You are on page 1of 20

260 -241 ‫ ص‬،)2023( 01 :‫الع ــدد‬/12‫اجمللد‬ ‫جملـة البحوث الرتبوية والتعليمية‬

‫البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل‬
).‫( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس‬
The psychopathological profile of the mother of a child with autism
spectrum disorder between diagnosis and acceptance
(a clinical study on the case of the mother of achild autistim spectrum at
the Nibras Association.)

2‫هبتان‬ ‫ عبد القادر‬،1‫مسية بلهوشات‬


E1090800‫خمرب البحث يف العلوم االجتماعية‬
belhouchet.soumia@univ-guelma. ،)‫ (اجلزائر‬-‫قاملة‬-1945 ‫ ماي‬8 ‫جامعة‬1
behtane.abdelkader@univ-guelma.dz ،)‫ (اجلزائر‬-‫قاملة‬-1945 ‫ ماي‬8 ‫جامعة‬2
2023/6/10 :‫ اتريخ النشر‬2023/2/16 :‫ اتريخ القبول‬2022/9/20 :‫اتريخ االستالم‬

:‫امللخص‬
،‫هتدف هذه الدراسة للكشف عن خصائص الربوفيل النفسومرضي لدى أم الطفل التوحدي مابني التقبل والتشخيص‬
‫ ومقياس الضغط النفسي‬،‫ أبدواته املتمثلة يف كل من املقابلة النصف موجهة‬،‫وهذا ابإلعتماد على املنهج العيادي‬
‫ وقد‬،‫ للكشف عن أعراض الصدمة‬PTSD‫ ومقياس‬،‫الذي حيوي بنودا لقياس املرونة النفسية لرايب والسباعي‬
‫توصلنا من خالل احلالة املدروسة إيل أن خصائص الربوفيل النفسومرضي لدى أم طفل املصاب إبضطراب طيف‬
.‫ وعدم التكيف مابعد مرحلة التشخيص‬،‫التوحد ساعدت يف بلوغها للحداد الباثلوجي املولد للصدمة‬
.‫ التشخيص‬،‫ التقبل‬،‫ أم الطفل التوحدي‬،‫ الربوفيل النفسو مرضي‬:‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract :
This study aims to reveal the characteristics of the psychological and
pathological profile of the mother of the autistic child between acceptance
and diagnosis, and this is based on the clinical approach, with its tools
represented in each of the half-guided interview, the psychological stress
scale that contains items to measure the psychological resilience of Rabi and
the Seven, and the PTSD scale to detect symptoms Trauma, and through the
case studied, we concluded that the characteristics of the psychological and
pathological profile of the mother of a child with autism spectrum disorder
helped to reach the state of traumatic pathological mourning and lack of
adaptation after the diagnosis stage.
Key words: psychopathological profile, mother of the autistic child,
acceptance, diagnosis.
.belhouchet.soumia@univ-guelma. ‫ مسية بلهوشات‬:‫املؤلف املرسل‬

241
‫مسية بلهوشات‪ ،‬عبد القادر هبتان‬

‫‪.1‬مقدمة‪:‬‬
‫تعد والدة طفل حدثا سعيدا‪ ،‬يبني الوالدين حوله وخصوصا األمهات تمثالت‪،‬‬
‫فهو مشروع المستقبل الملئ باألحالم والرغبات‪ ،‬لينمو أطفالهم‪ ،‬فتنمو معهم رغباتهم‬
‫الطفولية‪ ،‬إال أنه قد تثبط قدراتهم عند مرحلة عمرية ما‪ ،‬وكما قد يفقدها مع نموه‪.‬‬
‫ويعد اضطراب طيف التوحد من أكثر اإلضطرابات شيوعا في تلك المراحل‪،‬‬
‫بحيث تبدأ األمهات في مالحظة الفروقات الفردية لطفلها عن غيره‪ ،‬وعند بلوغه ثماني‬
‫عشرة شه ار يبدأ القلق ورحلة التشخيص من مختص آلخر‪ ،‬ليتحول توقع الطفل المشروع‬
‫لوهم‪ ،‬ويتحول الطفل لمأساة بعد تلقي التشخيص باضطراب طيف التوحد‪ ،‬وما يزال‬
‫هذا األخير مجهول المعالم في مجتمعنا‪ ،‬فيتم التعامل مع التشخيص من قبل بعض‬
‫األمهات على أنه خسارة‪ ،‬وبالرغم من تمكن بعضهن من التكيف معه‪ ،‬لطبيعة‬
‫الخصائص النفسية التي تمتلكها كل واحدة منهن‪ ،‬فيساعد تقبل التشخيص والتكيف‬
‫مع طبيعة االضطراب‪ ،‬على النجاح في التكفل بالطفل‪ ،‬وهو ما قد توصلت له بعض‬
‫الدراسات الميدانية نخص بالذكر تجربة كل من آيت أوفلة وصحراوي اللذان كشفتا عن‬
‫قدرة أم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد على اإلرجاعية‪ ،‬توصال إلي أن‬
‫اإلعالن عن التشخيص يسبب الالتوازن النفسي مما يؤول للصدمة‪ ،‬لكن المصادر‬
‫الداخلية والخارجية تساهم في إعادة بناء القدرة على التكيف لألم (آيت أوفلة و‬
‫صحرواوي‪.)2019 ،‬‬
‫إال أن ردود الفعل اتجاه األطفال تختلف فقد تدفعهم صدمة التشخيص للرفض‬
‫التام لالضطراب‪ ،‬فبين كل هذه التضاربات التي تواجهها األمهات أثناء مسارها‬
‫التشخيصي‪ ،‬وبعد ما تم طرحه من التجارب العيادية‪ ،‬التي دفعتنا لتناول موضوع‬
‫األمهات بعد تلقي التشخيص‪ ،‬ارتأينا معرفة مدى قدرة البر وفيل النفسومرضي لدى‬
‫أم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد على التكيف أو الرجعية‪ ،‬وطبيعة اآلليات‬
‫الدفاعية التي تنشطها‪ ،‬فتناولنا حالة استطالعية ألم طفل مصابا بإضطراب طيف‬
‫التوحد تم تشخيصه بتاريخ ‪ ،2021 /09/25‬وخصوصا بعد مالحظاتنا لنوبات البكاء‬
‫الحاد التي تميزها في كل مرة تأتي بالطفل للجمعية‪ ،‬و باعتمادنا على المنهج العيادي‬
‫القائم على دراسة الحالة‪ ،‬الذي ساعدنا على اإلجابة على الطرح اآلتي‪:‬‬

‫‪242‬‬
‫البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل‬
‫( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس‪).‬‬
‫‪-‬فيما يتجلى البر وفيل النفسومرضي لدى أم الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد‬
‫أثناء مسارها التشخيص ؟‬
‫‪-‬وهل للبروفيل النفسومرضي لدى أم الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد القدرة‬
‫على اإلرجاعية؟‬
‫بناءا عليه تتحدد فرضيتنا في‪:‬‬
‫يتحدد البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد في االكتئاب‬
‫الشديد الذي يدعم أعراض الحداد الباثولوجي المولد للصدمة ‪.‬‬
‫‪-2‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫يعتبر موضوع بحثنا كدراسة استكشافية‪ ،‬يتوجه من الناحية الميدانية للمختصين‬


