Professional Documents
Culture Documents
دور أخلاقيات الأعمال في تحقيق الميزة التنافسية للمؤسس... الاقتصادية - دراسة تحليلية لآراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة
دور أخلاقيات الأعمال في تحقيق الميزة التنافسية للمؤسس... الاقتصادية - دراسة تحليلية لآراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة
دراسة حتليلية آلراء:دور أخالقيات األعمال يف حتقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية
العاملني مبدبغة اهلضاب العليا باجللفة
مسري غويين مصطفى بن عودة
الجزائر، جامعة البليدة،مخبر التنمية االقتصادية والبشرية في الجزائر الجزائر، جامعة الجلفة،MQEMADD مخبر
bilal.ghouini@gmail.com m.benaouda@mail.univ-djelfa.dz
Abstract: :مستخلص
This study dealt with the issue of the role of business ethics تناولت هذه الدراسة موضوع دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية
in Achieving competitive advantage for organizations, The
study was applied to a sample of (35) employees, out of a من أصل،) موظفا35( وطبقت الدراسة على عينة مكونة من،للمؤسسات
study population of (96) employees. The study used a حيث استخدمت الدراسة االستبيان.) موظف96( مجتمع الدراسةاملكون من
questionnaire as a key tool for gathering information and وتم توزيع االستبيان عشوائيا على،كأداة رئيسية لجمع املعلومات والبيانات
data, The questionnaire was distributed randomly on
various workers in the high plateaus tannery in Djelfa, and وذلك على اختالف،مختلف العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة
so on different organizational levels (Top management, .) وظائف نمطية، إدارة دنيا، إدارة وسطى،مستوياتهم التنظيمية (إدارة عليا
Middle management, Lower management, Typical :وخلصت الدراسة إلى مجموعة من نتائج من أهمها ما يلي
functions), The study concluded to a set of results
including the following: ، (أخالقيات املدير،ارتفاع مستوى إدراك جميع أبعاد أخالقيات األعمال
The high level of awareness of all the dimensions of ماعدا بعد، إذ سجلنا تحققهم بمستويات مرتفعة،)أخالقيات املوظف
business ethics (Ethics Director, Employee Ethics) as we . الذي سجلنا تحققه بمستوى متوسط،)(أخالقيات املنظمة
noticed high levels, except dimension (Ethics Organization)
in which we noticed medium level. ارتفاع مستوى إدراك امليزة التنافسية لدى العاملين بمدبغة الهضاب العليا
The high level of awareness of competitive advantage .بالجلفة
among workers in the high plateaus tannery in Djelfa. تبين من خالل نتائج االنحدار الخطي املتعدد أن هناك عالقة تأثير موجبة
The study showed through the multiple linear regression
results that there is a statistically significant positive effect ، بين (أخالقيات املدير،)α≤ 0.05( ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية
at α level (α≤ 0.01), between (Ethics Director, business وامليزة التنافسية لدى العاملين بمدبغة الهضاب العليا،)أخالقيات األعمال
ethics) and competitive advantage among workers in the .بالجلفة
high plateaus tannery in Djelfa.
The study showed through the multiple linear regression تبين من خالل نتائج االنحدار الخطي املتعدد أنه ال توجد عالقة تأثير
results that there is no statistically significant positive effect بين بعدي،)Α≤ 0.05( موجبة ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية
at α level (α≤ 0.01), between (Employee Ethics, Ethics وامليزة التنافسية لدى العاملين،) أخالقيات املنظمة،(أخالقيات املوظف
Organization) and competitive advantage among workers
in the high plateaus tannery in Djelfa. .بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة
Keywords: business ethics, competitive advantage, the مدبغة الهضاب العليا، امليزة التنافسية، أخالقيات األعمال:الكلمات املفتاحية
high plateaus tannery in Djelfa. .بالجلفة
مقدمة:
إن املتتبع لبيئة األعمال اليوم ،يالحظ بأن املؤسسات االقتصادية تعيش في بيئة أعمال تتصف بالتغير والتعقد الشديد
نتيجة ارتفاع درجة الغموض واإلبهام وحاالت عدم التأكد ناهيك على أنها بيئة غير مستقرة تشهد مجموعة من التطورات
واملستجدات متسارعة اإليقاع وفي شتى امليادين ،خصوصا عندما تغيرت قواعد لعبة األعمال وبدأنا نعيش ونلتمس أبعاد عالم
جديد ،عالم شبكي مترابط تزداد فيه عوامل التقارب وكذا انحصار الفوارق املكانية والزمانية بين الدول والشعوب ،نتيجة تفاقم
ظاهرة العوملة واشتداد أتون املنافسة وانتشار ظاهرة االنفجار الرقمي والكمي ،وتزايد سرعة وتيرة ثورات االتصال واملعلومات،
مما أدى إلى صعوبة التكيف والتحكم والسيطرة في هذه التغيرات البيئية.
ومن املفاهيم اإلدارية التي أنتجها الفكر اإلداري املعاصر مؤخرا واستحوذت على اهتمام الكثير من الباحثين واملمارسين
وبدأت تتغلغل بصورة مكثفة في أدبيات اإلدارة مفهوم أخالقيات األعمال الذي أصبح يعول عليه كثيرا لالرتقاء بمستوى أداء
املنظمة واملوظفين على حد سواء ،خاصة في ظل انتشار الكثير من الخروقات األخالقية وتدني معايير األخالق املتعارف عليها ،لذا
أصبحت األخالق مطلبا رئيسيا من سمات البيئة املعاصرة ،والتي تتطلب من منظمات األعمال أن تكون كفوءة وفاعلة في أدائها
االقتصادي االجتماعي ،وذلك من خالل تقديم املنتجات اآلمنة لعمالئها وتوفير املعلومات املناسبة عن منتجاتها سواء الحالية أم
املطورة لضمان واكتساب ميزات تنافسية ذات بعد أخالقي.
