صبيح وآخرون‪ )8799 ،‬بين أنواع مصتلفة من الكتب‪ ،‬نذكر‬
‫منها‪ :‬على سبيل املثال‪:‬‬
‫‪ -‬الكتب املدرسية‪ :‬الخاصة باملقررات الدراسة‪ ،‬وهي تشتمل على الحقائق األساسية‬
‫واملعلومات العامة والنظريات املشهورة‪.‬‬
‫‪ -‬الكتب أحادية املوضوع‪ :‬تكرس لدراسة موضوع واحد دراسة وافية وشاملة‪.‬‬
‫‪ -‬األعمال الجماعية‪ :‬كتب يقوم بتأليفها جماعة من الباحثين‪ ،‬مثل أعمال امللتقيات وأعمال‬
‫مصابر البحث وغيرها من األعمال التي يشترك في نشرها باحثان أو أكثر‪.‬‬
‫‪ 4-3‬املجالت الورقية واإللكترونية‪:‬‬
‫تعد شريانا هاما من شرايين املعلومات في املكتبات ومراكز البحث في مصتلف مجاالت‬
‫املعرفة‪ .‬فهي ال تتضمن معارف أساسية فحسب وإنما تؤدي دورا كبيرا في البحث ألنها غير مكلفة‬
‫وتعالج موضوعات متنوعة‪.‬‬
‫وامللاحظ أن املجلات تهتم عادة بالدراسات التقييمية والتحليلية في مجاالت أو‬
‫موضوعات معينة‪ .‬فهي تصدر في فترات محددة ومنظمة وتتميز بتنوعها وغزارة معلوماتها وتجددها‬
‫وتعدد مواضيعها‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫وتتوافر على االنترنت مئات من املجلات والنشرات اإلخبارية في مواضيع متعددة ومتنوعة‪.‬‬
‫وال تصتلف هذه الدوريات عن نظيراتها الورقية من حيث انتظام الصدور وهيئات التحرير‬
‫واملراجعة‪ .‬ويمكن الحصول على قائمة كاملة بعناوين الدوريات املتوفرة على االنترنت من خلال‬
‫املوقع )‪ (News jour‬الذي يضم أرشيفه املئات من العناوين‪.‬‬
‫‪ 5-3‬الوثائق السمعية البصرية‪:‬‬
‫هي فئات من أوعية املعلومات تقوم على تسجيل الصوت أو الصورة املتحركة أو كلاهما‬
‫معا بإحدى الطرق التكنولوجية امللائمة‪ .‬وتظهر في أشكال متنوعة أشهرها الشريط والقرص‬
‫واألسطوانة‪:‬‬
‫‪ -‬املواد السمعية‪-‬البصرية التي يعتمد في استقبالها على حاستي السمع أو البصر أو كلاهما‪.‬‬
‫فاألفلام ‪ -‬مثلا ‪ -‬تأتي أهميتها الحتوائها على ثلاثة عناصر‪ ،‬الصورة والحركة والصوت‪ ،‬األمر‬
‫الذي يساعد على تثبت املعلومات والحقائق في ذهن املشاهد‪.‬‬
‫‪ -‬األوعية املتعددة وهي مزيج من أوعية املعلومات املطبوعة وغير املطبوعة مثل الكتب‬
‫والنشرات واملجلات والصور واألفلام والشرائط الصوتية‪ .‬وتتجلى أهميتها في نقل املعلومات‬
‫وتبادلها في التعليم والثقافة والتدريب‪.‬‬
‫‪ -‬املصغرات الفيلمية ‪ :Microfilms‬توفر بعض الوثائق التي ال يمكن الحصول عليها بشكلها‬
‫األصلي لندرة النسخ املتوفرة فيها أو خوفا من تلفها إذا استصدمت أصولها‪ .‬ومن أكثر املواد‬
‫تصزينا على املصغرات‪ :‬التقارير العلمية‪ ،‬الرسائل الجامعية‪ ،‬الكتب والوثائق النادرة‬
‫(العايدي‪.)8775 ،‬‬
‫وتحقق الوسائل السمعية البصرية‪ ،‬أهداف عدة‪،‬نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬توفير الوقت والجهد واملال‪.‬‬
‫‪ -‬تزويد الباحث بوثائق تتناسب مع ميوله‪ ،‬واختصاصه‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة من تجارب مصتلفة ومتنوعة‪.‬‬
‫‪ -‬تلقي املعلومات بطريقة أكثر فاعلية (الفنيش‪ ،8778،‬ص‪.)8777-890‬‬
‫من الواضح‪ ،‬إذن‪ ،‬أن مصادر اكتساب املعارف متنوعة‪ ،‬غير أنها ال (ولن) تؤتي ثمارها إال‬
‫إذا وجدت من يحسن استغلالها‪ .‬وليس غريبا أن تعمل مدارس الترجمة على تكوين مترجمين ذوي‬
‫تأهيل عال قادرين على تنفيذ ترجمات على املستوى املنهي‪ .‬فهي تدربهم –منذ شهور التكوين األولى‪-‬‬
‫على القراءة والبحث املنهجي املتواصل والفهم والتحليل والتلخيص والتركيب‪ .‬أما التدريبات العملية‬

