You are on page 1of 18

‫جملة امليادين االقتصادية‬

:‫ الصفحات‬، ، ‫ العدد‬، ‫اجمللد‬

‫ دراسة حتليلية آلراء‬:‫دور أخالقيات األعمال يف حتقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‬
‫العاملني مبدبغة اهلضاب العليا باجللفة‬
‫مسري غويين‬ ‫مصطفى بن عودة‬
‫ الجزائر‬،‫ جامعة البليدة‬،‫مخبر التنمية االقتصادية والبشرية في الجزائر‬ ‫ الجزائر‬،‫ جامعة الجلفة‬،MQEMADD ‫مخبر‬
bilal.ghouini@gmail.com m.benaouda@mail.univ-djelfa.dz

Algeria's Economic and Human Development MQEMADD Research Laboratory, university of


Laboratory, University of Blida 2, Algeria Djelfa, Algeria.

Abstract: :‫مستخلص‬
This study dealt with the issue of the role of business ethics ‫تناولت هذه الدراسة موضوع دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية‬
in Achieving competitive advantage for organizations, The
study was applied to a sample of (35) employees, out of a ‫ من أصل‬،‫) موظفا‬35( ‫ وطبقت الدراسة على عينة مكونة من‬،‫للمؤسسات‬
study population of (96) employees. The study used a ‫ حيث استخدمت الدراسة االستبيان‬.‫) موظف‬96( ‫مجتمع الدراسةاملكون من‬
questionnaire as a key tool for gathering information and ‫ وتم توزيع االستبيان عشوائيا على‬،‫كأداة رئيسية لجمع املعلومات والبيانات‬
data, The questionnaire was distributed randomly on
various workers in the high plateaus tannery in Djelfa, and ‫ وذلك على اختالف‬،‫مختلف العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
so on different organizational levels (Top management, .)‫ وظائف نمطية‬،‫ إدارة دنيا‬،‫ إدارة وسطى‬،‫مستوياتهم التنظيمية (إدارة عليا‬
Middle management, Lower management, Typical :‫وخلصت الدراسة إلى مجموعة من نتائج من أهمها ما يلي‬
functions), The study concluded to a set of results
including the following: ،‫ (أخالقيات املدير‬،‫ارتفاع مستوى إدراك جميع أبعاد أخالقيات األعمال‬
The high level of awareness of all the dimensions of ‫ ماعدا بعد‬،‫ إذ سجلنا تحققهم بمستويات مرتفعة‬،)‫أخالقيات املوظف‬
business ethics (Ethics Director, Employee Ethics) as we .‫ الذي سجلنا تحققه بمستوى متوسط‬،)‫(أخالقيات املنظمة‬
noticed high levels, except dimension (Ethics Organization)
in which we noticed medium level. ‫ ارتفاع مستوى إدراك امليزة التنافسية لدى العاملين بمدبغة الهضاب العليا‬
The high level of awareness of competitive advantage .‫بالجلفة‬
among workers in the high plateaus tannery in Djelfa. ‫ تبين من خالل نتائج االنحدار الخطي املتعدد أن هناك عالقة تأثير موجبة‬
The study showed through the multiple linear regression
results that there is a statistically significant positive effect ،‫ بين (أخالقيات املدير‬،)α≤ 0.05( ‫ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية‬
at α level (α≤ 0.01), between (Ethics Director, business ‫ وامليزة التنافسية لدى العاملين بمدبغة الهضاب العليا‬،)‫أخالقيات األعمال‬
ethics) and competitive advantage among workers in the .‫بالجلفة‬
high plateaus tannery in Djelfa.
The study showed through the multiple linear regression ‫ تبين من خالل نتائج االنحدار الخطي املتعدد أنه ال توجد عالقة تأثير‬
results that there is no statistically significant positive effect ‫ بين بعدي‬،)Α≤ 0.05( ‫موجبة ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية‬
at α level (α≤ 0.01), between (Employee Ethics, Ethics ‫ وامليزة التنافسية لدى العاملين‬،)‫ أخالقيات املنظمة‬،‫(أخالقيات املوظف‬
Organization) and competitive advantage among workers
in the high plateaus tannery in Djelfa. .‫بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
Keywords: business ethics, competitive advantage, the ‫ مدبغة الهضاب العليا‬،‫ امليزة التنافسية‬،‫ أخالقيات األعمال‬:‫الكلمات املفتاحية‬
high plateaus tannery in Djelfa. .‫بالجلفة‬

JEL Classification Codes: M10; M16.

m.benaouda@mail.univ-djelfa.dz :‫ البريد االلكتروني‬،‫ بن عودة مصطفى‬:‫املؤلف املراسل‬


‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن املتتبع لبيئة األعمال اليوم‪ ،‬يالحظ بأن املؤسسات االقتصادية تعيش في بيئة أعمال تتصف بالتغير والتعقد الشديد‬
‫نتيجة ارتفاع درجة الغموض واإلبهام وحاالت عدم التأكد ناهيك على أنها بيئة غير مستقرة تشهد مجموعة من التطورات‬
‫واملستجدات متسارعة اإليقاع وفي شتى امليادين‪ ،‬خصوصا عندما تغيرت قواعد لعبة األعمال وبدأنا نعيش ونلتمس أبعاد عالم‬
‫جديد‪ ،‬عالم شبكي مترابط تزداد فيه عوامل التقارب وكذا انحصار الفوارق املكانية والزمانية بين الدول والشعوب‪ ،‬نتيجة تفاقم‬
‫ظاهرة العوملة واشتداد أتون املنافسة وانتشار ظاهرة االنفجار الرقمي والكمي‪ ،‬وتزايد سرعة وتيرة ثورات االتصال واملعلومات‪،‬‬
‫مما أدى إلى صعوبة التكيف والتحكم والسيطرة في هذه التغيرات البيئية‪.‬‬
‫ومن املفاهيم اإلدارية التي أنتجها الفكر اإلداري املعاصر مؤخرا واستحوذت على اهتمام الكثير من الباحثين واملمارسين‬
‫وبدأت تتغلغل بصورة مكثفة في أدبيات اإلدارة مفهوم أخالقيات األعمال الذي أصبح يعول عليه كثيرا لالرتقاء بمستوى أداء‬
‫املنظمة واملوظفين على حد سواء‪ ،‬خاصة في ظل انتشار الكثير من الخروقات األخالقية وتدني معايير األخالق املتعارف عليها‪ ،‬لذا‬
‫أصبحت األخالق مطلبا رئيسيا من سمات البيئة املعاصرة‪ ،‬والتي تتطلب من منظمات األعمال أن تكون كفوءة وفاعلة في أدائها‬
‫االقتصادي االجتماعي‪ ،‬وذلك من خالل تقديم املنتجات اآلمنة لعمالئها وتوفير املعلومات املناسبة عن منتجاتها سواء الحالية أم‬
‫املطورة لضمان واكتساب ميزات تنافسية ذات بعد أخالقي‪.‬‬
‫في هذا اإلطار تأتي دراستنا هذه للبحث عن ثنائية أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية‪ ،‬انطالقا من محاولة التعريف‬
‫بمفهوم كل من أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية‪ ،‬وكذا تحديد طبيعة العالقة التي تربط بين أبعادأخالقيات األعمال وامليزة‬
‫التنافسية في املؤسسات الجزائرية‪ ،‬وذلك بتسليط الضوء على هذا املوضوع ودراسته من عدة جوانب وذلك بالتطبيق على قطاع‬
‫صناعة الجلود بالجزائر‪ ،‬متخذين مدبغة الهضاب العليا بالجلفة كعينة عن املؤسسات الجزائرية في الدراسة امليدانية‪.‬‬
‫‪ .I‬اإلطار املنهجي للبحث‬
‫أوال‪ :‬مشكلة البحث‪:‬‬
‫وما هذه الدراسة إال محاولة ملعرفة مستوى إدراك كل من أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية‪ ،‬وكذا معرفة طبيعة‬
‫العالقة من حيث االرتباط والتأثير بين أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية‪.‬ولهذا فإن إشكالية دراستنا يمكن صياغتها على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫ما دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة؟‬
‫واستنادا إلى ذلك فإن هذه الدراسة تسعى لإلجابة على األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪.1‬ما مستوى إدراك أخالقيات األعمال في مدبغة الهضاب العليا بالجلفة من وجهة نظر العاملين فيها؟‬
‫‪.2‬ما مستوى إدراك امليزة التنافسية في مدبغة الهضاب العليا بالجلفة من وجهة نظر العاملين فيها؟‬
‫‪ .3‬هل ثمة عالقة ارتباطية دالة إحصائيا بين أخالقيات األعمال كمتغير مستقل‪ ،‬وبين امليزة التنافسية كمتغير تابع في مدبغة‬
‫الهضاب العليا بالجلفة من وجهة نظر العاملين فيها؟‬
‫‪ .4‬هل ثمة عالقة تأثير دالة إحصائيا بين أخالقيات األعمال كمتغير مستقل‪ ،‬وبين امليزة التنافسية كمتغير تابع في مدبغة‬
‫الهضاب العليا بالجلفة من وجهة نظر العاملين فيها؟‬
‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫ثانيا‪ :‬فرضيات البحث‪:‬‬


