You are on page 1of 6

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/373954118

‫ دَﻻﻟﺔ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻹِﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ آﻳﺎت اﻹِرادة ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ‬The meaning of the nominal
sentence In the verses of will in the Holy Quran

Conference Paper · September 2023

CITATIONS READS

0 308

3 authors, including:

‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬


Al-Mustansiriya University
216 PUBLICATIONS 0 CITATIONS

SEE PROFILE

All content following this page was uploaded by ‫ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬on 16 September 2023.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫املؤمتر العلمي السادس والعشرين للعلوم اإلنسانية والرتبوية‪ /‬كلية الرتبية‪ /‬اجلامعة املستنصرية ‪ 4-3‬أيار ‪2023‬‬

‫الرادة في القرآن الكريم‬


‫السمية في آيات إ‬
‫دَاللة الجملة إ‬
‫نوال جاسب عبدالحسين‪ ،‬أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬بشرى عبدالرزاق العذاري‬
‫الملخص‬
‫جاءت داللتها على الثبات‬‫ْ‬ ‫يتناول هذا البحث داللة الجملة االسمية وصورها في آيات اإلرادة في القرآن الكريم‪ ،‬التي‬
‫واالستقرار فضالً عن خروجها إلى داللة التجدد والحدوث‪ ،‬وذلك عند مجيء خبرها جملة فعلية أو عند وجود قرينة تد ُل على ذلك‪،‬‬
‫اإلرادة بأنماطٍ وصور مختلفة‪ ،‬سنقف عليها بدراسة تطبيقية وصفية‬ ‫وردت إحدى عشرة صورة للجملة االسمية في آيات ِ‬ ‫ْ‬ ‫وقد‬
‫تحليلية‪.‬‬
‫‪The meaning of the nominal sentence In the verses of will in the Holy Quran‬‬
‫‪Nawal Jaseb Abdel-Hussein, Asst. Prof. Dr. Bushra Abdel-Razzaq Al-Athari‬‬
‫‪Summary‬‬
‫‪This research deals with the significance of the nominal sentence and its images in the verses of will‬‬
‫‪in the Holy Qur’an, whose indication came to constancy and stability as well as its exit to the‬‬
‫‪significance of renewal and occurrence, when its news came as an actual sentence or when there‬‬
‫‪was a presumption indicating that, and eleven images of the nominal sentence were received in‬‬
‫‪Verses of will in different styles and images, which we will study in an applied, descriptive and‬‬
‫‪analytical study.‬‬
‫السمية‬‫داللة الجملة إ‬
‫يتضمن هذا المبحث على أنماط الجملة االسمية المتكونة (المبتدأ والخبر) وداللتها‪.‬‬
‫دأب النحاة على تقسيم الجملة الى جملة إسمية وجملة فعلية‪ ،‬وهو تقسيم يقرهُ الواقع اللغوي(‪ ،)1‬فالجملة اإلسمية تتكون من‬ ‫لقد َ‬
‫المبتدأ والخبر‪ ،‬ويسمى المبتدأ المسند الي ِه والخبر المسند‪ ،‬وللمسند ال ِه أنماط وصور مختلفة تربطها روابط عديدة حسب التركيب‬
‫والسياق الذي ترد في ِه‪.‬‬
‫وهذا ما ستتعرف عليه من خالل اآليات القرآنية التي تضمنت معنى اإلرادة في القرآن الكريم‪ ،‬ومن هذ ِه الصور‪:‬‬
‫الصورة األولى‪(( :‬المبتدأ اسم ظاهر والخبر مفرد))‬
‫(‪)2‬‬
‫صالَ ًحا" ‪.‬‬ ‫وذلك في قول ِه تعالى‪َ " :‬وبُعُولَت ُ ُه َّن أ َ َح ُّق بِ َر ِده َِّن فِي ذَلِكَ إِ ْن أ َرادُوا إِ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ففي هذا االستعمال القرآني جاء المبتدأ اسم ظاهر‪ ،‬وذلك في قول ِه ((بعولتهن)) مضافا ً الي ِه ضمير الغيبة (ه َُّن) العائد الى‬
‫سمي زوج المرأة بعالً ألنهُ‬ ‫((احق))‪ ،‬والبعولة‪ :‬جمع بَعل وهو المالك والرئيس‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬ ‫"المطلقات"‪ ،‬وقد أسنِد الى خبر مفرد نكرة وهو‬
‫(‪)3‬‬
‫سيدها ومالكها‪ ،‬وامرأة ُ َحسنة التبعُل إذا كانت ُمطاعة لزوجها محبة لهُ ‪.‬‬
‫فخبر المبتدأ هو الذي يستفيدهُ السامع ويكون ب ِه مع المبتدأ كالماً‪ ،‬وبالخبر يقع التصديق والتكذيب(‪.)4‬‬
‫ردهن الى الحالة األولى في ذلك األجل الذي قدر لهن في ُمدة ال ِعدة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫فأزواجهن أولى بأرجاعهن أو‬
‫أن الزو َج ينفرد بالمراجعة وال يحتاج الى رضا المرأة‪ ،‬وال إلى عقد جديد واشهاد(‪.)5‬‬ ‫وتدل اآلية على َّ‬
‫ُ‬
‫(احق)‬ ‫(بعولتهن) معلوم عند المخاطب‪ ،‬فجيء بالخبر‬ ‫َّ‬ ‫فالمبتدأ ُ ما كان معلوما عند المخاطب والمجهول هو الخبر ‪ ،‬فالمسند الي ِه‬
‫)‬‫‪6‬‬ ‫(‬ ‫ً‬
‫ليتم معنى الفائدة‪ ،‬فهناك عالقة داللية واضحة تربط الخبر بالمبتدأ وهي انفراد أو أحقية الزوج دون غير ِه برد الزوجة وارجاعها‪ ،‬اذ‬
‫اإلطاعة في العودة(‪.)7‬‬‫الحق للزوج ِة في الرجوع لزوجها‪ ،‬فمتى راجعها الزوج فعليها العودة الي ِه فاألحقيةُ للزوج‪ -‬أُي وجوب ِ‬
‫بالضافة))‬ ‫عرف إ‬ ‫الصورة الثانية‪(( :‬المبتدأ والخبر ُم ّ‬
‫(‪)8‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ور ِه َول ْو ك َِرهَ الكَافِ ُرونَ " ‪.‬‬‫َّللاُ ُمتِ ُّم نُ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َّللاِ بِأف َوا ِه ِه ْم َو َّ‬
‫ور َّ‬ ‫وذلك في قوله تعالى‪" :‬ي ُِريد ُونَ ِليُ ْ‬
‫ط ِفؤُوا نُ َ‬
‫ففي النص القرآني الكريم‪ ،‬جاء المبتدأ لفظ الجاللة (هللا) مفرد ومعرف بـ الـ‪ ،‬والخبر ُمعرف باإلضافة وهو ( ُمتم نورهِ) وهذه الجملة‬
‫جملة اسمية تدل على الثبوت فنور هللا عز وج َل دائم وثابت ومستمر ال يطفئ وال يتحدد بزمن معين ولو ك َِره وأبى الكافرون‪.‬‬
‫وفي هذ ِه اآلي ِة الكريم ِة وقع المبتدأ والخبر معرفتين‪ ،‬جاء في المفصل‪" :‬وقد يق ُع المبتدأ والخبر معرفتين معا ً كقولك‪( :‬زيدٌ المنطلق)‬
‫قدمت فهو المبتدأ"(‪.)9‬‬ ‫ْ‬ ‫و (هللا الهنا) و (محمد نبينا) وال يجوز تقديم الخبر هنا بل أيهما‬
‫(‪)10‬‬
‫وجملة (وهللا ُمتم نورهِ) جملة حالية من فاعل (يريدون)‪ ،‬أو يطفئوا‪ ،‬والواو للحال ‪ ،‬أي هللا مظهر كلمته ومؤيد نبي ِه ومعلن‬
‫شريعت ِه ودينه و ُم ْب ِلغ ذلك غايت ِه ولو كره الكافرون(‪ ،)11‬وإطفاء نور هللا بأفواههم تهكم في إرادتهم من اجل إبطال األَسالم‪ ،‬وحالهم‬
‫مث ِل الذي ينفخ في نور الشمس بغي ِه ليطفئه(‪.)12‬‬

