You are on page 1of 12

‫‪75‬‬

‫أراضي اجلموع بني البقاء والزوال‬

‫الدكتور حممد خريي‬


‫حمامي هبيئة الدار البيضاء‬ ‫ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﻝ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻤﻐﺮﺏالعايل سابقا‬
‫أستاذ ‪-‬التعليم‬
‫ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ‪ -‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﺧﻴﺮﻱ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ابلدار البيضاء‬ ‫ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ‪1‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫تعرف البنية العقارية يف العامل القروي أشكاال وتنظيمات خمتلفة‪ ،‬ولكل تنظيم خصوصياته‪ ،‬سواء من حيث طريقة‬
‫‪2009‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫التسيري‪ ،‬وكذا من حيث األسس اليت يستمد منها قواعده وأحكامه‪.‬‬ ‫االستغالل واالنتفاع‪ ،‬أو من حيث‬
‫ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪57 - 67‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫تنتمي إىل العامل القروي‪ ،‬ويتعني ابلتايل النظر إليها ال من اجلانب التنظيمي فقط‪ ،‬بل‬ ‫وتتالقى هذه األنظمة يف كوهنا‬
‫‪592268‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬

‫االقتصادي كذلك‪.‬‬
‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫و ﺑﺤﻮﺙ‬ ‫اجلانب التنموي‬ ‫حىت من‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬ ‫ﻧﻮﻉ‬
‫‪ACI, IslamicInfo‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻤﻐﺮﺏإىل امللكية اخلاصة واليت تتسم‬


‫ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ‪ ،،‬إضافة‬
‫اضي األحباس‬‫ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ‪ ،،‬أر‬
‫ﻣﻠﻜﻴﺔ‬ ‫اضي اجليش‬‫اجلموع‪ ،‬أر‬
‫ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﺃﺭﺍﺿﻲاضي‬
‫ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ‪،‬‬ ‫فمن بني هذه األنظمة توجد أر‬
‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/592268‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫بطابع فردي أحياان‪ ،‬أو بطابع مجاعي يف شكل شيوع أحياان أخرى‪.‬‬

‫وحتتل األراضي اجلماعية أمهية خاصة يف النسيج العقاري املغريب نظرا العتبارات عديدة منها‪:‬‬

‫‪ ‬من حيث شساعة مساحاهتا (‪ 21‬مليون هكتار)؛‬

‫‪ ‬من حيث تنوع طبيعتها حيث تتوزع إىل أراضي فالحية‪ ،‬إما سقوية أو بورية‪ ،‬وإىل أراضي رعوية‪ ،‬وأخرى غابوية‪ .‬بل‬
‫ومن هذه األراضي ما يتوفر على مناجم سطحية تستخرج منها بعض املعادن مثل‪ :‬الرخام‪ ،‬امللح‪ ،‬الغاسول‪ ،‬الرمال‬
‫واألحجار مبختلف أنواعها؛‬

‫‪ ‬من حيث عدد سكاهنا (‪ 9‬ماليني نسمة) مع تنوع أعرافهم وتقاليدهم‪ ،‬حيث تنتشر أراضي اجلموع مبجموع مناطق‬
‫املغرب ابلسهول واجلبال‪.‬‬

‫وتعرف هذه األراضي نوعا من اجلمود يف مردوديتها االقتصادية والتنموية‪ ،‬ومرد ذلك ال حمالة راجع لعدم مسايرة‬
‫النصوص القانونية للتطور احلاصل يف البنية االجتماعية لسكان أراضي اجلموع الشيء الذي أدى إىل بروز مشاكل‬
‫© ‪ 2016‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ونزاعات متعددة اجلوانب‪ ،‬وإىل تراكم ملفات هذه املشاكل لدى اجلهة الوصية‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫‪75‬‬

‫أراضي اجلموع بني البقاء والزوال‬

‫الدكتور حممد خريي‬


‫حمامي هبيئة الدار البيضاء‬
‫أستاذ التعليم العايل سابقا‬
‫بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ابلدار البيضاء‬

‫تعرف البنية العقارية يف العامل القروي أشكاال وتنظيمات خمتلفة‪ ،‬ولكل تنظيم خصوصياته‪ ،‬سواء من حيث طريقة‬
‫االستغالل واالنتفاع‪ ،‬أو من حيث التسيري‪ ،‬وكذا من حيث األسس اليت يستمد منها قواعده وأحكامه‪.‬‬

‫وتتالقى هذه األنظمة يف كوهنا تنتمي إىل العامل القروي‪ ،‬ويتعني ابلتايل النظر إليها ال من اجلانب التنظيمي فقط‪ ،‬بل‬
‫حىت من اجلانب التنموي واالقتصادي كذلك‪.‬‬

