Professional Documents
Culture Documents
الإدارة التربوية
الإدارة التربوية
اإلدارة الرتبوية
الطبعة األوىل
1114هـ1419 -م
elbardyprint@yahoo.com
مقدمة السلسلة
منذ 52عا ًما ُع ِقد يف دار الفكر العريب اجتامع ضم نخبة من أساتذة الرتبية يف مجيع
التخصصات الرتبوية ملناقشة إصدار سلسلة املراجع يف العلوم الرتبوية ،وكان هناك
اجتاهان ،االجتاه األول :قوي وكثري األتباع ،واالجتاه الثاين :ضعيف وقليل األتباع .االجتاه
األول يرى أن تكون مراجع السلسلة علمية بحتة ومن ثم حيادية وأال تكون أحادية
االجتاه كام يقولون أو إسالمية التوجه كام يقصدون ،ومن األفضل أن تضم مسلمني
وعلامنيني ومسيحيني وقوميني من جامعات خمتلفة وختصصات متعددة ،ودار نقاش
وحوار بني اإلخوة الزمالء انتهى إىل األخذ باالجتاه األول ،وتكونت جلنة من األساتذة
املتميزين يف ختصصاهتم لإلرشاف عىل تلك السلسلة والتي أثمرت بالفعل جمموعة متميزة
من املراجع يف العلوم الرتبوية ،كانت هلا مكانتها العلمية وسمعتها املحرتمة يف اجلامعات
املرصية والعربية واإلسالمية ،وكان من فضل اهلل أن تم اختياري بإمجاع الزمالء كأحد
أفراد جلنة اإلرشاف عىل السلسلة ،وأن أشارك فيها النقاشات حول كل كتاب صدر
بالسلسلة ،وإن كان يل كتاب أعتربه أفضل ما كتبت حتى اآلن حول "املنهجية اإلسالمية
يف البحث -الرتبية نموذجا :النظرية والتطبيق" والذى درسته يف مرص والسعودية
وعقدت حوله دورات وورش عمل يف معظم كليات الرتبية يف مرص
واإلمارات العربية ُ
مما زادين إيامنًا بسالمة الطريق الذى أسري فيه منذ أن كنت طال ًبا يف املاجستري بجامعة عني
شمس "املاجستري بعنوان :اآلراء الرتبوية يف كتابات ابن سينا" إىل أن حصلت عىل
الدكتوراه من جامعة إكسرت "Exeterبإنجلرتا عن تطور التعليم يف األزهر -2885
2885م . The Educational Development of Al-Azhar 1882-1982.
مدرسا بقسم
ً ثم كان إنتاجي العلمي كله يف حقل الرتبية اإلسالمية منذ أن كنت
أصول الرتبية جامعة املنصورة إىل أن أصبحت أستا ًذا بقسم أصول الرتبية ،ورئيس
فمقررا للجنة العلمية لرتقية األساتذة واملدرسني املساعدين يف
ً قسم أصول الرتبية،
الرتبية ثم اللجنة العليا للرتبية وعلم النفس واملناهج ،وهذا كله من فضل اهلل
وتوفيقه.
`
السلسلة
مقدمة الفهـرس 1
اإلسالمي قد ظهر جل ًيا يف كتابايت الرتبوية السابقة ،وهو رضوري أن يظهر عىل أنه ينبغي
معايرته بالقرآن ،وكذلك الفكر اإلنساين كله البد أن ُُيلل يف ظل روح القرآن وهيمنته.
إن كتَّاب تلك السلسلة مطالبون منهج ًّيا بااللتزام بتلك الروح املنهجية القرآنية يف
كتاباهتم لتلك السلسلة وباألوبة معي إىل "القرآن الكريم" وسيطرة روحه السامية
وطبيعته اإلصالحية واخلريية ،والذي هيدي للتي هي أقوم .إن املترشفني باالنتساب إىل
تلك السلسلة البد أن يستغفروا معي رهبم تربو ًّيا ،وجيتهدوا ألن يعيشوا يف ظالل القرآن
وهديه يف إنتاجهم العلمي الذي يقومون به ،وأن جيددوا قوى إيامهنم باستمرار بالقرآن
القادر عىل إصالح كل من :التعليم ،والطالب ،واملعلم ،واألهداف .فهيا بنا هيا نجدد
إيامننا بالقرآن الكريم وقدرته عىل اهلداية للتي هي أقوم يف الرتبية كام يف السياسة
واالقتصاد واالجتامع .وإن شاء اهلل سنعمل جاهدين عىل الدخول للعلوم الرتبوية من
خالل منهجية إسالمية ،مع القيام بمراجعات نقدية لكتابايت يف الرتبية اإلسالمية عىل
سبيل املثال لتوضيح ما هو املطلوب منا يف املرحلة القادمة.
وستصدر تلك السلسلة يف مخسة أقسام:
هذا وباهلل وحده التوفيق ،إن أحسنا فمن اهلل ،وإن أسأنا أو أخطأنا فمن نفسنا
والشيطان ،ونحن يف انتظار تفاعلك معنا عزيزي القارئ بشوق أن تفيدنا بمقرتحاتك.
`
هي العني الغربية أو العلامنية التي درسوا هبا وتربوا عليها ،هو جهد مشكور ال
يمكن إنكاره ،وقد يكون فيه بعض الفائدة.
وأما الفريق الثاين :فهو فريق قد ال يملك اإلمكانات والقدرات التي جتعله
قادرا عىل التعامل مع الفكر األجنبي ،خاصة الذين درسوا داخل الوطن ومل تتح هلم
الفرصة للحصول عىل الدكتوراه من أحد دول العامل املتقدم ،فكان نصيبهم أن
ركزوا عىل زخائر القرآن الرتبوية ،وزخائر السنة النبوية ،وقدموا دراسات جيدة،
ولكنها هي األخرى بعني واحدة وهي العني اإلسالمية.
والصنف الثالث وهو القليل
تـقـديـم
الفهـرس 01
مـقـدمـة
منذ أن توىل اإلنسان خالفة األرض منذ قديم الزمان ،وهو يامرس اإلدارة يف كل
شئون حياته ،فبدأت اإلدارة ،بسيطة بساطة احلياة ثم بدأت تنمو وتتطور وتتعقد بنمو
وتطور وتعقد احلياة عىل سطح األرض.
ومع ظهور الثورات املتتالية يف حياة اإلنسان ابتدا ًء من الثورة الزراعية فالثورة
وأخريا الثورة املعلوماتية ،نمت وتطورت ً الصناعية فالثورة العلمية والتكنولوجية
اإلدارة ،فام كان ألي من هذه الثورات أن تنجح وتستقر بدون إدارة سليمة حاكمة
علام ُيدْ رس ويد َّرس ،واهتم به الكثري من العلامء وكتب
متميزة؛ لذا أصبحت اإلدارةً ،
عنها العديد من املؤلفني ودرسها الكثري من الباحثني ،ودخلت اإلدارة كل جماالت احلياة
وكل العلوم والقطاعات املوجودة بالدولة.
وعلم اإلدارة من العلوم األصيلة يف الرشيعة اإلسالمية وهلا باع طويل يف الرتاث
اإلسالمي ،وعندما نمعن النظر يف مواقف الرسول ^ نجده قد استخدم اإلدارة بمعناها
احلقيقي الشامل وذلك يف معامالته مع الناس ودعوته إليهم يف تعامله مع زوجاته ويف
غزواته ،وجاء من بعد الرسول ^ اخللفاء الراشدون فكانوا خري مثال لرجال اإلدارة
احلقيقيني الذين أشاعوا يف الدنيا العدل وذلك ألخذهم بمبادئ اإلدارة الصحيحة وأوهلا
التخطيط.
`
وإذا كان استقراء التاريخ يدلنا عىل قاعدة ذهبية يف العمل الرتبوي مؤداها "أن كل
تطور للتعليم قوامه تطوير يف إدارته ،لذا فإن االسرتاتيجية السليمة لتطوير النظم الرتبوية
هي تلك التي تأخذ يف صلب حساهبا تطوير إدارات هذه النظم وجتديدها" .ويمكن
الذهاب إىل حد القول بأن االسرتاتيجية املثىل لتطوير النظم الرتبوية هي إعطاء أولوية –
إن مل تكن األولوية– للتحديث وجتديد إدارهتا.
ومن هنا كان رضور ًّيا وجود نوع من :التخطيط والتنظيم والرقابة اإلدارية والذي
قادرا عىل إدارة العملية الرتبوية وقيادهتا ،بام يؤدي يف النهاية إىل حتقيق أهداف
يكون ً
التعليم والرتبية التي ينشدها املجتمع.
ومن هنا كان من الرضوري التخطيط إلدخال التجديدات الرتبوية بوعي وبصرية
تفهام عمي ًقا من جانب القيادات الرتبوية لطبيعة التجديد وضامنات نجاحه
وهذا يتطلب ً
فإن مل يتم ذلك حدثت األخطاء واالنحرافات واإلمهال والتقصري وسوء االستعامل
لألجهزة واألدوات ،وواجب رجل اإلدارة التعليمية أن يتعرف عىل موضع اخللل وُيدده
وهذا ما يمليه عليه دوره يف الرقابة واإلرشاف ،ولكن ما هي وسائل القيادة الرتبوية يف
التعرف عىل مواطن الضعف واخللل يف العملية الرتبوية؟ هناك وسائل متنوعة يمكن من
خالهلا متابعة املسرية الرتبوية فهناك تقارير متابعة العمل ،والبيانات اإلحصائية،
والزيارات امليدانية ،والوقوف عىل سري العمل بطريقة مبارشة ،واالستفسارات ،ونتائج
عمليات التقويم للجوانب الكمية والنوعية وغريها من الوسائل الكثرية التي تستطيع من
خالهلا القيادات الرتبوية أن تكون صورة واضحة عن العمل ،ومن الوسائل احلديثة التي
يستعان هبا أيضا يف هذا السبيل وضع نظام جيد وفعال لإلرشاف والرقابة واستخدام
مقدمة
الفهـرس 11
األساليب العلمية يف قياس معدالت األداء ،والنظم احلديثة يف حتليل املادة العلمية
ومعاجلة املعلومات والبيانات.
لذا ،اهتم العلامء الرتبويون بعلم إدارة الرتبية ،وأصبح من العلوم التي تدرس
ونظرا ألمهية إدارة الرتبية وتأثرها
ً عمليات اإلدارة الرتبوية وجترى فيه األبحاث املتقدمة،
باملتغريات املتالحقة يف املجتمع؛ كان البد من مجع معظم وأهم ما خيص اإلدارة الرتبوية
يف كتاب يساعد قارئه عىل فهم اإلدارة الرتبوية ،ويساعد املامرسني لإلدارة الرتبوية عىل
خمتلف املستويات عىل تطبيق عمليات اإلدارة الرتبوية الفعالة.