‫(‪ )1‬يُنظر‪ :‬في النحو العربي نقد وتوجيه‪ :‬مهدي المخزومي (ت‪1406‬هـ)‪.26 :‬‬
‫(‪ )2‬سورة البقرة‪.228/‬‬
‫(‪ )3‬يُنظر‪ :‬لسان العرب (بعل)‪ :‬ابن منظور (ت‪711‬هـ)‪ ،448،449/1 :‬والمصباح المنير (بعل)‪ :‬الفيومي (ت‪770‬هـ)‪.56-55 :‬‬
‫(‪ )4‬يُنظر‪ :‬األصول في النحو‪ :‬أبو بكر السراج النحوي (ت‪316‬هـ)‪ ،62/1 :‬وشرح المفصل البن يعيش النحوي (ت‪643‬هـ)‪.87/1 :‬‬
‫(‪ )5‬مجمع البيان للطبرسي أبو علي الفضل بن الحسن (ت‪.58/57/2 :)548‬‬
‫(‪ )6‬معاني النحو فاضل صالح السامرائي (حي يُرزق)‪.154/1 :‬‬
‫(‪ )7‬يُنظر‪ :‬التفسير الوسيط‪ :‬تأليف لجنة من العلماء باألزهر‪.375 :‬‬
‫(‪ )8‬سورة الصف‪.8/‬‬
‫(‪ )9‬يُنظر‪ :‬شرح المفصل البن يعيش النحوي‪ ،98/1 :‬ومعاني النحو‪.153/1 :‬‬

‫عدد خاص‪)2( /‬‬ ‫‪296‬‬ ‫جملة املستنصرية للعلوم االنسانية‬


‫املؤمتر العلمي السادس والعشرين للعلوم اإلنسانية والرتبوية‪ /‬كلية الرتبية‪ /‬اجلامعة املستنصرية ‪ 4-3‬أيار ‪2023‬‬

‫ور َّللاِ بِأ َ ْف َوا ِه ِه ْم َويَأْبَى َّللاُ إِالَّ‬‫ُط ِفؤُواْ نُ َ‬‫ولهذا النص القرآني نظير في المعنى والداللة ال التركيب وذلك في قول ِه تعالى‪" :‬ي ُِريدُونَ أَن ي ْ‬
‫ورهُ َولَ ْو ك َِرهَ ْالكَافِ ُرونَ "(‪.)13‬‬ ‫أَن يُتِ َّم نُ َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويتض َح لنا ان هذا التركيب مختلف عن آية البحث لوجود "إال االستثنائية" لما فيها تأكيدا ومبالغة على وجوب إظهار نور هللا‬
‫وإسالمه وشرائع ِه ومبادئ ِه وإحكام ِه التي سنها وامر بها ولو ك َِرهَ ذلك وأبى أهل الكفر والطغيان والجور‪.‬‬
‫الصورة الثالثة‪(( :‬المبتدأ معرفة (ضمير منفصل) والخبر اسم موصول))‬
‫ورا"(‪.)14‬‬ ‫ار ِخ ْلفَةً ِل َم ْن أ َ َرادَ أَن يَذَّ َّك َر أَ ْو أ َ َرادَ ُ‬
‫ش ُك ً‬ ‫ومن ذلك قول ِه تعالى‪َ " :‬وه َُو الَّذِي َجعَ َل اللَّ ْي َل َوالنَّ َه َ‬
‫أن المبتدأ معرفة وهو ضمير منفصل (هو)‪ ،‬والخبر معرفة ايضا ً وهو اسم موصول (الذي) وفي مثل هذا‬ ‫ففي هذا السياق القرآني َّ‬
‫ً‬
‫التركيب يد ُل السياق القرآني على االختصاص والقصر الحقيقي ‪ ،‬أي اختصاص هللا عز وجل بجعل الليل والنهار خلفة لمن أراد‬ ‫(‪)15‬‬

