You are on page 1of 22

‫مجلة االجتهاد القضائي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد السادس عشر – مارس ‪8102‬‬

‫الحماية الموضوعية للمستهلك من الغش في مجال‬


‫التعامل بالمعادن الثمينة‬
‫تاريخ القبول النهائي ‪ 82 :‬مارس ‪8102‬‬ ‫تاريخ استالم المقال ‪ 01 :‬جانفي ‪8102‬‬
‫الدكتور جمال الدين عنان‬
‫أستاذ محاضر أ‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫جامعة محمد بوضياف – المسيلة ( الجزائر )‬
‫‪ananedjameleddine@yahoo.fr‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الملخص‪:‬‬
‫نظرا للقيمة االقتصادية واملالية واالجتماعية اليت حتتلها املعادن الثمينة يف جمتمعنا‪ ،‬فقد‬
‫خصها املشرع بأحكام تشريعية وتنظيمية خاصة‪ ،‬كما أضفى عليها محاية جبائية وتشريعية‪ ،‬تتجلى‬
‫من خالل قانون الضرائب غري املباشرة الذي حاول من خالله املشرع اجلزائري‪ ،‬إبعاد هذه املعادن عن كل‬
‫تالعب أو غش قد ينخدع به الناس سواء يف نوعها أو عيارها أو مقدارها إن خمالفة األحكام‬
‫التشريعية اخلاصة باملعادن الثمينة يؤدي إىل توقيع جزاءات جبائية وجزائية نتناوهلا يف هذا البحث‪،‬‬
‫الذي حناول من خالله عرض خمتلف التدابري اليت وضعها املشرع للحيلولة دون الغش يف هذه املعادن‪،‬‬
‫واجلزاءات املترتبة على ذلك‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬املعادن الثمينة – محاية املستهلك – قانون الضرائب غري املباشرة –‬
‫تزوير الدمغات‪.‬‬
‫‪Résumé:‬‬
‫‪Vu l’importance et la valeur économique, financière et sociale des métaux précieux dans‬‬
‫‪notre société, le législateur lui a consacré une batterie de dispositions législatives et‬‬
‫‪organisationnelles spécifiques ainsi qu’une protection fiscale et législative traduite dans la‬‬
‫‪loi ou le code des impôts indirects à travers lequel le législateur a essayé de mettre ces‬‬
‫‪métaux loin ,voire à l’abri de toute spéculation ou fraude qui pourrait induire en erreur les‬‬
‫‪consommateurs que ce soit en matière de qualité, carat ou poids. L’infraction des‬‬
‫‪dispositifs régissant les métaux précieux entraine des sanctions fiscales et pénales que‬‬
‫‪nous abordons dans cette modeste recherche dans lequel nous essayons d’exposer les‬‬
‫‪différentes mesures prévues par le législateur pour prévenir et du coup empêcher la fraude‬‬
‫‪dans ces métaux ainsi que les sanctions qui en résulte.‬‬
‫‪Mots-clés :‬‬
‫‪Les métaux précieux – La protection du consommateur – Code des impôts indirects – La‬‬
‫‪falsification des poinçons.‬‬

‫مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ـــــــــــــــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة‬
‫الحماية الموضوعية للمستهلك من الغش في مجال التعامل بالمعادن الثمينة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫نظرا لألمهية االقتصادية واملالية واالجتماعية اليت حتتلها املعادن الثمينة يف جمتمعنا‪،‬‬
‫فقد خصها املشرع بأحكام تشريعية وتنظيمية خاصة‪ ،‬كما أضفى عليها محاية جبائية‬
‫وتشريعية‪ ،‬تتجلى يف خمتلف األحكام الواردة يف قانون الضرائب غري املباشرة الذي حاول من‬
‫خالله املشرع اجلزائري‪ ،‬جعل هذه املعادن يف منأى عن كل تالعب أو غش قد ينخدع به الناس‬
‫سواء يف نوعها أو عيارها أو مقدارها‪.‬‬
‫وقد أثبت الواقع وجود حاالت غش كثرية يف هذه املعادن سواء يف نوعها أو يف عيارها أو‬
‫وزهنا‪ ،‬وال يتفطن إىل ذلك إال صاحب التجربة واحلنكة يف هذا امليدان‪ ،‬ذلك أنه من املتصور‬
‫قيام صناع الذهب أو جتاره بعدم دمغه وضمانه هتربا من الرسوم املستحقة على ذلك‪ ،‬أو‬
‫بالتطفيف يف وزنه أو الغش يف عياره‪ ،‬فيباع الذهب بعيار معني على أساس أنه بعيار آخر أكثر‬
‫جودة‪ ،‬وهذا كله من قبيل الغش والكذب جتاه مستهلكي (إذا صح القول) هذه األشياء النفيسة‪،‬‬
‫الذين يدفعون مبالغ باهظة معتقدين أهنا باملواصفات اليت تقابل الثمن املدفوع‪.‬‬
‫ويزداد األمر خطورة عندما يتعلق باجلواهر واحللي امللبسة واملذهبة واملفضضة‪ ،‬اليت‬
‫قد ينخدع هبا الكثري وال ينتبه هلا إال من كان صاحب حرفة وخربة يف امليدان‪ ،‬لذلك يالحظ‬
‫ب أن املشرع اجلزائري ويف سبيل تفادي هذه االحنرافات‪ ،‬قد وضع على عاتق صناع الذهب وجتار‬
‫املعادن الثمينة مجلة من االلتزامات للحيلولة دون الوقوع العامة يف اخلطأ وفخ الغش والتالعب‪،‬‬
‫كما جعل كل من خيالف األحكام التشريعية اخلاصة باملعادن الثمينة عرضة إىل توقيع‬
‫جزاءات جبائية وجزائية نص عليها كل من قانون العقوبات وقانون الضرائب غري املباشرة‪.‬‬
‫بناء على هذا حتددت إشكالية موضوعنا هذا كما يلي‪ :‬ما هي خمتلف الضمانات‬
‫واجلزاءات اليت أقرها املشرع اجلزائري محاية للمستهلك يف جمال املعادن الثمينة‪ ،‬وهل‬
‫األحكام التشريعية والتنظيمية املنظمة لعمليات صنع وبيع هذه املعادن كافية للحيلولة دون‬
‫الغش فيها والتالعب يف نوعها وعياراهتا؟‬
‫ملعاجلة هذه اإلشكالية ارتأينا تقسيم حبثنا هذا إىل مطلبني أساسيني نتناول يف األول‬
‫عيارات الذهب وطرق حساب وزنه‪ ،‬سواء كان يف حالته األوىل أو عند حتويله من عيار إىل آخر‪،‬‬
‫كما نتحدث أيضا عن خمتلف االلتزامات املهنية واجلبائية اليت أوجبها املشرع اجلزائري على‬
‫صناع الذهب وجتاره‪.‬‬
‫أما املبحث الثاين فقد خصص لبيان خمتلف اجلزاءات اليت قررها املشرع اجلزائري لكل‬
‫من خيالف األحكام السابق عرضها يف املطلب األول‪ ،‬سواء كانت هذه اجلزاءات جبائية أم‬
‫جزائية‪ ،‬وسواء كان منصوصا عليها يف التشريعات اجلبائية (قانون الضرائب غري املباشرة) أو يف‬

‫‪- 72 -‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬جمال الدين عنان – جامعة المسيلة (الجزائر)‬
‫التشريعات العقابية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬عيارات المعادن الثمينة والتزامات بائعيها وصانعيها‬
‫ضمانا لعدم الغش يف عيارات املعادن الثمينة ونوعها فقد رتب املشرع اجلزائري مجلة من‬
‫االلتزامات على جتار الذهب وصناعه للحيلولة دون ذلك‪ ،‬ومعرفة هذه االلتزامات يوجب علينا‬
‫يف أول األمر أن نأخذ فكرة عن هذه املعادن من حيث عياراهتا ووزهنا ونسبة اخلليط املوجود هبا‪،‬‬
‫وكيفية حتويلها من عيار آلخر‪ ،‬وهو ما سنتناوله يف الفرعني اآلتيني‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عيارات الذهب والفضة وطرق حسابها‬
‫يقاس الذهب بالقرياط وخيتلف كل عيار عن اآلخر حبسب نسبة املعدن الصايف من‬
‫الذهب اليت حيتويها ومن أشهر عياراته‪:‬‬
‫‪ -‬عيار أربع وعشرين (‪ )82‬قرياطا ويكون ذهبا نقيا وصافيا ولكن ليس بنسبة ‪% 011‬‬
‫وإمنا بنسبة ‪ % 99.91‬وذلك الحتوائه على نسبة ضئيلة من النحاس تقدر بواحد يف األلف (أي‬
‫غرام يف كل واحد كيلوغرام)‪ ،‬ومرد ذلك أن الذهب النقي اخلالص ‪ % 011‬يكون لينا للغاية‬
‫لدرجة أنه ميكن تشكيله باليدين‪ ،‬لذلك فإن هذه النسبة الضئيلة من النحاس متنع انبعاجه‬
‫وتسمح بالتحامه مع بعضه البعض‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتعترب بعض التشريعات أن الذهب من عيار ‪ 82‬قرياط به ‪ 999.9‬سهما أي أن عدد‬
‫األسهم املتاح هو ‪ 0111‬سهم‪.‬‬
‫‪ -‬عيار ‪ 80‬قرياط ويكون الذهب فيه بنسبة ‪ 212‬غرام يف الكيلوغرام‪ ،‬مبعىن أن الذهب عيار‬
‫‪ 80‬به ‪ 212‬سهما‬
‫‪ -‬عيار ‪ 02‬قرياط ويكون الذهب فيه بنسبة ‪ 121‬غرام يف الكيلوغرام‪ ،‬مبعىن أن الذهب عيار‬
‫‪ 02‬به ‪ 121‬سهما‪.‬‬
‫وحىت يتسىن لنا معرفة نسبة الذهب من خالل نوع العيار نقسم نوع العيار على ‪ 82‬مث‬
‫نضرب الناتج يف ‪ ،0111‬وكمثال على ذلك ذهب عيار ‪ 80‬فنقول‪212 = 0111 × ) 82÷ 80( :‬‬
‫غرام يف الكيلوغرام‪ ،‬وأيضا‪ :‬ذهب عيار ‪ 121 = 0111 ×) 82 ÷ 02( :02‬غرام ذهب يف‬
‫الكيلوغرام الواحد‪.‬‬

