Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الثانية مفهوم النماذج وأهميتها
المحاضرة الثانية مفهوم النماذج وأهميتها
-1مفهوم النموذج:
أصل كلمة النموذج يواننية ،أتت من الكلمة paradeigmaاليت تعين ، modèleويستعمل الفقهاء كلمة
أمنوذج ويريدون به :مثال الشيء الذي يدل على صفاته وخصائصه مما ال تتفاوت آحاده .كأن يرى شخص آخر
صربة قمح مثال ،مث يبيعها (الصربة ) على أهنا من جنس ذلك الصاع املعروض على املشرتي :منوذج
صاعا من ُ
وأمنوذج . 1
إصطالحا ،النموذج هو الطريقة انفعة للتفكري حول عملية ما أو بناء ما ،إذ أنه وصف واضح جدا يتيح لنا النظر
اىل األجزاء الرئيسية بدون أن يعطيها غموض يف التفصيالت. 2
ويف تعريف آخر ،هو تعبري أو أداة تصويري يف شكل رمزي يسمح لنا فهم العملية االتصالية .وبصيغة أخرى فان
مناذج االتصال تشرح وتفسر عملية االتصال وكيفية إمتامها.
والنموذج عبارة عن حماولة لتقدمي العالقات الكامنة اليت يفرتض وجودها بني املتغريات اليت تصنع حداث أو نظاما
معينا يف شكل رمزي.
-2فوائد النموذج:
-تزويدان بصورة جزئية عن أشياء كلية ،هذه األشياء من الصعب إدراكها بدون النماذج ،اليت هي خرائط تفصيلية
للمعامل األساسية لعملية االتصال.
-إعداد النماذج يف شرح وحتليل العمليات االتصالية املعقدة أو الصعبة او الغامضة بطريقة مبسطة فهي ترشد
الباحث اىل التقاط الرئيسية لعملية االتصال.
-تبسط النماذج نظرايت االتصال وتساعد على فهمها وتعاون الباحث يف حتديد األمور اليت يرغب يف دراستها مما
يساهم يف تطوير البحوث العملية لالتصال وزايدة املعرفة هبذا العلم.3
يف البداية جيب العلم أن االتصال هو العملية اليت تتحدث بني شخصني أو أكثر النتقال معلومة من الشخص
األول إىل الشخص الثاين أو جملموعة أشخاص .وحىت تكون عملية االتصال مثمرة وانجحة جيب أن يكون
املرسل واملستقبل متفامهان ،ألن عدم فهم ٍ
كل منهم لألخر سيؤدي إىل إفشال عملية االتصال وإهنائها على
ُ
الفور.
لفهم كيفية حدوث االتصال ،حنتاج إىل رسم منوذج تصوري ،جنمع فيه عناصر االتصال لنرى كيفية حدوث
عملية التواصل فيها .ومن خالل هذا النموذج ،نرى كيف تعمل هذه العناصر .وهو عبارة عن بناء شكلي او
صوري او رايضي للعالقة بني العناصر واملتغريات اليت نقوم بدراستها ،وذلك لإلسهام يف تبسيط املعرفة،
وتنظيمها ،وشرح الظواهر العلمية ومساعدة الباحثني على التفسري والتوقع.
فالنموذج modelيف هذا السياق يعد متثيال للواقع .ويعين أي شيء ميكن استخدامه لتمثيل الواقع بصورة
رمزية.كما ميكن تعريفه على أنه يوضح خطوات ومراحل االتصال الذي حيدث يف املرسل واملستقبل منذ بداية
االتصال وحىت هنايته ،كما يستخدم يف توضيح عناصر االتصال وحتديده ،وأيضا يستخدم كخريطة تُبني وظيفة
كل عنصر من عناصر االتصال وتوضح مبدأ عملها.
- 4عناصر منوذج االتصال:
لكل عنصر من عناصر منوذج االتصال وظيفة مهمة تؤثر على جناح الوصول للهدف األساسي من االتصال،
وتتمثل هذه العناصر يف النقاط التالية:
املرسل :وهو الطرف الذي يرسل الرسالة سواء املكتوبة أو املسموعة إىل املستقبل.
التشفري :التشفري عبارة عن جمموعة مفاهيم غري منطوقة يتم استخدامها لتوصيل أفكار حمددة ويطرأ عليها
التحويل لتظهر كرسالة يتم تداوهلا مع املستقبل.
الرسالة :وهو مضمون عملية االتصال أو اهلدف الرئيسي من االتصال ،وهي اليت يرغب الطرف األول البادئ
لالتصال “املرسل” يف توصيلها للمستقبل ،وبدون الرسالة ال يوجد اتصال.
القناة :وهي الوسيط الذي يتم استخدامه يف نقل املعلومات اخلاصة ابلرسالة من طريف االتصال ،ويتم االستعانة
ابلرموز احملددة إلجناح مهمتها.
املستقبل :هو الطرف الذي يستقبل املعلومات أو األفكار أو مضمون الرسالة ،والذي يعمل على فحصها
وحتليلها ليفهمها.
فك الشفرة :املقصود من فك الشفرة هو فحص مضمون الرسالة وحتليله بواسطة الطرف املتلقي هلا.
التغذية الراجعة :بعد تلقي املستقبل للرسالة وجناحه يف فهمها وإدراك مضموهنا يبدأ يف االستجابة هلا ،وتلك
للمرسل ،وهبا يتأكد املرسل أن املستقبل قد استلم الرسالة وفهمها ،وبذلك
االستجابة تكون التغذية الراجعة ُ
ُ
تنجح عملية االتصال.
أ ـ الوظيفة التنظيمية للمعلومات :يوفر النموذج إطارا يسمح بعزل املتغريات العامة ،ووصف دورها يف العملية
كلها ،كما أنه يساهم يف إعادة البناء للظاهرة ،وحتديد عناصرها .مبعىن أن النماذج متتلك القدرة على إعادة تقدمي
اخلصائص الرئيسية للنظام الذي يبنيها مما يضمن خضعه للمتغريات ،فعن طريق النموذج ميكننا وضع عدد من
املتغريات يف تكوين واضح وربط أتثريات تلك املتغريات ببعضها ببعض ،بطرق معقدة ،وحماولة استنتاج طبيعة التفاعل
بينها مما يضمن عدم جتزئة األحداث اليت يتم دراستها.
ب ـ تطوير البحوث العلمية :حيث تساهم النماذج يف تبسيط عملية االتصال ونظرايهتا ،وبذلك فهي تساعد
الباحث حتديد األمور اليت يود اخلوض فيها مما يساهم يف تطوير البحوث العلمية.
ت ـ التنبؤ والتوقع :يعد التنبؤ جزءا من عملية التحقق اليت خنترب هبا صحة املعلومات اليت توصلنا إليها يف مواقف
جديدة.
ث ـ التحكم :إن وظيفة التحكم مرتبطة ارتباطا وثيقا ابلوظائف السالفة الذكر ،فالعالقة بني التحكم والفهم عالقة
متينة كما ان العالقة ما بني التحكم والتنبؤ حتمية ،4من منطلق أن التحكم معناه معاجلة الظروف اليت حتدد حدود
الظاهرة بشكل حيقق لنا الوصول اىل هدف معني ،وتزداد قدرتنا على التحكم يف الظاهرة كلما زادت قدرتنا على
التنبؤ والتحكم يف الظاهرة ،ولن يتحقق ذلك اال إذا سيطران على الظروف اليت حتدد حدوث الظاهرة.