You are on page 1of 8

‫مقدمة ‪:‬‬

‫كثيرا ما يكون الفرد وهو طرف في عقد ملزم للجانبين ( مثل إيجار ‪ ،‬تأمين ‪...‬إلخ) في حاجة‬
‫إلى أن يتنازل إلى غيره عن هذا العقد فيما يرتبه من التزامات‪.‬‬
‫فقد يبيع المؤجر العين المؤجرة‪ ،‬فيقتضي األمر أن يتنازل عن التزامه الناشئ عن عقد‬
‫االيجار وقد يحتاج بائع عقار معين‪ ،‬كأن يكون مثال منزال مؤمنا عليه ضد الحريق‪ ،‬أن‬
‫يتنازل عن التزامه المترتب عن عقد التأمين لمشتري هذا العقار‪.‬‬
‫وقد يكون المدين مثقال بعدة التزامات‪ ،‬و التسمح له قدراته المالية الوفاء بكل هذه االلتزامات‬
‫في حـين يكون له مدين ‪ ،‬فيكون له االتفاق مع مدينه على تحويل هذا الدين له و ذلك بأن‬
‫يتحمل الدين مكانه في مواجهة الدائن وبهذا تبرأ ذمة المدين األصلي تجاه الدائن ‪،‬آما تبرأ‬
‫ذمة هذا المدين تجاه المحيل ‪.‬ففي جميـع هذه الحـاالت ال يتيسر التنازل عن هذه‬
‫االلتزامـات‪،‬إال عن طريـق حوالة الدين‪.‬‬
‫إن الحوالة بصفة عـامة هي نقل االلتزام بذاته بصفـاته وخصائصه من شخص آلخـر‪ ،‬فهو‬
‫ينتقل من مدين إلى مدين آخر‪،‬وهذا ما يسمى بحوالة الدين ومن دائـن إلى دائـن آخر باعتباره‬
‫حقا شخصيا‪،‬وهذا ما يسمى بحـوالة الحق‪.‬‬
‫من هنا نطرح التساؤل التالي ‪:‬‬
‫ماهي حوالة الحق ؟ وماهي حوالة الدين ؟‬
‫ولإلجابة على التساؤل المطروح قمنا بوصح الخطة التالية ‪:‬‬

‫خطة البحث ‪:‬‬


‫مقدمة‬
‫المبحث األول ‪ :‬حوالة الحق‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الحوالة وأركان انعقادها‬
‫المطلب لثاني ‪ :‬اركان انعقاد حوالة الحق‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬آثار حوالة الحق‬

‫‪1‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬حوالة الدين‬
‫المطلب االول ‪ :‬تعريفها‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬انعقادها‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أحكامها‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫المبحث األول ‪ :‬حوالة الحق‬


‫أدى اإلبراز المتواصل لعنصر القيمة المالية في اإللتزام كجوهر لهو‪ ،‬إلى إمكانية تصور‬
‫إنتقال اإللتزام في شقه اإليجابي والمتمثل في تحول الحق الشخصي‪ ،‬فبذلك ظهرت حوالة‬
‫الحق كوسيلة قانونية تنظم هذا اإلنتقال‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الحوالة وأركان انعقادها‬
‫لقد تعرض القانون المدني في مواده من ‪ 239‬إلى ‪ 250‬تعريفها و أركانها و حوالة الحق كما‬
‫جاء في معنى المادة‪ 239‬ق م هي اتفاق ينقل بمقتضاه الدائن و يسمى المحيل حقه الشخصي‬
‫إلى شخض آخر و يسمى المحال إليه يصبح دائنا محله في استيفاء الحق من المدين و هو‬
‫المحال عليه ‪.‬‬
‫لم يورد المشرع الجزائري تعريفا لحوالة الحق‪ ،‬بل لم يختلف في إجازته لها كبقية القوانين‬
‫المقارنة‪ ،‬فقد نص عليها من خالل الباب الرابع‪ ،‬تحت عنوان انتقال االلتزام من الفصل‬
‫األول‪ ،‬من المادة ‪239‬إلى غاية المادة ‪.250‬‬

