Professional Documents
Culture Documents
1
حقوق اإلنسان
١
مصادر فلسفية
فلسفة عرص األنوار
•وهي فلسفة انترشت يف أوروبا يف القرن الثامن عرش حيث شهدت تلك القارة نهضة ثقافية وفكرية كبرية ،خاصة
يف فرنسا وإنكلرتا.
•الفكر الذي طبع فلسفة عرص األنوار يقوم عىل نور العقل.
محل الرعية وأنه يجب عىل امللك أن يقوم باإلصالحات التي ميليها العقل بهدف •حيث يجب أن يحل املواطن ّ
تحقيق حقوق األفراد والشعوب.
•أهم من نادى بأفكار هذه الفلسفة« :مونتسكيو»« ،فولتري»« ،ديدرو» و «روسو» يف فرنسا و «كانط» يف أملانيا،
و «هيوم» يف إنكلرتا.
•ساهمت هذه األفكار تدريج ًيا يف تغيري األنظمة السياسية ودفعها اكرث نحو احرتام إنسانها وحقوقه.
2
حقوق اإلنسان
٢
مصادر دينية-عقائدية
املسيحية وحقوق اإلنسان
•رك ّزت الديانة املسيحية عىل أمرين أساسني هام :كرامة الشخصية اإلنسانية وفكرة تحديد السلطة من جهة ثانية.
•فيام يخص الكرامة اإلنسانية :انطلقت العقيدة املسيحية من نظرة الخلق اإللهي ،فقد خلق اإلنسان عىل صورته
ونفخ فيه من روحه ورفعه إىل مرتبة سامية
•الفصل بني السلطتني الروحية والزمنية :أما العنرص الذي يعترب إنجازًا يف الحد من صالحيات الحاكم املطلقة
فتمثّل يف دعوة السيد املسيح للفصل بني السلطتني الروحية والزمنية.
3
حقوق اإلنسان
٢
مصادر دينية-عقائدية
اإلسالم وحقوق اإلنسان
جسدت العقيدة اإلسالمية حقوق اإلنسان وحريّاته ،حيث ضمت جوانب الحياة السياسية واالقتصادية • ّ
واالجتامعية.
•االرتكاز :ترتكز هذه الحقوق عىل الرشيعة اإلسالمية املرتكزة عىل القرآن الكريم واألحاديث النبوية والس ّنة.
•املصدر :اإلسالم دين ودولة ،والله هو مصدر كل الحقوق وبالتايل كل الحريات.
•السلطة :إن السلطة يف اإلسالم مستمدة من الدين ولكنها ليست سلطة دينية «فال كهنوت يف اإلسالم»
•املساواة :كرس اإلسالم املساواة بني الناس كمبدأ أسايس للحقوق ،فكل الناس ينحدرون من آدم واىل الله مرجعهم.
•املرأة:
•ك ّرم اإلسالم املرأة وح ّرم قتلها أو احتقارها ،ومنحها نفس حقوق الرجل بعد أن كانت مهدورة الحقوق
وميكن دفنها حية عند الوالدة.
•املرأة يف اإلسالم تتمتع باألهلية املدنية الكاملة قبل الزواج وبعده ،مثل الرجل،
حق الترصف بأموالها وممتلكاتها ما دامت قد بلغت سن األهلية •منحت ّ
•أعطيت الحق يف أبرام العقود والترصفات القانونية ،دون أن تخضع ألية وصاية.
•مبدأ تعدد الزوجات مق ّيد ومرشوط بتحقيق املساواة الكاملة والعادلة بينهن وهذا ما يصعب تحقيقه.
•الرق:
•كان الرق شائ ًعا قبل اإلسالم نتيجة الحروب القبلية ،والفقر ،واالستدانة ،واملتاجرة بالرقيق القادمني من بالد
الفرس واألرسى الذين يتحولون إىل عبيد.
وحض عىل تحرير العبيد ،وجعل تحرير العبيد •عمل اإلسالم عىل محاربة هذه الظاهرة تدريج ًيا وحاربها ّ
كفّارة للكثري من الذنوب ،كالقتل الخطأ والخنث باليمني.
حي أراد الله له الحياة.
•ألغى اإلسالم االسرتقاق واكد عىل الحق يف الحياة ،باعتبار اإلنسان كائن ّ
•السالمة:
•حمى اإلسالم حق اإلنسان يف كفالة سالمته ،ونفسه ،وماله وعرضه ومنع تحقريه أو تعذيبه سواء من األفراد
أو الدولة.
