You are on page 1of 32

‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬

‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫أراضي العرش بين ملكية الدولة وحيازة العروش في الجزائر‬


‫‪The land of the Throne between the ownership of the state and the‬‬
‫‪possession of the Arush in Algeria‬‬

‫تاريخ ارسال المقال‪2017/11/08 :‬‬


‫تاريخ نشر المقال‪2018/09/30 :‬‬ ‫تاريخ قبول المقال‪2017/10/05 :‬‬

‫‪ ‬الدكتورة نعيمة حاجي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي التبسي‪ -‬تبسة‬
‫تخصص القانون العقاري‪ ،‬البريد اإللكتروني‪naima_8541@yahoo.fr :‬‬

‫الملخص‬
‫أراضي العرش "السابقة" في الجزائر هي أراضي جماعية‪ ،‬يحوزها أفراد العرش‬
‫ويستأثرون بحق االنتفاع عليها‪ ،‬وقد كانت تخضع للقواعد العرفية في نظام استغاللها‪ ،‬لكن‬
‫بعد سنة ‪ 1830‬تاريخ االحتالل الفرنسي للجزائر‪ ،‬فقد حاول هذا األخير استخدامها ألغراض‬
‫استيطانية على غرار األراضي الفالحية األخرى‪ ،‬كاألراضي من نوع مل‪ ،،‬من خالل سياسة‬
‫التجزئة وتشكيل الملكية الخاصة‪ ،‬وقد كانت السياسة االستعمارية المقننة السبب المباشر‬
‫لمشكلة أراضي العرش في الوقت الحاضر‪ ،‬بعد االستقالل صنفت أراضي العرش والبلديات‬
‫ذات الطابع الزراعي أو الرعوي كأراضي تابعة لملكية الدولة (األمال‪ ،‬الوطنية الخاصة)‪،‬‬
‫بموجب نص المادة ‪ 13‬من األمر رقم ‪ 26/95‬المعدل والمتمم لقانون ‪ 25/90‬المتضمن‬
‫التوجيه العقاري‪ ،‬وطبق عليها سابقا قانون ‪ 73/71‬المتعلق بالثورة الزراعية‪ ،‬ثم قانون‬
‫‪ 19/87‬المتعلق بالمستثمرات الفالحية‪ ،‬لكن بعد إلغائه سنة ‪ ،2010‬بموجب قانون‬
‫‪ ،03/10‬أصبح يطبق عليها أسلوب االمتياز الفالحي‪ ،‬كما تخضع لالستصال‪ ،،‬إذا ما‬
‫صنفت كمحيطات استصال‪.،‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬أراضي العرش‪ ،‬السابقة‪ ،‬األراضي الجماعية ‪ ،‬األراضي الفالحية‪ ،‬أمال‪،‬‬
‫وطنية خاصة‪.‬‬

‫‪296‬‬
ISSN: 1112-4210 ‫مجلة الحقيقة‬
EISSN: 2588-2139 )‫ من التسلسل السابق‬46 ‫ (العدد‬2018 ‫ سبتمبر‬- 03:‫ عدد‬17 :‫مجلد‬

Astract:

Les terres Arch "Sabéga" en Algérie sont des terres


collectives, la jouissance aux tribus, la caractéristique essentielle de
ces terres est l’inaliénabilité, Depuis l’année de 1962, la propriété des
terres dites "arch" et communales (Terres agricoles et pastorales)
appartient à l’Etat, la jouissance reste aux tribus, conformément à
l'article 13 de la Ordonnance n° 95-26 du 25 septembre 1995
modifiant et complétant la loi n° 90-25 du 18 novembre 1990 portant
orientation foncière ; Actuellement Sont abrogées les dispositions de
la loi n° 87-19 du 8 décembre 1987 déterminant le mode
d’exploitation des terres agricoles du domaine national et fixant les
droits et obligations des producteurs avec Loi n° 10-03 du 15 août
2010 fixant les conditions et les modalités d’exploitation des terres
agricoles du domaine privé de l’Etat.

Mots clés:
Terres Arch , Sabéga , terres collectives, terres agricoles, domaine privé de
l’Etat,
:‫المقدمة‬
‫ ومحور المناقشات‬،‫منذ سنوات عديدة وال تزال أراضي العرش تشكل موضوع الساعة‬
‫ ومصدر النزاعات‬،‫التي يجريها المختصون بالمجال العقاري والقضائي وحتى الفالحي‬
‫ وتنطلق أهميـــــــة دراستها من خالل ما تنطوي عليه من‬،‫والتناقضات بين األوساط الشعبية‬
‫ وهي أراضي جماعية يحوزها أفراد العرش ويستأثرون‬،‫خصوصية قانونية واجتماعية وسياسية‬
‫ إال أن تدخل‬،‫ وقد كانت تخضع للقواعد العرفية في نظام استغاللها‬،‫بحق االنتفاع عليها‬
‫ كما جعلها‬،‫ إذ أنه أسندها نهائيا لملكية الدولة‬،‫المشرع الج زائري قد حور من نظامها القانوني‬
‫ أو منحها كمحيطات‬،‫من بين األراضي التي تستغل في إطار المستثمرات الفالحية‬
‫ إال أنه في الوقت الحاضر معظم مساحتها ال تزال تستغل دون تنظيم قانوني‬،،‫استصال‬
،‫ وذل‬،‫ أثارت الجدل والتناقض‬،‫ األمر الذي جعلها تتخذ وضعية خاصة‬،‫وفق النمط العرفي‬

297
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫ما ساهم في إعاقة دورها التنموي باعتبارها أراضي فالحية أو سهبية رعوية‪ ،‬خاصة بالنسبة‬
‫لحرمان حائزيها من االستفادة من التمويل المالي لتطوير االستثمارات الزراعية والحيوانية‪،‬‬
‫إضافة إلى حدوث النزاعات العشائرية نتيجة خصوصيتها االجتماعية والتاريخية‪،‬‬
‫وان كان المسح العقاري قد تبنته السلطات الجزائرية سنة ‪ 1975‬ونظمه المشرع‬
‫الجزائري بموجب األمر رقم ‪ 74/75‬المتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيس السجل‬
‫العقاري بهدف تطهير الملكية العقارية وضبط الوضعيات العقارية المختلفة فإنه أحدث في‬
‫أراضي العرش إشكاالت ال حصر لها خاصة في ما يتعلق بالتصدي لفرق التحقيق الميداني‬
‫وعرقلة نشاطها‪ ،‬ثم تقديم احتجاجات أمام البلديات وغيرها من المشاكل(‪.)1‬‬
‫وبالتالي فإن تسببها في هذا الكم الكبير من اإلشكاالت كانت كافية لتكون دافعــــا‬
‫لدراستها‪ ،‬وكبداية إليجاد الحلول القانونية يجب ضبط مفهوم أراضي العرش وتحديد إطارها‬
‫القانوني العام‪ ،‬وهو موضوع هذا البحث الموجز‪ ،‬والهدف األساسي من هذه الدراسة هو‬
‫الكشف مختلف الجوانب القانونية لهذا النوع من األراضي ومحاولة تقييم وضعها القانوني‬
‫ومقارنته بما هو ميداني‪ ،‬للوصول إلى اقتراحات مناسبة‪ ،‬واإلشكالية التي يمكن أن يبنى‬
‫عليها التحليل العلمي وعمل الباحث القانوني هي كالتالي‪ :‬إلى أي مدى وازن النظام‬
‫القانوني أل راضي العرش بين حق الدولة كمالكة لألرض وحق العروش كحائزين لها ؟‬

‫وكمحاولة للتحليل والدراسة اقتضى األمر التقسيم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم أراضي العرش‬


‫المبحث الثاني‪ :‬النظام القانوني ألراضي العرش‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم أراضي العرش‬


‫تتميز أراضي العرش عن المفاهيم القانونية األخرى بخصائص تجعل منها منظومة‬
‫تطور تاريخيا عبر الحقب التاريخية المختلفة تمخض‬
‫ًا‬ ‫قانونية مستقلة ومتميزة‪ ،‬وقد شهدت‬

‫(‪ -)1‬أن ظر أكثر في ما يخص إشكاالت أراضي العرش خالل العمليات المسحية‪ :‬نعيمة حاجي‪ ،‬المسح العام‬
‫وتأسيس السجل العقاري في الجزائر‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬ص ‪.155‬‬
‫‪298‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫عنه وضعها القانوني الحالي الذي يجمع بين الغموض والتعقيد والتناقض‪ ،‬وهو ما يترجم من‬
‫خالل الطبيعة القانونية أو من حيث نمط االستغالل الخاص بهذا النوع من األراضي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف أراضي العرش‬


‫لم يتطرق المشرع الجزائري إلى تعريف أراضي العرش‪ ،‬واكتفى باالحتفاظ بالتسمية‬
‫ضمن المواد التي تطرقت إلى هذا النوع من األراضي‪ ،‬سواء ضمن قانون الثورة الزراعية أو‬
‫قانون التوجيه العقاري‪ ،‬فبالرغم من أنه يطلق عليها في المناطق الغربية تسمية "أراضي‬
‫السابقة"‪ ،‬إال أن المشرع الجزائري استعمل مصطلح " أراضي العرش"‪ ،‬حيث وحد التسمية في‬
‫كامل التراب الوطني‪.‬‬

‫كما أن مصطلح "عرش" في األصل منشؤه اجتماعي‪ ،‬حيث تعتبر المكان الذي‬
‫تتخذه العشيرة أو القبيلة باعتبارها كيانا اجتماعيا له خصوصيته‪ ،‬لتمارس من خالله سبل‬
‫العيش المالئمة لعاداتها وتقاليدها‪ ،‬أما من الناحية القانونية فيمكن تعريفها على أنها‪ :‬عبارة‬
‫عن أراضي ذات وجهة فالحية تابعة لألمال‪ ،‬الوطنية الخاصة‪ ،‬أو البعض منها يتبع‬
‫البلديات‪ ،‬غالبيتها يحوزها أفراد عرش ما بشكل مشاع على سبيل االنتفاع الدائم الغير‬
‫خاضع ألي تقنين‪ ،‬والجزء القليل يستغل في شكل منظم‪ ،‬سواء عن طريق االمتياز الفالحي‪،‬‬
‫أو كمحيطات استصال‪ ،،‬وتتركز في الهضاب العليا والمناطق السهبية في الجزائر‪ ،‬حيث‬
‫يطلق عليها تسمية أراضي العرش في الوسط والشرق الجزائري‪ ،‬أما في الغرب الجزائري‬
‫فيطلق عليها تسمية أراضي السابقة أو السبقية‪ ،‬والسابقة لغة من الفعل سبق سبقا‪ ،‬أي تقدم‬
‫وخلف وراءه غيره (‪ ،)2‬وبالتالي فالسابقة من الناحية اللغوية تعني التقدم في أمر من األمور‬
‫التي يتسابق بها الناس‪ ،‬أما اصطالحا فتسمى األرض بالسابقة نسبة للحائز األول‪ ،‬ويعرفها‬

‫(‪ -)2‬أنطوان نعمة‪ -‬عصام مدور‪ -‬لويس عجيل‪ -‬منزي شماس‪ ،‬المنجد في اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬دار‬
‫المشرق‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنـة ‪ ،2000‬ص ‪.644‬‬
‫‪299‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫األستاذ يوسف جباري (‪« Les terres Arch ce sont les terres des tribus, ou :)3‬‬
‫» ‪.des premiers occupants‬‬

‫أما بالمغرب األقصى يطلق عليها اسم بالد الجماعة أو الجماعات(‪ ،)4‬أما بتونس‪:‬‬
‫يطلق عليها تسمية األراضي االشتراكية(‪ ،)5‬وكان يطلق عليها سابقا أراضي عربي أو أراضي‬
‫قبائل العرب‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة وتطور الوضع القانوني ألراضي العرش‬


‫أغلب الفقهاء والباحثين يرون أن أراضي العرش ذات منشأ عثماني‪ ،‬بحيث أن‬
‫الحكام األوائل للدولة العثمانية قاموا بتوزيع هذه األراضي على القبائل الموالين لهم‪ ،‬لكن هذا‬
‫الطر‪ ،‬يدعوا إلى التساؤل التالي‪ :‬إذا كانت الدولة العثمانية منحت األراضي لقبائل بأسرها‬
‫فما هو مستقر هذه القبائل قبل ذل‪،‬؟‪ ،‬فليس من المعقول أن يقضوا طوال حياتهم في الحل‬
‫توسعت واتخذت تكوينا اجتماعيا محكما‪ ،‬فالبد أن عنصر‬‫والترحال‪ ،‬خاصة وأنهم جماعات ّ‬
‫االستقرار متوفر قبل أن تبادر الدولة العثمانية في منحهم هذه األراضي ليستقروا عليها‪.‬‬

