You are on page 1of 23

‫المحور الثامن‪ :‬عالقة علم النفس المرضي بالعلوم األخرى‬

‫(علم االجتماع‪ ،‬الفلسفة‪ ،‬التاريخ‪ ،‬علوم اإلتصال‪ ،‬الطب‪)....،‬‬


‫الملتقى الوطني حول‪ :‬علم النفس المرضي في الجزائر‪ :‬تاريخ‪ ،‬وحاضر‪ ،‬ومستقبل‬
‫يوم ‪ 5‬نوفمبر ‪2018‬‬
‫دور المساندة االجتماعية في التخفيف من المشكالت النفسية واالجتماعية‬
‫للمرأة المكتئبة‬

‫خلوفي المية طالبة دكتوراه ‪ lamiakhouloufi23@gmail.com‬علم االجتماع‪ ،‬جامعة باجي‬


‫مختار عنابة‪0797627307 :‬‬
‫زايدي وسيلة طالبة دكتوراه ‪ ouassila.zaidi@laposte.net‬علم االجتماع‪ .‬جامعة باجي مختار‬
‫عنابة‪0550029316 :‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫تنبع المشكالت االجتماعية من خلل يصيب البناء االجتم**اعي للمجتم**ع‪ ،‬نتيج**ة للظ**روف‬
‫أو التغ**يرات ال**تي تط**رأ علي**ه‪ ،‬وت**ؤثر على بنائ**ه االجتم**اعي وأنس**اقه المختلف*ة‪ .‬فالمش**كالت‬
‫االجتماعي **ة نت **اج س **لوك إنس **اني والس **لوك اإلنس **اني س **لوك معق **د وم **ركب ال يمكن تحدي **د‬
‫عام* **ل واح* **د على أن* **ه العام* **ل الم* **ؤثر الوحي* **د في ه* **ذا الس* **لوك ول* **ذا فال ب* **د من مواجه* **ة‬
‫المشكالت االجتماعية بمنهجية واقعية حكيمة ت*راعي في*ه تعق*د المش*كالت وأهمي*ة اإلص*الح‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫إن األم* **راض النفس* **ية تكمن خلفه* **ا أس* **باب اجتماعي* **ة‪ ،‬وبالت* **الي نض* **طر أحيان* **ا في بعض‬
‫المش* **كالت النفس* **ية إلى ض* **رورة اس* **تدعاء األس* **رة بأكمله* **ا للخض* **وع للعالج‪ ،‬وأن البيئ* **ة‬
‫االجتماعي**ة المتص**دعة مثال‪ ،‬وال**تي يس**ودها ج**و من الديكتاتوري**ة والكبت تق**ود إلى العدي**د‬
‫من األمراض النفسية والعقلية‪ ،‬بل واالنحرافات السلوكية‪ ،‬مما يجعلنا نعاود التذكير بإيماننا‬
‫مشكلة‪.‬‬ ‫بتشابك وتعقد العوامل التي تساهم في خلق‬
‫ويعت**بر االكتئ**اب النفس**ي من أك**ثر االض**طرابات النفس**ية ش**يوعا في الع**الم وه**و يمس‬
‫ش **ريحة كب **يرة بين النس **اء والرج **ال وال يم **يز بين المثق **ف والجاه **ل مم **ا ي **ؤثر س **لبا على‬
‫الص**حة النفس**ية للف**رد وي**ؤثر ب**ذلك على المجتم**ع كك**ل ناهي**ك عن أث**اره الس**لبية‪ ،‬كم**ا يع**د‬
‫االكتئ **اب من أك **ثر االض **طرابات النفس **ية ش **يوعا بين الب **الغين حيث تص **ل نس **بة اإلص **ابة‬
‫الذكور‪.‬‬ ‫باالكتئاب في وقت ما من حياة البالغين (‪ )%20‬لدى اإلناث و(‪ )%10‬لدى‬
‫مم**ا يجع**ل من ص**عوبة التعام**ل م**ع االض**طراب جه**ل الف**رد بأعراض**ه وإ عطائ**ه تفس**يرات‬
‫أخ**رى كم**ا يبقى ال**وعي المجتمعي ض**عيف ومرب**وط بوص**مة الع**ار ألص**حاب األم**راض‬
‫النفسية مما يزيد الهوة بين المك*تئب والمجتم*ع مم*ا يجعل*ه يعيش في عزل*ة أك*ثر ويول*د لدي*ه‬
‫مشكال نفسية واجتماعية أخرى ‪.‬‬
‫وتعتبر المساندة االجتماعي**ة مص**درًا من مص**ادر ال**دعم االجتم**اعي الفع**ال ال**ذي يحتاج*ه‬
‫اإلنسان حيث يؤثر حجم المساندة االجتماعية‪ ،‬ومستوى الرض*ا عنه*ا في كيفي*ة إدراك الف*رد‬
‫لض**غوط الحي**اة المختلف**ة‪ ،‬وأسـاليب مواجه**ه وتعامل**ه م**ع ه**ذه الض**غوط‪ ،‬وكم**ا أنه**ا تلعب‬
‫دورًا هام *ًا في إش **باع الحاج **ة لألمن النفس *ي وخفض مس **توى المعان **اة الناتج **ة عن الدراس **ة‬
‫لدى الطلبة وتساعدهم في التحصيل الجيد ‪.‬‬
‫أصبح للمجتمع دورا مهما في الحياة النفس*ية واالجتماعي*ة للمك*تئب وه*ذا إم*ا س*لبا كم*ا ذك*ر‬
‫أعاله أو إيجاب **ا حيث أن ال **دعم االجتم **اعي للف **رد ال **ذي يع **اني من اض **طرابات نفس **ية مهم‬
‫جدا ويعمل على التخفيف من حدة االكتئاب بغض النظر عن أسباب االكتئاب‪.‬‬
‫فم**ا ه**و دور المس**اندة االجتماعي**ة في التخفي**ف من ح**دة المش**كالت النفس**ية واإلجتماعي**ة‬
‫للمرأة المكتئبة ؟‬
‫و لإلجابة على هذا التساؤل سيتناول البحث ما يلي‪:‬‬
‫*مفهوم االكتئاب وأعراضه وتشخيصه‬
‫*أسباب االكتئاب من منظور النظرية السلوكية‬
‫* المساندة االجتماعية كآلية من آليات التخفيف من حدة االكتئاب النفسي‬
‫*عرض لبعض الحاالت التي تعاني من االكتئاب‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬االكتئاب‪ ،‬المشكالت النفسية واالجتماعية‪ ،‬المساندة االجتماعية‪.‬‬

‫مقدمـــــة‪:‬‬
‫يؤثر االكتئاب على العقل والجس*م مع*ًا‪ ،‬كم*ا وي*ؤثر على تفك*ير الش*خص وتص*رفاته‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فهو قد يس*بب العدي*د من المشـاكل النفس*ية والجس*مية األخ*رى‪ ،‬كم*ا وق*د‬
‫ال يستطيع المص*اب ب*ه ممارس*ة نش*اطاته اليومي*ة االعتيادي*ة بش*كل ط*بيعي‪ ،‬وق*د يش*عر ب*أن‬
‫الحياة ال تستحق أن يعيشها‪.‬‬
‫ومن الج **دير بال **ذكر أن معظم األخص **ائيين حالي* *ًا ينظ **رون إلى االكتئ **اب على أن **ه م **رض‬
‫م**زمن يحت**اج لعالج طوي**ل األم**د‪ ،‬مث**ل أم**راض الس**كري وارتف**اع ض**غط ال**دم وغيره**ا من‬
‫أم* **راض أخ* **رى‪ .‬وب* **الرغم من أن بعض األش* **خاص يص* **ابون باالكتئ* **اب لم* **رة واح* **دة في‬
‫حي* **اتهم‪ ،‬إال أن معظمهم يع* **اني من تك* **رار أع* **راض االكتئ* **اب‪ .‬ل* **ذلك يس* **اعد التش* **خيص‬
‫والعالج الفع**ال في التخفي**ف من أو إزال**ة أع**راض االكتئ**اب ح**تى الش**ديدة منه**ا‪ ،‬حيث أن‬
‫معظم المصابين عادة ما يبدؤون بالشعور بالتحس*ن ويس*تطيعون الع**ودة لممارس*ة نش*اطاتهم‬
‫اليومية السابقة خالل أسابيع قليلة من بدء العالج‪.‬‬
‫أعراض االكتئاب‬
‫تشمل أعراض االكتئاب فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬فقدان الرغبة في ممارسة النشاطات اليومية االعتيادية‪.‬‬
‫‪ ‬الشعور بالحزن أو التراجع‪.‬‬
‫‪ ‬الشعور بفقدان باألمل‪.‬‬
‫‪ ‬نوبات بكاء بدون سبب واضح‪.‬‬
‫‪ ‬االضطراب في النوم‪.‬‬
‫‪ ‬الصعوبة في التركيز‪.‬‬
‫‪ ‬الصعوبة في اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة الوزن أو نقصانه دون محاولة‪.‬‬
‫‪ ‬سرعة التهيج‪.‬‬
‫‪ ‬نفاذ الصبر‪.‬‬
‫‪ ‬سهولة االنزعاج‪.‬‬
‫‪ ‬الشعور بالتعب أو العياء‪.‬‬
‫‪ ‬فقدان الشعور بقيمة الذات‪.‬‬
‫‪ ‬فقدان الرغبة الجنسية‪.‬‬
‫‪ ‬األفكار االنتحارية أو ممارسة السلوك االنتحاري‪.‬‬
‫‪ ‬اإلصابة بمشاكل جسمية دون سبب واضح‪ ،‬مثل ألم الظهر أو الصداع‪.‬‬