•أضفى اإلسالم عىل املنزل حرمة خاصة متنع أي إنسان من االعتداء عليه أو دخوله دون استئذان.
كام أكد اإلسالم عىل حرية التنقل.
•حرية العقيدة والرأي:
•اقر اإلسالم لكل إنسان الحق يف اختيار العقيدة التي يريد دون اكراه من احد وكفل اإلسالم حق امللكية
بطريق رشعي.
•العمل:
•اقر اإلسالم لكل فرد الحق يف مامرسة عمل مناسب يكفل له العيش الكريم ،وتلتزم الدول بإيجاد الفرص
لطالبيه.
•اعترب اإلسالم العمل واجب عىل كل قادر عليه ليساهم يف تقدم املجتمع وتفاديًا اللجوء إىل الطرق غري
الرشعية للعيش
4
٢
مصادر دينية-عقائدية
الليبريالية وحقوق اإلنسان
•قامت الليربالية يف البداية عىل افرتاض أسايس وهو :املبادرة الفردية وحرية االختيار بني السلع وفقًا لقوانني
العرض والطلب.
•ثم نقلت مفهوم الحرية من مجال االقتصاد إىل مجال االجتامع أوالً فالفرد بالنسبة لليبريالية يشكل املحور
األسايس وبالتايل يجب أن يتمتع بالحقوق األساسية التي منحته إياها الطبيعة:
•حقه يف املساواة مع اآلخرين
•حقه بالحرية وعدم استعباده
•حقه يف الحياة وعدم التعذيب
•حقه يف التعبري عن رأيه
•حقه يف حرية املعتقد
•ثم نقلت الليبريالية مفهوم الحرية إىل املجال السيايس من خالل:
•الحقوق السياسية عرب حق املواطن يف تكوين وعزل السلطة السياسية (اي حق االنتخاب)
•وعرب حق املواطن يف تقلد الوظائف العامة بالتساوي مع اآلخرين.
5
حقوق اإلنسان
٣
تعدت هذه الوثيقة حدود إنكلرتا حتى شملت أنحاء أوروبا وما زالت حتى اليوم مصد ًرا للقانون العام الربيطاين.
6
حقوق اإلنسان
٣
7
حقوق اإلنسان
٣
9
حقوق اإلنسان
٤
10
حقوق اإلنسان
٤
12
حقوق اإلنسان
٤
١
االتفاقيات العامة لحقوق اإلنسان (العهدين الدوليني بحقوق اإلنسان)
تشمل اتفاقيتني أساسيتني هام:
-١العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية
-٢العهد الدويل الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتامعية.
•قام اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان باإلعالن املبديئ للحقوق والحريات لكنه مل يتضمن كيف ّية تطبيقه ومل
يتضمن اي التزامات ،لذا قامت األمم املتحدة بتحضري اتفاقية ملزمة بهذا الصدد وأقرت العهدين املذكورين يف
العام ،١٩٦٦األول خاص بالحقوق املدنية والسياسية والثاين خاص بالحقوق االقتصادية واالجتامعية عىل شكل
معاهدتني معروضتني للمصادقة من قبل الدول األعضاء وقد دخلتا حيز التطبيق يف العام ،١٩٧٦فالعهدين هام
اتفاقيتان دوليتان تلزمان الدول املوقعة عليها.
•بلغ عدد الدول املوقعة عليها حتى آخر أيار ١٦٠ :٢٠٠٩دولة للعهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية
و ١٦٠دولة للعهد الدويل الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتامعية.
13
حقوق اإلنسان
١
االتفاقيات العامة لحقوق اإلنسان (العهدين الدوليني بحقوق اإلنسان)
تشمل اتفاقيتني أساسيتني هام:
-١العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية
-٢العهد الدويل الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتامعية.
14
حقوق اإلنسان
١
االتفاقيات العامة لحقوق اإلنسان (العهدين الدوليني بحقوق اإلنسان)
تشمل اتفاقيتني أساسيتني هام:
-١العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية
-٢العهد الدويل الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتامعية.
-٢مضمون العهد الدويل الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتامعية والثقافية:
• يستهل العهد بإرساء املبدأ القائل« :لجميع الشعوب حق تقرير مصريها بنفسها» وأن لجميع الشعوب حق
رصف الحر يف ثرواتها ومواردها الطبيعية.