هلذا يعرض هذا الكتاب موضوعات اإلدارة الرتبوية يف فصول متكاملة ومرتابطة،
الفصل األول "اإلدارة الرتبوية من منظور إسالمي" ويتضمن -بعد املقدمة -أربعة
حماور :أوهلا :ماهية اإلدارة الرتبوية من منظور إسالمي .وثانيها :مصادر الفكر اإلداري
من منظور اإلسالم .وثالثها :خصائص وسامت اإلدارة من منظور اإلسالم .والرابع
مبادئ وأسس اإلدارة اإلسالمية .وتضمن الفصل الثاين "اجلودة الشاملة يف التعليم"
ثالثة حماور رئيسة :أوهلا :اجلودة الشاملة يف التعليم -املفاهيم األهداف األسس
واملبادئ ،وثانيها :اجلودة الشاملة يف التعليم-مراحل وخطوات التطبيق واملعوقات-
وثالثها :اجلودة الشاملة يف التعليم-نامذج التطبيق واملقومات ،وتناول الفصل الثالث
"بعض األليات املعارصة لضامن اجلودة الشاملة يف التعليم" ثالثة حماور رئيسة :أوهلا:
نظام االعتامد – العام واملهني -والثاين :اجلوائز العاملية للجودة-جائزة ديمنج اليابانية
وجائزة مالكوم بالدريج القومية .والثالث :تطبيق معايري(األيزو (I.S.Oيف التعليم –
اخلطوات والرشوط واألمهية ،-وعرض الفصل الرابع "ثقافة اجلودة الشاملة يف
التعليم" من خالل ثالثة حماور :األول :اإلطار املفاهيمي لثقافة اجلودة يف التعليم
ومقوماهتا .والثاين :متطلبات بناء ثقافة اجلودة الشاملة يف املؤسسات التعليمية.
والثالث :نامذج نجحت يف ترسيخ ثقافة اجلودة الشاملة .وتضمن الفصل اخلامس
"إدارة األمزمات التعلييية" ثالثة حماور ،األول :اإلطار املفاهيمي إلدارة األزمات
التعليمية .والثاين :مالمح األزمة التعليمية وأساليب التفاعل معها .والثالث :بعض
نامذج من أزمات اإلدارة التعليمية.
`
املؤلف
أ.د .حميد حسنني العجيي
أستاذ اجتامعيات الرتبية وإدارهتا
كلية الرتبية -جامعة املنصورة
مقدمة
الفهـرس 11
المحتويات
الصفحة املوضوع
3 مقدمة السلسلة
8 تقديم
22 مقدمة
الفصل األول
اإلدارة الرتبوية من منظور إسالمي
11 مقدمة
55 ً
أول :مفاهيم اإلدارة الرتبوية من منظور إسالمي (القتداء – التطبيق)
56 ثان ًيا :مصادر الفكر اإلداري من منظور اإلسالم
56 أ -القرآن الكريم
52 ب -السنة النبوية املطهرة
58 جـ -حركة احلياة يف املجتمع اإلسالمي
58 د -الرتاث احلضاري اإلنساين
32 ثال ًثا :خصائص وسامت اإلدارة من منظور اإلسالم
32 أ -الشمول
33 ب -الشورى
36 جـ -التعاون
32 د -العمل وكسب الرزق
38 هـ -التسامح
04 و -إدارة الوقت وأمهيته
02 راب ًعا :مبادئ وأسس اإلدارة من منظور اإلسالم
02 أ -اإلخالص
05 ب -األمانة
00 جـ -العمل اجلامعي
`
الفهـرس 16
الصفحة املوضوع
248 ثان ًيا :اجلوائز العاملية للجودة
248 أ -جائزة ديمنج اليابانية Deming Quality Award
ب -جائزة مالكومل بالدريج القومية Malcolm Baldrige National
222 Quality Award
222 ثال ًثا :تطبيق معايري (األيزو )I.S.Oيف جمال التعليم
228 أ -اخلطوات
254 ب -الرشوط
255 جـ -أمهية تطبيق املواصفة القياسية الـ ()I.S.O
الفصل الرابع
ثقافة اجلودة الشاملة يف التعليم اإلطار
املفاهيمي -املقومات -النماذج
232 مقدمة
233 ً
أول :اإلطار املفاهييي لثقافة اجلودة الشاملة يف التعليم ومقوماهتا
233 أ -مفهوم ثقافة اجلودة الشاملة
230 ب -مكونات ثقافة اجلودة الشاملة
232 جـ -أهداف ثقافة اجلودة الشاملة
236 د -أمهية ثقافة اجلودة الشاملة
238 هـ -خصائص ثقافة اجلودة
204 و -مقومات ثقافة اجلودة الشاملة
206 ثان ًيا :نحو بناء ثقافة اجلودة الشاملة يف املؤسسات التعلييية
206 أ -املبادئ األساسية التي يقوم عليها بناء وخلق ثقافة اجلودة الشاملة
206 ب -املتطلبات األساسية خللق ثقافة اجلودة الشاملة
202 جـ -مراحل بناء وخلق ثقافة اجلودة الشاملة
220 ثال ًثا :نامذج نجحت يف ترسيخ ثقافة اجلودة الشاملة
220 أ -النموذج اإلسالمي لرتسيخ ثقافة اجلودة
226 ب -النموذج الياباين لرتسيخ ثقافة اجلودة
`
الفهـرس 18
اإلدارة الرتبوية من منظور إسالمي
املقدمة.
ا
أوًل :ماهية اإلدارة الرتبوية من منظور إسالمي.
ثان ايا :مصادر الفكر اإلداري من منظور إسالمي.
ثال اثا :خصائص وسامت اإلدارة من منظور إسالمي.
راب اعا :مبادئ وأسس اإلدارة اإلسالمية.
عود عىل بدء.
`
`
اإلدارة -كمامرسة -قديمة قدم احلضارات اإلنسانية املتتابعة والتي سادت ثم بادت
احلضارة الصينية واإلغريقية واليونانية واآلشورية والفرعونية والرومانية وغريها .وقد
توالت النظريات اإلدارية واملدارس املختلفة لتأكيد هذا التوجيه وتعميق مفاهيمه إىل
وقتنا احلارض وقد أخفقت هذه النظريات واملدارس بدرجات متفاوتة يف معاجلة
املشكالت اإلدارية والتنموية لعدة أسباب .وبالتايل أصبحت تدور يف حلقة مفرغة منذ
ذلك احلني وحتى اآلن عىل الرغم من التقدم التقني يف مجيع املجاالت.
وأصبحت احلاجة ماسة يف الوقت احلارض ملعرفة ماهية اإلدارة اإلسالمية وأمهيتها
للناس وخصوصا يف الدول العربية واإلسالمية كبديل وحل أمثل لتناسبها مع قيمها
ومعتقداهتا -من جانب -وللتأثري عىل بقية الدول كنموذج ينافس النموذج األمريكي
واألورويب –خاصة -بعد اهنيار وانحسار النموذج الشيوعي.
وإذا كنا قد أدركنا أنه ال يوجد تعريف موحد بني كتب اإلدارة هلذا املفهوم ولكن
يمكن معرفة العنارص الرئيسة فيه ،والتي تكاد تكون مشرتكة يف األهداف واملبادئ الالزمة
للقيام باألنشطة املختلفة .وهكذا ُسميت العمليات اإلدارية املتمثلة يف التخطيط والتنظيم
والتوجيه واختاذ القرارات من قبل األفراد يف املنظمة لتحقيق تلك األهداف (باإلدارة).
ويف هذا الصدد ينظر ملفهوم اإلدارة – من املنظور اإلسالمي – باعتبارها "تلك
العملية التي يتحىل منتسبوها – أفرادا ومجاعات وأتباعا – بالعلم واإليامن عند أدائهم
األعامل املوكلة إليهم يف مجيع القطاعات وعىل اختالف مستوياهتم اإلدارية
ومسئولياهتم".
ويرى البعض بأهنا "تلك العملية التي يقوم منتسبوها بتنفيذ اجلوانب املختلفة
للعملية اإلدارية من ختطيط وتوجيه ورقابة وعلم وإيامن يف إطار السياسة الرشعية".
ويتضح من التعريفني السابقني شموليتهام لكل ما حتتويه النظريات الوضعية يف
تعريفها لإلدارة كعلم ،عىل الرغم من اختالف الرتكيز فيها عىل جوانب دون أخرى إال
أهنا تضيف جانبا مهام مفقودا من تلك النظريات أال وهو اجلانب العقائدي واإليامين،
إن كثريا من القادة واإلداريني يكتفي بمجرد نظرة عابرة إىل العاملني معه ،أو يكتفي
بالسؤال العابر ،أو يف بعض األحيان قد يقتنع بتصفح التقارير املكتوبة له من املسئولني
الفرعيني ..كل ذلك وهو بعيد عن موقع التفاعل ومكان اإلنجاز .إن هذا هو أكرب أسباب
البالء الذي يصيب العمل ..إن القائد املنفصل عن موقع العمل قائد ومهي يقود خياال
يتصوره يف عقله فقط وال عالقة له من قريب أو من بعيد باحلقائق .فالشخصية القيادية
املسلمة تتصف بسامت وخصائص متيزها عن غريها باعتبار أن الدين اإلسالمي والبيئة
االجتامعية والثقافية والسياسية واالقتصادية اإلسالمية تلعب دورا مهام يف بناء هذه
مهام لصناعة قيادة ناجحة متفوقة عىل غريها من القيادات
الشخصية التي تعترب مقوما ً
املتأثرة بالثقافات والنظريات القيادية األخرى باعتبار أن رجل اإلدارة املسلم يتصف
بالقيم واملبادئ اإلسالمية ويتقن عمله ويزيد إنتاجه تطبيقا لقول الرسول الكريم ﷺ:
"إِن اهلل حُيِب إِ َذا َع ِم َل َأ َحدح كحم َع َمالا َأن حيت ِقنَه" (رواه البيهقي يف شعب اإليامن).
وخالصة القول ..إن مجيع الصفات التي تتوافر لدى القائد اإلداري الديمقراطي
تتفق مع املبادئ واألسس التي جاء هبا اإلسالم من قوة الشخصية مع التواضع وعدم
التكرب ،وتقبل النقد البناء ومراعاة الفروق الفردية عند توزيع املسئوليات والواجبات
واالهتامم بمشكالت العاملني الشخصية ومساعدهتم يف إاجاد احللول املالئمة.
فالقيادة ظاهرة اجتامعية هامة تتأثر بظروف املجتمع سياسيا واقتصاديا واجتامعيا
وثقافيا؛ ولذا فإن هناك عالقة تفاعل بني املجتمع وقادته وكل جمتمع له نوع من القيادة
يالئمه ..فقادة املجتمع الصناعي مثال خيتلفوا عن قادة املجتمع الزراعي وهكذا .ولكن،
ماذا عن مصادر الفكر اإلداري من منظور اإلسالم؟
`
وقال عمر بن اخلطاب " :واهلل ما أحد أحق ِبذا املال من أحد ،واهلل ما من
املسلمْي أحد إًل وله يف هذا املال نصيب إًل عبدا ا مملوكاا ،ولكنا عىل منازلنا من كتاب اهلل
تعال وقسمنا من رسول اهلل ^ فالرجل وبالؤه يف اإلسالم ،والرجل وقدمه يف اإلسالم،
والرجل وغناؤه يف اإلسالم ،والرجل وحاجته".
وكان رسول اهلل ﷺ يتعاون مع الصحابة يف كل األمور فتعاون معهم يف حفر اخلندق
ويف بناء املسجد ويف الغزوات كان الرسول ﷺ خيرج مع الصحابة واجاهد معهم وقد تبعه
اخللفاء الراشدون يف التعاون مع الرعية ومشاركتهم يف أعامل كثرية مثل املعارك.
د -العمل وكسب الرزق
اإلسالم حيث عىل العمل من املسلمني وكسب الرزق والسعي يف طلب الرزق ،فقال
تعاىل :ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥﯦ ...ﯰ ﭼ ]التوبة[.
