‫المحاضرة الرابعة‬

‫المخرج ( ادولف ابيا ) ‪-:‬‬

‫دعا ( ايبا ) ان يكون المخرج هو سيد العمل المسرحي الذي يمتلك كل خيوط العمل المسرحي‬
‫بيده ‪ ,‬و مبعث هذه الدعوة التي امن بها هو المسرح االغريقي الذي كانت الدراما فيه ال تنقسم‬
‫بين التأليف واإلخراج ‪ ,‬لذا على المخرج ان يقوم بدراسة النص الدراسي طويلة واختيار التصاميم‬
‫المناسبة للمناظر و المعدات المسرحية و االشراف على تنفيذها بشكل دقيق ‪ .‬اما(الممثل) فقد‬
‫اهتم به ( ابيا) بوصفة صانع الفعل الدرامي في العرض المسرحي من اجل ذلك عمل ( ابيا )‬
‫على ايجاد العالقة بين الممل المتحرك و االرضية االفقية والمنظر العمودي فوحد بينهما جميعا‬
‫وجعلها عناصر يكمل بعضها البعض وعمل على تقسيم خشبة المسرح الى مستويات ومنحدرات‬
‫ومدرجات لتساعد الممثل على ابتكار الحركة المناسبة ‪.‬‬

‫استطاع ( ابيا) ان يرسم مناضر مسرحية رائعة بواسطة الضوء ‪ ,‬وذلك من خالل خلق اشكاال‬
‫زخرفية ومناظر مسرحية ذات ابعاد رمزية وتعبيرية كانت تغني خشبة المسرح عن استخدام‬
‫الديكورات الحقيقية التي كانت عبئا ثقيال على العاملين في المسرح ومن ابرز العناصر التي‬
‫اعتمد عليها ابيا في عمله المسرحي هي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬عالج العناصر البصرية االربعة بعالقة متبادلة هي الممثل ذو االبعاد الثالث و المنظر‬
‫العامودي و االرضة االفقية و الضوء الذي يوحد تلك العناصر‬

‫‪ -2‬استعمال المناظر ذو االبعاد الثالث و المكون من وحدات متغيرة الساللم والمنحدرات و‬

‫المنصات و التي تالئم حركة الممثل وتمزج ارضية المسرح االفقية و المنظر العمودي ‪.‬‬

‫‪-3‬لقد قام بتنسيق حركة الضوء كما تنسق النوتة الموسيقية سواء في السيطرة على التوزيع او في‬
‫قوة التوهج او في اللون المستعمل ‪ ,‬ونظرتيه في االنارة هي التي قادت الى االنارة الحديثة وعنده‬
‫ان االلوان الضوء هو العنصر المقابل للموسيقى والذي يتغير بين لحضه واخرى ليستجيب‬
‫لتغيرات الجو والعواطف و الفعل ‪.‬‬

‫‪-4‬اعتبر الوحدة الفنية االساس في العمل المسرحي والتي يجب ان يقوم بها شخص واحد هو‬
‫المخرج ‪.‬‬

‫‪ -5‬تاثير بنظرية ( اميل دالكوروز ) في فن االيقاع ‪ ,‬والتي تفترض ان االيقاع المدوفون في‬
‫النص المسرحي يجهر مفاتيح لكل حركة او ايماءة تستعمل على المسرح و ان االيقاع هو الذي‬
‫يوحد كل العناصر ويخلق وحدة متنافسة ‪.‬‬
 ‫المخرج ( ادورد جوردن كريج) ‪-:‬‬

‫مخرج ومنظر مسرحي انكليزي‪ ) ,‬كريج ) ان المخرج هو سيد العمل المسرحي‬

‫ويستحق الدور الرئيسي في قيادة العملية الفنية بوصفه شخصية مستقلة واسعة المعرفة ملمة‬
‫بالكتابة المسرحية والتأليف الموسيقي وبفن العمارة المسرحية وبفن الرسم وغيرها من المور الفنية‬
‫االخرى ‪.‬‬

