Professional Documents
Culture Documents
الاقتصاد فى السعودية
الاقتصاد فى السعودية
الرقم الجامعي:
الدكتور:
االقتصاد فى السعودية الموضوع:
1
االقتصاد فى السعودية
المقدمة
أهمية دراسة االقتصاد الس عودي تكمن في ك ون المملك ة تمتل ك ث اني أك بر احتي اطي نفطي في
العالم ،كما أّن لالقتصاد السعودي دور محوري وم ؤثر في االقتص اد اإلقليمي والع المي (محم د
أحمد جاد .)2018 ،تعتبر دراسة االقتص اد الس عودي ذات أهمي ة بالغ ة نظ ًر ا لمكان ة المملك ة
كواحدة من أكبر دول العالم من حيث احتياطيات النفط ،حيث تحتل المرتبة الثانية عالمًيا .تعكس
ه ذه ال ثروة الطبيعي ة الض خمة أهمي ة االقتص اد الس عودي ودوره الحي وي في تحدي د مس ارات
االقتصاد العالمي.يتسم االقتصاد السعودي بالتنوع والتح والت المس تدامة ،ول ه ت أثير كب ير على
االقتص اد اإلقليمي والع المي .وُيش ير إلى ال دور المح وري ال ذي يلعب ه االقتص اد الس عودي في
تشكيل سياق األحداث االقتصادية العالمية .يظه ر ذل ك من خالل قدرت ه على الت أثير في أس واق
النفط العالمية وتوجيه اتجاهات أسعار الطاقة .وتس هم الس عودية في دعم االس تقرار االقتص ادي
اإلقليمي من خالل استثماراتها الكبيرة في مشاريع التنمية والبنية التحتية .تلعب هذه االستثمارات
دوًر ا هاًما في تعزيز التكامل االقتصادي وتعزيز التعاون بين الدول في المنطقة.فإن فهم ودراسة
االقتصاد السعودي لهما أهمية فائقة ،حيث يسهم ذلك في رصد التحوالت االقتصادية وفهم ت أثير
المملكة على الساحة االقتصادية العالمية ،مما يعزز الوعي بأهمية العالق ات االقتص ادية الدولي ة
اإلقليمية. والتفاعالت
أهداف البحث
تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف وتحليل التطور الت اريخي لالقتص اد الس عودي ،ملقين الض وء
على المحطات الرئيس ية ال تي ش كلت مس ار التنمي ة االقتص ادية .س نقوم أيض ًا بفحص الوض ع
االقتص ادي الح الي في المملك ة العربي ة الس عودية ،محللين التح ديات ال تي تواجهه ا في ظ ل
التح والت االقتص ادية العالمي ة .باإلض افة إلى ذل ك ،ستتض من الدراس ة مناقش ة ش املة لل رؤى
االقتصادية والسياسات المستقبلية المتوقعة ،مسلطة الضوء على الخطط واإلصالحات المستقبلية
2
المتوقعة لتعزي ز اس تدامة االقتص اد وتعزي ز التنمي ة المس تدامة .يه دف البحث إلى توف ير رؤى
معمقة ومس تنيرة ح ول مس تقبل االقتص اد الس عودي ،مم ا يس هم في ص ياغة السياس ات الفّعال ة
واتخاذ القرارات االقتصادية المستدامة.
اعتمد هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي ،حيث يتم استخدام الكتب ،الدوريات ،والتقارير
الرسمية المتعلقة بموضوع االقتص اد الس عودي .س يتم فحص األدبي ات المتاح ة لفهم التط ورات
التاريخية وتحلي ل الوض ع الح الي لالقتص اد الس عودي .يش مل البحث استعراض ًا ش امًال لآلراء
والتحليالت الخاصة بالمستجدات االقتصادية في المملكة ،مع الترك يز على التح ديات والف رص.
يتمت ع البحث ب القوة التحليلي ة من خالل اس تخدام المص ادر الرس مية والموثوق ة ،مم ا يس هم في
توفير تقييم دقيق وشامل للوضع الراهن .باإلضافة إلى ذلك ،سيقدم البحث رؤى حول السياس ات
المس تقبلية واإلص الحات المحتمل ة ،مم ا يس اهم في توجي ه الق رارات االقتص ادية نح و التنمي ة
المستدامة في المستقبل.
