Professional Documents
Culture Documents
البروفيل النفسو مرضي للأم الطفل التوحدي بين التقبل والتشخيص - (دراسة عيادية على حالة أم طفل توحدي بجمعية النبراس.) -
البروفيل النفسو مرضي للأم الطفل التوحدي بين التقبل والتشخيص - (دراسة عيادية على حالة أم طفل توحدي بجمعية النبراس.) -
البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل
).( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس
The psychopathological profile of the mother of a child with autism
spectrum disorder between diagnosis and acceptance
(a clinical study on the case of the mother of achild autistim spectrum at
the Nibras Association.)
:امللخص
،هتدف هذه الدراسة للكشف عن خصائص الربوفيل النفسومرضي لدى أم الطفل التوحدي مابني التقبل والتشخيص
ومقياس الضغط النفسي، أبدواته املتمثلة يف كل من املقابلة النصف موجهة،وهذا ابإلعتماد على املنهج العيادي
وقد، للكشف عن أعراض الصدمةPTSD ومقياس،الذي حيوي بنودا لقياس املرونة النفسية لرايب والسباعي
توصلنا من خالل احلالة املدروسة إيل أن خصائص الربوفيل النفسومرضي لدى أم طفل املصاب إبضطراب طيف
. وعدم التكيف مابعد مرحلة التشخيص،التوحد ساعدت يف بلوغها للحداد الباثلوجي املولد للصدمة
. التشخيص، التقبل، أم الطفل التوحدي، الربوفيل النفسو مرضي:الكلمات املفتاحية
Abstract :
This study aims to reveal the characteristics of the psychological and
pathological profile of the mother of the autistic child between acceptance
and diagnosis, and this is based on the clinical approach, with its tools
represented in each of the half-guided interview, the psychological stress
scale that contains items to measure the psychological resilience of Rabi and
the Seven, and the PTSD scale to detect symptoms Trauma, and through the
case studied, we concluded that the characteristics of the psychological and
pathological profile of the mother of a child with autism spectrum disorder
helped to reach the state of traumatic pathological mourning and lack of
adaptation after the diagnosis stage.
Key words: psychopathological profile, mother of the autistic child,
acceptance, diagnosis.
.belhouchet.soumia@univ-guelma. مسية بلهوشات:املؤلف املرسل
241
مسية بلهوشات ،عبد القادر هبتان
.1مقدمة:
تعد والدة طفل حدثا سعيدا ،يبني الوالدين حوله وخصوصا األمهات تمثالت،
فهو مشروع المستقبل الملئ باألحالم والرغبات ،لينمو أطفالهم ،فتنمو معهم رغباتهم
الطفولية ،إال أنه قد تثبط قدراتهم عند مرحلة عمرية ما ،وكما قد يفقدها مع نموه.
ويعد اضطراب طيف التوحد من أكثر اإلضطرابات شيوعا في تلك المراحل،
بحيث تبدأ األمهات في مالحظة الفروقات الفردية لطفلها عن غيره ،وعند بلوغه ثماني
عشرة شه ار يبدأ القلق ورحلة التشخيص من مختص آلخر ،ليتحول توقع الطفل المشروع
لوهم ،ويتحول الطفل لمأساة بعد تلقي التشخيص باضطراب طيف التوحد ،وما يزال
هذا األخير مجهول المعالم في مجتمعنا ،فيتم التعامل مع التشخيص من قبل بعض
األمهات على أنه خسارة ،وبالرغم من تمكن بعضهن من التكيف معه ،لطبيعة
الخصائص النفسية التي تمتلكها كل واحدة منهن ،فيساعد تقبل التشخيص والتكيف
مع طبيعة االضطراب ،على النجاح في التكفل بالطفل ،وهو ما قد توصلت له بعض
الدراسات الميدانية نخص بالذكر تجربة كل من آيت أوفلة وصحراوي اللذان كشفتا عن
قدرة أم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد على اإلرجاعية ،توصال إلي أن
اإلعالن عن التشخيص يسبب الالتوازن النفسي مما يؤول للصدمة ،لكن المصادر
الداخلية والخارجية تساهم في إعادة بناء القدرة على التكيف لألم (آيت أوفلة و
صحرواوي.)2019 ،
إال أن ردود الفعل اتجاه األطفال تختلف فقد تدفعهم صدمة التشخيص للرفض
التام لالضطراب ،فبين كل هذه التضاربات التي تواجهها األمهات أثناء مسارها
التشخيصي ،وبعد ما تم طرحه من التجارب العيادية ،التي دفعتنا لتناول موضوع
األمهات بعد تلقي التشخيص ،ارتأينا معرفة مدى قدرة البر وفيل النفسومرضي لدى
أم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد على التكيف أو الرجعية ،وطبيعة اآلليات
الدفاعية التي تنشطها ،فتناولنا حالة استطالعية ألم طفل مصابا بإضطراب طيف
التوحد تم تشخيصه بتاريخ ،2021 /09/25وخصوصا بعد مالحظاتنا لنوبات البكاء
الحاد التي تميزها في كل مرة تأتي بالطفل للجمعية ،و باعتمادنا على المنهج العيادي
القائم على دراسة الحالة ،الذي ساعدنا على اإلجابة على الطرح اآلتي:
242
البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل
( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس).