‫‪2‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 239‬أنه‪" :‬يجوز للدائن أن يحول حقه إلى شخص آخر إال إذا منع ذالك‬
‫نص القانون‪ ،‬أو اتفاق المتعاقدين‪ ،‬أو طبيعة االلتزام وتتم الحوالة دون حاجة إلى رضا‬
‫المدين‪" .1‬‬
‫كما ورد في شأن حوالة الحق اجتهاد قضائي جاء في القرار المؤرخ في ‪1995/ 04/ 05‬‬
‫ملف رقم ‪- 116649 :‬الغير منشور‪.2‬‬
‫أ ‪ /‬أطراف الحوالة ‪ :‬للحوالة طرفين هما الدائن المحيل والغير المحال اليه اما المدين فليس‬
‫طرفا في الحوالة ولذلك فرضاءه ليس شرطا النعقادها وذلك الن عبء االلتزام ال يتغير‬
‫بتغير شخص الدائن ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬األغراض المختلفة لحوالة الحق ‪ :‬الحوالة وان كانت صورتها واحده اال ان اغراضها‬
‫تختلف فقد تكون الحوالة ‪:‬‬
‫‪ -/1‬الحوالة مقابل عوض ‪ :‬فقد تتم الحوالة مقابل عوض يفى به المحال اليه للدائن وعند ذلك‬
‫يتقاضى الدائن ثمنا لهذا الحق من المحال له‬
‫‪ -/2‬الحوالة مجانا ودون مقابل ‪ :‬فقد يهب الدائن الحق للمحال اليه وهنا يجب ان تتوافر فيها‬
‫اركان الهبه الموضوعيه والشكليه وبصفه خاصه يجب ان تفرغ في محرر رسمى‬
‫‪ -/3‬الحوالة رهنا ‪ :‬يقصد الدائن ان يرهن الحق عند المحال اليه ‪.‬‬
‫المطلب لثاني ‪ :‬اركان انعقاد حوالة الحق‬
‫يجب ان تتوافر للحواله االركان التى تتطلبها القواعد العامة النعقاد العقود وهى التراضى‬
‫والمحل والسبب‬
‫‪-‬محل الحوالة‬
‫محل الحوالة هو الحق الذى يراد نقله إلى المحال اليه واالصل ان الحق الشخصى قابل‬
‫للحوالة ايا كان محله والغالب ان يكون محل الحق مبلغا من النقود ولكن يجوز ان يكون محله‬
‫اشياء مثلية غير النقود ‪.‬‬