المبحث األول:
نشأة وتطور االقتصاد السعودي
نشأ وتطور االقتصاد السعودي يتسم بتحوالت هامة .في البداية ،كان االقتصاد يعتمد بشكل كبير
على الزراعة والرعي .مع اكتشاف النفط في الثالثينيات ،شهدت المملكة تحوًال هائًال ،حيث
أصبح النفط مصدًرا رئيسًيا لإليرادات .تبنت السعودية سياسات تحفيزية لتنويع االقتصاد وتعزيز
القطاعات غير النفطية .في الفترة الحديثة ،شهد القطاع الخاص نموًا ملحوظًا وتطورًا في البنية
التحتية والتكنولوجيا .يتجه االقتصاد نحو تحقيق رؤية 2030التي تهدف إلى تعزيز التنوع
االقتصادي وتحسين االستدامة.
قبل اكتشاف النفط ،كان االقتصاد السعودي يعتمد بشكل رئيسي على عدة قطاعات متنوعTTة .كتب
الباحث خالد الفارس في كتابه "االقتصاد السعودي قبل النفط" حول هTTذه المرحلTTة المهمTTة .كTTانت
الزراعTTة تشTTكل جTTزًء ا أساسًTTيا من االقتصTTاد ،حيث كTTانت المملكTTة تعتمTTد على الزراعTTة الريفيTTة
3
والتربية .كانت تجارة الحج أيًضا جزًء ا هاًم ا ،حيث كانت المملكة تستضيف المسلمين من مختلف
أنحاء العالم ،وكانت هذه التجارة تسهم في إعادة تداول السلع وتعزيز االقتصاد.
من جهة أخرى ،كانت صيد اللؤلؤ والغوص الستخراجها من قTTاع البحTTر نشTTاًطا اقتصTTادًيا مهًم ا.
كانت هذه الصناعة تشكل مصدر رئيسTTي لإليTTرادات وتعTTززت بفضTTل موقTTع المملكTTة الجغTTرافي
الTذي يTتيح الوصTول إلى المحيTط الهنTدي .تعكس هTذه الفTترة التاريخيTة حيTاة اقتصTادية متنوعTة
ومستدامة قبل اكتشاف النفTTط .مTTع اكتشTTاف النفTTط في الثالثينيTTات ،حTTدث تحTTول هائTTل في هيكTTل
االقتصاد السعودي ،حيث أصبح النفTTط مصTTدًرا رئيسًTTيا لإليTTرادات .رغم أهميTTة هTTذا االكتشTTاف،
يظل فهم فترة االقتصاد قبل النفط أساسًيا لفهم جذور التنوع والتطور في السعودية.
اكتشاف النفط في المملكة العربية السTTعودية كTTان لTTه تTTأثير هائTTل على االقتصTTاد ،حيث سTTاهم في
تحويلها إلى دولة منتجة ومصدرة رئيسية للنفط ،وخلق نقلTTة نوعيTTة في هيكلهTTا االقتصTTادي .كتب
يوسف بن عبدهللا القحطاني في مقاله "أثر اكتشاف النفط على اقتصاد المملكة العربية السعودية"،
الصTTادر في مجلTTة جامعTTة الملTTك سTTعود عTTام ،2017حTTول الجTTوانب المتعTTددة لتلTTك النقلTTة
الكبTTيرة.شTTهدت المملكTTة تحTواًل اقتصTTادًيا كبTTيًر ا ،حيث أصTTبح النفTط مصTTدًرا رئيسًTTيا لإليTTرادات
الوطنية .تسبب هذا االكتشTاف في تحسTين التمويTل الحكTومي وتمكين الدولTة من تمويTل مشTاريع
التنمية والبنية التحتية .أيًض ا ،ساهم في تعزيز القدرة االقتصادية والتفاوضية للمملكة على السTTاحة
الدولية.
من خالل تحقيق االكتفاء الذاتي وتصدير كميات كبيرة من النفط ،تمكنت المملكة من تحقيق تحول
اقتصادي هائل .ومع ذلك ،على الرغم من الفوائد االقتصادية ،أصبحت المملكة عرضTTة لتTأثيرات
تقلبات أسعار النفط العالمية ،مما دفعها إلى التفكير في تنويTTع اقتصTTادها واالسTTتثمار في مجTTاالت
أخرى.إن تحليل أثر اكتشTTاف النفTط يظهTTر كيTTف أحTTدث هTTذا االكتشTTاف تحTواًل شTTامًال في مسTTار
االقتصاد السعودي ،مع التحديات الناجمة عن تبعيته للنفط وضرورة تنويع مصادر الدخل لضمان
استدامة التنمية المستقبلية.