‫فمن بني هذه األنظمة توجد أراضي اجلموع‪ ،‬أراضي اجليش‪ ،‬أراضي األحباس‪ ،‬إضافة إىل امللكية اخلاصة واليت تتسم‬
‫بطابع فردي أحياان‪ ،‬أو بطابع مجاعي يف شكل شيوع أحياان أخرى‪.‬‬

‫وحتتل األراضي اجلماعية أمهية خاصة يف النسيج العقاري املغريب نظرا العتبارات عديدة منها‪:‬‬

‫‪ ‬من حيث شساعة مساحاهتا (‪ 21‬مليون هكتار)؛‬

‫‪ ‬من حيث تنوع طبيعتها حيث تتوزع إىل أراضي فالحية‪ ،‬إما سقوية أو بورية‪ ،‬وإىل أراضي رعوية‪ ،‬وأخرى غابوية‪ .‬بل‬
‫ومن هذه األراضي ما يتوفر على مناجم سطحية تستخرج منها بعض املعادن مثل‪ :‬الرخام‪ ،‬امللح‪ ،‬الغاسول‪ ،‬الرمال‬
‫واألحجار مبختلف أنواعها؛‬

‫‪ ‬من حيث عدد سكاهنا (‪ 9‬ماليني نسمة) مع تنوع أعرافهم وتقاليدهم‪ ،‬حيث تنتشر أراضي اجلموع مبجموع مناطق‬
‫املغرب ابلسهول واجلبال‪.‬‬

‫وتعرف هذه األراضي نوعا من اجلمود يف مردوديتها االقتصادية والتنموية‪ ،‬ومرد ذلك ال حمالة راجع لعدم مسايرة‬
‫النصوص القانونية للتطور احلاصل يف البنية االجتماعية لسكان أراضي اجلموع الشيء الذي أدى إىل بروز مشاكل‬
‫ونزاعات متعددة اجلوانب‪ ،‬وإىل تراكم ملفات هذه املشاكل لدى اجلهة الوصية‪.‬‬
‫أراضي اجلماعات الساللية ابملغرب‪ :‬اإلطار التشريعي والتطبيقات القضائية‬ ‫‪75‬‬

‫وتدرك سلطة الوصاية بدون شك متام اإلدراك وضعية هذه ا ألراضي اجلموع‪ ،‬وتدرك كذلك أن التنظيم احلايل‬
‫أصبح ال يتالءم مع الوضعية احلالية‪.‬‬

‫وقد سبق لوزارة الداخلية بصفتها سلطة الوصاية على أراضي اجلموع أن نظمت ندوة وطنية بتاريخ ‪ 4‬و‪ 5‬دجنرب‬
‫‪ 2995‬انعقدت ابلرابط‪ ،‬مكنت املشاركني فيها من إبداء وجهات نظرهم‪ ،‬وبسط مجيع املشاكل اليت تواجه ذوي‬
‫احلقوق‪ ،‬وكانت مناسبة كذلك تقدم فيها املشاركون‪ ،‬ابقرتاحات وحلول لتلك املشاكل‪ .‬وأفرزت تلك الندوة توصيات‬
‫ميكن أن تكون كأرضية للتفكري يف وضع إطار قانوين جديد ألراضي اجلموع‪ ،‬وللتفكري كذلك يف شكل الوصاية اليت‬
‫ينبغي أن ختضع هلا‪ ،‬وهل ينبغي أن تبقى وصاية تنموية واجتماعية؟ وهل ابإلمكان أن تتعزز هذه الوصاية جبهات أخرى‬
‫تعترب مؤهلة من الناحية التنموية كوزارة الفالحة مثال؟‬

‫الفقرة األوىل‪:‬‬

‫املنظومة القانونية ألراضي اجلموع‬

‫تتميز العقارات ابملغرب بتنوع وتعدد أنظمتها فهناك اإلطار العام الذي مييز بني العقارات احملفظة اخلاضعة لظهري ‪9‬‬
‫رمضان ‪ 21( 2112‬غشت ‪ ،)2921‬والعقارات غري احملفظة اخلاضعة لقواعد ومبادئ الشريعة اإلسالمية وملقتضيات‬
‫قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫وهناك اإلطار اخلاص الذي حيدد األنظمة اخلاصة لبعض أنواع العقارات وهي متعددة نذكر من بينها األمالك العامة‬
‫اخلاضعة لظهري ‪ 2‬يوليوز ‪ ،2924‬األمالك اخلاصة ابلدولة اخلاضعة لظهري ‪ 1‬يناير ‪ ،2921‬األمالك الغابوية اخلاضعة‬
‫لظهري ‪ 21‬أكتوبر ‪ ،2921‬أراضي األوقاف اخلاضعة لظهري ‪ 21‬يناير ‪ ،2921‬األراضي اجلماعية اخلاضعة لظهري ‪11‬‬
‫أبريل ‪ ،2929‬وملكية الشقق والطبقات اخلاضعة لظهري ‪ 21‬نونرب ‪ 2941‬امللغى والذي حل حمله القانون رقم ‪21.11‬‬
‫(ظهري ‪ 1‬أكتوبر ‪.)1111‬‬

