You are on page 1of 58

‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫الخطـ ـة‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫الفصل التمهٌدي نشأة مبدأ الفصل بٌن السلطات وتتطوره‬

‫المبحث األول‪ :‬نشؤة مبدأ الفصل بٌن السلطات ومضمون أفكاره‬

‫المطلب األول‪ :‬أفكار مبدأ الفصل بٌن السلطات قبل ظهور نظرٌة مونتٌسٌكٌو‪.‬‬

‫الفرع األول أفكار ارسطو لتقسٌم وظابؾ الدولة‬

‫الفرع الثانً أفكار جون لوك فً الفصل بٌن السلطات‬

‫المطلب الثانً‪ :‬نظرٌة مونتٌسٌكٌو‬

‫الفرع األول‪ :‬مبدأ التخصص‬

‫الفرع الثانً‪ :‬مبدأ االستقاللٌة‬

‫المبحث الثانً‪ :‬موقؾ الفقه من مبدأ الفصل بٌن السلطات‬

‫المطلب األول‪ :‬الفقه الرافض لتطبٌقات المبدأ‬

‫الفرع األول‪ :‬االنتقادات التقلٌدٌة‬

‫الفرع الثانً‪ :‬االنتقادات التً وجهها االتجاه الماركسً للمبدأ‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬الفقه المإٌد لتطبٌقات المبدأ‬

‫الفرع األول‪ :‬حجج مٌشال مٌاي‪:‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬حجج الدارسٌن لنظرٌة مونتٌسٌكٌو‬

‫الفرع الثالث‪ :‬النموذج األمرٌكً فً تؤٌٌده للمبدأ‬

‫المطلب الثالث‪ :‬موقؾ الفقه اإلسالمً من مبدأ الفصل بٌن السلطات‬

‫‪-1-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫الفرع األول‪ :‬تطبٌقات المبدأ فً ظهور اإلسالم‬

‫الفرع الثانً‪ :‬مبدأ الفصل بٌن السلطات فً عهد الخالفة اإلسالمٌة‬

‫الفصل األول‪ :‬مظاهر استقالل السلطات فً النظام الدستوري الجزائري‬

‫المبحث األول‪ :‬مظاهر استقالل السلطة التشرٌعٌة‬

‫المطلب األول‪ :‬االستقالل العضوي‬

‫الفرع األول‪:‬طرٌقة االنتخاب‬

‫الفرع الثانً‪ :‬العضوٌة فً مجلس األمة‬

‫المطلب الثانً‪ :‬االستقالل الوظٌفً‬

‫الفرع األول‪ :‬سلطته فً إعداد النظام الداخلً‬

‫الفرع الثانً‪ :‬عملٌة إعداد التشرٌع‬

‫المبحث الثانً‪ :‬مظاهر استقالل السلطة التنفٌذٌة‬

‫المطلب األول‪ :‬االستقالل العضوي‬

‫الفرع األول‪ :‬انتخاب ربٌس الجمهورٌة‬

‫الفرع الثانً‪ :‬الوزٌر األول‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مظاهر استقاللٌة السلطة القضابٌة‬

‫المطلب األول‪ :‬االستقالل العضوي‬

‫الفرع األول‪ :‬القانون العضوي للقضاء‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬االستقالل الوظٌفً‬

‫الفرع األول‪ :‬ازدواجٌة القضاء‬

‫‪-2-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫الفرع الثانً‪ :‬الوظٌفة القضابٌة‬

‫الفصل الثانً‪ :‬مظاهر التعاون والرقابة بٌن السلطات فً النظام الدستوري الجزائري‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مظاهر التعاون بٌن السلطات‬

‫المطلب األول‪ :‬عالقة السلطة التنفٌذٌة بالسلطة التشرٌعٌة‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المساهمة فً التشرٌع‬

‫الفرع الثانً‪ :‬االعتراض على القوانٌن‬

‫المطلب الثانً‪ :‬عالقة السلطة التشرٌعٌة بالسلطة التنفٌذٌة‬

‫الفرع األول‪ :‬مناقشة برنامج الحكومة‪.‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬بٌان السٌاسٌة العامة للحكومة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عالقة السلطة القضابٌة بالسلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة‬

‫الفرع األول‪ :‬العالقة بٌن السلطة القضابٌة والسلطة التشرٌعٌة‬

‫الفرع الثانً‪ :‬العالقة بٌن السلطة القضابٌة والسلطة التنفٌذٌة‬

‫المبحث الثانً‪ :‬مظاهر الرقابة‬

‫المطلب األول‪ :‬حق االستجواب وتشكٌل لجان التحقٌق‬

‫الفرع الثالث‪ :‬ملتمس الرقابة‬

‫الفرع األول‪ :‬حق التصوٌت بالثقة‬

‫المطلب الثانً‪ :‬رقابة السلطة التنفٌذٌة على السلطة التشرٌعٌة‬

‫الفرع الثانً‪ :‬حق الحل‬

‫‪-3-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫المبحث الثالث‪ :‬رقابة السلطة القضابٌة على السلطتٌن‬

‫الفرع األول‪ :‬رقابة السلطة القضابٌة على السلطة التشرٌعٌة‬

‫الفرع الثانً‪ :‬مظاهر رقابة السلطة القضابٌة على السلطة التنفٌذٌة‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫قابمة المصادر و المراجع‬

‫‪-4-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫المقدم ـة‬

‫إن سلمنا بان السلطة ظاهرة مالزمة للمجتمعات السٌاسٌة فإنها أٌضا المعٌار الحقٌقً‬

‫الممٌز للدولة عن ؼٌرها من هذه المجتمعات السٌاسٌة كما نعتبر أهم مبدأ ٌستند إلٌه وجود‬

‫الدولة ونظام الحكم فٌها‪.‬‬

‫ولذلك نجد أن النظم الدٌمقراطٌة فً الدول التً تخضع لبدأ سلطان القانون تجعل من‬

‫السلطات‬ ‫الدستور الضمان القانونً القامة النظام السٌاسً والقانونً فٌها‪ ،‬لكون أن الدستور‬

‫المختلفة وٌحدد اختصاصاتها وطبٌعة العالقة بٌنها كما ٌنظم مهامها وٌقرر الحقوق والحرٌات‬

‫العامة‪.‬‬

‫وثم كان الفصل بٌن السلطات عامل محفز لخضوع الدولة للقانون ومن هذا المنطلق‬

‫تبنى المفكرٌن والفقهاء مبدأ الفصل بٌن السلطات بؤسالٌب مختلفة تفادٌا لالستبداد والتعسؾ ولٌد‬

‫تجمٌع السلطات فً ٌد واحدة إال أن الفقه ٌكاد أن ٌجمع على ضرورة اللجوء الستعمال حق‬

‫الحل فً األنظمة التً تتبنى التعددٌة السٌاسٌة من اجل تجاوز األزمات واستمرارٌة المصالح‬

‫العامة للدولة فما هً مبررات ظهور مبدأ الفصل بٌن السلطات وؼاٌاته؟‪.‬‬

‫وما موقع هذا المبدأ فً ظل التجربة الدستورٌة فً الجزابر؟‪.‬‬

‫وما مدى فعالٌة وتؤثٌر الفصل بٌن السلطات؟ وهل تعتبر حقٌقة واقعٌة مسلم بها أم حالة استثنابٌة‬

‫لتجاوز األزمات الساٌسٌة؟‬

‫كٌؾ ٌمكن تقٌٌم العالقة التً تربط بٌن السلطات فً الدولة؟‬

‫ذلك ما نجٌب عنه فً فصول هذا البحث‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫الفصـل التمهٌـدي‬

‫نشأة مبدأ الفصل بٌن السلطات وتتطوره‬

‫إن إشكالٌة ممارسة السلطة شؽلت فكرة فقهاء السٌاسة والقانون بالرؼم من تعدد حلول‬

‫هذه اإلشكالٌة فانه ٌمكننا تحدٌد معٌارٌن أساسٌٌن هما‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المعٌار الكمً‪ :‬الذي ٌرى أصحابه أنه ٌكفً أن ٌتعدد القابمون على السلطة لكً ال‬

‫ٌجنحوا إلى االستبداد‪.‬‬

‫أما المعٌار الثانً‪ :‬فهو المعٌار الكٌفً‪ :‬واصحاب هذا التصور ال ٌعنٌهم عدد القابمٌن على‬

‫السلطة بقدر ما ٌهمهم كٌفٌة ممارسة السلطة وقد جاء هذا المعٌار على أنقاض المعٌار العددي‬

‫الذي عمر طوٌال إلى أن جاء اإلسالم بمعٌاره الكٌفً واساسه تقٌٌد القابمٌن على السلطة فً‬

‫ممارسة مظاهرها بؤحكام القران والسنة‪.‬‬

‫فما مضمون أفكار هذا المبدأ عبر العصور؟ وهل بقٌت المجتمعات حبٌسة تصور معٌن أم‬

‫سارت أفكار ممارسة السلطة تتطور مع تطور المجتمعات؟‬

‫‪-6-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫المبحث األول‪ :‬نشأة مبدأ الفصل بٌن السلطات ومضمون أفكاره‬

‫فكر الفالسفة من قدٌم الزمان فً تقسٌم وظابؾ الدولة ومما الشك فٌه أن ككل من‬

‫أفالطون وارسطو وجون لوكرسو وأٌضا الفقٌه الفرنسً مونتسكٌو قد كانت لهم مساهمات هامة‬

‫فً هذا المجال‪.‬‬

‫وال رٌب أن الفضل األكبر فً صٌاؼة مبدأ الفصل بٌن السلطات ٌرجع إلى مونتسٌكٌو ‪.‬‬

‫وإذا كان المبدأ وجد الكثٌر من المإٌدٌن فان واجه أٌضا الكثٌر من االنتقادات‪.)1(.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أفكار مبدأ الفصل بٌن السلطات قبل ظهور نظرٌة مونتٌسٌكٌو‪.‬‬

‫رؼم اقتران المبدأ بمونتٌسكٌو إال انه سبقه إلى ذلك الكثٌر من المفكرٌن انطالقا من‬

‫العهد الٌونانً حٌث نادى أفالطون فً كتاباته إلى ضرورة توزٌع وظابؾ الدولة على عدة‬

‫هٌبات كما مهد أر سطو فً العصور القدٌمة إلى هذا المبدأ ودعا إلى تقسٌم وظابؾ الدولة وفقا‬

‫لطبٌعتها القانونٌة كما سبق وان دعا جون لوك إلى مبدأ الفصل بٌن السلطات‪.‬‬

‫‪ -1‬يجهت انعهىو االجتًاعُت – جايعت انكىَج‬


‫‪ -‬د‪ -‬عبذ انعضَض يحًذ عهًاٌ‪ -‬سلابت دعتىسَت انمىاٍَُ‪ -‬داس انفكش –يطبعت يظش‪ -‬طبعت ‪.1955‬‬

‫‪-7-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫الفرع األول ‪ :‬أفكار ارسطو لتقسٌم وظائف الدولة‬

‫كان ارسطو ٌرى أن للدولة ثالثة وظابؾ هً المداولة وٌعنً بها السلطة التشرٌعٌة‬

‫واألمر وٌعنً به السلطة التنفٌذٌة والعدالة وٌعنً بها السلطة القضابٌة أما السلطة التشرٌعٌة‬

‫فتختص كما ٌرى ارسطو فً إصدار القوانٌن وتولً أمور الحرب والسلم وعقد المعاهدات‬

‫والتصدٌق على أحكام اإلعدام وتقرٌر مصادرة األموال واإلشراؾ على تحسٌن سٌر األعمال‬

‫فً المداولة‪.‬‬

‫أما السلطة التنفٌذٌة فتختص كما ذهب ارسطو فً تنفٌذ القوانٌن أما السلطة القضابٌة فتختص فً‬

‫الفصل فً الخصومات والجرابم ومن ذلك ٌتضح أن ارسطو كان ٌنظر إلى الوظٌفة‬

‫التشرٌعٌة نظرة أوسع من النظرة السابدة لها االن فقد خصصها بمهام عدٌدة ٌخرج البعض منها‬

‫عن اختصاصاتها المقرر لها فً العصور الحدٌثة‪.‬‬

‫وان كانت دعوة ارسطو لم تكن دعوة إلى الفصل بٌن السلطات بل إلى تقٌٌم وظابفها‬

‫الدولٌة وفقا لطبٌعتها القانونٌة‪)1(.‬‬

‫الفرع الثانً ‪ :‬أفكار جون لوك فً الفصل بٌن السلطات‬

‫دعا جون لوك إلى فكرتً تقسٌم وظابؾ الدولة والفصل بٌن السلطات وقد اعتبره العدٌد‬

‫من المفكرٌن انه من رواد مبدأ الفصل بٌن السلطات بالرؼم من العٌوب التً اتسمت بها نظرٌته‬

‫إال أنها كانت فً جوهرها مستقاة من أسس الفلسفة الدٌمقراطٌة اللٌبرالٌة‪.‬‬

‫‪ -1‬عذَاٌ حًىدٌ انجهُم‪ –-‬جايعت انكىَج ‪.‬‬


‫‪-‬يجهت انعهىو االجتًاعُت – جايعت انكىَج‪.1985 -‬‬

‫‪-8-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫فقد ذهب إلى أن أي نظام من نظم الحكم ال بد أن تقوم فٌه سلطتان أحدهما تصنع‬

‫القوانٌن والثانٌة تتولى تنفٌذها مع ضرورة قٌام سلطة ثالثة تتولى إدارة الشإون الخارجٌة وأمور‬

‫الحرب والسلم وٌبرر لوك وجود السلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة على أساس نظرٌته الشهٌرة فً‬

‫العقد االجتماعً كما ٌرى وجوب الفصل بٌن هاتٌن السلطتٌن على أساس أن تركز السلطتٌن فً‬

‫ٌد واحدة أو هٌبة واحدة ٌإدي إلى االستبداد والطؽٌان والجتناب ذلك فهو ٌرى ضرورة توزٌع‬

‫السلطتٌن على هٌبتٌن مختلفتٌن مع تحدٌد اختصاصات لكل منهما‪.‬‬

‫أما الحجة الثانٌة فتقوم على اعتبارات عملٌة ذلك أن مهمة السلطة التشرٌعٌة تنصب على وضع‬

‫قوانٌن عامة ومجردة ومن ثم فانه لٌس من الضروري أن تكون فً حالة انعقاد دابم ومن ثم‬

‫تتطلب وجود سلطة أخرى تتولى تنفٌذها‪.‬‬

‫كما ٌعطً لوك السلطة التشرٌعٌة مكانة أسمى من تلك التً ٌعطٌها للسلطة التنفٌذٌة ففً نظره‬

