You are on page 1of 11

‫كلية اللغة العربية والدراسات‬

‫االجتماعية‬
‫قسم علم االجتماع والخدمة االجتماعية‬

‫التحديات النفسية واالجتماعية التي يواجهها كبار السن ودور الخدمة‬


‫االجتماعية في التعامل معها‬

‫الخدم االجتماعية في مجال المسنين‬


‫جدول المحتويات‬

‫‪2‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪3‬‬ ‫مشكلة الدراسة‬

‫‪4‬‬ ‫مفاهيم الدراسة‬

‫‪5‬‬ ‫أهمية الدراسة (النظرية – التطبيقية)‬

‫‪7‬‬ ‫أهداف الدراسة وأسئلة الدراسة‬

‫‪8‬‬ ‫الدراسات السابقة‬

‫‪10‬‬ ‫النظرية المستخدمة للدراسة‬

‫‪11‬‬ ‫المراجع‬

‫‪2‬‬
‫‪ .1‬مقدمة‬
‫تبرز هذه الظاهرة مجموعة من التحديات النفسية واالجتماعية المعقدة التي يواجهها كبار السن وهم‬
‫يتنقلون في مراحل الحقة من الحياة‪ .‬غالبًا ما تكون عملية الشيخوخة مصحوبة بتالقي الضغوطات‪ ،‬بما‬
‫في ذلك تدهور الصحة البدنية‪ ،‬وفقدان األحباء‪ ،‬والعزلة االجتماعية‪ ،‬والشكوك المالية‪ .‬يمكن أن تؤثر‬
‫هذه التحديات بشكل كبير على الصحة العقلية والجودة الشاملة للحياة والمشاركة المجتمعية لكبار السن‪.‬‬
‫وسط هذه الظروف‪ ،‬تظهر الخدمات االجتماعية كعوامل محورية في التخفيف من هذه التحديات وتقديم‬
‫الدعم الذي ال غنى عنه لتعزيز الرفاه النفسي واالجتماعي للشيخوخة الديموغرافية‪ .‬هذا المسعى البحثي‬
‫مكرس الستكشاف شامل للمآزق النفسية واالجتماعية متعددة األوجه التي يواجهها كبار السن‪ ،‬والتحقيق‬
‫الدقيق في الدور الفعال الذي تلعبه الخدمات االجتماعية في معالجة هذه التحديات ببراعة‪.‬‬

‫من خالل استقصاء منهجي في األبعاد النفسية واالجتماعية للشيخوخة‪ ،‬تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء‬
‫الضوء على التفاعل المعقد بين تقدم العمر والظواهر النفسية واالجتماعية المترتبة على ذلك‪ .‬من خالل‬
‫تحديد معالم هذه التحديات‪ ،‬تسعى الدراسة إلى التأكيد على األهمية الواضحة للتدخالت االجتماعية‬
‫المصممة‪ ،‬المستنيرة من خالل النشر االستراتيجي للخدمات االجتماعية‪ ،‬في التخفيف من النتائج السلبية‬
‫ضا إلى المساهمة في الخطاب النظري‬
‫المحتملة المرتبطة بالشيخوخة‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬يسعى البحث أي ً‬
‫من خالل تعزيز فهمنا للعالقة الديناميكية المتبادلة بين الشيخوخة والرفاهية النفسية وتنسيق آليات الدعم‬
‫المجتمعي‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن اآلثار العملية لهذا البحث جديرة بالمالحظة‪ ،‬حيث إن نتائجه تحمل‬
‫القدرة على إرشاد وتوجيه صياغة السياسات‪ ،‬واستراتيجيات الرعاية الصحية‪ ،‬ومبادرات الخدمة‬
‫االجتماعية التي تهدف إلى تحسين المشهد النفسي واالجتماعي لكبار السن‪.‬‬

