You are on page 1of 15

‫االسم‪:‬‬

‫الرقم الجامعي‪:‬‬
‫الدكتور‪:‬‬
‫االقتصاد فى السعودية‬ ‫الموضوع‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫االقتصاد فى السعودية‬

‫المقدمة‬

‫أهمية دراسة االقتصاد الس عودي تكمن في ك ون المملك ة تمتل ك ث اني أك بر احتي اطي نفطي في‬
‫العالم‪ ،‬كما أّن لالقتصاد السعودي دور محوري وم ؤثر في االقتص اد اإلقليمي والع المي (محم د‬
‫أحمد جاد‪ .)2018 ،‬تعتبر دراسة االقتص اد الس عودي ذات أهمي ة بالغ ة نظ ًر ا لمكان ة المملك ة‬
‫كواحدة من أكبر دول العالم من حيث احتياطيات النفط‪ ،‬حيث تحتل المرتبة الثانية عالمًيا‪ .‬تعكس‬
‫ه ذه ال ثروة الطبيعي ة الض خمة أهمي ة االقتص اد الس عودي ودوره الحي وي في تحدي د مس ارات‬
‫االقتصاد العالمي‪.‬يتسم االقتصاد السعودي بالتنوع والتح والت المس تدامة‪ ،‬ول ه ت أثير كب ير على‬
‫االقتص اد اإلقليمي والع المي‪ .‬وُيش ير إلى ال دور المح وري ال ذي يلعب ه االقتص اد الس عودي في‬
‫تشكيل سياق األحداث االقتصادية العالمية‪ .‬يظه ر ذل ك من خالل قدرت ه على الت أثير في أس واق‬
‫النفط العالمية وتوجيه اتجاهات أسعار الطاقة‪ .‬وتس هم الس عودية في دعم االس تقرار االقتص ادي‬
‫اإلقليمي من خالل استثماراتها الكبيرة في مشاريع التنمية والبنية التحتية‪ .‬تلعب هذه االستثمارات‬
‫دوًر ا هاًما في تعزيز التكامل االقتصادي وتعزيز التعاون بين الدول في المنطقة‪.‬فإن فهم ودراسة‬
‫االقتصاد السعودي لهما أهمية فائقة‪ ،‬حيث يسهم ذلك في رصد التحوالت االقتصادية وفهم ت أثير‬
‫المملكة على الساحة االقتصادية العالمية‪ ،‬مما يعزز الوعي بأهمية العالق ات االقتص ادية الدولي ة‬
‫اإلقليمية‪.‬‬ ‫والتفاعالت‬

‫أهداف البحث‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف وتحليل التطور الت اريخي لالقتص اد الس عودي‪ ،‬ملقين الض وء‬
‫على المحطات الرئيس ية ال تي ش كلت مس ار التنمي ة االقتص ادية‪ .‬س نقوم أيض ًا بفحص الوض ع‬
‫االقتص ادي الح الي في المملك ة العربي ة الس عودية‪ ،‬محللين التح ديات ال تي تواجهه ا في ظ ل‬
‫التح والت االقتص ادية العالمي ة‪ .‬باإلض افة إلى ذل ك‪ ،‬ستتض من الدراس ة مناقش ة ش املة لل رؤى‬
‫االقتصادية والسياسات المستقبلية المتوقعة‪ ،‬مسلطة الضوء على الخطط واإلصالحات المستقبلية‬

‫‪2‬‬
‫المتوقعة لتعزي ز اس تدامة االقتص اد وتعزي ز التنمي ة المس تدامة‪ .‬يه دف البحث إلى توف ير رؤى‬
‫معمقة ومس تنيرة ح ول مس تقبل االقتص اد الس عودي‪ ،‬مم ا يس هم في ص ياغة السياس ات الفّعال ة‬
‫واتخاذ القرارات االقتصادية المستدامة‪.‬‬

‫اعتمد هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬حيث يتم استخدام الكتب‪ ،‬الدوريات‪ ،‬والتقارير‬
‫الرسمية المتعلقة بموضوع االقتص اد الس عودي‪ .‬س يتم فحص األدبي ات المتاح ة لفهم التط ورات‬
‫التاريخية وتحلي ل الوض ع الح الي لالقتص اد الس عودي‪ .‬يش مل البحث استعراض ًا ش امًال لآلراء‬
‫والتحليالت الخاصة بالمستجدات االقتصادية في المملكة‪ ،‬مع الترك يز على التح ديات والف رص‪.‬‬
‫يتمت ع البحث ب القوة التحليلي ة من خالل اس تخدام المص ادر الرس مية والموثوق ة‪ ،‬مم ا يس هم في‬
‫توفير تقييم دقيق وشامل للوضع الراهن‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬سيقدم البحث رؤى حول السياس ات‬
‫المس تقبلية واإلص الحات المحتمل ة‪ ،‬مم ا يس اهم في توجي ه الق رارات االقتص ادية نح و التنمي ة‬
‫المستدامة في المستقبل‪.‬‬

