You are on page 1of 26

‫جامعــة محمد بوضياف‬ ‫مجلة العلوم‬

‫باملسيلــة‬ ‫االجتماعية واإلنسانية‬

‫‪AR‬‬ ‫املخدرات في الجزائرواقع الظاهرة وإجراءات الوقاية‬


‫‪ENG‬‬ ‫‪Drugs in Algeria : Facts and Preventive‬‬
‫‪Measures‬‬
‫‪FR‬‬ ‫‪Drogues en Algérie: faits et mesures‬‬
‫‪préventives‬‬
‫الدكتور‪ :‬مسعود قريمس‬

‫جامعة مولود معمري ـ تيزي وزو‬


‫الجزائر‬
‫‪Messaoud Grimes‬‬
‫‪Universyté Mouloud Mammeri - Tizi ouzou - Algeria‬‬
‫‪graid72@yahoo.com‬‬

‫تاريخ القبول للنشر‬ ‫تاريخ املراجعة‬ ‫تاريخ االرسال‬


‫‪2018/05/30‬‬ ‫‪2018/05/01‬‬ ‫‪2018/04/02‬‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 10 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫امللخص‪:‬‬
‫عرفت املخدرات في شكلها الطبيعي مع الحضارات القديمة‪ ،‬وكان استعمالها ألغراض طبية‬
‫وعالجية وحتى صناعية منتشرا ومتحكم فيه‪ ،‬ولكنها في القرون الثالثة املاضية عرفت‬
‫تحوالت جذرية السيما بعد توظيفها من طرف بعض الدول الكبرى في حروبها االستعمارية‬
‫التوسعية‪ ،‬والجزائر كباقي دول العالم عرفت في العقود األخيرة انتشارا لتعاطيها وتوسعا‬
‫وتنوعا في استهالكها خارج اإلطار املرخص به‪ ،‬وتشير اإلحصائيات إلى تحولها إلى مشكلة باتت‬
‫تؤثر على النسيج االجتماعي واالقتصاد الوطني مما يستدعي ضرورة وضع اآلليات الكفيلة‬
‫بالتحكم فيها ومراقبتها‪ ،‬وفي هذا السياق جاء املقال محاوال وصف الظاهرة ووصف‬
‫استيراتيجية املكافحة من خالل رؤية نقدية عامة‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬املخدرات‪ ،‬املؤثرات العقلية‪ ،‬تعاطي املخدرات‪ ،‬مكافحة‬


‫املخدرات‪.‬‬
‫‪Résumé:‬‬
‫‪Durant Les trois derniers siècles, la commercialisation et la consommation de la‬‬
‫‪drogue et des stupéfiants ont connus des transformations radicales, surtout‬‬
‫‪après avoir été utilisées par certaines grandes puissances dans leurs guerres‬‬
‫‪coloniales expansionnistes. Les statistiques effectues en Algérie et dans d'autres‬‬
‫‪pays indiquent que ce phénomène est devenu un sérieux problème qui affecte‬‬
‫‪le tissu social et l'économie mondial, et cela nécessite le développement des‬‬
‫‪mécanismes de préventions et de contrôles. Cette dissertation essaye à travers‬‬
‫‪une vision critique de révéler les failles de la stratégie en cour et de donner une‬‬
‫‪autre vision basée sur les dispositifs préventive et non répressive.‬‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 11 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫ مسعود قريمس‬.‫د‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

Abridged summary:
Drug discovery dates back to distant time in ancient civilizations such as
Iraquian, Egyptian, Indian and Chinese civilizations. They differed about the
appearance of Cannabis in which some references mentioned that Cannabis
appeared in Asia and China in 2737 B.C. Others mentioned that it appeared in
Egypt since the 20 th century B.C. where it was used for several purposes :
religious, recreational and therapeutic.The dominant view shows that China was
the first that used Cannabis 6000 years ago for medical purposes, but was not
widely used outside medical purpose.
Unlike Cannabis and Opium, the Cocaine appeared first in Latin America
before 2000 years in the Incas which was used only by clergymen and noble
class. Its consumption was done by chewing the leaves. It was spread after Alfred
Neiman was able to isolate the active ingredient from the plant. It was widely
used in the pharmaceutical industry and somefood drinks such as Coca Cola.
Concerning Opium, some resources indicate that its usage in medicine started
from 7000 B.C. and appeared in Sumerian paintings in 3300 B.C. moving to India,
China and Greece as Muslim doctors have described in their work as a medicine
for some diseases.
As for the phenomenon in Algeria, the numbers vary. If the National
Anti-Narcotics Bureau mentioned 300.000, the head of the national organization
for youth welfare doubts these numbers. It is thus mentioned that a realistic
number iscomposed of 180.000 addicts and 300.000 consumers which indicates
1% of the total population. Professor Mustafa Khayati talks about 1 million
young people aged between 18-35 use drugs. Additionally, Professor Khayati
mentioned that 25000 young persons are in prison because of drugs. These rate
increases from year to year.

Journal of Social Sciences and Humanities vol 07 - 12 - 2018 ‫ سنة‬14 ‫ عدد‬7 ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد‬
Iss14
‫ مسعود قريمس‬.‫د‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

The high number of users, addicts and the quantity of seized drugs
indicate that the control strategy followed contain significant gaps and needs to
reform particularly from the regularity side. The effectiveness of this strategy
starts from a plan based on accurate data about the types of drugs traded and the
social groups targeted and the means used to promote and then proceed to set
specific goals. It should also be taken into consideration the weakness of abuse
in different social groups. The plan should be arranged to prevent non-smokers
from entering the world of drug abuse through awareness programs and tutors
should observe filial especially the target groups without neglecting the role of
media and social networks in addition to the role of society and social groups in
any plan to combat drugs.
Programs of social and economic support to vulnerable groups most
susceptible to the phenomenon and program of social integration of these
groups and combating social exclusion. The comprehensive vision of the
phenomenon should include an in-depth study in order to reduce the apparent
scale that threatens the entire society and social peace.
:‫مقدمة‬

‫ وإذا‬،‫عرفت املخدرات في السنوات األخيرة بالجزائر تطورات معتبرة على املستويات املختلفة‬
،1975 ‫عدنا فقط إلى الزمن القريب لتاريخها نجد أن بداية االهتمام بها لم يبدأ قبل‬
‫فالتشريعات املوروثة عن االستعمار في مجال قانون العقوبات والتي بقيت سارية املفعول إلى‬
‫ وحتى قانون العقوبات الصادر‬،‫ لم تتضمن النص على جرائم املخدرات‬1966 ‫غاية سنة‬
‫ حيث صدر أول نص‬1975 ‫ والتطور الذي حدث كان سنة‬،‫ لم ينص عليها أيضا‬1966 ‫سنة‬
‫ وذلك من خالل األمر رقم‬،‫تشريعي كرد فعل على اكتشاف عصابة دولية لتهريب املخدرات‬
‫ ثم ت لته مجموعة من القوانين املنظمة الستعمال‬،1975 ‫ فبراير لسنة‬17 ‫ املؤرخ في‬09 -75

Journal of Social Sciences and Humanities vol 07 - 13 - 2018 ‫ سنة‬14 ‫ عدد‬7 ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد‬
Iss14
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫املواد املخدرة وتجريم االستعمال واالستهالك غير املشروع‪ ،‬وانطالقا من هذه الوقائع يمكن‬
‫القول أن ظاهرة التداول غير املشروع للمخدرات في الجزائر حديثة نسبيا‪ ،‬بدليل عدم وجود‬
‫نصوص قانونية تتناولها قبل ‪ ،1975‬مع العلم أن املشكلة على الساحة العاملية طرحت مند‬
‫زمن أبعد وهذا ما تظهره أول اتفاقية دولية حول الظاهرة والتي تعود إلى سنة ‪ 1912‬وبدأ‬
‫العمل بها سنة ‪ ،1920‬وهذه االتفاقية كانت خالصة املؤتمر الدولي الذي انعقد سنة ‪1909‬‬
‫بشنغهاي وشاركت فيه ‪ 13‬دولة‪ ،‬لقد تضافرت مجموعة من العوامل خالل العشريتين‬
‫املاضيتين‪ ،‬جعلت الظاهرة تتسع وتعرف تزايدا مستمرا تحولت معه الجزائر من بلد معافى‬
‫ال يشكل التعاطي فيه إال حاالت ناذرة في دوائر خاصة جدا إلى بلد عبور‪ ،‬ولكنها اليوم تعتبر‬
‫أحد البلدان التي يرتفع فيها التعاطي واالتجار وهذا ما تظهره اإلحصائيات املسجلة والتي‬
‫يشير بعضها إلى تحول الجزائر إلى بلد متقدم من ناحية الكميات املحجوزة‪ ،‬وارتفاع الكميات‬
‫املحجوزة ال يدل على فعالية املكافحة بقدر ما يدل على حجم املشكلة في املجتمع‪ ،‬وسنحاول‬
‫في هذه املقالة عرض حجم الظاهرة من خالل اإلحصائيات املتوفرة مع قراءة نقدية لهده‬
‫األرقام كما سنتطرق لإلجراءات املتبعة في مكافحتها ومدى فعالية هده اإلجراءات‪.‬‬