‫وانطالقا هذه من اإلشكالية الرئيسية واألسئلة الفرعية السابقة‪ ،‬قمنا بتبني يتضمن فرضيتين رئيسيتين يتفرع منهما عدد‬
‫من الفرضيات الفرعية ‪ ،‬حيث سنحاول اختبار مدى صحتها إحصائيا‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪‬الفرضية األولى‪» :‬يوجد مستوى إدراك مرتفع ملتغيرات الدراسة (أخالقيات األعمال‪ ،‬امليزة التنافسية)‪ ،‬لدى العاملين بمدبغة‬
‫الهضاب العليا بالجلفة»‪.‬‬
‫‪ ‬الفرضية الثانية‪» :‬هناك عالقة تأثير موجبة ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية (‪ ،)α≤ 0.05‬بينأبعادأخالقيات األعمال‬
‫(أخالقيات املوظف‪ ،‬أخالقيات املدير‪ ،‬أخالقيات املنظمة)‪ ،‬وتحقيق امليزة التنافسية بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة»‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهداف البحث‪:‬‬
‫تسعى هذه الدراسة إلى تحليل العالقة بين أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‪ .‬ويتضمن‬
‫هذا املسعى تحقيق األهداف اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬توضيح الخلفية النظرية للمتغيرات األساسية املتعلقة بمفهوم أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية‪ ،‬ودور كل منهما بالنسبة‬
‫للمؤسسات االقتصادية في إثبات الجدوى من األداء الشامل؛‬
‫‪ .2‬التعرف التحليلي امليداني على واقع إدراك كل من أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية‪ ،‬طبقا لآلراء عينة الدراسة‪ ،‬ودعم‬
‫النتائج الواردة بالتفسيرات املناسبة؛‬
‫‪.3‬اختبار طبيعة العالقة بين أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية‪ ،‬طبقا لآلراء عينة الدراسة‪ ،‬ودعم النتائج الواردة بالتفسيرات‬
‫املناسبة؛‬
‫‪ .4‬اختبار طبيعة التأثيربين أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية‪ ،‬على صعيد املتغيرات واألبعاد وبيان نتائج االختبار وتفسيرها؛‬
‫‪ .5‬الخروج بعدد من النتائج والتوصيات التي يمكن أن تكون ذات فائدة سواء للباحثين املهتمين بموضوع هذا البحث أو‬
‫للممارسين من املديرين واملسؤولين عن إدارة مؤسسات دباغة الجلود بالجزائر‪.‬‬
‫رابعاـ‪ :‬أهمية البحث‪:‬‬
‫تنبع أهمية هذا البحث من اإلضافات التي يتوقع أن يقدمها على املستويين العلمي والتطبيقي‪ ،‬فعلى املستوى العلمي‬
‫يستمد البحث أهميته ممايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه يعد مكمال ملا سبق من دراسات في هذا املجال الحيوي والحديث نسبيا في إدارة االعمال‪ ،‬خاصة وأن هناك حاجة ماسة‬
‫إلجراء املزيد من البحوث امليدانية املرتبطة بأخالقيات األعمال وبصفة خاصة في املنظمات اإلنتاجية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -2‬أن املوضوع يعتبر من املوضوعات الجديدة بالنسبة لواقعنا‪ ،‬وتزداد أهميته كونه يتناول موضوعين هامين في الحياة‬
‫االقتصادية واالجتماعية والبيئية لألفراد واملجتمعات‪ ،‬والتي تعتبر من األبعاد املهملة في العديد من منظماتنا وال تحظى باألهمية‬
‫واالهتمام الالزمين‪.‬‬
‫‪ -3‬يركز البحث على تفعيل املفاهيم واملبادئ النظرية املندرجة ضمن مفهوم أخالقيات األعمال ومفهوم امليزة التنافسية‪ ،‬كآليات‬
‫معرفية للتعامل مع املتغيرات التنظيمية ذات العالقة بالعمل اإلداري‪.‬‬
‫أما على املستوى التطبيقي فيستمد البحث أهميته مما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تكوين تصور واضح ملستوى أخالقيات األعمال السائدة لدى مدبغة الهضاب العليا بالجلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬تنمية الوعي لدى املنظمات بضرورة التوصل إلى تحقيق التميز على أساس أخالقي‪.‬‬
‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫خامسا‪ :‬حدود البحث‪:‬‬


