Professional Documents
Culture Documents
خنشــــــــلة
وهو نظام قانوني مطبق أساسا ً في إنج لترا ،ثم امتد ليطبق في الدول التي تأثرت بنظمها مثل
الواليات المتحدة األمريكية ،وأستراليا ونيوزيلندا ،ويطلق على األنظمة القانونية التي تأثرت
بالنهج القانوني اإلنكليزي تسمية :نظم الشريعة العامة (أو القانون العام) وتتحدد خصائص
النظام األنجلوساكسوني ،بالخصائص التالية:
ـ القدم واالستمرارية :حيث يالحظ أن القانون في دول أوروبة قاطبة تقريبا ً ينفصل عن
الماضي بثورة أو بإعالن استقالل ،أو بالتقنين ،إال أن للقانون في إنجلترة ،وهي مهد الشريعة
األنجلوساكسونية ،تاريخا ً مستمراً يعود بجذوره إلى القرن السادس الميالدي،
والقانون اإلنج ليزي بهذه الخصوصية فريد من نوعه ،فقواعده قديمة ال يمكن أن تفقد قوتها
بمرور السنين ،لدرجة أن هناك قضية تم الفصل فيها سنة 1946استناداً إلى قانون صادر
سنة .1381
ـ عدم التقنين :فالقانون اإلنج ليزي والنظم التي حذت حذوه قانون غير مقنن ،في حين أن
قوانين القارة األوربية ،كما سلف ،لها تقنياتها المعروفة ،غير أن هذا القول يجب أالّ يؤخذ
على إطالقه ،إذ نالحظ أن بعض القوانين الفرنسية ـ وهي مهد التقنين ـ غير مقننة،
كالقانون اإلداري ،في حين أن بعض موضوعات القانون اإلنجليزي مقننة،
كقانون السرقة مثالً ،غير أن الطابع الغالب على القانون اإلنجليزي أنه قانون غير مقنن في
مدونات قانونية تشتمل على مبادئه العامة.
ـ الطابع القضائي :فال يزال القانون اإلنجليزي معتمداً على أحكام السوابق
القضائية كمصدر أساسي ورسمي لمبادئه ونظرياته ،ومما ساعد القضاء اإلنجليزي على
أداء هذا الدور اإلنشائي األسباب التالية:
تأخر ظهور التشريع كمصدر أساسي للقانون اإلنجليزي حتى القرن التاسع عشر ،فقبل .1
ذلك كان ال بد أن يسد القضاء هذا النقص ،وحتى عندما أصبح التشريع مصدراً أساسيا ً
للقواعد القانونية ،فإن الغالب عليه هو كثرة التشريعات الجزئية ،التي ال تشتمل على
مبادئ عامة ،مما أدى إلى بقاء الدور اإلنشائي للقضاء اإلنجليزي.
عدم تقنين القانون اإلنج ليزي :ألن التقنين ينصب عادة على كل من القواعد الجزئية، .2
والمبادئ الكلية ،وبإتمام التقنين يتقيد الدور اإلنشائي للقضاء إلى حد كبير.
األخذ بنظام السوابق القضائية :ترتب على األخذ بنظام السوابق القضائية الملزمة ،أن .3
أصبح القضاء اإلنكليزي مصدراً رسميا ً للقواعد القانونية ،فالمحاكم الدنيا تتقيد
بأحكام المحاكم األعلى منها درجة ،كما تتقيد المحاكم العليا بما سبق أن قضت به في
القضايا المماثلة.
-غلبة الطابع اإلجرائي :من بين المالمح الهامة للشريعة العامة في القرون الوسطى غلبة
الطابع اإلجرائي على قواعدها ،والتأكيد على أن التدبير القضائي هو الذي يخلق الحق،
وليس العكس ،وبذلك فإن الشريعة العامة تبدأ من اإلجراء لتصل إلى الحق .لذلك كانت
الدعاوي في المحاكم الملكية تبدأ بواحدة أو بأكثر من صيغ الدعاوي المحددة ،فإذا عجز
المدعي عن إيجاد صيغة مقبولة لدعواه ،فإن ذلك كان يعني ضياع حقه.
-عدم التأثر بالقانون الروماني :فالقانون اإلنجليزي لم يتأثر بالقانون الروماني ،على
خالف معظم قوانين الدول األوربية ،وذلك ألن القانون الروماني خالل القرنين الخامس
عشر والسادس عشر قد تطور تطورا ً ذاتيا ً متحرراً من رقابة القانون الروماني.
-القضاء الموحد :فالدول التي تأخذ بالنظام القانوني األنجلوساكسوني يسود فيها نظام
القضاء الموحد ،فال يوجد فيها قضاء متخصص في المنازعات اإلدارية إلى جانب القضاء
العادي ،وذلك على أساس أن القضاء العادي بتكوينه واختصاصاته يحقق ضمانا ً أكبر
لألفراد ،إذ ال سلطان لإلدارة عليه ،وهو ال يخضع إال لحكم القانون .