Professional Documents
Culture Documents
PSJ - Volume 28 - Issue العدد الأول - Pages 25-93
PSJ - Volume 28 - Issue العدد الأول - Pages 25-93
ملخص
يستهدف البحث الراهن تحديد مهارات العالج المعرفي -السلوكي وإعداد أداة لقياسها
في البيئة المصرية ،كما يهدف إلى محاولة استكشاف انتقال تلك المهارات المهنية إلى الحياة
الواقعية للمعالج ،سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى المقربين من المحيطين به.
األدوات :تم تصميم مقياس في صورة أولية مكون من ( )66بندا ،تعكس مهارات المعالج
السلوكي -المعرفي في إدارة الجلسة العالجية .وقائمة من 13بندا لقياس الدافعية الستخدام
العالج المعرفي السلوكي من إعداد الباحثة .وأُجريت دراسة استطالعية للتحقق من سالمة
الصياغة ومالئمة محتوى بنود المقياسين ،واستطالع آراء المحكمين (ن= ،)15وحساب
ثبات المقياسين .وترتب على هذه اإلجراءات إدخال تغييرات على صياغة البنود وخيارات
اإلجابة عنها ،وإضافة بعض البنود .فأصبح المقياس يتكون من 45بندا في صورته
النهائية ،يجاب عنها بمقياس رتبي بطريقة ليكرت يتدرج من خمسة خيارات .وقد تم التحقق
من المؤشرات القياسية للمقياسين ،التي ترقى إلى مستوى مقبول من الثبات والصدق .العينة:
تم تطبيق المقياسين على ( )55من االختصاصيين النفسيين ،بمؤهالت دراسية وخبرات
مهنية متباينة .النتائج :وأوضحت نتائج اختبار "كا "2الفروق بين مستويات هذه المتغيرات
في بعض بنود المقياس ،وتبين أنه ال توجد فروق في أغلب األحوال .وقد تم اختبار الفرض
القائل بانتقال المهارات المهنية للعالج إلى مجال التعامل مع المقربين والذات .وتبين أن هذا
االنتقال يرتبط بمستوى الدافعية الستخدام العالج المعرفي السلوكي .ونوقشت النتائج في
ضوء افتراضات النموذج المعرفي السلوكي ونتائج الدراسات السابقة.
الكلمات المفتاحية :العالج المعرفي السلوكي -مهارات العالج المعرفي السلوكي -
انتقال أثر المهنة -الكفاءة المهنية -الحياة الواقعية للمعالج.
(*) أستاذ علم النفس المساعد العيادي ،كلية اآلداب -جامعة الفيوم.
.
مهارات العالج المعرفي السلوكي
Zizi E. Ibrahim
Assistant Professor of Psychology
Faculty of Arts, Fayoum University
Abstract
This research aims at studying the cognitive-behavioral
therapy skills (CBTS) and developing a tool to measure it inside the
Egyptian environment. Also, it aims at exploding if these professional
skills are extended in therapist's real life. A list of 66 items reflecting
cognitive therapy skills in managing the therapeutic session and 13
items of the motivation to use cognitive therapy scale has been
developed. A pilot study on a sample of 33 therapists has been
conducted to evaluate the linguistic and content characteristics of the
scales items and to get the expertise evaluation of its content validity
(n= 15). Many items have been corrected and became simpler in their
linguistic formulation according to the pilot study results and expertise
opinions. The final form consists of 45 items answered in 5 point
likert scale format. Psychometric characteristics of the scales have
been validated. A sample of 55 psychologists with different levels of
experiences and qualifications completed the scales to test the
research hypotheses. Results of "x2"And crosstabs analysis reveals the
discriminative ability of some items. Results support the first
hypothesis of extended effect of (CBTS) in therapist's real life
situation with others and self, but not related to motivation to use
cognitive-behavior therapy scores. Extension of using (CBTS) in
therapist's real life situation not differ according to sex, job years and
number of cases participants worked with. Results discussed in terms
of cognitive-behavioral treatment model and previous research results.
مقدمـة:
ُيشير العالج المعرفي السلوكي( )1إلى فئة التدخالت العالجية التي تشترك
في مسلمة مؤداها أن االضطرابات والمشكالت النفسية تستمر لدى األفراد
بسبب عوامل معرفية؛ فالمسلمة الجوهرية لهذا المنحى العالجي ـ كما قدمه
()2
آرون بيك Beckوألبرت إليس Ellisـ تشير إلى أن المعارف غير التكيفية
تسهم في استم ارر الكدر االنفعالي واستمرار المشكالت السلوكية .ووفقا للنموذج
المعرفي لبيك (Beck, Rush, John, Shaw, Brian,& Emery, 1979; Beck,
) ،Baruch, Balter, Steer,& Warman, 2004فإن تلك المعارف تتضمن
المعتقدات العامة أو المخططات المعرفية التي يكونها الفرد عن العالم والذات
والمستقبل ،واألفكار اآللية( )3المحددة التي تظهر في موقف معين .ويقوم
النموذج العالجي على افتراض أن استراتيجيات تغيير تلك االفتراضات المعرفية
غير التكيفية يؤدي إلى تغيير الحالة االنفعالية السلبية والمشكالت السلوكية
(.)De Rubeis, Tang,& Beck, 2001
العديد من دراسات المراجعة والتحليل البعدي للبحوث ،بهدف ُ وقد أجريت
الوقوف على مدى كفاءة العالج المعرفي السلوكي ،ومدى انتشار استخدامه في
مساعدة األفراد في التغلب على المشكالت النفسية أو تطوير مهارات مواجهة
أفضل لمشكالت الحياة اليومية ( .)Beck, 1991, 1993, 1997, 2005وحديثا
نشر موقع مؤسسة بيك للعالج المعرفي السلوكي تلخيصا للدراسات التي اهتمت
بالمراجعة المنظمة للتراث المنشور عام 2014حول العالج المعرفي السلوكي،
قدمت دليال على االنتشار المتزايد للعالج المعرفي السلوكي للحاالت اإلكلينيكية
المختلفة .وهذا يثبت التماسك الواضح للعالج المعرفي السلوكي وثباته وكفاءته
في خريطة العالج النفسي الحالية | (CBT: Review of Randomized Trials
Beck Institute for Cognitive Behavior Therapy,” n.d retrived on: 20
).August 2017
-28-
دراسات نفسية (مج ،28ع 1يناير 2018ص ص )93-25
-29-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
(1) collaborative
-30-
دراسات نفسية (مج ،28ع 1يناير 2018ص ص )93-25
الستهداف المكونات الجوهرية لالضطراب المحدد .إذ يتم تطبيقه بشكل واسع
كعالج نفسي على مستوى العالم ،وتتوافر أدلة من دراسات المراجعة الحديثة
والتحليل البعدي على كفاءته في تخفيف أعراض االضطرابات النفسية
المختلفة ،بما فيها االكتئاب واضطرابات القلق واضطرابات الشخصية
واضطرابات األكل واضطرابات سوء استخدام المواد النفسية والفصام واأللم
المزمن واألرق واضطرابات الطفولة والمراهقة (Thoma, Pilecki,& Mckay,
).2015
وقد أكد العالج المعرفي -منذ ظهوره -على مبدأ مهم يتمثل في تعليم
المريض أن يكون هو الطبيب لذاته ،ويتضمن هذا المبدأ اكتساب مهارات
العالج المعرفي السلوكي واستخدامها في مواقف واقعية (Hundt, Mignogna,
) ،Underhill,& Cully, 2013ويتم ذلك داخل الجلسات بتبني عدد من المبادئ
بواسطة معالج مدرب ،ذي كفاءة مهنية عالية تمكنه من بناء الجلسة وإدارتها،
لتحقيق األهداف العالجية (إبراهيم .)2004 ،ومن هنا تأتي أهمية تقييم كفاءة
المعالج المعرفي السلوكي بواسطة أساليب تتسم بالمصداقية واالتساق .فقد
أكدت نتائج دراسة شو Shawوإلكين Elkinوياماجوتشي Yamaguchi
وأولمستيد Olmstedوفاليس )1999( Vallisتأثير كفاءة المعالج في ناتج
العالج .وتوجد أدلة متنامية حول أهمية كفاءة المعالج في نجاح العالج
( .)Elkin, 1999; Kuyken& Tsivrikos, 2009ويرجع االختالف في نتائج
العالج النفسي جزئيا إلى الفروق بين المعالجين (Zuroff, Kelly, Leybman,
) Blatt,& Wampold, 2010وعناصر العالقة العالجية كالتفهم واالعتناء
والمواجدة(( )1التفهم) والنظرة اإليجابية( .)2ففي المراجعة التي أجراها كريتس
ومينتز 1991على 27نوعا من العالج لعديد من االضطرابات ،وجد أن
نسبة تصل إلى ٪8من التباين عائد إلى الفروق بين المعالجين .وفي عام
(1) empathy
(2) Positive regard
-31-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
،2006وجد بولت نتائج مشابهة حول تأثير المعالج في نتائج العالج .واهتمت
البحوث المبكرة بالتحالف العالجي بوصفه عامال مهما في تحقيق التغيير
العالجي في العالج المعرفي السلوكي ( ،)Safran& Wallner, 1991وكذلك
وجد ويك Weckوجيكشيت Grikscheitوجاكوب )2015( Jakobأن عوامل
مثل التحالف العالجي ،وكفاءة المعالج تؤثر بشكل دال في ناتج العالج( .)1وهو
م ا يؤكد األهمية الكبيرة لالعتناء بتدريب وتأهيل المعالجين النفسيين ليكونوا
على مستوى جيد من الكفاءة لتقديم عالج ناجح والحصول على نتائج عالجية
جيدة وضمان تقديم أفضل خدمة للمريض.