‫كما يرى البعض اآلخر أن االستعمار الفرنسي هو الذي أشاع فكرة عدم وجود‬
‫الملكية الخاصة في الجزائر‪ ،‬من أجل أن يضم إلى أمال‪ ،‬الدولة الفرنسية أكبر قسم من‬
‫األراضي‪ ،‬لذل‪ ،‬وبالمقابل أشاع فكرة الملكية الجماعية أو الشائعة المجسدة من خالل أراضي‬

‫)‪(3‬‬
‫‪- Youcef DJEBARI , la France en Algérie (bilans et controverses), office des‬‬
‫‪publications universitaires, Alger, 1995, p 3.‬‬
‫(‪ -)4‬وقد اعترف بها المشرع المغربي ووضع لها قانونا خاصا بها يحتوي على أربعة أبواب تنظم كيفية االنتفاع‬
‫بها وذل‪ ،‬بموجب القرار الوزيري المتعلق بضبط تدبير األمال‪ ،‬المشتركة التي وقعت بشأنها قسمة على وجه‬
‫المنفعة المؤبدة‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 4‬أوت سنة ‪1945‬م الموافق لـ ‪ 5‬رمضان سنة ‪1364‬هـ‪ ،‬منشور بالجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪.1722‬‬
‫(‪ -)5‬وقد قننها المشرع التونسي بموجب القانون عدد ‪ 28‬لسنة ‪ 1964‬المؤرخ في ‪ 1964/06/04‬المتعلق‬
‫بضبط النظام األساسي لألراضي االشتراكية المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪300‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫العرش‪ ،‬ليصنفها بعد ذل‪ ،‬ضمن أمال‪ ،‬الدومين ويوزعها على المعمرين(‪ ،)6‬لكن لو تفحصنا‬
‫الحقيقة االجتماعية والتاريخية لهذا النوع من األراضي فنجدها ذات نظام عرفي متأصل‪،‬‬
‫خاصة وأن العرف ليس من السهل تشكله‪ ،‬فهو يستحق مدة كبيرة ليصبح قاعدة تعتمد عليها‬
‫الجماعة‪ ،‬كما أن معظم الدراسات التاريخية تؤكد أن أراضي العرش تعد إحدى أنواع‬
‫األراضي الفالحية في العهد العثماني‪.‬‬

‫إذن من خالل التحليالت السابقة أرى أن أراضي العرش قبل أن تكون نظاما قانونيا‬
‫تعبر عن ارتباط التجمعات البشرية‬
‫فإنها تعد معلما من معالم التكوينات االجتماعية‪ ،‬كما ّ‬
‫باألرض‪ ،‬فالعرش هو مجموعة من األفراد يجمعهم األصل الواحد والعادات والتقاليد‬
‫المشتركة‪...‬الخ(‪ ،)7‬وبالتالي فأراضي العرش ليست من اخت ارع االستعمار الفرنسي‪ ،‬بمعنى‬
‫أنها كانت موجودة كنظام محكم ومتميز قبل الغزو الفرنسي سنة ‪1830‬م‪.‬‬

‫لكنني أختلف مع االتجاه األول في كون أراضي العرش قد منحها الحكام األترا‪،‬‬
‫للقبائل الموالين لهم‪ ،‬إذ أن هذه األراضي تعتمد في نظامها على األحكام العرفية‪ ،‬والتي‬
‫تختلف من منطقة إلى أخرى‪ ،‬فلو أن الدولة العثمانية هي المانحـة لوضعت نظاما قانونيا‬
‫محكمـا ومقننـا ‪ ،‬مستمدا من أحكام الشريعة اإلسالمية بالدرجة األولى‪ ،‬وجعل المرأة ترث مع‬
‫الرجل‪ ،‬ولم يدع األعراف هي السائدة‪ ،‬مما يؤكد في نظري أن األعراف تشكلت في كل‬
‫عرش بمرور الزمن‪ ،‬وهذا تأكيد على أن القبائل استقرت بإرادتها في المناطق التي تناسبها‬
‫فتوسعت وتكونت مع مرور الزمن القواعد العرفية التي تحكم نظام‬‫وتناسب عاداتها وتقاليدها‪ّ ،‬‬
‫(‪)8‬‬
‫واستغالل هذا النوع من األراضي ‪ ،‬وبالتالي ففكرة تشكل العرش واستق ارره وفق قواعد عرفية‬

‫(‪ -)6‬عدي الهواري‪ ،‬ترجمة جوزيف عبد اهلل‪ ،‬االستعمار الفرنسي في الجزائر (سياسة التفكي‪ ،‬االقتصادي‬
‫واالجتماعي [‪1830‬م‪1960 -‬م] )‪ ،‬دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪ ،1983‬دون‬
‫ذكر البلد‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫)‪(7‬‬
‫‪- Youcef DJEBARI, op.cit, p 35.‬‬
‫)‪(8‬‬
‫‪-Nacereddine SAIDOUNI, Feuillets Algériens (études et recherches en histoire‬‬
‫‪algérienne), Dar Al-Gharb Al-Islami, 2000, p 158.‬‬
‫‪301‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫ثابتة مستقلة تماما عن فكرة تواجد الدولة العثمانية في الجزائر من عدمه‪ ،‬وبالرجوع إلى‬
‫الدراسات التاريخية حول المجتمع الجزائري والقبائل البربرية‪ ،‬فنجد أنه كان هنا‪ ،‬نظام قبلي‬
‫سائد خالل عصور ما قبل التاريخ‪ ،‬كما أن القبائل البربرية مستقرة على هذه األراضي‪،‬‬
‫وتمارس أنشطة فالحية ورعوية مختلفة‪.‬‬

‫ويمكن التطرق في هذه الدراسة إلى أهم المراحل التاريخية‪ ،‬التي بالفعل تبلور فيها‬
‫نظام أراضي العرش‪ ،‬وكان له عالقة بتسلسل التغيرات التي طرأت على نظامها القانوني‪،‬‬
‫بداية بالعهد العثماني‪ ،‬أين كانت تخضع لنظام عرفي مضبوط من جوانب عديدة‪ ،‬ثم فترة‬
‫االحتالل الفرنسي أين عملت الحكومة الفرنسية على تحوير هذا النظام لخدمة أهدافها‬
‫االستعمارية‪ ،‬ثم في ظل الدولة الجزائرية المستقلة‪ ،‬وكيف تعاملت مع الوضع الموروث لهذا‬
‫النوع من األراضي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬في العهد العثماني [ قبل سنة ‪1830‬م ]‬


‫لقد كانت أراضي العرش تحتل مساحات شاسعة ومكانة معتبرة في النظام الفالحي‬
‫والزراعي في العهد العثماني‪ ،‬إذ كانت توفر لألفراد موردا غذائيا هاما جدا خاصة بالنسبة‬
‫لمستغليها من سكان األعراش‪ ،‬إضافة إلى مساهمتها في دعم خزينة الدولة العثمانية‪ ،‬على‬
‫غرار بقية األراضي الفالحية األخرى المتمثلة في (أراضي المل‪ -،‬أراضي البايلي‪ -،‬أراضي‬
‫الوقف‪ -‬أراضي الصحراء)‪ ،‬وذل‪ ،‬عن طريق تحصيل الضرائب المفروضة على مستغليها‪،‬‬
‫ويخضع استغالل أراضي العرش لمعيار حاجة أفراد العرش أو القبيلة حسب مقدرتهم‬
‫وامكانياتهم(‪ ،)9‬بينما تتر‪ ،‬األجزاء غير المستغلة للرعي‪.‬‬

‫يتمتع الحائز ألرض العرش بحق االنتفاع الدائم‪ ،‬وهو ال ينتهي بوفاته ولكنه ينتقل‬
‫إلى ورثته الذكور على الشيوع دون اإلناث‪ ،‬أما إذا لم يكن للهال‪ ،‬ورثة على عمود النسب‬
‫يتولى أعيان الجماعة تحت قيادة شيخ الدوار تسليم األرض لمن يستغلها‪ ،‬إذن فأحكام‬

‫(‪ -)9‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،‬د ارس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات تاريخية في الملكية والوقف والجباية (الفترة الحديثة)‪ ،‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪ ،2001‬ص ‪.84‬‬
‫‪302‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫الميراث ال تخضع للشريعة اإلسالمية التي تمنح المرأة الحق في الميراث مع الرجل‪ ،‬ويعود‬
‫السبب في ذل‪ ،‬إلى خشية دخول األصهار في الميراث وتمكنهم من استغالل أراضي تابعة‬
‫ألن ذل‪ ،‬يعد مساسا بشرف وكرامة العرش‪.‬‬
‫لعرش ليس بعرشهم‪ّ ،‬‬
‫كما كان يفرض على مستغلي هذه األراضي ضرائب متنوعة نقدية أو عينية‪ ،‬منها‬
‫الثابتة التي تستخلص كـل سنة ومنها تل‪ ،‬المرتبطة بالفصول أو المناسبات أو بالوضعيات‬
‫الم ُعونةَ(‪ ،)10‬وقد ألحقت المحالت العسكرية التي كانت‬
‫المختلفة‪ ،‬ومن أهمها الغرامة‪ ،‬اللّ ْزمة و َ‬
‫تقوم بجمع الضرائب أض ار ار كبيرة بالريف أدت إلى انكماش النشاط الزراعي‪ ،‬كما أن ارتفاع‬
‫حجم الضرائب دفع بالعديد من مستغلي أراضي العرش إلى التخلي عن خدمة األرض من‬
‫ضد نظام الحكم من جهة أخرى‪.‬‬
‫وشن ثورات ّ‬
‫جهة ّ‬
‫وقد تحدث منازعات بسبب ممارسة حق االنتفاع‪ ،‬والتي يعود اختصاص الفصل فيها‬
‫للجماعة أو لموظفي البايلي‪ ،،‬وتصدر فيها أحكام عرفية محلية‪ ،‬أما بخصوص حق الميراث‬
‫فيعود اختصاص الفصل في المنازعات التي يسببها إلى الحاكم اإلداري‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬في عهد االحتالل الفرنسي [‪1830‬م‪1962-‬م]‬


‫حاولت الحكومة الفرنسية بعد احتاللها األراضي الجزائرية توسيع استيطانها بشتى‬
‫نظر ألهميتها االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ولكي تضفي‬
‫الطرق‪ ،‬وقد رّكزت على أراضي العرش ا‬
‫مقننة ومرحلية‪ ،‬بهدف القضاء‬‫على أعمالها طابع الشرعية فقد حاولت إتباع سياسة عقارية ّ‬
‫على الطابع الجماعي لهذا النوع من األراضي وتحويلها إلى ملكية فردية يمكن التنازل عنها‬
‫والتداول فيها(‪.)11‬‬

‫(‪ -)10‬أنظر أكثر فيما يخص هذا النوع من الضرائب‪:‬‬


‫* ناصر الدين سعيدوني‪ ،‬النظام المالي للجزائر في الفترة العثمانية (‪ ،)1830-1800‬الشركة الوطنية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬دون ذكر عدد الطبع‪ ،‬سنة ‪ ،1970‬ص ‪.96‬‬
‫*عبد القادر جغلول‪ ،‬تاريخ الجزائر الحديث (دراسة سوسيولوجية)‪ ،‬دار الحداثة للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬دون ذكـر عدد وسنة الطبع‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫)‪(11‬‬
‫‪- Youcef DJEBARI, op.cit, p 85.‬‬
‫‪303‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫قال الجنرال بيجو في إحدى المناسبات أمام الجمعية البرلمانية‪ » :‬يجب احتالل‬
‫الجزائر بالسيف والمحراث«(‪ ،)12‬مما يدل على أن السلطات الفرنسية رّكزت على األراضي‬
‫بالسهولة التي كان‬
‫الفالحية‪ ،‬إال أن فرض السيطرة على أراضي العرش وتجزئتها لم يكن ّ‬
‫تأملها‪ ،‬فالطابع الجماعي الذي كان يميز أراضي العرش وما ينطوي عليه من معاني التالحم‬
‫والتماس‪ ،،‬والخضوع الطوعي لألحكام العرفية صعب مهمة تغييرها‪ ،‬نتيجة ترسخها في‬
‫وكلها أسباب زادت من رهبة وحذر‬ ‫أذهان العروش‪ ،‬واختالفها عن القوانين الفرنسية‪،‬‬
‫السلطات المحتلة وجعلت الوضع أكثر تعقيدا‪.‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬تطبيق سياسة االحتواء‬


