You are on page 1of 9

‫‪1‬‬

‫اململكة العربية السعودية‬


‫جامعة حائل‬
‫كلية الرتبية‬
‫قسم الثقافة اإلسالمية‬
‫مسار العقيدة واملذاهب املعاصرة‬

‫واجب مادة أصول االميان‬

‫إعـ ــداد‪:‬‬
‫أروى عارف صاحل العبوش‬
‫الرقم األكادميي‪20220522 :‬‬

‫إشـ ـراف‪:‬‬
‫د‪ .‬منيفة الشمري‬
‫‪2‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫قارين بني أهل السنة واجلماعة والوعيدية واملرجئة فيما يلي‪:‬‬

‫_ االميان‬
‫_ زايدة االميان ونقصانه‬
‫_ الفرق بني الصغرية والكبرية وحكم مرتكبها‬
‫_ موقفهم من نصوص الوعد والوعيد‬
‫_مفهومهم للكفر‬
‫‪3‬‬

‫االميان عند أهل السنة واجلماعة‬

‫قال االمام ابن تيمة أن االميان‪ :‬قول وعمل‪ ،‬وقول وعمل ونية‪ ،‬وقول وعمل واتباع السنة وقول ابللسان‬
‫واعتقاد ابلقلب وعمل ابجلوارح‬

‫قال سهل التسرتي‪ :‬االميان قول وعمل ونية وسنة ألن االميان إذا كان قوال بال عمل فهو كفر وإذا كان‬
‫(‪)1‬‬ ‫قوال وعمال بال نية فهو نفاق وإذا كان قوال وعمال ونية بال سنة فهو بدعة‬

‫(‪)2‬‬ ‫ومن مذهب أهل احلديث أن االميان قول وعمل ومعرفة يزيد ابلطاعة وينقص ابملعصية‬

‫االميان عند املرجئة‬

‫االميان هو جمرد املعرفة والتصديق وأن قول اللسان ليس جزءا من االميان داخال فيه وال شرطا خارجا عنه‬
‫وإمنا هو شرط إلجراء األحكام الدنيوية على املرء فمن كان مؤمنا بقلبه ومل ينطق ابلشهادة بلسانه دون‬
‫الدنيا(‪)3‬‬ ‫عذر فهو انج عند هللا وإن أجريت عليه أحكام الكافرين يف‬

‫_______________‬
‫(‪ )1‬االميان بني السلف واملتكلمني ص‪18‬‬

‫(‪)2‬عقيدة السلف وأصحاب احلديث ص‪255‬‬

‫(‪ )3‬نواقض االميان االعتقادية ص‪179‬‬


‫‪4‬‬

‫االميان عند الوعيدية املعتزلة واخلوارج‬

‫قول الوعيدية من اخلوارج واملعتزلة ‪:‬أن اإلميان قول ابللسان واعتقاد ابجلنان وعمل ابألركان‪ ،‬فهم‬
‫وافقوا أهل السنة يف مسمى اإلميان‪ ،‬وخالفوهم يف حقيقته ومعناه فجعلوا اإلميان يزول بزوال العمل مطلقا‬
‫من غري تفصيل يف نوع العمل؟!ً‬

‫ونقطة اخلالف بينهم وبني السلف أهنم جعلوه كال ال يتجزأ ومن هنا توصلوا إىل أخطر النتائج اليت ضج‬
‫هلا اجملتمع اإلسالمي اذ أهنم يعتقدون أن من أخل أبمر من أمور الدين فإنه يسلب من اإلميان ابلكلية‬

‫(‪)1‬‬ ‫ويسمى كافرا ويستحق اخللود يف النار وجترى عليه أحكام الكافر يف الدنيا فيكون حالل الدم واملال‬

‫يقول أبو احلسن البسيوي {االميان هو التصديق ابلطاعة والعمل هبا فمن ترك شيئا من ذلك أو ركب ما‬
‫حرم هللا عليه أو ترك ما أوجب هللا عليه خرج من االميان وحلق بضده فافهم ذلك إن شاء هللا ألن ضد‬
‫االميان هو الكفر}‬