‫بهدف التحكم في املوضوع ومعالجة اإلشكالية محل البحث‪ ،‬قمنا بوضع حدود وأبعاد الدراسة واملتمثلة أساسا في ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬الحدود املوضوعية‪ :‬اقتصرت الدراسة بشكل أساس ي علىتحليل عالقة االرتباط والتأثير بين أخالقيات األعمال وامليزة‬
‫التنافسية بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‪.‬‬
‫‪.2‬الحدود املكانية‪ :‬قمنا بإسقاط الدراسة النظرية في شكل دراسة ميدانية على مدبغة الهضاب العليا بوالية الجلفة‪.‬‬
‫‪.3‬الحدود البشرية‪ :‬قمنا بتوزيع االستبانة على عينة عشوائية من العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة على اختالف‬
‫تصنيفاتهم ومراكزهم الوظيفية ومن مختلف املستويات اإلدارية (اإلدارة العليا ـ اإلدارة الوسطى ـ اإلدارة اإلشرافية ـ الوظائف‬
‫النمطية)‪ .‬وذلك لقياس وتحليل مستوى إدراك أبعادأخالقيات األعمال (أخالقيات املنظمة‪ ،‬أخالقيات املدير‪ ،‬أخالقيات‬
‫املوظف)‪ ،‬وامليزة التنافسية من وجهة نظر العاملين فيها‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬أسلوب ومنهج البحث‪:‬‬
‫من أجل تأكيد أو نفي الفرضيات السابقة التي تسعى لإلجابة على اإلشكالية املطروحة‪ ،‬تم استخدام املنهج الوصفي‬
‫التحليلي‪ ،‬الذي ينسجم مع طبيعة وأغراض هذه الدراسة‪ ،‬ألنه يعكس املمارسات والظواهر املوجودة‪ ،‬ويرصد مدى توافر‬
‫أبعادأخالقيات األعمال وامليزة التنافسية‪ ،‬باإلضافة إلى التعرف على طبيعة واتجاه العالقة بينهما‪.‬‬
‫‪ .II‬اإلطار النظري للبحث‬
‫يتعرض الباحثين في هذا الجزء من الدراسة إلى تحليل اإلطار النظري والفكري ملفاهيم كل منأخالقيات األعمال وامليزة‬
‫التنافسية وكذا لطبيعة العالقة التفاعلية ما بين املفهومين‪.‬‬
‫أوالـ التأصيل النظري والفكري ألخالقيات األعمال‪:‬‬
‫‪1‬ـ مفهوم أخالقيات األعمال‪:‬‬
‫إن التطور الحاصل في بيئة األعمال الحالية على املستويين االقتصادي والثقافي رافقه وجود العديد من اإلشكاالت على‬
‫املستوى األخالقي واالجتماعي‪ ،‬فرغم مرور عقود طويلة على تطور منظمات األعمال لم يكن لألخالقيات حيزا يذكر بسبب‬
‫االهتمام بمعايير الربح والكفاءة‪،‬ناهيك عل أنها ال تخرج عن كونها اهتمامات ذاتية إلضفاء قدر من االعتبارات اإلنسانية على‬
‫األعمال واإلدارة‪.‬‬
‫ومع التغير الطارئ على البيئة العاملية وتزايد الفضائح األخالقية واتساع االنتقادات املوجهة لألعمال إلى حد اإلهمال‬
‫للمسؤولية االجتماعية واألخالقية أدى إلى االنتقال من الكفاءة املادية في النموذج االقتصادي إلى النموذج االجتماعي األخالقي‪،‬‬
‫ذلك أن جوانب السلوك األخالقي وضرورة تحمل املسؤولية األخالقية من قبل املنظمات ال ترتبط بمجتمعات محددة بل إنها‬
‫أصبحت موضوعا حيويا مهما تواجه منظمات األعمال في دول العالم ‪.‬‬
‫تعد اخالقيات األعمال من املوضوعات الرئيسة في األدبيات واملمارسات االداريـة املعاصرة لذلك كرس لها العديد من‬
‫املتخصصين جزءا كبيرا من اهتماماتهم‪ ،‬وأوردوا العديد من التعاريف لها‪ ،‬ويمكن أن نورد بعض التعريفات كما يلي‪:‬‬
‫يعرف (‪، )NigroFleix, 1984‬أخالقيات األعمال على أنها‪ » :‬مجموعة من املبادئ املدونة التي تأمر وتنهى عن سلوكيات‬
‫معينة تحت ظروف معينة وهي انعكاسات للقيم التي يتخذها األفراد كمعايير تحكم سلوكياتهم«‪( .‬بودراع‪ ،2013 ،‬ص‪)16 :‬‬
‫بينما يعرف (‪ ،)Richard Daft, 2003‬أخالقيات األعمال بأنها‪» :‬مجموعة من املبادئ السلوكية والقيم التي تحكم‬
‫سلوك الفرد أو الجماعة في التمييز بين الصواب والخطأ«‪( .‬عطياني وبوسلمى ‪ ،2014،‬ص‪)390 :‬‬
‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫كما يشير (‪ ،) Hellriegelandal,2008‬إلى أخالقيات األعمال على أنها‪» :‬تكامل قيم رئيسية متبادلة في التعامل بين املدير‬
‫والفرد العامل مثل األمانة والثقة واالحترام والعدالة؛ فضال عن السياسات واملمارسات املتبعة وصوال إل اتخاذ القرار األخالقي‬
‫داخل املنظمة«‪( .‬شهاب احمد‪ ،2013 ،‬ص‪)97 :‬‬
‫في حين عرفها (‪ ،)Koontz and Weihrich 1993‬بأنها‪« :‬كلما يتعلق بالعدالة واملساواة في توقعات املجتمع واملنافسة‬
‫النزيهة واإلعالن والعالقات العامة واملسؤولية االجتماعية وحرية الزبائن و التصرفات السليمة في البيئة املحلية والدولية»‪.‬‬
‫(‪)Koontz, 1993, P: 70‬‬
‫كما عرفتها (األنكتاد‪ ،)2001 ،‬بأنها‪» :‬اتجاه اإلدارة وتصرفها تجاه موظفيها وزبائنها واملساهمين واملجتمع عامة وقوانين‬
‫الدولة ذات العالقة بتنظيم عمل املنظمات إذ ينبق هذا التعريف بذاته عل عمل األفراد«‪( .‬االونكتاد‪ ،2001 ،‬ص‪،)194 :‬‬
‫وانطالقا من التعاريف السابقة يمكن أن نستنتج التعريف التالي ألخالقيات األعمال‪:‬‬
‫مجموعة من املبادئ السلوكية والقيم التي تحكم سلوك الفرد والجماعة واملنظمة ككل في التعامل مع جميع األطراف‬
‫ذوي العالقة باملنظمة حول التمييز بين ما هو جيد وما هو سيئ وبين الخطأ والصواب وبين املرغوب وغير املرغوب واملحددة‬
‫واملوجهة لسلوكيات واملمارسات التنظيمية الصحيحة‪ ،‬كما أنها تمثل ذلك املحك أو الدستور املرجعي املحدد للممنوعات‬
‫واملحظورات ومجاالت الحرية التي ال يجب اختراقها‪.‬‬
‫‪2‬ـ أهمية أخالقيات األعمال‪:‬‬
‫إن االلتزام باملبادئ األخالقية والسلوك األخالقي ذو أهمية بالغة بالنسبة للمنظمة وملختلف األطراف ذات العالقة معها‬
‫وملختلف شراح املجتمع؛ لذا فإن أهمية أخالقيات األعمال تبرز من خالل اآلتي‪:‬‬
‫‪‬يوجد ارتباط ايجابي بين االلتزام األخالقي واملردود املالي الذي تحققه املنظمة وإن لم يكن ذلك على املدى القصير فانه بالتأكيد‬
‫سيكون واضحا على املدى الطويل؛ (الغالبي والعامري‪ ،2008 ،‬ص‪)136 :‬‬
‫‪‬إن الحصول على الشهادات العاملية يقترن بالتزام املنظمة بالعديد من املعايير األخالقية في إطار اإلنتاج والتوزيع واالستهالك‬
‫والثقة ودقة وصحة املعلومة‪ .‬لذا فان الشهادة الدولية بااللتزام باملعايير الفنية تحمل في طياتها اعترافا بمضمون أخالقي؛‬
‫(بالعايب‪ ،2009 ،‬ص‪)05 :‬‬
‫‪ ‬زيادة أرباح منظمات األعمال نتيجة التزامها باملعايير األخالقية‪ ،‬فالتصرف الالأخالقي يضع املنظمة في مواجهة الكثير من‬
‫الدعاوي القضائية‪( .‬بودراع‪ ،2013 ،‬ص‪)16 :‬‬
‫‪ ‬تساعد القيم األخالقية على تقليل التكاليف التي تتكبدها املنظمة عند اتخاذ القرار املناسب‪ ،‬فالقواعد األخالقية تقلل من‬
‫الجهد والوقت املبذول في قياس الش يء الصحيح للقيام به أو اتخاذ القرار بشأنه‪)Jones, 1999, P: 196( .‬‬
‫‪ ‬تعزيز سمعة املنظمة على صعيد البيئة املحلية واإلقليمية والدولية وهذا أيضا له مردود إيجابي على املنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬املساعدة في الحفاظ على تصرفات أخالقية متزنة لدى العاملين في األوقات الصعبة والحرجة وكذا تقليل حاالت االضطراب في‬
‫ظروف العمل‪( .‬شهاب احمد‪ ،2013 ،‬ص‪)97 :‬‬
‫‪ ‬إن التطبيق الصحيح للبرامج األخالقية يؤدي إلى تحسين مستويات الثقة بين األفراد والجماعات في املنظمة‪ ،‬كما يقوي‬
‫الترابط املنطقي والتوازن في الثقافة التنظيمية السائدة ويعطي درجة من الشرعية لألفعال اإلدارية‪)Davis, 1990, P: 28( .‬‬
‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫‪ ‬وجود مدونة أخالقية تعطي تصورا عن كيفية التعامل مع مختلف املواقف في تحسين السلوك األخالقي لألفراد واملجموعات‬
‫واإلدارات واملنظمة وتساعد في نشر ثقافة تنظيمية تعزز االهتمام باألبعاد األخالقية ملختلف القرارات واملوقف واألفعال‪( .‬الغالبي‬
‫وإدريس‪ ،2007 ،‬ص‪)531:‬‬
‫‪3‬ـ جوانب أخالقيات األعمال‪:‬‬
‫تشير أخالقيات األعمال إلى مجموعة القيم واملعتقدات التي ترشد وتوجه سلوك املدراء واألفراد العاملين فيها واملنظمة‬
‫ككل حول الصحيح والخاطئ‪ ،‬حيث تعتبر املنظمة الوعاء الذي يتفاعل فيه األفراد مع مختلف املوارد التنظيمية وتسعى‬
‫منظمات األعمال إلى ربط هذه العناصر بطريقة تفاعلية من خالل إصدار مدونات من شأنها تجسيد املعايير واملبادئ األخالقية‪،‬‬
‫حيث يؤكد (‪ ،) Richard Daft, 2003‬في هذا الصدد بأن ألخالقيات األعمال ثالث جواب أساسية وهي‪:‬‬
‫‪- 1‬أخالقيات املوظف‪ :‬يعتبر املوظفون من األسس الرئيسية للمنظمة األخالقية‪ ،‬والبد أن تتوفر فيهم الخصائص والسمات مثل‬
‫االستقامة والصدق واملعاملة الصادقة ويكونوا أخالقيون في تعامالتهم العادلة مع اآلخرين‪ ،‬لذلك يتوجب على املدراء التركيز على‬
‫القيم األخالقية وإيجاد البيئة املشجع ة التي ترشد وتدعم السلوك األخالقي لكل العاملين‪ ،‬وإيجاد مناخ عمل أخالقي مالئم‬
‫ملمارسة اآلخرون ألعمالهم‪ ،‬والذي يتضمن خمسة جوانب أساسية واملتمثلة في‪( :‬مهدي وداود‪ ،2011،‬ص‪)127-126 :‬‬
‫‪ ‬تحديد ماهو أفضل لألفراد داخل املنظمة وخارجها؛‬
‫‪ ‬التأكيد على إطاعة الجوانب القانونية واملعايير املهنية وعدم انتهاكها يعد اعتبارا أخالقيا مهما في املنظمة؛‬
‫‪ ‬االلتصاق بالقواعد‪ ،‬ويشير إلى تعقب تلك القواعد واإلجراءات والسياسات املنظمية؛‬
‫‪ ‬التركيز على الجوانب املالية واألداء املنظمي‪ ،‬وذلك من خالل قيام األفراد ببذل الجهود لتحقيق استفادة املنظمة والنتائج‬
‫املحققة فيها؛‬
‫‪ ‬استقاللية األفراد‪ ،‬وتتضمن استرشاد األفراد بأخالقياتهم الشخصية في املنظمة ليقرروا ألنفسهم ما هو الصحيح إلتباعه وما‬
‫هو خاطئ لتجنبه‪.‬‬
‫‪- 2‬أخالقيات املدير‪:‬إن للمدراء دورا كبيرا وحيوي في التأثير على املرؤوسين وأن العاملين مدركين بشكل حقيقي للزالت‬
‫وإلخفاقات األخالقية لقادتهم‪ ،‬لذلك يجب أن تلعب سلوكيات املدير والقيم األخالقية التي يتبناها دورا هاما في املحافظة على‬
‫أخالقيات األعمال‪ ،‬وأن الطريق األولي الذي يختاره املديرليحدد النغمة األخالقية للمنظمة يتم من خال األفعال والتصرفات التي‬
‫يقوم بها عكس تلك القيم في الواقع العملي‪ ،‬وإذا لم يصغي األفراد إلى القيم التي يحددها لهم قادتهم‪ ،‬فان ذلك يؤشر أن األفكار‬
‫التي يحملونها تدور حول عدم أهمية القيم األخالقية في املنظمة‪( .‬مهدي وداود‪ ،2011،‬ص‪)128 :‬‬
‫‪3‬ـ ‪-‬أخالقيات املنظمة‪ :‬وتشكل هذه املجموعة من املقومات الركن الثالث ضمن مجموعة األدوات التييستخدمها املدراء في‬
‫املنظمات لتشكيل القيم وتعزيز السلوكيات األخالقية والتحول باملنظمة لتصبح منظمة أخالقية‪ ،‬وتتضمن هذه املجموعة ما‬
‫يأتي‪( :‬سعد ومؤيد‪ ،2002 ،‬ص‪ )111 :‬و(مهدي وداود‪ ،2011،‬ص‪)129 :‬‬
‫أ ‪-‬الثقافة التنظيمية‪ :‬توصف الثقافة التنظيمية بأنها من القوى األساسية املساهمة في تكوين أو بناء املنظمة األخالقية‪ ،‬وفي‬
‫هذا الصدد يشار إليها من خالل ثالثة اتجاهات‪ :‬االتجاه الذي يركز على الثقافة عبر األبعاد الفكرية غير امللموسة كالقيم‬
‫واملعتقدات واالفتراضات والفلسفة واإليديولوجيا والتوقعات واملواقف امل شتركة التي تربط أعضاء املنظمة؛ االتجاه الذي يركز‬
‫على الثقافة من خالل مظاهرها مثل الرموز والطقوس وأنماط السلوك واألبنية والهياكل واألنظمة أو مظاهر السلوك؛ واالتجاه‬
‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫الذي يستوعب االتجاهات الفكرية ويتمثل في التأثير األساس ي للنسيج الثقافي في صياغة أخالقيات األعمال وتحول املنظمة إلى‬
‫منظمة أخالقية‪.‬‬
‫ب ‪-‬الرموز األخالقية‪ :‬وهي عبارات أساسية تعكس قيم املنظمة املتعلقة بالجوانب األخالقية واالجتماعية‪ ،‬ومن شأن هذه‬
‫العبارات أن تبلغ العاملين في املنظمة عن السبب الرئيس لنشوء املنظمة‪ ،‬وتميل تلك الرموز األخالقية إلى أن تكون بشكلين‪:‬‬
‫الرموز األخالقية املستندة إلى املبادئ‪ ،‬الرموز األخالقية املستندة إلى السياسات‪.‬‬
‫ج ‪ -‬الهياكل األخالقية‪ :‬وتتمثل باألنظمة املختلفة‪ ،‬واملواقف أو االفتراضات‪ ،‬والبرامج التي تتعهد املنظمة بتطبيق السلوك‬
‫األخالقي من خاللها‪ .‬وذلك من خالل تشكيل اللجان األخالقية التي تضم مجموعة من مدراء األقسام املعنيين بتفحص‬
‫األخالقيات في املنظمة‪ ،‬ومن املهام الرئيسة لهذه اللجان أنها تقوم بتحديد األحكام املالئمة للتساؤالت التي تثار حول املوضوعات‬
‫األخالقية في املنظمة‪ ،‬كما تقوم هذه اللجان بتقدير مسؤولية املخالفات املرتكبة ومسؤولية الجهة املحاسبة عنها‪ ،‬ويعد وجود‬
‫هذه اللجان ضروريا السيما للمنظمات التي ترغب بإجراء التعديل الفوري لسلوكيات األفراد فيها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم امليزة التنافسية‬
‫تعتبر امليزة التنافسية من أهم املؤشرات التي تعبر عن النجاعة االقتصادية للمنظمة حيث تعد املقوم األساس ي الذي‬
‫تحقق املنظمة بواسطته أهدافها األساسية املتمثلة في الربح والنمو واملحافظة على الحصص السوقية مقارنة بمنافسيها‪.‬‬
‫‪1‬ـ تعريف امليزة التنافسية‪:‬‬
‫وإلعطاء الداللة الحقيقة ملفهوم امليزة التنافسيةيمكن الرجوع إلى عدة تعاريف نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫يعرفها (‪ ،)Michael Porter, 2000‬بأنها‪» :‬تنشأ امليزة التنافسية بمجرد توصل املنظمة إلى اكتشاف طرق جديدة أكثر‬
‫فعالية من تلك املستخدمة من قبل املنافسين‪ ،‬حيث يكون بمقدورها تجسيد هذا االكتشاف ميدانيا‪ ،‬أو بمعنى آخر بمجرد‬
‫إحداث عملية إبداع بمفهومه الواسع« (‪)Porter, 2000, P: 08‬‬
‫ويعرفها (السلمي‪ ،2001 ،‬ص‪ ،)01 :‬بأنها‪» :‬املهارة أو التقنية أو املورد املتميز الذي يتيح للمنظمة إنتاج قيم ومنافع‬
‫للعمالء تزيد عما يقدمه لهم املنافسون‪ ،‬ويؤكد تميزها واختالفها عن هؤالء املنافسين منوجهة نظر العمالء الذين يتقبلون هذا‬
‫االختالف والتميز حيث يحقق لهم املزيد من املنافع والقيم التي تتفوق على ما يقدمه لهم املنافسون اآلخرون«‪.‬‬
‫ويعرفها (‪،)Kotler, 2004, P: 265‬على أنها‪» :‬القدرة على إنجاز األعمال بأسلوب معين أومجموعة من األساليب التي‬
‫تجعل املؤسسات األخرى عاجزة عن مجاراتها في املدى القريب أو في املستقبل«‪.‬‬
‫وانطالقا من التعاريف السابقة يمكن أن نستنتج التعريف التالي لسلوك املواطنة التنظيمية‪ :‬هي القدرة على التميز‬
‫والتفرد عن بقية املنافسين اآلخرين‪ ،‬من خالل امتالك خاصية أو مجموعة من الخصائص اإلبداعية التي تمكنها من تعزيز‬
‫مركزها التنافس ي وزيادة حصتها السوقية‬
‫‪2‬ـ أهمية امليزة التنافسية‪:‬‬
‫تمث ل امليزة التنافسية القاعدة األساسية التي يرتكز عليها أداء املنظمات‪ ،‬كما تعتبر مفتاح النجاحها واستمراريتها‪ .‬وبشكل‬
‫عام تتجسد أهمية امليزة التنافسية للمنظمة من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬تعطي املنظمة تفوقا نوعيا وكمي ا وأفضلية على املنافسين‪ ،‬وبالتالي تتيح لهم تحقيق نتائج أداء عالية؛‬
‫‪ ‬خلق قيمة للعمالء تلبي احتياجاتهم وتضمن والئهم وتدعم وتحسن سمعة وصورة املنظمة في أذهانهم؛‬
‫‪ ‬تحقيق حصة سوقية للمنظمة وكذا ربحية عالية للبقاء واالستثمار في السوق؛‬
‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫‪ ‬تساهم في التأثر اإليجابي في مدركات العمالء وباقي املتعاملين مع املنظمة وتحفيزهم الستمرار وتطوير التعامل؛‬
‫‪ ‬لكون امليزات التنافسية تتسم باالستمرار والتجدد‪ ،‬فإن هذا األمر يتيح للمنظمة متابعة التطور والتقدم على املدى البعيد‪.‬‬
‫‪3‬ـ أبعاد امليزة التنافسية‪:‬‬
‫تستطيع املنظمة تحقيق امليزة التنافسية من خالل تحديدها لألبعاد أو األسبقيات التنافسية‪ ،‬وعلى ضوء هذه األبعاد‬
‫تتحدد أهداف األداء‪ .‬ويمكن اإلشارة إلى بعض أبعاد امليزة التنافسية من خالل الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)1‬أبعاد امليزة التنافسية حسب منظورات عدد من الباحثين‬
‫أبعاد امليزة التنافسية‬ ‫الباحثون‬
‫تكلفة ‪ -‬نوعية ‪ -‬مرونة ‪ -‬تسليم ‪ -‬إبداع‬ ‫‪Evans, 1993‬‬
‫تكلفة ‪ -‬نوعية ‪ -‬مرونة ‪ -‬اعتمادية‬ ‫‪Cetro & Peter, 1995‬‬
‫نوعية ‪ -‬اإلسناد ‪ -‬السمعة ‪ -‬السعر ‪ -‬التصميم‬ ‫‪Mintzberg & quinn,1996‬‬
‫تكلفة ‪ -‬نوعية ‪ -‬مرونة ‪ -‬وقت‬ ‫‪Krajewski & Ritzman, 1996-1996‬‬
‫تكلفة ‪ -‬تميز ‪ -‬نمو ‪ -‬تحالفات ‪ -‬اإلبداع‬ ‫‪Best, 1997‬‬
‫التصميم ‪ -‬نوعية ‪ -‬مرونة ‪ -‬سهولة االستعمال ‪ -‬الجمالية ‪ -‬إلبداع‬ ‫‪Slack, et…al, 1998‬‬
‫تكلفة ‪ -‬تميز ‪ -‬مرونة ‪ -‬وقت ‪ -‬تكنولوجيا‬ ‫‪Mcmillan & Tampo, 2000‬‬
‫املصدر‪ :‬طاهر محسن الغالبي‪ ،‬وائل صبحي إدريس‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية ‪ :‬منظور منهجي متكامل‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان ـ‬
‫األردن‪ :‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،2007 ،‬ص‪311 :‬‬
‫يشير الجدول أعاله إلى وجود أكثر من تصنيف ألبعاد امليزة التنافسية‪ ،‬مع وجود العديد من النقاط املشتركة بين هذه‬
‫التصنيفات‪ ،‬وللحديث بش يء من التفصيل عن أبعاد التنافس‪ ،‬فإننا سنعتمد على نموذج الباحث (‪)Evans‬؛ كونه يعتبر من‬
‫أوائل النماذج و أكثرها شيوعا في مجال تصنيف األسبقيات التنافسية‪ ،‬و التي تتمثل حسب هذا الباحث في كل من‪ :‬التكلفة‪،‬‬
‫الجودة‪ ،‬املرونة‪ ،‬التسليم‪ ،‬واإلبداع ‪.‬‬
‫أ‪ -‬التكلفة‪ :‬تعني قدرة املنظمة على تصميم وتصنيع وتسويق منتج بأقل تكلفة ممكنة مقارنة مع املؤسسات املنافسة‪ ،‬وبما يؤدي‬
‫في النهاية إلى عوائد أكبر‪ .‬أو بعبارة أخرى‪ ،‬هي قدرة املنظمة على إنتاج وتسويق منتجاتها بسعر أقل من معدل السعر للمؤسسات‬
‫املنافسة‪( .‬التميمي‪ ،2004 ،‬ص‪)170 :‬‬
‫ب‪ -‬الجودة‪ :‬بشكل عام‪ ،‬تعني الجودة تقديم منتجات ذات مواصفات راقية تشبع حاجات الزبائن أو تتطابق مع هذه الحاجات‪،‬‬
‫(العامري والغالبي‪ ،2008 ،‬ص‪ ،)589 :‬كما تعني مدى مالئمة املنتج لالستعمال‪( .‬الصرن‪ ،2001 ،‬ص‪)16 :‬‬
‫ج‪ -‬ـاملرونة‪ :‬بشكل عام‪ ،‬تعني املرونة مدى نجاح املنظمة في تكييف نظامها اإلنتاجي من حيث سرعةاالستجابة للتغير السريع في‬
‫حجم الطلب و خصائص املنتج املطلوب‪ ،‬دون أخطاء فنية تؤثر سلبا علىالجودة‪( .‬بلكبير‪ ،2013 ،‬ص‪)18 :‬‬
‫د‪ -‬التسليم‪ :‬يقصد ببعد التسليم توفير املنتجات في املكان والزمان املطلوبين من خالل السرعة فيىالتهيئة واإلعداد‪ ،‬والتسليم في‬
‫الوقت املحدد؛ باإلضافة إلى وقت تسليم أسرع‪( .‬بلكبير‪ ،2013 ،‬ص‪)18 :‬‬
‫ه ـ اإلبداع‪ :‬هو العملية التي بواسطتها تستعمل املنظمات مهاراتها ومصادرها لتوليد أو تبني أفكار جديدة وتطبيقها بحيث تقود إلى‬
‫إنتاج يتصف بالحداثة واألصالة ويحمل قيمة إضافية للمنظمة مما يخلق ميزةتنافسية لها‪ (.‬يحياوي‪ ،2013 ،‬ص‪)04 :‬‬
‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫ثالثاـ العالقة بين أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية‪ :‬إن قيام املنظمة باختيار استراتيجية تنافسية معينة ال بد وأن يجعلها‬
‫متأكدة من أن منتجاتها ترتبط بما يعرف باالستقامة األخالقية‪ ،‬لذا فإن االستراتيجية التنافسية املتبناة من قبل املنظمة‬
‫ستضمن تحقيق املعايير األخالقية املتمثلة في السعي الحثيث من قبل املنظمة لترجمة أخالقياتها من خالل منتجاتها‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫عن طريق اآلتي‪( :‬مهدي وداود‪ ،2011،‬ص‪)134 :‬‬
‫‪1‬ـ تحقيق حاجات الزبائن املستحقة‪ :‬تواجه منظمات األعمال صعوبة تسويغ أرباحها في إطار األسس األخالقية‪ ،‬وربما يحكم‬
‫أغلب املدراء على أعمالهم بأنها تتضمن أعماال غير مشروعة ومراهنات غير قانونية وغير مشروعة‪ ،‬وأمور زائفة متعمدة‪ ،‬وحاالت‬
‫اإلهمال وغيرها‪ ،‬في حين قد يصف بعض املدراء أعمالهم بأنها نتيجة منطقية ملقدار الجدارة أو االستحقاق أو الكفاءة الذي‬
‫تتمتع به املنظمة‪ ،‬وبسبب هذه االختالفات تصبح اإلدارة غير قادرة على التمييز الدقيق فيما بين حاجات الزبائن التي تم إشباعها‬
‫بشكل أخالقي‪ ،‬وهنا ال بد أن تستثير اإلدارة حالة إرضاء الضمير الجماعي لغرض‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل أخالقي‪ ،‬وتلك التي حدث فشل في تحقيقها‬‫ٍ‬
‫تحقيق املعاملة العادلة للزبائن وإشباع حاجاتهم املستحقة لتكون في مصاف املنظمات املتنافسة أخالقيا‪.‬‬
‫‪2‬ـ املنتجات اآلمنة‪ :‬وتمثل االلتزام األساس لكل املنظمات في تجهيز الزبائن بمنتجات آمنة‪ ،‬إذ أن املنظمات التي تفشل في تحقيق‬
‫هذا البعد ستواجه عادة بسلسلة من النتائج السلبية املتابعة‪ ،‬ومثال ذلك املنظمات العاملة في الصناعات الدوائية‪.‬‬
‫‪3‬ـ املعلومات الوفيرة‪ :‬يترتب على املنظمات التزام بتزويد الزبائن بمعلومات وفيرة حول منتجاتها‪ ،‬ويكون هذا الشرط مضمونا‬
‫بشكل قانوني في بعض الصناعات‪ ،‬ال سيما في املنظمات املصنعة لألغذية املعلبة والتي يفرض القانون عليها توفير قائمة مطولة‬ ‫ٍ‬
‫بشكل تام يمكن أن يقود‬ ‫ٍ‬ ‫من املعلومات على الغالف لتكون بمثابة دليل تعريفي للزبون‪ .‬إذ أن الفشل في إعالم أو إخبار املستهلك‬
‫إلى تحقيق واحدة من الزالت األخالقية التي يمكن أن تقود إلى تحقيق األذى بسمعة املنظمة ويحملها نفقات عالية‪.‬‬
‫وفي ضوء ما تقدم‪ ،‬يتوجب على املنظمات أن تقوم ببناء استراتيجياتها التنافسية في إطار األبعاد واملعايير األخالقية‬
‫لتضمن البقاء في هذا امليدان‪ ،‬ومن ثم فإن تحقيق املزايا التنافسية ال بد وأن يستند ضمن ما يستند إليه على األبعاد واملعايير‬
‫األخالقية‪.‬‬
‫‪ :III‬اإلطار التطبيقي للبحث‬
‫إن إسقاط اإلطار النظري ملوضوع الدراسة على أرض الواقع من خالل دراسة أثر أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة‬
‫التنافسية للمنظمات يتطلب كخطوة أولى توفير إطار منهجي واضح يحدد املالمح والقواعد األساسية التي تجرى من خاللها‬
‫الدراسة امليدانية‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫أوالـ مجتمع وعينة الدراسة‪:‬‬
‫يعد تحديد املوقع الذي يجري فيه البحث أما ر في غاية األهمية‪ ،‬والختبار الفرضيات ميدانيا قد اختار الباحث إسقاط‬
‫اإلطار النظري ملوضوع الدراسة على قطاع الجلود ممثال بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‪.‬‬
‫‪1‬ـ مجتمع الدراسة‪:‬‬
‫بالنسبة لدراستنا هذه يتكون مجتمع الدراسة من جميع املوظفين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة والبالغ عدد موظفيها‬
‫(‪ )96‬موظف‪ ،‬وذلك على اختالف مستوياتهم التنظيمية (إدارة عليا‪،‬إدارة وسطى‪،‬إدارة دنيا‪ ،‬الوظائف النمطية)‪.‬‬
‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫‪ 2‬ـ عينة الدراسة‪:‬‬