‫ألن الشيء إذا أضُمر ثم فُسر كان ذلك أفخم لهُ من ْ‬


‫أن‬ ‫أن يذكر أو أرادَ الشكر‪ ،‬ولقد جيء بالضمير (هو) مقام االسم الظاهر (هللا)‪ًّ ،‬‬
‫والخالفة‪ ،‬النيابة عن الغيَر(‪ ،)17‬أي‪ :‬إِن الليل والنهار يتعاقبان في الضياء والظالم‬ ‫ِ‬ ‫والخ ْلفَةُ‪ :‬أي يخلف كل واحد اآلخر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يذكر(‪،)16‬‬
‫والزيادة والنقصان‪ ،‬وقيل هو من باب حذف المضاف‪ ،‬والتقدير‪ ،‬أي جعل الليل والنهار ذوي خلفة‪ ،‬أي اختالف لمن ارادَ أن يتذكر‪،‬‬
‫أن هللاَ لم يجعلهما هكذا عبثاً‪ ،‬لكي يشكر هللا على نعم ِه علي ِه في الفكر والعقل والفهم(‪.)18‬‬ ‫ليعلم َّ‬‫َ‬
‫الصورة الرابعة‪(( :‬المبتدأ ضمير منفصل والخبر نكره))‬
‫ص ْي ِد َوأَنت ُ ْم ُح ُر ٌم إِ َّن َّللاَ‬ ‫ت لَ ُكم بَ ِهي َمةُ األ َ ْنعَ ِام إِالَّ َما يُتْلَى َعلَ ْي ُك ْم َغي َْر ُم ِح ِلي ال َّ‬ ‫وذلكَ في قول ِه تعالى‪" :‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ أ َ ْوفُواْ بِ ْالعُقُو ِد أ ُ ِحلَّ ْ‬
‫يَحْ ُك ُم َما ي ُِريد ُ"(‪.)19‬‬
‫فقد وردَ المسند إلي ِه في اآلية الكريمة ضميرا ً منفصالً (أنتم) وهو ضمير الجماعة للمخاطبين عائد على "الذين آمنوا" أي‪:‬‬
‫اإلخبار بالنكرة كشف ما كان مجهوالً عن السامع‬ ‫والمؤمنون ُح ُر ٌم‪ ،‬وهو من اقوى المعارف‪ ،‬والمسند اسم نكرة " ُح ُر ٌم"‪ ،‬وذلك ألَن ِ‬
‫اإلجمال(‪ ،)20‬وفي هذا التركيب القرآني وردَ في ِه المبتدأ والخبر مختلفين فتكون المعرفة المبتدأ‬ ‫والنفس تتشوق الى التفصيل بعد ِ‬
‫ثان‬
‫أن تأتي بمبتدأ ٍ‬ ‫والنكرة الخبر‪ ،‬نحو "كان زيد ٌ قائماً" وال يُعكس إال في الضرورة ‪ ،‬وإذا نُكر الخبر كما في آية البحث جاز ْ‬
‫)‬‫‪21‬‬ ‫(‬

‫أخبرت ب ِه عن األول‪ ،‬أي‪ :‬وأنتم محرومون وحالون(‪ ،)22‬والحرام‪ ،‬هو وصف لمن‬ ‫ْ‬ ‫على ان تشركهُ بحرف العطف في المعنى الذي‬
‫حرم‪ ،‬هو المكان المحدد المحيط بمك ٍة من جهاتها على حدود معروفة‪ ،‬وهو مكان ال يصطاد صيده وال‬ ‫أُحرم بحج أو عمرة‪ ،‬وال َ‬
‫(‪)23‬‬
‫يعُضد شجره وال تحل لقطته وهو الذي حددهُ إبراهيم(ع) ‪.‬‬
‫(‪)24‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ص ْيدَ َوأنت ْم ُح ُر ٌم" ‪،‬‬ ‫واتض َح لنا ورود هذا التركيب في آية أُخرى في سورة المائدة في قول ِه تعالى‪" :‬يَا أيُّ َها الذِينَ آ َمنُوا ال ت َقتلوا ال َّ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫فقد كرر هللا‪ -‬عز وجل‪ -‬هذا التركيب وذلكَ تأكيدا ً ومبالغةً في ُحرمة هذا العمل‪.‬‬
‫الصورة الخامسة الجملة االسمية‪(( :‬المبتدأ اسم إشارة والخبر مفرد))‬
‫ظا ِل ِمينَ "(‪.)25‬‬ ‫ار َوذَلِكَ َجزَ اء ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ص‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫وذلك في قول هللا عز وجل‪ِ " :‬إنِي أ ُ ِريد ُ أَن تَبُو َء ِبإِثْ ِمي َو ِإثْ ِمكَ فَتَ ُكونَ ِم ْن‬
‫اإلشارة للبعيد "ذلكَ "‪ ،‬و "ذلكَ " يشير ب ِه للدالل ِة على أن المشار الي ِه بعيد‬ ‫جاء التركيب القرآني في هذ ِه اآلية الكريمة متصدرا ً باسم ِ‬
‫بزيادة حرفين معا ً في آخر اسم اإلشارة وهما (الم) في آخره‪ ،‬وتسمى (الم البعد) ويليها "كاف الخطاب" الحرفية‪ ،‬و "الم البعد"‬
‫تزداد مع الكاف في آخر أسماء اإلشارة التي تستعمل للمفرد(‪ ،)26‬وفي "ذلكَ " إشارة واضحة الى ما قبلها في قول هللا عز وجل‬
‫إن ال فرق بين "ذاكَ " و"ذلكَ " وانما هما لغتان فـ (ذلك) بالالم لغة الحجاز‬ ‫ظا ِل ِمينَ "‪ ،‬وقالوا َّ‬ ‫ار َوذَلِكَ َجزَ اء ال َّ‬ ‫ب النَّ ِ‬ ‫"فَت َ ُكونَ ِم ْن أ َ ْ‬
‫ص َحا ِ‬
‫(‪)27‬‬
‫و (ذاك) بال الم لغة تميم ‪.‬‬
‫واألصل في اسم اإلشارة يشار بها الى األشياء المشاهدة المحسوسة واستعماله في غير ما يدركه الحس مجاز وذلكَ لتنزيله منزله‬
‫المحسوس المشاهد(‪ ،)28‬والجزاء اس ٌم للمصدر‪ ،‬والجزاء يكون ثوابا ً ويكون عقاباً‪ ،‬والصحيح أنهما يستعمالن حسب المعنى الذي‬
‫يقصدهُ المتكلم(‪.)29‬‬

