Professional Documents
Culture Documents
- - - - - - 444 الفصل بين السلطات في الجزائر
- - - - - - 444 الفصل بين السلطات في الجزائر
الخطـ ـة
المقدمة:
المطلب األول :أفكار مبدأ الفصل بٌن السلطات قبل ظهور نظرٌة مونتٌسٌكٌو.
-1-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
الفرع األول :تطبٌقات المبدأ فً ظهور اإلسالم
-2-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
الفرع الثانً :الوظٌفة القضابٌة
الفصل الثانً :مظاهر التعاون والرقابة بٌن السلطات فً النظام الدستوري الجزائري.
-3-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
المبحث الثالث :رقابة السلطة القضابٌة على السلطتٌن
الخاتمة
-4-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
المقدم ـة
إن سلمنا بان السلطة ظاهرة مالزمة للمجتمعات السٌاسٌة فإنها أٌضا المعٌار الحقٌقً
الممٌز للدولة عن ؼٌرها من هذه المجتمعات السٌاسٌة كما نعتبر أهم مبدأ ٌستند إلٌه وجود
ولذلك نجد أن النظم الدٌمقراطٌة فً الدول التً تخضع لبدأ سلطان القانون تجعل من
السلطات الدستور الضمان القانونً القامة النظام السٌاسً والقانونً فٌها ،لكون أن الدستور
المختلفة وٌحدد اختصاصاتها وطبٌعة العالقة بٌنها كما ٌنظم مهامها وٌقرر الحقوق والحرٌات
العامة.
وثم كان الفصل بٌن السلطات عامل محفز لخضوع الدولة للقانون ومن هذا المنطلق
تبنى المفكرٌن والفقهاء مبدأ الفصل بٌن السلطات بؤسالٌب مختلفة تفادٌا لالستبداد والتعسؾ ولٌد
تجمٌع السلطات فً ٌد واحدة إال أن الفقه ٌكاد أن ٌجمع على ضرورة اللجوء الستعمال حق
الحل فً األنظمة التً تتبنى التعددٌة السٌاسٌة من اجل تجاوز األزمات واستمرارٌة المصالح
العامة للدولة فما هً مبررات ظهور مبدأ الفصل بٌن السلطات وؼاٌاته؟.
وما مدى فعالٌة وتؤثٌر الفصل بٌن السلطات؟ وهل تعتبر حقٌقة واقعٌة مسلم بها أم حالة استثنابٌة
-5-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
الفصـل التمهٌـدي
إن إشكالٌة ممارسة السلطة شؽلت فكرة فقهاء السٌاسة والقانون بالرؼم من تعدد حلول
أوال :المعٌار الكمً :الذي ٌرى أصحابه أنه ٌكفً أن ٌتعدد القابمون على السلطة لكً ال
أما المعٌار الثانً :فهو المعٌار الكٌفً :واصحاب هذا التصور ال ٌعنٌهم عدد القابمٌن على
السلطة بقدر ما ٌهمهم كٌفٌة ممارسة السلطة وقد جاء هذا المعٌار على أنقاض المعٌار العددي
الذي عمر طوٌال إلى أن جاء اإلسالم بمعٌاره الكٌفً واساسه تقٌٌد القابمٌن على السلطة فً
فما مضمون أفكار هذا المبدأ عبر العصور؟ وهل بقٌت المجتمعات حبٌسة تصور معٌن أم
-6-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
المبحث األول :نشأة مبدأ الفصل بٌن السلطات ومضمون أفكاره
فكر الفالسفة من قدٌم الزمان فً تقسٌم وظابؾ الدولة ومما الشك فٌه أن ككل من
أفالطون وارسطو وجون لوكرسو وأٌضا الفقٌه الفرنسً مونتسكٌو قد كانت لهم مساهمات هامة
وال رٌب أن الفضل األكبر فً صٌاؼة مبدأ الفصل بٌن السلطات ٌرجع إلى مونتسٌكٌو .
وإذا كان المبدأ وجد الكثٌر من المإٌدٌن فان واجه أٌضا الكثٌر من االنتقادات.)1(.
المطلب األول :أفكار مبدأ الفصل بٌن السلطات قبل ظهور نظرٌة مونتٌسٌكٌو.
رؼم اقتران المبدأ بمونتٌسكٌو إال انه سبقه إلى ذلك الكثٌر من المفكرٌن انطالقا من
العهد الٌونانً حٌث نادى أفالطون فً كتاباته إلى ضرورة توزٌع وظابؾ الدولة على عدة
هٌبات كما مهد أر سطو فً العصور القدٌمة إلى هذا المبدأ ودعا إلى تقسٌم وظابؾ الدولة وفقا
لطبٌعتها القانونٌة كما سبق وان دعا جون لوك إلى مبدأ الفصل بٌن السلطات.
-7-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
الفرع األول :أفكار ارسطو لتقسٌم وظائف الدولة
كان ارسطو ٌرى أن للدولة ثالثة وظابؾ هً المداولة وٌعنً بها السلطة التشرٌعٌة
واألمر وٌعنً به السلطة التنفٌذٌة والعدالة وٌعنً بها السلطة القضابٌة أما السلطة التشرٌعٌة
فتختص كما ٌرى ارسطو فً إصدار القوانٌن وتولً أمور الحرب والسلم وعقد المعاهدات
والتصدٌق على أحكام اإلعدام وتقرٌر مصادرة األموال واإلشراؾ على تحسٌن سٌر األعمال
فً المداولة.
أما السلطة التنفٌذٌة فتختص كما ذهب ارسطو فً تنفٌذ القوانٌن أما السلطة القضابٌة فتختص فً
الفصل فً الخصومات والجرابم ومن ذلك ٌتضح أن ارسطو كان ٌنظر إلى الوظٌفة
التشرٌعٌة نظرة أوسع من النظرة السابدة لها االن فقد خصصها بمهام عدٌدة ٌخرج البعض منها
وان كانت دعوة ارسطو لم تكن دعوة إلى الفصل بٌن السلطات بل إلى تقٌٌم وظابفها
دعا جون لوك إلى فكرتً تقسٌم وظابؾ الدولة والفصل بٌن السلطات وقد اعتبره العدٌد
من المفكرٌن انه من رواد مبدأ الفصل بٌن السلطات بالرؼم من العٌوب التً اتسمت بها نظرٌته
-8-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
فقد ذهب إلى أن أي نظام من نظم الحكم ال بد أن تقوم فٌه سلطتان أحدهما تصنع
القوانٌن والثانٌة تتولى تنفٌذها مع ضرورة قٌام سلطة ثالثة تتولى إدارة الشإون الخارجٌة وأمور
الحرب والسلم وٌبرر لوك وجود السلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة على أساس نظرٌته الشهٌرة فً
العقد االجتماعً كما ٌرى وجوب الفصل بٌن هاتٌن السلطتٌن على أساس أن تركز السلطتٌن فً
ٌد واحدة أو هٌبة واحدة ٌإدي إلى االستبداد والطؽٌان والجتناب ذلك فهو ٌرى ضرورة توزٌع
أما الحجة الثانٌة فتقوم على اعتبارات عملٌة ذلك أن مهمة السلطة التشرٌعٌة تنصب على وضع
قوانٌن عامة ومجردة ومن ثم فانه لٌس من الضروري أن تكون فً حالة انعقاد دابم ومن ثم
كما ٌعطً لوك السلطة التشرٌعٌة مكانة أسمى من تلك التً ٌعطٌها للسلطة التنفٌذٌة ففً نظره
–أي السلطة التشرٌعٌة -سلطة علٌا مقدسة وٌرى انه ٌجب أن ال تكون لها سلطات أوسع وأن
تلقى الفقٌه مونتٌسٌكٌو األفكار السابقة عن مبدأ الفصل بٌن السلطات ممن سبقوه من
فالسفة ومفكرٌن أمثال أفالطون وارسطو ثم صاؼها صٌاؼة جدٌدة حتى ارتبط المبدأ باسمه
لكون أفكار الذٌن سبقوه لم ترقى إلً مستوى النظرٌة فهو ٌرى أن الضمانات األساسٌة لتحقٌق
-1د -عذَاٌ حًىدٌ انجهُم -يجهت انعهىو االجتًاعُت – جايعت انكىَج -لغى انماَىٌ انعاو طبعت .1985
-9-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
الفرع األول :مبدأ التخصص
لقد نادى بضرورة فصل الوظابؾ الكبرى للدولة إلى وظٌفة تشرٌعٌة ووظٌفة تنفٌذٌة
أي فصل األجهزة حٌث كال من هذه السلطات تكون مستقلة كلٌة عن اآلخرٌن
واألعضاء الذٌن ٌإلفونها ال ٌعزلون أو ٌعٌنون من قبل سلطة أخرى وبتعبٌر آخر فلمبدأ
الفصل بٌن السلطات بعدان فاألول تنظٌمً وٌتضمن الجانب الوظٌفً والعضوي أما
انطالقا من أن المبدأ آلٌة تتضمن حركٌة ملحوظة فً دوالٌب الجهاز السٌاسً وقاعدة
لتنظٌم وترتٌب السلطات مما جعله بحق أحد معاٌٌر تصنٌؾ األنظمة السٌاسٌة وضمانة أكٌدة
للشرعٌة السٌاسٌة ولكنه رؼم هذا لم ٌسلم من االنتقاد وتعرض لهجوم شدٌد كما تحفظ جانب
-11-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
على الرؼم من أن هذه االنتقادات ال تنفً دوره فً إحالل الدٌمقراطٌة وضمان حقوق
وحرٌات األفراد على مر التارٌخ ولذلك فانه من الضروري وضع المبدأ فً مٌزان الفقه
والقانون.