أهمية الدراسة
على المستوى العالمي ،اهتمت الدراسات منذ وقت مبكر بتدريب المعالجين
النفسيين .وهناك اتفاق عام على أن عملية العالج النفسي بما فيها من تعقيد ال
يمكن تعلمها فقط من خالل المحاضرات أو الدراسة المعتمدة على الذات فقط،
وأن عملية الممارسة تحت اإلشراف جزء أساسي من عملية التدريب على
العالج ،وأن جميع برامج التدريب الخاصة بالعالج المعرفي السلوكي تتضمن
إشرافا أو تتطلب العمل تحت اإلشراف ( .)Pretorius, 2006وعلى المستوى
المحلي ،كانت هذه القضية موضع اهتمام الباحثين منذ ما يزيد على عقد من
الزمان (إبراهيم2005 ،؛ جمعة يوسف2009 ،؛ الصبوة ،)2015 ،فأكدوا
أهمية التدريب الذي يحصل عليه المعالج ،وأهمية وضع معايير علمية وعملية،
للتأكد من أن االختصاصيين اإلكلينيكيين-خاصة المعالجين الذين يحصلون
على التدريب واإلشراف المالئم ،وتقييم مهاراتهم للتأكد من كفاءتهم المهنية،
بناء على طرائق ثابتة الكفاءة .حيث تعرف الكفاءة بأنها درجة تطبيق المعالج
للمعرفة العالجية العامة والخاصة ،والمهارات المطلوبة لتقديم تدخالت العالج
المعرفي السلوكي بطريقة منظمة لتناسب مشكالت المريض .ويتضمن ذلك كال
(1) knowledge
(2) skills
(3) Patient Outcome
-33-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
تقدير لعب الدور المعياري( :)1حيث يتم تقدير مدى التزام المعالج بخطوات
معيارية متفق عليها للفحص والعالج ،كتلك التي يسير وفقا لها الطبيب في
تشخيص وعالج المرض الجسدي ).(Fairburn& Cooper, 2011
ومن ثم ،سعيا إلى القياس الموضوعي لمهارات العالج المعرفي السلوكي،
ينصب اهتمام الدراسة الراهنة على تطوير أداة في البيئة المحلية تسهم في جمع
معلومات موضوعية دقيقة حول مدى التزام مقدمي الخدمة النفسية باستخدام
أسس ومبادئ العالج المعرفي السلوكي في الجلسات العالجية ،ومدى توفر تلك
المهارات لدى المعالجين.
مبررات إجراء الدراسة
إن التقييم الفعال لكفاءة العالج المعرفي السلوكي أمر أساسي في تطوير
البرامج التدريبية ،وتقديم أفضل للخدمة النفسية على حد سواء .وقد بدأ التقييم
الموضوعي لكفاءة المعالج المعرفي السلوكي بشكل متواز مع بحوث إثبات
كفاءته العالجية لمختلف االضطرابات النفسية منذ تطوير يونج وبيك مقياسا
لتقييم كفاءة المعالج المعرفي السلوكي في تقديم العالج وإدارة الجلسة العالجية،
وفقا لمبادئ وأسس العالج المعرفي السلوكي في مطلع الثمانينيات من القرن
العشرين ،تحت اسم "مقياس العالج المعرفي السلوكي"((Young,& Beck, )2
).1980
وعلى الرغم من النمو المتزايد لتعلم واستخدام العالج المعرفي السلوكي في
المجتمع المصري (يوسف )2009 ،فإن اهتماما قليال قد انصب على طرق
التقييم لمهارات العالج والمعالج .ولذا ،فإن الدراسة الراهنة تحاول تطوير مقياس
لتقدير مهارات العالج المعرفي السلوكي وتقدير الخصائص القياسية له ،ليكون
معينا للتأكد من الكفاءة المهنية للمتدربين والممارسين المتقدمين للحصول على
ترخيص ممارسة العالج ،وكذلك التأكد من تقديم خدمة العالج واإلرشاد النفسي
في حياة المعالجين؟ وإلى أي مدى يرتبط انتقالها بالدافعية لممارسة هذا
العالج؟ وإلى أي مدى يرتبط هذا االنتقال بكل من جنس المعالج وعدد سنوات
خبرته وعدد الحاالت التي قام بعالجها؟".
مفاهيم الدراسة
أواًل :العالج المعرفي السلوكي
العالج المعرفي هو العالج الذي يستند إلى النموذج المعرفي ،الذي يفترض
أن انفعاالت األفراد وسلوكياتهم تتأثر بإدراكهم لألحداث ) .(Beck, 1995ويؤرخ
كالرك Clarkوبيك وألفورد )1999( Alfordلظهور العالج المعرفي السلوكي
نتيجة للممارسة اإلكلينيكية بنهاية الستينيات وبداية السبعينيات ،عندما بدأ اثنان
من التوجهات العالجية ،شهد لها بأنها صياغة أكثر اتساقا من العالج النفسي
المعرفي .وتتمثل هذان التوجهان في توجه ألبرت إليس A. Ellisوآرون بيك A.
،Beckاللذين هج ار توجهاتهما التحليلية وتوجها إلى العالج المعرفي .وقد تزامن
ذلك مع ما حدث من بعض علماء النفس ذوي التوجه السلوكي ،الذين تدربوا
على المناحي السلوكية مثل :ماهوني ،Mahoneyوميكينباوم Meicheinbaum
ودافيدسون Davidsonوجولدفريد .Glodfriedحيث تضمنت كتاباتهم حديثا
عن دور العوامل المعرفية ،واستهدفت أساليبهم العالجية إحداث تعديل سلوكي
-معرفي للمرضى (إبراهيم.)2006 ،
ووفقا لدوبسون )2010( Dobsonفإن العالج المعرفي السلوكي بمختلف
طرقه يتشارك في ثالث مسلمات أساسية:
األولى :أن النشاط المعرفي يؤثر في السلوك.
الثانية :أن النشاط المعرفي يمكن مراقبته وتغييره.
الثالثة :أن التغيير السلوكي المرغوب فيه يحدث من خالل التغيير المعرفي.
ينمو العالج المعرفي وينتشر كمنهج عالجي في مواقع التدريب والممارسة
اإلكلينيكية لالضطرابات النفسية ،والمشكالت الصحية األخرى (DeRubeis, et
-36-
دراسات نفسية (مج ،28ع 1يناير 2018ص ص )93-25
) al., 2001; Epp& Dobson, 2010وفي منع االنتكاس وتأخير عودة األعراض
المرضية ( ،)Beck, 1993منذ أن قدمه أرون بيك أواخر السبعينيات من القرن
المنصرم ( .)Beck, 2005ويستند العالج المعرفي السلوكي إلى عدد من
المبادئ التي تحدد األسس التي يجب االلتزام بها ،كما حددتها جوديث بيك
J. Beckفي الدليل العالجي المفصل الذي نشرته عام ،1995وأعادت
طباعته عام ،2011والتي يمكن تلخيصها في اآلتي:
1ـ االستناد إلى صياغة دائمة التطور لمشكالت المريض بمصطلحات معرفية.
2ـ ضرورة التحالف العالجي( )1الواضح.
3ـ تأكيد أهمية التكاتف( )2والمشاركة الفعالة.
4ـ توجيه العالج وفق أهداف تركز على المشكالت.
5ـ التأكيد المبدئي على الحاضر والمشكالت الراهنة.
6ـ تعليم المريض أن يكون طبيب نفسه ،ويؤكد منع االنتكاس.
7ـ التقيد بزمن محدد.
8ـ أن تكون الجلسات محدده البناء.
9ـ تعليم المريض أن يحدد أفكاره ومعتقداته المضطربة ،ويقيمها ،ويستجيب لها.
10ـ استخدام مجموعة متنوعة من األساليب لتغيير تفكير المريض ومزاجه
وسلوكه.
وانعكست تلك المبادئ في بناء أدوات تقييم العالج المعرفي السلوكي وكفاءة
المعالجين الذين يستخدمون ذلك المنحى .وفيما يلي تعريف بمفهوم كفاءة
المعالج ومهارات العالج المعرفي السلوكي ،كما وردت في اإلنتاج البحثي
السابق.