‫(‪ )10‬إعراب القرآن وبيانه‪ :‬محي الدين الدرويش (ت‪1982‬م)‪ :‬م ‪.83/10‬‬
‫(‪ )11‬يُنظر‪ :‬مجمع البيان للطبرسي‪.249/9 :‬‬
‫(‪ )12‬يُنظر‪ :‬الكشاف‪ :‬الزمخشري (ت‪.106 ،105/6 :)538‬‬
‫(‪ )13‬سورة التوبة‪.32 /‬‬
‫(‪ )14‬سورة الفرقان‪ ،62/‬ويُنظر مثل هذا التركيب النحوي في آيات اإلرادة في سورة آل عمران‪ ،6/‬واالنعام‪ ،97 ،73/‬والحديد‪ ،3/‬والفرقان‪.47/‬‬
‫(‪ )15‬يُنظر‪ :‬معاني النحو‪.158/1 :‬‬
‫(‪ )16‬يُنظر‪ :‬دالئل اإلعجاز‪ :‬الشيخ عبد القاهر الجرجاني (ت‪471‬هـ)‪.132 :‬‬
‫(‪ )17‬يُنظر‪ :‬لسان العرب (خلف)‪ ،186/4 :‬ومفردات الراغب األصفهاني (خلف) (ت‪1108‬هـ)‪.295 ،294 :‬‬
‫(‪ )18‬يُنظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه‪ :‬م‪.37/7‬‬
‫اإلرادة في سورة‪ :‬االسراء‪ ،19/‬والتوبة‪.85/‬‬
‫ِ‬ ‫آيات‬ ‫في‬ ‫النحوي‬ ‫التركيب‬ ‫(‪ )19‬سورة المائدة‪ ،1/‬ويُنظر‪ :‬مثل هذا‬
‫(‪ )20‬يُنظر‪ :‬معاني النحو‪.276/2:‬‬
‫(‪ )21‬يُنظر‪ :‬مغني اللبيب‪ :‬ابن هشام األنصاري (ت‪136‬هـ)‪.115/2 :‬‬
‫(‪ )22‬يُنظر‪ :‬دالئل االعجاز‪.178 :‬‬
‫(‪ )23‬يُنظر‪ :‬تفسير التحرير والتنوير‪ :‬ابن عاشور (ت‪1973‬م)‪.79 ،78/6 :‬‬
‫(‪ )24‬سورة المائدة‪.95/‬‬
‫(‪ )25‬سورة المائدة‪.29/‬‬
‫(‪ )26‬يُنظر‪ :‬النحو الوافي‪ :‬عباس حسن (ت‪1398‬هـ)‪.271/1 :‬‬
‫(‪ )27‬يُنظر‪ :‬معاني النحو‪.84/1 :‬‬
‫(‪ )28‬المصدر نفسه‪.82/1 :‬‬
‫(‪ )29‬يُنظر‪ :‬لسان العرب (جزي)‪ ،278/2 :‬ومفردات الراغب االصفهاني (جزأ)‪.211 :‬‬

‫عدد خاص‪)2( /‬‬ ‫‪297‬‬ ‫جملة املستنصرية للعلوم االنسانية‬


‫املؤمتر العلمي السادس والعشرين للعلوم اإلنسانية والرتبوية‪ /‬كلية الرتبية‪ /‬اجلامعة املستنصرية ‪ 4-3‬أيار ‪2023‬‬

‫الصورة السادسة‪ :‬تكون فيها الجملة األسمية‪(( :‬المبتدأ اسم معرفة والخبر مصدر مؤول))‬
‫ش ْيئًا أ َ ْن َيقُو َل لَهُ ُك ْن فَ َي ُكونُ "(‪.)30‬‬ ‫كقوله تعالى " ِإ َّن َما أ َ ْم ُرهُ ِإذَا أَ َرادَ َ‬
‫أن‬ ‫ففي هذه اآلية الكريمة جاء المبتدأ اسم معرفة متكون من (أمر) ومضافا الي ِه الضمير (الهاء) والخبر مصدر مسؤول متكون من ْ‬ ‫ً‬
‫المصدرية والفعل المضارع المنصوب (يقُولَ) فالمصدر هو الحدث المجرد من الفعل‪ .‬والمصدر المسؤول أصله ُ جملة لها معنى‬
‫أنطالق)‪ ،‬والغرض من اإلخبار بـ(المصدر‬ ‫ٌ‬ ‫حاصل من اإلسناد‪ ،‬وال يخبر بالمصدر عن اسم الذات فال يصح أن تقول (زيد‬
‫المسؤول) هو المبالغة وذلك بجعل العين هو الحدث نفسه(‪.)31‬‬
‫فاَّللُ تعالى إذا أراد شيئا ً تعلقت قدرته بإجاد ِة األمر التكويني المعبر بـ ( ُكن) وهو أخصر كلمة تعبر عن األمر بالكون أي‪ ،‬االتصاف‬ ‫َّ‬
‫(‪)32‬‬
‫بالوجود‪ ،‬وقوله عز وجل‪" :‬إنما أمره" بمعنى الشأن ألنه المناسب ألفكارهم قدرته على أحياء الرميم ‪.‬‬
‫الصورة السابعة‪(( :‬المبتدأ معرفة والخبر متعدد))‬
‫(‪)33‬‬
‫ار" ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫احدُ القَ َّه ُ‬ ‫ْ‬ ‫س ْب َحانَهُ ه َُو َّ‬
‫َّللاُ ال َو ِ‬ ‫ُ‬
‫صطفَى ِم َّما يَ ْخل ُق َما يَشَاء ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ أ ْن يَت َّ ِخذَ َولدًا ال ْ‬ ‫َ‬ ‫جاءت هذ ِه الصورة في قول ِه تعالى‪" :‬لَ ْو أَ َرادَ َّ‬ ‫ْ‬ ‫وقد‬
‫(القهار) متعدد من غير عطف‪ ،‬لعدم وجود تغاير في المعنى‪ ،‬فقد يجيء للمبتدأ خبران‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫ُ)‬ ‫د‬ ‫(الواح‬ ‫الكريمة‪،‬‬ ‫اآلية‬ ‫في‬ ‫الخبر‬ ‫ورد‬ ‫فقد‬
‫وصاعدا‪ .‬كما قد يكون لهُ أوصاف متعددة‪ ،‬فالخبر وان كان متعددا من جهة اللفظ فهو غير متعدد من جهة المعنى‪ ،‬تقول‪( :‬هذا قائ ٌم‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قاعد ٌ)(‪ ،)34‬والسياق الداللي في اآلية الكريمة يدل على التعظيم وانفراد هللا‪ -‬عز وجل‪ -‬بالوحدانية والتنزيه من اتخاذ األوالد على من‬
‫ي ال يموت(‪.)35‬‬ ‫أن هللا أتخذَ ولداً‪ ،‬فهو الواحد ال شريك لهُ القهار لخلق ِه بالموت وهو ح ٌ‬ ‫ز َعم َّ‬
‫الصورة الثامنة‪ :‬يكون فيها ((المبتدأ معرفة والخبر جملة فعلية))‬
‫َ‬
‫ت َوآت ْينَا‬ ‫ض ُه ْم دَ َر َجا ٍ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ض ِمن ُهم َّمن كل َم َّللاُ َو َرف َع بَ ْع َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ض ُه ْم َعلى بَ ْع ٍ‬ ‫س ُل فَض َّْلنَا بَ ْع َ‬ ‫فالحظ ورود هذ ِه الصورة في قول ِه تعالى‪" :‬تِ ْلكَ ُّ‬
‫الر ُ‬
‫ت َوأَيَّدْنَاهُ بِ ُروحِ ْالقُد ُِس َولَ ْو شَاء َّللاُ َما ا ْقتَتَ َل الذِينَ ِمن بَ ْع ِدهِم ِمن بَ ْع ِد َما َجاءتْ ُه ُم البَيِنَاتُ َولَ ِك ِن ْ‬
‫اختَلَفُواْ فَ ِم ْن ُهم َّم ْن‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫سى ابْنَ َم ْريَ َم ْالبَيِنَا ِ‬ ‫ِعي َ‬
‫آ َمنَ َو ِم ْن ُهم َّمن َكفَ َر َولَ ْو شَاء َّللاُ َما ا ْقتَتَلُواْ َولَ ِك َّن َّللاَ َي ْف َع ُل َما ي ُِريد ُ" ‪.‬‬
‫(‪)36‬‬