‫مث هناك أراضي الكيش وليس هلا ‪-‬حسب علمنا‪-‬قانون ينظم ويضبط وضعيتها على الرغم من أهنا تعترب يف األصل‬
‫من األمالك اخلاصة ابلدولة‪ ،‬دون نسيان األمالك اخلاصة ابألفراد وختضع يف تنظيمها لعدة مقتضيات حسبما إذا كانت‬
‫حمفظة أو غري حمفظة كما أهنا قد تتخذ شكل ملكيات فردية أو ملكيات مجاعية ويف هذه احلالة األخرية فإهنا ختضع‬
‫ألحكام الشيوع وأحكام الشفعة‪.‬‬
‫أراضي اجلماعات الساللية ابملغرب‪ :‬اإلطار التشريعي والتطبيقات القضائية‬ ‫‪75‬‬

‫ومن خالل هذه التعداد يالحظ أبن أراضي اجلموع تتمتع بوضعية قانونية خاصة سواء يف تنظيمها أو تدبري شؤوهنا‬
‫حسب ما هو مضمن بظهري ‪ 11‬أبريل ‪ 2929‬كما وقع تعديله وتتميمه‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪:‬‬

‫مفهوم أراضي اجلموع‬

‫أوال‪ :‬تعريف‪:‬‬

‫هي أراضي ترجع ملكيتها إىل مجاعات ساللية يف شكل قبائل أو دواوير أو عشائر‪ ،‬قد تربط بينهم روابط عائلية أو‬
‫روابط عرقية واجتماعية ودينية وحقوق األفراد فيها غري متميزة عن حقوق اجلماعة‪ ،‬حبيث أن استغالهلا يتم مبدئيا بكيفية‬
‫مجاعية كما ميكن ألفراد القبيلة أن يتفقوا فيما بينهم على إجراء قسمة استغاللية أي انتفاع‪.‬‬

‫ومن املعلوم أن هذه األراضي تسريها مجاعات منتخبة من أعيان القبيلة بواسطة جمالس نيابية حتت الوصاية املباشرة‬
‫لوزارة الداخلية عن طريق جملس الوصاية‪ .‬غري أن هذه الوصاية تتميز بدور أمين وإداري أكثر منه اقتصادي‪ ،‬الشيء‬
‫الذي يقلص من املردود االقتصادي هلذه األراضي رغم مساحتها الشاسعة‪.‬‬

‫وقد عرفت هذه األراضي الفالحية اجلماعية توزيعا مومسيا بني ذوي احلقوق الذكور دون اإلانث‪ .‬أما أراضي الرعي‬
‫فإهنا ال ختضع مبدئيا ألي توزيع حيث أن استغالهلا يتم مجاعيا بني أفراد القبيلة‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬متييز األراضي الساللية عن غريها‪:‬‬

‫تتميز األراضي الساللية بسمات خاصة ختتلف عن وضعية بعض األراضي اجلماعية اليت تشبهها‪ .‬وتالفيا للخلط‬
‫بني هذه األنواع وأراضي اجلموع واليت تسمى كذلك ابألراضي الساللية نستعرض بعض األنواع املشاةهة هلا وهي‪:‬‬

‫أراضي الكيش‬ ‫‪-1‬‬

‫وهي أراضي تعترب أصال ملكا من األمالك اخلاصة ابلدولة وضعت رهن إشارة أشخاص يف شكل مجاعات من‬
‫املتطوعني يف غياب جيش نظامي دون أن تكون بينهم روابط عرقية حلماية بعض املناطق ينتفعون ةها يف الرعي واحلرث‬
‫والتدريب مقابل خدماهتم العسكرية التطوعية‪ ،‬وال تقبل أي تفويت أو جتزئة‪ ،‬وهي ختضع لقواعد االنتفاع‪ .‬ومن املعروف‬
‫أراضي اجلماعات الساللية ابملغرب‪ :‬اإلطار التشريعي والتطبيقات القضائية‬ ‫‪06‬‬

‫أن االنتفاع ينتهي حتما بوفاة املنتفع ونظرا النعدام ضوابط لتنظيم هذه األراضي فقد ظل األفراد ينتفعون ةهذه األراضي‬
‫ملدة طويلة حىت ساد االعتقاد أبن املنتفعني ةها أصبحوا مالكني هلا وفقا ملقتضيات احليازة الطويلة األمد‪.‬‬

