Professional Documents
Culture Documents
إعـ ــداد:
أروى عارف صاحل العبوش
الرقم األكادميي20220522 :
إشـ ـراف:
د .منيفة الشمري
2
_ االميان
_ زايدة االميان ونقصانه
_ الفرق بني الصغرية والكبرية وحكم مرتكبها
_ موقفهم من نصوص الوعد والوعيد
_مفهومهم للكفر
3
قال االمام ابن تيمة أن االميان :قول وعمل ،وقول وعمل ونية ،وقول وعمل واتباع السنة وقول ابللسان
واعتقاد ابلقلب وعمل ابجلوارح
قال سهل التسرتي :االميان قول وعمل ونية وسنة ألن االميان إذا كان قوال بال عمل فهو كفر وإذا كان
()1 قوال وعمال بال نية فهو نفاق وإذا كان قوال وعمال ونية بال سنة فهو بدعة
()2 ومن مذهب أهل احلديث أن االميان قول وعمل ومعرفة يزيد ابلطاعة وينقص ابملعصية
االميان هو جمرد املعرفة والتصديق وأن قول اللسان ليس جزءا من االميان داخال فيه وال شرطا خارجا عنه
وإمنا هو شرط إلجراء األحكام الدنيوية على املرء فمن كان مؤمنا بقلبه ومل ينطق ابلشهادة بلسانه دون
الدنيا()3 عذر فهو انج عند هللا وإن أجريت عليه أحكام الكافرين يف
_______________
( )1االميان بني السلف واملتكلمني ص18
قول الوعيدية من اخلوارج واملعتزلة :أن اإلميان قول ابللسان واعتقاد ابجلنان وعمل ابألركان ،فهم
وافقوا أهل السنة يف مسمى اإلميان ،وخالفوهم يف حقيقته ومعناه فجعلوا اإلميان يزول بزوال العمل مطلقا
من غري تفصيل يف نوع العمل؟!ً
ونقطة اخلالف بينهم وبني السلف أهنم جعلوه كال ال يتجزأ ومن هنا توصلوا إىل أخطر النتائج اليت ضج
هلا اجملتمع اإلسالمي اذ أهنم يعتقدون أن من أخل أبمر من أمور الدين فإنه يسلب من اإلميان ابلكلية
()1 ويسمى كافرا ويستحق اخللود يف النار وجترى عليه أحكام الكافر يف الدنيا فيكون حالل الدم واملال
يقول أبو احلسن البسيوي {االميان هو التصديق ابلطاعة والعمل هبا فمن ترك شيئا من ذلك أو ركب ما
حرم هللا عليه أو ترك ما أوجب هللا عليه خرج من االميان وحلق بضده فافهم ذلك إن شاء هللا ألن ضد
االميان هو الكفر}
ويقول عبدهللا بن محيد الساملي { إن االميان عندان فعل الواجبات فالكفر مقابله أي فالكفر هو ترك
()2 شيء من الواجبات أو فعل شيء من احملرمات }
______________
( )1االميان بني السلف واملتكلمني ص 80
إن القول بزايدة االميان ونقصانه هو قول أهل السنة واجلماعة الصحابة واتبعيهم إبحسان
قال عبد الرزاق(:مسعت معمرا وسفيان الثوري ومالك وابن جريج وسفيان بن عيينة يقولون :االميان قول
() 1 وعمل يزيد وينقص) وقال :لقيت اثنني وستني شيخا كلهم يقولون االميان قول وعمل يزيد وينقص
قالت املرجئة :إن اإلميان ال يزيد وال ينقص وال يتفاضل أهله فيه وقالوا أن اإلميان شيء واحد ال تعدد
()2 فيه
وقالت الوعيدية بنفي نقص االميان ألنه يلزم منه ذهاب االميان مجيعه فنفوا نقص االميان وأجازوا زايدته
من جانب اختالف الناس يف وجوب التكاليف على بعضهم دون البعض اآلخر فالوعيدية ينفون نقص
االميان مبعىن اإلخالل بشيء من الواجبات أو فعل شيء من الكبائر وجيوزون ذلك مبعىن سقوط بعض
()3 التكاليف عن بعض املكلفني وتفاوهتم يف ذلك
_______________
( )1زايدة االميان ونقصانه للبدر ص296
اتفق أهل السنة وخمالفيهم على انقسام املعاصي إىل كبائر وصغائر إمنا االختالف يف حكم مرتكبها
قال ابن القيم رمحه هللا :والذنوب تنقسم إىل صغائر وكبائر بنص القرآن والسنة واالمجاع وابالعتبار
َٗ ُ ُ ۡ ُ ُ ُ َ َ ُ َ َۡ ْ َ ٓ
قال تعاىل :ﵟإِن تج َتن ِ ُبوا ك َبائ ِ َر َما ت ۡن َه ۡون ع ۡن ُه نك ِف ۡر َعنك ۡم َسي ِ َـات ِك ۡم َون ۡدخِلكم ُّم ۡدخلا
َكر ٗ
يماﵞ ِ
عن أيب هريرة رضي هللا عنه عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال« :الصلوات اخلمس ،واجلمعة إىل
بينهن إذا اجتُنبَت الكبائر».
