Professional Documents
Culture Documents
ملخص:
يعد البحث التوثيقي أداة بحث إلزامية ال غنى عنها في العملية الترجمية ،يرتكز املترجم عليها
ليسد كل الثغرات اإلدراكية واملفهومية التي تواجهه في ترجمته ،وتشكل عقبة بينه وبين بلوغ درجة الفهم
واالستيعاب التي تعد من أهم مقومات الفعل الترجمي وشرطا من شروط نجاحه وجودته .إنه من أهم
املجاالت التي ذاع صيتها مؤخرا في مجال الترجمة ال سيما الترجمة املتصصصة والتقنية .وإننا من خلال
هذه الدراسة سنحاول تناول أهم القضايا التي تحيط بهذه املرحلة الحاسمة من مسار الترجمة .فما هو
البحث التوثيقي؟ ما هي منهجية البحث التوثيقي واملصطلحي الناجح؟ وكيف يسهم هذا البحث في جودة
الترجمة من رداءتها؟ وهل هو حكر على أنواع معينة من النصوص دون غيرها؟ إنها إشكاليات من صميم
الدراسة تهدف اإلجابة عنها للتعريف بهذه األداة املنهجية الفعالة في مسار العملية الترجمية وجودتها.
الكلمات املفاتيح :منهجية البحث التوثيقي؛ البحث املصطلحي؛ جودة الترجمة؛ اكتساب املعارف؛ مصادر
املعرفة.
Abstract:
Documentary research is a primordial and essential research tool in the
translation process on which the translator relies to fill all the cognitive and
conceptual gaps that he is confronted with in his translation, and constitutes an
obstacle between him and the achievement of the degree of understanding and
assimilation, which is considered as one of the most important elements of the act
of translation and also constitutes one of the conditions for its success and quality.
It is one of the most important fields, which has recently become famous in the
field of translation, especially the specialized and the technical translation. We will
attempt through this study, to deal with the most important questions surrounding
?this crucial stage of the translation process. So what is then documentary research
111
املجلد 12 :العدد 2 :جوان 1012 املترجم
مقدمة:
من الضروري أن يعتمد املترجم على البحث الوثائقي ألنه يمكنه من مجال التصصص
الذي يشتغل فيه .فلا يكفي أن يكون ملما باللغات التي يتعامل معها فحسب ،بل أن يكون متمكنا
من املوضوع الذي يقوم بنقله إلى اللغة الهدف ،قادرا على القيام ببحوثه املوثقة التي تساعده على
اكتساب املعارف ومن ثم فهم النص املصدر فهما سليما.
ومما ال شك فيه أن عملية التوثيق تعد من أهم املراحل التي ينبغي أن يقف عندها
املترجم بتأن .فكلما كان مجموع املعلومات التي يملكها عن املوضوع ضئيلا ،وجب أن يكون البحث
واسعا ومعمقا ،أي قادرا على تأمين الفهم الحقيقي .أما البحث السطحي فمن شأنه أن يحمل معه
خطر الوقوع في االلتباس والتأويلات الخاطئة .ومن حق املترجم أن يعمد إلى استصدام كل ما هو
ضروري من مصادر ومراجع (بما في ذلك األدوات التكنولوجية املساعدة) إلنجاز ترجمة جيدة.
وغني عن القول ،إن املكتبات تضطلع بدور مهم وفعال في خدمة البحوث بكل أشكالها.
فهي ركن أساس ي من األركان التي تمد الباحثين من طلبة وأساتذة ومترجمين بما يحتاجون إليه من
معلومات أساسية عامة ومتصصصة .ومن املعروف أن نجاحها يتحدد في تنوع أوعية املعرفة
وشمولها لفروع اإلنسانية ولسعيها املستمر ملواكبة التطورات التقنية .فمن الطبيعي أن يقاس
نجاحها بمدى قوة الوثائق التي تتوافر لديها .فكلما كانت مجموعات املصادر املكتبية شاملة لفروع
املعرفة ومتنوعة املستويات ،كانت في وضع يمكنها من تلبية احتياجات الباحثين والقراء.