من أهم االنتقادات التً وجهت إلى المبدأ هً الطابع النظري الصرؾ للمبدأ واستحالة
إن االنتقاد األول أورده األستاذ " مٌشال مٌاي" حٌث اعتبر المبدأ أسطورة وان المبدأ
فكرة معقدة ونظام خارق ٌعمل لصالح النبالء وقال أٌضا " أن مونتٌسٌكٌو ٌدرس الدستور
لٌصل فً النهاٌة لتؤمٌن هٌمنة مصالح الطبقة التً ٌنتمً إلٌها كاتب التحلٌل وهو مونتٌسٌكٌو
بالطبع.
ؼٌر أن تحلٌل وتبرٌر" مٌشال مٌاي" كان سٌكون صحٌحا لو وضعت النظرٌة لظرؾ وزمن
معٌنٌن واقتصر تطبٌقها على تلك الفترة .إال أن الواقع أثبت صحة النظرٌة لما تتصؾ به من
-11-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
أما االنتقاد الثانً فؤورده " دي مالبارغ" فً كتابه النظرٌة العامة للدولة وهو انتقاد
الفقهاء األلمان الذي ٌتلخص فً أن الفصل بٌن السلطات ٌستحٌل تطبٌقه فً الواقع وإذا ما طبق
فانه ٌإدي إلى تفكٌك وحدة الدولة لكن الواقع ٌإكد أن مبدأ الفصل بٌن السلطات لم ٌكن ٌوما
لٌهدد وحدة الدولة بل أن اكثر الدول تماسكا أكثرها تطبٌقا لمبدأ نظري ٌصعب تحقٌقه فً الواقع
وان توزٌع المسإولٌة هً تفتٌت للسلطة وهذا إضعاؾ شامل لمفاصلها فتشٌع المسإولٌة بٌن
أما "كون درسٌه" فقد فند فكرة الفصل بٌن السلطات حٌث قال ":إن التجارب فً جمٌع الدول
أثبتت أنها كاآللة المعقدة إذا ما وزعت السلطة فٌها سرعان ما تتحطم من جراء الصراع بٌنها".
كما نجد العمٌد " دٌجً" ٌرى أن وحدة الدولة تتعارض مع مبدأ الفصل بٌن السلطات
ورؼم رجاحة بعض هذه االنتقادات فان بعضها ال تقلل من شؤن المبدأ ومضمونه ودوره فً
لقد هاجم الفكر الماركسً مبدأ الفصل بٌن السلطات و وجه إلٌه العدٌد من االنتقادات
أهمها :
-أ نه مخالؾ لسٌادة الشعب لكونه ٌعمل على إقامة التوازن بٌن السلطات وهذا ٌتنافى مع ما
تتطلبه هذه النظرٌة من ضرورة خضوع جمٌع السلطات للشعب أو إلى الهٌبة التً تمثله احسن
-12-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
-أ نه مبدأ ٌقوم على النفاق النه ٌكفل فً الواقع حرٌة الطبقة البرجوازٌة الن السلطة فً الدول
وفً الواقع أن كل هذه األوجه من النقد مرجعها إلى نقد الفكر الماركسً للنظام الرأسمالً وال
تنصب مباشرة على مبدأ الفصل بٌن السلطات والدلٌل على ذلك أن بعض الدول ؼٌر الماركسٌة
مثل سوٌسرا لم تؤخذ بمبدأ الفصل بٌن السلطات فً حٌن نجد أن نقد الفكر الماركسً للمبدأ مرده
إلى الطبٌعة الدكتاتورٌة لمرحلة البرولٌتارٌا بحٌث ال ٌنسجم مع الدكتاتورٌة إقامة نوع من
وللرد على االنتقادات التً وجهت إلى مبدأ الفصل بٌن السلطات فً المطلب السابق
أورد الكاتب مٌشال مٌاي بعض مزاٌا المبدأ فقال " لهذا ٌجب توزٌع السلطة السٌاسٌة
بٌن أجهزة مختلفة بحٌث ال تحتكر سلطة واحدة مختلؾ الوظابؾ وقد ولدت الحرٌة السٌاسٌة من
هذه المقولة بالذات .و لهذا وجدت اقتراحاته صدى عظٌما فً أوساط البرجوازٌة عام 1788
-13-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
الفرع الثانً :حجج الدارسٌن لنظرٌة مونتٌسٌكٌو
فهم ٌرون أن االنتقادات الموجهة للمبدأ ال تنتقد مضمونه وانما تنتقد سوء استعماله
فالدارس لنظرٌة مونتٌسٌكٌو بتمعن ٌجد مونتٌسٌكٌو نفسه ال ٌدعو إلى الفصل بٌن السلطات بل
إلى الفصل المرن أي التعاون بٌنهما و جاء تطبٌق المبدأ عملٌا لٌإكد هذه االفتراضات فان أٌا
إذا كان المبدأ ٌتصؾ بالؽموض النه لم ٌجب عن طبٌعة الفصل أهو الحاسم القاطع أم
المرن المتوازن ،مما صوره انه ٌرٌد الفصل التام بٌن السلطات فؤقرت بذلك الدساتٌر األولى
المكتوبة كالدستور األمرٌكً عام 1787فصال كامال رؼم انه لٌس من المإكد أن القراءة
صحٌحة ورؼم أن التراجع عن صرامة هذا الفصل كانت كبٌرة على المستوى التطبٌقً فً
-أن تطور مفهوم الدولة ومفهوم السلطة وطبٌعة العالقة بٌن السلطات قد صاحبة تطور مفهوم
مبدأ الفصل بٌن السلطات نفسه فهو صارم كامل مطلق فً بداٌة ظهوره لٌتطور إلى المرونة
والتوازن(.)1
ولم ٌتوقؾ التطور فً مفهومه عند هذا الحد بل اخذ صبؽة أخرى فً الفقه األمرٌكً
فاصبح ٌدعى" تقاسم القوى" أي تقاسم السلطات كما أكده " لوٌس فٌشر" فً كتابة " سٌاسات
-14-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
تقاسم القوى" أي الكونؽرس والسلطة التنفٌذٌة وسٌبقى هذا المبدأ خٌر ضمان لحقوق األفراد
إن مبدأ الفصل بٌن السلطات هو قاعدة من قواعد فن السٌاسة أو الحكمة السٌاسة ومنه
ٌجب أن توزع االختصاصات العامة فً الدولة على عدة هٌبات وٌجب أن ٌفصل بٌنها مع
وجود قدر من التعاون والرقابة المتبادلة فهل عرؾ الفقه اإلسالمً مثل هذه المعانً.
أهداؾ الفصل بٌن السلطات كانت متحققة فً العصر األول منذ ظهور اإلسالم فً
القرن السابع المٌالدي لوجود الرسول صلى هللا علٌه وسلم ورؼم أنه لم ٌوجد المبدأ ذاته حٌث
قامت دولة اإلسالم على أساس البٌعة وقد ارتكزت الدولة على قواعد العدل وانه لٌس من
المنطقً أي تكون لإلسالم شرعٌة ثم ال تكون له سلطة تطبق تلك الشرٌعة وتحمل الحاكم
فالنظام اإلسالمً لم ٌخرج عن قاعدة الفصل بٌن السلطات رؼم نظرته الخاصة حول تكوٌنها
واختصاصاتها ومسإولٌاتها(.)1
-1د .عهٍ عبذ انشصاق -اإلعالو واطىل انحكى -انًؤعغت انىطُُت نهفُىٌ طبعت .1988
-15-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
وقد ازدادت السلطة القضابٌة وضوحا بعد أن دون المجتهدون اجتهاداتهم و أخذها
رجال القضاء مرجعا بل قد نجد أحٌانا أن أحد طرفً الخصومة هو الخلٌفة ذاته أو األمٌر.
وٌرى الدكتور " ٌحٌى السٌد الصباحً" إنما الفصل بدأ من عصر عمر بن الخطاب
وخاصة بٌن السلطة التنفٌذٌة والقضابٌة حٌث وضع عمر بن الخطاب نظامٌن لتعٌٌن القضاة
ودستور للقضاء وقد اقتصر ذلك على فترة الخالفة الراشدة لكونها افضل نموذج جسد تعالٌم
اإلسالم واحكامه لكن بعض خلفاء بنً أمٌة وبنً العباس ساروا فً اتجاه معاكس لإلسالم
وانفردوا بالسلطة وقفزوا على مبدأ الفصل بٌن الوظابؾ وفرضوا اجتهادا ٌتماشى مع أهوابهم
وقناعاهم.
أما بشؤن عدم الفصل بٌن سلطة التنفٌذ والقضاء فقد كان الرسول صلى هللا علٌه وسلم
ٌقضً بنفسه وكان مبعوثوه إلى جانب القضاء ٌهتمون بالشإون التنفٌذٌة.
أما فً عهد الخالفة الراشدة كان الخلٌفة ٌجمع بٌن سلطتً التنفٌذ والقضاء ولم ٌستقل القضاة
بالوظٌفة القضابٌة فتقتصر علٌهم دون أن ٌشاركهم فٌها أحد من رجال التنفٌذ وهذا ال ٌعنً
االندماج الوظٌفً للقضاء فالقاضً فً اإلسالم مستقل فً عمله ألن القواعد التً ٌطبقها لٌست
-1د عهٍ عبذ انشصاق – اإلعالو واطم انحكى -انًؤعغت انىطُُت نهفُىٌ طبعت .1988
-16-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
وتشرٌع الجهاز التنفٌذي فً أؼلب النظم الوضعٌة المعاصرة وإضافة إلى التداخل بٌن
السلطة القضابٌة إذ أن الكل ٌإكد أن القضاء مستقل عن سلطتً التنفٌذ والتشرٌع وهذا دلٌل على
أن العالقة بٌن السلطات فً النظام اإلسالمً لم تخضع للتنفٌذ وانما ٌنبع من ذاته كنظام أصٌل.
