Professional Documents
Culture Documents
المقدمة-:
أظهرت األبحاث الحديثة المتعلقة بعملية الرقابة كجزء من الوظائف اإلدارية بأنه يجب االعتماد في جعل الرقابة
تقوم على التركيز أوالً على التعامل المباشر بين "صاحب المهمة" و "الموضوع الذي يُتعامل معه "Interface
وبعد ذلك يتم اختيار نظام الرقابة المناسب ،وال شك في أن وظيفة الرقابة ال تكتمل إال بالتخطيط والتنظيم
والتوجيه الجيد ،بمعنى أنه لو كانت الرقابة محكمة في ظل تخطيط ضعيف أو تنظيم غير مناسب أو توجيه غير
فعّال فإن عملية الرقابة هنا تصبح مجرد تحكم ال يؤدي لإلرتقاء باألداء ورفع االنتاجية لذلك فالرقابة تعتبر
الوظيفة المكلمة للعملية اإلدارية الناجحة حيث تظهر نواحي الدقة والفعالية فيها إذا تم أداء الوظائف اإلدارية
السابق ذكرها بدرجة عالية من اإلحكام ،ويظهر مدى نجاحها في اآلتي -:
-1وضع المعايير الرقابية الالزمة لقياس األداء بنا ًء على ما تم التخطيط له.
-2مقارنة ما تم التخطيط له بما تم تنفيذه في ظل التنظيم المناسب والتوجيه.
-3األخذ باألسباب التصحيحية الالزمة عندما يحدث االنحراف عن األداء المخطط له (أو توقع حدوثه).
-نظم مساندة القرار والرقابة الفعالة :Effective Control & D.S.Sإن اعتماد العملية الرقابية على نظم
مساندة القرار التي تحصل على المعلومة وتحللها لتقديمها لمتخذي القرارات في الوقت المناسب يرفع من فعالية
الرقابة وبالتالي يزيد من فعالية العملية اإلدارية بأكملها ولكن يجب على اإلدارة هنا أن تحدد المعلومات ذات
الصلة واألكثر أهمية للقرار المعني وذلك ألن وجودنا فيما يسمى يعصر انفجار المعلومات يجعل من الضروري
أال يشوب المعلومات الالزمة التخاذ القرارات أي تشويش وأن يكون اختيارنا دقيقا ً في هذا الشأن وبدون ذلك
يصعب علينا الوصول ألهدافنا التي نطمح إليها في ظل استراتيجيات وغايات محددة ومبنية على رؤيا شاملة.
-الرقابة في المجتمعات النامية من خالل النظم الرسمية :إذا تم التسليم بضرورة وجود نظام رقابة متطور
ويتآلف مع الظروف الرسمية وغير الرسمية في المجتمعات النامية والعشائرية إلنه في الجانب الرسمي يمكن
القول بأنه تتواجد نظم متقدمة للرقابة في كثير من المؤسسات بدول الخليج ،ولكن يبقى الجزء غير الرسمي والذي
يعلب دورا ً كبيرا ً في ميكانيكية اتخاذ القرارات ويمكن أن يكون ذلك الدور إيجابيا ً أو سلبيا ً وهنا يصبح الموضوع
عائدا ً للخيارات االجتماعية التي يتم اتخاذها والتي كثيرا ً ما تتم بطريقة مغايرة عما لو كانت في مجتمعات أخرى
وهي مدعاة للتفاهم أكثر من االنتقاد ألنها قد تعمل في ظل المجتمع اإلسالمي المحافظ بنوع من الرقابة الذاتية في
إطار الجماعة.
ً ً
من المالحظ أن هناك تحوال تدريجيا نحو النموذج الصناعي وتختلف درجة تسارعه من مجتمع آلخر حسب
المحددات التي تكتنف تلك المنظمة في إطار المجتمع الذي تعمل به كمؤثر ومتأثر ،فالعنصر اإلنساني والعادات
والتقاليد والمعتقدات هي محاور ارتكاز ال يمكن إغفالها إّا كنا نطمح لتحقيق نتائج ذات معنى وصلة بحياتنا
اليومية.
-العنصر اإلنساني في العملية الرقابية :تثبت التجارب اإلنسانية على مدى التاريخ بأن العنصر اإلنساني في
اإلدارة في ذلك العملية الرقابية هو حجر الزاوية في تحقيق األهداف المرسومة بنجاح ،فقد يرى البعض أن
الرقابة تقدم اآلليات المفيدة في التحكم وتحديد أساليب الثواب والعقاب أو التحفيز داخل المنشأة وعالقتها مع البيئة
الخارجية ومنه يمكن االستنتاج أن الرقابة لها جوانب نفسية واجتماعية تتطلب التحليل في كثير من األحيان وعليه
فقد تتحول عملية الرقابة لنوع من القيود التي يسعى الموظفون لتجنبها أو مجاراتها بدالً من التفاعل معها ،فمثالً
نجد بعض العمال يرفضون االلتزام بقواعد السالمة مثل لبس الخوذة الواقية للرأس لكنه يتظاهر أمام المراقب أنه
يرتديها ،لكن لو قام الجهاز الرقابي بشرح جدوى ارتداء أدوات السالمة بالتفصيل المقنع لكان الدور الرقابي
كرهاً.
تفاعليا ً وليس ُم ِ
ً ّ ً ً
بنا ًء على ما سبق فإنه يجب على متخذي القرارات لكافة المستويات اإلدارية (استراتيجيا ،تكتيكيا ،فنيا) التعرف
على التأثيرات النفسية للرقابة والتي منها:
سلطة أو النفوذ الممنوح لهم كالمفتشين عن الحسابات والجودة ،أن • قد يسيء بعض المسؤولين عن الرقابة ال ُ
مجرد القيام بتلك الوظيفة يسبب بعض الحزازيات النفسية ،إذا لم تكن واضحة بدرجة تجعل التعاون مع جهاز
الرقابة توجه له فوائد المعترف بها من قبل اآلخرين بدالً من خوفهم من سوء استخدام السلطة.
• من المحتمل أن تقود الرقابة إلى تقييد السلوك وااللتزام باألوامر الصادرة عن طريق اللوائح والقواعد اإلدارية
التي قد تقضي على روح المبادأة واإلبداع مما يؤدي لاللتزام بالروتين واألنظمة أكثر من السعي للوصول لنتائج.
-معوقات الرقابة :توجد العديد من اآلليات التي تعيق المديرين على تفعيل عملية الرقابة ،ومنها:
أ* .استعمال النمط الميكانيكي بدالً من العضوي وال يأخذ في االعتبار الفروقات الشخصية بين األفراد من حيث
الكفاءة والقدرة على إنجاز المهام لذلك فإنه يمكن أخذ تلك الفروقات الشخصية في االعتبار ذلك ألن األفراد
يعتبرون أهم الموارد العائدة للمنشأةة بل وتسمى أحيانا ً برأس المال البشري ،Human Capitalلذلك فإن بعض
المعايير قد تحتاج للتعديل لمواكبة القدرات البشرية المتاحة دون اإلخالل بالهدف األساسي.