‫‪ - 1‬القانون المدني الجزائري‪ ،‬الصادر بموجب األمر رقم ‪ 58- 75‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان عام ‪ 1395‬الموافق لـ ‪26‬‬
‫سبتمبر سنة ‪، 1975‬والمتضمن القانون المدني‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 78‬المؤرخ في ‪. 1975- 09- 30‬‬
‫‪- 2‬عمر بن سعيد‪ ،‬االجتهاد القضائي‪ ،‬وفقا ألحكام القانون المدني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبوعات الديوان الوطني لألشغال‬
‫التربوية‪ ،‬الجزائر‪، 2011،‬ص ‪. 78‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-‬شروط نفاذ الحوالة‪:‬‬
‫تنعقد الحوالة بتراضى كل من الدائن المحيل والمحال اليه والحوالة تكون نافذه فيما بين‬
‫طرفيها بمجرد انعقادها اما بالنسبه للغير فقد استلزم القانون اجراءات اخرى‬
‫‪ -/1‬شروط انعقاد الحوالة بالنسبة للمدين ‪ " :‬يعتبر المدين من الغير النه لم يكن طرفا في‬
‫الحوالة وبهذا ال تنفذ بالنسبة له اال في حالتين ‪:‬‬
‫‪ -/2‬قبول المدين للحوالة‪ :‬وال يشترط شكل خاص في قبول المدين فيجوز ان يكون مكتوبا‬
‫على ذات المحرر او في محرر مستقل‬
‫‪ -/3‬اعالم المدين بالحوالة ‪ :‬ويكون في شكل ورقة من اوراق المحضرين تسلم إلى المدين‬
‫بناء على طلب المحيل او المحال اليه‬
‫شروط نفاذ الحوالة بالنسبة لغير المدين وهم كل من تعلق له حق بالحق المحال كمحال له‬
‫اخر بهذا الحق ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬خصائص حوالة الحق وآثارها‬
‫أوال ‪ :‬خصائها‬
‫يتبين لنا من تعريف حوالة الحق أنها عقد رضائي‪ ،‬يتم بتوافق إرادتي المحيل والمحال له‪،‬‬
‫ومحل هذا العقد هو الحق الشخصي الذي يكون للمحيل في ذمة المحال عليه‪ ،‬وانه عقد‬
‫يترتب عليه نقل الحق الشخصي ذاته بكل مقوماته‪ ،‬وخصائصه من المحيل إلى المحال له‪،‬‬
‫وانه عقد منتج آلثاره حال حياة عقدية أي انه ليس من األعمال القانونية المضافة إلى ما بعد‬
‫الموت‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حوالة الحق عقد رضائي‪ :‬العقد الرضائي هو ما يكفي النعقاده تراضي المتعاقدين‪ ،‬أي‬
‫اقتران اإليجاب بالقبول‪ ،‬فالتراضي وحده الذي يكون العقد‪ ،‬وأكثر العقود في القانون المدني‬
‫رضائية‪ ،‬كالبيع واإليجار‪ ، 3‬وكلمة العقد تفيد في اللغة الربط بين أطراف الشيء وجمعها ‪،4‬‬
‫والعقد كمصطلح عرفه المشرع المدني الجزائري في المادة ‪ 54‬على انه‪" :‬العقد اتفاق يلتزم‬
‫بموجبه شخص أو عدة أشخاص نحو شخص أو عدة أشخاص آخرين‪ ،‬بمنح أو فعل أو عدم‬
‫فعل شيء" ويتم عقد الحوالة بين المحيل والمحال له اللذين يلعبان دورا أساسيا وايجابيا إذ أن‬

‫‪ - 3‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد نظرية االلتزام بوجه عام‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬العقد‪ ،‬العمل‬
‫غير المشروع‪ ،‬اإلثراء بال سبب‪ ،‬القانون‪ ،‬د ط‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ - 4‬علي فاللي‪ ،‬االلتزامات النظرية العامة للعقد‪ ،‬د ط‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.245‬‬

