‫المحاضرة الثالثة‪ :‬اضطرابات اللغة المكتوبة‪:‬عسر القراءة ‪ -‬عسر االمالء النمائيين‬

‫‪ - 1‬تعريف عام‪ :‬يعد اضطراب اللغة المكتوبة المحدد أحد اضطرابات التعلم الخطيرة وطويلة‬
‫ُعرف بأنه‬
‫األمد والمستمرة‪ .‬له عرضان و جانبان من نفس المرض‪ :‬عسر القراءة ‪ ،‬الذي ي َّ‬
‫اضطراب في التعرف على الكلمات المكتوبة ‪ ،‬وعسر الكتابة الذي يتعلق باكتساب التهجئة‬
‫ويعتبران اضطرابات نمائية وبالتالي يرتبطان بالتثبيت غير الصحيح للوظيفة وليس‬
‫بفقدانها‪ .‬تتداخل االضطرابات بشكل كبير مع التمدرس وكذلك مع أنشطة الحياة اليومية‬
‫المتعلقة بالكتابة‪ .‬يرجع هذا المرض إلى االضطرابات المعرفية األساسية ‪ ،‬مع وجود‬
‫ارتباطات بيولوجية عصبية معروفة جيدًا‪.‬‬
‫‪ - 2‬العالقة بين عسر القراءة و عسر الكتابة‪:‬‬

‫يعرف ‪ Shaywitz ، Lyon‬و ‪ )2003( Shaywitz‬عسر القراءة بأنه "اضطراب تعليمي‬

‫ّ‬
‫محدد أصله عصبي بيولوجي‪ .‬يتميز بصعوبة التعرف على الكلمات بدقة و ‪ /‬أو بطالقة‬
‫باإلضافة إلى محدودية قدرات تهجئة الكلمات وفك تشفيرها‪ .‬وفقًا لهذا التعريف فإن عسر‬
‫القراءة يتضمن بالضرورة عسر الكتابة‪ .‬و أظهرت دراسة اخرى مقارنة االداء في القراءة‬
‫واإلنتاج الكتابي ألطفال عددهم ‪ 1453‬في القسم المتوسط الثاني ‪ CM2‬أن معظم القراء‬
‫ضا كتاب سيئون والعكس صحيح‪.‬‬
‫السيئون هم أي ً‬

‫و ينبغي ان نشير هنا إلى انه من الصعب الفصل بينهما نظرا الى الروابط الوثيقة بين‬
‫القراءة و اإلمالء ‪ .‬ومع ذلك فان كل الديسلكسيين تقريبا يعانون من صعوبة في االمالء ‪.‬‬
‫فعسر الكتابة هو اضطراب في تعلم الهجاء ويمكن أن يؤثر على الجوانب المختلفة ‪:‬تهجئة‬
‫االستخدام‪ L’orthographe d’usage‬والتي هي شكل محدد لكل كلمة‪،‬مثال(‪Corbeau‬‬
‫وليس ‪ )Corbaut‬والتهجئة الصوتية ‪ L’orthographe Phonétique‬التي تعكس القدرة‬
‫على االستخدام الفعال لقواعد التحويل فونيم – غرافيم‪ ،‬وكذلك التهجئة النحوية بمعنى نسخ‬
‫المورفيمات االعرابية ) مثال صيغ الجمع لالسماء أو زمن االفعال)‪.‬‬
‫‪ - 3‬معايير التشخيص‪:‬‬

‫‪ - 1- 3‬معايير االستبعاد‪ :‬يستجيب عسر القراءة ‪-‬عسر الكتابة أوالً مثل أي اضطراب تعليمي‬
‫محدد إلى تعريف باالستبعاد‪ .‬يجب استبعاد‪:‬‬

