Professional Documents
Culture Documents
أهم الأسباب التي أدت إلى نشأة علم مقارنة الأديان
أهم الأسباب التي أدت إلى نشأة علم مقارنة الأديان
إن هناك أسبابا متعددة أدت إلى نشأة علم مقارنة األديان أهمها ما يلي :
-1الحرية الفكرية في اإلسالم ’ فكان الخليفة المأمون مثال يعقد المجالس للمناقشة في األديان والمذاهب
والفرق ’ وكان أستاذه فيها أبا الهذيل والعالء .
- 2تسامح اإلسالم والمسلمين مع أهل الكتاب ’ فقد كان لتسامح اإلسالم وبخاصة مع أهل الكتاب وتقريره
لمبدأ ال إكراه في الدين ’ أثره في دفع المسلمين للتعرف على األديان األخرى ومناقشتها .ولم يكن هذا
العلم عند المسلمين وسيله للحط من األديان األخرى’ وإنما كانت دراسة وصفيه ,ال تعصب فيها تؤدى إلى
نتائجها الطبيعية ,ولذا دخل اآلالف والمالين في اإلسالم بواسطة هذا العلم
-3الدفاع عن اإلسالم بوصفه الدين الحق ’ ومواجهة تحديات األديان األخرى كتابيه كانت أو وضعيه ,وال شك
أن هذا السبب يعد السبب الحقيقي لنشأة هذا العلم ,حيث كان الغرض الحقيقي من المناقشات والجدل
حول الديانات هو إظهار أن الدين الصحيح هو اإلسالم
ولقد حاولت الديانات السابقة :وضعيه ’ وكتابيه ’ وكذلك المذاهب الفلسفية :شرقية ’ وغربية ’ أن تسرّب
إلى العقل المسلم بعض أفكارها ونظرياتها ,مدثرة بألفاظ عربيه ومظاهر إسالمية ’ مما اثر على بعض
النشاطات العلمية ’ ومن الغريب أن بعض دعاة هذه األديان والمذاهب كان يمارس نشاطاته علنا ’ مثل :
يوحنا الدمشقي ’ ويحيى بن عدي ’ وسعيد بن البطريق ’ وهؤالء الناس كانت لهم شبهات نصرانية يخترقون
بها المسلمين وبعض اليهود أهل التناسخ وإنكار النبوات .والثنوين الذين يقولون بإلهين اثنين ,وهم المجوس
والثنويه وغيرهم ’ وغالة الفالسفة وبقايا الحرانين وغير هؤالء .
وقد تصدى لرد هذه المحاوالت علماء أكفاء كان لزاما عليهم أن يدرسوا هذه الديانات ’ وأن يتعمقوا في كتبها
وتاريخها وأصولها وفروعها للرد على دعاتها ’ ومن أمثلتهم ’ الجاحظ ’ الكندي الفليسوف ’ اإلسكافى ’ وابن
اإلخشيد ’ أبو عيسى الوراق ’ المهدي ’ الحسن بن أيوب العامرى ’ القاضى عبد الجبار من فرقة المعتزله ،
األشعري اإلمام أبو حسن األشعري ’ الباقالنى ’ الجوينى إمام الحرمين ’ أبو حامد الغزالي ،الفخر الرازى ،
الشهرستانى وخاصة في كتاب ( نهاية اإلقدام في علم الكالم ) وكتاب ( الملل والنحل ) لإلمام
الشهرستانى ’ اإلمام ابن حزم ’ البيرونى ’ اليعقوبى ’ المسعودى ’ أبو الوليد الباجى ’ القرطبى المفسر ’
عالء الباجى ’ ابن خلدون ’ الخزرجى القرطبى ’ ابن قوسين الطيب ’ أحمد ابن ادريس ’ القرافى ’ أحمد ابن
تيميه ’ ابن القيم ’ عبد الحق اإلسالمى ’ عبد هللا الترجمان’ نصر ابن يحي المتطيب ’ موفق الدين البغدادى ’
عبد العزيز الدميرى ’ المسعودى ’ سعيد بن زاده الجزيرى ’ وغير هؤالء كثير ممن حفظت لنا كتبهم ورسائلهم
أوعت مع ما قد ضاعوا .