‫‪4‬‬
‫العقد ينعقد وينتج كل آثاره القانونية فيما بين طرفيه‪ ,‬بمجرد توافق إرادتهما‪ 5‬واإلرادة‬
‫الظاهرة نفسها تتمثل في القدرة على اتخاذ موقف‪ ،‬أو قرار‪ ،‬أو اإلرادة المطلوبة في تحويل‬
‫عقد الحوالة‪ ,‬هي اإلرادة الجدية التي يفرضها القانون والمتمثلة في تحويل الحق‪ ،‬أما الطرف‬
‫الثالث في الحوالة وهو المحال عليه فيعتبر من الغير بالنسبة للعقد الذي تمت به الحوالة‪،‬‬
‫ومشاركته غير ضرورية‪ ،‬إذ أن العقد يتم دون حاجة إلى رضاه أو أي تدخل منه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حوالة الحق عقد منجز حال حياة عقدية‪ :‬حوالة الحق عقد يجب أن ينتج آثاره حال‬
‫حياة طرفيه فال يجوز إضافته إلى ما بعد الموت المحيل‪ ،‬ألن تصرف المحيل إذا كان بمقابل‬
‫في هذه الحالة يكون وارد على تركة مستقبلية‪ ،‬فيقع تحت طائلة المنع والبطالن المنصوص‬
‫عليه في المادة ‪ 2/ 92‬من القانون المدني الجزائري بقولها‪" :‬التعامل في تركة إنسان على قيد‬
‫الحياة باطال ولو كان برضاه"‪ ،‬على انه إذا تبين أن الحوالة كانت دون مقابل أمكن اعتبارها‬
‫وصية‪ ،‬وبالتالي تخرج من نطاق حكم القواعد القانونية الخاصة بحوالة الحق التي أوردها‬
‫المشرع في القانون المدني‪ ,‬وتصبح خاضعة لقواعد اإلرث والوصية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حوالة الحق عقد تابع‪ :‬فعقد حوالة الحق يفترض وجود حق سابق على وجوده إذ انه ال‬
‫يمكن تصور قيام حوالة الحق بالتبعية لغيرها‪ ،‬ألنها ال توجد إال بوجود حق للمحيل في ذمة‬
‫المحال عليه‪ ،‬و تتم حوالته بمقتضى العقد المبرم بين المحيل والمحال له‪ ،‬فتكون حوالة الحق‬
‫‪6‬‬
‫تابعة لهذا الدين وجودا وعمدا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬موضوع حوالة الحق هو الحق الشخصي‪ :‬الحق الذي ينتقل بالحوالة هو دين الدائن‬
‫الموجود في ذمة المدين المحال عليه‪ ،‬فهذا الحق الشخصي هو الذي تتم حوالته من الدائن‬
‫األصلي إلى الدائن الجديد ويبدو أن هذا النظام مقصور على انتقال الحقوق الشخصية‬
‫المدنية‪ ،‬إذ أن األحكام المتعقلة بالحوالة وردت في معرض بحث المشرع للنظرية االلتزامات‬
‫فهي مبدئيا تتعلق بحوالة الحقوق الشخصية أما االستخالف في غير الحقوق الشخصية‪ ،‬فال‬
‫يخضع لقواعد الحوالة التي نص عليها المشرع في باب االلتزامات ‪.‬‬
‫فالحقوق العينية مثال نجد المشرع قد وضع لها قواعد خاصة تحكم انتقالها‪ ،‬ال يمكن انتقالها‬
‫إلى الغير إال بالطرق التي حددها القانون وحتم مراعاتها‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬عقد الحوالة بنقل الحق بجميع مقوماته وخصائصه‪ :‬بمجرد انعقاد عقد الحوالة‬
‫صحيحا بين المحيل والمحال له‪ ،‬ينتقل الحق المحال به ذاته من األول إلى الثاني‪ ،‬بكل قيمته‬
‫حتى لو كان المحال له قد دفع فيه ثمنا اقل‪ ,‬ذلك أن الحق المحال به تنتقل ملكيته بمجرد‬
‫انعقاد العقد ودون الحاجة إلى آي إجراء آخر‪.‬‬
‫‪ - 5‬بوشاشي يوسف‪ ،‬حوالة الحق في القانون المدني الجزائري‪( ،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪،‬‬
‫الدكتور علي سليمان‪ ،‬معهد الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪، 1989 ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ - 6‬جالل علي العدوي‪ ،‬أصول أحكام االلتزام واآلثار‪ ،‬د ط‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪، 1996 ،‬ص ‪276‬‬