ب* .يجب أن يشارك األفرا داخل المنشأة في وضع األهداف الفرعية مما يساعد في تركيز الرقابة الذاتية من قبل
األفراد على أدائهم وبالتالي يكون هناك تطوير مستمر من خالل معايير مقارنة أو عالمات المصطبة ( Bench
)Marksوكثيرا ً ما يدفع ذلك العاملين لمعايير عالمية نابعة من احترام الذات والوالء للمنشأة التي يعملون بها
والحاجة إلشباع تحقيق ذلك حيث يشاركون في وضع األهداف والمعايير ويصبحون مسؤولين عنا وتحقق بذلك
روح الفريق الذي يكون في صورة تنافس بين المجموعات ،لذلك فإن الرقابة لها بعض المحاذير يمكن أن تكون
كالتالي:
ُ
• أن الرقابة لها تأثير منطقي وآخر عاطفي على األشخاص المعنيين أو ال ُمراقبة أعمالهم فالجانب المنطقي أو
الرشيد يبين للفرد ما يجب فعله وما يجب تجنبه فهي بالتالي تحدد له أهمية التنظيم واألطر التي يمكن أن يعمل بها
لتنفيذ المهام المناطة به ،لكن العاطفي يستشعر بأنه كان بإمكانه القيام بدور ما دون أن يكون مفيداً.
• كثير من األشخاص العاملين يفضلون أن تكون رقابتهم ذاتية على منجزاتهم مما يحقق لهم إشباعا ً ذاتيا ً أفضل
مما لو وجد مشرفا ً يقف عليهم أو أي مراقب رسمي.
• إذا قام العاملون بممارسة الرقابة الذاتية ألدائهم يصبحون أكثر قدرة على تحديد أهدافهم ودعمها.
• أن األشخاص الذين ال يستطيعون تحقيق الرقابة الذاتية يكونون أقل رضا من األفراد الذين يمكنهم القيام بتلك
الرقابة الذاتية.
وذلك ال بد أن ندرك أن مراعاة الجوانب المذكورة سابقا ً في العمل الرقابي يفعّله ويزيد من درجة قبوله لدى
األفراد ،وعن طريق المشاركة في وضع األهداف والمعايير واالستفادة من وسائل االتصال الحديثة مثل االنترنت
واإلنجاز الفعلي والعملي وبصفة عامة االتجاه نحو الرقابة الذاتية التي كثيرا ً ما تستند على الرقابة التنبؤيه والتي
تساهم في اكتشاف المشاكل المحتملة قبل حدوثها والتي تعتمد على األساليب اإلحصائية وبحوث العمليات.
-أساليب وآليات الرقابة :نهدف هنا أن نشرح بعض األساليب الرقابية التي تفيدنا في التحقق من مدى فاعلية
األنشطة التي نمارسها بالمنشأة للتأكد من أن األداء الفعلي يتفقمع ما تم التخطيط له من قبل ،ويمكن أن تكون
األدوات واألساليب الرقابية باألشكال التالية ،حيث أن بعضها بسيط وأساسي في العملية الرقابية والبعض اآلخر
متقدم ومعقد ويستفيد من الحاسوب والنماذج المتقدمة في الوصول لنتائج ذات مدلول أو فائدة ،وتقيس هذه اآلليات
عددا ً من النقاط التي يمكن اعتبارها مؤشرات للحكم على األداء الجزئي أو الكلي للمنشأة والتعرف على المركز
المالي ودقة األداء وتفيد األساليب اإلحصائية في التعرف على دقة األداء وفعاليته في تحقيق الوظائف المختلفة
للمشروع من تسويق وإنتاج..
ومعظم هذه األساليب الرقابية تفيد في تحديد االنحرافات عن األداء الذي سبق التخطيط له وكما أٍلفنا أن توقيت
الرقابة يعتمد على طبيعة النشاط المطلوب قياسه ومدى قدرة األدوات الرقابية في تحقيق ذلك ،ونشير إلى بعض
األساليب التي يتم استخدامها مع تقديم المعلومات الالزمة لإلدارة بهدف تقييم أداء المنشأة في وظائف المشروع
المختلفة ،ويُالحظ أن بعض هذه اآلليات يمكن االستفادة منها بغرض تقييم األداء بعد التنفيذ واألخرى ألغراض
تنبؤية باالستفادة من المعلومات السابقة وهي كاآلتي:
* القوائم المالية :تفيد في قياس األنشطة التي تم نجازها داخل المنشأة وذلك بتحليلها ويعتمد ذلك على البيانات
المحاسبية في شكل قوائم مالية وهنا يتم سرد القوائم المالية األكثر استعماالً:
-1قائمة الدخل :يتم فيها قياس مدى قدرة المنشأة في تحقيق عوائد وأرباح عبر فترة زمنية محددة قد تكون سنوية
أو ربع سنوية أو حتى على أساس شهري وتحتوي ثالثة أجزاء مكونة لها:
• إيرادات متحققة خالل الفترة المنصرمة مع تكلفة البضاعة المباعة.
• التكاليف والمصروفات المختلفة عن الفترة الماضية.
• إجمالي الدخل أو األرباح من العمليات.
وتفيدنا قائمة الدخل في قياس األرباح للعمليات من المنشأة وتسمح لنا في ذات الوقت بعقد مفاضلة مع فترات
سابقة ،وبموجب تلك المفاضلة لألرباح والنفقات والمبيعات خالل فترات مختلفة نستطيع أن نحدد االتجاه لكل
عنصر من عناصر العمليات فمثالً زيادة المصروفات اإلدارية مقابل األرباح عبر فترات زمنية معينة وبالمقارنة
مع مؤسسة مشابهة وبنفس الحجم نستطيع التعرف على مدى دقتنا إذا كانت هناك فروقات تستوجب التحليل
والدراسة لمعرفة أسباب الفروقات ومعالجتها.
-2الميزانية العمومية :تفيدنا في أظهار المركز المالي للنشاط خالل فترة زمنية معينة في نهاية العام وتتكون
الميزانية العمومية من ثالثة أجزاء هي :حقوق الملكية واألصول والخصوم ،ونستفيد من الميزانية العمومية رقابيا ً
في تقييم المركز المالي للمشروع ونستخلص منها العديد من النسب المالية ( )Financial Ratiosوالتي تقودنا
بدورها للتعرف على نقاط القوة والضعف في األمور المالية للمنشأة.
-3قائمة التدفقات النقدية :Cash Flowيعتبر الغرض األساسي لقائمة التدفقات النقدية هو إظهار المعيار الذي
يتوقع أن تكون عليه التدفقات النقدية وذلك يفيد المدير في التعرف على حجم الفائض أو العجز النقدي والوقت
الذي يمكن أن يحدث خالله ،ويشمل نقاط إعداد قائمة التدفقات النقدية اآلتي:
• التقدير الدقيق للتدفقات النقدية الواردة ( )In-Comingتحصيل مبيعات ،جني أرباح وفوائد االستثمارات في
األوراق المالية واألصول ..الخ.
• التدفقات النقدية الصادرة ( )Out-Goingوهي األموال التي تخرج من المنشأة لمواجهة األعباء وااللتزامات
الخاصة بشراء موارد أو مستلزمات إنتاجية ،دفع أجور ومرتبات وسداد ديون وفوائد تلك القروض للحصول
على أصول مختلفة.
• حساب صافي التدفقاتوذلك عن طريق حساب الفرق بين التدفق النقدي الوارد والصادر وعليه يمكن اعتبار أن
الرصيد في أي وقت هو صافي النتائج لتلك المبادالت النقدية.