‫بالنظر إلى التداعيات العميقة لعملية الشيخوخة على النسيج النفسي واالجتماعي لألفراد‪ ،‬فإن استكشاف‬
‫هذا المجال ال غنى عنه‪ .‬من خالل التحقيق في التحديات المتأصلة ودور الخدمات االجتماعية‪ ،‬تسعى‬
‫هذه الدراسة إلى تعزيز فهمنا لتجارب كبار السن‪ ،‬والتعقيدات التي يواجهونها‪ ،‬والسبل التي يمكن‬
‫للمجتمع من خاللها االستجابة بفعالية الحتياجاتهم المتطورة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ .2‬مشكلة الدراسة‬
‫في مواجهة شيخوخة سكان العالم‪ ،‬تبرز ضرورة ملحة للتعمق في التحديات النفسية واالجتماعية المعقدة‬
‫والمتعددة األوجه التي يواجهها كبار السن خالل سنواتهم الالحقة‪ .‬ينتج عن تقدم العمر مجموعة من‬
‫الضغوطات والتحوالت التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الرفاهية العقلية والتوازن االجتماعي لكبار‬
‫السن‪ .‬تشمل هذه التحديات‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬الشعور بالوحدة‪ ،‬واالكتئاب‪ ،‬والقلق‪،‬‬
‫والتدهور المعرفي‪ ،‬وإعادة التفاوض حول األدوار االجتماعية في سياق األسرة والمجتمع المتطور‪.‬‬

‫في حين أن التحديات الكامنة في الشيخوخة موثقة جيدًا‪ ،‬إال أن الفهم الدقيق لألبعاد والتعقيدات المحددة‬
‫أمرا ضروريًا‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬ال‬
‫لهذه التحديات‪ ،‬ال سيما من وجهة نظر نفسية واجتماعية‪ ،‬يظل ً‬
‫يوجد تقييم شامل لمدى تدخل الخدمات االجتماعية بشكل فعال لمواجهة هذه التحديات‪ ،‬وتعزيز‬
‫الرفاهية‪ ،‬وتعزيز التكامل االجتماعي الهادف بين كبار السن بشكل ملحوظ في الخطاب الحالي‪.‬‬

‫في ضوء هذه االعتبارات‪ ،‬تسعى الدراسة إلى التحقيق بدقة في الشبكة المعقدة من المآزق النفسية‬
‫واالجتماعية التي يواجهها كبار السن‪ .‬ويسعى إلى التأكد من التفاعل الدقيق بين هذه التحديات وآثارها‬
‫على الصحة العقلية الشاملة والمشاركة المجتمعية لألفراد األكبر سنًا‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬تهدف الدراسة‬
‫إلى فحص دور الخدمات االجتماعية بشكل نقدي كقناة لتخفيف األعباء النفسية واالجتماعية للشيخوخة‪،‬‬
‫وبالتالي المساهمة في المسعى األوسع لتحسين رفاهية كبار السن في عالم سريع الشيخوخة‪.‬‬

