You are on page 1of 4

‫‪5‬ـ ماهية المال ومفهومه وأقسامه من منظور إسالمي‪.

‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫مفهوم المال في المنهج اإلسالمي‪:‬‬

‫ــ لم يغفل اإلسالم شأن المال‪,‬حيث هو أهم مقومات الحياة على هذه األرض‪.‬‬
‫قال تعالى ( اْلَم اُل َو اْلَبُنوَن ِز يَنُة اْلَحَياِة الُّد ْنَيا ) الكهف‪46/‬‬

‫ــ ولم يعتبر كثرة المال مقياس للدرجات‪.‬‬


‫قال تعالى ( ِإَّن َأْك َر َم ُك ْم ِع نَد ِهَّللا َأْتَقاُك ْم ) الحجرات‪13/‬‬

‫ــ والمال من أقوى المؤثرات على اإلنسان في هذه الحياة‪ ,‬واإلنسان في طمع مستمر حتى لو‬
‫غرق فيه‪.‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم (عجبا البن ادم ‪,‬لو كان له واديين من ذهب لتمنى أن يكون‬
‫لهما ثالث)‬

‫ــ والمال له حبا يطغى على تفكير اإلنسان وقد يعرضه إلهالك نفسه و ولده في سبيل الحصول‬
‫عليه‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ْل‬ ‫ُت‬
‫قال تعالى ( َو ِح ُّبوَن ا َم اَل ُحّب َجّم ) الفجر‪20/‬‬

‫ــ لقد تضمنت الشريعة اإلسالمية القواعد التي تحكم المال وإنفاقــــــــه وتداوله وذلك كما ورد في‬
‫القران الكريم والسنة الشـريفة وعنـد الفقهاء‪.‬‬
‫قال تعالى ( ِإَّن َهّللا اْش َتَر ى ِم َن اْلُم ْؤ ِمِنيَن َأنُفَس ُهْم َو ْم َو اَلُهم ِب َّن َلُهُم الَج َّنَة ) التوبة‪111/‬‬
‫َأ‬ ‫َأ‬
‫( َو َأنِفُقوا ِمَّم ا َج َع َلُك م ُّم ْسَتْخ َلِفيَن ِفيِه ) الحديد‪7/‬‬
‫( َو َج اَهُدوا ِبَأْم َو اِلِهْم َو َأنُفِس ِهْم ِفي َس ِبيِل ِهَّللا ) الحجرات‪15/‬‬
‫( َو َأْم َد ْد َناُك م ِبَأْم َو اٍل َو َبِنيَن َو َجَع ْلَناُك ْم َأْكَثَر َنِفيرًا ) اإلسراء‪6/‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مفهوم المال‪:‬‬
‫في اللغة‪ :‬هو كل ما يرغب اإلنسان في اقتنائه أو امتالكه‪.‬‬

‫المعالم األساسية لمفهوم المال‪( :‬خصائص المال)‬

‫‪ .1‬ملك هلل عز وجل واإلنسان مستخلف فيه‪.‬‬


‫قال تعالى ( َو َأنِفُقوا ِمَّم ا َج َع َلُك م ُّم ْسَتْخ َلِفيَن ِفيِه ) الحديد‪7/‬‬

‫‪ .2‬محبب إلى النفس البشرية‪.‬‬


‫قال تعالى ( َو ُتِح ُّبوَن اْلَم اَل ُحّبًا َجّم ًا ) الفجر‪20/‬‬

‫‪ .3‬نعمة إذا سخر لطاعة هللا‪ ,‬فنعم المال الصالح بيد الرجل الصالح‪.‬‬
‫قال تعالى ( َو َج اَهُدوا ِبَأْم َو اِلِهْم َو َأنُفِس ِهْم ِفي َس ِبيِل ِهَّللا ) الحجرات‪15/‬‬
‫‪ .4‬نقمة إذا سخر فيما يغضب هللا ‪.‬‬
‫قال تعالى (َيا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوْا َال َتْأ و الِّر َبا ْض َع اف ُّمَض اَع َف ) آل عمران‪130/‬‬
‫ًة‬ ‫ًا‬ ‫َأ‬ ‫ْا‬ ‫ُل‬ ‫ُك‬