-2البحث الوثائقي:
البحث الوثائقي مصطلح ذاع صيته في السنوات األخيرة ،السيما بعد أن تقرر تدريسه
للطلبة في العديد من معاهد الترجمة .فهو عملية تفرض نفسها ،في كثير من الحاالت ،ملا تجنيه من
نتائج قيمة ،وسيلة أساسية تمكن املترجم من تجاوز العديد من العقبات .فما املقصود بهذا
البحث؟ وما هي األهداف التي يسعى إلى تحقيقها؟
118
املجلد 12 :العدد 2 :جوان 1012 املترجم
إن كلمة ''الوثائقي'' مشتقة من الفعل وثق يثق ،ثقة ،أي ائتمنه ،والش يء الوثيق هو
الش يء املحكم أو املدون (ابن منظور) .والوثيقة هي كل ش يء مسجل خلفه البشر ،وعاء ،مهما كان
نوعه (خشب ،ورق ،جلد )...يتضمن حقائق ومعارف ومعلومات تتعلق بموضوع معين...وتوثق
الشعوب معارفها وتاريصها وإنجازاتها في وثائق لترجع إليها عند الحاجة .فلقد عرف اإلنسان الكتابة
والتدوين بدافع الحاجة إلى التوثيق والتسجيل التي دعت إليها ظروف التطور منذ قيام الحضارات
اإلنسانية القديمة .والوثيقة ) (documentأوسع من النص املكتوب ألنها تشمل كافة الوثائق
واملصادر واألدلة والشواهد ،املكتوبة وغير املكتوبة ،املادية أو غير املادية ،التي تتضمن تسجيلا
لحوادث ووقائع ومعلومات يعتمد عليها في البحث والتجريب للوصول إلى الحقيقة (الصباغ،
،8791ص.)851
وإذا انتقلنا إلى مصطلح ''البحث الوثائقي'' la recherche documentaireفإننا نجد
املعاجم تعرفه على أنه ''البحث عن الوثائق املختلفة التي تدعم دراسة أو أطروحة ما ،كل ما يصلح
شاهدا أو معلومة للباحث'' ( .)Robertأي أنه عملية جمع معلومات معينة وتصنيفها واستثمارها
باالعتماد على مجموعة من املصادر الوثائقية.
وقد أطلق على املؤسسات التي تعنى بتصزين الوثائق ويمكن اللجوء إليها من أجل التماس
املعلومات عدة تسميات مثل املكتبات وخزائن الوثائق ودور املحفوظات ومراكز التوثيق .ومن
الواضح أن الهدف األساس ي من إنشاء هذه املؤسسات والهيئات هو وضع ما يطبع من وثائق في
متناول القراء والدارسين .فهي تقوم في عالم اليوم بدور خطير ال سبيل إلى إنكاره :هي معاهد
للبحث العلمي ومراكز للثقافة الفردية ووسائل يستطيع كل إنسان أن يكون نفسه فيها باالعتماد
على البحث الشخص ي.
إن الحاجة إلى املعرفة تزداد اليوم عن طريق البحوث الوثائقية أكثر من أي وقت مض ى.
فاملؤسسات العاملية في سياق محموم الكتساب أكبر قدر ممكن من املعرفة الدقيقة املستمدة من
العلوم والتي تقود إلى التقدم والرفاهية وتضمن التفوق على األزمات واملخاطر .وليس غريبا أن يكثر
حاليا الحديث ،في األوساط التي تستثمر االنترنت واملكتبات اإللكترونية ،حول ''رقمنة األرشيف
الوثائقي'' و''األدوات اإللكترونية للبحث الوثائقي'' و''بنوك املعطيات الوثائقية'' و"الرصيد
الوثائقي" وغيرها من املصطلحات املفاتيح التي تتحكم في "اقتصاد املعرفة" .فلقد تأكد بما ال يدع
مجاال للشك أن التحكم في تقنيات البحث هو مفتاح النجاح والتقدم.
119
املجلد 12 :العدد 2 :جوان 1012 املترجم
120
املجلد 12 :العدد 2 :جوان 1012 املترجم
القراءة وتحصيل املعنى ،ويكون الفشل ذريعا ،يلحق الضرر به وباملعنى'' (أبو فضل،1005،
ص.)11
1-1البحث الوثائقي بلغتين:
2-1-2البحث بلغة الهدف:
انطلاقا من املبدأ القائل إن املترجم يعمل عادة نحو لغته األم ،يحمل البحث الوثائقي
باللغة الهدف مكسبا مزدوجا :يقدم-أوال -معلومة قابلة للفهم بسرعة ،ويقدم-ثانيا-لغة اصطلاحية
واستصداماتها بشكل يمكن استغلاله مباشرة في تنفيذ الترجمة (دوريو ،1009ص .)90فمثل هذا
العمل (البحث باللغة الهدف) وسيلة تسهم في:
-خلق ترجمة مقبولة بكل املقاييس ،يزيل الغموض ويقي املترجم شر الوقوع في حبال اللبس
وااللتباس.
