You are on page 1of 4

‫أهم األسباب التي أدت إلى نشأة علم مقارنة األديان‪.

‬‬
‫إن هناك أسبابا متعددة أدت إلى نشأة علم مقارنة األديان أهمها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الحرية الفكرية في اإلسالم ’ فكان الخليفة المأمون مثال يعقد المجالس للمناقشة في األديان والمذاهب‬
‫والفرق ’ وكان أستاذه فيها أبا الهذيل والعالء ‪.‬‬
‫‪ - 2‬تسامح اإلسالم والمسلمين مع أهل الكتاب ’ فقد كان لتسامح اإلسالم وبخاصة مع أهل الكتاب وتقريره‬
‫لمبدأ ال إكراه في الدين ’ أثره في دفع المسلمين للتعرف على األديان األخرى ومناقشتها ‪ .‬ولم يكن هذا‬
‫العلم عند المسلمين وسيله للحط من األديان األخرى’ وإنما كانت دراسة وصفيه ‪ ,‬ال تعصب فيها تؤدى إلى‬
‫نتائجها الطبيعية ‪ ,‬ولذا دخل اآلالف والمالين في اإلسالم بواسطة هذا العلم‬
‫‪-3‬الدفاع عن اإلسالم بوصفه الدين الحق ’ ومواجهة تحديات األديان األخرى كتابيه كانت أو وضعيه ‪ ,‬وال شك‬
‫أن هذا السبب يعد السبب الحقيقي لنشأة هذا العلم ‪ ,‬حيث كان الغرض الحقيقي من المناقشات والجدل‬
‫حول الديانات هو إظهار أن الدين الصحيح هو اإلسالم‬
‫ولقد حاولت الديانات السابقة ‪ :‬وضعيه ’ وكتابيه ’ وكذلك المذاهب الفلسفية ‪ :‬شرقية ’ وغربية ’ أن تسرّب‬
‫إلى العقل المسلم بعض أفكارها ونظرياتها ‪ ,‬مدثرة بألفاظ عربيه ومظاهر إسالمية ’ مما اثر على بعض‬
‫النشاطات العلمية ’ ومن الغريب أن بعض دعاة هذه األديان والمذاهب كان يمارس نشاطاته علنا ’ مثل ‪:‬‬
‫يوحنا الدمشقي ’ ويحيى بن عدي ’ وسعيد بن البطريق ’ وهؤالء الناس كانت لهم شبهات نصرانية يخترقون‬
‫بها المسلمين وبعض اليهود أهل التناسخ وإنكار النبوات ‪ .‬والثنوين الذين يقولون بإلهين اثنين ‪ ,‬وهم المجوس‬
‫والثنويه وغيرهم ’ وغالة الفالسفة وبقايا الحرانين وغير هؤالء ‪.‬‬
‫وقد تصدى لرد هذه المحاوالت علماء أكفاء كان لزاما عليهم أن يدرسوا هذه الديانات ’ وأن يتعمقوا في كتبها‬
‫وتاريخها وأصولها وفروعها للرد على دعاتها ’ ومن أمثلتهم ’ الجاحظ ’ الكندي الفليسوف ’ اإلسكافى ’ وابن‬
‫اإلخشيد ’ أبو عيسى الوراق ’ المهدي ’ الحسن بن أيوب العامرى ’ القاضى عبد الجبار من فرقة المعتزله ‪،‬‬
‫األشعري اإلمام أبو حسن األشعري ’ الباقالنى ’ الجوينى إمام الحرمين ’ أبو حامد الغزالي ‪ ،‬الفخر الرازى ‪،‬‬
‫الشهرستانى وخاصة في كتاب ( نهاية اإلقدام في علم الكالم ) وكتاب ( الملل والنحل ) لإلمام‬
‫الشهرستانى ’ اإلمام ابن حزم ’ البيرونى ’ اليعقوبى ’ المسعودى ’ أبو الوليد الباجى ’ القرطبى المفسر ’‬
‫عالء الباجى ’ ابن خلدون ’ الخزرجى القرطبى ’ ابن قوسين الطيب ’ أحمد ابن ادريس ’ القرافى ’ أحمد ابن‬
‫تيميه ’ ابن القيم ’ عبد الحق اإلسالمى ’ عبد هللا الترجمان’ نصر ابن يحي المتطيب ’ موفق الدين البغدادى ’‬
‫عبد العزيز الدميرى ’ المسعودى ’ سعيد بن زاده الجزيرى ’ وغير هؤالء كثير ممن حفظت لنا كتبهم ورسائلهم‬
‫أوعت مع ما قد ضاعوا ‪.‬‬