4
مر االقتصاد السعودي بمراحل مختلفة من التطور منذ ظهور النفط وحتى اآلن (تطTTور االقتصTTاد
السعودي خالل ستة عقود ،تقرير صادر عن مؤسسة النقTTد العTTربي السTTعودي1440 ،هـ) .تقريTTر
مؤسسة النقد العربي السعودي حول "تطور االقتصاد السعودي خالل ستة عقTTود" يسTTلط الضTTوء
على مسTTارات تطTTور االقتصTTاد السTTعودي منTTذ اكتشTTاف النفTط حTTتى الTTوقت الحTTالي ،ممTTا يعكس
التحوالت الكبيرة والتطورات الهامة في هذه الفترة الزمنية.في بداية فTTترة اكتشTTاف النفTTط ،تمثلت
المرحلة األولى في االعتماد الكبير على إيرادات النفط لتمويTل مشTروعات التنميTة الوطنيTة ،ممTا
أسهم في تحسين مستوى المعيشTTة والبنيTTة التحتيTTة .خالل هTTذه الفTTترة ،شTTهد القطTTاع النفطي نمًTو ا
كبيًر ا ،وأصبحت المملكة واحدة من أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم.
تجاوز االقتصاد السعودي التحديات االقتصادية والسياسية ،وفي العقود الالحقة ،بدأ التركTTيز على
تنويTTع مصTTادر اإليTTرادات واالسTTتثمار في قطاعTTات أخTTرى مثTTل الصTTناعة والتكنولوجيTTا .تظهTTر
الجهود المستمرة لتعزيز القطاع الخاص وتحفيز ريTTادة األعمTTال لتحقيTTق التنويTTع االقتصTTادي.في
الوقت الحالي ،يشير التقرير إلى تكامل االقتصاد السعودي مع رؤية ،2030حيث تسعى المملكTTة
إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز االبتكار واالستدامة البيئية .يتناول التقرير التحTTديات الحاليTTة
ويقدم رؤى حول السياسTTات واإلصTTالحات المسTTتقبلية المتوقعTTة ،ممTTا يلقي الضTTوء على مسTTتقبل
االقتصاد السعودي والجهود المستمرة لتحقيق التطور واالستدامة في العقود القادمة.
المبحث الثاني:
هيكل ومقومات االقتصاد السعودي
يعتبر النفط المصدر الرئيسي للدخل في المملكة العربية السعودية ،إذ يساهم بنحو
%50من الناتج المحلي اإلجمالي و %90من إيرادات الحكومة .وقد ساعد إنتاج
النفط بكميات كبيرة منذ الخمسينات من القرن الماضي في تمويل التنمية االقتصادية
واالجتماعية في البالد .إال أن اعتماد االقتصاد شبه الكامل على عائدات النفط يجعله
عرضة لتقلبات أسعار النفط العالمية .لذا بدأت السعودية منذ 2016بتنفيذ رؤية
2030التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وخفض االعتماد على النفط.
5
القطاعات االقتصادية األخرى
تضم السعودية قطاعات اقتصادية أخرى غير النفط كالزراعة والصناعة والسياحة
والتجارة ،إال أن مساهمتها ما زالت محدودة .فالقطاع الزراعي يواجه تحديات كشح
المياه واألراضي الصالحة للزراعة ،أما الصناعة فما زالت في بداياتها وتركز على
الصناعات البتروكيماوية واألسمنت .أما قطاع السياحة فيواجه عوائق ثقافية
وتنظيمية .وستواصل السعودية العمل على تطوير هذه القطاعات لتقليل االعتماد
على النفط تدريجيًا.
تنفذ السعودية العديد من المشاريع الضخمة في مجاالت البنية التحتية كالنقل والطاقة
والمياه ،بهدف دفع عجلة التنمية االقتصادية وتحسين مستوى الخدمات .ومن أبرز
هذه المشاريع :مشروع الرياض السكك الحديدية ،ومحطات تحلية المياه الضخمة،
ومشروع الطاقة الشمسية والرياح ،ومدينة نيوم االقتصادية.
المبحث الثالث:
التحديات االقتصادية
-البطالة
6
تعد البطالة من التحديات الرئيسية حيث تصل نسبتها إلى أكثر من %12بين
السعوديين (تقرير بطالة الشباب في السعودية ،مركز الدراسات االستراتيجية،
1440هـ) .واجه المملكة العربية السعودية تحدي البطالة بين الشباب السعودي ،حيث
بلغ معدل البطالة %12.7في الربع األول من .2022وتركز البطالة بشكل رئيسي
بين فئة الشباب تحت سن 30عامًا .ويعود سبب ارتفاع معدالت البطالة إلى عدم
توافق مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل ،وكذلك اعتماد سوق العمل بشكل
كبير على العمالة الوافدة.