‫‪ -1‬املصطلح الذي يتبناه املشرع اجلزائري يف خمتلف التشريعات اليت تنظم العمليات املرتبطة باملعادن الثمينة هو‬
‫ميليام وليس سهم‪ ،‬وهو جزء واحد من كل ألف جزء من الغرام‪ .‬وتعرف املادة األوىل يف فقرهتا العاشرة من القانون‬
‫االحتادي رقم ‪ 9‬لسنة ‪ 0991‬يف شأن الرقابة على االجتار يف األحجار ذات القيمة واملعادن الثمينة ودمغها لدولة‬
‫اإلمارات العرب ية املتحدة‪ ،‬السهم بأنه جزء واحد من كل ألف جزء (‪ ،)0111/0‬وهو نفس التعريف الوارد باملادة‬
‫‪ 2/0‬من القانون رقم ‪ 2‬لسنة ‪ 0912‬يف شأن الرقابة على املعادن الثمينة وفحصها ودمغها لدولة قطر‪.‬‬

‫‪- 73 -‬‬
‫الحماية الموضوعية للمستهلك من الغش في مجال التعامل بالمعادن الثمينة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وهناك عملية أخرى نعتمد فيها على رقم ثابت هو ‪ ،20.444‬والذي حنصل عليه عند‬
‫قسمة ‪ 0111‬على ‪ ،82‬وعليه فإذا أردنا معرفة نسبة الذهب الصايف يف واحد كيلوغرام ألي عيار‬
‫نقوم بضرب ‪ 20.444‬يف نوع العيار لنحصل على وزن الذهب الصايف الذي جيب أن يكون يف واحد‬
‫كيلوغرام من هذا العيار‪ ،‬مع مالحظ أن نسبة دقة النتيجة ويف مجيع األحوال تقارب ‪.% 99.99‬‬
‫‪)%( Fin = K‬‬ ‫مثال‪× 20.444 :‬‬
‫أي‪ 129.922 = 02 × 20.444 :‬وهي تقترب كثريا من ‪ 121‬املشار هلا أعاله‪.‬‬
‫وإذا أردنا أن حنسب نسبة اخلليط يف كيلو غرام واحد من الذهب عيار ‪ 80‬مثال نقوم‬
‫بضرب ‪ 20.444‬يف نوع العيار مث نطرح احلاصل من ألف‪.‬‬
‫مثال‪ALL = )K × 66.444 ( – 0111 :‬‬
‫‪ 082.102 = )80×20.444( -0111‬وهذا الرقم قريب متاما من ‪.082‬‬
‫لذلك فإعداد كيلو من الذهب عيار ‪ 80‬يتطلب خلط ‪ 212‬غرام (سهم) من الذهب‬
‫اخلالص (عيار ‪ )82‬مع ‪ 082‬غرام (سهم) من النحاس أو الفضة أو البالديوم‪ ،‬ويتطلب إعداد‬
‫كيلو من الذهب عيار ‪ 02‬خلط ‪ 121‬غرام (سهم) من الذهب اخلالص (عيار ‪ )82‬مع ‪ 821‬غرام‬
‫‪1‬‬
‫(سهم) من النحاس أو الفضة أو البالديوم‪.‬‬
‫وبالرجوع إىل املادة ‪ 124‬من قانون الضرائب غري املباشرة اجلزائري‪ 2‬فإنه توجد ثالثة‬
‫عيارات قانونية على مصنوعات الذهب وهي ‪ 981‬ميليام و ‪ 221‬ميليام ‪ 121‬ميليام‪ ،‬وعياران‬
‫بالنسبة ملصنوعات الفضة وهي ‪ 921‬ميليام و ‪ 211‬ميليام‪ ،‬أما البالتني ففيه عيار واحد فقط‬
‫وهو ‪ 921‬ميليام‪ .‬ويعترب األريديوم‪ 3‬املضاف إىل البالتني مثل البالتني‪ ،‬على أن نسبة السماح‬
‫بالنسبة هلذه العيارات هو ثالثة (‪ )1‬ميليام عن الذهب و مخسة (‪ )2‬ميليام عن الفضة وعشرة‬
‫(‪ )01‬ميليام عن البالتني‪.‬‬

‫‪ -1‬هو عنصر فلزي‪ ،‬أبيض كالفضة‪ ،‬المع‪ ،‬نادر الوجود‪ ،‬رمزه بلد‪ ،‬شديد املقاومة للهرء‪ ،‬ينتمي إىل جمموعة فلزات‬
‫البالتني‪ ،‬ويوجد خبامات الفلز املذكور‪ ،‬قادر على امتصاص كميات كبرية من اهليدروجني‪ ،‬يستخدم يف التصفيح‪ ،‬ويف‬
‫أشابات جتمع بينه وبني الذهب والبالتني‪ ،‬اكتشفه وليم ووالستون يف سنة ‪ .0211‬أنظر‪ :‬املوسوعة العربية‬
‫امليسرة‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،‬صيدا بريوت‪ ،8119 ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬ص‪.122 :‬‬
‫‪ -2‬الصادر باألمر ‪ 012-14‬املؤرخ يف ‪ 9‬ديسمرب ‪ 0914‬واملتضمن قانون الضرائب غري املباشرة املعدل واملتمم‪،‬‬
‫اجلريدة الرمسية لسنة ‪ ،0911‬العدد ‪.11‬‬
‫‪ -3‬اإليريديوم (باإلجنليزية ‪ )iridium‬هو عنصر كيميائي له الرمز ‪ ،Lr‬له العدد الذري ‪ 11‬يف اجلدول الدوري‪،‬‬
‫وهو عنصر ثقيل جدا‪ ،‬قاسي‪ ،‬هش‪ ،‬ينتمي إىل جمموعة معادن البالتني‪ ،‬مت اكتشافه عام ‪ 0211‬من بني الشوائب‬
‫غري قابلة للذوبان يف طبيعة البالتني‪ .‬ينظر‪ :‬املوسوعة العربية امليسرة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬ص‪.221 :‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬جمال الدين عنان – جامعة المسيلة (الجزائر)‬
‫واملقصود هنا أن ما يضاف إىل املعدن الصايف ال جيب أن يتعدى النسبة احملددة قانونا‪،‬‬
‫وإذا جتاوزها الصانع سهوا فال جيب أن يتعدى ذلك النسبة املسموح هبا الواردة باملادة ‪1/124‬‬
‫من قانون الضرائب غري املباشرة‪ ،‬وإال اعترب فعله غشا يوجب توقيع عقوبة تتحدد حبسب نوع‬
‫وطبيعة املخالفة املرتكبة‪ 1،‬لذلك فإن املادة ‪ 122‬من ذات القانون توجب أن تكون مصنوعات‬
‫الذهب والفضة والبالتني املصنوعة يف اجلزائر مطابقة للعيارات املنصوص عليها باملادة ‪،124‬‬
‫وهو ما يعمل موظفو مصاحل الضمان على التأكد منه بواسطة الرقابة على هذه املصنوعات‬
‫ودمغها للتأكد من نوعها وعيارها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التزامات الصناع والتجار في مجال المعادن الثمينة‪:‬‬
‫يقع على صناع الذهب وجتاره مجلة من االلتزامات حددها قانون الضرائب غري املباشرة‪،‬‬
‫سواء تعلق األمر ببيع وشراء هذه املصنوعات‪ ،‬أو حيازهتا ولو لالستعمال الشخصي أو تصليحها‪،‬‬
‫وعليه ميكن حصر هذه االلتزامات كما يلي‪:‬‬
‫أوال ‪ /‬واجب تعيير ودمغ المصنوعات ودفع الرسوم المستحقة‪:‬‬
‫توجب املادة ‪ 122‬من قانون الضرائب غري املباشرة على صناع مصنوعات الذهب والفضة‬
‫والبالتني أن يقدموا إىل مكتب الضمان الذي يتبعونه التصريح باملهنة‪ ،‬وحبسب املادة ‪ 121‬من‬
‫ذات القانون فإنه ينبغي على الصناع والتجار يف جمال املعادن الثمينة أن يقدموا إىل مكتب‬
‫الضمان الذي يتبعونه مصنوعاهتم من أجل تعيريها وإعطائها العيارات املناسبة وتعليمها‪ ،‬وال‬
‫ميكن ألحد أن يقوم بإمتام إجراءات تعيري املصنوعات لصاحل الغري وإعطاء العيارات املناسبة‬
‫‪2‬‬
‫وتعليمها‪ ،‬إذا مل يوكله اخلاضع للضريبة بذلك‪.‬‬
‫وتقضي املادة ‪ 121‬بأن ضمان هذه املصنوعات من الذهب والفضة والبالتني مؤمن‬
‫بدمغات توضع على كل قطعة بعد إجراء تعيري عليها‪ ،‬وعليه أوجب املشرع مبوجب املادة ‪ 122‬أن‬
‫تكون هذه املصنوعات معلمة بدمغتني مها‪ :‬دمغة الصانع ودمغة مكتب الضمان‪.‬‬
‫‪ -0‬بالنسبة لدمغة الصانع ‪:Le poinçon du fabricant‬‬
‫جند أن الفقرة الثانية من املادة ‪ 122‬تنص بأن هلا شكل معني حيتوي على احلرف األول‬
‫من امسه والرمز الذي خيتاره‪ ،‬وميكن أن ينقش من قبل أي فنان يرضــــــاه باختياره‪ ،‬وجيب‬
‫على الصناع أن يطبعــوا دمغاهتم اخلاصة مع أمسائهم على لوحــة من النحــــاس هلذا الغرض‪،‬‬