‫‪ -1‬املخدرات عبرالعصور املختلفة‪.‬‬

‫يعود اكتشاف املخدرات إلى الزمن البعيد في الحضارات القديمة‪ ،‬حضارات الرافدين‬
‫والحضارة املصرية والهندية والصينية‪ ،‬يظهر ذلك من خالل النقوش وأوراق البردي التي تم‬
‫العثور عليها واألساطير والقصص الشعبي املوروث حولها‪ ،‬وقد اقترن االستعمال عادة‬
‫بالطقوس واالحتفاالت ال دينية وأوقات الترفيه والعالج خاصة‪ ،‬وظل استعمالها محدودا‬
‫مقارنة بما هي عليه اآلن‪ ،‬وتذكر بعض املراجع أن القنب ظهر في وسط آسيا‪ ،‬والصين هي‬
‫مصدره األول عام ‪ 2737‬قبل امليالد وقد سماه الصينيون القدامى واهب السعادة‪ ،‬وعرفه‬
‫الهنود وسموه مخفف األحزان واعتبروه أحب نبتة إلى اإلله " أندرا"‪ ،‬وما تزال معابد‬
‫الهندوس والسيخ تستعمله إلى اليوم في احتفاالتها الدينية في كل من الهند والنيبال‪،‬‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 14 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫واستعمله اآلشوريون في القرن السابع قبل امليالد وأطلقوا عليه اسم "كونوبو"‪ ، 1‬وتشير‬
‫بعض املراجع إلى ظهوره في مصر منذ القرن العشرين قبل امليالد واستعملوه ألغراض دينية‬
‫وترفيهية وعالجية‪ ،‬وهناك من يرى أنه ظهر في جبال الهماليا منذ أكثر من ‪ 35‬قرنا ثم انتشر‬
‫في بقية العالم مع حركة الرحل‪ ،2‬والرأي الغالب يرى أن الصين هي أول من عرف استعمال‬
‫القنب وكان ذلك قبل ‪ 6000‬سنة‪ ،‬وكان يستعمل في صناعة املالبس والحبال وبذوره‬
‫تستعمل غذاء مثل األرز والشعير‪ ،‬أما االستعمال الطبي فظهر بنفس املنطقة حوالي القرن‬
‫العشرين قبل امليالد‪ ،‬وقد أشارت إليه إحدى املقاالت الصينية التي يعود تاريخها إلى القرن‬
‫الخامس عشر قبل امليالد‪ ،‬ورغم أن الصينيين عرفوه مبكرا واستعملوه في صناعة املالبس‬
‫وا لحبال والتطبيب حيث تحدث الطبيب هوانو على خصائصه التخديرية سنة ‪220‬‬
‫ميالدية‪ ،‬إال أنهم لم يتعاطوه بصورة واسعة خارج االستعماالت السابقة‪ ،3‬وقد انتشر‬
‫استعماله مع الغزو املغولي بشكل كبير في املناطق التي سيطروا عليها‪ ،‬وذكر ابن البيطار أن‬
‫أفراد الطائفة اإلسماعيلية كانوا يتعاطونه أثناء املمارسات الدينية‪ ،‬وقد عمل األيوبيون على‬
‫محاربته بعد أن تسلموا الحكم‪ ،‬وانتهج املماليك نفس السياسة في محاربته بعد أن انتهت‬
‫السلطة إليهم ابتداء من حكم الظاهر بيبرس‪ ،‬وعرفته أوروبا خالل القرن السادس عشر عن‬
‫طريق كتابات املستشرقين وترجماتهم وأيضا من خالل حملة نابوليون على مصر‪ ،‬وانتقل إلى‬
‫الواليات املتحدة األمريكية بداية القرن العشرين عن طريق العمال املكسيكيين املهاجرين‬
‫وانتشر في أوساط عازفي الجاز خاصة السود منهم‪.4‬‬

‫وعكس القنب واألفيون فان الكوكايين ظهر أوال في أمريكا الالتينية قبل ألفي سنة عند قبائل‬
‫اإلنكا‪ ،‬وكان استعماله مقتصرا على طبقة رجال الدين والنبالء‪ ،‬وكان استهالكه يتم عن‬
‫طريق مضغ األوراق‪ ،‬وقد عمل االستعمار االسباني على زراعته وتشجيع العمال الهنود في‬
‫مناجم الذهب على استهالكه على اعتباره مادة منشطة تزيد في أدائهم‪ ،‬وكان يدفع نسبة من‬
‫األجر على شكل أوراق الكوكا‪ ،5‬وقد انتشر استعماله بعد أن تمكن الفريد نيمان من عزل‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 15 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫املادة الفعالة من النبتة‪ ،‬وبدأ استعماله بشكل واسع في صناعة األدوية وبعض املشروبات‬
‫واألغذية ومنها مشروب كوكاكوال والتي لم يستبعد من تركيبتها إال سنة ‪.19036‬‬

‫أما األفيون فتشير بعض املصادر إلى أن استعماله للتداوي بدأ منذ سبعة آالف سنة قبل‬
‫امليالد‪ ،‬وتحدثت عنه لوحات سومرية تعود إلى ‪ 3300‬سنة قبل امليالد‪ ،‬وانتقل إلى الهند‬
‫والصين ثم اليونان‪ 7‬وتردد ذكره في مالحم هوميروس‪ ،‬كما ذكره األطباء املسلمون في‬
‫مصنفاتهم ووصفوه دواء لبعض األمراض‪ ،8‬أما في الهند فقد كان معروفا منذ القرن‬
‫السادس امليالدي وبعض املصادر ترى أن الهند والصين عرفتاه من بالد سومر‪ ،‬وظلت الهند‬
‫تورده إلى الصين إلى أن احتكرت تجارته شركة الهند الشرقية بداية القرن التاسع عشر‪،‬‬
‫وأدى ذلك إلى إغراق الصين باملخدرات اآلتية من الهند‪ ،‬مما دفع بالصين إلى اتخاذ إجراءات‬
‫صارمة تسببت في حدوث حرب األفيون بين بريطانيا والصين استمرت من ‪ 1839‬إلى ‪1842‬‬
‫انتهزت بهزيمة الصين وتوقيع اتفاقية نانكين سنة ‪ 1843‬وفتحت الصين الحتكارات شركة‬
‫الهند الصينية وتم إغراقها باملخدرات حيث بلغ عدد املدمنين ‪ % 25‬من مجموع الذكور في‬
‫املدن الصينية سنة ‪ ، 1920‬وقد فتح ذلك شهية الواليات املتحدة األمريكية فضغطت هي‬
‫األخرى على الصين ووقعت معها معاهدة مماثلة سنة ‪ ،9 1844‬واستمرت مشكلة املخدرات‬
‫في الصين حتى سنة ‪ 1950‬عندما قام ماوتس ي تونغ بوضع برنامج صارم ملكافحة املخدرات في‬
‫البالد‪.10‬‬