‫‪ .3‬مفاهيم الدراسة‬
‫‪ -‬التحديات النفسية للشيخوخة‪:‬‬
‫صا شامالً للتحوالت العاطفية والمعرفية التي يمر بها كبار السن‪.‬‬
‫يشمل استكشاف التحديات النفسية فح ً‬
‫ً‬
‫تحليال لعوامل مثل الشعور بالوحدة‪ ،‬والتي يمكن أن تنجم عن انخفاض التفاعالت‬ ‫يتضمن ذلك‬
‫االجتماعية وظروف الحياة المتغيرة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تتعمق الدراسة في انتشار االكتئاب والقلق‪،‬‬
‫وتحقق من العوامل المسببة لهما‪ ،‬ومظاهرهما‪ ،‬واآلثار المحتملة على الصحة العقلية لكبار السن‪ .‬يعد‬
‫التدهور المعرفي‪ ،‬بما في ذلك فقدان الذاكرة وعجز األداء التنفيذي‪ ،‬جانبًا أساسيًا آخر‪ ،‬مما يستدعي‬
‫إجراء تحقيق متعمق في تقدمه وتأثيره وتدخالته المحتملة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬التحديات االجتماعية للشيخوخة‪:‬‬
‫ً‬
‫تحليال معقدًا للديناميكيات االجتماعية المتطورة التي يواجهها كبار‬ ‫يشمل مفهوم التحديات االجتماعية‬
‫السن‪ .‬يتضمن ذلك إجراء تحقيق شامل في ظاهرة العزلة االجتماعية‪ ،‬وتحديد أسبابها األساسية‬
‫ومظاهرها والعواقب المحتملة على الحالة العاطفية والنفسية للفرد‪ .‬تمثل الصراعات بين األجيال‪،‬‬
‫الناشئة عن اختالف القيم والمعتقدات وأنماط االتصال بين األجيال األكبر والشباب‪ ،‬بُعدًا حاس ًما آخر‪.‬‬
‫ضا إعادة التفاوض على األدوار االجتماعية داخل األسرة والمجتمع‪ ،‬فضالً عن‬
‫تفحص الدراسة أي ً‬
‫اآلثار المحتملة على إحساس الفرد بالهوية واالنتماء‪.‬‬
‫‪ -‬الخدمات االجتماعية ودورها‪:‬‬
‫يؤكد مفهوم الخدمات االجتماعية على مجموعة آليات الدعم الرسمية وغير الرسمية المصممة لتلبية‬
‫احتياجات كبار السن‪ .‬تستكشف الدراسة بدقة مجموعة البرامج التي تمولها الحكومة والمنظمات‬
‫المجتمعية ومبادرات الرعاية الصحية وهياكل دعم األسرة المتاحة لكبار السن‪ .‬وهذا يشمل تقييم اتساع‬
‫وعمق هذه الخدمات‪ ،‬وإمكانية الوصول إليها‪ ،‬وفعاليتها في التخفيف من التحديات النفسية واالجتماعية‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬تتعمق الدراسة في األبعاد النوعية للخدمات االجتماعية‪ ،‬مع األخذ في االعتبار قدرتها‬
‫على تعزيز التفاعالت االجتماعية الهادفة‪ ،‬وتوفير الدعم العاطفي‪ ،‬وتحسين الجودة الشاملة للحياة لكبار‬
‫السن‪.‬‬
‫‪ -‬تأثير الخدمات االجتماعية على التحديات النفسية واالجتماعية‪:‬‬
‫صا دقيقًا لكيفية تقاطع الخدمات االجتماعية مع التحديات النفسية واالجتماعية التي‬
‫يشمل هذا المفهوم فح ً‬
‫يواجهها كبار السن‪ .‬تفحص الدراسة اآلليات التي يمكن من خاللها للخدمات االجتماعية أن تخفف من‬
‫الشعور بالوحدة‪ ،‬وتقلل من أعراض االكتئاب‪ ،‬وتعزز الصحة العقلية بشكل عام‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬‬
‫فإنه يبحث في دور الخدمات االجتماعية في خلق فرص للمشاركة االجتماعية‪ ،‬وتسهيل التفاعالت بين‬
‫ضا استكشاف العوائق والقيود‬
‫األجيال‪ ،‬وتعزيز الشعور باالنتماء داخل المجتمع‪ .‬يتضمن هذا المفهوم أي ً‬
‫المحتملة في تقديم الخدمات االجتماعية وتأثيرها على المعالجة الفعالة للتحديات المتعددة األوجه‬
‫للشيخوخة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ .4‬أهمية الدراسة (النظرية ‪ -‬التطبيقية)‬
‫‪ -‬األهمية النظرية‪:‬‬
‫تحمل هذه الدراسة أهمية نظرية قصوى ألنها توسع الخطاب النظري حول الشيخوخة‪ ،‬والرفاهية‬
‫النفسية‪ ،‬ودور الخدمات االجتماعية في مجتمع سريع الشيخوخة‪ .‬من خالل الفحص الدقيق للتحديات‬
‫النفسية واالجتماعية التي يواجهها كبار السن‪ ،‬يساهم البحث في تكوين مجموعة المعرفة الموجودة‬
‫حول تعقيدات عملية الشيخوخة‪ .‬يوفر استكشاف الدراسة للوحدة واالكتئاب والقلق والتدهور المعرفي‬
‫والعزلة االجتماعية في سياق الشيخوخة رؤى دقيقة حول ديناميكيات هذه التحديات‪ ،‬وبالتالي إثراء‬
‫فهمنا آللياتها األساسية‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن تبني الدراسة لنظرية التبادل االجتماعي كإطار نظري يعزز الفهم األكاديمي‬
‫لكيفية عمل الخدمات االجتماعية كقنوات للتفاعالت المتبادلة‪ ،‬مع التأكيد على أهمية التبادل متبادل‬
‫المنفعة بين األفراد وأنظمة الدعم‪ .‬ال تعمل هذه العدسة النظرية على تعميق فهمنا لدور الخدمات‬
‫ضا على تعزيز فهمنا األوسع للتفاعل البشري والمعاملة بالمثل في سياق‬
‫االجتماعية فحسب‪ ،‬بل تعمل أي ً‬
‫الشيخوخة‪.‬‬