‫حيث ورد المبتدأ اسم إشارة للبعيد (تلك) متصل ب ِه كاف الخطاب والقصد منهُ الخطاب والتبعيد على حسب قصد القاصد‪ ،‬وقد يُؤتى‬ ‫ُ‬
‫جاءت الكاف مطابقة للجمع الن السياق‬ ‫ْ‬ ‫س ُل" فقد‬ ‫ُ ُ‬ ‫الر‬ ‫"تلك‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫كقول‬ ‫واحد‪،‬‬ ‫قدر‬ ‫على‬ ‫الجميع‬ ‫يعم‬ ‫االمر‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫مطابق‬ ‫بالكاف‬
‫يقتضي التوسع واإلطالة في الكالم(‪ ،)37‬وجيء الخبر في اآلية جملة فعلية متكونة من فعل وفاعل ومفعول ب ِه‪ ،‬وهي "فضلنا‬
‫أن تكون هذ ِه خبرا ً عن هذا المبتدأ‪ ،‬الن الجملة ك ُل كالم‬ ‫بعضهم" والضمير (نا) يعود على المبتدأ (تلك) ولوال هذا الضمير لم يصحْ ْ‬
‫ذكر يربطها بالمبتدأ حتى تصير خبرا وتصير الجملة من تمام المبتدأ تكون الجملة أجنبية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مستقل قائم بنفس ِه‪ ،‬فإذا لم يكن في الجملة ٌ‬
‫فلو قلنا "تلك الرسل فُضل بعضها على بعض" فال يوجد عائد على المبتدأ(‪.)38‬‬
‫الرسل على بعض ألمور‪ ،‬لئال يغلط غالط فيسوي بينهم في الفضل‪ ،‬كما استووا في‬ ‫وقد ذكر هللا‪ -‬عز وجل‪ -‬تفضيل بعض ُ‬
‫الرسالة(‪.)39‬‬
‫أن الضمير (نا) في (فضلنا) قد أفاد الحصر وإِختصاص الرسل (عليهم السالم) بالتفضيل دون غيرهم‪.‬‬ ‫وتبينَ َّ‬
‫الصورة التاسعة‪(( :‬المبتدأ نكرة والخبر جملة فعلية))‬
‫ت‬ ‫صا ِل ُح َي ْرفَعُهُ َوالَّذِينَ َي ْم ُك ُرونَ الس َِّيئَا ِ‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫م‬ ‫ع‬‫ال‬ ‫ْ‬
‫ِبُ َ َ َ‬‫و‬ ‫ي‬‫ط‬‫َّ‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫ُِ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫لِلَف ْال ِع َّزة ُ َ ِ ً ِ ِ َ ْ َ‬
‫ع‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ع‬‫ي‬‫م‬‫ج‬ ‫وذلكَ في قول ِه تعالى‪َ " :‬من َكانَ ي ُِريد ُ ْال ِع َّزة َ َ ِ َّ ِ‬
‫ُور"(‪.)40‬‬ ‫شدِيدٌ َو َم ْك ُر أ ُ ْولَئِكَ ه َُو َيب ُ‬ ‫لَ ُه ْم َعذَابٌ َ‬
‫"يبور"‪ ،‬ومن مسوغات‬ ‫ُ‬ ‫(مكر) والجملة فعلية (متكونة من الفعل والفاعل الضمير المستتر)‬ ‫ُ‬ ‫فقد وردَ المبتدأ في اآلية الكريمة نكرة‬
‫(مكر) عامل جرا باسم اإلشارة المعرفة الذي بعده‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً(‪)41‬‬
‫أن تكون عاملة أما رفعا‪ ،‬او نصبا‪ ،‬او جرا ‪ ،‬واالسم النكرة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫االبتداء بالنكرة‪ْ ،‬‬
‫وهو (أولئك) العائد على "الذين يمكرون السيئات"(‪ ،)42‬ولقد أشرنا سابقا ً أ َ َّن الجملة الواقعة خبرا ً البد َ لها من وجود رابط يعود على‬
‫اإلشارة الى المبتدأ السابق(‪.)43‬‬ ‫المبتدأ‪ ،‬والروابط أنواع كثيرة‪ ،‬منها الضمير‪ ،‬ومنها ِ‬
‫اإلشارة (أولئك)‪ ،‬والضمير المستتر في (يبور) العائد على‬ ‫ِ‬ ‫اسم‬ ‫وهما‬ ‫رابطين‪،‬‬ ‫أشتملت آية البحث‪" :‬ومكر اولئكَ هو يبور" على‬ ‫ْ‬ ‫وقد‬
‫(مكر)‪ ،‬ووضع اسم اإلشارة موضع االسم الظاهر لإليذان بتميزهم بالشر والفساد عن سائر المفسدين‪ ،‬أي هم ال غيرهم‪ ،‬وقد أختلف‬ ‫ُ‬
‫في وقوع ضمير الفصل قبل الخبر‪ ،‬فمنعهُ قوم وجوزهُ آخرون (‪ ،)44‬وضمير الفصل يقع بين المبتدأ والخبر‪ ،‬والغرض منهُ هو‬