تاريخ وتطور علم مقارنة األديان في إيجاز
-1مرحلة التكوين
إن من مفاخر المسلمين أنهم هم الذين أنشأوا علم مقارنة األديان ’ حيث إن العلم لم يظهر قبل اإلسالم ألن
األديان قبل اإلسالم لم يعترف أي منها باألديان أخرى ’ وكان كل دين يعد ما سواه من األديان واألفكار هرطقة
وضالال ’ويتضح هذا من موقف اليهودية من المسيحية والمسيح ’ فنحن نعلم أن اليهودية أنكرت المسيح عليه
السالم إنكارا تاما :ألن المسيح عندهم المخلص له شروط ولم تنطبق على سيدنا عيسى عليه السالم
عندهم ’ فهم الى اآلن ينتظرون المسيح المنتظر في اليهودية وكذلك الحال بالنسبة لموقف النصرانية من
اليهودية ’ فعندما قويت شوكة النصرانية اعتبرت نفسها وريثة لليهودية ولم ت َر مع وجودها وجودا لليهودية ’
صا َرى ي ٍء َو َقالَ ِ
ت ال َّن َ ش ْ ى َ صا َرى َعلَ َ ت ال َّن َس ِت ا ْليَ ُهو ُد لَ ْي َ وصدق هللا سبحانه وتعالى إذ يقرر هذه الحقيقة { َو َقالَ ِ
م و ي م ه ن ي ب ُم
ُ َ ْ ُ ََْ ُ ْ َْ َ ك ح ي ّه ل ال َ
ف م ِه
َ ْ ِ ْلوقَ ل ث
ْ مِ ونَ م َ
َْ ُل ع ي َ ال ِين
َ ذ َّ لا ك َقا َ
ل اب َك َذلِ َ
م يَ ْتلُونَ ا ْلكِ َت َ
ه ْ
ي ٍء َو ُ
ش ْ ت ا ْليَ ُهو ُد َعلَى َس ِ لَ ْي َ
خ َتلِ ُفونَ }البقرة 113وكذلك الحال بالنسبة لموقف الهندوسية من البوذية والبوذية من ه يَ ْ ْ َ
ما كا ُنوا فِي ِ ا ْل ِقيَا َم ِ
ة فِي َ
الهندوسية بل إن كل طائفة دينيه أنكرت جميع الطوائف األخرى المنتسبة لنفس الدين .
-2مرحلة التدوين.
لما جاء عصر التدوين في منتصف القرن الثاني الهجري ’ وبدأ المسلمون يكتبون الفقه والتفسير والحديث ’
اتجهوا كذلك للكتابة في علم مقارنة األديان ’ فهو بذلك علم اسالمى كباقي العلوم اإلسالمية ’ ومن
المشاهير الذين كتبوا في مقارنة األديان ’ النوبختى المتوفى سنة 202هجريه ألف كتابه (اآلراء والديانات )
ويعتبر الباحثون هذا الكتاب أول كتاب في علم مقارنة األديان ’ والمسعودى المتوفى سنة 346هجريا ألف
كتابين في الديانات ’ األول ( المسائل والعلل في المذاهب والملل ) ’ الثاني ( سر الحياة ) .والمسيحي
المتوفى سنة 420هجريا وكتب كتابه ( درك البغية في وصف األديان والعبادات ) وهو كتاب مطول يقع في
حوالي ثالثة آالف ورقه ’ وكثر بعد ذلك التأليف في هذا المجال ’ ومن أبرز المؤلفين الذين كتبوا في هذا
المجال :أبو الحسن العامرى صاحب كتاب ( مناقب اإلسالم ) و أبو الريحان البيرونى صاحب كتاب ( تحقيق ما
للهند من مقولة مقبوله في العقل أو مرذوله ) وأبو منصور البغداى ( صاحب كتاب الملل والنحل ) وابن حزم
األندلسى صاحب كتاب ( الفصل في الملل واألهواء والنحل ) الشهرستانى صاحب كتاب الملل والنحل
-3مرحلة الظهور واالستمرار في الوجود
في هذه المرحلة تطور علم مقارنة األديان تطورا عظيما ’ وكثرت فيه األبحاث والدراسات والمؤلفات وخاصة
في القرن الثالث الهجري والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن تجد فيه كتاب ( تحفة األريب في الرد
على أهل الصليب ) ألفه عبد هللا الترجمان .
-4مرحلة الهبوط واالختفاء .