-فيما يتجلى البر وفيل النفسومرضي لدى أم الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد
أثناء مسارها التشخيص ؟
-وهل للبروفيل النفسومرضي لدى أم الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد القدرة
على اإلرجاعية؟
بناءا عليه تتحدد فرضيتنا في:
يتحدد البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد في االكتئاب
الشديد الذي يدعم أعراض الحداد الباثولوجي المولد للصدمة .
-2أهمية الدراسة:
-3أهداف الدراسة:
استكشاف قدرة البر وفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد
أثناء مسارها التشخيصي على الرجعية وتقبل االضطراب ،وهذا من خالل نموذج حالة
عيادية على مستوى جمعية النبراس لألطفال المصابين بطيف التوحد.
بناءا على األعراض املوجودة يف الدليل اإلحصائي لإلضطرابت النفسية والعقلية اخلامس. 1
243
مسية بلهوشات ،عبد القادر هبتان
للسياق التاريخي للحالة ،وهذا األخير ساهم في تفجير أعراض الحداد الباثلوجي المولد
للصدمة بعد إعالن التشخيص وثبوته.
2-5التقبل :
وتكون هذه المرحلة مؤقتة تمر بها أم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد
بعد إعالن التشخيص ،كمرحلة دفاعية ضد وجود االضطراب لشعورها بالذنب واللوم
الذاتي ،حيث تعتبر كنتيجة آللية التسوية ،والبحث عن تشخيص آخر يالئم جاللة
الطفل ،فيكون فيها نوع من تقبل لألع ارض.
3-5التشخيص
تتمثل في حالة األم قيد الدراسة ،والتي شخص إبنها على معاناته من اضطراب
طيف التوحد.
-1االكتئاب:
يقصد به مجموعة من األعراض المركبة التي يطلق عليها العلماء مفهوم الزملة
االكتئابية " ،"Dépressive syndromeوهي تختلف من شخص آلخر ،فقد تتمظهر
في شكل :
-أحاسيس من اللوم الذاتي وتأنيب النفس.
-شكاوي جسدية وأمراض بدنية.
-مشاعر اليأس والتشاؤم والملل السريع.
وقد تجتمع كل هذه األعراض في شخص واحد ،أو قد تختلط مع أمراض جسمية
أخرى .
244
البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل
( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس).
ويعد االكتئاب اإلستجابي" ،"La dépression réactionnelأحد األنواع التي تندرج
ضمن االكتئاب ،ويكون نتاجا للكوارث واألحداث الخارجية أو مواقف الفقد والخسارة،
مما يحدث االكتئاب كاستجابة مرتبطة بالموقف ،ولكنها تنتهي بعد مدة زمنية ،فيكون
الشخص قاد ار على أداء مهامه بصورة عادية ،أما إذا استمر الموقف بعد فترة الحداد
لفترة طويلة والتي يحددها الدليل التشخيصي األمريكي بأسبوعين أو أكثر ،هنا نطلق
عليه ما يسمى باالكتئاب العصابي ،وما يميزه عن االكتئاب اإلستجابي ،هو أن هذا
األخير تظهر فيه اضطرابات المزاج واليأس بصورة أقل (ابراهيم ،1998 ،الصفحات
.)17-16
وقد فسره كارل أبراهام " "Karl Abrahamعلى أنه عبارة عن كبح لرغبة الفرد
الجنسية وإشباع لحاجات الحب ،والتي تولد الكره والعدائية نحو الموضوع ،فيتحول كل
من الغضب والكراهية بفعل مشاعر الذنب إلي الداخل أي نحو الذات وهذا ما يسمى
باالكتئاب ،فبعد الخسارة أو فقدان موضوع حبنا يتفجر االكتئاب ،كنتيجة أساسية
لإلحساس بالشعور بالذنب الشديد ،وكأن كرهنا هو الذي يتسبب في الفقد مما يضاعف
مشاعر الغضب الداخلي ولوم الذات واالكتئاب (ابراهيم ،1998 ،الصفحات .)87-86
.2حداد ما بعد الصدمة:
1-2الحداد :
يعود مصطلح الحداد إلي الكلمة الالتينية" " Dolوهي من األصل" " Dolerالتي
تعني بالفرنسية " الحداد" ،ولكن بشكل خاص األلم ).(Basqué & Hanus, 2020, p. 20
ويقصد به الحالة العاطفية المؤلمة الناجمة عن وفاة شخص عزيز" ،أو مرحلة
من مراحل األلم التي تلي االختفاء .