‫–أي السلطة التشرٌعٌة‪ -‬سلطة علٌا مقدسة وٌرى انه ٌجب أن ال تكون لها سلطات أوسع وأن‬

‫تمارس اختصاصات ضمن قٌود وضوابط‪)1(.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬نظرٌة مونتٌسٌكٌو‬

‫تلقى الفقٌه مونتٌسٌكٌو األفكار السابقة عن مبدأ الفصل بٌن السلطات ممن سبقوه من‬

‫فالسفة ومفكرٌن أمثال أفالطون وارسطو ثم صاؼها صٌاؼة جدٌدة حتى ارتبط المبدأ باسمه‬

‫لكون أفكار الذٌن سبقوه لم ترقى إلً مستوى النظرٌة فهو ٌرى أن الضمانات األساسٌة لتحقٌق‬

‫الحرٌة هً الفصل بٌن السلطات وتتضمن نظرٌته مبدأٌن‪:‬‬

‫‪ -1‬د‪ -‬عذَاٌ حًىدٌ انجهُم‪ -‬يجهت انعهىو االجتًاعُت – جايعت انكىَج‪ -‬لغى انماَىٌ انعاو طبعت ‪.1985‬‬

‫‪-9-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫الفرع األول‪ :‬مبدأ التخصص‬

‫لقد نادى بضرورة فصل الوظابؾ الكبرى للدولة إلى وظٌفة تشرٌعٌة ووظٌفة تنفٌذٌة‬

‫ووظٌفة قضابٌة تمارس من قبل ثالثة سلطات متمٌزة عن بعضها البعض‪.‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬مبدأ االستقاللٌة‬

‫أي فصل األجهزة حٌث كال من هذه السلطات تكون مستقلة كلٌة عن اآلخرٌن‬

‫واألعضاء الذٌن ٌإلفونها ال ٌعزلون أو ٌعٌنون من قبل سلطة أخرى وبتعبٌر آخر فلمبدأ‬

‫الفصل بٌن السلطات بعدان فاألول تنظٌمً وٌتضمن الجانب الوظٌفً والعضوي أما‬

‫الثانً فهو قانونً ٌنظم العالقة بٌن السلطات‪.‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬موقف الفقه من مبدأ الفصل بٌن السلطات‬

‫انطالقا من أن المبدأ آلٌة تتضمن حركٌة ملحوظة فً دوالٌب الجهاز السٌاسً وقاعدة‬

‫لتنظٌم وترتٌب السلطات مما جعله بحق أحد معاٌٌر تصنٌؾ األنظمة السٌاسٌة وضمانة أكٌدة‬

‫للشرعٌة السٌاسٌة ولكنه رؼم هذا لم ٌسلم من االنتقاد وتعرض لهجوم شدٌد كما تحفظ جانب‬

‫من الفقهاء والسٌاسٌٌن على بعض مبادبه‪)1(.‬‬

‫‪ -1‬يجهت انعهىو االجتًاعُت‪ -‬جايعت انكىَج‪-‬‬


‫‪ -‬سلابت دعتىسَت انمىاٍَُ‪-‬د عبذ انعضَض يحًذ َعًاٌ‪ -‬داس انفكش انعشبٍ يض طبعت ‪.1955‬‬

‫‪-11-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫على الرؼم من أن هذه االنتقادات ال تنفً دوره فً إحالل الدٌمقراطٌة وضمان حقوق‬

‫وحرٌات األفراد على مر التارٌخ ولذلك فانه من الضروري وضع المبدأ فً مٌزان الفقه‬

‫والقانون‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الفقه الرافض لتطبٌقات المبدأ‬

‫من أهم االنتقادات التً وجهت إلى المبدأ هً الطابع النظري الصرؾ للمبدأ واستحالة‬

‫تطبٌقه كما صوره " مونتٌسٌكٌو"‬

‫الفرع األول‪ :‬االنتقادات التقلٌدٌة‬

‫إن االنتقاد األول أورده األستاذ " مٌشال مٌاي" حٌث اعتبر المبدأ أسطورة وان المبدأ‬

‫فكرة معقدة ونظام خارق ٌعمل لصالح النبالء وقال أٌضا " أن مونتٌسٌكٌو ٌدرس الدستور‬

‫لٌصل فً النهاٌة لتؤمٌن هٌمنة مصالح الطبقة التً ٌنتمً إلٌها كاتب التحلٌل وهو مونتٌسٌكٌو‬

‫بالطبع‪.‬‬

‫ؼٌر أن تحلٌل وتبرٌر" مٌشال مٌاي" كان سٌكون صحٌحا لو وضعت النظرٌة لظرؾ وزمن‬

‫معٌنٌن واقتصر تطبٌقها على تلك الفترة ‪.‬إال أن الواقع أثبت صحة النظرٌة لما تتصؾ به من‬

‫العمومٌة والتجرٌد ‪.‬‬

‫‪-11-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫أما االنتقاد الثانً فؤورده " دي مالبارغ" فً كتابه النظرٌة العامة للدولة وهو انتقاد‬

‫الفقهاء األلمان الذي ٌتلخص فً أن الفصل بٌن السلطات ٌستحٌل تطبٌقه فً الواقع وإذا ما طبق‬

‫فانه ٌإدي إلى تفكٌك وحدة الدولة لكن الواقع ٌإكد أن مبدأ الفصل بٌن السلطات لم ٌكن ٌوما‬

‫لٌهدد وحدة الدولة بل أن اكثر الدول تماسكا أكثرها تطبٌقا لمبدأ نظري ٌصعب تحقٌقه فً الواقع‬

‫وان توزٌع المسإولٌة هً تفتٌت للسلطة وهذا إضعاؾ شامل لمفاصلها فتشٌع المسإولٌة بٌن‬

‫الهٌبات واألفراد وٌصبح من السهل التهرب من المسإولٌة‪.‬‬

‫أما "كون درسٌه" فقد فند فكرة الفصل بٌن السلطات حٌث قال‪ ":‬إن التجارب فً جمٌع الدول‬

‫أثبتت أنها كاآللة المعقدة إذا ما وزعت السلطة فٌها سرعان ما تتحطم من جراء الصراع بٌنها"‪.‬‬

‫كما نجد العمٌد " دٌجً" ٌرى أن وحدة الدولة تتعارض مع مبدأ الفصل بٌن السلطات‬

‫ورؼم رجاحة بعض هذه االنتقادات فان بعضها ال تقلل من شؤن المبدأ ومضمونه ودوره فً‬

‫ضمان حقوق وحرٌات األفراد والقضاء على االستبداد ‪.‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬االنتقادات التً وجهها االتجاه الماركسً للمبدأ‬

‫لقد هاجم الفكر الماركسً مبدأ الفصل بٌن السلطات و وجه إلٌه العدٌد من االنتقادات‬

‫أهمها ‪:‬‬

‫‪ -‬أ نه مخالؾ لسٌادة الشعب لكونه ٌعمل على إقامة التوازن بٌن السلطات وهذا ٌتنافى مع ما‬

‫تتطلبه هذه النظرٌة من ضرورة خضوع جمٌع السلطات للشعب أو إلى الهٌبة التً تمثله احسن‬

‫تمثٌل وهً الهٌبة النٌابٌة التً تتولى السلطة التشرٌعٌة‪.‬‬

‫‪-12-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫‪ -‬أ نه مبدأ ٌقوم على النفاق النه ٌكفل فً الواقع حرٌة الطبقة البرجوازٌة الن السلطة فً الدول‬

‫الرأسمالٌة إنما تعمل لصالح الطبقات الممتازة‪.‬‬

‫وفً الواقع أن كل هذه األوجه من النقد مرجعها إلى نقد الفكر الماركسً للنظام الرأسمالً وال‬

‫تنصب مباشرة على مبدأ الفصل بٌن السلطات والدلٌل على ذلك أن بعض الدول ؼٌر الماركسٌة‬

‫مثل سوٌسرا لم تؤخذ بمبدأ الفصل بٌن السلطات فً حٌن نجد أن نقد الفكر الماركسً للمبدأ مرده‬

‫إلى الطبٌعة الدكتاتورٌة لمرحلة البرولٌتارٌا بحٌث ال ٌنسجم مع الدكتاتورٌة إقامة نوع من‬

‫التوازن بٌن السلطات‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬الفقه المؤٌد لتطبٌقات المبدأ‬

‫وللرد على االنتقادات التً وجهت إلى مبدأ الفصل بٌن السلطات فً المطلب السابق‬

‫وفروعه نورد آراء المإٌدٌن للمبدأ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حجج مٌشال مٌاي‬

‫أورد الكاتب مٌشال مٌاي بعض مزاٌا المبدأ فقال " لهذا ٌجب توزٌع السلطة السٌاسٌة‬

‫بٌن أجهزة مختلفة بحٌث ال تحتكر سلطة واحدة مختلؾ الوظابؾ وقد ولدت الحرٌة السٌاسٌة من‬

‫هذه المقولة بالذات‪ .‬و لهذا وجدت اقتراحاته صدى عظٌما فً أوساط البرجوازٌة عام ‪1788‬‬

‫والتً كانت تسعى للبحث من أجل تجاوز الدولة المطلقة"‪.‬‬

‫‪-13-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫الفرع الثانً‪ :‬حجج الدارسٌن لنظرٌة مونتٌسٌكٌو‬

‫فهم ٌرون أن االنتقادات الموجهة للمبدأ ال تنتقد مضمونه وانما تنتقد سوء استعماله‬

‫فالدارس لنظرٌة مونتٌسٌكٌو بتمعن ٌجد مونتٌسٌكٌو نفسه ال ٌدعو إلى الفصل بٌن السلطات بل‬

‫إلى الفصل المرن أي التعاون بٌنهما و جاء تطبٌق المبدأ عملٌا لٌإكد هذه االفتراضات فان أٌا‬

‫من األنظمة اللٌبرالٌة لم ٌمارس فصال مطلقا‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬النموذج األمرٌكً فً تأٌٌده للمبدأ‬

‫إذا كان المبدأ ٌتصؾ بالؽموض النه لم ٌجب عن طبٌعة الفصل أهو الحاسم القاطع أم‬

‫المرن المتوازن‪ ،‬مما صوره انه ٌرٌد الفصل التام بٌن السلطات فؤقرت بذلك الدساتٌر األولى‬

‫المكتوبة كالدستور األمرٌكً عام ‪ 1787‬فصال كامال رؼم انه لٌس من المإكد أن القراءة‬

‫صحٌحة ورؼم أن التراجع عن صرامة هذا الفصل كانت كبٌرة على المستوى التطبٌقً فً‬

‫نظام الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪.‬‬

‫‪ -‬أن تطور مفهوم الدولة ومفهوم السلطة وطبٌعة العالقة بٌن السلطات قد صاحبة تطور مفهوم‬

‫مبدأ الفصل بٌن السلطات نفسه فهو صارم كامل مطلق فً بداٌة ظهوره لٌتطور إلى المرونة‬

‫والتوازن(‪.)1‬‬

‫ولم ٌتوقؾ التطور فً مفهومه عند هذا الحد بل اخذ صبؽة أخرى فً الفقه األمرٌكً‬

‫فاصبح ٌدعى" تقاسم القوى" أي تقاسم السلطات كما أكده " لوٌس فٌشر" فً كتابة " سٌاسات‬

‫‪-1‬يجهت انعهىو االجتًاعُت جايعت انكىَج‬


‫‪-‬سلابت دعتىسَت انمىاٍَُ‪ -‬د عبذ انعضَض يحًذ َعًاٌ داس انفكش انعشبٍ يظش ‪.1985‬‬

‫‪-14-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫تقاسم القوى" أي الكونؽرس والسلطة التنفٌذٌة وسٌبقى هذا المبدأ خٌر ضمان لحقوق األفراد‬

‫وحرٌاتهم وهذا ما ٌنفذ حجج الرافضٌن للمبدأ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬موقف الفقه اإلسالمً من مبدأ الفصل بٌن السلطات‬

‫إن مبدأ الفصل بٌن السلطات هو قاعدة من قواعد فن السٌاسة أو الحكمة السٌاسة ومنه‬

‫ٌجب أن توزع االختصاصات العامة فً الدولة على عدة هٌبات وٌجب أن ٌفصل بٌنها مع‬

‫وجود قدر من التعاون والرقابة المتبادلة فهل عرؾ الفقه اإلسالمً مثل هذه المعانً‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تطبٌقات المبدأ فً ظهور اإلسالم‬

‫أهداؾ الفصل بٌن السلطات كانت متحققة فً العصر األول منذ ظهور اإلسالم فً‬

‫القرن السابع المٌالدي لوجود الرسول صلى هللا علٌه وسلم ورؼم أنه لم ٌوجد المبدأ ذاته حٌث‬

‫قامت دولة اإلسالم على أساس البٌعة وقد ارتكزت الدولة على قواعد العدل وانه لٌس من‬

‫المنطقً أي تكون لإلسالم شرعٌة ثم ال تكون له سلطة تطبق تلك الشرٌعة وتحمل الحاكم‬

‫والمحكوم على العمل بها‪.‬‬

‫فالنظام اإلسالمً لم ٌخرج عن قاعدة الفصل بٌن السلطات رؼم نظرته الخاصة حول تكوٌنها‬

‫واختصاصاتها ومسإولٌاتها(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عهٍ عبذ انشصاق ‪ -‬اإلعالو واطىل انحكى‪ -‬انًؤعغت انىطُُت نهفُىٌ طبعت ‪.1988‬‬

‫‪-15-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫وقد ازدادت السلطة القضابٌة وضوحا بعد أن دون المجتهدون اجتهاداتهم و أخذها‬

‫رجال القضاء مرجعا بل قد نجد أحٌانا أن أحد طرفً الخصومة هو الخلٌفة ذاته أو األمٌر‪.‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬مبدأ الفصل بٌن السلطات فً عهد الخالفة اإلسالمٌة‬

‫وٌرى الدكتور " ٌحٌى السٌد الصباحً" إنما الفصل بدأ من عصر عمر بن الخطاب‬

‫وخاصة بٌن السلطة التنفٌذٌة والقضابٌة حٌث وضع عمر بن الخطاب نظامٌن لتعٌٌن القضاة‬

‫ودستور للقضاء وقد اقتصر ذلك على فترة الخالفة الراشدة لكونها افضل نموذج جسد تعالٌم‬

‫اإلسالم واحكامه لكن بعض خلفاء بنً أمٌة وبنً العباس ساروا فً اتجاه معاكس لإلسالم‬