الت ّ
أيضا أنه ينبغي للدول األطراف يف أن تضمنن لجميع الفراد املوجودين يف إقليمها التمتّع دومنا متييز
•ينص العهد ً
بالحقوق الواردة بالعهد الدويل.
•الحقوق التي يعرتف بها العهد تشمل:
•اعرتاف بالحق يف تكوين النقابات واالنضامم إليها •حق العمل وحرية اختيار العمل
•الحق يف اإلرضاب •التمتع برشوط عمل عادلة ومرضية وتقايض
•الحق يف الضامن االجتامعي مبا يف ذلك التأمينات اجر متساو عن العمل املتساوي
االجتامعية. •توافر ظروف عمل تكفل السالمة والصحة
•الحق بالراحة وأوقات الفراغ.
•حق كل شخص يف مستوى معيش الئق مبا يف ذلك ما يفي •إقرار برضورة منح الحامية واملساعدة لألرسة
بالحجة من غذاء وكساء ومأوى وإسباغ حامية خاصة عىل األمومة والطفولة.
•حق كل انسان يف التمتع بأعىل مستويات من الصحة •الحق األسايس لكل انسان يف التحرر من الجوع
الجسمية والعقلية املمكن بلوغها.
تتعهد الدول األعضاء ب:
•جعل التعليم العايل متاحاً للجميع عىل قدم املساواة •جعل التعليم االبتدايئ إلزام ًيا وإتاحته مجانًا
مع احرتام حرية اآلباء أو أولياء األمور يف اختيار املدارس للجميع.
ألوالدهم ويف تأمني تربيتهم دين ًيا وخلق ًيا
•حق كل فرد يف املشاركة يف الحياة الثقافية
•التعهد باحرتام حرية البحث العلمي والنشاط االبداعي •اإلقرار بحق كل فرد يف التمتع بالنتائج الناجمة
عن بحوثه أو نشاطه االبداعي.
15
١
االتفاقيات العامة لحقوق اإلنسان (العهدين الدوليني بحقوق اإلنسان)
تشمل اتفاقيتني أساسيتني هام:
-١العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية
-٢العهد الدويل الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتامعية.
16
حقوق اإلنسان
٥
-٣الحريات الفكرية:
حرية االعتقاد وحرية أقامة الشعائر الدينية (املادة )٩
حرية التعليم (املادة )١٠
حرية إبداء الرأي (املادة )١٣
حرية االعتقاد وحرية إقامة الشعائر الدينية (املادة :)٩
• املادة ٩جاء فيها« :حرية االعتقاد مطلقة والدولة بتأديتها فروض اإلجالل لله تعاىل تحرتم جميع األديان
واملذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حاميتها عىل أن ال يكون يف ذلك إخالل بالنظام العام ،وهي
أيضا لألهلني عيل اختالف مللهم احرتام نظام األحوال الشخصية واملصالح الدينية».تضمن ً
•أي :أن الدستور والقانون قد كفال حرية العقيدة للبنانيني ،وحرية إقامتهم للشعائر الدينية ،يف حدود القانون
وعدم مخالفة النظام العام يف الدولة.
حرية التعليم (املادة :)١٠
•املادة ١٠جاء فيها :إن التعليم حر ما مل يخل بالنظام العام او ينايف اآلداب ،او يتع ّرض لكرامة احد األديان او
املذاهب ،وال ميكن ان متس حقوق الطوائف من جهة إنشاء مدارسها الخاصة ،عيل ان تسري يف ذلك وفقًا لألنظمة
العامة التي تصدرها الدولة يف شأن املعارف العمومية.
•املقصود بحريّة التعليم حق الفرد يف ان يتعلّم وحق ّه يف تعليم غريه بأن ينرش ثقافته وعلمه بني الناس.
•ومبا أن هذا الحق يتصل بسياسة الدولة وميس مرفق التعليم فهو يخضع للتنظيم والتقييد ،حيث ترشف الدولة
عىل مدارس ومعاهد التعليم الخاصة.
حرية إبداء الرأي (املادة :)١٣
•املادة ،١٣يف الشق األول ،جاء فيها :لكل انسأن الحق يف تكوين رأي خاص به ،ويف أن يجهر ويعلن رأيه بكل
الوسائل (قولً وكتابة.
