Professional Documents
Culture Documents
الغاز الجزائري والتّصور الطّاقي الأوروبي - قراءة في الرّاهن والرِّهان
الغاز الجزائري والتّصور الطّاقي الأوروبي - قراءة في الرّاهن والرِّهان
الراهن و ّ
الغاز الجزائري والتصور الطاقوي األوروبي :قراءة في ّ
The Algerian Gas and the European Energy Concept: Reality and Bet
Aymen.enssp@gmail.com
الملخص:
توسعت الجزائر في إطار سياستها الطاقية من تصدير غازها –كأحد أهم مواردها االستراتيجية -نحو فرنسا فترة
ّ
عزز ذلك بعد توقيع اتفاق الشراكة مع
الضفة الشمالية للمتوسط ،ليت ّ
ما بعد االستقالل إلى تعميم ذلك على معظم دول ّ
أهم محاور البعد االقتصادي في هذه الشراكة ،سواء لما
أن الملف الطاقي كان ّ
االتحاد األوروبي نهاية عام 2000م ،حيث ّ
تجسد بعدها بشكل جلي
ُيمثّله من عوائد مالية بالنسبة للجزائر أو لالعتبارات االقتصادية والصناعية لدول االتحاد ،والذي ّ
حين إبرام الطرفين اتفاقهما االستراتيجي للطاقة منتصف عام 2002م ،وما أعقبه من مشاريع وحوارات حملت آفاقا واسعة
لكل جانب.
الراهنة بالنسبة ّ
التحديات الطاقية ّ
ّ بغاية مجابهة مجمل
تطرقت إشكالية الدراسة إلى محاولة تحليل التّجاذبات الطاقية في عالقات الطرفين من حيث أمن الطلب وأمن العرض
الدولي حول كسب السوق األوروبية في مجال
خاصة ما تعلّق بالتنافس ّ
ّ ومجمل التّحديات التي تُواجه الغاز الجزائري
تصور االتحاد األوروبي
ّ إمداداته ،كما هدفت للبحث في مستقبله والخيارات الطاقي ة البديلة أو المرافقة له السيما في ظ ّل
وكذا تطلعه لتحقيق انتقاله الطاقي.
الكلمات المفتاحية :أمن الغاز ،الغاز الجزائري ،السياسة الطاقية األوروبية ،االنتقال الطاقي.
Abstract:
Algeria has expended its energy policy from the export of gas -as one of the most
important strategic resource- to France in period of post-independence to generalize it to most
of the countries of the northern bank of the Mediterranean, To be strengthened after the
signing of the partnership agreement with the European Union in December 2001, which the
energy file was the most important axes of the economic dimension in this partnership, both
in terms of financial returns for Algeria or for economic and industrial needs and widgets for
the European Union.
The problematic of this study was to try to analyze the energy interactions in the relation
between the two parties in terms of security of demand and supply security and the overal
challenges facing by Algerian gas, especially with regard to the international competition on
winning the European market in the field of gas supplies, it also aimed to research on the
future of Algerian gas and alternative or accompanying energy options, especially in light of
the European Union's vision as well as its aspiration to achieve its energy transition.
Keywords: Gas security- Algerian gas- European energy policy- Energy transformation.
مقدمة:
تماشيا مع معطيات سياق التنظير الذي جاء به مؤتمر برشلونة عام 0991م ،سعى االتحاد األوروبي
إلى توقيع جملة من الشراكات الثنائية مع عديد دول شرق وجنوب المتوسط ،فاالتحاد كان َسّباقا إلطالق
شراكته بمنطقة المغرب العربي مع ك ّل من تونس والمغرب في تسعينيات القرن العشرين ،قبل أن ُيباشر
ألول مرة مفاوضاته مع الطرف الجزائري في جوان 0991م ،غير ّأنها عرفت نوعا من التأخير بسبب
تمسكها بمراعاة خصوصيات اقتصادها الذي كان مح ّل إعادة هيكلة واصالح في
إصرار الجزائر على ّ
تضمنت اثنى عشرة جولة كاملة،
ّ الجهاز اإلنتاجي ،فمنذ سنة 0991م شهدت المفاوضات مسيرة طويلة
التطرق إلى كافة القطاعات السياسية ،األمنية ،االجتماعية واالقتصادية ،لتخلُص
ّ عرفت هذه المفاوضات
ثم الوصول إلى اتفاق
بعدها إلى المصادقة على اتفاق الشراكة في الـ 02ديسمبر 2000م ببروكسلّ ،
حيز التنفيذ بعدها شهر سبتمبر من عام 2001م.1
نهائي في الـ 22أفريل 2002م وتدخل ّ
أن البعد االقتصادي كان األكثر أهمية في اتفاق األطراف ،فالجزائر هدفت إلى إيجاد تكتل
يبدو جليًّا ّ
السوداء وكذا
خاصة بعد العزلة التي عاشتها ّإبان عشريتها ّ
ّ اقتصادي بإمكانه أن ُيتيح لها متنفسا دوليا
أما اإلتحاد
تقوية فرص جذب المستثمر األجنبي –في حالة توحيد المعايير المالية ،الجمركية والقانونيةّ ،-
النهائي للتعريفة الجمركية في تعامالت الطرفين
وجه تدريجيا نحو اإلسقاط ّ
األوروبي فكان يهدف إلى التّ ّ
تعزز هذا البعد أكثر من خالل االتفاق االستراتيجي الطاقي األورو-جزائري ،حيث كان ذلك بالجزائر
ّ
السيـد "جوزي مانويل باروسـو "José Manuel Barrosoإلى
وبقدوم رئيس اللّجنة األوروبية آنذاك ّ
الجزائر يوم 01جويلية 2002م قصد اإلمضاء على اتفاق من أجل تأسيس شراكة استراتيجية بين
الطّرفين في المجال ،تبعها بعد ذلك لقاءات من أجل إيجاد سبل تنفيذ هذا االتفاق.