ويقول الغزايل يف كتاب اإلحياء( :كان النبي جالسا مع أصحابه يوما ،فرأوا شابا ذا
جلد وقوة وقد بكر يسعى فقالوا" :ويح هذا" يقصدون بذلك الشفقة والرتحم ،لو كان
َارا َف حه َو ِيف َسبِ ِ ِِ ِ شبابه وجلده يف سبيل اهلل :فقال ﷺ" :إِن ك َ
يل اهلل، َان َيس َعى َع َىل َو َلده صغ ا
`
ِح َُه اهللُ َردَ الض ْي َعةَ ن َع ْب َِد ال َع ِز ْي َِز َر ِ َ الول ِ ْي َِد َأنَ ُع َم ََر ْب ََ ن َ ار ال َعن ِ ْيدََ ُع َم ََر ْب َِ جلب َََ و َملا َب َل ََغ ا َ
ل َعدْ ل ِ َِه َو َي ْز ُع َُم أنه جور ،فقال ض َع َ َن َعبْ َِد ال َع ِز ْي َِز َي ْع َ َِت ُ َ َب إىل ُع َم ََر ْب َِ الذ ِميَ َكت َ َ ل ِ َع َ َ
ت عليهم ورست اءَ ،و ِع ْب َ َ ن اخل َل َف ِ ِ
يف كتابه إنك قد ازدريت عل من كان قبلك م َْ ُ
ت َما َأ َم ََر اهللُ بِ َِه َْ
أن همَ .ق َط ْع َ َ ن َأ ْوالَ ِد َْ بغري رسهتم بغض ًَا هلم وشين ًَا ملن بعدهم ِم َْ
ال َج ْو َرًَا ت ا َمل َِ ال ُق َر ْيشَ َو َم َو ِار ْيثِهم َف َأ ْد َخ ْلت ََها َب ْي َ َ إىل َأ ْم َو َِ ت ََ ل إ َْذ َع َمدْ َ َ ُي ْو َص َ َ
ال ،والسالَ َُم. ل َه ِذ َِه الَ ِ ك َع َ َ َت ََ َو ُعدْ َوا َن ًاَ ،و َل َْ
َ ن ُت ْ َ
ن َع ْب َِد اهلل يمِ .م َْ ن الر ِح َْ بس َِم اهلل الر ِْح َِ ن َعب َِد الع ِزي َِز كِتَاب َه َكت َ ِ
َب إ َل ْي َهْ : َُ َ َف َلمَ َق َر ََأ ُع َم َُر ْب َُ ْ َ ْ
هللِ َر ِّ َ
ب ل ْمدَُ َ ي َوا َ ل ا ُمل ْر َسلِ ْ ََ ال َُم َع َ َالول ِ ْي َِد الس ََ ن َ ن َع ْب َِد ال َع ِز ْي َِز إىل ُع َم ََر ْب َِ ُع َم ََر ْب َِ
ك َبنَا َن َُةالول ِ ْي َِد َف ُأ رم َ َ
ن َ ك َيا ا ْب ََ ل َش ْأنِ َ َ ي كِتَا ُب َكَ ،أما َأو َ َ ي َأما َب ْعدَُ َف َقدَْ َب َل َغن ِ َْ ال َعا َملِ ْ ََ
ل يف َح َوانِ ْيتِ َها ُثمَ اهللُ َأ ْع َل َُم ِ َِباُ َ .ثمَ ص َوتَدْ ُخ ُ َ ِح َ َ ق ِْ ف يف ُس ْو ِ َ َت َت ُط ْو ُ َ الس ُك ْو َِن كان ْ َ ر
س ا َمل ْو ُل ْو ُدُ ،ثمَ ك َفبِ ْئ َ َ ت بِ َ َ ك َف َح َم َل ْ َ ي َف َأ ْهدَ َاها ألبِ ْي َ َ ِ ِ
ال ا ُمل ْسلم ْ ََ ِ ِ َت َاها ُذ ْب َي َُ
ن َم َ ان م َْ ْاش َ َ
ال اهلل ك َم َ َ ل َب ْيتِ َ َ ك َو َأ ْه َ َ ي إ َْذ َح َر ْمتُ َ َ ن الظاملِ ْ ََ ّن ِم َْ ْت َجب َارًَا َعن ِ ْيدًَََا ت َْز ُع َُم َأ ِّ َ ت َوكن َ َ ن ََش ْأ َ َ
ل. ي َواألَ َر ِام َِ ات َوا َمل َساكِ ْ َِ ق ال َق َرا َب ِ َ يف َح ِّ َ الذي ُه ََو ِ َ اىل ِ َت َع َ َ
ل ُجن َِْد ا ُملسلِ ِم ََ
ي ك َصبِيَا َس ِف ْي ًَها َع َ َ اس َت ْع َم َل َ َ ن ْ ك ل ِ َع ْه َِد اهلل َم َْ ِّي َو َأت َْر ََ َوإِنَ َأ ْظ َل ََم ِمن َْ
ك َما الوال ِ َِد ل ِ َو َل ِد َِه َف َو ْيلَ ِألبِ ْي َ َ ب َ ك نِ ِّيةَ إِال ُح ر َ ن َل َُه يف َذل ِ َ َ َول ْ َي ُك َْ ك َ ََ َ َْت ُك َْم فِ ْي ِه َْم بِ َر ْأيِ َ َ
ن ُخ َص َم ِئ َِه. وك ِم َْ الق َيا َم َِة َو َك ْيفََ َين ُْجو أ ُب ََ أ ْك َثر ُخ َص َم ُؤ َُه َي ْو َم َِ
وكان سيدنا عمر بن عبد العزيز يرجح التحقيق العادل عل التحقيق الصارم ..وذلك
فيام يروى أن عدي بن أرطأة كتب إىل عمر بن عبد العزيز فقالَ :أما بعد َأص َلح اهلل ِ
األم ْ َي َّ َ ْ ْ َ
اج ِه ِم ْن أ ْي ِد ْْيِم إل عل استِ ْخر ِ ِ ِ ِ
إن ق َبيل أنَاسا من الع َّامل َقد ا ْق َت َطعوا مال َعظ ْيام َل ْست َأ ْقدر َ ْ َ
ِ َف َّ ِ
َب إِ َل ْي ِه ِ
ؤمنني َأ ْن َيأ َذ َن ِ ْل يف َذل َك َأ ْف َعلَ .ف َكت َ َ إن َر َأى َأ ِم ْي امل
اب َف ْ أن أ َم َّسهم بِ َشء ِمن ال َع َذ ِ ْ
اب َب َش َك َأ ِّ ّْن َل َك ِو َقا َية ِم ْن اي يف َع َذ ِ ب ِمن ِ ِ
است ْئ َذان َك إ َّي َع َمرَ :أ َّما َب ْعد َفال َع َجب ك َّل ال َع َج ِ ْ ْ
ط اهلل َع َّز َو َج َّل َفانْظ ْر َم ْن َقا َم ْت َع َل ْي ِه َب ِّينَة اب اهلل و َك َأ َّن ِر َض ِائي َعن َْك ين ِْجي َك ِمن س َخ ِ
ْ َ ْ ْ َ َع َذ ِ
است َْحلِ ْفه ِ ِ
عدول فخذه بِ َام َقا َم ْت بِه ال َّب ِّينَةَ .و َم ْن أ َق َّر ل َك بِ َشء َفخ ْذه بِ َام أ َقر بِه َو َم ْن َأ ْنك ََر َف ْ
أن أل َقى اهلل بِ ِد َم ِائ ِه ْم أحب ِمن ْ َاِت ْم َ باهللِ ال َعظِ ْي ِم َو َخ ِّل َسبِ ْي َله َوا ْيم اهللِ ْ
ألن َي ْلق ْوا اهلل بِخ َيان ِ
والس َالم".
َّ
ومن أعجب ما روي يف العدل ..إقامة سيدنا عمر بن اخلطاب احلد عل ولده -فقد
دخل عبد الرمحن بن عمر وأبو رسوعة عل عمرو بن العاص "وال مص" فقال لعمرو
ابن العاص أقم علينا حد اهلل فقد أصبنا البارحة ُشابا فسكرنا فانصف عنهام عمرو بن
العاص ،ولعله كان يف ذلك يراعي عمر بن اخلطاب فال يقيم احلد عل ولده .فقال له عبد
الرمحن :إن مل تفعل أخَبت أيب -يعني عمر بن اخلطاب -واضطرب عمرو بن العاص
وخش أن يعزله عمر بن اخلطاب إذا علم أنه ترك إقامة حد اهلل عل ولده وبينام هو يف
`
وقد أراد عمر بن اخلطاب يوما أن حيد شارب اخلمر وأن يغلظ عليه يف العقاب
فقال له( :ألبعثنك إىل رجل ال تأخذه فيك رأفة) وبعث به إىل مطيع بن األسود العبدي
ليقيم عليه احلد ..وما أن ذهب الفتى حتى ذكر عمر شدة مطيع بن األسود فسارع إىل
الفتى فوجده يُضب رضبا شديدا فصاح به ..قتلت الرجل ...كم رضبته ..قال مطيع:
ستني ،قال :انقص من العد عرشين لشدتك عليه ،ولعلك تعجب لرأفة عمر بالناس
وشدته عىل ولده ..هكذا كان عمر.
ونرى من هذه املواقف اخلالدة عظمة اإلسالم يف العدل وإقامته بني الرعية وكيف أثر
ذلك عىل استقامة األمة وحسن إدارهتا وجعل اإلسالم الدين األعظم عىل مر التاريخ
وإىل يوم القيامة؛ ألنه ترشيع من عند اهلل وإذا ما أخذ املسلمون اليوم بمبدأ العدل
فتتغري حال اإلدارة يف الدول اإلسالمية وسيعيش املسلمون يف ظالل اإلسالم الوارفة
التي ال يظلم فيها أحد.
اإلدارة الرتبوية من منظور إسالمي 22
هـ -املراقبة
وهذا املبدأ من املبادئ اهلامة جدا يف اإلدارة اإلسالمية؛ ألن كل إنسان إذا ما علم أن
اهلل يطلع عليه التقى اهلل يف عمله وأحسن فيه .قال اهلل :ﭽ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ
ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﭼ ]آل عمران[.
ِ
كنت خلفَ رسول اهلل ^ ا
يوما قال" :يا وعن ابن عباس –ريض اهلل عنهام -قال " :ح
ِ ِ كلامت :اح َف ِ
ظ اهلل ُي َفظك ،اح َفظ اهلل ِ ٍ
فاسأل سألت
َ جتده حجت َ
اهك ،إذا غال حم ،إين أع ِّل حمك
ٍ
بيشء ،ل أن األم َة لو اجتمعت عىل أن ينفعوك ِ
فاستعن باهللِ ،واعلم َّ ت
اهلل ،وإذا استعن َ
ٍ ٍ
بيشء ل ح ِ ٍ
بيشء يضوك إًل ينفعوك إًل بيشء قد كتبه اهللح لك ،وإن اجتمعوا عىل أن ح ُّ
يضوك
ِ ِ ِ
الص ححف" (رواه الرتمذي).وج َّفت ُّقد كتبه اهللح عليك ،حرف َعت األقال حم َ
ان نَف َس حهَ ،و َع ِم َل ملِا
وعن أيب يعىل شداد بن أوس عن النبي ﷺ قال " :ال َكيِّس َمن َد َ
بعدَ املو ِ
تَ ،وال َع ِ
اج حز َمن َأت َب َع نَف َسه َه َ
واها ،وَتَنَّى َع َىل اهلل " رواه الرتمذي. َ
فالرسول ﷺ يرشدنا إىل أن نراقب اهلل يف كل األمور.