‫(‪ )30‬يس‪ ،82/‬ورود هذا المعنى في آيات اإلرادة في سورة النحل‪.40 /‬‬
‫(‪ )31‬يُنظر‪ :‬معاني النحو‪.176/1 :‬‬
‫(‪ )32‬يُنظر‪ :‬تفسير التحرير والتنوير‪.79/23 :‬‬
‫‪33‬‬
‫اإلرادة في‪ :‬البقرة‪ ،228/‬واالنفال‪ ،71 ،67/‬ويونس‪.107/‬‬
‫( ) سورة الزمر‪ ،4/‬ويُنظر مثل هذا التركيب النحوي في آيات ِ‬
‫(‪ )34‬يُنظر‪ :‬شرح المفصل البن يعيش النحوي‪.99/1 :‬‬
‫(‪ )35‬يُنظر‪ :‬مجمع البيان للطبرسي‪.205/8 :‬‬
‫‪36‬‬
‫اإلرادة في سورة القصص‪ ،83/‬والبقرة‪.253 ،233 ،228/‬‬ ‫( ) البقرة‪ ،253/‬ويُنظر ورود هذا التركيب النحوي في آيات ِ‬
‫(‪ )37‬يُنظر‪ :‬معاني النحو‪.94/1 :‬‬
‫(‪ )38‬يُنظر‪ :‬شرح المفصل‪ :‬أبو البقاء بن يعيش الموصلي الزمخشري (ت‪538‬هـ)‪.230/1 :‬‬
‫(‪ )39‬يُنظر‪ :‬مجمع البيان في تفسير القرآن‪.88/2 :‬‬
‫(‪ )40‬سورة فاطر‪ ،10/‬ويُنظر مثل هذا التركيب النحوي في آيات اإلرادة في سورة‪ :‬الروم‪ ،39-38/‬والطور‪.42/‬‬
‫(‪ )41‬يُنظر‪ :‬مغني اللبيب‪ :‬ابن هشام األنصاري (ت‪761‬هـ)‪.129/2 :‬‬
‫(‪ )42‬يُنظر‪ :‬تفسير النسقي‪ :‬اإلمام عبدهللا بن أحمد بن محمود أبو البركات (ت‪710‬هـ)‪.1418/3 :‬‬
‫(‪ )43‬يُنظر‪ :‬النحو الوافي‪.386-385/1 :‬‬
‫(‪ )44‬يُنظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه‪ :‬م‪.131/8‬‬

‫عدد خاص‪)2( /‬‬ ‫‪298‬‬ ‫جملة املستنصرية للعلوم االنسانية‬


‫املؤمتر العلمي السادس والعشرين للعلوم اإلنسانية والرتبوية‪ /‬كلية الرتبية‪ /‬اجلامعة املستنصرية ‪ 4-3‬أيار ‪2023‬‬

‫بأن ما بعدهُ خبر ال تابع‪ ،‬ففائدة ُ ضمير الفصل للداللة على أن الوارد بعدهُ خبر‪ ،‬وللتوكيد واالختصاص والقصر‪ ،‬وإيجاب أ َّن‬ ‫اإلعالم َّ‬ ‫ِ‬
‫فائدة المسند ثابتة للمسند اليه دون غيره(‪.)45‬‬
‫اإلرادة القصر واالختصاص بأن مكر الذين يعملون السيئات هو يبور‪ ،‬ولو قال عز وجل "ومكر‬ ‫وقد أفاد الضمير (هو) في آية ِ‬
‫فمكر أولئكَ آلذين مكروا تلك المكرات هو خاصة يبور أي‬ ‫ُ‬ ‫أولئك يبور" لكان إخبارا ً فقط دون إفادة معنى القصر واالختصاص‪،‬‬
‫ُور(‪.)47‬‬
‫عبر بالبوار عن الهالك‪ ،‬والجمع بُور‪ ،‬يقال‪ :‬قو ٌم ب ٌ‬ ‫يكسد ُ ويفسد ُ(‪ ،)46‬والبوار‪ :‬فرط الكساد‪ ،‬و ُ‬
‫الصورة العاشرة‪(( :‬المبتدأ معرفة والخبر شبه جملة (جار ومجرور)))‬
‫سادًا َو ْال َعا ِق َبةُ ِل ْل ُمتَّقِينَ "(‪.)48‬‬
‫ض َو َال ف ََ‬ ‫ر‬
‫ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫األ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫و‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ومن صور هذا النمط قوله تعالى‪ِ " :‬ت ْلكَ الد ُ‬
‫َّار ْاآل ِخ َرة ُ نَجْ َعلُ َها ِللَّذِينَ َال ي ُِري ُونَ ُ ًّ ِ‬
‫المقصود بالخبر شبه الجملة هو الظرف والجار والمجرور‪ ،‬ويقدر النحاة لهما محذوفا ً يتعلقان ب ِه هو عند أكثرهم فعل "أستقر" أو‬
‫"كان" وعند قس ٌم آخر اسم (كائن) او (مستقر)‪ ،‬والراجح كما رجح (ابن هشام)(‪ )49‬التقدير بحسب المعنى‪ ،‬وأيدهُ في ذلكَ الدكتور‬
‫فاضل السامرائي(‪ ،)50‬بقول ِه‪" :‬إذا أُريد الحدوث قَدر فعل بحسب الزمن‪ ،‬وإذا أريد الثبوت قَدر اسم‪ ،‬وعلة التقدير‪ ،‬إنكَ اذا قلت‪ :‬زيدٌ‬
‫جالس في الدار‪ .‬وال يجوز أن‬ ‫ٌ‬ ‫في الدار‪ ،‬قصدتَ الوجود المطلق في ِه‪ ،‬وإذا أردتَ أمرا ً بعين ِه فال بد من ذكر المتعلق‪ ،‬فنقول‪ :‬زيد ٌ‬
‫تحذفهُ إال بقرينة"(‪.)51‬‬
‫وقد وردَ المبتدأ في اآلية الكريمة اسم معرفة معرف بـ ال (العاقبةُ) والخبر شبه جملة جار ومجرور "للمتقين" والمعرفة تكون لما‬
‫مستقر للمتقين‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫هو محدد ومعلوم بخالف النكرة(‪ ،)52‬والتقدير‪ :‬والعاقبة‬
‫جاءت تعقيبا ً على‬ ‫ْ‬ ‫ولقد أشار هللا ‪-‬عز وجل– الى الدار اآلخرة باسم اإلشارة (تلكَ ) تعظيما ً لها وتفخيما ً لشأنها ‪ ،‬واآلية الكريمة‬
‫)‬ ‫‪53‬‬ ‫(‬

