Professional Documents
Culture Documents
• أ -المراد به :هو الفكر الذي يعتقد بأن للظواهر حقائق باطنة ال
يطلع عليها اإال خواص الناس ،سواء ظواهر الحقائق الكونية ،أو
ظواهر النصوص الشرعية.
• ب -سبب التسمية :نسبة لعلم الباطن الذي يدعونه ،وهو العلم
الذي يقول بأن لكل ظاهر باطنًا ،وأن الباطن هو الحكمة المخفية
والمقصودة.
أبرز معتقدات الفكر الباطني الحديث
•تقوم معتقدات الفكر الباطني الحديث على
األصول التالية:
• -1عقيدة وحدة الوجود:
•فالكون ظاهره التعدد ،وباطنه الوحدة،
• فظاهره مخلوق ،وباطنه الخالق.
أبرز معتقدات الفكر الباطني الحديث
• -2عقيدة الشرارة اإللهية بداخل اإلنسان:
• فاإلنسان ظاهره البشرية،
• وباطنه األلوهية والقدسية.
أبرز معتقدات الفكر الباطني الحديث
• -3عقيدة االتحاد :فاإلنسان والخالق،
• الظاهر هو االنفصال،
• والحقيقة هي االتحاد،
• ومتى حصل ذلك حصلت االستنارة واإلشراق المعرفي ،وحصلت
الخوارق ،التصاف اإلنسان عندئذ بالصفات اإللهية ،كما يدعون.
أبرز معتقدات الفكر الباطني الحديث
عقيدة وحدة الوجود :فالكون ظاهره التعدد ،وباطنه الوحدة ،فظاهره مخلوق ،وباطنه الخالق. • -1
عقيدة الشرارة اإللهية بداخل اإلنسان :فاإلنسان ظاهره البشرية ،وباطنه األلوهية والقدسية. • -2
• -3عقيدة االتحاد :فاإلنسان والخالق ،الظاهر هو االنفصال ،والحقيقة هي االتحاد ،ومتى حصل ذلك
حصلت االستنارة واإلشراق المعرفي ،وحصلت الخوارق ،التصاف اإلنسان عندئذ بالصفات اإللهية ،كما
يدعون.
عقيدة وحدة األديان :فاألديان ظاهرها التعدد ،وباطنها أنها شيء واحد. • -4
• -5عقيدة نسبية الحقائق والقيم :فالحقائق والقيم ظاهرها التعدد والتميز ،وباطنها النسبية ،فالحقائق
نسبية ليست ثابتة وال متميزة.
أبرز المعتقدات المؤسس والظهور الجمعية أو الحركة
.1وحدة الوجود
.2وحدة األديان.
.3ال دين أعلى من الحق امرأة روسية
()1
والحق :الفكر الباطني هلينا بالفتسكي
جمعية
في نيويورك 1875ومعتقداته
الثيوصوفي
.4اإلخوة اإلنسانية م
.5عقيدة الكارما
.6تناسخ األرواح
أبرز المعتقدات المؤسس والظهور الجمعية أو الحركة
يضاف لمعتقدات الثيوصوفية
امتداد للثيوصوفية ظهرت .1تعظيم القدرات البشرية ()2
حركة الفكر الجديد في أمريكا آخر القرن 19م .2قدرة الفكر على خلق الواقع من
خالل قانون الجذب
.1وجود الشرارة اإللهية الكامنة
التي تولد قدرات بشرية غير ()3
في ستينيات القرن 20
محدودة حركة القدرات
معهد إيسالن
.2تخلط بين العلوم النفسية والعلوم البشرية الكامنة
الفلسفية الباطنية
أبرز المعتقدات الجمعية أو الحركة المؤسس والظهور
إضافة صبغة
آخر مظاهر ()4
علمية على
الفكر حركة
التطبيقات
الباطني العصر
التدريبية
الحديث الجديد
واإلستشفائية
أبرز رموز الفكر الباطني في العالم الغربي
لطريقتهم في تلقي
المعرفة ،والوصول لظاهر لبسهم:
النقطاعهم عن الدنيا:
للسعادة ،والرجوع الصوف
صوفة.
لالتحاد مع الخالق: «صوفية»
سوفيه.
27
متهيد
املسألة األوىل-تعريف التصوف ا
مذموم أفعاله بلسان الشريعة يقال :إنه فين عن شهواته .فإذا فين عن
َ يقول( :فمن ترك
شهواته بقي بنيته وإخالصه يف عبوديته .ومن َزهد يف دنياه بقلبه ،يقال .فين عن رغبته :فإذا
فين عن رغبته فيها بقي بصدق إانبته .ومن عاجل أخالقه فنفى عن قلبه احلسد واحلقد،
والبخل ،والشح والغضب ،والكرب ،وأمثال هذا من رعوانت النفس ،يقال :فين عن سوء
اخللق .فإذا فين عن سوء اخللق بقي ابلفتوة والصدق).