‫أما األراضي الساللية فتعترب أصال ملكا للجماعة يف شكل قبائل أو عشائر ينتفعون ةها بكيفية مجاعية أو ابلتناوب‬
‫أو عن طريق قسمة انتفاع‪ ،‬ودور سلطة الوصاية على هذه األراضي يكمن يف تنظيم االنتفاع ةهذه األراضي واحلفاظ عليها‬
‫وفض النزاعات اليت حتدث بشأهنا‪.‬‬

‫وليس من اختصاص جملس الوصاية على أراضي اجلموع النظر يف النزعات املتعلقة أبراضي اجليش‪ ،‬وقد سبق‬
‫للمجلس األعلى أن أوضح موقفه يف هذا الشأن يف إحدى قرارا ته اليت جاء فيها (‪:)26‬‬

‫"ليست أراضي الكيش من أمالك اجلماعات فال خيتص جملس الوصاية ابختاذ أي قرار بشأن استغالهلا وكل ما له‬
‫هو الدفاع عن مصاحل اجلماعات املتعلقة ةها‪ .‬هلذا فإن تصدى جملس الوصاية للبت يف النزاع بني شخصني حول استغالل‬
‫هذه األراضي يعترب خروجا عن دائرة اختصاصه مبا يستوجب إلغاء املقرر املطعون فيه‪" .‬‬

‫قرار عدد ‪ 211‬بتاريخ ‪ 14‬ماي ‪ ،2919‬ملف إداري عدد ‪ 452921‬الغرفة اإلدارية ابجمللس األعلى‪.‬‬

‫أراضي األوقاف‬ ‫‪-2‬‬

‫وهي إما أراضي موقوفة لفائدة جهة خريية أو دينية معينة وهي ما تسمى ابألوقاف العامة وإما أراضي موقوفة لفائدة‬
‫املعقب عليهم وهو ما يسمى ابألوقاف اخلاصة أو املعقبة‪.‬‬

‫وتعترب وقفا على عامة املسلمني مجيع األبنية اليت تقام فيها شعائر الدين اإلسالمي من مساجد وزوااي وأضرحة‬
‫ومضافاهتا‪.‬‬

‫والوصاية على أراضي األوقاف ترجع إىل وزارة األوقاف اليت تعمل على حسن استغالهلا ملا فيه مصلحة مجيع‬
‫املسلمني واحلرص على احرتام إرادة احملبسني‪.‬‬

‫(‪ )26‬قرار عدد ‪ 136‬صادر بتاريخ ‪ 4‬ماي ‪ 1979‬يف امللف اإلداري عدد‪451913.‬‬
‫أراضي اجلماعات الساللية ابملغرب‪ :‬اإلطار التشريعي والتطبيقات القضائية‬ ‫‪01‬‬

‫وقد تثار بعض النزاعات بني ذوي احلقوق يف األراضي اجلماعية واملستفيدين من أراضي حبسيه مما يستوجب‬
‫الفصل يف هذا النزاع عن طريق احملكمة بعد التأكد من طبيعة العقار هل هو أرض مجاعية أم حبسيه استنادا إىل سندات‬
‫وحجج كل طرف‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪:‬‬

‫أهمية األراضي اجلماعية‬

‫حتتل األراضي اجلماعية أمهية اجتماعية واقتصادية كربى تتجلى يف اجلوانب التالية‪:‬‬

‫فمن حيث السكان يعيش على األراضي اجلماعية ما يناهز تسعة ماليني نسمة حسب التقديرات احلالية منضوين‬
‫حتت مليونني ونصف من العائالت‪.‬‬

‫أما من حيث املساحة فتقدر املساحة اإلمجالية لألراضي اجلماعية ابثنا عشر مليون هكتار بعضها صاحل لالستغالل‬
‫الفالحي والبعض اآلخر للرعي أو االستثمار الغابوي‪.‬‬

‫ومن املؤكد أن األراضي اجلماعية كانت ذات مساحة أكرب بكثري من املساحة احلالية‪ ،‬بل ميكن القول أبهنا كانت‬
‫هي األساس‪ ،‬وأراضي اخلواص هي االستثناء‪.‬‬

‫فقبل احلماية كانت األراضي اجلماعية سواء منها اخلاصة ابلرعي أو املعدة للزراعة‪ ،‬تستغل على وجه الشياع ويشكل‬
‫مجاعي وفقا لألعراف السائدة بني القبائل واستنادا إىل التضامن والتكافل الذي كان يسود أفراد اجلماعة‪ ،‬ومل يكن هذا‬
‫التعاون منحصرا يف امليدان الفالحي‪ ،‬بل كان يشمل كل امليادين االجتماعية‪.‬‬