‫لتحقيق هذه السياسة فقد ركزت الحكومة الفرنسية على فكرة مفادها أن أفراد العرش ال‬
‫يتمتعون سوى بحق االنتفاع دون الملكية‪ ،‬فالسلطات الفرنسية هي مالكة للرقبة في هذه‬
‫األراضي‪ ،‬بينما الفرد أو العائلة يبقى دائما متمتعا بحق االنتفاع فقط‪ ،‬ثم انتقلت في مرحلة‬
‫ثانية إلى قسمة هذه األراضي‪ ،‬جزء تملكه اإلدارة الفرنسية ملكية تامة والجزء اآلخر يملكه‬
‫الحائز ملكية تامة كتعويض له على فقدان حق االنتفاع في الجزء الذي آل إلى اإلدارة‬
‫الفرنسية‪ ،‬وقد تم تطبيق هذه الطريقة في خمسة عروش فقط‪ ،‬ولقد كانت هذه األخيرة تختار‬
‫الجزء الذي يعود إليها استنادا إلى مدى خصوبة األرض‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬تشخيص الملكية العروشية‬


‫بعد فشل أسلوب االحتواء حاولت وضعها في إطار قانوني يسمح بتشخيصها وفهم‬
‫طبيعتها القانونية(‪ ،)13‬وقد صدر بموجب ذل‪ ،‬القانون المتعلق بتأسيس الملكية في الجزائر‬

‫(‪ -)12‬بن يوسف بن رقية‪ ،‬شر‪ ،‬قانون المستثمرات الفالحية‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫سنة ‪ ،2004‬ص ‪.26‬‬
‫(‪ -)13‬أنظر أكثر فيما يخص المغزى أو الهدف الحقيقي من وراء سن هذا القانون ‪:‬‬
‫‪*Youcef DJEBARI, op.cit, p 88-90 .‬‬
‫‪304‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫المؤرخ في ‪ 16‬جوان ‪1851‬م(‪ ،)14‬والذي اعترف بوجود هذا النوع من الملكية ضمن المادة‬
‫(‪)15‬‬
‫التي تنص على ما يلي‪:‬‬ ‫‪ 11‬منه‬

‫‪« Les droits de propriété et les droits de jouissance appartenant aux‬‬


‫‪particuliers aux tribus et aux fractions ».‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬تجزئة أراضي العرش‬
‫وقد تم ذل‪ ،‬بموجب المرسوم اإلمبراطوري سيناتوس كونسيلت(‪ ،)16‬المؤرخ في ‪22‬‬
‫أفريل ‪1863‬م المعروف بقانون أعيان أمال‪ ،‬الدولة‪ ،‬المتضمن تحديد ملكيات العروش‬
‫والمتخذ بموجب مشاورات مجلس الشيوخ الفرنسي‪ ،‬وبمقتضاه تمت تجزئة بعض أراضي‬
‫تحولت‬
‫العرش إلى وحدات عقارية فردية لتسهيل عملية إجراء التصرفات القانونية عليها‪ ،‬إذ ّ‬
‫أراضي شاسعة من نوع عرش إلى ممتلكات فردية قابلة للتنازل عنها السيما لفائدة المعمرين‪،‬‬
‫وقد كانت فرنسا تهدف من خالل هذا القانون إلى تحقيق هدفين‪ ،‬هدف مادي يقتضي تسهيل‬
‫المعمرين‪ ،‬مستغلّة في ذل‪ ،‬الفارق االقتصادي بينهم وبين‬
‫ّ‬ ‫عملية انتقال الملكية إلى‬
‫الجزائريين (فقر الجزائريين وثراء المعمرين)‪ ،‬وهدف اجتماعي سياسي مقتضاه القضاء على‬
‫النسيج االجتماعي والترابط العائلي الذي يتميز به أفراد العرش(‪. )17‬‬

‫المرحلة الرابعة‪ :‬فرنسة أراضي العرش (إخضاع أراضي العرش للقانون الفرنسي)‬

‫)‪(14‬‬
‫‪- Loi du 16 juin 1851 sur la propriété en Algérie), (Bulletin des lois, 10e Série,‬‬
‫‪Bull 404, n° 3010).‬‬
‫(‪ -)15‬يمكن ترجمتها على النحو التالي‪ » :‬حقوق الملكية وحقوق االنتفاع التابعة لألفراد أو العرش أو الدوار‬
‫معترف بها « ‪.‬‬
‫)‪(16‬‬
‫‪- SÉNATUS-CONSULTE du 12 avril 1863 relatif a la constitution de la‬‬
‫‪propriété en Algérien, (Bulletin des lois 11e Série, Bull, 1105, n° 11104) .‬‬
‫(‪ -)17‬عمر حمدي باشا‪ ،‬أراضي العرش‪ ،‬مقال منشور بمجلة مجلس الدولة‪ ،‬مجلة نصف سنوية تصدر عن‬
‫مجلس الدولة‪ ،‬منشورات الساحل‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬سنة ‪ ،2002‬ص ‪.86‬‬
‫‪305‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫وذل‪ ،‬بموجب القانون الصادر بتاريخ ‪ 26‬جويلية ‪ 1873‬المعروف بمشروع‬


‫وارني(‪ ،)18‬إذ يهدف هذا القانون إلى فرنسة شاملة لجميع األراضي الجزائرية‪ ،‬وبالتالي‬
‫خضوع العقار للقانون الفرنسي بشكل دائم ونهائي‪ ،‬وقد ترتب على تطبيق هذا القانون‬
‫التصرف في مساحات شاسعة من أراضي العرش‪ ،‬وقد أجريت بموجب هذا القانون تحقيقات‬
‫عقارية أدت إلى تأسيس سندات ملكية سلّمت إلى األهالي المنتفعين بهذه األراضي في شكل‬
‫مخططات أو جداول إشهارية‪.‬‬

‫المرحلة الخامسة‪ :‬تصفية أراضي العرش‬


‫نصت على عمليات التصفية ثالثة قوانين متعاقبة ومكملة لبعضها البعض‪ ،‬وهي‬
‫(‪)19‬‬
‫والقانون المؤرخ في ‪ 16‬فيفري‬ ‫على التوالي‪ :‬القانون المؤرخ في ‪ 28‬أفريل ‪1887‬م‬
‫(‪)21‬‬ ‫(‪)20‬‬
‫أن قانون ‪ 28‬أفريل ‪1887‬م‬
‫والقانون المؤرخ في ‪ 4‬أوت ‪ 1926‬م ‪ ،‬حيث ّ‬ ‫‪1897‬م‬
‫جاء إلنجاز العمليتين اللتين نص عليهما قانون سيناتوس كونسيلت‪ ،‬وهما تحديد األراضي‬
‫التي تعيش فيها العروش ثم تقسيم هذه األراضي إلى دواوير‪ ،‬وقد سمي هذا القانون‬
‫بالسيناتوس كونسيلت الصغير‪ ،‬وقد جاء ليطبق محتويات قانون سيناتوس كونسيلت على‬
‫القبائل التي لم يشملها هذا األخير‪.‬‬

‫مكمال‬
‫أما عملية التصفية الحقيقية فقد جاء بها قانون ‪ 16‬فيفري‪1897‬م والذي جاء ّ‬ ‫ّ‬
‫لقانون ‪ ، 1887‬حيث صدر هذا القانون إلكمال المرحلة الثالثة من عملية التصفية والمتمثلة‬

‫)‪(18‬‬
‫‪- Loi du 26 juillet 1873 relative a l'établissement et a la conservation de la‬‬
‫‪propriété en Algérie, (Bulletin des lois, 12° Série, Bull 147, n° 2251).‬‬
‫)‪(19‬‬
‫‪- Loi du 28 avril 1887, ayant pour objet de modifier et de compléter la loi du 26‬‬
‫‪juillet 1873, sur l'établissement et la conservation de la propriété en Algérie,‬‬
‫‪(Bulletin des lois, 12e Série, Bull1087, n° 17929).‬‬
‫)‪(20‬‬
‫‪- Loi du 16 février 1897 relatif à l'immatriculation de la propriété foncière en‬‬
‫‪Algérie, (Bulletin des lois, , 13e Série, Bull 1867, n° 32711).‬‬
‫)‪(21‬‬
‫‪- Loi du 4 août 1926, Modifiant la loi du 16 février 1897 sur la propriété‬‬
‫‪foncière en Algérie, (Journal Officiel de 5 août 1926, n° 8850) .‬‬
‫‪306‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫في تكوين الملكية الخاصة في الدواوير المجزأة بموجب قانون ‪ ،1887‬وذل‪ ،‬عن طريق‬
‫إجراء تحقيقات جزئية بواسطة مهندسين وخبراء‪ ،‬بناءا على طلب حائز أرض العرش‪.‬‬

‫المتمم لقانون ‪ ،1897‬الذي لم‬


‫ثم صدر القانون المؤرخ في ‪ 04‬أوت ‪ 1926‬المعدل و ّ‬
‫مدد العمل بها‪ ،‬لكن إلى جانبها فرض إجراءات التحقيقات‬
‫يلغي التحقيقات الجزئية بل ّ‬
‫اإلجمالية التي تقوم بها اإلدارة الفرنسية من تلقاء نفسها‪ ،‬لتشمل دوار أو عرش بأسره‪.‬‬

‫وقد كان يتولى التحقيقات خبراء عسكريون لهم اهتمامات عسكرية بالدرجة األولى‪،‬‬
‫مما جعل التحقيقات تستغرق مدة طويلة قد تبلغ الخمس سنوات‪ ،‬وباندالع الثورة التحريرية‬
‫وجه الخبراء العسكريون جهدهم للمهام العسكرية وتركوا التحقيقات مجمدة‪ ،‬ولحد اآلن يوجد‬
‫لدى مصالح أمال‪ ،‬الدولة حوالي ‪ 300‬ملف متعلق بتحقيقات جزئية واجمالية غير مكتملة‬
‫أو غير مصادق عليها من طرف الحاكم العام‪.‬‬

‫* التحقيق الجزئي‬
‫ويقصد به عمليات التحقيق الميداني التي قامت بها السلطات الفرنسية بناءا على‬
‫طلب من حائز أرض العرش‪ ،‬بهدف التحقق من حيازته لهذه األرض مدة طويلة تخوله حق‬
‫تملكها بوضع اليد‪ ،‬ويسلم له سند ملكية في حالة ثبوت ذل‪ ،،‬فتتحول طبيعتها القانونية من‬
‫(‪،)22‬‬
‫ويقوم التحقيق الجزئي على العديد من‬ ‫أرض عرش إلى أرض تابعة للملكية الخاصة‬
‫اإلجراءات يمكن سردها بالترتيب كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يقدم الحائز الراغب في التحقيق طلب إلى عامل العمالة (الوالي)‪ ،‬ويجب أن يتوفر هذا‬
‫الطلب على مجموعة من الشروط أهمها‪ :‬أن يكون مكتوبا‪ ،‬أن يتضمن تسمية العقار‪،‬‬
‫حدوده‪ ،‬مساحته‪ ،‬موقعه‪ ،‬اسم العرش الذي ينتمي إليه العقار واسم الحائز (صاحب‬
‫الطلب)‪.‬‬

‫(‪ -)22‬وهو تحقيق اختياري شبيه بالمسح االختياري‪ ،‬إذ يتم بناءا على رغبة حائز أرض العرش في إجراء‬
‫التحقيق والحصول على سند التملي‪.،‬‬
‫‪307‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫‪ -‬إذا استوفى الطلب الشروط السابقة يصدر الوالي ق ار ار إداريا يحدد فيه يوم انتقال‬
‫[المحقق الباحث] إلى عين المكان (أرض العرش محل التحقيق)‪.‬‬

‫‪ -‬ينتقل المحقق إلى عين المكان رفقة مهندس خبير‪ ،‬ويقوم بعملية التحقيق استنادا إلى‬
‫الوثائق التي بحوزة صاحب الطلب واالستماع إلى شهادات المال‪ ،‬أو الحائزين المجاورين‪،‬‬
‫خاصة بالنسبة إلى مدة الحيازة ووضع اليد ( فيما إذا كانت تخول صاحب الطلب حق تمل‪،‬‬
‫األرض من عدمه )‪.‬‬

‫‪ -‬تقديم االعتراضات‪ :‬في حالة تقديم اعتراض من قبل الغير على نتائج التحقيق يتم النظر‬
‫في االعتراض والتأكد من جديته وأسانيده‪ ،‬ويترتب على هذا اإلجراء احتمالين إما قبول‬
‫االعتراض أو رفض االعتراض بموجب قرار إداري‪.‬‬