في هذا اإلطار تأتي دراستنا هذه للبحث عن ثنائية أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية ،انطالقا من محاولة التعريف
بمفهوم كل من أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية ،وكذا تحديد طبيعة العالقة التي تربط بين أبعادأخالقيات األعمال وامليزة
التنافسية في املؤسسات الجزائرية ،وذلك بتسليط الضوء على هذا املوضوع ودراسته من عدة جوانب وذلك بالتطبيق على قطاع
صناعة الجلود بالجزائر ،متخذين مدبغة الهضاب العليا بالجلفة كعينة عن املؤسسات الجزائرية في الدراسة امليدانية.
.Iاإلطار املنهجي للبحث
أوال :مشكلة البحث:
وما هذه الدراسة إال محاولة ملعرفة مستوى إدراك كل من أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية ،وكذا معرفة طبيعة
العالقة من حيث االرتباط والتأثير بين أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية.ولهذا فإن إشكالية دراستنا يمكن صياغتها على النحو
التالي:
ما دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة؟
واستنادا إلى ذلك فإن هذه الدراسة تسعى لإلجابة على األسئلة التالية:
.1ما مستوى إدراك أخالقيات األعمال في مدبغة الهضاب العليا بالجلفة من وجهة نظر العاملين فيها؟
.2ما مستوى إدراك امليزة التنافسية في مدبغة الهضاب العليا بالجلفة من وجهة نظر العاملين فيها؟
.3هل ثمة عالقة ارتباطية دالة إحصائيا بين أخالقيات األعمال كمتغير مستقل ،وبين امليزة التنافسية كمتغير تابع في مدبغة
الهضاب العليا بالجلفة من وجهة نظر العاملين فيها؟
.4هل ثمة عالقة تأثير دالة إحصائيا بين أخالقيات األعمال كمتغير مستقل ،وبين امليزة التنافسية كمتغير تابع في مدبغة
الهضاب العليا بالجلفة من وجهة نظر العاملين فيها؟
دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية :دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة
بن عودة مصطفى & غويني سمير
كما يشير ( ،) Hellriegelandal,2008إلى أخالقيات األعمال على أنها» :تكامل قيم رئيسية متبادلة في التعامل بين املدير
والفرد العامل مثل األمانة والثقة واالحترام والعدالة؛ فضال عن السياسات واملمارسات املتبعة وصوال إل اتخاذ القرار األخالقي
داخل املنظمة«( .شهاب احمد ،2013 ،ص)97 :
في حين عرفها ( ،)Koontz and Weihrich 1993بأنها« :كلما يتعلق بالعدالة واملساواة في توقعات املجتمع واملنافسة
النزيهة واإلعالن والعالقات العامة واملسؤولية االجتماعية وحرية الزبائن و التصرفات السليمة في البيئة املحلية والدولية».
()Koontz, 1993, P: 70
كما عرفتها (األنكتاد ،)2001 ،بأنها» :اتجاه اإلدارة وتصرفها تجاه موظفيها وزبائنها واملساهمين واملجتمع عامة وقوانين
الدولة ذات العالقة بتنظيم عمل املنظمات إذ ينبق هذا التعريف بذاته عل عمل األفراد«( .االونكتاد ،2001 ،ص،)194 :
وانطالقا من التعاريف السابقة يمكن أن نستنتج التعريف التالي ألخالقيات األعمال:
مجموعة من املبادئ السلوكية والقيم التي تحكم سلوك الفرد والجماعة واملنظمة ككل في التعامل مع جميع األطراف
ذوي العالقة باملنظمة حول التمييز بين ما هو جيد وما هو سيئ وبين الخطأ والصواب وبين املرغوب وغير املرغوب واملحددة
واملوجهة لسلوكيات واملمارسات التنظيمية الصحيحة ،كما أنها تمثل ذلك املحك أو الدستور املرجعي املحدد للممنوعات
واملحظورات ومجاالت الحرية التي ال يجب اختراقها.
2ـ أهمية أخالقيات األعمال:
إن االلتزام باملبادئ األخالقية والسلوك األخالقي ذو أهمية بالغة بالنسبة للمنظمة وملختلف األطراف ذات العالقة معها
وملختلف شراح املجتمع؛ لذا فإن أهمية أخالقيات األعمال تبرز من خالل اآلتي:
يوجد ارتباط ايجابي بين االلتزام األخالقي واملردود املالي الذي تحققه املنظمة وإن لم يكن ذلك على املدى القصير فانه بالتأكيد
سيكون واضحا على املدى الطويل؛ (الغالبي والعامري ،2008 ،ص)136 :
إن الحصول على الشهادات العاملية يقترن بالتزام املنظمة بالعديد من املعايير األخالقية في إطار اإلنتاج والتوزيع واالستهالك
والثقة ودقة وصحة املعلومة .لذا فان الشهادة الدولية بااللتزام باملعايير الفنية تحمل في طياتها اعترافا بمضمون أخالقي؛
(بالعايب ،2009 ،ص)05 :
زيادة أرباح منظمات األعمال نتيجة التزامها باملعايير األخالقية ،فالتصرف الالأخالقي يضع املنظمة في مواجهة الكثير من
الدعاوي القضائية( .بودراع ،2013 ،ص)16 :
تساعد القيم األخالقية على تقليل التكاليف التي تتكبدها املنظمة عند اتخاذ القرار املناسب ،فالقواعد األخالقية تقلل من
الجهد والوقت املبذول في قياس الش يء الصحيح للقيام به أو اتخاذ القرار بشأنه)Jones, 1999, P: 196( .
تعزيز سمعة املنظمة على صعيد البيئة املحلية واإلقليمية والدولية وهذا أيضا له مردود إيجابي على املنظمة.