-التنقيب عن املعارف املوضوعاتية اللازمة من أجل الفهم وتحديد أبعاد النص موضوع
الترجمة.
-اإلملام باملصطلحات في اللغة الهدف ،ومن تم بما يسمى "بلغة االختصاص''.
1-1-2البحث باللغة املصدر:
إن العديد من املختصين يفضلون أن يتم البحث باللغتين املصدر والهدف ،وذلك حتى
يتسنى للمترجم أن يعقد مقارنات بين النصوص املكتوبة باللغتين واستصراج املصطلحات
الضرورية داخل العبارات أي داخل سياقاتها .فالبحث باللغة املصدر "ال يقدم مساعدة مادية
للمترجم في إعادة التعبير باللغة الهدف ،بيد أنه ينبغي عدم إهماله السيما إذا كنا نترجم من اللغة
األم إلى لغة أجنبية ،ذلك أن املعلومة تصبح أكثر قابلية للاستيعاب بشكل فوري حينما تأتي بلغتها
األصلية....فمن األسهل التعامل مع الكلمات املفاتيح في اللغة نفسها (دوريو ،1009ص.)78
ومهما كان من أمر فإن دراسة املوضوع املعالج في وثائق كتبت باللغة املصدر واللغة
الهدف مفيدة جدا ،فمن شأنها أن:
-تسمح بفهم املوضوع بشكل جيد ،إذ غالبا ما تتمم املعلومات املستقاة من الوثائق باللغة
األجنبية املعطيات املتوافرة في الوثائق باللغة األم أو تضيئها.
121
املجلد 12 :العدد 2 :جوان 1012 املترجم
-تعود املترجم على اللغة التقنية املستصدمة في املجال ،أي أنها تساعد على اكتساب لغات
االختصاص.
-تمكن من استصراج املصطلحات الخاصة باملوضوع وذلك من خلال اإلحاطة بالسياقات
املتقابلة لوضع بطاقات اصطلاحية وتوثيقية كاملة (دوريو ،1009ص.)71
وال بأس من اإلشارة إلى أن االعتماد على املعاجم وحده ال يفي بالغرض .فالبحث الوثائقي
''ال يؤتي أكله حين يكتفى فيه بالبحث عن مصطلح عربي (مثلا) مقابل املصطلح األجنبي ،ألن أصل
املشكلة في املفاهيم ونقل املصطلح قبل نقل املفاهيم جري وراء السراب وقلب للمسألة على رأسها.
وليس أسوأ في ترجمة الفنون الحديثة من أن يعود املترجم من غير االختصاص ،إلى ما يسمى -على
سبيل االتساع والتبرك -باملعاجم الثنائية ،وهي ،في غالب األحيان ،قوائم تضم مصطلحات فن من
الفنون ،وفي مقابل كل مصطلح منها لفظ عربي معادل يقترحه املؤلف ،ثم يقوم املترجم بنقل
النص األصلي إلى العربية بأن يستبدل باملصطلح األجنبي املصطلح العربي املقابل له ،حتى لكان
النص ذو ثقوب ،تنقل ألفاظه إلى العربية ،ثم يؤتى باملصطلح العربي فيه مللء الثقب الذي خلفه
غياب املصطلح األعجمي .إن هذا النوع من الترجمة ،التي تجعل النص ذا ثقوب ،تنقل ألفاظه إلى
العربية ،ثم يؤتى باملصطلح العربي فيه مللء الثقب الذي خلفه غياب املصطلح األعجمي .إن هذا
النوع من الترجمة ،التي تجعل النص ذا ثقوب ال يأخذ في الحسبان حاجة القارئ العربي ،الذي ال
يكفيه املصطلح عربي اللفظ ليفهمه ،فليس في عروبة اللفظ ما يسمح بتجاوز املفاهيم (حمزة،
،1007ص.)81
من الضروري إذا ،أال يحصر املترجم جهده في البحث عن املصطلحات ،بل أن يجري بحثا
أوسع يفتح له أبواب معرفة املوضوع .فاالطلاع على الوثائق املختلفة وباللغتين هو الذي يمكن من
تحديد املفاهيم وإزالة الكثير من الغموض بل يقي من الوقوع في حبال اللبس والغموض .ومن حق
املترجم أن يعود إلى املعاجم املختلفة ،في نهاية البحث ،بعد أن يثري مصزونه املعرفي ويستوعب
املوضوع من جوانب عدة.