‫تاريخ وتطور علم مقارنة األديان في إيجاز‬
‫‪ -1‬مرحلة التكوين‪ ‬‬
‫إن من مفاخر المسلمين أنهم هم الذين أنشأوا علم مقارنة األديان ’ حيث إن العلم لم يظهر قبل اإلسالم ألن‬
‫األديان قبل اإلسالم لم يعترف أي منها باألديان أخرى ’ وكان كل دين يعد ما سواه من األديان واألفكار هرطقة‬
‫وضالال ’ويتضح هذا من موقف اليهودية من المسيحية والمسيح ’ فنحن نعلم أن اليهودية أنكرت المسيح عليه‬
‫السالم إنكارا تاما ‪ :‬ألن المسيح عندهم المخلص له شروط ولم تنطبق على سيدنا عيسى عليه السالم‬
‫عندهم ’ فهم الى اآلن ينتظرون المسيح المنتظر في اليهودية وكذلك الحال بالنسبة لموقف النصرانية من‬
‫اليهودية ’ فعندما قويت شوكة النصرانية اعتبرت نفسها وريثة لليهودية ولم ت َر مع وجودها وجودا لليهودية ’‬
‫صا َرى‬ ‫ي ٍء َو َقالَ ِ‬
‫ت ال َّن َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ى َ‬ ‫صا َرى َعلَ َ‬ ‫ت ال َّن َ‬‫س ِ‬‫ت ا ْليَ ُهو ُد لَ ْي َ‬ ‫وصدق هللا سبحانه وتعالى إذ يقرر هذه الحقيقة { َو َقالَ ِ‬
‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ُم‬
‫ُ َ ْ ُ ََْ ُ ْ َْ َ‬ ‫ك‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ّه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫ِه‬
‫َ ْ ِ ْ‬‫ل‬‫و‬‫ق‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ث‬
‫ْ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ونَ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫َْ ُ‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ك َقا َ‬
‫ل‬ ‫اب َك َذلِ َ‬
‫م يَ ْتلُونَ ا ْلكِ َت َ‬
‫ه ْ‬
‫ي ٍء َو ُ‬
‫ش ْ‬ ‫ت ا ْليَ ُهو ُد َعلَى َ‬‫س ِ‬ ‫لَ ْي َ‬
‫خ َتلِ ُفونَ }البقرة‪ 113‬وكذلك الحال بالنسبة لموقف الهندوسية من البوذية والبوذية من‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ما كا ُنوا فِي ِ‬ ‫ا ْل ِقيَا َم ِ‬
‫ة فِي َ‬
‫الهندوسية بل إن كل طائفة دينيه أنكرت جميع الطوائف األخرى المنتسبة لنفس الدين ‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة التدوين‪.‬‬
‫لما جاء عصر التدوين في منتصف القرن الثاني الهجري ’ وبدأ المسلمون يكتبون الفقه والتفسير والحديث ’‬
‫اتجهوا كذلك للكتابة في علم مقارنة األديان ’ فهو بذلك علم اسالمى كباقي العلوم اإلسالمية ’ ومن‬
‫المشاهير الذين كتبوا في مقارنة األديان ’ النوبختى المتوفى سنة ‪ 202‬هجريه ألف كتابه (اآلراء والديانات )‬
‫ويعتبر الباحثون هذا الكتاب أول كتاب في علم مقارنة األديان ’ والمسعودى المتوفى سنة ‪ 346‬هجريا ألف‬
‫كتابين في الديانات ’ األول ( المسائل والعلل في المذاهب والملل ) ’ الثاني ( سر الحياة ) ‪ .‬والمسيحي‬
‫المتوفى سنة ‪ 420‬هجريا وكتب كتابه ( درك البغية في وصف األديان والعبادات ) وهو كتاب مطول يقع في‬
‫حوالي ثالثة آالف ورقه ’ وكثر بعد ذلك التأليف في هذا المجال ’ ومن أبرز المؤلفين الذين كتبوا في هذا‬