وهذا الفناء يسمى بفناء الذات البشرية ،لتحل حملها الذات اإلهلية،
فاألول :فناء اإلرادة،
والثاين فناء الصفات مع بقاء الذات البشرية،
والثالث فناء الذات البشرية ،لتحل حملها الذات اإلهلية ،ويرى حلوهلا يف
مجيع املخلوقات ،وهذا ما يسمى بوحدة الوجود.
وقد نقل الكالابذي (ت380 :ه) يف كتابه التعرف ملذهب أهل التصوف عدة
تعريفات للصوفية والتصوف ،فقال:
.1قَ َال أَبُو َعلي الروذابري (ت322 :ه) َو ُسئ َل َعن الصويف؟ فَـ َق َال :من لبس
اْل َفاءَ ،وَكانَت ا ُّلدنْـيَا مْنهُ على الْ َق َفا،
الصوف على الصفاءَ ،وأطْعم ا ْهلوى ذوق ْ ُّ
صطَفى. وسلك منهاج الْ ُم ْ
الصويف؟ فَـ َق َال :من صفا من َ .2و ُسئ َل سهل بن عبد هللا التسرتي (ت283 :ه) من ُّ
الذ َهب واملدر. الكدر ،وامتأل من الْفكرَ ،وانْقطع إ َىل هللا من الْبشر ،واستوى عْنده َّ
درجات التصوف والطرق الصوفية
املسألة األوىل :تعريف التصوف
احلسني النوري (ت295 :ه) َما التصوف؟ فَـ َق َال :ترك كل َحظ َ .1و ُسئ َل أَبُو ْ
للنَّفس.
اْلُنَـْيد (ت297 :ه) َعن التصوف فَـ َق َال :تصفية الْقلب َعن ُم َواف َقة َ .2و ُسئ َل ْ
َّواعي َ الد وجمانبة ية،ر البش اتفَ الص وإمخاد الطبيعية، ق ال
َ َخ
ْ األْ ومفارقة ة، ي
َّرب
َ ل
ْ ا
است ْع َمال َما ُه َو احلَقيقيَّةَ ،و ْ
النفسانية ،ومنازلة الص َفات الروحانية ،والتعلق ابلعلوم ْ
الر ُسول
احلَقي َقةَ ،واتبَاع َّ أوىل على األبدية ،والنصح ْلَميع ْاألمةَ ،والْ َوفَاء هلل على ْ
-ﷺ -يف الشَّر َيعة.
درجات التصوف والطرق الصوفية
املسألة األوىل :تعريف التصوف
األمر األول:
األمر الثاين:
القيام برتك سبل العلم املعروفة ،واالعتماد على اخلواطر واإلهلامات واهلواتف
واملنامات ،اعتقادا أبهنا من هللا ،جزاء على ما قام به من إفناء اإلرادة ،فأشرقت روحه،
وصفت نفسه ،فأعطي أنواعا من املعارف بال تعلم ،وهنا صار عنده علم احلقيقة ،وعلم
الباطن ،فيزعمون هنا أنه أفىن الصفات البشرية لتحل حملها الصفات اإلهلية ،مث يعود
مرة أخرى متصفا ابلصفات البشرية .فهناك من يعرف التصوف هبذه األمور ابلكشف،
درجات التصوف والطرق الصوفية
أو ابخلوارق ،أو بوحدة الشهود ،أو ابحللول ،أو ابالحتاد.
املسألة األوىل :تعريف التصوف
األمر الثالث:
القيام إبفناء الذات البشرية ،واالتصاف ابلذات اإلهلية ،مث قد يعود إىل ذاته
البشرية ،وقد يبقى فتفىن ذاته متاما ،وذوات مجيع املخلوقات فريى نفسه ،وكل
املخلوقات إهلا دائما ،فيقول بوحدة الوجود ،فهناك من يعرف التصوف هبذه
األمور .ويرى أبن كل ما تقدم من إفناء اإلرادة مث إفناء الصفات إمنا هو
درجات لبلوغ هذه الغاية ،وهي إفناء الذات.
درجات التصوف والطرق الصوفية
املسألة األوىل :تعريف التصوف
وهناك تعريفات للتصوف من بعض الباحثني يف التصوف من خارج الصوفية؛ يعرف التصوف
مستحضرا هذه الدرجات الثالثة مثل:
-1تعريف د فالح مندكار ( ت1442 :ه) ،يقول( :هو مجلة من الرايضات النفسية والعملية،
واليت يقصد هبا قتل النفس وما فطرت عليه ابملخالفة ،ومحلها على املكروهات الدينية والدنيوية،
للوصول هبذه النفس إىل مجلة من العقائد والطقوس اليت تفتح له اباب من اخلياالت الفاسدة ،واالتصال
ابلشياطني اليت توحي إليه أنه يشاهد ما يزعمونه ابحلضرة اإلهلية ،والدخول يف حبر املناجاة ،مث الرتقي يف
املقامات ،حىت يصل يف النهاية إىل درجة االحتاد مع هللا تعاىل بزعمهم ،تعاىل هللا عن ذلك علوا كبريا) .