‫‪ -1‬راجع اجلدول امللحق هبذا البحث والذي يبني بدقة ما هي نسب املعدن اليت جيب أن تضاف ملعدن الذهب‬
‫للحصول على عيار أقل‪ ،‬أو تنقص للحصول على عيار آخر‪ ،‬وهو املعتمد لدى الصاغة والصناع حاليا‪.‬‬
‫‪ -2‬الفقرة الثانية من املادة ‪ 121‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪.‬‬

‫‪- 75 -‬‬
‫الحماية الموضوعية للمستهلك من الغش في مجال التعامل بالمعادن الثمينة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫و يراعي رئيس مفتشية الضمان على أن ال يكون الرمز الواحد مستعمال من قبل صانعني اثنني‬
‫‪1‬‬
‫لدائرة اختصاصه‪.‬‬
‫طبقا لنص املادة ‪ 141‬من قانون الضرائب غري املباشرة إذا توقف أحد الصناع عن‬
‫جتارته يقوم بتسليم دمغته إىل مكتب الضمان حىت يتم شطبه‪ ،‬ويف حالة وفاته وعمال بنص‬
‫املادة ‪ 148‬من ذات القانون فإن دمغته تسلم يف ظرف الثالثني يوما اليت تلي الوفاة إىل مكتب‬
‫الضمان الذي كان تابعا له حىت يتم شطبه‪ ،‬وخالل هذه املدة يعد املستعمل للدمغة مسؤوال عن‬
‫االستعمال الذي يتم هبا‪.‬‬
‫‪ -8‬بالنسبة لدمغة مكتب الضمان ‪:Le poinçon de garantie‬‬
‫تقضي املادة ‪ 1/122‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪ ،‬بأن شكل دمغات الضمان قد مت‬
‫حتديده مبوجب األمر ‪ 42-42‬املؤرخ يف ‪ 80‬مارس ‪ 0942‬املتضمن تغيري طوابع العيار والضمانة‬
‫وسندانات التأشرية املخصصة للقطع املصنوعة من البالتني والذهب والفضة‪ 2،‬كما أن وجهة‬
‫السنادن (سنادن الدمغ) تكون مغطاة بنقوش متنوعة تطبع عالمة تدعى (عالمة ثانية) على‬
‫‪3‬‬
‫خلف الشيء املصنوع وبضربة معاكسة‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 122‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪.‬‬


‫‪ -2‬األمر ‪ 42-42‬املؤرخ يف ‪ 80‬مارس ‪ 0942‬املتضمن تغيري طوابع العيار والضمانة وسندانات التأشرية املخصصة‬
‫للقطع املصنوعة من البالتني والذهب والفضة‪ ،‬اجلريدة الرمسية لسنة ‪ ،0942‬العدد ‪.84‬‬
‫وقد نص هذا األمر يف مادته الثانية على الدمغة اخلاصة بكل معدن وبكل عيار‪ ،‬بواسطة رسومات حمددة يف‬
‫جداول خاصة بكل معدن‪ ،‬إضافة إىل وجود عالمة تدعى ميزة وتدل على املديرية اجلهوية للضرائب التابع هلا‬
‫مكتب الضمان‪ ،‬فرمز (ج) يرمز إىل مديرية اجلزائر العاصمة‪ ،‬والرمز (ق) يرمز إىل قسنطينة‪ ،‬والرمز (ز) يرمز‬
‫إىل وهران‪ ،‬وحاليا فإنه يوضع إىل جانب طابع الدمغة رقم الوالية ملعرفة مكان دمغ القطعة املعدنية ذهبية كانت‬
‫أو فضية‪.‬‬
‫وبالنسبة للطوابع فقد نص املشرع على وجود طوابع خاصة بالبالتني والذهب والفضة إىل جانب طوابع خاصة‬
‫باالسترياد والتصدير واإلحصاء‪ ،‬وكل معدن له طوابعه اخلاصة به واملناسبة لكل ع يار منه واليت متيزه عن غريه‪،‬‬
‫ويتدخل املشرع من حني آلخر ألجل تعديل هذه الطوابع ورموزها حىت ال يتم تقليدها‪ ،‬وآخر تعديل هلذه الطوابع‬
‫كان باألمر ‪ 18-12‬املؤرخ يف ‪ 82‬جويلية ‪ 8112‬املتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،8112‬اجلريدة الرمسية‬
‫لسنة ‪ ،8112‬العدد ‪ ،28‬وكل ه ذه التعديالت منصوص عليها يف قانون الضرائب غري املباشرة ضمن األحكام غري‬
‫املقننة‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 129‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪ ،‬وفيما يتعلق بتنظيم مكاتب الضمان وسريها تراجع املواد من ‪124‬‬
‫إىل ‪ 211‬مكرر من قانون الضرائب غري املباشرة‪.‬‬

‫‪- 76 -‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬جمال الدين عنان – جامعة المسيلة (الجزائر)‬
‫وتقوم إدارة الضرائب بصنع مجيع الدمغات اخلاصة بالضمان‪ ،‬مث تبعث هبا إىل خمتلف‬
‫مكاتب الضمان مع احتفاظها بالقوالب‪ 1،‬وحبسب املادة ‪ 128‬من قانون الضرائب غري املباشرة‬
‫فإن دمغة الضمان ال توضع على املصنوعات إال بعد تعيريها لتحديد عيارها‪ ،‬ليتم بعدها دفع‬
‫‪2‬‬
‫رسم الضمان‪.‬‬
‫وحىت تكون هذه املصنوعات مقبولة للتعيري أوجب املشرع أن حتمل طابع دمغة الصانع‪،‬‬
‫وأن تكون متقدمة يف الصنع ( أي غري مكتملة الصنع وبلغت نسبة كبرية يف ذلك) من دون أن‬
‫يصيبها أي إتالف أثناء إمتام صنعها‪ ،‬غري أنه تعفى من السكة اخلاصة بالذهب والفضة‬
‫والبالتني املصنوعات اليت يقل وزهنا عن نصف (‪ )1.2‬غرام‪ ،‬حيث ال ميكنها عمليا محل السكة‬
‫املذكورة‪ 3،‬كما أن احتمال تعرضها للتلف يف حكم املؤكد‪.‬‬
‫‪ -1‬كيفية تحديد عيارات المعادن الثمينة‪:‬‬
‫إذا كان املشرع اجلزائري قد حدد عيارات املعادن الثمينة ونسبة السماح مبوجب املادة‬
‫‪ 124‬من قانون الضرائب املباشرة‪ ،‬فإنه حدد الوسائل الكفيلة بالرقابة ومبلغ الرسم الثابت‬
‫املترتب على ذلك مبوجب املادة ‪ 128‬من ذات القانون‪ 4،‬واليت حددت ثالث طرق للتعيري هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعيير بنجمة العيار ‪:Essais au toucheau‬‬
‫ويتحدد مبلغ الرسم عن التعيري هبذه الطريقة مبا يلي‪:‬‬
‫‪ -‬البالتني‪ 08 :‬د ج عن كل ديكاغرام أو جزء من الديكاغرام‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 121‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪.‬‬


‫‪ -2‬حددت املادة ‪ 121‬من قانون الضرائب غري املباشرة مبلغ رسوم الضمان باهلكتوغرام وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ 2.111 -‬د ج بالنسبة للمصنوعات من الذهب‪.‬‬
‫‪ 81.111 -‬د ج بالنسبة للمصنوعات من البالتني‪.‬‬
‫‪ 021 -‬د ج بالنسبة للمصنوعات من الفضة‪.‬‬
‫وحسب املادة ‪ 120‬ختضع املصن وعات املودعة كضمان لدى مؤسسات التسليف املعتمدة لرسوم الضمان إذا كانت هذه‬
‫املصنوعات مل تتحملها بعد قبل اإليداع‪ ،‬وتقضي املادة ‪ 144‬مكرر من ذات القانون بأنه يف حالة رفع حقوق الضمان‬
‫فإنه جيب على احلرفيني املنتجني وجتار اجملوهرات يف خالل عشرة أيام من سريان التعريفات اجلديدة ووفق‬
‫الشروط اليت حيددها الوزير املكلف باملالية التصريح مبخزوهنم من مصنوع الذهب والفضة والبالتني املسكوك‬
‫حتت نظام التعريفات قبل رفع الرسم‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 121‬من قانون الضرائب غري املباشرة يف فقرتيها الثالثة والرابعة‪ ،‬وقد أضيفت الفقرة الرابعة اليت‬
‫حددت أدىن وزن يعفى من السكة مبوجب املادة ‪ 010‬من قانون املالية لسنة ‪ ،0998‬اجلريدة الرمسية لسنة ‪،0990‬‬
‫العدد ‪.42‬‬
‫‪ -4‬عدلت املادة ‪ 128‬من قانون الضرائب غري املباشرة مبوجب املادة ‪ 41‬من قانون املالية لسنة ‪ ،0920‬وقانون‬
‫املالية لسنة ‪ ،8111‬نظرا لضآلة املبالغ اليت كانت حمددة للتعيري‪.‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫الحماية الموضوعية للمستهلك من الغش في مجال التعامل بالمعادن الثمينة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬الذهب‪ 4 :‬د ج‪ ،‬عن كل ديكاغرام أو جزء من الديكاغرام‪.‬‬
‫‪ -‬الفضة‪ :‬إىل غاية ‪ 211‬غرام‪ 2 :‬د ج عن كل هكتوغرام‪.‬‬
‫‪ -‬فما زاد عن ‪ 211‬غرام ‪ 04‬د ج‪ ،‬عن ‪ 8‬كغ أو جزء من الكيلو غرام‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعيير بالبوتقة ‪:Essais à la coupelle‬‬
‫وهي طريقة خاصة بالذهب والبالتني يف الغالب‪ ،‬وقد حدد رسم التعيري هبذه الطريقة‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬البالتني‪ 021 :‬د ج عن كل عملية‪.‬‬
‫‪ -‬الذهب‪ 011 :‬د ج عن كل عملية‪.‬‬
‫أما إذا كانت املصنوعات مقدمة يف شكل حصص من نفس الصهر فإنه ميكن إجراء تعيري‬
‫عن طريق البوتقة لكل ‪ 081‬غرام من البالتني أو الذهب‪ 1،‬وتعيري عن طريق البوتقة أو عن‬
‫‪2‬‬
‫طريق التبليل لكل ‪ 8‬كيلو غرام أو جزء من ‪ 8‬كيلو غرام من الفضة‪.‬‬
‫وحسب املعلومات اليت استقيناها من بعض مكاتب الضمان فإن التعيري عن طريق البوتقة‪،‬‬
‫أو كما يسمونه طريقة املصهر أو الطريقة العلمية يتم عن طريق أخذ كمية من املصنوع ال تقل‬
‫عن ‪ 1.42.‬غ و ‪ 1.824‬غ‪ ،‬حيث يتم تذويب هذه الكمية يف فرن ال تقل درجة حرارته عن‬
‫‪ 0811‬درجة مئوية‪ ،‬مث يضاف إليه حامض يؤدي إىل ذوبان مجيع الشوائب وال يترك إال‬
‫املعدن الصايف (أي الذهب مثال)‪ ،‬مث يوزن الباقي وبإجراء عملية حسابية يقرر العون إن كان‬
‫هذا الذهب مطابقا أم غري مطابق للنوع وهنا نكون أمام احتمالني‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان ناتج العملية هو ‪ 121‬أو ‪ 121‬ميليام فإن نتيجة التعيري جيدة ومطابقة للقانون‪،‬‬
‫ويسلم للصانع على إثرها بطاقة النتائج حيث ميكنه بعد ذلك املبادرة إىل دفع رسم الضمان‬
‫الذي حددته املادة ‪ 121‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ناتج العملية أقل من ‪ 121‬ميليام‪ ،‬أي يتجاوز الفارق احملدد ب ‪ 1‬ميليام (‪ 122‬ميليام مثال)‬
‫وهو فارق السماح الذي نص عليه املشرع اجلزائري باملادة ‪ 1/124‬من قانون الضرائب غري‬
‫املباشرة‪ ،‬كانت النتيجة غري مطابقة للقانون‪ ،‬وهنا ميكن إجراء تعيري ثان إذا طلبه املالك‪.‬‬