‫المجال ‪ :‬أبو الحسن العامرى صاحب كتاب ( مناقب اإلسالم ) و أبو الريحان البيرونى صاحب كتاب ( تحقيق ما‬
‫للهند من مقولة مقبوله في العقل أو مرذوله ) وأبو منصور البغداى ( صاحب كتاب الملل والنحل ) وابن حزم‬
‫األندلسى صاحب كتاب ( الفصل في الملل واألهواء والنحل ) الشهرستانى صاحب كتاب الملل والنحل‪ ‬‬
‫‪ -3‬مرحلة الظهور واالستمرار في الوجود‪ ‬‬
‫في هذه المرحلة تطور علم مقارنة األديان تطورا عظيما ’ وكثرت فيه األبحاث والدراسات والمؤلفات وخاصة‬
‫في القرن الثالث الهجري والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن تجد فيه كتاب ( تحفة األريب في الرد‬
‫على أهل الصليب ) ألفه عبد هللا الترجمان ‪.‬‬
‫‪ -4‬مرحلة الهبوط واالختفاء ‪.‬‬
‫أسباب هبوطه واختفائه‬
‫أ_ زحف الحمالت الصليبية على المشرق اإلسالمي وهؤالء ال يعرفون تسامحا دينيا وال مجادلة بالحسنى ‪.‬‬
‫ب_ ازدحام قصور الملوك والخلفاء في عصور الضعف بزوجات من أهل الكتاب وبعدد من األطباء والوزراء من غير‬
‫المسلمين فاستطاعوا بنفوذهم أن يسكتوا أصوات المتحدثين في علم مقارنة األديان لطعنه في عقائدهم‪.‬‬
‫ج_ غلبة االشتغال بالفقه على الحركة العلمية في هذه المرحلة ’ مما أدى إلى تراجع اهتمام العلماء بعلم‬
‫المقارنات‬
‫د_ تبنى بعض العلماء من المسلمين االتجاه الذي كان سائدا لدى أتباع الديانات األخرى وهو عدم امكان‬
‫المقارنة بين األديان ألن اإلسالم ال يقارن بغيره ‪.‬‬
‫ه_ عدم اهتمام األمراء بالعلم والعلماء في تلك العصور بخالف ما كان يفعل أسالفهم‬
‫‪ -5‬انتقال علم مقارنة األديان للغرب‪ ‬‬
‫بدأ الغرب النصراني معرفة علم مقارنة األديان في القرن التاسع عشر الميالدي أو قبله بقليل ’ ألن اللقاءات‬
‫السلمية التي كانت تجمع بين المسلمين والمسيحين في الشام واألندلس وصقليه عرفتهم بمقارنة األديان‬
‫’ وأثبت لهم قيمة هذا العلم فراحوا يتعلمونه ’ ومن بعدهم جاء عصر االستعمار وتعلم المنصرون هذا العلم‬
‫لتشكيك الناس في عقائدهم ألن هذا هو أصل الوالء عند الناس وهى العقيدة‪ ‬‬
‫‪ -6‬عودة علم مقارنة األديان إلى الساحة اإلسالمية‪.‬‬
‫علم الدعاة من المسلمين المعاصرين أن علم مقارنة األديان سالح قوى استخدم في الماضي ويجب أن‬
‫يستخدم في الحاضر نصرة لدين هللا عز وجل فطعوا شوطا كبيرا في هذه الدراسات وبدأت مؤلفاتهم تعود من‬
‫جديد ثانية ‪.‬‬
‫أهميه دراسة علم مقارنة األديان‬
‫‪ - 1‬علم مقارنة األديان يقدم للمفكرين المسلمين أهم العناصر للدفاع عن اإلسالم ضد التحديات التي تواجهه‬
‫ليس فقط من أتباع الديانات األخرى ولكن أيضا من التحديات التي ينشرها التيار اإللحادي المنتشر في العالم‬
‫كله‪.‬‬
‫‪-2‬إن الداعية الناجح ال يستطيع أن يدعو غير المسلمين بالتي هي أحسن إال إذا درس ما عندهم من ديانات‬
‫ووقف على الملل والنحل التي يدين بها غير المسلمين ’ لذا كان من واجب الداعية ذي البصر النافذ والبصيرة‬
‫وأن يقف على األمور من حوله ‪.‬‬