قبل التطرق إلى مظاهر الفصل بٌن السلطات فً النظام الدستوري الجزابري ٌنبؽً
اإلشارة إلى أن الفصل بٌن السلطات فً الجزابر لم ٌكن مبدأ ؼرٌبا أو مجهوال إنما كان مـنذ
بداٌة إرساء قواعد النظام السٌاسً طموحا بارزا فً مواثٌق حزب جبهة التحرٌر
والمإسسات المإقتة للدولة الجزابرٌة فقد جاء فً نص المادة الثانٌة فً الوثٌقة التً ورد بها هذا
النص وهً الدستور المكتوب األول فً الجزابر والتً صدرت عن المجلس الوطنً للثورة فً
اجتماعه بطرابلس بلٌبٌا بتارٌخ 1959/12/16ما ٌلً " الفصل بٌن السلطات التشرٌعٌة
إال أن النص لم ٌوضح معالم هذا الفصل وقد سادت بعد االستقالل نظرٌة وحدة السلطة
مما ٌدفعنا إلى القول أن النص المذكور لم ٌتعد حد الطموح ،إضافة إلى ذلك نجد أن السلطة
القضابٌة لها أسبقٌة الظهور على ؼٌرها من السلطات فقد قٌل "أن الحاجة إلى القضاء العادل
-17-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
وكانت السلطة القضابٌة فً شكلها األول اسبق السلطات العامة إلى الظهور فظهرت فً
وإذا كانت دول الدٌمقراطٌـات الؽربٌة قد اختلفت بشان تطبٌق نظرٌة الفصل بٌن السلطـات
باعتماد الفصل الصارم من بعضها والفصل المرن من بعضها اآلخر نظرا للؽموض الذي
ٌتسم به مضمون النظرٌة .فان المسؤلة تزداد تعقٌدا بالنسبة لبالدنا لكون إشكالٌة الفصل بٌن
السلطات فً نظام الدستوري تطرح نفسها بحدة فً الحٌاة السٌاسٌة ومن خالل مواقؾ عدٌدة
عاشها صانعوا القرار السٌاسً ورجال الفكر وخاصة منذ التحول الجذري الذي عرفه النظام
السٌاسً الجزابري فً دستور 1989الذي كان –بحق -إعالنا بمٌالد نظام دستوري جدٌد وان
هذا التحول لم ٌؤت من فراغ و إنما هو نتاج تجربة عاشتها الجزابر من االستقالل ففً خالل
أربعة عقود عرفت الجزابر أربعة دساتٌر إضافة إلى المٌثاق الوطنً( )1وكذا بعض التعدٌالت
الدستورٌة ورفضت الجزابر األخذ بالنظام الرباسً أو البرلمانً نظامٌن كالسٌكٌٌن لن ٌضمنا
قبل تحدٌد هذه النقطة ٌنبؽً الرجوع إلى التجربة الدستورٌة فً الجزابر ابتداء من
دستور 1963إلى دستور 1996ففً بداٌة األمر أسندت سلطة التشرٌع إلى المجلس التؤسٌسً
الذي أوكلت إلٌه مهمة التشرٌع باسم الشعب ،فبإمكان المجلس التؤسٌسً سن القوانٌن أو تعدٌلها
أو إلؽابها حسب الظرورة لضمان السٌر الحسن للمإسسات وأجهزة الدولة.
-1د انغعُذ بىشعُش – انعاللت بٍُ انًؤعغت انتششَعُت وانًؤعغت انتُفُزَت – جايعت انجضائش .2004
-18-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
أما دستور 1976المتؤثر بالمذهب االشتراكً لم ٌخرج عن المنهجٌة التً جاء الدستور
السابق بالرؼم من اختالؾ فً بناء المإسسات وتقسٌم السلطات كما احتلت السلطة التشرٌعٌة
نفس الترتٌب المنهجً فً دستور 89عندما أعطى األولوٌة فً الترتٌب للسلطة التنفٌذٌة حٌث
تإكد المادة 92منه عن استقالل السلطة التشرٌعٌة فً إعداد القوانٌن والمصادق علٌها.
وٌعتبر دستور 1996هو أول دستور جزابري ٌكرس ازدواجٌة البرلمانٌة العتبارات مختلفة
جاءت الوظٌفة التشرٌعٌة فً دستور 1989فً المرتبة الثانٌة بعد السلطة التنفٌذٌة
والهٌبة التشرٌعٌة فً الجزابر تؤخذ اسم " المجلس الشعبً الوطنً" إال أن بعد دستور 1996
انتخب أول مجلس شعبً وطنً فً 27فٌفري 1977اثر إجراء انتخابات تشرٌعٌة
وحدد عدد مقاعده بـ 261مقعدا وتمثٌله ذو طابع وطنً ومهمة النابب أو عضو مجلس األمة
وطنٌة وقابلة للتجدٌد طبقا الحكام المادة 105من دستور 1996وبعد دخول الجزابر التجربة
بمشاركة األحزاب والجمعٌات السٌاسٌة وأصبح عدد المقاعد المتنافس علٌها 340مقعدا بتارٌخ
26دٌسمبر .1991
-19-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
أما بالنسبة لطرٌقة انتخاب النواب وعددهم وشروطهم قابلٌتهم لالنتخاب فقد أرجعها الدستور
الحكام القانون المادة 130من دستور 76والمادة 97من دستور .)1( 89
وٌرجعها دستور 1996ألحكام القانون العضوي المادة 130منه بموجب األمر رقم 07/97
المإرخ فً 1997/03/06الذي ٌتضمن قانون االنتخابات حٌث تنص المادة 101منه على
أن ٌنتخب المجلس الشعبً الوطنً لمدة 05سنوات بطرٌقة االقتراع المبنً على القابمة وتجري
االنتخابات فً ظرؾ األشهر الثالثة السابقة النقضاء المدة النٌابٌة الجارٌة وتحدد الدابرة
كما تشترط المادة 107من القانون العضوي( )2فً المترشح للمجلس الشعبً الوطنً ما ٌلـً:
-أن ٌكون ذات جنسٌة جزابرٌة أصلٌة أو مكتسبة مدة 5سنوات على األقل
خالفا ألعضاء م.ش.و الذٌن ٌنتخبون عن طرٌق االقتراع السري والمباشر فان أعضاء
مجلس األمة مزدوجو االختٌار فبٌنما ثلث أعضابه منتخبون عن طرٌق االقتراع ؼٌر المباشر
والسري من بٌن ومن طرؾ أعضاء المجالس الشعبٌة البلدٌة والوالٌة فإن الثلث اآلخر ٌعٌنه
-21-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
ربٌس الجمهورٌة من بٌن الشخصٌات والكفاءات الوطنٌة و حدد عدد أعضاء الؽرفة الثانٌة بان
ال ٌتجاوز نصؾ عدد أعضاء المجلس الشعبً الوطنً طبقا لمادة 101من الدستور( )1وهذا ما
أهم ما جاء به دستور 1996للحفاظ على استقرار الهٌبة التشرٌعٌة رؼم إمكانٌة حل م .ش .و
دون مجلس األمة طبقا الحكام المادة 129من الدستور علما أن تجدد تشكٌلة مجلس األمة
بالنصؾ كل ثالثة سنوات أي كل ثالثة سنوات ٌنتخب وٌعٌن نصؾ كل مجموعة من األعضاء
بٌنما ٌبقى النصؾ األخر إلى ؼاٌة تجدٌده حسب المادة 102الفقرة 03من دستور .1996
وحددت مهمة مجلس األمة ب 06سنوات حسب المادة 102الفقرة 1و 2من الدستور.
كما أن الحصانة البرلمانٌة معترؾ بها للنواب ولألعضاء مجلس األمة مدة نٌابتهم
وٌنتخب ربٌس مجلس األمة بعد كل جزبً لتشكٌلٌة المجلس حسب ما جاء فً نص
المادة 114من دستور 1996إال إننا نجد أن المادة 181الفقرة 02منه( )2استثنت رباسة
-21-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
المطلب الثانً :االستقالل الوظٌفً
ٌحدد القانون العضوي رقم )1(02– 99تنظٌم المجلس الشعبً ومجلس األمة وعملها
كما تنص المادة 11الفقرة 02من الدستور على انه كال من المجلس الشعبً الوطنً ومجلس
-هٌبة التنسٌق وتضم أعضاء المكتب ورإساء اللجان الدابمة ورإساء المجموعات البرلمانٌة.
-المجموعات البرلمانٌة وتتكون المجموعة البرلمانٌة من 15ناببا على األقل فً حٌن أن عدد
اللجان الدابمة فً مجلس األمة نجده 09لجان وان المجموعة البرلمانٌة تتكون من 10أعضاء
على األقل.
وما ٌالحظ على دستور 1996انه وسع فً المجال الهٌكلً مع ظهور التعددٌة الحزبٌة ولذلك
من أجل توسٌع دابرة التشاور بٌن مختلؾ التٌارات الحزبٌة( )2علما أن اللجان الدابمة
-22-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
للمجلس تشكل فً مستهل كل فصل تشرٌعً وعدد 10لجان وٌتكون من 12إلى 20عضوا
وتنتخب كل لجنة مكتبها من ربٌس ونابب له ومقرر وتختص كل لجنة بدراسة المشارٌع
جاء الحدٌث فً المٌثاق الوطنً لعام "1986أن المجلس الشعبً الوطنً بصفته
مإسسة تشرٌعٌة ٌتحمل مسإولٌة تطوٌر التشرٌع الوطنً واثرابه بقوانٌن ٌستوحً أصولها من
فً حٌن تنص المادة 98من دستور 1996على أنه " ٌمارس السلطة التشرٌعٌة برلمان
ٌتكون من ؼرفتٌن .........وله السٌادة فً إعداد القوانٌن والتصوٌت علٌه فً حٌن تنص المادة
122من الدستور على انه ٌشرع البرلمان فً المٌادٌن التً ٌخصصها له الدستور".