‫المبحث األول‪:‬‬
‫نشأة وتطور االقتصاد السعودي‬

‫نشأ وتطور االقتصاد السعودي يتسم بتحوالت هامة‪ .‬في البداية‪ ،‬كان االقتصاد يعتمد بشكل كبير‬
‫على الزراعة والرعي‪ .‬مع اكتشاف النفط في الثالثينيات‪ ،‬شهدت المملكة تحوًال هائًال‪ ،‬حيث‬
‫أصبح النفط مصدًرا رئيسًيا لإليرادات‪ .‬تبنت السعودية سياسات تحفيزية لتنويع االقتصاد وتعزيز‬
‫القطاعات غير النفطية‪ .‬في الفترة الحديثة‪ ،‬شهد القطاع الخاص نموًا ملحوظًا وتطورًا في البنية‬
‫التحتية والتكنولوجيا‪ .‬يتجه االقتصاد نحو تحقيق رؤية ‪ 2030‬التي تهدف إلى تعزيز التنوع‬
‫االقتصادي وتحسين االستدامة‪.‬‬

‫‪ -‬االقتصاد قبل اكتشاف النفط‬

‫قبل اكتشاف النفط‪ ،‬كان االقتصاد السعودي يعتمد بشكل رئيسي على عدة قطاعات متنوع‪TT‬ة‪ .‬كتب‬
‫الباحث خالد الفارس في كتابه "االقتصاد السعودي قبل النفط" حول ه‪TT‬ذه المرحل‪TT‬ة المهم‪TT‬ة‪ .‬ك‪TT‬انت‬
‫الزراع‪TT‬ة تش‪TT‬كل ج‪TT‬زًء ا أساس‪ًTT‬يا من االقتص‪TT‬اد‪ ،‬حيث ك‪TT‬انت المملك‪TT‬ة تعتم‪TT‬د على الزراع‪TT‬ة الريفي‪TT‬ة‬

‫‪3‬‬
‫والتربية‪ .‬كانت تجارة الحج أيًضا جزًء ا هاًم ا‪ ،‬حيث كانت المملكة تستضيف المسلمين من مختلف‬
‫أنحاء العالم‪ ،‬وكانت هذه التجارة تسهم في إعادة تداول السلع وتعزيز االقتصاد‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬كانت صيد اللؤلؤ والغوص الستخراجها من ق‪TT‬اع البح‪TT‬ر نش‪TT‬اًطا اقتص‪TT‬ادًيا مهًم ا‪.‬‬
‫كانت هذه الصناعة تشكل مصدر رئيس‪TT‬ي لإلي‪TT‬رادات وتع‪TT‬ززت بفض‪TT‬ل موق‪TT‬ع المملك‪TT‬ة الجغ‪TT‬رافي‬
‫ال‪T‬ذي ي‪T‬تيح الوص‪T‬ول إلى المحي‪T‬ط الهن‪T‬دي‪ .‬تعكس ه‪T‬ذه الف‪T‬ترة التاريخي‪T‬ة حي‪T‬اة اقتص‪T‬ادية متنوع‪T‬ة‬
‫ومستدامة قبل اكتشاف النف‪TT‬ط‪ .‬م‪TT‬ع اكتش‪TT‬اف النف‪TT‬ط في الثالثيني‪TT‬ات‪ ،‬ح‪TT‬دث تح‪TT‬ول هائ‪TT‬ل في هيك‪TT‬ل‬
‫االقتصاد السعودي‪ ،‬حيث أصبح النف‪TT‬ط مص‪TT‬دًرا رئيس‪ًTT‬يا لإلي‪TT‬رادات‪ .‬رغم أهمي‪TT‬ة ه‪TT‬ذا االكتش‪TT‬اف‪،‬‬
‫يظل فهم فترة االقتصاد قبل النفط أساسًيا لفهم جذور التنوع والتطور في السعودية‪.‬‬