‫‪ -5‬ابتالء الختبار درجة إيمان المسلم‪.‬‬


‫ْظ‬
‫قال تعالى‪َ ( :‬و َم ا ُتنِفُقوْا ِم ن َش ْي ٍء ِفي َس ِبيِل ِهّللا ُيَو َّف ِإَلْي ْم َو نُتْم َال ُت َلُم وَن ) األنفال‪60/‬‬
‫َأ‬ ‫ُك‬

‫‪ -6‬قوام الحياة وهو وسيله وليس غاية‪.‬‬


‫قال تعالى‪ِ ( :‬إَّن َهّللا اْش َتَر ى ِم َن اْلُم ْؤ ِمِنيَن ن َس ُهْم َو ْم َو اَلُهم ِب َّن َلُهُم الَج َّنَة ) التوبة‪111/‬‬
‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫ُف‬ ‫َأ‬

‫‪ -7‬المال زائل وان ما عند هللا خيرا وأبقى وخير أمال ‪.‬‬
‫قال تعالى‪:‬‬
‫( اْلَم اُل َو ا َبُنوَن ِز يَنُة ا َحَياِة الُّد ْنَيا َو ا َباِقَياُت الَّصاِلَح اُت َخْيٌر ِع نَد َر ِّبَك َثَو اب َو َخْيٌر َم ًال ) الكهف‪/‬‬
‫َأ‬ ‫ًا‬ ‫ْل‬ ‫ْل‬ ‫ْل‬
‫‪46‬‬

‫أقسام المال في المنهج اإلسالمي‪:‬‬

‫تقسيم المال في الفكر المحاسبي الوضعي ‪:‬‬


‫يطلق على المال في الفكر المحاسبي المعاصر (األصول) وقد جرى العرف على تقسيمه إلى‪:‬‬

‫أصول ثابتة‪ :‬هي التي تقتنى للمساعدة في أداء النشاط وليس بغرض البيع و التداول‪.‬‬
‫أصول متداولة‪ :‬وهي التي تقتنى للبيع والتداول (دوران رأس المال بيع وشراء)‪.‬‬

‫وهناك اتجاه محاسبي يرى ضرورة تقسيم األصول إلى نقدية وغير نقدية‪.‬‬

‫تقسيم المال في المنهج اإلسالمي‪ :‬وهو تقسيم الفقهاء‬

‫‪ -1‬من حيث المقصود منه‪:‬‬

‫مال مقصود منه المعاملة‪ :‬أي كونه ثمنا ألشياء معينه وهو النـــــقود‪ ,‬ويستخدم هذا المال في‬
‫عملية المبــادلة بين السلع والخدمات وهو نوعين‪:‬‬
‫ــ نقود مقيدة ‪ :‬أوراق البنكنوت‬ ‫ــ نقود مطــلقة‪ :‬ذهب ‪ /‬فضة‬

‫مال مقصود منه االنتفاع‪ :‬أي كونه اعد لالنتفاع به وهو العروض وهي قد تكون عروض قنية أو‬
‫عروض تجارة‪.‬‬
‫عروض قنية ثابتة‪ :‬لالستخدام واالنتفاع بها‪.‬‬
‫عروض التجارة المتداولة‪ :‬أعدت للبيع والتبادل‪.‬‬

‫‪ -2‬من حيث االستخدام‪:‬‬

‫( أ ) ‪ -‬مال المعامــلة‪ :‬المقصود به ما يستخدم في المعامالت بين الناس ووسيلة للتبادل‪.‬‬


‫(ب) ‪ -‬مال االنتفــــاع‪ :‬المقصود به الحيازة لالستخدام وهــــــو مقسم إلى عروض قنية‬
‫وعــــــــروض التجارة‪.‬‬

‫‪ – 3‬من حيث التقويم‪:‬‬

‫( أ ) مال متقوم‪ :‬وهو المال الذي حيز (امتلك) وجاز االنتفـــــــــــاع به و التصرف فيه شرعا‬
‫(في حالة سعة وبغير إجبار) كالنقود والبضاعة واألنعام‪ ،‬وعند االعتداء على هذا المال فان من‬
‫أتلفه ملزم بالضمان‪ ,‬ولذا يعتبر الخمر ولحم الخنزير في نظر اإلسالم مال غير متقوم إذا كان‬
‫المالك مسلما‪.‬‬
‫قال تعالى‪( :‬حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) المائدة‪3/‬‬