يعد الغاز الطبيعي أهم مورد استراتيجي للجزائر ،فاألهمية الجيوسياسية والجيواقتصادية التي يحوزها
ّ
جعلت من محور الطاقة صميم العالقات االقتصادية الجزائرية مع االتحاد األوروبي وجوهر مختلف
حوارات ونقاشات الطرفين ،وك ّل هذا بسبب ما يمثّله الغاز من حيث العوائد بالنسبة للجزائر باعتبارها دولة
الزالت تُعاني من تبعيتها الريعية وأُحادية صادراتها وكذا لالعتبارات والمتطلبات الصناعية لدول االتحاد،
الدولي حول سوق
كرسها التنافس ّ
تحديات ورهانات عديدة ّ
لكن هذا المورد الحيوي أضحى اليوم أمام ّ
التوجه نحو طاقات جديدة،
ّ الطاقة األوروبي من جهة ،وكذا المسعى األوروبي لتحقيق التّحول الطاقي أو
متجددة ونظيفة .وهو ما يطرح غموضا حول واقع وآفاق الغاز الجزائري والرهانات البديلة في ظل
المتغيرات الطاقية الدولية الجديدة ،التي بإمكانها زعزعة المشهد الطاقي الحالي ،منه فإشكالية الدراسة
التحديات الراهنة للغاز الجزائري والخيارات
ّ حاولت التركيز على هذا الجانب والتّعرض للبحث في
االستراتيجية المرافقة أو البديلة له على ضوء آفاق السياسة الطاقية األوروبية .وبغرض البحث في
طي المحاور ِ
الموضوع ومحاولة اإلجابة عن هذه اإلشكالية فقد ُهندست الدراسة وُنظّمت أبرز أفكارها ّ
التالية:
ستمد أهمية الطاقة بالنسبة لالتحاد األوروبي من كونه يستهلك ما نسبته %01إلى %01من تُ َ
االستهالك العالمي للطاقة ،كما يستورد %01من الغاز الطبيعي المتداول في السوق الدولية أي ما يمثّل
110مليار متر.2
عتمد اإلمدادات الطاقية لالتحاد أساسا على الطاقات األحفورية ،التي تمثّل %17من استهالكه ،نجدها
ت ُ
مقسمة كاآلتي %10 :بترول %22 ،غاز طبيعي و %01فحم ،وهذا ما يطرح مشكل التبعية الطاقية
ّ
أن اإلنتاج المشترك غير كاف لضمان الحاجات الطاقية،
لدوله ،واألكثر من ذلك ّأنها تبعية متزايدة ،ذلك ّ
خاصة بعد أن
ّ وهو ما جعل االتحاد يعيش عج از في تغطية إمداداته النفطية بداية من سنة 0999م،
السنة ارتفاع أسعار النفط بحوالي ثالثة أرباع .2ما يزيد في تبعية االتحاد األوروبي لمصادر
شهدت تلك ّ
أن %12من حاجيات االقتصاد األوروبي هي إحصائيات ال تُدرج ضمنها قطاع النقل ،هذا
الطاقة هو ّ
األخير ش ِهد في الفترة ما بين 2007م إلى غاية 2000م ُنموا في نقل األشخاص بنسبة ،%09وهو ما
اضطرريا زيادة اعتماده على الطاقة من أجل تلبية الحاجيات الضرورية المواكبة لهذا االرتفاع.
ا يعني
إنتاج الكهرباء يكلّف اإلتحاد األوروبي ما نسبته %21من الطاقة النووية %21 ،من الغاز و %7من البترول. i
نالحظ من خالل الجدول الزمني لالستهالك المحلي للجزائر من الغاز -ما بين سنتي 2001م إلى غاية
2
أن هناك ارتفاع تدريجي منذ سنة األساس التي استهلكت الجزائر خاللها حوالي 23,4م
2001مّ -
ليستمر ارتفاع االستهالك المحلي للغاز متجاو از عتبة 20مليار م 2سنة 2002م مواصال تطّوره
المحسوس الذي وصل نهاية سنة 2001م ليحقق أعلى مستوياته باستهالك قُ ّدر بـ 27.9مليار م ،2بنسبة
نموا استهالكي قُ ِّدر بـ 5,4
المعدل االستهالكي آلخر سنة 2001-م ،-و ّ
نمو بلغت الواحد بالمائة مقارنة ب ّ
تم التطرق إليه آنفابالمائة في العشرية ما بين 2001م إلى غاية 2001م ،وهذا ما قد يسمح مستقبال كما ّ
الحصة األوروبية من اإلمدادات الغازية من جهة ،وهاجسا أمام الحكومة الجزائرية في ظ ّل
ّ إلى تهديد
جراء
استمرار دعمها للمواد الطاقية ،ما سيساهم في تقليص العائدات المالية من الغاز وفق دالة حسابيةّ ،
الصادرات وتوجيهها نحو تلبية الطلب المحلي المتزايد.
سيناريو خفض جزء من ّ
صدر الجزائر حاليا أكثر من 10مليار م 2سنويا من الغاز تجاه االتحاد األوروبي ،iبالخصوص نحو
تُ ّ
دول إسبانيا ،إيطاليا ،البرتغال وفرنسا ،ومع وضع أنابيب جديدة كأنبوب ميدغاز ،سكيكدة ،غاسي
ورد الجزائر ما قيمته 70مليار م 2سنويا 5وهو ما سيسمح
فإن هناك مسعى أن تُ ِّ
الطويل ،وغالسي...إلخّ ،
لكن هذا المسعى قد يصعب على
موردي الدول األوروبيةّ ،
للجزائر بلعب دور أكثر من محوري بين ّ
قدر بـ 91,2مليار م 2سنويا،
السنوي حسب آخر اإلحصائيات ُي ّ
أن إنتاجها ّ
الجزائر تحقيقه حاليا ذاك ّ
الداخل ،من جهة أخرى ُيعتبر االتحاد األوروبي شريكا هاما للجزائر كونه
وجهة الستهالك ّ
%10منها ُم ّ
ب له الجزائر التي تعمل على حس ُ
ُيهيمن على ما يفوق %70من صادرات الغاز الجزائرية ،وهو ما تَ ُ
تعزيز اكتشافاتها وانتاجها من البترول والغاز بهدف زيادة صادراتها تجاه أوروبا إلى حوالي 71مليار
دوالر .تُمثّل الخريطة أسفله مختلف مشاريع أنابيب الغاز المتجهة من الجزائر نحو دول االتحاد األوروبي.
خريطة توضيحية ألنابيب الغاز الجزائري المتجه نحو دول االتحاد األوروبي
المصدر:
MARK H. Hayes : ALGERIAN GAS TO EUROPE: THE TRANSMED PIPELINE
AND EARLY SPANISH GAS IMPORT PROJECTS
حيز الخدمة،
تصدر نحو كل من إسبانيا وايطاليا عبر أنابيب غاز ّ
ّ أن الجزائر
من خالل الخريطة نلحظ ّ
أن أنبوب الغاز Trans-Medيعبر نحو إيطاليا مرو ار على تونس ،نفس األمر بالنسبة
مع مالحظة ّ
ألنبوب Maghreb-Europeالذي يربط إسبانيا بالجزائر مرو ار على المغرب ،وهذا يعود أساسه إلى
التكلفة الكبيرة التي يكلّفها تمرير أنبوب الغاز عبر مياه المتوسط ،نلحظ كذلك من خالل الخريطة وجود
مشروع أنبوب مقترح يربط بين ميناء مدينة أرزيو الجزائرية ومدينة ألميريا اإلسبانية.
يتمثل العمق الجيوسياسي الطاقي للجزائر في موقعها الجغرافي بالغ األهمية في نظر دول الضفة الجنوبية
لالتحاد ،وكذا كونها ُعضوا بمنظمة الدول المصدرة للنفط " ،"OPECiوكذا جهودها المبذولة من أجل
i
Organization of Petroleum Exporting Countries.