وكام يقول أبو العتاهية:
وب َخ َلووو حت ولكِوون حقوول عو َ ِ هر ،يو اما ،فال َت حقل
ول َرقيو ح
َ َّ إذا ما خلو َت ،الد َ
أن َمووا َي َفووى َع َليو ِوه يغيووب
َوًل َّ وًلَ حت َسووووو َب َّن اهلل يغ ِفووووو حل سووووواعة
ِ َْلو َن واَ ،ل َعمو حور اهلل ،حتووى تَتا َب َعووت
نووووب عوووىل آثوووارهن حذن ح
حووووب ٌ حذ
فإذا ما حتقق مبدأ املراقبة مع املبادئ اإلسالمية األخرى يف اإلدارة لكانت اإلدارة يف
الدول اإلسالمية من أفضل األنظمة اإلدارية عىل مستوى العامل.
وت َو حه َو غَ اش لِ َر ِع َّيتِ ِه، وقد قال ﷺَ " :ما ِمن َعب ٍد َيس َرت ِع ِيه اهللح َر ِع َّي اةَ ،ي حم ح
وت َيو َم َي حم ح
النَّ َة" (صحيح مسلم). إِ ًَّل َح َّر َم اهللح َع َلي ِه َ
وإذا كانت اإلدارة التنافسية -القائمة عىل تطبيق نموذج اإلدارة الصناعية
األمريكي -هتتم فيها كل مؤسسة بذاهتا ،وحتاول أن جتيد عملها لتحقيق أعظم فائدة ممكنة
منه ،ويرسها إخفاق املنافسني بقدر ما يرسها نجاحها؛ فإن اإلدارة الرتبوية اإلسالمية ال
تدار هبذا التوجيه وال حتكمها هذه الروح ولكنها تدار بروح الرسالة التي ترمي إىل حتقيق
اخلري للناس كافة واملشاركة يف املنافع بني البرش مجيعا ،وتستشعر أن نجاح الواحد نجاح
للمجموع.
وحني نحاول تطبيق هذه الفكرة عىل إدارة مؤسسات التعليم أو املؤسسات املعنية
بالصناعة البرشية بوجه عام ،فإننا نبدأ وننتهي من حقيقة يدافع عنها بحرارة أحد أعالم
الرتبية العرب املعارصين – الدكتور أَحد املهدي -الذي يرى التعليم نسقا ثقافيا حيرص
`
واإليامن خاصية الرتبية اإلسالمية األوىل – ال يتعزز إال بالعقل والنظر ﭽ ﭣﭤ
ﭥ ﭦ ﭧ ﭼ ]الطارق[ ،ﭽ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ
ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﭼ ]الغاشية[.
واخلاصية الثالثة هلذه الرتبية أهنا ترفض الظن والتخمني .وتعلم البحث عن الدليل
وتطالب به ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ
ﮔﮕﮖﮗﮘ ﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮢ
ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ
ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ ]يس[ .فإذا كان القرآن الكريم يقدم األدلة عىل هذا
النحو عىل وجود اخلالق وقدرته فليس غريبا أن يلوم الذين يقوم جدهلم ودعاواهم عىل
حمض الظن ﭽ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ
ﮙﭼ ]يونس[ ،ﭽ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ
ﯿ ﰀ ﭼ ]اإلرساء[.
والرتبية اإلسالمية تأثرت هباتني اخلاصيتني؛ وتأمر بمراعاة املستوى العقيل للمتعلم
ونَ ،أ ححتبون َأن
َّاس بِ َام َيع ِر حف َ
فريوي البخاري ع ْن عيل ْبن أيب طالب أنه قالَ " :حدِّ ثوا الن َ
حيك ََّذب اهلل َو َر حسو حل حه" ،وترجم البخاري هلذا احلديث بعنوان (من خص بالعلم قوما دون
`
(والرفق) من معامل املنهج النبوي يف الرتبية ،ويغفل عن هذا امل ْعلم كثريون وتقع هذه
الغفلة من أمهات وآباء ،وتقع من معلمني يتولون تربية الناشئة يف املدارس ومعاهد
العلم ،وتقع من كثريين من أرباب املهن واحلرف والصناعات الصغرية الذين ال يقل
دورهم يف الرتبية عن دور اآلباء واملعلمني فيحدث من الغفلة عن (الرفق) يف الرتبية رش
كبري يستمر أثره السيئ يف املجتمع إىل مدى غري حمدود.
`
`
-1حممد حسنني عبده العجمي :اإلدارة الرتبوية بني منظورين (األردن ،دار الفكر،
2118م).
-2عرفات عبد العزيز سليامن :اإلدارة الرتبوية قضايا ورؤى (القاهرة ،دار النهضة
املرصية ،ط2117 – 3م).
-3حممد سيف الدين فهمي :اإلدارة الرتبوية :العمليات ،والتطبيقات (القاهرة ،دار
الكتاب املرصية1117 ،م).
-4حممد عبد اهلل الطراونة :اإلدارة الرتبوية :مستويات وأسس (األردن ،دار السرية،
2118م).
`
املقدمة
ا
أوًل :اجلودة الشاملة يف التعليم :املفاهيم – األهداف
واملااد . – األسس
ثان ايا :اجلودة الشاملة يف التعليم :مراحل وخطوات
التطايق – املعوقات.
ثال اثا :اجلودة الشاملة يف التعليم :نامذج التطايق –
املقومات.
`
مفهوم اجلودة قديم قدم اخلليقة ،ومع ذلك فإن قضية اجلودة مل تظهر بشكلها احلايل
وشكل؛ لقد صارت اجلودة قضية ً حجام
ً إال مع بزوغ اإلنتاج اهلائل للمنتجات املختلفة
هامة ،ال تتعلق باملنتجات اليدوية – فحسب – بل أصبحت قضية قابلة للفحص وتقنني
مواصفات حمددة؛ ففي املراحل األوىل للحرب العاملية الثانية تعرضت أمريكا ملشكلة
جوهرية تتعلق بنظام اإلعداد العسكري ،فتم تكوين فريق – من بني أعضائه العامل
نجاحا عال ًيا يف إعادة
ً شيوارت – يف حماولة لتحسني األداء النظامي ،وحقق هذا الفريق
ختطيط هذا النظام وتوظيفه لتحسني جودة املعدات العسكرية؛ وبعد هناية احلرب العاملية
الثانية ،قام ديمنج وشيوارت بإلقاء حمارضة حول هذا املوضوع عىل املهندسني األمريكيني
واملديرين ،حلثهم عىل رضورة االهتامم والرتكيز يف صناعة املنتج األفضل وأمهيته.
وعقب احلرب العاملية الثانية محل ديمنج مجلة أفكاره معه إىل اليابان التي دمرهتا
احلرب والتي كانت – آنذاك – تتطلع إىل إعادة بناء اقتصادها ،وقام بتدريس برنامج
الضبط اإلحصائي للمهندسني اليابانيني ،وبدأ الربنامج يف شكله الرسمي يف يوليو
مهندسا مسجلني يف الربنامج لتحسني اجلودة؛ لقد علمهم ديمنج،
ً 1591م مع 221
أسلوب حل املشكلت والعمل اجلامعي ومفاهيم – كانت جديدة – إحصائية لضبط
اجلودة ،وطبق عليهم نظام الثواب والعقاب وف ًقا للضبط اإلحصائي ،وأرص عىل حتمية
االنتقال بأعضاء فريق الضبط اإلحصائي من قاع املصنع والتدرج هبم إىل الوظائف
القيادية وهكذا حول ديمنج أسلوب الضبط اإلحصائي إىل أسلوب لإلدارة دفع رجال
الصناعة اليابانيني إىل التمسك به وحتسني اجلودة وتنظيم فرق عمل وظيفية من أجل
دراسة املشكلت والبحث عن حلول هلا يف ظل هذا األسلوب ،وصارت مبادئ ديمنج
األمل يف بناء االقتصاد الياباين.
ويف عام 1592م نرش ديمنج كتابه بعنوان Out Of Crisisحيث وضع األساس
لعملية الضبط ونظرية التحسني يف اإلدارة ،وقد صيغت املفاهيم يف هذا الكتاب فيام عرف
بنقاط ديمنج األربعة عرش والتي أصبحت حركة األساس لفلسفة اجلودة ملعظم
الرشكات واملؤسسات.
`
`
`
الشمولية :بداللة أن اجلودة يف التعليم مل تعد قارصة عىل حتسني املنتج التعليمي
فقط ،وإنام تعني حتسني خمتلف عنارص املنظومة التعليمية بام يف ذلك املعلم
والطالب وويل األمر واملدير واألهداف واملناهج وطرق تدريسها واألنشطة
املصاحبة والوسائل التعليمية وأساليب التقويم واملناخ املدريس وبقية العنارص
أيضا– حتقيق اجلودة يف مجيع املواقف سواء ما
األخرى ،وتتضمن الشمولية – ً
حيدث منها داخل الفصل أو خارجه ويف مجيع األنشطة الصفية واللصفية.
اجلودة الشاملة يف التعليم 67
التحسني املستمر :فاجلودة التعليمية عملية مستمرة ال تتوقف عند حد معني
دائام طرق جديدة لألداء حتى وإن وصلت اجلودة إىل نسبة ٪111فهناك ً
التعليمي ومعايري متطورة للتقييم ،وهي –كذلك– مستمرة ألهنا تبدأ منذ بداية
اليوم الدرايس وحتى هنايته وعىل مدار العام الدرايس وعىل مدار حياة املتعلم
واملعلم.
احلافزية الداخلية :بمعنى أن تكون هناك رغبة داخلية وقناعة ذاتية ودافع قوي
من جانب العاملني يف املؤسسة التعليمية إلحداث التطوير والتحسني يف خمتلف
اجلوانب ،فالتغيري جيب أن ينبع من داخل املدرسة أو املؤسسة التعليمية وال
أيضا ذاتية الرقابة.
ُيفرض عليها ،يدخل يف ذلك ً
التلقائية :بمعنى أن يصبح سلوك اجلودة سلو ًكا تلقائ ًيا لدى مجيع املعلمني
والطلب ومجيع العاملني يف املدرسة أو املؤسسة التعليمية دون احلاجة إىل
رقيب ،وأن يصبح سلوك اجلودة عادة ملزمة للجميع يف االلتزام والدقة يف مجيع
األعامل صغريها وكبريها واحلفاظ عىل الوقت وعىل البيئة املدرسية وغري ذلك
مما يعزز سلوك اجلودة.
املواءمة الثقافية :بداللة اتفاق معارف ومهارات وقيم وسلوك العاملني يف
املؤسسة التعليمية مع مضمون اجلودة ،إذ ليس من املنطقي أن تكون هناك جودة
شاملة يف بيئة ذات ثقافة مناوئة ال تتوافر هلا مقومات النجاح واالستمرار.
املسئولية اجلامعية :بمعنى مسئولية كل فرد يف املدرسة عن عمليات التحسني
والتجويد كل يف موقعه بام يف ذلك أولياء األمور وأعضاء املجتمع املحيل.
األخطاء الصفرية :بمعنى تأدية العمل بدون أخطاء ومنع املشكلت قبل
وقوعها وأداء العمل الصحيح بالشكل الصحيح من أول مرة.