‫( ب ) مال غير متقوم (غير مشروع)‪ :‬وهو المال الذي ال يتوفر فيه احد أو كال األمرين وهما‬
‫الحيازة (االمتالك) وجواز االنتفاع به إال في حالة االضطرار‪.‬‬

‫عالقة المال المتقوم بالنماء‪:‬‬

‫من مقاصد الشريعة اإلسالمية المحافظة على المــــال وتنمـــــيته في األوجه المشروعة‪ ،‬ويتحقق‬
‫النماء في أقسام المال على النحو التالي‪:‬‬

‫‪.1‬نماء األموال النقدية‪ :‬ويقصد به أن األموال النقدية ال يؤخذ عليها فائدة مقابل االنتفاع بها الن‬
‫الفائدة تعــــــتبر ربا محرم‪ ،‬إذا النقود ال توفر المال إال بتفاعله مع عوامل اإلنتاج‪ ،‬إذا نماء‬
‫األموال النقدية يكون عن طريق التشغيل مع غيرها من عوامل اإلنتاج‪.‬‬

‫‪.2‬نماء العـــــــــروض‪:‬‬

‫أ ‪ -‬نماء عروض القنية‪ :‬وهو نماء ناتج من عروض القنية لالستخدام ويسمى بالفائدة‪ ،‬إذا نماء‬
‫عروض القنية هو (الفائدة)‪.‬‬

‫ب – نماء عروض التجارة‪:‬‬


‫وهو نوعان‪:‬‬
‫ــ نماء متصل‪ :‬وهو ينتج من عوامل التقلــيب والمخاطرة ويسمى الربــــــح‪ ،‬إذا النماء‬
‫المــــتصل لعروض التجـــــــــــــــــــــــــــــارة هو ( الربح )‪.‬‬

‫ــ نماء منفصل‪ :‬وهو ينتج من األصول المعدة للتـــجارة قبل بيعها مثل ( لبن وصــوف الغنم‬
‫المعد للتجارة‪ ،‬وثمــار النخل المــشترى للتجارة ) ويسمى الغلة‪ ،‬إذا نماء عروض التجارة‬
‫المنفصل هو ( الغلة )‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫انتهى المدخل األول‬


‫(‪ )1‬الجنيدل‪ ,‬حمد العبد الرحمن‪ ,‬نظرية التملك في اإلسالم‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بيروت‪ ,‬ص ‪13‬‬
‫(‪ )2‬المعجم الوسيط‪ ,‬الجزء الثاني‪ ,‬باب الميم‪ ,‬مادة ملك‪ ,‬ص ‪921‬‬
‫(‪ )3‬البعلي‪ ,‬عبد الحميد محمود‪ ,‬الملكية وضوابطها في اإلسالم‪ ,‬مكتبة وهبة‪ ,‬القاهرة‪ ,‬ص ‪25‬‬
‫(‪ )4‬أبو زهرة‪ ,‬محمد‪ ,‬الملكية ونظرية العقد في الشريعة اإلسالمية‪ ,‬دار الفكر العربي‪ ,‬القاهرة‪,‬‬
‫ص ‪65‬‬
‫(‪ )5‬المصلح‪ ,‬عبد هللا‪ ,‬الملكية الخاصة في الشريعة اإلسالمية‪ ,‬االتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية‪,‬‬
‫ص ‪29‬‬
‫(‪ )6‬يونس‪ ,‬عبد هللا مختار‪ ,‬الملكية في الشريعة اإلسالمية‪ ,‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ,‬اإلسكندرية‪,‬‬
‫ص ‪79‬‬
‫(‪ )7‬الخياط‪ ,‬عبدا لعزيز‪ ,‬مقاصد الشريعة وأصول الفقه‪ ,‬البنك اإلسالمي األردني‪ ,‬ص ‪50‬‬

You might also like