ب* .نظم الرقابة التشغيلية :ظهرت الحاجة لنظم الرقابة التشغيلية مع ظهور الحاجة للدقة في تحديد المدخالت
والموارد والعمليات التي تدار بها تفاصيل اإلنتاج أو الخدمة ولذلك فإن نظم الرقابة التشغيلية ليست أمراً منفصالً
عن بقية أنواع الرقابة بل هي مكملة لبعضها البعض وهي ذات جوانب متعددة تركز على الفعالية التشغيلية لزيادة
اإلنتاجية وخفض الفاقد وهي إذا تضافرت مع األبحاث والقرارات التسويقية الرشيدة من جهة وكذلك نظم
المعلومات والقرارات المالية الحكيمة من جهة أخرى فهي تُعنى على سبيل المثال بالرقابة اإلدارية لترشيد العمل
اإلداري وذلك باالستفادة من عمليات إعادة الهيكلة Restructuringوكذلك إعادة هندسة العملية Business
).Process Reengineering (B.P.Rعلما ً بأن هندسة العمليات يجب أن تتم قبل إعادة الهيكلة.
وعليه فإنه تتم عملية تقويم األداء اإلدارية ومعرفة مدى تحقيق الكفاية اإلنتاجية للعمليات التشغيلي وللعمل
اإلداري وغالبا ً ما يتطلب األمر تظافر الجهود مع المراجعة الداخلية لتحقيق ذلك ،وفي إطار تلك األعمال كثيراً
ما يستدعي األمر مراجعة السياسات التي ترتكز عليها عمليات اتخاذ القرارات بما في ذلك التشغيلية منها بل
وإعادة النظر في االستراتيجيات التي تم تبنيها والتي يفترض أن تعتمد على مهمة المنشأة ،وهي بذلك ومن خاللها
يتم إخبار المالك والمساهمين عن مدى كفاءة اإلدارة.
• الرقابة التشغيلية هي فحص مستمر ومنظم لألنشطة والعمليات أو ألجزاء منها لتحقيق أهداف معينة تصب في
اتجاه تحقيق األهداف االستراتيجية التي يفترض أن يكون من جملتها رضاء العميل (سوا ًء العميل الداخلي أو
الخارجي) ويتضمن ذلك التقويم الذاتي لألداء وتقويم المسؤول المباشر ثم تقويم جهاز الرقابة وتحديد فرص
التطور والتحسين ومجاالتها ،ووضع التوصيات واإلجراءات الالزمة لتحقيق ذلك.
• الرقابة التشغيلية ال تأتي بإصدار األوامر ليتم اإلنجاز وإنما هي عمل يتطل تضافر الجهود لتحقيق اإلنجاز
المطلوب ونظريا ً يجب على الجهة المستفيدة من الرقابة التشغيلية ليتم تقديمها بالصيغة المناسبة.
• الرقابة التشغيلية هي نشاط يأخذ في االعتبار تقويم العمليات اإلدارية وسياساتها وأساليبها بهدف االرتقاء باألداء
وزيادة الكفاءة اإلنتاجية ورفع هوامش الربحية.
-صفات ومسؤوليات المراقب التشغيلي :رغم أنه أصبح من شبه المتفق عليه أنه في بعض العمليات وخاصة تلك
الموجودة في المؤسسات المتوسطة والصغيرة أن األجهزة لوجود مراقب تشغيل متخصص ،لكن اذا تطلب األمر
فإنه يجب أن يتمتع بالفضول وحب االستطالع ( )Curiosityوالمثابة ( )Persistenceوالقابلية للتكيف
( )Adaptabilityواإلحساس بترابط األعمال (.)Business Sense
-األساليب الحديثة في الرقابة مثل الجودة الشاملة TQMوكرت التوازن :Balance Score Cardلقد مرت
العملية الرقابية بمراحل عديدة قد يكون أهمها برامج الجودة الشاملة ،حيث يتم االستفادة من كافة أدوات التنميط
( )Standardizationوالمتابعة ( )Follow Upبما في ذلك أساليب الـ ISO9000وما بعدها ،ولكن بقيت
هناك فجوة زمنية في تحديد أسلوب المتابعة والتعرف على الصور الكلية في الوقت المناسب لتالفي األخطاء قبل
تفاقم آثارها ألن عنصر الوقت في كثير من األحيان له األثر األكبر في تحديد نسبة نجاح أي مشروع ،وكرت
األهداف المتوازن عبارة عن فلسفة إدارية تتوقع سيناريوهات ومواقف باستعمال المؤشرات والمعلومات المتقدمة
والسابقة لقياس أداء المنشأة .واستعمال كرت التوازن من طرف المدير شبيه بلوحة تحكم الطائرة بغرض
الحصول على صورة شاملة للصحة العامة للمنظمة ومدى فعاليتها في تحقيق أهدافها ،ويبني كرت األهداف
المتوازن صورة شاملة للمقاييس المالية وغيرا لمالية مثل والء العمالء ،النوعية ،الدخل ،وحتى درجة المعرفة
لدى العاملين,
ويختلف كرت التوازن عن نظم المعلومات العادية لخدمة التنفيذيين في أن األول (كرت التوازن) يعطيهم القدرة
االستشرافية لتحليل صحة الشركة .وبذلك األداء يتيح لهم التعرف على المدى الذي أمكن بموجبه تحويل
االستراتيجية لعمل منفّذ وهنا يستطيع التنفيذيون أن يشاهدوا عالقة المسبب والتأثير وكيف أن كل هدف تم اختياره
يجب أن يكون جزءا ً ضمن سلسلة أهداف تعود لتحقيق غايات المنشأة.
إن النظرة الدقيقة للعناصر التفاعلية التي تدخل في العمليات اإلدارية تمكن اإلدارة في المنظمات من قياس األداء
العام بدالً من التركيز على األداء في المدى القصير فقط والحد األدنى فقط كما يحدث لكثير من المنظمات ،لقد
تمكن قطاع التسويق والتكرير في شركة موبيل الذي تتم إدارته بعدة باليين من الدوالرات وسبعة آالف شخص
من انتشال نفسه من الترتيب األخير في تقارير األرباح سنة 1993م من بين عدة شركات ألعلى القمة بعد مرور
عامين من تطبيق كرت التوازن ،وكذلك فعلتا شركتا سيجنيا وبراون وروت اللتان مرتا بنفس المنعطف بعد
تطبيقه.
عرفها مبتكرها روبرت كابالن وديفيد نورتون هو قدرته إحدى أهم الفوائد األساسية الستعمال كرت التوازن كما ّ
على إيجاد نظام اتصال لسد الفجوة التي يمكن أن تحدث بين المستويات العليا باإلدارة والعاملين في الخطوط
األمامية (مثل مواجهة الجمهور أو خطوط اإلنتاج).
إذ أن مدى حسن أدائهم هو الذي يحدد نسبة تحقيق األهداف والغايات بالمنظمة ،إن جمع المعلومات وإخراجها من
نظم الكومبيوتر الموجودة بالمنظمة بالطريقة المناسبة يُم ّكن "كرت األهداف المتوازن" من تقرير ما إذا كانت
المنظمة ستحقق أهدافها كما يبرز درجة من التقويم النوعي يراه الراغب في التعرف على مدى اتجاه المنظمى في
المسار الصحيح .إذا ت ّم فهم كرت األداء المتوازن بطريقة سليمة من حيث التنفيذ فإنه يقدم مدخالت ومعلومات
مرتدة من المديرين في اإلدارة العليا وحتى الخطوط األمامية بتغطية أربع مساحات هي:
-1درجة والء \ رضاء العميل عن كافة الخدمات المقدمة واألسعار ..الخ.