‫أسباب االكتئاب‪:‬‬
‫إن أسباب االكتئاب غير معروفة بالضبط‪ ،‬ولكن كما هو الح*ال م**ع العدي**د من األم**راض‬
‫النفسية األخرى فإنه يعتقد بأن هناك العديد من العوامل الكيماوية الحيوي**ة والجيني**ة والبيئي**ة‬
‫التي قد تسببه كما هو موضح تاليًا‪:‬‬
‫‪ -‬العوامل الكيماوية الحيوية‪:‬‬
‫هن **اك بعض األدل **ة على أن بعض األش **خاص ال **ذين يع **انون من االكتئ **اب يحص **ل ل **ديهم‬
‫تغيرات مادية في الدماغ‪ .‬وعلى الرغم من أن أهمية هذه التغيرات لم تح*دد بع*د‪ ،‬إال أنه*ا‬
‫تساعد في تحدي*د أس*باب اإلص*ابة ب*ه‪ .‬كم*ا وتلعب النواق*ل العص*بية‪--‬وهي م*واد كيماوي*ة‬
‫تتواج **د بش **كل ط **بيعي في ال **دماغ وترتب **ط ب **المزاج‪ --‬دورًا في ذل **ك أيض *ًا‪ .‬إض **افة إلى‬
‫ذلك‪ ،‬فقد يسبب الخلل في الهرمونات اإلصابة بهذا االضطراب‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل الجينية‪:‬‬
‫أظهرت بعض الدراسات أن االكتئاب هو أكثر شيوعًا عند األشخاص الذين أصيب أفراد‬
‫عائالتهم به‪ ،‬األمر الذي شجع الباحثين على السعي للكشف عن الجينات المسببة له‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل البيئية‪:‬‬
‫يعتقد أن البيئة تلعب دورًا في االكتئ**اب بطريق**ة م**ا‪ .‬وتع**رف العوام**ل البيئي**ة ال**تي تس*اعد‬
‫على اإلص* **ابة باالكتئ* **اب بأنه* **ا ظ* **روف حياتي* **ة يص* **عب التع* **ايش معه* **ا‪ .‬وتتض* **من ه* **ذه‬
‫العوامل المشـاكل المالية والضغوطات النفسية العالية وفقدان شخص عزيز‪.‬‬

‫العوامل النفسية‪:‬‬
‫التفس **يرات الس **يكودينامية لالكتئ **اب‪ :‬ينظ **ر لالكتئ **اب على أن **ه كبت للغرائ **ز‪ ،‬وم **ا ينتج‬ ‫‪‬‬
‫عن ذل* **ك من ع* **دوان يرت* **د على ال* **ذات‪ .‬ويرب* **ط فروي* **د ك* **ذلك بين االكتئ* **اب وفق* **دان‬
‫الموضوع فعندما يفقد الفرد موضوعا محببا إلى نفس*ه فإن*ه يش*عر ب*الحزن‪ ،‬ولكن*ه ليس‬
‫الحزن الع*ادي ال*ذي يع*بر عن الفق*دان‪ ،‬ف*المكتئب يفس*ر الفق*د على أن*ه رفض‪ ،‬ولم*ا ك*ان‬
‫ما فقده الش*خص مص**درا للحب والتق**دير‪ ،‬ف*إن المك**تئب ال يس*تطيع أن يع**بر عن غض**به‬
‫صراحة‪ ،‬وبدال من ذلك يحوله إلى الداخل وبذلك يشعر ب**العجز والش**عور بال**ذنب وع**دم‬
‫القيمة وتجريم الذات‪ .‬وت*رى ه*ذه الوجه*ة أيض*ا أن ب*دايات االكتئ*اب ترج*ع إلي الطفول*ة‬
‫المبك**رة حيث ق**د يخ**بر الطف**ل في ه**ذه المرحل**ة فق**دانا لموض**وع محبب إلي**ه س**واء ك**ان‬
‫فق**دانا حقيقي**ا أو م**دركا‪ ،‬وإ ذا لم يس**تطع الطف**ل ح**ل ه**ذا الفق**دان أو اس**تبداله فإن**ه س**وف‬
‫‪ .‬حيث يتم‬ ‫‪Introjections‬‬ ‫ينتهي إلى حيل* **ة الش* **عورية إلنك* **ار الفق* **د تع* **رف باإلس* **تدماج‬
‫إس**تدماج الموض**وع المفق**ود داخ**ل ال**ذات‪ ،‬ومن ثم يوج**ه إلي**ه غض**به في ص**ورة توجي**ه‬
‫الل **وم إلى ال **ذات‪ .‬وت **ؤدي أح **داث الحي **اة التالي **ة كالفق **د إلى إع **ادة تنش **يط ه **ذه العملي **ة‬
‫وتفجيره* * * **ا في الرش* * * **د لتظه* * * **ر أع* * * **راض االكتئ* * * **اب‪ .‬وب* * * **الرغم من أهمي* * * **ة التفس* * * **ير‬
‫الس**يكودينامي‪ ،‬فإن**ه ليس بالض**رورة أن ينش**ا االكتئ**اب عن خ**برات الفق**د‪ ،‬فهن**اك الكث**ير‬
‫من حاالت االكتئاب ممن لم يتع*رض أص*حابها لخ*برات الفق*د في طف*ولتهم‪ ،‬األم*ر ال*ذي‬
‫()‬ ‫يجع**ل ه**ذا المنحى قاص**را في التفس**ير‬
‫‪ Arafa M et al 2009‬يحي الرخاوي ‪1979‬‬

‫ملخص للعوامل النفسية‪:‬‬


‫عدم النضج اإلنفعالي وثنائية المشاعر والشعور بالعجز المتعلم والفهم الخاطئ‬ ‫‪‬‬
‫للخبرات الحياتية وتقويم النفس السالب والتشاؤم واليأس‪ ،‬كلها عوامل نفسية تهيئ‬
‫لحدوث االضطرابات الوجدانية‪ .‬والنموذج التحليلي كالتالي‪:‬‬
‫فقد الحب يؤدي إلي نكوص األنا إلى المرحلة الفمية فتسبب اإلكتئاب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ازدياد الحاجات النرجسية (الحب) يؤدي إلي اإلكتئاب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التفسير السلوكي‪ :‬هناك نموذجين أساسيين في تفسير االكتئاب وفقا للمدرسة السلوكية‪:‬‬
‫‪ -‌1‬ي **رى النم **وذج األول أن االكتئ **اب ينش **ا عن مس **تويات منخفض **ة لإلثاب **ة أو مس **تويات‬
‫مرتفعة من العقاب‪ ،‬أو عن كليهم*ا‪ .‬وتؤك*د بعض الدراس*ات أن المكتئ*بين يتلق*ون في الواق*ع‬
‫إثاب**ة أق**ل وعقاب**ا أك**ثر من اآلخ**رين عم**ل يقوم**ون ب**ه من أعم**ال من البيئ**ة المحيط**ة بهم‪،‬‬
‫ك*ذلك فهم يميل*ون أيض*ا إلى إعط*اء أنفس*هم إثاب*ات أق*ل وعقاب*ات أك*ثر لم*ا يص*در عنهم من‬
‫سلوك‪.‬‬
‫‪ -2‬يفس**ر النم**وذج الث**اني اإلكتئ**اب على أن**ه أنم**اط س**لوكية متعلم**ة‪ ،‬وتظ**ل ه**ذه األنم**اط‬
‫قائمة ألنها تؤدي إلى إثابة للفرد مثل التعاطف وتلقى الدعم من اآلخرين‪ .‬فما يلقاه المك**تئب‬
‫من رعاية واهتمام من المحيطين به قد يعمل على إثابة السلوك االكتئابي‪ ،‬ومن ثم تدعيمه‪.‬‬
‫( عبد الستار إبراهيم‪.)Halgin &Whitbourne 1993& 1998‬‬