‫أما تاريخية الظاهرة في الجزائر فينقسم الرأي حولها إلى فريقين‪ ،‬الفريق األول يرى أن‬
‫الظاهرة قديمة ومعروفة مند عهد األتراك على األقل‪ ،‬وقبل االستعمار الفرنس ي بدليل‬
‫كتابات رحالة ما قبل االستعمار الفرنس ي الذين تحدثوا عن تعاطي املخدرات في بعض‬
‫األوساط خالل الحكم العثماني‪ ،‬ومنها رواية هايزيش فون مالستان املعنونة ب "مدخنو‬
‫الحشيش في مدينة الجزائر"‪ ،‬ومع دخول االستعمار الفرنس ي دخلت أنواع جديدة إلى‬
‫الجزائر‪ ،‬إال أن الفريق الثاني ينفي ذلك ويرى أن التعاطي قبل مرحلة االستعمار و بداية‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 16 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫االحتالل لم يكن معروفا وال منتشرا‪ ،‬بدليل غياب مصادر تشير إلى الظاهرة بالحجم الذي‬
‫يثبت وجودها بشكل معتبر‪ ،11‬و يمكن الرجوع إلى كتب النوازل الفقهية للمراحل املختلفة‬
‫وإلى سجالت املحاكم الشرعية في تلك الفترة ملعرفة املزيد عن الظاهرة‪ ،‬وخالصة القول أن‬
‫كتابات العديد من الرحالة الجزائريين واألجانب الذين تحدثوا عن الجزائر قبل االستعمار‬
‫الفرنس ي وسنواته األولى لم يتحدثوا عن هذه الظاهرة‪ ،‬رغم حديثهم عن استعمال التبغ‬
‫بأشكاله املختلفة‪ ،‬ومنهم حمدان خوجة الذي قدم وصفا دقيقا للعادات املختلفة‬
‫للجزائريين عبر مختلف املناطق التي زارها وكذلك رحلة ابنه التي وصف فيها مختلف املناطق‬
‫ا لتي مر بها مع والده أثناء مهمة التفاوض مع الباي أحمد‪ ،‬نجد أيضا األسير األملاني يوهان‬
‫كارل بيرنت في مذكراته التي وصفت املجتمع الجزائري وصفا دقيقا وتحدثت عن عادات‬
‫التدخين ولكنها لم تتحدث عن رواج تعاطي املخدرات‪ ،12‬هناك من يستدل على انتشار‬
‫املخدرات في العهد التركي بانتشار زراعة القنب في مناطق مختلفة‪ ،‬غير أنه يجب الحذر‬
‫وعدم الخلط بين زراعة القنب وتعاطيه‪ ،‬ألن القنب في القديم كانت له استعماالت كثيرة‬
‫خارج تعاطيه كمخدر ومن ذلك استعماله في صناعة املالبس وعلى الخصوص استعماله في‬
‫صناعة الحبال الغليظة التي تشد بها السفن في املرافئ‪ ،‬يمكن اإلشارة أيضا إلى أنه خالل‬
‫الفترة االستعمارية لم تعمل فرنسا على ترويج املخدرات وتحريض الشعب على تعاطيها ألنها‬
‫لم تكن من الدول املنتجة لها مثل بريطانيا‪ ،‬ولكنها باملقابل شجعت على استهالك الخمور في‬
‫كل مستعمراتها بالقوة على اعتبارها أحد أكبر املنتجين له في العالم‪ ،‬وانطالقا مما ذكر يمكن‬
‫القول أن ظاهرة املخدرات في املجتمع الجزائري بدأت تعرف تطورا ملحوظا ابتداء من‬
‫سبعينيات القرن املاض ي‪ ،‬حيث تم سنة ‪ 1975‬حجز ثالثة أطنان (‪ )03‬من القنب وتوقيف‬
‫شبكة من ‪ 25‬فردا أغلبهم أجانب‪ ،‬وكانت الحادثة بداية االهتمام بظاهرة املخدرات في‬
‫الجزائر‪.13‬‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 17 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫إن هذا العرض التاريخي يكشف لنا عن معلومات مهمة ضرورية جدا لفهم ظاهرة التعاطي‬
‫وانتشارها والتي ينبغي أخذها بعين االعتبار أثناء معالجة الظاهرة الن تاريخ الظاهرة جزء من‬
‫هويتها وغالبا ما يقدم لنا إجابات ال نجدها خارج إطاره‪ ،‬وإعادة رسم مسار تطور الفيروس‬
‫ضروري جدا لوضع املصل املناسب له‪ ،‬وهذا العرض يبين أن املخدرات لم يكتشفها اإلنسان‬
‫املعاصر وإنما عرفت منذ آالف السنين قبل امليالد ولم تكن مشكلة إال في حاالت استثنائية‬
‫تم التحكم فيها بسهولة‪ ،‬غير أن األمر اتخذ منحى آخر مع بداية السياسات االستعمارية‬
‫الحديثة وتوظيفها للمخدرات في حروبها ضد الشعوب الصامدة واملقاومة‪ ،‬ظهر ذلك جليا‬
‫خالل حرب األفيون بين الصين وبريطانيا‪ ،‬وكذلك استعمال االستعمار االسباني للكوكايين‬
‫لتفكيك املجتمع الهندي في أمريكا‪ ،‬ثم نجد توظيفها الحقا في صراعات حديثة مثل استعمالها‬
‫من قبل أمريكا في الفيتنام واستعمال األفيون من طرف االتحاد السوفياتي في أفغانستان‪،‬‬
‫والتي حولها إال أحد أكبر البلدان املنتجة له‪ ،‬نجد توظيفها أيضا من طرف اليابان قبل‬
‫الحرب العاملية الثانية وأثنائها‪ ،14‬وكثيرا ما استعملت املخدرات أيضا من طرف الحكومات‬
‫الدكتاتورية وخاصة الفقيرة منها والعاجزة عن شراء السلم االجتماعي إلحكام السيطرة‬
‫وتبرير السياسات القمعية‪ ،‬وجوهر هذه السياسات مازال قائما ولم يختلف إال في مظاهره‬
‫الخارجية‪ ،‬وهذا ما يبرر الخالف الدولي حول سياسات مكافحة املخدرات عامليا وغياب‬
‫اإلرادة السياسية لدى بعض األطراف املتورطة‪ ،‬وهذا الذي دفع االتحاد اإلفريقي إلى أن‬
‫يشير في تقريره الصادر في أكتوبر ‪ 2016‬إلى أهمية االلتزام السياس ي‪ ،15‬ألن شبكات التهريب‬
‫العاملية الناشطة في املجال ترعاها لوبيات نافذة وتحرسها ميليشيات قوية تتجاوز إمكانات‬
‫بعض الدول الفقيرة‪ ،‬وقد وصل األمر بهذه امليليشيات أن يتحكم زعمائها في سياسات بعض‬
‫الدول الضعيفة كما حدث في أمريكا الالتينية‪.‬‬

‫‪ -2‬حجم ظاهرة تعاطي املخدرات في الجزائر وخصائصها العامة‪.‬‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 18 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫تشير بعض املعلومات املحصلة حول تجارة املخدرات عامليا أن عائداتها بلغت ‪ 500‬مليار‬
‫دوالر سنويا‪ ،‬وبذلك احتلت املرتبة الثانية بعد تجارة السالح وقبل عائدات صناعة النفط‪،‬‬
‫وهي مرتبطة بالجريمة املنظمة العابرة للحدود والهجرة السرية وتبييض األموال‪ ،‬ومتداخلة‬
‫مع تجارة األسلحة‪ 16‬والدواء‪ ،‬ويشير التقرير الصادر عن منظمة الصحة العاملية في جانفي‬
‫‪ 2016‬أن املخدرات مسؤولة عن وفاة ‪ 400‬ألف شخص سنويا عبر العالم‪ ،‬وأن املشاكل‬
‫الصحية املرتبطة بتعاطي املخدرات تشكل ‪ % 0.55‬من إجمالي عبء املرض في العالم كما‬
‫يعتبر تعاطي املخدرات عن طريق الحقن مسؤوال عن ‪ % 30‬من اإلصابات الجديدة بااليدز‬
‫خارج إفريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬ويساهم بشكل كبير في أمراض التهاب الكبد ‪ C‬و ‪،17B‬‬
‫وحسب تقرير منظمة مجموعة العمل املالي ملنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا لسنة‬
‫‪ 2011‬يمثل االتجار غير املشروع باملخدرات واملؤثرات العقلية ‪ % 08‬من مجموع التجارة‬
‫العاملية‪ ،‬وال تشكل الكميات املحجوزة من الحجم الحقيقي املتداول إال نسبة ‪ % 10‬من‬
‫الهروين و ‪ % 30‬من الكوكايين‪ ،‬وتكلف اإلجراءات الدولية والوطنية ملكافحة املخدرات حوالي‬
‫‪ 120‬مليار دوالر سنويا‪ ،‬وترى الجمعية العامة لألمم املتحدة أنه رغم الجهود املختلفة‬
‫املبذولة إال أن مستويات الظاهرة مازالت تثير القلق وتهدد الصحة العامة واألمن واالستقرار‬
‫االجتماعي في العديد من مناطق العالم‪ ،18‬إن هذه املعلومات واإلحصائيات العاملية حول هذه‬
‫الظاهرة العابرة للحدود هي التي تكشف لنا حجم املشكلة وحساسيتها ومدى الجدية‬
‫وااللتزام السياس ي واملجتمعي الضروري ملجابهتها‪.‬‬