‫تمثلت عينة الدراسة في جميع املوظفين على اختالف مستوياتهم التنظيمية (إدارة عليا‪ ،‬إدارة وسطى‪ ،‬إدارة دنيا‪،‬‬
‫الوظائف النمطية) والبالغ عددهم (‪ )35‬موظفا‪ ،‬من أصل مجتمع الدراسة املكون من (‪ )96‬موظف أي ما يمثل ما نسبته‬
‫(‪ ،)%36.46‬من مجتمع الدراسة‪.‬‬
‫ثانياـ املفاهيم والطرق اإلحصائيةاملستخدمة في الدراسة‪:‬‬
‫استخدمنا في تحليل بيانات الدراسة العديد من املفاهيم املرتبطة باإلحصاء الوصفي واالستداللي‪ ،‬يمكن أن نبرز أهمها‬
‫من خالل اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬مقاييس اإلحصاء الوصفي ‪ ،Measures descriptive Statistic‬وذلك لوصف خصائص مجتمع الدراسة؛‬
‫‪ ‬معامل كرونباخ ألفا )‪ Cronbach’s Alpha (α‬وذلك بغية تقدير ثبات الدراسة؛‬
‫‪ ‬معامل االنحدار الخطي املتعدد التدريجي ‪ ،Analysis Multiple Regression‬وذلك لتحديد املتغيرات املستقلة األكثر‬
‫تأثيرا على املتغير التابع‪.‬‬
‫ثالثاـ تصميم أداة الدراسة‪:‬‬
‫تم االعتماد على االستبانة كأداة أساسية لجمع البيانات األولية للدراسة‪ .‬وللتأكد من صدق أداةالدراسة قمنا بعرض‬
‫االستبيان على مجموعة من املحكمين األكاديميين واملتخصصين أساسا في مجاالت إدارة األعمال واإلحصاء ومنهجية البحث‬
‫العلمي‪ ،‬وقد استجابنا آلراء السادة املحكمين وقمنا بإجراء ما يلزم من حذف وتعديل في ضوء مقترحاتهم وتوصياتهم‪ ،‬وبذلك‬
‫خرج االستبيان في صورته النهائية مشتمال على أربعة أجزاء‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫الجزءاألول‪ :‬خصص للرسالة التعريفية والتحفيزية‪ ،‬حيث حرصنا من خاللها على تعريف املستجوبين بطبيعة الدراسة‬
‫وأهدافها‪ ،‬كما أكنا من خاللها على سرية تداول املعلومات وارتباطها بمتطلبات البحث العلمي‪ ،‬ومن أجل ذلك اقترحنا عدم‬
‫كتابة االسم واللقب وال حتى القسم‪ ،‬كما أشرنا إلى ضرورة تحري الدقة وعدم إغفال أي سؤال أو فقرة؛‬
‫الجزء الثاني‪ :‬خصص للمعلومات الشخصية والوظيفية ممثلة في (النوع االجتماعي‪ ،‬عمر املوظف‪ ،‬املستوى التعليمي‪ ،‬سنوات‬
‫الخبرة‪ ،‬املسمى الوظيفي)‪.‬‬
‫الجزء الثالث‪ :‬خصص لقياسأخالقيات األعمال‪،‬وتكون من )‪ ،(12‬فقرة وزعت على ثالثة أبعاد؛ البعد األول أخالقيات‬
‫املنظمة وتقيسه الفقرات‪)4-1( :‬؛ والبعد الثاني أخالقيات املدير وتقيسه الفقرات‪)8-5( :‬؛ والبعد الثالث أخالقيات املوظف‬
‫وتقيسه الفقرات‪.)12-9( :‬‬
‫الجزء الرابع‪ :‬خصص لقياس امليزة التنافسية‪ ،‬وتكون من )‪ ،(12‬فقرة وتقيسه الفقرات‪.)24-13( :‬‬
‫رابعاـ ثبات أداة الدراسة‪:‬‬
‫أما في تقدير ثبات الدراسة اعتمدنا على معامل كرونباخ ألفا (‪ )Cronbachs' Alpha‬لبيان مدى االتساق الداخلي‬
‫للعبارات املكونة للمقاييس التي اعتمدتها الدراسة حيث تشير النتائج الواردة في الجدول (‪ )2‬أن معامل الثبات للمحور األول‬
‫الخاص أخالقيات األعمال كانت قيمته )‪ (0.908‬وهي قيمة ممتازة‪ ،‬أما معامل الثبات للمحور الثاني الخاص امليزة التنافسية‬
‫فقد كانت قيمته (‪ )0.921‬وهي قيمة ممتازة‪ ،‬أما معامل الثبات للدراسة ككل فقد كانت قيمته )‪ ،(0.849‬وهي قيمة تدل على‬
‫ثبات جد عال تتمتع به الدراسة ككل‪ ،‬وهذا يعني أن أداة الدراسة تتسم بالثبات وصالحة ألغراض التحليل اإلحصائي والبحث‬
‫العلمي‪.‬‬
‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫الجدول رقم (‪ :)2‬معامالت الثبات ملحاور الدراسة باستخدام طريقة ألفا كرونباخ‬
‫معامل الثبات‬ ‫عدد الفقرات‬ ‫محاور الدراسة‬
‫‪0.809‬‬ ‫‪12‬‬ ‫أخالقيات األعمال‬
‫‪0.821‬‬ ‫‪12‬‬ ‫امليزة التنافسية‬
‫‪0.849‬‬ ‫‪24‬‬ ‫االتجاه العام‬
‫املصدر‪:‬من إعداد الباحثين بناءا على مخرجات )‪.(spss‬‬
‫خامساـ تشخيص ووصف مستوى إدراك متغيرات الدراسة لدى العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‪:‬‬
‫نهـدف مـن خـالل هـذا املحـور إلـى إعطـاء تصـور عـام حـول أخالقيـات األعمـال وامليـزة التنافسـية داخل مدبغة الهضاب‬
‫العليا بالجلفة‪.‬‬
‫‪1‬ـ تشخيص وتحليل البيانات الشخصية لعينة الدراسة‪:‬‬
‫يتضح من خالل الجدول (‪ ،)3‬بأن أفراد عينة الدراسة تتشكل في مجملها من الذكور بنسبة بلغت (‪ ،)100%‬كما ال‬
‫حضنا أن ما نسبته (‪ )80%‬من مفردات عينة الدراسة أعمارهم (تزيد عن ‪30‬سنة فما فوق)‪ ،‬كما الحظنا أن غالبية أفراد‬
‫عينة الدراسة لديهم مستوى (ثانوي فما أكثر)‪ ،‬بنسبة تقدر بـ (‪ ،)74.3%‬وهذا مؤشر يدل على أن نسبة عالية من أفراد مجتمع‬
‫الدراسة واعين ومؤهلين بمستوى عالي‪ ،‬وهو ما يمكنهم من تقديم إجابات منطقية وبالشفافية املطلوبة عن واقع املوضوع‬
‫املدروس داخل مؤسسات دباغة الجلود محل الدراسة‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)3‬توزيع عينة الدراسة حسب البيانات الشخصية لعينة الدراسة‬
‫النسبةاملئوية‬ ‫التكرار‬ ‫البيان‬ ‫البيانات الشخصية‬
‫‪%100‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ذكر‬
‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫انثى‬ ‫النوع االجتماعي‬
‫‪%100‬‬ ‫‪35‬‬ ‫املجموع‬
‫‪%20.0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫أقل من ‪ 30‬سنة‬
‫‪%54.3‬‬ ‫‪19‬‬ ‫بين ‪ 30‬و‪ 40‬سنة‬
‫‪%14.3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫بين ‪ 41‬و ‪ 50‬سنة‬ ‫عمر املوظف‬
‫‪%11.4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أكثر من ‪ 50‬سنة‬
‫‪%100‬‬ ‫‪35‬‬ ‫املجموع‬
‫‪25.71%‬‬ ‫‪9‬‬ ‫أقل من الثانوي‬
‫‪31.43%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ثانوي‬
‫‪5.71%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تقني‬
‫‪5.71%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تقني سامي‬
‫‪.20%‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ليسانس‬ ‫املستوى التعليمي‬
‫‪5.71%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ماستر‬
‫‪5.71%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مهندس‬
‫‪0%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ماجستير‬
‫‪100%‬‬ ‫‪35‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر‪:‬من إعداد الباحثين بناء على مخرجات )‪(SPSS‬‬
‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫‪2‬ـ تشخيص وتحليل البيانات الوظيفية لعينة الدراسة‪:‬‬