‫في مجال التوحد‪ ،‬وهذا لتنبيههم بضرورة تحديد قدرة البروفيل النفسومرضي لدى‬
‫األمهات على المرور للرجعية أو إعادة التكيف‪ ،‬فالعوامل الداخلية لألم تلعب دو ار في‬
‫العمل التكفلي‪ ،‬وخصوصا عند أول إعالن‪ ،‬لنتجنب استم اررية األم في التوجه من‬
‫مختص آلخر بحثا عن التشخيص الذي يتوافق مع تمثالتها‪ ،‬وهذا يدفع لضرورة‬
‫التحضير النفسي لألمهات قبل اطالعها على التشخيص‪.‬‬

‫‪-3‬أهداف الدراسة‪:‬‬

‫يتجسد الهدف األساسي من دراستنا العيادية في‪:‬‬

‫استكشاف قدرة البر وفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد‬
‫أثناء مسارها التشخيصي على الرجعية وتقبل االضطراب‪ ،‬وهذا من خالل نموذج حالة‬
‫عيادية على مستوى جمعية النبراس لألطفال المصابين بطيف التوحد‪.‬‬

‫‪-5‬مصطلحات الدراسة اإلجرائية‪:‬‬

‫‪1-5‬البروفيل النفسو مرضي‪:‬‬


‫ويتمثل في الجدول العيادي الخاص بحالة أم الطفل المصاب باضطراب طيف‬
‫التوحد قيد الدراسة‪ ،‬ويتمثل في الضغط النفسي و اإلكتئاب الحاد والمطول‪ ،1‬والذي يعود‬

‫بناءا على األعراض املوجودة يف الدليل اإلحصائي لإلضطرابت النفسية والعقلية اخلامس‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪243‬‬
‫مسية بلهوشات‪ ،‬عبد القادر هبتان‬

‫للسياق التاريخي للحالة‪ ،‬وهذا األخير ساهم في تفجير أعراض الحداد الباثلوجي المولد‬
‫للصدمة بعد إعالن التشخيص وثبوته‪.‬‬
‫‪ 2-5‬التقبل ‪:‬‬

‫وتكون هذه المرحلة مؤقتة تمر بها أم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد‬
‫بعد إعالن التشخيص‪ ،‬كمرحلة دفاعية ضد وجود االضطراب لشعورها بالذنب واللوم‬
‫الذاتي‪ ،‬حيث تعتبر كنتيجة آللية التسوية‪ ،‬والبحث عن تشخيص آخر يالئم جاللة‬
‫الطفل‪ ،‬فيكون فيها نوع من تقبل لألع ارض‪.‬‬

‫‪3-5‬التشخيص‬

‫ويتمثل في تحديد إعالن أن الطفل هيثم يعاني من اضطراب طيف التوحد‬


‫الشديد من قبل كل من المختص في الطب العقلي لألطفال‪ ،‬والمختص األرطفوني‪ ،‬و‬
‫كذا المختص النفسي العيادي‪.‬‬

‫‪4-5‬أم الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد‪:‬‬

‫تتمثل في حالة األم قيد الدراسة‪ ،‬والتي شخص إبنها على معاناته من اضطراب‬
‫طيف التوحد‪.‬‬

‫اإلطار النظري ‪:‬‬

‫‪-1‬االكتئاب‪:‬‬
‫يقصد به مجموعة من األعراض المركبة التي يطلق عليها العلماء مفهوم الزملة‬
‫االكتئابية "‪ ،"Dépressive syndrome‬وهي تختلف من شخص آلخر‪ ،‬فقد تتمظهر‬
‫في شكل ‪:‬‬
‫‪ -‬أحاسيس من اللوم الذاتي وتأنيب النفس‪.‬‬
‫‪-‬شكاوي جسدية وأمراض بدنية‪.‬‬
‫‪ -‬مشاعر اليأس والتشاؤم والملل السريع‪.‬‬
‫وقد تجتمع كل هذه األعراض في شخص واحد‪ ،‬أو قد تختلط مع أمراض جسمية‬
‫أخرى ‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل‬
‫( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس‪).‬‬
‫ويعد االكتئاب اإلستجابي" ‪ ،"La dépression réactionnel‬أحد األنواع التي تندرج‬
‫ضمن االكتئاب‪ ،‬ويكون نتاجا للكوارث واألحداث الخارجية أو مواقف الفقد والخسارة‪،‬‬
‫مما يحدث االكتئاب كاستجابة مرتبطة بالموقف‪ ،‬ولكنها تنتهي بعد مدة زمنية‪ ،‬فيكون‬
‫الشخص قاد ار على أداء مهامه بصورة عادية‪ ،‬أما إذا استمر الموقف بعد فترة الحداد‬
‫لفترة طويلة والتي يحددها الدليل التشخيصي األمريكي بأسبوعين أو أكثر‪ ،‬هنا نطلق‬
‫عليه ما يسمى باالكتئاب العصابي‪ ،‬وما يميزه عن االكتئاب اإلستجابي‪ ،‬هو أن هذا‬
‫األخير تظهر فيه اضطرابات المزاج واليأس بصورة أقل (ابراهيم‪ ،1998 ،‬الصفحات‬
‫‪.)17-16‬‬
‫وقد فسره كارل أبراهام "‪ "Karl Abraham‬على أنه عبارة عن كبح لرغبة الفرد‬
‫الجنسية وإشباع لحاجات الحب‪ ،‬والتي تولد الكره والعدائية نحو الموضوع‪ ،‬فيتحول كل‬
‫من الغضب والكراهية بفعل مشاعر الذنب إلي الداخل أي نحو الذات وهذا ما يسمى‬
‫باالكتئاب‪ ،‬فبعد الخسارة أو فقدان موضوع حبنا يتفجر االكتئاب‪ ،‬كنتيجة أساسية‬
‫لإلحساس بالشعور بالذنب الشديد‪ ،‬وكأن كرهنا هو الذي يتسبب في الفقد مما يضاعف‬
‫مشاعر الغضب الداخلي ولوم الذات واالكتئاب (ابراهيم‪ ،1998 ،‬الصفحات ‪.)87-86‬‬
‫‪.2‬حداد ما بعد الصدمة‪:‬‬
‫‪ 1-2‬الحداد ‪:‬‬
‫يعود مصطلح الحداد إلي الكلمة الالتينية" ‪ " Dol‬وهي من األصل" ‪" Doler‬التي‬
‫تعني بالفرنسية " الحداد"‪ ،‬ولكن بشكل خاص األلم )‪.(Basqué & Hanus, 2020, p. 20‬‬
‫ويقصد به الحالة العاطفية المؤلمة الناجمة عن وفاة شخص عزيز"‪ ،‬أو مرحلة‬
‫من مراحل األلم التي تلي االختفاء ‪.‬‬
‫وقد طور كارل أبراهم سنة( ‪ )1912‬نموذج الحداد الذي تكلم عنه "فرويد "‪،‬‬
‫حيث أن هذا األخير اعتبره كرد فعل على الخسارة والفقد‪ ،‬فاألعراض الكالسيكية والتي‬
‫تتجسد في كل من الحالة المزاجية‪ ،‬الحزن والكآبة‪ ،‬االنسحاب من العالم الخارجي‪،‬‬
‫التثبيط‪ ،‬الشعور بالالقيمة‪ ،‬األفكار الوهمية المدمرة‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫مسية بلهوشات‪ ،‬عبد القادر هبتان‬