‫أما في ما يتعلق باملعلومات حول الظاهرة في الجزائر وتطوراتها عبر املراحل الزمنية وحسب‬
‫النسب املقدمة من طرف املؤسسات املختصة في مراقبتها ومكافحتها‪ ،‬فإنه رغم اختالف‬
‫األرقام إال أن هذه املؤسسات تتفق على أن هذه الظاهرة عرفت تزايدا مستمرا من سنة إلى‬
‫أخرى‪ ،‬فمن خالل اإلحصائيات الرسمية للشرطة والدرك املتعلقة بتطور الظاهرة من سنة‬
‫‪ 1992‬إلى سنة ‪ 2003‬نالحظ أن أكبر نسبة تم حجزها كانت سنة ‪ 1992‬ب ‪ 6.621‬طن نصيب‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 19 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫الشرطة فيها هو ‪ 6.039‬أما الدرك فلم تبلغ الكمية املحجوزة لديه في نفس السنة إال ‪،0.582‬‬
‫أما سنة ‪ 2003‬فتم تسجيل كمية محجوزة قدرت ب ‪ 8.068‬طن‪ ،‬حيث الكمية املحجوزة‬
‫من طرف الدرك بلغت ‪ 3.904‬والكمية املحجوزة من طرف الشرطة كانت في حدود ‪،2.252‬‬
‫وتشير نفس املعطيات إلى أن الكمية املحجوزة تراجعت بشكل كبير بين سنة ‪ 1993‬و سنة‬
‫‪ ،1999‬وتبقى هذه األرقام نسبية والتعامل معها يحتاج إلى يقظة معرفية كبيرة واطالع أوسع‬
‫على الظروف التي كانت سائدة في هذه املرحلة سياسيا واقتصاديا وأمنيا‪.‬‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 20 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫جدول يبين كمية املخدرات املحجوزة في الجزائر حسب معطيات االمن والدرك‬

‫املصدر‪ :‬لحسن بوعبد هللا‪ ،‬بوطالبي بن جدو‪" .‬ممارسات النشاط البدني الترويحي والوقاية من‬
‫املخدرات"‪ .‬مجلة علوم وتقنيات النشاط البدني الرياض ي‪ .‬العدد السابع جانفي ‪2014‬‬

‫وتبين اإلحصائيات املقدمة من طرف الديوان الوطني ملكافحة املخدرات وإدمانها أيضا‬
‫االرتفاع السريع واملطرد للظاهرة حيث نجد الكمية املحجوزة من املخدرات سنة ‪ 2000‬قد‬
‫بلغت ‪ 6.262‬طنا وارتفعت الكمية املحجوزة سنة ‪ 2012‬إلى ‪ 53.5‬طن‪ ،‬مع تسجيل دخول‬
‫أنواع جديدة وباهظة الثمن مثل الهيروين والكوكايين واألقراص املهلوسة‪ ،‬ووجود هذه‬
‫األنواع الباهظة الثمن يكشف عن التحوالت التي عرفتها الظاهرة‪ ،‬فوجوده دليل على وصول‬
‫ظاهرة التعاطي إلى الفئات الغنية واملترفة التي كانت إلى زمن قريب في منأى عن الظاهرة وهي‬
‫دليل أيضا على أن املنطقة دخلت في حسابات واستراتيجيات العصابات املنظمة العابرة‬
‫للقارات التي تحترف تجارة مثل هذه املواد‪ ،19‬وبالرغم من أن األرقام املقدمة حول الكمية‬
‫املحجوزة خالل سنوات األزمة األمنية ال يعول عليها كثيرا لعدة اعتبارات موضوعية‪ ،‬إال أن‬
‫الفارق الكبير جدا بين الكميتين يبين حجم تطور الظاهرة خالل عشرية واحدة‪.‬‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 21 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫كما أظهر تقرير للديوان الوطني ملكافحة املخدرات وإدمانها لسنة ‪ 2016‬أن كمية املخدرات‬
‫املحجوزة لهذه السنة بلغت ‪ 109‬طن‪ ،‬وأن ‪ %75‬من هذه الكمية تم حجزها على مستوى‬
‫الجهة الغربية‪ ،‬وتشير اإلحصائيات أيضا إلى أن الحبوب املهلوسة املحجوزة عرفت ارتفاعا‬
‫بلغ ‪ % 68‬مقارنة ب ‪ 2015‬و يشير نفس املصدر إلى أن املتورطين في جرائم املخدرات أغلبهم‬
‫جزائريون وال يشكل األجانب فيهم إال نسبة قليلة‪ ،‬فمقابل ‪ 37614‬جزائري ال نجد إال ‪226‬‬
‫أجنبي‪ ،20‬أما فيما يخص عدد املتعاطين بكل أصنافهم فاألرقام حولهم تختلف‪ ،‬وإذا كان‬
‫الديوان الوطني ملكافحة املخدرات يتحدث عن وجود ‪ 300‬ألف‪ ،‬فإن رئيس املنظمة الوطنية‬
‫لرعاية الشباب يشكك في هذه األرقام ويتحدث عن وجود ‪ 400‬ألف متعاطي‪ ،‬أما املركز‬
‫الوطني للدراسات والتحليل الخاص بالسكان والتنمية فيتحدث عن ‪ 180‬ألف مدمن و ‪300‬‬
‫ألف مستهلك‪ ،‬وهذا ما يمثل ‪ % 1‬من حجم السكان‪ ،21‬أما البروفيسور مصطفى خياطي‬
‫فيرى أن هذه األرقام ال تعكس حجم الظاهرة في الواقع وأن هناك تعتيما مقصودا حولها‬
‫ويتحدث عن مليون شاب في الفئة العمرية ‪ 35-18‬يتعاطى املخدرات‪ ،‬كما أضاف‬
‫البروفيسور خياطي وجود ‪ 25‬ألف شاب في السجون بسبب املخدرات‪ ،22‬وهذه املعدالت‬
‫تعرف ارتفاعا مطردا من سنة إلى أخرى‪ ،‬بغض النظر عن التحول من مخدر إلى آخر حسب‬
‫عوامل السوق واملوضة املتحكمة في هذه التحوالت‪.‬‬

‫كما تم تسجيل ارتفاع االستهالك في الوسط املدرس ي حيث بينت دراسة للمركز الوطني‬
‫للدراسات والتحليل الخاص بالسكان والتنمية وجود ‪ 54‬ألف تلميذ يتعاطون املخدرات من‬
‫بين ‪ 02‬مليون تلميذ‪ ،‬والدراسة أجريت في الفترة املمتدة من ‪ 21-17‬أفريل سنة ‪2016‬‬
‫وشملت أكثر من ‪ 12‬ألف تلميذ‪ ،‬ويرى املد ير العام للمركز أن هذا الرقم ال يدعوا للقلق‪،23‬‬
‫وهو الرأي الذي يخالفه فيه الكثير وخاصة األجهزة األمنية املكلفة بمراقبة الظاهرة‪ ،24‬أما‬
‫تقرير الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام" فتتحدث عن وجود تعاطي‬
‫املخدرات لدى ‪ % 08‬لدى تالميذ املتوسط و‪ % 19‬لدى تالميذ الثانوي‪ ،25‬وبغض النظر عن‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 22 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫اختالف اإلحصائيات يمكن القول أن ظاهرة تعاطي املخدرات مثل كل الظواهر االجتماعية‬
‫األخرى التي يمارس املجتمع رقابة وضبطا عليها ال تمثل اإلحصائيات املعلن عنها دائما إال‬
‫الجزء املكشوف ويبقى الواقع أكبر من ذلك‪ ،‬فحسب تقرير منظمة مجموعة العمل املالي‬
‫ملنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا لسنة ‪ ،2011‬ال تشكل الكميات املحجوزة من الحجم‬
‫الحقيقي املتداول إال نسبة ‪ % 10‬من الهروين و ‪ % 30‬من الكوكايين‪ ،26‬وهذه النسب معيارية‬
‫تزيد أو تقل حسب فعالية أجهزة الرقابة وجديتها في التعامل مع الظاهرة‪.‬‬

‫جدول يبين الحصيلة املقارنة لكمية املخدرات املحجوزة خالل األشهراألربع األولى‬
‫لسنتي ‪2017-2016‬‬

‫املصدر‪ :‬تقريرالديوان الوطني ملكافحة املخدرات وإدمانها حصيلة األشهراألربع األولى‬


‫لسنتي ‪2017/2016‬‬

‫عند مقارنة حجم الظاهرة بدول أخرى يمكن أن نقول أن الظاهرة متحكم فيها نسبيا حيث‬
‫بلغ املعدل العاملي ‪ %5‬حسب تقرير املخدرات العاملي لعام ‪ 2016‬وبلغ في مصر ‪ ،% 10‬أما إذا‬
‫نظرنا لوتيرة التطور في الجزائر من سنة إلى أخرى فإن هذا التطور والتحول الذي عرفته‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 23 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫الظاهرة يدعو للقلق حقا‪ ،‬إن وتيرة التحول تكشف عن ثغرات حقيقية في استيراتيجية‬
‫مكافحة تعاطي املخدرات وتستدعى إعادة تطويرها من خالل آليات أكثر فاعلية خاصة وقد‬
‫عرفت الظاهرة تطورات كبيرة من حيث نوع املخدر وكميته و طرق تسويقه والفئات‬
‫املستهدفة‪.‬‬

