You are on page 1of 7

‫جامعة قاصدي رباح ورقلة‬

‫كلية العلوم االجتماعية واالنسانية‬

‫محاضرات مقياس‬

‫علم اجتماع الفن‬

‫سنة ثانية علم االجتماع‬

‫المحور األول‪ :‬حول ماهية الفن‬


‫تمهيد‬
‫ارتبط الفن في الفهم العام و الخاص بأوجه محددة من النشاط اإلنساني و تحديدا بالغناء و‬
‫السينما و الموسيقى و المسرح‪.....‬و بالمثل ترتبط األشياء الفنية بنجوم الغناء و الرقص و‬
‫السينما‪.....‬حتى أصبح لفظ الفنان مرادفا للرقص و الغناء و التمثيل‪ ،‬كما قد يتسع استعمال‬
‫ذات المفهوم في ذات الفهم ليشمل فن الحديث ‪ ،‬فن الهو‪،‬فن الحب‪،‬فن الحرب‪ ،‬فن السياسة‬
‫‪ ......‬فإذا كانت كل هذه الضروب فنونا فما الجامع بينهما؟ و بمعنى آخر ما هو الفن؟‬

‫‪ -/1‬اختالفات التحديد‪:‬‬

‫إننا نجد أن كلمة فن دخلت في كل ميدان و وصمت بها كل مهنة و أضيف إليها كل عمل‪،‬‬
‫فالصحافة و اإلذاعة و اإلخراج و الحديث و الحالقة و الدعاء و القراءة‪...‬كلها فنون و هكذا‬
‫اتسع استعمال الكلمة و اتسع مدلولها‪ ،‬إالأنه و حسب العديد من المفكرين فإن وظيفة الفن‬
‫هي صنع الجمال‪ .‬و قبل الولوج إلى التحديد الدقيق لمفهوم الفن نجد أن التوطئة السابقة‬
‫تنذرنا بحالة صراعية انتقادية بين الجماعات االجتماعية المختلفة حول ماهو فن و ما ليس‬
‫فن [‪ ]....‬و كثيرا ما لوحظ أن مصطلح فن ال يتقيم بذاته و إنما يوجد مع مصطلحات‬
‫متناقضة له‪ ،‬فمنذ العصر الروماني كانت فئات الثقافة الشعبية و ثقافة الجمهور تقوم بدور‬
‫نقيض الفن‪ ،‬فعلى حين يدل الفن على األشياء التي صنعت بناءا على تفكير عميق و التي‬
‫تتقصى على الفهم القريب ‪ ،‬فإن هذه الفئات األخرى تدل على النقيض تماما فهي تشير إلى‬
‫األمور السطحية سهلة الفهم و المصنوعة من دون تفكير بوسائل تشبه انتاج السلع بالجملة‬
‫في المصانع‪ ،‬و بالفعل نجد عدد من المفكرين على مدار المائة و خمسين سنة الماضية‬
‫يباعدون بين الفن و الثقافة الشعبية و يرونهم ‪-‬أي الثقافة الشعبية‪ -‬أقل شأن‪.‬‬

‫لم يحل المعنى الحالي لكلمة الفن في التداول إال في منتصف القرن الثامن عشر‪ ،‬و في ما‬
‫قبل ذلك كان الفن يرتبط بمعناه العام ذي الجذور التي تشير إلى المهارة و ال سيما ‪،‬‬
‫الحرفية و المهنية‪ ،‬و لو رجعنا إلى أصل الثقافي لكلمة الفن ‪ The cne‬باليونانية‬
‫‪Ars،‬بالالتينية لوجدنا أن هذه الكلمة لم تكن تعي سوى النشاط الصناعي النافع بصفة عامة‪،‬‬
‫فلم يكن لفظ الفن عند اليونانيين (مثال) قاصرا على الشعر و النحت و الموسيقى و الغناء و‬
‫غيرها من الفنون الجملية ‪ ،‬بل كان يشمل أيضا الكثير من الصناعات المهنية كالنجارة و‬
‫الحدادة و البناء و غيرها [‪ ]...‬و لعل هذا هو السبب في أن الفالسفة قد وصفوا الفن منذ‬
‫البداية في مقابل الطبيعة على اعتبار أن اإلنسانإنما يحاول عن طريق الفن أن يستخدم‬
‫الطبيعة و يضطرها إلى التالؤم مع حاجته و يلزمها بالتكييف مع أغراضه‪ .‬لذلك نجد أن‬
‫"أرسطو" لم يخلط بين الفن و المعرفة العلمية‪ ،‬بل كان يقول أن غاية الفن تتمثل بالضرورة‬
‫في شيء يوجد خارج الفاعل و ليس على الفاعل سوى أن يحقق إرادته فيه‪ ،‬في حين أن‬
‫غاية العلم العملي هي في اإلرادة نفسها‪.‬‬