‫كل هذه األعراض اعتبرها ابراهم تعبيار عن باثولوجية الحداد‪ ،‬لكن ما أضافه‬
‫عليها هو اضطراب الشعور بالذات‪ ،‬أي اإلحساس بكون العالم أصبح فارغا وال قيمة‬
‫له ‪.‬‬
‫فالحزن يعد عملية تكيفية‪ ،‬يمر الفرد بها لتهدئة األلم بعد الوفاة‪ ،‬و ال يتعلق األمر‬
‫بهذا الحدث األخير فقط‪ ،‬وإنما بكل الخسائر الجسدية المرتبطة بالشيخوخة أو المرض‬
‫الخطير‪ ،‬أو فقدان الوظيفة‪ ،‬أو انتهاء عالقة عاطفية‪ ،‬أو حتى فقدان أوهام الطفولة‪،‬‬
‫أو حلم المراهقة‪ ،‬كذلك مغادرة منزل األسرة‪ ،‬كلها تثير فترات حداد طويلة أو أكثر‪ ،‬فهو‬
‫عملية انفصال )‪ ،(Thibault, 2021, pp. 22-23‬كما تحدث عنه "‪"FREUD‬‬
‫يرتبط بالفقد‪ ،‬وهناك شكل آخر يرتبط باالنقطاع في مسار التاريخ الشخصي والعائلي‬
‫و اإلمتداد الجيلي‪ ،‬أي العالقة الموجودة والتي ما تزال موجودة ‪(Basqué & Hanus,‬‬
‫)‪.2020, pp. 173-174‬‬
‫ويشترك الحداد واالكتئاب في كون أن كل منهما ينتج عن حالة انفصال‪ ،‬إال أن‬
‫الحداد يمكننا فيه الوعي على ماذا نبكي؟ ‪ ،‬عكس االكتئاب فاألنا ال تدرك ما فقدته‪،‬‬
‫مما جعلها تتخلى عن حبها للموضوع‪ ،‬وفي حالة الحداد االكتئابي تحدث نجد الشخص‬
‫لم يثبت له معاناة مع اضطرابات مزاجية‪ ،‬ويمكن أن نميز الحداد المرضي بعوامل عرضية‬
‫تتمثل في الفقدان المروع والفجائي والذي لم يتم التنبأبه‪ ،‬وخصوصا لما يتعلق الموضوع‬
‫المفقود يتعلق ب‪ :‬ابنا أو أبا أو أما ‪.....‬إلخ‪ ،‬وتلعب شخصية الحاد دو ار في ذلك‪.‬‬
‫وقد وجد أن الحداد والحزن عن فقدان شخص ما‪ ،‬يعتبر أحد أسباب االكتئاب أو‬
‫الميالنخوليا‪ ،‬فقد نشر "فرويد" في عام(‪ )1917‬مقاال بعنوان ‪ ":‬الحداد و الميالنخوليا‬
‫" والذي أعتبر مرجعا للعديد من الباحثين لسنوات طويلة ‪.‬‬
‫وبالتالي فالحداد ينتج عن فقدان الموضوع مما يجعل األنا منهكا ومصرفا للكثير من‬
‫الطاقة‪ ،‬والتي تستهدف عزل الفرد عن الفقدان الذي تعرض له‪.‬‬
‫أما القلق فهو رد فعل للخطر الناجم عن هذا الفقدان‪ ،‬وقد اتجهت الدراسات الحديثة‬
‫بالنظر للحداد على أنه عملية نفسية داخلية يحرضها التعرض للفقد(الحياة النفسية تتوقف‬
‫على طبيعة المواضيع المستدخلة)‪ ،‬سوءا تعلق هذا األخير بشيء أو شخص أو قيمة معنوية ‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل‬
‫( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس‪).‬‬
‫وما يميز الحداد المرضي على أنه ال يكمن في نوعية األعراض بالدرجة األولى‪،‬‬
‫وإنما في استمرارها وميلها لالزمان‪ ،‬وعدم تحرر الحاد منها‪ ،‬وهوما يعطيها الصيغة‬
‫الصدمية‪.‬‬

‫فالحداد يتميز بالحصر والكآبة واأللم واليأس والعجز ومشاعر الذنب والعدوانية‬
‫وفقدان الطاقة‪ ،‬والشعور بالوحدة‪ ،‬والتهيج‪ ،‬واإلنهاك‪ ،‬والبكاء‪ ،‬وفقدان الوزن‪ ،‬واضطرابات‬
‫الشهية والنوم‪.‬‬

‫معيار يستبعد في تشخيص اإلكتئاب‪ ،‬وعلى الرغم‬


‫ا‬ ‫وفي ‪ DSM-5‬يعتبر الحداد‬
‫من أن الحالة االكتئابية الشديدة‪ ،‬من شأنها التأثير على الحاد ويمكن أن يتحول لحداد‬
‫معقد‪ ،‬فإن هذه األخيرة يمكن أن تشمل على ‪ :‬مشاعر الحزن الشديد‪ ،‬فقدان الوزن‬
‫‪،‬األرق‪ ،‬انخفاض الشهية‪...‬إلخ‪ ،‬وكل هذه األعراض تبدوا على أنها أعراضا الكتئاب‬
‫‪(Romano & Bacque, pp.‬‬ ‫الشديد‪ ،‬إال أنه في الحداد البد من تمييز نوبة اكتئاب‬
‫)‪.173-174‬‬

‫تعرض الفرد لصدمات سابقة ‪+‬الفقد المفاجئ = حداد صدمي كبير‪( .‬زقار‪،2017 ،‬‬
‫الصفحات ‪.)79-69‬‬
‫ووفقا لنموذج كوبلر روس الذي توصل له بعد العديد من المقابالت مع المرضى‬
‫‪the‬‬ ‫الذين يعانون من أمراض خطيرة‪ ،‬والذي نتج عنه كتاب تحت عنوان‪:‬‬
‫) ‪ ،psychological reaction to imminent death in her (1969‬الذي وصف فيه‬
‫مراحل الحداد الخمس‪ :‬اإلنكار‪ ،‬الغضب‪ ،‬المساومة‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬التكيف ‪(Tyrrell,‬‬
‫)‪.Harberger, Schoo, & siddiqui, 2022‬‬

‫‪ -2-2‬الصدمة‪:‬‬

‫يعرفها فرويد سنة (‪ )1917‬كموقف أكبر قوة من قدرة العقل‪ ،‬للتعامل معه‬
‫بالطريقة الطبيعية (عبد الحميد‪ ,‬وليد خالد;‪ ،2013 ،‬الصفحات ‪.)7-5‬‬

‫مصطلح الصدمة النفسية ‪ ،Trauma‬أو الرضخ جمع صدمات ‪ ،Traumata‬مأخوذ من‬


‫اللغة اليونانية القديمة ويقصد به الجرح أو اإلصابة‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫مسية بلهوشات‪ ،‬عبد القادر هبتان‬

‫ويمكن لكثير من العوامل أن تؤثر في قوة االضطرابات الناتجة عن الصدمة النفسية‪،‬‬


‫من بينها سن المصاب وخبراته السابقة‪ ،‬والدعم المتلقى واألمن من المحيط بعد الصدمة‬
‫)‪.(Brinkman, David; Kimil, Ahmet; Norton- Erichsenn;, 2015, pp. 6-9‬‬

‫وفي الواقع يأخذ حداد ما بعد الصدمة بعدا أكثر حدة‪ ،‬وأشد عنفا‪ ،‬فهو كل حداد‬
‫خرج عن المألوف‪ ،‬وكان مؤلما بصورة خاصة‪ ،‬كما يمكن أن يرتبط حداد ما بعد‬
‫الصدمة بكل فقدان مفاجئ نتيجة عدوان استثنائي سواء كان نتاجا عن كوارث طبيعية‪،‬‬
‫أو جراء عدوان إنسان أو خطأ تكنولوجي (زقار‪ ،2017 ،‬الصفحات ‪.)35-28‬‬