(1) foundational
(2) functional
-38-
دراسات نفسية (مج ،28ع 1يناير 2018ص ص )93-25
(1) adherence
(2) competence
(3) feedback
(4) interpersonal effectiveness
-39-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
ومن بين مهارات العالج المعرفي السلوكي أيضا التحقق من إقامة عالقة
تكاتفية( )1بين العميل والمعالج ،تنعكس في صورة تحالف عالجي يمكن العميل
والمعالج من العمل معا كفريق ضد العدو المشترك وهو المعاناة أو الكدر
النفسي .وكذلك مهارة استخدام وقت الجلسة استخداما مالئما وفعاال إلنجاز
معظم المهام التي وضعت في جدول أعمال الجلسة .وأن يتم ذلك في جو
حواري يعمل من خالل االستكشاف الموجه( ،)2الذي يعد استراتيجية من بين
االستراتيجيات األساسية التي يستخدمها المعالج المعرفي السلوكي الناجح ،من
خالل االستفسار لنساعد العميل في رؤية األحداث والمواقف من منظور جديد
مع تجنب استخدام الجدل والنصح ،الذي قد يجعل العميل يميل إلى اتخاذ
االتجاه الدفاعي أثناء الجلسات & (Young & Beck, 1980; Jeffrey Young
).Beck, 1988
وتتضمن مهارات المعالج المعرفي السلوكي القدرة على صياغة الحالة
معرفيا .حيث يتم التركيز على األفكار والمعتقدات األساسية التي تجعل العميل
يتصرف ويشعر بطريقة ال تكيفية ،واستكشاف األفكار التلقائية والمعتقدات
كبير ومهما من محتوى جلسات العالج ا الجوهرية وراءها .ويشكل هذا جزءا
المعرفي السلوكي ،من خالل األسئلة السقراطية ،والتخيل ،ولعب الدور،
والتسجيل اليومي لألفكار السلبية ،ومراقبة التغير المزاجي أثناء الجلسة ،والبحث
عن المعنى الشخصي لألحداث والمواقف .ويكون مطلوبا من المعالج أيضا أن
يكتسب مهارات وضع وتبني استراتيجية للتغير( )3من خالل تطبيق الفنيات
العالجية المحددة التي تناسب الموقف والصعوبات التي يواجهها العميل .وهنا،
يتم تضمين التدخالت المعرفية والتدخالت السلوكية وغيرهما مما يالئم خطة
()4
التغيير العالجي المرغوب .ويقاس مدى تطبيق الفنيات المعرفية السلوكية
بكفاءة داخل الجلسات العالجية .ومهارة اشتقاق وتحديد المهام ما بين
الكفاءة التي يتم بها تقديم العالج؛ وثالثا ،أن نتائج البحوث قدمت دليال على أن
دور في تحديد ناتج العالج ،كما أظهرت بعض الدراسات كفاءة المعالج تمارس ا
(Shaw et al., 1999; Strunk, Brotman, DeRubeis, et al., 2010; Kuyken,
) .Hayes, Barrett, Byng,& Dalgleish, 2015فمهارة العالج المعرفي السلوكي
ال تتحدد فقط من خالل جودة الفنيات العالجية المستخدمة ،ولكنها تتأثر أيضا
بالعديد من العوامل ،من قبيل كفاءة المعالج المعرفي .وهو ما تُعنى به الدراسة
الحالية ،من خالل توفير مقياس مالئم لتقديره في البيئة المحلية .وهناك أيضا
العوامل المتعلقة باالضطراب وطبيعته ،وكذلك المتعلقة بالعميل وكيفية
استخدامه لألسلوب العالجي والفنيات المنبثقة عنه .كما تسعى الدراسة إلى
االستفادة من توفير هذه األداة المقننة لقياس مهارات المعالج المعرفي السلوكي
في اختبار الفرض القائل بأن التأثير يمتد من الممارسة المهنية إلى الحياة
موجز لمفهوم انتقال
ا االجتماعية والشخصية للمعالجين .وفيما يلي نقدم عرضا
أثر الممارسة المهنية لدى المعالج النفسي من خالل المراجعة المختصرة للتراث
المتعلق بهذا المفهوم.
انتقال أثر الممارسة إلى العالج النفسي:
لقد كانت مهنة العالج النفسي موضع تأمل منذ بدايتها .فعلى الرغم من
أهميتها بالنسبة للمجتمع ،فإن الكيفية التي تؤثر بها في القائمين بها أو في
المحيطين بهم تتفاوت .فالمعالج يتعامل مع مجاالت ذات حساسية عالية في
حياة المرضى ،ويتعرض لمخاطر متنوعة وفريدة ولديه متطلبات وظيفية معقدة
( .)Kramen-Kahn& Hansen, 1998وعلى الرغم من كثرة البحوث حول
العالج النفسي ،فإن القليل منها قد اهتم بتأثير مهنة العالج النفسي في
المعالجين أنفسهم ) .(Hovsepian, 2011وما من شك في أن المشكالت في
الحياة الشخصية والحياة المهنية تتداخالن .وتتأثر الكيفية التي يتبناها المعالج
كشخص في طريقة فرز خبراته وترشيحها ،وتتطور جزئيا بالقواعد اإلكلينيكية
والتوجه العالجي ،وتتأثر اتجاهاته بالمشرفين عليه والقائمين بتدريبه
) .(Kaslow& Schulman, 1987وقد أكدت الدراسات اإلمبيريقية أن مهنة
-42-
دراسات نفسية (مج ،28ع 1يناير 2018ص ص )93-25
العالج النفسي متعددة ،ومتنوعة الفوائد بالنسبة للقائمين بها في العالقات داخل
األسرة .ففي دراسة أجراها جاي في الثمانينيات من القرن العشرين ،وجد أن
٪71من المعالجين المشاركين في الدراسة يشعرون بتأثير إيجابي لمهنتهم في
العالقة باألبناء .كما وجدت دراسة أخرى أن المعالجين لديهم تقدير أكبر
لعائالتهم ووعي أكبر بأن المشكالت شيء طبيعي في الحياة
).(Sowders, 2013
وجدت دراسة لجولدين وفاربر أن أبناء المعالجين النفسيين ،يرون أن هناك
مميزات في مهنة آبائهم .حيث يرون أن اآلباء المعالجين يكونون معبرين أكثر
عن التفهم والتعاطف والحساسية الكتشاف المشكالت والبدء في التحدث حولها.
وأن اآلباء المعالجين لديهم طرقا أفضل في التعامل مع المشكالت التي تط أر
على حياة األبناء .وفي المقابل ،قرر البعض اآلخر من األبناء أن التواصل
يأخذ أحيانا صورة الوصفة الطبية ،أو إعطاء النصح في شكل أوامر طبية،
وليس كعالقة أسرية ).(Golden& Farber, 1998
وعلى الرغم من الخبرة التي يحصل عليها المعالجون في مجال العالج،
فإنهم غير محصنين ضد المشكالت الشخصية واألسرية ،وال يمكن استبعادهم
من قائمة المحتاجين إلى العالج &(Deacon, Kirkpatrick, Wetchler,
) .Niedner, 1999فقد اهتمت الدراسات بالكشف عن معدالت اإلصابة
باضطراب نفسي بين المرشدين النفسيين ) .(Lawson, 2007فحاولت إحدى
الدراسات الكشف عن معدالت تعرض األخصائيين النفسيين للكدر واالضطراب
النفسي ،كشرب الكحوليات أو تعاطي المواد النفسية األخرى أو التعرض
لالحتراق النفسي( - )1الذي قرر الوسون أنه قد يصيب نسبة تصل إلى ٪30
من العاملين في مجال الخدمة النفسية ،أو اضطرابات نفسية أخرى ،ما يجعلنا
نقلق ليس فقط على جودة حياة المعالج النفسي ،ولكن أيضا على جودة الخدمة
النفسية المقدمة للمرضى ).(Smith& Moss, 2009
وقد استهدف الباحثون -منذ وقت مبكر -صياغة نموذج يعمل على
ترشيد آثار المهنة في الحياة الشخصية للمعالجين النفسيين ،كون العالقات التي
نعيشها في حياتنا -بوصفنا معالجين -ترتبط بالخلفية التدريبية التي نتلقاها،
لكي نصبح معالجين نفسيين فرديين أو معالجين نفسيين أسريين .واقترح جورين
وهابارد 1987أن يتم االستثمار في ثالث مناطق كبرى في حياة المعالج
نفسيين ،وهي :المستوى األساسي من االستقاللية اإلجرائية( ،)1وإدارة االستجابية
أخير إثراء الخبرات الشخصية داخل اإلكلينيكية والشخصية لدى المعالج ،و ا
األسرة ( ،)Guerin& Hubbard, 1987والعمل على إدارة التدريب بطريقة تفيد
في األداء المهني واإلدارة الجيدة لخصائص شخصية المعالج &(Winter
) .Aponte, 1987وفي دراسة حول حياة المعالجين النفسيين ،اهتم باباز
بمناقشة كيفية تأثير الطالق بين المعالجين النفسيين في عملهم اإلكلينيكي .كما
اهتمت الدراسة بتوضيح كيفية اإلكمال الناجح لعملية الطالق ،والكيفية التي
يمكن لإلشراف والتدريب العالجي والقدرة على اإلفصاح عن الذات أن يقوم به،
لتيسير إدارة تلك العملية ).(Pappas, 1989
واهتمت البحوث أيضا بتحديد أهم االستراتيجيات التي تساعد المعالج النفسي
في العناية بذاته وفقا آلراء الخبراء في مجال العالج النفسي .وكان من بين هذه
االستراتيجيات تعرف مخاطر مهنة الخدمة النفسية ،ورفع الوعي الذاتي ،وتبني
استراتيجيات مبنية على تعدد التوجهات النظرية ،وتطبيق مبادئ التشريط
المضاد والتحكم في المنبه لتغيير البيئة المشكلة ،والسعي إلى العالج
الشخصي ،وتجنب التفكير القائم على لوم الذات أو التمني واالستمتاع بما
تقدمه الحياة كمعينات في التغلب على متاعب المهنة أو االحتراق النفسي
الناتج عنها ) ،(Norcross, 2000والكيفية التي تساعد بها المعالج على تحقيق
التوازن بين الحياة المهنية والحياة الخاصة ،والحياة داخل األسرة ،ومع شريك
الحياة ) ،(Rupert& Kent, 2007والتغلب على الضغوط المتعلقة بالمهنة
وظروف العمل (.)Rupert& Morgan, 2005
(1) spillover
-45-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
لتتبدى في الطريقة التي يتبعها عند مواجهة موقف مكدر في حياته الشخصية؟
تباينت نتائج الدراسات حول ذلك .فبينت بعض النتائج الدور اإليجابي لممارسة
العالج النفسي في حياة المعالجين ،وبينت نتائج أخرى وجود آثار سلبية للمهنة
نتيجة التعرض المستمر للمنغصات والمقاومة واالحتراق النفسي الناتج عن
ظروف العمل والصعوبات المرتبطة بالعمالء ومتطلبات الحفاظ على السرية
) .(Hovsepian, 2011كذلك ،اهتمت دراسة ستيفرز (2013) Stiversباستفادة
تأثير متبادال
ا المعالجين من تعلم العالج األسري في حياتهم الزوجية ،ووجدت
بين التدريب على العالج وامتداده لحياتهم الزوجية .وانتهت الدراسة إلى وضع
نموذج يمكن من خالله فهم التأثير اإليجابي والسلبي واالقتراحات الممكنة
لتحسين التفاعل بين األزواج المعالجين.