‫ويقول عبدهللا بن محيد الساملي { إن االميان عندان فعل الواجبات فالكفر مقابله أي فالكفر هو ترك‬
‫(‪)2‬‬ ‫شيء من الواجبات أو فعل شيء من احملرمات }‬

‫______________‬
‫(‪ )1‬االميان بني السلف واملتكلمني ص ‪80‬‬

‫(‪ )2‬نواقض االميان االعتقادية ص ‪134‬‬


‫‪5‬‬

‫زايدة االميان ونقصانه‬

‫زايدة االميان ونقصانه عند أهل السنة واجلماعة‪:‬‬

‫إن القول بزايدة االميان ونقصانه هو قول أهل السنة واجلماعة الصحابة واتبعيهم إبحسان‬

‫قال عبد الرزاق‪(:‬مسعت معمرا وسفيان الثوري ومالك وابن جريج وسفيان بن عيينة يقولون‪ :‬االميان قول‬
‫(‪) 1‬‬ ‫وعمل يزيد وينقص) وقال‪ :‬لقيت اثنني وستني شيخا كلهم يقولون االميان قول وعمل يزيد وينقص‬

‫زايدة االميان ونقصانه عند املرجئة‪:‬‬

‫قالت املرجئة‪ :‬إن اإلميان ال يزيد وال ينقص وال يتفاضل أهله فيه وقالوا أن اإلميان شيء واحد ال تعدد‬
‫(‪)2‬‬ ‫فيه‬

‫زايدة االميان ونقصانه عند الوعيدية‪:‬‬

‫وقالت الوعيدية بنفي نقص االميان ألنه يلزم منه ذهاب االميان مجيعه فنفوا نقص االميان وأجازوا زايدته‬
‫من جانب اختالف الناس يف وجوب التكاليف على بعضهم دون البعض اآلخر فالوعيدية ينفون نقص‬
‫االميان مبعىن اإلخالل بشيء من الواجبات أو فعل شيء من الكبائر وجيوزون ذلك مبعىن سقوط بعض‬
‫(‪)3‬‬ ‫التكاليف عن بعض املكلفني وتفاوهتم يف ذلك‬

‫_______________‬
‫(‪ )1‬زايدة االميان ونقصانه للبدر ص‪296‬‬

‫(‪ )2‬االميان بني السلف واملتكلمني ص ‪91‬‬

‫(‪ )3‬نواقض االميان االعتقادية ص ‪138‬‬


‫‪6‬‬

‫الفرق بني الصغرية والكبرية وحكم مرتكبها‬

‫اتفق أهل السنة وخمالفيهم على انقسام املعاصي إىل كبائر وصغائر إمنا االختالف يف حكم مرتكبها‬

‫قال ابن القيم رمحه هللا‪ :‬والذنوب تنقسم إىل صغائر وكبائر بنص القرآن والسنة واالمجاع وابالعتبار‬
‫َٗ‬ ‫ُ ُ ۡ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ ُ َ‬ ‫َۡ ْ َ ٓ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﵟإِن تج َتن ِ ُبوا ك َبائ ِ َر َما ت ۡن َه ۡون ع ۡن ُه نك ِف ۡر َعنك ۡم َسي ِ َـات ِك ۡم َون ۡدخِلكم ُّم ۡدخلا‬
‫َكر ٗ‬
‫يماﵞ‬ ‫ِ‬

‫عن أيب هريرة رضي هللا عنه عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال« ‪:‬الصلوات اخلمس‪ ،‬واجلمعة إىل‬
‫بينهن إذا اجتُنبَت الكبائر‪».‬‬
‫ات ملا َّ‬
‫اجلمعة‪ ،‬ورمضان إىل رمضان ُم َك ِّفر ٌ‬
‫فاليت تكفرها الصلوات وحنوها صغائر‬