‫‪ - 3‬علم مقارنة األديان يقدم للمسلمين معرفه قيمه عن اإلسالم وقوة دليله ونصاعة برهانه ومتانة حجته‬
‫ويسر كتابه ’ ومكانته العظمى بين الكتب األخرى‪ ‬‬
‫‪ - 4‬إن دراسة علم مقارنة األديان واجب علمي تقتضيه الضرورة الملقاة على عاتق الدعاة لتوضيح الحق‬
‫للناس بطريق علمي سليم بعيد عن األهواء ‪.‬‬
‫‪ - 5‬علم مقارنة األديان يؤكد ثقة المسلم في دينه من مقومات األفضلية واالمتياز ‪.‬‬
‫‪ - 6‬علم مقارنة األديان سالح للمسلمين في الحاضر كما كان سالحا لهم في الماضي للدفاع عن اإلسالم‬
‫العظيم ‪.‬‬
‫‪ -7‬الدراسة العميقة لعلم مقارنة األديان ‪ ،‬ستضع أيدينا على جمال اإلسالم وعلى الدور الذي يحمله ليكمل‬
‫به محاوالت األديان لهداية البشر ‪ ،‬وسيستفيد الداعية من مقارنة األديان في مواجهة المبشرين بالمسيحية‬
‫أو البوذية ‪ ،‬فهؤالء يعرفون اإلسالم ويتلمسون ما يعتقدونه نقاط ضعف فيه ليهاجموه عن طريقها ‪ ،‬كتعدد‬
‫الزوجات والطالق وانتشار اإلسالم بالقوة ‪ ،‬وال يجوز أن يقف الداعية موقف المدافع فقط بل يجب أن يعرف‬
‫كيف يهاجم أحيانا ‪ ،‬ولن يكون ذلك إال إذا تعرف على هذه األديان ودرستها وأدرك ما حدث بها من تحريف‬
‫على مر السنين ‪ .‬‬
‫ما هي موضوعات علم مقارنة األديان؟ وما هي أدوات الباحث فيه؟ وكيف نضمن حياد هذا الباحث وعدم تأثره‬
‫بعقيدته؟‬
‫هذا العلم قديم جدا وفي القرآن أساسيات له ‪ ،‬وقد اشتغل بهذا العلم علماء كثيرون ‪،‬ولهذا العلم أدواته‬
‫وهي أن تحيط علما بالموضوعين أو الموضوعات التي سوف تجري هذه المقارنة بينها ‪ ،‬سواء كانت أديان أو‬
‫فلسفات أو أفكار دينية ‪،‬على أن يكون تلقي المعلومات من مصادرها األصلية وليس نقال عن آخرين ألن هناك‬
‫من نقلوا أشياء وضللوا فيها تحت مسمى االستشراق والعلم وكانوا يكذبون في نقل النصوص ويحرفونها‪.‬‬
‫وهكذا فال بد من قراءة النص األساسي ثم نخضعه للنقاش وللتمحيص العلمي ثم نصنف هذه النصوص ونقيم‬
‫بينها وبين النصوص الدينية األخرى موازنات بناء على القواعد العلمية والمنطقية ‪ ،‬ولكي تكون هناك مقارنة‬
‫فيجب أن تكون بين موضوعات متماثلة‪ .‬يعني مثال نقول موضوع اإلله ثم نقارن بين اليهودية والمسيحية‬
‫واإلسالم في هذا الموضوع‪ ..‬فال يصح مثال أن ندخل البوذية في هذه المقارنة حيث أنها ليس فيها موضوع‬
‫اإلله ألن البوذية عبارة عن فلسفة وليست ديناً ‪ ،‬وبوذا حينما سألوه عن اإلله قال دعونا نحل مشاكلنا على‬
‫األرض ألن اآلالم والشرور على األرض وليس عندنا وقت لنتحدث عن السماء ‪ ،‬والغريب أن األمور تطورت بعد‬
‫ذلك حتى عبد الناس بوذا وصنعوا له التماثيل ‪ .‬‬
‫مناهج الحوار والجدل‬
‫‪ -1‬المنهج التفسيري‬
‫يقوم هذا المنهج على افتراض صحة األناجيل ‪ ،‬ثم البحث فيها عن العبارات التي توهم ألوهية المسيح‬
‫وتفسيرها تفسيرا يخرجها عن معناها الحرفي ‪ ،‬ثم مقابلتها بعبارات وألفاظ أخرى من األناجيل ذاتها تدل‬