فإذا كانت السلطة التشرٌعٌة تمارس اختصاصا ٌتمثل فً المبادرة باقتراح قوانٌن ؼٌر انه ٌتبٌن
بان هناك عدم توازن بٌن المإسسٌن فً ممارسة المبادرة بالتشرٌع بحٌث ٌحقق للحكومة
االعتراض على أي اقتراح قانون مخالؾ للمادة 114من الدستور فالنص ال ٌتحدث عن
المشارٌع وانما على االقتراحات التً ٌمكن أن تكون محال لعدم القبول.
-23-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
بحٌث فً حالة قبول اقتراح قانون من طرؾ مكتب المجلس الشعبً الوطنً والذي ٌقوم
بتقدٌره فً مدة ال تتجاوز شهر بعد إٌداع االقتراح فٌقوم بتسجٌله فً جدول أعمال الدورة المقبلة
وفضال عن ذلك فان اقتراحات القوانٌن ترسل إلى الحكومة فور تسجٌلها بؽرض
تمكٌنها من اإلعتراض علٌها خالل ٌ 15وما وتقل أهمٌة االقتراح فً حالة ما إذا تقدم
20ناببا فاكثر باقتراح فً األٌام األولى من دورة محددة فانه تإجل إلى الدورة الموالٌة فً حٌن
نجد
أن مشارٌع الحكومة ال ترد علٌها قٌود مراعاة األجل المعقول الذي ٌسمح للمجلس
أما فٌما ٌتعلق بكٌفٌة تحدٌد نتابج االنتخاب فقد تبنى المشرع الجزابري طرٌقة االقتراع على
القابمة مع أفضلٌة األؼلبٌة فً دور واحد وتوزٌع المقاعد وفقا للمادة 62من قانون
االنتخابات(.)2
وكما جاء فً المادة 87من قانون االنتخابات على أن ٌقدم المترشحون للمجلس الشعبً
-24-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
وأما فٌما بتوزٌع المقاعد فقد جاء فً المادة ٌ " 62ترتب على هذا النمط من االقتراع
توزٌع المقاعد كاآلتً )1("....ونتٌجة لتؤجٌل االنتخابات تمت إصالحات وتقدمت الحكومة
مشروع قانون ٌعدل بعض مواد قانون االنتخابات ال سٌما المادة 62منه والتً سبق ذكرها ،
أ -تتحصل القابمة التً فازت باألؼلبٌة المطلقة على األصوات المعبرة عنها على عدد من
المقاعد ٌتناسب والنسبة المبوٌة لألصوات المحصل علٌها المجبرة إلى العدد الصحٌح لألعلى.
ب -وحالة عدم حصول أي قابمة على األؼلبٌة المطلقة من األصوات المعبر تفوز القابمة التً
% 50من عدد المقاعد المجبر للعدد الصحٌح األعلى فً حالة ما إذا كان عدد المقاعد المطلوب
%50زابد واحد من عدد المقاعد فً حالة ما إذا كان عدد المقاعد المطلوب شؽلها زوجٌا.
ج -وفً كلتا الحالتٌن توزع المقاعد المتبقٌة بالتناسب على كل القوابم المتبقٌة التً حصلت على
%7فما فوق من األصوات المعبر عنها على أساس النسبة المبوٌة لألصوات المحرزة
بتطبٌق الباقً األقوى حتى تنتهً المقاعد الواجب شؽلها وفً حالة بقاء مقاعد للتوزٌع توزع
على كل القوابم بالتناسب بما فٌها القابمة الفابزة التً أحرزت على أعلى نسبة.
-25-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
وفً حالة عدم حصول أي قابمة متبقٌة على %7تحصل القابمة الفابزة على جمٌع المقاعد.
أما إذا حدث أن تعادل األصوات بٌن القوابم التً حازت على أعلى نسبة فان القانون ٌنص على
أن الفوز ٌكون لصالح القابمة التً ٌكون معدل السن لمرشحٌها األصلٌٌن اقل ارتفاعا.
إال أن الدكتور بوشعٌر ٌبدي رأٌا بشان طرٌقة توزٌع المقاعد خاصة مع احتمال
حصول قابمتٌن على نسبتٌن متقاربتٌن فً األصوات المعبر عنها مثل %30و %29ومع ذلك
تفوز احداهما وهً األولى باألؼلبٌة المطلقة فً المقاعد فً حٌن تكتفً الثانٌة بؤقسام المقاعد
المتبقٌة مع القوابم التً أحرزت على %7فما فوق من األصوات المعبر عنها فهذه الطرٌقة ال
-26-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
ٌحتل ربٌس الجمهورٌة فً نظام الجزابري المركز الممتاز باعتباره منتخب من طرؾ
الشعب بطرٌقة مباشرة وصاحب اختصاص تعٌٌن الوزٌر األول وإنهاء مهامه وله أن ٌحل
وٌنص دستور 1996فً مادته 70على انه ٌجسد ربٌس الجمهورٌة ربٌس الدولة
ووحدة األمة وهو صاحب الدستور وٌجسد الدول داخل البالد وخارجها و له أن ٌخاطب األمة
مباشرة.
وٌنتخب ربٌس الجمهورٌة عن طرٌق االقتراع العام المباشر والسري وباألؼلبٌة المطلقة()1
أما بالنسبة لشروط ترشح ربٌس الجمهورٌة فحددها دستور 1976فً المادة 107كالتالً:
-27-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
أما المادة 73من دستور 1996حدد الشروط الالزمة للترشح لرباسة الجمهورٌة حٌث
نجد أن الدستور ٌرفض ازدواجٌة الجنسٌة لربٌس الجمهورٌة وكذلك التجنس وان ٌثبت الجنسٌة
الجزابرٌة لزوجه (هذا العنصر ؼاب فً الدساتٌر السابقة)كما أضافت المادة 73من نفس
الدستور شرط المشاركة فً ثورة أول نوفمبر 1954للمولودٌن قبل جوٌلٌة )1(1942
أما مدة الرباسة حددت بموجب المادة 108من دستور 76ب 6سنوات فً حٌن تإكد المادة
74من دستور 96على أن المهة الرباسٌة حددت ب 5سنوات قابلة للتجدٌد وهنا نجد أن
دستور 67أكثر صرامة فً الشروط خالفا للدساتٌر السابقة( )2ومن اختصاصات ربٌس السلطة
-إصدار القوانٌن جاء فً المادة 117من دستور ٌ "1989صدر ربٌس الجمهورٌة القانون فً
اجل ثالثٌن ٌوما ابتداء من تسلٌم مهامه" فسلطته لإلصدار مستمدة من الدستور وهذا االتجاه
ٌإٌده الفقه الحدٌث الذي ٌرى فً اإلصدار هو اصفاء صفة القانون فعلى النص وان اإلصدار ال
ٌنشا قاعدة إنما ٌالحظها بإصدار مرسوم اإلصدار( ،)3واإلصدار ٌتم فً صٌؽة تشكٌلٌة
أ ساسها االعتماد على الدستور وموافقة البرلمان وهو تعبٌر عن العالقة بٌن السلطة التنفٌذٌة
بالسلطة التشرٌعٌة فإلى جانب إصدار القوانٌن خص ربٌس الجمهورٌة بالنشر وسلطة التنظٌم
فً المسابل ؼٌر المخصصة للقانون وسلطته التعٌٌن وهً ضرورة ونتٌجة منطقٌة إذ
-28-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
ال ٌمكن لربٌس الجمهورٌة تولً مهمة تنفٌذ القوانٌن وسلطته التنظٌم إال إذا منحت له الوسابل
كما خول المشرع الدستوري لربٌس السلطة التنفٌذٌة حق االعتراض على نص تشرٌعً
تمت الموافقة علٌه من قبل المجلس الشعبً الوطنً سواء كان مشروعا أو اقتراح قانون وهو
اعتراض مإقت ٌهدؾ إلى تعلٌق القانون إلى حٌن وٌسـتوجب ذلك تسبٌب االعتراض من قبل
ربٌس الجمهورٌة بهدؾ إلفات نظر نواب المجلس حول ما جاء فً النص التشرٌعً من
مخالفات للدستور أ و القوانٌن المعمول بها ومن ثم فان ربٌس الجمهورٌة ٌحٌل المجلس الوطنً
الشعبً طلب إجراء مداولة ثانٌة فً ؼضون 10أٌام التً تلً إبالؼه للنص التشرٌعً وعلٌه
ٌبلػ ربٌس المجلس النواب باعتراض الربٌس وبناء على ما تقدم ٌودع لدى اللجنة صاحبة
أما من قبل دستور 89نجد أن سلطات ربٌس الجمهورٌة فً مجال التعٌٌن قد تقلصت
نسبٌا بحٌث خول الدستور لربٌس الجمهورٌة سلطة تعٌٌن ربٌس الحكومة بٌنما مسالة اختٌار
-29-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
تنص المادة 144من دستور 76على انه تمارس الحكومة الوظٌفٌة التنفٌذٌة بقٌادة
ربٌس الجمهورٌة وٌعٌن أعضاء الحكومة .أما دستور 89حدد اختصاصات الحكومة وربٌس
الحكومة كاآلتً:
" ٌعٌن ربٌس الجمهورٌة ربٌس الحكومة وٌنهً مهامه المادة 74الفقرة الحاسمة كما أن المادة
79الفقرة 01من دستور 1996تشترط جراحة تقدٌم أعضاء الحكومة إلى ربٌس الجمهورٌة
لتعٌٌنهم وتسهر الحكومة على تنفٌذ القوانٌن والتنظٌمات وهً مسإولٌة أمام البرلمان ومن حق
وعلى الرؼم من عدم وجود أي قٌد دستوري ٌحد من حرٌة ربٌس الجمهورٌة فً اختٌار الوزٌر
األول إال انه سٌاسٌا وعملٌا ٌراعً التوجه السٌاسً السابد واختٌار الشعب وذلك لعدة أسباب
أهمها.