املساعدة في الحفاظ على تصرفات أخالقية متزنة لدى العاملين في األوقات الصعبة والحرجة وكذا تقليل حاالت االضطراب في
ظروف العمل( .شهاب احمد ،2013 ،ص)97 :
إن التطبيق الصحيح للبرامج األخالقية يؤدي إلى تحسين مستويات الثقة بين األفراد والجماعات في املنظمة ،كما يقوي
الترابط املنطقي والتوازن في الثقافة التنظيمية السائدة ويعطي درجة من الشرعية لألفعال اإلدارية)Davis, 1990, P: 28( .
دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية :دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة
بن عودة مصطفى & غويني سمير
وجود مدونة أخالقية تعطي تصورا عن كيفية التعامل مع مختلف املواقف في تحسين السلوك األخالقي لألفراد واملجموعات
واإلدارات واملنظمة وتساعد في نشر ثقافة تنظيمية تعزز االهتمام باألبعاد األخالقية ملختلف القرارات واملوقف واألفعال( .الغالبي
وإدريس ،2007 ،ص)531:
3ـ جوانب أخالقيات األعمال:
تشير أخالقيات األعمال إلى مجموعة القيم واملعتقدات التي ترشد وتوجه سلوك املدراء واألفراد العاملين فيها واملنظمة
ككل حول الصحيح والخاطئ ،حيث تعتبر املنظمة الوعاء الذي يتفاعل فيه األفراد مع مختلف املوارد التنظيمية وتسعى
منظمات األعمال إلى ربط هذه العناصر بطريقة تفاعلية من خالل إصدار مدونات من شأنها تجسيد املعايير واملبادئ األخالقية،
حيث يؤكد ( ،) Richard Daft, 2003في هذا الصدد بأن ألخالقيات األعمال ثالث جواب أساسية وهي:
- 1أخالقيات املوظف :يعتبر املوظفون من األسس الرئيسية للمنظمة األخالقية ،والبد أن تتوفر فيهم الخصائص والسمات مثل
االستقامة والصدق واملعاملة الصادقة ويكونوا أخالقيون في تعامالتهم العادلة مع اآلخرين ،لذلك يتوجب على املدراء التركيز على
القيم األخالقية وإيجاد البيئة املشجع ة التي ترشد وتدعم السلوك األخالقي لكل العاملين ،وإيجاد مناخ عمل أخالقي مالئم
ملمارسة اآلخرون ألعمالهم ،والذي يتضمن خمسة جوانب أساسية واملتمثلة في( :مهدي وداود ،2011،ص)127-126 :
تحديد ماهو أفضل لألفراد داخل املنظمة وخارجها؛
التأكيد على إطاعة الجوانب القانونية واملعايير املهنية وعدم انتهاكها يعد اعتبارا أخالقيا مهما في املنظمة؛
االلتصاق بالقواعد ،ويشير إلى تعقب تلك القواعد واإلجراءات والسياسات املنظمية؛
التركيز على الجوانب املالية واألداء املنظمي ،وذلك من خالل قيام األفراد ببذل الجهود لتحقيق استفادة املنظمة والنتائج
املحققة فيها؛
استقاللية األفراد ،وتتضمن استرشاد األفراد بأخالقياتهم الشخصية في املنظمة ليقرروا ألنفسهم ما هو الصحيح إلتباعه وما
هو خاطئ لتجنبه.
- 2أخالقيات املدير:إن للمدراء دورا كبيرا وحيوي في التأثير على املرؤوسين وأن العاملين مدركين بشكل حقيقي للزالت
وإلخفاقات األخالقية لقادتهم ،لذلك يجب أن تلعب سلوكيات املدير والقيم األخالقية التي يتبناها دورا هاما في املحافظة على
أخالقيات األعمال ،وأن الطريق األولي الذي يختاره املديرليحدد النغمة األخالقية للمنظمة يتم من خال األفعال والتصرفات التي
يقوم بها عكس تلك القيم في الواقع العملي ،وإذا لم يصغي األفراد إلى القيم التي يحددها لهم قادتهم ،فان ذلك يؤشر أن األفكار
التي يحملونها تدور حول عدم أهمية القيم األخالقية في املنظمة( .مهدي وداود ،2011،ص)128 :
3ـ -أخالقيات املنظمة :وتشكل هذه املجموعة من املقومات الركن الثالث ضمن مجموعة األدوات التييستخدمها املدراء في
املنظمات لتشكيل القيم وتعزيز السلوكيات األخالقية والتحول باملنظمة لتصبح منظمة أخالقية ،وتتضمن هذه املجموعة ما
يأتي( :سعد ومؤيد ،2002 ،ص )111 :و(مهدي وداود ،2011،ص)129 :
أ -الثقافة التنظيمية :توصف الثقافة التنظيمية بأنها من القوى األساسية املساهمة في تكوين أو بناء املنظمة األخالقية ،وفي
هذا الصدد يشار إليها من خالل ثالثة اتجاهات :االتجاه الذي يركز على الثقافة عبر األبعاد الفكرية غير امللموسة كالقيم
واملعتقدات واالفتراضات والفلسفة واإليديولوجيا والتوقعات واملواقف امل شتركة التي تربط أعضاء املنظمة؛ االتجاه الذي يركز
على الثقافة من خالل مظاهرها مثل الرموز والطقوس وأنماط السلوك واألبنية والهياكل واألنظمة أو مظاهر السلوك؛ واالتجاه
دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية :دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة
بن عودة مصطفى & غويني سمير
الذي يستوعب االتجاهات الفكرية ويتمثل في التأثير األساس ي للنسيج الثقافي في صياغة أخالقيات األعمال وتحول املنظمة إلى
منظمة أخالقية.
ب -الرموز األخالقية :وهي عبارات أساسية تعكس قيم املنظمة املتعلقة بالجوانب األخالقية واالجتماعية ،ومن شأن هذه
العبارات أن تبلغ العاملين في املنظمة عن السبب الرئيس لنشوء املنظمة ،وتميل تلك الرموز األخالقية إلى أن تكون بشكلين:
الرموز األخالقية املستندة إلى املبادئ ،الرموز األخالقية املستندة إلى السياسات.