‫التفسيرات المعرفية لالكتئاب‪:‬‬


‫‪ :Negative‬وت*رى أن ل*دى المكتئ*بين ح*االت‬ ‫‪Cognitive Schema‬‬ ‫‪.1‬المخطط المع*رفي الس*الب‬
‫معرفية سالبة تجعلهم يركزون على نواحي القصور والنقص والعيوب الشخصية فق**ط‪ ،‬مم**ا‬
‫يساعد على وجود المزاج الحزين‪ ،‬الذي يؤدي بدوره إلى االكتئاب‪ .‬يتص**ف المك**تئبون ب**أن‬
‫ل**ديهم مخطط**ا ذاتي**ا معرفي**ا س**البا يس**تبعد بطريق**ة انتقائي**ة المعلوم**ات الموجب**ة عن ال**ذات‪،‬‬
‫ويستبقى الس*البة‪ ،‬ويحتم*ل أن يع*زى إلى ك*ثرة النق*د واألوام*ر والن*واهي ال*تي يتلقاه*ا الطف*ل‬
‫من والديه‪ ،‬أو قد يعزى إلى أحداث الحياة السالبة القوية‪ .‬وتشكل ه*ذه المخطط*ات المعرفي*ة‬
‫السالبة أساسا لتطور ما يسميه بيك المثلث المعرفي السلبي ‪ . Triad‬ويطل*ق بي*ك على ه*ذه‬
‫‪.‬‬ ‫‪Cognitive Distortion‬‬ ‫المخططات السالبة مصطلح التشويه المعرفي‬
‫‪ :Learned‬ي**رى ه**ذا النم**وذج أن األف**راد‬ ‫‪Helplessness Model‬‬ ‫‪.2‬العج**ز المكتس**ب لالكتئ**اب‬
‫يتعلمون بشكل صحيح أو خاطئ أنهم ال يس*تطيعون التحكم في النت**ائج الس*البة في المس*تقبل‬
‫ونتيج**ة ل**ذلك يش**عرون ب**العجز الحقيقي‪ ،‬مم**ا يرس**ب في الف**رد اعتق**ادا ب**أن المواق**ف غ**ير‬
‫الس* **ارة في المس* **تقبل س* **وف تك* **ون خ* **ارج نط* **اق س* **يطرته‪ ،‬ولن يس* **تطيع التحكم فيه* **ا‪.‬‬
‫ويكمن الفارق األساسي بين كال النموذجين أن األفراد ذوي المع**ارف الس**البة يعتق**دون أنهم‬
‫مس **ئولون عن األش **ياء الس **البة ال **تي تح **دث في حي **اتهم‪ ،‬بينم **ا األف **راد ذوي العج **ز المتعلم‬
‫( زيزي السيد ‪)2003‬‬ ‫يعتقدون أنهم عاجزون عن التحكم في األشياء السالبة‪.‬‬

‫العوامـل التي تزيد من احتمالية اإلصابة باالكتئاب‪:‬‬


‫يعت**بر جمي**ع األش**خاص عرض**ة لإلص **ابة باالكتئ**اب‪ ،‬فه**و ق**د يص**يب أي ش**خص من ك**ل‬
‫األع**راق واألص**ول والمس**تويات االقتص**ادية‪ .‬ومن الج**دير بال**ذكر أن**ه على ال**رغم من أن‬
‫ه **ذا االض **طراب ق **د يص **يب الش **خص من أي **ة مرحل **ة عمري **ة ك **ان—وح **تى في مرحل **تي‬
‫الطفول **ة والش **يخوخة—إال أن **ه ع **ادة م **ا يب **دأ في الس **نوات األخ **يرة من عم **ر العش **رينات‪.‬‬
‫وعلى ال**رغم من أن ه**ذا االض**طراب يص**يب الجنس**ين‪ ،‬إال أن**ه يش**خص ل**دى النس**اء أك**ثر‬
‫بنس**بة الض**عف مقارن**ة م**ع الرج**ال‪ ،‬ولكن ه**ذا ق**د يع**ود إلى ح**د م**ا إلى أن النس**اء يس**عين‬
‫أك**ثر لطلب عالج له**ذا االض**طراب‪ .‬ورغم أن س**بب االكتئ**اب غ**ير مع**روف بدق**ة‪ ،‬إال أن‬
‫الباحثين قد قاموا بتحديد عوامل معينة تزيد من احتمالية اإلص**ابة ب*ه أو تحف*ز اإلص*ابة ب*ه‪.‬‬
‫وتشمل هذه العوامل ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إصابة أقارب آخرين باالكتئاب‪.‬‬
‫‪ ‬انتحار أحد أفراد العائلة‪.‬‬
‫‪ ‬عيش أحداث تسبب ضغوطات نفسية‪ ،‬مثل وفاة أحد المقربين‪.‬‬
‫‪ ‬كآبة المزاج خالل سنوات الشباب‪.‬‬
‫‪ ‬اإلصابة باألمراض‪ ،‬مثل السرطان وأمراض القلب وألزهايمر‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام أدوية معينة لفترات طويلة‪ ،‬مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم واألقراص‬
‫المنومة وأحيانًا أقراص منع الحمل‪.‬‬
‫‪ ‬امتالك بعض الصفات أو الطباع‪ ،‬مثل االعتماد الكلي على اآلخرين‪ ،‬وانتقاد النفس‬
‫والتشاؤم وقلة احترام الذات‪.‬‬
‫‪ ‬تعاطي الكحول أو النيكوتين أو المخدرات‪.‬‬
‫‪ ‬الوالدة‪.‬‬
‫‪ ‬الفقر المادي واالجتماعي‪.‬‬

‫اكتئاب ما بعد الوالدة‬


‫‪ -‬تمر حوالي نصف النساء بعد الوالدة بأوق*ات يع*انين فيه*ا من الت*وتر وزي*ادة االنفع*االت‪.‬‬
‫وتعرف هذه الفترات بِـ "ش*جن ال**والدة" وتس*تمر ع**ادة لف**ترة ال تزي**د عن ع**دة أس*ابيع‪ ،‬وذل**ك‬
‫بخالف حال **ة اكتئ **اب م **ا بع **د الحم **ل ال **تي تس **تمر وتش **تد‪ .‬تع **اني ح **والي ‪ %15-10‬من‬
‫األمه **ات الج **دد من االكتئ **اب خالل ثالث **ة إلى س **تة أش **هر بع **د ال **والدة‪ .‬وق **د ت **تردد بعض‬
‫النس**اء في االع**تراف به**ذا االكتئ**اب خوف*ًا من الع**ار‪ ،‬وذل**ك ألن المجتم**ع ينظ**ر له**ذه الف**ترة‬
‫على أنه**ا ف**ترة س**عيدة بالنس**بة للم**رأة‪ .‬وتعت**بر التغ**يرات الجذري**ة والض**غوطات المص**احبة‬
‫لألموم**ة ونقص الن**وم‪ ،‬باإلض**افة إلى التغ**ير في الهرمون**ات‪ ،‬عوام**ل م**ؤثرة في اكتئ**اب م**ا‬
‫بعد الحمل‪ ،‬كما يعد اإلرهاق الجسدي ومغص أو م**رض الطف**ل والض**غوطات المادي**ة وقل**ة‬
‫الدعم االجتماعي من العوامل المساعدة على اإلصابة به‪.‬‬
‫‪ -‬تتشابه الكثير من الظواهر الخاصة باكتئاب ما بعد الحمل مع ظواهر االكتئاب‪ ،‬فقد‬
‫تصاب األم الحديثة بالحزن أو فقدان األمل‪ .‬كما وقد تصاب بالتوتر والقلق على صحة‬
‫الطفل‪ ،‬وقد تفقد القدرة على أداء وظائفها وتصاب باالرتباك بسبب رعاية طفلها‪ .‬كما وقد‬
‫تشعر بتغير في الشهية‪ ،‬وهذا يؤدي إلى زيادة أو نقصان الوزن‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فهي‬
‫قد تفقد االهتمام بكل شيء حتى طفلها‪ ،‬مما قد يشعرها بالذنب أو بعدم األهمية‪.‬‬
‫النظرية السلوكية وتفسيرها لالكتئاب ‪:‬‬
‫أهتم الس**لوكيون بدراس**ة ه**ذا الم**رض من خالل وجه**ة نظ**رهم حيث تنبت الب**ذرة‬
‫" أن الحماي**ة‬ ‫" ‪Youngren, 1980‬‬ ‫األولى لالكتئاب عندهم‪ ،‬وكما يعتقدون حيث يرى ي**ونجرن‬
‫الزائدة من قبل األم تساعد على غرس البذرة األولى لويالت االكتئاب‪ ،‬ويش**ير ي**ونجرن أن‬
‫االكتئاب يظهر كاستجابة لمثير بغيض أو نقص في التدعيم االجتم*اعي‪ ،‬إذ أن القاع*دة ال*تي‬
‫تنطل* **ق منه* **ا نظري* **ات التعلم االجتم* **اعي تعتم* **د على المه* **ارات االجتماعي* **ة والق* **درة على‬
‫اكتس **اب الت **دعيم اإليج **ابي خالل العالق **ات االجتماعي **ة والتفاع **ل االجتم **اعي المتب **ادل بين‬
‫األشخاص ‪.‬‬
‫ودرس ي**ونجرن العالق**ة بين االكتئ**اب وبعض المش**كالت الس**لوكية حيث ق**ارن عين**ة‬
‫من المكتئ **بين ب **أخرى س **وية من حيث الس **لوك اللفظي الثن **ائي‪ ،‬وك **انت المالمح األساس **ية‬
‫للمكتئ**بين أنهم األض**عف من حيث المه**ارات االجتماعي**ة ‪ ،‬وك**ان تق**دير المكتئ**بين ألنفس**هم‬
‫س*لبيًا ‪ ،‬كم*ا بل*ورت الدراس*ات ووجه*ات نظ*ر الس*لوكيين المالمح األساس*ية أيض*ًا للمكتئ*بين‬
‫حيث انخف* **اض الت* **دعيم اإليج* **ابي لهم من قب* **ل اآلخ* **رين وخاص* **ة األس* **رة‪ ،‬مم* **ا ق* **د يك* **ون‬
‫محص**لة ذل**ك الش**عور ب**البؤس وع**دم االرتي**اح م**ع نقص تق**ديرهم لقيم**ة ال**ذات م**ع ش**عور‬
‫المكتئبين بالذنب المختلط بالشعور باإلرهاق الشديد‪ ،‬ويغلب عليهم أيض*ًا العزل*ة االجتماعي*ة‬
‫والنفسية مع الشكوى المتكررة من اآلالم الحسية وانخفاض سلوك األداء ‪.‬‬
‫" إلى أن التدعيم االجتماعي‬ ‫‪Lewinsohn, 1982‬‬ ‫ويضيف السلوكيون‪ ،‬منهم ليونسون "‬
‫ق**د تتح**دد أبع**اده ومعدل**ه محص**لة لكيفي**ة التفاع**ل بين الف**رد وبيئت**ه العام**ة أيض**ا‪ ،‬وي**رى أن‬
‫نشوء حاالت البؤس واآلالم والشقاء الذي يدركه ويحسه االكتئابي يرجع إلى إم*ا لنقص في‬
‫الت **دعيم االجتم **اعي أو محص **لة لزي **ادة العق **اب ال **ذي ال يتالءم م **ع الح **دث‪ ،‬وق **د يتم نقص‬
‫التدعيم وانخفاض معدله محصلة إلحدى هذه العوامل أو جميعها ‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض معدل الت**دعيم لألح**داث المرتبط**ة بالس**لوك ارتباط *ًا ش**رطيًا أو انخف**اض فعالي**ة‬
‫التدعيم ‪.‬‬