‫‪ -1‬مبعىن أنه إذا كان وزن العينة هو ‪ 081‬غراما‪ ،‬فإن الصانع يدفع رسم عملية تعيري واحدة‪ ،‬فإذا زاد وزن العينة‬
‫ولو بغرام واحد (أي ‪ 080‬غرام) فإن الصانع يدفع رسم تعيري عينتني‪ ،‬وهو ما يقول عن تعيري الفضة إذا كان وزهنا‬
‫يزيد عن ‪ 8‬كيلو غرام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك طري قة أخرى ال تقل أمهية عن طريقة البوتقة أو التبليل‪ ،‬وهي طريقة تقليدية يتم اللجوء إليها يف‬
‫حالة عدم توفر مكتب الضمان على الوسائل املادية أو البشرية إلجراء التعيري عن طريقها‪ ،‬حيث يتم حك املصنوع‬
‫على حجر معني فيترك أثرا ذهيب اللون على احلجر‪ ،‬مث يسكب عليه احلامض املخصص للعيار املطلوب (‪ 80‬أو ‪02‬‬
‫مثال) ‪ ،‬فإذا اختفى األثر أو ذاب يف احلامض فإن هذا دليل على أن الذهب مزيف أو ليس من العيار املطلوب‪.‬‬

‫‪- 78 -‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬جمال الدين عنان – جامعة المسيلة (الجزائر)‬
‫وإذا أكد التعيري الثاين نتائج التعيري األول‪ ،‬فإن املالك يدفع ضعف التعيري ويرد له‬
‫املصنوع بعد تكسريه مبحضره‪ ،‬أما إذا كان التعيري األول غري مؤكد بالتعيري الثين‪ ،‬فإن املالك ال‬
‫‪1‬‬
‫يدفع إال عن تعيري واحد‪.‬‬
‫ج‪ -‬التعيير بالتبليل ‪:Essai par la voie humide‬‬
‫وهي طريقة خاصة بتعيري الفضة‪ ،‬وقد أخضعها املشرع إىل رسم تعيري ثابت يقدر ب ‪81‬‬
‫دينار لكل عملية‪ ،‬وإذا كانت الفضة مقدمة يف شكل مصنوعات من نفس الصهر‪ ،‬فإنه ميكن إجراء‬
‫تعيري عن طريق التبليل لكل ‪ 8‬كيلو غرام أو جزء من ‪ 8‬كيلو غرام منها‪.‬‬
‫ثانيا ‪ /‬حظر حيازة مصنوعات غير مطابقة للمواصفات القانونية‪:‬‬
‫حتظر املادة ‪ 122‬من قانون الضرائب غري املباشرة على الصناع حيازة مصنوعات معلمة‬
‫بدمغات مزورة أو عرضها للبيع أو تكون عليها عالمات الدمغة مطعمة أو ملحمة أو منسوخة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ويترتب على خمالفة حكم هذه املادة حجز ‪ La saisie‬هذه املصنوعات‪.‬‬
‫ثالثا ‪ /‬حظر شراء مصنوعات خالية من العالمات‪:‬‬
‫توجب املادة ‪ 0/122‬من قانون الضرائب غري املباشرة على الصناع والتجار عند شراء‬
‫مصنوعات خالية من العالمات ولو الستعماهلم الشخصي‪ ،‬تقدميها إىل املراقبة وإال فإهنا تكسر‪.‬‬
‫ويترتب على تثبيت خمالفة حكم هذه الفقرة عن طريق السجالت اليت يلتزم الصناع‬
‫مبسكها وتدوين كل عمليات البيع والشراء‪ ،‬حجز كل شيء مصنوع من الذهب أو الفضة أو‬
‫البالتني وجد ومل يتم تعليمه لدى صانع أو بائع‪.‬‬
‫وتعترب املصنوعات من الذهب أو الفضة أو البالتني احملجوزة لعدم وجود العالمة عليها‬
‫وحبسب املادة ‪ 8/122‬حمجوزات عينية ‪ des saisies réelles‬فعلية متبوعة برفع اليد‪ ،‬ويفصل يف‬
‫رفع اليد مبقرر من املدير الوالئي للضرائب املختص إقليميا بعد إيداع طلب استرداد املصنوعات‬
‫احملجوزة يقدمه مرتكب املخالفة‪ ،‬ويرفقه بالوصوالت املثبتة للدفع احلقيقي للحقوق والغرامات‬
‫امل ستحق دفعها‪.‬‬
‫غري أن املصنوعات اليت ثبت بعد إجراء التجارب عليها أهنا دون العيار األدىن القانوين‬
‫ترد بعد كسرها ودون تعويض احلقوق والغرامات املدفوعة‪ ،‬إال أن ملرتكب املخالفة احلق يف أن‬
‫يقدم للعالمة تعويضا من احلقوق وضمن أجل ال يتجاوز ثالثة (‪ )1‬أشهر ابتداء من تاريخ‬
‫استرداد املصنوعات اجلديدة ذات الصنع احمللي باملعيار األدىن يف حدود الوزن املكسر‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 122‬من قانون الضرائب املباشرة‪.‬‬


‫‪ -2‬املشرع اجلزائري يتحدث عن احلجز وليس املصادرة ‪.La confiscation‬‬

‫‪- 79 -‬‬
‫الحماية الموضوعية للمستهلك من الغش في مجال التعامل بالمعادن الثمينة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫رابعا ‪ /‬مسك دفاتر تقيد فيها عمليات البيع والشراء‪:‬‬
‫تلزم املادة ‪ 129‬من قانون الضرائب غري املباشرة صناع وجتار الذهب والفضة والبالتني‬
‫املصنعة وغري املصنعة على مسك دفتر موقع ومؤشر عليه من قبل اإلدارة اجلبائية‪ ،‬يقيدون فيه‬
‫نوع األشياء املصنوعة من الذهب والفضة والبالتني وعددها ووزهنا وعيارها اليت يشتروهنا أو‬
‫يبيعوهنا‪ ،‬مع ذكر األمساء وعناوين األشخاص الذين اشتروها من عندهم‪ ،‬وجيب على اخلاضعني‬
‫‪1‬‬
‫للضريبة أن يشتروا من عند أشخاص معروفني لديهم أو ضامنني معروفني لديهم‪.‬‬
‫(املادة ‪ )141‬إن املصنوعات اجلديدة املودعة لدى الصناع والتجار قصد البيع واملصنوعات‬
‫املستعملة اليت تودع لدى الصناع ألي سبب كان والسيما من أجل تصليحها‪ ،‬جيب أن تكون هي‬
‫أيضا مسجلة يف الدفتر ضمن نفس الشروط املنصوص عليها يف املادة السابقة وقت الدخول‬
‫ووقت اخلروج‪.‬‬
‫غري أنه جيب على البائعني الذين يرغبون يف القيام بالتصليحات‪ ،‬طلب رخصة من مكتب‬
‫الضمان التابعني له‪ ،‬بشرط‪:‬‬
‫‪ -‬مسك دفتر الشرطة ‪ registre de police‬والذي يكون متميزا عن دفتر البيع والشراء‪.‬‬
‫‪ -‬أن ال متس التصليحات إال املصنوعات املطبوعة‪.‬‬
‫غري أن التسجيل يف الدفتر فيما خيص الساعات املستعملة اليت توجد عليها دمغات‬
‫عادية غري إلزامي‪.‬‬
‫خامسا ‪ /‬إعالم الغير بحقيقة السلع المصنوعة أو المعروضة للبيع‪:‬‬
‫يتعني على األشخاص الذين يصنعون أو يعرضون للبيع مصنوعات من الذهب أو الفضة أو‬
‫البالتني خاضعة للنظام املتعلق بالضمان‪ ،‬عند صنعهم أو عرضهم للبيع يف آن واحد ويف نفس‬
‫احملل مصنوعات من املعادن املختلفة ملبسة أو مموهة أو مذهبة أو مفضضة أو ملبسة بالبالتني‬
‫أم ال‪ ،‬أن يذكروا بصفة واضحة يف واجهات العرض ويف اجلداول والتغليفات وكذلك يف‬
‫الفاتورات اليت يسلموهنا إىل املشترين‪ ،‬النوع احلقيقي هلذه األشياء األخرية‪.‬‬