‫وانفردوا بالسلطة وقفزوا على مبدأ الفصل بٌن الوظابؾ وفرضوا اجتهادا ٌتماشى مع أهوابهم‬

‫وقناعاهم‪.‬‬

‫أما بشؤن عدم الفصل بٌن سلطة التنفٌذ والقضاء فقد كان الرسول صلى هللا علٌه وسلم‬

‫ٌقضً بنفسه وكان مبعوثوه إلى جانب القضاء ٌهتمون بالشإون التنفٌذٌة‪.‬‬

‫أما فً عهد الخالفة الراشدة كان الخلٌفة ٌجمع بٌن سلطتً التنفٌذ والقضاء ولم ٌستقل القضاة‬

‫بالوظٌفة القضابٌة فتقتصر علٌهم دون أن ٌشاركهم فٌها أحد من رجال التنفٌذ وهذا ال ٌعنً‬

‫االندماج الوظٌفً للقضاء فالقاضً فً اإلسالم مستقل فً عمله ألن القواعد التً ٌطبقها لٌست‬

‫من عمل السلطة التنفٌذٌة بل هً مبادئ إلهٌة (‪)1‬‬

‫‪ -1‬د عهٍ عبذ انشصاق – اإلعالو واطم انحكى‪ -‬انًؤعغت انىطُُت نهفُىٌ طبعت ‪.1988‬‬

‫‪-16-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫وتشرٌع الجهاز التنفٌذي فً أؼلب النظم الوضعٌة المعاصرة وإضافة إلى التداخل بٌن‬

‫السلطة القضابٌة إذ أن الكل ٌإكد أن القضاء مستقل عن سلطتً التنفٌذ والتشرٌع وهذا دلٌل على‬

‫أن العالقة بٌن السلطات فً النظام اإلسالمً لم تخضع للتنفٌذ وانما ٌنبع من ذاته كنظام أصٌل‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬مظاهر استقالل السلطات فً النظام الدستوري الجزائري‬

‫قبل التطرق إلى مظاهر الفصل بٌن السلطات فً النظام الدستوري الجزابري ٌنبؽً‬

‫اإلشارة إلى أن الفصل بٌن السلطات فً الجزابر لم ٌكن مبدأ ؼرٌبا أو مجهوال إنما كان مـنذ‬

‫بداٌة إرساء قواعد النظام السٌاسً طموحا بارزا فً مواثٌق حزب جبهة التحرٌر‬

‫والمإسسات المإقتة للدولة الجزابرٌة فقد جاء فً نص المادة الثانٌة فً الوثٌقة التً ورد بها هذا‬

‫النص وهً الدستور المكتوب األول فً الجزابر والتً صدرت عن المجلس الوطنً للثورة فً‬

‫اجتماعه بطرابلس بلٌبٌا بتارٌخ ‪ 1959/12/16‬ما ٌلً " الفصل بٌن السلطات التشرٌعٌة‬

‫والتنفٌذٌة والقضابٌة العناصر األساسٌة لكل دٌمقراطٌة هً القاعدة فً المإسسات الجزابرٌة"‪.‬‬

‫إال أن النص لم ٌوضح معالم هذا الفصل وقد سادت بعد االستقالل نظرٌة وحدة السلطة‬

‫مما ٌدفعنا إلى القول أن النص المذكور لم ٌتعد حد الطموح‪ ،‬إضافة إلى ذلك نجد أن السلطة‬

‫القضابٌة لها أسبقٌة الظهور على ؼٌرها من السلطات فقد قٌل "أن الحاجة إلى القضاء العادل‬

‫كانت تارٌخا اسبق الحاجات العامة‪.‬‬

‫‪-17-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫وكانت السلطة القضابٌة فً شكلها األول اسبق السلطات العامة إلى الظهور فظهرت فً‬

‫شكل تحكٌم وتطبٌق للقواعد العرفٌة األولى السابقة عن معرفة القانون‪".......‬‬

‫وإذا كانت دول الدٌمقراطٌـات الؽربٌة قد اختلفت بشان تطبٌق نظرٌة الفصل بٌن السلطـات‬

‫باعتماد الفصل الصارم من بعضها والفصل المرن من بعضها اآلخر نظرا للؽموض الذي‬

‫ٌتسم به مضمون النظرٌة‪ .‬فان المسؤلة تزداد تعقٌدا بالنسبة لبالدنا لكون إشكالٌة الفصل بٌن‬

‫السلطات فً نظام الدستوري تطرح نفسها بحدة فً الحٌاة السٌاسٌة ومن خالل مواقؾ عدٌدة‬

‫عاشها صانعوا القرار السٌاسً ورجال الفكر وخاصة منذ التحول الجذري الذي عرفه النظام‬

‫السٌاسً الجزابري فً دستور ‪ 1989‬الذي كان –بحق‪ -‬إعالنا بمٌالد نظام دستوري جدٌد وان‬

‫هذا التحول لم ٌؤت من فراغ و إنما هو نتاج تجربة عاشتها الجزابر من االستقالل ففً خالل‬

‫أربعة عقود عرفت الجزابر أربعة دساتٌر إضافة إلى المٌثاق الوطنً(‪ )1‬وكذا بعض التعدٌالت‬

‫الدستورٌة ورفضت الجزابر األخذ بالنظام الرباسً أو البرلمانً نظامٌن كالسٌكٌٌن لن ٌضمنا‬

‫االستقرار وهذا ما سنعالجه فً ثالثة مباحث كاألتً‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مظاهر استقالل السلطة التشرٌعٌة‬

‫قبل تحدٌد هذه النقطة ٌنبؽً الرجوع إلى التجربة الدستورٌة فً الجزابر ابتداء من‬

‫دستور ‪ 1963‬إلى دستور ‪ 1996‬ففً بداٌة األمر أسندت سلطة التشرٌع إلى المجلس التؤسٌسً‬

‫الذي أوكلت إلٌه مهمة التشرٌع باسم الشعب‪ ،‬فبإمكان المجلس التؤسٌسً سن القوانٌن أو تعدٌلها‬

‫أو إلؽابها حسب الظرورة لضمان السٌر الحسن للمإسسات وأجهزة الدولة‪.‬‬
‫‪ -1‬د انغعُذ بىشعُش – انعاللت بٍُ انًؤعغت انتششَعُت وانًؤعغت انتُفُزَت – جايعت انجضائش ‪.2004‬‬

‫‪-18-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫أما دستور ‪ 1976‬المتؤثر بالمذهب االشتراكً لم ٌخرج عن المنهجٌة التً جاء الدستور‬

‫السابق بالرؼم من اختالؾ فً بناء المإسسات وتقسٌم السلطات كما احتلت السلطة التشرٌعٌة‬

‫نفس الترتٌب المنهجً فً دستور ‪ 89‬عندما أعطى األولوٌة فً الترتٌب للسلطة التنفٌذٌة حٌث‬

‫تإكد المادة ‪ 92‬منه عن استقالل السلطة التشرٌعٌة فً إعداد القوانٌن والمصادق علٌها‪.‬‬

‫وٌعتبر دستور ‪ 1996‬هو أول دستور جزابري ٌكرس ازدواجٌة البرلمانٌة العتبارات مختلفة‬

‫المطلب األول‪ :‬االستقالل العضوي‬

‫جاءت الوظٌفة التشرٌعٌة فً دستور ‪ 1989‬فً المرتبة الثانٌة بعد السلطة التنفٌذٌة‬

‫والهٌبة التشرٌعٌة فً الجزابر تؤخذ اسم " المجلس الشعبً الوطنً" إال أن بعد دستور ‪1996‬‬

‫اصبح البرلمان ٌتكون من ؼرفتٌن المجلس الشعبً الوطنً ومجلس األمة(‪)1‬‬

‫الفرع األول‪ :‬طرٌقة االنتخاب‬

‫انتخب أول مجلس شعبً وطنً فً ‪ 27‬فٌفري ‪ 1977‬اثر إجراء انتخابات تشرٌعٌة‬

‫وحدد عدد مقاعده بـ ‪ 261‬مقعدا وتمثٌله ذو طابع وطنً ومهمة النابب أو عضو مجلس األمة‬

‫وطنٌة وقابلة للتجدٌد طبقا الحكام المادة ‪ 105‬من دستور ‪ 1996‬وبعد دخول الجزابر التجربة‬

‫الدٌمقراطٌة والتعددٌة الحزبٌة طبقا لدستور ‪ 1989‬أجرٌت االنتخابـات التشرٌعٌة الرابعة‬

‫بمشاركة األحزاب والجمعٌات السٌاسٌة وأصبح عدد المقاعد المتنافس علٌها ‪ 340‬مقعدا بتارٌخ‬

‫‪ 26‬دٌسمبر ‪.1991‬‬

‫‪ -1‬أ‪ -‬انعُف أو َحٍ‪ -‬انُظاو انذعتىسٌ انجضائشٌ‪ -‬طبعت ‪-2002‬ص ‪.253‬‬

‫‪-19-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫أما بالنسبة لطرٌقة انتخاب النواب وعددهم وشروطهم قابلٌتهم لالنتخاب فقد أرجعها الدستور‬

‫الحكام القانون المادة ‪ 130‬من دستور ‪ 76‬والمادة ‪ 97‬من دستور ‪.)1( 89‬‬

‫وٌرجعها دستور ‪ 1996‬ألحكام القانون العضوي المادة ‪ 130‬منه بموجب األمر رقم ‪07/97‬‬

‫المإرخ فً ‪ 1997/03/06‬الذي ٌتضمن قانون االنتخابات حٌث تنص المادة ‪ 101‬منه على‬

‫أن ٌنتخب المجلس الشعبً الوطنً لمدة ‪ 05‬سنوات بطرٌقة االقتراع المبنً على القابمة وتجري‬

‫االنتخابات فً ظرؾ األشهر الثالثة السابقة النقضاء المدة النٌابٌة الجارٌة وتحدد الدابرة‬

‫االنتخابٌة حسب الحدود اإلقلٌمٌة للوالٌة‪.‬‬

‫كما تشترط المادة ‪ 107‬من القانون العضوي(‪ )2‬فً المترشح للمجلس الشعبً الوطنً ما ٌلـً‪:‬‬

‫‪ -‬أن ٌكون بالؽا ‪ 28‬سنة على األقل ٌوم االقتراع‪.‬‬

‫‪ -‬أن ٌكون ذات جنسٌة جزابرٌة أصلٌة أو مكتسبة مدة ‪ 5‬سنوات على األقل‬

‫‪ -‬أن ٌثبت أدابه أو إعفابه اتجاه الخدمة الوطنٌة‪.‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬العضوٌة فً مجلس األمة‬

‫خالفا ألعضاء م‪.‬ش‪.‬و الذٌن ٌنتخبون عن طرٌق االقتراع السري والمباشر فان أعضاء‬

‫مجلس األمة مزدوجو االختٌار فبٌنما ثلث أعضابه منتخبون عن طرٌق االقتراع ؼٌر المباشر‬

‫والسري من بٌن ومن طرؾ أعضاء المجالس الشعبٌة البلدٌة والوالٌة فإن الثلث اآلخر ٌعٌنه‬

‫‪ -1‬لاَىٌ االَتخاباث سلى ‪ 13/89‬انًؤسخ فٍ ‪ 89/08/7‬انًعذل وانًتًى بًىجب انماَىٌ ‪06./90‬‬


‫‪ -1‬د‪.‬ششَظ أليٍُ‪ ،‬انُظاو انذعت ىسٌ انجضائشٌ و انُظى انغُاعُت انًماسَت‪ ،‬دَىاٌ انًطبىعاث انجايعُت انجضائش‪.1998‬ص‪123‬‬

‫‪-21-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫ربٌس الجمهورٌة من بٌن الشخصٌات والكفاءات الوطنٌة و حدد عدد أعضاء الؽرفة الثانٌة بان‬

‫ال ٌتجاوز نصؾ عدد أعضاء المجلس الشعبً الوطنً طبقا لمادة ‪ 101‬من الدستور(‪ )1‬وهذا ما‬

‫أهم ما جاء به دستور ‪ 1996‬للحفاظ على استقرار الهٌبة التشرٌعٌة رؼم إمكانٌة حل م‪ .‬ش‪ .‬و‬

‫دون مجلس األمة طبقا الحكام المادة ‪ 129‬من الدستور علما أن تجدد تشكٌلة مجلس األمة‬

‫بالنصؾ كل ثالثة سنوات أي كل ثالثة سنوات ٌنتخب وٌعٌن نصؾ كل مجموعة من األعضاء‬

‫بٌنما ٌبقى النصؾ األخر إلى ؼاٌة تجدٌده حسب المادة ‪ 102‬الفقرة ‪ 03‬من دستور ‪.1996‬‬

‫وحددت مهمة مجلس األمة ب ‪ 06‬سنوات حسب المادة ‪ 102‬الفقرة ‪ 1‬و ‪ 2‬من الدستور‪.‬‬

‫كما أن الحصانة البرلمانٌة معترؾ بها للنواب ولألعضاء مجلس األمة مدة نٌابتهم‬

‫البرلمانٌة المادة ‪ 109‬من الدستور‪.‬‬

‫وٌنتخب ربٌس مجلس األمة بعد كل جزبً لتشكٌلٌة المجلس حسب ما جاء فً نص‬

‫المادة ‪ 114‬من دستور ‪ 1996‬إال إننا نجد أن المادة ‪ 181‬الفقرة ‪ 02‬منه(‪ )2‬استثنت رباسة‬

‫مجلس األمة ومنحت له فترة رباسٌة لمدة ‪ 6‬سنوات‪.‬‬

‫‪ -1‬انًادة ‪ 101‬يٍ دعتىس ‪.1996‬‬


‫‪ -2‬انًادة ‪ 181‬انفمشة ‪ 02‬يٍ دعتىس ‪.1996‬‬

‫‪-21-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫المطلب الثانً‪ :‬االستقالل الوظٌفً‬

‫الفرع األول‪ :‬سلطته فً إعداد النظام الداخلً‬

‫ٌحدد القانون العضوي رقم ‪ )1(02– 99‬تنظٌم المجلس الشعبً ومجلس األمة وعملها‬

‫كما تنص المادة ‪ 11‬الفقرة ‪ 02‬من الدستور على انه كال من المجلس الشعبً الوطنً ومجلس‬

‫األمة ٌعد نظامه الداخلً وٌصادق علٌه‪.‬‬

‫وٌتكون المجلس الشعبً الوطنً هٌكلٌا فً ظل دستور ‪ 1996‬من‬

‫‪ -‬ربٌس المجلس الشعبً الوطنً‬

‫‪ -‬مكتب المجلس وٌضم الربٌس والنواب الربٌس‬

‫‪ -‬هٌبة الرإساء وتتكون من نواب الربٌس ورإساء اللجان الدابمة‬

‫‪ -‬هٌبة التنسٌق وتضم أعضاء المكتب ورإساء اللجان الدابمة ورإساء المجموعات البرلمانٌة‪.‬‬