-1إستراتيجية البحث الوثائقي:
حتى يحقق املترجم هدفه من البحث الوثائقي ،البد أن يتبع إستراتيجية دقيقة .فما
يحتاجه ،في هذه املرحلة ،الطريقة التي يستطيع من خلالها جمع مادته األولى ثم كيفية استصدامه
لهذه املادة في بنائه املعرفي الذي يسعى إلى إشادته.
122
املجلد 12 :العدد 2 :جوان 1012 املترجم
123
املجلد 12 :العدد 2 :جوان 1012 املترجم
الجديدة'' .فليس بين القراءة وتحصيل املعنى قفزة ذهنية بل مسيرة ثابتة الخطى على جسر عبور
يسمى الفهم دفعة واحدة بل بحذر وتأن وعلى املراقبة فالتحليل فالتفسير'' (أبو فاضل،1005 ،
ص .)11
ويجدر باملترجم أن يستغل املعلومات املستقاة من الوثائق بطرح أسئلة عميقة حول
املوضوع ،تمكنه من الفهم الجيد .وال بأس أن يصلص إلى تسجيل النتائج التي توصل إليها بواسطة
جدول للكلمات املفاتيح وامللخصات والرسوم البيانية .املهم:
-أن يتوخى الدقة في الفهم وانتقاء كل ما هو جوهري ومرتبط ارتباطا وثيقا بموضوع نص
الترجمة.
-أن يكون منسجما مع بحثه وأن يكون ذهنه منفتحا على كل جديد .
-أن يجتنب االجتهادات الخاطئة في شرحه للمعلومات التي يحتاج إليها.
-أن يرتب املعلومات املنتقاة بشكل منطقي .
-أن يتمكن في نهاية املطاف باإلملام الكافي باملوضوع.
-أن يتحلى بالصبر واملثابرة ''.فالبحث يحتاج إلى وقت وجهد ومن املهم أال ينفر املترجم من
املعلومات التي تبدو له صعبة املنال وإال يفقد حماسه جراء استحالة اإلحاطة باملوضوع الذي
يدرسه'' (دوريو، 1009،ص.)79
إن البحث الوثائقي ينعكس ،بشكل أو آخر ،على الترجمة .فهو ذو وجهين باطن وظاهر''.
أما الباطن ،فذلك العمل الدؤوب الذي يقوم به املترجم وال يراه القارئ ،ألنه ليست له علامات
ظاهرة تدل عليه بصريح العبارة ،وقد ال يفطن إليه إال القارئ النبيه الذي يقرأ ما بين السطور،
وما خلف السطور .ليس في النص املترجم عادة عبارات صريحة تشير إلى رجح املترجم بين هذه
الصياغة أو تلك ،وكيف حزم أمره فاختار الصيغة التي قدمها لنا ،وما هي املصادر واملراجع التي
يمكن أن يكون قد عاد إليها الختيار هذه الصيغة دون غيرها ،وما هي املعاجم الثنائية أو األحادية
أو املوسوعات التي عاد إليها .وقد ال يكون في النص املترجم عبارة صريحة تحدثنا عن اختيار
املترجم لهذا املصطلح دون غيره ،وعن املصادر واملراجع املتصصصة التي عاد إليها لفهم هذه
العبارة أو تلك في النص األصلي ،وعن القراءات التي قام بها في املجال الذي يترجمه قبل أن يقطع
برأي ،فيصتار فهم جملة في النص األصلي على طريقة معينة ،وتقديمها على صورة دون أخرى .هذا
124
املجلد 12 :العدد 2 :جوان 1012 املترجم
الجانب من جهد املترجم جهد هائل ،ولكنه مستور ،ال يصرح عن نفسه .غير أن القارئ الحصيف
يستطيع أن يتبين هذا الجهد ،ألن في ما يقرأه قرائن عليه .والقارئ الحصيف يستطيع أن يميز
ترجمة عانى فيها صاحبها عنت البحث ،من ترجمة أخرى نقل فيها املترجم النص من لغة إلى أخرى،
ولم يكلف نفسه عناء البحث والتقص ي ،مع أن املترجمين كليهما لم يصرحا بهذا الجهد ،ففي تقديم
املادة واختيار املصطلح ما يشتم منه هذا الجهد املبذول .أما أصحاب الترجمة الرخيصة فلا
يتعبون أنفسهم في بحث وتنقيب مضنيين ليست لهما آثار ظاهرة ،وعلامات شاهدة ،ألن النص
املترجم عندهم في ظاهره شبيه بالنص املترجم الذي يشقى فيه مترجمه ،كما يشقى مؤلفه .وأما