‫‪– 3‬المرونة النفسية‪:‬‬

‫"هي عملية ديناميكية تتفاعل فيها العوامل النفسية واالجتماعية والبيئية والبيولوجية‬
‫لتمكين الفرد‪ ،‬في أي مرحلة من مراحل الحياة ‪ ،‬من التطور أو الحفاظ أو على الصحة‬
‫العقلية بالرغم من التعرض للشدائد أو استعادتها" ‪(Deniz & R. McCreary, 2012, pp.‬‬
‫)‪.11-12‬‬

‫فالمرونة تتميز بالقدرة على المقاومة والتعافي بسرعة‪ ،‬و اإلزدهار في مواجهة‬
‫األحداث الصادمة والمؤلمة والمعاكسة‪ ،‬ويمكن تعزيزها من خالل الخصائص الفردية و‬
‫اإلجتماعية والتفاعل بينهما‪.‬‬

‫تتمثل في قدرة الخصائص النفسية التي تمتلكها أم الطفل المصاب باضطرابات‬


‫طيف التوحد‪ ،‬على تجاوز صدمة اإلعالن عن التشخيص‪ ،‬دون حدوث خلال باثولوجي‬
‫على مستوى بروفيلها النفسي‪.‬‬

‫‪ -4‬الضغط النفسي‪:‬‬

‫يعبر عن الحالة النفسية والذهنية و االجتماعية التي يتعرض لها اإلنسان‪ ،‬وتتسم‬
‫بالشعور باإلرهاق الجسدي الذي يصل لإلحتراق‪ ،‬وكذا الشعور بالضيق والتعاسة وعدم‬
‫القدرة على التوافق‪.‬‬

‫وهي أيضا عبارة عن حالة الفرد النفسية الناتجة عن الضغوط الداخلية أو‬
‫الخارجية‪ ،‬والتي تستلزم قدرات و إمكانيات تفوق قدراته ‪ ،‬وحدوث استجابات غير مناسبة‬

‫‪248‬‬
‫البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل‬
‫( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس‪).‬‬
‫للتغلب على تلك الضغوط‪ ،‬وما يوافق ذلك من اضطرابات في الشخصية (أيبو‪،2019 ،‬‬
‫الصفحات ‪.)42-41‬‬

‫‪- 5‬أم الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد‪:‬‬

‫هن األمهات الالئي يعانين اضطراب طيف التوحد وهو اضطراب نمائي‪ ،‬يظهر‬
‫عادة خالل الثالث سنوات األولى‪ ،‬ويؤثر على النمو السوي‪ ،‬إذ يظهر لدى الطفل قصو ار‬
‫في التواصل اللفظي والغير لفظي‪ ،‬التفاعل االجتماعي‪ ،‬التطور الحسي (براجل‪،2017 ،‬‬
‫صفحة ‪.)48‬‬

‫غالبا ما يتأثر اآلباء باإلعالن عن تشخيص طيف التوحد‪ ،‬كما هو الحال في‬
‫ً‬
‫أية إعالن عن إعاقة أخرى‪ ،‬بغض النظر عن عمر الطفل عند التشخيص‪ ،‬فإنجاب‬
‫طفل مختلف يتطلب الحداد على الطفل الذي أراد اآلباء أن يكون مثاليا‪ ،‬فيحل طفلهم‬
‫الوهمي محل الطفل الحقيقي‪ ،‬فقد يشعر اآلباء بالفشل(أال وهو عدم اإلنجاب طفل‬
‫"طبيعي" أو يتمتع بصحة جيدة)‪ ،‬وقد يشعر الكثيرون بالمسؤولية عن إعاقة أطفالهم‪،‬‬
‫ومع ذلك بالرغم من صعوبة الوضع الذي يواجه الوالدين ‪ ،‬يحتاج الطفل إلى االعتراف‬
‫به وقبوله كما هو من أجل النمو بشكل جيد ‪(Detraux, Di Duca, & Van‬‬
‫)‪.cutsem, 2019, p. 1‬‬

‫‪-6‬الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫‪1-6‬اضطراب طيف التوحد وأثره على المرونة النفسية عند الوالدين‪:‬‬

‫تكشف هذه الدراسة عن اثر وجود طفل مصاب باضطراب طيف التوحد على‬
‫انخفاض المرونة النفسية للوالدين‪ ،‬وكيف يؤثر ذلك في على انخفاض المرونة نفسية‬
‫باإلضافة للتعرف على الفروق بين الضغوط السيكو اجتماعية المعرفية وفقا لبعض‬
‫المتغيرات ( الشخصية و االنفعالية والصحية والمادية)‪ ،‬تكونت عينة الدراسة من ‪20‬‬
‫(‪ 10‬أمهات – و‪10‬آباء) تم اختيارهم قصديا داخل مركز التأهيل وتكوين ذوي اإلعاقة‬
‫الذهنية بالمركز الوطني محمد السادس بمراكش‪ ،‬استجابوا لمقياس المرونة النفسية‬
‫المقترح والمقابلة المباشرة‪ ،‬توصلت نتائج إلي أنه هناك عالقة ارتباطيه بين طفل توحدي‬

‫‪249‬‬
‫مسية بلهوشات‪ ،‬عبد القادر هبتان‬

‫والضغوطات النفسية واالجتماعية والمادية والصحية‪ ،‬مما يؤدي النخفاض المرونة‬


‫النفسية لديهم‪ ،‬وهذا يؤثر بشكل مباشر على عدم التزامهم بقيم التدخل والتأهيل‬
‫السيكوتربوي ومشاركتهم الفعالة في تأهيل أبنائهم في إطار مشروع حياة طفل‪( .‬رابي و‬
‫السباعي‪)2021 ،‬‬

‫‪2-6‬اإلرجاعية لدى أم الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد مابعد التشخيص‪:‬‬

‫تكشف هذه الدراسة عن العوامل الداخلية والخارجية األكثر استعماال والمساهمة‬


‫في تدعيم تكيف األم مع المتاعب اليومية الناتجة عن هذا االضطراب‪ ،‬باالعتماد على‬
‫المنهج العيادي وتقنية دراسة الحالة معتمدين على المقابلة نصف موجهة لجمع معطيات‬
‫الهامة لتحلي وفهم الحاالت‪ ،‬إضافة إلي مقياس اإلرجاعية ترجمة ياحي سامية‬
‫(‪ ،)2003‬وقد تم التوصل إلي تعرض الحاالت المدروسة لصدمة تشخيص على أن‬
‫أطفالهن يعانين من اضطراب طيف التوحد ‪ ،‬لكن بالرغم من زعزعة استقرارهن النفسي‬
‫واإلرهاق الجسدي إال أنهم تمكن من إعادة التكيف باستخدام مصادرهم الشخصية و‬
‫االجتماعية وخصائص االضطراب (آيت أوفلة و صحرواوي‪.)2019 ،‬‬

‫‪ 3-6‬اإلرجاعية لدى أمهات أطفال التوحد‪:‬‬

‫تكشف هذه الدراسة عن مستوى اإلرجاعية وقدرة المصادر المساهمة في بنائها‬


‫لدى أمهات أطفال التوحد‪ ،‬على أربع حاالت عيادية‪ ،‬باالعتماد على كل من المنهج‬
‫العيادي‪ ،‬بأدواته والمتمثلة في المقابلة النصف موجهة‪ ،‬والمالحظة ‪ ،‬باإلضافة إلستخدام‬
‫سلم لقياس اإلرجاعية والتكيف األسري(‪ ،)FIRA-G‬وقد توصلت إلي أن امهات األطفال‬
‫بطيف التوحد يمتلكن القدرة على اإلرجاعية ‪ ،‬وهذا يعود لمصادرهن‬ ‫المصابين‬
‫الشخصية واإلجتماعية (رحال و بشير‪.)2018 ،‬‬