‫عندما ندقق اإلحصائيات املقدمة حول ظاهرة تعاطي املخدرات بغض النظر عن مدى‬
‫مصداقيتها‪ ،‬نجد أن مصادرها محدودة جدا‪ ،‬واملؤسسة الرئيسية املهتمة باملوضوع ممثلة‬
‫في الديوان الوطني ملكافحة املخدرات وإدمانها تطغى على رؤيته املقاربة األمنية ‪ ،‬والحصيلة‬
‫التي يقدمها في تقاريره ال تزيد عن حجم املخدرات املحجوزة من طرف أجهزة األمن املختلفة‪،‬‬
‫وهذه الحصيلة ال تسمح بإجراء قراءات معمقة حول الظاهرة‪ ،‬ومعطياتها ال تتعدى توزع‬
‫الكميات املحجوزة على األساس الجغرافي ونوع املخدر‪ ،‬وهذه املعلومات ال تسمح‬
‫باستخالص قراءات كافية وذات قيمة تسمح بوضع رؤية واضحة وخطة محكمة‪ ،‬املصدر‬
‫الثاني للمعطيات هو املركز الوطني للدراسات والتحليل الخاص بالسكان والتنمية ‪،‬‬
‫وإحصائياته هي األخرى تعاني غياب الدقة وال تسمح أيضا بقراءات مهمة مثل توزع تعاطي‬
‫املخدرات حول الفئات املستهدفة وتوزعها حسب املجال الحضري وتوزع أنواع املخدرات‬
‫املستهلكة حسب النوع والفئة العمرية والطبقات االجتماعية واملستوى الدراس ي‪ ،‬كما نالحظ‬
‫غياب املعطيات املتعلقة بتجار املخدرات الذين يتم القبض عليهم‪ ،‬توزعهم على الطبقات‬
‫االجتماعية والفئات العمرية ومستواهم التعليمي والوسط االجتماعي الذي ينحدرون منه‪،‬‬
‫أما إحصائيات املصدر الثالث ممثال في الهيئة الوطنية لترقية الصحة "فورام" رغم أن‬
‫معطياته تتمتع بنوع من االستقاللية وهي بعيدة عن التوظيف السياس ي إال أنها هي األخرى ال‬
‫تعطي إمكانية أكبر للقيام بقراءات خصبة حول الظاهرة‪ ،‬وباستثناء هذه املصادر الثالث ال‬
‫توجد هناك معطيات كافية حول الظاهرة تسمح بدراستها دراسة معمقة ووافية‪.‬‬

‫‪ -3‬االستيراتيجية الوطنية ملكافحة املخدرات في الجزائر‪.‬‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 24 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫ابتداء من ‪ 1975‬بدأت املحاوالت األولى الحتواء الظاهرة في الجزائر‪ ،‬وتم االقتصار يومها على‬
‫املقاربة األمنية‪ ،‬ولكن تطور الظاهرة واتخاذها أبعادا متعددة دفع القائمين على األمر إلى‬
‫محاولة وضع استيراتيجية وطنية ملكافحة انتشار الظاهرة وتمددها وتم استحداث هيئات‬
‫خاصة تعنى باألمر‪ ،‬وتتوزع هذه االستيراتيجية كغيرها من االستراتيجيات في دول أخرى على‬
‫شقين األول يتعلق بخفض العرض والثاني يتعلق بخفض الطلب‪ ،‬املالحظة األولى التي‬
‫نسجلها على خطة املكافحة في الجزائر هي غياب أي وثيقة تبين هذه االستيراتيجية تتضمن‬
‫املبادئ واألهداف واآلليات كما هو موجود لدى باقي الدول‪ ،‬وإذا أردنا أن نكشف ذلك علينا‬
‫أن نعود بالضرورة للنصوص القانونية املتعلقة بمكافحة املخدرات وتعاطيها‪.‬‬

‫وفي هذه النصوص نجد عناصر تتعلق بالهيئات املكلفة إضافة إلى إجراءات الرقابة والضبط‬
‫القانوني بمختلف أشكاله ثم نجد العقوبات املقررة لذلك‪ ،‬وكل هذه العناصر تتضمنها‬
‫مجموعة من القوانين أمهما قانون ‪ 18-04‬املتعلق بالوقاية من املخدرات واملؤثرات العقلية‬
‫وقمع االستعمال واالتجار غير املشروعين بها‪ ،‬وهذا القانون تدور أحكامه حول تنظيم‬
‫ورقابة استعمال املخدرات‪ ،‬نجد أيضا التدابير العالجية والجرائم املتعلقة باملخدرات‬
‫والعقوبات املقررة لها بدون أي أثر للتدابير الوقائية‪ ،‬أما القانون ‪ 05-85‬املتعلق بحماية‬
‫الصحة وترقيتها املعدل واملتمم والذي يتضمن إجراءات الرقابة على زراعة وإنتاج وتداول‬
‫املواد املخدرة‪ ،‬إضافة إلى املرسوم التنفيذي رقم ‪ 228-07‬املؤرخ في ‪ 30‬يوليو ‪ 2007‬والذي‬
‫يحدد كيفيات منح الترخيص باستعمال املخدرات و املؤثرات العقلية ألغراض طبية أو‬
‫علمية‪ ،‬واملرسوم التنفيذي رقم ‪ 229-07‬املؤرخ في ‪ 30‬يوليو ‪ 2007‬الذي يحدد كيفيات‬
‫تطبيق املادة ‪ 06‬من قانون ‪ 18-04‬املؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر ‪ 2004‬املتعلق بالوقاية من املخدرات‬
‫و املؤثرات العقلية و قمع االستعمال و االتجار غير املشروعين‪ ،27‬ويمكن تقسيم األحكام‬
‫الواردة في هذه القوانين إلى تدابير الرقابة‪ ،‬تدابير الوقاية والعالج واألحكام الجزائية أو‬
‫العقوبات‪.‬‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 25 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫تشمل التدابير الرقابية مجموعة من القواعد واإلجراءات املتعلقة بتنظيم تداول املواد‬
‫املخدرة مثل املادتين ‪ 192-190‬من قانون ‪ 05-85‬املتعلق بحماية الصحة وترقيتها‪ ،‬حيث‬
‫تنص املادة ‪ 190‬على أنه‪ " :‬يحدد عن طريق التنظيم إنتاج املواد أو النباتات السامة املخدرة‬
‫وغير املخدرة‪ ،‬ونقلها‪ ،‬واستيرادها‪ ،‬وحيازتها‪ ،‬وإهداؤها‪ ،‬والتنازل عنها‪ ،‬وشراؤها‪،‬‬
‫واستعمالها‪ ،‬وكذلك زراعة هذه النباتات"‪ ،‬كما تحدثت املادة ‪ 192‬من نفس القانون على‬
‫أنه‪ " :‬يمنع على أي مستورد أو منتج أو صانع املستخلصات التي يمكن استخدامها في صنع‬
‫املشروبات الكحولية أن يبيع هذه املواد أو يقدمها مجانا ألي شخص كان‪ ،‬ماعدا صانعي‬
‫املشروبات الذين لهم صفة املستودعين في نظر إدارة الضرائب غير املباشرة والصيادلة‬
‫والعطارين والهيئات املصدرة املباشرة‪ .‬ويمنع بيع هذه املواد على حالتها في السوق الداخلية‬
‫لهذه الفئات‪ ،‬ما عدا الصيادلة وهؤالء ال يمكنهم تسليمها إال مقابل وصفة طبية ‪ ،‬ويجب‬
‫عليهم تسجيل مضمونها في سجل الوصفات الطبية"‪ ،‬كما تشمل التدابير الرقابية منع إعطاء‬
‫الترخيص ملمارسة أي نشاط يتصل باملخدرات لألشخاص الذين يكونون موضع ريبة وشك‪،‬‬
‫تشمل إجراءات الرقابة أيضا الحد من سلطات األطباء في وصرف املواد املخدرة وحصرها في‬
‫الحاالت العالجية‪ ،‬كما تم إلزام الصيادلة بتخصيص سجالت تدون فيها كميات املواد‬
‫املخدرة الواردة والصادرة تسهيال إلجراء الرقابة‪.28‬‬