‫الجدول رقم (‪ :)4‬توزيع عينة الدراسة حسب البيانات الوظيفية لعينة الدراسة‬
‫النسبةاملئوية‬ ‫التكرار‬ ‫البيان‬ ‫البيانات الوظيفية‬
‫‪%40‬‬ ‫‪14‬‬ ‫أقل من ‪ 5‬سنوات‬
‫‪%20‬‬ ‫‪7‬‬ ‫بين ‪ 5‬و‪ 10‬سنوات‬
‫‪%5.71‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بين ‪ 11‬و ‪ 15‬سنة‬
‫سنوات الخبرة‬
‫‪%8.57‬‬ ‫‪3‬‬ ‫بين ‪ 16‬و ‪ 20‬سنة‬
‫‪%25.72‬‬ ‫‪9‬‬ ‫أكثر من ‪ 21‬سنة‬
‫‪%100‬‬ ‫‪35‬‬ ‫املجموع‬
‫‪%28.57‬‬ ‫‪10‬‬ ‫إدارية‬
‫‪%45.71‬‬ ‫‪16‬‬ ‫إنتاجية‬
‫‪%11.44‬‬ ‫‪4‬‬ ‫تقنية‬ ‫طبيعة الوظيفة‬
‫‪%14.28‬‬ ‫‪5‬‬ ‫أخرى‬
‫‪%100‬‬ ‫‪142‬‬ ‫املجموع‬
‫‪%62.86‬‬ ‫‪22‬‬ ‫دائمة‬
‫‪%37.14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫مؤقتة‬ ‫طبيعة عقود العمل‬
‫‪%100‬‬ ‫‪35‬‬ ‫املجموع‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثين بناءا على مخرجات )‪(SPSS‬‬