‫‪ -1‬وقد حددت هذه املا دة يف فقراهتا املوالية من هم األشخاص املعنيون هبذه التدابري وااللتزامات اليت تقع على‬
‫عاتقهم‪.‬‬

‫‪- 80 -‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬جمال الدين عنان – جامعة المسيلة (الجزائر)‬
‫ويف هذا اإلطار ينبغي على اخلاضعني لرسوم الضمان أن يضعوا يف اجلهة البارزة من‬
‫حمالهتم أو دكاكينهم‪ ،‬جدوال يشري إىل النصوص القانونية املتعلقة بالعيار وببيع املصنوعات من‬
‫‪1‬‬
‫الذهب و الفضة و البالتني‪.‬‬
‫وإذا أراد أي شخص التمويه أو التلبيس بالذهب والفضة والبالتني على النحاس أو على‬
‫أي معدن آخر‪ ،‬فإنه يعترب كخاضع للضريبة حسب مفهوم املادة الرابعة من قانون الضرائب غري‬
‫‪3‬‬
‫املباشرة‪ 2،‬وينبغي عليه أن يصرح بذلك إىل مكاتب الضمان‪.‬‬
‫غري أنه حيظر دمغ عبارات "مموه" أو "ملبس" املتممة أم ال باإلشارة إىل املعدن الثمني‬
‫املستعمل‪ ،‬عل ى املصنوعات من الصنع الوطين أو األجنيب اليت ليست فعال ملبسة بورقة من املعدن‬
‫الثمني أو اليت ال تترك بعد تذويب املعدن العادي أية قشرة‪ ،‬وينبغي أن يكون دمغ عبارات‬
‫‪4‬‬
‫"مموه" أو "ملبس" متبوعا يف مجيع األحوال بتعيني املعدن الثمني وطريقة الصنع املستعملة‪.‬‬
‫وميكن لصناع األشياء املموهة أو امللبسة استخدام الذهب والفضة والبالتني يف أي نسب‬
‫يروهنا موافقة‪ ،‬وجيب عليهم أن ال يشتروا مواد الذهب والفضة والبالتني إال من أشخاص‬
‫يعرفوهنم‪.‬‬
‫ويف هذه احلالة ينبغي عليهم‪:‬‬
‫‪ -‬أن يضعوا يف كل مصنوع من مصنوعاهتم دمغتهم اخلاصة‪،‬‬
‫‪ -‬أن يسجلوا يوما (يف النص الفرنسي يوما بيوم ‪ ) jour par jour‬بيوعاهتم يف دفتــــر مرقــــم‬

‫‪ -1‬تراجع املادة ‪ 142‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪ ،‬وبالنسبة اللتزامات التجار املتجولني أو املتنقلني الذين‬
‫يتاجرون يف مصنوعات الذهب والفضة والبالتني‪ ،‬وكذا اإلجراءات املتبعة من قبل البلدية للتأكيد على مطابقة‬
‫األعمال اليت يقوم هبا هؤالء للقانون تراجع املواد ‪ 144-142‬من قانون الضرائب املباشرة‪.‬‬
‫‪ -2‬تنص املادة الرابعة من قانون الضرائب غري املباشرة على أنه‪ ":‬إن األشخاص الذين يصنعون املنتوجات اليت‬
‫تفرض عليها الضريبة وكذلك الذ ين يتاجرون هبا املعينون مبوجب هذا القانون بكلمة «اخلاضعون للضريبة››‪ ،‬جيب‬
‫عليهم خالل العشرة أيام اليت تسبق به عملياهتم‪ ،‬أن يقدموا تصرحيا من املهنة إىل مفتشية الضرائب غري املباشرة‬
‫والرسوم على رقم األعمال التابعة للمكان الذي ميارس فيه النشاط‪.‬‬
‫وهذا التصريح ي صدق عليه ويؤرخ ويوقع إما من قبل املصرح وإما وكيله املثبت حيازته بتفويض قانوين يلحق‬
‫بالتصريح‪.‬‬
‫وفيما خيص الشركات فإن التصريح جيب أن يكون مؤيدا بنسخة مصادقة ومطابقة للقانون األساسي وبالتوقيع‬
‫املصدق للوكيل أو املدير‪ ،‬وإذا مل يكن هذان األخريان تأسيسيني‪ ،‬فبمداولة جملس اإلدارة أو مجعية املسامهني اليت‬
‫عينتهما‪ ،‬ويعطى عن ذلك وصل‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 121‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 120‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪.‬‬

‫‪- 81 -‬‬
‫الحماية الموضوعية للمستهلك من الغش في مجال التعامل بالمعادن الثمينة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫وموقع من قبل اإلدارة البلدية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الجزاء المترتب على المخالفات المتعلقة بالمعادن الثمينة‬


‫إن خمالفة األحكام التشريعية والتنظيمية املرتبطة باملعادن الثمينة يؤدي إىل توقيع‬
‫نوعني من اجلزاءات بعضها تضمنها قانون الضرائب غري املباشرة والبعض اآلخر نص عليه‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬ويف ما يلي نستعرض تفصيال هذه اجلزاءات‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الجزاءات الواردة بقانون الضرائب غير المباشرة‬
‫يترتب على خمالفة أحكام قانون الضرائب غري املباشرة املتعلقة باملعادن الثمينة توقيع‬
‫نوعني من اجلزاءات‪ :‬جزاءات جبائية وعقوبات جنائية‪ ،‬وهو ما سنتناوله ضمن العناصر‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫أوال ‪ /‬الجزاءات الجبائية‪:‬‬
‫حدد قانون الضرائب غري املباشرة اجلزاءات اجلبائية اآلتية‪:‬‬
‫‪ -0‬العقوبات الثابتة‪:‬‬
‫تعاقب املادة ‪ 281‬على مجيع املخالفات لألحكام القانونية والتنظيمية املتعلقة‬
‫بالضرائب غري املباشرة بغرامة جبائية من ‪ 2.111‬إىل ‪ 82.111‬د ج‪ ،‬وهذا دون اإلخالل‬
‫بالعقوبات املنصوص عليها يف القانون العام ال سيما بالنسبة حلق ضمان املعادن الثمينة‪.‬‬
‫‪ -8‬العقوبات النسبية‪:‬‬
‫طبقا لنص املادة ‪ 282‬أ ‪ 1 /‬فإن الصانع أو التاجر أو املستورد الذي حيوز أو يبيع‬
‫مصنوعات من البالتني أو الذهب أو الفضة‪ ،‬املستوردة باملخالفة ألحكام املادتني ‪ 129‬و ‪ 112‬من‬
‫هذا القانون‪ 2،‬يعاقب بأربع أضعاف الغرامة احملددة باملادة ‪ 282‬أ‪ 0/‬ودون أن تقل عن ‪011.111‬‬
‫‪1‬‬
‫د ج‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 128‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪ ،‬وحبسب املادة ‪ 121‬من ذات القانون فإن الشروط اخلاصة بسك‬
‫امليداليات ‪ frappe des médailles‬ختضع ألحكام تشريعية خاصة‪.‬‬
‫‪ -2‬تنص املادة ‪ 112‬من قانون الضرائب املباشرة على أنه‪ ":‬إن مصنوعات الذهب والفضة والبالتني اآلتية من‬
‫اخلارج‪ ،‬جيب أن تقدم إىل موظفي اجلمارك من أجل التصريح هبا ووزهنا وختمها بالرصاص‪ ،‬وبعد أن يضع‬
‫املستودع الدمغة املسماة "دمغة املسؤولية" اليت ختضع لنفس القواعد اخلاصة بدمغة املعلم الصانع‪ ،‬ترسل إىل‬
‫مكتب الضمان األقرب حيث إذا كانت حتتوي على أحد العيارات القانونية‪ ،‬وتتحمل هذه املصنوعات الرسوم‬
‫املنصوص عليها ىف املادة ‪ 340‬من هذا القانون‪.‬‬
‫وتستثين من التدابري أعاله ‪:‬‬
‫‪ -‬األشياء املصنوعة من الذهب والفضة والبالتني اليت ميلكها السفراء واملرسلة من قبل دول أجنبية‪،‬‬
‫‪ -‬احللي املصنوعة من الذهب والبالتني ذات االستعمال الشخصي للمسافرين واملصنوعات من الفضة ذات=‬
‫‪- 82 -‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬جمال الدين عنان – جامعة المسيلة (الجزائر)‬
‫ثانيا ‪ /‬العقوبات الجزائية‪:‬‬
‫بالرجوع إىل الفقرة الثامنة (‪ )2‬والثالثة عشر (‪ )01‬من املادة ‪ 211‬من قانون الضرائب‬
‫غري املباشرة‪ ،‬فإنه يعاقب باحلبس من ستة (‪ )4‬أيام إىل ستة (‪ )4‬أشهر عند ارتكاب املخالفات‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬حيازة أو بيع من صانع املصنوعات من البالتني أو الذهب أو الفضة املعلمة إما عالمة‬
‫بدمغة مزورة قدمية وإما بعالمات قدمية أو سارية تكون غائرة أو ملحمة أو مسحوبة بالعكس‪،‬‬
‫وإما بعالمات دمغة الزينة مقلدة لدمغات قدمية أو سارية‪.‬‬
‫‪ -‬حيازة أو بيع من صانع أو بائع أو مستورد ملصنوعات من البالتني أو الذهب أو الغضة‬
‫‪2‬‬
‫مستوردة خمالفة ألحكام املادتني ‪ 129‬و‪ 112‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ /‬القواعد المشتركة لمختلف هذه العقوبات‪:‬‬
‫طبقا لنص املادة ‪ 228‬من قانون الضرائب غري املباشرة فإنه تطبق على الشركاء يف‬
‫املخالفات نفس العقوبات اليت تطبق على مرتكيب هذه املخالفات‪ ،‬وذلك دون اإلخالل عند‬
‫االقتضاء بالعقوبات التأديبية املقررة يف حق املوظفني واألعوان العموميني‪3،‬وإذا كان اجلاين يف‬
‫حالة عود ‪ récidive‬فإنه ينتج عنه حبكم القانون مضاعفة الغرامات اجلبائية واجلزافية املقررة‬
‫للمخالفة األوىل‪ ،‬وكذا عقوبات احلبس اليت من احملتمل إقرارها بالنسبة للمخالفة األوىل‪،‬‬
‫وذلك دون اإلخالل بالعقوبات اخلاصة املنصوص عليها يف مواضع أخرى كاحلبس والعزل من‬
‫الوظيفة ‪ destitution de fonctions‬واملنع من مزاولة املهنة ‪ interdiction de profession‬وغلق‬
‫املؤسسة وغريها‪ 4،‬ويف مجيع احلاالت يؤمر بلصق احلكم ونشره‪.‬‬
‫وقد حددت املادة ‪ 221‬شروط لصق احلكم ونشره‪ ،‬حيث نصت على أنه بوسع احملكمة‬
‫عندما يتعلق األمر مبخالفات متبوعة بعقوبات جزائية‪ ،‬أن تأمر بنشر احلكم بتمامه أو‬