‫على إنسانيته ورسالته لتنهار دعواهم في ألوهية المسيح ‪ ،‬وبانهيارها تنهار بقية الدعاوى المسيحية في‬
‫االتحاد االقنومي ‪ ،‬وفي دعوى القتل والصلب وعقيدة الفداء ‪ ،‬كما ينهار األساس الذي تقوم عليه الفرق‬
‫المسيحية‪.‬ويعتبر مؤسس هذا العلم وفارسة أبو حامد الغزالي بما قدمة في كتابه " الرد الجميل اإللهية‬
‫عيسى بصريح اإلنجيل"وضع قاعدتين في ذلك‪:‬‬
‫‪ - 1‬ان النصوص موضع التفسير يجب ان تحمل على ظاهرها ‪ ،‬وتؤخذ بمعناها الحرفي اذا كان هذا الظاهر ال‬
‫يصادم العقل ‪.‬اما اذا مصادما للعقل فانه يجب اللجوء الى تناويلها لألقتناع حينئذ بان ظاهرها غير المراد‬
‫‪ -2‬ان الدالئل اذا تعارضت فدل بعضها على اثبات حكم وبعضها على نفية فال نتركها متعارضة اال اذا أحسسنا‬
‫من انفسنا العجز ال ستحالة امكان الجمع بينها وامتناع جمعها متضافرة مرةواحدة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬‬
‫ويلزم القائلين (إن المسيح ابن هللا) أن تكون ذاته كذات هللا و له علم كعلمه و قدرة كقدرته‪ ،‬إلى سائر‬
‫الصفات األزلية وهذا باطل لألسباب التالية‬
‫‪ - 1‬في إنجيل (مرقص ‪ )13:32‬يقول المسيح على لسانه عن ميعاد يوم القيامة (و أما ذلك اليوم و تلك‬
‫الساعة فال يعلم بها أحد‪ ،‬وال المالئكة الذين في السماء‪ ،‬و ال االبن إال اآلب)‪ .‬يعني هللا تعالى فهذا إقرار من‬
‫المسيح بأنه ناقص علم حتى عن المالئكة‪ ،‬و أن هللا تعالى هو المنفرد بعلم الساعة‪ .‬و إن المسيح ال يعلم‬
‫شيئاً إال ما علمه هللا تعالى‪.‬‬
‫‪ - 2‬في إنجيل متي ‪ )40 - 37( 26‬يصف حال المسيح قبل الصلب المزعوم (وابتدأ يحزن ويكتئب) وكل من‬
‫يحزن و يتغير فليس بإله عند كل تقي صحيح سوي‪.‬‬
‫‪ - 3‬الذين يعتقدون أن الهوته لم يفارق ناسوته ولو طرفة عين أين كان الهوته لما مات الناسوت؟؟ وأين كان‬
‫الهوته عندما ضرب جسده بالسياط؟ وهو يصيح جزعا وخوفا؟ فأين كان الهوته من كل ذلك؟؟‬
‫‪ - 4‬في اإلنجيل يشهد بطبيعة واحدة للمسيح وهي اآلدمية‪ ،‬ففي (متى ‪( )13:58‬و أما يسوع فقال لهم‬
‫ليس نبي بال كرامة إال في وطنه وفي بيته) فهذا إقرار منه بأنه نبي من جملة األنبياء‪ ،‬وليس لألنبياء كلهم‬
‫إال طبيعة واحدة وهي اآلدمية‪.‬‬
‫‪ - 5‬شهادة شمعون الصفا رئيس الحواريين لليهود عندما تألبوا على المسيح فقال (أيها الرجال اإلسرائيليون‬
‫اسمعوا هذه األقوال يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل هللا بقوات وعجائب وآيات صنعها هللا بيده‬
‫في وسطكم كما أنتم أيضا تعلمون) (أعمال الرسل ‪ )2:22‬لقد شهد بطرس كبير الحواريين أنه رجل من جملة‬
‫الرجال اآلدميين و األنبياء المرسلين الذين أيدهم هللا بالمعجزات‪ ،‬وأن كل ما جرى منها على يدي المسيح‬
‫إنما هو بقدرة هللا ليس للمسيح فيه كسب‪.‬‬
‫‪ - 6‬وقولهم (إن المسيح إله تام و إنسان تام)‪.‬ويرد اإلنجيل على ذلك في لوقا (وإذا اثنان منهم كانا منطلقين‬
‫في ذلك اليوم إلى قرية بعيدة عن أورشليم ستين غلوة اسمها عمواس‪ .‬وكانا يتكلمان بعضهما مع بعض عن‬