‫يتضح من خالل الجدول (‪ ،)3‬أن ما نسبته (‪ ،)%60‬من أفراد العينة لديهم سـنوات خبـرة (تفوق ‪ 5‬سنوات)‪ ،‬كما‬
‫الحظنا أن الوظيفة األكثـر انتشـارا بـين أفـراد عينـة الدراسـة هـيالوظيفة اإلنتاجية بنسبة مئوية بلغت (‪ ،)%45.71‬وهي نسبة‬
‫جد متوقعة بالنسبة ملؤسسات دباغة الجلود التي تتطلب وظائف من هذا النوع‪ ،‬كما أن امللفت لالنتباه أنما نسبته‬
‫(‪ ،)%37.14‬من أفراد عينة الدراسة يشغلون وظائف مؤقتة‪ ،‬وهذا راجع إلى طبيعة العقود املؤقتة التي تعقدها مؤسسات‬
‫دباغة الجلود مع العاملين‪ ،‬وذلك لعدم توفر املادة األولية من الجلود وصعوبة الحصول عليها في األوقات املناسبة خاصة مع‬
‫ازدياد الطلب على منتجات دباغة الجلود املصنعة ونصف املصنعة من طرف العديد من الجهات الخارجية‪.‬‬
‫‪4‬ـ مستوى إدراك أبعاد أخالقيات األعمال لدى العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‪ :‬يتضح من خالل الجدول رقم (‪،)5‬‬
‫أن مستوى أخالقيات األعمال بأبعادها كان مرتفعا لدى أفراد عينة الدراسة‪ ،‬ذاك ما يعكسه املتوسط الحسابي العام املرجح‬
‫لهذا البعد إذ بلغ (‪ ،)3.75‬بانحراف معياري قدره (‪ ،)0.48‬مما يشيرإلى عدم وجود تباين كبيرفي إجابات أفراد عينة الدراسة‬
‫حول ماجاء في هذا املحور‪.‬‬
‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫الجدول رقم (‪ :)5‬املتوسطات الحسابية واالنحرافات املعيارية ومستويات املوافقة ألبعاد أخالقيات األعمال‬
‫املستوى العام‬ ‫الترتيب‬ ‫االنحراف املعياري‬ ‫املتوسط الحسابي‬ ‫أبعاد أخالقيات األعمال‬
‫مرتفع‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0.48‬‬ ‫‪3.94‬‬ ‫أخالقيات املوظف‬
‫مرتفع‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.81‬‬ ‫‪3.95‬‬ ‫أخالقيات املدير‬
‫متوسط‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.56‬‬ ‫‪3.36‬‬ ‫أخالقيات املنظمة‬
‫مرتفع‬ ‫‪//‬‬ ‫‪0.48‬‬ ‫‪3.75‬‬ ‫املجموع بشكل عام‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثين بناءا على مخرجات )‪.(SPSS‬‬


‫ومن حيث ترتيب أبعاد أخالقيات األعمالفقد جاء بعد أخالقيات املدير في املرتبة األولى‪ ،‬يليه بعد أخالقيات املوظف في‬
‫املرتبة الثانية‪ ،‬إذ سجلنا تحققهم جميعا بمستويات مرتفعة مما يعني أن إجابات أفراد عينة الدراسة ضمن هذه األبعاد كانت‬
‫أقل تشتتا وأكثر تجانسا ومالئمة وأهمية من باقي أبعاد أخالقيات األعمال األخرى يليه بعد أخالقيات املنظمة في املرتبة الثالثة‪،‬‬
‫إذ سجلنا تحققه بمستوى متوسط‪ ،‬مما يعني أن إجابات أفراد عينة الدراسة ضمن هذا البعد كانت أكثر تشتتا وأقل تجانسا‬
‫وأهمية من باقي أبعاد أخالقيات األعمال األخرى‪.‬‬
‫‪5‬ـ مستوى إدراك امليزة التنافسية لدى العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)6‬املتوسطات الحسابية واالنحرافات املعيارية ومستويات املوافقة للميزة التنافسية‬
‫املستوى العام‬ ‫الترتيب‬ ‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬ ‫امليزة التنافسية‬
‫مرتفع‬ ‫‪//‬‬
‫املعياري‬
‫‪0.47‬‬ ‫الحسابي‬
‫‪3.68‬‬ ‫املجموع بشكل عام‬
‫املصدر‪:‬من إعداد الباحثين بناءا على مخرجات )‪.(SPSS‬‬
‫يتضح من خالل الجدول رقم (‪ ،)6‬أن مستوى امليزة التنافسية كان مرتفعا لدى أفراد عينة الدراسة‪ ، ،‬وهذا ما يعكسه‬
‫املتوسط الحسابي العام املرجح لهذا البعد إذ بلغ (‪ ،)3.68‬بانحراف معياري قدره (‪ ،)0.47‬مما يشير إلى عدم وجود تباين كبير‬
‫في إجابات أفراد عينة الدراسة حول ما جاء في هذا املحور‪ .‬مما يعني أن إجابات أفراد عينة الدراسة ضمن هذا املحور كانت أقل‬
‫تشتتا وأكثر تجانسا‪.‬‬
‫وطبقا لهذه النتائج فهناك مبرر قوي بقبول الفرضية األولى‪ ،‬والتي تنص على أنه‪« : :‬يوجد مستوى إدراك مرتفع ملتغيرات‬
‫الدراسة (أخالقيات األعمال‪ ،‬امليزة التنافسية)‪ ،‬لدى العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة»‪.‬‬
‫سابعاـ اختبار عالقات التأثير بين متغيرات الدراسة‬
‫يسعى هذا املحور إلى اختبار الفرضية الثانية والتي نصت على أنه‪« :‬هناك عالقة تأثير موجبة ذات داللة إحصائية عند‬
‫مستوى معنوية (‪ ،)α≤ 0.01‬بين أبعادأخالقيات األعمال (أخالقيات املوظف‪ ،‬أخالقيات املدير‪ ،‬أخالقيات املنظمة)‪ ،‬وتحقيق‬
‫امليزة التنافسية بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة»‪.‬‬
‫ومن أجل اختبار هذه الفرضية ال بد أوال التأكد من صالحية النموذج الختبار هذه الفرضية‪ ،‬وذلك باالعتماد على نتائج‬
‫تحليل التباين النحدار (‪.)Analysis of variance‬‬
‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫الجدول رقم (‪ : )7‬نتائج تحليل التباين النحدار للتأكد من صالحية النموذج الختبار أثر أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة‬
‫التنافسية‬
‫مستوى الداللة‬ ‫معامل التحديد‬
‫قيمة )‪(F‬‬ ‫متوسط املربعات‬ ‫مجموع املربعات‬ ‫درجة الحرية‬ ‫مصدر التباين‬
‫)‪(F‬‬ ‫)‪(R2‬‬
‫‪*0.036‬‬ ‫‪126.0‬‬ ‫‪4.776‬‬ ‫‪0.980‬‬ ‫‪0.980‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اإلنحدار‬
‫‪0.205‬‬ ‫‪6.771‬‬ ‫‪31‬‬ ‫الخطأ‬
‫‪7.751‬‬ ‫‪34‬‬ ‫املجموع‬