‫‪ -‬اللجان الدابمة وعددها ‪ 15‬لجنة‪.‬‬

‫‪ -‬المجموعات البرلمانٌة وتتكون المجموعة البرلمانٌة من ‪ 15‬ناببا على األقل فً حٌن أن عدد‬

‫اللجان الدابمة فً مجلس األمة نجده ‪ 09‬لجان وان المجموعة البرلمانٌة تتكون من ‪ 10‬أعضاء‬

‫على األقل‪.‬‬

‫وما ٌالحظ على دستور ‪ 1996‬انه وسع فً المجال الهٌكلً مع ظهور التعددٌة الحزبٌة ولذلك‬

‫من أجل توسٌع دابرة التشاور بٌن مختلؾ التٌارات الحزبٌة(‪ )2‬علما أن اللجان الدابمة‬

‫‪ -1‬انماَىٌ انعضىٌ سلى ‪ 02/99‬انًؤسخ فٍ ‪ 08‬ياسط ‪.1999‬‬


‫‪ -2‬أ‪ -‬انعُف او َحٍ‪ -‬انُظاو انذعتىسٌ انجضائشٌ‪ -‬ص ‪.273‬‬

‫‪-22-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫للمجلس تشكل فً مستهل كل فصل تشرٌعً وعدد ‪ 10‬لجان وٌتكون من ‪ 12‬إلى ‪ 20‬عضوا‬

‫وتنتخب كل لجنة مكتبها من ربٌس ونابب له ومقرر وتختص كل لجنة بدراسة المشارٌع‬

‫واقتراحات القوانٌن التً تدخل ضمن اختصاصاتها(‪.)1‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬عملٌة إعداد التشرٌع‬

‫جاء الحدٌث فً المٌثاق الوطنً لعام ‪ "1986‬أن المجلس الشعبً الوطنً بصفته‬

‫مإسسة تشرٌعٌة ٌتحمل مسإولٌة تطوٌر التشرٌع الوطنً واثرابه بقوانٌن ٌستوحً أصولها من‬

‫هذا المٌثاق والدستور وتطلعات الجماهٌر الشعبٌة"(‪.)2‬‬

‫فً حٌن تنص المادة ‪ 98‬من دستور ‪ 1996‬على أنه " ٌمارس السلطة التشرٌعٌة برلمان‬

‫ٌتكون من ؼرفتٌن ‪.........‬وله السٌادة فً إعداد القوانٌن والتصوٌت علٌه فً حٌن تنص المادة‬

‫‪ 122‬من الدستور على انه ٌشرع البرلمان فً المٌادٌن التً ٌخصصها له الدستور"‪.‬‬

‫فإذا كانت السلطة التشرٌعٌة تمارس اختصاصا ٌتمثل فً المبادرة باقتراح قوانٌن ؼٌر انه ٌتبٌن‬

‫بان هناك عدم توازن بٌن المإسسٌن فً ممارسة المبادرة بالتشرٌع بحٌث ٌحقق للحكومة‬

‫االعتراض على أي اقتراح قانون مخالؾ للمادة ‪ 114‬من الدستور فالنص ال ٌتحدث عن‬

‫المشارٌع وانما على االقتراحات التً ٌمكن أن تكون محال لعدم القبول‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ -‬عبذ هللا بىلفت‪ -‬انذعتىس انجضائشٌ‪ -‬انطبعت ‪.2002‬‬


‫‪ -2‬انجشَذة انشعًُت – سلى ‪ 07‬عُت ‪ 86‬ص ‪.203‬‬

‫‪-23-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫بحٌث فً حالة قبول اقتراح قانون من طرؾ مكتب المجلس الشعبً الوطنً والذي ٌقوم‬

‫بتقدٌره فً مدة ال تتجاوز شهر بعد إٌداع االقتراح فٌقوم بتسجٌله فً جدول أعمال الدورة المقبلة‬

‫وفضال عن ذلك فان اقتراحات القوانٌن ترسل إلى الحكومة فور تسجٌلها بؽرض‬

‫تمكٌنها من اإلعتراض علٌها خالل ‪ٌ 15‬وما وتقل أهمٌة االقتراح فً حالة ما إذا تقدم‬

‫‪ 20‬ناببا فاكثر باقتراح فً األٌام األولى من دورة محددة فانه تإجل إلى الدورة الموالٌة فً حٌن‬

‫نجد‬

‫أن مشارٌع الحكومة ال ترد علٌها قٌود مراعاة األجل المعقول الذي ٌسمح للمجلس‬

‫مناقشتها(‪ .)1‬وهً تتعلق بتمتع المتر شح بالحقوق المدنٌة والسٌاسٌة‬

‫أما فٌما ٌتعلق بكٌفٌة تحدٌد نتابج االنتخاب فقد تبنى المشرع الجزابري طرٌقة االقتراع على‬

‫القابمة مع أفضلٌة األؼلبٌة فً دور واحد وتوزٌع المقاعد وفقا للمادة ‪ 62‬من قانون‬

‫االنتخابات(‪.)2‬‬

‫وكما جاء فً المادة ‪ 87‬من قانون االنتخابات على أن ٌقدم المترشحون للمجلس الشعبً‬

‫الوطنً قابمة كاملة تساوي عدد المقاعد الواجب شؽلها‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ -‬انغُذ بى ****َفظ انًشجع انغابك ص ‪.373‬‬


‫‪ -2‬انماَىٌ انعضىٌ سلى ‪ 09– 07‬انًؤسخ فٍ ‪.97/03/06‬‬

‫‪-24-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫وأما فٌما بتوزٌع المقاعد فقد جاء فً المادة ‪ٌ " 62‬ترتب على هذا النمط من االقتراع‬

‫توزٌع المقاعد كاآلتً‪ )1("....‬ونتٌجة لتؤجٌل االنتخابات تمت إصالحات وتقدمت الحكومة‬

‫مشروع قانون ٌعدل بعض مواد قانون االنتخابات ال سٌما المادة ‪ 62‬منه والتً سبق ذكرها ‪،‬‬

‫وأقر بموجب تعدٌل تلك المادة ما ٌلـً‪:‬‬

‫أ‪ -‬تتحصل القابمة التً فازت باألؼلبٌة المطلقة على األصوات المعبرة عنها على عدد من‬

‫المقاعد ٌتناسب والنسبة المبوٌة لألصوات المحصل علٌها المجبرة إلى العدد الصحٌح لألعلى‪.‬‬

‫ب‪ -‬وحالة عدم حصول أي قابمة على األؼلبٌة المطلقة من األصوات المعبر تفوز القابمة التً‬

‫تحوز على أعلى نسبة بما ٌلً‪:‬‬

‫‪ % 50‬من عدد المقاعد المجبر للعدد الصحٌح األعلى فً حالة ما إذا كان عدد المقاعد المطلوب‬

‫شؽلها فً الدابرة فردٌا‪.‬‬

‫‪ %50‬زابد واحد من عدد المقاعد فً حالة ما إذا كان عدد المقاعد المطلوب شؽلها زوجٌا‪.‬‬

‫ج‪ -‬وفً كلتا الحالتٌن توزع المقاعد المتبقٌة بالتناسب على كل القوابم المتبقٌة التً حصلت على‬

‫‪ %7‬فما فوق من األصوات المعبر عنها على أساس النسبة المبوٌة لألصوات المحرزة‬

‫بتطبٌق الباقً األقوى حتى تنتهً المقاعد الواجب شؽلها وفً حالة بقاء مقاعد للتوزٌع توزع‬

‫على كل القوابم بالتناسب بما فٌها القابمة الفابزة التً أحرزت على أعلى نسبة‪.‬‬

‫‪ -1‬لاَىٌ االَتخاباث َفظ انًشجع انغابك‪.‬‬

‫‪-25-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫وفً حالة عدم حصول أي قابمة متبقٌة على ‪ %7‬تحصل القابمة الفابزة على جمٌع المقاعد‪.‬‬

‫أما إذا حدث أن تعادل األصوات بٌن القوابم التً حازت على أعلى نسبة فان القانون ٌنص على‬

‫أن الفوز ٌكون لصالح القابمة التً ٌكون معدل السن لمرشحٌها األصلٌٌن اقل ارتفاعا‪.‬‬

‫إال أن الدكتور بوشعٌر ٌبدي رأٌا بشان طرٌقة توزٌع المقاعد خاصة مع احتمال‬

‫حصول قابمتٌن على نسبتٌن متقاربتٌن فً األصوات المعبر عنها مثل ‪ %30‬و ‪ %29‬ومع ذلك‬

‫تفوز احداهما وهً األولى باألؼلبٌة المطلقة فً المقاعد فً حٌن تكتفً الثانٌة بؤقسام المقاعد‬

‫المتبقٌة مع القوابم التً أحرزت على ‪ %7‬فما فوق من األصوات المعبر عنها فهذه الطرٌقة ال‬

‫تخدم الدٌمقراطٌة وال التعددٌة السٌاسٌة(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬د انغعُذ بىشعُش‪ -‬انُظاو انغُاعٍ انجضائشٌ داس انهذي ص ‪.321‬‬

‫‪-26-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫المبحث الثانً‪ :‬مظاهر استقالل السلطة التنفٌذٌة‬

‫المطلب األول‪ :‬االستقالل العضوي‬

‫الفرع األول‪ :‬انتخاب رئٌس الجمهورٌة‬

‫ٌحتل ربٌس الجمهورٌة فً نظام الجزابري المركز الممتاز باعتباره منتخب من طرؾ‬

‫الشعب بطرٌقة مباشرة وصاحب اختصاص تعٌٌن الوزٌر األول وإنهاء مهامه وله أن ٌحل‬

‫المجلس الشعبً الوطنً‪.‬‬

‫وٌنص دستور ‪ 1996‬فً مادته ‪ 70‬على انه ٌجسد ربٌس الجمهورٌة ربٌس الدولة‬

‫ووحدة األمة وهو صاحب الدستور وٌجسد الدول داخل البالد وخارجها و له أن ٌخاطب األمة‬

‫مباشرة‪.‬‬

‫وٌنتخب ربٌس الجمهورٌة عن طرٌق االقتراع العام المباشر والسري وباألؼلبٌة المطلقة(‪)1‬‬

‫أما بالنسبة لشروط ترشح ربٌس الجمهورٌة فحددها دستور ‪ 1976‬فً المادة ‪ 107‬كالتالً‪:‬‬

‫‪ -‬أن ٌحمل الجنسٌة الجزابرٌة أصال‪.‬‬

‫‪ -‬أن ٌدٌن باإلسالم‪.‬‬

‫‪ -‬أن ٌكون قد بلػ ‪ 40‬سنة‪.‬‬

‫‪ -‬أن ٌتمتع بكامل الحقوق المدنٌة والسٌاسٌة‪.‬‬

‫‪ -1‬انعُفا او َحٍ‪َ -‬فظ انًشجع انغابك ص ‪.205‬‬

‫‪-27-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫أما المادة ‪ 73‬من دستور ‪ 1996‬حدد الشروط الالزمة للترشح لرباسة الجمهورٌة حٌث‬

‫نجد أن الدستور ٌرفض ازدواجٌة الجنسٌة لربٌس الجمهورٌة وكذلك التجنس وان ٌثبت الجنسٌة‬

‫الجزابرٌة لزوجه (هذا العنصر ؼاب فً الدساتٌر السابقة)كما أضافت المادة ‪ 73‬من نفس‬

‫الدستور شرط المشاركة فً ثورة أول نوفمبر ‪ 1954‬للمولودٌن قبل جوٌلٌة ‪)1(1942‬‬

‫أما مدة الرباسة حددت بموجب المادة ‪ 108‬من دستور ‪ 76‬ب ‪ 6‬سنوات فً حٌن تإكد المادة‬

‫‪ 74‬من دستور ‪ 96‬على أن المهة الرباسٌة حددت ب ‪ 5‬سنوات قابلة للتجدٌد وهنا نجد أن‬

‫دستور ‪ 67‬أكثر صرامة فً الشروط خالفا للدساتٌر السابقة(‪ )2‬ومن اختصاصات ربٌس السلطة‬

‫التنفٌذٌة نجد أن الدستور خول لربٌس الجمهورٌة اختصاصات عدٌدة أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬إصدار القوانٌن جاء فً المادة ‪ 117‬من دستور ‪ٌ "1989‬صدر ربٌس الجمهورٌة القانون فً‬

‫اجل ثالثٌن ٌوما ابتداء من تسلٌم مهامه" فسلطته لإلصدار مستمدة من الدستور وهذا االتجاه‬

‫ٌإٌده الفقه الحدٌث الذي ٌرى فً اإلصدار هو اصفاء صفة القانون فعلى النص وان اإلصدار ال‬

‫ٌنشا قاعدة إنما ٌالحظها بإصدار مرسوم اإلصدار(‪ ،)3‬واإلصدار ٌتم فً صٌؽة تشكٌلٌة‬

‫أ ساسها االعتماد على الدستور وموافقة البرلمان وهو تعبٌر عن العالقة بٌن السلطة التنفٌذٌة‬

‫بالسلطة التشرٌعٌة فإلى جانب إصدار القوانٌن خص ربٌس الجمهورٌة بالنشر وسلطة التنظٌم‬

‫فً المسابل ؼٌر المخصصة للقانون وسلطته التعٌٌن وهً ضرورة ونتٌجة منطقٌة إذ‬

‫‪-1‬دعتىس ‪ 96‬وانًادة ‪.73‬‬


‫‪ -2‬أ‪ -‬انعُف او َحٍ‪َ -‬فظ انًشجع انغابك ص ‪.208‬‬
‫‪ -3‬د انغُذ بى شعُش‪ -‬انًشجع انغابك ص ‪.224‬‬

‫‪-28-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫ال ٌمكن لربٌس الجمهورٌة تولً مهمة تنفٌذ القوانٌن وسلطته التنظٌم إال إذا منحت له الوسابل‬

‫الضرورٌة من بٌنها سلطة التعٌٌن ‪.‬‬

‫كما خول المشرع الدستوري لربٌس السلطة التنفٌذٌة حق االعتراض على نص تشرٌعً‬

‫تمت الموافقة علٌه من قبل المجلس الشعبً الوطنً سواء كان مشروعا أو اقتراح قانون وهو‬