•كام تعني هذه الحرية حرية الطباعة وعدم وجود رقابة عليها.
•إن حرية إبداء الرأي متممة لحرية الفكر ألنها تكون ناقصة إن مل يتمكن اإلنسان من التعبري عن افكاره وعقيدته
وآرائه.
18
حقوق اإلنسان
١
ً
أول :الحقوق والحريات العامة يف الدستور اللبناين
19
حقوق اإلنسان
-١الدولة القانونية
•قيام الدولة القانونية هو رشط أسايس لضامن ،ولتمني احرتام الحقوق والحريات العامة.
•الدولة القانونية تعني خضوع الدولة للقانون من حيث اإلدارة والترشيع والقضاء.
•وعىل هذا النحو ،تخضع الدولة بكافة مؤسساتها الدستورية للقانون والتقيد بأحكامه.
-٢الدولة الدميقراطية
•إن خضوع الدولة للقانون ليس رشطًا كافيا لضامن احرتام حقوق اإلنسان ،النازية والفاشية كالهام دولة قانون
من حيث خضوعهام لقاعدة قانونية تسمو عىل إدارة الحكام وهي مصلحة األمة ،إال انهام ال يعطون للمواطنني
أية حقوق فردية.
•لذا فالرشط األسايس لضامن احرتام الحريات العامة هو أن يكون الفرد ذاته موضع احرتام يف النظام السيايس
القائم ،وهذا ال يتم اال يف ظل النظام الدميقراطي.
•«النظام الدميقراطي هو النظام الذي يختار فيه املحكومني الحاكمني عن طرائق االنتخابات الصحيحة الحرة ،اي
اإلسناد اىل إرادة الشعب باعتباره مصدر السلطات.
•«يجب عىل الشعب ان يكون قادرا ً عىل اختيار حكامه يف فرتات دورية محددة ،بشكل فعيل ال نظري ،بغض
النظر عن شكل النظام السيايس برملانياً كان أم رئاسيًا أم مجلسيًا».
-٣استقالل القضاء
• يرتبط هذا الرشط مببدأ فصل السلطات ،الذي تعتربه املادة ١٦من إعالن حقوق اإلنسان واملواطن الصادر عام
١٧٨٩رشطًا لوجود الدستور حيث تنص« :كل مجتمع ال توجد فيه ضامنات الحقوق ،وال يسود فيه مبدأ الفصل
بني السلطات هو متجمع ليس له دستور».
• استقالل القضاء قبل تكريسه يف النصوص الدستورية والقانونية كان نتيجة موافق بطولية لقضاء أخذوا عىل
عاتقهم ان يحكموا وفقا لضمريهم وإقامة العدل وإحقاق الحق.
•«املحكمة تصدر قرارات وال تؤدي خدمات» حسب رد القايض انطوان سيغويه رئيس محكمة باريس يف رده سنة
١٨٢٤عىل موفد الحكومة الفرنسية الذي حاول اإليحاء له باتخاذ قرار بتعطيل جريدة Le Courrierوقتها.
-٤مبدأ املساواة
•أي املساواة أمام القانون وعدم التمييز أو التفرقة بني املواطنني يف تطبيق القانون عليهم ألي سبب من األسباب
سواء بسبب الجنس أم األصل او اللون أو اللغة أو الدين أو العقيدة أو املركز االجتامعي أو املايل.
نصت أن« :كل اللبنانيني سواء لدى القانون ،وهم يتمتعون •تربز املساواة يف الدستور اللبناين يف املادة ٧التي ّ
بالسواء بالحقوق املدنية والسياسية ،ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون ما فرق بينهم.
20
حقوق اإلنسان
فنصت عىل أنه« :لكل لبناين الحق يف تويل الوظائف العامة وال ميزة أل[د عىل الخر اال من حيث •أما املادة ّ ١٢
االستحقاق والجدارة والكفاءة»
•يعترب هذا املبدأ ضامنة حيوية وأساسية لحامية الحريات العامة وحقوق اإلنسان .ألنه وضع الحريات ضمن
الدستور وحظر وضع اي قيد عليها اال مبوجب قانونه .هذا ما ك ّرسه الدستور اللبناين بقوله« :الحرية الشخصية
مصونة ضمن القانون»
•نصت املادة ٢من اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان عىل مبدأ املساواة بقولها« :لكل إنسان حق التمتع بكافة
الحقوق والحريات الواردة يف هذا اإلعالن دون اي متييز ،كالتمييز حسب العنرص ،أو اللون ،أو الجنس ،او اللغة
أو الرأي السيايس أو أي رأي آخر والتفرقة بني الرجال والنساء.