أسباب هبوطه واختفائه
أ_ زحف الحمالت الصليبية على المشرق اإلسالمي وهؤالء ال يعرفون تسامحا دينيا وال مجادلة بالحسنى .
ب_ ازدحام قصور الملوك والخلفاء في عصور الضعف بزوجات من أهل الكتاب وبعدد من األطباء والوزراء من غير
المسلمين فاستطاعوا بنفوذهم أن يسكتوا أصوات المتحدثين في علم مقارنة األديان لطعنه في عقائدهم.
ج_ غلبة االشتغال بالفقه على الحركة العلمية في هذه المرحلة ’ مما أدى إلى تراجع اهتمام العلماء بعلم
المقارنات
د_ تبنى بعض العلماء من المسلمين االتجاه الذي كان سائدا لدى أتباع الديانات األخرى وهو عدم امكان
المقارنة بين األديان ألن اإلسالم ال يقارن بغيره .
ه_ عدم اهتمام األمراء بالعلم والعلماء في تلك العصور بخالف ما كان يفعل أسالفهم
-5انتقال علم مقارنة األديان للغرب
بدأ الغرب النصراني معرفة علم مقارنة األديان في القرن التاسع عشر الميالدي أو قبله بقليل ’ ألن اللقاءات
السلمية التي كانت تجمع بين المسلمين والمسيحين في الشام واألندلس وصقليه عرفتهم بمقارنة األديان
’ وأثبت لهم قيمة هذا العلم فراحوا يتعلمونه ’ ومن بعدهم جاء عصر االستعمار وتعلم المنصرون هذا العلم
لتشكيك الناس في عقائدهم ألن هذا هو أصل الوالء عند الناس وهى العقيدة
-6عودة علم مقارنة األديان إلى الساحة اإلسالمية.
علم الدعاة من المسلمين المعاصرين أن علم مقارنة األديان سالح قوى استخدم في الماضي ويجب أن
يستخدم في الحاضر نصرة لدين هللا عز وجل فطعوا شوطا كبيرا في هذه الدراسات وبدأت مؤلفاتهم تعود من
جديد ثانية .
أهميه دراسة علم مقارنة األديان
- 1علم مقارنة األديان يقدم للمفكرين المسلمين أهم العناصر للدفاع عن اإلسالم ضد التحديات التي تواجهه
ليس فقط من أتباع الديانات األخرى ولكن أيضا من التحديات التي ينشرها التيار اإللحادي المنتشر في العالم
كله.
-2إن الداعية الناجح ال يستطيع أن يدعو غير المسلمين بالتي هي أحسن إال إذا درس ما عندهم من ديانات
ووقف على الملل والنحل التي يدين بها غير المسلمين ’ لذا كان من واجب الداعية ذي البصر النافذ والبصيرة
وأن يقف على األمور من حوله .
- 3علم مقارنة األديان يقدم للمسلمين معرفه قيمه عن اإلسالم وقوة دليله ونصاعة برهانه ومتانة حجته
ويسر كتابه ’ ومكانته العظمى بين الكتب األخرى
- 4إن دراسة علم مقارنة األديان واجب علمي تقتضيه الضرورة الملقاة على عاتق الدعاة لتوضيح الحق
للناس بطريق علمي سليم بعيد عن األهواء .
- 5علم مقارنة األديان يؤكد ثقة المسلم في دينه من مقومات األفضلية واالمتياز .
- 6علم مقارنة األديان سالح للمسلمين في الحاضر كما كان سالحا لهم في الماضي للدفاع عن اإلسالم
العظيم .
-7الدراسة العميقة لعلم مقارنة األديان ،ستضع أيدينا على جمال اإلسالم وعلى الدور الذي يحمله ليكمل
به محاوالت األديان لهداية البشر ،وسيستفيد الداعية من مقارنة األديان في مواجهة المبشرين بالمسيحية
أو البوذية ،فهؤالء يعرفون اإلسالم ويتلمسون ما يعتقدونه نقاط ضعف فيه ليهاجموه عن طريقها ،كتعدد
الزوجات والطالق وانتشار اإلسالم بالقوة ،وال يجوز أن يقف الداعية موقف المدافع فقط بل يجب أن يعرف
كيف يهاجم أحيانا ،ولن يكون ذلك إال إذا تعرف على هذه األديان ودرستها وأدرك ما حدث بها من تحريف
على مر السنين .