‫أما العرب فلم يتعد فهمهم للفن عن الفهم السابق ‪ ،‬فقد كانوا يستخدمون كلمة الصناعة‬
‫لإلشارة إلى الفن (مثال إلى‪....‬الفكرية في كتابة "الصناعتين" الكتابة و الشعر‪ ،‬أو التوحيد‬
‫بين المقاسات و عليه فالعرب فهموا الفن على أنه اإلنسان مضافا إلى الطبيعة‪.‬‬

‫و هناك من يعرف الفن تعريفا بسيطا و عاديا بقوله‪ :‬محاولة لخلق أشكال ممتعة ‪ ،‬و مثل‬
‫هذه األشكال تشع إحساسا بالجمال و إحساسا بالفن و الجمال إنما يشع حينما نكون قادرين‬
‫على أن نتذوق الوحدة أو التناغم بين مجموعة من العالقات الشكلية من بين األشياء التي‬
‫تدركها حواسنا‪.‬‬

‫و تعرف الموسوعة البريطانية الفن على أنه استخدام التصور و المهارة لخلق نتاجات‬
‫جمالية أو صياغة تجارب شعورية أو تهيئة مناخات تتميز بحس جمالي‪.‬‬
‫و تعرفه موسوعة ‪ ENCARTA‬بأنه نتاج النشاط الثري اإلبداعي الذي يستخدم الوسائل‬
‫المادية للتعبير عن األفكار و العواطف و المشاعر اإلنسانية‪.‬‬

‫بدورها قامت الفيلسوفة األمريكية " سوزان النجر" بمحاولة جريئة لتعريف الفن بتعريفه‬
‫بأنه‪ ":‬إبداع أشكال ترمز إلى المشاعر اإلنسانية"‪.‬‬

‫‪ -/2‬محورية السياق االجتماعي في تحديد معنى الفن‪:‬‬

‫إن االختالف و التعارض في تحديد مفهوم الفن نجده بين علم االجتماع و علم الجمال‬
‫األكاديمي تحديدا حيث أن كال منها يسعى لتأكيد وجهة نظره و تفنيد الرأي المقابل ‪ ،‬و قد‬
‫كتبت في ذلك مؤلفات عديدة من كال الطرفين‪ ،‬حيث يذهب علماء االجتماع ليس ألي قطعة‬
‫خصائص فنية ذاتية‪ ،‬و بالتالي فهم يعتقدون أن الطبعة الفنية ألي عمل فني ليست صفة‬
‫ذاتية و دائمة لتلك القطعة مثلما يعتقد علماء الجمال بل هي صفة توسم بها من قبل بعض‬
‫الجماعات المعنية بالشأن الفني‪ ،‬هم أفراد المجموعة االجتماعية الذين تعزز اهتماماتهم عند‬
‫تعريف تلك القطعة بأنها عمل فني [‪ ]...‬و عليه و حسب علماء سوسيولوجيا الفن أن صفة‬
‫الفن ال تكون محايدة أبدا‪ ،‬و بمعنى آخر أن الفن مكبل بالسياسة بحيث يشير إلى أشكال‬
‫الصراع و النضال بين الجماعات االجتماعية المختلفة‪.‬‬

‫و في هذا السياق يرى (بورديو ‪ )Bourdieu‬أن األشياء التي يطلق عليها قطع فنية تشكل‬
‫دائما جزءا من العالم االجتماعي حيث لو ادعت بعض األطراف المهتمة أنها توجد بطريقة‬
‫ما في مكان أرفع أو ما وراء المجتمع في عالم أسمى خاص بها‪ ،‬و هذا هو مكمن معارضة‬
‫علم االجتماع لعلم الجمال األكاديمي ‪ :‬هذا األخير الذي ينظر عادة إلى القطع الفنية على أنها‬
‫موجودة بحد ذاتها و لذاتها‪ ،‬بينما يرى علماء االجتماع أن الطرق التي يحاول بها علماء‬
‫الجمال تفهم الطبيعة البحتة للفن ال يمكن أن يتحقق إال بتجاهل مقاصد و أهداف سبل‬
‫انغماس هذه القطع الفنية في السياق االجتماعي و السياسي ‪ ،‬و أنه من دون تحليل مثل هذه‬
‫السياقات سيظل تحليل الفن مغاليا في مثاليته و تجريده ‪ ،‬و أن الشيء ال يعد فنا إال ألن‬
‫مجموعة من األشخاص أو الجماعات ذات النفوذ قد عرفته على أنه كذلك و في هذا اإلطار‬
‫يعرف علماء االجتماع على أن مصطلح الفن واأللفاظ المرادفة له مثل عمل فن و فنان ‪،‬‬
‫ليست سوى اختراعات تاريخية ظهرت في الغرب ألول مرة منذ بضع مئات من السنين ‪،‬‬
‫و قبل ذلك الوقت لم يوجد مصطلح فن بالمعنى المعاصر‪ ،‬عوضا عن ذلك كان الناس‬
‫ينتجون أشياء ثقافية لالستخدام بطرق معينة‪.‬‬