ج -الهياكل األخالقية :وتتمثل باألنظمة املختلفة ،واملواقف أو االفتراضات ،والبرامج التي تتعهد املنظمة بتطبيق السلوك
األخالقي من خاللها .وذلك من خالل تشكيل اللجان األخالقية التي تضم مجموعة من مدراء األقسام املعنيين بتفحص
األخالقيات في املنظمة ،ومن املهام الرئيسة لهذه اللجان أنها تقوم بتحديد األحكام املالئمة للتساؤالت التي تثار حول املوضوعات
األخالقية في املنظمة ،كما تقوم هذه اللجان بتقدير مسؤولية املخالفات املرتكبة ومسؤولية الجهة املحاسبة عنها ،ويعد وجود
هذه اللجان ضروريا السيما للمنظمات التي ترغب بإجراء التعديل الفوري لسلوكيات األفراد فيها.
ثانيا :مفهوم امليزة التنافسية
تعتبر امليزة التنافسية من أهم املؤشرات التي تعبر عن النجاعة االقتصادية للمنظمة حيث تعد املقوم األساس ي الذي
تحقق املنظمة بواسطته أهدافها األساسية املتمثلة في الربح والنمو واملحافظة على الحصص السوقية مقارنة بمنافسيها.
1ـ تعريف امليزة التنافسية:
وإلعطاء الداللة الحقيقة ملفهوم امليزة التنافسيةيمكن الرجوع إلى عدة تعاريف نذكر منها ما يلي:
يعرفها ( ،)Michael Porter, 2000بأنها» :تنشأ امليزة التنافسية بمجرد توصل املنظمة إلى اكتشاف طرق جديدة أكثر
فعالية من تلك املستخدمة من قبل املنافسين ،حيث يكون بمقدورها تجسيد هذا االكتشاف ميدانيا ،أو بمعنى آخر بمجرد
إحداث عملية إبداع بمفهومه الواسع« ()Porter, 2000, P: 08
ويعرفها (السلمي ،2001 ،ص ،)01 :بأنها» :املهارة أو التقنية أو املورد املتميز الذي يتيح للمنظمة إنتاج قيم ومنافع
للعمالء تزيد عما يقدمه لهم املنافسون ،ويؤكد تميزها واختالفها عن هؤالء املنافسين منوجهة نظر العمالء الذين يتقبلون هذا
االختالف والتميز حيث يحقق لهم املزيد من املنافع والقيم التي تتفوق على ما يقدمه لهم املنافسون اآلخرون«.
ويعرفها (،)Kotler, 2004, P: 265على أنها» :القدرة على إنجاز األعمال بأسلوب معين أومجموعة من األساليب التي
تجعل املؤسسات األخرى عاجزة عن مجاراتها في املدى القريب أو في املستقبل«.
وانطالقا من التعاريف السابقة يمكن أن نستنتج التعريف التالي لسلوك املواطنة التنظيمية :هي القدرة على التميز
والتفرد عن بقية املنافسين اآلخرين ،من خالل امتالك خاصية أو مجموعة من الخصائص اإلبداعية التي تمكنها من تعزيز
مركزها التنافس ي وزيادة حصتها السوقية
2ـ أهمية امليزة التنافسية:
تمث ل امليزة التنافسية القاعدة األساسية التي يرتكز عليها أداء املنظمات ،كما تعتبر مفتاح النجاحها واستمراريتها .وبشكل
عام تتجسد أهمية امليزة التنافسية للمنظمة من خالل:
تعطي املنظمة تفوقا نوعيا وكمي ا وأفضلية على املنافسين ،وبالتالي تتيح لهم تحقيق نتائج أداء عالية؛
خلق قيمة للعمالء تلبي احتياجاتهم وتضمن والئهم وتدعم وتحسن سمعة وصورة املنظمة في أذهانهم؛
تحقيق حصة سوقية للمنظمة وكذا ربحية عالية للبقاء واالستثمار في السوق؛
دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية :دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة
بن عودة مصطفى & غويني سمير
تساهم في التأثر اإليجابي في مدركات العمالء وباقي املتعاملين مع املنظمة وتحفيزهم الستمرار وتطوير التعامل؛
لكون امليزات التنافسية تتسم باالستمرار والتجدد ،فإن هذا األمر يتيح للمنظمة متابعة التطور والتقدم على املدى البعيد.
3ـ أبعاد امليزة التنافسية:
تستطيع املنظمة تحقيق امليزة التنافسية من خالل تحديدها لألبعاد أو األسبقيات التنافسية ،وعلى ضوء هذه األبعاد
تتحدد أهداف األداء .ويمكن اإلشارة إلى بعض أبعاد امليزة التنافسية من خالل الجدول التالي:
الجدول رقم ( :)1أبعاد امليزة التنافسية حسب منظورات عدد من الباحثين
أبعاد امليزة التنافسية الباحثون
تكلفة -نوعية -مرونة -تسليم -إبداع Evans, 1993
تكلفة -نوعية -مرونة -اعتمادية Cetro & Peter, 1995
نوعية -اإلسناد -السمعة -السعر -التصميم Mintzberg & quinn,1996
تكلفة -نوعية -مرونة -وقت Krajewski & Ritzman, 1996-1996
تكلفة -تميز -نمو -تحالفات -اإلبداع Best, 1997
التصميم -نوعية -مرونة -سهولة االستعمال -الجمالية -إلبداع Slack, et…al, 1998
تكلفة -تميز -مرونة -وقت -تكنولوجيا Mcmillan & Tampo, 2000
املصدر :طاهر محسن الغالبي ،وائل صبحي إدريس ،اإلدارة االستراتيجية :منظور منهجي متكامل ،الطبعة األولى ،عمان ـ
األردن :دار وائل للنشر والتوزيع ،2007 ،ص311 :
يشير الجدول أعاله إلى وجود أكثر من تصنيف ألبعاد امليزة التنافسية ،مع وجود العديد من النقاط املشتركة بين هذه
التصنيفات ،وللحديث بش يء من التفصيل عن أبعاد التنافس ،فإننا سنعتمد على نموذج الباحث ()Evans؛ كونه يعتبر من
أوائل النماذج و أكثرها شيوعا في مجال تصنيف األسبقيات التنافسية ،و التي تتمثل حسب هذا الباحث في كل من :التكلفة،
الجودة ،املرونة ،التسليم ،واإلبداع .