المجلة الجزائرية للدراسات السياسية .المجلد -50العدد .50ص 30-50
EISSN : 2600 - 6480
بوكردون أيمن الرهان
الراهن و ّ
الغاز الجزائري والتصور الطاقوي األوروبي :قراءة في ّ
تعزيز دور الكارتل الغازي على مستوى منتدى الدول المصدرة للغاز " "GESFiوذلك في إطار مشاورات
فإن الربط بين الجزائر واالتحاد األوروبي كما هو الشأن مع
تجمعها مع كل من روسيا وايران ،كذلك ّ
6
جدية اإلمدادات وضمانها مستقبال- 7وهو ما ال روسيا وليبيا بأنابيب الغازُ ،ي ُّ
عد ضمانا هو اآلخر عن ّ
أن ما ُيميِّز الجزائر كشريك طاقوي لالتحاد
يتوفّر في الغاز القطري مثال رغم استثماراته الباهظة -حيث ّ
ِ
أن هذه اإلمدادات لم تتوقف ولم تنقطع حتى في عِّز األزمة الكبرى التي ّ
مرت بها الجزائر األوروبي هو ّ
ّإبان العشرية األخيرة هو أمر يحسب لألخيرة.
وتغير
لم يكن االعتماد المتبادل بين االتحاد األوروبي والجزائر في مأمن من ديناميكيات أسواق الطاقة ّ
الضعف لدى كل طرف ،فتزايد الطّلب الطاقي المحلي في الجزائر أقلق نوعا ما الدول األوروبية
مفاهيم ّ
الصادرات الجزائرية على المدى البعيد تلبية
بما يعنيه من تعزيز الفرضية التي أشرنا إليها آنفا "تقلّص ّ
خاصة بعد حالة الفتور التي تُميِّز عالقات االتحاد األوروبي مع روسيا بعد أزمة
ّ للحاجيات الداخلية"،8
هدد بوقف إمداداته من الغاز تجاه أوروبا .على عكس من
القرم مطلع 2001م ،والتي جعلت الكرملين ُي ّ
السداسي األخير من نفس السنة وتبعية أسعار الغاز
فإن انخفاض أسعار صادرات البترول بداية من ّ
ذلك ّ
إليها سيؤدي إلى حصول االتحاد األوروبي على إمدادات بأسعار تنافسية تؤثر بالتالي على الناتج المحلي
استمر الوضع على حاله.
ّ الوطني إذا ما
أن
تواجه صادرات الغاز الجزائري منافسة مباشرة من منافسين فعليين يتمثّالن في روسيا وقطر ،حيث ّ
أن غازها ليس بمقدوره أن يعادل االحتياطات الغازية لهذه الدول وال
المشكل المطروح بالنسبة للجزائر هو ّ
حتى المعدالت التي بلغتها إنتاجا وتصديرا ،فروسيا تحتل المراتب األولى في كافة األصعدة الثالثة ،iiأما
ميع " "GNLواألولى في إنتاجه ،9نحاولالم ّ
قطر فتحتل المركز الثالث في احتياطي الغاز الطبيعي ُ
خالل هذا المحور التّعرض إلى مختلف التّصورات المرسومة للغاز الجزائري في مواجهته ألهم موردي
المصدرة نحو أوروبا.
ّ الدول الغازية
االتحاد األوروبي ،وذلك بداية بخريطة توضيحية ألهم ّ
i
Gaz Exporting Countries Forum.
ً
واحتياطا. iiإنتاجً ا ،تصديرً ا
المجلة الجزائرية للدراسات السياسية .المجلد -50العدد .50ص 30-50
EISSN : 2600 - 6480
بوكردون أيمن الرهان
الراهن و ّ
الغاز الجزائري والتصور الطاقوي األوروبي :قراءة في ّ
ِ
المورَدة للغاز اتجاه القارة األوروبية خريطة توضيحية للدول
المصدر:
موردة بالنسبة
تعد دوال استراتيجية تقليدية ّ
أن الجزائر وروسيا وكذا النرويج ّ
نالحظ من خالل الخريطة ّ
للسوق الطاقية األوروبية إضافة إلى دول أخرى عضوة بمنظمة الدول المصدرة للنفط ،بينما هناك صعود
لدول موردة جديدة منها قطر ،إيران ،العراق ،ليبيا والواليات المتحدة األمريكية -خصوصا بعد توجهها إلى
انتاج وتصدير الطاقة الصخرية.-
جغرافيا بعيد نوعا ما عنها –الضفة الشمالية من البحر األبيض المتوسط ،-كما ّأنها في نفس الوقت ال
تعد من أهم الشركاء المستوردين فيما تعلّق بالتّسلّح.
تُريد الدخول في تنافس مع أحد الدول التي ّ
يعد إمضاء مذكرة تفاهم في أكتوبر 2000م الكامنة فحواها في تجسيد استغالل الشركة الروسية
ّ
غاز بروم " "GAZPROMلحقل " "EL ASSELبالجنوب الجزائري iإيضاح عملي عن عمق العالقات
تجسد أكثر إثر تعزيز هذا التعاون بعقد تبادل " "SWAPفي جوان 2002م،
الطاقية بين الطرفين ،والذي ّ
العقد األخير من شأنه أن يسمح للشركة الوطنية سوناطراك " "SONATRACHبتصدير الغاز الطبيعي
بحق التصدير
ّ ميع LNGللزبائن األوروبيين لـ " ،"GAZPROMعلى أن تتنازل األولى لألخيرة
الم ّ
ُ
أن روسيا ال تريد خوض أي تنافس طاقوي مع الجزائر وهو ما ينطبق
لزبائنها بآسيا ،منه فما يالحظ ّ
10
زيادة عن ذلك فقد سبق وعبَّر الطّرفان عن مواقف مشتركة من بينها انتقاد الطّرف الجزائري خالل جولة
تنص على منع تصدير الموارد الطاقية مباشرة نحو
المفاوضات ببروكسل تعليمة المفوضية األوروبية التي ّ
السوق األوروبية ،من خالل طرح االتحاد لفكرة تقسيم نشاطات إنتاج الطاقة نقال وتوزيعا من أجل مكافحة
ّ
جد المكثّفة ،وهو ما أثار استياء الموزعين التقليديين ألوروبا على غرار الطرف الروسي ،ما
أسواق الطاقة ّ
يعني أن العالقات بين روسيا والجزائر أقرب إلى أن تكون نوعا من التعاون أكثر من أن تميل إلى الطابع
الحد فالطرفين كانا قد اغتنما
إن العالقات الجزائري الروسية في المجال لم تتوقف عند هذا ّ
التنافسي ّ .
11
المؤتمر العلمي الحادي والعشرون للبترول الذي ُعقدا في موسكو من الـ 01إلى الـ 09جوان 2001م،
ُليمضيا مع بعض "إعالن النوايا الجزائرية الروسية في مجال الطاقة" الذي تعلّق بالتنمية والتعاون في
مجال المحروقات ،الكهرباء ومجال الطاقات المتجددة وقد ُش ِرع في تنفيذ هذا اإلعالن بلقاء جمع الطرفين
لكن هذا االستقرار في العالقات والذي يبدو ُمرضيا لك ّل من الج ازئر
يوم 09أفريل 2001م بالجزائر ّ .