‫‪ -‬أثر اكتشاف النفط على االقتصاد‬

‫اكتشاف النفط في المملكة العربية الس‪TT‬عودية ك‪TT‬ان ل‪TT‬ه ت‪TT‬أثير هائ‪TT‬ل على االقتص‪TT‬اد‪ ،‬حيث س‪TT‬اهم في‬
‫تحويلها إلى دولة منتجة ومصدرة رئيسية للنفط‪ ،‬وخلق نقل‪TT‬ة نوعي‪TT‬ة في هيكله‪TT‬ا االقتص‪TT‬ادي‪ .‬كتب‬
‫يوسف بن عبدهللا القحطاني في مقاله "أثر اكتشاف النفط على اقتصاد المملكة العربية السعودية"‪،‬‬
‫الص‪TT‬ادر في مجل‪TT‬ة جامع‪TT‬ة المل‪TT‬ك س‪TT‬عود ع‪TT‬ام ‪ ،2017‬ح‪TT‬ول الج‪TT‬وانب المتع‪TT‬ددة لتل‪TT‬ك النقل‪TT‬ة‬
‫الكب‪TT‬يرة‪.‬ش‪TT‬هدت المملك‪TT‬ة تح‪T‬واًل اقتص‪TT‬ادًيا كب‪TT‬يًر ا‪ ،‬حيث أص‪TT‬بح النف‪T‬ط مص‪TT‬دًرا رئيس‪ًTT‬يا لإلي‪TT‬رادات‬
‫الوطنية‪ .‬تسبب هذا االكتش‪T‬اف في تحس‪T‬ين التموي‪T‬ل الحك‪T‬ومي وتمكين الدول‪T‬ة من تموي‪T‬ل مش‪T‬اريع‬
‫التنمية والبنية التحتية‪ .‬أيًض ا‪ ،‬ساهم في تعزيز القدرة االقتصادية والتفاوضية للمملكة على الس‪TT‬احة‬
‫الدولية‪.‬‬

‫من خالل تحقيق االكتفاء الذاتي وتصدير كميات كبيرة من النفط‪ ،‬تمكنت المملكة من تحقيق تحول‬
‫اقتصادي هائل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬على الرغم من الفوائد االقتصادية‪ ،‬أصبحت المملكة عرض‪TT‬ة لت‪T‬أثيرات‬
‫تقلبات أسعار النفط العالمية‪ ،‬مما دفعها إلى التفكير في تنوي‪TT‬ع اقتص‪TT‬ادها واالس‪TT‬تثمار في مج‪TT‬االت‬
‫أخرى‪.‬إن تحليل أثر اكتش‪TT‬اف النف‪T‬ط يظه‪TT‬ر كي‪TT‬ف أح‪TT‬دث ه‪TT‬ذا االكتش‪TT‬اف تح‪T‬واًل ش‪TT‬امًال في مس‪TT‬ار‬
‫االقتصاد السعودي‪ ،‬مع التحديات الناجمة عن تبعيته للنفط وضرورة تنويع مصادر الدخل لضمان‬
‫استدامة التنمية المستقبلية‪.‬‬

‫‪ -‬مراحل تطور االقتصاد السعودي‬

‫‪4‬‬
‫مر االقتصاد السعودي بمراحل مختلفة من التطور منذ ظهور النفط وحتى اآلن (تط‪TT‬ور االقتص‪TT‬اد‬
‫السعودي خالل ستة عقود‪ ،‬تقرير صادر عن مؤسسة النق‪TT‬د الع‪TT‬ربي الس‪TT‬عودي‪1440 ،‬هـ)‪ .‬تقري‪TT‬ر‬
‫مؤسسة النقد العربي السعودي حول "تطور االقتصاد السعودي خالل ستة عق‪TT‬ود" يس‪TT‬لط الض‪TT‬وء‬
‫على مس‪TT‬ارات تط‪TT‬ور االقتص‪TT‬اد الس‪TT‬عودي من‪TT‬ذ اكتش‪TT‬اف النف‪T‬ط ح‪TT‬تى ال‪TT‬وقت الح‪TT‬الي‪ ،‬مم‪TT‬ا يعكس‬
‫التحوالت الكبيرة والتطورات الهامة في هذه الفترة الزمنية‪.‬في بداية ف‪TT‬ترة اكتش‪TT‬اف النف‪TT‬ط‪ ،‬تمثلت‬
‫المرحلة األولى في االعتماد الكبير على إيرادات النفط لتموي‪T‬ل مش‪T‬روعات التنمي‪T‬ة الوطني‪T‬ة‪ ،‬مم‪T‬ا‬
‫أسهم في تحسين مستوى المعيش‪TT‬ة والبني‪TT‬ة التحتي‪TT‬ة‪ .‬خالل ه‪TT‬ذه الف‪TT‬ترة‪ ،‬ش‪TT‬هد القط‪TT‬اع النفطي نم‪ًT‬و ا‬
‫كبيًر ا‪ ،‬وأصبحت المملكة واحدة من أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم‪.‬‬