‫‪ -‬افتقار الفرد للمهارات االجتماعية الالزمة إلتمام التعلم الشرطي ‪.‬‬

‫‪ -‬األحداث المكروهة أو العقوبة الشديدة غ**ير المناس**بة للح**دث ونواتج**ه ق**د تلعب دورًا في‬
‫ح **دوث االس **تجابة االكتئابي **ة وخاص **ة عن **د تك **رار األح **داث بمع **دل مرتف **ع أو عن **دما تش **تد‬
‫حساس**ية األف**راد له**ذه األح**داث المكروه**ة أو عن**دما ال تت**وفر ل**دى الف**رد المه**ارات الالزم**ة‬
‫التي بواسطتها يمكن التغلب على األحداث المكروهة أو إنهائها ‪.‬‬

‫ومن الدراس* **ات الهام* **ة ال* **تي أوض* **حت بعض العوام* **ل ال* **تي تس* **اعد على اإلص* **ابة‬
‫باالكتئاب ما أشارت إليه دراسة برون " ‪: " Brown, 1975‬‬
‫‪ -1‬مدى التفاعل للعالقات الشخصية بين اآلخرين وطبيعة هذه العالقات ‪.‬‬

‫‪ -2‬فقدان األم سواء بالموت أو االنفصال في سنوات الطفولة ‪.‬‬

‫‪ -3‬عدم الحصول على العمل المنتظم ‪.‬‬

‫ويشير السلوكيون عن بعض العوامل التي ترتبط باالكتئاب‪:‬‬

‫‪ -1‬اآلثار المختلفة لخبرات النجاح والفشل وعالقتهما بتقدير الذات ‪.‬‬

‫‪ -2‬تحري **ف اإلدراك حيث الش **خص المك **تئب يعج **ز عن إدم **اج الخ **برات الناجح **ة ال **تي‬
‫تتعارض مع نظرته السلبية تجاه ذاته‪.‬‬

‫‪ -3‬تحريف الذاكرة حيث يكثر نسيان المعلومات اإليجابية لدى الفرد المكتئب والتي ترتبط‬
‫باللذة والسرور والفرح‪ ،‬كما يقل نسيان المعلومات السالبة المرتبطة بالحزن واأللم‪.‬‬
‫‪ -4‬التوقعات السلبية حيث يغلب على المكتئب مشاعر التشاؤم وتقييم الذات ‪.‬‬

‫فالفكرة الرئيسية عند أصحاب النظرية السلوكية عن االكتئاب هي أنه يحدث نتيجة‬
‫لتش **كيلة من العوام **ل ال **تي تتض **من انخف **اض تف **اعالت الف **رد م **ع بيئت **ه المؤدي **ة إلى نت **ائج‬
‫إيجابية للفرد أو زيادة معدل الخبرات السيئة والتي تكون بمثابة عقاب للفرد ‪.‬‬
‫ويتفق أحمد عبد الخالق‪ ،‬ونجيب الصبوة ‪ ،1996‬مع ما تفترضه النظرية السلوكية‬
‫حيث يق **رران أن البيئ **ة الخارجي **ة بمفهومه **ا الش **امل (طبيعي **ة واجتماعي **ة وحض **ارية) له **ا‬
‫تأثير إيجابي على اإلنسان‪ ،‬وك**ذلك ت**أثير س*لبي واعتم**ادًا على ذل**ك ف*إن األنش*طة ال**تي يق**وم‬
‫به*ا الف*رد أو تل*ك ال*تي يوفره*ا ل*ه اآلخ*رون تك*ون ذات طبيع*ة س*ارة تجلب الف*رح والس*عادة‬
‫إلى نفس اإلنسان‪ ،‬أم*ا األح*داث ال*تي تث*ير المش*قة والمعان*اة فإنه*ا ت*ؤدي على القل*ق والت*وتر‬
‫ثم إلى االكتئاب ‪.‬‬
‫تعقيب ‪:‬‬
‫يشير ناجى داود إسحاقال إلى أنه من خالل استعراض النظريات المختلفة ووجه**ات‬
‫النظ**ر المتع**ددة المفس**رة لالكتئ**اب يمكنن**ا أن نلخص ه**ذه االتجاه**ات المفس**رة لالكتئ**اب في‬
‫اآلتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬اتجاه يركز على أهمية دور كل من العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية في تفسيرها‬
‫لالكتئاب ‪.‬‬

‫‪ -2‬اتجاه ينظر على االكتئاب باعتباره رد فعل لفقدان مصادر اإلشباع الطفلى ‪.‬‬

‫‪-3‬اتج **اه ينظ **ر على االكتئ **اب باعتب **اره نتيج **ة لنقص في الت **دعيم االجتم **اعي أو محص **لة‬
‫لزيادة العقاب ال يتالءم مع الحدث ‪.‬‬

‫‪ -4‬اتج **اه يفس **ر االكتئ **اب في ض **وء بعض األح **داث المحزن **ة والمؤلم **ة والمحبط **ة ال **تي‬
‫تعتري الفرد فجأة ‪.‬‬
‫‪ -5‬كم**ا يرج**ع البعض االكتئ**اب إلى أن**ه يح**دث نتيج**ة لتش**كيلة من العوام**ل ال**تي تتض**من‬
‫انخف**اض تف**اعالت الف**رد م**ع بيئت**ه المؤدي**ة إلى نت**ائج إيجابي**ة للف**رد وزي**ادة مع**دل الخ**برات‬
‫السيئة والتي تكون بمثابة عقاب للفرد ‪.‬‬

‫وأخيرًا يح**دث االكتئ**اب كنتيج**ة لمجموع**ة من العوام**ل المركب**ة والمعق**دة المتص**لة‬