فنالحظ يف التعريف ذكر الدرجات الثالثة :درجة الزهد الصويف ،مث درجة الكشف الصويف واحللول
واالحتاد مث درجة وحدة الوجود.
درجات التصوف والطرق الصوفية
املسألة األوىل :تعريف التصوف
49
املسألة الثانية :الفرق بني التصوف واإلحسان
اإلحسان يف الشرع:
معناه التعبد هلل تعاىل كأنك ترى هللا أمامك ،أو مستشعراً ومستحضرا رؤيته لك.
أخرج اإلمام مسلم بسنده حديث جربيل –عليه السالم-املشهور؛ وفيه قول النيب
( :اإلحسان :أن تعبد هللا كأنك تراه ،فإن مل تكن تراه فإنه يراك)؛ فاإلحسان
الشرعي درجة عليا من درجات التمسك ابلدين اإلسالمي؛ فيصعد على درجة
اإلسالم ،مث يصعد إىل درجة اإلميان ،مث يصعد للدرجة العليا وهي درجة اإلحسان.
درجات التصوف والطرق الصوفية
املسألة الثانية :الفرق بني التصوف واإلحسان
وميكن للمؤمن أن يصل لدرجة اإلحسان؛ بتعلمه لصفات هللا تعاىل املتعلقة بسعة علمه ،ومشول إحاطته ،وتربية نفسه
على ذلك ،مثل:
/1اليقني بعلم هللا الواسع لكل شيء؛ حىت تساقط األوراق من األشجار ،وتربية النفس على أن املكلف من ابب
أوىل؛ فاهلل يعلم مجيع أحواله من احلركات والسكنات ،قال تعاىلَ :وع َندهُ َم َفات ُح الْغَْيب َال يَـ ْعلَ ُم َها إَّال ُه َو َويَـ ْعلَ ُم َما يف
ني اب ُّمب ٍ س إَّال يف كتَ ٍ ب َوَال َايب ٍط من ورقٍَة إَّال يَـ ْعلَم َها وَال َحبَّ ٍة يف ظُلُمات ْاأل َْرض وَال رطْ ٍ
َ َ َ ُ َ الَْرب َوالْبَ ْحر َوَما تَ ْس ُق ُ َ َ
[األنعام.]59 :
وميكن للمؤمن أن يصل لدرجة اإلحسان؛ بتعلمه لصفات هللا تعاىل املتعلقة بسعة علمه ،ومشول إحاطته ،وتربية نفسه
على ذلك ،مثل:
/2العلم أبن هللا يعلم تنقالت الدواب السارحة يف حبثها عن رزقها؛ من أين تيت به ،وأين تضعه ،فكيف ابملكلف؛
فعلم هللا به من ابب أوىل ،ويريب نفسه على ذلك ،قال تعاىلَ :وَما من َدابٍَّة يف ْاأل َْرض إَّال َعلَى َّ
اَّلل رْزقُـ َها َويَـ ْعلَ ُم
مستَـ َقَّرَها ومستَـوَد َعها ُكلٌّ يف كتَ ٍ
اب ُّمب ٍ
ني[ هود.]6 : َُ ْ ْ َ ُْ
وميكن للمؤمن أن يصل لدرجة اإلحسان؛ بتعلمه لصفات هللا تعاىل املتعلقة بسعة علمه ،ومشول إحاطته ،وتربية نفسه
على ذلك ،مثل:
/3تربية النفس على دوام استشعار رؤية هللا له؛ يف أدائك ألعماله ،ومسعه له يف أقواله ودعائه ،وسعة علمه بنيته
ين • إنَّهُ ُه َو
الساجد َ وم • َوتَـ َقلُّبَ َ
ك يف َّ الرحيم • الَّذي يَـَر َاك ح َ
ني تَـ ُق ُ ومقصده؛ قال تعاىلَ :وتَـ َوَّك ْل َعلَى الْ َعزيز َّ
يع الْ َعل ُيم[ الشعراء.]220 – 217 : السم ُ
َّ
اإلحسان :هو( :شهود هللا تعاىل ،واحلضور معه يف كل شيء ،ومشاهدة جتليه يف كل شيء).
ب أ َْو أَلْ َقى َّ
الس ْم َع قال الطوسي( :ابب حال املشاهدة :وقد قال هللا تعاىل :إ َّن يف َذل َ
ك لَذ ْكَرى ل َمن َكا َن لَهُ قَـ ْل ٌ
ود[ الربوج ،]3 :وقال أبو بكر وهو َشهي ٌد[ ق]37 :؛ يعين حاضر القلب ،وقال أيضاً :و َشاه ٍد وم ْشه ٍ
ََ ُ َ ََُ
الواسطي –رمحه هللا( -ت243 :ه) :فالشاهد :الرب ،واملشهود :الكون؛ أعدمهم مث أوجدهم)..
وسيأيت تفصيل الكالم على معتقد وحدة الوجود الحقاً ،واملراد هنا أن التصوف
له معان عدة ،خيلط فيها احلق مع الباطل؛ وهم وإن عرفوا اإلحسان أحياان مبا هو
معروف يف الشرع ،إال إهنم ال يقصدون به ما يقصده أهل السنة واْلماعة ،بل
يفسرونه برؤية قلبية هلل ،أو برؤية بصرية ،أو برؤية الرب يف العبد ،ورؤية العبد يف
هللا.