‫تعريف الكبرية‪ :‬هي كل ذنب ختمه هللا تعاىل بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب ومنها إجياب احلد‬
‫ووصف صاحبها ابلفسق نصا‬

‫وهذا الضابط ميكن التفريق به بني الصغائر والكبائر فالصغرية كل ماسوى الكبرية من صغائر الذنوب‬
‫كاللم‬

‫حكم مرتكب الكبرية عند أهل السنة‪:‬‬

‫تواترت النصوص الدالة على عدم كفر مرتكب الكبرية وعدم خلوده يف النار إن دخلها مامل يستحل وهذا‬
‫(‪)1‬‬ ‫من األصول االعتقادية اجملمع عليها بني أهل السنة واجلماعة‬

‫_________________________‬

‫(‪ )1‬نواقض االميان االعتقادية ص‪113‬‬


‫‪7‬‬

‫ُ َ َ َ‬ ‫ۡ‬ ‫َّ َّ َ َ ۡ َ ۡ‬
‫ٱَّلل لا َيغ ِف ُر أن يُش َر َك بِهِۦ َويَغ ِف ُر َما دون ذَٰل ِك ل َِمن‬ ‫ومن األدلة الصرحية من القرآن قوله تعاىل ﵟإِن‬
‫َ ٓ‬
‫يَشا ُءُۚﵞ‬

‫ومن السنة حديث أيب ذر (أاتين جربيل عليه السالم فبشرين أنه من مات من أمتك ال يشرك ابهلل شيئا‬
‫دخل اجلنة قلت وإن زىن وإن سرق قال وإن زىن وإن سرق) فأهل السنة واجلماعة وسط بني اخلوارج‬
‫واملرجئة فيقولون مرتكب الكبرية مؤمن إبميانه فاسق بكبريته حتت املشيئة إن شاء عفا هللا عنه وإن شاء‬
‫عذبه وال خيلد يف النار‬

‫حكم مرتكب الكبرية عند املرجئة‪:‬‬

‫املرجئة يرون أن مرتكب الكبرية مؤمن كامل االميان فال تضر مع االميان معصية كما أنه ال تنفع مع‬
‫الكفر طاعة وذلك ألن عندهم االميان جمرد اإلقرار واملعرفة فقط والعمل ال يدخل يف االميان‪.‬‬

‫حكم مرتكب الكبرية عند املعتزلة‪:‬‬

‫املعتزلة يقولون يف منزلة بني املنزلتني فال يرون أن مرتكب الكبرية خيرج من امللة يف الدنيا ويرون خلوده يف‬
‫اآلخرة يف النار‪.‬‬

‫حكم مرتكب الكبرية عند اخلوارج‪:‬‬

‫قال الشهرستاين يف كتابه امللل والنحل ج‪ 1‬ص‪“ 56‬إن اخلوارج جيمعون على تكفري مرتكب الكبرية‬
‫وأنه خملد يف النار"‬
‫قال أأبو احلسن ا ألشعري يف بيان معتقدمه‪( :‬و أأمجعوا عىل أأن لك كبرية كفر‪ ،‬اال النجدات فاهنا ال تقول بذكل‪.‬‬
‫و أأمجعوا عىل أأن هللا س بحانه يعذب أأحصاب الكبائر عذااب دامئا اال النجدات أأحصاب جندة)‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫موقف أهل السنة واجلماعة من نصوص الوعد والوعيد‪:‬‬

‫أهل السنة واجلماعة جيمعون بني نصوص الوعد والوعيد فيجعلوهنا كالنص الواحد فيبنون عليها األحكام‬
‫واالعتقاد الصحيح‪.‬‬