‫لم يعتمد ( كريج ) على النص المسرحي اال بقدر ما يوحي الية بالمعنى العام وبقدر ما يستنبط‬
‫منه افكار جديدة تخدم االنتاج الفني فيترجم هذا المعنى من خالل الحركات و التكوينات مستعينا‬
‫باقل ما يمكن من الكلمات مؤكدا اهمية حركة الممثل وقطع الديكور و الوانها وفي ذلك ينحو‬
‫بفنه نحو فن التمثيل الصامت ( البانتوميم ) الذي على االشارة والحركة والخيال منذ عام ‪1904‬م‬
‫بدأ اهتمامه بالتمثيل الصامت ‪.‬‬

‫اما ( الممثل ) فلم يتعامل معه بوصفه كائن حيا وله مشاعره و احاسيسه وله ابداعاته الشخصية‬
‫التي يطمح اظهارها على خشبة المسرح ‪ ,‬وانما اراد منه ان يكون منفذا وبشكل اعما لكل‬
‫توجيهاته ومالحظاته التي تساعد اظهار الفكرة المسرحية التي رسمها ‪ ,‬فكان الممثل عنده كأي‬
‫اداة صماء يضعها حيث يشاء ومتى يشاء ‪ ,‬وعند ما عجز ( كريج ) في خلق نماذج خاصة من‬
‫الممثلين قام باستبدالهم بالممثل الدمية ( السوبرماريونيت ) التي تمتلك صفتين االولى انها طيعة‬
‫و الثانية انها صامتة ال تجادل‬

‫اما الفضاء المسرحي فقد اواله ( كريج ) اهتماما كبي ار افراح يركز على فخامة المنظر المسرحي‬
‫وضخامته وينفذ تصاميمه على اغن هذا المنظر هو المفسر لمضمون النص الذي تناوله كمادة‬
‫للعرض ‪.‬‬

‫اهتم ( كريج ) بفن العمارة وبفن الرسم وكان يؤكد على ضرورة تواجدهما بتشكيل زمني خاص‬
‫داخل العرض المسرحي من خالل المنظر المسرحي لذا كان يقوم بنفيه بتصميم مناظره المسرحية‬
‫‪.‬‬

‫اما االزياء فقد اهتم بها بوصفها مكمله للشكل الذي كان ينشده مؤكدا ان المخرجين االخرين‬
‫عليهم ان يصمموا بأنفسهم ازياء عروضهم المسرحية ‪ ,‬اما االضاءة فهي عند ( كريج ) احدى‬
‫العناصر المهمة الضرورية و المكملة للعمل المسرحي ‪ ,‬فأستغنى في بعض عروضه عن‬
‫الديكورات مستعيضا عنها اإلضاءة المركزة ‪ ,‬ودعا ايضا الى ازالة االضواء االرضية للحافة‬
‫االمامية للمسرح ‪.‬‬
 ‫ومن اهم االسس التي استند عليها المخرج ( كريج ) في عملية االخراج المسرحي‪-:‬‬

‫‪ -1‬استعمال المنظر المتحرك كالستائر والكواليس المتحركة التي تتالءم حركتها مع حركة‬
‫الممثل وحركة الضوء ‪.‬‬

‫‪ -2‬افترض ان الفنان المثالي هو الذي يشبه ( السوبر مارونيت ) الذي يستطيع ان يلبي كل‬
‫المتطلبات ‪.‬‬

‫‪ -3‬لم يكن يؤمن بسيطرة عنصر واحد من عناصر االنتاج على العناصر االخرى ‪.‬‬

‫‪ -4‬لم يكن يؤمن باالعتماد على الكلمات النص و اعتبر المخرج مؤلف جديد للنص المسرحي ‪.‬‬

‫‪ -5‬فنان كريج فنان متمرس خاص بنفسه‪.‬‬

‫‪ -6‬اراد كريج منظ ار واحد يعبر عن روح العمل ككل او يعكس التغيرات عبر المرونة و الحركة‬
‫‪.‬‬