12
يضر
وروسيا ،قد ال يبقى على حاله في سيناريو إن حاول طرف ما رفع حصته من السوق األوروبية بما ّ
بمصالح الطرف اآلخر .وهو ما بدأ بالحدوث فعال منذ حوالي السنة من ظهور بوادر أزمة انهيار أسعار
المحروقات ،حيث قامت الشركة الروسية " "GAZPROMبالرفع من حصص صادراتها من الغاز تجاه
2
أوروبا وتركيا تدريجيا بداية من 2001م لتصل هذه الزيادة إلى ما نسبته %01أو ما ُيعادل 10مليار م
أن ِكال
السنة الماضية ،وهو ما من شأنه إزعاج الشركة الوطنية " "SONATRACHخصوصا و ّ
13
الطّرفين يبدوان ّأنهما ال يف ّكران بتاتا في اهتزاز وضعيتهما كمصدرين تجاه السوق األوروبي ،خصوصا
تهز عالقاته الطاقية مع الطرف األوروبي ،بعد أن أضحت
الريبة ّ
الطرف الروسي الذي بدأت بعض ّ
معظم مشاريع دول اإلتحاد تأخذ في حسبان تخطيطها نوايا محاصرة الغاز الروسي أو إيجاد البديل القادر
على منافسته من حيث كميات اإلمداد وأسعاره ،ومنها المشاريع الضخمة بآسيا الوسطى المتمثلين في
أنبوبي " "NABUCCOو" "SOUTH STREAMاللّذان يهدفان إلى تموين االتحاد األوروبي بمعدل 20
إلى 10مليار متر مكعب سنويا.14
كونها تمتلك ثالث احتياطي عالمي من الغاز الطبيعي ،أضحت قطر فاعال استراتيجيا ُم ِهما في حسابات
إن اهتمام الطرف القطري باستخراج الغاز يعود إلى عام 0971م لكن الصعوبات السوق الدولية للغازّ .
الجغرافية التي واجهت قطر عرقلت تصديرها لهذا المورد االستراتيجي عن طريق أنابيب الغاز ،أمام هذا
المعطى انطلقت الحكومة القطرية في برنامج ُع ّد "جريئا" باالستثمار في تمييع الغاز ونقله عن طريق
ُ
الحامالت ،وهدف هذا البرنامج إلى جعل هذه الدولة أكبر ُم ِّ
صدر للغاز في العالم ،حيث ّأنه وفي ظرف
عشرة سنوات فقط امتلكت قطر 01قطا ار يسمح بتصدير 11مليون طن موجهة نحو السوق اآلسيوية،
السوق األوروبية والواليات المتحدة األمريكية .كما أّنه ولضمان توجيه وتصريف إنتاجها وفّرت قطر 11
ميع " "The LNG Tankersموزعة كالتالي :تسعة حامالت لبواخر تقليدية قادرة
الم ّ
حاملة للغاز الطبيعي ُ
على حمل ما بين 011000إلى 011000م 20 ،2سفينة Q-FLEXقادرة على حمل ما سعته تتراوح
211000م.2 بين 200000إلى 201000م ،2و 01سفينة Q-MAXسعتها من 210000إلى
قطر من خالل هذه الخطوة أضحى لها بعد جيوسياسي تهدف من خالله إلى منافسة الجزائر ليس فقط
بل حتى التمركز واالنتشار في عرض البحر 15
من خالل كسب حصص معتبرة من السوق األوروبية
أن قطر ليس بإمكانها خالل
األبيض المتوسط بفضل ناقالتها البحرية .لكن المعطى الجيوسياسي يرى ّ
الراهن الدخول في حرب غازية ضد الجزائر وذلك ألربعة عوامل هي كاآلتي:
السياق ّ
جد
-1االندماج في الفضاء الغازي بين SONATRACHوالشركات األوروبية العاملة في المجال ّ
تعد مصدر إمداد موثوق ومعزز بشبكة من أنابيب الغاز.
أن الجزائر ّ
متقدم ،باإلضافة إلى ّ
الرضا الذي سيجلبه التوسع المشهود للسوق الغازية اآلسيوية للطرف القطري ،نظ ار للحاجيات
ّ -2
وجه جهودها نحو هذه السوق الواعدة.
المتزايدة لهذه السوق ،ما قد ُيغري قطر ويجعلها تُ ّ
وتعزز فرضية استغاللها لغازها
ّ الدول المصدرة للغاز
-3دخول الواليات المتحدة األمريكية مصاف ّ
الصخري ،سيجعل دولة قطر غير مهتمة بتكثيف استثماراتها الهيكلية الضخمة من أجل زيادة
وتعزز انخفاض أسعار
حصتها من اإلنتاج والتوزيع ،في ظ ّل األثمان الباهظة لهذه االستثمارات ّ
الغاز بناءا على هذا المنطق.
-4عضوية قطر بمنتدى الدول المصدرة للغاز " "GECFيجعلها حريصة على مصالح الدول المنتجة
للغاز.16
أن
لكن ما قد يصدق في الحاضر قد ال يكون السيناريو األصلح على المستويين المتوسط والبعيد ،ذاك ّ
مشجع لالستثمارات
ّ أي نجاح قد تحققه دول المنتدى في استقرار أسعار الغاز مستقبال عند مستوى معين
عول من هذا المنتدى الذي تُهيمن أعضاءه على ما نسبته %12من احتياطي الغاز
القطرية – نظ ار لما ُي ّ
في العالم و %12من إنتاجه ،17-سيجعل لهذا البلد حظوظا أوفر في اقتناص موقع استراتيجي أكبر في
معدل تطور صادراته من هذه المادة الحيوية تجاه أوروبا في
أن ّاستراتيجية الطلب األوروبي ،خصوصا و ّ
المنتظرة
معدالت صادرات منافسيه ،إضافة إلى المخرجات ُ
العشرية األخيرة هو األعلى بين مختلف ّ
لالستثمارات الغازية التي باشرتها قطر مع الشريك اإليراني والتي ُينتظر منها أن تُعزز حصص البلدين
إنتاجا وتصدي ار.
الصيغة المناسبة لوضع سياسة طاقوية مشتركة منها لقاء ماي 2002م
لقاءات وأبحاث من أجل إيجاد ّ
الذي عرف مشاورات بين اللّجنة المكلّفة ،المفوضية والبرلمان األوروبيين ،حيث تناولت اللّقاءات المتداولة
ألح على
الخطط العامة لهذا المشروع ،تاله كتاب أخضر ثان سنة 2001م للمفوضية األوروبية والذي ّ
ضرورة إيجاد التوازن بين التنمية المستدامة ،التنافسية وأمن اإلمدادات الطاقية ،لتتواصل بعدها هذه
الجهود مع دعوة المجلس األوروبي للدول األعضاء يومي 9-7مارس 2001م قصد المشاركة في إنجاز
سياسة طاقوية تعمل على المستوى البعيد ،بحيث تدمج في مخططها بين االهتمامات الطاقية والبيئية،
يمتد من 2001م إلى 2009م،
تجسد في شكل الت ازم ّ ِ
َليليها من بعد ذلك مخطط عمل المجلس والذي ّ
وتضمن 01مقترحا قُ ّدم من قبل المفوضوية األوروبية.18
ّ ضم هذا المخطط خمسة مجموعات عمل،
ّ
لتخلص في األخير هذه اللّقاءات والمشاورات إلى وضع سياسة طاقوية أوروبية مشتركة " "PEECقائمة
على ثالثة أهداف رئيسية هي:19
إثر هذه السياسة التطلعية لالتحاد األوروبي من جهة وما سبقها من دراسات متشائمة آنفة ِ
الذكر من جهة
عدة دول طاقية قصد الشروع في تجسيد تصور
تم إبرام مجموعة من العالقات االستراتيجية مع ّ
أخرى ّ
المسطّرة ،فتجسدت هاته العالقات في
طاقي أوروبي قادر على تحقيق جملة األهداف االستراتيجية ُ
حوارات منظمات إقليمية ودولية وأخرى كانت عبارة عن اتفاقات ثنائية مع مجموعة من الدول الطاقية ،لذا
نحاول التّعرض ألهم هذه االتفاقات والشراكات التي كانت كاآلتي:20
يخص البترول.