‫=االستعمال الشخصي أيضا‪ ،‬على أن ال يتجاوز وزهنا الكلي هكتوغرام واحد‪.‬‬


‫‪ -1‬يقدر مبلغ الغرامة احملدد باملادة ‪ 282‬أ ‪ 0 /‬ب ‪ 82.111‬د ج‪.‬‬
‫‪ -2‬عدلت الفقرتان ‪ 2‬و ‪ 01‬من املادة ‪ 211‬مبوجب املادة ‪ 14‬من قانون املالية لسنة ‪ ،8112‬اجلريدة الرمسية لسنة‬
‫‪ ،8112‬العدد ‪.22‬‬
‫‪ -3‬حسب املادة ‪ 221‬من قانون الضرائب غري املباشرة فإن تعريف الشركاء يف اجلرائم (واألصح هو اجلنايات‬
‫‪ )Crimes‬واجلنح احملدد يف املادة ‪ 28‬من قانون العقوبات يطبق على الشركاء يف املخالفات املشار إليها يف املادة ‪228‬‬
‫من ذات القانون‪.‬‬
‫‪ -4‬بالرجوع إىل املادة ‪ 221‬من قانون الضرائب غري املباشرة فإنه يعترب يف حالة عود كل شخص أو شركة يكون قد‬
‫عوقب بإحدى العقوبات املنصوص عليها يف هذا القانون‪ ،‬مث ارتكب يف أجل مخس سنوات بعد حكم اإلدانة خمالفة‬
‫تطبق عليها نفس العقوبة‪.‬‬

‫‪- 83 -‬‬
‫الحماية الموضوعية للمستهلك من الغش في مجال التعامل بالمعادن الثمينة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بتلخيص يف اجلرائد اليت تعينها‪ ،‬وبتعليقه يف األماكن اليت تعينها على نفقة احملكوم عليه‪.‬‬
‫وتطبيقا لنص املادة ‪ 14‬من قانون العقوبات اليت تقضي بضم العقوبات املالية ما مل يقرر‬
‫القاضي خالف ذلك بنص صريح‪ ،‬فإنه يقضى جبمع العقوبات يف املادة اجلبائية مهما كان‬
‫نوعها‪ 1،‬على أن يدفع األشخاص أو الشركات احملكوم عليهم بنفس املخالفة بالتضامن العقوبات‬
‫املالية املقررة‪ 2،‬وكل حكم أو قرار حيكم على خمالف بدفع الغرامة املنصوص عليها يف هذا‬
‫القانون جي ب أن يتضمن أيضا احلكم بدفع الرسوم اليت من احملتمل أن تكون مزورة أو متفق‬
‫‪3‬‬
‫عليها‪.‬‬
‫وينتج عن العقوبات املنصوص املالية عليها يف هذا القانون تطبيق أحكام املواد ‪ 410‬وما‬
‫يليها من قانون اإلجراءات اجلزائية واملتعلقة باإلكراه البدين‪ ,‬وال تطبق بأي حال من األحوال‬
‫أحكام املادة ‪ 21‬من قانون العقوبات على العقوبات املقررة يف مادة اجلباية‪ ،‬حبيث ميكن تطبيقها‬
‫فقط فيما خيص العقوبات اجلزائية باستثناء العقوبات املنصوص عليها يف املقطع الرابع من‬
‫‪4‬‬
‫املادة ‪ 221‬و ‪.221‬‬
‫وطبقا لنص املادة ‪ 222‬فإنه جيوز ختفيض الغرامات اجلبائية وفقا للشروط والقواعد‬
‫املنصوص عليها باملادة ‪ 221‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪ ،‬غري أنه إذا قبلت اإلدارة‬
‫باإلعفاءات واملصاحلات فإنه ال ينبغي أن يكون من آثارها ختفيض الغرامة احملكوم هبا على‬
‫‪5‬‬
‫املخالف إىل رقم يقل عن مبلغ تعويض التأخري الذي يكون واجب األداء‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات الواردة في قانون العقوبات‬
‫يعاقب قانون العقوبات اجلزائري على جرمية تقليد أو تزوير دمغة مستعملة يف دمغ‬
‫املواد املصنوعة من الذهب أو الفضة‪ ،‬وهو الفعل الذي أعطاه املشرع اجلزائري وصف اجلناية‬
‫وعاقب عليه باملادة ‪ 814‬من قانون العقوبات اليت تنص على‪ ":‬يعاقب بالسجن املؤقت من مخس‬
‫(‪ )2‬سنوات إىل عشر (‪ )01‬سنوات وبغرامة من ‪ 211.111‬د ج إىل ‪ 0.111.111‬د ج‪ ،‬كل من قلد‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 229‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 220‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 228‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 222‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪.‬‬
‫‪ -5‬تنص املادة ‪ 221‬على أن‪ ":‬دون املساس بأحكام املادة ‪ 218‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪ ،‬يترتب على التأخر‬
‫يف دفع الضريبة‪ ،‬وبعد توفر كل االلتزامات القانونية أو التنظيمية‪ ،‬حتصيل غرامة جبائية حتدد ب ‪ % 01‬من‬
‫مبلغ احلقوق املتأخر دفعها‪ ،‬وتستحق من اليوم األول الذي يلي تاريخ استحقاق تلك احلقوق‪.‬‬
‫و جيوز بصورة استثنائية‪ ،‬أن تسقط كل هذه الغرامة أو جزء منها والئيا من قبل اإلدارة طبقا ألحكام املادة ‪91‬‬
‫من قانون اإلجراءات اجلبائية"‪.‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬جمال الدين عنان – جامعة المسيلة (الجزائر)‬
‫أو زور‪ ،‬إما طابعا وطنيا أو أكثر‪ ،‬وإما مطرقة أو أكثر مستخدمة يف عالمات الغابات‪ ،‬وإما دمغة‬
‫أو أكثر مستخدمة يف دمغ املواد الذهبية أو الفضية‪ ،‬أو استعمل طوابع‪ ،‬أو أوراق‪ ،‬أو مطارق‪ ،‬أو‬
‫‪1‬‬
‫دمغات مزورة أو مقلدة"‪.‬‬
‫وبقراءة نص هذه املادة يالحظ بأنه خيرج من جمال الدراسة الفعل املعاقب عليه باملادة‬
‫‪ 811‬من قانون العقوبات‪ ،‬اليت تعاقب كل من حيصل بغري وجه حق على طوابع أـو مطارق أو‬
‫دمغات صحيحة خاصة بالدولة واملبينة باملادة ‪ 814‬ق ع (مبعىن أهنا ليست مزورة أو مقلدة)‪،‬‬
‫فيضعها أو يستعملها استعماال ضارا حبقوق ومصاحل الدولة‪.‬‬
‫وتعاقب املادة ‪ 814‬عقوبات على كل من التقليد والتزوير إىل جانب االستعمال‪ ،‬إذ‬
‫املالحظ أن الشخص قد يقلد أو يزور ولكنه ال يستعمل الشيء املزور‪ ،‬كما أنه قد يستعمل الشيء‬
‫املقلد أو املزور لكنه ليس هو من زوره أو قلده‪ ،‬وهلذا تستقل جرمية التزوير عن جرمية‬
‫‪2‬‬
‫االستعمال‪ ،‬رغم أن العقاب املقرر هلما واحد‪.‬‬
‫وتقوم اجلرمية املنصوص عليها باملادة ‪ 814‬عقوبات على ركنني أساسيني‪ ،‬مادي ومعنوي‪:‬‬
‫فأما الركن املادي فيتألف من عنصرين مها‪ :‬حمل اجلرمية والعمل املادي‪.‬‬
‫أوال ‪ /‬محل الجريمة المنصوص عليها في المادة ‪ 814‬عقوبات‪:‬‬
‫جيب أن يتعلق حمل اجلرمية بشيء من األشياء الواردة حصرا باملادة ‪ 814‬من قانون‬
‫العقوبات وهي‪ :‬الطوابع الوطنية واملطارق والدمغات املستعملة يف دمغ املواد الذهبية أو الفضية‪.‬‬
‫ودمغات الذهب أو الفضة هي إشارات يوسم أو يطبع هبا الذهب أو الفضة ضمانا لنوعها‬
‫وعيارها‪ 3،‬وال خترج هذه الدمغات عن كوهنا عالمات إلحدى مصاحل الدولة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ /‬الفعل المادي في الجريمة المنصوص عليها في المادة ‪ 814‬عقوبات‪:‬‬
‫ويتمثل حبسب هذه املادة التقليد أو التزوير أو االستعمال؛ ويراد بالتقليد اصطناع شيء‬
‫كاذب‪ ،‬وهبذا ال يشترط أن يكون التقليد متقنا إىل درجة ينخدع بــه الفاحص املدقق‪ ،‬بل يكفي‬