وقد طور كارل أبراهم سنة( )1912نموذج الحداد الذي تكلم عنه "فرويد "،
حيث أن هذا األخير اعتبره كرد فعل على الخسارة والفقد ،فاألعراض الكالسيكية والتي
تتجسد في كل من الحالة المزاجية ،الحزن والكآبة ،االنسحاب من العالم الخارجي،
التثبيط ،الشعور بالالقيمة ،األفكار الوهمية المدمرة.
245
مسية بلهوشات ،عبد القادر هبتان
كل هذه األعراض اعتبرها ابراهم تعبيار عن باثولوجية الحداد ،لكن ما أضافه
عليها هو اضطراب الشعور بالذات ،أي اإلحساس بكون العالم أصبح فارغا وال قيمة
له .
فالحزن يعد عملية تكيفية ،يمر الفرد بها لتهدئة األلم بعد الوفاة ،و ال يتعلق األمر
بهذا الحدث األخير فقط ،وإنما بكل الخسائر الجسدية المرتبطة بالشيخوخة أو المرض
الخطير ،أو فقدان الوظيفة ،أو انتهاء عالقة عاطفية ،أو حتى فقدان أوهام الطفولة،
أو حلم المراهقة ،كذلك مغادرة منزل األسرة ،كلها تثير فترات حداد طويلة أو أكثر ،فهو
عملية انفصال ) ،(Thibault, 2021, pp. 22-23كما تحدث عنه ""FREUD
يرتبط بالفقد ،وهناك شكل آخر يرتبط باالنقطاع في مسار التاريخ الشخصي والعائلي
و اإلمتداد الجيلي ،أي العالقة الموجودة والتي ما تزال موجودة (Basqué & Hanus,
).2020, pp. 173-174
ويشترك الحداد واالكتئاب في كون أن كل منهما ينتج عن حالة انفصال ،إال أن
الحداد يمكننا فيه الوعي على ماذا نبكي؟ ،عكس االكتئاب فاألنا ال تدرك ما فقدته،
مما جعلها تتخلى عن حبها للموضوع ،وفي حالة الحداد االكتئابي تحدث نجد الشخص
لم يثبت له معاناة مع اضطرابات مزاجية ،ويمكن أن نميز الحداد المرضي بعوامل عرضية
تتمثل في الفقدان المروع والفجائي والذي لم يتم التنبأبه ،وخصوصا لما يتعلق الموضوع
المفقود يتعلق ب :ابنا أو أبا أو أما .....إلخ ،وتلعب شخصية الحاد دو ار في ذلك.
وقد وجد أن الحداد والحزن عن فقدان شخص ما ،يعتبر أحد أسباب االكتئاب أو
الميالنخوليا ،فقد نشر "فرويد" في عام( )1917مقاال بعنوان ":الحداد و الميالنخوليا
" والذي أعتبر مرجعا للعديد من الباحثين لسنوات طويلة .
وبالتالي فالحداد ينتج عن فقدان الموضوع مما يجعل األنا منهكا ومصرفا للكثير من
الطاقة ،والتي تستهدف عزل الفرد عن الفقدان الذي تعرض له.
أما القلق فهو رد فعل للخطر الناجم عن هذا الفقدان ،وقد اتجهت الدراسات الحديثة
بالنظر للحداد على أنه عملية نفسية داخلية يحرضها التعرض للفقد(الحياة النفسية تتوقف
على طبيعة المواضيع المستدخلة) ،سوءا تعلق هذا األخير بشيء أو شخص أو قيمة معنوية .
246
البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل
( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس).
وما يميز الحداد المرضي على أنه ال يكمن في نوعية األعراض بالدرجة األولى،
وإنما في استمرارها وميلها لالزمان ،وعدم تحرر الحاد منها ،وهوما يعطيها الصيغة
الصدمية.
فالحداد يتميز بالحصر والكآبة واأللم واليأس والعجز ومشاعر الذنب والعدوانية
وفقدان الطاقة ،والشعور بالوحدة ،والتهيج ،واإلنهاك ،والبكاء ،وفقدان الوزن ،واضطرابات
الشهية والنوم.