‫تجاوز االقتصاد السعودي التحديات االقتصادية والسياسية‪ ،‬وفي العقود الالحقة‪ ،‬بدأ الترك‪TT‬يز على‬
‫تنوي‪TT‬ع مص‪TT‬ادر اإلي‪TT‬رادات واالس‪TT‬تثمار في قطاع‪TT‬ات أخ‪TT‬رى مث‪TT‬ل الص‪TT‬ناعة والتكنولوجي‪TT‬ا‪ .‬تظه‪TT‬ر‬
‫الجهود المستمرة لتعزيز القطاع الخاص وتحفيز ري‪TT‬ادة األعم‪TT‬ال لتحقي‪TT‬ق التنوي‪TT‬ع االقتص‪TT‬ادي‪.‬في‬
‫الوقت الحالي‪ ،‬يشير التقرير إلى تكامل االقتصاد السعودي مع رؤية ‪ ،2030‬حيث تسعى المملك‪TT‬ة‬
‫إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز االبتكار واالستدامة البيئية‪ .‬يتناول التقرير التح‪TT‬ديات الحالي‪TT‬ة‬
‫ويقدم رؤى حول السياس‪TT‬ات واإلص‪TT‬الحات المس‪TT‬تقبلية المتوقع‪TT‬ة‪ ،‬مم‪TT‬ا يلقي الض‪TT‬وء على مس‪TT‬تقبل‬
‫االقتصاد السعودي والجهود المستمرة لتحقيق التطور واالستدامة في العقود القادمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫هيكل ومقومات االقتصاد السعودي‬

‫النفط ودوره في االقتصاد‬

‫يعتبر النفط المصدر الرئيسي للدخل في المملكة العربية السعودية‪ ،‬إذ يساهم بنحو‬
‫‪ %50‬من الناتج المحلي اإلجمالي و ‪ %90‬من إيرادات الحكومة‪ .‬وقد ساعد إنتاج‬
‫النفط بكميات كبيرة منذ الخمسينات من القرن الماضي في تمويل التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية في البالد‪ .‬إال أن اعتماد االقتصاد شبه الكامل على عائدات النفط يجعله‬
‫عرضة لتقلبات أسعار النفط العالمية‪ .‬لذا بدأت السعودية منذ ‪ 2016‬بتنفيذ رؤية‬
‫‪ 2030‬التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وخفض االعتماد على النفط‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫القطاعات االقتصادية األخرى‬

‫تضم السعودية قطاعات اقتصادية أخرى غير النفط كالزراعة والصناعة والسياحة‬
‫والتجارة‪ ،‬إال أن مساهمتها ما زالت محدودة‪ .‬فالقطاع الزراعي يواجه تحديات كشح‬
‫المياه واألراضي الصالحة للزراعة‪ ،‬أما الصناعة فما زالت في بداياتها وتركز على‬
‫الصناعات البتروكيماوية واألسمنت‪ .‬أما قطاع السياحة فيواجه عوائق ثقافية‬
‫وتنظيمية‪ .‬وستواصل السعودية العمل على تطوير هذه القطاعات لتقليل االعتماد‬
‫على النفط تدريجيًا‪.‬‬

‫البنية التحتية والمشاريع الضخمة‬

‫تنفذ السعودية العديد من المشاريع الضخمة في مجاالت البنية التحتية كالنقل والطاقة‬
‫والمياه‪ ،‬بهدف دفع عجلة التنمية االقتصادية وتحسين مستوى الخدمات‪ .‬ومن أبرز‬
‫هذه المشاريع‪ :‬مشروع الرياض السكك الحديدية‪ ،‬ومحطات تحلية المياه الضخمة‪،‬‬
‫ومشروع الطاقة الشمسية والرياح‪ ،‬ومدينة نيوم االقتصادية‪.‬‬