ما هي موضوعات علم مقارنة األديان؟ وما هي أدوات الباحث فيه؟ وكيف نضمن حياد هذا الباحث وعدم تأثره
بعقيدته؟
هذا العلم قديم جدا وفي القرآن أساسيات له ،وقد اشتغل بهذا العلم علماء كثيرون ،ولهذا العلم أدواته
وهي أن تحيط علما بالموضوعين أو الموضوعات التي سوف تجري هذه المقارنة بينها ،سواء كانت أديان أو
فلسفات أو أفكار دينية ،على أن يكون تلقي المعلومات من مصادرها األصلية وليس نقال عن آخرين ألن هناك
من نقلوا أشياء وضللوا فيها تحت مسمى االستشراق والعلم وكانوا يكذبون في نقل النصوص ويحرفونها.
وهكذا فال بد من قراءة النص األساسي ثم نخضعه للنقاش وللتمحيص العلمي ثم نصنف هذه النصوص ونقيم
بينها وبين النصوص الدينية األخرى موازنات بناء على القواعد العلمية والمنطقية ،ولكي تكون هناك مقارنة
فيجب أن تكون بين موضوعات متماثلة .يعني مثال نقول موضوع اإلله ثم نقارن بين اليهودية والمسيحية
واإلسالم في هذا الموضوع ..فال يصح مثال أن ندخل البوذية في هذه المقارنة حيث أنها ليس فيها موضوع
اإلله ألن البوذية عبارة عن فلسفة وليست ديناً ،وبوذا حينما سألوه عن اإلله قال دعونا نحل مشاكلنا على
األرض ألن اآلالم والشرور على األرض وليس عندنا وقت لنتحدث عن السماء ،والغريب أن األمور تطورت بعد
ذلك حتى عبد الناس بوذا وصنعوا له التماثيل .
مناهج الحوار والجدل
-1المنهج التفسيري
يقوم هذا المنهج على افتراض صحة األناجيل ،ثم البحث فيها عن العبارات التي توهم ألوهية المسيح
وتفسيرها تفسيرا يخرجها عن معناها الحرفي ،ثم مقابلتها بعبارات وألفاظ أخرى من األناجيل ذاتها تدل
على إنسانيته ورسالته لتنهار دعواهم في ألوهية المسيح ،وبانهيارها تنهار بقية الدعاوى المسيحية في
االتحاد االقنومي ،وفي دعوى القتل والصلب وعقيدة الفداء ،كما ينهار األساس الذي تقوم عليه الفرق
المسيحية.ويعتبر مؤسس هذا العلم وفارسة أبو حامد الغزالي بما قدمة في كتابه " الرد الجميل اإللهية
عيسى بصريح اإلنجيل"وضع قاعدتين في ذلك:
- 1ان النصوص موضع التفسير يجب ان تحمل على ظاهرها ،وتؤخذ بمعناها الحرفي اذا كان هذا الظاهر ال
يصادم العقل .اما اذا مصادما للعقل فانه يجب اللجوء الى تناويلها لألقتناع حينئذ بان ظاهرها غير المراد
-2ان الدالئل اذا تعارضت فدل بعضها على اثبات حكم وبعضها على نفية فال نتركها متعارضة اال اذا أحسسنا
من انفسنا العجز ال ستحالة امكان الجمع بينها وامتناع جمعها متضافرة مرةواحدة.
مثال :
ويلزم القائلين (إن المسيح ابن هللا) أن تكون ذاته كذات هللا و له علم كعلمه و قدرة كقدرته ،إلى سائر
الصفات األزلية وهذا باطل لألسباب التالية
- 1في إنجيل (مرقص )13:32يقول المسيح على لسانه عن ميعاد يوم القيامة (و أما ذلك اليوم و تلك
الساعة فال يعلم بها أحد ،وال المالئكة الذين في السماء ،و ال االبن إال اآلب) .يعني هللا تعالى فهذا إقرار من
المسيح بأنه ناقص علم حتى عن المالئكة ،و أن هللا تعالى هو المنفرد بعلم الساعة .و إن المسيح ال يعلم
شيئاً إال ما علمه هللا تعالى.