التدريب املستمر :والبحث املتواصل من جانب املعلمني ورجال اإلدارة هبدف
تطوير مهاراهتم الفنية ومتابعة اجلديد يف جمال ختصصهم.
اًلسستفادة من التكنولوجيا املتطورة :وتوظيفها لصالح العملية التعليمية ،بام يف
ذلك االعتامد عىل اإلحصاءات والبيانات الدقيقة.
`
تعد اجلودة الشاملة فلسفة إدارية جديدة ترتكز عىل أمهية االستثامر الكفء لكل
الطاقات واملوارد البرشية للمؤسسة التعليمية لتحقيق أهدافها من جهة وإشباع
احتياجات العملء من جهة أخرى؛ فهي فلسفة ذات معامل جديدة تتضح يف :قبول التغيري
والتعامل معه باعتباره حقيقة والسعي لتحقيق السبق والتميز مع الرتكيز عىل اجلودة
والرؤية املشرتكة واألخذ بمفاهيم العمل اجلامعي التعاوين يف ظل قاعدة بيانات متكاملة
وقيادة فعالة ألجل رضا العميل داخل املؤسسة التعليمية وخارجها؛ لكل هذا فإن مبادئ
ً
مدخل إدار ًيا لزيادة فاعلية املؤسسات التعليمية باإلضافة إىل التحسني اجلودة متثل
املستمر واالبتكارية واإلبداع الذي تسوده املتعة يف مكان العمل ،وقد تم حتديد تلك
املبادئ بواسطة خرباء اجلودة أمثال :ديمنج ،وجوران ،وكروسبي ،وتم تطبيقها عىل مدى
واسع حتت مسمى إدارة اجلودة الشاملة.
أ -مراحل وخطوات تطبيق إدارة اجلودة الشاملة يف مدارس التعليم الثانوي العام
تشري دراسة ) Deming W. E. (1993ودراسة عبد الرمحن هيجان (1551م)
ودراسة ) Lewis Ralaph G. & Smith Douglas H. (1994ودراسة إبراهيم مهدي
(1551م) ودراسة صربي الوكيل (1551م) ودراسة جانيس أركارو (2111م)
ودراسة سونيا البكري (2112م) إىل أن عملية تطبيق اجلودة الشاملة يف مدارس التعليم
الثانوي متر بخمس مراحل أساسية هي:
-1مرحلة إقناع وتبين اإلدارة للجودة الشاملة:
ويف هذه املرحلة تقرر إدارة املدرسة رغبتها يف تطبيق نظام إدارة اجلودة الشاملة؛
لذلك يبدأ مديرو املدارس بتلقي برامج تدريبية متخصصة عن طبيعة هذا النظام وأمهيته
ومتطلبات وآليات تطبيقه واملبادئ التي يقوم عليها.
-2مرحلة التخطيط:
وفيها يتم صياغة اخلطط التفصيلية لتحديد اهليكل الدائم واملوارد اللزمة لتطبيق هذا
النظام ،كام يتم اختيار الفريق القيادي لربنامج إدارة اجلودة واملقررين واملرشفني.
`
ندرة البيانات واملعلومات املتوفرة عىل نحو دقيق ورسيع عن النظام التعليمي
وإدارته وما يصاحب ذلك من فشل يف توفري معلومات عن اإلنجازات املحققة،
كل ذلك لعدم توفر أنظمة املعلومات الفعالة واالعتامد عىل األساليب التقليدية
يف مجع البيانات واملعلومات عن اإلدارة املدرسية وتطورها.
اتباع أنظمة وسياسات وممارسات ال تتسق ومدخل اجلودة الشاملة ،مع عدم
التقدير الكايف ألمهية املوارد البرشية ،والرتكيز عىل التقليد واملحاكاة لتجارب
املؤسسات غري التعليمية.
اللبس حول التدريب وتقييم األداء وما يصاحب ذلك من إمهال االحتياجات
التدريبية للعاملني باملؤسسات التعليمية لفهم هذا األسلوب باإلضافة إىل إمهال
اعتباراته ومعايريه عند تقييم أداء العاملني.
وحيال ذلك فقد أشار ) Deming. W. F. (1993إىل أن ثمة مخسة أمراض يتعني
االنتباه هلا وحتاشيها والعمل عىل كل ما من شأنه االبتعاد عنها ،وتعد بمثابة معوقات
تطبيق نظام اجلودة الشاملة ،وهذه األمراض املميتة هي :عدم استقرار اهلدف ،الرتكيز عىل
األهداف قصرية املدى ،عدم ثبات اإلدارة ،وسيادة نمط اإلدارة باملشاهدة واستخدام
األرقام فحسب ،وتقييم األداء عىل فرتات متباعدة.
وبنا ًء عىل ما أشارت إليه الدراسات السابقة من معوقات حتد بدورها من التطبيق
الكفء لنظام اجلودة الشاملة يف املؤسسات التعليمية يتضح أن ثمة معوقات أخرى جيب
أن تؤخذ يف االعتبار حالة التهيئة لتطبيق إدارة اجلودة الشاملة يف املؤسسات التعليمية
وأهم تلك املعوقات:
`
-3عدم إمكانية التحكم الكامل يف مدخلت العملية التعليمية من أجل إعداد املنتج
التعليمي ،فاملعلم مهام استخدم من أساليب وتقنيات ال يمكن أن يلحظ أو
يكشف كيف يتفاعل كل طالب مع املدخلت التعليمية املختلفة –شخصية
املعلم ،املنهج ،أسلوب التدريس ،املادة الدراسية – وبالتايل يصعب عىل املعلم
حتديد مدى جودة املنتج املتوقعة نتيجة لتعدد العوامل واملتغريات الداخلة يف
عملية التفاعل والتي يصعب حرصها – شخصية التلميذ وحالته ،املادة
الدراسية ،شخصية املعلم وحالته ،نوعية الزملء ،الوقت ،البيئة املحيطة.-
`
رضورة توجه اإلدارة اجلامعية نحو سوق العمل لتوفري احتياجاته من العاملني.
حتديد مستويات اجلودة يف كافة جماالت اجلامعة والسعي نحو بلوغها تدرجي ًيا
وعىل مراحل.
التعامل مع معارضة البعض للتغيري عىل أساس أنه رد فعل طبيعي ،مع فهم
أسباب املعارضة واختاذه كأساس للمعاجلة.
ويقرر الواقع -عىل مستوى التعليم قبل اجلامعي -أن بعض املدارس األمريكية
قامت بتوظيف إدارة اجلودة الشاملة حلل مشكلت حمددة مثل :غياب التلميذ
`
`
`
-1حممد حسنني عبده العجمي :االعتامد وضامن اجلودة الشاملة بمدارس التعليم
العام .القاهرة ،املكتبة العرصية2111 ،م.
-2أنس املختار أمحد عبد اهلل :الرقابة اإلدارية يف اإلسلم .املجلة العلمية – كلية
التجارة – جامعة األزهر ،ع ( ،)15يناير 1559م.
-3جون مارش :إدارة اجلودة الشاملة – أدوات اجلودة الشاملة من األلف إىل الياء
– اجلزء الثالث – تعريف عبد الفتاح السيد النعامين – القاهرة ،مركز البحوث
املهنية لإلدارة2111 ،م.
-1سوسن سامل الشيخ :قيم وسلوك املرؤوسني كمتغري وسيط بني قيم وسلوك
الرؤساء والفاعلية التنظيمية – بحث ميداين إسلمي ،املجلة العلمية كلية
التجارة – فرع جامعة األزهر للبنات ،ع ( ،)11يونيو 2111م.
`
املقدمة.
ا
أوًل :نظام اًلعتامد (اًلعرتاف).
ثان ايا :اجلوائز العاملية للجودة.
ثال اثا :تطبيق معايري (األيزو )I.S.Oيف جمال التعليم.
`
`
االعتامد يف جمال التعليم :نظام يتم بموجبه االعارا) باملؤسسات التعليمية والربامج
أو الشهادات العلمية أو الارخيص ملزاولة مهنة التعليم يف ضوء معايري حتددها املنظامت
واهليئات املتخصصة ،وهذه املؤسسات تكون حمايدة وهلا صفة االستقاللية وتعمل عىل
املستوى القومي وتتألف من كبار األساتذة واملهتمني بجودة التعليم وقياسه وتدقيقه ،كام
هتيئ هلا الدولة وسائل الدعم املادي ،أي أن االعتامد هيد) بشكل رئيس إىل حتقيق اجلودة
والتمييز وتشجيع التفوق واملنافسة بني املؤسسات التعليمية؛ وعليه تصبح شهادة االعتامد
بمثابة اعارا) باجلودة والتميز وإضفاء صفة اإلقليمية أو العاملية عىل حامليها سواء أكانوا
أشخاصا أم مؤسسات.
وتعد الواليات املتحدة األمريكية أكثر دول العامل خربة بنظام االعتامد أو االعارا)،
وقد أخذت بعض دول العامل األخرى هبذا النظام بعد تزايد احلاجة إىل العمل من أجل
ضامن اجلودة التعليمية .ويعترب نظام االعتامد أكثر آليات تطبيق مبادئ اجلودة الشاملة
انتشارا عىل مستوى العامل؛ حيث ترى كل من :دراسة حممد اخلطيب وعبد اهلل اجلرب
National Council For Accreditation Of Teacher (1999م ودراسة
) ،Education (2001ودراسة سالمة عبد العظيم وحممد عبد الرازق عام (2002م أنه
يوجد يف الواليات املتحدة األمريكية أكثر من 33منظمة لالعتامد منها:
املجلس القومي العتامد إعداد املعلمني.
)National Council For Accreditation Of Teacher Education (NCATE
الرابطة األمريكية لكليات إعداد املعلم.
)The American Association Of Colleges For Teacher Education (AACTE
املجلس القومي ملعايري التدريس املهني.
)National Board For Professional Teaching standards (NBPTS
املجلس القومي ملعلمي الرياضيات.
)The National Council Of Teacher of Mathematics (NCTM
`
`
تربط إدارة اجلودة الشاملة بني حتقيق اجلودة وضامن اجلودة وتأكيد اجلودة وحتسينها،
وتتجاوز رضا العميل التقليدي عن طريق تناول االحتياجات الداخلية له .ونظرا لزيادة
الطلب عىل إدارة اجلودة الشاملة تم تصميم نامذج مقبولة عىل نطاق واسع من أجل
االرتقاء باجلودة وحتسينها ،وتعتقد املؤسسات املجتمعية اليوم أنه ينبغي عليها القيام
بتنفيذ نموذجني أو أكثر للجودة ،وذلك ألجل تقديم منتجات لعمالئهم .وتعد جائزة
ديمنج وجائزة بالدريج من بني أهم آليات ضامن حتقيق اجلودة والتي يمكن اجلمع بينهام
ألجل إنشاء نامذج إدارة جودة شاملة أكثر كفاءة وفاعلية .ويمكن حتديد القيم اجلوهرية
التي ججتسد عمل هذين النموذجني ،ومعايري ترشيح املؤسسات التعليمية للحصول عىل
جائزة أي منهام عىل النحو التايل:
أ -جائزة دمينج اليابانية Deming Quality Award
تشجيعا للمنافسة بني الرشكات واملؤسسات املجتمعية اليابانية خصصت اليابان
جائزة ديمنج Demingالسنوية نسبة إىل خبري اجلودة األمريكي ديمنج وذلك ألول مرة
يف عام 1931م .وكان ديمنج قد أكد عىل عدد من اجلوانب املهمة لإلدارة وكيفية حتسني
مستوياهتا يف األداء وذلك من خالل مبادئه األربعة عرش املشهورة.