ّ iتبعية بنسبة %90فيما
المجلة الجزائرية للدراسات السياسية .المجلد -50العدد .50ص 30-50
EISSN : 2600 - 6480
بوكردون أيمن الرهان
الراهن و ّ
الغاز الجزائري والتصور الطاقوي األوروبي :قراءة في ّ
-1حوار االتحاد األوروبي مع منظمة الدول المصدرة للبترول "ُ :"OPECعِقد لقاء بين ممثلي الطرفين
تبني الشفافية في
تطرق بالخصوص إلى أسعار النفط ،وكذا ضرورة ّ
يوم 9جوان 2001م ،والذي ّ
عرض المعلومات الضرورية حول احتياطات النفط وكذا مختلف االستثمارات في المجال.
-2الحوارات مع دول الشرق األوسط ودول الخليج :حيث أبدى االتحاد األوروبي حرصه على التعاون
مع دول المنطقة من أجل استتباب األمن واالستقرار على مستواها ،بما َي ُد ُّ
ب ومصلحة كل األطراف
أن ضمان استقرار المنطقة يعني لالتحاد ضمان أمن امداداته الحيوية منها -وعليه فقد
–من قبيل ّ
كونة لمجلس
الست الم ّ
تخص قطاع الطاقة مع دول الخليج ّ
ّ وقّع االتحاد األوروبي اتفاقيات ثنائية
التعاون الخليجي "."CCG
ظر إليه مشروع برشلونة سنة 0991م ،والذي وضع
-3الشراكات مع دول جنوب المتوسط :وهو ما ن ّ
القاعدة الصلبة للشراكة األورومتوسطية مع كل من دول الشرق األوسط وشمال إفريقيا ،إضافة إلى
دول أخرى مثل تركيا.
-4االتفاقات االستراتيجية الطاقية لالتحاد األوروبي (اتفاق الجزائر نموذجا) :هي تلك االتفاقات الثنائية
الدول الطاقية للضفة الجنوبية والغربية للبحر المتوسط ومنها
التي أبرمها االتحاد األوروبي مع عديد ّ
االتفاق االستراتيجي الطاقي الذي أُبرم مع الجزائر في 01جويلية 2002م ،حيث كان ذلك بقدوم
السيـد "جوزي مانويل باروسـو" " "José Manuel Barrosoإلى
رئيس اللّجنة األوروبية آنذاك ّ
الجزائر قصد اإلمضاء على اتفاق من أجل تأسيس شراكة استراتيجية بين الطّرفين في قطاع الطاقة،
هذا االتفاق سمح بوجود حوار حول المصالح المشتركة من أجل تنمية الطاقة المتجددة ،ودعم الجزائر
في إطار تطوير البحث العلمي في هذا المجال .21يهدف هذا االتفاق كذلك إلى هيكلة العالقات
الجزائرية األوروبية في مجال الطاقة ،وبتطوير الطاقات التقليدية ،البتروكيمياوية والمتجددة ،وكذا
تحويل المحروقات عموما .من شأن هذا االتفاق كذلك المساعدة على تدفق االستثمارات األوروبية
صوب الجزائر من خالل الخبرة التقنية والتحويل التكنولوجي الذي طالما طالبت به الجزائر.22
تنقسم المشاريع االقتصادية للجزائر في إطار عالقاتها مع االتحاد األوروبي إلى مستويين ،األول ثنائي
جسد في
يندرُج في إطار "اتفاق الشراكة" وكذا "سياسة الجوار األوروبية" ،أما الثاني فهو جهوي نجده يت ّ
البرامج التي تندرج تحت مظلّة مشروع "االتحاد من أجل المتوسط" ،في هذا المستوى األخير أُبرمت عدة
التحول الطاقي ،نستهلها بالشرح فيما يلي:
ّ خصت مواضيع
مشاريع كانت الجزائر طرفا فيها ّ
-1مشروع تعزيز وتنمية الطاقات المتجددة في مدن البحر األبيض المتوسط ":"CES MED
يضم هذا
هو برنامج جهوي طرحه االتحاد األوروبي بداية من سنة 2002م يمتد إلى غاية 2001مّ ،
البرنامج كل من االتحاد األوروبي ،الجزائر ،ليبيا ،المغرب ،فلسطين ،سوريا ،تونس ،واسرائيل ،بكلفة
قدرت بـ 1,4مليون أورو .هدف هذا البرنامج إلى:
مادية ّ
التنسيق التدريجي من أجل وضع إطار تنظيمي وتشريعي أورومتوسطي يهدف إلى استقرار أسواق
الطاقة ،وكذا آليات االستثمار في القطاع بالمنطقة ،وتوفير احتياجات الدول من اإلمدادات.
إيجاد مسار تعاوني بين دول المتوسط فيما بينها أو على المستوى الدولي من أجل مواجهة تقلّبات
أسعار الطاقة.
طاقة ذات نظرة استراتيجية تقوم على توافق اآلراء بين أعضاء
العمل على إنشاء منظمة متوسطية لل ّ
المنظمة ومصالحهم.
لك ّل طرف والمتخصصة في تطوير الطاقة المتجددة ،فال هذه المبادرات كانت ذات مردود يعكس تطلّع
الطرفين لتجسيد تحول طاقوي حقيقي قائم على االستثمار الحقيقي في الطاقات البديلة .يمكن القول كذلك
أن هذه البرامج كانت عبارة عن سياسات جهوية قد تخدم طرف أو مجموعة أطراف عن خالف البقية
ّ
منها ،وهي نظرة بخالف ما هو دائر حول الطاقة األحفورية التي سعى االتحاد األوروبي إلى تعزيز
الحوار وتفعيله بشأنها ،ما أسهم في ابرامه اتفاق استراتيجي ثنائي مع الجزائر ،األمر الذي قد يدفع إلى
القول بازدواجية المعايير في العالقات الطاقية األورو-جزائرية.