‫وتتطلب هذه المشاريع استثمارات ضخمة تتجاوز المئات من مليارات الدوالرات‪،‬‬


‫لكنها ستوفر فرص عمل للشباب وتسهم في نقل االقتصاد إلى مرحلة جديدة‪ .‬ويأمل‬
‫أن تساعد هذه المشاريع على تحقيق أهداف رؤية ‪ 2030‬من تنويع االقتصاد ورفع‬
‫كفاءة القطاع العام‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫التحديات االقتصادية‬
‫‪ -‬البطالة‬
‫‪6‬‬
‫تعد البطالة من التحديات الرئيسية حيث تصل نسبتها إلى أكثر من ‪ %12‬بين‬
‫السعوديين (تقرير بطالة الشباب في السعودية‪ ،‬مركز الدراسات االستراتيجية‪،‬‬
‫‪1440‬هـ)‪ .‬واجه المملكة العربية السعودية تحدي البطالة بين الشباب السعودي‪ ،‬حيث‬
‫بلغ معدل البطالة ‪ %12.7‬في الربع األول من ‪ .2022‬وتركز البطالة بشكل رئيسي‬
‫بين فئة الشباب تحت سن ‪ 30‬عامًا‪ .‬ويعود سبب ارتفاع معدالت البطالة إلى عدم‬
‫توافق مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل‪ ،‬وكذلك اعتماد سوق العمل بشكل‬
‫كبير على العمالة الوافدة‪.‬‬

‫ولمواجهة هذا التحدي‪ ،‬أطلقت السعودية مبادرات مثل برنامج تطوير القوى العاملة‬
‫السعودية الذي يهدف إلى تأهيل وتدريب الشباب لسوق العمل‪ ،‬وكذلك سعودة‬
‫الوظائف في القطاعين العام والخاص‪ .‬كما يجري العمل على إصالح نظام التعليم‬
‫والتدريب المهني والتقني لرفع مهارات الشباب وجعلهم أكثر جاذبية ألرباب العمل‪.‬‬
‫ومن المأمول أن تسهم هذه اإلجراءات في خفض معدالت البطالة تدريجيًا‪.‬‬

‫‪ -‬تنويع مصادر الدخل‬

‫يسعى االقتصاد السعودي لتنويع مصادر الدخل وتقليل االعتماد على النفط (سبل‬
‫تنويع االقتصاد السعودي‪ ،‬مجلة اقتصادية سعودية‪ ،‬العدد ‪.)2018 ،40‬و يسعى‬
‫االقتصاد السعودي إلى تنويع مصادر الدخل في إطار رؤية المملكة ‪ .2030‬ويتم ذلك‬
‫من خالل تطوير قطاعات واعدة مثل السياحة والترفيه والصناعة والتعدين‬
‫والخدمات اللوجستية والمالية‪.‬‬

‫كما تعمل السعودية على جذب االستثمار األجنبي المباشر في هذه القطاعات‪ ،‬وإنشاء‬
‫المدن االقتصادية الجديدة مثل نيوم‪ .‬وقد بدأت ثمار هذه الجهود تظهر تدريجًيا من‬
‫خالل نمو مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي‪ .‬غير أن التحدي األكبر‬
‫يكمن في استدامة هذا النمو وترسيخه في االقتصاد الوطني على المدى الطويل‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬اإلصالحات االقتصادية الالزمة‬

‫من الضروري إجراء إصالحات اقتصادية هيكلية لتطوير االقتصاد ومواجهة‬


‫التحديات (خارطة اإلصالح االقتصادي في السعودية‪ ،‬معهد التخطيط‪1439 ،‬هـ)‪.‬‬
‫تاج السعودية إلى مواصلة اإلصالحات االقتصادية الهيكلية لمواكبة التغيرات العالمية‬
‫وتحقيق النمو الشامل والمستدام‪ .‬وتشمل اإلصالحات‪ :‬تطوير التشريعات واألنظمة‪،‬‬
‫ورفع كفاءة اإلنفاق الحكومي‪ ،‬وتحسين بيئة األعمال لجذب االستثمار‪ ،‬ودعم‬
‫المنشآت الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وزيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة‪ ،‬وتعزيز‬
‫ريادة األعمال بين الشباب‪.‬‬

‫كما يجب التركيز على تنمية الموارد البشرية من خالل تحسين جودة التعليم‬
‫والتدريب‪ ،‬وربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل‪ .‬فاالستثمار في الموارد‬
‫البشرية أحد أهم محركات النمو االقتصادي المستدام على المدى الطوي‬

‫المبحث الرابع‪:‬‬

‫رؤية ‪ 2030‬ومستقبل االقتصاد السعودي‬

‫تضمنت رؤية ‪ 2030‬أهدافًا طموحة لتنويع االقتصاد السعودي وتقليل االعتماد على‬
‫النفط من خالل تطوير القطاعات غير النفطية وجذب االستثمارات ورفع مساهمة‬
‫القطاع الخاص (رؤية المملكة العربية السعودية ‪ ،2030‬وثيقة رسمية أصدرها‬
‫مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية‪2016 ،‬م)‪ .‬رؤية المملكة العربية السعودية‬
‫‪ 2030‬تمثل مساًرا طموًح ا لتحقيق تنويع االقتصاد والتخلص من االعتماد الكبير على‬