خالصة القول :إن العلم والممارسة المهنية يلتقيان معا في االتفاق حول
التأثير الذي يحدثه الدور المهني في حياة المعالجين .فهناك تغييرات تصاحب
العمل كمعالج نفسي ،كالمهارات والقيم والسلوك والوجدان .وقد تؤثر جميعها
بشكل إيجابي أو سلبي في حياة المعالجين .واقترح المنظرون حول التأثير
المتبادل للدور المهني والحياة األسرية أن تعدد األدوار يقدم فرصا الكتساب
المزيد من المهارات والشعور بالرضا الذي يؤثر في أداء الفرد ألدواره المختلفة
) .(Stevanovic, 2011وهو ما يؤكد امتداد مهارات العالج النفسي المتعلمة،
كما يمارسها المعالج أثناء أداء مهنة العالج النفسي ،إلى التطبيق في العالقات
خارج الجلسة العالجية ،داخل األسرة أو مع المعارف واألصدقاء وربما مع
الذات ،حينما تقتضي الضرورة ذلك.
الدراسات السابقة
نقدم في هذا الجزء من المقال مراجعة للدراسات السابقة وثيقة الصلة
بموضوع الدراسة الراهنة في محورين ،هما:
1ـ الدراسات المتعلقة بتقييم كفاءة العالج المعرفي السلوكي ومهارات المعالج.
2ـ الدراسات المتعلقة بانتقال أثر ممارسة العالج في حياة المعالجين.
-46-
دراسات نفسية (مج ،28ع 1يناير 2018ص ص )93-25
وبالتوازي ،كان هناك بحث ُيجرى الكتشاف أفضل طرق تقييم مهارات
المعالج ،وتحديد أفضل طرق اكتساب وقياس مهارات العالج المعرفي السلوكي.
فقد حاول شيفرون Chevronورونسافيل Rounsavilleاستكشاف أفضل طرق
تقييم كفاءة المعالج المعرفي السلوكي عن طريق المقارنة بين خمس وسائل
لتقدير مهارات المعالج ،وهي:
1ـ اختبار تحريري للمتدربين.
2ـ التقييم الكلي الذي يعطيه المدرب للمتدربين.
3ـ التقرير الذاتي للمتدربين حول الجلسات التي يقدمونها للمرضى.
4ـ تقييم المشرفين بناء على التقرير الذي يقدمه المتدرب حول جلسات العالج
في جلسات اإلشراف.
5ـ خبير مستقل يقوم بتقييم الجلسات العالجية المسجلة.
وكشفت النتائج عن عدم اتفاق بين الطرق المتنوعة للتقييم .وكانت أقرب
الطرق ارتباطا بحالة المريض هي تقييم المشرف على التدريب لتقارير الجلسات
(.)1983
وباإلضافة إلى الطرق السابقة ،اعتمد الباحثون أيضا على التوجه الذي
ينادي بأهمية التحقق من كفاءة المعالج المعرفي السلوكي بواسطة االختبارات
المعيارية .حيث يتم تقييم كفاءة المعالج باستخدام اختبارات المعرفة( ،)1التي
تتركز حول استراتيجيات وإجراءات العالج ،مع األخذ في الحسبان أن القليل
من االختبارات تم تصميمها لهذا الغرض ;(Fairburn& Cooper, 2011
).Muse& McManus, 2013
وقد قامت جاريت Jarrettعام 1998ببناء مقياس لتقدير مهارات العالج
المعرفي السلوكي لدى كل من المعالج والعميل في مركز العالج المعرفي
لالكتئاب( )1بجامعة بنسلفانيا ،يعتمد في اإلجابة عنه على إقرار ذاتي من كل
من المعالج والعميل حول بناء الجلسة العالجية واألنشطة التي تمت فيها .وفقا
لدائرة العالج المعرفي كما اقترحها بالكبورن عام ،2001قام بتعديل مقياس
العالج المعرفي الذي صممه يونج وبيك عام .1980وتوالت الدراسات في
استخدامه جنبا إلى جنب مع طرق التقييم األخرى (McManus, Westbrook,
).Vazquez, Montes, Fennell,& Kennerley, 2010b
وحديثا ،تم تطوير أداة لتقدير مهارات العالج المعرفي من خالل تقدير ناتج
العالج لدى المريض ،عرفت باسم "مهارات العالج المعرفي( ،)2وتكونت من
بنود لتقدير مدى فهم واستخدام المهارات األساسية في العالج المعرفي من
منظور المعالج ،ومن منظور المريض .واستخدم لإلجابة عن بنود المقياس
خمسة خيارات (تتراوح ما بين =1ال مطلقا إلى =5دائما عند الحاجة).
وتعكس الدرجة المرتفعة على المقياس ارتفاع مستوى مهارات تطبيق مبادئ
العالج المعرفي واستراتيجيات المواجهة التكيفية .واستخدم الباحثون -في بناء
هذا المقياس -قائمة مكونة من 33بندا ،يتم تقديرها من قبل المعالج
والمريض في وسط وفي نهاية العالج المعرفي لـ 359مريضا .تم تقدير الثبات
والصدق التنبؤي والتالزمي للمقياس بصورتيه الكاملة والمختصرة .وكشفت
ال نتائج عن تمتع المقياس بثبات اتساق داخلي مرتفع ،وارتبطت تقديرات المعالج
وتقديرات المريض ارتباطا متوسطا .وأظهر المقياس قدرة جيدة على التنبؤ
بالدرجة عند نهاية العالج ).(Jarrett, Vittengl, Clark,& Thase, 2011
وتعد طريقة اإلقرار الذاتي مع توفير الصدق والثبات المالئمين أيسر بكثير
في عملية التقييم ،كما تمكننا من الحصول على تقييم من منظور المعالج ،ومن
منظور المريض للجلسات العالجية ،وكفاءة العالج المقدم للمريض ( Strunk,
.)Hollars, Adler,& Goldstein, 2014وهي الطريقة التي اتبعناها في البحث
الراهن لتقييم مهارات العالج المعرفي السلوكي.
ثانيا :الدراسات المتعلقة بانتقال أثر ممارسة العالج المعرفي السلوكي في
ا
حياة المعالجين
اهتمت دراسة لكاسلو Kaslowوشولمان (1987) Schulmanبالتأثيرات
المتبادلة بين تعلم العالج األسري وممارسته في السياق المهني ،وفي سياق
حياة المعالجين الشخصية ،وفي صحتهم النفسية .وقدما -بناء على النتائج -
اقتراحات حول كيفية حفاظ المعالج على صحته الجسدية واالنفعالية .نوقشت
االقتراحات في ضوء ما يقدمه التراث حول طرق التدريب للمعالجين الجدد التي
تدعم الصحة النفسية الشخصية لهم.
واهتمت دراسة وينتر Winterوابونتي (1987) Aponteبفحص العالقة بين
الكفاءة اإلكلينيكية للمعالج وحياته األسرية ،باستخدام أسلوب المقابلة .حيث
ُعقدت سلسلة من المقابالت الفردية المنظمة للمعالجين بغرض فحص تلك
العالقة .واستخدمت هذه المقابالت في تقديم أسس االرتقاء المهني من خالل
نموذج التدريب اإلكلينيكي .وقامت بفحص عمليات إدارة وتطوير الخصائص
الشخصية للمعالجين ،واستخدام ذلك فيما بعد في سياق تقديم العالج .واستخدم
في ذلك نموذج الشخص/الممارسة( )1في تغيير الذات لزيادة جودة الناتج
العالجي.
واستهدفت دراسة دونكان Duncanودويردن (1990) Duerdenتقدير مدى
وجود مميزات وضغوط فريدة لدى العاملين مع األسر ،من وجهة النظر
المهنية .فأكد كل من العاملين في مجال اإلرشاد األسري وأزواجهم ارتفاع
المحفزات في حياتهم .وكانت تقديرات العاملين مع األسر أعلى في تقدير كل
من المحفزات والضغوطات .واتفق العاملون وأزواجهم في تحديد الضغوطات
والمحفزات الكبرى في حياة األسرة .وتبين أن المعالجين األسريين المشاركين في
البحث كان لديهم تقدير أكبر لعائالتهم ،ووعي أكبر بأن المشكالت شيء
طبيعي في الحياة وأنها قابلة للحل.
-53-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
لتغيرات إيجابية في أساليبهم المهنية لتقديم العالج مثل التركيز على االنفعال
واالنتقال ببطء وتقديم المزيد من التفهم والعناية بالعمالء .وأقر المشاركون
بحدوث تغيرات إيجابية غير متوقعة في عالقاتهم األسرية .وتوحي نتائج
دور مهما في االرتقاء المهني
ا الدراسة بأن تعلم العالج النفسي يمارس
والشخصي للمعالجين.
تعقيب على نتائج الدراسات السابقة
يمكننا أن نخلص من مراجعة الدراسات السابقة وثيقة الصلة بموضوع
الدراسة الراهنة باآلتي:
أن العالج المعرفي السلوكي عالج واسع االنتشار ،إذ يساعد في عالج )1
عنصر مهما في خطة عالج ا الكثير من االضطرابات النفسية ،بل ويعد
العديد من األمراض النفسية والبدنية.
أن الكفاءة المهنية للمعالج المعرفي السلوكي كانت موضع اهتمام العديد من )2
البحوث ،ولذا فقد استُحدثت طرقا متنوعة لتقييمها في التراث النفسي
العالمي.
أنه يوجد وعي بالتأثير المتبادل بين ممارسة مهنة العالج النفسي والحياة )3
الشخصية واالجتماعية للمعالجين منذ وقت مبكر.