‫أكدت اآلية الكريمة على‬ ‫ْ‬ ‫فخسف هللا ب ِه وبدار ِه األرض‪ ،‬وقد‬ ‫َ‬ ‫قصة قارون الذي ملكَ كنوز األرض وأستطال بها على الناس‪،‬‬
‫ظاهرتين من السلوك السلبي وهما (العلو) و (الفساد)‪.‬‬
‫الصورة الحادية عشرة‪(( :‬المبتدأ معرفة (اسم موصول)‪ ،‬والخبر جملة اسمية مقترنة بالفاء))‬
‫ار ُكلَّ َما أ َ َراد ُوا أَن يَ ْخ ُر ُجوا ِم ْن َها أ ُ ِعيدُوا فِي َها َوقِي َل لَ ُه ْم ذُوقُوا‬ ‫سقُوا فَ َمأ ْ َواهُ ُم النَّ ُ‬
‫وجاءت هذ ِه الصورة في قول ِه تعالى‪َ " :‬وأ َ َّما الَّذِينَ فَ َ‬ ‫ْ‬
‫ار الَّذِي ُكنتُم ِب ِه تُك َِذبُونَ "(‪.)54‬‬ ‫َّ‬
‫اب ِ‬‫ن‬‫ال‬ ‫َعذَ َ‬
‫واإلبهام‪ ،‬والخبر جملة إسمية مقترنة بالفاء‬ ‫إن المتأمل في هذا التركيب يجد ُ المبتدأ اسم موصول (الذينَ ) جيء ب ِه للداللة على العموم ِ‬
‫وجب‬ ‫َ‬ ‫الخبر‬ ‫تقدم‬ ‫ولو‬ ‫المعنى‪،‬‬ ‫في‬ ‫االتصال‬ ‫(فمأواهم النار) ومتكونة من مبتدأ وخبر‪ ،‬ولوال الفاء الرابطة لكانَ الكالم مفككا ً خا ٍل من‬
‫النار الذين فسقوا"‪ ،‬وقد يتضمن المبتدأ معنى الشرط‪ ،‬فيصح دخول الفاء في الخبر‪ ،‬وقد تدخل الفاء على‬ ‫ُ‬ ‫حذف الفاء نحو‪" :‬مأواهم‬
‫خبر المبتدأ الواقع بعد (أما) وجوباً‪ ،‬نحو‪ :‬أما زيدٌ فقائ ٌم‪ ،‬وال تحذف إال بالضرورة‪ ،‬او إلضمار القول‪ ،‬كقول ِه تعالى‪" :‬فَأ َ َّما الَّذِينَ‬
‫َّت ُو ُجو ُه ُه ْم أ َ ْكفَ ْرتُم"(‪ ،)55‬وإنما وصل المبتدأ (الذين) في خبر ِه بالفاء (فمأواهم النار)‪ ،‬لكون الموصول ككلمة الشرط‪ ،‬والخبر‬ ‫اس َْود ْ‬
‫كالجزاء الذي يدخلهُ الفاء‪ ،‬وقد جاء الفعل الماضي بعد االسم الموصول ماضيا ً وهو بمعنى المستقبل لتضمنه معنى الشرط ‪ ،‬وبين‬
‫(‪)56‬‬

‫هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬مصير الذين كفروا وفسقوا‪ ،‬أي خرجوا من طاعة هللا وتمردوا عليه‪ ،‬فمنزلهم النار وكلما أرادوا الخروج منها ُردوا‬
‫فردوا إلى مواضعهم(‪.)57‬‬ ‫اليها راغمين مكرهين‪ ،‬وقيل دفعهم اللهب إلى أعالها ُ‬

‫خاتمة البحث‬
‫اإلرادة من حيث صورها وأنماطها المختلفة‪ ،‬وأتض َح َّ‬
‫أن لكل صورة مستوى داللي‬ ‫ِ‬ ‫آيات‬ ‫في‬ ‫وصورها‬ ‫االسمية‬ ‫الجملة‬ ‫لقد بينا داللة‬
‫متطور‪ .‬وتلكَ الصور هي‪:‬‬
‫‪ -‬المبتدأ اس ٌم ظاهر والخبر مفرد‪.‬‬
‫‪ -‬المبتدأ مفرد والخبر ُمعرف ِ‬
‫باإلضافة‪.‬‬
‫‪ -‬المبتدأ ضمير منفصل والخبر اسم موصول‪.‬‬
‫‪ -‬المبتدأ ضمير منفصل والخبر نكرة‪.‬‬
‫‪ -‬المبتدأ اسم إشارة والخبر مفرد‪.‬‬
‫‪ -‬المبتدأ معرفة والخبر مصدر مؤول‪.‬‬

‫(‪ )45‬يُنظر‪ :‬معاني النحو‪.45 ،44/1 :‬‬


‫(‪ )46‬يُنظر‪ :‬تفسير الكشاف‪.145/5 :‬‬
‫(‪ )47‬يُنظر‪ :‬مفردات الراغب االصفهاني (بور)‪.153 :‬‬
‫(‪ )48‬سورة القصص‪.83/‬‬
‫(‪ ) 49‬هو اإلمام أبو محمد عبدهللا جمال الدين بن يوسف بن هشام األنصاري (ت‪1360‬م‪761-‬هـ)‪.‬‬
‫(‪ )50‬هو الدكتور فاضل بن صالح بن خليل البدري‪ ،‬ولد سنة ‪1933‬م‪.‬‬
‫(‪ )51‬يُنظر‪ :‬مغني اللبيب‪ ،107/2 :‬ومعاني النحو‪.173-172/1 :‬‬
‫(‪ )52‬يُنظر‪ :‬معاني النحو‪.102/1 :‬‬
‫(‪ )53‬يُنظر‪ :‬تفسير الكشاف‪.529 ،528/4 :‬‬
‫(‪ )54‬سورة السجدة‪.20/‬‬
‫(‪ )55‬سورة آل عمران‪.106/‬‬
‫(‪ )56‬يُنظر‪ :‬شرح الرضي على الكافية‪ :‬رضي الدين االستراباذي (ت‪686‬هـ)‪.268 ،267/1 :‬‬
‫(‪ )57‬يُنظر‪ :‬فتح القدير‪ :‬محمد بن علي الشوكاني (ت‪1250‬هـ)‪.1152/21 :‬‬

‫عدد خاص‪)2( /‬‬ ‫‪299‬‬ ‫جملة املستنصرية للعلوم االنسانية‬


‫املؤمتر العلمي السادس والعشرين للعلوم اإلنسانية والرتبوية‪ /‬كلية الرتبية‪ /‬اجلامعة املستنصرية ‪ 4-3‬أيار ‪2023‬‬