‫اعتراض مإقت ٌهدؾ إلى تعلٌق القانون إلى حٌن وٌسـتوجب ذلك تسبٌب االعتراض من قبل‬

‫ربٌس الجمهورٌة بهدؾ إلفات نظر نواب المجلس حول ما جاء فً النص التشرٌعً من‬

‫مخالفات للدستور أ و القوانٌن المعمول بها ومن ثم فان ربٌس الجمهورٌة ٌحٌل المجلس الوطنً‬

‫الشعبً طلب إجراء مداولة ثانٌة فً ؼضون ‪ 10‬أٌام التً تلً إبالؼه للنص التشرٌعً وعلٌه‬

‫ٌبلػ ربٌس المجلس النواب باعتراض الربٌس وبناء على ما تقدم ٌودع لدى اللجنة صاحبة‬

‫االختصاص ما اعترض علٌه ربٌس الجمهورٌة لمناقشته وتعدٌله(‪)1‬‬

‫أما من قبل دستور ‪ 89‬نجد أن سلطات ربٌس الجمهورٌة فً مجال التعٌٌن قد تقلصت‬

‫نسبٌا بحٌث خول الدستور لربٌس الجمهورٌة سلطة تعٌٌن ربٌس الحكومة بٌنما مسالة اختٌار‬

‫الوزراء أسندت لربٌس الحكومة‪.‬‬

‫‪ -1‬بىلفت عبذ هللا‪ -‬انذعتىس انجضائشٌ انطبعت ‪.2002‬‬

‫‪-29-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫الفرع الثانً‪ :‬الوزٌـر األول‬

‫تنص المادة ‪ 144‬من دستور ‪ 76‬على انه تمارس الحكومة الوظٌفٌة التنفٌذٌة بقٌادة‬

‫ربٌس الجمهورٌة وٌعٌن أعضاء الحكومة‪ .‬أما دستور ‪ 89‬حدد اختصاصات الحكومة وربٌس‬

‫الحكومة كاآلتً‪:‬‬

‫" ٌعٌن ربٌس الجمهورٌة ربٌس الحكومة وٌنهً مهامه المادة ‪ 74‬الفقرة الحاسمة كما أن المادة‬

‫‪ 79‬الفقرة ‪ 01‬من دستور ‪ 1996‬تشترط جراحة تقدٌم أعضاء الحكومة إلى ربٌس الجمهورٌة‬

‫لتعٌٌنهم وتسهر الحكومة على تنفٌذ القوانٌن والتنظٌمات وهً مسإولٌة أمام البرلمان ومن حق‬

‫ربٌس الجمهورٌة إنهاء مهام الوزٌر األول وٌتبع باستقالة أعضاءها"‪.‬‬

‫وعلى الرؼم من عدم وجود أي قٌد دستوري ٌحد من حرٌة ربٌس الجمهورٌة فً اختٌار الوزٌر‬

‫األول إال انه سٌاسٌا وعملٌا ٌراعً التوجه السٌاسً السابد واختٌار الشعب وذلك لعدة أسباب‬

‫أهمها‪.‬‬

‫ضمان الحصول على موافقة البرلمان على برنامج الوزٌر األول الذي ٌتوقؾ استمرار‬

‫بقاءه على مدى تجانسه مع األؼلبٌة البرلمانٌة‪.‬‬

‫إال أن تعٌٌن الوزٌر األول من الحزب صاحب األؼلبٌة البرلمانٌة من الناحٌة الدستورٌة‬

‫ال ٌمنع ربٌس الجمهورٌة من ذلك وال ٌضره فً شًء بل ٌكمله مهامه وٌضمن تجانس عمل‬

‫الحكومة مع توجهات األؼلبٌة البرلمانٌة‪.‬‬

‫‪-31-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫أما فٌما ٌتعلق باختٌار الوزراء فقد جاء فً المادة ‪ 75‬من دستور ‪ٌ " 89‬قدم ربٌس‬

‫الحكومة أعضاء حكومته الذٌن اختارهم لربٌس الجمهورٌة الذي ٌعٌنهم وهنا مثلما تصعب مهمة‬

‫ربٌس الجمهورٌة فً اختٌار ربٌس الحكومة الذي ال ٌتم تعٌٌنه إال بعد مشاورات واتصاالت‬

‫تصعب مهمة ربٌس الحكومة فً اختٌار أعضاء حكومته التً تصبح ابتالفٌة‪.‬‬

‫وٌمارس الوزٌر األول زٌادة عن السلطات التً تخولها إٌاه صراحة أحكام أخرى من الدستور‬

‫كاآلتً‪:‬‬

‫‪ٌ -‬راس الحكومة‪.‬‬

‫‪ٌ -‬سهر على تنفٌذ القوانٌن والتنظٌمات‪.‬‬

‫‪ٌ -‬وقع المراسٌم التنفٌذٌة‪.‬‬

‫‪ٌ -‬عٌن فً الوظابؾ العمومٌة للدولة دون المساس بؤحكام المادة ‪ 81‬من الدستور‪.‬‬

‫‪ٌ -‬وزع الصالحٌات بٌن أعضاء الحكومة مع احترام األحكام الدستورٌة(‪.)1‬‬

‫ونستخلص مما سبق فً ظل دستور ‪ 89‬انه ٌعٌد صالحٌة مراقبة نشاط الحكومة لربٌس‬

‫الجمهورٌة والمجلس الشعبً الوطنً ٌحق لربٌس الجمهورٌة إنهاء مهام الوزٌر األول وبذلك‬

‫تستقٌل الحكومة وجوبا للمجلس الشعبً الوطنً حق مناقشة حصٌلة نشاطات الحكومة‬

‫والتصوٌت على البحة التماس الرقابة وبه تستقٌل الحكومة ولربٌسها طلب التسوٌق بالثقة وهو‬

‫ما أكده دستور ‪.)2(96‬‬

‫‪ -1‬هى اختظاص سئُظ انجًهىسَت فٍ ظم دعتىس ‪ 76‬أعُذ نشئُظ انحكىيت فٍ ظم دعتىس ‪ 89‬انًادة ‪ 81‬انفمشة ‪.01‬‬
‫‪ -2‬أ‪ -‬انعُف أو َحٍ‪ -‬انًشجع انغابك ص ‪.250‬‬

‫‪-31-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مظاهر استقاللٌة السلطة القضائٌة‬

‫ٌتضح لنا من نص الدستور ‪ 1976‬أن القضاء اعتبر كوظٌفة من وظابؾ الدولة إلى‬

‫جانب الوظابؾ األخرى أي أن الوظٌفة القضابٌة ؼٌر مستقلة ؼٌر أن دستور ‪ 1989‬جاء لٌإكد‬

‫الصفة المستقلة للسلطة القضابٌة فً مواجهة السلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة (‪ )1‬لكون أن هذا‬

‫الدستور كرس مبدأ الفصل بٌن السلطات‪.‬‬

‫واخٌرا دستور ‪ 1996‬وانطالق من المواد ‪ 148-139-138‬نستنتج أن القضاء اصبح بموجب‬

‫هذا الدستور مستقال قضاة وسلطة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االستقالل العضوي‬

‫الفرع األول‪ :‬القانون العضوي للقضاء‪.‬‬

‫ٌحدد القانون رقم ‪ )2(21/89‬المتضمن القانون األساسً للقضاء حقوق وواجبات‬

‫القاضً وكذلك قواعد تنظٌم سٌر المجلس األعلى للقضاء باإلضافة إلى المرسوم التشرٌعً رقم‬

‫‪ )3(05/92‬وهو ٌضع القواعد التً تتعلق بتعٌٌن القاضً وحقوقه فً نطاق ممارسة‬

‫وظٌفته وخارجها و ٌنص على أن التعٌٌن األول للقاضً ٌتم بمرسوم رباسً بناء على‬

‫اقتراح من وزٌر العدل وبعد مداولة المجلس األعلى للقضاء‪.‬‬

‫‪ -1‬أَظش انًادة ‪ 139‬يٍ دعتىس ‪.1989‬‬


‫‪ -2‬أَظش انماَىٌ األعاط نهمضاة سلى ‪ 21/89‬انًؤسخ فٍ ‪ 12‬دَغًبش ‪.92/89‬‬
‫‪ -3‬انًشعىو انتششَعٍ ‪ 05/92‬انًعذل وانًتًى نهماَىٌ سلى ‪ 21/89‬انًؤسخ فٍ ‪ 92/12/12‬انًتضًٍ انماَىٌ أ نهمضاء‪.‬‬

‫‪-32-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫فً حٌن فٌما ٌتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظٌم عمله ضبطه القانون‬

‫العضوي(‪ :)1‬كما ٌلً‪ٌ ":‬شكل مجلس الدولة من القضاة اآلتٌة أسمابهم‪ "...‬فً حٌن نجد أن‬

‫اختصاصت محكمة التنازع وتنظٌم عملها ٌنص علٌه القانون العضوي رقم ‪ 03/98‬فً المواد‬

‫‪ 09-08-07 05‬منه‪.‬‬

‫كما أنشؤ مجلس الدولة بموجب المادة ‪ 02/152‬فً الدستور وصدر القانون العضوي رقم‬

‫‪ٌ 01/98‬تعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظٌمه وعمله‪.‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬سلطة ربٌس الجمهورٌة‬

‫وفً المجال القضابً نجد أن ربٌس الجمهورٌة ٌرأس المجلس األعلى للقضاء بناءا على‬

‫نصوص من دستور ‪ )2(1996‬والدساتٌر التً سبقته(‪.)3‬‬

‫وإذا كان المجلس األعلى للقضاء ٌقرر تعٌٌن القضاة ونقلهم وسٌر سلمهم الوظٌفً فان ذلك‬

‫ٌكون بقٌادة ربٌس الجمهورٌة صاحب االختصاص فً تعٌٌن القضاة بموجب مرسوم تنفٌذي(‪)4‬‬

‫كمـا أسند الدستور لربٌـس الجمهورٌة حق إصدار العضو وتخفٌض العقوبـات أو استبداال‬

‫باعتباره القاضً األول فً البالد إال أن التساإل حول الطبٌعة القانونٌة هذا اإلجراء فهل ٌعد‬

‫المرسوم الصادر بذلك الشان عمال إدارٌا أم قضاٌا أم تشرٌعٌا فً حٌن ٌبقى أن مرسوم العفو‬

‫ٌتخذ بصفة استقاللٌة من قبل ربٌس الجمهورٌة مما ٌجعله ؼٌر قابل للطعن إال أن الرأي‬

‫الراجـح ٌعده عمال تشرٌعٌا ذو طبٌعة فردٌة لكونه ٌحلل المحكـوم علٌه من سلطة القانون الذي‬

‫بموجبه عوقب مما ٌحول تصرؾ ربٌس الجمهورٌة إلى عمل من أعمال السٌـادة ؼٌر قابل‬

‫للطعن‪.‬‬

‫‪ -1‬انماَىٌ انعضىٌ سلى ‪ 01/98‬انًؤسخ فٍ ‪.98/05/30‬‬


‫‪ -2‬دعتىس ‪ 96‬فٍ يادة ‪.145‬‬
‫‪ -3‬و ‪ 1/181‬يٍ دعتىس ‪ 76‬وانًادة ‪ 145‬يٍ دعتىس ‪.89‬‬
‫‪ -4‬انًشعىو ‪ 44/89‬انًؤسخ فٍ ‪ 10‬افشَم ‪.89‬‬

‫‪-33-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫كما اعترفت المادة ‪ 174‬من الدستور(‪ )1‬لربٌس الجمهورٌة ٌحق المبـادرة بالتعدٌـل‬

‫الدستوري بعد تصوٌت المجلس التشرٌعً علٌه ٌعرض على االستفتاء الشعبً خالل ‪ٌ 50‬وما‬

‫الموالٌة القراره وٌصدر الجمهورٌة التعدٌل الدستور الذي صادر علٌه الشعب إال أن القانون‬

‫المتضمن تعدٌل الدستور ٌصبح الؼٌا إذا رفضه الشعب وال ٌمكن عرضه من جدٌد‬

‫على الشعب‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬االستقالل الوظٌفً‬

‫الفرع األول‪ :‬ازدواجٌة القضاء‬

‫إذا كان دستور ‪ 89‬قد اخذ بوحدة القضاء واحدث من خالل تكرٌسه لمبدأ الفصل بٌن‬

‫السلطات عدة تحوالت عمٌقة فً تنظٌم مإسسات الدولة‪.‬‬

‫فان دستور ‪ 96/11/28‬قد أعاد تنظٌمها بشكل محكم واعتنق مبدأ ازدواجٌة القضاء فنهج منهج‬

‫المدرسة الفرنسٌة وذلك سعٌا منه البعاد العدالة من تؤثٌرات السلطة السٌاسٌة‪ .‬والهدؾ من اخذ‬

‫بازدواجٌة القضاء من اجل إرساء قواعد النظام القضابً اإلداري إلى جانب القضاء العادي‬

‫وهو امتٌاز جاء به هذا الدستور كما ٌعود تبنً دستور ‪ 96‬االزدواجٌة القضابٌة لمبررات‬

‫مختلفة أهمها أن مركز اإلدارة متمٌز ومن ثم ٌجب أن ٌكون لها قـانون ٌنسجم مع طبٌعة‬

‫نشاطها وٌجب أن تخضع لجهات القضاء اإلداري المستقل حٌث تإكد المادة ‪ 147‬انه" ال‬

‫ٌخضع القاضً إال للقانون" فضمن الفصل الثالث من الدستور(‪ " )2‬السلطة القضابٌة مستقلة‬

‫وتمارس فً إطار القانون وهذا ال ٌختلؾ عن مضمون المادة ‪ 129‬من دستور ‪."89‬‬

‫‪ -1‬دعتىس ‪/96‬انًادة ‪.174‬‬


‫‪ -2‬اَظش دعتىس ‪/96‬انًادة ‪.138‬‬

‫‪-34-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫الفرع الثـانً‪ :‬الوظٌـفة القضـائٌة‬

‫لقد اعتبر دستور ‪ 63‬القضاء والعدالة من مبادئ النظام واخذ بمفهوم السلطة فً تنظٌم‬

‫هٌاكل الدولة فً حٌن اخذ ؼٌره من الدساتٌر األخرى بالمفهوم الوظٌفً واعتبر الوظٌفة‬

‫القضابٌة من الوظابؾ األساسٌة الهامة فً الدولة ؼٌر أن دستور ‪ 89‬أعاد لها صفة السلطة‬

‫وادرجها فً المرتبة الثالثة بعد السلطتٌن التنفٌذٌة والتشرٌعٌة‪.‬‬

‫فنجد أن المجلس األعلى للقضاء الذي ٌرأسه المسإول األول عن الجهاز التنفٌذي ٌتولى‬

‫اإلشراؾ على عمل القضاة وحاالتهم الوظٌفٌة والتؤدٌبٌة بٌنما تختص المحكمة العلٌا بتقوٌم‬