•يف الواقع العميل ظهرت الكثري من الخروقات يف تطبق هذا املبدأ والسيام يف دول العامل الثالث ،ومثال بارز عىل
خرق مبدأ املساواة الصعيد الدويل هو االستنساب يف استعامل حق الفيتو يف مجلس األمن الذي يتناىف مع مبدأ
سيادة الشعوب ويتناىف مع مبادىء الحق والعدالة واإلنسانية.
-٥مبدأ املرشوعية
أيضا تخضع
•هو امتداد ملبدأ دولة القانون ،فالدولة ال تخضع مبوجبه للقواعد القانونية التي تسنها فحسب ،بل ً
للقواعد التي تسنها هي نفسها وعىل اإلدارة التقيد بالقواعد القانونية ،ويفرض عليها أن تنرش أعامل املصلحة
العامة والنفع العام.
•يعني أن تخضع كل قاعدة قانونية لقواعد قانونية تعلوها رتبة ،فإذا مل تتقيد السلطة العامة بها تكون أعاملها
عدم رشعية ،وتخضع لإلبطال بسبب تجاوزها السلطة.
21
حقوق اإلنسان
تشتمل الحقوق البدنية عىل مجموعة كبرية من الحقوق التي تتعلق بكيان الشخص وسالمته وما يتفرع منها .وأبرزها:
الحق يف الحياة
•الحق يف الحياة هو أسمى الحقوق اإلنسانية عىل اإلطالق فهو الحق الطبيعي األول لإلنسان والرشط البديهي
للتمتع بسائر الحقوق.
•تطور حق الحياة مع تعاقب العصور ،فلم يعد للحاكم السلطة املطلقة عىل أبناء رعيته ،ومل يعد الزوج ميلك حق
الحياة واملوت عىل زوجته وأوالده وعبيده ،ومل تعد البنات تدفن عند والدتهن.
•جاء يف املادة ٦من االتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق املدنية والسياسية يف الفقرة األوىل« :لكل إنسان الحق
تعسفي».
الطبيعي يف الحياة ،ويحمي القانون هذا الحق وال يجوز حرمان أي شخص من حياته بشكل ّ
•أكدت هذه املادة يف فقرتها الثالثة عىل :محاربة جرمية إبادة الجنس البرشي كونها تشكل انتهاكاً للحق يف
الحياة سواء كان سببها الحروب واستعامل األسلحة النووية او استخدام أسلوب اإلبادة الجامعية ألسباب دينية او
عرقية او عنرصية ،وهي جرمية يعاقب عليها.
•أقر اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان يف املادة ١منه عىل أن« :لكل فرد الحق يف الحياة والحرية وسالمة شخصه»
•يتبع حق الحياة كحق أسايس يف الوجود ،الحق يف حياة كرمية وجديرة باالحرتام عىل ان يتمتع بها كل إنسان .وهذا ما
سعت الترشيعات الحديث إىل تحقيقه من ًعا الستالب الحرية ومحاربة الرق والعبودية واملطالبة مبستوى معيشة الئق.
•نصت املادة ٢٥من اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان عىل أن« :لكل شخص الحق يف مستوي معيشة يكفي لضامن
الصحة والرفاهية له وألرسته وخاصة عىل صعيد امللبس واملسكن والعناية الطبية وعىل صعيد الخدمات االجتامعية
الرضورية ،وله الحق يف ما يأمن به الغوائل يف حاالت :البطالة او املرض او العجز أو الشيخوخة ،او غري ذلك من
الظروف الخارجة عن إرادته والتي تفقده أسباب عيشه».
•يطرح الحق يف الحياة مسائل دقيقة للنقاش بشأن اإلعدام واإلجهاض واملوت الرحيم.
-١اإلعدام
• تشكل عقوبة اإلعدام كعقوبة جزائية اعتدا ًء صار ًخا عيل الحق يف الحياة.
•اإلعدام يعني إزهاق روح املحكوم عليه بعقوبة جنائية (بالشنق ،الرمي بالرصاص ،أو ببث الغازات السامة،
الخ )...وال يحكم به يف الجرائم السياسية.