ولمواجهة هذا التحدي ،أطلقت السعودية مبادرات مثل برنامج تطوير القوى العاملة
السعودية الذي يهدف إلى تأهيل وتدريب الشباب لسوق العمل ،وكذلك سعودة
الوظائف في القطاعين العام والخاص .كما يجري العمل على إصالح نظام التعليم
والتدريب المهني والتقني لرفع مهارات الشباب وجعلهم أكثر جاذبية ألرباب العمل.
ومن المأمول أن تسهم هذه اإلجراءات في خفض معدالت البطالة تدريجيًا.
يسعى االقتصاد السعودي لتنويع مصادر الدخل وتقليل االعتماد على النفط (سبل
تنويع االقتصاد السعودي ،مجلة اقتصادية سعودية ،العدد .)2018 ،40و يسعى
االقتصاد السعودي إلى تنويع مصادر الدخل في إطار رؤية المملكة .2030ويتم ذلك
من خالل تطوير قطاعات واعدة مثل السياحة والترفيه والصناعة والتعدين
والخدمات اللوجستية والمالية.
كما تعمل السعودية على جذب االستثمار األجنبي المباشر في هذه القطاعات ،وإنشاء
المدن االقتصادية الجديدة مثل نيوم .وقد بدأت ثمار هذه الجهود تظهر تدريجًيا من
خالل نمو مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي .غير أن التحدي األكبر
يكمن في استدامة هذا النمو وترسيخه في االقتصاد الوطني على المدى الطويل.
7
-اإلصالحات االقتصادية الالزمة
كما يجب التركيز على تنمية الموارد البشرية من خالل تحسين جودة التعليم
والتدريب ،وربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل .فاالستثمار في الموارد
البشرية أحد أهم محركات النمو االقتصادي المستدام على المدى الطوي
المبحث الرابع:
تضمنت رؤية 2030أهدافًا طموحة لتنويع االقتصاد السعودي وتقليل االعتماد على
النفط من خالل تطوير القطاعات غير النفطية وجذب االستثمارات ورفع مساهمة
القطاع الخاص (رؤية المملكة العربية السعودية ،2030وثيقة رسمية أصدرها
مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية2016 ،م) .رؤية المملكة العربية السعودية
2030تمثل مساًرا طموًح ا لتحقيق تنويع االقتصاد والتخلص من االعتماد الكبير على
8
النفط .وضعت هذه الرؤية أهداًفا استراتيجية لتعزيز القطاعات غير النفطية وتحفيز
التنمية المستدامة .يتنوع التركيز في رؤية 2030بين تطوير البنية التحتية ،وتعزيز
التعليم والتدريب ،وتحفيز االبتكار وريادة األعمال.
من خالل جذب االستثمارات ،تهدف الرؤية إلى تشجيع تأسيس صناعات جديدة
وتطوير القطاعات الصناعية والخدمية .تحمل هذه الرؤية رغبة قوية في تعزيز
مشاركة القطاع الخاص وتوفير بيئة أعمال ملهمة وجاذبة لالستثمار .يتوقع أن يسهم
تنويع االقتصاد في تحقيق استدامة مالية للمملكة وتوفير فرص عمل للشباب.من بين
األهداف الرئيسية لرؤية ،2030تبرز تحسين بيئة األعمال وتطوير القدرات
البشرية ،مع التركيز على تحفيز االبتكار وتقديم دعم كبير للبحث والتطوير .كما
تعزز الرؤية التنمية االجتماعية وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
رؤية المملكة العربية السعودية 2030تمثل خطة استراتيجية طموحة تهدف إلى
تحقيق تحول كبير في هيكل االقتصاد الوطني .من بين األهداف االقتصادية المتميزة
في هذه الرؤية هو رفع مساهمة القطاع الخاص في االقتصاد إلى ،%65مما يشير
إلى التركيز على تعزيز دور الشركات والمشروعات الخاصة كمحرك للنمو
االقتصادي.تهدف الرؤية أيًض ا إلى زيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج
المحلي ،حيث تستهدف رفع هذه المساهمة إلى .%50هذا يعكس التحول الرئيسي
نحو التنويع االقتصادي ،حيث ُيعزز تنويع القواعد االقتصادية لتقليل التبعية على
النفط وتوسيع مجاالت االقتصاد الوطني.