‫األعمال القضابٌة لكل الجهات القضابٌة فً البالد بمعنى أنها الجهة الموحدة لالجتهاد القضابً‪.‬‬

‫كما تم استحداث مجلس الدولة كهٌبة مقومة العمال الجهات القضـابٌة اإلدارٌة ومن ثم‬

‫اصبح النظام القضابً مزدوج قضاء عادي وقضاء إداري ولذا ظهرت محاكم إدارٌـة بعد ما‬

‫كانت ؼرفا إدارٌة على مستوى المجالس‪.‬‬

‫و لمعالجة ظاهرة التنازع فً االختصاص بٌن الجهازٌن القضاء اإلداري والقضاء العادي‬

‫استحدث المشرع الجزابري محكمة التنازع‪.‬‬

‫كما أنشبت محكمة علٌا للدولة تتولى النظر فً الجرابم المتعلقة بشخص ربٌس الجمهورٌة‬

‫وربٌس الحكومة كما أبقً دستور ‪ 96‬على المجلس الدستوري الذي ٌختص بالنظر مدى‬

‫دستورٌة القوانٌن والتشرٌعات‪ .‬عمال بمبدأ القانون فوق الجمٌع‪.‬‬

‫‪-35-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫و ٌتبٌن لنا من خالل هذه النصوص القانونٌة أن هناك ضمانات أساسٌة الستقاللٌـة‬

‫السلطة القضابٌة فً أداء مهامـها كما أن الحكم على مدى دٌمقراطٌة النظـام وسٌـادة القانون‬

‫ٌتوقؾ على مكانة المإسسة القضابٌة فً الدولة ومدى كفاءتها‪.‬‬

‫‪-36-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫الفصل الثانً‪ :‬مظاهر التعاون والرقابة بٌن السلطات فً النظام‬

‫الدستوري الجزائري‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مظاهر التعاون بٌن السلطات‬

‫أن اعتماد مبدأ التعاون بٌن السلطات ٌعنً بذلك أن آلٌة العمل هنا ال تعتمد مبدأ الفصل‬

‫بٌن السلطات وانما مبدأ التعاون بٌن السلطات فتملك السلطة التشرٌعٌة فً هذا النظام حق‬

‫التدخل فً أعمال السلطة التنفٌذٌة وتوجٌهها والتؤثر فٌها بمحاسبتها واستجوابها وسحب الثقة‬

‫منها وفً ذات الوقت فان السلطة التنفٌذٌة تملك من الوسابل ما ٌتٌح لها حق التدخل فً أعمال‬

‫السلطة التشرٌعٌة من خالل اقتراح مشروعات قوانٌن علٌها وان تطلب من ربٌس الدولة حل‬

‫البرلمان وإجراء انتخابات جدٌدة متى أدركت الوزارة أنها ال تستطٌع التعامل مع المجلس‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬عالقـة السلطة التنفٌذٌة بالسلطة التشرٌعٌة‬

‫إن السلطة التنفٌذٌة مجسدة هنا فً شخص ربٌس الجمهورٌة المجسد لرباسة الدولة‬

‫ووحدة األمة الممارس للسلطتٌن السامٌة و التنظٌمٌة فً الجهاز التنفٌذي وفقا للمواد ‪72/ 70‬‬

‫فً الدستور‪.‬‬

‫‪-37-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫ثانٌا فً الوزٌر األول باعتباره الربٌس التنفٌذي (‪ ، )1‬والمنسـق الفعلً لهذه السلطة والمسإول‬

‫الحقٌقً والمباشر على أنشطتها و أعمالها الحكومٌة سواء أمام ربٌـس الجمهورٌة الذي ٌعٌنه‬

‫وٌنهً مهامه طبقا الحكام المواد ‪ 77‬الفقرة ‪ 05‬والمـادة ‪ 79‬و ‪ 86 / 81‬وؼٌر من مواد دستور‬

‫‪ 96‬أو أمام البرلمـان بؽرفتٌـه فما هً الوسابل القـانونٌة التً تإثر بها السلطة التنفٌذٌة على‬

‫السلطة التشرٌعٌة؟‬

‫الفرع األول‪ :‬المساهمة فً التشرٌع‬

‫أن المٌـادٌن التً ٌمكن لربـٌس الجمهورٌـة أن ٌشرع فٌها بؤوامر ؼٌر محددة بالرؼم‬

‫من أنها مقٌدة من حٌث الزمـان أي فً حالة شعور م ش‪ .‬و وبٌن دورتً البرلمان‪.‬‬

‫طبقا لنص المادتٌن ‪ 124/93‬من دستور ‪ 96‬والقول إن السلطة‬ ‫وفً الحالة االستثنابٌة‬

‫التشرٌعٌة مخولة للبرلمان أصبحت محصورة فً مجاالت قانونٌة حد دها الدستور على سبٌل‬

‫الحصر‪.‬‬

‫ٌنبؽً أن ٌضـاؾ إلٌه قول آخر وهو انه حتى فً هذه المجاالت المحددة ال ٌمكن للبرلمان‬

‫االقتصار على وضع المبادئ والقواعد العامة دون التطرق إلى التفاصٌل طبقا لما هو معمول به‬

‫فً سن أي قانون وهذا من شانه أن ٌفسح المٌدان واسعا أمام السلطة التنفٌذٌة للمشاركة فً‬

‫التشرٌع من خالل ما تصدره من نصوص قانونٌة ‪ ،‬مراسٌم وقرارات تبٌن وتوضح فٌها‬

‫‪ -1‬يحًذ عبذ انعضَض‪ -‬انُظشَاث وانُظى انغُاعُت‪ -‬داس انُهضت ط ‪.1981‬‬

‫‪-38-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫كٌفٌات تطبٌق تلك المبادئ والقواعد وتطبٌق القوانٌن من صالحٌات الحكومة طبقا للمادة ‪125‬‬

‫من الدستور‪)1(.‬‬

‫الفرع الثـانً‪ :‬االعتراض على القوانٌن‬

‫إن االعتراض على القوانٌـن وال سٌما افتراض القوانٌـن التً ٌقترحها أعضـاء المجـلس‬

‫الشعبً الوطنً وحدهم دون ؼٌرهم الن أعضـاء الفرقة الثانٌة لٌس لهم الحق ال سٌما اقتراحات‬

‫القوانٌن التً ٌتقدم بها نواب م ش و بمقتضى كل من الدستور والقانون العضوي المتعلق بتنظٌم‬

‫ؼرفتً البرلمان وعملها وكذا العالقات الوظٌفٌة بٌنهما وبٌن الحكومة(‪.)2‬‬

‫ولقد أجاز الدستور الساري المفعول لكل من ربٌس الجمهورٌة وربٌس الحكومة كل فٌما‬

‫ٌخصه االعتراض على القوانٌن ال سٌما تلك اآلتٌـة من البرلمان سواء تعلقت بمواضٌع خاصة‬

‫كالنفقات العمومٌة و الحالٌة و المٌزانٌة أو بؽٌرها من المواضٌع العامة فالمادة ‪ 127‬من‬

‫الدستور تنص على انه ٌمكن لربٌس الجمهورٌة طلب إجراء مداولة ثانٌة فً قانون تم‬

‫‪ -1‬يجهت انُائب‪ -‬يىعً بىسهاٌ انظادسة عٍ و ػ و انجضائش‪.‬‬


‫‪-2‬انعاللت بٍُ انحكىيت وانبشنًاٌ – َذوة وطُُت انجضائش اكتى بش ‪.2000‬‬

‫‪-39-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫التصوٌت علٌه من قبل البرلمان فً ؼضون ‪ٌ 30‬وما الموالٌة لتارٌخ إقراره وفً هذه‬

‫الحالة ٌتم إقرار القانون المعنً بالقراءة أو المداولة الثانٌة بؤؼلبٌة ثلثً أعضاء المجلس الشعبً‬

‫الوطنً (‪)1‬‬

‫إن االعتراض وان كان حقا لكل من الوزٌر األول و ربٌس الجمهورـٌة حق دستوري‬

‫على النحو المذكور أعاله فهو لٌس حق مطلق بل هو حق مقٌد بقٌود محددة دستورٌة منها‪:‬‬

‫ال ٌكون االعتراض على القوانٌـن إال إذا سنت أو شرعت فً المجـاالت أو المٌادٌـن التنظٌمٌة‬

‫التً تعود لربٌـس الحكومة بحكم الدستور أي إال إذا شملت موضوعـا من مواضٌع القـانون‬

‫المخصصة دستورا أو كانت قوانٌن عـادٌة وتحمل فً طٌاتها أحكاما ومواضٌع من اختصاص‬

‫القوانٌن العضوٌة أو كانت تهدؾ من خالل مضامٌنها التخفٌض من الموارد العمومٌة أو الزٌادة‬

‫فً النفقات العمومٌة أو كانت أصال ؼٌر مطابقة للدستور‪.‬‬

‫‪ -1‬يىعً انُائب‪ -‬يجهت انُائب انظادسة عٍ و ػ و انجضائش‪.‬‬

‫‪-41-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫المطلب الثانً‪ :‬عالقة السلطة التشرٌعٌة بالسلطة التنفٌذٌة‬

‫الفرع األول‪ :‬مناقشة برنامج الحكومة‪.‬‬

‫تنشؤ للعالقة بٌن البرلمان بؽرفتٌه والحكومة بشان برنامج الحكومة من خالل ما قررته‬

‫المادة ‪ 80‬من الدستور التً تلزم ربٌس الحكومة بان ٌقدم برنامج حكومته إلى م‪.‬ش‪ .‬و لمناقشته‬

‫وٌقدم عرض عن البرنامج لمجلس األمـة(‪.)1‬‬

‫وٌعرض ربٌس الحكومة برنامجه على المجلس الشعبً الوطنً خالل ‪ٌ 45‬وما الموالٌة‬

‫للتعٌٌن الحكومة وتتم مناقشته من قبل نواب المجلس الشعبً الوطنً الذي ٌمنح مهلة ‪ 7‬أٌام من‬

‫تارٌخ تبلٌؽه للنواب ثم ٌقدم ربٌس الحكومة عرضا لمجلس األمة خالل ‪ 10‬أٌام من موافقة‬

‫المجلس الشعبً الوطنً وٌجوز لمجلس األمة أن ٌصدر البحة بعد مناقشة موقفه من قبل ‪20‬‬

‫عضوا فً مجلس األمة‬

‫الفرع الثانً‪ :‬بٌان السٌاسٌة العامة للحكومة‬

‫تقدم الحكومة سنوٌا ابتداءا من المصادقة على برنامجها من قبل المجلس الشعبً‬

‫الوطنً بٌانا عن السٌاسة العامة تتناول فٌه ما أنجزته من البرنامج طبقا للمادة ‪ 84‬من الدستور‬

‫وتعقب بٌان السٌاسة العامة مناقشة تتمحور حول خطة عمل الحكومة ومدى التزامها‬

‫‪ -1‬انعاللت بٍُ انحكىيت وانبشنًاٌ‪َ -‬ذوة وطُُت أكتىبش ‪ 2000‬إبشاهُى أبى نحُت‬

‫‪-41-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫بالبرنامج المصادق علٌه وٌمكن أن تختم هذه المناقشة بالبحة تقدم خالل ‪ 72‬ساعة‬

‫الموالٌة الختتام المناقشة مع ضرورة توفر الشروط التالٌة من الالبحة‬

‫‪ٌ -‬جب أن توقع من طرؾ ‪ 20‬ناببا وتودع لدى مكتب المجلس‪.‬‬

‫‪ -‬ال ٌمكن أن ٌوقع النابب الواحد على اكثر من اقتراح البحة‬

‫‪ -‬تعرض اقتراحات اللوابح للتصوٌت فً حالة تعددها حسب تارٌخ إٌداعها‪.‬‬

‫‪ -‬بمصادقة المجلس الشعبً الوطنً على إحدى اللوابح باألؼلبٌة تصبح اللوابح األخرى‬

‫ملؽاة‪)1(.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عالقة السلطة القضائٌة بالسلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة‬

‫الفرع األول‪ :‬العالقة بٌن السلطة القضائٌة والسلطة التشرٌعٌة‬

‫إذا كانت السلطة التشرٌعٌة هً الهٌبة الدستورٌة المسندة إلٌها مهمة تشرٌع القوانٌن‬

‫المختلفة التً تنظم حٌاة الناس وتكرس النظم التً تقوم الدولة فان عالقتها بالقضاء تحتاج إلى‬

‫كثٌر من التؤمل ذلك ما ٌمكن أن تقوم به السلطة التشرٌعٌة فً سن نصوص تحد من السلطة‬

‫القضابٌة التً تهٌم علٌها سٌطرة السلطة الرباسٌة على أعمال البرلمان(‪.)2‬‬

‫و لذلـك ال مانع من أن تمد السلطة التشرٌعٌة لتنظٌم السلطة القضابٌة بإصدار تشرٌعات تنظم‬

‫عملها‪.‬‬

‫‪ -1‬انعاللت بٍُ انحكىيت وانبشنًاٌ – َذوة وطُُت انجضائش أكتىبش ‪.2000‬‬


‫‪ -2‬د ععُذ بىشعُش انُظاو انغُاعٍ انجضائشٌ ص ‪.362‬‬

‫‪-42-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫إن تدخـل السلطة التشرٌعٌة فً ضبط القوانٌـن المتعلقـة برجال القضاء وتحدٌد رتبهم‬

‫ودرجاتهم وكٌفٌة ترقٌتهم وإجراءات نقلهم وتؤدٌبهم وتحدٌد سلم مرتبـاتهم وهو ما ٌظهر فً‬

‫سلطة إصدارهـا للقانون األسـاسً للقضاء ومن شؤن ذلك التدخـل بصورة ؼٌر مباشـرة فً‬

‫السلطة القضابٌة علما أن مقدار التدخل هذا ٌتمٌز بالمرونة مما ٌسهل تجاوزه‬

‫فضال على أن العمل القضابً ٌجب أن ٌمارس بعٌدا عن أٌة تؤثٌرات سٌاسٌة إال أن‬

‫مبدأ الفصل بٌن السلطات ٌستدعً تدخل السلطة التشرٌعٌة فً بعض أعمال السلطة القضابٌة‬