ومن هنا؛ فينبغي احلذر كل احلذر من تسمية اإلحسان الشرعي ابلتصوف،
وكذلك حيذر من يريد بتصوفه اإلحسان الشرعي من قبول هذا اللقب.
درجات التصوف والطرق الصوفية
14
املبحث األول -درجة الزهد الصويف
املطلب األول-املراد ابلزهد الشرعي
الزهد يف اللغة معناه :قلة الرغبة يف الشيء ،والرضا منه ابلقليل ،كما قال تعاىل –عن
ين[ يوسف: د اه
الز
َّ ن م يه ف ا
و ن
ُ اكَو ٍ
ة ود د
ُ ع م ماه
ر د ٍ
س َب
ْ َ ٍ
ن م ث ب هو ر ش
َ و : - يوسف إخوة
َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ
َ َ َ ُ ْ
]20؛ أي غري راغبني يف مقابل لبيعه ،ألن مقصدهم هو التخلص منه ،ال أخذ الثمن
على بيعه ،وسواء كان املراد ابلبائع هم إخوة يوسف أو السيارة؛ فمعىن الزهد يف يوسف
هو قلة الرغبة يف مثنه ،ولذلك قبلوا فيه أَبس األمثان ،وهذا هو معىن الزهد لغة.
شرعا:
أولا :املراد ابلزهد ا
/3اعتقاد أن نعيم الدنيا مهما عظم فهو ال شيء بالنسبة لنعيم اآلخرة:
قال تعالى { :بل تؤثرون الحياة الدنيا * واآلخرة خير وأبقى }[األعلى.]17 – 1٦ :
َاخالً ِم ْن وق؛ د ِ س ِ َّللا َ م هر ِبال ُّ سو َل ه ِ َّللا أ َ هن َر ُ
ع ْب ِد ه ِأخرج مسلم بسنده ع َْن َجا ِب ِر ْب ِن َ
اولَهُ فَأ َ َخ َذ ِبأُذُنِ ِه ث ُ هم قَا َل( :أَيُّ ُك ْمس هك َم ِيتٍ؛ فَتَنَ َاس َكنَفَتَهُ ،فَ َم هر ِب َج ْد ٍى أ َ َ ض ا ْلعَا ِليَ ِةَ ،والنه ُ بَ ْع ِ
ونصنَ ُع ِب ِه ،قَا َل( :أَت ُ ِحبُّ َ ب أَنههُ لَنَا بشيءَ ،و َما نَ ْ ب أ َ هن َه َذا لَهُ ِبد ِْر َه ٍم) ،فَقَالُواَ :ما نُ ِح ُّ يُ ِح ُّ
ف َو ُه َو َم ِيت! فَقَا َل : س ُّك ،فَ َك ْي َع ْيبًا فِي ِه؛ ألَنههُ أ َ َ
َان َ َان َحيًّا ك َ أَنههُ لَ ُك ْم؟) ،قَالُواَ :و ه ِ
َّللا لَ ْو ك َ
علَ ْي ُك ْم) ().َّللا ِم ْن َه َذا َ
علَى ه ِ َّللا لَل ُّد ْنيَا أ َ ْه َو ُن َ
(فَ َو ه ِ
66
الزهد الشرعي
3
اعتقاد أن نعيم 1
الدنيا مهما عظم أسس الزهد
اعتقاد سرعة
فهو ال شيء الشرعي انقضاء الدنيا
بالنسبة لنعيم
اآلخرة
4
اغتنام العمر وفترة
الشباب باألعمال
الصالحة
69
املطلب الثاين-املراد ابلزهد عند الصوفية
وترك ُّ
الدنْـيَا ابلكلية :ابخلروج عن األوطان ،وهجر التخلي عن األمالكُ ،
الزوجات ،واألوالد ،واألحباب.
وقد بني الطوسي مكانة هذا الزهد يف التصوف أبنه أول درجة فيه ،فمن
مل يصعدها فال يصح له شيء من التصوف .
درجات التصوف والطرق الصوفية
الزهد الصوفي
قائم على األمور التالية:
-1الغلو في التعبد؛ بحيث يقوم وال ينام ،ويواصل الصيام؛ فعبادة عظيمة
مع عدم التزام بالسنة ،ومن هنا ظهرت البدع العبادية عندهم.
-2الغلو في تخلية القلب من الطمع؛ فأخلوه حتى من الطمع فيما عند هللا
من خيري الدنيا واآلخرة ،فحصل لهم الخلل في أركان التعبد هلل بالحب
والخوف والرجاء ،فأهملوا الخوف والرجاء ،وحولوا الحب إلى عشق
يخرجهم عن حقيقة التعبد هلل ،كما ظهر ذلك جليا ً في الدرجات التالية من
درجات التصوف.