لعل
أن هناك سمات تعاون ثنائي ظهرت مؤخ ار جمعت الجزائر مع بعض دول االتحاد األوروبيّ ،
ُيذكر ّ
الدولي حول
أبرزها إبداء ّنية الشراكة بين الجزائر وألمانيا بتاريخ 21مارس 2001م على هامش المؤتمر ّ
نقل الطاقة "حوار برلين لنقل الطاقة" ،والذي هدف إلى رفع مستوى الحوار بشأن مواضيع التنويع الطاقي،
تنمية الطاقات المتجددة وحماية البيئة ،في سيناريو إعادة رسم تفاهم جديد بين الجزائر وألمانيا بعد فشل
أن المشروع لم يكن طموحا في
صرح ّ
أن الطّرف الجزائري كان قد ّ
مشروع "ديزرتيك" في مهده ،حيث ّ
أن الطرف األلماني ربط ذلك بمشاكل مالية
مجال جلب التكنولوجيا الالّزمة في مجال الطاقة في حين ّ
وكذا –إمكانية تلبية االتحاد األوروبي لحاجياته من الطاقة الشمسية محليا دون اللجوء إلى االستثمار
الخارجي.-24
أن الجزائر ليست وحيدة في السوق األوروبية ،فحسب السيد "عبد الرحمان مبتول" الخبير
من المتفق عليه ّ
تحديات
فإن هناك أربع ّ
الدولي في المناجمنت االستراتيجي ومدير الدراسات السابق بو ازرة الطاقة الجزائرية ّ
اجه الغاز الج ازئري حاليا وهي: 25
تو ّ
-1االكتشافات الغازية الجديدة التي عرفتها بعض دول حوض المتوسط بداية من سنة 2009م -منها
إسرائيل واليونان -قد م ّكنت من توفير نسب احتياطات معتبرة.
-2قدرات الواليات المتحدة األمريكية على أن تصبح نهاية العشرية الحالية أكبر مصدري العالم فيما
خاصة وامكانية ذلك في خفض أسعار الغاز حسب الدراسات
ّ خص الغاز والبترول الصخريين،
ّ
التقديرية نفسها التي تعرضت للقدرات األمريكية واحتياطاتها في المجال.
-3حيازة الثالثي مجتمعا –روسيا ،قطر وايران-على أكثر من 10بالمائة من االحتياطات العالمية من
الغاز.
-4ضعف أداء ومردودية المؤسسة الجزائرية سوناطراك " "SONATRACHمن حيث نشاطها وكذا
استثماراتها األجنبية.
تحدي آخر ُيواجه الغاز الجزائري في الوقت الراهن ،أال وهو ما تعلّق بالخالف الدائر حول مدة العقود
الحساسة
ّ المبرمة بين الجزائر والشركات البترولية التابعة لدول التحاد األوروبي ،والتي كانت أحد المحاور
أن الطرف األخير يريد أن
في ملتقى الطاقة الجزائري األوروبي المنعقد بالجزائر عام 2001م ،بحيث ّ
السيدPierre Charrière :
تُستبدل هاته العقود بعقود قصيرة أو متوسطة األجل حجته في ذلك حسب ّ
i
عقد جديد طويل األمد مؤخ ار مع الشركة اإلسبانية " "Gaz Natural Vinozaسيمتد من عام 2009م
إلى غاية عام 2020م ،بغالف مالي إجمالي قارب 20مليار أورو.28
السياق وحسب دراسة أُجريت من طرف األستاذ "عبد المجيد عطار" سنة 2001م بعنوان:
بنفس ّ
" "L’Algérie face aux grands défis énergitiques du 3eme millinaire
فإن هناك مجموعة عوامل تُؤثر في السياسة الطاقية الجزائرية وفي صادراتها من الغاز البترول ،والتي
ّ
ُيمكن التّطرق إليها مع محاولة إعطائها شروحات واسقاطات على العالقات الطاقية األورو-جزائرية:29
iستعرف هاته العقود انقضاء مُددها تواليا ابتداءا من السنة الجارية أمّا أطول هاته العقود المبرمة بين الطرفين فسوف تنقضي سنة 2222م.
المبرمة
أن الجزائر تُريد أمننة عرضها من الغاز ألكبر ُم ّدة ممكنة إضافة إلى تمكينها من تغطية تكاليف مجمل المشاريع اإلستثماراتية ُ من َقبيل ّ
ii
رسم بياني لمستقبل استخدام الموارد الطاقية في التصنيع – وقود المركبات وطاقة تشغيل اآلالت-
المصدر:
" Abdelmadjid Attar, "l’Algérie face aux grand défis énergétiques du 3eme millénaire
iعرفت سنة 2202م تصدير أولى حموالت الغاز األمريكي تجاه اإلتحاد األوروبي.
المجلة الجزائرية للدراسات السياسية .المجلد -50العدد .50ص 30-50
EISSN : 2600 - 6480
بوكردون أيمن الرهان
الراهن و ّ
الغاز الجزائري والتصور الطاقوي األوروبي :قراءة في ّ
.2التكنولوجيات الجديدة في االستخراج والنقل :هذا العامل يمكن إسقاطه على قطر التي قطعت أشواطا
كبيرة من أجل تحدي المعيقات الجغرافية بفضل استثمارات قاعدية وشبكة نقل متطورة م ّكنتها من
حادة بالنسبة للغاز الجزائري إن
الوصول إلى األسواق الدولية الثالث ،وهو ما قد يش ّكل منافسة ّ
استمرت هذه التكنولوجيا في إيجاد البديل األكثر فعالية وفاعلية من شبكات أنابيب الغاز.
.3رؤى واستراتيجيات مستقبلية جديدة :هذا ما ينطبق على االتحاد األوروبي الذي ُيحاول من خالل
استراتيجيته الطاقية إلى إنشاء سوق محلية ،تنويع مصادر التموين ،والتوجه نحو إبرام ُعقود مع
منتجين جدد.
أن الدول األعضاء في االتحاد األوروبي
.4الضغوط البيئية والتّوجه نحو الطاقات المتجددة :بحيث ّ
أضحت تنادي بضرورة احترام المقاييس األوروبية والعالمية للحفاظ على البيئة وعدم تلويث الهواء،
البد للجزائر
فإن التوجه نحو الطاقات البديلة أضحى مطلبا ينادي به االتحاد ،وهو تحدي ّ
وبالتالي ّ
االقتداء بمعاييره ان هي أرادت عدم إفالت حصتها من هذه السوق التقليدية .والجدول التالي ُيمثّل
معدالت استهالك االتحاد األوروبي من الغاز في العشرية األخيرة.
ّ
جدول زمني يمثل استهالك االتحاد األوروبي من الغاز (الوحدة مليار متر مكعب)
سنتي 2001م
ّ ُيمثِّل الجدول الزمني حجم الغاز المستهلك سنويا من ِقبل االتحاد األوروبي ما بين
أن هذه النسب تأرجحت بين االنخفاض واالرتفاع النسبيين بين سنوات 2001م
و2001م ،حيث نلحظ ّ
معدالتها 120مليار م 2وفي أدناها حوالي 101مليار م ،2لكن
إلى غاية 2000م ،محققة في أعلى ّ
المجلة الجزائرية للدراسات السياسية .المجلد -50العدد .50ص 30-50
EISSN : 2600 - 6480
بوكردون أيمن الرهان
الراهن و ّ
الغاز الجزائري والتصور الطاقوي األوروبي :قراءة في ّ
بعدها عرف استهالك االتحاد ارتفاعا نسبيا مستم ار ومحسوسا ليصل سنة 2001م إلى قرابة الـ 111
مليار م ،2بنسبة نمو بلغت %4,3مقارنة بسنة 2001م ،لكن بانخفاض نسبته % 1,3في العشرية ما
بين 2001م إلى 2001م .هذا االنخفاض وان كان يبدو ضئيال ّإال ّأنه من الضروري التنبيه له فمسعى
معدالت أكثر وبشكل متسارع
ع مستقبال من انخفاض هذه ال ّ
التّوجه األوروبي نحو الطاقات النظيفة قد ُيسر ُ
المصدرة للغاز وكذا أسعاره.