‫‪1‬‬
 ‫‪ -‬أي سبب طبي مسؤول عن هذا االضطراب ‪.‬‬
‫‪ -‬بخالف العجز المعرفي المحدد‪ :‬اإلعاقة الذهنية ‪ ،‬واالضطراب العصبي أو الحسي ‪،‬‬
‫واالضطراب العقلي أو النفسي ‪ ،‬وعدم الكفاءة التعليمية أو االجتماعية والثقافية المثبتة‪.‬‬
‫و في الدليلين الرئيسيين للتصنيف الدولي لألمراض‪ ،‬يعد عسر القراءة جز ًءا من اضطرابات‬
‫التعلم المحددة (‪ )DSM-IV‬أو اضطرابات التعلم المدرسية المحددة (‪ .)CIM-10‬و يتم‬
‫تعريف هذه االضطرابات من خالل عجز كبير في األداء المدرسي (أو في أنشطة الحياة‬
‫اليومية) ‪ ،‬وليس نات ًجا عن سبب مباشر مثل االضطراب الحسي ‪ ،‬والعجز الفكري (معدل‬
‫الذكاء> ‪ )70‬بينما يحدث التعليم وفقًا للمعايير‪.‬‬
‫‪ -- 2- 3‬معايير إيجابية (أو عن طريق التضمين)‪ :‬المعايير التشخيصية لالضطراب المحدد‬
‫في القراءة و التي احتفظت بها هذه التصنيفات‪ ،‬فبشكل عام هناك فرق كبير بين أداء القراءة‬
‫المقيَّم باالختبارات والمستوى المتوقع فيما يتعلق بالعمر والمستوى الفكري‪ .‬في اإلصدار‬
‫العاشر من التصنيف الدولي لألمراض تم تحديد أن هذا االنحراف يجب أن يكون على األقل‬
‫بانحرافين معياريين أقل من المستوى المتوقع‪.‬‬
‫و وفقًا لتعريف ‪ Lyon‬وآخرون‪ ، )2007 ،Inserm ( .‬يجب أن يكون االضطراب‬
‫كبيرا ويمثل فجوة بين القدرات المعرفية األخرى للطفل‪ .‬والصعوبات في‬ ‫ً‬ ‫الفونولوجي‬
‫التعرف على الكلمات المكتوبة تؤدي إلى عدم الدقة في القراءة ونقص الطالقة حيث يتم‬
‫النظر في االحتمالين بشكل منفصل (استراتيجيات التعويض الممكنة)‪ .‬يمكن أن يكون‬
‫للمرض تأثير على فهم المكتوب وكذلك على تكوين المفردات والمعارف العامة بسبب قلة‬
‫التعرض للكتابة الناتجة عن هذا االضطراب‪ .‬وفقًا لمؤلفين آخرين ‪ ،‬فإن المظهر الرئيسي‬
‫والمحدد لعسر القراءة يكمن في صعوبات التعرف على الكلمات المكتوبة خارج أي سياق ‪،‬‬
‫مما قد يكون له تأثير على السرعة ودقة القراءة وبالتالي على الفهم‪.‬‬
‫‪- 3- 3‬التشخيص السريري‪ :‬في مواجهة الصعوبات في اللغة المكتوبة من الضروري أو ًال‬
‫استبعاد األسباب المحتملة بخالف أسباب اضطراب معين‪ .‬يمكن البحث عنها خالل سوابق‬
‫المريض ويتم تحديدها عمو ًما عن طريق فحوصات إضافية‪ .‬االضطرابات التي يجب البحث‬
‫عنها هي التأخير في اللغة الشفهية ‪ ،‬والتأخر العقلي أو النقص ‪ ،‬واالضطرابات النفسية‬
‫األولية ‪ ،‬واالضطرابات العقلية النفسية‪ .‬يجب طلب فحوصات ‪Oto-Rhino-‬‬
‫‪ Laringological‬وطب العيون والعصبية والقياسية النفسية‪ .‬و بحثًا عن معايير إيجابية‬
‫سيكون من الضروري االستفسار عن وجود عسر القراءة داخل األسرة‪.‬‬
‫واختبارات القراءة يجب ان تعطينا‪:‬‬

‫‪2‬‬
 ‫شهرا لألطفال دون التاسعة (و ‪ 3‬سنوات لألطفال‬
‫ً‬ ‫تاخر هام في القراءة‪ :‬من ‪ 18‬إلى ‪24‬‬
‫األكبر سنًا وفقًا لبعض المؤلفين‬
‫‪.‬األهمية النوعية والكمية لطبيعة األخطاء‬
‫يجب تقييم العديد من القدرات المعرفية األخرى‪ :‬الوعي الصوتي ‪ ،‬التسمية السريعة ‪ ،‬النافذة‬
‫البصرية ‪-‬االنتباه‬
‫ضا اختبار قراءة الكلمات‬
‫اختبارا لقراءة النص ولكن أي ً‬
‫ً‬ ‫يجب أن تتضمن اختبارات القراءة‬
‫المعزولة ‪ ،‬وقد تختلف النتائج بين هذين االختبارين لصالح قراءة النص ‪ ،‬حيث يكون الطفل‬
‫قادرا على استخدام السياق (وهذا على وجه الخصوص ألن قدراته التعويضية ستمتلك تم‬ ‫ً‬
‫‪).‬تطويره‬

‫‪3‬‬