‫المتتابعة التي تعتري الفرد منذ والدته وحتى إص*ابته به*ذا االض*طراب‪ ،‬باإلض*افة إلى دور‬
‫كل من العوامل الوراثية والبيئية واالجتماعية والبيولوجية التي ال يمكن إغفاله‬
‫الفرق بين الجنسين في االكتئاب‪:‬‬
‫للف**رق بين الجنس**ين في االكتئ**اب‪ :‬ي**رى أن س**بب ه**ذه الف**رق ه**و ص**راعات الم**رأة النفس**ية‬
‫الداخلي**ة‪ ،‬فروي**د ي**ري أن شخص**ية الم**رأة البالغ**ة س**واء ك**انت س**وية أو عص**ابية تتص**ف‬
‫بالنرجسية والمازوخية وانخفاض تقدير الذات واالعتمادية وعدوانية مكبوت**ة‪ ،‬وذل**ك كنتيج**ة‬
‫إن تث **بيت الفت **اة على‬ ‫(‪)Weissman,Klerman, 1979‬‬ ‫لح **ل الفت **اة الص **غيرة للص **راع األودي **بى‬
‫أبيه*ا وال*ذي يمث*ل ش*كًال لعالق*ة الحب فيم*ا بع*د م*ع الرج*ال عالق*ة ض*عيفة قائم*ة على حب‬
‫نرجس**ى أك**ثر من قيامه**ا على االرتب**اط أو التعل**ق بموض**وع‪ ،‬ه**و ال**ذي يجع**ل الم**رأة أك**ثر‬
‫عرض **ة من الرج **ل لالكتئ **اب (لم يتمكن أح **د من ت **دعيم الف **روض ال **تي ذهبت إليه **ا‪ ،‬فليس‬
‫هن**اك ت**دعيم للتغ**ير األودي**بى ل**دى الفتي**ات من العالق**ة ب**األم إلى العالق**ة ب**األب كم**ا أن**ه ال‬
‫يوجد دليل على وجود ما يس*مى بقل*ق الخص*اء ل*دى الفتي*ان أو حس*د القض*يب ل*دى الفتي*ات)‬
‫في دراس**ة مستفيض**ة لل**دكتور غ**ريب عب**د الفت**اح‪ 1988‬لمناقش**ة ه**ذا وخلص إلي تلخيص‬
‫الشواهد التي تؤكد تفوق المرأة على الرجل في االكتئاب في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن النساء ال يتعرضن لمواقف حياتية ضاغطة أكثر من الرجال كما أنهن ال يقمن‬
‫بتقييم المواقف الحياتية الضاغطة بطريقة أكثر مبالغة مما يفعل الرجال‪.‬‬
‫‪-2‬النساء لديهن أعراض وآالم ومشاكل انفعالي**ة بدرج**ة أك**ثر من الرج**ال‪ ،‬إال أن ه**ذا ليس‬
‫س **ببا في أنهن يش **عرن بدرج **ة أق **ل من الوص **مة باالكتئ **اب ‪ stigma‬إلفص **احهن عن ه **ذه‬
‫األعراض‪ ،‬أو ألنهن يتمنين الحصول على استحسان من القائم بالمقابلة التشخيصية‪.‬‬
‫‪ -3‬النساء والرج*ال يختلف*ون فى ط*رق طلب المس*اعدة‪ ،‬فالنس*اء ي*ذهبن لألطب*اء والعي*ادات‬
‫الطبية بدرجة أكثر من الرجال بسبب األمراض سواء كانت بس*يطة أو خط**يرة‪ ،‬وليس فق**ط‬
‫بسبب االضطرابات النفسية‪.‬‬
‫‪ -4‬النساء ال يتورطن غالبا فى صعوبات مع القانون سواء بسبب مشاكل نفسية أو غير‬
‫ذلك‬
‫‪ -5‬ي**ؤدى مي**ل النس**اء لل**ذهاب إلى مراك**ز العالج الطبي**ة إلى تض**خيم نس**بتهن في ح**االت‬
‫االكتئاب التي يتم عالجها‪ ،‬فإن الزيادة في استفادة الم*رأة من الخ*دمات الطبي*ة ال ت*ؤدى إلى‬
‫تفوقه**ا في االكتئ**اب في الدراس**ات ال**تي تعتم**د على المس**وح االجتماعي**ة ألن الح**االت ال**تي‬
‫يتض**منها المس**ح االجتم**اعي ال تك**ون تحت العالج اإلكلي**نيكي س**واء وقت تط**بيق البحث أو‬
‫قبل تطبيقه‪.‬‬
‫‪ -6‬ليس هناك أي شك في أن هناك نسبة أكبر من الرجال ي**دمنون الخم**ر مقارن**ة بالنس*اء‪،‬‬
‫لذلك فإن نسبة غير معروفة من المكتئبين من الرجال يظهرون في نس**بة الم**دمنين‪ ،‬وال يتم‬
‫التعامل معهم كمكتئبين‪ ،‬ولكن ال يزال الخالف قائمًا ح*ول م*ا إذا ك*ان ه*ؤالء الرج*ال يمكن‬
‫اعتبارهم أو ال يمكن اعتبارهم مكتئبين حقيقيين‪.‬‬
‫‪ -7‬ينطب**ق نفس الش *يء على المكتئ**بين من الرج**ال ال**ذين يتورط**ون م**ع الق**انون والنظ**ام‬
‫العق* **ابي وعلى ال* **رغم من أن االف* **تراض ب* **أن بعض* **هم مك* **تئب اف* **تراض ق* **ائم‪ ،‬إال أن ه* **ذا‬
‫االفتراض لم يتم التحقق منه بعد‪.‬‬
‫عن **د وض **ع ك **ل النت **ائج الس **ابقة في االعتب **ار ف **إن الخالص **ة تك **ون أن تف **وق الم **رأة في‬ ‫‪-8‬‬

‫(‪Weissman & Klerman,‬‬ ‫االكتئ**اب عن الرج**ل ليس تفوق**ا زائف *ًا‪ ،‬إنم**ا ه**و حقيق**ة مؤك**دة‬
‫‪)1979; Nolen‬‬
‫‪ -9‬تفس**يرات األدوار االجتماعي**ة في االكتئ**اب‪ :‬الرج**ل يحص**ل علي اإلش**باع من مص**درين‬
‫(العائلة والعمل) وبالتالي إذا فقد الرجل مصدرًا لإلشباع فسوف يظل لديه مص*درا آخ*ر‬
‫يل **وذ إلي **ه وقت الض **رورة‪ ،‬كم **ا تع **اني الم **رأة من ازدواجي **ة األدوار(العم **ل‪ ،‬الم **نزل)‬
‫والتوقعات منها أن تؤديهما بنفس الكفاءة‪ ،‬مما يعرضها لإلحس*اس بال**ذنب عن**د التقص**ير‬
‫في أحدهما‪ ،‬أو يعرضها للضغوط النفسية الشديدة للقيام بهما بنفس الكفاءة‪.‬‬
‫‪ -10‬تفسيرات تقوم على أنماط االستجابة لح**االت االكتئ**اب‪ :‬ت**ري ن**ولين هوكس**يما ‪1987‬‬
‫‪ Nolen-Hoeksema‬أن الرج*ال عموم*ًا يميل**ون إلى االس**تجابة لم**ا ق*د يخبرون**ه من مش*اعر‬
‫اكتئابي* **ة بطريق* **ة أك* **ثر فاعلي* **ة يك* **ون من ش* **أنها القض* **اء على ه* **ذه المش* **اعر(يميل* **ون إلى‬
‫االن**دماج في أوج**ه نش**اط يك**ون المقص**ود منه**ا إله**اء أنفس**هم عن ح**االتهم االكتئابي**ة)‪ ،‬بينم**ا‬
‫يمي**ل النس**اء إلى االس**تجابة للمش**اعر االكتئابي**ة بطريق**ة فيه**ا تض**خيم‪ ،‬وتأم**ل ذاتي زائ**د في‬
‫أس**باب م**ا ح**دث وم**ا يمكن أن تنتهي إلي**ه (يكن أق**ل نش**اطًا وحرك**ة وأك**ثر ميًال إلى البحث‬
‫عن أسباب ما هن فيه)‪.‬‬
‫‪ -11‬وترج **ع الباحث **ة األص **ل في اختالف االس **تجابة بينهم **ا إلى مع **نى ال **ذكورة بالنس **بة‬
‫للرج**ل ه**و أن يك**ون نش**يطًا وفع**اًال وأن يتجاه**ل مش**اعره‪ ،‬بينم**ا بالنس**بة للم**رأة ف**إن نم**ط‬
‫األنوثة يقتضى منها أن تكون عاطفية وأقل فاعلية ( عودة إلي النمط المجتمعي)‪.‬‬

‫‪ -12‬المستوى االجتم*اعي واالقتص*ادي‪ :‬توج*د عالق*ة ض*عيفة بين االض**طرابات الوجداني*ة‬


‫والمس**توى االجتم**اعي واالقتص**ادي في بعض الدراس**ات‪،‬وعالق**ة ثابت**ة في دراس**ات أخ**رى‬
‫م **ع ‪ MDD 0‬ففي دراس **ة مقنن **ة ‪NCS‬وج **د أن المس **توي التعليمي واالقتص **ادي المنخفض‬
‫‪MDD‬‬ ‫‪.‬‬ ‫يصاحب‪((Angold,A et al 2002‬‬

‫‪-13‬الحال* * * **ة االجتماعي* * * **ة‪ :‬إن االكتئ* * * **اب بين المطلقين والمنفص* * * **لين وأق* * * **ل بين الع* * * **زاب‬
‫والمتزوجين‪ ،‬وقد يختلف هذا حسب الجنس فالإنسان أقل تعرضًا لالكتئاب من المتزوجات‪،‬‬
‫بينم *ا األع**زب أك**ثر تعرض *ًا من الم**تزوج‪ ،‬واالكتئ**اب الجس**يم ‪ MDD‬في األش**خاص ال**ذين‬
‫يعيش**ون منف**ردين ض**عف ال**ذين يعيش**ون م**ع آخـرين‪ ،‬كم**ا أن حجم العائل**ة ليس ل**ه عالق**ة‬
‫باالكتئاب‪ ،‬بينما حجم الدعم واختفاء الصراعات داخل الدائرة االجتماعية أهم العوامل ال**تي‬
‫(‪)Sloan DM, et al 2003‬‬ ‫تساعد علي الحماية من االكتئاب ‪.‬‬

‫‪ -14‬األش**خاص المعرض**ين لالكتئ**اب هم األك*ثر ميًال للوح*دة(‪ )Introverte‬واألك**ثر إعتمادي**ة‬