‫‪ -‬األهمية التطبيقية‪:‬‬
‫اآلثار العملية لهذه الدراسة متعددة الجوانب‪ ،‬ولها صدى عبر العديد من القطاعات وأصحاب المصلحة‪.‬‬
‫على مستوى السياسات‪ ،‬يمكن للرؤى المستقاة من هذا البحث أن تفيد في تطوير وصقل السياسات‬
‫والمبادرات المستهدفة التي تهدف إلى معالجة التحديات النفسية واالجتماعية التي يواجهها كبار السن‪.‬‬
‫يمكن لواضعي السياسات االستفادة من النتائج لتخصيص الموارد بشكل استراتيجي‪ ،‬وتعزيز إمكانية‬
‫الوصول إلى الخدمات االجتماعية‪ ،‬وتصميم التدخالت التي تلبي االحتياجات الفريدة لكبار السن‪.‬‬

‫بالنسبة لمقدمي الرعاية الصحية‪ ،‬فإن ما كشفت عنه الدراسة حول تأثير التحديات النفسية واالجتماعية‬
‫على رفاهية كبار السن يؤكد أهمية الرعاية الشاملة التي تتجاوز العالج الطبي‪ .‬تدعو الدراسة إلى اتباع‬
‫نهج شامل يدمج الدعم النفسي واالجتماعي جنبًا إلى جنب مع التدخالت الطبية‪ ،‬وبالتالي تعزيز نموذج‬
‫أكثر شموالً لرعاية المسنين‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ستستفيد المنظمات المجتمعية ووكاالت الخدمة االجتماعية من رؤى الدراسة من خالل تحسين برامجها‬
‫وخدماتها لتلبية االحتياجات المتعددة األوجه لكبار السن بشكل أفضل‪ .‬من خالل فهم التحديات المحددة‬
‫التي يواجهها كبار السن والفوائد المحتملة للمشاركة والدعم االجتماعي‪ ،‬يمكن لهذه المنظمات أن تصمم‬
‫عروضها لتحسين رفاهية األفراد األكبر سنًا ونوعية حياتهم‪.‬‬

‫بشكل عام‪ ،‬يتردد صدى األهمية التطبيقية للدراسة في جميع أنحاء المجتمع‪ ،‬مما يعزز زيادة الوعي‬
‫باألبعاد النفسية واالجتماعية للشيخوخة ويلهم الجهود الجماعية لخلق بيئة أكثر شموالً وداعمةً للمسنين‪.‬‬
‫حوارا مجتمعيًا‬
‫ً‬ ‫ضا‬
‫ال تعزز النتائج الفعالية العملية لتدخالت الخدمة االجتماعية فحسب‪ ،‬بل تعزز أي ً‬
‫أوسع حول الشيخوخة والرفاهية والقيمة الدائمة للروابط بين األجيال‪.‬‬