وبينام قدم ديمنج مدخلني أساسيني يمك ن استخدامهام لتحسني العملية اإلنتاجية:
املدخل األول يستهد) القضاء عىل كافة األسباب الشائعة Common Causesملعوقات
حتقيق اجلودة يف النظام اإلنتاجي مثال ذلك :التصميم غري اجليد للمنتجات ،والتدريب غري
الكايف للعاملني باملؤسسة ،باإلضافة إىل املناخ السيئ للعمل داخل املؤسسة .واملدخل الثاين
يستهد) منع األسباب اخلاصة Special Causesبقصور اجلودة وحتديد مصادرها للحد
منها .تؤكد دراسة حممد توفيق مايض (1993م قيام ديمنج أيضا بتقديم برنامج متكامل
ومكون من أربع عرشة نقطة ،أمكن االعتامد عليه يف حتقيق التميز يف جودة املنتجات،
ويضع هذا الربنامج مسئولية حتسني اجلودة عىل عاتق إدارة املؤسسة.
ويف هذا الصدد تشري دراسة ) Tribus M. et al (1994إىل أن مدرسة (إيدج كومب
Edge Cumbeيف (سيتكا آالسكا Sitka Alaskaقد طبقت األربع عرشة نقطة التي
بعض اآلليات املعاصرة لضمان اجلودة الشاملة يف التعليم 019
تبناها ديمنج والتي تقوم عليها اجلودة يف التنظيم وذلك بمشاركة طالب املدرسة الثانوية
أنفسهم ،خاصة بعد أن تم جتديد وتطوير هذه النقاط بشكل يتناسب مع الربنامج املطور
لتلك املدرسة وذلك عىل النحو التايل:
-1صياغة أهدا) ثابتة ومستقرة ألجل حتسني عملية إعداد الطالب وتزويده
بخربات تعليمية ممتعة تعمل عىل إثراء شخصيته وبشكل متكامل.
-2وضع اإلدارة التعليمية لفلسفة جديدة تثري التحدي لكي يتعلم الطالب حتمل
املسئولية واملبادرة باملشاركة عند التغيري.
-3عدم االعتامد عىل نظام الدرجات – فقط -كأساس لتحديد مستوى أداء الطالب
دون االهتامم باخلربات التعليمية املختلفة والتي تنمي عمليات اخللق واإلبداع
والتجريب لدى الطالب.
-4توثيق االرتباط بني املراحل التعليمية املختلفة –االبتدائي ،اإلعدادي ،الثانوي–
هبد) حتسني أداء الطالب خالل كل مرحلة وعند االنتقال من مرحلة إىل مرحلة
تالية ،وذلك باالهتامم بتوفري سجل شامل لكل طالب يتضمن مستوى األداء
والنمو احلادث من بداية التعليم العام لنهايته.
-3التحسني الدائم واملستمر للخدمات التعليمية املقدمة يف مدارس التعليم العام
من أجل حتسني األداء لكل فرد يف حياته العملية داخل املجتمع بعد التخرج.
-1االهتامم بالتدريس املستمر يف جمال حتسني اجلودة يف األداء لكل من رجال اإلدارة
واملعلمني والطالب وبعض فئات املجتمع املهتمة بالعملية التعليمية.
-1إجياد القيادة الاربوية الفعالة من أجل مساعدة العاملني باملدرسة عىل حسن
استخدام التقنيات واإلمكانات لتحقيق أداء أفضل داخل املدرسة وبشكل
يساعد عىل خلق االبتكارية واإلبداع لدى الطالب.
-8مساعدة األفراد عىل جتنب الشعور باخلو) حتى يتمكن كل فرد من أداء عمله
عىل أكمل وجه -من جهة -وعىل توفري بيئة تربوية تتسم باحلرية والتشجيع عىل
عدم اخلو) من مواجهة املشكالت وحماولة وضع احللول املالئمة -من ناحية
أخرى.-
`
األيزو ISO 9000مصطلح يعني أن هذا املنتج تم اعتامده من قبل اهليئة الدولية
للمواصفات القياسية )The International Standardization Organization (ISO
وهي إحدى املنظامت العاملية التي هتد) إىل وضع أنامط ومقاييس عاملية للعمل عىل
حتسني كفاءة العملية اإلنتاجية وختفيض التكاليف ،وهذا النظام هيتم بتحديد معايري
اجلودة التي ينبغي تطبيقها عىل القطاعات الصناعية واخلدمية .وحيال ذلك تشري دراسة
ميادة الباسل عام (2001م إىل أن كلمة األيزو مشتقة من كلمة يونانية تعني التساوي أو
التامثل أو التطابق ،والرقم 9000هو رقم اإلصدار الذي صدر بموجبه هذا املعيار أو
املواصفة ،كام أشارت ذات الدراسة إىل أن هناك من يعترب أن كلمة أيزو هي اختصار
للتسمية باللغة اإلنجليزية للمنظمة للمعايرة The International Standardization
Organizationكام هو واضح من احلرو) األوىل للمنظمة.
وقد نالت مواصفة األيزو منذ صدورها عام 1981م اهتامما بالغا عىل املستوى
الدويل؛ لذا تتفق كل من دراسة حممد عبد الغني هالل (1991م ودراسة Waks
) Shlomo & Frank Moti (1999عىل "أن األيزو جمموعة من معايري األداء الدولية
تستهد) التحكم يف ضامن اجلودة ،وهي ليست معيارا واحدا ولكنهام سلسلة من ثالثة
معايري مكملة لبعضها وهي :أيزو ،ISO 9000وأيزو ،ISO 9002وأيزو ."ISO 9003
وتضيف دراسة عيل السلمي (1993م للمواصفات الثالث السابقة مواصفة رابعة أيزو
ISO 9004وهي خاصة بالتوجيهات واإلرشادات Guidelinesالالزمة إلدارة اجلودة
وبيان عنارص نظام اجلودة .وتتكون كل مواصفة من املواصفات الثالثة األوىل من عدد
من العنارص الفرعية التي تغطى يف جمملها املبادئ والتي أرستها إدارة اجلودة الشاملة.
واملالحظ أن هذه املواصفات أو املقاييس مصممة بصورة عامة بحيث يمكن تطبيقها
عىل خمتلف اهليئات واملؤسسات بغض النظر عن احلجم أو التخصص مما جيكسبها مرونة
أكرب للتطبيق يف املنظامت الكبرية والصغرية عىل السواء ،ويف املؤسسات الصناعية
واخلدمية والربحية وغري الربحية ومن ثم يمكن تطبيقها عىل املؤسسات التعليمية.
`
ويتضح من اجلدول السابق أن معايري األيزو ليست مواصفة فنية تبني طبيعة املنتج
التعليمي ،وإنام هي مواصفة حتتوي عىل جمموعة من الرشوط والضوابط التي جيب
توافرها يف املؤسسة التعليمية ذاهتا ،وتتعلق بكافة االعتبارات ذات التأثري عىل كفاءة
وجودة األنشطة ،ومن ثم تأثريها عىل جودة املخرجات التعليمية يف النهاية ،ويؤكد ذلك
دراسة ميادة الباسل (2001م حيث أشارت إىل إمكانية جتميع املعايري الفرعية
للمواصفة القياسية أيزو ISO 9001يف أربع فئات شاملة لعنارص التقييم داخل املؤسسة
التعليمية عىل النحو التايل:
الفئة الثالثة :وهي تضم عنارص خاصة بنظام اجلودة وما جيب أن تقوم به املؤسسة
التعليمية إلعداد وثائق نظام اجلودة وضبطها وتدقيق عملية تطبيقها بحيث يسري العمل
كام هو خمطط له.
الفئة الرابعة :وتضم عنارص خاصة باملعلومات ،سواء تلك املتعلقة بصناعة
القرارات ،أم املتعلقة باملشكالت التعليمية ،وكيفية منع حدوثها ،وكذلك حتديد
السجالت الواجب االحتفاظ هبا.
وبناء عىل ما أكدت عليه الدراسة السابقة نرى أن حصول املؤسسة التعليمية عىل
شهادة األيزو معناه تسجيل اسمها عىل الدليل العاملي للجودة كمؤرش لواحدة من أرقى
املؤسسات التعليمية ،وهذا خيلق نوعا من املنافسة بني املؤسسات التعليمية ،كام أنه يعني
أن هذه املؤسسة التعليمية قد استوفت الرشوط واستكملت املتطلبات املوضوعية التي
تضمن أساسا صاحلا وبيئة مناسبة لتحقيق اجلودة ،ويعني كذلك قدرة هذه املؤسسة
التعليمية عىل حتقيق رغبات الطالب وأولياء األمور وكسب ثقتهم ،ويضفي عليها صفة
العاملية واالعارا) بخرجييها عىل املستويني الوطني والعاملي .وجدير بالذكر أن هناك
بعض املدارس املرصية حصلت بالفعل عىل شهادات األيزو مثل :مدارس اآلمال
ومدارس طيبة املتكاملة للغات بالقاهرة ،مما يوجه األنظار إىل رضورة االستفادة من
خربات هذه املدارس وجتارهبا يف حتسني وجتويد أوضاع املدارس األخرى وبخاصة
املدارس احلكومية.
وعىل الرغم من تطبيق معايري األيزو يف جمال التعليم وحصول بعض املؤسسات
التعليمية عىل شهادات األيزو ،إال أن ثمة جدل حول قيمة هذه الشهادات وذلك لكثرة
أوجه النقد املوجه إليها نظرا ألهنا:
`
`
باستقراء حماور الفصل السابق يمكن للقارئ الكريم الوقوف عىل املفاهيم التالية:
-1اجلودة واالعتامد ،املفاهيم والفروق.
-2أنامط االعتامد – املؤسيس ،املهني.
-3خطوات تطبيق معايري األيزو ( I.S.Oيف التعليم ،ومنها:
حتديد املواصفات املطلوبة.
حتديد جهة االعتامد.
املناقشة املبدئية.
احلصول عىل عرض من جهة االعتامد.
التقدم بالطلب.
اعتامد نظام اجلودة.
التقويم املبدئي.
التقويم.
-4أمهية تطبيق املواصفة الدولية للمعايرة ( ، I.S.Oومنها:
كسب رضا العميل.
رفع الروح املعنوية للعميل.
املحافظة عىل السمعة يف السوق.
زيادة األرباح.
`
-1جوزيف جابلونسكي :إدارة اجلودة الشاملة –تطبيق إدارة اجلودة الشاملة -نظرة
عامة ،ترمجة :عبد الفتاح النعامن( ،ط ، 3القاهرة ،مركز اخلربات املهنية لإلدارة،
2009م.
-2إزار ) .فوجيل :املعجزة اليابانية ،ترمجة :حييى زكريا ،سلسلة األلف كتاب
الثاين ( ، 240القاهرة ،اهليئة املرصية العامة للكتاب2001 ،م.
-3إسامعيل حممد دياب :جودة اإلدارة املدرسية ،اإلسكندرية ،دار اجلامعة اجلديدة،
2011م.
-4حممد حسنني العجمي :القيادة الاربوية والتنمية البرشية ،األردن ،دار املرسة،
2011م.