‫ينتش*ر أعلي م*ع وج*ود‬ ‫‪MDD‬‬ ‫وحساسية والذين يفتقدون للحماس والطاقة‪ ،‬فاالكتئ*اب الجس*يم‬
‫‪Abrams RC et 1994‬‬ ‫اضطرابات في الشخصية(التجنبية ‪،‬االعتمادية‪ ،‬العدوان السلبي)‬
‫‪ -15‬الضغوط االجتماعية‪ :‬تأخذ الضغوط االجتماعي*ة ال*دور األعلى بين ب*اقي العوام*ل في‬
‫ظهور اضطراب االكتئاب الجسيم ما عدا الجنس‪.‬‬
‫‪-16‬وهناك ثالثة أنواع من الضغوط‪:‬‬
‫‪ -16-1‬أح ــداث الحي ــاة‪ :‬ف* **التغيرات ال* **تي تح* **دث في حي* **اة اآلب* **اء وت* **ؤدي إلي خل* **ل في‬
‫السلوك المعتاد للطفل وتهدد وجوده مثل الفقر‪ ،‬فقدان األحباب ‪.‬‬
‫‪ -16-2‬الض ــغوط المزمن ــة‪ :‬وهي الظ* **روف طويل* **ة الم* **دى ال* **تي تتح* **دى الش* **خص مث* **ل‬
‫ص **راعات العم **ل‪ ،‬التهدي **د المس **تمر لألمن (الحي **اة في أم **اكن خط **يرة) المنغص **ات اليومي **ة‬
‫‪ Daily‬هي ض**غوط تح**دث ع**ادة في الحي**اة العص**رية مث**ل العالق**ات الس**يئة م**ع‬ ‫‪hessless‬‬

‫الزوجية‪Fombonne et al 1999 .‬‬ ‫الجيران‪ ،‬الخالفات‬

‫‪ -16-3‬العوامل االجتماعية والبيئية‪:‬‬


‫لوح **ظ أن الظ **روف الحياتي **ة الض **اغطة في الطفول **ة (مث **ل فق **د أح **د الوال **دين و طريق **ة‬ ‫‪‬‬
‫التربي**ة وتش**دد األم في معامل**ة الطف**ل والتربي**ة االعتمادي**ة) ته**يئ لح**دوث االض**طرابات‬
‫الوجدانية ‪ ..‬كم*ا أن فق*د ال*زوج (أو الزوج*ة) والعزل*ة األس*رية والض*غوط االقتص*ادية أو‬
‫الدينية قد يرسب االضطرابات الوجدانية‪.‬‬
‫التقييم النفسي لإلكتئاب باستخدام القياسات النفسية‪:‬‬

‫‪Standerdised Assessment of‬‬ ‫‪.1‬التق**ويم المقنن لإلض**طرابات اإلكتئابي**ة المراجع**ه الخامس**ة ‪:‬‬
‫‪Dépressive Disorders -5th Rivision‬‬

‫صمم بواسطة منظمة الصحة العالمية‪ ،‬به ‪ 57‬بند تتناول مظاهر اإلكتئاب‪ ،‬يصلح‬ ‫‪‬‬
‫لتقييم شدة اإلكتئاب‪ ،‬لكنه ال يصلح للتشخيص‪.‬‬
‫‪Hamilton Rating scale for Depression‬‬ ‫‪.2‬مقياس تقدير هاملتون لإلكتئاب‬
‫يستخدم بواسطة الطبيب النفسي لقياس شدة أعراض اإلكتئاب‪ ،‬ويتون من ‪ 17‬بند‪ ،‬يفيد‬ ‫‪‬‬
‫جدا في متابعه العالج بشرط أن تتباعد الفترات(‪3-2‬أسابيع)‬
‫‪Beck Depression Inventory‬‬ ‫قائمة بيك لإلكتئاب‬
‫يعتمد علي التقدير ال*ذاتي بواس*طة الم*ريض‪،‬يتك*ون من ‪ 21‬بن*د وهن*اك نس*خة مختص*رة‬ ‫‪‬‬

‫االس **تخدام‪(.‬محم* **د عويض* **ة‬ ‫تحت **وي علي ‪ 13‬بن **د‪ ،‬ال يفي **د في اإلكتئ **اب الش **ديد ج **دا‪ ،‬س **هل‬
‫‪)2006‬‬

‫تعريف المساندة االجتماعية‪:‬‬


‫يشير تعريف المساندة لغتاً إلى سند إليه سنودًا أي ‪ :‬ركن إليه و اعتم**د علي**ه واتك**أ‪ ،‬و س**اند‬
‫(محمد أبوبكر الرازي ‪.)135 ,1990 :‬‬ ‫مساندة و سنادًا‪ :‬عاونه وكانفه ‪.‬‬
‫يش * **ير التعري * **ف االص * **طالحي للمس * **اندة بأنه * **ا الش * **عور ال * **ذاتي باالنتم * **اء والقب * **ول والحب‬
‫(عزة حسن‪:‬‬ ‫والشعور بأن األفراد محتاجون إليه لشخصه وليس من أجل ما يستطيع أن يفعله‪.‬‬
‫‪)35 ,1996‬‬

‫و يشير أيضا اصطالحا بأنها النظام الذي يتض**من من الرواب**ط والتف**اعالت االجتماعي**ة م**ع‬
‫اآلخ**رين تتس**م بأنه**ا طويل**ة الم**دى‪ ،‬ويمكن االعتم**اد عليه**ا‪ ،‬والثق**ة به**ا وقت إحس**اس الف**رد‬
‫(علي عبدالسالم ‪.)9 , 2000 :‬‬ ‫بالحاجة إليها لتمده بالسند العاطفي‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية المساندة االجتماعية‪:‬‬
‫‪ -1‬المس**اندة االجتماعي**ة ت**ؤثر بطريق**ة مباش**رة على س**عادة الف**رد عن طري**ق ال**دور المهم‬
‫الذي تلعبه حينما يكون مستوى الضغوط مرتفعا ‪.‬‬
‫‪ -2‬المساندة االجتماعية من اآلخ*رين الموث*ق بهم له*ا أهمي*ة رئيس*ية في مواجه*ة األح*داث‬
‫الضاغطة و أن المساندة االجتماعية يمكن أن تخفض أو تستبعد عواقب ه**ذه األح**داث على‬
‫التحصيل ‪.‬‬
‫‪ -3‬المس **اندة االجتماعي* **ة تزي* **د من ق **درة الف* **رد على المقاوم* **ة والتغلب على اإلحباط* **ات‬
‫ويش**ير‬ ‫‪(.‬عب **د ال **وارث ال **رازحي‪ ،1980 :‬ص ‪.)318‬‬ ‫وتجعل**ه ق**ادرًا على ح**ل مش**اكله بطريق**ة جي**دة‬
‫إلى أن الط**الب ال**ذي ينش**أ وس**ط أس**رة مترابط**ة تس**ود الم**ودة واأللف**ة بين أفراده**ا يص**بح‬
‫الط**الب ق**ادرًا علي تحم**ل المس**ؤولية ولدي**ه ص**فات قيادي**ة ل**ذا نج**د أن المس**اندة االجتماعي**ة‬
‫تزيد من قدرة الطالب علي مقاومة اإلحباط وتقلل من المعاناة النفسية في حيات**ه الدراس**ية‪.‬‬
‫(صالح أحمد مراد‪ ،‬أمين علي سليمان‪.)2002 :‬‬

‫أنماط المساندة االجتماعية‪:‬‬


‫‪ -1‬المساندة االنفعالية‪ :‬التي تنطوي علي الرعاية والثقة والقبول والتعاطف‪.‬‬

‫‪ -2‬المساندة األدائية‪ :‬التي تنطوي علي المساعدة في العمل‪ ،‬والمساعدة بالمال ‪.‬‬

‫‪ -3‬المساندة بالمعلومات‪ :‬التي تنطوي علي إعطاء نصائح أو معلومات أو تعليم مهارة‬
‫تؤدي إلي حل مشكلة أو موقف ضاغط ‪.‬‬

‫‪ -4‬مساندة األصدقاء‪ :‬التي تنطوي علي ما يمكن أن يقدمه األصدقاء لبعضهم البعض وقت‬
‫ضاغط‪( .‬سامي ملحم‪ ،1981 :‬ص ‪)158‬‬