‫‪ .5‬أهداف الدراسة وأسئلة الدراسة‬


‫أهداف‪:‬‬
‫‪ -‬لفحص التحديات النفسية التي يواجهها كبار السن‪:‬‬
‫يستلزم هذا الهدف إجراء تحقيق شامل في التحديات النفسية التي يواجهها كبار السن أثناء تنقلهم في‬
‫عملية الشيخوخة‪ .‬تهدف الدراسة إلى تحديد المظاهر والعوامل الكامنة واآلثار المحتملة للتحديات مثل‬
‫الشعور بالوحدة واالكتئاب والقلق والتدهور المعرفي لدى كبار السن‪.‬‬
‫‪ -‬لتحليل التحديات االجتماعية التي يواجهها كبار السن‪:‬‬
‫يركز هذا الهدف على تحليل دقيق للتحديات االجتماعية التي تظهر في حياة كبار السن‪ .‬تسعى الدراسة‬
‫إلى الكشف عن ديناميكيات العزلة االجتماعية‪ ،‬والصراعات بين األجيال‪ ،‬وإعادة التفاوض على‬
‫األدوار االجتماعية التي يعاني منها كبار السن‪ .‬ويهدف إلى توضيح الطرق التي تؤثر بها هذه التحديات‬
‫على الرفاهية االجتماعية ونوعية الحياة العامة لكبار السن‪.‬‬
‫‪ -‬لتقييم دور وفعالية الخدمات االجتماعية في معالجة التحديات النفسية واالجتماعية‪:‬‬
‫يركز هذا الهدف على تقييم دور الخدمات االجتماعية في التخفيف من التحديات النفسية واالجتماعية‬
‫التي يواجهها كبار السن‪ .‬تهدف الدراسة إلى فحص النطاق المتنوع للخدمات االجتماعية المتاحة‪،‬‬
‫وإمكانية الوصول إليها‪ ،‬وقدرتها على تخفيف الضغط النفسي‪ ،‬وتعزيز المشاركة االجتماعية‪ ،‬وتعزيز‬
‫الرفاهية العامة لكبار السن‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫أسئلة الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي التحديات النفسية المحددة التي يواجهها كبار السن خالل عملية الشيخوخة؟‬
‫يسعى هذا السؤال إلى الكشف عن التحديات النفسية المتميزة التي يواجهها كبار السن‪ ،‬بما في ذلك‬
‫الشعور بالوحدة واالكتئاب والقلق والتدهور المعرفي‪ .‬تهدف الدراسة إلى الخوض في الفروق الدقيقة‬
‫لهذه التحديات‪ ،‬والتحقيق في انتشارها‪ ،‬ومظاهرها‪ ،‬وتأثيراتها المحتملة على الصحة العقلية لكبار السن‪.‬‬
‫‪ -‬كيف تؤثر التحديات االجتماعية على الصحة العقلية والعاطفية لكبار السن؟‬
‫يتعمق هذا السؤال في تأثير التحديات االجتماعية‪ ،‬مثل العزلة االجتماعية‪ ،‬والصراعات بين األجيال‪،‬‬
‫واألدوار االجتماعية المتغيرة‪ ،‬على الحاالت العاطفية والعقلية لألفراد األكبر سنًا‪ .‬تهدف الدراسة إلى‬
‫التأكد من العالقات المتبادلة بين هذه التحديات والنتائج النفسية المحتملة‪.‬‬
‫‪ -‬ما هي أنواع الخدمات االجتماعية المتوفرة لمواجهة التحديات النفسية واالجتماعية لدى كبار السن‪،‬‬
‫وما مدى فعاليتها؟‬
‫يركز هذا السؤال على مشهد الخدمات االجتماعية الهادفة إلى دعم المسنين‪ .‬تسعى الدراسة إلى تحديد‬
‫مجموعة الخدمات التي تتراوح من البرامج الممولة من الحكومة إلى المبادرات المجتمعية‪ ،‬وتقييم‬
‫فعاليتها في معالجة التحديات النفسية واالجتماعية التي يواجهها كبار السن‪.‬‬
‫‪ -‬كيف تساهم الخدمات االجتماعية في التخفيف من الضيق النفسي وتعزيز المشاركة االجتماعية بين‬
‫كبار السن؟‬
‫يستكشف هذا السؤال اآلليات التي تعمل من خاللها الخدمات االجتماعية للتخفيف من التحديات النفسية‬
‫وتعزيز المشاركة االجتماعية‪ .‬تهدف الدراسة إلى تحديد الطرق التي تسهل بها هذه الخدمات الحد من‬
‫الشعور بالوحدة‪ ،‬وتعزيز التفاعالت بين األجيال‪ ،‬والمساهمة في تعزيز الشعور باالنتماء داخل مجتمع‬
‫المسنين‪.‬‬
‫‪ -‬ما هي العوائق والقيود المحتملة في تقديم خدمات اجتماعية فعالة لكبار السن؟‬