‫‪131‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫داخل املكتبات وقاعات االنترنت فهي ضرورية لكل الطلبة‪ ،‬بل إجبارية‪ ،‬ألنها تساعد على جمع‬
‫املعلومات وتركيبها واكتساب خبرات معرفية في مجاالت شديدة التنوع‪.‬‬
‫‪ .4‬املصادرواملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة (ب‪.‬ح‪.‬ث)‪ .‬مادة (و ث ق)‪.‬‬
‫‪ -‬أبو فضل جينا (‪ .)1005‬املترجم في عمارتي النص‪ :‬الشكل سمة دخول إلى املعنى‪ ،‬بيروت‪ ،‬منشورات‬
‫جامعة القديس يوسف‪.‬‬
‫‪ -‬بدر أحمد (‪ .)8799‬أصول البحث العلمي ومناهجه‪،‬الكويت‪ ،‬وكالة املطبوعات‪.‬‬
‫‪ -‬حشمت قاسم (‪ .)8711‬مصادر املعلومات وتنمية مقتنيات املكتبات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة غريب‪.‬‬
‫‪ -‬حمزة حسن (‪ .)1007‬الترجمة البحث‪ ،‬مجملة العربية والترجمة‪،‬ع‪.8‬‬
‫‪ -‬الخطيب محمد عجاج (‪ .)8798‬ملحات في البحث‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬دوريو كريستين (‪ .)1009‬أسس تدريس الترجمة التقنية‪ ،‬ترجمة هدى مقنص‪ ،‬بيروت‪ ،‬املنظمة العربية‬
‫للترجمة‪.‬‬
‫‪ -‬شبكة تعريب العلوم الصحية (‪ .)1005‬علم املصطلح لطلبة العلوم الصحية‪ ،‬البرنامج العربي ملنظمة‬
‫الصحة العاملية‪.‬‬
‫‪ -‬الصباغ ليلى (‪ .)8791‬دراسة في منهجية البحث‪ ،‬دمشق‪ ،‬مطبعة خالد بن الوليد‪.‬‬
‫‪ -‬صبيح إبراهيم وآخرون (‪ .)8799‬املكتبة العربية والثقافة املكتبية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الحامد‪.‬‬
‫‪-‬العايدي محمد عوض (‪ .)8775‬املواد السمعية البصرية واملصغرات الفيلمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز الكتاب‬
‫للنشر‬
‫‪ -‬الفنيش أحمد علي (‪ .)8778‬استراتيجيات التدريس‪ ،‬طرابلس‪ ،‬الدار العربية للكتاب‪.‬‬
‫‪ -‬نعمان منصور‪ ،‬النمري غسان (‪ .)8771‬البحث العلمي حرفة وفن‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الكندي للنشر‪.‬‬
‫‪- Dictionnaire Robert, recherche documentaire.‬‬
‫‪- Valiquette, Michèle. Recherche documentaire dans le cadre d’une recherche‬‬
‫‪thématique, revue Meta, XXIV, 3.‬‬

‫‪132‬‬

You might also like