أن العديد من الدراسات قد ركزت جهدها على الممارسين للعالج األسري، )4
وكيفية االمتداد بالتدريب والممارسة إلى الحياة الشخصية واألسرية أكثر من
أي فئة أخرى من المعالجين.
تنوعت توجهات البحوث في دراسة امتداد التأثير من مواقع العمل المهني )5
إلى مواقف الحياة اليومية .فمن بينها ما ركز على التوافق األسري للمعالج،
وما ركز على التوابع السلبية للتعرض للمشكالت والمقاومة العالجية
ومظاهر االحتراق النفسي الناتجة عن المهنة ،ومنها ما ألقى الضوء على
االمتداد الضمني لمهارات العالج في صياغة وتحقيق أهداف صحية فيما
يخص العالقات داخل األسرة مع شريك الحياة أو األبناء ،ومنها ما اهتم
-55-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
بإعداد االختصاصيين النفسيين بشكل متعمد لكي يكونوا أكثر كفاءة في كل
من المجال المهني والمجال الشخصي واألسري.
)6توحي هذه المراجعة بأن المعالجين النفسيين غير محصنين ضد مشكالت
الحياة ،وأنهم متباينون في استجاباتهم لتلك المشكالت ذات التأثير في
حياتهم المهنية.
)7سعت تلك الدراسات إلى صياغة تدريب علمي وعملي للمعالجين ،بشكل
يجعلهم قادرين على االستفادة المثلى من عمله كمعالج ،ومرشد في حل
مشكالت الحياة بأكثر الطرق إيجابية وأفضلها نفعا.
قدر قليال من االهتمام قد ُوجه إلى تقييم كفاءةيتضح مما سبق أن ا
المعالجين واالختصاصيين النفسيين في البيئة المصرية .كما أن القليل من هذه
الدراسات قد أُجري لدراسة أثر الممارسة المهنية في الحياة اليومية
لالختصاصيين النفسيين المقدمين لخدمة اإلرشاد أو العالج النفسي .ومن ثم،
فالبيئة المحلية في حاجة ماسة إلى تصميم وتطوير طرق لتقييم كفاءة العالج
والمعالج المعرفي السلوكي المعرفي السلوكي واآلثار الممتدة من ممارسته إلى
حياة المعالجين الشخصية واالجتماعية .وأن السياق الثقافي المحلي يحتاج إلى
مثل هذه الدراسات لتعرف طرق التأثير المتبادل بين المهنة والحياة الشخصية
واالجتماعية لالختصاصيين النفسيين ،الذين يقدمون الخدمة النفسية العالجية
للمرضى .وهو ما يمكن أن يترتب عليه صياغة مناخ تدريبي وتعليمي يرفع من
المناعة النفسية للمعالجين ،ويحقق أقل قدر من التأثيرات غير المرغوبة للمهنة
في حياة المعالج.
خالصة القول ،لكل ما سبق تمثل الدراسة الراهنة خطوة نحو بناء أداة تتسم
بالكفاءة السيكومترية لقياس مهارات العالج المعرفي السلوكي ،وتعرف شكل
التأثير الذي تحدثه الممارسة المهنية للعالج المعرفي السلوكي في حياة
االختصاصيين النفسيين القائمين بتقديم الخدمة النفسية ،وإمكانات االستثمار
في برامج التدريب ،واإلشراف لجعل هذا التأثير في أفضل صورة ممكنة.
-56-
دراسات نفسية (مج ،28ع 1يناير 2018ص ص )93-25
فروض الدراسة
تحاول الدراسة الراهنة التحقق من صحة الفروض األساسية التالية:
"يتسم مقياس مهارات العالج المعرفي السلوكي بالكفاءة السيكومترية ،وتنتقل
هذه المهارات إلى الممارسات اليومية في حياة المعالجين ،ويرتبط انتقالها
بالدافعية لممارسة هذا العالج ،كما يرتبط هذا االنتقال بكل من جنس المعالج،
وعدد سنوات خبرته ،وعدد الحاالت التي قام بعالجها".
منهج الدراسة وإجراءاتها
اعتمدت الدراسة الراهنة على المنهج االرتباطي ،حيث تسعى إلى فحص
الخصائص القياسية لمقياس ينصب على مهارات العالج المعرفي السلوكي،
فضال عن استكشاف ما قد يحدث من امتداد ممارسة هذه المهارات إلى الحياة
اليومية لدى مقدمي خدمة العالج النفسي .ولتحقيق ذلك ،فقد تم القيام
باإلجراءات اآلتية:
أواًل :عينة الدراسة
سحبت عينة الدراسة إجماال من بين االختصاصيين النفسيين الذين يقدمون
العالج في مواقع العمل اإلكلينيكي .وتتكون من عينتين فرعيتين على النحو
اآلتي:
)1العينة االستطالعية :وتكونت من 33اختصاصيا نفسيا من بين مقدمي
الخدمة النفسية في مواقع مهنية في مجال عالج اإلدمان واالضطرابات
النفسية األخرى ( 22أنثى و 11ذكرا) .قدم 25منهم الخدمة النفسية
العالجية ،ألعداد تتراوح ما بين 50إلى 300حالة .وحصلوا جميعا على
تدريب في مجال العالج المعرفي السلوكي ،المؤهل للحصول على ترخيص
مزاولة المهنة .وتراوحت سنوات خبرة الممارسة ما بين عام واحد إلى 24
عاما ،بمتوسط قدره 7,39عاما.
)2العينة األساسية :وتكونت من 55اختصاصيا نفسيا من بين مقدمي الخدمة
-57-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
قسم علم النفس) ،فضال عن أنهم جميعا قد مروا بما يتراوح ما بين دورة تدريبية
واحدة من دورات اإلعداد للحصول على ترخيص و ازرة الصحة إلى 7دورات.
وأغلب أفراد العينة (نحو )٪91قدموا خدمات عالجية لعدد من الحاالت ال يقل
عن ،10كما يتبين من الجدول (.)3
جدول ( )3توزيع أعداد الحاالت التي قدم لها المشاركون خدمة العالج
النسبة المئوية التكرار الحاالت
٪9 5 أقل من 10حاالت
٪26 14 11ـ 50
٪11 6 51ـ 100
٪.26 14 101ـ 300
٪28 15 301حالة فأكثر
٪100 54 المجموع
مباشرة وسالسة .ثم أُخضع المقياس للتحكيم من قبل 15أستاذا من أساتذة علم
النفس اإلكلينيكي ،ومناهج البحث( .)1ونتج عن هذه الخطوة نسبة اتفاق عالية
حول مالئمة محتوى البنود .تلي هذه الخطوة إدخال بعض التعديالت على
صياغة بعض البنود التي بدت مركبة وغامضة.
ونتج عن ذلك اإلبقاء على 45عبارة ،تمثل بنود المقياس في صورته
النهائية .ويجيب المشارك بوضع عالمة تحت العمود المعبر عن درجة انطباق
العبارة عليه في صورة مقياس رتبي من خمسة خيارات لإلجابة =1 :ال أقوم به
كثير ما أقوم به و =5أقوم
نادر ما أقوم به و =3أقوم به أحيانا و =4اأبدا و =2ا
به دائما عندما يتطلب األمر .وقد تم تطبيق الصورة األخيرة من المقياس على
55اختصاصيا نفسيا ممن يمارسون الخدمة النفسية العالجية واإلرشادية.
بناء المقياس
تم حساب االتساق الداخلي لبنود المقياس باستخدام عالقة الدرجة على البند
وحذفت البنود التي قل ارتباطها عن .0.3كما تم بالدرجة الكلية على المقياسُ ،
حساب التجانس أو األحادية البعدية للمقياس باستخدام التحليل العاملي ( )2بعد
حساب اختبار مدى كفاية عدد العينة واختبار بارتلت والتأكد من إمكانية القيام
بهذه الخطوة .ويعرض الجدول ( )4لهذه النتائج لبنود المقياس في الجلسة
العالجية والتعامل مع المقربين والذات.
) (1تتوجه الباحثة بالشكر لكل من أ.د .محمد نجيب الصبوة ،أ.د .عزة عبد الكريم ،أ.د .إيمان محمد صبري،
أ.د .فؤاد أبو المكارم ،أ .د .محمد رزق البحيري ،أ .د .هبة أبو النيل ،أ.د .هناء شويخ ،أ.م.د .سيد الوكيل ،أ.م.
د .صفاء إسماعيل ،أ.م.د .عزة صديق ،د .إيمان عزت ،د .محمد فتحي أبو نيدة ،د .سلوى سالمة ،د .عبد اهلل
ال عن العديد من االختصاصيين النفسيين اإلكلينيكيين ،لمساهمتهم في غازي ،د .أحمد جمال الشريف ،فض ا
تحكيم وتنقيح مقياسي مهارات العالج والدافعية الستخدام العالج المعرفي السلوكي المستخدمين في الدراسة.
) (2أُجري تحليل عاملي استكشافي في هذه الخطوة لغرض نوعي ومحدد وهو التحقق من أحادية البعد كمؤشر
لالتساق الداخلي للمقياس ،بعد التأكد من كفاية عدد العينة ومالئمة البيانات إلجرائه (البيانات الكاملة لهذا
اإلجراء متاحة لدى الباحثة).