‫‪ -‬المبتدأ معرفة والخبر متعدد‪.‬‬


‫‪ -‬المبتدأ معرفة والخبر جملة فعلية‪.‬‬
‫‪ -‬المبتدأ نكرة والخبر جملة فعلية‪.‬‬
‫‪ -‬المبتدأ معرفة والخبر شبه جملة (جار ومجرور)‪.‬‬
‫‪ -‬المبتدأ معرفة (اسم موصول) والخبر جملة اسمية مقترنة بالفاء‪.‬‬
‫تم بحمد هللا‬
‫المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫اإلمام الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور)‪ ،‬تفسير التحرير والتنوير‪ ،‬الدار التونسية للنشر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫األستاذ‬ ‫(سماحة‬ ‫‪ -2‬ابن عاشور‪،‬‬
‫‪1984‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪.30 :‬‬
‫‪ -3‬ابن منظور‪( ،‬محمد بن مكرم بن علي بن منظور االنصاري‪ ،‬معجم لسان العرب‪ ،‬ط‪ ،3‬دار التراث العربي للطباعة والنشر‪،‬‬
‫‪1999-1419‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪.15 :‬‬
‫(اإلمام أبي محمد عبد هللا جمال الدين بن يوسف أحمد ابن عبد هللا بن هشام)‪ ،‬مغني اللبيب عن كتب‬ ‫‪ -4‬ابن هشام األنصاري‪ِ ،‬‬
‫االعاريب‪ ،‬تحقيق‪ :‬احمد محي الدين عبد الحميد‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الصادق للطباعة والنشر‪ ،‬عدد األجزاء‪.2 :‬‬
‫‪ -5‬ابن يعيش النحوي‪( ،‬أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش بن ابي السرايا)‪( ،‬شرح المفصل)‪ ،‬إدارة المطبعة المنيرية‪ ،‬عدد‬
‫األجزاء‪.10 :‬‬
‫‪ -6‬تأليف لجنة من العلماء بإشراف مجمع البحوث اإلسالمية باألزهر‪ ،‬التفسير الوسيط للقرآن الكريم‪ ،‬ط‪ ،3‬مطبعة المصحف‬
‫الشريف‪1413 ،‬ه‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫اإلمام أبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد)‪ ،‬دالئل االعجاز‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود محمد شاكر‪،‬‬ ‫‪ -7‬الجرجاني النحوي‪( ،‬الشيخ ِ‬
‫ط‪ ،5‬منشورات قم‪2017 ،‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪.1 :‬‬
‫‪ -8‬الدرويش‪( ،‬محي الدين الدرويش)‪ ،‬إعراب القرآن وبيانه‪ ،‬اليمامة للطباعة والنشر‪ ،‬دار ابن كثير للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪ ،3‬دار‬
‫اإلرشاد للشؤون العلمية‪1412 ،‬ه‪1992-‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪.10 :‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -9‬الراغب االصفهاني‪( ،‬الحسين بن محمد بن الفضل‪ ،‬أبو القاسم االصفهاني)‪ ،‬مفردات الراغب األصفهاني مع مالحظات‬
‫العاملي‪ ،‬ط‪ ،3‬دار المعروف للطباعة والنشر‪ ،‬عدد األجزاء‪.1 :‬‬
‫‪ -10‬الزمخشري‪( ،‬العالمة جار هللا أبي القاسم محمود بن عُمر)‪ ،‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون األقاويل في وجوه‬
‫التأويل‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الرياض‪1418 ،‬ه‪1998 ،‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪.6 :‬‬
‫‪ -11‬الزمخشري‪( ،‬موفق الدين أبي البقاء يعيش بن علي بن يعيش الموصلي)‪ ،‬شرح المفصل‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬أميل بديع يعقوب‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار الكتب العلمية‪1422 ،‬ه‪2001-‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪.6 :‬‬
‫‪ -12‬السامرائي‪( ،‬الدكتور فاضل صالح)‪ ،‬معاني النحو‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع‪1434 ،‬ه‪ ،‬عدد‬
‫األجزاء‪.4 :‬‬
‫‪ -13‬السراج النحوي البغدادي‪( ،‬البي بكر محمد بن سهل بن السراج)‪( ،‬األصول في النحو)‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتور عبد الحسين الفتلي‪،‬‬
‫ط‪ ،3‬مؤسسة الرسالة‪ -‬بيروت‪1996 ،1417 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -14‬الشوكاني‪( ،‬محمد بن علي بن محمد)‪ ،‬فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير‪ ،‬راجع أصوله‪ :‬يوسف‬
‫الغوش‪ ،‬ط‪ ،4‬دار المعرفة‪ -‬بيروت‪1428 ،‬ه‪2007-‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪.30 :‬‬
‫‪ -15‬الطبر سي‪( ،‬أمين اإلسالم أبي علي الفضل بن الحسن)‪ ،‬مجمع البيان في تفسير القرآن‪ ،‬تحقيق‪ :‬الحاج السيد هاشم الرسولي‬
‫المحلالتي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار إحياء التراث العربي‪14729 ،‬ه‪2008-‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪.10 :‬‬
‫‪ -16‬عباس حسن‪( ،‬النحو الوافي مع ربطه باألساليب الرفيعة والحياة اللغوية)‪ ،‬ط‪ ،2‬الناشر‪ :‬ذوي القربى‪1432 ،‬هـ‪ ،‬عدد األجزاء‪:‬‬
‫‪.5‬‬
‫‪ -17‬الفيومي‪( ،‬الدكتور العالمة احمد بن محمد بن علي ال ُمقري)‪ ،‬المصباح المنير‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬تحقيق الدكتور‪ :‬عبدالعظيم‬
‫الشناوي‪ ،‬ط‪ ،2‬عدد األجزاء‪.2:‬‬
‫‪ -18‬المخزومي‪( ،‬مهدي المخزومي)‪ ،‬في النحو العربي نقد وتوجيه‪ ،‬دار الرائد العربي‪1406 .‬ه‪1986-‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪ ،1 :‬ط‪2‬‬
‫إلمام عبد هللا بن احمد بن محمود)‪ ،‬مدارك التنزيل وحقائق التأويل‪ ،‬ط‪ ،1‬دار القلم‪ ،‬بيروت‪1408 ،‬ه‪1989-‬م‪ ،‬عدد‬ ‫‪ -19‬النسفي‪( ،‬ل ِ‬
‫األجزاء‪.3 :‬‬
‫‪ -20‬رضي الدين األستراباذي‪( ،‬شرح الرضي على الكافية)‪ ،‬تحقيق‪ :‬يوسف حسن عمر‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات جامعة قاريونس‪-‬‬
‫بنغازي‪ ،1996 ،‬عدد األجزاء‪.2 :‬‬

‫عدد خاص‪)2( /‬‬ ‫‪300‬‬ ‫جملة املستنصرية للعلوم االنسانية‬

‫‪View publication stats‬‬

You might also like