`
املقدمة.
ا
أوًل :اإلطار املفاهيمي لثقافة اجلودة الشاملة يف
التعليم ومقوماهتا.
ثان ايا :نحو بناء ثقافة اجلودة الشاملة يف املؤسسات
التعليمية.
ثال اثا :نامذج نجحت يف ترشيح ثقافة اجلودة الشاملة.
`
إذا كنا نؤلن بأن عمةيات العجدويد اجلزئي مل تلد تعماى لع طبيلة االجتاهات
امللارص ي حتقيق اجلدوة الاالةة ي العلةي ،محعى إذا متت فإهنا جيب أن تع ي إطار آلية
أم صيغة كةية لةجدوة تضمن حتقيق العكالل مالعناسق معدم العضارب بني حمامالت
ا لعجدويد ،معةيه يصبح لن امله البحث عن صيغة أم آلية لن آليات حتقيق اجلدوة الاالةة
ي العلةي ممتصريها لعصبح صاحلة لةعطبيق ي ظل ظرمف مأمضاع املجعمع املرصي.
مإذا كنا نرى بأن تكدون هذه اآللية هي نظام االععامة األكاةيمي Accreditation
Systemمذلك للد أسباب أمهها أنه أكثر آليات حتقيق اجلدوة الاالةة ي العلةي
انعاارا متدامال عىل لسعدوى اللامل ،مأنه نظام لرن بحيث يمكن إضفاء عمةيات العبيؤ
عةيه بسهدولة ،كام أن هناك إرهاصات محمامالت عىل املسعدوى الدوطني تناةي بعطبيق هذا
النظام متثةت ي تقارير املجالس القدولية املعخصصة ملناقاات متدوصيات الكثري لن
املؤمترات الدوطنية ماإلقةيمية.
محيث إن نرش ثقافة اجلدوة ليست عمةية سهةة مرسيلة تع بني عاية مضحاها
ملكنها لادوار طدويل مشاق يبدأ لع الفرة لنذ بدواكري الطفدولة حعى يعلدوة عىل حسن أةاء
اللمل معىل للنى االنغامس فيه بكل جدية مإخالص مإتقان ،كام أن هذه اللمةية ليست
لهمة فرةية يمكن أن يقدوم هبا شخص لا أم لؤسسة بلينها ملكنها لهمة مجاعية البد أن
ياارك فيها مجيع أفراة املجعمع ملؤسساته املجعملية كاألرس ماملدرسة مةمر اللباة
ممسائط اإلعالم املخعةفة.
منظرا ملا تؤكده الادواهد مالعجارب اللاملية قديام محديثا لن حقيقة لؤةاها " إن
حمامالت جتدويد العلةي البد أن يدواكبها – بل مجيب أن يعبلها – جتدويد اللنرص البرشي
لن خالل غرس مترسيخ ثقافة اجلدوة ي نفدوس أبناء املجعمع ،بحيث تصبح اجلدوة
أسةدوب عمل ملنهج حيا مجزءا ال يعجزأ لن سةدوكيااه " .فقد صاغت ةراسة أمحد
حمرمس 1991م) مةراسة فيةيب أتكنسدون 1991م) عد لفاهي ملصطةح ثقافة
اجلدوة ،ملع تلدة تةك املفاهي فإنه يمكن تلريف ثقافة اجلدوة بأهنا " جممدوع اللاةات
مالعقاليد ماالجتاهات مالقي ماملهارات مطرق العفكري ماألنامط السةدوكية العي لن شأهنا
`
-8العأكيد عىل أن اجلدوة مإتقان اللمل محسن إةارته ،ماجب ةيني ممطني ،مأنه
لن سامت اللرص الذي نلياه مهدو لطةب مظيفي جيب أن حيعضن مجيع جدوانب
اللمةية العلةيمية الرتبدوية.
د -أهمية ثقافة اجلودة الشاملة
تلد ثقافة اجلدوة الاالةة هي إحدى صدور الثقافة اإلةارية ،مالعي اهع بعطدوير اللمل
الرتبدوي محتسني جدوة خمرجاته معمةياته لن خالل العلامن الدوثيق بني مجيع اللالةني
لعحقيق رضاء املسعفيد ،ملن هنا فهي تأيت عىل رأس حمدةات األةاء اإلةاري باملنظامت،
مخاصة جتاه قضية تطدوير جدوة لا تقدله لن خدلات.
منظرا ألمهية ثقافة اجلدوة ي احليا اللمةية فقد أصبحت املنظامت الصناعية ماخلدلية
خاصة الرتبدوية لطالبة باالهعامم بعةك الثقافة ،حيث تأكدت هذه املنظامت أن لا يصم
لن خطط ،ملا ينفذ لن برالج ملااريع سيكدون لآهلا الفال مذلك إذا مل تبدأ بنرش
مترسيخ ثقافة اجلدوة بني اللالةني فيها ،كام أهنا لن تسعطع أن تقدم خدلااها بالاكل
الذي يقبةه املسعفيدمن ي ضدوء املنافسة الاديد .
ميؤكد ةان Danمبامل Paulأن املنعجات ماخلدلات العي تعصف باجلدوة ال خترج
أم تقدم إال لن لنظامت تايع فيها ثقافة اجلدوة ،مالعي تنلكس بأثر إجيايب عىل سةدوك كل
عضدو ي املنظمة ،متظهر ي اللديد لن املدواقف الصلبة عىل طدول اخلط.
متبلا هلذا املنظدور .فإن ثقافة إةار اجلدوة الاالةة تلد ثقافة طدويةة األجل ،تدمم ي
املنظامت الرتبدوية مغري الرتبدوية إذا لا اقعنع هبا األفراة ،مهي طريق قدوي ي العأثري عىل
السةدوك املرغدوب لن خالل اتباعها اسرتاتيجية مقائية لفاةها " افلل اليشء صحيحا لن
أمل لر ".
ملكن لن الغريب أن يكدون العنافس ي بلض احلاالت فرصة لزياة العلامن مليس
العباعد فيؤكد أمحد إسامعيل حجى أن السياسة العلةيمية املدوجهة عن طريق سدوق اللمل
قد أةت إىل لنافسة املؤسسات العلةيمية فراةى بدال لن تلامهنا ،مقد أةى هذا بالعبلية إىل
تلامن امللةمني للا ،متلامهن لع غريه ي لدارسه ،مبقيام قاة املدارس بقياة اللمل
العلامين ي لدارسه ،مما نعج عنه اهعامم بالعااركية ي اللمل ماألةاء ،مخالصة القدول أن
العلامن مالعنافس الرشيف هدو خري أساس لعحقيق أهداف اللمل ي ضدوء إةار اجلدوة
الاالةة.
-1الشعور باألمان للقوى الوظيفية يف وظائفها:
يؤكد ةيمنج Demingعىل رضمر لنع اخلدوف مخةق الثقة ي نفدوس اللالةني،
بحيث جيب أن يالرما باأللان حعى يمكن تقدي أفكار جديد ،مأن اسعمرار اللالةني
بلمل األشياء بالطريقة اخلاطئة أم عدم عمةها راجع إىل اخلدوف أم انعفاء تساؤالاه ،
مسدوف يمعنع اللالةدون عن اإلشار لةمااكل ي اإلنعاج أم تقيي املقرتحات لةعحسني إذا
لا شلرما باخلدوف لن فقدان زياةااه مترقيعه ،ملذلك فإن عىل اإلةار بذل اجلهد نحدو
حتسني الثقة لدى املدواطنني.
ميقعىض ذلك رضمر إعطاء املدوظفني السةطة الالزلة ألةاء اللمل ةمن ندخل ي كل
كبري مصغري لن قبل اإلةار مرضمر االبعلاة عن سياسة العخدويف العي قد تعبلها
بلض املؤسسات ظنا لنها بأهنا األسةدوب األلثل لدفع األفراة لةلمل محتقيق النعائج.
منؤكد أن أي فرة ي املؤسسة أيا كان لدوقله حيعاج إىل رفع رمحه امللندوية مهذا
يسععبله بالقطع االهعامم باللالقات اإلنسانية بحيث يلمل اجلميع ي جدو يالرمن فيه
`
`
ويمكن تناول عملية بناء ثقافة اجلودة من خالل الرتكيز عىل ثالثة عنارص:
أ -املبادئ األساسية اليت يقوم عليها بناء وخلق ثقافة اجلودة الشاملة
حيعاج كل فرة ي املناأ إىل شلدور ماضح ماجتاه قدوى جتاه هذه الثقافة.
حيعاج كل فرة أن يالر باملغزى مالعفرة هلذه الثقافة.
جيب عن كل فرة أن يعدوقع األحسن ماألفضل لن هذه الثقافة ،حيث إن اجلدوة
ةاخل املناأ حيا غنية مثرية .مبذلك ينمدو لدى األفراة اللقل املرن ميمدوت
اللقل اجلالد املنغةق.
القائد القدوي اإلراة يدفع هبذه الثقافة ةاخل املناأ إذا لا اقعنع هبا ،مهذا الندوع لن
القاة يمكنه تدوضيح اهلدف ماملغزى هلذه الثقافة.
القائد القدوى اإلراة يركز ةائام عىل حتديد نقاط القدوى مالضلف ي املنظمة.
القائد القدوى اإلراة يعلهد إىل األفراة بجدوة اخلدلة ماإلبداع ي اللمل ملثل هذا
العلهد حيفز كل فرة ي املنظمة.
القائد القدوى اإلراة املرن يعدوقع النزاهة ماللمل اجلاة لن جانب اللالةني ،ميؤكد
أن أي قصدور لن جانبه سدوف يع تلدويضه باألةاء اإلجيايب احلسن باإلضافة إىل
القرارات املدوضدوعية.
ب -املتطلبات األساسية خللق ثقافة اجلودة الشاملة
امللرفة الصحيحة باملسعفيدين.
امللرفة الصحيحة باملنافسني.
امللرفة الصحيحة بعكةفة إنااء مخةق تةك الثقافة.
قياس األةاء لن خالل رضاء املسعفيد.
رضمر العأكد لن أن كل اللالةني يلمةدون بفةسفة مأهداف اجلدوة .
`
`
`
باستقراء حماور الفصل السابق يمكن للقارئ الكريم الوقوف عىل املفاهيم التالية:
-1ثقافة اجلدوة الاالةة ي العلةي ملقدولااها.
-2املباةئ األساسية لبناء ثقافة اجلدوة الاالةة ،مأمهها
أن يعدوقع الفرة األفضل لن هذه الثقافة.
شلدور الفرة باملغزى لن هذه الثقافة.
حتديد نقاط القدو مالضلف.
تدوقع النزاهة ماللمل اجلاة.
-3املعطةبات األساسية لبناء ثقافة اجلدوة الاالةة.
-1لراحل بناء ثقافة اجلدوة الاالةة ،املعمثةة ي
خةق االسعلداة نحدو ثقافة اجلدوة الاالةة.
العلةي مالعدريب املسعمر.
العزام القياة .
تدوفري اهلياكل العنظيمية.
-5لقدولات ملعطةبات النمدوذج اإلساللي لرتسيخ ثقافة اجلدوة العلةيمية.
-1لقدولات ملعطةبات النمدوذج الياباين لرتسيخ ثقافة اجلدوة العلةيمية.
`
املقدمة.
ا
أوًل :اإلطار املفاهيمي إلدارة األزمات التعليمية.