تعرض الفرد لصدمات سابقة +الفقد المفاجئ = حداد صدمي كبير( .زقار،2017 ،
الصفحات .)79-69
ووفقا لنموذج كوبلر روس الذي توصل له بعد العديد من المقابالت مع المرضى
the الذين يعانون من أمراض خطيرة ،والذي نتج عنه كتاب تحت عنوان:
) ،psychological reaction to imminent death in her (1969الذي وصف فيه
مراحل الحداد الخمس :اإلنكار ،الغضب ،المساومة ،االكتئاب ،التكيف (Tyrrell,
).Harberger, Schoo, & siddiqui, 2022
-2-2الصدمة:
يعرفها فرويد سنة ( )1917كموقف أكبر قوة من قدرة العقل ،للتعامل معه
بالطريقة الطبيعية (عبد الحميد ,وليد خالد; ،2013 ،الصفحات .)7-5
247
مسية بلهوشات ،عبد القادر هبتان
وفي الواقع يأخذ حداد ما بعد الصدمة بعدا أكثر حدة ،وأشد عنفا ،فهو كل حداد
خرج عن المألوف ،وكان مؤلما بصورة خاصة ،كما يمكن أن يرتبط حداد ما بعد
الصدمة بكل فقدان مفاجئ نتيجة عدوان استثنائي سواء كان نتاجا عن كوارث طبيعية،
أو جراء عدوان إنسان أو خطأ تكنولوجي (زقار ،2017 ،الصفحات .)35-28
"هي عملية ديناميكية تتفاعل فيها العوامل النفسية واالجتماعية والبيئية والبيولوجية
لتمكين الفرد ،في أي مرحلة من مراحل الحياة ،من التطور أو الحفاظ أو على الصحة
العقلية بالرغم من التعرض للشدائد أو استعادتها" (Deniz & R. McCreary, 2012, pp.
).11-12
فالمرونة تتميز بالقدرة على المقاومة والتعافي بسرعة ،و اإلزدهار في مواجهة
األحداث الصادمة والمؤلمة والمعاكسة ،ويمكن تعزيزها من خالل الخصائص الفردية و
اإلجتماعية والتفاعل بينهما.
-4الضغط النفسي:
يعبر عن الحالة النفسية والذهنية و االجتماعية التي يتعرض لها اإلنسان ،وتتسم
بالشعور باإلرهاق الجسدي الذي يصل لإلحتراق ،وكذا الشعور بالضيق والتعاسة وعدم
القدرة على التوافق.
وهي أيضا عبارة عن حالة الفرد النفسية الناتجة عن الضغوط الداخلية أو
الخارجية ،والتي تستلزم قدرات و إمكانيات تفوق قدراته ،وحدوث استجابات غير مناسبة
248
البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل
( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس).
للتغلب على تلك الضغوط ،وما يوافق ذلك من اضطرابات في الشخصية (أيبو،2019 ،
الصفحات .)42-41
هن األمهات الالئي يعانين اضطراب طيف التوحد وهو اضطراب نمائي ،يظهر
عادة خالل الثالث سنوات األولى ،ويؤثر على النمو السوي ،إذ يظهر لدى الطفل قصو ار
في التواصل اللفظي والغير لفظي ،التفاعل االجتماعي ،التطور الحسي (براجل،2017 ،
صفحة .)48
غالبا ما يتأثر اآلباء باإلعالن عن تشخيص طيف التوحد ،كما هو الحال في
ً
أية إعالن عن إعاقة أخرى ،بغض النظر عن عمر الطفل عند التشخيص ،فإنجاب
طفل مختلف يتطلب الحداد على الطفل الذي أراد اآلباء أن يكون مثاليا ،فيحل طفلهم
الوهمي محل الطفل الحقيقي ،فقد يشعر اآلباء بالفشل(أال وهو عدم اإلنجاب طفل
"طبيعي" أو يتمتع بصحة جيدة) ،وقد يشعر الكثيرون بالمسؤولية عن إعاقة أطفالهم،
ومع ذلك بالرغم من صعوبة الوضع الذي يواجه الوالدين ،يحتاج الطفل إلى االعتراف
به وقبوله كما هو من أجل النمو بشكل جيد (Detraux, Di Duca, & Van
).cutsem, 2019, p. 1
تكشف هذه الدراسة عن اثر وجود طفل مصاب باضطراب طيف التوحد على
انخفاض المرونة النفسية للوالدين ،وكيف يؤثر ذلك في على انخفاض المرونة نفسية
باإلضافة للتعرف على الفروق بين الضغوط السيكو اجتماعية المعرفية وفقا لبعض
المتغيرات ( الشخصية و االنفعالية والصحية والمادية) ،تكونت عينة الدراسة من 20
( 10أمهات – و10آباء) تم اختيارهم قصديا داخل مركز التأهيل وتكوين ذوي اإلعاقة
الذهنية بالمركز الوطني محمد السادس بمراكش ،استجابوا لمقياس المرونة النفسية
المقترح والمقابلة المباشرة ،توصلت نتائج إلي أنه هناك عالقة ارتباطيه بين طفل توحدي
249
مسية بلهوشات ،عبد القادر هبتان
تخدم موضوع دراستنا ضمنيا ،بالرغم من اختالف أدوات الدراسة ،إال أن هناك تشابك
في المنهج المعتمد والمتمثل في المنهج العيادي ،فهو األنسب لدراسة الحاالت وينطبق
هذا على دراسة كل من أوفلة وصحراوي( )2019وكذا رحال وبشير( ،)2018أما دراسة
رابي والسباعي( )2021بالمغرب فهي بالرغم من اختالفها في حجم العينة والمنهج ،إال
250
البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل
( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس).