- 2في إنجيل متي )40 - 37( 26يصف حال المسيح قبل الصلب المزعوم (وابتدأ يحزن ويكتئب) وكل من
يحزن و يتغير فليس بإله عند كل تقي صحيح سوي.
- 3الذين يعتقدون أن الهوته لم يفارق ناسوته ولو طرفة عين أين كان الهوته لما مات الناسوت؟؟ وأين كان
الهوته عندما ضرب جسده بالسياط؟ وهو يصيح جزعا وخوفا؟ فأين كان الهوته من كل ذلك؟؟
- 4في اإلنجيل يشهد بطبيعة واحدة للمسيح وهي اآلدمية ،ففي (متى ( )13:58و أما يسوع فقال لهم
ليس نبي بال كرامة إال في وطنه وفي بيته) فهذا إقرار منه بأنه نبي من جملة األنبياء ،وليس لألنبياء كلهم
إال طبيعة واحدة وهي اآلدمية.
- 5شهادة شمعون الصفا رئيس الحواريين لليهود عندما تألبوا على المسيح فقال (أيها الرجال اإلسرائيليون
اسمعوا هذه األقوال يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل هللا بقوات وعجائب وآيات صنعها هللا بيده
في وسطكم كما أنتم أيضا تعلمون) (أعمال الرسل )2:22لقد شهد بطرس كبير الحواريين أنه رجل من جملة
الرجال اآلدميين و األنبياء المرسلين الذين أيدهم هللا بالمعجزات ،وأن كل ما جرى منها على يدي المسيح
إنما هو بقدرة هللا ليس للمسيح فيه كسب.
- 6وقولهم (إن المسيح إله تام و إنسان تام).ويرد اإلنجيل على ذلك في لوقا (وإذا اثنان منهم كانا منطلقين
في ذلك اليوم إلى قرية بعيدة عن أورشليم ستين غلوة اسمها عمواس .وكانا يتكلمان بعضهما مع بعض عن
جميع هذه الحوادث .وفيما هما يتكلمان ويتحاوران اقترب اليهما يسوع نفسه ،وكان يمشي معهما .ولكن
أمسكت ،أعينها عن معرفته .فقال لهما ما هذا الكالم الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين .فأجاب
أحدهما الذي اسمه كليوباس وقال له هل أنت متغرب وحدك في أورشليم ولم تعلم األمور التي حدثت فيها
في هذه األيام .فقال لهما وما هي .فقاال المختصة بيسوع الناصري الذي كان إنسانا نبياً مقتدرا في الفعل
والقول أمام هللا وجميع الشعب( ).لوقا )19 - 14:13فهذه شهادة من تلميذيه أنه رجل مصدق من هللا ليس
خالقا و ال بإله و ال بابن إله تعالى هللا عما يقولون.
-2منهج المحدثين:
يقوم منهج المحدثين في نقد األناجيل على األسس التي ارتضاها علماء الحديث ،لتوثيق أو تضعيف
األحاديث المروية عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من حيث مراعاة قواعد الجرح والتعديل ،ومن حيث
عدد الرواة في كل طبقة أو حلقة من حلقات اإلسناد ومن حيث قواعد الجمع بين األحاديث التي تبدوا
متخالفة أو متعارضة في ألفاظها أو معناها وقائد هذا الفكر المهتدي الحسن بن أيوب في رسالته( :الرّدّ على
النصارى) ،والتي قد نقل اإلمام ابن تيمية جزءاً كبيراً منها في كتابه( :الجواب الصحيح لمن بدل دين
المسيح)
نقد الرواة:
يالحظ المجادلون المسلمون
أوال -إن كتبة األناجيل لم يحرروها في حياة عيسى عليه السالم األرضية ،وإنما حرروها بعد رفعه بزمن
يمكن أن يتطرق خالله النسيان إلى ذاكرتهم .
ثانيا -أن جميع إتباع المسيح عليه السالم لم يزيدوا في حياته عن مائة وعشرين رجال وأنهم كانوا مستترين
بدينهم ،يدعون إليه سرا وكانوا مطاردين يقتل كل من يظهر منهم ،وبذلك ال يمكن أن يجتمعوا أو يجتمع عدد
كبير منهم في مكان واحد ،وأنهم ظلوا على تلك الحال قرابة ثالثمائة سنة.فبولس وهو من أعظم شخصيات
الجيل الثاني ،لم يعش مع الحواريين الذين رأوا عيسى عليه السالم مدة تمكنه من النقل عنهم.