9
تأتي الجهود أيًض ا في سياق رفع كفاءة اإلنفاق العام ،حيث يتم التركيز على تحسين
الكفاءة والجودة في استخدام الموارد المالية العامة ،مما يعزز االستدامة المالية
ويحفز النمو االقتصادي المستدام .في سياق التنمية البشرية ،تركز الرؤية على تنمية
الموارد البشرية وتطوير مهارات العمل الوطنيين ،مما يساهم في تحسين جودة
القوى العاملة ورفع مستوى المهنية والكفاءات .تعكس رؤية المملكة العربية
السعودية 2030رغبة حقيقية في تحقيق تحول شامل نحو اقتصاد متنوع ومزدهر،
يعتمد على قطاع األعمال الخاص واالستثمار في القطاعات غير النفطية لتحقيق
التنمية المستدامة وتوفير فرص العمل للمواطنين -2.التحديات االقتصادية
على الرغم من اإلنجازات ،ما زالت هناك تحديات اقتصادية تواجه السعودية مثل
ارتفاع معدالت البطالة بين الشباب ،وضعف اإلنتاجية ،والمديونية المرتفعة
للحكومة .كما تتطلب تنويع االقتصاد بعيدًا عن النفط جهودًا مضنية واستثمارات
ضخمة .وستظل السعودية بحاجة لمزيد من اإلصالحات االقتصادية لتحقيق أهداف
رؤية .2030
-3آفاق المستقبل
من المتوقع أن تحقق رؤية 2030في المملكة العربية السعودية نقلة نوعية في
االقتصاد ،مما يعزز تنافسيته ويسهم في ازدهاره .يعكس هذا التحول االقتصادي
تفاؤاًل بمستقبل أكثر استدامة وتنوًعا ،حيث يتطلع االقتصاد السعودي إلى االبتعاد عن
التبعية الشديدة على النفط.ومن أهداف الرؤية المهمة هو رفع مساهمة القطاع الخاص
في االقتصاد إلى .%65يتطلب ذلك التحفيز وتشجيع بيئة أعمال مالئمة لالستثمار،
وتوفير فرص للمشاريع الريادية واالبتكار .يجسد ذلك التحول نحو اقتصاد متنوع
وديناميكي.
من المهم أيًض ا التركيز على السياحة والترفيه ،وتطوير الصناعات التقنية والمتقدمة.
من خالل زيادة مساهمتها في الناتج المحلي ،تسهم هذه القطاعات في تحسين توزيع
10
اإليرادات وتوفير فرص توظيف متنوعة .يعزز ذلك من مكانة المملكة كوجهة
متنوعة ومبتكرة.وُتتوقع أن تكون التقنية حجر الزاوية في تحقيق الرؤية ،حيث ُيَع زز
التحول الرقمي التكنولوجيا واالبتكار في جميع القطاعات .تسهم الصناعات المتقدمة
في بناء قاعدة اقتصاد معرفي ،مما يدفع باتجاه تحول اقتصادي مستدام.
لضمان نجاح الرؤية ،يتعين على الحكومة االستمرار في توجيه الجهود وتعزيز
التزامها بتنفيذ اإلصالحات الهيكلية .يشمل ذلك دعم مشاركة القطاع الخاص وتعزيز
تشجيع المواطنين على المشاركة في التطوير االقتصادي .بالتالي ،يتوقع أن يكون
االقتصاد السعودي في المستقبل أكثر تنوًعا ومستداًم ا ،مع إيجاد فرص العمل للشباب
وتحقيق نمو اقتصادي شامل.
الخاتمة
ُيعد االقتصاد السعودي أكبر اقتصاد في منطقة الشرق األوسط ،حيث بلغ الناتج
المحلي اإلجمالي 746مليار دوالر في عام .2021ويعتمد االقتصاد بشكل رئيسي
على النفط الذي يوفر ما يقارب %50من الناتج المحلي و %90من إيرادات
الحكومة .وتمتلك السعودية احتياطيات نفطية ضخمة تقدر بنحو 268مليار برميل،
ما يجعلها ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك بعد روسيا .إال أن اعتماد االقتصاد
الكلي على عائدات النفط يجعله عرضة لتقلبات أسعار النفط العالمية.