-2العمليات التشغيلية داخل المنشأة ومدى تمكنها من تحقيق األهداف.
-3درجة التعلم والنمو الذاتي للمنشأة أو ما يسمى "بمنحنى الخبرة".
-4النواحي المالية ومدى االلتزام بعناصر خفض التكاليف على سبيل المثال وتنمية الموارد المالية.
وبنا ًء على ما تقدم يتم تحديد مساطر قابلة للقياس لكل هدف من األهداف المحددة ،وذلك الهدف يتم قياسه بدرجة
ناجح \ راسب حيث تقوم نظلم تحليلية بالحساب وذلك باستخراج المعلومات من النظام القائم ولكن للوصول إلى
ذلك المستوى من حلول "كرت األهداف" ال بد من أتمت النظام من حيث أن مستوى القاعدة من المعلومات
( )Ground Levelمثل مدى التوزيع وأرقام المبيعات مهم جدا ً في إعطاء صورة فعلية وسريعة عن جودة
األداء.
إن مدة انتظار العمالء وغيرها من المعلومات يمكن ترجمتها إلى "كرت األهداف المتوازن" إليجاد ملخص
يظهر أي من األهداف تم تحقيقه وأيها لم يتم ،للتعرف على األسباب وإيجاد الحلول.
وكرت التوازن يعطي المراقبين والمديرين فرصة لرؤية تشمل كافة وحدات األعمال لديهم وكل واحدة منها
تشمل أقسام عدة ،فهو حسب رأي من قام بتجربته يجعل المعلومات متاحة لإلدارة بطريقة مركبة ومتناسقة في أي
جهة من جهات المنشأة ،وأهمية ذلك تكمن في أن الجميع يتحدث بنفس اللغة ولذلك فإن المديرين يستطيعون عقد
المقارنات السليمة بين وحدات األعمال ،وكذلك يسهل تبادل المعلومات عن الممارسات التي أثبتت فعاليتها في
األقسام المختلفة.
لقد قام مراقبو ومدير شركة فورتيز العالمية باالستفادة من كرت األهداف المتوازن لتحقيق التوسع التي كانت
تتطلع إليه وكذلك فعلت شركة P.F.Gالتي استعملته لتحقيق نتائج اتصال فعالة للمشاركة في أهداف المنشأة
العامة مع ستة عشر الف موظف حيث وضعت البرنامج على شبكة كمبيوتر في متناول كافة المستويات اإلداري
بهدف بيئة تساعد على التمكين وهكذا تقيس وتراقب أداءها العام باستعمال تلك "الكروت" من وحدات مختلفة
تركز على أنشطة مالية مثل التأمين واستثمار الوحدات الصغيرة.
حتى وقت قريب كان كرت التوازن عبارة عن ورقة عريضة يتم فيها رصد كافة المعلومات ،وكان كل مدير من
أعلى السلم اإلداري وحتى خطوط االنتاج يتعامل مع ذلك الكرت ليقوم بتحليالته ويسجلها على الورق ،وال شك
أنها عملية متعبة وتستهلك الكثير من الوقت.
وبناء على ما سبق فإن أتمت كرت التوازن تسمح للمنظمات من تأسيس وإدخال البيانات من مصادر عديدة
التنوع مثل المرتبات والمخازن والمبيعات وإدارة الموارد البشرية وغيرها بأقل الجهد ،وبذلك يكون إدخال كل
البيانات الهامة إلى تحليالت من خالل قاعدة كرت التوازن بالمنشأة يسمح بنظرة أكثر شموالً نحو التأدية
واإلنتاجية ويوفر الكثير من أموالها في وقت قصير بإدخال كل تلك البيانات بغرض التحليل على صفحات ورقة
عريضة (.)Spread Sheet
وقد أصبح كرت التوازن يعطي المراقبين فرصة للمتابعة اآلنية والمستمرة .ويمكن بالتبسيط السابق أن يتفاعل
طوه ألنفسهم كمجموعات ويبحثوا رجال اإلدارة في المستوى األعلى في المنشأة مع الرسم االستراتيجي الذي اخت ّ
مدى فعالية االستراتيجيات التي رسموها بل والدخول في التفاصيل التكتيكية مع الجهات المعنية قبل وأثناء وبعد
التطبيق مباشرة وبالتالي فإن اإلدارة العليا حتى وإن لم تستطع تغيير بعض المسارات فإنها تستطيع التركيز على
المواضيع االستراتيجية بطريقة أفضل مستقبالً ،وقد استطاعت شركة P.F.Gان تربط كرت التوازن ببرامج
التعويضات والزيادات والمكافآت ،ويبدوا أن هذا التصرف أخذ يكسب شعبية من المنشآت المتوسطة والكبيرة
للتمكين من توزيع برامج التحفيز ولجعل األشخاص يركزون على صلب األهداف.
-التقارير الرقابية الشاملة والحد األدنى من المعلومات :حيث أنه أصبح بمقدور التنفيذيين أن يستفيدوا من كرت
األهداف المتوازن لتقديم تقارير عن االتجاهات التنفيذية التي يقرها المديرون وأعضاء مجلس اإلدارة وذلك
بالتعاون على تقرير كيفية الربط بين أهداف المنشأة وعملية األداء ذاتها ،إن أتمت كرت التوازن (جعله في نظام
تفاعلي داخل جهاز الكومبيوتر) يس ّهل عملية التخطيط االستراتيجي باالعتماد على مقاييس األداء حيث أن ذلك
يوفر الوقت والجهد المطلوب ألخذ المعلومات الالزمة وتنسيقها في نموذج واحد وذلك يتم اآلن آليا ً بالحاسب
وعوضا ً عن التركيز على النتائج المالية على المدى القصير والتي تحجب عن اإلدارة رؤية القصور الداخلي في
األداء مما يؤدي لخسائر مستمرة بالدخل ،إن قادة المنشأة يمكنهم االستفادة من كرت التوازن كنظامك استراتيجي
إداري لترجمة االستراتيجية إلى أعمال وأفعال على كافة المستويات ،وبموازنة وإدارة كرت التوازن يستطيع
التنفيذيون تطبيق حلول ما أتمته لتنفيذ استراتيجيتهم بفعالية والتأكد من تطبيق مبدأ المحاسبة والتحكم عبر المنظمة
للتوصل لمستويات أضل بشأن الحد األدنى من األداء ومستوى أعلى من قيمة السهم.
إعداد معايير األداء :المعيار أداة قياس ،ك ّميّة أو نوعيّة ،ص ّممت لمساعدة مراقب أداء الناس والسّلع أو العمليّات.
المعايير تستخدم لتحديد التقدّم ،أو التأخر عن األهداف .طبيعة المعيار المستخدم يعتمد على األمر المراد متابعته.
أيّا كانت المعايير ،يمكن تصنيفهم جميعا إلى إحدى هاتين المجموعتين :المعايير اإلداريّة أو المعايير التّقنيّة .فيما
يلي وصف لك ّل نوع.
أ -المعايير اإلداريّة :تتض ّمن عدة أشياء كالتقارير واللوائح وتقييمات األداء .ينبغي أن تر ّكز جميعها على
المساحات األساسيّة ونوع األداء المطلوب لبلوغ األهداف المحددة .تعبّر المقاييس اإلداريّة عن من ،متى ،ولماذا
العمل.
ي من ك ّل الباعة يبين ما تم عمله خالل الشهر.