ّ وبالتالي سيكون له تأثير ُمباشر في حصص الدول
.5عولمة اقتصاد السوق :أي أن األسواق حاليا أضحت عالمية خاضعة لقوى العرض والطلب التي
تفرضها مختلف الفواعل الرسمية وغير الرسمية ومختلف السياقات واألوضاع الزمانية والمكانية
المؤثرة في مخرجات هذه األسواق ،وهذا ما يعني صعوبة الحفاظ على استقرار أسعار الغاز مستقبال.
ضرورة إيجاد الخيار االستراتيجي األمثل :قراءة في مقومات الطرف الجزائري ورهاناته .VI
فإن الدولة الجزائرية تجد نفسها أمام حتمية مواكبة أحد
صح القول ّ
ّ أمام المعطى الطاقي الجديد إن
األول
الخيارين االستراتيجيين أو تبنيهما معا إن هي أرادت أن تبقى فاعال طاقويا دوليا بامتياز ،فالرهان ّ
يتمثل في تحقيق انتقال طاقوي يجعل الجزائر تستثمر بفعالية إمكاناتها من الطاقة النظيفة ُمواكبة بالتالي
الرهان الثّاني فهو ِ
أما ّ
لما يبدو ّأنه سيكون أحد المشاهد الطاقية التي ستُرتسم مستقبال ولو بصفة جزئيةّ ،
أن أُولى
الصخري الذي قد تُغلّبه المصالح االقتصادية والمادية على المنافع اإليكولوجية خصوصا و ّ
الغاز ّ
الرهان
شحنات النفط الصخري األمريكي قد بدأت بالتّدفق بأسواق أوروبا منذ حوالي العام .فبخصوص ّ
منا طرح السؤال التالي :هل للجزائر المقومات التي تجعلها تواكب التّطلع األوروبي ؟
األول ُيستلزم ّ
ّ
تُعتبر القدرات الجزائرية في مجال الطاقة النظيفة معتبرة ففي مجال الطاقة الشمسية "،"Solar Energy
فالجزائر تحوز ضمن رقعتها الجغرافية مساحة معتبرة من أحد أكبر المناطق ال ّساخنة في العالم ،أال وهي
"الصحراء الكبرى" األمر الذي م ّكن من أن يكون لها متوسط توليد من هذه الطاقة ُيعادل الـ 2000ساعة
ّ
تم تفعيل
سنويا ،وهو معدل معتبر يجعل الجزائر إحدى الدول التي يمكن أن تُصبح رائدة في المجال لو ّ
الرياح " "Wind Energyفللجزائر إمكانات البأس
خص طاقة ّ
أما فيما ّ
االستثمار في الطاقة الشمسيةّ ،
بها حيث ّأنه يمكن االستفادة من الرياح العاتية التي تجتاح الواليات الصحراوية كأدرار ،الهضاب العليا،
وبعض المناطق الساحلية في فترات زمنية معينة ،iللجزائر كذلك إمكانية االستفادة من طاقة الكتل الح اررية
الصدد إلى وضع برنامج وطني للطاقات المتجددة انطلق سنة 2000م ذو آفاق ِ
َعمدت الجزائر في هذا ّ
تمتد لسنة 2020م ،iبأهداف تتوزع على المديين المتوسط والبعيد تتلخص في تغطية الطلب المحلي
وتنويعه ،أي الخروج من تبعيته المطلقة الستهالكات الطاقة األحفورية.
إن الهدف األساسي من البرنامج الوطني للطاقات المتجددة على المدى الطويل هو الوصول إلى توليد
ّ
المتجددة آفاق 2020م ،ما ُيمثِّل نسبة %21من الحصيلة الوطنية إلنتاج
22000ميغاواط من الطاقة ُ
الكهرباء ،وهو ما يسمح من ادخار 200مليار م 2من الغاز الطبيعي ،أي ما ُيعادل 7أضعاف
االستهالك الوطني من هذه المادة الحيوية لسنة 2001م ،هذا الهدف البعيد يسبقه هدف على المستوى
المتوسط وهو الوصول إلى توليد 1100ميغاواط من الطاقة الشمسية بحلول سنة 2020م ،موزعة كما
يلي :31الطاقة الشمسية 11102ميغاواط ،طاقة الرياح 001ميغاواط ،الطاقة الح اررية 2000ميغاواط،
الكتلة الحيوية 0000ميغاواط ،التوليد المشترك للطاقة 100ميغاواط ،والطاقة الح اررية األرضية 01
ميغاواط.
أن هناك برامج و ازرية لترشيد الطاقة واستهالك الطاقة النظيفة مثل ما أقرته و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في برنامج
كما ّ
i
جرء تعويضها
أن ادخار الجزائر لـ 200مليار م 2من ّا
موازية في ذات المجال .لكن يتبقى التنويه إلى ّ
بطاقات نظيفة في توليد الكهرباء أمر يمكن استغالله في توجيه هذا الغاز إلى التصدير مستقبال.
الرهان الثاني أو المشهد اآلخر الذي قد يكون أم ار حتميا على الجزائر من أجل الحفاظ على موقعها
ّ
ضمن الخريطة الغازية العالمية هو إقدامها على انتاج الغاز الصخري ،فالجزائر لها من اإلمكانات في
يوضح ذلك:
هذا المجال ما يسمح أن تكون رائدة فيه ،والجدول التالي ّ
جدول أبرز احتياطات دول العالم من الغاز الصخري (الوحدة مليار متر مكعب)
? Le gaz de schiste en Algérie : Quels enjeux et quels impacts pour notre territoire
المتجددة وذلك
مليار م .رغم هذا فقد يكون الغاز الصخري خيا ار استراتيجيا ثانيا في مقابل رهان الطاقة ُ
2
لعاملين أساسيين ،تعلّق ّأولها بالمقومات التي تحوزها الجزائر في مجال الطاقة الشمسية التي تُساوي
لوحدها عشرة أضعاف االحتياطي السنوي ألكبر حقول حاسي الرمل الذي ُيقدر بحوالي 1000مليار م،2
أن هذا االحتياطي من الطاقة الشمسية لوحده ُيقارب 10.000مليار م32 ،3هذا باإلضافة إلى
حيث ّ
أما العامل الثاني والذي يبدو
تجنب عناء االستكشاف والتنقيبّ .