الذين يتعبون ،فيعولون على ذكاء القارئ وفطنته ،وهمهم إرضاء ضمائرهم ،وإشباع لذة البحث
عندهم .أما الوجه الظاهر للبحث فقد يأخذ شكل هوامش وحواش وتعليقات وشروح يميز املترجم
بينها وبين النص معتمدا على مكانها من املتن ،أو على شكلها الطباعي ،أو بالنص الصريح على أنها
له .وعلى هذا الوجه الظاهر يعولون في أكثر األحيان للحكم على جهد املترجم في مجال البحث وإن
لم يكن ،في حقيقة األمر ،أهم من الوجه األول ،وال أكثر داللة وفائدة''(حمزة ،1007 ،ص.)97
-3منابع اكتساب املعرفة:
إن مصادر املعرفة تمد الباحثين واملترجمين والقراء بما يحتاجون إليه من معلومات
وحقائق أساسية ،عامة وخاصة .وهي عديدة ومتنوعة ،توزع عادة على ثلاثة أقسام:
-الوثائق املطبوعة واإللكترونية:
-املعاجم واملوسوعات
-الجرائد واملجلات املتصصصة
-الدراسات والكتب والرسائل الجامعية
-كل وثيقة مطبوعة أو إلكترونية مثل املستصلصات وبراءات االختراع والبيبليوغرافيات
واألدلـ ــة وأعم ــال امللتقيات والفهارس والتقارير واملخطوطات والرسائل اإلخبارية واملراسلات
واملذكرات (حشمت.)8711،
-الوسائل السمعية-البصرية:
-األشرطة املمغنطة
-أشرطة الكاسيت
125
املجلد 12 :العدد 2 :جوان 1012 املترجم
126
املجلد 12 :العدد 2 :جوان 1012 املترجم
-املعاجم اللغوية :وهي التي تشرح ألفاظ اللغة ،وكيفية ورودها في االستعمال ،بعد ترتيبها
وفق نمط معين من الترتيب ،لكي يسهل على الباحث العودة إليها ملعرفة ما استغلق من
معانيها.
-معاجم الترجمة أو املعاجم املزدوجة أو الثنائية اللغة :وهي التي تجمع ألفاظ لغة أجنبية
لتشرحها واحدا واحدا ،وذلك بوضع أمام كل لفظ أجنبي ما يعادله في املعنى من ألفاظ اللغة
القومية وتعابيرها .وهذا النوع هو أقدم أنواع املعاجم ،إذ استصدمه الساميون في العراق إبان
األلف الثالث ق.م كما أنه أهمها وألزمها ملقتضيات الحضارة .ويلحق بهذا النوع من املعاجم
املتعددة اللغات التي تعطي املعنى الواحد بألفاظ عدة لغات في معنى واحد.
-املعاجم املوضوعية (معاجم املعاني) :وهي التي ترتب األلفاظ اللغوية حسب معانيها أو
موضوعاتها ،ففي مادة ''نبات'' مثلا تضع كل مسميات النبات وما يتعلق به ،وفي مادة ''لون''
نجد فيها كل ما تضمه اللغة من أسماء األلوان بدرجاتها املختلفة .ومن املعاجم العربية
املوضوعية القديمة ''املخصص'' البن سيدة األندلس ي ،فهو يرتب األلفاظ التي جمعها ال
بحسب لفظها بل بحسب معناها.
-املعاجم االشتقاقية أو التأصيلية (املعجم التاريخي) :وهي التي تبحث في أصول ألفاظ اللغة
فتدلنا إن كانت الكلمة عربية األصل أم فارسية أم يونانية...الخ.
-املعاجم التطورية :وهي التي تهتم بالبحث عن أصل معنى اللفظ ال اللفظ نفسه ،ثم تتبع
مراحل تطور هذا املعنى عبر العصور.
-معاجم التخصص :وهي التي تجمع ألفاظ علم معين ومصطلحاته أو فن ما ،ثم تشرح كل
لفظ أو مصطلح حسب استعمال أهله.
فهناك معاجم للزراعة ،وأخرى للطب ،وثالثة للموسيقى ،ورابعة لعلم النفس وهكذا وال
يكاد علم من العلوم يصلو في زمننا من معجم يضم مصطلحاته.
وهذه املعاجم أنواع :منها مما يكتفي بإيراد املصطلح وما يقابله في لغة (أو لغات) أخرى...
ومنها ما يتبع ذلك بشرح موجز يوضح ذلك املصطلح.
وإلى جانب األشكال السابقة توجد أشكال أخرى مثل ''معاجم الدخيل واملستعار''،
و"معاجم األلفاظ املهجورة''و''معاجم املختصرات''و''معاجم األخطاء الشائعة'' وغيرها.