ّ شهر بتقرير المبيعات مدير يطالب مثال:
ّ
ب -المعايير التقنيّة :يحدّد ماهية وكيفية العمل .وهي تطبق على طرق اإلنتاج ،والعمليّات ،والموادّ ،واآلالت،
ومعدّات السالمة ،والموردين .يمكن أن تأتي المعايير التّقنيّة من مصادر داخليّة وخارجيّة.
مثال :معايير السالمة أمليت من خالل لوائح الحكومة أو مواصفات المصنّعين لمعدّاتهم.
ي.
ي :هذه الخطوة تعتبر مقياس وقائ ّ متابعة األداء الفعل ّ
قياس األداء :في هذه الخطوة ،يقيس المديرين األداء ويحدّدون إن كان يتناسب مع المعايير المحدّدة .إذا كانت
نتائج المقارنة أو القياسات مقبولة -خالل الحدود المفترضة -فال حاجة التخاذ أي إجراء .إما إن كانت النتائج
بعيدة عن ما هو متوقع أو غير مقبولة فيجب اتخاذ اإلجراء الالزم.
تصحيح االنحرافات عن المعايير :تحديد اإلجراء الصحيح الواجب اتخاذه يعتمد على ثالثة أشياء :المعيار ،دقّة
القياسات التي بيّنت وجود االنحراف ،وتحليل أداء الشخص أو اآللة لمعرفة سبب االنحراف .ضع في االعتبار
تلك المعايير قد تكون مرخيّة جدًّا أو صارمة جدًّا .القياسات قد تكون غير دقيقة بسبب رداءة استخدام آالت القياس
وأخيرا ،من الممكن أن تصدر عن الناس أحكاما رديئة عند تحديد ً أو بسبب وجود عيوب في اآلالت نفسها.
اإلجراءات التّقويميّة الواجب اتخاذها.
أهمية الرقابة-:
* تمثل العملية الرقابية النشاط األخير في الوظائف اإلدارية من حيث األداء :إذ أنه بموجبها يتم قياس مدى كفاءة
وفعالية الخطط المرسومة من خالل تنفيذها ،وعن طريق الرقابة يمكن التعرف على مدى مالئمة الخطة وأسلوب
تنفيذها في تحقيق األهداف للوصول إلى االستراتيجية المرسومة وعما إذا كان هناك أسلوب أفضل لتحقيق
المطلوب ،وعليه فإنه يتم تغيير المسار أو األسلوب أو األهداف ،وكلما كان أسلوب الرقابة جيدا ً ومناسبا ً كلما
كانت درجة التمكن من العودة للخطة وطرق تنفيذها أدق وأسرع لتطبيق ما يسمى بالتخطيط المبني على
االكتشاف )Discovery Driven Planning (D.D.Pلتصحيح المسار ،فعن طريق الرقابة الفعالة يمكن
التعرف على نسب اإلنجاز الجماعي والفردي ومدى تالؤم المجهودات المختلفة لتحقيق األهداف والغايات
الموضوعة مسبقاً ،وفي حالة ضعف الرقابة يمكن أن يحدث الكثير من الهدر والتخبط ،ويرى البعض أن الكير
من األساليب الرقابية الفعالة في في المقام األول تتعلق بالتخطيط الجيد.
وحيث أن المنظمة تتأثر بالبيئة الخارجية التي هي في حالة تسارع في عمليات التغيير االجتماعي والسياسي
واالقتصادي والتقني هذا باإلضافة إلى أن المنافسين والعمالء يؤثرون في المنشأة فإن تلك البيئة ستؤثر على
النتائج المتوقعة ،فإذا افترضنا أن منشأة ما كانت تهدف لزيادة حصتها بنهاية فترة معينة وحدث تغيير في أسعار
فإن ذلك مرتبط بأهداف وغايات المنشأة ويوضح الجدول التالي بعض األمثلة لمدى اختالف معايير الرقابة السلعة ّ
تبعا ً للعمل التنظيمي أو الوظيفي.
العمل التنظيمي
معايير األداء
اإلدارة العليا
تحقيق حصة سوقية أو عائد استثماري وقدره %15في ظل الرؤيا واالستراتيجية المرسومة.
إدارة االنتاج ،إدارة التسويق رفع المبيعات بنسبة %25
تحقيق زيادة في االنتاج للعامل وقدرها %101
خفض للرجيع قدره .%5
إدارة الموارد البشرية
ربط الحوافز بالمنجزات وقياس درجة رضا العاملين.
وال شك أن هناك معايير نوعية تنعكس نتائجها على المعايير الكمية مثل درجة رضاء العمالء وسمعة المنشأة
لدى المجتمع المحيط بها بصفة عامة وأصحاب العالقة بصفة خاصة وعلي فإن التعرف على مثل هذه المعايير
وتقريبها للقياس يعتبر أمرا ً هاماً,
* قياس المتحقق من اإلنجاز :تعتبر عملية القياس أو التثمين الخطوة الالحقة لعملية وضع المعايير إذ أن المعيار
الذي ال يكون واقعيا ً ال يكفي لتحقيق مهمة القياس فكلما كانت المساطر مناسبة كلما أدى ذلك المقياس للتعرف
على نقاط القوة والضعف ،وبالتالي تصبح عملية التصحيح ممكنة ،وعلى أرض الواقع كثيراً ما تظهر النتيجة
الحقيقية مغايرة لما خطط له من حيث األسلوب أو النتائج المتوقعة سوا ًء كان ذلك كمجهود فردي أو جماعي،
وعليه فإن عملية القياس تتطلب كثيرا ً من المتابعة ،والرقابة الداخلية هي االهتمام الرقابي من حيث التنفيذ ،ولكي
يظل موضوع الربط مهما ً من أجل المقارنة بين ما خطط له فعليا ً وما خطط له في العمل الرقابي الداخلي من جهة
وبين مؤشرات البيئة الخارجية هو ما يجعل الرقابة الداخلية ذات معنى وبالتالي تحقيق أهداف وغايات المنظمة
االستراتيجية.
* ت حليل الفروقات وتصحيح اإلنحرافات :لكي تكون العملية الرقابية مكتملة وذات جدوى ال بد من التعرف في
الوقت المناسب على نتائج األداء الفعلي على أرض الواقع ومقارنتها باألداء المخطط له للتعرف على النتائج
السلبية واإليجابية ودراستها للتمكن من تصحيح السالب ومراقبة الجزئية التي حدثت فيها تلك االنحرافات وذلك
بدقة أكثر ،على أن مراقبة اإليجابي من األداء يفيد متخذي القرارات في التعرف على مدى واقعية األهداف
والمعايير التي واقعية األهداف والمعايير الموضوعة مسبقاً.
وهنا يجب التمييز بين انحرافات عائدة لطبيعة التشغيل ويسهل تصحيحها ويمكن تسميتها طبيعية (حميدة) وأخرى
عائدة إلى خلل جذري مثل سوء التقدير أو خلل في األداء ويمكن تسميتها غير طبيعية (خبيثة) ،أي صعبة
التصحيح.
فاالنحرافات الطبيعية تحدث في معظم عمليات التشغيل والصيانة والتسويق ويمكن تداركها وتصحيحها بأقل
التكاليف أو بمجهود ال يؤثر على صحة المشروع واستمراريته.