بعض المزايا اإلستثماراتية األخرى ك ّ
األكثر أهمية هو الفارق في التكلفة المتوقعة ما بين االستثمار في الطاقة المتجددة واالستثمار في الغاز
سيكلّف
أن االستثمار في المورد األخير على المستوى البعيد لفترة تمتد لـ 10عاما ُ
الصخري ،حيث ّ
أما بالنسبة لالستثمار في الطاقة المتجددة فلن ُيكلّف الخزينة
الجزائر إنفاق ما قيمته 10مليار دوالرّ ،
أي ما ُيعادل 00ماليير دوالر فقط ،منه فالجزائر إن هي أرادت 33
العمومية سوى %21من هذه التكلفة
فعال أن تحقّق قفزة طاقوية نوعية فعليها أن تستثمر في الطاقة البديلة كونها األقل تكلفة واألكثر مردودا
المجلة الجزائرية للدراسات السياسية .المجلد -50العدد .50ص 30-50
EISSN : 2600 - 6480
بوكردون أيمن الرهان
الراهن و ّ
الغاز الجزائري والتصور الطاقوي األوروبي :قراءة في ّ
السبل التي
تطرق إلمكانات وصول االتحاد األوروبي إلى االستخدام الكلّي للطاقة المتجددة وكذا ّ
كان قد ّ
تم تحقيق هذه
تحدث التقرير عن المزايا التي سوف يستفيد منها االتحاد األوروبي إن ّ
تم ّكنه من ذلك ،و ّ
القفزة النوعية والتي يرى االتحاد أن تحقيقها سوف يم ّكنه من تحصيل 100مليار أورو من إجمالي تكلفة
وارداته من الطاقات األحفورية سنويا ،وكذا توفير حوالي 1مليون منصب شغل في قطاع الطاقة المتجددة
خص التدهور
آفاق 2020م إلى 2020م ،باإلضافة إلى تقليص الخسائر التي تعرفها بعض الدول فيما ّ
34
البيئي واإليكولوجي .وهو ما يعني قدرته عن تحقيق نوع من االكتفاء وتقليص أكبر نسب ممكنة من
وارداته الطاقية.
الخاتمة:
مضطرة بل على
ّ أن الجزائر أضحت
اعتمادا على المعطيات االستشرافية السابق ذكرها ،يمكن القول ّ
عجلة من تحديد نظرتها المستقبلية إزاء سياستها الطاقية خصوصا تحديد المجال الذي يضمن لها موقعا
أن األمر أضحى ال
فعدة متغيرات في األفق توحي ّ
استراتيجيا في خريطة مصدري الطاقة عبر العالمّ ،
لعدة معطيات يمكن العودة لتلخيص أهما في جملة النقاط التالية:
يمكن تجاهله ،وذلك ّ
صادرات الجزائر من الطاقة الزالت في تبعية تا ّمة ِلما هو غير متجدد –الغاز والبترول.-
المتجددة والنظيفة ،كأبرز التحوالت الطاقية التي قد تُهيمن على المشهد المستقبلي
آفاق الطاقة ُ
يعد أقل
أن الغاز الطبيعي ّ
للطاقة وبالتالي على الجزائر مواكبة هذا الرهان ورفع التحدي -ولو ّ
أن الشريك األوروبي ماض في تجسيد
الطاقات األحفورية غير المتجددة تلويثا للبيئة-خاصة و ّ
مشاريعه في هذا النوع من الطاقات ووصوله إلى تحقيق انتقاله الطاقي بات مسألة وقت ال أكثر.
تنويع االتحاد األوروبي لمصادر التموين ،وكذا بروز إلى السطح منافسين جدد في المجال بعضها
حائز على تكنولوجيات نقل وتوزيع متطورة.
زيادة االستهالك المحلي الجزائري من الغاز ،وبالتالي إمكانية تقليص تصدير هذه المادة الحيوية
مستقبال.
عدم حرص الطرف الجزائري على التفعيل المحكم للمشاريع والبرامج الجهوية التي أبرمها االتحاد
األوروبي مع دول المتوسط ،والتي تهدف إلى تشجيع وتعزيز إنتاج الطاقات المتجددة.
اعتماد الجزائر على السوق األوروبية بصفة شبه كلية بدل محاولة ولوج أسواق أخرى تبدو أكثر
تنافسية ،كالصعود الرهيب لحاجيات السوق اآلسيوية.
يخص تحديد الطاقات التي
ّ لحد اآلن استراتيجية تصدير واضحة المعالم فيما
تبني الجزائر ّ
عدم ّ
عول االستثمار فيها من أجل هذا الغرض على المستويين المتوسط والبعيد.
ُي ّ
البد أن تنظر وبحزم لكل هذه المعطيات حتى تتعامل معها استباقا ،كما ّأنه من
فإن الجزائر ّ
منه ّ
تعد رهانا
الضروري تفعيل برامج ومشاريع إنتاج واستغالل الطاقات المتجددة خاصة الطاقة الشمسية ،التي ّ
اعتبار من ِ
كون الجزائر إحدى أكثر دول العالم القادرة على توليد طاقة كهربائية ا ُيمكن التعويل عليه
تم ّكنها من تحقيق اكتفاءها واكتفاء القارة األوروبية بأكملها إذا توفّرت إرادة سياسية تؤمن بضرورة تغليب
الحتمية االقتصادية ،وذلك بوضع تخطيط استراتيجي في مستوى المقومات التي تحوزها الج ازئر في مجال
أن
ّ خصوصا و، إن هي أرادت الخروج فعليا من التبعية إليرادات الطاقة األحفورية،الطاقات البديلة
ي بِنا البحث عن طاقة المستقبل طلبا
ٌّ أن الغاز هو طاقة الحاضر وبالتالي حر
ّ الدراسات الطاقية توحي إلى
.كان أو عرضا
:قائمة المراجع
.012 ص،2000 سنة،09 عدد، مجلة الباحث، الشراكة األورو جزائرية بين متطلبات اإلنفتاح اإلقتصادي والتنمية المستقلّة، سمينة عزيزة 1
2
Nadia Hamour, Les énergies Défis d’hier et d’aujourd’hui, Ellipses, 2008, p031.
3
Nadia Hamour, Ibid, p 131.
4
Darbouche Hakim, Energising EU-Algerian relations, Oxford Institute for Energy Studies, The Maghreb
Center Journal,Britagne, Issue1, 2010, pp 6-8.
5
Hakim Darbouche, Energising EU-Algerian relations, Oxford Institut for Energy Studies, The Maghreb Center
Journal, Issue1, 2010, pp 6-8.
6
Salim Chena. Enjeux géopolitiques au Maghreb : questions globales, intérêts régionaux , Points de mire, vol 11
, no. 5, mars 2010.
7
Le gaz naturel en Europe : Entre libéralisation des marchés et géopolitique, Christophe Defeuilley1,Chaire
Ville Science Po Paris, p4.
8
Darbouche Hakim, Ibid ,p 9.
9
Mansour KEDIDIR, Op Cit, p476.
10
Mansour KEDIDIR, Ibid, pp 479-480.
. مرجع سابق،http://www.vitaminedz.com/Article/Articles_18300_888729_0_1.html : الموقع اإللكتروني11
http://www.energy.gov.dz/francais/index.php?page=cooperation-bilaterale-et- : الرابط،و ازرة الطاقة الجزائرية 12
أوروبا تريد مزيدا من غاز الجزائر بأسعار تنافسية ،نفس المرجع ،تاريخ التّصفح :أوت 2007م. 27
الجزائر تدخل مرحلة جديدة بتوقيع عقود طويلة مع دول أوروبي لتعزيز عائدات صادرات الغاز ،الموقع اإللكتروني: 28
مواكني سهيلة ،اآلثار اإلقتصادية لمصادر الطاقة المتجددة في الجزائر وآفاقها المستقبلية ،مجلة الطاقات المتجددة ،مركز تنمية الطاقات 30