‫وقد تم اختيار الدراسات التي عرضناها على إعتبار أنها‪:‬‬

‫تخدم موضوع دراستنا ضمنيا‪ ،‬بالرغم من اختالف أدوات الدراسة ‪ ،‬إال أن هناك تشابك‬
‫في المنهج المعتمد والمتمثل في المنهج العيادي‪ ،‬فهو األنسب لدراسة الحاالت وينطبق‬
‫هذا على دراسة كل من أوفلة وصحراوي(‪ )2019‬وكذا رحال وبشير(‪ ،)2018‬أما دراسة‬
‫رابي والسباعي(‪ )2021‬بالمغرب فهي بالرغم من اختالفها في حجم العينة والمنهج‪ ،‬إال‬

‫‪250‬‬
‫البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل‬
‫( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس‪).‬‬
‫أن النتائج واألدوات كانت مفيدة لدراستنا‪ ،‬فنتائج الدراسة تخدم موضوعنا والمتمثل في‬
‫دراسة "البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد"‪ ،‬إال أن‬
‫النتائج لم توضح لنا المراحل التي يمر عليها البروفيل النفسومرضي ليعود للتكيف وتقبل‬
‫االضطراب لدى الطفل أو جاللة الطفل كما يعبر عنه فرويد وهو ما سنوضحه في‬
‫دراستنا‪.‬‬

‫‪-7‬إجراءات الدراسة ونتائجها‪.‬‬

‫‪ 1-7‬اإلجراءات المنهجية‪.‬‬

‫‪1-1-7‬المنهج المتبع في الدراسة‪.‬‬

‫لقد اعتمدنا في دراستنا على المنهج العيادي القائم على دراسة الحالة‪ ،‬والذي يعد‬
‫دراسة اكلينكية تعتمد على المقابالت و اإلختبارات للوصول لغايات يحددها هذا المنهج‪.‬‬
‫(لرينونة‪ ،2015 ،‬صفحة ‪)38‬‬

‫فارتأينا على أنه األنسب لدراستنا مع أم الطفل التوحدي‪ ،‬لجمع البيانات الكافية‬
‫حول السجل التاريخي لألم‪ ،‬مع السجل النمائي الخاص بالطفل التوحدي‪ ،‬إذ سمح لنا‬
‫بالتشخيص التفريقي‪ ،‬وكذا التحقق من األعراض اإلكلينيكية إلصابة الطفل‪.‬‬
‫‪2-1-7‬األدوات المعتمدة في الدراسة ‪:‬‬
‫لقد اعتمدنا في دراستنا على األدوات التالية ‪:‬‬
‫المقابلة النصف موجهة مع األم ‪:‬‬
‫اعتمدنا عليها كأداة أساسية في دراستنا على اعتبار أنها تسهم في توجيه الحالة‬
‫وفقا لألهداف البحثية‪ ،‬و كذا جمع البيانات المطلوبة لمناقشتها وتحليلها‪ ،‬وقد كانت من‬
‫خالل وضع محاور للمقابلة مع األم للبحث في سجلها التاريخي ( الطفولة‪ ،‬المراهقة‪،‬‬
‫الرشد)‪ ،‬بهدف التعرف على العوامل المساعدة على االضط ارب‪ ،‬وأما محاور السجل‬
‫النمائي للطفل‪ ،‬فالهدف منها يتمثل في التعرف على التاريخ النمائي والسياق التاريخي‬
‫لإلضطراب‪ ،‬ومن ثم محور خاص بتطبيق معايير مقياس الصدمة النفسية والمتمثل في‬
‫مقياس )‪ (PTSD Scal –salf Report for DSM-5 PSS-SR‬والذي يتكون من ‪ 24‬بندا‬
‫يكشف عن أعراض اضطراب مابعد الصدمة على معايير ‪ ، DSM-5‬يتم تصنيف‬
‫‪251‬‬
‫مسية بلهوشات‪ ،‬عبد القادر هبتان‬

‫األعراض فيه وفقا لخمس نقاط للتكرار والشدة يتراوح من ‪(0‬ال على اإلطالق) إلي (من‬
‫‪4‬إلي ‪ 6‬مرات أو أكثر في األسبوع))‪. (Edna, 2013‬‬
‫وكذلك خصصنا مقابلة لتطبيق مقياس الضغط النفسي‪ :‬وهو عبارة عن مقياس‬
‫مقترح يتكون من عشرين بندا‪ ،‬موزعين على ثمانية أبعاد لنوح رابي ‪ 2021‬خاص بأسر‬
‫أطفال التوحد‪ ،‬وللتحقق من صدق وثبات المقياس قام الباحث باستخدام صدق‬
‫المحكمين‪ ،‬ومعامل ألفا كرونبخ للتحقق من ثبات المقياس على عينة استطالعية‬
‫(ن=‪ )20‬حيث كان معامل الثبات ‪( 83‬رابي و السباعي‪ ،2021 ،‬صفحة ‪.)507‬‬

‫وقد تم االعتماد على هذا المقياس ألنه يمكننا من قياس الضغوط النفسية على‬
‫أساس المرونة النفسية ‪.‬‬

‫‪2-7‬عرض الحالة ونتائجها‪:‬‬

‫‪1-2- 7‬التاريخ الشخصي لألم‪:‬‬

‫أم هيثم تبلغ من العمر ‪ 38‬سنة‪ ،‬فقدت أمها وهي في عمر ‪ 9‬أشهر‪ ،‬ليتزوج‬
‫بعدها والدها‪ ،‬عاشت مع زوجة األب حياة شؤم وبؤس وتفريق وتهميش بينها وبين‬
‫إخوتها ‪ ،‬إلي غاية انتهائها من دراستها‪ ،‬قامت زوجة األب بتزويجها في عمر ‪ 25‬سنة‪،‬‬
‫لتعش صراعات كبيرة مع أسرة الزوج لكنها اضطرت لقبول الوضع‪ ،‬بعد عام من الزواج‬
‫حملت بجنس فتاة‪ ،‬وكانت فرحتها هسترية بها‪ ،‬على اعتبار أنها تعويض لصورة‬
‫األم(بنتي كنت نشوفها أمي ‪ ،‬لحد اآلن بالرغم من أنه عندي ‪ 3‬أطفال ذكور إال أني‬
‫مازلت متعلقة ببنتي) ‪ ،‬لكنها لم تكتمل فرحتها بها حيث توفيت مباشرة بعد الوالدة‪،‬‬
‫فعاشت في حزن شديد بعدها‪ ،‬لدرجة عدم قدرتها على االستمرار في بيت زوجها‪ ،‬بعد‬
‫أربعة أشهر قامت بالحمل مرة أخرى بالطفل هيثم‪ ،‬عند اكتشاف جنسه قامت برفضه‬
‫في البداية‪ ،‬ثم اقتنعت بالطفل‪ ،‬إال أنها عند ثالث سنوات بدأت تالحظ األم على طفلها‬
‫عدم قدرته على التكلم‪ ،‬أو التفاعل بالرغم من سالمة كل أجهزته ‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل‬
‫( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس‪).‬‬
‫‪2-2-7‬السجل النمائي للطفل هيثم ‪:‬‬
‫هيثم هو طفل يبلغ من العمر سبع سنوات تم تشخيصه بتاريخ ‪2020/01/01‬‬
‫على أنه يعاني من سمات التوحد‪ ،‬كان الطفل غير مكتسب للغة ‪ ،‬فتم التوجه به عند‬
‫بلوغه ثالث سنوات إلي الطبيب العقلي ليشخص أنه مصاب بالصرع ‪ ،‬فقام بوصف‬
‫الديباكين الذي تناوله الطفل لسنتين‪ ،‬بعدها عند بلوغه سن الخامسة تم إعادة إجراء‬
‫التحاليل الطبية‪ ،‬للطفل ليكتشف أن كل شئ على ما يرام‪ ،‬ليبقي الطفل بعدها في‬
‫ال مستشفى مع األخصائيين للعمل معه حينها تم تشخيصه على أن الطفل يعاني من‬
‫اضطراب طيف التوحد الشديد من قبل الطبيب العقلي الخاص باألطفال‪ ،‬لتأتي به األم‬
‫للجمعية نبراس‪ ،‬بهدف الكشف عنه‪ ،‬ليتم تشخيصه من قبل األرطفونية والمختص‬
‫النفسي العيادي على أنه اضطراب طيف التوحد شديد‪.‬‬