127
املجلد 12 :العدد 2 :جوان 1012 املترجم
وتعد املعاجم املختلفة-مثلما سبقت اإلشارة -نوعا من املواد املرجعية التي يتم الرجوع
إليها للتعرف على معلومات محددة ،سواء كان هذا التعرف على مرادفات الكلمة أو ضدها أو
جمعها أو مقابلها في اللغات أو طريقة النطق بها واستعمالها في سياق معين.
والجدير بالتنبيه أن االنتقال من املعجم الورقي إلى املعجم اإللكتروني قد شكل طفرة
نوعية في صناعة املعاجم وفي استعمالها وفي استثمارها في مجاالت تطبيقية متعددة .وقد أدى هذا
التحول إلى إحداث تغيرات إيجابية لدى املستعمل في تصور أهمية املعجم املتصصص سواء في
تعلم لغات العلوم والتقنيات أو تعليمها أو في تيسير سبل التصنيف الدقيق ملصطلحاتها .وغني عن
القول إن هذا املعجم لم يعد مقيدا بحجم معين ،وذلك بحكم توافره على ذاكرة ذات سعة تصزين
كبيرة ،تستطيع أن تستوعب كما هائلا من املعلومات .ولم يعد مقيدا بترتيب معين ،إذ يحتوي على
برنامج يقوم بتنظيم معطياته وتدبيرها .كما أنه لم يعد مقيدا بطريقة واحدة في البحث بما يتمتع
به من إمكانات متعددة كالبحث بواسطة الكلمة أو املرادف أو املعنى أو املوضوع .وعلاوة على ذلك
كله فإنه يتميز بالسرعة في البحث والدقة في إيراد املعلومة املطلوبة ويسمح بتعديل مواده
باإلضافة أو الحذف أو غيرهما (شبكة تعريب العلوم الصحية ،1005 ،ص.)187
وفي الحقيقة إن املجاالت العلمية تزخر بأنواع املعاجم املختلفة ،الورقية منها
واإللكترونية ،حتى ليصعب إحصاؤها جميعها .وتنوعت بتنوع األهداف التي وضعت من أجلها
والتي نذكر منها:
-صيانة اللغة الوطنية وتنميتها وتطويرها بما يتناسب مع متطلبات العصر.
-تقريب املعارف والعلوم من خلال الربط بين عشرات املعاجم العامة والخاصة املتعددة
اللغات.
-توفير املصطلح في جميع العلوم والتصصصات.
-تيسير الترجمة.
-تيسير تعليم لغة من اللغات باعتبارها لغة أجنبية (شبكة تعريب العلوم الصحية،1005 ،
ص.)189
ومهما كان من أمر ،فإن املعاجم وسيلة فقط تساعد على حل مشاكل جزئية ،إذ من
الضروري-مثلما سبقت اإلشارة إلى ذلك-االعتماد على البحث قبل االستعانة بها .تقول الباحثة
الفرنسية ك.دوريو:
128
املجلد 12 :العدد 2 :جوان 1012 املترجم
''وقد تعلمت ،من خلال التجربة ،الحذر من املعاجم الثنائية اللغة ومزيدا من الحذر من املعاجم
املتعددة اللغات ،واعتدت التعامل مع املوسوعات والبحث الوثائقي .وأني ألعمل على جعل هذه
الطريقة أكثر دقة على قدر املصاعب التي أواجهها والحاجات التي أشعر بها والوسائل التي أمتلكها''
(دوريو، 1009،ص.)81-85
فمن الخطأ ،إذن ،االعتماد الكلي على هذه املعاجم'' ،فالبحث في املعاجم الثنائية اللغة،
وهي املعاجم التي يسرع املترجم إليها في األعم األغلب ،ال يشفي غليلا سواء في ذلك معاجم األلفاظ
العامة ولوائح املصطلحات الثنائية اللغة .حتى املعاجم املتصصصة التي تكتفي بحدود املصطلحات
قد ال تؤدي الغرض املقصود منها .بل البد من البحث عنه ''...والبحث في املصطلح ال يكون بحثا
لغويا فحسب ،وإن كانت اللغة من مقوماته .وإنما هو أيضا بحث في الخلفيات املعرفية واملفاهيم...
(حمزة ،1007 ،ص.)81-89
1-3املوسوعات أو دوائراملعارف:
املوسوعات من الوثائق األساسية التي "تحمل فائدة تقديم معلومات مكثفة حول
موضوع معين ،من دون هدر للوقت باستصدام الفهرس الذي يسمح بتحديد موقع املوضوع
املطلوب" .فهي كفيلة بأن تعطي أجوبة عما يعرض على الباحث من قضايا مصتلفة حول الدول
واألماكن واألزمنة والشخصيات واألزمات والحروب وغير ذلك ألنها ليست جهد فرد واحد وإنما
حصيلة عمل عدد كبير من الباحثين.