71
الزهد الصوفي
إن أهل الزهد الصويف هم أهل بدعة واحنراف؛ فمما ال شك فيه أن ترك
العمل أبسباب الدنيا كلية ،واالنقطاع للعبادة بدعة يف دين اإلسالم،
ولكنهم ليسوا سواء يف بدعهم العبادية أو بدعهم العقدية ،وليسوا سواء يف
املصدر الذي انطلقوا منه يف هذا الزهد االصطالحي وابلتايل؛ ف َّ
إن إعطاء
حكم واحد على مجيع أهل الزهد االصطالحي جمانب للصواب.
وقد ذكرهم ابن تيمية-رمحه هللا -يف معرض الرد على احللولية
واالحتادية ،وأثىن عليهم أبهنم مييزون بني القدمي واحملدث ،وذكر أمثلة
عليهم :كالفضيل بن عياض ،واْلنيد ،وسهل بن عبد هللا التسرتي،
وعمرو بن عثمان املكي ،وذكر أبهنم ليسوا على اعتقاد صوفية أهل
الكالم ،وال على اعتقاد صوفية الفالسفة.
عما يغطيه.
رفع الشيء َّ
صُرَك الْيَـ ْوَم َحدي ٌد [ق ،]22 :أي :يعين :رفعنا ب ـ
َ ف كَ اءَطغ نك
َ ع اَنفْ ش
َ ك
َ ف
َ اذَ ه ن م قال تعاىل :لََّق ْد ُكنت يف َغ ْفلَ ٍ
ة
َ ََ َ ْ َ َ
احلجاب عن بصرك ،فصار انفذا تبصر به ما كان خيفى عليك يف الدنيا.
أظهره).
كشف األَمر ي ْكشفه َك ْشفاً
ف رفعُك الشيء عما يُواريه ويغطيه ...،و َ يقول ابن منظور (ت 711 :هـ)( :الك ْش ُ
الشيء ،كالثَّوب ويقول ابن فارس (ت 395 :ه)( :الكاف والشني والفاء أصل صحيح؛ ُّ
يدل على َس ْرو الشيء عن َّ ٌ
وغريه أ ْكشفه)
ت الثوب َ يُ ْسَرى عن البدن ،ويقال َك َش ْف ُ
درجات التصوف والطرق الصوفية
املطلب األول-املراد ابلكشف ،وأنواعه
هو ادعاء انكشاف املغيبات النسبية؛ فريى ما ال يراه غريه ،ويسمع ما ال
يسمعه غريه ،ويعلم ما ال يعلمه غريه.
يقول اْلرجاين (ت 816 :هـ) عن الكشف ،هو( :االطالع على ما وراء احلجاب من املعاين الغيبية واألمور احلقيقية
وجودا وشهودا).
وقال السراج( :الكشف :بيان ما يسترت على الفهم ،فيكشف عنه للعبد كأنه رأي العني).
هي الدرجة العلمية عندهم؛ التالية للدرجة العملية؛ ألن تلك األعمال املذكورة يف
الدرجة األوىل العملية من :اْلوع ،والسهر ،والفقر ،وغري ذلك؛ تورث أحواالً ،هذه
األحوال هي خوارق جتعل صاحبها-كما يزعمون-يرى ما ال يراه غريه؛ فتسمى
مشاهدات ،ويسمع ما ال يسمع غريه؛ فتسمى خماطبات ،ويعلم ما ال يعلمه غريه؛
فتسمى مكاشفات.
درجات التصوف والطرق الصوفية
املطلب األول-املراد ابلكشف ،وأنواعه
فهذه الدرجة صاحبها يصبح عندهم عاملاً من علماء الصوفية ،وال حيتاج بعد ذلك للكتب
وال ملدارسة العلم؛ ألنه وصل للعلم فال حيتاج ألسبابه ،فهو يزعم أبن العلم يصل لقلبه مباشرة
من مصادره؛ من غري حاجة للوسائط ،فهو قد ُرفعت عنه احلجب البشرية؛ فيتلقى اترة عن
هللا ،واترة عن رسول هللا ،واترة عن اخلضر ،واترة عن شيوخه ،ويكون التلقي يقظة أو
مناماً ،مباشرة ،أو إهلاماً ،أو خاطراً ،أو هاتفاً ،أو إسراءً ،أو معراجاً ،أو فراسةً ،وحنو ذلك.