أن النتائج واألدوات كانت مفيدة لدراستنا ،فنتائج الدراسة تخدم موضوعنا والمتمثل في
دراسة "البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد" ،إال أن
النتائج لم توضح لنا المراحل التي يمر عليها البروفيل النفسومرضي ليعود للتكيف وتقبل
االضطراب لدى الطفل أو جاللة الطفل كما يعبر عنه فرويد وهو ما سنوضحه في
دراستنا.
1-7اإلجراءات المنهجية.
لقد اعتمدنا في دراستنا على المنهج العيادي القائم على دراسة الحالة ،والذي يعد
دراسة اكلينكية تعتمد على المقابالت و اإلختبارات للوصول لغايات يحددها هذا المنهج.
(لرينونة ،2015 ،صفحة )38
فارتأينا على أنه األنسب لدراستنا مع أم الطفل التوحدي ،لجمع البيانات الكافية
حول السجل التاريخي لألم ،مع السجل النمائي الخاص بالطفل التوحدي ،إذ سمح لنا
بالتشخيص التفريقي ،وكذا التحقق من األعراض اإلكلينيكية إلصابة الطفل.
2-1-7األدوات المعتمدة في الدراسة :
لقد اعتمدنا في دراستنا على األدوات التالية :
المقابلة النصف موجهة مع األم :
اعتمدنا عليها كأداة أساسية في دراستنا على اعتبار أنها تسهم في توجيه الحالة
وفقا لألهداف البحثية ،و كذا جمع البيانات المطلوبة لمناقشتها وتحليلها ،وقد كانت من
خالل وضع محاور للمقابلة مع األم للبحث في سجلها التاريخي ( الطفولة ،المراهقة،
الرشد) ،بهدف التعرف على العوامل المساعدة على االضط ارب ،وأما محاور السجل
النمائي للطفل ،فالهدف منها يتمثل في التعرف على التاريخ النمائي والسياق التاريخي
لإلضطراب ،ومن ثم محور خاص بتطبيق معايير مقياس الصدمة النفسية والمتمثل في
مقياس ) (PTSD Scal –salf Report for DSM-5 PSS-SRوالذي يتكون من 24بندا
يكشف عن أعراض اضطراب مابعد الصدمة على معايير ، DSM-5يتم تصنيف
251
مسية بلهوشات ،عبد القادر هبتان
األعراض فيه وفقا لخمس نقاط للتكرار والشدة يتراوح من (0ال على اإلطالق) إلي (من
4إلي 6مرات أو أكثر في األسبوع)). (Edna, 2013
وكذلك خصصنا مقابلة لتطبيق مقياس الضغط النفسي :وهو عبارة عن مقياس
مقترح يتكون من عشرين بندا ،موزعين على ثمانية أبعاد لنوح رابي 2021خاص بأسر
أطفال التوحد ،وللتحقق من صدق وثبات المقياس قام الباحث باستخدام صدق
المحكمين ،ومعامل ألفا كرونبخ للتحقق من ثبات المقياس على عينة استطالعية
(ن= )20حيث كان معامل الثبات ( 83رابي و السباعي ،2021 ،صفحة .)507
وقد تم االعتماد على هذا المقياس ألنه يمكننا من قياس الضغوط النفسية على
أساس المرونة النفسية .
أم هيثم تبلغ من العمر 38سنة ،فقدت أمها وهي في عمر 9أشهر ،ليتزوج
بعدها والدها ،عاشت مع زوجة األب حياة شؤم وبؤس وتفريق وتهميش بينها وبين
إخوتها ،إلي غاية انتهائها من دراستها ،قامت زوجة األب بتزويجها في عمر 25سنة،
لتعش صراعات كبيرة مع أسرة الزوج لكنها اضطرت لقبول الوضع ،بعد عام من الزواج
حملت بجنس فتاة ،وكانت فرحتها هسترية بها ،على اعتبار أنها تعويض لصورة
األم(بنتي كنت نشوفها أمي ،لحد اآلن بالرغم من أنه عندي 3أطفال ذكور إال أني
مازلت متعلقة ببنتي) ،لكنها لم تكتمل فرحتها بها حيث توفيت مباشرة بعد الوالدة،
فعاشت في حزن شديد بعدها ،لدرجة عدم قدرتها على االستمرار في بيت زوجها ،بعد
أربعة أشهر قامت بالحمل مرة أخرى بالطفل هيثم ،عند اكتشاف جنسه قامت برفضه
في البداية ،ثم اقتنعت بالطفل ،إال أنها عند ثالث سنوات بدأت تالحظ األم على طفلها
عدم قدرته على التكلم ،أو التفاعل بالرغم من سالمة كل أجهزته .
252
البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل
( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس).