‫منها‪:‬‬

‫‪ -‬حق أعضاء البرلمان فً إنشاء لجان تحقٌق فً القضاٌا ذات المصلحة العامة(‪)1‬‬

‫‪ -‬حق أعضاء البرلمان فً استجواب الحكومة فً إحدى قضاٌا الساعة(‪)2‬‬

‫‪ -1‬دعتىس ‪ 96‬انًادة ‪.07‬‬


‫‪ -2‬دعتىس ‪ 86‬انًادة ‪.08‬‬

‫‪-43-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫الفرع الثـانً‪ :‬العالقة بٌن السلطة القضائٌة والسلطة التنفٌذٌة‬

‫إذا كانت الدساتٌر فً اؼلبها تحرص على تؤكٌد استقاللٌة السلطة القضابٌة عن السلطـة‬

‫التنفٌذٌة فان مضمون هذه االستقاللٌـة ٌتعلق بعدم التدخل والتؤثٌر فً أعمال السلطة القضابٌة‬

‫وهذا المبدأ كرسه الدستـور الجزابري فً المادة ‪ 138‬التً تنص على أن القضـاء مستقل عن‬

‫كل الضؽوطات التً من شؤنها التؤثٌر على سٌر أعماله ألن ذلك أمر تملٌه طبٌعة العملٌة‬

‫القضابٌة إذ أن ما تقوم به المحاكم أمر ال ٌمكن أن ٌتم دون استقاللٌة ٌتمتع بها رجال القضـاء‬

‫ففً الجزابر ٌشرؾ على السلطة القضابٌة وزٌر العدل الذي هو ضمن أعضاء الحكومة‬

‫وبالتالً فهو من عناصر السلطة التنفٌذٌة ومن ثم كان دوره ٌنحصر فً إدارة الموقؾ اإلداري‬

‫للقضاء وتسٌر شإونه البشرٌة والمادٌة التً تضمن السٌر العادي لهٌكل القضاء والعمل‬

‫القضـابً فً أن واحد فوجود وزٌر العدل بصفة ٌنتمً إلى السلطـة التنفٌذٌـة ال ٌعنً أن له‬

‫الحـق فً التؤثـٌر على عمل القضاة فً إصدار األحكام والقرارات‪.‬‬

‫و لذلك فان قضاة الحكم ٌخضعون عند مباشرة أعمالهم للقانون ومبادئ العدالة وبصدور‬

‫المرسوم التشرٌعً عام ‪ 1992‬المعدل والمتمم للقانون األساسً للقضاة نجد أن المشرع منع‬

‫اختصاصات إضافٌة لوزٌر العدل على حساب استقاللٌة القضاء(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬انًشعىو ‪ 05/92‬انًؤسخ فٍ ‪ 92/10/24‬انًعذل وانًتًى نهماَىٌ االعاعٍ نهمضاء‪.‬‬

‫‪-44-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫وٌتضح تؤثٌر السلطة التنفٌذٌة على السلطة القضابٌة فً صور مختلفة منها قد تختص اإلدارة‬

‫فً الفصل فً بعض النزاعات عوضا عن القضاء أي أنها فً هذا المجال تحتكر اختصاص‬

‫القضاء‪.‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬مظاهر الرقابة‬

‫بقدر ما تكون وسابل الرقابة فعلٌة وفعالة وذات تؤثٌر حقٌقً بقدر ما تكون العالقة بٌن‬

‫السلطات ذات مصداقٌة حٌث تضمنت المادة ‪ 99‬من الدستور وسابل رقابة البرلمان لعمل‬

‫الحكومة وحدد شروطها ضمن المواد ‪ 161– 160-134-133-84-80‬بالنسبة للؽرفتٌن كما‬

‫حددت رقابة الحكومة على البرلمان من خالل المادة ‪ 118‬الفقرة ‪ 02‬من الدستور والمادة ‪67‬‬

‫من القانون الداخلً للمجلس الشعبً الوطنً‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬رقابة السلطة التشرٌعٌة على السلطة التنفٌذٌة‬

‫الفرع األول‪ :‬حق االستجواب وتشكٌل لجان التحقٌق‬

‫لقد جعلت المادتٌن ‪ 133‬و ‪ 134‬من الدستور والمواد ‪ 75/65‬من القانون العضوي رقم‬

‫‪ 02/99‬االستجواب أداة رقابة فً ٌد البرلمان بؽرفتٌه بحٌث ٌمكن ألعضاء البرلمان استجواب‬

‫الحكومة ومساءلة أحد أعضابها وتوجٌه األسبلة‪ ،‬على أن ٌوقعه ثالثون ناببا وٌبلػ إلى الحكومة‬

‫خالل مدة ‪ 48‬ساعة وتحدد جلسة النظر فً االستجواب خالل ‪ٌ 15‬وما من تارٌخ إٌداعه‪.‬‬

‫‪-45-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫أهم اثر ٌرتبه االستجواب لجنة تحقٌق بشؤنه حٌث انه ٌمكن أن ٌنتهً االستجـواب فً‬

‫حالة عدم اقتنـاع المجلس و تقـوم الحكومة بتكوٌـن لجنة تحقٌق وتختلـؾ االستجواب عن‬

‫األسبلـة الشفوٌة والكتابٌـة فً كونه ٌنصب على سٌاسـة الحكوـمة وتوجهاتـها‪.‬‬

‫وطبـقا للمـادة ‪ 161‬من الدستور الذي أكد على حق ؼرفتً البرلمـان فً إنشاء لجان‬

‫تحقٌق برلمانٌة فً قضاٌا ذات مصلحة عامة وكذلك المواد ‪ 86/76‬من القانون العضوي رقم‬

‫‪ 02-99‬والمواد من ‪ 90/84‬من النظام الداخلً للؽرفة الثانٌة والمواد من ‪ 102‬إلى ‪108‬‬

‫من النظام الداخلـً للؽرفة األولـى ٌمكن لكل من المجلس الشعبـً الوطنً ومجلس‬

‫األمة أن ٌنشؤ فً أي وقت فً إطار صالحٌتها الدستورٌة لجان تحقٌق وٌتم ذلك بناء على‬

‫اقتراح البحة موقعة من قبل ‪ 20‬ناببـا برلمانٌا على األقل طبقا للنظام الداخلً للؽرفتٌن (‪)1‬‬

‫وٌودعون الالبحة لدى مكتب إحدى ؼرفتً البرلمان المعٌنة حسب الحالة وتشكل بذلك‬

‫اإلجراءات والتدابٌر والكٌفٌات التً تشكل بها اللجان على أن تعلم الؽرفة التً أنشؤتـها الؽرفة‬

‫األخرى بذلك ورؼم ما أقره القانون العضوي ‪ 02/99‬من صالحٌات واختصاصات تمثل هذه‬

‫اللجان البرلمانٌة إال أن القٌود التً أوردها ذات القانون على هذه االختصاصات تدفع إلى إبداء‬

‫بعض المالحظـات أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة التخفٌؾ من هذه القٌود الكبٌرة والعدٌدة التً وضعـت فً طرٌق لجان التحقٌق‬

‫البرلمانً تحت مبررات المصالح االستراتٌجٌة للبالد وشإون الدفاع واألمن الداخلـً والخارجً‬

‫وؼٌرها وما دام أعضاء البرلمان ٌمثلون الشعب وبالتالً ٌفرض انهم األولى لالطالع على هذه‬

‫المسابل اكثر من ؼٌرهم‪.‬‬

‫‪ -1‬يجهت انُائب انعذد انثاٍَ ‪ 2003‬يىعً بىدهاٌ انظادسة عٍ و ػ و‪.‬‬

‫‪-46-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫‪ -‬استبدال النتابج الهزلٌة التً ٌتضمنها التقرٌر والتً عادة تتضمن توضٌحات ومالحظات‬

‫بنتابج عملٌة ملموسة كما أن كٌفٌة نشر تقرٌر اللجنة جزبٌا أو كلٌا ال ٌتم إال بناء على طلب‬

‫ربٌس الجمهورٌة أو ربٌس المجلس الشعبً الوطنً أو ربٌس مجلس األمة‪.‬‬

‫فمسؤلة نشر التقرٌر ال تعدوا أن تكون سٌاسٌة إعالمٌة اكثر مما هً قانونٌة تترتب آثارها‬

‫المرجوة و المؤمولة‪.‬‬

‫الفرع الثـانً‪ :‬ملتمس الرقـابة‬

‫ربط المإسـس الدستوري الجزابري بٌن عرض السٌاسٌة العامة للحكومة وبٌن إصدار‬

‫ملتمس الرقابة من قبل نفس المجلس فً حال اعتراض وعدم موافقة علٌها ألنها ال تستجٌب‬

‫أعضاء‬ ‫للمصالح العام ولمتطلبات التنمٌة والتسٌٌر الحسن لمإسسات الدولة وتتم بتوقٌع‬

‫النواب تحسبا لالستقرار خصوصا إذا علمنا أن ربٌس الجمهورٌة من جهته قد ٌلجؤ إلى حل م‬

‫ش و وما ٌنجز من تعقٌدات ‪.‬‬

‫و ٌصوت على ملتمس الرقابة النواب جمٌعا وال ٌمكن جراء التصوٌت إال بعد ‪ 3‬أٌام‬

‫من تارٌخ إٌداع ملتمس الرقابة لدى مكتب م‪ .‬ش‪ .‬و فً حالة التصوٌت ٌقدم ربٌس الحكومة‬

‫لربٌس الجمهورٌة استقالة حكومته‪)1(.‬‬

‫‪ -1‬يجهت انُائب انظادسة عٍ و ػ و انعذد ‪ 02‬انغُت ‪.2003‬‬

‫‪-47-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫المطلب الثـانً‪ :‬رقـابة السلطة التنفٌذٌة على السلطة التشرٌعٌة‬

‫لقد تبنى دستور ‪ 1989‬ثنابٌة السلطة التنفٌذٌـة كقـاعدة عـامة فمن جهة ٌوجد ربٌس‬

‫الجمهورٌة ومن جهة أخرى توجد حكومة وقد أكدت هذه الثنابٌة فً دستور ‪ 1996‬وهً ثنابٌة‬

‫ؼٌر متوازنة بحٌث تضع ربٌس الجمهورٌة فً مركز أسمى من مركز الوزٌر األول‪.‬‬

‫كما ٌتمتع ربٌس الجمهورٌة بصالحٌات واسعة من مواجهة البرلمان مما جعل البرلمان حبٌس‬

‫إرادة السلطة التنفٌذٌة وأٌضا ٌعد الوزٌر األول مسإوال أمام البرلمان بحٌث ٌترتب على عدم‬

‫موافقة م ش و على البرنامج المقدم من الحكومة استقالة هذه األخٌرة طبقا للمادة ‪ 80‬من‬

‫الدستور أ و ٌحل المجلس الشعبً الوطنً وجوبا إذا لم ٌوافق على برنامج الحكومة للمرة الثانٌة‬

‫طبقا للمادة ‪ 82‬من الدستور ومن هنا ٌبدو البرلمان هٌبة محدودة الدور الرقابً أمام ربٌس‬

‫الجمهورٌة الذي لم ٌكن على اإلطالق محل إخضاع لرقابة السلطة التشرٌعٌة دستورٌـا‬

‫وقانونٌا واقتصر على الحكومة فقط التً هً من صنع ربٌس الجمهورٌة نفسه‪ٌ .‬رى الفقه أن‬

‫المبررات التً تفرض الحل تهدؾ الى حفظ التوازن بٌن السلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حق التصوٌت بالثقة‬

‫إذا كان الدستور قد خول لربٌس الجمهورٌة حق حل المجلس الشعبً الوطنً فانه لم‬

‫ٌخول البرلمان بالمقابل المبادرة بطلب التصوٌت بالثقة بل جعلها حكرا على الوزٌر األول وفقـا‬

‫للمادة ‪ 84‬من الدستور الفقرة ‪ " 5‬للوزٌـر األول أن ٌطلب من المجلس الشعبً الوطنً تصوٌتا‬

‫بالثقة وفً حالة عدم الموافقة على البحة الثقة ٌقدم الوزٌر األول استقـالة حكومتـه " فً هذه‬

‫الحالة ٌمكن لربٌس الجمهورٌة أن ٌلجؤ قبل قبـول االستقالـة إلى أحكام المادة ‪.129‬‬

‫‪-48-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫و فً الؽالب فان اللجوء إلى التصوٌت بالثقة هدفه بٌان موقؾ المجلس من الحكومة لكن فً‬

‫جوهره أسلوب للضؽط على المجلس لمجاراة سٌاسة الحكومة أو جر هذا المجلس إلى الحل‪.‬‬

‫ومما سبق فان دستور ‪ 96‬جاء بآلٌات جدٌدة للرقابة المتبادلة بٌن السلطات تهدؾ إلى تطوٌر‬

‫وترقٌة األداء الوظٌفً للنظام السٌاسً‪.‬‬

‫ان فقه القانون الدستوري ٌعدد وسابل تؤثٌر سلطـة على أخرى أو الموازنـة بٌن‬

‫السلطتٌن التنفٌذٌـة والتشرٌعـٌة والمراقبـة المتبادلـة لضمان الحرٌات وتحقٌق الصالح العام‪.‬‬

‫الفرع الثـانً‪ :‬حـق الحـل‬

‫الحل آلٌة دستورٌة الؽرض منها حد نهابً لسلطات الهٌبة التشرٌعٌة قبل استنفاذ عهدتها‬

‫التشرٌعٌة المحددة فً الدستور السباب ومبررات عملٌة تملٌها المصلحة العلٌا لالمة وقد اخذ به‬

‫النظام القانونً الجزابري من خالل الدساتٌر السابقة عموما والدستور الحالً على وجه‬

‫الخصوص(‪)1‬‬

‫فإذا كانت بعض الدساتٌر تجعل من الحل حقا مطلقا لربٌس الدولة دون قٌود كما هو‬

‫الشان فً األردن إال أن المإسس الدستوري الجزابري ال سٌما من خالل الدستور الحالً ‪.‬‬

‫لم ٌسلك مثل هذا المنهج ولم ٌترك الحل كحق مطلق من به ربٌس الجمهورٌة على‬

‫الهٌبة التشرٌعٌة بؽرفتٌها بل حد منه وقٌده بمجموعة من القٌود التشكٌلٌة والموضوعٌة وقد‬

‫حصر استعمال هذا الحق من طرؾ ربٌس الجمهورٌة ال ٌكون إال فً مناسبتٌن‪:‬‬

‫‪ -1‬بحث نُُم شهادة انًاجغتُش يبذأ انفظم بٍُ انغهطاث فٍ َظاو انذعتىسٌ انجضائشٌ االعتار ربُح يهُىٌ ‪.2006‬‬

‫‪-49-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫األولـى‪ :‬حٌن ٌرفض المجلس الشعبـً الوطنً برنامج الحكومة رفضا متتـالٌا طبقـا لمـا نصـت‬