ضمان الحصول على موافقة البرلمان على برنامج الوزٌر األول الذي ٌتوقؾ استمرار
إال أن تعٌٌن الوزٌر األول من الحزب صاحب األؼلبٌة البرلمانٌة من الناحٌة الدستورٌة
ال ٌمنع ربٌس الجمهورٌة من ذلك وال ٌضره فً شًء بل ٌكمله مهامه وٌضمن تجانس عمل
-31-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
أما فٌما ٌتعلق باختٌار الوزراء فقد جاء فً المادة 75من دستور ٌ " 89قدم ربٌس
الحكومة أعضاء حكومته الذٌن اختارهم لربٌس الجمهورٌة الذي ٌعٌنهم وهنا مثلما تصعب مهمة
ربٌس الجمهورٌة فً اختٌار ربٌس الحكومة الذي ال ٌتم تعٌٌنه إال بعد مشاورات واتصاالت
تصعب مهمة ربٌس الحكومة فً اختٌار أعضاء حكومته التً تصبح ابتالفٌة.
وٌمارس الوزٌر األول زٌادة عن السلطات التً تخولها إٌاه صراحة أحكام أخرى من الدستور
كاآلتً:
ٌ -عٌن فً الوظابؾ العمومٌة للدولة دون المساس بؤحكام المادة 81من الدستور.
ونستخلص مما سبق فً ظل دستور 89انه ٌعٌد صالحٌة مراقبة نشاط الحكومة لربٌس
الجمهورٌة والمجلس الشعبً الوطنً ٌحق لربٌس الجمهورٌة إنهاء مهام الوزٌر األول وبذلك
تستقٌل الحكومة وجوبا للمجلس الشعبً الوطنً حق مناقشة حصٌلة نشاطات الحكومة
والتصوٌت على البحة التماس الرقابة وبه تستقٌل الحكومة ولربٌسها طلب التسوٌق بالثقة وهو
-1هى اختظاص سئُظ انجًهىسَت فٍ ظم دعتىس 76أعُذ نشئُظ انحكىيت فٍ ظم دعتىس 89انًادة 81انفمشة .01
-2أ -انعُف أو َحٍ -انًشجع انغابك ص .250
-31-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
المبحث الثالث :مظاهر استقاللٌة السلطة القضائٌة
ٌتضح لنا من نص الدستور 1976أن القضاء اعتبر كوظٌفة من وظابؾ الدولة إلى
جانب الوظابؾ األخرى أي أن الوظٌفة القضابٌة ؼٌر مستقلة ؼٌر أن دستور 1989جاء لٌإكد
الصفة المستقلة للسلطة القضابٌة فً مواجهة السلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة ( )1لكون أن هذا
القاضً وكذلك قواعد تنظٌم سٌر المجلس األعلى للقضاء باإلضافة إلى المرسوم التشرٌعً رقم
)3(05/92وهو ٌضع القواعد التً تتعلق بتعٌٌن القاضً وحقوقه فً نطاق ممارسة
وظٌفته وخارجها و ٌنص على أن التعٌٌن األول للقاضً ٌتم بمرسوم رباسً بناء على
-32-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
فً حٌن فٌما ٌتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظٌم عمله ضبطه القانون
العضوي( :)1كما ٌلًٌ ":شكل مجلس الدولة من القضاة اآلتٌة أسمابهم "...فً حٌن نجد أن
اختصاصت محكمة التنازع وتنظٌم عملها ٌنص علٌه القانون العضوي رقم 03/98فً المواد
09-08-07 05منه.
كما أنشؤ مجلس الدولة بموجب المادة 02/152فً الدستور وصدر القانون العضوي رقم
وفً المجال القضابً نجد أن ربٌس الجمهورٌة ٌرأس المجلس األعلى للقضاء بناءا على
وإذا كان المجلس األعلى للقضاء ٌقرر تعٌٌن القضاة ونقلهم وسٌر سلمهم الوظٌفً فان ذلك
ٌكون بقٌادة ربٌس الجمهورٌة صاحب االختصاص فً تعٌٌن القضاة بموجب مرسوم تنفٌذي()4
كمـا أسند الدستور لربٌـس الجمهورٌة حق إصدار العضو وتخفٌض العقوبـات أو استبداال
باعتباره القاضً األول فً البالد إال أن التساإل حول الطبٌعة القانونٌة هذا اإلجراء فهل ٌعد
المرسوم الصادر بذلك الشان عمال إدارٌا أم قضاٌا أم تشرٌعٌا فً حٌن ٌبقى أن مرسوم العفو
ٌتخذ بصفة استقاللٌة من قبل ربٌس الجمهورٌة مما ٌجعله ؼٌر قابل للطعن إال أن الرأي
الراجـح ٌعده عمال تشرٌعٌا ذو طبٌعة فردٌة لكونه ٌحلل المحكـوم علٌه من سلطة القانون الذي
بموجبه عوقب مما ٌحول تصرؾ ربٌس الجمهورٌة إلى عمل من أعمال السٌـادة ؼٌر قابل
للطعن.
-33-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
كما اعترفت المادة 174من الدستور( )1لربٌس الجمهورٌة ٌحق المبـادرة بالتعدٌـل
الدستوري بعد تصوٌت المجلس التشرٌعً علٌه ٌعرض على االستفتاء الشعبً خالل ٌ 50وما
الموالٌة القراره وٌصدر الجمهورٌة التعدٌل الدستور الذي صادر علٌه الشعب إال أن القانون
المتضمن تعدٌل الدستور ٌصبح الؼٌا إذا رفضه الشعب وال ٌمكن عرضه من جدٌد
على الشعب.
إذا كان دستور 89قد اخذ بوحدة القضاء واحدث من خالل تكرٌسه لمبدأ الفصل بٌن
فان دستور 96/11/28قد أعاد تنظٌمها بشكل محكم واعتنق مبدأ ازدواجٌة القضاء فنهج منهج
المدرسة الفرنسٌة وذلك سعٌا منه البعاد العدالة من تؤثٌرات السلطة السٌاسٌة .والهدؾ من اخذ
بازدواجٌة القضاء من اجل إرساء قواعد النظام القضابً اإلداري إلى جانب القضاء العادي
وهو امتٌاز جاء به هذا الدستور كما ٌعود تبنً دستور 96االزدواجٌة القضابٌة لمبررات
مختلفة أهمها أن مركز اإلدارة متمٌز ومن ثم ٌجب أن ٌكون لها قـانون ٌنسجم مع طبٌعة
نشاطها وٌجب أن تخضع لجهات القضاء اإلداري المستقل حٌث تإكد المادة 147انه" ال
ٌخضع القاضً إال للقانون" فضمن الفصل الثالث من الدستور( " )2السلطة القضابٌة مستقلة
وتمارس فً إطار القانون وهذا ال ٌختلؾ عن مضمون المادة 129من دستور ."89
-34-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
لقد اعتبر دستور 63القضاء والعدالة من مبادئ النظام واخذ بمفهوم السلطة فً تنظٌم
هٌاكل الدولة فً حٌن اخذ ؼٌره من الدساتٌر األخرى بالمفهوم الوظٌفً واعتبر الوظٌفة
القضابٌة من الوظابؾ األساسٌة الهامة فً الدولة ؼٌر أن دستور 89أعاد لها صفة السلطة
فنجد أن المجلس األعلى للقضاء الذي ٌرأسه المسإول األول عن الجهاز التنفٌذي ٌتولى
اإلشراؾ على عمل القضاة وحاالتهم الوظٌفٌة والتؤدٌبٌة بٌنما تختص المحكمة العلٌا بتقوٌم
األعمال القضابٌة لكل الجهات القضابٌة فً البالد بمعنى أنها الجهة الموحدة لالجتهاد القضابً.
كما تم استحداث مجلس الدولة كهٌبة مقومة العمال الجهات القضـابٌة اإلدارٌة ومن ثم
اصبح النظام القضابً مزدوج قضاء عادي وقضاء إداري ولذا ظهرت محاكم إدارٌـة بعد ما
و لمعالجة ظاهرة التنازع فً االختصاص بٌن الجهازٌن القضاء اإلداري والقضاء العادي
كما أنشبت محكمة علٌا للدولة تتولى النظر فً الجرابم المتعلقة بشخص ربٌس الجمهورٌة
وربٌس الحكومة كما أبقً دستور 96على المجلس الدستوري الذي ٌختص بالنظر مدى
-35-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
و ٌتبٌن لنا من خالل هذه النصوص القانونٌة أن هناك ضمانات أساسٌة الستقاللٌـة
السلطة القضابٌة فً أداء مهامـها كما أن الحكم على مدى دٌمقراطٌة النظـام وسٌـادة القانون
-36-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
الدستوري الجزائري.