أ -التكلفة :تعني قدرة املنظمة على تصميم وتصنيع وتسويق منتج بأقل تكلفة ممكنة مقارنة مع املؤسسات املنافسة ،وبما يؤدي
في النهاية إلى عوائد أكبر .أو بعبارة أخرى ،هي قدرة املنظمة على إنتاج وتسويق منتجاتها بسعر أقل من معدل السعر للمؤسسات
املنافسة( .التميمي ،2004 ،ص)170 :
ب -الجودة :بشكل عام ،تعني الجودة تقديم منتجات ذات مواصفات راقية تشبع حاجات الزبائن أو تتطابق مع هذه الحاجات،
(العامري والغالبي ،2008 ،ص ،)589 :كما تعني مدى مالئمة املنتج لالستعمال( .الصرن ،2001 ،ص)16 :
ج -ـاملرونة :بشكل عام ،تعني املرونة مدى نجاح املنظمة في تكييف نظامها اإلنتاجي من حيث سرعةاالستجابة للتغير السريع في
حجم الطلب و خصائص املنتج املطلوب ،دون أخطاء فنية تؤثر سلبا علىالجودة( .بلكبير ،2013 ،ص)18 :
د -التسليم :يقصد ببعد التسليم توفير املنتجات في املكان والزمان املطلوبين من خالل السرعة فيىالتهيئة واإلعداد ،والتسليم في
الوقت املحدد؛ باإلضافة إلى وقت تسليم أسرع( .بلكبير ،2013 ،ص)18 :
ه ـ اإلبداع :هو العملية التي بواسطتها تستعمل املنظمات مهاراتها ومصادرها لتوليد أو تبني أفكار جديدة وتطبيقها بحيث تقود إلى
إنتاج يتصف بالحداثة واألصالة ويحمل قيمة إضافية للمنظمة مما يخلق ميزةتنافسية لها (.يحياوي ،2013 ،ص)04 :
دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية :دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة
بن عودة مصطفى & غويني سمير
ثالثاـ العالقة بين أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية :إن قيام املنظمة باختيار استراتيجية تنافسية معينة ال بد وأن يجعلها
متأكدة من أن منتجاتها ترتبط بما يعرف باالستقامة األخالقية ،لذا فإن االستراتيجية التنافسية املتبناة من قبل املنظمة
ستضمن تحقيق املعايير األخالقية املتمثلة في السعي الحثيث من قبل املنظمة لترجمة أخالقياتها من خالل منتجاتها ،ويتم ذلك
عن طريق اآلتي( :مهدي وداود ،2011،ص)134 :
1ـ تحقيق حاجات الزبائن املستحقة :تواجه منظمات األعمال صعوبة تسويغ أرباحها في إطار األسس األخالقية ،وربما يحكم
أغلب املدراء على أعمالهم بأنها تتضمن أعماال غير مشروعة ومراهنات غير قانونية وغير مشروعة ،وأمور زائفة متعمدة ،وحاالت
اإلهمال وغيرها ،في حين قد يصف بعض املدراء أعمالهم بأنها نتيجة منطقية ملقدار الجدارة أو االستحقاق أو الكفاءة الذي
تتمتع به املنظمة ،وبسبب هذه االختالفات تصبح اإلدارة غير قادرة على التمييز الدقيق فيما بين حاجات الزبائن التي تم إشباعها
بشكل أخالقي ،وهنا ال بد أن تستثير اإلدارة حالة إرضاء الضمير الجماعي لغرض ٍ بشكل أخالقي ،وتلك التي حدث فشل في تحقيقهاٍ
تحقيق املعاملة العادلة للزبائن وإشباع حاجاتهم املستحقة لتكون في مصاف املنظمات املتنافسة أخالقيا.
2ـ املنتجات اآلمنة :وتمثل االلتزام األساس لكل املنظمات في تجهيز الزبائن بمنتجات آمنة ،إذ أن املنظمات التي تفشل في تحقيق
هذا البعد ستواجه عادة بسلسلة من النتائج السلبية املتابعة ،ومثال ذلك املنظمات العاملة في الصناعات الدوائية.
3ـ املعلومات الوفيرة :يترتب على املنظمات التزام بتزويد الزبائن بمعلومات وفيرة حول منتجاتها ،ويكون هذا الشرط مضمونا
بشكل قانوني في بعض الصناعات ،ال سيما في املنظمات املصنعة لألغذية املعلبة والتي يفرض القانون عليها توفير قائمة مطولة ٍ
بشكل تام يمكن أن يقود ٍ من املعلومات على الغالف لتكون بمثابة دليل تعريفي للزبون .إذ أن الفشل في إعالم أو إخبار املستهلك
إلى تحقيق واحدة من الزالت األخالقية التي يمكن أن تقود إلى تحقيق األذى بسمعة املنظمة ويحملها نفقات عالية.
وفي ضوء ما تقدم ،يتوجب على املنظمات أن تقوم ببناء استراتيجياتها التنافسية في إطار األبعاد واملعايير األخالقية
لتضمن البقاء في هذا امليدان ،ومن ثم فإن تحقيق املزايا التنافسية ال بد وأن يستند ضمن ما يستند إليه على األبعاد واملعايير
األخالقية.
:IIIاإلطار التطبيقي للبحث
إن إسقاط اإلطار النظري ملوضوع الدراسة على أرض الواقع من خالل دراسة أثر أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة
التنافسية للمنظمات يتطلب كخطوة أولى توفير إطار منهجي واضح يحدد املالمح والقواعد األساسية التي تجرى من خاللها
الدراسة امليدانية ،وذلك من خالل:
أوالـ مجتمع وعينة الدراسة:
يعد تحديد املوقع الذي يجري فيه البحث أما ر في غاية األهمية ،والختبار الفرضيات ميدانيا قد اختار الباحث إسقاط
اإلطار النظري ملوضوع الدراسة على قطاع الجلود ممثال بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة.