‫‪ -1‬عدلت هذه املادة مبوجب القانون رقم ‪ 81-14‬املؤرخ يف ‪ 81‬ديسمرب ‪( ،8114‬اجلريدة الرمسية لسنة ‪،8114‬‬
‫العدد ‪ )22‬وقد حررت يف ظل األمر ‪ 024-44‬املؤرخ يف ‪ 2‬يونيو ‪ 0944‬كما يلي‪ ":‬يعاقب بالسجن من مخس سنوات‬
‫إىل عشرين سنة كل من قلد أو زور طابعا وطنيا أو أكثر وإما مطرقة أو أكثر وإما دمغة أو أكثر مستخدمة يف دمغ‬
‫املواد الذهبية أو الفضية أو استعمل طوابع أو أوراق أو مطارق أو دمغات مزورة أو مقلدة"‪.‬‬
‫‪ -2‬دردوس مكي‪ ،‬القانون اجلنائي اخلاص يف التشريع اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر ‪ ،8112‬ص‪:‬‬
‫‪.24‬‬
‫‪ -3‬األستاذ دردوس مكي يعرفها بأهنا اآللة (وليست الرسوم أو اإلشارات) اليت تطبع هبا املواد الذهبية أو الفضية‬
‫ضمانا لنوعها وعيارها‪ .‬ينظر‪ :‬مكي دردوس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.24 :‬‬

‫‪- 85 -‬‬
‫الحماية الموضوعية للمستهلك من الغش في مجال التعامل بالمعادن الثمينة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أن يكون التقليد مما جيعل الناس العاديني يتومهون يف صحة الشيء املقلد‪ ،‬وهذا يعين أن‬
‫‪1‬‬
‫التقليد الواضح الذي ال ينطلي على أحد ال يعد تقليدا يعاقب عليه القانون‪.‬‬
‫أما التزوير فرياد به إدخال تغيري على شيء صحيح يف األصل‪ ،‬سواء كان من األختام أم‬
‫‪2‬‬
‫من احملررات‪.‬‬
‫ويتساءل األستاذ مكي دردوس بقوله أنه ميكن للشخص نقل العالمة املنطبعة على مصوغ‬
‫من ذهب إىل مصوغ من فضة مشلل بالذهب‪ ،‬فهل يعترب يف هذه احلالة مقلدا لدمغة الذهب‬
‫ويعاقب إثرها مبوجب املادة ‪ 814‬عقوبات؟‬
‫إجابة عن ذلك يرى بأن هذا الفعل ال ينطبق عليه نص املادة ‪ 814‬عقوبات لسببني‬
‫أساسيني أوهلما أن التقليد أو التزوير املعاقب عليه ال بد أن يقع على الدمغة ذاهتا وهو ما مل‬
‫حيصل يف هذا الفرض‪ ،‬أما الثاين فهو أن طابع الدمغة املنقول هو طابع دمغة حقيقية ال تقليد‬
‫فيه وال تزوير‪ ،‬ومن مث فإن فعل اجلاين قد يقع حتت طائلة املادة ‪ 289‬اليت تعاقب على الغش‬
‫‪3‬‬
‫يف السلع‪.‬‬
‫ثالثا ‪ /‬القصد الجنائي في الجريمة المنصوص عليها في المادة ‪ 814‬عقوبات‪:‬‬
‫يتمثل القصد اجلنائي يف هذه اجلرمية يف انصراف إرادة اجلاين عند التقليد أو التزوير‬
‫إىل استعمال الشيء املقلد أو املزور استعماال ضارا مبصلحة الدولة‪ 4،‬وهذا خيالف ما ذهب إليه‬
‫األستاذ دردوس مكي الذي يرى بأن إرادة اجلاين قد تنصرف إىل التقليد أو التزوير فقط دون‬
‫‪5‬‬
‫االستعمال‪ ،‬الذي قد يتم من قبل شخص آخر غري املقلد أو املزور‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد اهلل سليمان‪ ،‬دروس يف شرح قانون العقوبات اجلزائري‪ ،‬القسم اخلاص‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‬
‫‪ ،0922‬ص‪.012 :‬‬
‫‪ -2‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز يف القانون اجلزائي اخلاص‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة اخلامسة‬
‫عشر ‪ ،8102-8102‬اجلزء الثاين‪ ،‬اجلزائر ‪ ،8102‬ص‪ ، 191 :‬ويعرف الدكتور عبد اهلل سليمان التقليد بأنه‪":‬‬
‫تغيري احلقيقة باصطناع شيء كاذب أو االدعاء بأنه الشيء احلقيقي"‪ .‬ينظر‪ :‬عبد اهلل سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪ ، 012 :‬وتعرف احملكمة العليا التقليد بأنه‪ ":‬اصطناع شيء من العدم وجعله متشاهبا مع شيء أصلي‪ ،‬أما التزوير‬
‫فهو تغيري للحقيقة يف شيء موجود أصال‪ ،‬إما بإضافة بيان أو حذفه وحموه"‪ ،‬قرار صادر عن الغرفة اجلنائية‬
‫بتاريخ ‪ ،8111/14/82‬ملف رقم ‪ ،101048‬اجمللة القضائية لسنة ‪ ،8111‬العدد األول‪ ،‬ص‪.209 :‬‬
‫‪ -3‬دردوس مكي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.22 :‬‬
‫‪ -4‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.191 :‬‬
‫‪ -5‬دردوس مكي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.22 :‬‬

‫‪- 86 -‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬جمال الدين عنان – جامعة المسيلة (الجزائر)‬
‫رابعا ‪ /‬العقوبةالمقررة للجريمة المنصوص عليها في المادة ‪ 814‬عقوبات‪:‬‬
‫يعاقب اجلاين مبوجب املادة ‪ 814‬عقوبات بالسجن املؤقت من مخس سنوات إىل عشر‬
‫سنوات‪ 1،‬وبغرامة من ‪ 211.111‬د ج إىل ‪ 0.111.111‬د ج‪ ،‬وباعتبار أن هذه اجلرمية ذات‬
‫وصف جنائي فإن الشروع فيها معاقب عليه عمال بأحكام املادة ‪ 11‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وال يستفيد اجلاين من األعذار املعفية املنصوص عليها باملادة ‪ 099‬عقوبات‪ ،‬وعمال‬
‫‪3‬‬
‫بنص املادة ‪ 801‬عقوبات تصادر وجوبا كل األشياء حمل اجلرمية كعقوبة تكميلية‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫يف خامتة حبثنا هذا نسجل يف أول األمر تلك األمهية البالغة اليت يوليها املشرع‬
‫اجلزائري للمعادن الثمينة نظرا ألمهيتها املالية واالقتصادية الكبرية‪ ،‬وكذا قيمتها االجتماعية‬
‫لدى الكثري من فئات اجملتمع خاصة النسوة‪ ،‬اللوايت يعتربهنا أدوات زينة وتباه ويف نفس الوقت‬
‫وسيلة آمنة لالدخار‪.‬‬
‫ألجل هذا أضفى املشرع محاية مزدوجة على هذه املعادن النفيسة‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫قانوين العقوبات والضرائب غري املباشرة‪ ،‬حيث وضع على عاتق صناع هذه املعادن وجتارها‬
‫مجلة من االلتزامات عساها تكون وسائل ناجعة حلماية مستهلكي هذه املنتجات واحليلولة دون‬
‫خمالفة القانون‪.‬‬
‫كما أقر املشرع مبوجب هذين التشريعني مجلة من اجلزاءات اجلبائية واجلنائية يف حال‬
‫خمالفة أحكامهما‪ ،‬وهي املخالفات اليت يقوم مفتشو الضرائب مبعاينتها وإثباهتا مبحاضر‪،‬‬
‫خاصة إذا علمنا بأن هؤالء يعتربون من املوظفني الذين أناط هبم املشرع بعض مهام الضبط‬
‫القضائي‪ ،‬عمال بنص املواد من ‪ 299‬إىل ‪ 288‬من قانون الضرائب غري املباشرة‪ ،‬وهي التدابري‬
‫اليت نراها كافية إىل حد كبري يف حماربة اإلجرام املرتبط هبا‪.‬‬

‫‪ -1‬بعد أن كانت العقوبة هي السجن من مخس سنوات إىل عشرين سنة فقط دون عقوبة الغرامة‪.‬‬
‫‪ -2‬تنص املادة ‪ 099‬عقوبات جزائري على أنه‪ ":‬إذا أخرب أحد مرتكيب اجلنايات املبينة يف املادتني السابقتني (أي‬
‫املادتني ‪ )092-091‬السلطات أو كشف هلا عن شخصية اجلناة قبل إمتام هذه اجلنايات وقبل بدء أي إجراء من‬
‫إجراءات التحقيق فيها أو سهل القبض على اجلناة اآلخرين حىت بعد بدء التحقيق فإنه يستفيد من العذر املعفي‬
‫بالشروط املنصوص عليها يف املادة ‪.28‬‬
‫وجيوز مع ذلك أن حيكم على الشخص الذي يعفى من العقوبة باملنع من اإلقامة من مخس سنوات على األقل إىل‬
‫عشر سنوات على األكثر"‪.‬‬
‫‪ -3‬تنص الفقرة األوىل من املادة ‪ 02‬مكرر ‪ 0‬عقوبات جزائري على أنه‪ ":‬يف حالة اإلدانة الرتكاب جناية‪ ،‬تأمر‬
‫احملكمة مبصادرة األشياء اليت استعملت أو كانت ستستعمل يف تنفيذ اجلرمية أو اليت حتصلت منها‪ ،‬وكذلك اهلبات‬
‫أو املنافع األخرى اليت استعملت ملكافأة مرتكب اجلرمية‪ ،‬مع مراعاة حقوق الغري حسن النية"‪.‬‬