‫جميع هذه الحوادث‪ .‬وفيما هما يتكلمان ويتحاوران اقترب اليهما يسوع نفسه‪ ،‬وكان يمشي معهما‪ .‬ولكن‬
‫أمسكت‪ ،‬أعينها عن معرفته‪ .‬فقال لهما ما هذا الكالم الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين‪ .‬فأجاب‬
‫أحدهما الذي اسمه كليوباس وقال له هل أنت متغرب وحدك في أورشليم ولم تعلم األمور التي حدثت فيها‬
‫في هذه األيام‪ .‬فقال لهما وما هي‪ .‬فقاال المختصة بيسوع الناصري الذي كان إنسانا نبياً مقتدرا في الفعل‬
‫والقول أمام هللا وجميع الشعب‪( ).‬لوقا ‪ )19 - 14:13‬فهذه شهادة من تلميذيه أنه رجل مصدق من هللا ليس‬
‫خالقا و ال بإله و ال بابن إله تعالى هللا عما يقولون‪.‬‬
‫‪ -2‬منهج المحدثين‪:‬‬
‫يقوم منهج المحدثين في نقد األناجيل على األسس التي ارتضاها علماء الحديث ‪ ،‬لتوثيق أو تضعيف‬
‫األحاديث المروية عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من حيث مراعاة قواعد الجرح والتعديل ‪ ،‬ومن حيث‬
‫عدد الرواة في كل طبقة أو حلقة من حلقات اإلسناد ومن حيث قواعد الجمع بين األحاديث التي تبدوا‬
‫متخالفة أو متعارضة في ألفاظها أو معناها وقائد هذا الفكر المهتدي الحسن بن أيوب في رسالته‪( :‬الرّدّ على‬
‫النصارى)‪ ،‬والتي قد نقل اإلمام ابن تيمية جزءاً كبيراً منها في كتابه‪( :‬الجواب الصحيح لمن بدل دين‬
‫المسيح)‪ ‬‬
‫نقد الرواة‪:‬‬
‫يالحظ المجادلون المسلمون‬
‫أوال‪ -‬إن كتبة األناجيل لم يحرروها في حياة عيسى عليه السالم األرضية ‪ ،‬وإنما حرروها بعد رفعه بزمن‬
‫يمكن أن يتطرق خالله النسيان إلى ذاكرتهم ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬أن جميع إتباع المسيح عليه السالم لم يزيدوا في حياته عن مائة وعشرين رجال وأنهم كانوا مستترين‬
‫بدينهم ‪ ،‬يدعون إليه سرا وكانوا مطاردين يقتل كل من يظهر منهم ‪ ،‬وبذلك ال يمكن أن يجتمعوا أو يجتمع عدد‬
‫كبير منهم في مكان واحد ‪،‬وأنهم ظلوا على تلك الحال قرابة ثالثمائة سنة‪.‬فبولس وهو من أعظم شخصيات‬
‫الجيل الثاني ‪ ،‬لم يعش مع الحواريين الذين رأوا عيسى عليه السالم مدة تمكنه من النقل عنهم‪.‬‬
‫النقد النصي‪:‬‬
‫ما ذكروه من تناقض بين عباراتها وتضارب بينها ‪ ،‬مما يستتبع التضارب والتناقض بين معانيها ‪.‬تتعلق إما بنسب‬
‫السيد المسيح عليه السالم ‪ ،‬أو بطبيعة رسالته ‪ ،‬أو بحادثة الصلب‪.‬‬
‫لماذا أتى يسوع إلى الناس ؟‬
‫في لوقا (‪( : )56 - 53 : 9‬يسوع يدعو للسالم) ‪" َ:‬فلم يقبلوه ألن وجهه كان متج ًها نحو أورشليم ‪ .‬فلما رأى‬
‫ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قاال ‪ :‬يا رب أتريد أن تقول تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل إيليا أيضاً ؟ ‪.‬‬
‫فالتفت وانتهرهما وقال ‪ :‬لستما تعلمان من أي روح أنتما ؛ ألن ابن اإلنسان لم يأتِ ليهلك أنفس الناس بل‬
‫ليخلص" ‪.‬ولكن لوقا يختلف مع نفسه (‪( : )51 - 49 : 12‬يسوع يدعو لالنقسام والحرب) ‪" َ.‬جئت أللقي ناراً‬