-وضع المعايير ومقارنتها بما تم إنجازه :إن مفاضلة المعايير أو ما تمت تسميته بعالمة المصطبة ،بما تم تحقيقه
في أنشطة مشابهة هو من اهم العالمات الدالة على اقترابنا من واقع السوق أو العملية المقدمة فيها السلعة فإذا
فإن ذلك غالبا ً ما
رأينا ال منتج حقق مثالً نجاحا ً مع تحقيق هوامش ربحية مرضي لنا ولو على المدى القصير ّ
يعني أننا على المسار الصحيح.
ً
إن اتخاذ اإلجراءات التصحيحية هي الخطوة التالية واألفضل أن ال تكون هناك انحرافات وخصوصا السلبية
منها.
-االنحرافات وسبل تصحيحها :يعتبر إجراء تصحيح االنحراف ،الخطوة التي تلتقي فيها الرقابة بباقي الوظائف
اإلدارية ،فمن خالل اإلجراءات الرقابية يمكن أن نعيد النظر في الخطط التي سبق أن قمنا بوضعها أو إعادة
الهيكلة للتنظيم اإلداري أو الهندرة (إعادة تنظيم العمليات) إلى ما هنالك من أساليب وإجراءات لتصحيح الخلل
الذي تم اكتشافه عن طريق الرقابة الفعالة والمستمرة ،وهذا يؤكد أمية التعاون بين المسؤولين بوظيفة الرقابة
والعاملين في األقسام والوظائف األخرى والذين يجب أن يعملوا في بوتقة واحدة لتؤدي وظائف التخطيط والتنظيم
والتوجيه على الوجه المطلوب.
وهناك أكثر من أسلوب تصحيحي لألداء فهناك أسلوب ممارسة النفس الطويل الذي يعمل على المدى البعيد مثل
الجودة الشاملة والدوائر النوعية والتي تعمل على تصحيح االنحرافات الظاهرة بصفة تتابعية وفي كافة
االتجاهات ،ويتم ذلك بتشكيل فرق العمل ثم هناك المعالجات الجذرية مثل الهندرة وإعادة الهيكلة على أن وجود
أحد هذين االتجاهين ال يستثني وجود اآلخر تماماً ،كما أن هناك إجراءات تصحيحية طويلة األجل وأخرى
قصيرة األجل ال يستبعد أحدهم وجود اآلخر ،وعموما ً يمكن القول بأن الرقابة الجيدة هي التي تقود لحلول ناجعة
في وقتها وتساعد على المتابعة.
عناصر الرقابة-:
أوالً :تحديد األهداف ووضع المعايير.
ثانيًا :مقارنة النتائج المتحققة مع المعايير المرسومة.
ثالثًا :قياس الفروق والتعرف على أسبابها.
راب ًعا :تصحيح االنحرافات ومتابعة سير التنفيذ.
وهكذا ،وبمراجعة األداء وقياس النتائج ،ومقارنتها مع اإلنجاز المخطط والتحقق من بلوغ األهداف وصوالً إلى
التنفيذ المنتظم تكتمل عناصر العملية الرقابية.وتكون قد حققت األهداف التي تسعى إليها.
أساسيات الرقابة-:
لكي تتم الرقابة على أساس سليم ،ولكي يتم األداء واإلنجاز على النحو الذي تحدده األهداف والمعايير الموضوعة
وألجل أن تكون الرقابة أكثر فاعلية ،فال بد من االسترشاد ببعض المبادئ.
أوالً :اتفاق النظام الرقابي المقترح مع حجم وطبيعة النشاط الذي تتم الرقابة عليه.
ثانيًا :تحقيق األهداف على مستوى عا ٍل من الفاعلية والكفاية والعالقات اإلنسانية السليمة.
ثالثًا :الموضوعية في اختيار المعايير الرقابية.
راب ًعا :الوضوح وسهولة الفهم.
سا :إمكانية تصحيح األخطاء واالنحرافات. خام ً
سا :توافر القدرات والمعارف اإلدارية والفنية للقائمين على أجهزة والرقابة. ساد ً
سابعًا :وضوح المسؤوليات وتحديد الواجبات.
ثامنًا :االقتصاد والمرونة.
تاسعًا :استمرارية الرقابة.
عاشرا :دقة النتائج ووضوحها.ً
التكنولوجيا :
تستطيع التكنولوجيا المبنية على الحاسوب تعزيز نموذج الرقابة أو تسهيل االنتقال إلى نموذج االلتزام وتستطيع
التطبيقات تضييق نطاق األعمال أو توسيعها أو إبراز الطبيعة الخاصة للمهام أو تنمية عمل المجموعات أو
مركزة أو ال مركزة صنع القرارات وخلق مقاييس االداء التي تشدد على التعلم أو الرقابة الهرمية.
إن التكنولوجيا القائمة على الحاسوب قد تكون في الحقيقة أقل أنواع التكنولوجيا إلزاما وأقلها مرونة لدخول مكان
العمل منذ الثورة الصناعية.
ما زال يتوجب على البشرية أن تحدد إمكانيات دور سياسة التكنولوجيا في استراتيجية االلتزام وأن تخترع مفاهيم
وأساليب لتحقيق هذه اإلمكانيات.
المشرفون :
يتطلب نموذج االلتزام مشرفين من الدرجة األولى لتسهيل مهم القوى العاملة وليس لتجنيبها ،و لنشر خبرتها
اإلدارية والفنية وليس مجرد ممارستها ،ولمساعد العمال على تطوير قدراتهم على إدارة أمورهم بأنفسهم
ويتوجب على المشرفين عمليا ً تفويض معظم وظائفهم التقليدية دون أن يكونا في الغالب قد تقلوا تدريبا ً ومؤزارة
من أجل بناء مهام فريقهم الجديد ودون تحقيق الحاجات الخاصة بهم مثل الصوت االنتخابي والكرامة وتحقيق
الذات.
غير أن المشاكل ال تختفي – حتى عندما يتم ملء أدوار اإلشراف الجديد بنجاح – من بين صفوف العمال :إذ ما
الذي يستطيع المشرفون التحول إليه الستغالل طاقاتهم بالكامل وقد اكتملت الفرق وفوضت الوظائف إلى غيرهم؟
هل تضاهي هذه القدرات احتياجات األعمال اإلدارية األخرى التي قد يسلموها؟ وما هي فرص الترقية التي تبقى
لآلخرين إذا قل الطلب شيئا ً فشيئا ً على المشرفين عندما يتوسع نطاق األشراف إلى فرق عمل من الدرجة الثانية
والثالثة أين يذهبون؟
وبـداية فإن أي قصور فى أي من هذه المقومات أو العناصر يؤثر بالسلب على أداء نظام الرقابة الداخلية وعلى
تحقيق أهدافه ,فكلما توفرت هذه المقومات والعناصر بالشكل السليم والفعال كلما ازدادت فاعلية دور الرقابة
الداخلية فى تحقيق أهدافها داخل المشروع .
وسوف نتناول من خالل هذه الورقة احد هذه المقومات بشيء من التفصيل :
الخريطة تنظيمية (الخطة التنظيمية) -:
تعتبر الخطة التنظيمية أساس عملية الرقابة ,ذلك الن التنظيم الجيد يحدد المسئوليات المختلفة بدقة ,ويفوض
السلطة بالقدر الالزم للنهوض بالمسئولية ,ويتم الحساب على أساس هذه المسئولية ,وتختلف الخطة التنظيمية
من مشروع آلخر إال انه فى جميع األحوال يجب أن تكون الخطة مرنة لمقابلة أي تطوير فى المستقبل كما يجب
أن تكون بسيطة وواضحة حتى يتفهمها العاملين بالمشروع ,أيضا يجب أن تحدد بوضوح خطوط السلطة
والمسئولية لإلدارات التي يتكون منها المشروع.