2-2-7السجل النمائي للطفل هيثم :
هيثم هو طفل يبلغ من العمر سبع سنوات تم تشخيصه بتاريخ 2020/01/01
على أنه يعاني من سمات التوحد ،كان الطفل غير مكتسب للغة ،فتم التوجه به عند
بلوغه ثالث سنوات إلي الطبيب العقلي ليشخص أنه مصاب بالصرع ،فقام بوصف
الديباكين الذي تناوله الطفل لسنتين ،بعدها عند بلوغه سن الخامسة تم إعادة إجراء
التحاليل الطبية ،للطفل ليكتشف أن كل شئ على ما يرام ،ليبقي الطفل بعدها في
ال مستشفى مع األخصائيين للعمل معه حينها تم تشخيصه على أن الطفل يعاني من
اضطراب طيف التوحد الشديد من قبل الطبيب العقلي الخاص باألطفال ،لتأتي به األم
للجمعية نبراس ،بهدف الكشف عنه ،ليتم تشخيصه من قبل األرطفونية والمختص
النفسي العيادي على أنه اضطراب طيف التوحد شديد.
فمن خالل خطاب األم أثناء المقابالت التي أجريناها وبناءا على األعراض
المحددة في الدليل اإلحصائي لإلضطرابات النفسية والعقلية الخامس (،)DSM-5
توصلنا أن البروفيل النفسي لألم قد عاني من إكتئاب شديد ،وبإجرائنا للمزيد من
المقابالت بعد تلقيها للتشخيص والتي اعتمدنا فيها على معايير مقياس الضغط النفسي
لنوح رابي ،كشفنا على أن نسبة الضغوطات متوسطة التي تعانيها أم هيثم من خالل
تفعيل الميكانيزمات الدفاعية ،التي أدت لتفعيل المرونة النفسية لدى األم خالل مرحلة
التشخيص وكانت نتائج المقياس:
253
مسية بلهوشات ،عبد القادر هبتان
الدرجات األعراض
األعراض العضوية(واليت تتمثل يف الشعور ابلضيق ،و الصداع النصفي ،وآالم يف أسفل 7درجات
الظهر)
10 األعراض اإلنفعالية(تتمثل يف الشعور ابلقلق والغضب اجتاه سلوكيات الطفل)
درجات
املشكالت املالية (وتتمثل يف عدم حتقيق الراتب الشهري لألم القدرة على التكفل 9درجات
ابعتبار أهنا املسؤولة ماداي عن الطفل)
مشكالت اخلوف (اخلوف على مستقبل الطفل متوسط وهذا انتج من التشكيك يف 7درجات
التشخيص هيثم)
مشكالت املرونة النفسية( وتكون بناء على تقبل ألعراض الطفل خصوصا يف مرحلة 4درجات
التوجه ملختصني آخرين)
5درجات املشكالت اإلجتماعية (عزل الطفل اجتماعيا ،وعدم تركه خيتلط ابحمليط)
وبالتالي الدرجة الكلية للمقياس الضغط النفسي لنوح رابي تتمثل في 57:درجة على
المقياس.
وبعد ثماني أشهر ،قمنا بتجديد مقابلتنا مع الحالة ،فطبقنا مقياس الصدمة
النفسية ) ،(PTSD Scal –salf Report for DSM-5 PSS-SRتوصلنا إلي أن أم هيثم
تعاني من حداد باثولوجي المولد للصدمة من خالل مجموع األعراض التالية:
استم اررية في التحدث عن التشخيص بصورة مستمرة ،تذكر يوم التشخيص بكل
تفاصيله مع الشعور بالضيق واأللم و االنهيار ،أحالم مستمرة بأن هيثم قام بالنطق،
اإلحساس بالصداع النصفي مع آالم في الظهر المستمر وبعض األعراض السيكوماتية،
محاولة تجنب التفكير في التشخيص والعودة لعوامل السحر و الشعوذة ،الحقد على
المختصين وكل المراكز ،رؤية حالة الطفل والمحيط بصورة سلبية ،لوم الذات واآلخرين،
العدوانية والغضب والتكلم بصوت مرتفع مع اآلخرين ،اإلفراط في االنتباه لسلوكيات
الطفل والمحيط اتجاهه ،صعوبات في التركيز ،تأثير التشخيص على الحياة الحميمية
وعلى عالقاتها خصوصا بأهلها .
254
البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل
( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس).