‫‪8‬‬
‫النفط‪ .‬وضعت هذه الرؤية أهداًفا استراتيجية لتعزيز القطاعات غير النفطية وتحفيز‬
‫التنمية المستدامة‪ .‬يتنوع التركيز في رؤية ‪ 2030‬بين تطوير البنية التحتية‪ ،‬وتعزيز‬
‫التعليم والتدريب‪ ،‬وتحفيز االبتكار وريادة األعمال‪.‬‬

‫من خالل جذب االستثمارات‪ ،‬تهدف الرؤية إلى تشجيع تأسيس صناعات جديدة‬
‫وتطوير القطاعات الصناعية والخدمية‪ .‬تحمل هذه الرؤية رغبة قوية في تعزيز‬
‫مشاركة القطاع الخاص وتوفير بيئة أعمال ملهمة وجاذبة لالستثمار‪ .‬يتوقع أن يسهم‬
‫تنويع االقتصاد في تحقيق استدامة مالية للمملكة وتوفير فرص عمل للشباب‪.‬من بين‬
‫األهداف الرئيسية لرؤية ‪ ،2030‬تبرز تحسين بيئة األعمال وتطوير القدرات‬
‫البشرية‪ ،‬مع التركيز على تحفيز االبتكار وتقديم دعم كبير للبحث والتطوير‪ .‬كما‬
‫تعزز الرؤية التنمية االجتماعية وتحسين جودة الحياة للمواطنين‪.‬‬

‫األهداف االقتصادية لرؤية ‪2030‬‬ ‫‪-1‬‬

‫رؤية المملكة العربية السعودية ‪ 2030‬تمثل خطة استراتيجية طموحة تهدف إلى‬
‫تحقيق تحول كبير في هيكل االقتصاد الوطني‪ .‬من بين األهداف االقتصادية المتميزة‬
‫في هذه الرؤية هو رفع مساهمة القطاع الخاص في االقتصاد إلى ‪ ،%65‬مما يشير‬
‫إلى التركيز على تعزيز دور الشركات والمشروعات الخاصة كمحرك للنمو‬
‫االقتصادي‪.‬تهدف الرؤية أيًض ا إلى زيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج‬
‫المحلي‪ ،‬حيث تستهدف رفع هذه المساهمة إلى ‪ .%50‬هذا يعكس التحول الرئيسي‬
‫نحو التنويع االقتصادي‪ ،‬حيث ُيعزز تنويع القواعد االقتصادية لتقليل التبعية على‬
‫النفط وتوسيع مجاالت االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫تأتي الجهود أيًض ا في سياق رفع كفاءة اإلنفاق العام‪ ،‬حيث يتم التركيز على تحسين‬
‫الكفاءة والجودة في استخدام الموارد المالية العامة‪ ،‬مما يعزز االستدامة المالية‬
‫ويحفز النمو االقتصادي المستدام‪ .‬في سياق التنمية البشرية‪ ،‬تركز الرؤية على تنمية‬
‫الموارد البشرية وتطوير مهارات العمل الوطنيين‪ ،‬مما يساهم في تحسين جودة‬
‫القوى العاملة ورفع مستوى المهنية والكفاءات‪ .‬تعكس رؤية المملكة العربية‬
‫السعودية ‪ 2030‬رغبة حقيقية في تحقيق تحول شامل نحو اقتصاد متنوع ومزدهر‪،‬‬
‫يعتمد على قطاع األعمال الخاص واالستثمار في القطاعات غير النفطية لتحقيق‬
‫التنمية المستدامة وتوفير فرص العمل للمواطنين‪ -2.‬التحديات االقتصادية‬

‫على الرغم من اإلنجازات‪ ،‬ما زالت هناك تحديات اقتصادية تواجه السعودية مثل‬
‫ارتفاع معدالت البطالة بين الشباب‪ ،‬وضعف اإلنتاجية‪ ،‬والمديونية المرتفعة‬
‫للحكومة‪ .‬كما تتطلب تنويع االقتصاد بعيدًا عن النفط جهودًا مضنية واستثمارات‬
‫ضخمة‪ .‬وستظل السعودية بحاجة لمزيد من اإلصالحات االقتصادية لتحقيق أهداف‬
‫رؤية ‪.2030‬‬