أن اعتماد مبدأ التعاون بٌن السلطات ٌعنً بذلك أن آلٌة العمل هنا ال تعتمد مبدأ الفصل
بٌن السلطات وانما مبدأ التعاون بٌن السلطات فتملك السلطة التشرٌعٌة فً هذا النظام حق
التدخل فً أعمال السلطة التنفٌذٌة وتوجٌهها والتؤثر فٌها بمحاسبتها واستجوابها وسحب الثقة
منها وفً ذات الوقت فان السلطة التنفٌذٌة تملك من الوسابل ما ٌتٌح لها حق التدخل فً أعمال
السلطة التشرٌعٌة من خالل اقتراح مشروعات قوانٌن علٌها وان تطلب من ربٌس الدولة حل
البرلمان وإجراء انتخابات جدٌدة متى أدركت الوزارة أنها ال تستطٌع التعامل مع المجلس.
إن السلطة التنفٌذٌة مجسدة هنا فً شخص ربٌس الجمهورٌة المجسد لرباسة الدولة
ووحدة األمة الممارس للسلطتٌن السامٌة و التنظٌمٌة فً الجهاز التنفٌذي وفقا للمواد 72/ 70
فً الدستور.
-37-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
ثانٌا فً الوزٌر األول باعتباره الربٌس التنفٌذي ( ، )1والمنسـق الفعلً لهذه السلطة والمسإول
الحقٌقً والمباشر على أنشطتها و أعمالها الحكومٌة سواء أمام ربٌـس الجمهورٌة الذي ٌعٌنه
وٌنهً مهامه طبقا الحكام المواد 77الفقرة 05والمـادة 79و 86 / 81وؼٌر من مواد دستور
96أو أمام البرلمـان بؽرفتٌـه فما هً الوسابل القـانونٌة التً تإثر بها السلطة التنفٌذٌة على
السلطة التشرٌعٌة؟
أن المٌـادٌن التً ٌمكن لربـٌس الجمهورٌـة أن ٌشرع فٌها بؤوامر ؼٌر محددة بالرؼم
من أنها مقٌدة من حٌث الزمـان أي فً حالة شعور م ش .و وبٌن دورتً البرلمان.
طبقا لنص المادتٌن 124/93من دستور 96والقول إن السلطة وفً الحالة االستثنابٌة
التشرٌعٌة مخولة للبرلمان أصبحت محصورة فً مجاالت قانونٌة حد دها الدستور على سبٌل
الحصر.
ٌنبؽً أن ٌضـاؾ إلٌه قول آخر وهو انه حتى فً هذه المجاالت المحددة ال ٌمكن للبرلمان
االقتصار على وضع المبادئ والقواعد العامة دون التطرق إلى التفاصٌل طبقا لما هو معمول به
فً سن أي قانون وهذا من شانه أن ٌفسح المٌدان واسعا أمام السلطة التنفٌذٌة للمشاركة فً
التشرٌع من خالل ما تصدره من نصوص قانونٌة ،مراسٌم وقرارات تبٌن وتوضح فٌها
-38-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
كٌفٌات تطبٌق تلك المبادئ والقواعد وتطبٌق القوانٌن من صالحٌات الحكومة طبقا للمادة 125
من الدستور)1(.
إن االعتراض على القوانٌـن وال سٌما افتراض القوانٌـن التً ٌقترحها أعضـاء المجـلس
الشعبً الوطنً وحدهم دون ؼٌرهم الن أعضـاء الفرقة الثانٌة لٌس لهم الحق ال سٌما اقتراحات
القوانٌن التً ٌتقدم بها نواب م ش و بمقتضى كل من الدستور والقانون العضوي المتعلق بتنظٌم
ولقد أجاز الدستور الساري المفعول لكل من ربٌس الجمهورٌة وربٌس الحكومة كل فٌما
ٌخصه االعتراض على القوانٌن ال سٌما تلك اآلتٌـة من البرلمان سواء تعلقت بمواضٌع خاصة
الدستور تنص على انه ٌمكن لربٌس الجمهورٌة طلب إجراء مداولة ثانٌة فً قانون تم
-39-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
التصوٌت علٌه من قبل البرلمان فً ؼضون ٌ 30وما الموالٌة لتارٌخ إقراره وفً هذه
الحالة ٌتم إقرار القانون المعنً بالقراءة أو المداولة الثانٌة بؤؼلبٌة ثلثً أعضاء المجلس الشعبً
الوطنً ()1
إن االعتراض وان كان حقا لكل من الوزٌر األول و ربٌس الجمهورـٌة حق دستوري
على النحو المذكور أعاله فهو لٌس حق مطلق بل هو حق مقٌد بقٌود محددة دستورٌة منها:
ال ٌكون االعتراض على القوانٌـن إال إذا سنت أو شرعت فً المجـاالت أو المٌادٌـن التنظٌمٌة
التً تعود لربٌـس الحكومة بحكم الدستور أي إال إذا شملت موضوعـا من مواضٌع القـانون
المخصصة دستورا أو كانت قوانٌن عـادٌة وتحمل فً طٌاتها أحكاما ومواضٌع من اختصاص
القوانٌن العضوٌة أو كانت تهدؾ من خالل مضامٌنها التخفٌض من الموارد العمومٌة أو الزٌادة
-41-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
المطلب الثانً :عالقة السلطة التشرٌعٌة بالسلطة التنفٌذٌة
تنشؤ للعالقة بٌن البرلمان بؽرفتٌه والحكومة بشان برنامج الحكومة من خالل ما قررته
المادة 80من الدستور التً تلزم ربٌس الحكومة بان ٌقدم برنامج حكومته إلى م.ش .و لمناقشته
وٌعرض ربٌس الحكومة برنامجه على المجلس الشعبً الوطنً خالل ٌ 45وما الموالٌة
للتعٌٌن الحكومة وتتم مناقشته من قبل نواب المجلس الشعبً الوطنً الذي ٌمنح مهلة 7أٌام من
تارٌخ تبلٌؽه للنواب ثم ٌقدم ربٌس الحكومة عرضا لمجلس األمة خالل 10أٌام من موافقة
المجلس الشعبً الوطنً وٌجوز لمجلس األمة أن ٌصدر البحة بعد مناقشة موقفه من قبل 20
تقدم الحكومة سنوٌا ابتداءا من المصادقة على برنامجها من قبل المجلس الشعبً
الوطنً بٌانا عن السٌاسة العامة تتناول فٌه ما أنجزته من البرنامج طبقا للمادة 84من الدستور
وتعقب بٌان السٌاسة العامة مناقشة تتمحور حول خطة عمل الحكومة ومدى التزامها
-1انعاللت بٍُ انحكىيت وانبشنًاٌَ -ذوة وطُُت أكتىبش 2000إبشاهُى أبى نحُت
-41-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
بالبرنامج المصادق علٌه وٌمكن أن تختم هذه المناقشة بالبحة تقدم خالل 72ساعة
-بمصادقة المجلس الشعبً الوطنً على إحدى اللوابح باألؼلبٌة تصبح اللوابح األخرى
ملؽاة)1(.
إذا كانت السلطة التشرٌعٌة هً الهٌبة الدستورٌة المسندة إلٌها مهمة تشرٌع القوانٌن
المختلفة التً تنظم حٌاة الناس وتكرس النظم التً تقوم الدولة فان عالقتها بالقضاء تحتاج إلى
كثٌر من التؤمل ذلك ما ٌمكن أن تقوم به السلطة التشرٌعٌة فً سن نصوص تحد من السلطة
القضابٌة التً تهٌم علٌها سٌطرة السلطة الرباسٌة على أعمال البرلمان(.)2
و لذلـك ال مانع من أن تمد السلطة التشرٌعٌة لتنظٌم السلطة القضابٌة بإصدار تشرٌعات تنظم
عملها.
-42-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
إن تدخـل السلطة التشرٌعٌة فً ضبط القوانٌـن المتعلقـة برجال القضاء وتحدٌد رتبهم
ودرجاتهم وكٌفٌة ترقٌتهم وإجراءات نقلهم وتؤدٌبهم وتحدٌد سلم مرتبـاتهم وهو ما ٌظهر فً
سلطة إصدارهـا للقانون األسـاسً للقضاء ومن شؤن ذلك التدخـل بصورة ؼٌر مباشـرة فً
السلطة القضابٌة علما أن مقدار التدخل هذا ٌتمٌز بالمرونة مما ٌسهل تجاوزه
فضال على أن العمل القضابً ٌجب أن ٌمارس بعٌدا عن أٌة تؤثٌرات سٌاسٌة إال أن
مبدأ الفصل بٌن السلطات ٌستدعً تدخل السلطة التشرٌعٌة فً بعض أعمال السلطة القضابٌة
منها:
-حق أعضاء البرلمان فً إنشاء لجان تحقٌق فً القضاٌا ذات المصلحة العامة()1
-43-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
الفرع الثـانً :العالقة بٌن السلطة القضائٌة والسلطة التنفٌذٌة
إذا كانت الدساتٌر فً اؼلبها تحرص على تؤكٌد استقاللٌة السلطة القضابٌة عن السلطـة
التنفٌذٌة فان مضمون هذه االستقاللٌـة ٌتعلق بعدم التدخل والتؤثٌر فً أعمال السلطة القضابٌة
وهذا المبدأ كرسه الدستـور الجزابري فً المادة 138التً تنص على أن القضـاء مستقل عن
كل الضؽوطات التً من شؤنها التؤثٌر على سٌر أعماله ألن ذلك أمر تملٌه طبٌعة العملٌة
القضابٌة إذ أن ما تقوم به المحاكم أمر ال ٌمكن أن ٌتم دون استقاللٌة ٌتمتع بها رجال القضـاء
ففً الجزابر ٌشرؾ على السلطة القضابٌة وزٌر العدل الذي هو ضمن أعضاء الحكومة
وبالتالً فهو من عناصر السلطة التنفٌذٌة ومن ثم كان دوره ٌنحصر فً إدارة الموقؾ اإلداري
للقضاء وتسٌر شإونه البشرٌة والمادٌة التً تضمن السٌر العادي لهٌكل القضاء والعمل
القضـابً فً أن واحد فوجود وزٌر العدل بصفة ٌنتمً إلى السلطـة التنفٌذٌـة ال ٌعنً أن له
و لذلك فان قضاة الحكم ٌخضعون عند مباشرة أعمالهم للقانون ومبادئ العدالة وبصدور
المرسوم التشرٌعً عام 1992المعدل والمتمم للقانون األساسً للقضاة نجد أن المشرع منع
-44-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
وٌتضح تؤثٌر السلطة التنفٌذٌة على السلطة القضابٌة فً صور مختلفة منها قد تختص اإلدارة
فً الفصل فً بعض النزاعات عوضا عن القضاء أي أنها فً هذا المجال تحتكر اختصاص
القضاء.