‫مفهوم الكفر عند أهل السنة واجلماعة‪:‬‬

‫تكذيب‪ ،‬بل‬
‫ٌ‬ ‫تكذيب أو مل ي ُك ْن معه‬
‫ٌ‬ ‫اإلميان ابهللِ َورسولِه‪ ،‬سواءٌ كان معه‬
‫ِ‬ ‫ابن تيميَّةَ‪( :‬ال ُك ْف ُر َع َد ُم‬
‫قال ُ‬
‫الر ِ‬
‫سالة)(‪)1‬‬‫باع ِ‬ ‫عض األهو ِاء َّ‬
‫الصار ِفة عن اتِ ِ‬ ‫باعا لبَ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اض عن هذا َح َس ًدا أو ك ًربا أو ات ً‬ ‫يب أو إعر ٌ‬ ‫ك َور ٌ‬‫َش ٌّ‬

‫نقيضه‪،‬‬
‫الكفر ُ‬
‫وعمل ابجلوارح‪ ،‬و ُ‬
‫وقول ابللسان‪ٌ ،‬‬
‫اعتقاد ابلقلب‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫واملتفق عليه عند أهل السنة‪ :‬أن اإلميان‬
‫فيكون ‪ :‬ابلقلب‪ ،‬كاعتقاد إله مع هللا‪ ،‬أو جحد وحدانية هللا‪ ،‬أو بغض النيب صلى هللا عليه وسلم أو دين‬
‫اإلسالم‪ ،‬واحلكم بغري ما أنزل هللا معتقداً أنه أفضل ِمن حكم الشريعة أو مسا ٍو هلا أو أنه مباح ‪ .‬وبقول‬
‫اللسان‪ ،‬كالتلفظ أبلفاظ الكفر كسب هللا ورسوله أو االستهزاء ابلدين‪ .،‬وابألعمال‪ ،‬كالسجود للصنم‪،‬‬
‫أو ترك العبادات والواجبات ابلكلية‪.‬‬

‫قال ابن تيمية‪" :‬والكفر ال خيتص ابلتكذيب‪ ،‬بل لو قال‪ :‬أان أعلم أنك صادق ولكن ال أتبعك‪ ،‬بل‬
‫أعاديك وأبغضك وأخالفك‪ ،‬لكان كفراً أعظم‪ ،‬فعُلِم أن اإلميا َن ليس التصديق فقط‪ ،‬وال الكفر هو‬
‫التكذيب فقط"‬

‫والصواب أن يقال ‪ :‬الكفر يكون ابلقول أو الفعل أو االعتقاد‪ ،‬وال نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب –‬
‫(‪)2‬‬ ‫دون الشرك أو الكفر‪ ،-‬مامل يستحله‬

‫___________________‬
‫(‪ )1‬جمموع الفتاوى (‪)335/12‬‬

‫(‪ )2‬شرح العقيدة الواسطية حممد خليل ص‪267‬‬


‫‪9‬‬

‫مفهوم الكفر عند املرجئة‪ :‬مفهومهم للكفر فرع من مفهومهم لإلميان فلما عرفوا االميان أبنه جمرد املعرفة‬
‫والتصديق حصروا الكفر ابجلهل والتكذيب فإن قال هلم قائل إن ساب النيب صلى هللا عليه وسلم‬
‫والساجد للصنم وملقي املصحف يف القاذورات كافر عند اجلميع وال يلزم من ذلك انتفاء التصديق عنه‬
‫اضطربت أجوبتهم فقالوا هذا دليل على تكذيب القلب وقال بعضهم حنكم ابلظاهر وجيوز أن يكون‬
‫مؤمنا(‪)1‬‬ ‫الباطن‬

‫مفهوم اخلوارج للكفر‪:‬‬

‫مفهومهم للكفر هو فرع من مفهومهم لإلميان فلما جعلوه كال ال يتجزأ اعتقدوا أن من أخل أبمر من‬
‫أمور الدين أ ارتكب كبرية فإنه يسلب من اإلميان ابلكلية وحيكم عليه ابلكفر وخيلد يف النار ‪.‬‬

‫واحلمد هلل رب العاملني‬

‫_______________________‬

‫(‪ )1‬نواقض االميان االعتقادية للوهييب ص‪185‬‬

You might also like