‫وخالل فرتة احلماية ابدرت سلطاته إىل التدخل بواسطة قوانني متالحقة أوهلا قانون ‪ 11‬أبريل ‪ 2929‬بفرض‬
‫الوصاية اإلدارية على اجلماعات الساللية وعلى األراضي اجلماعية ةهدف تفكيك التضامن الذي كان سائدا بني أفراد‬
‫اجلماعات‪.‬‬

‫وقد ادعت سلطات احلماية آنذاك أبن أراضي اجلماعات أصبحت عرضة لالستيالء والتفويت والتجزئة‪ ،‬ولذلك‬
‫أصدرت عدة نصوص تنظم الوصاية على هذه األراضي ومتنع تفويتها واحلجز عليها واكتساةها ابلتقادم‪.‬‬
‫أراضي اجلماعات الساللية ابملغرب‪ :‬اإلطار التشريعي والتطبيقات القضائية‬ ‫‪02‬‬

‫وقد مت االستيالء خالل فرتة احلماية على كثري من هذه األراضي بطرق خمتلفة من طرف املعمرين األجانب‪ ،‬وحىت‬
‫من طرف بعض ذوي النفوذ املغاربة‪.‬‬

‫كما أن عددا كبريا من الفالحني حاولوا متلك األراضي اليت بني أيديهم استنادا إىل احليازة املكسبة‪ .‬فأقاموا‬
‫ملكيات تفيد توفر شروط احليازة واستمرارها بواسطة عدول جيهلون أو يتجاهلون طبيعة هذه األراضي‪ ،‬بل ومنهم من‬
‫طالب بتحفيظها ومن الفقهاء من أفىت بتملكها استنادا إىل أن من أحيا أرضا ميتة فهي له‪.‬‬

‫وقد دفعت هذه احملاوالت ابملشرع إىل حتديد األراضي اجلماعية لوضع حد ملثل هذه التصرفات كما صدرت بعد‬
‫االستقالل عدة ظهائر كان القصد منها رد االعتبار للشخصية املعنوية للجماعات ولألراضي اجلماعية وذلك إبلغاء عدد‬
‫من التفويتات اليت متت بشأن األراضي اجلماعية‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪:‬‬

‫املصادر القانونية املنظمة ألراضي اجلموع‬

‫ال يتسع اجملال لتحليل وشرح املقتضيات القانونية املنظمة ألراضي اجلموع نظرا لتنوعها وكثرهتا وسنكتفي جبرد هلذه‬
‫القوانني اتركني ملن يهمهم أمر البحث يف هذا املوضوع الرجوع إىل مضمون هذه القوانني لالسرتشاد ةها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ظهري ‪ 11‬رجب ‪ 11( 2111‬أبريل ‪ )2929‬املتعلق ابلوصاية اإلدارية للجماعات الساللية واملنظم لتسيري‬
‫وكيفية تفويت األراضي اجلماعية؛‬

‫اثنيا‪ :‬ظهري ‪ 11‬دجنرب ‪ 2911‬املتعلق مبراقبة واستعمال أو إعادة استعمال األموال املتأتية من نزع ملكية األراضي‬
‫اجلماعية أو تفويت االنتفاع الدائم ةهذه األراضي؛‬

‫اثلثا‪ :‬ظهري ‪ 21‬فربا ير ‪ 2914‬املنظم ملسطرة حتديد األراضي اجلماعية؛‬

‫رابعا‪ :‬ظهري ‪ 21‬دجنرب ‪ 2942‬املتعلق ابلكراء الطويل األمد لألراضي اجلماعية وتفويت حقوق االنتفاع الدائم‬
‫هلذه األراضي؛‬

‫خامسا‪ :‬القرار الوزيري الصادر يف ‪ 21‬دجنرب ‪ 2942‬احملدد لشكليات وشروط املزايدة قصد الكراء الطويل األمد‬
‫لألراضي اجلماعية؛‬
‫أراضي اجلماعات الساللية ابملغرب‪ :‬اإلطار التشريعي والتطبيقات القضائية‬ ‫‪06‬‬

‫سادسا‪ :‬ظهري ‪ 24‬غشت ‪ 2945‬املتعلق بتدبري األراضي اجلماعية اليت كانت موضوع قسمة انتفاع دائمة؛‬

‫سابعا‪ :‬ظهري ‪ 29‬مارس ‪ 2952‬املتمم لظهري ‪ 11‬أبريل ‪ 2929‬املنظم لشروط تدبري شؤون األمالك املشرتكة بني‬
‫اجلماعات وتفويتها؛‬