4-2-7النتائج:
من خالل ما سبق عرضه نصل إلي أن أم هيثم تعاني من حداد باثلوجي مولد
للصدمة ،كان نتاجا لتلقيها ثبوت التشخيص على أن " هيثم " يعاني من اضطراب
طيف التوحد "جاللة الطفل" ،حيث استمرت في البكاء الحاد ،مع نوبات قلق ،وعدم
تقبل التشخيص واالستم اررية في التوجه من مختص آلخر ،رغبة في إيجاد مسمى آخر
لحالة ابنها ،وساهمت التحاليل الطبية اإليجابية لهيثم في دعم تمثالتها ،مما قد فجر
حالة من الصراع الداخلي ،ولالكتئاب الشديد ما بعد الوالدة التي مرت به ،وكذلك
حملها بعد أربعة أشهر ،وفي ظل عدم رغبتها في اإلنجاب ،دو ار كبي ار مع اكتشافها
لجنس الطفل على أنه ذكر ،كانت كلها عوامل مساعدة إلعادة إحياء صراعاتها الداخلية،
فمرحلة الرفض عبارة لم تكن سوى سدا للتسرب النزوي ،من خالل العمل على جعل
الموضوع المفقود ،كأنه اليزال موجودا وهذا أدى لخلق انقسامات على مستوى األنا
وبترها ،وذلك الجزء يبقى معزوال وظيفيا إلعادة بناء الموضوع ،أي أن الرفض يكون
جزئيا (زقار ،)2017 ،وتتم هذه العملية عبر تنشيط مختلف اآلليات الدفاعية التي
تساعد في التخفيف من شعورها بالذنب ،والتعزيز من اإلسقاطات الهوامية والدفع
بالصراع الداخلي للعالم الخارجي.
ويتمثل تصور األم المفقودة بالنسبة للحالة في أول أسباب مشكالت حياتها و
معاناتها " لوكان جات يمة ميصراليش هكة "...باإلضافة لعالقتها السئية مع األب ،مما
آخر
دفع إلي الرفض كميكانيزم للتسوية ،وبعد فشل هذا المخطط التكيفي تبنت مخططا ا
سحر وهو المتسبب في خلق االضطراب " غير بدا الراقي يق ار
ا يتمثل في أن هناك
علية القرآن بديت نترفد و نتحط ،وهيثم كان في غرفة أخرى ،قاتلي عجوزتي كان
يغلق في وذنيه حتى هو ، "....كاين سحر بيني وبين هيثم هو السبة" ،إذ تتسم
مخططاتها التكيفية بين إحياء ألزماتها السابقة إلي عوامل السحر والعين والحسد "...
ولدي كي زاد كان يهبل ،قول عين وحكمت فيه ،"...باإلضافة إلي رفض التشخيص
والتوجه من مختص آلخر"....ولدى عندوا تأخر في اللغة فقط ،قلت لراجلي يديه
لألردن يكشفوا عليه ،"...يتميز الجدول العيادي لألم بين اإلحياء المستمر لمشكلة هيثم
255
مسية بلهوشات ،عبد القادر هبتان
والتي تتجسد وفقا لتمثالتها في تأخر اللغة أو الصرع الصامت ،إلي إجترار المواقف
الضاغطة التي تخفف الشعور بالذنب ،إلي الرقابة و االنشغال الدائم بسلوكيات هيثم،
والتي تجعلها تقف عاجزة عن التعامل معاها ،وفي ذات الوقت السخط على المختصين
والزوج وكذا أهلها وأهل زوجها ،لعدم قدرتهم على التخلص من تلك السلوكيات وعدم
تقبلها ،وعدم قدرتهم على تحمله ،فأنجر عنه صعوبات عالئقية كبيرة تعيشها مع
المحيطين ،كما أن الحالة لها رغبة في الهروب بسبب العجز الذي تستشعره تجنبا
لحقيقة ابنها ،و كتعبير عن الفقدان لطفلها المثالي ،الصالبة الدفاعية ،ومشاعر أن
حياتها بال معنى ،فمستقبل الطفل غير واضح ومجهول ،فولد حالة من الفراغ الداخلي
بسبب عدم قدرتها على مساعدة طفلها ،وتمكنها من السيطرة على سلوكياته الغير
مرغوبة ،بحيث تتجه للصالة أو البكاء أو قراءة القرآن أو النظر في صورة أمها "...
نقعد نصلي ونتفكر ونبكي نقول أنا قاع لعشتوا وولدت يتيمة األم وأنا كون نموت كي
يما ونخلي هيثم وحدوا شكون يقدر يتحمل ولدي ،ولدي يزيد يعيش واش عشت أنا ،
ولدي ميهدرش حتى ميقدرش يعبر ،"...وبالتالي الحالة تتأرجح بين الغضب إلي إعادة
إحياء األحداث الماضية التي تسقط عليها سببية االضطراب ،وبالتالي عدم إدراكها
لحقيقية االضطراب وتقبله ،إذ أن سيطرة كل المواقف الضاغطة على الحالة منذ
الطفولة ،مع ضغط التشخيص جعلها تمر من مرحلة اكتئابية شديدة ،إلي اجت اررات
عقلية في مرحلة الحداد فتوليد صدمة بعد ثبوت التشخيص.
256
البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل
( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس).