-61-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
جدول ( )4نتائج اًلتساق الداخلي والتجانس لبنود مقياس مهارات العالج المعرفي -
السلوكي في الجلسة العالجية ومع المقربين والذات
مع الذات التعامل مع المقربين الجلسة العالجية
التجانس "أحادية عالقة البند بالدرجة التجانس "أحادية عالقة البند بالدرجة
التجانس اًلرتباط رقم
البعد" الكلية البعد" الكلية
"أحادية بالدرجة البند
بعد قبل بعد قبل بعد قبل بعد قبل
البعد" الكلية
الحذف الحذف الحذف الحذف الحذف الحذف الحذف الحذف
0.53 0.51 0.48 0.47 0.45 0.44 0.31 0.29 .1
0.78 0.76 0.60 0.60 0.57 0.56 0.67 0.67 0.64 0.63 .2
0.63 0.61 0.52 0.51 0.50 0.49 0.67 0.67 0.66 0.63 .3
0.55 0.53 0.39 0.39 0.38 0.38 0.58 0.52 0.49 0.45 .4
0.63 0.61 0.49 0.48 0.47 0.47 0.59 0.59 0.56 0.53 .5
0.73 0.71 0.63 0.63 0.60 0.60 0.69 0.69 0.67 0.63 .6
0.76 0.74 0.37 0.37 0.35 0.34 0.46 0.45 0.42 0.40 .7
0.70 0.67 0.51 0.51 0.48 0.48 0.62 0.62 0.60 0.58 .8
0.51 0.49 0.48 0.48 0.47 0.46 0.66 0.66 0.63 0.63 .9
0.51 0.49 0.01 0.01 0.08 0.10 .10
0.74 0.72 0.70 0.70 0.68 0.68 0.78 0.78 0.76 0.77 .11
0.61 0.59 0.77 0.77 0.75 0.75 0.49 0.49 0.45 0.46 .12
0.66 0.64 0.57 0.57 0.54 0.54 0.64 0.63 0.62 0.58 .13
0.72 0.70 0.78 0.77 0.76 0.75 0.81 0.81 0.79 0.79 .14
0.67 0.65 0.71 0.71 0.71 0.70 0.70 0.70 0.70 0.68 .15
0.81 0.79 0.76 0.76 0.73 0.73 0.70 0.70 0.66 .067 .16
0.76 0.73 0.65 0.65 0.61 0.61 0.62 0.62 0.60 0.62 .17
0.79 0.76 0.70 0.70 0.67 0.67 0.80 0.80 0.77 0.77 .18
0.74 0.72 0.68 0.68 0.65 0.65 0.76 0.77 0.75 0.75 .19
0.53 0.51 0.50 0.50 0.48 0.48 0.16 0.17 .20
0.73 0.71 0.71 0.71. 0.71 0.71 66.- 0.67 0.63 0.66 .21
0.70 0.68 0.82 0.82 0.79 0.79. 0.85 0.85 0.83 0.85 .22
0.83 0.81 0.84 0.84 0.82 0.82 0.82 0.83 0.80 0.81 .23
0.77 0.75 0.82 0.82 0.79 0.79 0.84 0.84 0.81 0.81 .24
0.67 0.65 0.69 0.69 0.67 0.68 0.58 0.58 0.54 0.56 .25
0.86 0.85 0.76 0.76 0.74 0.73 0.68 0.68 0.65 0.65 .26
0.63 0.61 0.65 0.64 0.64 0.64 0.50 0.49 0.48 0.45 .27
0.77 0.75 0.67 0.67 0.65 0.65 0.61 0.61 0.58 0.57 .28
0.84 0.82 0.72 0.73 0.70 0.70 0.60 0.60 0.56 0.58 .29
-62-
دراسات نفسية (مج ،28ع 1يناير 2018ص ص )93-25
داخلي مرتفع .حيث حققت معظم البنود ارتباطا بالدرجة الكلية للمقياس فوق
،0.3ولم ُيستثن من ذلك سوى البندين 10و ،40وهما نفسيهما البندان اللذان
ُحذفا من االختبار بناء على حساب تجانس بنوده باستخدام إجراء التحليل
العاملي االستكشافي من دون تدوير للعوامل.
وأخيرا ،جاءت نتائج تطبيق بنود مقياس مهارات العالج المعرفي -السلوكي
في سياق التعامل مع المشكالت الشخصية في العمودين األيسرين من الجدول
( )4لتوضح نتائج االتساق الداخلي واألحادية البعدية لبنود المقياس .حيث
تجاوزت جميع البنود المحكات المقررة ،وهي أعلى من 0.3لعالقة البند
بالدرجة الكلية و 0.35لألحادية البعدية أو التجانس باستخدام التحليل العاملي
االستكشافي من دون تدوير للمحاور.
وبصفة عامة ،يمكن القول إن هذه النتائج تعكس مكونات الدائرة المعرفية
التي اقترحها بالكبورن وزمالؤه عام ،2001التي تُعد تعديال للمقياس األصلي
الذي أعده يونج وبيك عام ،1980الذي يعكس تداخال بين أبعاد المقياس.
وبالنظر إلى مفهوم صدق المقياس وفقا لميسك بأنه يعد خاصية لمعنى
درجات االختبار وليس لالختبار ذاته (طنطاوي .)2017 ،وباالتفاق مع كل
من أبو المكارم وبدر في أن مالمح الصدق تزداد وضوحا في ثنايا مناقشة
مختلف عناصر البحث باعتبارها محكات يمكن في ضوئها إعطاء تقدير
حقيقي للصدق (أبو المكارم وبدر )2002 ،فإنه باإلضافة إلى االستناد إلى
تحكيم كوكبة من األساتذة الخبراء في مجال العالج النفسي والقياس النفسي -
حيث شدد دفيليس على أهمية ذلك (طنطاوي - )2017 ،وحساب التجانس
الداخل للمقياس باإلجراءات السابقة فإن تفسير نتائج البحث ومناقشتها
سيتضمن مزيدا من إلقاء الضوء على مالمح صدق مقياس مهارات العالج
المعرفي السلوكي.
-64-
دراسات نفسية (مج ،28ع 1يناير 2018ص ص )93-25
ثبات المقياس
يوضح الجدول ( )5نتائج حساب ثبات المقياس بثالث طرق ،وهي:
االتساق الداخلي بطريقتي ألفا لكرونباخ والقسمة النصفية ،واالختبار وإعادة
االختبار.
جدول ( )5ثبات مقياس مهارات العالج المعرفي السلوكي في المجاالت الثالثة
االتساق الداخلي
االختبار وإعادة
(ن=)55 المجال
االختبار عدد البنود
القسمة ألفا
(ن=)20
النصفية لكرونباخ
مقياس مهارات العالج المعرفي-
0.74 0.92 0.96 40
السلوكي في الجلسة العالجية
مقياس مهارات العالج المعرفي -
0.73 0.95 0.95 43 السلوكي في التعامل مع مشكالت
األهل واألصدقاء
مقياس مهارات العالج المعرفي -
0.74 0.96 0.96 45 السلوكي في التعامل مع المشكالت
الشخصية للمعالج
وبالنظر إلى النتائج الواردة بهذا الجدول ،يمكن القول إن االختبار قد حقق
معامالت ثبات مقبولة بمختلف الطرق التي تم حسابه بها ،وفي جميع مستويات
استخدامه.
ومن ثم ،إذا كانت البنود الممثلة لهذا المقياس تتفق في مضمونها وصياغتها
مع األدوات التي صممها الباحثون في اإلنتاج البحثي السابق لتقدير وقياس
مهارات العالج المعرفي السلوكي ،فإنها قد استمدت محتواها من المكونات
الكبرى لمهارات المعالج المعرفي السلوكي ،التي وضعها رائد العالج المعرفي
أرون بيك مع يونج في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين ،في صورة مقياس
لتقدير كفاءة المعالج المعرفي السلوكي .وهي تعكس في بنائها مبادئ العالج
-65-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
(1) novice
(2) Advanced beginner
(3) Competent
(4) Proficient
(5) Holistic
(6) Expert
-67-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
-68-
دراسات نفسية (مج ،28ع 1يناير 2018ص ص )93-25
-69-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
حيث زادت معامالت ارتباط جميع البنود بالدرجة الكلية عن ،0.4كما تتمتع
بدرجة عالية من التجانس ،كما يتضح من إجراء التحليل العاملي االستكشافي.
حيث تشبعت جميع البنود على العامل األول من دون تدوير للمحاور فيما فوق
.0.49
ثبات المقياس
تم حساب ثبات المقياس بطريقة االتساق الداخلي باستخدام معامل ألفا
لكرونباخ ،وبلغت قيمته .0.80وهي معامل ثبات مرتفع.
نتائج الدراسة ومناقشتها
ينتظم عرضنا لنتائج الدراسة الراهنة في األبعاد اآلتية:
كفاءة بناء مقياس مهارات العالج المعرفي السلوكي ،والذي تم وصف )1
إجراءات التحقق منها في جزء المنهج ويتم تناولها هنا بالتفسير.
الفروق في ممارسة مهارات العالج المعرفي السلوكي بمختلف صورها )2
حسب المؤهل الدراسي للمعالج والكلية التي تخرج منها والوظيفة التي
يشغلها حاليا ،وعدد الحاالت التي عالجها.
االرتباط بين ممارسة مهارات العالج المعرفي السلوكي بمختلف صورها )3
والدافعية الستخدام هذا األسلوب في عالج بعض االضطرابات النفسية.
الفروق بين متوسطات األداء على مقياس العالج المعرفي السلوكي في )4
مختلف مجاالت استخدامه حسب متغيرات الدراسة األساسية.
أوًل :الكفاءة السيكومترية لمقياس العالج المعرفي السلوكي:
توضح نتائج فحص الخصائص القياسية لمقياس مهارات العالج النفسي
المعرفي السلوكي جدول ( )4وجدول ( )5أن المؤشرات البنائية للمقياس أسفرت
عن اقتصار المقياس على 45بندا تتمتع بدرجة مقبولة من الثقة في مختلف
المستويات السيكومترية ،من حيث البناء والثبات والصدق في مختلف سياقات
استخدامه .وفيما يلي رصد لبعض المؤشرات الدالة على هذا االستخالص:
-70-
دراسات نفسية (مج ،28ع 1يناير 2018ص ص )93-25
اتساق بناء المقياس مع مبادئ العالج المعرفي السلوكي بشقيها ،العامة .1
والخاصة ،وفقا لإلطار النظري وبناء المقاييس المماثلة في األهداف.