وهذه الدرجة يسميها الغزايل (ت 505 :هـ) :بـ "علم املكاشفة" ،ويعرفه بقوله( :أن يرتفع
الغطاء حىت تتضح له جلية احلق يف هذه األمور؛ اتضاحاً جيري جمرى العيان الذي ال يشك
فيه)
درجات التصوف والطرق الصوفية
املطلب األول-املراد ابلكشف ،وأنواعه
اثلثا :أنواع الكشف عند الصوفية
فهذه مجلة من أهم أنواع الكشف عند الصوفية ،وهم جيعلوهنا مصادر لتلقي
الدين ،ويعتمدوهنا أعظم من اعتمادهم على الوحي اإلهلي ،ويقدمون ما دلت عليه
على كالم هللا وكالم رسوله ،بل جيعلون الوحي اإلهلي ميزاانً ملا وصلوا إليه من
معارف عن طريق الكشف أبنواعه املتعددة ،وهم هبذا خيالفون قوله تعاىلَ :اي أَيـُّ َها
يع َعل ٌيم مس
َ ٌَ اَّلل
َّ َّ
ن إ اَّلل
َّ ا
و ق
ُ َّ
ـ ت ا
و ه لو سرو اَّلل
َّ يدَ ي ني
َ
ُ َ َْ ب ا
و م د ق
َ ـ
ُ ت ال
َ ا
و ن
ُ آم
َ َين ذَّ
ل ا
َ ََ ُ َ
[احلجرات ،]1 :وهللا املستعان.
-1القول أبن الزهد ،ورايضة النفس ،وتصفية القلب؛ توجب حصول العلم الشرعي النافع مبجردها؛ كالم ابطل،
ولكن الزهد وتصفية القلب-وفق الشرع-له أثر يف فهم األدلة الشرعية والعقلية.
-2أن العبادات والرايضات اليت يقومون هبا بدعية ،وليست هي من الزهد الشرعي ،أو التطهري الصحيح للقلب
من اخلبائث ،فهم مجعوا بني فسادين :فساد العمل ،وفساد من انحية نقص العلم ،برتك العلم الشرعي ،فشاهبوا
النصارى يف ضالهلم.
-3استدرجهم الشيطان من التعبد ابلبدع ،إىل الرايضة من غري تعبد؛ وإمنا جوع وسهر وعزلة وفقر ومذلة ْلمع
النفس حىت حيصل هلا الكشف ،فوقعوا يف أعظم الضالل واالحنراف عن دين اإلسالم ،وتلبستهم الشياطني.
-4استدرجهم الشيطان من مجع النفس ليحصل هلا الكشف ،حىت لو برتديد كلمة ليس فيها أي ذكر ،إىل
القول-زعما-أبهنم حيصل هلم من جنس ما حيصل لألنبياء من الوحي؛ فهذا تدرج يف االحنراف والضالل؛ ليصل
للكفر ،والتعدي على مقام النبوة ،وحنو ذلك.
-5الرايضات اليت متارس للوصول للكشف فيها خطورة على اْلسم والعقل والدين ،فقد تذهب العقل والدين،
وتضر ابلبدن؛ فهؤالء مجعوا بني فساد الدين وفساد الدنيا ،بني فساد الروح وفساد البدن؛ وهللا املستعان.
-6استدرجهم الشيطان يف الرايضات؛ بسبب ما حصل لبعضهم من الكشف ،إىل القول بعدم الفائدة من
العبادات .فهم يرون الفائدة من العبادات إمنا هو صقل النفوس وجتردها؛ لتصبح مستعدة لنزول العلوم عليها من املأل
األعلى ،فإذا حصل ألحدهم ما يعتقد أنه علم أو معرفة؛ بقي خمرياً يف حفظ العبادة ،أو ردها ،أو االشتغال ابألوراد
عنها
درجات التصوف والطرق الصوفية
املطلب األول-املراد ابلكشف ،وأنواعه
رابعا :املوقف من درجة الكشف عند الصوفية
-7استدرجهم الشيطان يف هذا الباب حىت ربطوا بني الوالية وبني الكشف ،فمن مل حيصل له الكشف؛ مل يصل –
يف زعمهم-لدرجة الوالية.
-8استدرجهم الشيطان يف درجة الكشف إىل القول ابالستغناء عن متابعة الرسول استغناء مبا حصل هلم من
العلم الكشفي ،وإىل القول بسقوط التكاليف عنهم .قال اإلمام ابن القيم –رمحه هللا(-ت 751 :ه)( :فالكشف
الصحيح :أن يعرف احلق الذي بعث هللا به رسله ،وأنزل به كتبه ،معاينة لقلبه ،وجيرد إرادة القلب له؛ فيدور معه وجوداً
وعدماً ،هذا هو التحقيق الصحيح؛ وما خالفه فغرور قبيح)
درجات التصوف والطرق الصوفية
املطلب الثاين-بدع الكشف الصويف املتعلقة مبصادر الدين ،ومنهج التلقي
وقد كان الصوفية يقصرون ذلك على النيب ،فهو يقابل مشاخيهم يقظه ،ويعلمهم الشرع ،وخيصهم ابألوراد ،مث
توسعوا يف ذلك ليعتقدوا الرجعة يف كل األولياء.
وقد اعتمد الصوفية كثرياً على هذه اخلرافات ،فأخذوا منها عباداهتم وأورادهم ،واستغنوا هبذا الطريق عن طلب العلم
الشرعي من القرآن والسنة على أيدي أهل العلم؛ ألن ما حيتاجون إىل معرفته أيتيهم به أشياخهم ويعلموهنم إايه ،نعوذ
ابهلل من هذا الضالل.