‫يحرر سند ملكية باسم طالب التحقيق على‬


‫‪ -‬وفي الحالة األخيرة (رفض االعتراض) ّ‬
‫أرض العرش محل التحقيق الجزئي من قبل مصلحة أمال‪ ،‬الدولة‪.‬‬

‫المحرر‪ ،‬ويستطيع‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬آخر مرحلة تتمثل في توقيع الحاكم العام بالجزائر على سند الملكية‬
‫بذل‪ ،‬حائز أرض العرش محل التحقيق الجزئي سحب سند الملكية من طرف مصلحة أمال‪،‬‬
‫الدولة‪ ،‬وتتحول من الطابع العروشي إلى فئة األمال‪ ،‬الخاصة‪.‬‬

‫ويترتب على هذا اإلجراء آثار قبل تسليم سند الملكية وأخرى بعد تسليمه‪:‬‬

‫فقبل تسليم سند الملكية‪ :‬يجوز للحائز التصرف في أرض العرش محل التحقيق‬
‫بموجب عقد بيع واقف على شرط مع اإليجار‪ ،‬والمشتري ال يصير مالكا بصفة نهائية للعقار‬
‫محل المعاملة إال بعد استكمال إجراءات البحث الخاصة بالتملي‪ ،‬إضافة إلى توقيع سند‬
‫الملكية من قبل الحاكم العام بالجزائر‪ ،‬والى حين ذل‪ ،‬يتنازل البائع للمشتري عن حقه في‬
‫االستغالل على وجه اإليجار الدائم ألجل غير محدد (إلى غاية تحرير سند الملكية والتوقيع‬
‫عليه من قبل الحاكم العام)‪ ،‬وذل‪ ،‬مقابل دفع مبلغ معين متفق عليه‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫أما بعد تسليم سند الملكية‪ :‬هنا‪ ،‬العديد من اآلثار القانونية‪ ،‬تتمثل في تحول الطبيعة‬
‫القانونية لألرض من أرض عرش إلى أرض تابعة للملكية الخاصة‪ ،‬إضافة إلى تحولها من‬
‫الطابع المشاع إلى ملكية فردية‪ ،‬تخص المستفيد من التحقيق الجزئي فقط‪ ،‬كما تصبح‬
‫األرض خاضعة للقانون الفرنسي في نظامها ومنازعاتها‪ ،‬ويصبح من حق المرأة توارثها طبقا‬
‫للقانون الفرنسي‪.‬‬

‫* التحقيق اإلجمالي‬
‫هو نوع من التحقيق له نفس آثار التحقيق الجزئي‪ ،‬مع االختالف فقط من حيث اإلجراءات‬
‫والطابع اإلجباري بحيث‪:‬‬
‫‪ -1‬التحقيق اإلجمالي تقوم به الحكومة الفرنسية من تلقاء نفسها بالنسبة ألراضي العرش‬
‫التي لم يتقدم حائزوها بطلبات تحقيق جزئي(‪.)23‬‬

‫‪ -2‬التحقيق اإلجمالي يشمل العديد من أراضي العرش في نفس الوقت‪ ،‬بحيث تختار‬
‫الحكومة الفرنسية مجموعة حائزين وتقوم بالتحقيقات‪ ،‬ويشبه التحقيق اإلجمالي إلى حد ما‬
‫يحول طبيعة األرض من‬‫عمليات المسح اإلجباري مع الفرق في اآلثار‪ ،‬فالتحقيق اإلجمالي ّ‬
‫أرض عرش إلى أرض ملكية خاصة‪ ،‬أما المسح فهو يحدد الطبيعة القانونية لألرض دون‬
‫تغييرها‪ ،‬بحيث تبقى أراضي العرش تابعة لألمال‪ ،‬الوطنية الخاصة‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة أن حائزي أراضي العرش محل التحقيق اإلجمالي يمكنهم أيضا‬
‫التنازل عن األرض أمام الموثقين أو القضاة الشرعيين في ذل‪ ،‬الوقت مقابل ثمن محدد‬
‫حسب االتفاق‪ ،‬في صورة بيع واقف على شرط مع اإليجار‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬بعد االستقالل [بعد سنة ‪1962‬م]‬

‫(‪ -)23‬لقد لجأت الحكومة الفرنسية إلى إصدار قانون ‪ 04‬أوت ‪ 1926‬عندما لم تحقق عمليات التحقيق الجزئي‬
‫هدفها في تحويل طبيعة أراضي العرش إلى ملكية خاصة‪ ،‬وذل‪ ،‬بسبب ندرة المتقدمين بطلبات التحقيق الجزئي‬
‫لألسباب السابقة‪ ،‬وبالتالي فالحكومة الفرنسية تباشر التحقيق اإلجمالي بمحض إرادتها‪ ،‬وكأنه إجراء إجباري‪،‬‬
‫وذل‪ ،‬لتحقيق أفضل النتائج في القضاء على الطابع الجماعي ألراضي العرش وبالتالي تسهيل عملية التنازل‬
‫عنها لصالح المعمرين‪.‬‬
‫‪309‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫استمر الفراغ القانوني إلى غاية تبني المشرع الجزائري لمشروع الثورة الزراعية‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 73/71‬المتضمن الثورة الزراعية(‪ ،)24‬بحيث أدمجت ضمن صندوق‬
‫الثورة الزراعية‪ ،‬وصنفت بذل‪ ،‬ضمن أمال‪ ،‬الدولة‪ ،‬وتلته العديد من التشريعات التي تنظم‬
‫المجالين الفالحي والحضري التي مست أراضي العرش بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬بحيث‬
‫تم دمج مساحات كبيرة من أراضي العرش ضمن االحتياطات العقارية بموجب قانون‬
‫‪ 26/74‬المتعلق باالحتياطات العقارية(‪ ،)25‬الذي منح سلطات واسعة لصالح البلديات في‬
‫توسيع احتياطاتها العقارية(‪ ،)26‬وقد أُدمجت مساحات كبيرة من أراضي العرش ضمن أمال‪،‬‬
‫البلدية‪ ،‬فتحولت بذل‪ ،‬طبيعتها من أراضي عرش إلى أراضي تابعة للبلديات(‪ ،)27‬كما تم‬
‫تحويل مساحات من أراضي العرش كمناطق للرعي بموجب القانون رقم ‪ 43/75‬المتعلق‬
‫(‪)28‬‬
‫تحولت إلى مناطق رعوية‪ ،‬تستغل وفق حق التمتع الدائم‪ ،‬خاصة األراضي‬‫حيث ّ‬ ‫بالرعي‬
‫غير المستغلة من قبل‪ ،‬وقد شرعت هذه القوانين تماشيا ونظام االقتصاد الموجه الذي كانت‬
‫تسعى الدولة الجزائرية لتحقيقه آنذا‪.،‬‬

‫(‪-)24‬األمر رقم ‪ 73/71‬المؤرخ في ‪ 08‬نوفمبر ‪ 1971‬المتضمن قانون الثورة الزراعية ( الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 97‬لسنة ‪ ،)1971‬المؤرخة في ‪ ،1971/11/30‬ص ‪ ،1642‬الملغى بموجب المادة ‪ 75‬من القانون ‪25/90‬‬
‫المتضمن التوجيه العقاري‪.‬‬
‫(‪-)25‬أمر رقم ‪ 26-74‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 1974‬المتضمن تكوين احتياطات عقارية لصالح البلديات‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 05‬مارس ‪ 1974‬جريدة رسمية رقم ‪ ،19‬المؤرخة في ‪ 05‬مارس ‪ ،1974‬ص ‪.291‬‬
‫)‪(26‬‬
‫‪- Chabane BENAKZOUN, Le droit des réserves foncières, office des publications‬‬
‫‪universitaires, Alger, janvier 1990, p 15.‬‬
‫)‪(27‬‬
‫‪- A. ROHANE, Les réserves foncières et le régime de la propriété publique,‬‬
‫‪mémoire pour l’obtention du diplôme de magister en droit, option administration et‬‬
‫‪finances, institut de droit, des sciences politique et administratives, université‬‬
‫‪d’Alger, Année 1989, p 29.‬‬
‫(‪ -)28‬األمر رقم ‪ 43/75‬المؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ 1975‬المتضمن قانون الرعي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 54‬لسنة‬
‫‪ ،1975‬المؤرخة في ‪ 08‬جويلية ‪ ،1975‬ص ‪.772‬‬
‫‪310‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫(‪)29‬‬
‫تغيرت الكثير من المبادئ والمفاهيم التي تكرس توجه‬ ‫ثم بصدور دستور‪1989‬‬
‫جديد للدولة الجزائرية تمثل في توجه االقتصاد الحر الذي سرعان ما انتهجته نتيجة فشل‬
‫النظام القديم‪ ،‬وما نجم عنه من تدهور للوضع االقتصادي والسياسي للدولة‪ ،‬نتج عن هذا‬
‫تمخض عن‬‫تغير في السياسة العامة للبالد صاحبها تغير في المجال العقاري‪ ،‬وقد ّ‬
‫التجديد ّ‬
‫(‪)30‬‬
‫رقم ‪ 25/90‬المؤرخ في في ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،1990‬الذي‬ ‫ذل‪ ،‬صدور قانون التوجيه العقاري‬
‫حاول المشرع من خالله إيجاد سياسة عقارية عامة وشاملة بهدف القضاء على الفوضى‬
‫العقارية الناتجة عن السياسات العقارية المرحلية والظرفية التي سلكتها الدولة منذ االستقالل‪،‬‬
‫وقد نص على إرجاع األراضي الفالحية التابعة لصندوق الثورة الزراعية إلى مالكها‬
‫األصليين واستثنى من ذل‪ ،‬أراضي العرش‪ ،‬بحيث بقيت ضمن أمال‪ ،‬الدولة وخاضعة‬
‫لقانون األمال‪ ،‬الوطنية‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن استثناء أراضي العرش من عمليات‬
‫االسترجاع ولد إحساسا بالظلم لدى حائزيها‪ ،‬مما دفعهم إلى اللجوء للقضاء بهدف الحصول‬
‫على أحكام قضائية تكرس لهم الحق في االسترجاع‪ ،‬كما منح قانون التوجيه العقاري من‬
‫خالل نص المادة ‪ 85‬لشاغلي أراضي العرش الحق في استغاللها بموجب قانون‬
‫المتعلق بالمستثمرات الفالحية(‪ ،)32‬فبفشل الثورة الزراعية تحولت التعاونيات‬ ‫(‪)31‬‬
‫‪19/87‬‬
‫المقامة على أراضي العرش إلى مستثمرات فالحية‪.‬‬

‫(‪ -)29‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 18/89‬المئرخ في ‪ 28‬فيفري ‪ ،1989‬يتضمن التعديل دستور الجزائر لسنة‬
‫‪ ،1989‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 09‬المؤرخة في ‪ ،1989/03/01‬ص ‪.234‬‬
‫(‪-)30‬القانون رقم ‪ 25/90‬المؤرخ في ‪ 18‬نوفمبر ‪ 1990‬المتضمن التوجيه العقاري (الجريدة الرسمية عدد ‪49‬‬
‫لسنة ‪ ،)1990‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 26/95‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪( 1995‬الجريدة الرسمية عدد ‪55‬‬
‫لسنة ‪.)1990‬‬
‫(‪-)31‬القانون رقم ‪ 19/87‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪ 1987‬يتضمن ضبط كيفية استغالل األراضي الفالحية التابعة‬
‫لألمال‪ ،‬الوطنية وتحديد حقوق المنتجين وواجباتهم (الجريدة الرسمية عدد ‪ 50‬لسنة ‪ ،)1987‬المؤرخة في‬
‫‪ ،1987/12/09‬ص ‪ .1918‬الملغى بموجب قانون ‪.03/10‬‬
‫(‪ -)32‬عمر حمدي باشا‪ ،‬قراءة في قانون التوجيه العقاري‪ ،‬مقال منشور بمجلة الفكر البرلماني‪ ،‬دورية‬
‫متخصصة تصدر عن مركز البحوث والدراسات البرلمانية‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬مارس ‪ ،2005‬ص‪.61‬‬
‫‪311‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫تميزت الفترة التي تلي صدور قانون التوجيه العقاري بكثرة النزاعات القضائية‬
‫ولقد ّ‬
‫بشأن أراضي العرش نتيجة غموض طبيعتها القانونية وتباين التفسيرات القضائية واإلدارية‬
‫لهذه الطبيعة‪ ،‬األمر الذي تولد عنه تناقض في األحكام القضائية الصادرة بشأنها‪ ،‬وهو ما‬
‫دفع بالمشرع الجزائري إلى تعديل قانون التوجيه العقاري من خالل القانون رقم ‪،26/95‬‬
‫حيث تم الفصل النهائي في الطبيعة القانونية ألراضي العرش واعتبارها من األمال‪،‬‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫وفي السنوات األخيرة حاولت الحكومة الجزائرية تطوير القطاع الفالحي من خالل‬
‫تعديل التشريعات المتعلقة باستغالل األراضي الفالحية التابعة للدولة‪ ،‬خاصة من خالل‬
‫إصدار القانون رقم ‪ 16/08‬المؤرخ في‪ 2008 /08/03‬المتضمن التوجيه الفالحي(‪،)33‬‬
‫الذي ألغى بموجبه كل األساليب القديمة الستغالل األراضي الفالحية التابعة للدولة‪ ،‬بما في‬
‫ذل‪ ،‬قانون ‪ 19/87‬المتعلق بالمستثمرات الفالحية‪ ،‬واقرار االمتياز الفالحي كأسلوب أساسي‬
‫ووحيد لالستغالل‪ ،‬وينطبق األمر على أراضي العرش باعتبارها من أمال‪ ،‬الدولة الخاصة‪،‬‬
‫وبالتحديد المعتمدة كقوام مادي لمستثمرات فالحية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النظام القانوني ألراضي العرش‬