تؤكد آراء المحكمين من خبراء العالج المعرفي السلوكي مالئمة محتوى .2
وصياغة بنود المقياس مع التوجه النظري ،وتوجه العالج المعرفي السلوكي
بما ينطوي عليه من مبادئ ومسلمات.
تؤيد مؤشرات حساب تجانس المهارات والفنيات العالجية التي يحتوي عليها .3
المقياس بأنها تمثل بناء المفهوم موضع القياس .حيث تدور بنود المقياس
حول مفهوم واحد مهما تباينت مظاهره السلوكية والمهارية في عدد من
األبعاد الفرعية التي تمثله.
تشير مؤشرات حساب الثبات بطرق متنوعة للمقياس إلى أننا بصدد مقياس .4
ثابت في قياس مهارات وفنيات العالج النفسي المعرفي السلوكي ،عبر
الزمن (االختبار وإعادة االختبار) وعبر البنود (االتساق الداخلي بطريقتي
ألفا لكرونباخ والقسمة النصفية).
تؤكد مؤشرات حساب صدق المقياس سواء باستخدام الصدق التالزمي مع .5
مقياس الدافعية الستخدام العالج النفسي المعرفي السلوكي ،أو باستخدام
المقارنات المتنوعة للمجموعات حسب متغيرات ذات داللة بالنسبة الستخدام
فنيات ومهارات هذا العالج الممثلة للمقياس بأننا بصدد مقياس يتمتع بدرجة
مقبولة من الصدق.
ثانيا :نتائج الفروق في ممارسة مهارات العالج المعرفي السلوكي باستخدام
ا
2
معامل كا
أ .حسب المؤهل الدراسي للمعالج :لم تكشف النتائج عن فروق في حالة ممارسة
هذه المهارات في إدارة الجلسة العالجية وفي التعامل مع المقربين من األهل
واألصدقاء ،بينما تكشف عن وجود فروق في "أوضح للشخص دور اآلخرين
والظروف في تفاقم مشكالته وتعقيدها" (بند )30في حالة ممارسة هذه
المهارات مع الذات .وكان المعالجون الحاصلون على شهادة علمية أدنى
-71-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
-72-
دراسات نفسية (مج ،28ع 1يناير 2018ص ص )93-25
ج .حسب الوظيفة الحالية للمعالج :في حالة ممارسة هذه المهارات في إدارة
الجلسة العالجية ،كشفت النتائج عن فروق في أربعة بنود ،هي 7 :و20
و 34و .37وعلى الترتيب ،فضل االختصاصيون النفسيون اإلكلينيكيون
استخدام الفنية" :أقوم بتعليم الشخص مهارات أو سلوكيات جديدة محددة،
مثل ،كيف يسترخي عضليا ،وكيف يكون مؤكدا لذاته مع اآلخرين"؛ بينما
فضل االختصاصيون النفسيون المدرسيون واالختصاصيون النفسيون لذوي
االحتياجات الخاصة استخدام الفنية" :أوضح للفرد أهمية األحالم في تفسير
مرضه وحالته النفسية"؛ وفضل االختصاصيون النفسيون لذوي االحتياجات
الخاصة استخدام الفنية" :أشجع الشخص على استكشاف شعور معين
والتعبير عنه"؛ وفضل االختصاصيون النفسيون اإلكلينيكيون
واالختصاصيون النفسيون المدرسيون استخدام الفنية" :أشجع الشخص على
البحث عن دليل يؤيد أو يعارض اعتقاد أو قاعدة يقوم باتباعها".
وفي حالة ممارسة هذه المهارات في التعامل مع المقربين ،كشفت النتائج
عن فروق في عشرة بنود ،هي 9 :و 10و 13و 14و 15و 22و30
و 35و 39و .44وقد تفاوتت الفروق في استخدام هذه الفنيات بين
االختصاصيين النفسيين في مختلف مواقعهم الوظيفية .وتكررت الصورة
نفسها في حالة استخدام هذه المهارات في التعامل مع الذات .حيث كشفت
النتائج عن وجود فروق متفاوتة بين االختصاصيين في مختلف المواقع
الوظيفية في الفنيات 18 :و 30و 42و .43وفيما يتعلق بالفروق في هذه
البنود األربعة األخيرة ،تبين أن االختصاصي النفسي اإلكلينيكي يتفوق
على نظرائه في استخدام مهارات تعليم الفرد االسترخاء وتوكيد الذات
وفحص المعتقدات التي يتبعها في استكشاف المشاعر وتعرف األسباب
التي تقف وراءها أكثر من االختصاصي النفسي لذوي االحتياجات
الخاصة ،ما يلقي الضوء على صدق المقياس .بينما يتفوق االختصاصي
النفسي لذوي االحتياجات الخاصة في التركيز على تعديل السلوك من
-73-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
(1) Reinforcement.
(2) Shaping.
-74-
دراسات نفسية (مج ،28ع 1يناير 2018ص ص )93-25
المعالجون متوسطو الخبرة إلى استخدام الفنيات بطريقة تتسم بالتمكن مع
االلتزام بالتطبيق المحدد لها ومناقشتها بمستوى محدود من التجريد ،فيحاولون
تطبيق الفنية كما يصفها الدليل العالجي بطريقة ماهرة دون الخروج إلى حدود
التناول المجرد للفنية وااللتزام بحرفية التوصيف .ويتغير هذا الوضع مع ارتفاع
مستوى الخبرة ليصبح استخداما للفنية العالجية ،وفقا لجوهرها دون التقيد
بالتسلسل اإلجرائي الذي يصفه الدليل العالجي الذي يعكس مهارة الحركة جيئة
وذهابا خالل أفكار العميل ،محاوال الربط بين المستوى النوعي من األفكار
الذاتية السلبية وفلسفة العميل التي تمثل مخططاته الفكرية ،ومستوى تنشيطها
الذي يجعله يسير في دائرة األعراض من دون الوعي بأخطاء التفكير التي
يرتكبها أو عدم الوعي بأهمية فحصها وتجريب بدائل أخرى جديدة.
كما تظهر النتائج أن المعالجين األكثر خبرة يميلون أكثر من غيرهم إلى
استخدام بنود تنطوي على تبصير العميل بالطرق التي يواجه بها مشكالته،
وتوضيح ما يقومون به أثناء الجلسة .وتمثل هذه البنود المستوى األكثر عمقا
في عملية التغيير العالجي المرجوة عند استخدام العالج المعرفي السلوكي ،مما
يطلق عليه ـ في مراحل العالج ـ "تغيير البناء المعرفي" (Clarck& Beck,
) .1999; DeRubeis , 2010حيث ينتقل المعالج من مرحلة اإلشارة إلى األفكار
النوعية للمريض صعودا إلى مستوى أعلى من التجريد للتعامل مع المعتقدات
الجوهرية والمخططات التي تمثل بناءات أكثر تجريدا واتساعا كبناءات عقلية
لصنع المعنى ،وكمرجع أكبر وأوسع للتفسير والعزو ،ومن ثم السلوك والفعل
الذي يقوم به العميل .وتصف جوديث بيك تلك المرحلة العميقة من التغيير
المعرفي بأنها الوضع المنشود في عملية التغيير المعرفي ).(Beck, 1995
وعلى الرغم من أن الكثير من خبرات العالج المعرفي السلوكي قد ال يتمكن
أثناءها المعالج من الوصول لتلك المرحلة ألسباب تتعلق بمستواه المهاري أو
تتعلق بالمتغيرات الخاصة بالعميل ،والتقدم في عملية تعلم واستيعاب كونه هو
المعالج لذاته ،ما يعد مبدأ من مبادئ العالج المعرفي السلوكي التي يسعى
المعالج لتحقيقه في المستوى األمثل من العالج.
-75-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
وتبين النتائج الواردة بهذا الجدول أن هناك ارتباطا طرديا داال بين الدرجة
على مقياس العالج المعرفي السلوكي في حالة استخدامه في الجلسات
العالجية والدرجة على مقياس الدافعية الستخدامه ،بينما ال يوجد ارتباط مماثل
بينهما سواء في حالة التعامل مع المقربين في حالة التعامل مع الذات .كما
تبين وجود ارتباطات دالة بين مهارات العالج المعرفي السلوكي في مختلف
صور استخدامها .وتوحي هذه النتائج بامتداد استخدام المعالجين النفسيين لهذه
المهارات والفنيات العالجية في مجاالت الحياة االجتماعية والشخصية ،من
ناحية ،وتوحي -من ناحية أخرى -بتمتع المقياس بدرجة مقبولة من الصدق
التالزمي مع مقياس الدافعية الستخدام فنيات العالج المعرفي السلوكي ،بصفة
عامة .فكلما ارتفعت الدرجة على استخدام مهارات العالج المعرفي السلوكي في
مجال إدارة الجلسة العالجية زادت الدرجة على نفس المقياس في مجالي
التعامل مع كل من المقربين والذات .ما يشير إلى امتداد هذه السلوكيات خارج
نطاق الممارسة المهنية داخل الجلسات الرسمية بما يتسق مع فروض الدراسة.