‫اثمنا‪ :‬ظهري ‪ 9‬ماي ‪ 2959‬الذي ألغى مجيع تفويتات االنتفاع الدائم اليت متت وفقا لظهري ‪ 21‬دجنرب ‪2942‬‬
‫وكذا مجيع عقود الكراء الطويل األمد‪ ،‬لتحول إىل أحد احللني التاليني‪:‬‬

‫فسخ عقود الكرا ء الطويل األمد وإعادة العقار إىل اجلماعة؛‬ ‫‪-2‬‬

‫وتعويض الكراء الطويل األمد لعقد كرا ء قصري األمد‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫اتسعا‪ :‬ظهري ‪ 11‬يونيو ‪ 2911‬الذي ألغى وفسخ بقوة القانون كل التفويتات اليت متت بشأن األراضي اجلماعية‬
‫عمال ابلظهري املؤرخ يف ‪ 29‬مارس ‪ 2952‬إال أن هذا الظهري مل يطبق بصفة عملية على مجيع التفويتات؛‬

‫عاشرا‪ :‬ظهري ‪ 1‬فرباير ‪ 2911‬الذي أدخل بعض التعديالت على ظهري ‪ 11‬أبريل ‪ 2929‬ومن بني التعديالت‬
‫اليت وردت يف هذا الظهري املذكور ما يلي‪:‬‬

‫أتكيد والية الدولة على اجلماعات الساللية؛‬ ‫‪-2‬‬

‫الوصاية على اجلماعات منوطة إىل وزير الداخلية؛‬ ‫‪-1‬‬

‫عدم قابلية األراضي اجلماعية للحجز أو التقادم أو التفويت؛‬ ‫‪-1‬‬

‫رفع الدعاوى العقارية أو طلب التحفيظ أو رفع التعرض بشأن األراضي اجلماعية متوقف على ترخيص من‬ ‫‪-4‬‬
‫سلطة الوصاية‪.‬‬

‫ويضاف إىل هذه الظهائر عدد هائل من الدورايت واملناشري الصادرة عن سلطة الوصاية هتدف يف جمملها احملافظة‬
‫على املمتلكات اجلماعية‪.‬‬

‫ومن خالل هذا اجلرد السريع للظهائر والقرارات الوزارية املنظمة ألراضي اجلموع‪ ،‬يالحظ مدى الرتدد واحلرية املتبعة‬
‫بشأن هذه األراضي وانعدام سياسة قارة وواضحة بشأن هذه األراضي الشيء الذي جيعلها مثار نزاعات بني أفراد اجلماعة‬
‫ويقلل ابلتايل من أمهيتها االقتصادية‪ ،‬الشيء الذي يؤدي إىل مجود وتقليص مردوديتها الفالحية‪.‬‬
‫أراضي اجلماعات الساللية ابملغرب‪ :‬اإلطار التشريعي والتطبيقات القضائية‬ ‫‪06‬‬

‫الفقرة اخلامسة‪:‬‬

‫املنازعات بشأن األراضي اجلماعية‬

‫تعرف أراضي اجلموع نزاعات متنوعة واملالحظ أن وثريهتا تتزايد عرب السنني مما يؤكد تشبت ذوي احلقوق أبراضيهم‬
‫والوقوف يف وجه الرتامي الذي قد تتعرض له أراضي اجلموع‪.‬‬

‫والنزاعات اليت تثار بشأن تطبيق مقتضيات ظهري ‪ 11‬أبريل ‪ 2929‬خلقت نوعا من تنازع االختصاص بني‬
‫اجملالس النيابية وجملس الوصاية كدرجة استئنافية وبني احملاكم‪ ،‬إذ أنه غالبا ما يبقى املتضرر يف مفرتق الطرق ال يعرف‬
‫اجلهة املختصة للبت يف طلبه هل اجمللس النيايب أم جملس الوصاية أم احملاكم العادية أم احملاكم اإلدارية احملدثة سنة‬
‫‪.2991‬‬

‫وأمام هذا الغموض الذي يسود مقتضيات الفصل الرابع من ظهري ‪ 11‬أبريل ‪ 2929‬مت إصدار منشور مشرتك بني‬
‫وزير الداخلية ووزير العدل بتاريخ ‪ 21‬مارس ‪ 2911‬يبني جهة االختصاص للنظر يف نزاعات األمالك اجلماعية‪.‬‬

‫وابلرغم من ذلك فال زالت بعض النزاعات موضوع تداخل بني اجملالس النيابية وجملس الوصاية للبت يف مسائل هي‬
‫من اختصاص اجملالس النيابية أو العكس‪ ،‬بل وتقوم السلطة احمللية يف بعض األحيان ابلبت يف بعض النزاعات رغم كوهنا‬
‫ال حق هلا يف ذلك حيث ينحصر دورها يف إجراء البحث وتقدمي تقرير إىل اجلماعة النيابية أو إىل جملس الوصاية‪.‬‬