-2اإلعراض عن تعلم العلوم الشرعية؛ وانتقاص قدرها ،وانتقاص قدر طالب العلم الشرعي؛ والتحذير منهم ،ومن
جمالستهم ،واالستماع هلم.
-3االعتقاد أبن الوحي اإلهلي مستمر النزول على األولياء ،وإمنا الذي توقف هو إرسال الرسل واألنبياء ،وبناء على
ذلك؛ فللويل أن يفسر النصوص الشرعية َبالف ما بينه الرسول للصحابة ،وقد انتهجوا بسبب ذلك التأويل
الباطين للنصوص؛ من جنس ما تقوم به طائفة اإلمساعيلية وحنوهم.
-جعل الوحي اإلهلي موزوانً للكشف ،فهم يعتقدون أن العلم ال ُـمتلقي من الكشف؛ يقيين ،حق ،واجب الطاعة،
فما قبله الكشف من الوحي قبلوه ،وما خالفه :أولوه ،أو ردوه.
-االعتماد على النصوص الضعيفة واملوضوعة ملوافقتها ألهوائهم ،وبدعهم ،واعتماد القصص اخليالية ،واخلرافات
مصادر لتقوية احنرافاهتم.
المخلوقات تعريف
في الظاهر وحدة
خلق وفي وحدة الموجود
الباطن حق الوجود
الظاهر في
جميع
المظاهر واحد
وهو هللا
100
عقيدة وحدة الوجود –عند القائلين بها من الصوفية-تتضمن األمور التالية:
يزعمون بأن سبب ظهور هللا عندهم في صور الكائنات هو أن هللا كان وجودا ً مطلقاً؛
ليس له اسم أو صفة ،ثم أراد أن يرى نفسه في مرآة هذا الوجود ،فظهر في صور
الكائنات المعدومة العين ،الثابتة في علمه تعالى ،فكل ما يرى وما ال يرى هو هللا تعالى
–تعالى هللا عن قولهم علوا ً كبيرا ً.-
الوجود –عندهم-واحد بالعَين ال بالنوع ،فليس في الوجود إال شيء واحد ،وهو واجب
الوجود ،فالوجود هو الموجود ،والموجود هو هللا ،ولكن القول بوحدة الموجود ظاهر
البطالن؛ فيحرص الصوفية على ترك القول به ،ويقولون بوحدة الوجود إمعانا ً في
التلبيس ،وإال فهم ال يثبتون للمخلوق والممكن وجودا ً أصالً.
102
فالتوحيد- :عندهم :-إفراد الحق بالوجود ،في األزل واألبد.
103
-3الشهود
-4الحقيقة
-5التحقيق
أسماء -1التوحيد
-٦الجمع
أخرى لوحدة -2
الوجود الفردانية
-7اإلحسان
104
الحتاد احللول وحدة الوجود
اختالط وامتزاج بني
املخلوق ظرف للخالق
اخلالق واملخلوق ،فيكوان وحدة املوجود 1
(أثنينية)
ذاات واحدة
والمراد به :أن تضمحل جميع المخلوقات من ذهن العبد؛ فال يرى إال هللا ،وال يرى حتى
نفسه؛ حتى يصل به األمر إلى أن يظن أنه هو هللا ،فال يرى إال هللا ،ولكن ذلك كله في حال
غيبة العقل والتمييز؛ فإذا أفاق وصحا عرف أنه غالط ،فهذا فناء يعقبه بقاء.
وهذا هو التصوف المنسوب ألهل الكالم ،والذي يطلق عليه التصوف السني ،وال شك أن
هذا النوع هو التصوف المعروف عند أهله؛ والذي يسعى المتصوفة إليه ،وإن كان األكمل
منه عند العارفين بحقيقة التصوف هو النوع الثالث.
107
أنواع الفناء ثالثة
والمراد به :أن يشهد :أال موجود إال هللا ،وأن وجود الخالق هو وجود المخلوق،
ووجود المخلوق هو وجود الخالق؛ فال فرق بين الرب والعبد().
وهذا هو الغاية عند العارفين بحقيقة التصوف ،وهو أن يصلوا إلى مرحلة الفناء
والسعادة ،واالتحاد بالخالق؛ فتذوب نفسه وتنتهي ،وتتحول إلى اإللهية ،فال يرى إال
هللا ،ويرى نفسه أنها هي هللا ،والكون كله هو هللا ،وهذا هو القول بوحدة الوجود،
وهو غاية التصوف الحقيقي
108
الفناء الذي يدور عليه كالم الصوفية من أهل هذه الدرجة؛ هو
نفسه عقيدة "النيرفانا" التي يصبو إليها البوذية،
يقول الباحث الدكتور عبد هللا نومسوك -في بحثه النفيس عن البوذية-ملخصا ً معتقد البوذية في
"النيرفانا":
(إن "نرفانا" هي أعلى درجات الصفاء الروحاني؛ التي يبلغها البوذي بعد مصارعاته ،وجهوده
النفسية ،عن طريق تجريد النفس ،وقمع جميع الشهوات والرغبات ،وممارسة الضغط على الذاتية
واألنانية.