واملوسوعات نوعان:
-العامة التي تعالج مجاالت املعرفة اإلنسانية املختلفة دون تفريق بينها:
-املتخصصة التي تهتم بمجال واحد مثل الفلسفة أو الطب أو االقتصاد.
وما يعاب حاليا على املوسوعات بشكل عام هو عجزها -في بعض األحيان -عن ملاحقة
تطور املعرفة البشرية في علوم سريعة التطور مثل الطب أو الهندسة ،ألن عجلة التقدم في هذه
االختصاصات ال تتوقف لحظة واحدة من الزمن ،وبتعبير آخر :إن معلوماتها تتقادم بسرعة
مذهلة ،األمر الذي يعني أن الباحث مطالب باالستعانة بوثائق أخرى من أجل سد النقص وجمع
املعلومات األساسية.
129
املجلد 12 :العدد 2 :جوان 1012 املترجم
ومن املعروف أن املوسوعات املتصصصة ضرورية للمترجم ألنها أشد تفصيلا في معالجة
موضوعاتها كما أنها تهتم بالبيبليوغرافيات اهتماما كبيرا وتوثق اإلحاالت .فهي تمدنا بمعلومات عن
كل ش يء .وقد توجهه إلى مراجع ووثائق أخرى من أجل إثراء املطالعة وفهم كل ما هو غامض.
3-3الكتاب الورقي واإللكتروني:
يعد من أكثر مصادر املعرفة انتشارا ألسباب كثيرة ،أهمها:
-قدرته على ضم املعرفة بكل أبعادها الزمانية واملكانية .بين دفتيه.
-سهولة حمله وتداوله.
والكتاب أشكال مصتلفة ،كتاب مطبوع ،وهو يقسم إلى:
-مطبوع غير منشور مثل الرسائل الجامعية والتقارير الصادرة عن مراكز البحوث وأمالي
األساتذة ) (Polycopiesوغيرها.
-مطبوع منشور على الورق أو إلكترونيا.
-كتاب مخطوط :الذي كتب بصط اليد سواء أكان قديما أو حديثا .ومن املعروف أن قيمة
املخطوط تزداد كلما ازداد عمره .وثمة مصطوطات تباع بأثمان عالية في املزادات العاملية.
وقد ميز املختصون (إبراهيم صبيح وآخرون )8799 ،بين أنواع مصتلفة من الكتب ،نذكر
منها :على سبيل املثال:
-الكتب املدرسية :الخاصة باملقررات الدراسة ،وهي تشتمل على الحقائق األساسية
واملعلومات العامة والنظريات املشهورة.
-الكتب أحادية املوضوع :تكرس لدراسة موضوع واحد دراسة وافية وشاملة.
-األعمال الجماعية :كتب يقوم بتأليفها جماعة من الباحثين ،مثل أعمال امللتقيات وأعمال
مصابر البحث وغيرها من األعمال التي يشترك في نشرها باحثان أو أكثر.
4-3املجالت الورقية واإللكترونية:
تعد شريانا هاما من شرايين املعلومات في املكتبات ومراكز البحث في مصتلف مجاالت
املعرفة .فهي ال تتضمن معارف أساسية فحسب وإنما تؤدي دورا كبيرا في البحث ألنها غير مكلفة
وتعالج موضوعات متنوعة.
وامللاحظ أن املجلات تهتم عادة بالدراسات التقييمية والتحليلية في مجاالت أو
موضوعات معينة .فهي تصدر في فترات محددة ومنظمة وتتميز بتنوعها وغزارة معلوماتها وتجددها
وتعدد مواضيعها.
130
املجلد 12 :العدد 2 :جوان 1012 املترجم
وتتوافر على االنترنت مئات من املجلات والنشرات اإلخبارية في مواضيع متعددة ومتنوعة.
وال تصتلف هذه الدوريات عن نظيراتها الورقية من حيث انتظام الصدور وهيئات التحرير
واملراجعة .ويمكن الحصول على قائمة كاملة بعناوين الدوريات املتوفرة على االنترنت من خلال
املوقع ) (News jourالذي يضم أرشيفه املئات من العناوين.