وتتفق هذه النتيجة مع نتائج الدراسات السابقة في التراث النفسي حتى وإن
اختلفت طرق ومؤشرات االنتقال واالمتداد للمهنة في حياة المعالجين (على
سبيل المثالDuncan,& Duerden, 1990; Mahoney, 1997; Golden& ،
;Farber, 1998; Stevanovic& Rupert, 2004; Stevanovic,& Rupert, 2009
.(Sandberg, Knestel,& Schade, 2013
ابعا :الفروق بين متوسطات األداء على مقياس العالج المعرفي السلوكي في
را
مختلف مجاًلت استخدامه حسب متغيرات الدراسة األساسية
أ ـ نتائج المقارنة بين متوسطات أداء الجنسين على المقياس في مختلف
مواقف استخدامه
للتحقق من وجود فروق بين المعالجين الذكور واإلناث في استخدام مهارات
العالج المعرفي السلوكي داخل الجلسة العالجية ،ومع المقربين ومع الذات ،تم
حساب الفروق بينهما باستخدام اختبار ،كما هو مبين بجدول (.)8
-77-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
وتوضح النتائج الواردة بهذا الجدول أن ذوي الخبرة األكبر (فوق العامين)
يفوقون نظراءهم من ذوي الخبرة األقل (عامين فأقل) في استخدام مهارات
العالج النفسي المعرفي السلوكي في سياق المقربين واألصدقاء بفارق ذي
داللة .كما أنهم يميلون إلى التفوق على نظرائهم األقل خبرة من المعالجين في
استخدام مهارات العالج النفسي المعرفي السلوكي في سياق الجلسة العالجية
الرسمية .وتتفق هذه النتائج مع التصور النظري السالف بأن الخبرة الطويلة
بممارسة هذا العالج تدفع الشخص إلى اإلسهام بالدور المنوط به في السياق
االجتماعي المعيش .وهو ما يلقي بمزيد الضوء على صدق المقياس.
-79-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
جـ ـ نتائج المقارنة بين متوسطات األداء على المقياس في مختلف مواقف
استخدامه حسب عدد الحاًلت التي قام المشارك بعالجها
وهنا ،في محاولة للتحقق من وجود فروق بين المعالجين في استخدام
مهارات العالج المعرفي السلوكي في مختلف السياقات حسب عدد الحاالت
الذين قاموا بعالجها ،تم حساب داللة قيمة "ت" بين متوسط درجات مجموعتي
المعالجين الذين يقل عدد الحاالت التي قاموا بعالجها عن 100أو تساويها
(ن= )24في مقابل المعالجين الذين يزيد عدد الحاالت التي قاموا بعالجها عن
( 100ن= .)29ويحتوي الجدول ( )10على هذه النتائج.
جدول ( .)10قيم "ت" للفروق بين المعالجين في استخدام مهارات العالج
المعرفي السلوكي في مختلف المواقف حسب عدد الحاًلت الذين قاموا
بعالجها
أكثر من 100حالة 100فأقل العينة
قيمة
(ن= )29 (ن=)24
"ت"
ع م ع م المتغيرات
العالج المعرفي السلوكي
0.339 24.2 167.1 24.1 164.8
داخل الجلسة
العالج المعرفي السلوكي
2.983 28.9 119.8 32.5 145.0
مع المقربين
العالج المعرفي السلوكي
1.661 42.6 121.4 44.9 141.6
مع الذات
وتوضح النتائج الواردة بهذا الجدول أن من قاموا بعالج 100حالة فأقل
يفوقون نظراءهم الذين قاموا بعالج أكثر من 100حالة في استخدام مهارات
العالج النفسي المعرفي السلوكي في سياق المقربين واألصدقاء بفارق ذي
داللة .كما أنهم يميلون إلى التفوق على نظرائهم األكثر عددا في الحاالت التي
-80-
دراسات نفسية (مج ،28ع 1يناير 2018ص ص )93-25
-81-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
مراجع الدراسة
-82-
دراسات نفسية (مج ،28ع 1يناير 2018ص ص )93-25
-83-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
عبد الخالق (أحمد) .)1990( .الواجبات العالجية ألخصائي علم النفس في
مصر ،في :ندوة اإلعداد العلمي والمهني لألخصائي النفسي في
مصر 20-19يونيو .1990معهد التنمية والتخطيط التكنولوجي:
جامعة القاهرة.
علوان (فادية) .)1990( .نحو مزيد من التخصص لمهام األخصائي النفسي
اإلكلينيكي في مجال الطفولة المعوقة .في :ندوة اإلعداد العلمي
والمهني لألخصائي النفسي في مصر 19ـ 20يونيو .1990معهد
التنمية والتخطيط التكنولوجي :جامعة القاهرة.
غباشي (سهير فهيم) .)1990( .اإلعداد العلمي والمهني لألخصائي النفسي
في مجال الصحة .في :ندوة اإلعداد العلمي والمهني لألخصائي
النفسي في مصر 19ـ 20يونيو .1990معهد التنمية والتخطيط
التكنولوجي :جامعة القاهرة.
طنطاوي (شيرين فاروق) .)2017( .مهارات تركيز االنتباه في ممارسة
النشاطات األدائية بين التقدير اإلحصائي والتقييم السيكومتري ،رسالة
دكتوراه ،كلية اآلداب ،جامعة الفيوم.
الفقي (إسماعيل) .)1990( .دور األخصائي النفسي في المدرسة .في :ندوة
اإلعداد العلمي والمهني لألخصائي النفسي في مصر 19ـ 20
يونيو .1990معهد التنمية والتخطيط التكنولوجي :جامعة القاهرة.
كامل (عبد الوهاب) .)1990( .المتطلبات األساسية لإلعداد العلمي والمهني
لألخصائي النفسي ،في :ندوة اإلعداد العلمي والمهني لألخصائي
النفسي في مصر19ـ 20يونيو .1990معهد التنمية والتخطيط
التكنولوجي :جامعة القاهرة.
هيئة الصحة العالمية .)1985( .دور األخصائي اإلكلينيكي في مؤسسات
الصحة النفسية .ترجمة :زين العابدين درويش .في :مصطفى سويف
-84-
)93-25 ص ص2018 يناير1 ع،28دراسات نفسية (مج
المراجع األجنبية:ثانيا
ا
Beck, A. (1967). Depression: Clinical, experimental, and
theoretical aspects. University of Pennsylvania Press.
Beck, A.T, (1976). Cognitive Therapy and the Emotional
Disorders. New York: A meridian book.
Beck, Aaron T.; Rush, A. John; Shaw, Brian F.; Emery, G. (1979).
Cognitive Therapy of Depression.new york: Guilford Press
Beck, A. T., (1991). Cognitive therapy : A 30 – year Retrospective,
American Psychologist, vol 46 (4 ), P.P. 368 – 375 .
Beck, A. T. (1993). Cognitive therapy: past, present, and
future. Journal of consulting and clinical psychology, 61(2),
194.
Beck, A. T. (1997). The past and future of cognitive therapy. The
Journal of psychotherapy practice and research, 6(4), 276.
Beck, A. T. (2005). The current state of cognitive therapy: a 40-year
retrospective. Archives of General Psychiatry, 62(9), 953-
959.
Beck, A. T., Baruch, E., Balter, J. M., Steer, R. A.,& Warman, D.
M. (2004). A new instrument for measuring insight: the Beck
Cognitive Insight Scale. Schizophrenia research, 68(2), 319-
329.
Beck, J. S. (1995). Cognitive therapy: Basics and beyond. New
York: Guilford
Blackburn, I. M., James, I. A., Milne, D. L., Baker, C., Standart, S.,
Garland, A.,& Reichelt, F. K. (2001). The revised cognitive
therapy scale (CTS-R): psychometric properties. Behavioural
and cognitive psychotherapy, 29(4), 431-446.
-85-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
-87-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
-88-
)93-25 ص ص2018 يناير1 ع،28دراسات نفسية (مج
Kuyken, W., Hayes, R., Barrett, B., Byng, R., Dalgleish, T.,
Kessler, D.,& Causley, A. (2015). Effectiveness and cost-
effectiveness of mindfulness-based cognitive therapy
compared with maintenance antidepressant treatment in the
prevention of depressive relapse or recurrence (PREVENT): a
randomised controlled trial. The Lancet, 386(9988), 63-73.
Kuyken, W.,& Tsivrikos, D. (2009). Therapist competence,
comorbidity and cognitive-behavioral therapy for
depression. Psychotherapy and psychosomatics, 78(1), 42-
48.
LAWSON, G. (2007). Counselor Wellness and Impairment: A
National Survey. The Journal of Humanistic Counseling,
Education and Development, 46(1), 20–34.
Lawson, G.,& Myers, J. E. (2011). Wellness, Professional Quality
of Life, and Career ـSustaining Behaviors: What Keeps Us
Well?, Journal of Counseling& Development, 89(2), 163–
171.
Mahoney, M. J. (1997). Psychotherapists’ personal problems and
self ـcare patterns. Professional Psychology: Research and
Practice, 28(1), 14–16.
McManus, F., Rakovshik, S., Kennerley, H., Fennell, M.,&
Westbrook, D. (2012). An investigation of the accuracy of
therapists’ self ـassessment of cognitive ـbehaviour therapy
skills. British Journal of Clinical Psychology, 51(3), 292–
306.
McManus, F., Westbrook, D., Vazquez ـMontes, M., Fennell, M.,&
Kennerley, H. (2010a). An evaluation of the effectiveness of
Diploma ـlevel training in cognitive behaviour therapy.
Behaviour Research and Therapy, 48(11), 1123–1132.
Murstein, B. I.,& Mink, D. (2004). Do Psychotherapists Have Better
Marriages Than Nonpsychotherapists? Do Therapeutic Skills
and Experience Relate to Marriage Adjustment?
Psychotherapy: Theory, Research, Practice, Training, 41(3),
292–300.
Muse, K.,& McManus, F. (2013). A systematic review of methods
for assessing competence in cognitive ـbehavioural therapy.
-89-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
-90-
)93-25 ص ص2018 يناير1 ع،28دراسات نفسية (مج
-91-
مهارات العالج المعرفي السلوكي
-92-
)93-25 ص ص2018 يناير1 ع،28دراسات نفسية (مج
-93-