سبب صدمة ،إلي أن األمهات استخدمن مصادرهن الشخصية واالجتماعية وخصائص
اإلضطراب في إعادة التكيف ،وبالتالي فاألمر يرتبط بمصادر الحالة الداخلية وسياقها
التاريخي اللذان ساهما في توليد الصدمة ،مثلما ناقشنا سابقا وعدم قدرتها على
اإلرجاعية والتقبل ،فطابع الشخصية الذي يتسم بالهشاشة نتيجة للصدمات السابقة
تنشيطها لآلليات الدفاعية جعلها تبقي على الشعور بالذنب ،والتخلص منه عبر
منها الرفض ،اإلنكار ،اإلسقاط ،التبرير ،فجعلها تعيش صعوبات عالئقية كبيرة،
فحسب نموذج كوبلر روس لم تتمكن أم هيثم بمصادرها الداخلية من التكيف مع إعالن
التشخيص وثبوت أن هيثم يعاني من اضطراب طيف التوحد الشديد ،وقد ساعد سجلها
التاريخي و السياق الثقافي في الالتكيف ،إذ اتجهت على اعتبار حالة ابنها يعاني من
حسد أو حالة سحر أدت إلي التأخر في نطق ،فمصادرها الداخلية تلجأ دائما لتنشيط
ميكانيزمات تبعد عن أن هيثم يعاني من اضطراب طيف التوحد ،وتخفف من حدة
صراعاتها الداخلية.
257
مسية بلهوشات ،عبد القادر هبتان
-8خاتمة:
وفي األخير نصل إلي أن الحالة المدروسة لم تتمكن من إعادة التكيف ،وهذا
بعد ثبوت التشخيص من قبل العديد من مختصين(الطبيب العقلي ،المختص األرطفوني،
مختص نفساني العيادي) ،وقد ساهمت كل من الصدمات الطفولية ،وسياقها التاريخي،
وخصوصا الجدول العيادي لألم الذي مر بإكتئاب شديد ،حيث مر البروفيل النفسي
للحالة عبر ثالث مراحل بعد إعالن التشخيص تتمثل المرحلة األولى في رفضها
لالضطراب وتجنب سلوكيات الطفل ،والبحث عن اضطراب آخر يعانيه الطفل بدال من
طيف التوحد ،أما المرحلة الثانية فهي تتجسد في لوم الذات ،وتأنيب الضمير بصورة
شديدة ،وهذا الصراع الداخلي محتدم ،نشط ميكانيزمات تكيفيه عبر اإلسقاط للعوامل
الخارجية ،وفي المرحلة الثالثة قامت بتجنب الحاضر ،مع اإلجت اررية ألحداث الماضي
وربطها باالضطراب ،كنوع من التنفيس عن شعور بالذنب ،وبهذا فإن الرفض هو مرحلة
لالرجاعية ،تساعد الجهاز النفسي لتجنيد الخصائص النفسية لمقاومة أساسية
التشخيص ،هذا األخير الذي زعزع تمثل األم حول الطفل ،مما دفع لصراع التمثل بين
الطفل الوهمي والحقيقي الذي يعاني من اضطراب ،فمن خالل هذه الدراسة نصل
لمجموعة من المقترحات التالية قبل إعالن التشخيص:
-المرحلة األولى :قبل اإلعالن عن التشخيص والتي يجب فيها مراعاة السياق
التاريخي والشخصي ،وكذا التحضير النفسي بحسب كل حالة.
-المرحلة الثالثة :وفيها يتم التدخل الوقائي أو العالجي بعد اإلعالن على
التشخيص.
258
البروفيل النفسومرضي ألم الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد بين التشخيص والتقبل
).( دراسة عيادية على حالة أم طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بجمعية النبراس
: قائمة المراجع-
259
مسية بلهوشات ،عبد القادر هبتان
رضوان زقار .)2017( .حداد مابعدالصدمة لدى املراهق (دراسة اسقاطية لضحااي الزلزال) .أتليف زقار
،رضوان .اجلزائر :دار الكتاب العريب.
سامية رحال ،و سليمة بشري .)2018( .اإلرجاعية لدى أمهات اطفال التوحد .جملة شؤون اجتماعية ،
.66-39 ،)139( 35
عبد احلميد ,وليد خالد; .)2013( .معاجلة االضطراابت التالية للصدمة عن طريق (ابطال التحسس
واعادة املعاجلة حبركات العني ).7 ،)30( .
عبد الستار ابراهيم .)1998( .اإلكتئاب (اضطراب العصر احلديث فهمه وأساليب عالجه)( .عامل
املعرفة ،احملرر) الكويت.
حممد يزيد لرينونة .)2015( .أسس علم النفس .احملمدية ،اجلزائر :اجلسور للنشر والتوزيع.
انئف علي أيبو .)2019( .الضغوط النفسية .مصر :دار املعرفة اجلامعية.
نوح رايب ،و خلود السباعي .)2021( .اضطراب طيف التوحد وأثره على املرونة النفسية عند الوالدين.
اجمللة العربية لإلعاقة واملوهبة .522-447 ،)17( 5 ،
وسيلة آيت أوفلة ،و عقيلة صحرواوي .)2019( .التشخيص ,اإلرجاعية لدى أم الطفل التوحدي ما
بعد التشخيص .نفسانيات وأانم .74-59 ،)2( 2 ،
260