‫ومن أنماط المساندة االجتماعية أيضًا‪:‬‬


‫‪ .1‬مس**اندة التق**دير‪ :‬وه**ذا الن**وع من المس**اندة يك**ون في ش**كل معلوم**ات ب**أن ه**ذا الش**خص‬
‫مق **در ومقب **ول‪ ،‬ويتحس **ن تق **دير ال **ذات ب **أن ننق **ل لألش **خاص أنهم مق **درون لقيمتهم الذاتي **ة‬
‫وخ**براتهم وإ نهم مقبول**ون ب**الرغم من أي ص**عوبات أو أخط**اء شخص**ية‪ .‬وه**ذا الن**وع من‬
‫المساندة يشار إليه بمسميات مختلفة مثل المساندة النفس*ية والتعبيري*ة ومس*اندة تق*دير ال*ذات‪،‬‬
‫ومساندة التنفيس والمساندة الوثيقة ‪.‬‬
‫‪ .2‬المس**اندة بالمعلوم**ات‪ :‬ه**ذا الن**وع من المس**اندة يس**اعد في التحدي**د والتفهم والتعام**ل م**ع‬
‫األحداث الضاغطة‪ .‬ويطلق عليه أحيانًا مساندة التقدير والتوجيه المعرفي‪.‬‬
‫‪ .3‬مس**اندة الص**حبة االجتماعي**ة‪ :‬تش**مل علي قض**اء بعض ال**وقت م**ع اآلخ**رين في أنش**طة‬
‫الف**راغ وال**ترويح وه**ذه المس**اندة تخف**ف الض**غوط من حيث أنه**ا تش**ب الحاج**ة إلي االنتم**اء‬
‫واالتص**ال م**ع اآلخ**رين‪ .‬ويش**ار إلي ه**ذا الن**وع من المس**اندة أحيان *ًا بأن**ه مس**اندة االنتش**ار‬
‫واالنتماء‪.‬‬
‫المس **اندة اإلجرائي **ة‪ :‬وتش **مل علي تق **ديم الع **ون الم **الي واإلمكان **ات المادي **ة والخ **دمات‬ ‫‪.4‬‬

‫الالزم* **ة‪ ،‬وق* **د يس* **اعد الع* **ون اإلج* **رائي علي تخفي* **ف الض* **غط عن طري* **ق الح* **ل المباش* **ر‬
‫للمش**كالت اإلجرائي**ة‪ .‬ويطل**ق علي المس**اندة اإلجرائي**ة أيض*ًا مس**ميات مث**ل الع**ون المس**اندة‬
‫)عبد القادر كراجه‪)1996 :‬‬ ‫المادية والمساندة الملموسة‪.‬‬

‫‪ -‬وظائف المساندة االجتماعية‪:‬‬


‫تنص المساندة االجتماعية بعدة وظائف‪ ،‬يمكن إيجادها في الفئات الستة التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬المساعدة المادية‪ :‬كما تتمثل في النقود واألشياء المادية‪.‬‬
‫‪ -2‬المساعدة السلوكية‪ :‬تشير إلى المشاركة في المهام واألعمال المختلفة بالجهد البدني‪.‬‬
‫‪ -3‬التفاع**ل الحميم‪ :‬يش**ير إلى بعض س**لوكيات اإلرش**اد غ**ير الموج**ه كاإلنص**ات والتعب**ير‬
‫عن التقدير والرعاية والفهم‪.‬‬
‫‪ -4‬التوجيه‪ :‬يتمثل في تقديم النصيحة‪ ،‬وإ عطاء المعلومات أو التعليمات‪.‬‬
‫‪ -5‬العائد أو المردود‪ :‬يعني إعطاء الفرد مردودًا عن سلوكه وأفكاره ومشاعره‪.‬‬
‫‪ -6‬التفاع **ل االجتم **اعي اإليج **ابي‪ :‬يش **ير إلى المش **اركة في التف **اعالت االجتماعي **ة به **دف‬
‫المتعة واالسترخاء‪.‬‬
‫‪ -‬أبعاد المساندة االجتماعية‪:‬‬
‫‪ -1‬المساندة االنفعالية وتتضمن توفير المودة والتأييد‪.‬‬
‫‪ -2‬المساندة االقتصادية وتتضمن تزويد الفرد بالخدمات والمساعدات المباشرة‪.‬‬
‫‪ -3‬المس**اندة المعرفي**ة وتتلخص بتق**ديم النص**ائح وتوجيه**ات تس**اعد الف**رد في ح**ل مش**كالته‬
‫وتعطيه تغذية راجعة عن سلوكه‪( .‬منى علي ‪.)2013‬‬
‫أهم النظريات المفسرة للمساندة االجتماعية‪:‬‬
‫للمساندة االجتماعية نموذجين رئيسيين يفسران الدور الذي تقوم به المساندة‪:‬‬
‫‪ -1‬نموذج األثر الرئيسي للمساندة االجتماعية‪:‬‬
‫المسـاندة االجتماعي**ة في ض**وء وق**وة عالق**ات الف**رد ب**اآلخرين في بيئت**ه االجتماعي**ة بمع**ني‬
‫درج **ة التكام **ل االجتم **اعي للط **الب أو حجم وت **ركيب الش **بكة االجتماعي **ة للط **الب بأنه **ا ق **د‬
‫ترف* **ع من مس* **توى التحص* **يل الدراس* **ي بتق* **ديم أدوار ثابت* **ة باعث* **ة علي المكاف* **أة واالرتق* **اء‬
‫بالسلوك الدراسي واإلبقاء علي أداء ثابت خالل فترات التغير السريع‪.‬‬
‫‪ -2‬النموذج الوقائي (المخفف)‪:‬‬
‫تعتبر المساندة االجتماعية أحد المتغيرات الدراس*ية االجتماعي**ة المعدل**ة‪ ،‬من خالل المس*اندة‬
‫االجتماعية التي يتلقاها الطالب من إعطاء أسرته وأصدقائه‪ ،‬والمتمثل**ة في العالق**ات الدافئ**ة‬
‫الدراس**ي‪(.‬أمين علي س **ليمان ‪:‬‬ ‫الحميم**ة تق**ل نس**بة الطالب ال**ذين يتعرض**ون بض**عف التحص**يل‬
‫‪.)1992,449‬‬

‫اآلثار اإليجابية والسلبية للمساندة االجتماعية ‪:‬‬


‫‪ -1‬إن المس**اندة االجتماعي**ة القائم**ة علي الرعاي**ة والحب واالهتم**ام ق**د تزي**د مش**اعر األمن‬
‫واالرتباط والوالء والس*عادة الوجداني*ة كت*أثيرات إيجابي*ة‪ ،‬وق*د ت*ؤدي إلي الش*عور باالختن*اق‬
‫والسيطرة واالعتمادية كتأثيرات سلبية‪.‬‬
‫‪ -2‬إن المس* **اندة االجتماعي* **ة القائم* **ة علي حس* **ن اإلنص* **ات والكش* **ف من ال* **ذات والم* **رح‬
‫واإلدم **اج في األنش **طة االجتماعي **ة‪ ،‬ق **د ت **ؤدى إلي الش **عور بالقيم **ة والثق **ة ب **النفس وتق **دير‬
‫ال **ذات اإليج **ابي وانخف **اض القل **ق والتع **اطف كت **أثيرات إيجابي **ة‪ ،‬وق **د ت **ؤدى إلي الش **عور‬
‫بالدوني **ة واالرتب **اك وانخف **اض تق **دير ال **ذات والتحكم والمبالغ **ة في الثق **ة ب **النفس كت **أثيرات‬
‫سلبية‪.‬‬
‫أن المساندة االجتماعية القائمة علي إعطاء معلوم**ات لفظي**ة عن مواجه**ة الض**غوط عن‬ ‫‪-3‬‬

‫القسوة والتهديد وتقديم المساعدات المالية والنصائح قد تؤدى إلى الصحة البدنية والوجدانية‬
‫وتخفي**ف الش**عور بع**دم الكفاي**ة إذا ك**انت نم**اذج مواجه**ة الض**غوط العالي**ة وك**ذلك ت**ؤدى إلي‬
‫‪(.‬أحمد عبد رحمن عثمان‪.)149, 2001 :‬‬ ‫االكتئاب واالستياء واالعتمادية كتأثيرات سلبية‬