1ـ مجتمع الدراسة:
بالنسبة لدراستنا هذه يتكون مجتمع الدراسة من جميع املوظفين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة والبالغ عدد موظفيها
( )96موظف ،وذلك على اختالف مستوياتهم التنظيمية (إدارة عليا،إدارة وسطى،إدارة دنيا ،الوظائف النمطية).
دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية :دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة
بن عودة مصطفى & غويني سمير
الجدول رقم ( :)2معامالت الثبات ملحاور الدراسة باستخدام طريقة ألفا كرونباخ
معامل الثبات عدد الفقرات محاور الدراسة
0.809 12 أخالقيات األعمال
0.821 12 امليزة التنافسية
0.849 24 االتجاه العام
املصدر:من إعداد الباحثين بناءا على مخرجات ).(spss
خامساـ تشخيص ووصف مستوى إدراك متغيرات الدراسة لدى العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة:
نهـدف مـن خـالل هـذا املحـور إلـى إعطـاء تصـور عـام حـول أخالقيـات األعمـال وامليـزة التنافسـية داخل مدبغة الهضاب
العليا بالجلفة.
1ـ تشخيص وتحليل البيانات الشخصية لعينة الدراسة:
يتضح من خالل الجدول ( ،)3بأن أفراد عينة الدراسة تتشكل في مجملها من الذكور بنسبة بلغت ( ،)100%كما ال
حضنا أن ما نسبته ( )80%من مفردات عينة الدراسة أعمارهم (تزيد عن 30سنة فما فوق) ،كما الحظنا أن غالبية أفراد
عينة الدراسة لديهم مستوى (ثانوي فما أكثر) ،بنسبة تقدر بـ ( ،)74.3%وهذا مؤشر يدل على أن نسبة عالية من أفراد مجتمع
الدراسة واعين ومؤهلين بمستوى عالي ،وهو ما يمكنهم من تقديم إجابات منطقية وبالشفافية املطلوبة عن واقع املوضوع
املدروس داخل مؤسسات دباغة الجلود محل الدراسة.
الجدول رقم ( :)3توزيع عينة الدراسة حسب البيانات الشخصية لعينة الدراسة
النسبةاملئوية التكرار البيان البيانات الشخصية
%100 35 ذكر
%0 0 انثى النوع االجتماعي
%100 35 املجموع
%20.0 7 أقل من 30سنة
%54.3 19 بين 30و 40سنة
%14.3 5 بين 41و 50سنة عمر املوظف
%11.4 4 أكثر من 50سنة
%100 35 املجموع
25.71% 9 أقل من الثانوي
31.43% 11 ثانوي
5.71% 2 تقني
5.71% 2 تقني سامي
.20% 7 ليسانس املستوى التعليمي
5.71% 2 ماستر
5.71% 2 مهندس
0% 0 ماجستير
100% 35 املجموع
املصدر:من إعداد الباحثين بناء على مخرجات )(SPSS
دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية :دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة
بن عودة مصطفى & غويني سمير
الجدول رقم ( :)5املتوسطات الحسابية واالنحرافات املعيارية ومستويات املوافقة ألبعاد أخالقيات األعمال
املستوى العام الترتيب االنحراف املعياري املتوسط الحسابي أبعاد أخالقيات األعمال
مرتفع 2 0.48 3.94 أخالقيات املوظف
مرتفع 1 0.81 3.95 أخالقيات املدير
متوسط 3 0.56 3.36 أخالقيات املنظمة
مرتفع // 0.48 3.75 املجموع بشكل عام
الجدول رقم ( : )7نتائج تحليل التباين النحدار للتأكد من صالحية النموذج الختبار أثر أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة
التنافسية
مستوى الداللة معامل التحديد
قيمة )(F متوسط املربعات مجموع املربعات درجة الحرية مصدر التباين
)(F )(R2
*0.036 126.0 4.776 0.980 0.980 3 اإلنحدار
0.205 6.771 31 الخطأ
7.751 34 املجموع
( ،)%12.6من التباين في املتغير التابع (امليزة التنافسية مجتمعة) ،وأن املتبقي من هذه النسبة يعود إلى الخطأ العشوائي في
املعادلة ،أو ربما لعدم إدراج متغيرات مستقلة أخرى كان من املفروض إدراجها ،أو الختالف طبيعة نموذج االنحدار عن
النموذج الخطي ،وبالتالي فهي قوة تفسيرية ضعيفة ،أما قيمة معامل ) ،(ß2والتي بلغت ) ،(0.289فتشير إلى أن أي تغير فيبعد
أخالقيات املدير بوحدة واحدة سيؤدي إلى حصول تغير في امليزة التنافسية مجتمعة بمقدار ).(0.289
وطبقا لهذه النتائج فهناك مبرر بقبول الفرضية الفرعية الثانية والتي مفادها هناك عالقة تأثير موجبة ذات داللة
إحصائية عند مستوى معنوية ( ،)α≤ 0.05بينأبعادأخالقيات األعمال (أخالقيات املوظف ،أخالقيات املدير ،أخالقيات
املنظمة) ،وتحقيق امليزة التنافسية بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة.
املبحث الرابع :النتائج والتوصيات
استنادا إلى ما تم عرضه من مفاهيم عن أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية في اإلطار النظري للبحث والنتائج التي
توصل إليها البحث في إطاره العملي ،فقد توصل البحث إلى عدد من االستنتاجات واملقترحات اآلتية:
أوال :النتائج
-1حظي مفهوم أخالقيات األعمال بمفاهيم عديدة تعكس وجهات نظر وآراء عدد من علماء ومفكري الفكر اإلداري حول
تشخيص أهميتها في حياة املنظمات ،أما في هذا البحث فإن أخالقيات األعمال التي تقوم على أسس العدالة واملساواة
والشفافية والنزاهة في أنشطتها لها بالغ األثر في تحقيق امليزة التنافسية للمنظمات.
