‫كلمة المحِّر ر‪:‬‬

‫هدنة االنتفاضة‬
‫بعد موافقة اجمللس الفلسطيين يف اجلزائر على قراري جملس األمن الدويل ‪ 242‬و‪ ،338‬وبعد خطاب عرفات يف‬
‫األمم املتحدة وتصرحياته يف شأن االعرتاف بإسرائيل‪ ،‬وبعد أن رضيت أمريكا عن منظمة التحرير‪ ،‬جاء الدور إليقاف‬
‫االنتفاضة داخل فلسطني‪.‬‬
‫ولكن ماذا يقولون ملن قاموا باالنتفاضة كي يوقفوها؟ خطر على باهلم أمر اهلدنة‪ ،‬تتوقف االنتفاضة (كهدنة) مقابل‬
‫أن تفرج إسرائيل عن املعتقلني الذي اعتقلتهم بسبب االنتفاضة‪ ،‬وتتوقف عن إبعاد الفلسطينيني عن فلسطني‪ ،‬وترفع القيود‬
‫اليت فرضتها على أهل الضفة والقطاع بسبب االنتفاضة‪ ،‬وتسهل أمر إجراء انتخابات بلدية‪.‬‬
‫بعض التنظيمات املنضوية حتت املنظمة انتقدت أمر هذه اهلدنة‪ ،‬ولكن املؤشرات تدل على أن املنظمة هي صاحبة‬
‫الفكرة‪ ،‬ألن رجاهلا هم الذين قدموا االقرتاح‪ ،‬ويسريون به يف خجل‪.‬‬
‫لقد استغلت املنظمة هذه االنتفاضة لتعرتف بإسرائيل‪ ،‬إذ هي تقول‪ :‬حنن قبلنا القرارين ‪ 242‬و‪ 338‬من موقع قوة‬
‫(أي قوة االنتفاضة)‪.‬‬
‫واآلن يقولون للمنظمة‪ :‬أوقفي االنتفاضة من اجل أن ال يبقي إلسرائيل أية حجة يف الرفض‪.‬‬
‫واملنظمة اليت هانت سهل اهلوان عليها‪ ،‬وما دامت غرقت يف حبر التنازالت فما عادت ختشى البلل‪.‬‬
‫ويأيت عرفات اآلن ليهدد بالرجوع إىل اجمللس الفلسطيين ليخربه أن إسرائيل رفضت السالم‪ ،‬وذلك من أجل أن‬
‫يسحب اجمللس اعرتافه بقراري ‪ 242‬و‪.338‬‬
‫عرفات يريد هبذا القول أن يضغط على إسرائيل‪ ،‬وكأنه ال يعرف أن إسرائيل من األصل ال ميكن زحزحتها من‬
‫فلسطني أو من شرب منها إال بالقتال‪.‬‬
‫وما قيمة سحب اعرتاف اجمللس الفلسطيين بعد أن اقر أن فلسطني هي لليهود‪ ،‬وقد أودع اجمللس الفلسطيين وثيقة‬
‫االعرتاف لدى هيئة األمم املتحدة ولدى جملس األمن الدويل ولدى الدول الكربى ولدى مجيع الدول اليت تعرتف مبنظمة‬
‫التحرير‪.‬‬
‫كفاكم خداعًا يا قادة منظمة التحرير (عفوًا‪ :‬منظمة التنازل)‪.‬‬
‫رئيس التحرير‬