‫(*)ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة (‪.)0.05= α‬‬


‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثينبناء على مخرجات )‪.(SPSS‬‬
‫ومن خالل النتائج الواردة في الجدول رقم (‪ ،)7‬يتضح أن قيمة مستوى الداللة )‪ ،(F‬والبالغة )‪ ،(0.036‬وهو أقل من‬
‫مستوى الداللة املفروض والذي يبلغ (‪ ،)0.05= α‬وبناء عليه نستنتج أن النموذج صالح الختبار هذه الفرضية‪ .‬ويتضح كذلك‬
‫من خالل الجدول أن متغير أخالقيات األعمال‪ ،‬يفسر ما مقداره (‪ ،)%12.6‬من التباين في املتغير التابع (امليزة التنافسية)‪ .‬وهي‬
‫قوة تفسيرية مقبولة‪ ،‬مما يدل أن هناك أثرا مهما بداللة إحصائية في املتغير التابع‬
‫الجدول رقم (‪ :)6‬نتائج تحليل االنحدار الخطي املتعدد التدريجي الختبار أثر أبعاد أخالقيات األعمال منفردة في تحقيق امليزة‬
‫التنافسية‬
‫مستوى الداللة‬ ‫معامل التحديد‬ ‫االرتباط‬ ‫قيمة‬
‫وجود األثر‬ ‫(‪)ß‬‬ ‫املتغير املستقل‬
‫)‪(T‬‬ ‫) ‪(R‬‬ ‫‪2‬‬
‫)‪(R‬‬ ‫)‪(T‬املحسوبة‬
‫‪/‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪3.939‬‬ ‫‪2.377‬‬ ‫الثابت‬
‫ال يوجد أثر‬ ‫‪0.385‬‬ ‫‪0.880‬‬ ‫‪0.150‬‬ ‫أخالقيات املوظف‬
‫يوجد أثر‬ ‫‪0.003‬‬ ‫‪3.261‬‬ ‫‪0.289‬‬ ‫أخالقيات املدير‬
‫‪0.126‬‬ ‫‪0.356‬‬
‫ال يوجد أثر‬ ‫‪0.659‬‬ ‫‪0.446‬‬ ‫‪0.065‬‬ ‫أخالقيات املنظمة‬
‫يوجد أثر‬ ‫‪0.036‬‬ ‫‪2.185‬‬ ‫‪0.349‬‬ ‫أخالقيات األعمال‬
‫‪Y=2.377 + 0.289x2+ ε‬‬ ‫املعادلة‬
‫(*)ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة (‪)0.05= α‬‬ ‫(‪)ε‬الخطأ املعياري‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثين بناء على مخرجات )‪.(SPSS‬‬