ولتجنب مخاطر االعتماد على مصدر وحيد للدخل ،أطلقت المملكة رؤية 2030التي
تستهدف تنويع االقتصاد وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية .وقد حققت بعض
التقدم في هذا المسار ،إال أن التحدي األكبر يتمثل في استدامة نمو القطاعات غير
11
النفطية .وستظل اإلصالحات االقتصادية وتنمية الموارد البشرية من أولويات
المرحلة المقبلة لتحقيق التحول المنشود نحو اقتصاد معرفي متنوع.
-أهم النتائج
يتسم االقتصاد السعودي باالعتماد الشديد على عائدات النفط التي توفر أكثر من
نصف الناتج المحلي ومعظم إيرادات الحكومة .وعلى الرغم من الفوائض المالية
الكبيرة التي حققتها المملكة في السنوات األخيرة ،إال أن هشاشة وتقلب أسعار النفط
يشكالن تهديدًا الستدامة النمو االقتصادي.
ولمواجهة هذا التحدي ،أطلقت السعودية رؤية 2030التي تضمنت أهدافًا طموحة
لتنويع مصادر الدخل الوطني ورفع مساهمة القطاع الخاص وتنمية الموارد البشرية.
وقد حقق االقتصاد بعض النجاحات بزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية ،إال أن
التحدي األكبر يكمن في استدامة هذا النمو على المدى الطويل.
كما واجهت السعودية تحديات كبطالة الشباب وضعف إنتاجية العمالة الوطنية ،ما
يستوجب جهودًا أكبر إلصالح التعليم والتدريب وربطهما باحتياجات سوق العمل.
وفي المحصلة ،ما زالت اإلصالحات االقتصادية الهيكلية وتطوير الموارد البشرية
ضرورية لتحقيق التنوع االقتصادي وخلق فرص العمل المنتجة للمواطنين.
وسيتطلب ذلك جهودًا متواصلة والتزامًا حكوميًا راسخًا لتنفيذ رؤية المملكة 2030
بكل محاورها.
-التوصيات
-مواصلة اإلصالحات الهيكلية وتطوير التشريعات االقتصادية لتعزيز النمو وجذب االستثمار.
12
-االستمرار في تنويع مصادر الTدخل الوطني عTبر دعم قطاعTات واعTدة مثTل السTياحة والتقنيTة
والصناعات المتطورة.
-زيTTادة مشTTاركة وتمكين المTTرأة في سTTوق العمTTل ،ورفTTع نسTTبة السTTعودة في القطTTاعين العTTام
والخاص.
-تحسين بيئة األعمال وتقديم حوافز أكبر لجذب االستثمار األجنبي المباشر.
-إصالح نظام التعليم والتدريب المهني وربط مخرجاته باحتياجات سوق العمTTل لمعالجTTة مشTTكلة
بطالة الشباب.
-تشجيع ريادة األعمال وتسهيل إجراءات إنشاء المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
-زيادة الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تمويل وإدارة المشاريع االقتصادية الضخمة.
-االستمرار في دعم الطبقات األقل دخًال وتقديم المساعدات المالية وفرص التدريب.
13
قائمة المراجع:
-محمد أحمد جاد ،أهمية االقتصاد السعودي ،مجلة العلوم االقتصادية والسياسية،
2018م.
-خالد الفارس ،االقتصاد السعودي قبل النفط ،مكتبة العبيكان ،الرياض2010 ،م.
-يوسف بن عبدهللا القحطاني ،أثر اكتشاف النفط على اقتصاد المملكة ،مجلة جامعة
الملك سعود2017 ،م.
-تقرير تطور االقتصاد السعودي خالل ستة عقود ،مؤسسة النقد العربي السعودي،
1440هـ.
-محمد الجفري ،دور النفط في االقتصاد السعودي ،دار المريخ للنشر ،الرياض،
2010م.
-تقرير القطاعات االقتصادية في السعودية ،وزارة االقتصاد والتخطيط1439 ،هـ.
-مقال المشاريع االقتصادية الضخمة ،مجلة االقتصادية السعودية ،العدد ،72
2018م.
-تقرير بطالة الشباب في السعودية ،مركز الدراسات االستراتيجية1440 ،هـ.
-مجلة اقتصادية سعودية ،سبل تنويع االقتصاد السعودي ،العدد 2018 ،40م.
-معهد التخطيط ،خارطة اإلصالح االقتصادي في السعودية1439 ،هـ.
14
-وثيقة رؤية المملكة ،2030مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية2016 ،م.
15