‫يبحث هذا السؤال في العقبات المحتملة التي قد تعيق نجاح تقديم الخدمات االجتماعية لكبار السن‪ .‬تهدف‬
‫الدراسة إلى الكشف عن عوامل مثل إمكانية الوصول واالعتبارات الثقافية ومحدودية الموارد التي قد‬
‫تؤثر على فعالية هذه الخدمات في مواجهة التحديات متعددة األوجه للشيخوخة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ .6‬الدراسة السابقة‬
‫تكشف المراجعة الشاملة لألدبيات الموجودة عن مجموعة متنوعة من األبحاث التي ساهمت في فهمنا‬
‫للتحديات النفسية واالجتماعية التي يواجهها السكان المسنون‪ ،‬فضالً عن دور الخدمات االجتماعية في‬
‫مواجهة هذه التحديات‪ .‬في حين أن العديد من الدراسات قد سلطت الضوء على جوانب مختلفة لهذه‬
‫الظاهرة متعددة األوجه‪ ،‬ال تزال هناك فجوة ملحوظة في األدبيات فيما يتعلق باالستكشاف الشامل‬
‫للتفاعل بين التحديات النفسية واالجتماعية‪ ،‬إلى جانب التقييم الشامل لفعالية الخدمات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ o‬التحديات النفسية للشيخوخة‪:‬‬
‫سلط البحث الذي أجراه ‪ )1979( Berkman and Syme‬الضوء على تأثير الشبكات االجتماعية‬
‫على الوفيات والنتائج الصحية بين كبار السن‪ ،‬ولفت االنتباه إلى التأثير المحتمل للعوامل االجتماعية‬
‫على الرفاهية النفسية‪ .‬تعمق كاسيوبو وباتريك (‪ )2008‬في تعقيدات الوحدة وعواقبها على الصحة‬
‫العقلية‪ ،‬مسلطين الضوء على الخسائر العاطفية للعزلة االجتماعية بين كبار السن‪ .‬في حين أن هذه‬
‫الدراسات قد ساهمت في رؤى مهمة حول التحديات النفسية الفردية‪ ،‬إال أن التركيب الشامل الذي يضع‬
‫هذه التحديات في سياق الطيف األوسع للضغوط المرتبطة بالشيخوخة غير موجود بشكل خاص‪.‬‬
‫‪ o‬التحديات االجتماعية للشيخوخة‪:‬‬
‫قدم كارستنسن وإيزاكويتز وتشارلز (‪ )1999‬نظرية االنتقائية االجتماعية والعاطفية‪ ،‬موضحين‬
‫األولويات المتغيرة في التفاعالت االجتماعية مع تقدم األفراد في العمر‪)2013( .Wrzus et al .‬‬
‫درس التحوالت في ديناميكيات الشبكات االجتماعية عبر العمر االفتراضي ‪ ،‬مع التركيز على تأثير‬
‫أحداث الحياة على الروابط االجتماعية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬غالبًا ما تركز هذه الدراسات على جوانب محددة‬
‫من التحديات االجتماعية‪ ،‬مثل التغييرات في الشبكات االجتماعية‪ ،‬دون استكشاف تعقيد القضايا بشكل‬
‫كامل مثل النزاعات بين األجيال وتغيير األدوار االجتماعية‪.‬‬
‫‪ o‬دور الخدمات االجتماعية‪:‬‬
‫قدم المجلس الوطني للشيخوخة (‪ )2021‬رؤى حول خدمات الشيخوخة وتأثيرها على رفاهية السكان‬
‫المسنين‪ .‬سلط التقرير العالمي لمنظمة الصحة العالمية عن الشيخوخة والصحة (‪ )2015‬الضوء على‬
‫أهمية الخدمات الصحية واالجتماعية لكبار السن‪ ،‬ودعا إلى استراتيجيات رعاية شاملة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫التقييم النقدي للفعالية الشاملة للخدمات االجتماعية المختلفة في التخفيف من التحديات النفسية‬
‫واالجتماعية في سياق الشيخوخة ال يزال غير مستكشَف نسبيًا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫بينما طورت هذه الدراسات السابقة بال شك معرفتنا في مجاالت كل منها‪ ،‬يسعى البحث الحالي إلى سد‬
‫الفجوة من خالل إجراء تحليل متكامل للتحديات النفسية واالجتماعية التي يواجهها كبار السن‪ .‬عالوة‬
‫على ذلك‪ ،‬تهدف الدراسة إلى فحص دور وفعالية الخدمات االجتماعية بشكل نقدي في مواجهة هذه‬
‫التحديات‪ ،‬وبالتالي المساهمة في فهم أكثر شموالً لتجارب واحتياجات كبار السن ضمن مشهد مجتمعي‬
‫متطور‪.‬‬