‫‪5‬‬
‫ثانيا ‪ :‬آثار حوالة لحق‬
‫االثر الجوهرى للحوالة هو انتقال حق الدائن إلى المحال اليه كما انها تنشأ التزامات على‬
‫عاتق المحال له وتختلف هذه االلتزامات في طبيعتها اذا كانت الحواله تمت بعوض او تمت‬
‫‪7‬‬
‫مجانا وتبعا ما اذا كان العوض نقديا او مجانا ‪.‬‬
‫انتقال الحق ‪:‬‬
‫ويترتب على الحوالة انتقال الحق الذى كان ثابتا للدائن إلى المحال له وينتقل هذا الحق ذاته‬
‫بصفاته وضماناته التى كانت له قبل الحواله وبما يرد عليها من دفوع فالحواله ال تنشأ حقا‬
‫جديدا وايضا ان كان الحق منتجا لفائده كان المحال له منتجا لفائده ‪.‬‬
‫وايضا ان كان مضمونا بتأمينات عينيه كرهن او امتياز او بتأمين شخصى ككفاله فانه ينتقل‬
‫للمحال له مضمونا بهذه الضمانات ‪.‬‬
‫وحق الدائن ينتقل إلى المحال له محمال بذات الدفوع التى كان يمكن توجيهها ضد الدائن‬
‫ويتم انتقال الحق في العالقه بين المحيل والمحال اليه لمجرد انعقاد الحوالة اي بمجرد‬
‫تراضى الطرفين عليها اذا كانت بعوض او عند استيفاء الشكل الرسمى ان كانت مجانيه‬
‫اما بالنسبه لغير طرفى الحوالة ال يعتبر الحق منتقال اال منذ نفاذ الحوالة في مواجهتهم اى منذ‬
‫قبول المدين للحوالة او قبوله بها ‪.‬‬
‫ويترتب على عدم استيفاء الحوالة لشروط نفاذها ما يلى ‪:‬‬
‫‪ -/1‬بالنسبه للمدين يكون له ان يعتبر الحق ال يزال مستحقا لدائنه االصلى ويكون له رفض‬
‫الوفاء للمحال اليه وان وفى لدائنه االصلى كان هذا الوفاء للمحال اليه وان وفى لدائنه‬
‫االصلى كان هذا الوفاء مبرأ لذمته‬
‫‪ -/2‬بالنسبه للغير الذى تعلق له حق بالحق المحال له ان يعتبر هذا الحق ال يزال مستحقا‬
‫للدائن االصلى‬

‫‪ - 7‬نور سلطان‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات أحكام االلتزام‪ ،‬د ط‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬مصر‪، 1998 ،‬ص ‪277‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -/3‬اذا حجز الدائن على حقه تحت يد مدينه قبل نفاذ الحوالة كان حجزه صحيحا وذلك الن‬
‫حقه ال ينتقل اال بنفاذ الحوالة في مواجة المدين فاذا تم نفاذ الحوالة بعد ذلك كانت الحوالة‬
‫‪8‬‬
‫بمثابة حجز ثانى بالنسبة للمدين ويقسم بينهما الحق المحجوز عليه قسمة غرماء ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬حوالة الدين‬
‫المطلب االول ‪ :‬تعريفها‬
‫تعتبر حوالة الدين بمثابة اتفاق ( عقد ) بين طرفين على نقل عبء الدين من ذمة المدين‬
‫األصلي إلى ذمة مدين جديد يحل محله وهي نقل الدين والمطالبة به من ذمة المحيل إلى ذمة‬
‫المحال عليه وهي على نوعين‪:-‬‬
‫أ‪.‬الحوالـة المقيـدة‪:-‬‬
‫وذلك في حالة أن يكون للمحيل في ذمة المحال عليه دين أو عين ويقيد أداء الدين محل‬
‫الحوالة مما للمحيل في ذمة المحال عليه‪.‬‬
‫ب‪.‬الحوالـة المطلقـة‪ :‬وتكون في حالة عدم وجود دين أو عين للمحل في ذمة المحال عليه‬
‫أصالً أو كان للمحيل في ذمة المحال عليه دين أو عين دون أن يتم تقيد أداء الدين محل‬
‫الحوالة مما للمحيل في ذمة المحال عليه‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬انعقادها‬
‫‪ .1‬باتفاق بين المحيل والمحال عليه دون تدخل الدائن في هذه الحالة تنعقد الحوالة موقوفة‬
‫على إقرار الدائن فإن أقرها نفذت وأن لم يقرها بطلت‪ ،‬أما سكوت الدائن فيعتبر رفضا ً‬
‫للحوالة‪.‬‬
‫‪ .2‬باتفاق بين الدائن والمحال عليه‪ :‬يقصد باالتفاق على حوالة الدين بين المدينين ‪ ،‬انعقاد‬
‫الحوالة بين المدين الجديد ( المحال عليه ) والمدين األصلي ( المحيل ) ‪ ،‬و هنا تتم الحوالة‬
‫حقيقة باتفاق الطرفين في هذه الحالة تظهر مشكلة رجوع المحال عليه على المدين األصلي‬
‫وذلك ألن المحال عليه قد أوفى بدين غيره بدون أمر من المدين لذلك يعد متبرعا ً مالم تكن‬
‫لديه مصلحة في الوفاء أو أن تكون نية التبرع قد انتفت لديه‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أحكامها‬
‫‪1.‬ينقل الدين بضماناته ودفوعه من ذمة المحيل إلى ذمة المحال عليه‪.‬‬