•تتجه غالبية الدول يف األمم املتحدة نحو إلغاء عقوبة اإلعدام يف إطار القانون او املامرسة العملية (اي مبعنى ال
تلغيه من قوانينها بل متتنع عن تنفيذه).
•تنص املادة ٢من ميثاق الحقوق األساسية لالتحاد األوريب عىل حظر اإلعدام كشطر ملزم لعضوية االتحاد ،لذلك
فكل الدول األوروبية املنضوية يف االتحاد ألغت هذه العقوبة.
•يلحظ لبنان عقوبة اإلعدام عىل بعض الجرائم مثل (الخيانة ،التجسس ،اإلرهاب وبعض حاالت القتل) وتطبق
املحاكم هذه العقوبات يف حال تحقق رشوطها.
•ولكن الحكومة اللبنانية اتجهت منحى يرمي إىل عدم تنفيذ األحكام التي تلحظ عقوبة اإلعدام وقد وق ّعت تعه ًدا
بهذا املعني أمام الجهات الدولية.
22
حقوق اإلنسان
•لبنان مل يلغ حتى الساعة عقوبة اإلعدام من قوانينه لكنه ال ينفذها باملحكوم عليهم بهذه العقوبة.
•آخر عقوبة إعدام نفذت يف لبنان كانت عام ٢٠٠٤ومن تاريخه ال ينفذ حكم اإلعدام حتى ولو صدر حكم به يف
املحكمة
•وضعت وزارة العدل يف لبنان اقرتاح قانون إللغاء عقوبة اإلعدام نهائ ًيا من القانون اللبناين يف عام ٢٠٠٨اال ان
هذا االقرتاح مل يق ّر.
-٢اإلجهاض
•تتمتع الشخصية اإلنسانية بحامية القانون والحق يف الحياة ،فللكائن البرشي الحق يف الحياة منذ تاريخ الحمل
لتاريخ الوفاة.
•يتعارض اإلجهاض مع الحق يف الحيايت وبالتايل هو ممنوع ومعاقب عليه قانونًا إال إذا كان ألسباب عالجية تتعلق
بصحة األم.
•يعاقب القانون املرأة التي تجهض هي ومن يساعدها يف ذلك ،خاصة إذا كان طبي ًبا او مساعد طبي او صيديل
حيث يتم تشديد العقوبة.
•القانون اللبناين اقر للمرأة التي تطرح نفسه اتقاء للعار الحق يف االستفادة من العذر املخفف.
•لإلجهاض العالجي رشطان:
-١أن تكون حياة املرأة مهددة بخطر شديد ،وان يكون اإلجهاض الوسيلة الوحيدة إلنقاذها ويتم التثبت من
ذلك عن طريق الرجوع إىل طبيبني غري الطيبي املعالج يعطيان رأيهام الطبي عن طريق تقرير يفيد برضورة
اإلجهاض إلنقاذ حياة األم.
-٢أن تعطي األم موافقتها ،إال إذا كانت فاقدة الوعي او يف حالة الخطر الشديد ،عندها يتم اإلجهاض دون
موافقتها وحتى دون موافقة عائلتها.
•يعترب اإلجهاض العديد من الدول الغربية مثل فرنسا ،مبا ًحا يف األسابيع األوىل للحمل (بني ١٠و ١٢أسبو ًعا)
انطالقا من حق األم يف الترصف بجسدها ومن أن الجنني مل يتكون بعد بشكل كامل ،فاإلجهاض مسموح به يف
هذه الفرتة خاصة إذا كان الجنني مش ّو ًها.
-٣املوت الرحيم
•هو قتل انسأن مريض يعاين من آالم مربحة ال أمل بشفائه طب ًيا عن طريق عدم إطالة حياته بالوسائل الطبية.
•تختلف النظرة إىل املوت الرحيم باختالف العقائد والثقافات.
رشع يف لبنان كام يف الدول العربية وذلك العتبارات لها خلفية دينية ،ألنه يجب العيش حتى •هذا املوت غري م ّ
آخر دقيقة من الحياة التي وهبنا الله إياها وان األمل بالشفاء موجود دامئًا.
رشع بعد الدول املوت الرحيم (مثل هولندا) لكنه ضمن رشوط: • ّ
-١معاناة املريض
-٢عدم وجود أي أمل طبي بالشفاء من الداء وإثبات ذلك مبستند طبي.
رصا موافقة أهله.
-٣طلب املريض ذلك وإذا كان قا ً
23