5-3الوثائق السمعية البصرية:
هي فئات من أوعية املعلومات تقوم على تسجيل الصوت أو الصورة املتحركة أو كلاهما
معا بإحدى الطرق التكنولوجية امللائمة .وتظهر في أشكال متنوعة أشهرها الشريط والقرص
واألسطوانة:
-املواد السمعية-البصرية التي يعتمد في استقبالها على حاستي السمع أو البصر أو كلاهما.
فاألفلام -مثلا -تأتي أهميتها الحتوائها على ثلاثة عناصر ،الصورة والحركة والصوت ،األمر
الذي يساعد على تثبت املعلومات والحقائق في ذهن املشاهد.
-األوعية املتعددة وهي مزيج من أوعية املعلومات املطبوعة وغير املطبوعة مثل الكتب
والنشرات واملجلات والصور واألفلام والشرائط الصوتية .وتتجلى أهميتها في نقل املعلومات
وتبادلها في التعليم والثقافة والتدريب.
-املصغرات الفيلمية :Microfilmsتوفر بعض الوثائق التي ال يمكن الحصول عليها بشكلها
األصلي لندرة النسخ املتوفرة فيها أو خوفا من تلفها إذا استصدمت أصولها .ومن أكثر املواد
تصزينا على املصغرات :التقارير العلمية ،الرسائل الجامعية ،الكتب والوثائق النادرة
(العايدي.)8775 ،
وتحقق الوسائل السمعية البصرية ،أهداف عدة،نذكر منها:
-توفير الوقت والجهد واملال.
-تزويد الباحث بوثائق تتناسب مع ميوله ،واختصاصه.
-االستفادة من تجارب مصتلفة ومتنوعة.
-تلقي املعلومات بطريقة أكثر فاعلية (الفنيش ،8778،ص.)8777-890
من الواضح ،إذن ،أن مصادر اكتساب املعارف متنوعة ،غير أنها ال (ولن) تؤتي ثمارها إال
إذا وجدت من يحسن استغلالها .وليس غريبا أن تعمل مدارس الترجمة على تكوين مترجمين ذوي
تأهيل عال قادرين على تنفيذ ترجمات على املستوى املنهي .فهي تدربهم –منذ شهور التكوين األولى-
على القراءة والبحث املنهجي املتواصل والفهم والتحليل والتلخيص والتركيب .أما التدريبات العملية
131
املجلد 12 :العدد 2 :جوان 1012 املترجم
داخل املكتبات وقاعات االنترنت فهي ضرورية لكل الطلبة ،بل إجبارية ،ألنها تساعد على جمع
املعلومات وتركيبها واكتساب خبرات معرفية في مجاالت شديدة التنوع.
.4املصادرواملراجع:
-ابن منظور ،لسان العرب ،مادة (ب.ح.ث) .مادة (و ث ق).
-أبو فضل جينا ( .)1005املترجم في عمارتي النص :الشكل سمة دخول إلى املعنى ،بيروت ،منشورات
جامعة القديس يوسف.
-بدر أحمد ( .)8799أصول البحث العلمي ومناهجه،الكويت ،وكالة املطبوعات.
-حشمت قاسم ( .)8711مصادر املعلومات وتنمية مقتنيات املكتبات ،القاهرة ،مكتبة غريب.
-حمزة حسن ( .)1007الترجمة البحث ،مجملة العربية والترجمة،ع.8
-الخطيب محمد عجاج ( .)8798ملحات في البحث ،بيروت.
-دوريو كريستين ( .)1009أسس تدريس الترجمة التقنية ،ترجمة هدى مقنص ،بيروت ،املنظمة العربية
للترجمة.
-شبكة تعريب العلوم الصحية ( .)1005علم املصطلح لطلبة العلوم الصحية ،البرنامج العربي ملنظمة
الصحة العاملية.
-الصباغ ليلى ( .)8791دراسة في منهجية البحث ،دمشق ،مطبعة خالد بن الوليد.
-صبيح إبراهيم وآخرون ( .)8799املكتبة العربية والثقافة املكتبية ،القاهرة ،دار الحامد.
-العايدي محمد عوض ( .)8775املواد السمعية البصرية واملصغرات الفيلمية ،القاهرة ،مركز الكتاب
للنشر
-الفنيش أحمد علي ( .)8778استراتيجيات التدريس ،طرابلس ،الدار العربية للكتاب.
-نعمان منصور ،النمري غسان ( .)8771البحث العلمي حرفة وفن ،عمان ،دار الكندي للنشر.
- Dictionnaire Robert, recherche documentaire.
- Valiquette, Michèle. Recherche documentaire dans le cadre d’une recherche
thématique, revue Meta, XXIV, 3.
132