‫‪- 87 -‬‬
‫الحماية الموضوعية للمستهلك من الغش في مجال التعامل بالمعادن الثمينة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وإذا كنا نسجل شدة العقوبات اجلبائية املقررة يف قانون الضرائب غري املباشرة نسبيا‪،‬‬
‫فإن العقوبات اجلزائية ال تتصف هبذا الوصف‪ ،‬وهو ما ملسناه من خالل املادة ‪ 211‬يف فقرتيها‬
‫الثامنة والثالثة عشر‪ ،‬لذلك نأمل أ ن يبادر املشرع بالتشديد يف العقوبات اجلزائية والزيادة يف‬
‫العقوبات اجلبائية‪ ،‬حىت تكون رادعة لكل خمالف من جهة‪ ،‬وموردا هاما خلزينة الدولة من‬
‫جهة ثانية‪.‬‬
‫ويف هذا الصدد ال يفوتنا أن نشدد على ضرورة تدريس تشريعات الضرائب واملنافسة‬
‫واألسعار وقمع الغش وغريها بكليات احلقوق‪ ،‬إما باعتبارها مقاييس سنوية أو يف شكل ختصصات‬
‫جديدة يف إطار الدراسات العليا‪ ،‬حىت نسهم بذلك يف إعطاء تكوين نوعي وختريج طلبة‬
‫متمرسني يف حال توظيفهم يف خمتلف إدارات الضرائب واجلباية‪.‬‬

‫‪- 88 -‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬جمال الدين عنان – جامعة المسيلة (الجزائر)‬
‫الملحق األول‪:‬‬
‫جدول يوضح عيارات الذهب ونسبة النحاس أو الفضة أو البالديوم‬
‫التي يجب أن تضاف لها أو تنقص منها للحصول على عيار مغاير‬

‫‪- 89 -‬‬
‫الحماية الموضوعية للمستهلك من الغش في مجال التعامل بالمعادن الثمينة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الملحق الثاني‬
‫أشكال طوابع العيار الخاصة بالذهب والفضة والبالتين‬
‫كما حددها األمر ‪ 42-42‬بمختلف تعديالته‬
‫الوصف‬ ‫أصناف الطوابع‬
‫الطابع الخاص بالبالتين‬

‫خنلة يف إطار له مثاين زوايا‬ ‫‪( %921‬الصورة أ من اجلدول)‬ ‫عيار فريد‪:‬‬

‫الطوابع الخاصة بالذهب‬

‫رأس الثعبان‪ ،‬املظهر اجلانيب موجه إىل‬


‫اليسار‪ ،‬داخل إطار دائري‪ ،‬يف ربع حميط‬
‫الدائرة األعلى األيسر من وجه اإلطار‪،‬‬
‫فوق رأس الثعبان‪ ،‬الرمز املميز‪ ،‬ويف ربع‬ ‫‪( % 981‬الصورة ب من اجلدول)‬ ‫العيار األول‪:‬‬
‫حميط الدائرة األدىن األيسر من وجه‬
‫اإلطار‪ ،‬احلرفان األوالن من اجلمهورية‬
‫اجلزائرية (ج ج ) وحتت احلرف "ج" أمام‬
‫عنق الثعبان رقم ‪.0‬‬
‫رأس الثعبان‪ ،‬املظهر اجلانيب موجه إىل‬
‫اليسار‪ ،‬داخل إطار دائري‪ ،‬يف ربع حميط‬
‫الدائرة األعلى األيسر من وجه اإلطار‪،‬‬
‫فوق رأس الثعبان‪ ،‬الرمز املميز‪ ،‬ويف ربع‬ ‫‪( % 221‬الصورة ج من اجلدول)‬ ‫العيار الثاين‪:‬‬
‫حميط الدائرة األدىن األيسر من وجه‬
‫اإلطار‪ ،‬احلرفان األوالن من اجلمهورية‬
‫اجلزائرية (ج ج ) وحتت احلرف "ج" أمام‬
‫عنق الثعبان رقم ‪.8‬‬
‫رأس الثعبان‪ ،‬املظهر اجلانيب موجه إىل‬ ‫‪( % 121‬الصورة د من اجلدول)‬ ‫العيار الثالث‪:‬‬
‫اليسار‪ ،‬داخل إطار دائري‪ ،‬يف ربع حميط‬
‫الدائرة األعلى األيسر من وجه اإلطار‪،‬‬
‫فوق رأس الثعبان‪ ،‬الرمز املميز‪ ،‬ويف ربع‬
‫حميط الدائرة األدىن األيسر من وجه‬
‫اإلطار‪ ،‬احلرفان األوالن من اجلمهورية‬
‫اجلزائرية (ج ج ) وحتت احلرف "ج" أمام‬
‫عنق الثعبان رقم ‪.1‬‬

‫‪- 90 -‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬جمال الدين عنان – جامعة المسيلة (الجزائر)‬
‫رأس ثعبان اجلانب األيسر‪ ،‬يف إطار‬
‫دائري‪ ،‬ويوضع يف امليناء السفلي األيسر‬ ‫(الصورة ه من اجلدول)‬ ‫الضمانة الصغرى‪:‬‬
‫من مساحة اإلطار حتت العنق‪ ،‬امليزة‬
‫الفارقة واحلرفان األوالن من اجلمهورية‬
‫اجلزائرية (ج ج )‪.‬‬
‫رأس ثعبان اجلانب األمين‪ ،‬يف إطار له‬
‫مثاين زوايا‪ ،‬يف اجلزء السفلي األمين من‬ ‫(الصورة و من اجلدول)‬ ‫مالحظة‪:‬‬
‫اإلطار حتت العنق‪ ،‬امليزة الفارقة‬
‫اجلمهورية‬ ‫من‬ ‫األوالن‬ ‫واحلرفان‬
‫اجلزائرية (ج ج )‪.‬‬
‫الطوابع الخاصة بالفضة‬

‫سنبلة قمح موضوعة يف احملور الطويل‬ ‫‪( % 921‬الصورة د من اجلدول)‬ ‫العيار األول‪:‬‬
‫إلطار بيضوي الشكل‪.‬‬

‫سنبلتا قمح متقاطعتان وموجهتان إىل‬ ‫‪( % 211‬الصورة ز من اجلدول)‬ ‫العيار الثاين‪:‬‬
‫طريف إطار بيضوي الشكل‪.‬‬

‫ثالث سنابل قمح متقاطعة منها سنبلتان‬


‫موجهتان إىل طريف إطار بيضوي الشكل‬ ‫(الصورة ط من اجلدول)‬ ‫الضمانة الصغرى‪:‬‬
‫والثالثة يف احملور الصغري من الشكل‬
‫البيضوي‪.‬‬

‫‪- 91 -‬‬
‫الحماية الموضوعية للمستهلك من الغش في مجال التعامل بالمعادن الثمينة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -0‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬قانون العقوبات يف ضوء املمارسة القضائية‪ ،‬منشورات بريت‪ ،‬اجلزائر ‪8102.‬‬
‫‪ -8‬ــــــــــــــــــــ‪ ،‬الوجيز يف القانون اجلزائي اخلاص‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة اخلامسة‬
‫عشر ‪ ،8102-8102‬اجلزء الثاين‪ ،‬اجلزائر ‪8102.‬‬
‫‪ -1‬دردوس مكي‪ ،‬القانون اجلنائي اخلاص يف التشريع اجلزائري‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬‬
‫اجلزائر ‪8112.‬‬
‫‪ -2‬عبد اهلل سليمان‪ ،‬دروس يف شرح قانون العقوبات اجلزائري‪ ،‬القسم اخلاص‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬‬
‫اجلزائر ‪0922.‬‬
‫‪ -2‬اجمللة القضائية‪ ،‬تصدر عن احملكمة العليا اجلزائرية‪ ،‬العدد األول لسنة ‪8111.‬‬
‫‪ -4‬األمر رقم ‪ 024-44‬املؤرخ يف ‪ 2‬يونيو ‪ 0944‬املتضمن قانون العقوبات املعدل واملتمم‪ ،‬اجلريدة الرمسية لسنة‬
‫‪ ،0944‬العدد ‪29.‬‬
‫‪ -1‬األمر ‪ 42-42‬املؤرخ يف ‪ 80‬مارس ‪ 0942‬املتضمن تغيري طوابع العيار والضمانة وسندانات التأشرية املخصصة‬
‫للقطع املصنوعة من البالتني والذهب والفضة‪ ،‬اجلريدة الرمسية لسنة ‪ ،0942‬العدد ‪84.‬‬
‫‪ -2‬األمر رقم ‪ 012-14‬املؤرخ يف ‪ 9‬ديسمرب ‪ 0914‬واملتضمن قانون الضرائب غري املباشرة املعدل واملتمم‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية لسنة ‪ ،0911‬العدد ‪.11‬‬
‫‪ -9‬القانون رقم ‪ 08-21‬املؤرخ يف ‪ 10‬ديسمرب ‪ 0921‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،0920‬اجلريدة الرمسية لسنة‬
‫‪ ،0921‬العدد ‪22.‬‬
‫‪ -01‬القانون رقم ‪ 82-90‬املؤرخ يف ‪ 02‬ديسمرب ‪ 0990‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،0998‬اجلريدة الرمسية لسنة‬
‫‪ ،0990‬العدد ‪42.‬‬
‫‪ -00‬القانون رقم ‪ 88-11‬املؤرخ يف ‪ 82‬ديسمرب ‪ 8111‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،8112‬اجلريدة الرمسية لسنة‬
‫‪ ،8112‬العدد ‪21.‬‬
‫‪ -08‬القانون رقم ‪ 80-12‬املؤرخ يف ‪ 89‬ديسمرب ‪ 8112‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،8112‬اجلريدة الرمسية لسنة‬
‫‪ ،8112‬العدد ‪22.‬‬
‫‪ -01‬األمر رقم ‪ 18-12‬املؤرخ يف ‪ 82‬جويلية ‪ 8112‬املتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،8112‬اجلريدة‬
‫الرمسية لسنة ‪ ،8112‬العدد ‪ ،42‬املوافق عليه بالقانون رقم ‪ 01-12‬املؤرخ يف ‪ 8‬أكتوبر ‪ ،8112‬اجلريدة الرمسية‬
‫لسنة ‪ ،8112‬العدد ‪.22‬‬

‫‪- 92 -‬‬

You might also like