ومن احد العناصر العامة للخطة التنظيمية مقدرتها فى تحقيق االستقالل الوظيفي بين اإلدارات المختلفة ,كإدارات
اإلنتاج التي تقوم بالمحافظة على أصول المشروع وأمواله وكإدارة المراجعة الداخلية واإلدارات المحاسبية
األخرى ,ويحتاج االستقالل الوظيفي إلى تقييم المهام بحيث ال يقوم شخص واحد بمراقبة جميع نواحي النشاط
الذى يشرف عليه بدون أن يحدث تدخل من شخص أخر ويجب أن تستخدم السجالت الموجودة بالقسم كأداة
للرقابة على األنشطة التي تعمل بداخلة على أن تكون هذه السجالت بعيدة عن متناول يد هذه األنشطة ,وبالرغم
من وجود هذا االستقالل الوظيفي إال أن هذا ال يمنع األقسام المختلفة أن تعمل مع بعضها البعض بتكامل وتناسق
يُمكنها من تنفيذ مهامها بانتظام وبكفاية إنتاجية عالية ,وال يعنى االستقالل إقامة الحواجز وإنما يقصد به منع أي
إدارة من المحاسبة عن نتائج أعمالها تأييدا للفكرة القائلة " باال يقوم شخص واحد بمراقبة جميع نواحي النشاط
الذى يشرف عليه بدون تدخل شخص أخر ".
كما يجب أن يتمشى االستقالل الوظيفي داخل األقسام مع مستلزمات السياسة اإلدارية وأيضا يجب أن يكون هناك
تفويض دقيق للسلطات بحيث تتساوى مع المسئوليات ,وينبغي أن يتم ذلك عن طريق الخرائط والكتيبات
التنظيمية لضمان معرفة جميع المستويات داخل المشروع ,كما يجب تجنب المسئوليات بينهما.
ويكمن التقسيم الوظيفي المناسب فى نظام الرقابة الداخلية الفعال فى فصل سلطة تنفيذ القرارات عن سلطة تقييمها
,فكلما كانت الواجبات محددة بدقة والعالقات بين المستويات المختلفة واضحة ,كلما كان من السهل الحصول
على نظام جيد للرقابة الداخلية فبالنسبة لألصول مثال يجب فصل سلطة اإلدارات التي يوكل إليها المحافظة على
تلك األصول عن سلطة اإلدارات التي تقوم بمحاسبتها ,بذلك يجب أن تمدنا الخطة التنظيمية بالوسائل التي
تضمن دقة اتخاذ القرارات والتسجيل حتى يتيسر مراجعة دقة العمل واكتشاف الخطأ والغش بسرعة .
ويعتبر وجود هيكل تنظيمي فى المشروع عامال أساسيا لتحقيق الرقابة الداخلية بوجهيها ( الرقابة المحاسبية
والرقابة اإلدارية) ,فوجود خطة تنظيمية سليمة توضح اإلدارات الرئيسية وتحدد مسئوليات وسلطات هذه اإلدارة
بدقة تامة وتتوقف هذه الخريطة أو الخطة على نوع المشروع وحجمه ومدى انتشار أعماله فى مناطق جغرافية
متباعدة ,وتبدأ عملية التنظيم بتوصيف األنشطة المختلفة ووضعها فى مجموعات متجانسة يعهد بها إلى إدارات
أو أقسام يكون هناك مسئول عن كل منها ويسأل أمام مستوى إداري أعلى منه فى الخريطة التنظيمية ,بمعنى أن
كل فرد فى التنظيم ينبغي أن يكون له رئيس أو مسئول يشرف عليه ويتابع ويقيم أدائه باستمرار ومن الطبيعي أن
يتم ذلك من خالل خطة تنظيمية متكاملة يجب توافرها فى المشروع ,ويالحظ أن التنظيم الكفء ال يقتصر على
إعداد الخريطة التنظيمية الرئيسية للمشروع ,وإنما يمتد إلى إعداد الخرائط التفصيلية لكل قسم أو إدارة تشتمل
عليها الخريطة التنظيمية الرئيسية ,ويجب حتى تعتبر هذه الخريطة متكاملة ونموذجية ومثالية أن تتوافر فيها
الخصائص التالية -:
.1البساطة :
بمعنى أن تكون الخريطة غير معقدة وبسيطة فى مجال توضيح كافة المستويات اإلدارية اعتبارا من اإلدارة العليا
إلى اإلدارة الوسطي إلى اإلدارة التنفيذية بشكل مبسط .
.2الوضوح :
تعنى هذه الخاصية أن تكون الخطة التنظيمية واضحة بشكل يسهل فهمها ,واستيعاب العالقات المختلفة الراسية
واألفقية بين المستويات اإلدارية المختلفة ,كما أن الوضوح من ناحية أخرى هو ضرورة بيان خطوط السلطة
والمسئولية وتسلسلها ,الن ذلك يساعد كثيرا على تحقيق رقابة داخلية فعالة وحيث يمكن حينئذ تحديد -:
االنحرافات .
المسئول عنها من العاملين .
المستوى االدارى الذى وقعت فيه .
إمكانية عالجها .
وبالتالي فإن عملية معالجة هذة االنحرافات أو المحاسبة عنها ممكنة ومحددة وميسرة فى نفس الوقت .
وليس معنى وضوح الخطة التنظيمية وما تتضمنة من مستويات إدارية مختلفة أن تكون مفهومه بالنسبة لعملية
الرقابة الداخلية فقط ,فمن األولى أن تكون واضحة ومفهومه بالنسبة لجميع األفراد والعاملين على مختلف
المستويات اإلدارية فى المشروع ,حتى يتسنى لكل فرد أن يكون على علم بما له من سلطات أو حقوق وما عليه
من مسئوليات أو واجبات ,مما ييسر عملية الرقابة وتحقيق األهداف العامة للمشروع .
.3لوائح منظمة ( دليل عمل ) :
من األمور الهامة بالنسبة للخطة التنظيمية وحتى تتوافر فيها البساطة والوضوح يلزم أن يرفق بها مجموعة من
اللوائح والقوانين المنظمة لمختلف األعمال واألنشطة داخل المشروع ,ويمكن وضع هذه اللوائح والقوانين فى
صورة دليل تنظيمي مطبوع تصدره اإلدارة حتى يكون مرجعا ومرشدا للجميع ويحدد به كافة األعمال
والمسئوليات لكل مستوى إداري .
والشك أن هذه اللوائح يجب أن تتضمن كافة المسئوليات والسلطات بالنسبة لكل فرد فى التنظيم ,على اعتبار أنها
بمثابة دليل عمل للجميع ومرشد تنفيذ البرامج وبالنسبة للمراجع الخارجي فان هذا الدليل يعتبر مهم فى تقييم نظام
الرقابة الداخلية
.4المرونة -:
من األمور الهامة والمطلوب توافرها فى الخريطة التنظيمية للمشروع حتى تكون مفيدة وفعالة فى مجال الرقابة
,ضرورة أن تتميز هذة الخريطة بالمرونة .
وتعنى المرونة القابلية للتغيير والتعديل تحت الظروف الغير عادية خالل حياة المشروع ,فقد يحدث أن يتعرض
المشروع لبعض المتغيرات التي يترتب عليها ضرورة إعادة النظر فى الهيكل التنظيمي للمشروع وفى شكل
الخريطة التنظيمية .