بقدر ما تكون وسابل الرقابة فعلٌة وفعالة وذات تؤثٌر حقٌقً بقدر ما تكون العالقة بٌن
السلطات ذات مصداقٌة حٌث تضمنت المادة 99من الدستور وسابل رقابة البرلمان لعمل
حددت رقابة الحكومة على البرلمان من خالل المادة 118الفقرة 02من الدستور والمادة 67
لقد جعلت المادتٌن 133و 134من الدستور والمواد 75/65من القانون العضوي رقم
02/99االستجواب أداة رقابة فً ٌد البرلمان بؽرفتٌه بحٌث ٌمكن ألعضاء البرلمان استجواب
الحكومة ومساءلة أحد أعضابها وتوجٌه األسبلة ،على أن ٌوقعه ثالثون ناببا وٌبلػ إلى الحكومة
خالل مدة 48ساعة وتحدد جلسة النظر فً االستجواب خالل ٌ 15وما من تارٌخ إٌداعه.
-45-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
أهم اثر ٌرتبه االستجواب لجنة تحقٌق بشؤنه حٌث انه ٌمكن أن ٌنتهً االستجـواب فً
حالة عدم اقتنـاع المجلس و تقـوم الحكومة بتكوٌـن لجنة تحقٌق وتختلـؾ االستجواب عن
وطبـقا للمـادة 161من الدستور الذي أكد على حق ؼرفتً البرلمـان فً إنشاء لجان
تحقٌق برلمانٌة فً قضاٌا ذات مصلحة عامة وكذلك المواد 86/76من القانون العضوي رقم
من النظام الداخلـً للؽرفة األولـى ٌمكن لكل من المجلس الشعبـً الوطنً ومجلس
األمة أن ٌنشؤ فً أي وقت فً إطار صالحٌتها الدستورٌة لجان تحقٌق وٌتم ذلك بناء على
اقتراح البحة موقعة من قبل 20ناببـا برلمانٌا على األقل طبقا للنظام الداخلً للؽرفتٌن ()1
وٌودعون الالبحة لدى مكتب إحدى ؼرفتً البرلمان المعٌنة حسب الحالة وتشكل بذلك
اإلجراءات والتدابٌر والكٌفٌات التً تشكل بها اللجان على أن تعلم الؽرفة التً أنشؤتـها الؽرفة
األخرى بذلك ورؼم ما أقره القانون العضوي 02/99من صالحٌات واختصاصات تمثل هذه
اللجان البرلمانٌة إال أن القٌود التً أوردها ذات القانون على هذه االختصاصات تدفع إلى إبداء
-ضرورة التخفٌؾ من هذه القٌود الكبٌرة والعدٌدة التً وضعـت فً طرٌق لجان التحقٌق
البرلمانً تحت مبررات المصالح االستراتٌجٌة للبالد وشإون الدفاع واألمن الداخلـً والخارجً
وؼٌرها وما دام أعضاء البرلمان ٌمثلون الشعب وبالتالً ٌفرض انهم األولى لالطالع على هذه
-46-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
-استبدال النتابج الهزلٌة التً ٌتضمنها التقرٌر والتً عادة تتضمن توضٌحات ومالحظات
بنتابج عملٌة ملموسة كما أن كٌفٌة نشر تقرٌر اللجنة جزبٌا أو كلٌا ال ٌتم إال بناء على طلب
فمسؤلة نشر التقرٌر ال تعدوا أن تكون سٌاسٌة إعالمٌة اكثر مما هً قانونٌة تترتب آثارها
المرجوة و المؤمولة.
ربط المإسـس الدستوري الجزابري بٌن عرض السٌاسٌة العامة للحكومة وبٌن إصدار
ملتمس الرقابة من قبل نفس المجلس فً حال اعتراض وعدم موافقة علٌها ألنها ال تستجٌب
أعضاء للمصالح العام ولمتطلبات التنمٌة والتسٌٌر الحسن لمإسسات الدولة وتتم بتوقٌع
النواب تحسبا لالستقرار خصوصا إذا علمنا أن ربٌس الجمهورٌة من جهته قد ٌلجؤ إلى حل م
و ٌصوت على ملتمس الرقابة النواب جمٌعا وال ٌمكن جراء التصوٌت إال بعد 3أٌام
من تارٌخ إٌداع ملتمس الرقابة لدى مكتب م .ش .و فً حالة التصوٌت ٌقدم ربٌس الحكومة
-47-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
المطلب الثـانً :رقـابة السلطة التنفٌذٌة على السلطة التشرٌعٌة
لقد تبنى دستور 1989ثنابٌة السلطة التنفٌذٌـة كقـاعدة عـامة فمن جهة ٌوجد ربٌس
الجمهورٌة ومن جهة أخرى توجد حكومة وقد أكدت هذه الثنابٌة فً دستور 1996وهً ثنابٌة
ؼٌر متوازنة بحٌث تضع ربٌس الجمهورٌة فً مركز أسمى من مركز الوزٌر األول.
كما ٌتمتع ربٌس الجمهورٌة بصالحٌات واسعة من مواجهة البرلمان مما جعل البرلمان حبٌس
إرادة السلطة التنفٌذٌة وأٌضا ٌعد الوزٌر األول مسإوال أمام البرلمان بحٌث ٌترتب على عدم
موافقة م ش و على البرنامج المقدم من الحكومة استقالة هذه األخٌرة طبقا للمادة 80من
الدستور أ و ٌحل المجلس الشعبً الوطنً وجوبا إذا لم ٌوافق على برنامج الحكومة للمرة الثانٌة
طبقا للمادة 82من الدستور ومن هنا ٌبدو البرلمان هٌبة محدودة الدور الرقابً أمام ربٌس
الجمهورٌة الذي لم ٌكن على اإلطالق محل إخضاع لرقابة السلطة التشرٌعٌة دستورٌـا
وقانونٌا واقتصر على الحكومة فقط التً هً من صنع ربٌس الجمهورٌة نفسهٌ .رى الفقه أن
المبررات التً تفرض الحل تهدؾ الى حفظ التوازن بٌن السلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة.
إذا كان الدستور قد خول لربٌس الجمهورٌة حق حل المجلس الشعبً الوطنً فانه لم
ٌخول البرلمان بالمقابل المبادرة بطلب التصوٌت بالثقة بل جعلها حكرا على الوزٌر األول وفقـا
للمادة 84من الدستور الفقرة " 5للوزٌـر األول أن ٌطلب من المجلس الشعبً الوطنً تصوٌتا
بالثقة وفً حالة عدم الموافقة على البحة الثقة ٌقدم الوزٌر األول استقـالة حكومتـه " فً هذه
الحالة ٌمكن لربٌس الجمهورٌة أن ٌلجؤ قبل قبـول االستقالـة إلى أحكام المادة .129
-48-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
و فً الؽالب فان اللجوء إلى التصوٌت بالثقة هدفه بٌان موقؾ المجلس من الحكومة لكن فً
جوهره أسلوب للضؽط على المجلس لمجاراة سٌاسة الحكومة أو جر هذا المجلس إلى الحل.
ومما سبق فان دستور 96جاء بآلٌات جدٌدة للرقابة المتبادلة بٌن السلطات تهدؾ إلى تطوٌر
ان فقه القانون الدستوري ٌعدد وسابل تؤثٌر سلطـة على أخرى أو الموازنـة بٌن
السلطتٌن التنفٌذٌـة والتشرٌعـٌة والمراقبـة المتبادلـة لضمان الحرٌات وتحقٌق الصالح العام.
الحل آلٌة دستورٌة الؽرض منها حد نهابً لسلطات الهٌبة التشرٌعٌة قبل استنفاذ عهدتها
التشرٌعٌة المحددة فً الدستور السباب ومبررات عملٌة تملٌها المصلحة العلٌا لالمة وقد اخذ به
النظام القانونً الجزابري من خالل الدساتٌر السابقة عموما والدستور الحالً على وجه
الخصوص()1
فإذا كانت بعض الدساتٌر تجعل من الحل حقا مطلقا لربٌس الدولة دون قٌود كما هو
الشان فً األردن إال أن المإسس الدستوري الجزابري ال سٌما من خالل الدستور الحالً .
لم ٌسلك مثل هذا المنهج ولم ٌترك الحل كحق مطلق من به ربٌس الجمهورٌة على
الهٌبة التشرٌعٌة بؽرفتٌها بل حد منه وقٌده بمجموعة من القٌود التشكٌلٌة والموضوعٌة وقد
حصر استعمال هذا الحق من طرؾ ربٌس الجمهورٌة ال ٌكون إال فً مناسبتٌن:
-1بحث نُُم شهادة انًاجغتُش يبذأ انفظم بٍُ انغهطاث فٍ َظاو انذعتىسٌ انجضائشٌ االعتار ربُح يهُىٌ .2006
-49-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
األولـى :حٌن ٌرفض المجلس الشعبـً الوطنً برنامج الحكومة رفضا متتـالٌا طبقـا لمـا نصـت
علٌه المـادة 82من الدستور وفً مثل هذه الحالة تستمر الحكومة القـابمة فً تسٌٌر الشإون
العـادٌة إلى ؼاٌة انتخاب المجلس الشعبـً الوطنً فً اجل أقصـاه ثالثة اشهر.