‫‪ -/3‬محددات العمل الفني‪:‬‬

‫ما الذي يقرر أن هذا العمل أو ذاك نتاج فني؟ و هل هناك شروط محدد ينبغي على النتاج‬
‫الفني استيفاؤها من أجل أن يصبح نتاجا فنيا ؟ و ما الدور الذي يلعبه الزمان و المكان في‬
‫التأثير على فنية النتاج الفني؟ و من الذي يحكم بأن ذلك النتاج فني؟ هل هو الفنان نفسه أم‬
‫المتلقي؟ تعيدنا هذه التساؤالت إلى نقطة البدء المتمحورة حول صعوبة تحديد تعريف الفن‪.‬‬
‫و على هذا المستوى تطفو الذاتية على حساب الموضوعية‪ ،‬و كالهما خاضع لتأثيرات‬
‫ظرفية مثل المكان و الزمان و ثقافية المجتمع و مراحل تطوره‪.‬‬

‫إن مفهوم الفن البحث ارتبط بعنصر التعبير الشخصي للفنان‪ ،‬األمر الذي لم يتبلور تاريخيا‬
‫إال بعد ظهور المدرسة النطباعية في الثلث األخير من القرن التاسع عشر‪ ،‬و التي روجت‬
‫لرأيها أن بإمكان الفنان أن يرسم ما يختلج في عقله و ليس فقط ما تراه عينه‪ ،‬أي أن يرسم‬
‫انطباعاته عن المعالم من حوله‪.‬‬

‫إال أن مفهوم التعبير الذاتي البحت عن دواخل الفنان و أفكاره هو مفهوم نسبي حتى في‬
‫حاالت توفر الحرية المطلقة‪ ،‬ذلك أن الفنان الحر إنما يعبر بشكل غير إرادي عن حالة‬
‫العقل الجمعي و ثقافة المكان و تقاليده و موروثاته‪ .‬و بالمقابل نجد الفنان المؤدلج الذي يعبر‬
‫عن أيديولوجية يحملها خيارا أو قسرا ما يدفعه بالتدريج إلى التخلي عن ذاته الصغيرة و‬
‫االلتحاق بالذات الكبرى سواء أكانت قومية‪ ،‬عنصرية‪ ،‬عشائرية‪ ،‬مذهبية‪ ،‬أو حزبية‪.‬‬

‫و يرى بعض العلماء أن الفن يتحدد و يكتسب شرعيته من ارتباط المؤسس بالمنظومات‬
‫االجتماعية‪ ،‬و خاصة التي تؤلف سلطة و الفن كالمتاحف و صاالت العرض و النقاد و‬
‫المؤرخين و الصحفيين ‪.‬‬
‫و في هذا اإلطار نعثر على وجهتي نظر متناقضتين‪ ،‬األولى يتزعمها "تولستوي" (ما هو‬
‫الفن؟) و ترى أن المتلقي وحده من يقرر فيما أن العمل فنا أم ال‪ ،‬يعرف النظر عن نسبية‬
‫الفنان أو مدى جهده أو سعيه و المتلقي هنا ليس الفرد و إنما هو العقل و الضمير‬
‫الجماهيري الجمعي و عليه فإن قيمة الفن تتحدد بمدى التأثير الذي يتركه العمل الفني على‬
‫عواطف اآلخرين ‪ ،‬و االنطباع الذي يثيره في أحاسيسهم أما الرأي الثاني فيتزعمه‬
‫" جون ديوي"في كتابه ( الفن كخالصة للتجربة) ‪ 1934‬حيث يؤكد على الدور األول لنية‬
‫الفنان و توجيهاته‪ ،‬و يضرب مثال من عالم األدب‪ ،‬حيث يقول أن النتاج األدبي الواحد يلبس‬
‫أكثر من لباس‪.‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬الفن عند بعض علماء االجتماع المعاصرين‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫رأينا على مدار المحور السابق كيف أن الفن عند رواد علم االجتماع كان أداة تعزيزية‬
‫استشهادية ألطروحاتهم النظرية‪ ،‬و خلصنا إلى أنهم لم يقفوا على مواقف خالصة لوجه‬
‫الظاهرة الفنية‪ ،‬إال أن ما يحسب لهم إقحامهم الفن –و لو من بعيد‪ -‬إلى حقل المعالجة‬
‫السوسيولوجية و عدهم إياه جزءا أو نتاجا اجتماعيا‪ ،‬و بالمقابل سنحاول في هذا المحور‬
‫استجالء حقيقة تساؤل مؤداه كيف تناول علماء االجتماع المعاصرون الفن؟ و هل كانت لهم‬
‫إسهامات أصلية فيه؟ و هل اختلفت تناوالتهم له عن تناوالت الرواد؟‪.‬‬