‫وقد سبق للمجلس األعلى أن أصدر بعض القرارات يف هذا السياق حيث جاء يف إحداها ما يلي (‪:)27‬‬

‫"حيث أنه ليس من اختصاص وزير الداخلية وال السلطة احمللية البت يف تلك النزعات بني من يدعي انتساةهم‬
‫للجماعة املالكة لألرض ما دام املشرع قد أانط هذا االختصاص بغريها فإن املقرر املطعون فيه قد صدر عمن ال ميلك‬
‫حق إصداره وابلتايل قد حلقه عيب عدم االختصاص "‪.‬‬

‫(‪ )27‬قرار اجمللس األعلى عدد ‪ 551‬صادر بتاريخ ‪ 11‬ماي‪. 1966‬‬


‫أراضي اجلماعات الساللية ابملغرب‪ :‬اإلطار التشريعي والتطبيقات القضائية‬ ‫‪07‬‬

‫الفقرة السادسة‪:‬‬

‫استغالل األراضي اجلماعية‬

‫لقد وقع التساؤل عن إمكانية استمرار أو زوال األراضي اجلماعية‪.‬‬

‫وميكن القول أبن مسألة زواهلا يفرتض إجياد تنظيم بديل وذلك بقسمتها قسمة استغالل دائم‪ ،‬ولقد وقع التفكري‬
‫منذ القدمي يف قسمة االستغالل الدائم لألراضي اجلماعية وصدر قرار ةهذا الشأن يتضمن كثريا من اجلوانب اإلجيابية‪ ،‬إال‬
‫أن هذا القرار مل يكتب له التطبيق‪ .‬وأعتقد أبنه قد آن األوان لتطبيقه بكيفية تدرجيية وفقا لوضعية كل مجاعة وطبيعة‬
‫أراضيها وسيكون من املفيد توضيح جوانب هذا االستغالل الدائم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التقسيم بقصد االستغالل الدائم‬

‫لقد صدر قرار وزيري يف ‪ 5‬رمضان ‪ 2114‬املوافق ل ‪ 24‬غشت ‪ 2945‬يقضي ابلتقسيم قصد االستغالل الدائم‬
‫لألراضي اجلماعية‪.‬‬

‫وتطبيق هذا النوع من التقسيم سيليب رغبة كثري من اجلماعات لألسباب التالية‪:‬‬

‫إن رغبة متلك األرض قوية جدا يف نفوس الفالحني والتقسيم بقصد االستغالل الدائم سيليب هذه الرغبة‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وسيقضي على اجلمود الذي يسيطر على أفراد اجلماعات الذين ال يريدون إصالح أرض ليس هلم فيها سوى‬
‫االنتفاع املؤقت؛‬

‫إن هذا التقسيم سيخفف من النزاعات القائمة على الرغم من أنه سيتطلب جمهودا كبريا من طرف سلطة‬ ‫‪-1‬‬
‫الوصاية؛‬

‫إن هذا التقسيم سيشجع الفالحني على استثمار أراضيهم بطرق عصرية جد منتجة‪ ،‬وسيمكنهم من مباشرة‬ ‫‪-1‬‬
‫أشغال استصالح األراضي وجتهيزها؛‬

‫مبا أن أفراد اجلماعة ينحدرون من أصل واحد ويوجد بينهم تقارب فسيكون من السهل مجعهم يف ودادايت أو‬ ‫‪-4‬‬
‫تعاونيات فالحية‪ ،‬واالستفادة من متويالت بنكية بشروط تفضيلية وخلق الشروط املالئمة إلجناح هذه‬
‫أراضي اجلماعات الساللية ابملغرب‪ :‬اإلطار التشريعي والتطبيقات القضائية‬ ‫‪00‬‬

‫التعاونيات‪ .‬وكما سبقت اإلشارة فإن هذا التقسيم بقصد االستغالل الدائم سيتطلب توفر جمموعة من املعطيات‬
‫لتحقيق هذا اهلدف من بينها‪:‬‬

‫القيام إبحصاء لضبط أفراد اجلماعات؛‬ ‫‪-2‬‬

‫هتيئ دراسة لقيمة األراضي الفالحية؛‬ ‫‪-1‬‬

‫حتديد اإلمكانيات الفنية واحلاجيات؛‬ ‫‪-1‬‬

‫إعداد دفرت لشروط هذا االستغالل؛‬ ‫‪-4‬‬

‫إعداد برانمج للتقسيم حسب املناطق‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫إن تطبيق فكرة االستغالل الدائم وفقا لشروط مضبوطة سيكون وال شك حافزا لسكان اجلماعات الساللية‬
‫الستثمار األراضي اجلماعية بكيفية أكثر مردودية من قبل‪ ،‬والقيام بكل أنواع االستثمارات املمكنة‪.‬‬