‫‪3-2-7‬التشخيص الفارقي لحالة أم هيثم‪:‬‬

‫فمن خالل خطاب األم أثناء المقابالت التي أجريناها وبناءا على األعراض‬
‫المحددة في الدليل اإلحصائي لإلضطرابات النفسية والعقلية الخامس (‪،)DSM-5‬‬
‫توصلنا أن البروفيل النفسي لألم قد عاني من إكتئاب شديد‪ ،‬وبإجرائنا للمزيد من‬
‫المقابالت بعد تلقيها للتشخيص والتي اعتمدنا فيها على معايير مقياس الضغط النفسي‬
‫لنوح رابي‪ ،‬كشفنا على أن نسبة الضغوطات متوسطة التي تعانيها أم هيثم من خالل‬
‫تفعيل الميكانيزمات الدفاعية‪ ،‬التي أدت لتفعيل المرونة النفسية لدى األم خالل مرحلة‬
‫التشخيص وكانت نتائج المقياس‪:‬‬

‫‪253‬‬
‫مسية بلهوشات‪ ،‬عبد القادر هبتان‬
‫الدرجات‬ ‫األعراض‬
‫األعراض العضوية(واليت تتمثل يف الشعور ابلضيق‪ ،‬و الصداع النصفي‪ ،‬وآالم يف أسفل ‪7‬درجات‬
‫الظهر)‬
‫‪10‬‬ ‫األعراض اإلنفعالية(تتمثل يف الشعور ابلقلق والغضب اجتاه سلوكيات الطفل)‬
‫درجات‬
‫املشكالت املالية (وتتمثل يف عدم حتقيق الراتب الشهري لألم القدرة على التكفل ‪9‬درجات‬
‫ابعتبار أهنا املسؤولة ماداي عن الطفل)‬
‫مشكالت اخلوف (اخلوف على مستقبل الطفل متوسط وهذا انتج من التشكيك يف ‪ 7‬درجات‬
‫التشخيص هيثم)‬
‫مشكالت املرونة النفسية( وتكون بناء على تقبل ألعراض الطفل خصوصا يف مرحلة ‪ 4‬درجات‬
‫التوجه ملختصني آخرين)‬
‫‪ 5‬درجات‬ ‫املشكالت اإلجتماعية (عزل الطفل اجتماعيا‪ ،‬وعدم تركه خيتلط ابحمليط)‬

‫وبالتالي الدرجة الكلية للمقياس الضغط النفسي لنوح رابي تتمثل في‪ 57:‬درجة على‬
‫المقياس‪.‬‬
‫وبعد ثماني أشهر‪ ،‬قمنا بتجديد مقابلتنا مع الحالة‪ ،‬فطبقنا مقياس الصدمة‬
‫النفسية )‪ ،(PTSD Scal –salf Report for DSM-5 PSS-SR‬توصلنا إلي أن أم هيثم‬
‫تعاني من حداد باثولوجي المولد للصدمة من خالل مجموع األعراض التالية‪:‬‬
‫استم اررية في التحدث عن التشخيص بصورة مستمرة‪ ،‬تذكر يوم التشخيص بكل‬
‫تفاصيله مع الشعور بالضيق واأللم و االنهيار‪ ،‬أحالم مستمرة بأن هيثم قام بالنطق‪،‬‬
‫اإلحساس بالصداع النصفي مع آالم في الظهر المستمر وبعض األعراض السيكوماتية‪،‬‬
‫محاولة تجنب التفكير في التشخيص والعودة لعوامل السحر و الشعوذة ‪ ،‬الحقد على‬
‫المختصين وكل المراكز‪ ،‬رؤية حالة الطفل والمحيط بصورة سلبية‪ ،‬لوم الذات واآلخرين‪،‬‬
‫العدوانية والغضب والتكلم بصوت مرتفع مع اآلخرين‪ ،‬اإلفراط في االنتباه لسلوكيات‬
‫الطفل والمحيط اتجاهه‪ ،‬صعوبات في التركيز ‪ ،‬تأثير التشخيص على الحياة الحميمية‬
‫وعلى عالقاتها خصوصا بأهلها ‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل‬
‫( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس‪).‬‬
‫‪ 4-2-7‬النتائج‪:‬‬

‫من خالل ما سبق عرضه نصل إلي أن أم هيثم تعاني من حداد باثلوجي مولد‬
‫للصدمة‪ ،‬كان نتاجا لتلقيها ثبوت التشخيص على أن " هيثم " يعاني من اضطراب‬
‫طيف التوحد "جاللة الطفل"‪ ،‬حيث استمرت في البكاء الحاد‪ ،‬مع نوبات قلق ‪ ،‬وعدم‬
‫تقبل التشخيص واالستم اررية في التوجه من مختص آلخر‪ ،‬رغبة في إيجاد مسمى آخر‬
‫لحالة ابنها‪ ،‬وساهمت التحاليل الطبية اإليجابية لهيثم في دعم تمثالتها‪ ،‬مما قد فجر‬
‫حالة من الصراع الداخلي‪ ،‬ولالكتئاب الشديد ما بعد الوالدة التي مرت به ‪ ،‬وكذلك‬
‫حملها بعد أربعة أشهر‪ ،‬وفي ظل عدم رغبتها في اإلنجاب‪ ،‬دو ار كبي ار مع اكتشافها‬
‫لجنس الطفل على أنه ذكر‪ ،‬كانت كلها عوامل مساعدة إلعادة إحياء صراعاتها الداخلية‪،‬‬
‫فمرحلة الرفض عبارة لم تكن سوى سدا للتسرب النزوي‪ ،‬من خالل العمل على جعل‬
‫الموضوع المفقود‪ ،‬كأنه اليزال موجودا وهذا أدى لخلق انقسامات على مستوى األنا‬
‫وبترها‪ ،‬وذلك الجزء يبقى معزوال وظيفيا إلعادة بناء الموضوع‪ ،‬أي أن الرفض يكون‬
‫جزئيا (زقار‪ ،)2017 ،‬وتتم هذه العملية عبر تنشيط مختلف اآلليات الدفاعية التي‬
‫تساعد في التخفيف من شعورها بالذنب‪ ،‬والتعزيز من اإلسقاطات الهوامية والدفع‬
‫بالصراع الداخلي للعالم الخارجي‪.‬‬