‫تدخل المشرع الجزائري بموجب قانون التوجيه العقاري المعدل والمتمم وحسم موضوع‬
‫طبيعتها القانونية وأقر بشكل نهائي تبعيتها لملكية الدولة‪ ،‬إال أن أكثر الدعاوى القضائية‬
‫المتعلقة بها تتمحور حول حقي الملكية واالسترجاع‪ ،‬كذل‪ ،‬فإن الفراغ القانوني قد ساهم‬
‫بشكل كبير في تعقيد الوضع‪ ،‬حيث أن المشرع الجزائري اكتفى بتصنيفها ضمن األمال‪،‬‬
‫الوطنية الخاصة وتر‪ ،‬بقية الجوانب دون تنظيم‪ ،‬في حين أن أراضي العرش في الواقع هي‬
‫نظام قائم بذاته يحتاج إلي أحكام قانونية تضبطه بشكل دقيق‪ ،‬خاصة من حيث كيفية‬
‫ممارسة حق االنتفاع‪ ،‬الميراث‪ ،‬التمويل المالي والقروض‪ ،‬الحيازة وطرق إثباتها‪ ،‬تحديد‬

‫(‪)33‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪ 16/08‬المؤرخ في ‪ 2008/08/03‬المتضمن التوجيه الفالحي‪( ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪46‬‬
‫لسنة ‪ ،)2008‬المؤرخة في ‪ ،2008/08/10‬ص ‪.04‬‬
‫‪312‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫وضعية األفراد المالكين لبعض أراضي العرش بموجب سندات رسمية وعقود بيع منحت لهم‬
‫من طرف السلطات الفرنسية أثناء فترة االحتالل‪ ،‬وكذل‪ ،‬وضعية المستفيدين من أراضي‬
‫عرش في إطار قانون الثورة الزراعية والحل القانوني للمشاكل التي يواجهونها مع الحائزين‬
‫األصليين لهاته األراضي‪ ،‬خاصة بعد استثناء هذه األراضي من عمليات االسترجاع‪ ،‬ويمكن‬
‫شر‪ ،‬ذل‪ ،‬من خالل تحديد الطبيعة القانونية ألراضي العرش‪ ،‬وتحديد األساليب المختلفة‬
‫الستغاللها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الطبيعة القانونية ألراضي العرش‬


‫تتنوع الطبيعة القانونية ألراضي العرش حيث أنها تابعة لألمال‪ ،‬الوطنية الخاصة‬
‫وتصنف ضمن األراضي ذات الوجهة الفالحية‪ ،‬وكذل‪ ،‬باعتبارها ذات طابع جماعي‬
‫ومشاع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أراضي العرش ملك خاص للدولة‬


‫لقد تأثرت الطبيعة القانونية ألراضي العرش باعتبارها من األمال‪ ،‬الوطنية الخاصة‬
‫ب السياسة العقارية المتبعة في الجزائر منذ االستقالل‪ ،‬والتي انطوت أساسا على سيل من‬
‫التشريعات المتعاقبة والمرحلية‪ ،‬كما سوف يتم توضيحه من خالل الفروع التالية‪:‬‬

‫* أساس امتالك الدولة ألراضي العرش في ظل قانون ‪73/71‬‬


‫لقد أكد القانون ‪ 73/71‬المتضمن الثورة الزراعية على أن كل األراضي المدمجة‬
‫ضمن الصندوق الوطني للثورة الزراعية تعد ملكا خاصا للدولة‪ ،‬وذل‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪22‬‬
‫من نفس األمر‪ ،‬التي جاء نصها على النحو التالي‪ » :‬إن األراضي الملحقة بالصندوق‬
‫الوطني للثورة الزراعية هي مل‪ ،‬للدولة‪ ،‬وهي غير قابلة للتصرف وال لالكتساب عن طريق‬
‫التقادم‪ ،‬وال يجوز التنازل عنها أو حجزها « ‪ ،‬وحسب نص المادة ‪ 19‬من نفس األمر التي‬
‫تنص على ما يلي‪ » :‬إن الصندوق الوطني للثورة الزراعية يتكون من… أراضي العرش‬
‫الخاصة بالزراعة… « فإن أراضي العرش تعد ملكا من األمال‪ ،‬الوطنية‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫وما تجدر اإلشارة إليه هو أن الدولة لم تلجأ إلى تأميم أراضي العرش كما هو الحال‬
‫بالنسبة إلى الملكيات الخاصة‪ ،‬وانما أدمجتها مباشرة في الصندوق الوطني للثورة الزراعيــة‪،‬‬
‫األمر الذي يوحي بأنها تعتبرها منذ البداية أحد أمالكها‪.‬‬

‫* أساس امتالك الدولة ألراضي العرش في ظل قانون ‪25/90‬‬


‫(‪)34‬‬
‫ضمنيا ببقائها ضمن األمال‪ ،‬الوطنية‬ ‫اعترف قانون التوجيه العقاري ‪25/90‬‬
‫الخاصة‪ ،‬حيث تؤكد المادة ‪ 83‬من نفس القانون أن بقية األراضي المدمجة ضمن صندوق‬
‫الثورة الزراعية تبقي ملكا للدولة‪ ،‬وتخضع لقانون األمال‪ ،‬الوطنية بما فيها أراضي العرش؛‬
‫والتي جاء نصها على النحو التالي‪ » :‬بعد االنتهاء من العمليات المنصوص عليها في‬
‫المواد من ‪ 75‬إلى ‪ 82‬تظل األراضي التي بقيت ملكا للدولة خاضعة لقانون األمال‪،‬‬
‫الوطنية والقوانين الخاصة بطريقة استغاللها « ‪ ،‬حيث تنص المواد من ‪ 75‬إلى ‪ 82‬على‬
‫عمليات االسترجاع وتستثني أراضي العرش من ذل‪ ،،‬كما أكدت المادة ‪ 85‬من نفس القانون‬
‫على أن مستغلي أراضي العرش يستفيدون من أحكام القانون ‪ 19/87‬المتعلق بضبط كيفية‬
‫استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمال‪ ،‬الوطنية وتحديد حقوق المنتجين وواجباتهم‪ ،‬حيث‬
‫جاء نصها على النحو التالي‪ » :‬يستفيد الشاغلون األصليون ألراضي البلديات أو العائدة‬
‫ألمال‪ ،‬الواليات أو الدولة وألراضي العرش الفالحية قبل تطبيق الثورة الزراعية من تخصيص‬
‫فردي على األراضي الزائدة المتوفرة؛ وذل‪ ،‬في إطار تنازل الدولة عن الحقوق العينية‬
‫العقارية‪ ،‬كما حددتها أحكام القانون رقم ‪ ، « 19 /87‬وهو ما يؤكد ضمنيا أن ملكية الرقبة‬
‫في أراضي العرش تعود للدولة‪ ،‬وال يستأثر شاغلوها سوى بحق االنتفاع الدائم‪.‬‬

‫* أساس امتالك الدولة ألراضي العرش في ظل قانون ‪26/95‬‬

‫(‪-)34‬القانون رقم ‪ 25/90‬المؤرخ في ‪ 18‬نوفمبر ‪ 1990‬المتضمن التوجيه العقاري (الجريدة الرسمية عدد ‪49‬‬
‫لسنة ‪ ،)1990‬المؤرخة في ‪ ،1990/11/18‬ص ‪ ،1560‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 26/95‬المؤرخ في ‪26‬‬
‫سبتمبر ‪( 1995‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 55‬لسنة ‪ ،)1990‬المؤرخة في ‪ ،1995/09/27‬ص ‪.11‬‬
‫‪314‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫مع تفاقم الوضع وكثرة المنازعات بشأن الطبيعة القانونية ألراضي العرش فقد تم‬
‫تقديم مشروع للمجلس االنتقالي من طرف و ازرة الفالحة والصيد البحري‪ ،‬تضمن ثالثة‬
‫اقتراحات بشأن هذا الموضوع‪ ،‬تمثلت فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إبقاء هذه األراضي ضمن األمال‪ ،‬الوطنية الخاصة‪.‬‬
‫‪ -2‬إعادة هذه األراضي للشاغلين األصليين لها بدون تمييز‪ ،‬وتعويض المستفيدين طبقا‬
‫للقانون رقم ‪ 19/87‬نقدا أو عينا‪.‬‬
‫‪ -3‬إعادة هذه األراضي للشاغلين األصليين الذين يحملون سندات إدارية أو عرفية‪.‬‬
‫تبنى النواب االقترا‪ ،‬األول‪ ،‬وقد تم النص عليه ضمن األمر‬
‫وبعد مناقشة المشروع ّ‬
‫رقم ‪ 26/95‬المعدل والمتمم لقانون التوجيه العقاري وذل‪ ،‬من خالل مادته ‪ ،13‬والتي أكدت‬
‫على بقاء أراضي العرش ضمن األمال‪ ،‬الوطنية‪ ،‬إذ جاء نصها على النحو التالي‪...» :‬‬
‫تبقى ملكا للدولة أراضي العرش‪ ، « ....‬وهذا النص ساري المفعول إلى يومنا هذا‪ ،‬وحسب‬
‫رأيي فقد استعمل المشرع مصطلح (تبقى) ليؤكد أن أراضي العرش منذ البداية مل‪ ،‬للدولة‪،‬‬
‫ليتفادى بذل‪ ،‬فكرة عدم سريان القانون بأثر رجعي‪ ،‬والتي قد يستغلها األفراد كثغرة للمطالبة‬
‫بملكية هذه األراضي‪.‬‬

‫إذن فأراضي العرش تابعة لألمالك الوطنية طبقا لصراحة نص المادة ‪ 13‬من األمر‬
‫‪ ، 26/95‬وما يالحظ على نص المادة أنه اكتفى بتصنيف أراضي العرش ضمن األمالك‬
‫الوطنية دون تحديد ما إذا كانت تنتمي إلى األمالك الوطنية العامة أم الخاصة‪.‬‬

‫(‪)35‬‬
‫على أنه تعد‬ ‫لقد نصت المادة ‪ 18‬من قانون ‪ 30/90‬المتعلق باألمال‪ ،‬الوطنية‬
‫ملكا خاصا للدولة جميع األراضي غير المصنفة ضمن األمال‪ ،‬الوطنية العمومية‪ ،‬وبما أن‬
‫المادتين ‪ 15‬و ‪ 16‬من نفس القانون حددتا وحصرتا أنواع األمال‪ ،‬الوطنية العمومية‬

‫(‪ -)35‬القانون رقم ‪ 30/90‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ 1990‬المتضمن األمـال‪ ،‬الوطنية (الجريدة الرسمية عدد ‪52‬‬
‫المؤرخ‬
‫ّ‬ ‫لسنة ‪ ،)1990‬المؤرخة في ‪ ،1990/12/02‬ص ‪ ،1661‬المعدل والمتمم بموجب قانون رقم ‪08/14‬‬
‫في ‪ 20‬جويلية ‪( ،2008‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 44‬لسنة ‪ ،)2008‬المؤرخة في ‪ ،03/08/2008‬ص ‪.10‬‬
‫‪315‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫الطبيعية واالصطناعية على التوالي ولم تأتيا بالذكر على أراضي العرش فإن هذه األخيرة‬
‫تصنف بمفهوم المخالفة ضمن األمال‪ ،‬الوطنية الخاصة‪.‬‬