‫أما البقا ء يف الوضعية الراهنة وترك األمر على ما هو عليه‪ ،‬فسيزيد من تعقيد مشكل أراضي اجلموع سواء على‬
‫الصعيد االجتماعي أو االقتصادي‪ ،‬فعدد السكان يزداد يف بعض اجلماعات بكيفية تفوق املساحات الصاحلة للزراعة ةها‪.‬‬

‫كما أن اهلجرة القروية أدت إىل نقل ابب االستغالل بني أرابب العائالت املنتمية لنفس الساللة إىل أشخاص‬
‫أجانب عن القبيلة‪ .‬وقد أدى هذا إىل خلق تفويتات خمالفة للنصوص القانونية املنظمة ألراضي اجلموع يتم عن طريق‬
‫رسوم عدلية بني ذوي احلقوق مما يرتتب عنه تكديس احلصص بني فرد واحد من أبناء اجلماعة‪ ،‬ليصل استغالله لألرض‬
‫اجلماعية أحياان إىل نسبة ‪ %11‬من عقار مجاعي واحد‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬عوائق استغالل أراض اجلموع‬

‫هناك مجلة من العوائق اليت تعرقل حسن استغالل األراضي اجلماعية ومردوديتها مما يتعني معه تدليل هذه العوائق‬
‫وإجياد احللول املالئمة هلا ومن بني هذه العوائق‪:‬‬

‫عدم االعرتاف للمرأة حبقها يف االستغالل؛‬ ‫‪-2‬‬

‫ضآلة مساحة البقع املوزعة على بعض أفراد اجلماعة؛‬ ‫‪-1‬‬


‫أراضي اجلماعات الساللية ابملغرب‪ :‬اإلطار التشريعي والتطبيقات القضائية‬ ‫‪05‬‬

‫مجود استغالل بعض األراضي اجلماعية اليت يدور حوهلا نزاع مع اجلماعات اجملاورة أو بني أفراد نفس اجلماعة؛‬ ‫‪-1‬‬

‫خضوع استغالل األراضي اجلماعية ألعراف وتقاليد تقلل من مردوديتها إضافة إىل ضآلة اإلمكانيات املادية‬ ‫‪-4‬‬
‫ألفراد اجلماعة‪.‬‬

‫وتتعرض األراضي اجلماعية لعدد من املشاكل والنزاعات خاصة حول التوزيع وإعادة التوزيع والرتامي وحتديد شروط‬
‫االستغالل وطرقه‪.‬‬

‫كما توجد بعض املدن اليت اتسع مدارها احلضري يف أراضي ترجع ملكيتها للجماعات الساللية وأدى ذلك إىل‬
‫عرقلة تعمري بعض املدن والتأثري على تصميمها التوجيهي وتصاميمها التهييئية‪ ،‬بل منها ما أصبح حماطا أبحياء عشوائية‬
‫مثقلة مبشاكل اجتماعية وصعوابت تعمرييه‪.‬‬

‫وعملت سلطات الوصاية على وضع خمطط اسرتاتيجي للنهوض ابجلماعات الساللية حيث مت وضع مشاريع تنموية‬
‫وبرامج لغرس األشجار املثمرة‪.‬‬

‫ويف هذا الصدد تعمل سلطات الوصاية بتنسيق مع السلطات اإلقليمية واحمللية ونواب اجلماعات املالكة على عرض‬
‫بعض األراضي اجلماعية للكراء لفائدة األشخاص الذاتيني أو املعنويني وفق شروط ومعايري حمددة‪ ،‬هتدف إىل تشجيع‬
‫االستثمار يف األراضي اجلماعية وخلق فرص للشغل ألفراد القبيلة أو غريهم مستندين يف ذلك على مقتضيات ظهري ‪1‬‬
‫فرباير ‪ 2911‬املغري واملكمل لظهري ‪ 11‬أبريل ‪ 2929‬والذي جاء يف الفصل السادس منه على إمكانية كراء أراضي‬
‫مجاعية وإبرام عقود االشرتاك الفالحي بني اجلماعات املالكة والغري‪.‬‬

‫وللخروج من هذه الوضعية فإنه يتعني على الوزارة الوصية أن تفتح ملف األراضي الساللية بكيفية جدية وعقالنية‬
‫وتقوم بدراسة مجيع اإلشكاليات املطروحة سواء من اجلانب التشريعي أو من اجلانب االجتماعي وتبعا لذلك هتيئ مشاريع‬
‫قوانني مالئمة وفقا لألوضاع احلالية‪.‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like