ات ملا َّ
اجلمعة ،ورمضان إىل رمضان ُم َك ِّفر ٌ
فاليت تكفرها الصلوات وحنوها صغائر
تعريف الكبرية :هي كل ذنب ختمه هللا تعاىل بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب ومنها إجياب احلد
ووصف صاحبها ابلفسق نصا
وهذا الضابط ميكن التفريق به بني الصغائر والكبائر فالصغرية كل ماسوى الكبرية من صغائر الذنوب
كاللم
تواترت النصوص الدالة على عدم كفر مرتكب الكبرية وعدم خلوده يف النار إن دخلها مامل يستحل وهذا
()1 من األصول االعتقادية اجملمع عليها بني أهل السنة واجلماعة
_________________________
ُ َ َ َ ۡ َّ َّ َ َ ۡ َ ۡ
ٱَّلل لا َيغ ِف ُر أن يُش َر َك بِهِۦ َويَغ ِف ُر َما دون ذَٰل ِك ل َِمن ومن األدلة الصرحية من القرآن قوله تعاىل ﵟإِن
َ ٓ
يَشا ُءُۚﵞ
ومن السنة حديث أيب ذر (أاتين جربيل عليه السالم فبشرين أنه من مات من أمتك ال يشرك ابهلل شيئا
دخل اجلنة قلت وإن زىن وإن سرق قال وإن زىن وإن سرق) فأهل السنة واجلماعة وسط بني اخلوارج
واملرجئة فيقولون مرتكب الكبرية مؤمن إبميانه فاسق بكبريته حتت املشيئة إن شاء عفا هللا عنه وإن شاء
عذبه وال خيلد يف النار
املرجئة يرون أن مرتكب الكبرية مؤمن كامل االميان فال تضر مع االميان معصية كما أنه ال تنفع مع
الكفر طاعة وذلك ألن عندهم االميان جمرد اإلقرار واملعرفة فقط والعمل ال يدخل يف االميان.
املعتزلة يقولون يف منزلة بني املنزلتني فال يرون أن مرتكب الكبرية خيرج من امللة يف الدنيا ويرون خلوده يف
اآلخرة يف النار.
قال الشهرستاين يف كتابه امللل والنحل ج 1ص“ 56إن اخلوارج جيمعون على تكفري مرتكب الكبرية
وأنه خملد يف النار"
قال أأبو احلسن ا ألشعري يف بيان معتقدمه( :و أأمجعوا عىل أأن لك كبرية كفر ،اال النجدات فاهنا ال تقول بذكل.
و أأمجعوا عىل أأن هللا س بحانه يعذب أأحصاب الكبائر عذااب دامئا اال النجدات أأحصاب جندة).
8
أهل السنة واجلماعة جيمعون بني نصوص الوعد والوعيد فيجعلوهنا كالنص الواحد فيبنون عليها األحكام
واالعتقاد الصحيح.
تكذيب ،بل
ٌ تكذيب أو مل ي ُك ْن معه
ٌ اإلميان ابهللِ َورسولِه ،سواءٌ كان معه
ِ ابن تيميَّةَ( :ال ُك ْف ُر َع َد ُم
قال ُ
الر ِ
سالة)()1باع ِ عض األهو ِاء َّ
الصار ِفة عن اتِ ِ باعا لبَ ِِ ِ
اض عن هذا َح َس ًدا أو ك ًربا أو ات ً يب أو إعر ٌ ك َور ٌَش ٌّ
نقيضه،
الكفر ُ
وعمل ابجلوارح ،و ُ
وقول ابللسانٌ ،
اعتقاد ابلقلبٌ ،
ٌ واملتفق عليه عند أهل السنة :أن اإلميان
فيكون :ابلقلب ،كاعتقاد إله مع هللا ،أو جحد وحدانية هللا ،أو بغض النيب صلى هللا عليه وسلم أو دين
اإلسالم ،واحلكم بغري ما أنزل هللا معتقداً أنه أفضل ِمن حكم الشريعة أو مسا ٍو هلا أو أنه مباح .وبقول
اللسان ،كالتلفظ أبلفاظ الكفر كسب هللا ورسوله أو االستهزاء ابلدين .،وابألعمال ،كالسجود للصنم،
أو ترك العبادات والواجبات ابلكلية.
قال ابن تيمية" :والكفر ال خيتص ابلتكذيب ،بل لو قال :أان أعلم أنك صادق ولكن ال أتبعك ،بل
أعاديك وأبغضك وأخالفك ،لكان كفراً أعظم ،فعُلِم أن اإلميا َن ليس التصديق فقط ،وال الكفر هو
التكذيب فقط"
والصواب أن يقال :الكفر يكون ابلقول أو الفعل أو االعتقاد ،وال نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب –
()2 دون الشرك أو الكفر ،-مامل يستحله
___________________
( )1جمموع الفتاوى ()335/12
مفهوم الكفر عند املرجئة :مفهومهم للكفر فرع من مفهومهم لإلميان فلما عرفوا االميان أبنه جمرد املعرفة
والتصديق حصروا الكفر ابجلهل والتكذيب فإن قال هلم قائل إن ساب النيب صلى هللا عليه وسلم
والساجد للصنم وملقي املصحف يف القاذورات كافر عند اجلميع وال يلزم من ذلك انتفاء التصديق عنه
اضطربت أجوبتهم فقالوا هذا دليل على تكذيب القلب وقال بعضهم حنكم ابلظاهر وجيوز أن يكون
مؤمنا()1 الباطن
مفهومهم للكفر هو فرع من مفهومهم لإلميان فلما جعلوه كال ال يتجزأ اعتقدوا أن من أخل أبمر من
أمور الدين أ ارتكب كبرية فإنه يسلب من اإلميان ابلكلية وحيكم عليه ابلكفر وخيلد يف النار .
_______________________