النقد النصي:
ما ذكروه من تناقض بين عباراتها وتضارب بينها ،مما يستتبع التضارب والتناقض بين معانيها .تتعلق إما بنسب
السيد المسيح عليه السالم ،أو بطبيعة رسالته ،أو بحادثة الصلب.
لماذا أتى يسوع إلى الناس ؟
في لوقا (( : )56 - 53 : 9يسوع يدعو للسالم) " َ:فلم يقبلوه ألن وجهه كان متج ًها نحو أورشليم .فلما رأى
ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قاال :يا رب أتريد أن تقول تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل إيليا أيضاً ؟ .
فالتفت وانتهرهما وقال :لستما تعلمان من أي روح أنتما ؛ ألن ابن اإلنسان لم يأتِ ليهلك أنفس الناس بل
ليخلص" .ولكن لوقا يختلف مع نفسه (( : )51 - 49 : 12يسوع يدعو لالنقسام والحرب) " َ.جئت أللقي ناراً
على األرض .فما أريد لو اضطرمت ...أتظنون أني جئت ألعطي سالماً على األرض .كال أقول لكم .بل
انقساماً" .
من كانت رسالة المسيح ؟ ل َ
في متى ( )24 : 15يقول المسيح " َ:لم ُأرسل إال إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" .ويؤكد هذا المسيح
لتالميذه في متى (" َ: )6 - 5 : 10هؤالء االثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائال ً :إلى طريق أمم ال تمضوا
وإلى مدينة للسامريين ال تدخلوا .بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" .لكن يختلف مرقس (
" َ: )15 - 14 : 16أخيراً ظهر لألحد عشر وهم متكئون ...وقال لهم :اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا باإلنجيل
للخليقة كلها"
من أين تعليم المسيح ؟
في يوحنا (( : ) 16 : 7التعليم ليس من عنده) " َ:أجابهم يسوع وقال :تعليمي ليس لي بل للذي
أرسلني" .لكنه في يوحنا (( : )30 : 10التعليم من عنده) " َ:أنا واآلب واحد" .
-3المنهج العقلي:
يقوم هذا المنهج على أساس "ال معقولية عقائد النصارى في التجسد والتثليث واألقانيم والخطيئة والصلب
والفداء ،وقرارات مجامع المسيحيين المقدسة وأراء فرق المسيحية وحقيقة االتحاد بين الالهوت والناسوت
وقائد هذا النهج الجاحظ في كتابه"الرد على النصارى"يقول "فيقال لهم :هل يخلو لو المسيح أن يكون إنسانا
بال إله ؟ ،أو إلها بال إنسان ؟ ...فإن زعموا أنه كان إلها بال إنسان قلنا لهم :فهو الذي كان صغيرا فشب
والتحى ،والذي كان يأكل ويشرب وينجو ويتبول ،وقتل بزعمكم وصلب ،وولدته مريم وأرضعته أم غيره هو
الذي كان يأكل ويشرب وينجو ويتبول ،وقتل بزعمكم وصلب ،وولدته مريم وأرضعته أم غيره هو الذي كان
يأكل ويشرب على ما وصفنا ؟؟؟ فأي شيء معنى اإلنسان إال ما وصفنا وعددنا ؟ وكيف يكون إلها بال إنسان
وهو الموصوف بجميع صفات اإلنسان ؟ وليس القول في غيره ممن صفته كصفته إال كالقول فيه .وان زعموا
أنه لم ينقلب عن اإلنسانية ولم يتحول عن جوهر البشرية ولكن لما كان الالهوت فيه صار خالقا وسمي
إلها ،قلنا لهم :خبرونا عن الالهوت أكان فيه وفي غيره أم كان فيه دون غيره؟ فإن زعموا أنه كان فيه وفي
غيره فليس هو أولى بأن يكون خالقاً ويتسمى إلها من غيره ،وان كان فيه دون غيره فقد صار الالهوت
جسما "ثالث رسائل ألبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ المتوفي 255هـ " ،األولى في الرد على النصارى"ص
.19-18
كتبه /محمد الحسيني الريس
J’aime ·
Foughali Said
هل هدا المقال داخل في االمتحان
10 janvier, 21:39 · J’aime
Écrire un commentaire...