أما المناسبة الثانٌة هً تلك التً تناقش فٌها المجلس الشعبً الوطنً عمل الحكومة اثر
البٌان السنوي الذي تقدمه هذه األخٌرة عن السٌاسة العامة للدولة مع عدم موافقة هذا المجلس
على البحة الثقة التً ٌطلبها ربٌس الحكومة منه حٌث قضت المادة 84من الدستور بؤنه فً هذه
الحالة ٌمكن لربٌس الجمهورٌة إن ٌلجؤ قبل قبول االستقالة إلى أحكام المادة 129من الدستور
التً تنص على انه ٌمكن لربٌس الجمهورٌة إن ٌقرر حل المجلس الشعبً الوطنً او أجراء
انتخابات تشرٌعٌة قبل أوانها بعد استشارة ربٌس المجلس الشعبً الوطنً وربٌس مجلس األمة
وربٌس الحكومة وتجرى االنتخابات فً كلتا الحالتٌن فً اجل أقصاه ثالثة اشهر.
أن الحل ال ٌقع إال بمعالجة إشكالٌة أو لحل أزمة قد تحدث بٌن الحكومة والبرلمان ٌكون
من شانها المساس باستقرار الدولة وسٌر مإسساتها خاصة إذا علمنا هنا أن ربٌس الجمهورٌة
هو حامً الدستور ومجسد وحدة األمة وممارسة السلطة التنفٌذٌة السامٌة فً الدولة والساهر
كما انتقد بعض الفقه فكرة أن ٌكون الحل سالحا بٌد السلطة التنفٌذٌة تحمً به نفسها أو
أداة لحل الخالؾ بٌن السلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة الن حق الحل ال ٌستطٌع أن ٌحمً السلطة
-51-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
التنفٌذٌة لطالما أن القرار بٌد الهٌبة الناخبة فالحل فً حالة الخالؾ ال ٌمكن أن ٌكون أبدا حماٌة
فالسلطة التً تملك حق الحل لن تستعمله إال إذا رأت أن لدٌها فرصة للحصول على
قرار لصالحها من طرؾ الهٌبة الناخبة فما ذا تستفٌد إذا كانت الظروؾ السٌاسٌة ؼٌر متوفرة.
كما ال تقدم مبررات الحل على ضبط العالقة بٌن السلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة من
خالل دورة فً إقامة التوازن بٌنهما فقد ٌمارس الحل ي ؼٌاب كل خالؾ أو نزاع من اجل
إذا كانت السلطة التشرٌعٌة هً الهٌبة الدستورٌة المسندة إلٌها مهمة سن القوانٌن
التشرٌعٌة التً ٌمكن أن تحد من صالحٌات السلطة القضابٌة التً تهٌمن علٌها السلطة التنفٌذٌة
إن تدخل السلطة التشرٌعٌة فً ضبط القوانٌن المتعلقة برجال القضاء وهو ما ٌظهر
جلٌا فً سلطة إصدارها للقانون األساسً للقضاء ومن شان ذلك التدخل بصورة ؼٌر مباشرة
-1نألعتارة بشون حهًُت حم انبشنًاٌ انُظايٍُ انذعتىسٍَُ انجضائشٌ وانتىَغٍ بحث نُُم شهادة انًاجغتُش فٍ جايعت عىق اهشاط
.2006
-2د انغعُذ بى شعُش – انُظاو انغُاعٍ انجضائشٌ – انًشجع انغابك ص .326
-51-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
فً السلطة القضابٌة كما أن مجال تدخل السلطة التشرٌعٌة فً تنظٌم السلطة القضابٌة ؼٌر محدد
وهنا ما نلمسه فً بعض األنظـمة التشرٌعٌة للدول االنجلوسكسونٌة بحٌث تختص فً
النظر فً النزاعات المتعلقة برجال الدولة أثناء أداء مهامهم وان كان هذا خروجا عن مبدأ
الفصل بٌن السلطات كما أن العمل القضابً ٌحتاج إلى دراٌة قدرة كافٌة من رجال االختصاص
دون ؼٌرهم إال أن اقتصار مبدأ الفصل بٌن السلطات بمفهومه الجامد ٌستدعً تدخل السلطة
أن السلطة القضابٌة التً تعد إحدى دعابم النظام فً الدولة واهم الركابن التً تنظم الحٌاة
السٌاسٌة الداخلٌة للدولة ولهذا كان الحرص على جعلها تتمتع باستقاللٌة تامة عن السلطة
القضابٌة التً أكد المشرع الجزابري فً حقها من خالل النصوص بصالحٌات السلطة
الدستورٌة وخاصة دستور 1996استقاللٌة السلطة القضابً وان القاضً ال ٌخضع إال لمبدأ
القانون.
ونلمس ذلك من خالل مهمة المجلـس األعلى للقضاء األساسٌة التً تتمثل فً تقدٌم االستشارة
لربٌس الجمهورٌة وبالتالً إعطاء استقاللٌة اكبر للمجلس االعلى للقضاء فً أداء مهامه.
-52-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
كما أن األخذ بازدواجٌة القضاء ٌهدؾ ألً توسٌع مظاهر رقابة السلطة القضابٌة على إمداداتها
إلى جهاز اإلداري من خالل إرساء قواعد نظام قضابً إداري إلى جانب القضاء العادي()1
-1د عًاس عىادٌ -دسوط فٍ انماَىٌ اإلداسٌ.دَىاٌ انًطبىعاث انجايعُت انجضائش. 2000
-53-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
الخ ـاتمـة
لقد استقطبت مسؤلة السلطة اهتمام أهل الفكر وفقهاء القانون الدستوري ونتج عن ذلك
التعدد فً النظرٌات واآلراء وتمحورت أساسا على مبدأ الفصل بٌن السلطات وتفاوت مجاالت
كما أن التجربة الدستورٌة الجزابرٌة فً األخذ بالمبدأ تراوحت بٌن اإلنكار واإلقرار
وذلك لعدة عوامل أهمها أن الدولة الجزابرٌة حدٌثة االستقالل مما لم ٌسمح لها ببناء مإسسات
قوٌة.
فبعد االستقالل ثم االعتماد على دستور ٌعتمد على مرجعٌة فكرٌة تتبنى وحدة السلطة
مع إقراره استقاللٌة مقٌدة بشروط بحجة ضمان االستقرار للدولة إلى ؼاٌة وضع دستور 1976
الذي نص على توزٌع السلطات بصفة وظابؾ وفً إطار توجٌهات ربٌس الجمهورٌة الذي
ٌتمتع بحق ممارسة السلطات السامٌة حٌث ٌساهم فً التشرٌع بواسطة األوامر دون مناقشتها
من طرؾ الهٌبة التشرٌعٌة وٌرأس المجلس األعلى للقضاء وٌصدر العفو الحاسم والعام.
-54-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
وكانت النتٌجة أزمة سٌاسٌة واجتماعٌة عجلت باإلصالحٌات سٌاسٌة تجسدت فً
دستور 1989الذي اقر مبدبٌا الفصل بٌن السلطات قصد ضمان الحقوق الفردٌة والجماعٌة
لألفراد.
وفً سنة 1996تم وضع دستور جدٌد الذي أنشؤت بموجبه مإسسات جدٌدة أقرت من خالله
ازدواجٌة القضاء و تنابٌة السلطة التشرٌعٌة مع اإلبقاء على الصالحٌات الواسعة لربٌس
الجمهورٌة ورؼم ذلك فهً الٌوم تحاول أن تحجز مكانة معتبرة لها بٌن النظم السٌاسٌة
المعاصرة وذلك من خالل وضع قواعد والٌات لتجسٌد مبدأ الفصل بٌن السلطات الثالثة وضمان
استقاللها من خالل وثٌقة دستورٌة ثابتة ومستقرة مع اإلبقاء على إمكانٌة التعدٌل عند االقتضاء.
-55-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
قائـمة المصـادر والمراجـع
الدســاتٌـر
القـوانٌـن والمراسٌـم
-56-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
الكتـب والمؤلفـات
-5د /علً عبد العزٌز محمد سلمان -رقابة دستورٌة القوانٌن – دار الفكر مصر1995. -
-6د /عبد العزٌز محمد سلمان :رقابة دستورٌة القوانٌن :دار الفكر مصر 1995.
-7د /إبراهٌم أبو خزام -الدساتٌر والدولة ونظم الحكم الطبعة الثانٌة 2001بٌروت.
-8د /السعٌد بو شعٌر :القانون الدستوري والنظم السٌاسٌة – مطبوعات جامعٌة .1984
-9د/شرٌط ألمٌن ،النظام الدستوري الجزابري و النظم السٌاسٌة المقارنة ،دٌوان المطبوعات
الجامعٌة الجزابر.1998
البحوث والرسائل
-1أ /بروك حلٌمة:حل البرلمان فً النظامٌٌن الدستورٌٌن الجزابري والتونسً -بحث لنٌل
-2أ /ذبٌح مٌلود :مبدأ الفصل بٌن السلطات فً النظام الدستوري الجزابري -بحث لنٌل شهادة
-3د /السعٌد بو شعٌر :العالقة بٌن المإسسة التشرٌعٌة والمإسسة التنفٌذٌة -رسالة دكتوراه-
-57-
مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري
المجــالت
الدورٌــات
-58-