ثان ايا :مالمح األزمة التعليمية وأساليب التفاعل معها.
ثال اثا :بعض نامذج من أزمات اإلدارة التعليمية.
`
تعددت املفاهيم لألزمة فيصعب حتديد تعريف شامل ،فريى البعض أهنا عبارة عن
خلل يؤثر تأثريا ماديا عىل النظام كله كام هيدد االفرتاضات الرئيسية التي يقوم عليها
النظام ،ويعرفها الضحيان بأهنا" :هي كل حالة أو أمر مهام كان موضوعه وجماله ال
يستطيع صاحبه أو أصحابه (أطرافه) وضع حد الشتداده وتطوره إىل األسوأ".
ويعرفها الدكتور أمحد إبراهيم أمحد بأهنا" :موقف يطرأ فجأة فتصبح له األولوية
املطلقة يف رضورة التعامل معه ،واختاذ قرار حلسمه ألنه هيدد إحدى القيم العليا يف
املؤسسة بشكل ال يمكن التسامح معه".
وعليه فإن األزمة هي "حالة من الصعوبة املفاجئة التي تعطل سري العمل وتعمل عىل
إرباك اخلطط واالسرتاتيجيات وطرق التنفيذ ،تؤدي إىل استنفار كامل وتام من أجل
التخفيف من حدهتا أو التخلص من آثارها السلبية".
تعريف إدارة األزمة:
متثل إطار عمل يفيد يف فحص وفهم املواقف املفاجئة وغري املتوقعة والتي حتمل بني
طياهتا الضغوط الشديدة والرفض واهلدف للنظام القائم.
الكارثة
ثة األزمـــــــــة
املشــــــــكلة
وتعني هذه املرحلة تنفيذ خطة املواجهة التي تم وضعها يف املرحلة السابقة لتقليص
األرضار النامجة عن األزمة .إن اهلدف من هذه املرحلة هو إيقاف سلسلة التأثريات الناجتة
عن األزمة ،ويتم احتواء اآلثار الناجتة عن األزمة وعالجها وتعترب مهمة أساسية من مهام
إدارة األزمات التي هتدف يف املقام األول إىل تقليل اخلسائر ألدنى حد ممكن.
جيب أن يتوافر للمؤسسة خطط طويلة وقصرية األجل إلعادة األوضاع ملا كانت
عليه قبل األزمة واستعادة مستويات النشاط ،وهذه املرحلة إعادة التوازن ،القدرة عىل
إنجاز فعاليات مرحلة إعادة التوازن ،وهو جانب يستوجب قدرات فنية وإدارية
وإمكانيات كبرية ودعام ماليا.
وتتضمن مرحلة التعليم دروسا هامة تتعلمها املؤسسة من خرباهتا السابقة ،وكذلك
من خربات املؤسسات األخرى التي مرت بأزمات معينة يمكن للمؤسسة أن متر هبا.
ونجد بعض املؤسسات ت قوم بمراجعة الدروس السابقة للتعلم من األزمات التي حدثت.
أساليب إدارة األزمات:
-9أسلوب التساوم اإلكراهي (الضاغط):
وهو جمموعة من الترصحيات واألفعال تقوم هبا الدولة هبدف إظهار احلزم جتاه
الطرف اآلخر من خالل التهديد باستخدام القوة وجيب عند اتباع هذا األسلوب توفري
قدر من املرونة عىل مستوى الترصحيات ،وأن يكون استخدامه يف حدود حمسوبة وإال
امتدد أثره عكسيا عىل الطرف اآلخر.
`
`
-3األمهية النسبية للقيم التي متثل خطرا عىل األعضاء من ناحية الشدة واالنخفاض.
واخلالصة أن األزمة موقف يمثل اضطرابا للمنظومة صغرى كانت أو كربى ،وحيول
دون حتقيق األهداف املوضوعة ويتطلب إجراءات فورية للحيلولة دون تفاقمه والعود
باألمور إىل حالتها الطبيعية .فإن هناك ثمة سؤاال هاما مطروحا وهو:
يرى كومبز يف كتابه (أزمة العامل التعليمي) الذي صدر عام 1968أنه قد حدث
توسع يف نظم التعليم يف مجيع أنحاء العامل مع أوائل مخسينيات القرن العرشين حيث
تضاعف عدد املقيدين بمراحل التعليم وزادت نفقاته بمعدالت أكرب وأرسع.
لقد شهدت دول العامل أمجع بعد انتهاء احلرب العاملية الثانية تغيريات رسيعة يف
النواحي السياسة واالقتصادية والعلمية والتقنية ويف الرتكيب السكاين واالجتامعي
صاحبها نمو وتغري يف نظم التعليم وقد لوحظ بطء تكيف هذه الظروف.
`
`
اختالفات يف أداء النظام ككل وعدم ميوله واستجابة كل مستوى تعليمي أعىل.
وهذا الفن يفتقده الكثري من املديرين ،بسبب استبعاد مثل تلك االحتامالت أو عدم
التصديق بحدوثها مثال؛ ولذلك جيب عىل مدير املدرسة قبل وقوع أي أزمة أن يقوم
باإلجراءات التالية:
-2التخطيط :والتخطيط مسؤولية مجاعية يشرتك فيها مدير املدرسة والوكالء ومجيع
املعلمني ،عىل اعتبار أن األزمة يلحق رضرها باجلميع وجيب أن يشارك اجلميع
يف حلها أو التخطيط السليم ملواجهتها ...حتى تبتعد القرارات عن العشوائية
واحللول عن الفوضوية.
-3التوعية :ال يمكن أن ينجح أي حل ألي أزمة ما مل يسبقه محلة إعالمية توعوية
عىل احتاملية وقوع مثل هذه األزمة ،ومن ثم التوجيه السليم للطالب واملعلمني
يف حال حدوث مثل هذه األزمة ما جيب فعله حسب األولويات التي من شأهنا
أن تقلل من اخلسائر املحتملة من هذه األزمة.
-4التطبيق والتجربة والتدريب :بعد اخلطوات السابقة تأيت خطوة مهمة وهي
خطوة التطبيق والتجربة والتدريب واملقصود هبا متثيل وقوع األزمة وجتربتها يف
أصعب الظروف وأقل اإلمكانات ملعرفة رسعة التجاوب يف حلها وتدريب
املعلمني والطالب عىل كيفية مواجهة األزمة وكيفية اختاذ اإلجراء املناسب وقت
وقوعها ..والتعود عىل أجوائها حتى ال تكون صدمة من شأهنا أن حتدث كارثة
داخل املدرسة ..بسبب جهل املعلمني والطالب بالكيفية املناسبة حلل ومواجهة
تلك األزمات.
`
`
وهناك وجهات نظر متعددة بشأن وضع وختطيط اجلدول خالل العام الدرايس :وال
شك أن الوقت األمثل خيتلف من مدرسة ألخرى ومن مرحلة إىل أخرى .حيث إن هذا
االختالف رهن عوامل كثرية ،وبالرغم من كل ذلك يعترب اجلدول املدريس املستقر منذ
أول يوم من بداية العام الدرايس بل جيب أن يتم تنسيق ووضع اجلداول بعد عودة
املدرسني واملدرسات إىل مدارسهم أثناء اإلجازة الصيفية بعد أن يتم وقف االنتدابات
والتنقالت للمدرسني واملدرسات حتى حيدث االستقرار الكيل بمدارس يف هيئة
التدريس ويلتزم كل منهم بجدوله قبل بدء العام الدرايس ويتم توزيع املناهج واخلطط
الدراسية املقسمة عىل أشهر العام الدرايس مراعني املناسبات الدينية والقومية واملحلية
واألعياد وغريها .كام جيب عىل املعلم أو املعلمة أن يطلع عىل املنهج الذي سوف يقوم
بتدريسه لتالميذه ويدرسه بينه وبني نفسه أوال قبل أن يدرسه ألي تلميذ داخل الفصل.
عىل أن توقف عمليات النقل والندب هنائيا وال يفتح باهبا إال قبل عودة املدرسني
ملدراسهم يف العام املقبل ...وهكذا يستقر اجلدول ويستفيد التالميذ ويتطبعون ملدارسهم
ويفهموهنم جيدا ويصبح هذا جدوال مستقرا دائام كام يعترب أمال يتطلع إليه املدرسون
واإلدارة املخلصة ،حتى يتحقق حلم التالميذ وأولياء أمورهم يف بداية عام درايس جديد
وسعيد ومفيد ،ولكن كل ذلك ال حيدث إذا حدث ما ال حيقق االستقرار النفيس أو
العلمي ألي من الفئتني ،وبذلك ينتظر اجلميع األمل يف حتقيق االستقرار املستهدف من
العام الدرايس.
وال شك أن ذلك يسري القلق والقالقل من أعضاء هيئة التدريس يف كل عام درايس،
وحتى اآلن مل جتد اإلدارة املدرسية أسلوبا علميا ديمقراطيا حيقق حال جذريا ألزمة
اجلدول املدريس وتبصري القائمني عىل العملية الرتبوية باألبعاد احلديثة واملشكالت الناجتة
عن سوء توزيع اجلدول.
`
-7االتصال اجليد باإلعالم وعدم السامح لكل األفراد باإلدالء بمعلومات قد تكون
خاطئة.
باستقراء حماور الفصل السابق يمكن للقارئ الكريم الوقوف عىل املفاهيم التالية:
-1املفاهيم األساسية إلدارة األزمات التعليمية.
-2فهم مراحل إدارة األزمات.
-3حتليل أدوار اإلدارة التعليمية يف إدارة األزمات التعليمية.
-4خربات بعض الدول يف إدارة األزمات التعليمية.
-5نامذج من إدارة األزمات التعليمية من املنظور اإلسالمي.
`
-1حممد حسنني العجمي :قيادة التغيري ومداخل اإلصالح التعليمي ،القاهرة ،دار
النهضة املرصية2115 ،م.
-2أرشف السعيد أمحد :اجلودة الشاملة واملؤرشات يف التعليم اجلامعي،
اإلسكندرية ،دار اجلامعة اجلديدة2111 ،م.
-3إيامن عبد الغني عبود :إدارة التغيري وإدارته ،القاهرة ،دار الكتاب2114 ،م.
-4حمروس حممد غبان :إدارة األزمات وأزمات اإلدارة التعليمية ،املدينة املنورة ،دار
طيبة للنرش.2116 ،
`
`
`
978-977-10-3462-9 I.S.B.N
الرتقيم الدولي
املـراجـع 222
سلسلة العلوم الرتبوية اإلسالمية
-3اخلطاب الرتبوي اإلسالمي املعارص :رؤية تنظريية د .السيد صبحي متويل النحراوي
-1تنمية فكر اإلصالح لدى الشباب :املتطلبات الرتبوية د .السيد حممد أمحد خشان
`
د .صالح عبدالسميع -1كيف نكتب التاريخ العام ،وكيف نعلمه ونتعلمه
د .صالح عبدالسميع -9كيف نكتب التاريخ اإلسالمي ،وكيف نعلمه ونتعلمه
أ.د .أمحد محروش -13لسان القرآن كيف نعلمه ونتعلمه لغري الناطقني به
املـراجـع 221
تابع رواد الرتبية اإلسالمية املعاصرين:
أ.د .عبدالرمحن النقيب -2د .سعيد إسامعيل عيل
د .عبد رب الرسول -10رواد الرتبية اإلسالمية بكلية الرتبية -جامعة األزهر
`
املـراجـع 222