‫ويتمثل تصور األم المفقودة بالنسبة للحالة في أول أسباب مشكالت حياتها و‬
‫معاناتها " لوكان جات يمة ميصراليش هكة ‪"...‬باإلضافة لعالقتها السئية مع األب‪ ،‬مما‬
‫آخر‬
‫دفع إلي الرفض كميكانيزم للتسوية‪ ،‬وبعد فشل هذا المخطط التكيفي تبنت مخططا ا‬
‫سحر وهو المتسبب في خلق االضطراب " غير بدا الراقي يق ار‬
‫ا‬ ‫يتمثل في أن هناك‬
‫علية القرآن بديت نترفد و نتحط ‪ ،‬وهيثم كان في غرفة أخرى ‪ ،‬قاتلي عجوزتي كان‬
‫يغلق في وذنيه حتى هو‪ ، "....‬كاين سحر بيني وبين هيثم هو السبة" ‪ ،‬إذ تتسم‬
‫مخططاتها التكيفية بين إحياء ألزماتها السابقة إلي عوامل السحر والعين والحسد "‪...‬‬
‫ولدي كي زاد كان يهبل ‪ ،‬قول عين وحكمت فيه‪ ،"...‬باإلضافة إلي رفض التشخيص‬
‫والتوجه من مختص آلخر"‪....‬ولدى عندوا تأخر في اللغة فقط ‪ ،‬قلت لراجلي يديه‬
‫لألردن يكشفوا عليه‪ ،"...‬يتميز الجدول العيادي لألم بين اإلحياء المستمر لمشكلة هيثم‬

‫‪255‬‬
‫مسية بلهوشات‪ ،‬عبد القادر هبتان‬

‫والتي تتجسد وفقا لتمثالتها في تأخر اللغة أو الصرع الصامت‪ ،‬إلي إجترار المواقف‬
‫الضاغطة التي تخفف الشعور بالذنب‪ ،‬إلي الرقابة و االنشغال الدائم بسلوكيات هيثم‪،‬‬
‫والتي تجعلها تقف عاجزة عن التعامل معاها‪ ،‬وفي ذات الوقت السخط على المختصين‬
‫والزوج وكذا أهلها وأهل زوجها‪ ،‬لعدم قدرتهم على التخلص من تلك السلوكيات وعدم‬
‫تقبلها‪ ،‬وعدم قدرتهم على تحمله‪ ،‬فأنجر عنه صعوبات عالئقية كبيرة تعيشها مع‬
‫المحيطين‪ ،‬كما أن الحالة لها رغبة في الهروب بسبب العجز الذي تستشعره تجنبا‬
‫لحقيقة ابنها‪ ،‬و كتعبير عن الفقدان لطفلها المثالي‪ ،‬الصالبة الدفاعية‪ ،‬ومشاعر أن‬
‫حياتها بال معنى‪ ،‬فمستقبل الطفل غير واضح ومجهول‪ ،‬فولد حالة من الفراغ الداخلي‬
‫بسبب عدم قدرتها على مساعدة طفلها‪ ،‬وتمكنها من السيطرة على سلوكياته الغير‬
‫مرغوبة‪ ،‬بحيث تتجه للصالة أو البكاء أو قراءة القرآن أو النظر في صورة أمها "‪...‬‬
‫نقعد نصلي ونتفكر ونبكي نقول أنا قاع لعشتوا وولدت يتيمة األم وأنا كون نموت كي‬
‫يما ونخلي هيثم وحدوا شكون يقدر يتحمل ولدي ‪ ،‬ولدي يزيد يعيش واش عشت أنا ‪،‬‬
‫ولدي ميهدرش حتى ميقدرش يعبر ‪ ،"...‬وبالتالي الحالة تتأرجح بين الغضب إلي إعادة‬
‫إحياء األحداث الماضية التي تسقط عليها سببية االضطراب‪ ،‬وبالتالي عدم إدراكها‬
‫لحقيقية االضطراب وتقبله‪ ،‬إذ أن سيطرة كل المواقف الضاغطة على الحالة منذ‬
‫الطفولة‪ ،‬مع ضغط التشخيص جعلها تمر من مرحلة اكتئابية شديدة‪ ،‬إلي اجت اررات‬
‫عقلية في مرحلة الحداد فتوليد صدمة بعد ثبوت التشخيص‪.‬‬

‫‪ 5-2-7‬مناقشة الفرضية في ضوء الدراسة السابقة ‪:‬‬


‫وفقا لفرضيتنا المتمثلة في أن البروفيل النفسو مرضي لدى الحالة مر بمرحلة‬
‫اكتئابية شديدة دعمت أعراض الحداد الباثولوجي المولد للصدمة بعد إعالن التشخيص‪،‬‬
‫فهذه األخيرة تحققت‪ ،‬حيث أن االنحدار االكتئابي والقلق جسدا مرحلة انتقالية صامتة‪،‬‬
‫إنعزلت فيها عن المحيط إلعادة خلق استراتيجيات تكيفية مع الوضع الضاغط‪ ،‬وبوجود‬
‫السياق المرضي للحالة الذي ساعد على احتدام الصراع النفسي وعدم قدرتها على تحقيق‬
‫التكيف وهو ماتوصلت له دراسة رابي والسباعي(‪ )2021‬اللذان أق ار بإنخفاض المرونة‬
‫النفسية بوجود طفل توحدي‪ ،‬وقد أقرت دراسة كل من صحراوي و أوفلة(‪ )2019‬وكذلك‬
‫دراسة رحال وبشير(‪ )2018‬أن الحاالت التي تمت دراستها بالرغم من إعالن التشخيص‬

‫‪256‬‬
‫البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل‬
‫( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس‪).‬‬
‫سبب صدمة‪ ،‬إلي أن األمهات استخدمن مصادرهن الشخصية واالجتماعية وخصائص‬
‫اإلضطراب في إعادة التكيف‪ ،‬وبالتالي فاألمر يرتبط بمصادر الحالة الداخلية وسياقها‬
‫التاريخي اللذان ساهما في توليد الصدمة‪ ،‬مثلما ناقشنا سابقا وعدم قدرتها على‬
‫اإلرجاعية والتقبل‪ ،‬فطابع الشخصية الذي يتسم بالهشاشة نتيجة للصدمات السابقة‬
‫تنشيطها لآلليات الدفاعية‬ ‫جعلها تبقي على الشعور بالذنب ‪ ،‬والتخلص منه عبر‬
‫منها الرفض‪ ،‬اإلنكار ‪ ،‬اإلسقاط ‪ ،‬التبرير ‪ ،‬فجعلها تعيش صعوبات عالئقية كبيرة‪،‬‬
‫فحسب نموذج كوبلر روس لم تتمكن أم هيثم بمصادرها الداخلية من التكيف مع إعالن‬
‫التشخيص وثبوت أن هيثم يعاني من اضطراب طيف التوحد الشديد‪ ،‬وقد ساعد سجلها‬
‫التاريخي و السياق الثقافي في الالتكيف‪ ،‬إذ اتجهت على اعتبار حالة ابنها يعاني من‬
‫حسد أو حالة سحر أدت إلي التأخر في نطق‪ ،‬فمصادرها الداخلية تلجأ دائما لتنشيط‬
‫ميكانيزمات تبعد عن أن هيثم يعاني من اضطراب طيف التوحد‪ ،‬وتخفف من حدة‬
‫صراعاتها الداخلية‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫مسية بلهوشات‪ ،‬عبد القادر هبتان‬