‫‪ -3‬آفاق المستقبل‬

‫من المتوقع أن تحقق رؤية ‪ 2030‬في المملكة العربية السعودية نقلة نوعية في‬
‫االقتصاد‪ ،‬مما يعزز تنافسيته ويسهم في ازدهاره‪ .‬يعكس هذا التحول االقتصادي‬
‫تفاؤاًل بمستقبل أكثر استدامة وتنوًعا‪ ،‬حيث يتطلع االقتصاد السعودي إلى االبتعاد عن‬
‫التبعية الشديدة على النفط‪.‬ومن أهداف الرؤية المهمة هو رفع مساهمة القطاع الخاص‬
‫في االقتصاد إلى ‪ .%65‬يتطلب ذلك التحفيز وتشجيع بيئة أعمال مالئمة لالستثمار‪،‬‬
‫وتوفير فرص للمشاريع الريادية واالبتكار‪ .‬يجسد ذلك التحول نحو اقتصاد متنوع‬
‫وديناميكي‪.‬‬

‫من المهم أيًض ا التركيز على السياحة والترفيه‪ ،‬وتطوير الصناعات التقنية والمتقدمة‪.‬‬
‫من خالل زيادة مساهمتها في الناتج المحلي‪ ،‬تسهم هذه القطاعات في تحسين توزيع‬

‫‪10‬‬
‫اإليرادات وتوفير فرص توظيف متنوعة‪ .‬يعزز ذلك من مكانة المملكة كوجهة‬
‫متنوعة ومبتكرة‪.‬وُتتوقع أن تكون التقنية حجر الزاوية في تحقيق الرؤية‪ ،‬حيث ُيَع زز‬
‫التحول الرقمي التكنولوجيا واالبتكار في جميع القطاعات‪ .‬تسهم الصناعات المتقدمة‬
‫في بناء قاعدة اقتصاد معرفي‪ ،‬مما يدفع باتجاه تحول اقتصادي مستدام‪.‬‬

‫لضمان نجاح الرؤية‪ ،‬يتعين على الحكومة االستمرار في توجيه الجهود وتعزيز‬
‫التزامها بتنفيذ اإلصالحات الهيكلية‪ .‬يشمل ذلك دعم مشاركة القطاع الخاص وتعزيز‬
‫تشجيع المواطنين على المشاركة في التطوير االقتصادي‪ .‬بالتالي‪ ،‬يتوقع أن يكون‬
‫االقتصاد السعودي في المستقبل أكثر تنوًعا ومستداًم ا‪ ،‬مع إيجاد فرص العمل للشباب‬
‫وتحقيق نمو اقتصادي شامل‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫ُيعد االقتصاد السعودي أكبر اقتصاد في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬حيث بلغ الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي ‪ 746‬مليار دوالر في عام ‪ .2021‬ويعتمد االقتصاد بشكل رئيسي‬
‫على النفط الذي يوفر ما يقارب ‪ %50‬من الناتج المحلي و ‪ %90‬من إيرادات‬
‫الحكومة‪ .‬وتمتلك السعودية احتياطيات نفطية ضخمة تقدر بنحو ‪ 268‬مليار برميل‪،‬‬
‫ما يجعلها ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك بعد روسيا‪ .‬إال أن اعتماد االقتصاد‬
‫الكلي على عائدات النفط يجعله عرضة لتقلبات أسعار النفط العالمية‪.‬‬

‫ولتجنب مخاطر االعتماد على مصدر وحيد للدخل‪ ،‬أطلقت المملكة رؤية ‪ 2030‬التي‬
‫تستهدف تنويع االقتصاد وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية‪ .‬وقد حققت بعض‬
‫التقدم في هذا المسار‪ ،‬إال أن التحدي األكبر يتمثل في استدامة نمو القطاعات غير‬

‫‪11‬‬
‫النفطية‪ .‬وستظل اإلصالحات االقتصادية وتنمية الموارد البشرية من أولويات‬
‫المرحلة المقبلة لتحقيق التحول المنشود نحو اقتصاد معرفي متنوع‪.‬‬

‫‪ -‬أهم النتائج‬

‫يتسم االقتصاد السعودي باالعتماد الشديد على عائدات النفط التي توفر أكثر من‬
‫نصف الناتج المحلي ومعظم إيرادات الحكومة‪ .‬وعلى الرغم من الفوائض المالية‬
‫الكبيرة التي حققتها المملكة في السنوات األخيرة‪ ،‬إال أن هشاشة وتقلب أسعار النفط‬
‫يشكالن تهديدًا الستدامة النمو االقتصادي‪.‬‬