ومن اإلحداث التي يترتب عليها إجراء تعديالت معينة أو تغييرات فى الخريطة التنظيمية ما يلى :
_ حدوث توسعات فى أنشطة المشروع .
_ إجراء بعض التعديالت لالختصاصات بين اإلدارات المختلفة .
_ إعادة النظر فى ترتيب وتنظيم خطوط السلطة والمسئولية داخل المشروع .
_ إعادة النظر فى خطوط االتصال داخل المستويات اإلدارية فى المشروع راسيا وأفقيا .
ومن ذلك يتبين أن المرونة تعنى أن تقبل الخريطة التنظيمية مثل الحاالت السابقة والتي قد تستجد على المشروع ,
دون اإلخالل بهيكل التنظيم االدارى فى المشروع .
.5المالءمة -:
تعنى خاصية المالءمة بالنسبة للخريطة التنظيمية أن تكون هذه الخريطة متفقة ومالءمة لكل من - :
أ .الشكل القانوني للمشروع أو المنظمة فقد يكون الشكل -:
_ منشاة فردية .
_ شركة أشخاص .
_ شركة مساهمة .
_ مصرف .
_ شركة فى القطاع الحكومي وغيرها .
ب .طبيعة النشاط الذى يمارسة المشروع -:
مما الشك فيه أن متطلبات الخريطة التنظيمية قد تختلف من مشروع تجارى إلى مشروع صناعي أو خدمي وذلك
من حيث طبيعة المستويات اإلدارية وتسلسل خطوط السلطة وطبيعة الوظائف وعدد العاملين إلى غير ذلك .
ج .حجم المشروع نفسه -:
أن الخريطة أو الخطة التي تصمم لمشروع صغير ال تالئم المشروع المتوسط أو المشروع الكبير من حيث عدد
المستويات وتسلسل السلطات ودرجة مركزية اإلدارة العليا ومدى انفصال الملكية عن اإلدارة وغيرها .
.6التكلفة االقتصادية -:
من األمور المطلوبة والمرغوبة فى اى مشروع ونحن بصدد تصميم خريطة تنظيمية ضرورة مراعاة عنصر
التكاليف ,بحيث يراعى المغاالة فى تصميم هذه الخريطة أو الخطة بأن تكون مكلفة بشكل غير طبيعي للمشروع
وتعنى التكلفة االقتصادية فى هذا المجال أن تكون الفوائد أو المنافع التي تعود على المشروع من تصميم خريطة
تنظيمية تفوق كثيرا تكاليف إعدادها .
وخالصة ما سبق أن ربط األهداف بعد برمجتها بالهيكل التنظيمي من خالل خريطة تنظيمية أو خطة فى
المشروع يساعد كثيرا فى تحقيق عملية الرقابة الداخلية من خالل -:
تقييم األداء وتحديد مدى تحقيق األهداف
تحديد انحرافات األداء الفعلي عن األداء المخطط
تحديد المسئول عن هذة االنحرافات
وبصفة عامه نستطيع القول أن وجود خطة تنظيمية سليمة للمنشاة توضح الهيكل التنظيمي للمشروع المستويات
اإلدارية المختلفة وتحدد مسئوليات وسلطات هذه المستويات اإلدارية بدقة تامة وتتوقف هذه الخطة على نوع
المشروع أو المنشاة وحجمة ومدى انتشار أعماله فى مناطق جغرافية متباعدة والمهم هنا هو استقالل اإلدارات
التي يعهد إليها بالمحافظة على األصول عن اإلدارات التي يعهد إليها بالمحاسبة عنها وذلك حتى تتحقق رقابة
القسم على القسم األخر .
اوال :التخطيط السليم ألهداف المشروع يساعد ذلك كثيرا على :
.1تقسيم العمل وتحديد االختصاصات والمسئوليات الوظيفية وتحديد السلطات المختلفة بما يساعد على حسن أداء
العمل وانتظامه .
.2ربط االختصاصات والمسئوليات باألهداف والسياسات العامة المراد تحقيقها.
.3توفر االستقالل التنظيمي لإلدارات واألقسام بشكل واضح بما يساعد على تحديد المسئولين عن اى أخطاء أو
مخالفات قد تحدث .
.4وضع إجراءات واضحة ودقيقة لنشاط الرقابة وعملها فى شكل خطة محددة مع إيجاد عالقة بين هذة
اإلجراءات وبرامج المشروع وأنشطته .
.5زيادة الكفاءة العمليات وتشجيع جميع اإلدارات واألقسام بااللتزام بالسياسات الموضوعة .
وبالنسبة للمراجع الخارجي فانه يقوم بفحص عناصر مختلفة للرقابة الداخلية أهمها الخطة التنظيمية ,فإذا كانت
األقسام مستقلة تنظيميا ,فان هذه الحقيقة تساهم كثيرا فى تحقيق الرقابة الداخلية ,وسيحدد المراجع الخارجي من
خالل إجراءات المراجعة ما إذا كانت األقسام مستقلة فعال فى أدائها ,وما إذا كان هناك فصل مناسب للوظائف ,
ولتحديد درجة االعتماد على سياسات وإجراءات المنشاة المختلفة يقوم المراجع الخارجي باختبار مدى مالئمة
السياسات والمعلومات المكتوبة التي يحصل عليها .
وتكون تلك المراجعة هامه وبصفة خاصة فى الحاالت التي يكون للمشروع فيها عمليات ذات انتشار مكاني واسع
,ومع ذلك فأنه كأساس لتوسيع أو تحديد إجراءاته ينبغي على المراجع الخارجي أن يحدد فعالية جميع السياسات
واإلجراءات المنفذة سواء كانت مكتوبة أم غير مكتوبة .
ولقد كان النظام المحاسبي فى الماضي مجرد أداة لبيان طبيعة العمليات ذات الطابع المالى التي يمارسها
المشروع وتسجيل هذة العمليات دفتريا وفقا للقواعد المحاسبية المتعارف عليها ,ولكن أصبح ينظر إليه :
فى الحاضر والمستقبل إلى جانب كونه أداة للتسجيل الدفتري للعمليات على انه نظام إلنتاج المعلومات المحاسبية
الالزمة ويوفر األساس المطلوب التخاذ القرارات ويساعد فى إعداد تقارير متابعة دورية ,تساعد بدورها على
تحقيق رقابة فعالة .
ويزداد الدور الذى يمكن أن يؤديه النظام المحاسبي فى مجال الرقابة الداخلية كأحد مقوماتها إذا ما توافرت له
الخصائص والمقومات التالية :
مما الشك فيه أن وجود دليل محاسبي بهذه الصورة ,يمكن استخدامه كمرشد للعاملين فى المجال المالى من ناحية
,وفى مجال الرقابة الداخلية والخارجية من ناحية أخرى ,كما يوفر األساس للمراجعة والتقييم الدوري للعمليات
المحاسبية .
ويمثل الضبط الداخلي كأحد مقومات نظام الرقابة الداخلية مجموعة من اإلجراءات والترتيبات الخاصة التي يتم
وضعها بغرض منع واكتشاف األخطاء أو التحريفات والغش من ناحية ,والتطوير المستمر فى أداء العمل من
ناحية أخرى وهذة الترتيبات واإلجراءات هي ما يمكن أن يطلق عليه (( قواعد وأسس الضبط الداخلي )) .