‫‪ -8‬خاتمة‪:‬‬
‫وفي األخير نصل إلي أن الحالة المدروسة لم تتمكن من إعادة التكيف‪ ،‬وهذا‬
‫بعد ثبوت التشخيص من قبل العديد من مختصين(الطبيب العقلي‪ ،‬المختص األرطفوني‪،‬‬
‫مختص نفساني العيادي)‪ ،‬وقد ساهمت كل من الصدمات الطفولية‪ ،‬وسياقها التاريخي‪،‬‬
‫وخصوصا الجدول العيادي لألم الذي مر بإكتئاب شديد‪ ،‬حيث مر البروفيل النفسي‬
‫للحالة عبر ثالث مراحل بعد إعالن التشخيص تتمثل المرحلة األولى في رفضها‬
‫لالضطراب وتجنب سلوكيات الطفل‪ ،‬والبحث عن اضطراب آخر يعانيه الطفل بدال من‬
‫طيف التوحد‪ ،‬أما المرحلة الثانية فهي تتجسد في لوم الذات‪ ،‬وتأنيب الضمير بصورة‬
‫شديدة‪ ،‬وهذا الصراع الداخلي محتدم‪ ،‬نشط ميكانيزمات تكيفيه عبر اإلسقاط للعوامل‬
‫الخارجية‪ ،‬وفي المرحلة الثالثة قامت بتجنب الحاضر‪ ،‬مع اإلجت اررية ألحداث الماضي‬
‫وربطها باالضطراب‪ ،‬كنوع من التنفيس عن شعور بالذنب‪ ،‬وبهذا فإن الرفض هو مرحلة‬
‫لالرجاعية‪ ،‬تساعد الجهاز النفسي لتجنيد الخصائص النفسية لمقاومة‬ ‫أساسية‬
‫التشخيص‪ ،‬هذا األخير الذي زعزع تمثل األم حول الطفل‪ ،‬مما دفع لصراع التمثل بين‬
‫الطفل الوهمي والحقيقي الذي يعاني من اضطراب‪ ،‬فمن خالل هذه الدراسة نصل‬
‫لمجموعة من المقترحات التالية قبل إعالن التشخيص‪:‬‬

‫‪ -‬المرحلة األولى‪ :‬قبل اإلعالن عن التشخيص والتي يجب فيها مراعاة السياق‬
‫التاريخي والشخصي‪ ،‬وكذا التحضير النفسي بحسب كل حالة‪.‬‬

‫‪ -‬المرحلة الثانية ‪ :‬يتم فيها اإلعالن عن التشخيص البد من التعريف بطبيعة‬


‫االضطراب وخصائصه حتى ييتم استعابه من األم قبل إعالنه‪.‬‬

‫‪ -‬المرحلة الثالثة‪ :‬وفيها يتم التدخل الوقائي أو العالجي بعد اإلعالن على‬
‫التشخيص‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل‬
).‫( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس‬
:‫ قائمة المراجع‬-

PTSD Scale-Self Raport for DSM-5 ( PSS- .)2013( .B.Foa Edna


U.S. Departement of vetrerans ‫ من‬،2022 ,8 23 ‫ اتريخ االسرتداد‬.)SR5
Affairs: https://www.ptsd.va.gov
Basqué, M.-F., & Hanus, M. (2020). le deuil. presses
universitaires de france.
Brinkman, David; Kimil, Ahmet; Norton- Erichsenn;. (2015).
Posttraumatische Belastungsstorung(PTBS). Hannover.: Ethon-
Medizini scheszin sches zentrume Konigstro30175.
Deniz, F., & R. McCreary, D. (2012). Psychological Resilience.
Canada.
Detraux, j.-j., Di Duca, m., & Van cutsem, v. (2019). de
l'annonce de la déficience a' l' anccordage parents-
professionnels autour de la situation de handicap.Essai de
compréhension des favorisant la favorisant la bientwraitance des
familles. Consulté le 8 26, 2022, sur
http://www.cpeenfantssoleil.org
Romano, H., & Bacque, M.-F. Accompaner le deuil en situation
traumatique(10comtextes cliinique). Paris: Dound.
Thibault, M. (2021). université de sherbooke. Récupéré sur
https://www.usherb rooke.ca
Tyrrell, P., Harberger, s., Schoo, C., & siddiqui, W. (2022, July
20). kubler-Ross Stages of Dying and Subsequent Models of
Grief. Consulté le 8 25, 2022, sur National library of médicine:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov
.‫ املعجم الوسيط‬.)2004( .‫ و حممد خلف هللا أمحد‬،‫ عطية الصواحلي‬،‫ عبد احلليم منتصر‬،‫إبراهيم أنيس‬
)‫ احملرر‬،‫ (مكتبة الشروق الدولية‬. )4(
‫ عالقة مصدر الضبط ابالضطراابت السيكوسوماتية لدى امهات أطفال‬.)2017( .‫احسان براجل‬
.‫ اجلزائر‬،‫ كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‬،-‫بسكرة‬-‫ جامعة حممد خيضر‬.48 .‫التوحد‬
‫ خالصة الدليل التشخيصي واإلحصائي اخلامس لالضطراابت العقلية‬.)2014( .‫أنور احلمادي‬
.‫ الدار العربية للعلوم انشرون‬.5-DSM

259
‫مسية بلهوشات‪ ،‬عبد القادر هبتان‬
‫رضوان زقار‪ .)2017( .‬حداد مابعدالصدمة لدى املراهق (دراسة اسقاطية لضحااي الزلزال)‪ .‬أتليف زقار‬
‫‪،‬رضوان‪ .‬اجلزائر‪ :‬دار الكتاب العريب‪.‬‬
‫سامية رحال‪ ،‬و سليمة بشري‪ .)2018( .‬اإلرجاعية لدى أمهات اطفال التوحد‪ .‬جملة شؤون اجتماعية ‪،‬‬
‫‪.66-39 ،)139( 35‬‬
‫عبد احلميد‪ ,‬وليد خالد;‪ .)2013( .‬معاجلة االضطراابت التالية للصدمة عن طريق (ابطال التحسس‬
‫واعادة املعاجلة حبركات العني )‪.7 ،)30( .‬‬
‫عبد الستار ابراهيم‪ .)1998( .‬اإلكتئاب (اضطراب العصر احلديث فهمه وأساليب عالجه)‪( .‬عامل‬
‫املعرفة‪ ،‬احملرر) الكويت‪.‬‬
‫حممد يزيد لرينونة‪ .)2015( .‬أسس علم النفس‪ .‬احملمدية‪ ،‬اجلزائر‪ :‬اجلسور للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫انئف علي أيبو‪ .)2019( .‬الضغوط النفسية‪ .‬مصر‪ :‬دار املعرفة اجلامعية‪.‬‬
‫نوح رايب‪ ،‬و خلود السباعي‪ .)2021( .‬اضطراب طيف التوحد وأثره على املرونة النفسية عند الوالدين‪.‬‬
‫اجمللة العربية لإلعاقة واملوهبة ‪.522-447 ،)17( 5 ،‬‬
‫وسيلة آيت أوفلة‪ ،‬و عقيلة صحرواوي‪ .)2019( .‬التشخيص‪ ,‬اإلرجاعية لدى أم الطفل التوحدي ما‬
‫بعد التشخيص‪ .‬نفسانيات وأانم ‪.74-59 ،)2( 2 ،‬‬

‫‪260‬‬

You might also like