‫أما التدابير الوقائية والعالجية والتي ال تتضمن في الحقيقة إال التدابير العالجية‪ ،‬فقد‬
‫نصت عليها مجموعة من املواد في القانون ‪ 18-04‬ويدور فحواها حول اإلعفاء من املتابعة‬
‫القضائية والعقاب في حالة خضوع املتعاطي للعالج في حالة قرر ذلك بمحض إرادته‪ ،‬حيث‬
‫تنص املادة ‪ 06‬من القانون ‪ " 18-04‬ال تمارس الدعوى العمومية ضد األشخاص الذين‬
‫امتثلوا إلى العالج الطبي الذي وصف لهم إلزالة التسمم وتابعوه حتى نهايته وال يجوز أيضا‬
‫متابعة األشخاص الذين استعملوا املخدرات أو املؤثرات العقلية استعماال غير مشروع إذا‬
‫اثبت أنهم خضعوا لعالج مزيل للتسمم أو كانوا تحت املتابعة الطبية منذ حدوث الوقائع‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 26 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫املنسوبة إليهم"‪ ،29‬فالقانون ‪ 18-04‬من خالل مجموعة من مواد الفصل الثاني أعطى‬
‫األولوية للعالج في حالة التلبس باستهالك املخدرات‪ ،‬ومن خالل االطالع على مواد الفصل‬
‫الثاني املتعلقة بالوقاية والعالج نالحظ أنها نصوص تتعلق بالعالج في سياق العقاب‪ ،‬وهي‬
‫شكل من أشكال اإلعفاء من العقوبة املقررة بشرط اإلقالع عن الجريمة‪ ،‬ووجودها في‬
‫قانون العقوبات وليس في قانون الصحة يفرغها من محتوى الوقاية أصال‪ ،‬إذ يفترض أن‬
‫تكون التدابير الوقائية في مكان آخر غير مكان العقوبة‪.‬‬

‫بقي من السياسة الجزائرية في مكافحة املخدرات الجانب الردعي العقابي بشقيه‪ ،‬جانب‬
‫التدابير االحترازية التي تنص عليها مجموعة من املواد القانونية مثل الحرمان من مزاولة‬
‫مهنة مرتبطة باملواد املخدرة‪ ،‬ومنها أيضا املنع من اإلقامة في أماكن محددة أو املنع من‬
‫مغادرتها‪ ،‬ومنها أيضا سحب جواز السفر ورخصة السياقة ومصادرة املواد واألموال‬
‫املشبوهة‪ ، 30‬أما الجانب العقابي والذي يشكل أكبر جزء من السياسة والذي تطغى فلسفته‬
‫وروحه عليها‪ ،‬فيتضمن تجريم ‪ 41‬حالة اتصال غير مشروع باملخدرات مقسمة حسب‬
‫خطورتها إلى جنايات وجنح مشددة وجنح عادية‪.31‬‬

‫أما في ما يتعلق بالهيئات املشرفة على تنفيذ سياسة مكافحة املخدرات فنجد الديوان‬
‫الوطني ملكافحة املخدرات وإدمانها والذي تم إنشاؤه بمرسوم تنفيذي وتم إلحاقه بوزارة‬
‫العدل سنة ‪ 2006‬ويتكون من أمانة دائمة مشكلة من أمين عام وثالث مديريات‪ ،‬مديرية‬
‫الدراسات والتحليل والتقييم‪ ،‬مديرية الوقاية واالتصال‪ ،‬مديرية التعاون الدولي‪ ،‬إضافة‬
‫إلى لجنة التقويم واملتابعة التي تقوم دراسة السياسة الوطنية ملكافحة املخدرات والبرامج‬
‫املتعلقة بتطويرها‪.‬‬

‫وانطالقا من املعطيات املذكورة سابقا يمكن أن نالحظ أن سياسة مكافحة املخدرات في‬
‫الجزائر تفتقر إلى رؤية واضحة ومتوازنة‪ ،‬واإلجراءات املتبعة ال تخرج عن إطار فلسفة‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 27 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫العقاب مع بعض املساحيق الضرورية إلرضاء املؤسسات الدولية التي تفرض على الدول‬
‫األعضاء إجراءات محددة‪ ،‬مع العلم أن اإلحصائيات تشير إلى أن السجن أصبح أحد أسباب‬
‫التعاطي وليس حال لها حيث تشير األرقام إلى تسجيل ‪ 600‬ألف شخص يتناولون املخدرات‬
‫داخل املؤسسات العقابية‪ ،32‬وفي هذا السياق يرى البروفيسور مصطفى خياطي رئيس‬
‫املؤسسة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام" ضرورة تعديل القانون الحالي‬
‫نظرا الفتقاره للبعد التحسيس ي الوقائي وتركيزه فقط على الردع أكثر ملروجي املخدرات‪،‬‬
‫معتبرا أن لجوء القانون لتجريم املدمنين يعد خطأ على اعتبار أن السجن مدرسة للجريمة‬
‫ويحول املستهلك إلى مروج‪.33‬‬

‫من املشاكل أيضا التي تواجه وضع سياسة فعالة وناجعة أن الديوان الوطني ملكافحة‬
‫املخدرات املؤسسة األولى املسؤولة عن وضع االستيراتيجية مجرد هيئة إدارية محدودة‬
‫السلطة واإلمكانات وتابعة لوزارة العدل‪ ،‬وأغلب ما تقدمه إحصاءات صماء ال تقدم‬
‫معلومات كافية عن الظاهرة وال تمكن من استنتاج خالصات ذات قيمة‪ ،‬وكل هذه‬
‫اإلحصائيات هي مجرد حوصلة للكميات املحجوزة من طرف أجهزة األمن املختلفة‪،‬‬
‫االستيراتيجية تحتاج معلومات أكثر دقة حول عدد املتعاطين وعدد املدمنين وعدد‬
‫املروجين وخصائصهم االجتماعية النفسية‪ ،‬ونوع املواد املستهلكة والفئات املستهدفة‬
‫وتوزع االستهالك حسب متغيرات متعددة تكون على عالقة بتفسير الظاهرة‪ ،34‬كما نسجل‬
‫غياب دراسات جادة تحت إشراف الديوان‪ ،‬إضافة إلى هذا كان من املفترض أن تكون هذه‬
‫الهيئة مستقلة وتتمتع بسلطات كافية لتمكينها من التعاون مع قطاعات مختلفة‪ ،‬مثل‬
‫قطاع التربية واألسرة والشؤون الدينية والتعليم العالي‪ ،‬إن تبعية الهيئة لوزارة العدل حد‬
‫من إمكانية التحرك والتعاون وجعل الرؤية األمنية تطغى على مقاربتها‪ ،‬في الوقت الذي‬
‫تنادي فيه املؤسسات الدولية بإعطاء األولوية في مكافحة املخدرات للجانب الوقائي‬
‫بالدرجة األولى خاصة ما تعلق منه بالوقاية األولية‪ 35‬وحماية الطبقات والفئات االجتماعية‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 28 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫الهشة وتقديم الدعم لها وإطالق البرامج التوعوية الجادة والشاملة بالتعاون مع املجتمع‬
‫املدني الحقيقي والفاعل‪ ،‬ألن الجانب الوقائي أقل تكلفة وأكثر فعالية‪.36‬‬

‫إن االرتفاع املتزايد لعدد املتعاطين واملدمنين والكميات املحجوزة يبين أن استيراتيجية‬
‫املكافحة املتبعة تحتوي على ثغرات كبيرة بحاجة إلى التدارك واإلصالح خاصة ما تعلق منها‬
‫بالجانب الرقابي‪ ،‬وتبدأ هذه االستيراتيجية من وضع خطة مبنية على معطيات ميدانية‬
‫دقيقة‪ 37‬حول أنواع املخدرات املتداولة والفئات االجتماعية املستهدفة وخصائص شبكات‬
‫التهريب والوسائل املستعملة في الترويج‪ ،‬ثم تنتقل إلى وضع أهداف محددة زمنيا تقيم من‬
‫خاللها الخطة وتضبط وتعدل كل مرة على ضوء املستجدات والفئات املستهدفة‪ ،‬كما ينبغي‬
‫أن تراعي الخطة املقاربات النظرية املختلفة حول أسباب التعاطي في الفئات االجتماعية‬
‫املتباينة‪ ،‬ألن الفئات التي يدفعها الفراغ والترف إلى التعاطي‪ 38‬ال تنفع معها إجراءات الدعم‬
‫واملساندة االجتماعية‪ ،‬وفي كل هذا يجب أن تعطى األولوية للعمل امليداني وليس للشكليات‬
‫واألعمال املكتبة و جمع املعطيات حول السمات العامة للظاهرة‪.‬‬