‫علٌه المـادة ‪ 82‬من الدستور وفً مثل هذه الحالة تستمر الحكومة القـابمة فً تسٌٌر الشإون‬

‫العـادٌة إلى ؼاٌة انتخاب المجلس الشعبـً الوطنً فً اجل أقصـاه ثالثة اشهر‪.‬‬

‫أما المناسبة الثانٌة هً تلك التً تناقش فٌها المجلس الشعبً الوطنً عمل الحكومة اثر‬

‫البٌان السنوي الذي تقدمه هذه األخٌرة عن السٌاسة العامة للدولة مع عدم موافقة هذا المجلس‬

‫على البحة الثقة التً ٌطلبها ربٌس الحكومة منه حٌث قضت المادة ‪ 84‬من الدستور بؤنه فً هذه‬

‫الحالة ٌمكن لربٌس الجمهورٌة إن ٌلجؤ قبل قبول االستقالة إلى أحكام المادة ‪ 129‬من الدستور‬

‫التً تنص على انه ٌمكن لربٌس الجمهورٌة إن ٌقرر حل المجلس الشعبً الوطنً او أجراء‬

‫انتخابات تشرٌعٌة قبل أوانها بعد استشارة ربٌس المجلس الشعبً الوطنً وربٌس مجلس األمة‬

‫وربٌس الحكومة وتجرى االنتخابات فً كلتا الحالتٌن فً اجل أقصاه ثالثة اشهر‪.‬‬

‫أن الحل ال ٌقع إال بمعالجة إشكالٌة أو لحل أزمة قد تحدث بٌن الحكومة والبرلمان ٌكون‬

‫من شانها المساس باستقرار الدولة وسٌر مإسساتها خاصة إذا علمنا هنا أن ربٌس الجمهورٌة‬

‫هو حامً الدستور ومجسد وحدة األمة وممارسة السلطة التنفٌذٌة السامٌة فً الدولة والساهر‬

‫على استقرار هذه األخٌرة وحسن سٌر عمل سلطتها‪.‬‬

‫كما انتقد بعض الفقه فكرة أن ٌكون الحل سالحا بٌد السلطة التنفٌذٌة تحمً به نفسها أو‬

‫أداة لحل الخالؾ بٌن السلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة الن حق الحل ال ٌستطٌع أن ٌحمً السلطة‬

‫‪-51-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫التنفٌذٌة لطالما أن القرار بٌد الهٌبة الناخبة فالحل فً حالة الخالؾ ال ٌمكن أن ٌكون أبدا حماٌة‬

‫للسلطة التنفٌذٌة ضد البرلمان(‪.)1‬‬

‫فالسلطة التً تملك حق الحل لن تستعمله إال إذا رأت أن لدٌها فرصة للحصول على‬

‫قرار لصالحها من طرؾ الهٌبة الناخبة فما ذا تستفٌد إذا كانت الظروؾ السٌاسٌة ؼٌر متوفرة‪.‬‬

‫كما ال تقدم مبررات الحل على ضبط العالقة بٌن السلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة من‬

‫خالل دورة فً إقامة التوازن بٌنهما فقد ٌمارس الحل ي ؼٌاب كل خالؾ أو نزاع من اجل‬

‫أزمة سٌاسٌة للحصول على أؼلبٌة برلمانٌة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬رقابة السلطة القضائٌة على السلطتٌن‬

‫الفرع األول‪ :‬رقابة السلطة القضائٌة على السلطة التشرٌعٌة‬

‫إذا كانت السلطة التشرٌعٌة هً الهٌبة الدستورٌة المسندة إلٌها مهمة سن القوانٌن‬

‫التشرٌعٌة التً ٌمكن أن تحد من صالحٌات السلطة القضابٌة التً تهٌمن علٌها السلطة التنفٌذٌة‬

‫من خالل أن ربٌس الجمهورٌة هو القاضً االعلى فً البالد(‪.)2‬‬

‫إن تدخل السلطة التشرٌعٌة فً ضبط القوانٌن المتعلقة برجال القضاء وهو ما ٌظهر‬

‫جلٌا فً سلطة إصدارها للقانون األساسً للقضاء ومن شان ذلك التدخل بصورة ؼٌر مباشرة‬

‫‪ -1‬نألعتارة بشون حهًُت حم انبشنًاٌ انُظايٍُ انذعتىسٍَُ انجضائشٌ وانتىَغٍ بحث نُُم شهادة انًاجغتُش فٍ جايعت عىق اهشاط‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ -2‬د انغعُذ بى شعُش – انُظاو انغُاعٍ انجضائشٌ – انًشجع انغابك ص ‪.326‬‬

‫‪-51-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫فً السلطة القضابٌة كما أن مجال تدخل السلطة التشرٌعٌة فً تنظٌم السلطة القضابٌة ؼٌر محدد‬

‫مما ٌجعله مرن سهل التجاوز‪.‬‬

‫وهنا ما نلمسه فً بعض األنظـمة التشرٌعٌة للدول االنجلوسكسونٌة بحٌث تختص فً‬

‫النظر فً النزاعات المتعلقة برجال الدولة أثناء أداء مهامهم وان كان هذا خروجا عن مبدأ‬

‫الفصل بٌن السلطات كما أن العمل القضابً ٌحتاج إلى دراٌة قدرة كافٌة من رجال االختصاص‬

‫دون ؼٌرهم إال أن اقتصار مبدأ الفصل بٌن السلطات بمفهومه الجامد ٌستدعً تدخل السلطة‬

‫التشرٌعٌة فً بعض أعمال السلطة القضابٌة‪.‬‬

‫الفرع الثـانً‪ :‬مظاهر رقابة السلطة القضائٌة على السلطة التنفٌذٌة‪.‬‬

‫أن السلطة القضابٌة التً تعد إحدى دعابم النظام فً الدولة واهم الركابن التً تنظم الحٌاة‬

‫السٌاسٌة الداخلٌة للدولة ولهذا كان الحرص على جعلها تتمتع باستقاللٌة تامة عن السلطة‬

‫التنفٌذٌة من كل التدخالت والضؽوطات التً من شانها اإلساءة للوظٌفٌة القضابٌة والمساس‬

‫القضابٌة التً أكد المشرع الجزابري فً حقها من خالل النصوص‬ ‫بصالحٌات السلطة‬

‫الدستورٌة وخاصة دستور ‪ 1996‬استقاللٌة السلطة القضابً وان القاضً ال ٌخضع إال لمبدأ‬

‫القانون‪.‬‬

‫ونلمس ذلك من خالل مهمة المجلـس األعلى للقضاء األساسٌة التً تتمثل فً تقدٌم االستشارة‬

‫لربٌس الجمهورٌة وبالتالً إعطاء استقاللٌة اكبر للمجلس االعلى للقضاء فً أداء مهامه‪.‬‬

‫‪-52-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫كما أن األخذ بازدواجٌة القضاء ٌهدؾ ألً توسٌع مظاهر رقابة السلطة القضابٌة على إمداداتها‬

‫إلى جهاز اإلداري من خالل إرساء قواعد نظام قضابً إداري إلى جانب القضاء العادي(‪)1‬‬

‫‪ -1‬د عًاس عىادٌ‪ -‬دسوط فٍ انماَىٌ اإلداسٌ‪.‬دَىاٌ انًطبىعاث انجايعُت انجضائش‪. 2000‬‬

‫‪-53-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫الخ ـاتمـة‬

‫لقد استقطبت مسؤلة السلطة اهتمام أهل الفكر وفقهاء القانون الدستوري ونتج عن ذلك‬

‫التعدد فً النظرٌات واآلراء وتمحورت أساسا على مبدأ الفصل بٌن السلطات وتفاوت مجاالت‬

‫تطبٌقه من دولة إلى أخرى‪.‬‬

‫كما أن التجربة الدستورٌة الجزابرٌة فً األخذ بالمبدأ تراوحت بٌن اإلنكار واإلقرار‬

‫وذلك لعدة عوامل أهمها أن الدولة الجزابرٌة حدٌثة االستقالل مما لم ٌسمح لها ببناء مإسسات‬

‫قوٌة‪.‬‬

‫فبعد االستقالل ثم االعتماد على دستور ٌعتمد على مرجعٌة فكرٌة تتبنى وحدة السلطة‬

‫مع إقراره استقاللٌة مقٌدة بشروط بحجة ضمان االستقرار للدولة إلى ؼاٌة وضع دستور ‪1976‬‬

‫الذي نص على توزٌع السلطات بصفة وظابؾ وفً إطار توجٌهات ربٌس الجمهورٌة الذي‬

‫ٌتمتع بحق ممارسة السلطات السامٌة حٌث ٌساهم فً التشرٌع بواسطة األوامر دون مناقشتها‬

‫من طرؾ الهٌبة التشرٌعٌة وٌرأس المجلس األعلى للقضاء وٌصدر العفو الحاسم والعام‪.‬‬

‫‪-54-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫وكانت النتٌجة أزمة سٌاسٌة واجتماعٌة عجلت باإلصالحٌات سٌاسٌة تجسدت فً‬

‫دستور ‪ 1989‬الذي اقر مبدبٌا الفصل بٌن السلطات قصد ضمان الحقوق الفردٌة والجماعٌة‬

‫لألفراد‪.‬‬

‫وفً سنة ‪ 1996‬تم وضع دستور جدٌد الذي أنشؤت بموجبه مإسسات جدٌدة أقرت من خالله‬

‫ازدواجٌة القضاء و تنابٌة السلطة التشرٌعٌة مع اإلبقاء على الصالحٌات الواسعة لربٌس‬

‫الجمهورٌة ورؼم ذلك فهً الٌوم تحاول أن تحجز مكانة معتبرة لها بٌن النظم السٌاسٌة‬

‫المعاصرة وذلك من خالل وضع قواعد والٌات لتجسٌد مبدأ الفصل بٌن السلطات الثالثة وضمان‬

‫استقاللها من خالل وثٌقة دستورٌة ثابتة ومستقرة مع اإلبقاء على إمكانٌة التعدٌل عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪-55-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫قائـمة المصـادر والمراجـع‬

‫الدســاتٌـر‬

‫‪ -1‬دستور الجزابر ‪1976‬‬

‫‪ -2‬دستور الجزابر ‪1989‬‬

‫‪ -3‬دستور الجزابر ‪.1996‬‬

‫القـوانٌـن والمراسٌـم‬

‫‪ -1‬قانون االنتخابات رقم ‪ 13/89‬المإرخ فً ‪89./08/07‬‬

‫‪ -2‬القانون العضوي رقم ‪ 02/99‬المإرخ فً ‪99./03/08‬‬

‫‪ -3‬القانون العضوي رقم ‪ 09/07‬المإرخ فً ‪ 97/03/06‬فً ‪92./12/12‬‬

‫‪ -4‬المرسوم التشرٌعً ‪ 05/92‬المعدل والمتمم للقانون ‪ 21/89‬المإرخ فً ‪.92/12/12‬‬

‫‪-56-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫الكتـب والمؤلفـات‬

‫‪ -1‬د‪ /‬السعٌد بو شعٌر‪ :‬النظام السٌاسً الجزابري‪:‬دار الهدى‬

‫‪ -2‬أ‪ -‬العٌفا أو ٌحً‪ :‬النظام الدستوري الجزابري الطبعة األولى ‪2002.‬‬

‫‪ -3‬د‪ /‬عبد هللا بوقفة‪ :‬الدستور الجزابري الطبعة االولى‪2002.‬‬

‫‪ -4‬د‪ /‬عبد المعز نصر‪ :‬النظرٌات والنظم السٌاسٌة الطبعة ‪1981.‬‬

‫‪ -5‬د‪ /‬علً عبد العزٌز محمد سلمان‪ -‬رقابة دستورٌة القوانٌن – دار الفكر مصر‪1995. -‬‬

‫‪ -6‬د‪ /‬عبد العزٌز محمد سلمان‪ :‬رقابة دستورٌة القوانٌن‪ :‬دار الفكر مصر ‪1995.‬‬

‫‪ -7‬د‪ /‬إبراهٌم أبو خزام‪ -‬الدساتٌر والدولة ونظم الحكم الطبعة الثانٌة ‪ 2001‬بٌروت‪.‬‬

‫‪ -8‬د‪ /‬السعٌد بو شعٌر‪ :‬القانون الدستوري والنظم السٌاسٌة – مطبوعات جامعٌة ‪.1984‬‬

‫‪ -9‬د‪/‬شرٌط ألمٌن‪ ،‬النظام الدستوري الجزابري و النظم السٌاسٌة المقارنة‪ ،‬دٌوان المطبوعات‬

‫الجامعٌة الجزابر‪.1998‬‬

‫البحوث والرسائل‬

‫‪ -1‬أ‪ /‬بروك حلٌمة‪:‬حل البرلمان فً النظامٌٌن الدستورٌٌن الجزابري والتونسً‪ -‬بحث لنٌل‬

‫شهادة ماجستٌر – جامعة سوق اهراس‪2006. -‬‬

‫‪ -2‬أ‪ /‬ذبٌح مٌلود‪ :‬مبدأ الفصل بٌن السلطات فً النظام الدستوري الجزابري‪ -‬بحث لنٌل شهادة‬

‫الماجستٌر جامعة باتنة ‪2006.‬‬

‫‪ -3‬د‪ /‬السعٌد بو شعٌر‪ :‬العالقة بٌن المإسسة التشرٌعٌة والمإسسة التنفٌذٌة‪ -‬رسالة دكتوراه‪-‬‬

‫جامعة الجزابر ‪.2004‬‬

‫‪-57-‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬
‫المجــالت‬

‫‪ -1‬مجلة النابب الصادرة عن (م‪-‬ش‪-‬و) الجزابر العدد ‪ 01‬سنة ‪2003‬‬

‫‪ -2‬مجلة الحقوق – جامعة الكوٌت‪ -‬العدد ‪ -02‬سنة ‪1985.‬‬

‫‪ -3‬مجلة العلوم االجتماعٌة‪-‬الدكتور عدنان حمودي – جامعة الكوٌت‪.‬‬

‫‪ -4‬الفكر البرلمانً‪ -‬أ بو بكر إدرٌس‪ -‬التطور الدستوري فً الجزابر‪.‬‬

‫الدورٌــات‬

‫‪ -1‬الملتقى الوطنً حول نظام الؽرفتٌن فً التجربة البرلمانٌة الجزابرٌة‪.‬‬

‫‪ -2‬وقابع الندوة الوطنٌة حول العالقة بٌن الحكومة والبرلمان‪.‬‬

‫‪-58-‬‬

You might also like