‫ولقد نصت المادة ‪ 1/4‬من قانون ‪ 30/90‬المتعلق باألمال‪ ،‬الوطنية على ما‬
‫يلي‪ » :‬األمال‪ ،‬الوطنية العمومية غير قابلة للتصرف وال للتقادم وال للحجز‪ ، « ...‬يفهم‬
‫من ظاهر المادة ‪ 1/4‬أن األمال‪ ،‬الوطنية العمومية تتمتع بالحماية القانونية المطلقة‪ ،‬في‬
‫حين ال تنطبق هذه الحماية المطلقة على األمال‪ ،‬الوطنية الخاصة‪ ،‬وبالتالي تستفيد أراضي‬
‫العرش من الحماية المقررة لألمال‪ ،‬الوطنية الخاصة وفق ما يلي‪:‬‬

‫* أراضي العرش وقابلية التصرف‬


‫إن استثناء األمال‪ ،‬الوطنية الخاصة من قاعدة الحماية طبقا للمادة ‪ 1/4‬يفسر‬
‫خضوعها إلجراء التصرف‪ ،‬وذل‪ ،‬باعتبارها خاضعة لقواعد القانون الخاص‪ .‬وبالتالي فاألمر‬
‫ينطبق على أراضي العرش باعتبارها صنف من أصناف األمال‪ ،‬الوطنية الخاصة هذا‬
‫حسب ظاهر النص‪ ،‬لكن لو فصلنا أكثر نجد أن األمر يختلف كثيرا‪ ،‬فبالنسبة إلى حائز‬
‫أرض العرش فال يجوز له التصرف فيها بأي صورة كانت‪ ،‬كالبيع أو باقي صور التنازل‬
‫األخرى‪ ،‬باعتبار ملكية الرقبة فيها تعود للدولة‪ ،‬أما الحائز فال يستأثر سوى بحق االنتفاع‬
‫الدائم فقط‪ ،‬وبالتالي فإن منع المستغل أو الحائز من التصرف في أرض العرش أمر مفروغ‬
‫منه‪ ،‬لكن السؤال يطر‪ ،‬بالنسبة إلمكانية تصرف الدولة في أراضي العرش باعتبارها مالكة‬
‫الرقبة‪.‬‬

‫إن القانون يمنح الدولة الحق في التصرف في أمالكها‪ ،‬وبما أن أراضي العرش تعد‬
‫من بين أمالكها فيحق لها التصرف فيها كما تشاء وفي أي وقت تشاء وألي شخص تشاء‪،‬‬
‫دون أن يكون لحائزيها أدنى حق في االعتراض أو المطالبة بالتعويض العيني أو النقدي‪،‬‬
‫النعدام أساس قانوني يضمن لهم الحق في ذل‪ ،،‬وهو ما ثبت من خالل الممارسة الميدانية‪.‬‬

‫* أراضي العرش والتقادم‬

‫‪316‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫لقد ذهب القضاء الجزائري إلى عدم قابلية التمس‪ ،‬بالتقادم في مواجهة الدولة‪ ،‬وذل‪،‬‬
‫في قرار صادر عن المحكمة العليا تحت رقم ‪ 96049‬المؤرخ في ‪،)36( 2000/04/26‬‬
‫وهو رأي متناقض مع ما جاء به نص المادة السابقة التي قصرت الحماية المدنية على‬
‫األمال‪ ،‬الوطنية العمومية دون الخاصة‪.‬‬
‫* أراضي العرش وقابلية الحجز‬

‫لو عدنا إلى قواعد الحجز فإن الحجز ال ينصب إال على ذمة المحجوز عليه‪ ،‬أي‬
‫يسري على جميع ممتلكاته بما فيها العقارات والمنقوالت‪ ،‬وبما أن حائز أرض العرش ال‬
‫يستأثر سوى بحق االنتفاع فال يجوز الحجز عليها كضمان أو بيعها بالمزاد العلني بهدف‬
‫استيفاء ثمن الدين الذي يدين به للغير‪ ،‬أما بالنسبة للدولة باعتبارها مالكة الرقبة‪ :‬فإذا كانت‬
‫فإنه ال يجوز‬
‫مدينة بمبلغ ما اتجاه أشخاص القانون العام أو أشخاص القانون الخاص ّ‬
‫الحجز على أرض العرش‪ ،‬حتى وان كانت غير مستغلة من قبل األفراد‪ ،‬ذل‪ ،‬لعدم جواز‬
‫التشكي‪ ،‬في الذمة المالية للدولة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أراضي العرش ذات وجهة فالحية‬


‫ينقسم العقار في الجزائر إلى نوعين عقار حضري وعقار فالحي‪ ،‬وبطبيعة الحال‬
‫فإن أراضي العرش تصنف ضمن النوع الثاني‪ ،‬أي أنها أراضي فالحية أو ذات وجهة‬
‫فالحية‪ ،‬وتستند هذه الطبيعة القانونية إلى أساس قانوني مستمد من العديد من النصوص من‬
‫بينها نص المادة ‪ 85‬من قانون ‪ 25/90‬المتعلق بالتوجيه العقاري‪ :‬حيث ورد نصها على‬
‫النحو التالي‪ » :‬يستفيد الشاغلون األصليون ألراضي العرش الفالحية‪ ،«..........‬وتجدر‬
‫اإلشارة أن مساحات شاسعة من أراضي العرش فقدت طابعها الفالحي وتحولت إلى أراضي‬
‫عمرانية بموجب قانون ‪ 26/74‬المتعلق باالحتياطات العقارية‪.‬‬

‫(‪ -)36‬المجلة القضائية لسنة ‪ ،2000‬العدد األول‪ ،‬ص ‪.30‬‬


‫‪317‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫وقد اعترف المشرع لحائز أرض العرش بصفة الفال‪ ،‬ومنحه الحق في الحصول‬
‫على بطاقة الفال‪ ،‬كنتيجة على ذل‪ ،)37(،‬وبالرغم من ذل‪ ،‬ففال‪ ،‬أرض العرش ال يستفيد من‬
‫نفس االمتيازات التي يستفيد منها الفال‪ ،‬المال‪ ،‬لألرض الفالحية‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بإمكانية‬
‫االستفادة من قروض فالحية‪ ،‬األمر الذي يؤثر سلبا على المردود الفالحي‪ ،‬حيث أنه وفي‬
‫ظل غياب الدعم المالي ال يمكن استغاللها بأساليب زراعية حديثة‪ ،‬ولكن يحق لحائزي هذه‬
‫األراضي االستفادة من الدعم المالي المتعلق بالبناء الريفي(‪.)38‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أراضي العرش ذات طابع جماعي (مشاع)‬


‫كانت تستغل أراضي العرش منذ نشأتها بين أفراد القبيلة على نحو مشاع‪ ،‬وقد حاول‬
‫االستعمار الفرنسي القضاء على الصورة الجماعية لالستغالل عن طريق تجزئة هذه‬
‫األراضي وتمليكها لحائزيها‪ ،‬ليسهل بعد ذل‪ ،‬التنازل عنها لصالح المعمرين‪ ،‬ورغم محاوالته‬
‫المتعددة إال أنه لم ينجح‪ ،‬باستثناء بعض الحاالت أين سلمت فيها عقود ملكية للحائزين‬
‫وتحولت بذل‪ ،‬األرض من أرض عرش تستغل على نحو مشاع إلى أرض مملوكة ملكية‬
‫خاصة وفردية‪ ،‬وبالتالي فقد حافظت معظمها على طابعها المشاع حتى بعد االستقالل‪ ،‬ولم‬
‫يتدخل المشرع الجزائري سـوى إلقرار تبعيتها لملكية الدولة عبر الحقب التشريعية المتتالية‪،‬‬
‫مع بقاء حق االنتفاع بها خاضعا في معظمه للقواعد العرفية‪ ،‬حيث أن أفراد العرش هم‬
‫الشركاء على الشيوع فيما بينهم‪ ،‬والدولة باعتبارها مالكة الرقبة أجنبية عن هذه العالقة‪.‬‬

‫(‪ -)37‬تنص المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 63/96‬المؤرخ في ‪ 1996/01/27‬الذي يعرف النشاطات‬
‫الفالحية ويحدد شروط االعتراف بصفة الفال‪ ،‬على ما يلي‪ » :‬يعتبر فالحا كل شخص طبيعي يمل‪ ،‬أرضا‬
‫فالحية أو يحوزها بموجب عقد انتفاع مع المال‪ ، « ،‬وقد جرت العادة أن يحصل حائزو أراضي العرش سواء‬
‫بموجب عقد أو بدونه على شهادة االعتراف بصفة الفال‪ ،‬على غرار باقي الفالحين المالكين أو الحائزين‪ ،‬مما‬
‫يؤكد أنهم معنيون بما ورد في نص هذه المادة‪.‬‬
‫(‪ -)38‬وقد تم النص على مشروع السكنات الريفية بموجب التعليمة الو ازرية المشتركة رقم ‪06‬المؤرخة في ‪31‬‬
‫جويلية ‪ 2002‬المتعلقة بكيفيات إنجاز عمليات السكن الريفي في إطـار جهاز التنمية الريفية‪.‬‬
‫‪318‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫إذن فالشيوع في أراضي العرش ال ينطبق على حق الملكية في هذه األراضي حيث‬
‫تستأثر الدولة بهذا الحق بل ينطبق على حق االنتفاع الدائم‪ ،‬ويعود المصدر األساسي‬
‫للشيوع في أراضي العرش إلى الميراث‪ ،‬إذ أنه منذ نشأتها كان ينتقل حق االنتفاع الدائم فيها‬
‫عبر األجيال المتالحقة عن طريق الميراث‪ ،‬فغالبا ما تجد حائز أرض العرش قد ورث حق‬
‫االنتفاع أبا عن جد‪ ،‬مع اإلشارة طبعا إلى أن حق الميراث تختص به الفروع المذكرة دون‬
‫المؤنثة‪ ،‬فتجد أن اإلخوة الذكور في األسرة الواحدة شركاء على الشيوع في األرض التي‬
‫ورثوها عن أبيهم المتوفي‪ ،‬والذي بدوره ورثها عن جدهم مع إخوته سابقا وهكذا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬استغالل أراضي العرش‬


‫تستغل غالبية أراضي العرش وفق حق االنتفاع الدائم التقليدي الذي ال يخضع ألي‬
‫تدخل‬
‫أسس قانونية وال تمارس عليه الدولة أية رقابة‪ ،‬لكن هنا‪ ،‬بعض االستثناءات حيث ّ‬
‫المشرع الجزائري ونظم طريقة استغاللها‪ ،‬ليس بشكل خاص وانما باعتبارها أراضي فالحية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬استغالل أراضي العرش وفق حق االنتفاع الدائم التقليدي‬
‫األصل العام في أراضي العرش هو استغاللها العشوائي من قبل أفراد العرش‪ ،‬وذل‪،‬‬
‫عن طريق حق االنتفاع الدائم التقليدي القائم على األعراف المحلية‪ ،‬ويخضع هذا النوع من‬
‫االستغالل إلى القواعد العرفية دون تدخل الدولة في أدنى جوانبه متخذة بذل‪ ،‬الموقف السلبي‬
‫ودون فرضها ألي إتاوة مقابل االنتفاع‪ ،‬وأغلب أراضي العرش تستغل وفق هذا النمط‪ ،‬وقد‬
‫نجم على انعدام األساس القانوني الذي يستند إليه حق االنتفاع الدائم التقليدي الممارس على‬
‫هذه األراضي العديد من السلوكات والمظاهر التي انتشرت بين أوساط الحائزين لهذا النوع‬
‫من األراضي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬استغالل أراضي العرش وفق األمر ‪ 73/71‬المتعلق بالثورة الزراعية‬
‫رغم أن أراضي العرش تستغل غالبيتها على النحو المذكور سابقا دون تدخل الدولة‬
‫في ذل‪ ،‬ال بالتقنين وال بالمراقبة إال أنها حاولت في بعض الحاالت تقنين وتنظيم طريقة‬
‫استغاللها‪ ،‬وأول تجربة في ذل‪ ،‬تضمنها قانون الثورة الزراعية سنة ‪ ،1971‬وفق حق‬
‫االنتفاع المؤبد المجسد من خالل أسلوب التعاونيات الفالحية‪ ،‬وبالرغم من أنها لم تنجح‬