‫يجب أن تركز الخطة على الوقاية وقاية غير املدمنين من الدخول إلى عالم التعاطي‪ ،39‬من‬
‫خالل برامج التوعية وتنبيه األولياء إلى ضرورة مراقبة األبناء خاصة الفئات املستهدفة‪،‬‬
‫مراقبة جماعة الرفاق التي يحتكون بها ومراقبة األوساط التي يترددون عليها ومراقبة البرامج‬
‫التي يتعرضون لتأثيرها مراقبة ذكية بعيدة عن الحصار أو االضطهاد‪ ،‬حيث تشير الدراسات‬
‫ومنها دراسة هانت ‪ Hunt‬إلى أن التنشئة القائمة على املودة والتوجيه الصارم والرقابة‬
‫الذكية تقلل من فرص انحراف األبناء خالفا للتنشئة املتسلطة والتنشئة املتسيبة اللتين‬
‫تزيدان في فرص التعاطي واالنحراف‪ ،40‬هذا مع ضرورة تنبيه األولياء إلى أهمية املساندة‬
‫االجتماعية في حالة تعرض األبناء إلى الفشل أو األزمة‪ ،‬وتزويدهم بالثقافة الصحيحة‬
‫للتعامل معهم عند اكتشاف حاالت االستهالك‪ ،‬وتنبيههم إلى التغيرات التي عرفها املجتمع‬
‫وإرشادهم إلى األساليب التربوية والتنشئوية السليمة‪ ،‬إن األسرة هي املفتاح األساس ي في‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 29 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫خطة الوقاية وهي الضامن األكبر لنجاحها‪ ،‬من املفيد أيضا عدم إغفال دو وسائل اإلعالم‬
‫املختلفة وشبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬حيث بينت العديد من الدراسات عالقتها بالظاهرة‬
‫سلبا وإيجابا‪ ،‬إضافة إلى دور املجتمع املدني والجماعات األهلية‪.‬‬

‫من العناصر األساسية في أي خطة ملكافحة املخدرات برامج املساندة االجتماعية‬


‫واالقتصادية للفئات الهشة واألكثر عرضة للظاهرة‪ ،‬وبرامج اإلدماج االجتماعي لهذه‬
‫الفئات ومكافحة االستبعاد االجتماعي والوصم‪ ،41‬خاصة ألطفال األسر املدمنة حيث أثبتت‬
‫الدراسات أن إدمان أحد األولياء يزيد من احتمال إدمان األبناء‪ ،‬ووصم املدمن واستبعاده‬
‫اجتماعيا يقلل من فرص إقالعه‪ ،‬يمكن أن نظيف أيضا برامج الترفيه وتلقين األبناء‬
‫العادات االيجابية مثل ممارسة الرياضة واملطالعة والنوم الكافي واملبكر‪ ،42‬إن رؤية شاملة‬
‫للظاهرة تستند إلى دراسات معمقة مع وجود إرادة حقيقية وجادة كفيل بالحد من الظاهرة‬
‫وتحجيمها إلى القدر الذي ال يهدد البناء والسلم االجتماعي‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫في األخير يمكن القول أن ظاهرة املخدرات في الجزائر عرفت تحوالت كبيرة في العقدين‬
‫األخيرين‪ ،‬مما يستدعي إعادة النظر في سياسة املكافحة املتبعة والتي لم تحقق تقدما كبيرا‬
‫للوصول إلى األهداف املنتظرة‪ ،‬لقد انتقل تعاطي املخدرات من فئات اجتماعية خاصة‬
‫داخل املدن إلى فضاءات أوسع‪ ،‬حتى وصلت إلى املدارس ووقفت أمامها العائالت عاجزة عن‬
‫حماية أبنائها‪ ،‬إن السياسة الناجعة تحتاج إلى الدقة والوضوح واملرونة والفعالية واإلرادة‬
‫الكافية‪ ،‬وتعطي األولوية للوقاية بالدرجة األولى ثم للعالج في املرتبة الثانية ثم الردع في‬
‫املرتبة الثالثة في إطار احترام حقوق اإلنسان‪ ،‬وكل ذلك ينطلق من معطيات دقيقة حول‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 30 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫سمات الظاهر وخصائصها والفئات املستهدفة وخصائص الشبكات التي تروجها‪ ،‬إضافة‬
‫إلى الدراسات الجادة والعملية التي تفسر أسباب التعاطي أو تقدم الحلول املمكنة‪.‬‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 31 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫سالم خالد عابد املعايطة‪ .‬دور العالقات العامة في الحد من انتشار املخدرات‪ .‬رسالة‬ ‫‪.1‬‬
‫ماجستير في اإلعالم‪ .‬جامعة الشرق األوسط ‪ .2011 .‬ص ‪.47‬‬
‫مصطفى سويف‪ .‬املخدرات واملجتمع‪ .‬املجلس الوطني للثقافة‪ .‬الكويت ‪ . 1996.‬ص‪.33‬‬ ‫‪.2‬‬
‫عبد اإلله بن شرقي‪ .‬ظاهرة تعاطي املخدرات في ظل التغير االجتماعي والثقافي في املجتمع‬ ‫‪.3‬‬
‫الجزائري‪ .‬رسالة ماجستير في األنثروبولوجيا‪ .‬جامعة تلمسان ‪.2010‬ص‪.03 .‬‬
‫مصطفى سويف‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.35‬‬ ‫‪.4‬‬
‫املرجع نفسه‪.‬ص‪.38.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫سالم خالد عابد املعايطة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪،‬ص‪.52،53.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.49 .‬‬ ‫‪.7‬‬
‫مصطفى سويف‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.30 .‬‬ ‫‪.8‬‬
‫املرجع نفسه ص‪.31 .‬‬ ‫‪.9‬‬
‫سالم خالد عابد املعايطة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.49 .‬‬ ‫‪.10‬‬
‫براهمة نصيرة‪" .‬إدمان املخدرات في املجتمع الجزائري"‪ .‬مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬ ‫‪.11‬‬
‫‪ .‬العدد األول سبتمبر ‪ .2013‬ص‪،‬ص‪.17،18 .‬‬
‫يوهان كارل بيرنت‪ .‬األمير عبد القادر‪ .‬ترجمة أبو العيد دودو‪.‬دار هومة ‪.‬الجزائر ‪.2005.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫براهمة‪ ،‬نصيرة‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.18 .‬‬ ‫‪.13‬‬
‫عيس ى القاسمي‪.‬التعاون الدولي القانوني في مجال مكافحة املخدرات‪ .‬مداخلة مقدمة في‬ ‫‪.14‬‬
‫الندوة العلمية حول التعاون الدولي في مجال مكافحة املخدرات ‪.‬الجزائر‪.2005.‬ص‪.06.‬‬
‫الدورة الخامسة ملؤتمر االتحاد اإلفريقي للوزراء املسؤولين عن مكافحة املخدرات‪ .‬أديس أبابا‬ ‫‪.15‬‬
‫إثيوبيا‪ .‬تقرير الخبراء‪.2012 .‬ص‪.03.‬‬
‫عيس ى القاسمي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.05 .‬‬ ‫‪.16‬‬
‫منظمة الصحة العاملية‪ .‬تقرير األمانة العامة ‪ 15 .‬كانون الثاني‪ /‬يناير ‪.2016‬‬ ‫‪.17‬‬
‫منظمة مجموعة العمل املالي ملنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ .‬تقرير التطبيقات عن‬ ‫‪.18‬‬
‫االتجار غير املشروع باملخدرات واملؤثرات العقلية وغسل األموال‪.2011 .‬ص‪.04 ،‬‬
‫براهمة‪ ،‬نصيرة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.18 ،‬‬ ‫‪.19‬‬
‫تقرير الديوان الوطني ملكافحة املخدرات وإدمانها لسنة ‪2016.‬‬ ‫‪.20‬‬
‫جريدة الخبر اليومي عدد ‪.2016/05/18‬‬ ‫‪.21‬‬
‫جريدة الشروق اليومي العدد ‪.2013/11/20‬‬ ‫‪.22‬‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 32 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫تصريح ملدير املركز الوطني للدراسات والتحليل الخاص بالسكان والتنمية لإلذاعة الوطنية‬ ‫‪.23‬‬
‫بتاريخ ‪.2016-10-11‬‬
‫جريدة الخبر اليومي عدد ‪.2016/02/23‬‬ ‫‪.24‬‬
‫جريدة الفجر عدد ‪.2017/06/11‬‬ ‫‪.25‬‬
‫منظمة مجموعة العمل املالي ملنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪.26‬‬
‫صحبي محمد أمين‪" .‬جرائم املخدرات في الجزائر وفق قانون ‪ ."18/04‬مجلة الندوة للدراسات‬ ‫‪.27‬‬
‫القانونية‪ .‬العدد ‪ .2013 .01‬ص‪.145 .‬‬
‫مجاهدي إبراهيم‪ " .‬آليات القانون الدولي والوطني للوقاية والعالج من جرائم املخدرات "‪.‬‬ ‫‪.28‬‬
‫األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ .‬العدد ‪.2011 - 5‬ص‪ ،‬ص‪.92،93.‬‬
‫القانون رقم ‪ 18-04‬املؤرخ في ‪ 13‬ذي القعدة عام ‪ 1425‬املوافق لـ ‪ 25‬ديسمبر سنة ‪2004‬‬ ‫‪.29‬‬
‫املتعلق بالوقاية من املخدرات واملؤثرات العقلية وقمع االستعمال واالتجار غير املشروعين بها‪،‬‬
‫الصادر في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ ،83‬املؤرخ‬
‫في‪.2004/12/26‬‬
‫مجاهدي إبراهيم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪،‬ص‪.93،94 .‬‬ ‫‪.30‬‬
‫قاس ي س ي يوسف‪" .‬مكافحة جرائم املخدرات في القانون الدولي واملحلي والتشريع‬ ‫‪.31‬‬
‫اإلسالمي"‪.‬مجلة معارف‪ .‬العدد ‪ .10‬جوان ‪ .2011‬ص‪.80 .‬‬
‫جريدة الرائد‪ .‬عدد‪.2013/06/26 .‬‬ ‫‪.32‬‬
‫املرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪.33‬‬
‫الدورة الخامسة ملؤتمر االتحاد اإلفريقي للوزراء املسؤولين عن مكافحة املخدرات‪ .‬أديس أبابا‬ ‫‪.34‬‬
‫إثيوبيا‪ .‬تقرير الخبراء‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.07 .‬‬
‫عبد اإلله بن عبد هللا املشرف‪ ،‬رياض بن علي الجوادي‪ .‬املخدرات واملؤثرات العقلية‪ .‬جامعة‬ ‫‪.35‬‬
‫نايف العربية للعلوم األمنية‪ .‬الرياض‪.2011 .‬ص‪.112.‬‬
‫منظمة الصحة العاملية‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪.36‬‬
‫املرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪.37‬‬
‫عبد اإلله بن عبد هللا املشرف‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.100‬‬ ‫‪.38‬‬
‫منظمة الصحة العاملية‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪.39‬‬
‫عبد اإلله بن عبد هللا املشرف‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.98 .‬‬ ‫‪.40‬‬
‫عبد اإلله بن عبد هللا املشرف‪ .‬مرجع سابق‪.74.‬‬ ‫‪.41‬‬
‫املرجع نفسه‪.‬ص‪.109.‬‬ ‫‪.42‬‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 33 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬

‫سالم خالد عابد املعايطة‪ .‬دور العالقات العامة في الحد من انتشاراملخدرات‪ .‬رسالة ماجستير‬ ‫‪.1‬‬
‫في اإلعالم‪ .‬جامعة الشرق األوسط ‪.2011 .‬‬
‫عبد اإلله بن شرقي‪ .‬ظاهرة تعاطي املخدرات في ظل التغير االجتماعي والثقافي في املجتمع‬ ‫‪.2‬‬
‫الجزائري‪ .‬رسالة ماجستير في األنثروبولوجيا‪ .‬جامعة تلمسان ‪.2010‬‬
‫عبد اإلله بن عبد هللا املشرف‪ ،‬رياض بن علي الجوادي‪ .‬املخدرات واملؤثرات العقلية‪ .‬جامعة‬ ‫‪.3‬‬
‫نايف العربية للعلوم األمنية‪ .‬الرياض‪.2011 .‬‬
‫مصطفى سويف‪ .‬املخدرات واملجتمع‪ .‬املجلس الوطني للثقافة‪ .‬الكويت ‪. 1996.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫يوهان كارل بيرنت‪ .‬األمير عبد القادر‪ .‬ترجمة أبو العيد دودو‪ .‬دار هومة ‪.‬الجزائر ‪.2005.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫قاس ي س ي يوسف‪" .‬مكافحة جرائم املخدرات في القانون الدولي واملحلي والتشريع‬ ‫‪.6‬‬
‫اإلسالمي"‪.‬مجلة معارف‪ .‬العدد العاشر جوان ‪.2011‬‬
‫لحسن بوعبد هللا‪ ،‬بوطالبي بن جدو‪" .‬ممارسات النشاط البدني الترويحي والوقاية من‬ ‫‪.7‬‬
‫املخدرات"‪ .‬مجلة علوم وتقنيات النشاط البدني الرياض ي‪ .‬العدد السابع جانفي ‪. 2014‬‬
‫مجاهدي إبراهيم‪ " .‬آليات القانون الدولي والوطني للوقاية والعالج من جرائم املخدرات "‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ .‬العدد ‪.2011- 5‬‬
‫براهمة نصيرة‪" .‬إدمان املخدرات في املجتمع الجزائري"‪ .‬مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ .‬العدد األول سبتمبر ‪.2013‬ص‪،-.‬ص‪.17،18 .‬‬
‫صحبي محمد أمين‪" .‬جرائم املخدرات في الجزائر وفق قانون ‪ ."18/04‬مجلة الندوة للدراسات‬ ‫‪.10‬‬
‫القانونية‪ .‬العدد ‪.2013 - 01‬‬
‫عيس ى القاسمي‪ .‬التعاون الدولي القانوني في مجال مكافحة املخدرات‪ .‬مداخلة مقدمة في الندوة‬ ‫‪.11‬‬
‫العلمية حول التعاون الدولي في مجال مكافحة املخدرات ‪.‬الجزائر‪.2005.‬‬
‫الدورة الخامسة ملؤتمر االتحاد اإلفريقي للوزراء املسؤولين عن مكافحة املخدرات‪ .‬أديس أبابا‬ ‫‪.12‬‬
‫إثيوبيا‪ .‬تقرير الخبراء‪.2012 .‬‬
‫منظمة الصحة العاملية‪ .‬تقرير األمانة ‪ 15 .‬كانون الثاني‪ /‬يناير ‪. 2016‬‬ ‫‪.13‬‬
‫منظمة مجموعة العمل املالي ملنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ .‬تقرير التطبيقات عن‬ ‫‪.14‬‬
‫االتجار غير املشروع باملخدرات واملؤثرات العقلية وغسل األموال‪.2011 .‬‬
‫تقرير الديوان الوطني ملكافحة املخدرات وإدمانها حصيلة األشهر األربع األولى لسنتي ‪-2016‬‬ ‫‪.15‬‬
‫‪.2017‬‬
‫تقرير الديوان الوطني ملكافحة املخدرات وإدمانها لسنة ‪.2016‬‬ ‫‪.16‬‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 34 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬
‫د‪ .‬مسعود قريمس‬ ‫املخدرات في الجزائر وإجراءات الوقاية‬

‫تصريح ملدير املركز الوطني للدراسات والتحليل الخاص بالسكان والتنمية لإلذاعة الوطنية‬ ‫‪.17‬‬
‫بتاريخ ‪.2016/10/11‬‬
‫جريدة الفجر عدد ‪.2017/06/11‬‬ ‫‪.18‬‬
‫جريدة الخبر اليومي عدد ‪.2016/05/18‬‬ ‫‪.19‬‬
‫جريدة الخبر اليومي عدد ‪.2016/02/23‬‬ ‫‪.20‬‬
‫جريدة الشروق اليومي عدد ‪.2013/12/20‬‬ ‫‪.21‬‬
‫جريدة الرائد‪ .‬عدد ‪.2013/06/26‬‬ ‫‪.22‬‬
‫القانون رقم ‪ 18-04‬املؤرخ في ‪ 13‬ذي القعدة عام ‪ 1425‬املوافق لـ ‪ 25‬ديسمبر سنة ‪ 2004‬املتعلق‬ ‫‪.23‬‬
‫بالوقاية من املخدرات واملؤثرات العقلية وقمع االستعمال واالتجار غير املشروعين بها‪ ،‬الصادر‬
‫في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ ،83‬املؤرخ‬
‫في‪.2004/12/26‬‬

‫‪Journal of Social Sciences and Humanities vol 07‬‬ ‫‪- 35 -‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية مجلد ‪ 7‬عدد ‪ 14‬سنة ‪2018‬‬
‫‪Iss14‬‬

You might also like