-2إن الحاجات املستحقة واملنتجات اآلمنة واملعلومات الوفيرة تعد أبعادا أساسية للتنافس املبني على األسس األخالقية الذي
تتمكن من خالله منظمات األعمال من إعطاء الشرعية ألرباحها ونجاحاتها.
-3خلصنا إلى أن إدراك أن مستوى أخالقيات األعمال بأبعادها كان مرتفعا لدى أفراد عينة الدراسة ،وهذا ما يعكسه املستوى
املرتفع ألغلب أبعادها ،حيث جاء بعد أخالقيات املدير في املرتبة األولى ،يليه بعد أخالقيات املوظف في املرتبة الثانية ،إذ سجلنا
تحققهم جميعا بمستويات مرتفعة مما يعني أن إجابات أفراد عينة الدراسة ضمن هذه األبعاد كانت أقل تشتتا وأكثر تجانسا
ومالئمة وأهمية من باقي أبعاد أخالقيات األعمال األخرى يليه بعد أخالقيات املنظمة في املرتبة الثالثة ،إذ سجلنا تحققه
بمستوى متوسط ،مما يعني أن إجابات أفراد عينة الدراسة ضمن هذا البعد كانت أكثر تشتتا وأقل تجانسا وأهمية من باقي
أبعاد أخالقيات األعمال األخرى.
-4خلصنا إلى أن إدراك مستوى امليزة التنافسية كان مرتفعا لدى أفراد عينة الدراسة ،وهذا ما يعكسه املستوى املرتفع ألغلب
فقراتها ،إذ سجلنا تحققهم جميعا بمستويات مرتفعة مما يعني أن إجابات أفراد عينة الدراسة ضمن هذه الفقرات كانت أقل
تشتتا وأكثر تجانسا ومالئمة وأهمية ملحور امليزة التنافسية.
-5تبين بأن هناك عالقة تأثير موجبة ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية ( ،)α≤ 0.05بين أخالقيات األعمال وامليزة
التنافسية لدى العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة .إذ بلغ معامل التحديد بينهما ( ،)R=0.356مما يشير إلى وجود عالقة
ارتباط موجبة وقوية بينهما ،وهذاما يؤكد بأن املتغير املستقل (أخالقيات األعمال) ،فسر ما مقداره ( ،)12.6%من التباين في
املتغير التابع (امليزة التنافسية).
-6تبين من خالل نتائج االنحدار الخطي املتعدد أن هناك عالقة تأثير موجبة ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية ( ≤α
،)0.05بين أخالقيات املدير وامليزة التنافسية لدى العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة.
دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية :دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة
بن عودة مصطفى & غويني سمير
-7تبين كذلك من خالل نتائج االنحدار الخطي املتعدد أنه ال توجد عالقة تأثير موجبة ذات داللة إحصائية عند مستوى
معنوية ( ،)α≤ 0.05بين أخالقيات املوظف وأخالقيات املنظمة فيتحقيق امليزة التنافسية لدى العاملين بمدبغة الهضاب العليا
بالجلفة.
ثانيا :التوصيات
في ضوء النتائج التي توصل إليها البحث يمكن تقديم التوصيات التالية:
.1ضرورة زيادة اهتمام مدبغة الهضاب العليا بالجلفة بأخالقيات األعمال ،السيما في ظل تناميت طلبات وحاجات املجتمع
املحلي من جهة ،واملسؤوليات األخرى التي أصبحت تشكل التزاما أخالقيا وقانونيا يقع على عاتق منظمات األعمال من جهة
أخرى ،من خالل التنويع في طرق وأساليب أعمالها بهذا الخصوص.
.2تطوير ميثاق أخالقي يلزم اإلداريين التقيد به أثناء ممارستهم لواجباتهم على اختالف مستوياتهم الوظيفية وهو ما يساعد في
تحقيق ميزة تنافسية أخالقية مستدامة.
.3وضع حوافز مادية ومعنوية للموظفين الذين يؤدون عملهم بكل أمانة واخالص حتى ال يميل املوظفين إلى استخدام أساليب
غير شرعية.
.4يتطلب من مدبغة الهضاب العليا بالجلفة بذل املزيد في سبيل تحقيق ميزة تنافسية أخالقية مستدامة مبنية على أساس
تقديم منتجات آمنة وخالية من األخطاء واشباع الحاجات املستحقة لزبائنها وتزويدهم بمعلومات وفيرة حول منتجاتها.
.5أفصحت النتائج عن عدم وجود اثر معنوي ألخالقيات املوظف وأخالقيات املنظمة في تحقيق امليزة التنافسية ،مما يعني
ضرورة بذل املزيد من الجهد من قبل مدبغة الهضاب العليا بالجلفة تجاه االلتزام باملعايير األخالقية والقانونية في بيئة العمل،
وكذا تطبيق العدالة وعدم التحيز في معاملة جميع املوظفين.
.6ضرورة بناء نظام تقييم متقدم بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة ،وذلك لتعتمد عليه في تقييم أداءها املتعلق بأنشطة
اخالقيات العمل بشكل دوري ،األمر الذي سيعزز لديها إمكانية التحسين املستمر في التزاماتها االخالقية للعمل.
.7خلق مكاتب ولجان أخالقية في إطار الهيكل التنظيمي تهتم بأخالقيات األعمال داخل مدبغة الهضاب العليا بالجلفة مع
إعطاء االستقاللية لهذه اإلدارات وتخصيص إطارات تعمل بوقت كامل في هذه املكاتب مع تخصيص ميزانيات محددة وبشكل
منتظم لدعم أنشطتها وبرامجها وفصل هذه امليزانيات عن امليزانيةاألساسية للمنظمة.