وإذا وصل البوذي إلى هذه الدرجة؛ زالت من نفسه رغباته ،وانعدمت مطامعه وأهدافه – على حد
زعمهم ،-فال يحس بأية مشاعر تدفعه لفعل خير ،أو ارتكاب شر ،ويصل إلى أعلى درجة من
الصفاء ،ثم تنطلق قواه الحيوية بعد الموت إلى حالة "نرفانا"؛ حيث الخمود المطلق ،والفناء
النهائي الذي ال يعود بعده إلى عالم األرض على أي وجه من الوجوه) ().
109
عقيدة الفناء ناشئة مع التصوف ابتداء ،وهي هي عقيدة
"النيرفانا"؛ مع اختالفات يسيرة في التعبير ،ولكن
المتقدمين ال يصرحون ،وأما المتأخرون ففيهم الوضوح
والصراحة بالقول بالمذهب ،إضافة إلى إدراج نوع من
الفناء -وهو الفناء الحق-ضمن الفناء المأخوذ من
المذهب الهندي؛ جعل بعض الناس يتوقف في القول بأن
الفناء كله مأخوذ من المذهب الهندي.
110
مكانة وحدة الوجود عند الصوفية
112
/2يجوز التصريح بها في حال الشطح ،أو في حال التعليم والدعوة لألتباع
والشطحات :عبارات ،والعبارات عند القوم هي األقوال الصريحة في وحدة الوجود.
تصدر الشطحات بسبب ضعف قلب الصوفي؛ عن حمل ما يرد على قلبه من اعتقاد وحدة
الوجود ،وتوهمه أنه هو هللا.
الشطحات مستبشعة عند غير الصوفية ،لكنها مقبولة عند الصوفية.
يحذر الصوفية من إنكار الشطحات ،أو الطعن في األشخاص الذين صدرت عنهم.
يرى الصوفية أن أصحاب الشطحات معذورون في تصريحهم بالعقيدة الصوفية.
وقد مثل الصوفية الشطحات بأمثلة كثيرة منها:
قول أبي يزيد البسطامي" :سبحاني ما أعظم شأني"
قول أبي الحسين النوري لما سمع نباح الكالب" :لبيك وسعديك".
113
وأما القسم الثاني؛ التصريح بها في حال التعليم والدعوة
لألتباع
من أقوال الصوفية الصريحة في العبارات الصادرة عن أئمتهم
ال بسبب عاطفة قوية ،ووجد عنيف ،بل هي أقوال تنظيرية؛
الهدف منها تقعيد المذهب وإيضاحه.
وهذا القسم غير مذموم عند الصوفية؛ إن كان الحامل عليه
دعوة السالكين ،والمبتدئين من الصوفية –إلى وحدة الوجود،-
ومحاولة تجلية المعتقد وكشف أسراره ألهله"
114
أصحاب هذه الدرجة من الصوفية؛ مالحدة ،ينكرون أن يكون
لهذا الكون خالقا ً مالكا ً ُم َد ِبراً؛ ألنهم ينكرون وجود مخلوقات -1البدع المتعلقة
كانت مسبوقة بعدم ،فيرون العالم قديم واجب الوجود، بتوحيد الربوبية
ويقولون :بأن هللا مبثوث في كل ذرة من ذراته ،فهم مالحدة
متألهة.
ليس هناك توحيد عبادة عند صوفية وحدة الوجود؛ لعدم
وجود ثنائية عابد ومعبود ،فال معنى للعبادة؛ لعدم وجود عابد، -2البدع المتعلقة
بل الكل معبود ،ولذا يقولون :بأن من وصل هذه الدرجة تسقط بتوحيد األلوهية
عنه التكاليف الشرعية ،ويصح له عبادة كل شيء ،ويصح له
التدين بأي شيء.
115
جمعوا بين أقصى أنواع التعطيل ،وأعلى أنواع التمثيل ،وأقبح أنواع
الوصف.
-3البدع المتعلقة
فعطلوا هللا عن جميع األسماء والصفات؛ من حيث أنه حق ،فوصفوه
بتوحيد األسماء
بالوجود المطلق بشرط األطالق،
ووصفوه من حيث هو خلق بجميع صفات المخلوقين ،ولم يكتفوا والصفات
بوصفه بصفات الموجودات؛ بل تجاوزوا ذلك فوصفوه بصفات المعدومات
والممتنعات.
-4البدع المتعلقة
ال فاعل إال هللا؛ ألنه ال موجود إال هللا.
بالقدر
إباحية وزندقة ،وأخالق دنيئة ،وسلوكيات رذيلة؛ فال دين يردعهم ،وال -5البدع المتعلقة
خلق يلجمهم ،ويزعمون أن ما يقومون به من ممارسة الفواحش هو بالنواحي األخالقية
من الدين. 116
15
املبحث الرابع -الطرق الصوفية
متهيد -التعريف ابلطرق الصوفية
هو أول من وضع نظام الطرق الصوفية ،وانتقلت بعد ذلك من إيران إىل العراق ومصر مث إىل بقية الدول اإلسالمية.