‫‪319‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫حيث أن هذا النوع من االستغالل انتهى بانتهاء الثورة الزراعية‪ ،‬إال أنها كانت محاولة‬
‫إلرساء أسس إصالحية في القطاع الفالحي تتماشى والتوجه االقتصادي الذي انتهجته الدولة‬
‫آنذا‪. )39(،‬‬
‫ثالثا‪ :‬استغالل أراضي العرش وفق قانون ‪ 19/87‬المتعلق بالمستثمرات الفالحية‬
‫بعد فشل النظام التعاوني المطبق في إطار قانون الثورة الزراعية قد أوجد المشرع‬
‫أسلوبا جديدا الستغالل األراضي الفالحية التابعة لألمال‪ ،‬الوطنية الخاصة بما فيها أراضي‬
‫العرش‪ ،‬وفق حق اإلنتفاع الدائم‪ ،‬وذل‪ ،‬بموجب القانون ‪ 19/87‬المؤرخ في ‪1987/12/08‬‬
‫المتضمن كيفية استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمال‪ ،‬الوطنية وتحديد حقوق المنتجين‬
‫وواجباتهم(‪ ،)40‬يتحقق من خالل تنظيم قانوني يعرف بالمستثمرة الفالحية‪ ،‬وهي نوعان‬
‫مستثمرات فالحية جماعية كأصل عام ومستثمرات فالحية فردية كاستثناء(‪ ،)41‬لكن بصدور‬
‫قانون التوجيه الفالحي رقم ‪ 16/08‬فقد تحول حق االنتفاع الدائم إلى حق االمتياز‪ ،‬وألغي‬
‫العمل بالقانون ‪ 19/87‬نهائيا‪.‬‬

‫(‪ -)39‬أنظر فيما يخص األهداف اإلصالحية التي عملت الثورة الزراعية على تحقيقها في القطاع الفالحي‬
‫وتضافر جهود الدولة والنقابات المهنية في تكريسها‪:‬‬
‫* فعاليات المؤتمر التأسيسي لإلتحاد الوطني للفالحين الجزائريين‪ ،‬المنعقد من ‪ 26‬إلى ‪ 29‬نوفمبر ‪،1974‬‬
‫بقصر األمم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.23 -17‬‬
‫* شريف درويش‪ ،‬التغير االجتماعي في الريف الجزائري (تغير عالقة اإلنسان باألرض وآثارها‬
‫االجتماعية)‪ -‬دراسة ميدانية لوالية المدية ‪ ،-‬مذكرة ماجستير‪ ،‬فرع علم االجتماع الريفي والحضري‪ ،‬معهد علم‬
‫االجتماع‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1990/1989‬من ص ‪ 43‬إلى ص ‪.49‬‬
‫(‪ -)40‬بن يوسف بن رقية‪ ،‬كيفية استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمال‪ ،‬الوطنية الخاصة طبقا لقانون‬
‫‪ 19/87‬المؤرخ في ‪ 28‬ديسمبر ‪ ،1987‬رسالة مقدمة لنيل درجة دكتوراه دولة في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1999/1998‬ص ‪ 15‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ -)41‬األصل العام أن تكون المستثمرة الفالحية جماعية‪ ،‬واستثناءا تكون فردية وذل‪ ،‬إذا بقيت بعد تكوين‬
‫المستثمرة الفالحية الجماعية قطع أرض ال يتالءم حجمها مع طاقة عمل أقل الجماعات عددا أو ال يمكن‬
‫إدماجها ضمن مستثمرة أخرى بسبب عزلتها أو بعدها‪ ،‬فإنه يمكن استغاللها فرديا طبقا للمادة ‪ 37‬من قانون‬
‫‪ ،19/87‬أي في شكل مستثمرة فالحية فردية‪.‬‬
‫‪320‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫رابعا‪ :‬استغالل أراضي العرش وفق حق االمتياز الفالحي‬


‫يغطي القانون رقم ‪ 16-08‬المؤرخ في ‪ 2008 /08/03‬المتضمن التوجيه الفالحي‬
‫األراضي الفالحية التابعة لألمال‪ ،‬الخاصة للدولة التي تخضع ألحكام القانون رقم ‪19/87‬‬
‫والتي تقارب مساحتها ‪ 5,2‬مليون هكتار‪ ،‬وقد جاء إلعطاء مجموعة من الحلول قصد‬
‫المحافظة على األمال‪ ،‬المشتركة لألمة الجزائرية التي تبقى ملكا للدولة‪ ،‬وكذا العمل على‬
‫استغالل هذه األراضي بفضل نظام تشريعي يتالءم مع التوجه االقتصادي الحالي‪ ،‬بحيث‬
‫يقوم هذا النظام على خمسة عشر مبدأ‪ ،‬أهمها تحويل حق االنتفاع الدائم إلى حق امتياز‬
‫كنمط حصري الستغالل هذه األراضي‪.‬‬

‫ويمنح حق االمتياز لكل شخص طبيعي ذي جنسية جزائرية لمدة أربعين سنة قابلة‬
‫للتجديد‪ ،‬مقابل دفع إتاوة سنوية‪ ،‬وتطبيق مبدأ التعويض عند نهاية االمتياز وتشجيع مبدأ‬
‫تجميع األراضي (في حال اكتساب عدة حقوق امتياز الستغالل عدة قطع أرضية متجاورة)‪،‬‬
‫وتحديد الوضعية القانونية للمستثمرة الفالحية واعطائها صفة الشخص المعنوي المتميز‪ ،‬كما‬
‫يلغي قانون ‪ 03/10‬المؤرخ في ‪ 2010/08/15‬الذي يحدد شروط وكيفيات استغالل‬
‫(‪)42‬‬
‫جميع أحكام النصوص التشريعية‬ ‫األراضي الفالحية التابعة لألمال‪ ،‬الخاصة للدولة‬
‫السابقة التي تحدد كيفية استغالل األراضي الفالحية التابعة للدولة بما في ذل‪ ،‬قانون‬
‫‪ ،19/87‬ويمنح القانون للدولة الحق في استعادة تل‪ ،‬األراضي من مستغليها إذا رأت إخالال‬
‫بالقانون المعمول به‪ ،‬وهي المهمة الموكلة للديوان الوطني لألراضي الفالحية‪ ،‬وقد أدخل‬
‫المشرع الجزائري بعض التعديالت واإلضافات على تنفيذ مضمون قانون ‪ 03/10‬كحل‬
‫لإلشكاالت التي واجهت تطبيقه ميدانيا‪ ،‬وكتغطية للثغرات والنقائص التي ظهرت أثناء‬
‫تطبيقه‪ ،‬خاصة المنشور الوزاري المشتر‪ ،‬رقم ‪ 108‬المؤرخ في ‪ 23‬فيفري ‪،2011‬‬
‫المتضمن إنشاء مس تثمرات جديدة للفالحة وتربية الحيوانات‪ ،‬إضافة إلى التعليمة الو ازرية‬

‫(‪ -)42‬القانون رقم ‪ 03/10‬المؤرخ في ‪ 2010/08/15‬يحدد شروط وكيفيات استغالل األراضي الفالحية التابعة‬
‫لألمال‪ ،‬الخاصة للدولة‪( ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 46‬لسنة ‪ ،)2010‬المؤرخة في ‪ ،2010/08/18‬ص‬
‫‪.04‬‬
‫‪321‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫المشتركة رقم ‪ 1808‬المؤرخة في ‪ 05‬ديسمبر ‪ ،2017‬المتضمنة معالجة ملفات تحويل حق‬


‫االنتفاع إلى حق إمتياز من طرف اللجان‪ ،‬وكذا المنشور الوزاري المشتر‪ ،‬رقم ‪1809‬‬
‫المتضمن معالجة ملفات تحويل حق االنتفاع الدائم إلى حق اإلمتياز من طرف اللجان‬
‫الوالئية‪ ،‬كما أن أراضي العرش التي تنصب كمحيطات استصال‪ ،‬والتي كانت سابقا تخضع‬
‫للمرسوم التنفيذي ‪ ،483/97‬فبعد أن أصبح هذا األسلوب من االستصال‪ ،‬يخضع ألحكام‬
‫المنشور الوزاري المشتر‪ ،‬رقم ‪ 108‬المذكور أعاله‪ ،‬فقد أدخلت عليه مجموعة من التعديالت‬
‫سنة ‪ ،2017‬وذل‪ ،‬بموجب المنشور الوزاري المشتر‪ ،‬رقم ‪ 1839‬المؤرخ في‬
‫‪ ،2017/12/14‬المتضمن االستفادة من العقار الفالحي التابع لألمال‪ ،‬الخاصة للدولة‬
‫والمخصص لالستثمار في إطار استصال‪ ،‬األراضي عن طريق اإلمتياز‪.‬‬
‫(‪)43‬‬
‫نص على أحكام خاصة‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن قانون المالية لسنة ‪2018‬‬
‫بالنسبة لرسم اإلشهار العقاري بالنسبة لمجموع سنوات االيجارات المتداولة‪ ،‬في حالة اإلمتياز‬
‫الفالحي وفق قانون ‪ 03/10‬وذل‪ ،‬من خالل نص المادة ‪ 25‬منه(‪.)44‬‬
‫خاتمة‬
‫أهم المواضيع القانونية في الساحة العقارية‬
‫يشكل موضوع أراضي العرش أحد ّ‬
‫الجزائرية‪ ،‬حيث أنه كان وال يزال محل جدل مستمر على مستوى جداول المحاكم ومكاتب‬
‫التوثيق وكذا المصالح اإلدارية التي لهـا عالقة بالعقار‪ ،‬نتيجة إثارته إشكاالت قانونية متعددة‬
‫الجوانب ومتنوعة المضامين‪ ،‬خاصة في ظل غموض طبيعته القانونية‪ ،‬ومن خالل هذه‬
‫البحث الموجز تم التوصل إلى مجموعة من النتائج كالتالي‪:‬‬

‫(‪ -)43‬القانون رقم ‪ 11/17‬المؤرخ في ‪ 2017/12/27‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2018‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 76‬لسنة ‪ ،2017‬المؤرخة في ‪ ،2017/12/28‬ص ‪.02‬‬
‫(‪ -)44‬جاء ضمن نص المادة ‪ 25‬من قانون المالية لسنة ‪ 2018‬ما يلي‪ ......." :‬يقدر حق االمتياز‬
‫المنصوص عليه في القانون رقم ‪ 03/10‬المؤرخ في ‪ 15‬غشت ‪ 2010‬الذي يحدد شروط وكيفيات استغالل‬
‫األراضي الفالحية التابعة لألمال‪ ،‬الخاصة للدولة‪ ،‬بستة أعشار (‪ )10/6‬من قيمة العقار‪ ،‬بغض النظر عن‬
‫السن"‪.‬‬
‫‪322‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫أوال‪ :‬رغم تعدد أجه الطبيعة القانونية ألراضي العرش إال أن المشرع الجزائري إكتفى‬
‫بتصنيفها ضمن األمال‪ ،‬الوطنية الخاصة‪ ،‬دون تنظيم أي من جوانبها‪ ،‬األمر الذي جعلها‬
‫من أكثر العقارات المثيرة للمنازعات القضائية والنزاعات العشائرية في الجزائر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬رغم المساحات الشاسعة التي تحتلها أراضي العرش باعتبارها عقارات ريفية (فالحية‬
‫ورعوية)‪ ،‬إال أن حائزيها ال يستفيدون من أية قروض النعدام الضمانة التي توفرها الملكية‬
‫العقارية‪ ،‬ذل‪ ،‬أن الدولة هي المالكة‪ ،‬األمر الذي يجعلها ال تؤدي دورها االقتصادي بالشكل‬
‫المقبول على األقل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬انعدام السندات المثبتة للحيازة وحق االنتفاع بالنسبة لغالبية حائزي أراضي العرش‬
‫يجعل حقوقهم عليها مهددة من قبل األفراد اآلخرين‪ ،‬ومن قبل الدولة كمالكة‪ ،‬وهو ما يشكل‬
‫سببا لالستقرار‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أراضي العرش المستغلة كمستثمرات فالحية والتي تحول نمط استغاللها من حق‬
‫االنتفاع الدائم إلى حق االمتياز بموجب قانون ‪ 03/10‬نسبتها قليلة جدا‪ ،‬أما ما تبقى فال‬
‫توجد أي أسانيد قانونية تمكن شاغليها من الحصول على عقود استغالل في إطار االمتياز‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬أراضي العرش تشكل حقيقة اجتماعية وتاريخية تعبر عن تاريخ المجتمع الجزائري‬
‫القبلي في بداياته‪ ،‬مما يجعل إسناد ملكية أراضي العرش التي استقرت عليها القبائل‬
‫والعروش في عصور ما قبل التاريخ للدولة ليس باألمر المقبول منطقيا وحقوقيا‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النصوص القانونية‬
‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 73/71‬المؤرخ في ‪ 08‬نوفمبر ‪ 1971‬المتضمن قانون الثورة الزراعية (الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 97‬لسنة ‪ ،)1971‬المؤرخة في ‪ ،1971/11/30‬ص ‪.1642‬‬
‫‪ -2‬أمر رقم ‪ 26-74‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 1974‬المتضمن تكوين احتياطات عقارية لصالح‬
‫البلديات الصادر بتاريخ ‪ 05‬مارس ‪ 1974‬جريدة رسمية رقم ‪ ،19‬المؤرخة في ‪ 05‬مارس ‪،1974‬‬
‫ص ‪.291‬‬