‫‪ .7‬النظرية المستخدمة للدراسة‬


‫بالنسبة لهذا البحث‪ ،‬تعمل نظرية التبادل االجتماعي كإطار تأسيسي لتوضيح الديناميكيات المعقدة بين‬
‫األفراد المتقدمين في السن‪ ،‬ورفاههم النفسي‪ ،‬ودور الخدمات االجتماعية في تخفيف التحديات التي‬
‫يواجهونها‪ .‬تفترض نظرية التبادل االجتماعي‪ ،‬المتجذرة في علم النفس االجتماعي‪ ،‬أن التفاعالت‬
‫البشرية مدفوعة بتوقع المنفعة المتبادلة والمعاملة بالمثل‪ .‬تؤكد هذه النظرية أن األفراد ينخرطون في‬
‫عالقات اجتماعية مع توقع تلقي المكافآت‪ ،‬سواء كانت ملموسة أو غير ملموسة‪ ،‬وأن هذه المكافآت‬
‫تؤثر على الحفاظ على العالقات وجودتها‪.‬‬
‫في سياق السكان المسنين‪ ،‬توفر نظرية التبادل االجتماعي عدسة دقيقة يمكن من خاللها تحليل‬
‫المعامالت بين األفراد المسنين والخدمات االجتماعية المتاحة لهم‪ .‬تقترح النظرية أن كبار السن يسعون‬
‫إلى تحقيق أقصى قدر من رفاتهم من خالل االنخراط في التفاعالت االجتماعية التي توفر الدعم العاطفي‬
‫والرفقة والشعور باالنتماء‪ .‬تشبه هذه التفاعالت "التبادالت االجتماعية" التي يقدم فيها كبار السن‬
‫خبرتهم وحكمتهم ورفقتهم مقابل أشكال مختلفة من الدعم االجتماعي والمشاركة التي توفرها الخدمات‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن تركيز النظرية على التوازن بين التكاليف والمكافآت في التفاعالت االجتماعية‬
‫يتوافق مع التحديات التي يواجهها كبار السن‪ .‬مع تقدم األفراد في العمر‪ ،‬يواجهون مجموعة فريدة من‬
‫الضغوط والتغييرات التي يمكن أن تعطل توازنهم االجتماعي‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن توافر وفعالية الخدمات‬
‫دورا محوريًا في ضمان أن مكافآت هذه التفاعالت تفوق التكاليف‪ ،‬مما يساهم في‬
‫االجتماعية يلعبان ً‬
‫النهاية في تعزيز الرفاه النفسي واالندماج االجتماعي بين كبار السن‪.‬‬
‫سا نظريًا لفحص المعاملة بالمثل المتأصلة في‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬توفر نظرية التبادل االجتماعي أسا ً‬
‫العالقة بين كبار السن والخدمات االجتماعية‪ .‬من خالل تحليل الفوائد والتكاليف المتصورة المرتبطة‬

‫‪10‬‬
‫ تسعى الدراسة إلى كشف اآلليات التي يمكن من خاللها للخدمات‬،‫باالنخراط في هذه الخدمات‬
.‫االجتماعية أن تعالج بفعالية التحديات النفسية واالجتماعية التي يواجهها كبار السن‬

‫إطارا شامالً وثاقبًا الستكشاف التفاعالت المعقدة بين‬


ً ‫ يوفر اعتماد نظرية التبادل االجتماعي‬،‫باختصار‬
‫ واآلليات التي تساهم من‬،‫ والتحديات النفسية واالجتماعية التي يواجهونها‬،‫األفراد المتقدمين في السن‬
‫ تسعى الدراسة إلى‬،‫ من خالل دمج هذا المنظور النظري‬.‫خاللها الخدمات االجتماعية في رفاتهم‬
‫الكشف عن التفاعل المعقد بين كبار السن وأنظمة الدعم االجتماعي والسياق المجتمعي األوسع الذي‬
.‫يتنقلون فيه في المراحل الالحقة من الحياة‬

‫ المراجع‬.8
1. Berkman, L. F., & Syme, S. L. (1979). Social networks, host resistance,
and mortality: A nine-year follow-up study of Alameda County residents.
American Journal of Epidemiology, 109(2), 186-204.
2. Cacioppo, J. T., & Patrick, W. (2008). Loneliness: Human nature and the
need for social connection. W. W. Norton & Company.
3. Carstensen, L. L., Isaacowitz, D. M., & Charles, S. T. (1999). Taking time
seriously: A theory of socioemotional selectivity. American Psychologist,
54(3), 165-181.
4. National Council on Aging. (2021). Aging Services: The Facts.
5. World Health Organization. (2015). World report on aging and health.
6. Wrzus, C., Hänel, M., Wagner, J., & Neyer, F. J. (2013). Social network
changes and life events across the life span: A meta-analysis.
Psychological Bulletin, 139(1), 53-80.

11

You might also like