‫يتضح من خالل الجدول رقم (‪ ،)6‬أن هناكتأثير ذو داللة إحصائية لبعد أخالقيات املدير وبعد أخالقيات األعمال‪،‬‬
‫على امليزة التنافسية لدى العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‪ ،‬وذلك استنادا إلى أن قيمة )‪(T‬املحسوبةلبعد أخالقيات‬
‫املدير‪ ،‬والبالغة )‪ ،(3.261‬أقل من قيمتها املجدولة والبالغة )‪ ،(3.939‬كما أن قيمة (‪ )T‬املحسوبة لبعد أخالقيات األعمال‪،‬‬
‫والبالغة (‪ ،)2.185‬أقل من قيمتها املجدولة والبالغة (‪ ،)3.939‬باإلضافة إلى أن مستوى املعنوية لبعدأخالقيات املدير‪ ،‬بلغ‬
‫)‪ ،(0.003‬وهو أقل من مستوى املعنوية املفروض والبالغ (‪،)0.05= α‬كما أن مستوى املعنوية لبعدأخالقيات األعمال‪،‬بلغ‬
‫)‪ ،(0.036‬وهو أقل من مستوى املعنوية املفروض والبالغ (‪ ،)0.05= α‬كما تشير قيمة )‪ ،(R‬إلى أن قوة االرتباط بين هذه‬
‫املتغيرات بلغت )‪ ،(0.356‬أي أن هناك عالقة طردية بين املتغيرين‪ ،‬فيما فسرت أبعاد أخالقيات األعمال منفردة ما مقداره‬
‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫(‪ ،)%12.6‬من التباين في املتغير التابع (امليزة التنافسية مجتمعة)‪ ،‬وأن املتبقي من هذه النسبة يعود إلى الخطأ العشوائي في‬
‫املعادلة‪ ،‬أو ربما لعدم إدراج متغيرات مستقلة أخرى كان من املفروض إدراجها‪ ،‬أو الختالف طبيعة نموذج االنحدار عن‬
‫النموذج الخطي‪ ،‬وبالتالي فهي قوة تفسيرية ضعيفة‪ ،‬أما قيمة معامل )‪ ،(ß2‬والتي بلغت )‪ ،(0.289‬فتشير إلى أن أي تغير فيبعد‬
‫أخالقيات املدير بوحدة واحدة سيؤدي إلى حصول تغير في امليزة التنافسية مجتمعة بمقدار )‪.(0.289‬‬
‫وطبقا لهذه النتائج فهناك مبرر بقبول الفرضية الفرعية الثانية والتي مفادها هناك عالقة تأثير موجبة ذات داللة‬
‫إحصائية عند مستوى معنوية (‪ ،)α≤ 0.05‬بينأبعادأخالقيات األعمال (أخالقيات املوظف‪ ،‬أخالقيات املدير‪ ،‬أخالقيات‬
‫املنظمة)‪ ،‬وتحقيق امليزة التنافسية بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‪.‬‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬النتائج والتوصيات‬
‫استنادا إلى ما تم عرضه من مفاهيم عن أخالقيات األعمال وامليزة التنافسية في اإلطار النظري للبحث والنتائج التي‬
‫توصل إليها البحث في إطاره العملي‪ ،‬فقد توصل البحث إلى عدد من االستنتاجات واملقترحات اآلتية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النتائج‬
‫‪ -1‬حظي مفهوم أخالقيات األعمال بمفاهيم عديدة تعكس وجهات نظر وآراء عدد من علماء ومفكري الفكر اإلداري حول‬
‫تشخيص أهميتها في حياة املنظمات‪ ،‬أما في هذا البحث فإن أخالقيات األعمال التي تقوم على أسس العدالة واملساواة‬
‫والشفافية والنزاهة في أنشطتها لها بالغ األثر في تحقيق امليزة التنافسية للمنظمات‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الحاجات املستحقة واملنتجات اآلمنة واملعلومات الوفيرة تعد أبعادا أساسية للتنافس املبني على األسس األخالقية الذي‬
‫تتمكن من خالله منظمات األعمال من إعطاء الشرعية ألرباحها ونجاحاتها‪.‬‬
‫‪ -3‬خلصنا إلى أن إدراك أن مستوى أخالقيات األعمال بأبعادها كان مرتفعا لدى أفراد عينة الدراسة‪ ،‬وهذا ما يعكسه املستوى‬
‫املرتفع ألغلب أبعادها‪ ،‬حيث جاء بعد أخالقيات املدير في املرتبة األولى‪ ،‬يليه بعد أخالقيات املوظف في املرتبة الثانية‪ ،‬إذ سجلنا‬
‫تحققهم جميعا بمستويات مرتفعة مما يعني أن إجابات أفراد عينة الدراسة ضمن هذه األبعاد كانت أقل تشتتا وأكثر تجانسا‬
‫ومالئمة وأهمية من باقي أبعاد أخالقيات األعمال األخرى يليه بعد أخالقيات املنظمة في املرتبة الثالثة‪ ،‬إذ سجلنا تحققه‬
‫بمستوى متوسط‪ ،‬مما يعني أن إجابات أفراد عينة الدراسة ضمن هذا البعد كانت أكثر تشتتا وأقل تجانسا وأهمية من باقي‬
‫أبعاد أخالقيات األعمال األخرى‪.‬‬
‫‪ -4‬خلصنا إلى أن إدراك مستوى امليزة التنافسية كان مرتفعا لدى أفراد عينة الدراسة‪ ،‬وهذا ما يعكسه املستوى املرتفع ألغلب‬
‫فقراتها‪ ،‬إذ سجلنا تحققهم جميعا بمستويات مرتفعة مما يعني أن إجابات أفراد عينة الدراسة ضمن هذه الفقرات كانت أقل‬
‫تشتتا وأكثر تجانسا ومالئمة وأهمية ملحور امليزة التنافسية‪.‬‬
‫‪ -5‬تبين بأن هناك عالقة تأثير موجبة ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية (‪ ،)α≤ 0.05‬بين أخالقيات األعمال وامليزة‬
‫التنافسية لدى العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‪ .‬إذ بلغ معامل التحديد بينهما (‪ ،)R=0.356‬مما يشير إلى وجود عالقة‬
‫ارتباط موجبة وقوية بينهما‪ ،‬وهذاما يؤكد بأن املتغير املستقل (أخالقيات األعمال)‪ ،‬فسر ما مقداره (‪ ،)12.6%‬من التباين في‬
‫املتغير التابع (امليزة التنافسية)‪.‬‬
‫‪ -6‬تبين من خالل نتائج االنحدار الخطي املتعدد أن هناك عالقة تأثير موجبة ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية ( ≤‪α‬‬
‫‪ ،)0.05‬بين أخالقيات املدير وامليزة التنافسية لدى العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‪.‬‬
‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫‪ -7‬تبين كذلك من خالل نتائج االنحدار الخطي املتعدد أنه ال توجد عالقة تأثير موجبة ذات داللة إحصائية عند مستوى‬
‫معنوية (‪ ،)α≤ 0.05‬بين أخالقيات املوظف وأخالقيات املنظمة فيتحقيق امليزة التنافسية لدى العاملين بمدبغة الهضاب العليا‬
‫بالجلفة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬
‫في ضوء النتائج التي توصل إليها البحث يمكن تقديم التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬ضرورة زيادة اهتمام مدبغة الهضاب العليا بالجلفة بأخالقيات األعمال‪ ،‬السيما في ظل تناميت طلبات وحاجات املجتمع‬
‫املحلي من جهة‪ ،‬واملسؤوليات األخرى التي أصبحت تشكل التزاما أخالقيا وقانونيا يقع على عاتق منظمات األعمال من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬من خالل التنويع في طرق وأساليب أعمالها بهذا الخصوص‪.‬‬
‫‪ .2‬تطوير ميثاق أخالقي يلزم اإلداريين التقيد به أثناء ممارستهم لواجباتهم على اختالف مستوياتهم الوظيفية وهو ما يساعد في‬
‫تحقيق ميزة تنافسية أخالقية مستدامة‪.‬‬
‫‪ .3‬وضع حوافز مادية ومعنوية للموظفين الذين يؤدون عملهم بكل أمانة واخالص حتى ال يميل املوظفين إلى استخدام أساليب‬
‫غير شرعية‪.‬‬
‫‪ .4‬يتطلب من مدبغة الهضاب العليا بالجلفة بذل املزيد في سبيل تحقيق ميزة تنافسية أخالقية مستدامة مبنية على أساس‬
‫تقديم منتجات آمنة وخالية من األخطاء واشباع الحاجات املستحقة لزبائنها وتزويدهم بمعلومات وفيرة حول منتجاتها‪.‬‬
‫‪ .5‬أفصحت النتائج عن عدم وجود اثر معنوي ألخالقيات املوظف وأخالقيات املنظمة في تحقيق امليزة التنافسية‪ ،‬مما يعني‬
‫ضرورة بذل املزيد من الجهد من قبل مدبغة الهضاب العليا بالجلفة تجاه االلتزام باملعايير األخالقية والقانونية في بيئة العمل‪،‬‬
‫وكذا تطبيق العدالة وعدم التحيز في معاملة جميع املوظفين‪.‬‬
‫‪ .6‬ضرورة بناء نظام تقييم متقدم بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‪ ،‬وذلك لتعتمد عليه في تقييم أداءها املتعلق بأنشطة‬
‫اخالقيات العمل بشكل دوري‪ ،‬األمر الذي سيعزز لديها إمكانية التحسين املستمر في التزاماتها االخالقية للعمل‪.‬‬
‫‪ .7‬خلق مكاتب ولجان أخالقية في إطار الهيكل التنظيمي تهتم بأخالقيات األعمال داخل مدبغة الهضاب العليا بالجلفة مع‬
‫إعطاء االستقاللية لهذه اإلدارات وتخصيص إطارات تعمل بوقت كامل في هذه املكاتب مع تخصيص ميزانيات محددة وبشكل‬
‫منتظم لدعم أنشطتها وبرامجها وفصل هذه امليزانيات عن امليزانيةاألساسية للمنظمة‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬االونكتاد‪ ،‬السياسات العامة لألعمال وهياكل التنظيم األساسية‪ ،‬املنهج الدولي ملؤتمر األمم املتحدة للتجارة والتنمية ‪،‬‬
‫املجمع العربي للمحاسبين القانونيين‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2001 ،‬‬
‫‪ .2‬إياد فاضل التميمي‪ ،‬شاكر جار هللا الخشالي‪ ،‬السلوك اإلبداعي وأثره على امليزة التنافسية‪ :‬دراسة ميدانية في‬
‫شركات الصناعات الغذائية األردنية‪ ،‬مجلة البصائر األردن ‪ -‬جامعة البترا‪ ،‬املجلد (‪ ،)8‬العدد (‪.2004 ،)2‬‬
‫‪ .3‬بودراع أمنية‪ ،‬دور أخالقيات األعمال في تحسين أداء العاملين ‪:‬دراسة عينة من البنوك التجارية الجزائرية‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير غير منشورة في إدارة املنظمات‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫املسيلة‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫‪ .4‬جنان شهاب احمد‪ ،‬أخالقيات العمل‪ :‬منظور إداري معاصر في تعزيز املسؤولية االجتماعية للمنظمات‪ :‬دراسة تحليلية‬
‫آلراء العاملين في مؤسسة الشاكري للمبرآت االجتماعية‪ ،‬مجلة القادسية للعلوم اإلدارية واالقتصادية‪ ،‬العراق‪ :‬جامعة‬
‫القادسية‪ ،‬املجلد (‪ ،)15‬العدد (‪.2013 ،)4‬‬
‫‪ .5‬خليدة محمد بلكبير‪ ،‬تحليل مواقف واتجاهات مسيري املؤسسات الجزائرية اتجاه التمكين كأداة لتحقيق امليزة‬
‫التنافسية‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة في إدارة األعمال‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ‪،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر (‪.2013 ،)3‬‬
‫‪ .6‬رزيقة يحياوي‪ ،‬اإلبداع كمدخل الكتساب ميزة تنافسية مستدامة في منظمات األعمال‪ :‬دراسة حالة ملبنة الحضنة‬
‫باملسيلة‪ ،‬مذكرة ماجستير غير منشورة في إدارة املنظمات‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم علوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة املسيلة‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ .7‬رعد حسن الصرن‪ ،‬كيف تتعلم أسرار الجودة الشاملة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مشق ‪ -‬سوريا‪ :‬دار عالء الدين للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ .8‬صالح مهدي محسن العامري‪ ،‬طاهر محسن منصور الغالبي‪ ،‬اإلدارة واألعمال‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬عمان ‪ -‬األردن‪ :‬دار وائل‬
‫للنشر والتوزيع‪.2008 ،‬‬
‫‪ .9‬صالح مهدي محسن الغالبي‪ ،‬محسن منصور العامري‪ ،‬املسؤولية االجتماعية وأخالقيات األعمال‪ :‬األعمال واملجتمع‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪ :‬دار وائل للنشر والتوزيع‪. 2008 ،‬‬
‫‪ .10‬طاهر محسن الغالبي‪ ،‬وائل صبحي إدريس‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية ‪ :‬منظور منهجي متكامل‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان ـ األردن‪:‬‬
‫دار وائل للنشر والتوزيع‪.2007،‬‬
‫‪ .11‬عبد الرحمن بالعايب‪ ،‬بالرقي التيجاني‪ ،‬إشكالية حوكمة الشركات وإلزامية احترام أخالقيات األعمال في ظل األزمة‬
‫االقتصادية الراهنة‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة إلى امللتقى الدولي حول الحكومة وأخالقيات األعمال في املنظمات‪ ،‬الجزائر‪ :‬جامعة باجي‬
‫مختار بعنابة‪.2009 ،‬‬
‫‪ .12‬عالء فرحان طالب الدعمي‪ ،‬دور إدارة الجودة الشاملة في تحقيق امليزة التنافسية املستدامة‪ :‬بحث استطالعي في شركة‬
‫التأمين العراقية العامة‪ ،‬مجلة دراسات محاسبية ومالية‪ ،‬العراق‪ :‬املعهد العالي للدراسات املالية واملحاسبية‪ ،‬جامعة بغداد‪،‬‬
‫املجلد (‪ ،)7‬العدد (‪.2012 ،)21‬‬
‫‪ .13‬علي السلمي‪ ،‬إدارة املوارد البشرية االستراتيجية‪ ،‬دار غريب للنشر‪،‬القاهرة ‪ -‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫‪ .14‬العنزي سعد‪ ،‬الساعدي مؤيد‪ ،‬أخالقيات اإلدارة‪ :‬مداخل التكوين في منشآت األعمال‪ ،‬املجلةالعراقية للعلوم اإلدارية‪،‬‬
‫العراق‪ :‬كلية اإلدارة واالقتصاد ـ جامعة كربالء‪ ،‬املجلد (‪ ,)1‬العدد (‪.2002 ,)3‬‬
‫‪ .15‬مراد سليم عطياني‪ ،‬عبد هللا جميل بوسلمى‪ ،‬أثر ممارسة أخالقيات عمل إدارة املوارد البشرية على تحقيق رضا‬
‫العاملين‪ ،‬مجلة دراسات‪ ،‬العلوم اإلدارية‪ ،‬األردن‪ :‬كلية إدارة األعمالـ الجامعة األردنية‪ ،‬مجلد (‪ ،)41‬العدد (‪.2014، ،)2‬‬
‫‪ .16‬ميادة حياوي مهدي‪ ،‬رازق مخور داود‪ ،‬تأثير أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية‪ :‬أنموذج إسالمي مقترح‬
‫للمنظمات املحلية املعاصرة‪ ،‬مجلة الغري للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬العراق‪ :‬كلية اإلدارة واالقتصاد ـ جامعة الكوفة‪ ،‬املجلد‬
‫(‪ ،)7‬العدد (‪.2011 ،)21‬‬
‫‪17.‬‬ ‫‪Donaldson Davis, Business Ethics, Management Decision Journal, Vol. 28, No. 6, 1990.‬‬
‫دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‬
‫بن عودة مصطفى & غويني سمير‬

‫‪18.‬‬ ‫‪Jones, Organizationl Theory: Text et Cases, 2nd, New York, Addison Wesley Publishing, 1999.‬‬
‫‪19.‬‬ ‫‪Michael Porter, L’avantage concurrentiel, Dunod, Paris, 2000.‬‬
‫‪20.‬‬ ‫‪Philip Kotler et al, Marketing Management , 11ème, édition, Pearson éducation, Paris, 2004.‬‬
‫‪21. Weihrich Koontz ,Management: A Global perspective, International Edition, McGraw – Hill‬‬
‫‪Inc, New York, USA, 1993, p: 70.‬‬

‫كيفية االستشهاد بهذا املقال حسب أسلوب ‪:APA‬‬

‫بن عودة مصطفى وغويني سمير‪ ،)2019( ،‬دور أخالقيات األعمال في تحقيق امليزة التنافسية للمؤسسات‬
‫االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية آلراء العاملين بمدبغة الهضاب العليا بالجلفة‪ ،‬مجلة امليادين االقتصادية‪ ،‬املجلد ‪02‬‬
‫(العدد ‪ ،)01‬جامعة الجزائر ‪ ،3‬ص‪.‬ص ‪ ،42- 25‬الجزائر‪.‬‬

You might also like