‫‪323‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫‪ -3‬األمر رقم ‪ 43/75‬المؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ 1975‬المتضمن قانون الرعي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪54‬‬
‫لسنة ‪ ،1975‬المؤرخة في ‪ 08‬جويلية ‪ ،1975‬ص ‪.772‬‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ 19/87‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪ 1987‬المتضمن ضبط كيفية استغالل األراضي‬
‫الفالحية التابعة لألمال‪ ،‬الوطنية وتحديد حقوق المنجين وواجباتهم (الجريدة الرسمية عدد ‪ 50‬لسنة‬
‫‪ ،)1987‬المؤرخة في ‪ ،1987/12/09‬ص ‪ .1918‬الملغى بموجب قانون ‪.03/10‬‬
‫‪ -5‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 18/89‬المئرخ في ‪ 28‬فيفري ‪ ،1989‬يتضمن التعديل دستور الجزائر‬
‫لسنة ‪ ،1989‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 09‬المؤرخة في ‪ ،1989/03/01‬ص ‪.234‬‬
‫‪ -6‬القانون رقم ‪ 25/90‬المؤرخ في ‪ 18‬نوفمبر ‪ 1990‬المتضمن التوجيه العقاري (الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 49‬لسنة ‪ ،)1990‬المؤرخة في ‪ ،1990/11/18‬ص ‪ ،1560‬المعدل والمتمم باألمر رقم‬
‫‪ 26/95‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪( 1995‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 55‬لسنة ‪ ،)1990‬المؤرخة في‬
‫‪ ،1995/09/27‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -7‬القانون رقم ‪ 30/90‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ 1990‬المتضمن األمـال‪ ،‬الوطنية (الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 52‬لسنة ‪ ،)1990‬المؤرخة في ‪ ،1990/12/02‬ص ‪ ،1661‬المعدل‬
‫المؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪( ،2008‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫ّ‬ ‫والمتمم بموجب قانون رقم ‪14/08‬‬
‫‪ 44‬لسنة ‪ ،)2008‬المؤرخة في ‪ ،2008/08/03‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -8‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 63/96‬المؤرخ في ‪ 1996/01/27‬الذي يعرف النشاطات الفالحية‬
‫ويحدد شروط االعتراف بصفة الفال‪ ،،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 07‬لسنة ‪ ،1996‬المؤرخة في ‪28‬‬
‫جانفي ‪ ،1996‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -9‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 483/97‬المؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر ‪ 1997‬يحدد كيفيات منح حق امتياز‬
‫قطع أرضية من األمال‪ ،‬الوطنية الخاصة التابعة للدولة في المساحات االستصالحية‪ ،‬وأعبائه‬
‫وشروطه‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 83‬لسنة ‪ ،1997‬المؤرخة في ‪ ،1997/12/17‬ص ‪ ،15‬المعدل‬
‫والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 372/98‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر‪( 1998‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 88‬لسنة ‪ ،)1998‬المؤرخة في ‪ ،1998/11/25‬ص ‪.25‬‬
‫التعليمة الو ازرية المشتركة رقم ‪ 06‬المؤرخة في ‪ 31‬جويلية ‪ 2002‬المتعلقة بكيفيات إنجاز‬ ‫‪-10‬‬
‫عمليات السكن الريفي في إطـار جهاز التنمية الريفية‪.‬‬
‫‪ -11‬القانون رقم ‪ 16/08‬المؤرخ في ‪ 2008/08/03‬المتضمن التوجيه الفالحي (الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 46‬لسنة ‪ ،)2008‬المؤرخة في ‪ ،2008/08/10‬ص ‪.04‬‬
‫‪324‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫‪ -12‬القانون رقم ‪ 03/10‬المؤرخ في ‪ 2010/08/15‬يحدد شروط وكيفيات استغالل األراضي‬


‫الفالحية التابعة لألمال‪ ،‬الخاصة للدولة (الجريدة الرسمية عدد ‪ 46‬لسنة ‪ ،)2010‬المؤرخة في‬
‫‪ ،2010/08/18‬ص ‪.04‬‬
‫‪ -13‬المنشور الوزاري المشتر‪ ،‬رقم ‪ 108‬المؤرخ في ‪ 23‬فيفري ‪ ،2011‬المتضمن إنشاء مستثمرات‬
‫جديدة للفالحة وتربية الحيوانات‪.‬‬
‫‪ -14‬التعليمة الو ازرية المشتركة رقم ‪ 1808‬المؤرخة في ‪ 05‬ديسمبر ‪ ،2017‬المتضمنة معالجة‬
‫ملفات تحويل حق االنتفاع إلى حق إمتياز من طرف اللجان‪.‬‬
‫‪ -15‬المنشور الوزاري المشتر‪ ،‬رقم ‪ 1809‬المتضمن معالجة ملفات تحويل حق االنتفاع الدائم إلى‬
‫حق اإلمتياز من طرف اللجان الوالئية‪.‬‬
‫‪ -16‬المنشور الوزاري المشتر‪ ،‬رقم ‪ 1839‬المؤرخ في ‪ ،2017/12/14‬المتضمن االستفادة من‬
‫العقار الفالحي التابع لألمال‪ ،‬الخاصة للدولة والمخصص لالستثمار في إطار استصال‪ ،‬األراضي‬
‫عن طريق اإلمتياز‪.‬‬
‫‪ -17‬القانون رقم ‪ 11/17‬المؤرخ في ‪ 2017/12/27‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2018‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 76‬لسنة ‪ ،2017‬المؤرخة في ‪ ،2017/12/28‬ص ‪.03‬‬
‫ثانيا‪ :‬القوانين األجنبية‬
‫‪ -1‬القرار الوزيري المتعلق بضبط تدبير األمال‪ ،‬المشتركة التي وقعت بشأنها قسمة على وجه‬
‫المنفعة المؤبدة‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 4‬أوت سنة ‪1945‬م الموافق لـ ‪ 5‬رمضان سنة ‪1364‬هـ‪ ،‬منشور‬
‫بالجريدة الرسمية العدد ‪( 1722‬القانون التونسي)‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون عدد ‪ 28‬لسنة ‪ 1964‬المؤرخ في ‪ 1964/06/04‬المتعلق بضبط النظام األساسي‬
‫لألراضي االشتراكية المعدل والمتمم (القانون التونسي)‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المؤلفات‬
‫‪ -1‬أنطوان نعمة‪ -‬عصام مدور‪ -‬لويس عجيل‪ -‬منزي شماس‪ ،‬المنجد في اللغة العربية المعاصرة‪،‬‬
‫دار المشرق‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنـة ‪.2000‬‬
‫‪ -2‬بن يوسف بن رقية‪ ،‬شر‪ ،‬قانون المستثمرات الفالحية‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬سنة ‪.2004‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر جغلول‪ ،‬تاريخ الجزائر الحديث (دراسة سوسيولوجية)‪ ،‬دار الحداثة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دون ذكـر عدد الطبعة وسنة الطبع‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫‪ISSN: 1112-4210‬‬ ‫مجلة الحقيقة‬
‫‪EISSN: 2588-2139‬‬ ‫مجلد‪ 17 :‬عدد‪ - 03:‬سبتمبر ‪( 2018‬العدد ‪ 46‬من التسلسل السابق)‬

‫‪ -4‬عدي الهواري‪ ،‬ترجمة جوزيف عبد اهلل‪ ،‬االستعمار الفرنسي في الجزائر (سياسة التفكي‪،‬‬
‫االقتصادي واالجتماعي [‪1830‬م‪1960 -‬م] )‪ ،‬دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬سنة ‪ ،1983‬دون ذكر البلد‪.‬‬
‫‪ -5‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،‬النظام المالي للجزائر في الفترة العثمانية (‪ ،)1830-1800‬الشركة‬
‫الوطنية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون ذكر عدد الطبع‪ ،‬سنة ‪.1970‬‬
‫‪ -6‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،‬دراسات تاريخية في الملكية والوقف والجباية(الفترة الحديثة)‪ ،‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪.2001‬‬
‫رابعا‪ :‬الرسائل الجامعية‬
‫‪ -1‬بن يوسف بن رقية‪ ،‬كيفية استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمال‪ ،‬الوطنية الخاصة طبقا‬
‫لقانون ‪ 19/87‬المؤرخ في ‪ 28‬ديسمبر ‪ ،1987‬رسالة مقدمة لنيل درجة دكتوراه دولة في القانون‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1999/1998‬‬
‫‪ -2‬شريف درويش‪ ،‬التغير االجتماعي في الريف الجزائري (تغير عالقة اإلنسان باألرض وآثارها‬
‫االجتماعية)‪ -‬دراسة ميدانية لوالية المدية‪ ،-‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع علم االجتماع‬
‫الريفي والحضري‪ ،‬معهد علم االجتماع‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1990/1989‬‬
‫خامسا‪ :‬الدوريات المتخصصة والمجالت القضائية‬
‫‪ -1‬عمر حمدي باشا‪ ،‬أراضي العرش‪ ،‬مقال منشور بمجلة مجلس الدولة‪ ،‬مجلة نصف سنوية‬
‫تصدر عن مجلس الدولة‪ ،‬منشورات الساحل‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬سنة ‪.2002‬‬
‫‪ -2‬عمر حمدي باشا‪ ،‬قراءة في قانون التوجيه العقاري‪ ،‬مقال منشور بمجلة الفكر البرلماني‪ ،‬دورية‬
‫متخصصة تصدر عن مركز البحوث والدراسات البرلمانية‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬مارس ‪.2005‬‬
‫‪ -3‬المجلة القضائية لسنة ‪ ،2000‬العدد األول‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬المؤتمرات‬
‫‪ -1‬فعاليات المؤتمر التأسيسي لإلتحاد الوطني للفالحين الجزائريين‪ ،‬المنعقد من ‪ 26‬إلى ‪29‬‬
‫نوفمبر ‪ ،1974‬بقصر األمم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬المراجع بالفرنسية‬
‫‪ -2‬القوانين‬
‫‪1- Loi du 16 juin 1851 sur la propriété en Algérie), (Bulletin des lois, 10e‬‬
‫‪Série, Bull 404, n° 3010).‬‬

‫‪326‬‬
ISSN: 1112-4210 ‫مجلة الحقيقة‬
EISSN: 2588-2139 )‫ من التسلسل السابق‬46 ‫ (العدد‬2018 ‫ سبتمبر‬- 03:‫ عدد‬17 :‫مجلد‬

2- SÉNATUS-CONSULTE du 12 avril 1863 relatif a la constitution de la


propriété en Algérien, (Bulletin des lois 11e Série, Bull, 1105, n° 11104) .
3- Loi du 26 juillet 1873 relative a l'établissement et a la conservation de
la propriété en Algérie, (Bulletin des lois, 12° Série, Bull 147, n° 2251).
4- la loi de 23 mars 1882, relative à la constitution de l'état civil des
indigènes, (Bulletin des lois, 12e Série, Bull 689, n° 11663).
5- Loi du 28 avril 1887, ayant pour objet de modifier et de compléter la
loi du 26 juillet 1873, sur l'établissement et la conservation de la propriété en
Algérie, (Bulletin des lois, 12e Série, Bull1087, n° 17929).
6- Loi du 16 février 1897 relatif à l'immatriculation de la propriété
foncière en Algérie, (Bulletin des lois, , 13e Série, Bull 1867, n° 32711).
7- Loi du 4 août 1926, Modifiant la loi du 16 février 1897 sur la propriété
foncière en Algérie, (Journal Officiel de 5 août 1926, n° 8850) .
‫ المؤلفات‬-3
1- A. ROHANE, Les réserves foncières et le régime de la propriété
publique, mémoire pour l’obtention du diplôme de magister en droit, option
administration et finances, institut de droit, des sciences politique et
administratives, université d’Alger, Année 1989.
2- Chabane BENAKZOUN, Le droit des réserves foncières, office des
publications universitaires, Alger, janvier 1990.
3- Nacereddine SAIDOUNI, Feuillets Algériens (études et recherches en
histoire algérienne), Dar Al-Gharb Al-Islami, 2000.
4- Youcef DJEBARI , la France en Algérie (bilans et controverses), office
des publications universitaires, Alger, 1995.

327

You might also like