قائمة املراجع:
.1االونكتاد ،السياسات العامة لألعمال وهياكل التنظيم األساسية ،املنهج الدولي ملؤتمر األمم املتحدة للتجارة والتنمية ،
املجمع العربي للمحاسبين القانونيين ،عمان ،األردن.2001 ،
.2إياد فاضل التميمي ،شاكر جار هللا الخشالي ،السلوك اإلبداعي وأثره على امليزة التنافسية :دراسة ميدانية في
شركات الصناعات الغذائية األردنية ،مجلة البصائر األردن -جامعة البترا ،املجلد ( ،)8العدد (.2004 ،)2
.3بودراع أمنية ،دور أخالقيات األعمال في تحسين أداء العاملين :دراسة عينة من البنوك التجارية الجزائرية ،مذكرة
ماجستير غير منشورة في إدارة املنظمات ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،قسم علوم التسيير ،جامعة
املسيلة ،الجزائر.2013 ،
دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية :دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة
بن عودة مصطفى & غويني سمير
.4جنان شهاب احمد ،أخالقيات العمل :منظور إداري معاصر في تعزيز املسؤولية االجتماعية للمنظمات :دراسة تحليلية
آلراء العاملين في مؤسسة الشاكري للمبرآت االجتماعية ،مجلة القادسية للعلوم اإلدارية واالقتصادية ،العراق :جامعة
القادسية ،املجلد ( ،)15العدد (.2013 ،)4
.5خليدة محمد بلكبير ،تحليل مواقف واتجاهات مسيري املؤسسات الجزائرية اتجاه التمكين كأداة لتحقيق امليزة
التنافسية ،أطروحة دكتوراه غير منشورة في إدارة األعمال ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،قسم علوم التسيير ،جامعة
الجزائر (.2013 ،)3
.6رزيقة يحياوي ،اإلبداع كمدخل الكتساب ميزة تنافسية مستدامة في منظمات األعمال :دراسة حالة ملبنة الحضنة
باملسيلة ،مذكرة ماجستير غير منشورة في إدارة املنظمات ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،قسم علوم
التسيير ،جامعة املسيلة ،الجزائر.2013 ،
.7رعد حسن الصرن ،كيف تتعلم أسرار الجودة الشاملة ،الطبعة الثانية ،مشق -سوريا :دار عالء الدين للنشر والتوزيع،
.2001
.8صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،اإلدارة واألعمال ،الطبعة الثانية ،عمان -األردن :دار وائل
للنشر والتوزيع.2008 ،
.9صالح مهدي محسن الغالبي ،محسن منصور العامري ،املسؤولية االجتماعية وأخالقيات األعمال :األعمال واملجتمع،
الطبعة األولى ،األردن :دار وائل للنشر والتوزيع. 2008 ،
.10طاهر محسن الغالبي ،وائل صبحي إدريس ،اإلدارة االستراتيجية :منظور منهجي متكامل ،الطبعة األولى ،عمان ـ األردن:
دار وائل للنشر والتوزيع.2007،
.11عبد الرحمن بالعايب ،بالرقي التيجاني ،إشكالية حوكمة الشركات وإلزامية احترام أخالقيات األعمال في ظل األزمة
االقتصادية الراهنة ،ورقة بحثية مقدمة إلى امللتقى الدولي حول الحكومة وأخالقيات األعمال في املنظمات ،الجزائر :جامعة باجي
مختار بعنابة.2009 ،
.12عالء فرحان طالب الدعمي ،دور إدارة الجودة الشاملة في تحقيق امليزة التنافسية املستدامة :بحث استطالعي في شركة
التأمين العراقية العامة ،مجلة دراسات محاسبية ومالية ،العراق :املعهد العالي للدراسات املالية واملحاسبية ،جامعة بغداد،
املجلد ( ،)7العدد (.2012 ،)21
.13علي السلمي ،إدارة املوارد البشرية االستراتيجية ،دار غريب للنشر،القاهرة -مصر.2001 ،
.14العنزي سعد ،الساعدي مؤيد ،أخالقيات اإلدارة :مداخل التكوين في منشآت األعمال ،املجلةالعراقية للعلوم اإلدارية،
العراق :كلية اإلدارة واالقتصاد ـ جامعة كربالء ،املجلد ( ,)1العدد (.2002 ,)3
.15مراد سليم عطياني ،عبد هللا جميل بوسلمى ،أثر ممارسة أخالقيات عمل إدارة املوارد البشرية على تحقيق رضا
العاملين ،مجلة دراسات ،العلوم اإلدارية ،األردن :كلية إدارة األعمالـ الجامعة األردنية ،مجلد ( ،)41العدد (.2014، ،)2
.16ميادة حياوي مهدي ،رازق مخور داود ،تأثير أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية :أنموذج إسالمي مقترح
للمنظمات املحلية املعاصرة ،مجلة الغري للعلوم االقتصادية واإلدارية ،العراق :كلية اإلدارة واالقتصاد ـ جامعة الكوفة ،املجلد
( ،)7العدد (.2011 ،)21
17. Donaldson Davis, Business Ethics, Management Decision Journal, Vol. 28, No. 6, 1990.
دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية :دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة
بن عودة مصطفى & غويني سمير
18. Jones, Organizationl Theory: Text et Cases, 2nd, New York, Addison Wesley Publishing, 1999.
19. Michael Porter, L’avantage concurrentiel, Dunod, Paris, 2000.
20. Philip Kotler et al, Marketing Management , 11ème, édition, Pearson éducation, Paris, 2004.
21. Weihrich Koontz ,Management: A Global perspective, International Edition, McGraw – Hill
Inc, New York, USA, 1993, p: 70.
بن عودة مصطفى وغويني سمير ،)2019( ،دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات
االقتصادية :دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة ،مجلة امليادين االقتصادية ،املجلد 02
(العدد ،)01جامعة الجزائر ،3ص.ص ،42- 25الجزائر.