‫‪ -/1‬علماء االجتماع المعاصرون و علم اجتماع الفن‪ ،‬من المعارضة إلى التأصيل‪.‬‬

‫جينالوجيا و ترونولوجيا يعود عمر سوسيولوجيا الفن‪ ،‬كتخصص فرعي من علم االجتماع‬
‫إلى بداية السبعينات‪ ،‬و إن كانت تلك البداية محتشمة إلى حد ما‪،‬و قد الزم وصف االحتشام‬
‫هذا النوع إلى السبعينات من القرن العشرين و ربما بعدها‪ ،‬حيث يشير " ناتالي إنيل"‬
‫‪ Heinich Nathalie‬على سبيل المثال إلى أن موضوع الفن غلب على العلم ( علم اجتماع‬
‫الفن ) و دليلها في ذلك أن علماء اجتماع الفن ال يتواجدون في مجال السوسيولوجيا بعذر‬
‫تواجدهم في مجال تاريخ الفن و األدب‪ ،‬حيث يمارسون السوسيولوجيا التفسيرية‬
‫‪ Sociologie commentir‬ن يركزون على األعمال الفنية و يقترحون تفسيرات و‬
‫تأويالت لها‪ .‬و يكرسون هذا الوضع غياب إصدارات و متابعات سوسيولوجية‪ ،‬حيث أن‬
‫هناك مجلة وحيدة بمسمى علم اجتماع الفن ‪ SOCIOLOGIE DE L ‘ ART‬أسست في‬
‫تسعينات القرن الماضي و بقيت هامشية‪ .‬بينما سوسيولوجيا الفن التطبيقية ( المطبقة في‬
‫أقسام الدراسات في اإلدارات الكبرى) فيغلب عليها الطابع األهالي و ال تقوم بدارسة‬
‫األعمال الفنية و موضوعاتها المفضلة هي الجمهور و التحويل و األسواق و المنتجين و‬
‫نادرا ما تشير في مؤلفات ( أدب رمادي)‪.‬‬

‫كما أظهرت نتائج بحث أجري في إيطاليا ‪ 1998‬أن( ‪ )0.5%‬فقط من اإلنتاج‬


‫السوسيولوجي يمكن أن يكون ضمن سوسيولوجيا الفن‪ .‬استنتج ناتالي إنيل من هذا‬
‫مالحظتين‪:‬‬

‫‪ ‬األولى‪ :‬و هي أن المعايير التي ترسم حدود الفرع ال تزال غامضة‪.‬‬


‫‪ ‬و الثانية أن أهميته ال تقاس بمدى حجمه الكمي‪.‬‬

‫إال انه يمكننا أن نقرأ تلك النسبة على ضعفها قراءة ايجابية فحواها انبعاث التخصص إلى‬
‫الوجود من جهة‪ ،‬و وجود تأطير سوسيولوجي من جهة أخرى‪ ،‬أي وجود علماء يتبنون و‬
‫يبحثون في هذا الفرع‪ .‬و تؤسس بذلك ألصالته‪ ،‬و ترد على نقاده‪ ،‬ففي بداياته تعرض علم‬
‫اجتماع الفن إلى انتقادات حول جدوى وجوده و اإلضافات التي يمكن أن يقدمها‪ ،‬حيث رأى‬
‫باحث انجليزي في الستينات من القرن العشرين أن علماء االجتماع الذين يدرسون الفن ال‬
‫يختلفون في شيء عن المؤرخين االجتماعيين و مؤرخي الفن و نقاد الفن‪.‬‬

‫و يمكن ان نؤسس لمرحلة التأصيل و إنما هي بين الفن و علماء االجتماع المعاصرين‪ ،‬من‬
‫لحظة انبعاث فئة من السوسيولوجيين المتخصصين في سوسيولوجيا الفن و ممارساتهم في‬
‫المؤسسات البحثية األكاديمية و شبه األكاديمية كالمراكز البحثية و المعاهد الجامعية‬
‫الجامعات‪ ،‬و إن كان الفرق في الممارسة البحثية حاضرا إلى حد ما حيث بدت الممارسة‬
‫داخل الجامعة محكومة معياريا ( الضغوطات األكاديمية التي توجه اإلشكاليات) بينما‬
‫خارجها كانت أكثر تحررا من الوظيفة المعيارية ‪.Fonction Normative‬‬

‫‪ -/2‬جورج لوكاش ‪ :georgy Lukacs‬و ثالثية نمط العيش‪ ،‬الظرف االقتصادي‪ ،‬و‬
‫اإلنتاج الفني‪:‬‬

You might also like