‫‪ - 8‬رضا متولي وهدان‪ ،‬تجديد االلتزام نطاقه‪ ،‬تأصيله‪ ،‬آثاره‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الجامعية الجديدة للنشر‪ ،‬مصر‪، 1999 ،‬ص ‪65.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ 2.‬إذا كانت الحوالة مقيدة فعلى المحال عليه بيع العين للوفاء بالدين من ثمنها مع مالحظة بأن‬
‫هالك العين بسبب أجنبي قبل انعقاد الحوالة يؤدي إلى بطالنها‪.‬‬
‫أما إذا كان للمحيل دين على المحال عليه وكانت الحوالة مقيدة فإن سقوط الدين قبل انعقاد‬
‫الحوالة يؤدي إلى بطالنها أما إذا سقط بعد الحوالة فال تبطل وإنما يكون للمحال عليه الرجوع‬
‫على المدين بما أداه‪.‬‬
‫‪.3‬في الحوالة المقيدة تبرأ ذمة المحيل قبل الدائن مالم تطل الحوالة أو يشترط خيار الرجوع‪.‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫في االخير يمكننا اإلستخالص إلى النتائج التالية ‪:‬‬
‫يمكن ان يتحول االلتزام من مدين إلى دائن اخر باعتباره حقا شخصيا ويسمى ذلك التحويل‬
‫بحوالة الحق اما ان تحول االلتزام من مدين إلى مدين اخر باعتباره دينا سمى ذلك التحويل‬
‫بحوالة الدين وسوف نتحدث في هذا البحث عن حوالة الحق‪.‬‬
‫تمييز حوالة الدين عن حوالة الحق تعرف حوالة الحق على أنها اتفاق بين الدائن واألجنبي‬
‫على أن يحول له حقه الذي في ذمة المديـن‪،‬فيحل األجنبي محل الدائن في هذا الحق نفسه‬
‫بجميع مقوماته وخصائصه ويسمى الدائن محيال واألجنبي محاال له والمدين محاال عليه‪.‬‬
‫إن حوالة الحق مثلها مثل حوالة الدين ‪،‬تؤدي إلى انتقال االلتزام‪ ،‬إال أن اإلختالف بين‬
‫الحوالتين هو أن حوالة الحق تنقل االلتزام من جانبه االيجابي‪ ،‬تنقل الحق من دائن آلخر‪،‬‬
‫بينما حوالة الدين تنقل االلتزام من جانبه السلبي‪،‬أي تنقل الدين من مدين آلخر ‪،‬ولهذا يقال‬
‫بأن حوالة الدين ما هي في الحقيقة سوى الوجه المعاكس لحوالة الحق‪.‬‬
‫آما أن الفقه اإلسالمي عرف هو أيضا حوالة الحق‪ ،‬و تعرف لدى المذهب المالكي بإسم بيع‬
‫الدين أو هبة الدين ‪.‬‬
‫و نجد المشرع الفرنسي هو كذلك نظم حوالة الحق ضمن عقد البيع ‪ ،‬أما المشرع الجزائري‬
‫فقد نظم آال من حوالة الدين و حوالة الحق في البـاب المتعلق بانتقال االلتزام‪.‬‬
‫فقد يكون حق الدائن لم يحل بعد أجله‪ ،‬أوحل أجله ولكن هناك صعوبات عملية في الحصول‬
‫على هذا الحق من المدين‪ ،‬في حين يكون الدائن في أمس الحاجة إلى المــال فيحصل عليه‬
‫من المحال له مقابل تحويل له حقه الذي في ذمة المدين‪ ،‬أما فائدة المحال له هو الحصول‬
‫على فوائد الحق إلى يوم حلوله ‪.‬‬

‫‪8‬‬

You might also like