‫عرض الحاالت ‪:‬‬


‫الحالة األولى‪:‬‬
‫األب يبل**غ من العم**ر‪ 47‬س**نة‪ ،‬أم**ا الوال**دة تبل**غ من العم**ر‪ 39‬س**نة لهم**ا ثالث**ة أطف**ال ول**دين‬
‫وبنت بحيث تبل**غ الطفل**ة ‪ 13‬س**نة تتحص**ل على مع**دالت الفص**ول في ح**دود ‪ .15/20‬كم**ا‬
‫تحتل المرتبة الثانية‪ .‬األب له مستوى ثامنة أساسي أما األم لها مستوى أولى ثانوي‪ .‬تعيش‬
‫العائل*ة في ش*قة به*ا غرف*تين‪ ،‬األب متقاع*د من الجيش أم*ا األم فهي ماكث*ة ب*البيت‪ ،‬ع*ولجت‬
‫األم س **ابقا ل **دى ط **بيب األم **راض النفس **ية‪.‬بس **بب معاناته **ا من نوب **ات قل **ق وعص **بية بحيث‬
‫تض**رب أطفاله**ا ب**أي أداة وح**تى بس**كين المطبخ‪ .‬ونتيج**ة لم**رض وال**دتها مم**ا أص**بحت ال‬
‫تب **الي البنته **ا وح **تى أنه **ا تنف **ر منه **ا من جه **ة ونظ **را لض **عف الس **لطة األبوي **ة‪ ،‬ولتع **رض‬
‫الطفل* **ة لرفق* **اء الس* **وء من جه* **ة أخ* **رى مم* **ا س* **اعد ذل* **ك على ميوله* **ا لالنح* **راف والتغيب‬
‫واله **روب من المتوس **طة والبق **اء خ **ارج الم **نزل لم **دة طويل **ة وتع **دد أص **دقائها خاص **ة من‬
‫الذكور المنحرفين ومرافقتهم ألماكن مشبوهة‪ ،‬فأصبحت عدوانية تضرب إخوتها ووال**دتها‪.‬‬
‫خالل القي**ام بمقابل**ة إكلينيكي**ة اتض**ح أن األم تع**اني من جمل**ة أع**راض خاص**ة باض**طراب‬
‫االكتئ*اب تم التكف*ل ب*األم من خالل مرافقته*ا ل*دى طبيب*ة األم*راض النفس*ية بالمستش*فى ومن‬
‫خالل المعاين **ة اتض **ح أن له **ا اكتئ **اب نفس **ي‪ ،‬ومن **ه اس **تفادت على متابع **ة وبعض األدوي **ة‬
‫الخاص* * **ة بحالته* * **ا‪ .‬ك* * **ذلك تم التكف* * **ل بالطفل* * **ة ل* * **دى ط* * **بيب األم* * **راض النفس* * **ية لألطف* * **ال‬
‫‪ Pédopsychiatre‬بنفس المصلحة‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪:‬‬
‫تبل**غ األم من الس**ن ‪ 46‬س**نة‪ ،‬األب مت**وفى‪ ،‬تعيش األم رفق**ة ابنه**ا في س**كن أرض**ي وبن**اء‬
‫هش في غرفة واح*دة‪ ،‬بحيث تنع*دم فيه*ا ش*روط الحي*اة الكريم*ة من إن*ارة وتهوي*ة‪ .‬الوال*دة‬
‫ال تعم**ل وماكث**ة ب**البيت‪ .‬المعني**ة مس**تفيدة من منح**ة في إط**ار المنح**ة الجزافي**ة للتض**امن‬
‫مق**درة بـ ‪ 3000‬دج ش**هريا‪ ،‬ال يوج**د للعائل**ة م**دخول آخ**ر أو من يعينه**ا في ال**بيت‪ .‬كم**ا‬
‫للمعني**ة طفل**ة أخ*رى ومتزوج*ة إال أن التواص**ل معه**ا ض**عيف‪ ،‬الطف**ل يبل**غ من العم**ر ‪12‬‬
‫س**نة توق**ف عن الدراس**ة بمس**توى ثاني**ة ابت**دائي‪.‬تص**رح األم أن ابنه**ا ع**نيف بحيث يق**وم‬
‫بض**ربها بالس**كين وآخ**ر م**رة تس**بب له**ا بالكس**ر على مس**توى ي**دها وح**تى يتحص**ل على‬
‫النقود‪ .‬وحسب ما صرحت به والدته وبعض أقارب**ه أن الطف**ل يغيب عن الم**نزل لس*اعات‬
‫طويل**ة ح**تى اللي**ل‪ .‬يع**اني الطف**ل من إص**ابة على مس**توى رجل**ه اليس**رى ‪ broche‬بس**بب‬
‫اللعب رفقة أطفال أكبر منه سنا‪.‬كما أن للطفل آثار الضرب والخدش على يديه‪ .‬كم**ا أنه**ا‬
‫مص**ابة بم**رض س**رطان الث**دي وحالي**ا تت**ابع العالج ب**الكي نظ**را لحالته**ا الخط**رة‪ .‬ك**ذلك‬
‫تع*اني األم من أع*راض م*رض االكتئ*اب والت*أخر ال*ذهني الخفي*ف‪ ،‬فتق*وم بأفع*ال يرفض*ها‬
‫وس**طها الع**ائلي كالص**راخ والس**ب والش**تم ألف**راد عائلته**ا‪ ،‬مم**ا تس**بب له**ا بخل**ق نزاع**ات‬
‫وص**راعات ح**ادة م**ع أف**راد أس**رتها‪ .‬وظن**ا منهم أنه**ا بحال**ة عادي**ة فك**ان رد فعلهم بالس**وء‬
‫اتجاها واتجاه أطفالها مما زاد سوءا على عالقاتها بها وأثر ذلك سلبا على صحتها‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫تبقى الجه**ود متواص**لة للعم**ل على تحقي**ق الص**حة النفس**ية للف**رد ال**ذي يع**اني من االكتئ**اب‬
‫وه* * **ذا من خالل العم* * **ل أك* * **ثر على توحي* * **د الجه* * **ود وم* * **د جس* * **ور التع* * **اون بين الب * * *احثين‬
‫والمختص* **ين ومؤسس* **ات الدول* **ة‪ ،‬وك* **ذا العم* **ل على توعي* **ة المجتم* **ع على أهمي* **ة المس* **اندة‬
‫االجتماعية للفرد الذي يعاني من اضطرابات نفسية من بينها االكتئاب ‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫المراجع العربية‬

‫‪ -‬عبد الستار إبراهيم (‪ ، )1998‬االكتئاب ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬الكويت‬

‫‪ -‬عزة محمد عبداللطيف ( ‪2000‬م ) االضطرابات النفسية لدى المراهقين في األسر ذات العائل‬
‫الواحد – رسالة دكتوراة غير منشورة – كلية طب األزهر – فرع البنات‪.‬‬

‫‪ -‬هشـام أبو حجازى ( ‪2004‬م ) االضطرابات االكتئابية لدى عينة من المترددين على عيادة طب‬
‫نفسي األطفال و المراهقين – رسالة دكتوراة غير منشورة – كلية طب األزهر‬

‫‪ -‬يحيى الرخاوى ( ‪1979‬م ) دراسة فى علم السيكوباثولوجى – شرح سر اللعبة – ص ‪، 562‬‬


‫دار الغد للثقافة و النشر‪.‬‬

‫‪ -‬محم**د حس**ن غ**انم‪ ،‬مشكالت نفسية اجتماعية‪ :‬اإلدمــان الجنــاح العنــف إســاءة معاملــة األطفــال تلــوث‬
‫البيئة والزحام‪ ،‬ص ‪.6‬‬

‫المراجع األجنبية‬
- Abrams RC, Rosendahl E, Card C and Alexopoulos GS (1994): Personality
disorder correlates of late and early onset depression. Journal of the
American Geriatrics Society; 42: 727-731.
- Abou Suleh MT, Collins J, George A, Anderson DN and Ryan E ,
1996 ,Platelet 5HT Transport in Depression and the Effects of Treatment,
current psychiatry, Vol. 3 No.2 Dec.1996
-Birmaher,B., Ryan,N.D.,Brent,D.A., Dahl,R.E., Perel,J., and Nelson,B.N.
(1996) Childhood and adolescent depression : a review of the past 10 Years .
Part 1 . Journal of the American Academy of Child and Adolescent psychiatry ,
35 : 1427 – 1439
-Afana, A., Dalgard, O.S., Bjertness,E., Grunfeld, B., and Neda, T.( 2000 )The
screening of Mental disorders in primary health care setting in the Gaza
Strip.Egyptian Journal of Psychiatry, 23: 241 – 251.
-Angold,A.,Erkanli,A.,Farmer,E.M.Z.,Fairbank,J.A., Burns,B.J., Keeler,G., and
Costello,E.J. ( 2002 ): Psychiatric disorder, impairment and service use in
rural a African American and white youth. Archives of General Psychiatry.59:
893-901.
-Arafa M, Ryad M, Sabry N, EL-Rakhawy M, Abdo, H,2009 ,Dynamic
Approaches in Anxiety and Depressive Disorders: Defensive Styles and
Parental Bonding, Current Psychiatry , Vol. 16 No. 3 July 2009
‫المجالت‬:
‫"العالج النفســي لإلضــطرابات النفســية من منظــور إســالمي اإلكتئــاب أنموذجــا‬2015 ‫ أس**ماء بوع**ود‬-
)208-198‫ (ص‬19‫"مجلة العلوم اإلجتماعية العدد‬
‫ "المس ــاندة االجتماعي ــة كعام ــل وقاي ــة من الض ــغوط النفس ــية " مجل ــة العل ــوم‬2015 ‫ ح* **دة يوس* **في‬-
)112-88( 03‫اإلنسانية العدد‬
:‫أطروحات الدكتوراه‬
‫ ) دراسة إكلينيكيـة وبائيـة إلضـطراب اإلكتئـاب لـدى سـكان إحـدى القـرى‬1997 ( ‫ حم**د عب**دالفتاح‬-
. ‫المصرية – رسالة دكتوراة غير منشورة – كلية طب األزهر‬
‫")الدعم اإلجتماعي المدرك و عالقته باإلكتئاب لدى المصابين باألمراض‬2007( ‫ قنون خميسة‬-
‫جامعة باتنة‬، " ‫اإلنتانية‬

‫ )"أثــر الســمات والشخصــية المضــطربة في اإلســتجابة للعالج المعــرفي عنــد‬2011( ‫ برحي **ل جوي **دة‬-
‫جامعة وهران‬، ‫المكتئب‬
‫جامعة سطيف‬، ‫ )" إستراتيجيات المواجهة لدى المكتئب‬2013( ‫ واكلي بديعة‬-

You might also like