‫ولمواجهة هذا التحدي‪ ،‬أطلقت السعودية رؤية ‪ 2030‬التي تضمنت أهدافًا طموحة‬
‫لتنويع مصادر الدخل الوطني ورفع مساهمة القطاع الخاص وتنمية الموارد البشرية‪.‬‬
‫وقد حقق االقتصاد بعض النجاحات بزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية‪ ،‬إال أن‬
‫التحدي األكبر يكمن في استدامة هذا النمو على المدى الطويل‪.‬‬

‫كما واجهت السعودية تحديات كبطالة الشباب وضعف إنتاجية العمالة الوطنية‪ ،‬ما‬
‫يستوجب جهودًا أكبر إلصالح التعليم والتدريب وربطهما باحتياجات سوق العمل‪.‬‬

‫وفي المحصلة‪ ،‬ما زالت اإلصالحات االقتصادية الهيكلية وتطوير الموارد البشرية‬
‫ضرورية لتحقيق التنوع االقتصادي وخلق فرص العمل المنتجة للمواطنين‪.‬‬
‫وسيتطلب ذلك جهودًا متواصلة والتزامًا حكوميًا راسخًا لتنفيذ رؤية المملكة ‪2030‬‬
‫بكل محاورها‪.‬‬

‫‪ -‬التوصيات‬

‫‪ -‬مواصلة اإلصالحات الهيكلية وتطوير التشريعات االقتصادية لتعزيز النمو وجذب االستثمار‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬االستمرار في تنويع مصادر ال‪T‬دخل الوطني ع‪T‬بر دعم قطاع‪T‬ات واع‪T‬دة مث‪T‬ل الس‪T‬ياحة والتقني‪T‬ة‬
‫والصناعات المتطورة‪.‬‬

‫‪ -‬زي‪TT‬ادة مش‪TT‬اركة وتمكين الم‪TT‬رأة في س‪TT‬وق العم‪TT‬ل‪ ،‬ورف‪TT‬ع نس‪TT‬بة الس‪TT‬عودة في القط‪TT‬اعين الع‪TT‬ام‬
‫والخاص‪.‬‬

‫‪ -‬تحسين بيئة األعمال وتقديم حوافز أكبر لجذب االستثمار األجنبي المباشر‪.‬‬

‫‪ -‬إصالح نظام التعليم والتدريب المهني وربط مخرجاته باحتياجات سوق العم‪TT‬ل لمعالج‪TT‬ة مش‪TT‬كلة‬
‫بطالة الشباب‪.‬‬

‫‪ -‬تشجيع ريادة األعمال وتسهيل إجراءات إنشاء المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تمويل وإدارة المشاريع االقتصادية الضخمة‪.‬‬

‫‪ -‬االستمرار في دعم الطبقات األقل دخًال وتقديم المساعدات المالية وفرص التدريب‪.‬‬

‫‪ -‬ترشيد اإلنفاق الحكومي وتحسين كفاءته لتحقيق األولويات االستراتيجية للتنمية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ -‬محمد أحمد جاد‪ ،‬أهمية االقتصاد السعودي‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية والسياسية‪،‬‬
‫‪2018‬م‪.‬‬
‫‪ -‬خالد الفارس‪ ،‬االقتصاد السعودي قبل النفط‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الرياض‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬يوسف بن عبدهللا القحطاني‪ ،‬أثر اكتشاف النفط على اقتصاد المملكة‪ ،‬مجلة جامعة‬
‫الملك سعود‪2017 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير تطور االقتصاد السعودي خالل ستة عقود‪ ،‬مؤسسة النقد العربي السعودي‪،‬‬
‫‪1440‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬محمد الجفري‪ ،‬دور النفط في االقتصاد السعودي‪ ،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير القطاعات االقتصادية في السعودية‪ ،‬وزارة االقتصاد والتخطيط‪1439 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬مقال المشاريع االقتصادية الضخمة‪ ،‬مجلة االقتصادية السعودية‪ ،‬العدد ‪،72‬‬
‫‪2018‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير بطالة الشباب في السعودية‪ ،‬مركز الدراسات االستراتيجية‪1440 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬مجلة اقتصادية سعودية‪ ،‬سبل تنويع االقتصاد السعودي‪ ،‬العدد ‪2018 ،40‬م‪.‬‬
‫‪ -‬معهد التخطيط‪ ،‬خارطة اإلصالح االقتصادي في السعودية‪1439 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬وثيقة رؤية المملكة ‪ ،2030‬مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية‪2016 ،‬م‪.‬‬

‫‪15‬‬

You might also like