‫على األرض ‪ .‬فما أريد لو اضطرمت ‪ ...‬أتظنون أني جئت ألعطي سالماً على األرض ‪ .‬كال أقول لكم ‪ .‬بل‬
‫انقساماً" ‪.‬‬
‫من كانت رسالة المسيح ؟‬ ‫ل َ‬
‫في متى (‪ )24 : 15‬يقول المسيح ‪" َ:‬لم ُأرسل إال إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" ‪.‬ويؤكد هذا المسيح‬
‫لتالميذه في متى (‪" َ: )6 - 5 : 10‬هؤالء االثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائال ً ‪ :‬إلى طريق أمم ال تمضوا‬
‫وإلى مدينة للسامريين ال تدخلوا ‪ .‬بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" ‪.‬لكن يختلف مرقس (‬
‫‪" َ: )15 - 14 : 16‬أخيراً ظهر لألحد عشر وهم متكئون ‪ ...‬وقال لهم ‪ :‬اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا باإلنجيل‬
‫للخليقة كلها"‬
‫من أين تعليم المسيح ؟‬
‫في يوحنا (‪( : ) 16 : 7‬التعليم ليس من عنده) ‪" َ:‬أجابهم يسوع وقال ‪ :‬تعليمي ليس لي بل للذي‬
‫أرسلني" ‪.‬لكنه في يوحنا (‪( : )30 : 10‬التعليم من عنده) ‪" َ:‬أنا واآلب واحد" ‪.‬‬
‫‪ -3‬المنهج العقلي‪:‬‬
‫يقوم هذا المنهج على أساس "ال معقولية عقائد النصارى في التجسد والتثليث واألقانيم والخطيئة والصلب‬
‫والفداء ‪ ،‬وقرارات مجامع المسيحيين المقدسة وأراء فرق المسيحية وحقيقة االتحاد بين الالهوت والناسوت‬
‫وقائد هذا النهج الجاحظ في كتابه"الرد على النصارى"يقول "فيقال لهم ‪ :‬هل يخلو لو المسيح أن يكون إنسانا‬
‫بال إله ؟‪ ،‬أو إلها بال إنسان ؟ ‪...‬فإن زعموا أنه كان إلها بال إنسان قلنا لهم ‪ :‬فهو الذي كان صغيرا فشب‬
‫والتحى ‪ ،‬والذي كان يأكل ويشرب وينجو ويتبول ‪ ،‬وقتل بزعمكم وصلب ‪ ،‬وولدته مريم وأرضعته أم غيره هو‬
‫الذي كان يأكل ويشرب وينجو ويتبول ‪ ،‬وقتل بزعمكم وصلب ‪ ،‬وولدته مريم وأرضعته أم غيره هو الذي كان‬
‫يأكل ويشرب على ما وصفنا ؟؟؟ فأي شيء معنى اإلنسان إال ما وصفنا وعددنا ؟ وكيف يكون إلها بال إنسان‬
‫وهو الموصوف بجميع صفات اإلنسان ؟ وليس القول في غيره ممن صفته كصفته إال كالقول فيه ‪.‬وان زعموا‬
‫أنه لم ينقلب عن اإلنسانية ولم يتحول عن جوهر البشرية ولكن لما كان الالهوت فيه صار خالقا وسمي‬
‫إلها ‪ ،‬قلنا لهم ‪ :‬خبرونا عن الالهوت أكان فيه وفي غيره أم كان فيه دون غيره؟ فإن زعموا أنه كان فيه وفي‬
‫غيره فليس هو أولى بأن يكون خالقاً ويتسمى إلها من غيره ‪ ،‬وان كان فيه دون غيره فقد صار الالهوت‬
‫جسما "ثالث رسائل ألبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ المتوفي ‪ 255‬هـ ‪" ،‬األولى في الرد على النصارى"ص‬
‫‪.19-18‬‬
‫كتبه ‪/‬محمد الحسيني الريس‬
‫‪J’aime · ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪Vu par 14 personnes‬‬

‫‪ aiment ça.‬شويحة محمد شريف ‪ et‬همس الدواخل‬

‫‪‬‬

‫‪Foughali Said‬‬
‫هل هدا المقال داخل في االمتحان‬
‫‪10 janvier, 21:39 · J’aime‬‬

‫‪‬‬

‫‪Écrire un commentaire...‬‬

You might also like