You are on page 1of 7

Syrian Virtual University

Faculty of law

Bachler in law

F20

2 ‫القانون المدني‬

CIV306

‫المسؤولية المدنية لعديم التمييز‬

‫جميل المعري‬

Jamil_120862

C-8
‫المقدمة‬
‫‪ ‬التمييز هو قدرة اإلنسان على فهم طبيعة الفعل الذي يقوم به وآثاره عليه‪ ،‬وانعدام التمييز‬
‫هو الحالة التي يكون فيها الشخص فاقداً‪ R‬لتلك القدرة‬

‫‪ ‬وتنص القاعدة العامة للمسؤولية التقصيرية في القانون المدني السوري‪ R‬كما جاء في‬
‫المادة ‪ 164‬منه على أنه (كل خطأ سبب ضرراً‪ R‬للغير يلزم من ارتكبه بالتعويض) ‪ .‬وبالتالي‪ R‬فإن‬
‫الخطأ الصادر‪ R‬عن شخص يؤدي إلى إلزامه بالتعويض عن الضرر‪ R‬الذي سببه هذا الخطأ‪ .‬ومن‬
‫البديهي أن إعمال نص المادة يتطلب توافر مجموعه من الشروط‪ R،‬كما يتطلب توافر عوامل معينه‬
‫في كل عنصر من عناصر المسؤولية‪ ،‬وهي الخطأ والضرر‪ R‬وعالقة السببية‪ .‬ومن العوامل التي‬
‫ينبغي توافرها في عنصر الخطأ‪ ،‬عامل اإلدراك‪ ،‬فبدون إدراك ال يوجد خطأ من األساس‪ ،‬وهذا ما‬
‫أدى إلى القول بامتناع المسؤوليتين المدنية والجزائية عن عديم التمييز كقاعدة عامة‪ .‬ولكن‬
‫المشرع السوري الحظ بعض الحاالت التي يبتعد فيها هذا النص عن تحقيق العدالة‪ ،‬كما في حالة‬
‫عدم وجود مسؤول عن عديم التمييز‪ ،‬أو تعذر الحصول على تعويض من المسؤول‪ ،‬مما دعا‬
‫المشرع إلى التوجه لمعالجة هذه الحاالت‪ ،‬وهي الحاالت التي يهدف هذا البحث لتحديدها وتحديد‪R‬‬
‫أثر تخفيف المسؤولية فيه‬

‫‪1‬‬
‫مفهوم انعدام التمييز واسبابه‬

‫نص القانون المدني السوري على ثالث حاالت يكون فيها الفرد غير مميزا أي أنه في‬
‫حاجة الى رقابة ورعاية على اإلختالف األسباب وقد‪ R‬أوردها‪ R‬بعناية في القانون المدني النافذ في‬
‫‪.1949/05/18‬‬

‫وفي حلقة البحث هذه سنقوم بعرض األسباب الثالث إلنعدام التمييز المنصوص عليها في‬
‫القانون المدني السوري‪.‬‬

‫انعدام التمييز بسبب قصر السن‬ ‫‪‬‬


‫فترة انعدام التمييز في القانون المدني السوري‪ R‬تبدأ من لحظة والدة الجنين‬
‫وتنتهي ببلوغ الطفل عمر السبع سنوات‪ ،‬أي ان كل طفل لم يبلغ عمره السابعة يعتبر‬
‫فاقد التمييز‪ .1‬ولم يكتفي المشرع بأن يبلغ الطفل عمر السبع سنوات ليكون مميزا‪ ،‬فقد‬
‫يكون مصابا بمرض أو بحالة عقلية محددة تلتزم الرعاية فأضاف في المادة ‪ 48‬من‬
‫القانون المدني بأنه من بلغ سن التمييز لم يبلغ سن الرشد‪ ،‬وكل من بلغ سن الرشد‬
‫وكان سفيها ً أو ذا غفلة‪ ،‬يكون ناقص األهلية‪ ،‬فالوصول الى سن الرشد ليس الشرط‬
‫الوحيد لتمتع الفرد باألهلية يجب األخذ بعين اإلعتبار الظروف‪ R‬الخاصة بكل فرد‪.‬‬

‫"يعتبر القاصر في حاجة الى الرقابة إذا لم يبلغ خمس عشرة سنة‪ ،‬أو بلغها‬
‫وكان في كنف القائم على تربيته وتنتقل الرقابة على القاصر الى معلمه في المدرسة‪،‬‬
‫أو المشرف في الحرفة‪ ،‬ما دام القاصر تحت إشراف المعلم أو المشرف‪ .‬وتنتقل‬
‫الرقابة على الزوجة القاصر الى زوجها أو الى من يتولى الرقابة على الزوج"‪.‬‬

‫والقاصر‪ R‬بالتعريف‪ R‬هو من لم يبلغ سن الرشد وهي ‪ 18‬سنة كاملة‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 47‬من القانون المدني السوري‬

‫‪2‬‬
‫انعدام التمييز بسبب المرض العقلي‬ ‫‪‬‬
‫األصل كما بينا في الطلب السابق أن تنتهي الرقابة على القاصر ببلوغه سن‬
‫الرشد‪،‬‬

‫ولكن قد يبلغ الفرد سن الرشد لكن بدون أن يتمتع بقواه العقلية نتيجة إصابته بإحدى‬
‫عوائق النمو "المجنون أو العته" فإنه يبقى في حاجة ملحة الى الرقابة ال بسبب قصره وإنما بسبب‬
‫حالته العقلية ويتولى الرقابة عليها قانونا‪ R‬الولي على النفس ويمكن "حسب القانون" أن تنتقل هذه‬
‫الرقابة منه الى الغير‪.‬‬

‫الرقابة بسبب الحالة الجسمية‬ ‫‪‬‬


‫وبحالة أخرى يمكن أيضا أن يبلغ القاصر سن الرشد ولكنه مصاب بمرض‬
‫عضال يؤثر على حالته الجسمية األولى وبالتالي‪ R‬قد يكون أيضا بحاجة الى الرقابة‬
‫كما لو كان مصابا بالشلل أن فاقد البصر وغالبا ما تكون الرقابة في هذه الحالة‬
‫اتفاقية‪.‬‬

‫مسؤولية عديم التمييز‬

‫لقيام المسؤولية التقصيرية يحل أن تتحق ثالثة أركان‪ :‬الخطأ‪ ،‬الضرر‪ ،‬عالقة السببية بين‬
‫الخطأ والضرر‪.‬‬

‫وتعرف محكمة النقض السورية‪ 2‬الخطأ بأنه‪:‬سلوك‪ R‬معيب ال يأتيه بصير‪ R‬إذا وجد في ذات‬
‫الظروف‪ R‬الخارجية التي أحيطت بالمسؤول"‪ ،‬وجاء قرار‪ R‬آخر في محكمة النقض أ‪ ،‬الخطأ هو‪:‬‬
‫اإلنحراف في السلوك والتقصير ببذل العناية الالزمة بصورة تؤدي الى اإلضرار في الغير"‪.‬‬

‫والخطأ يقوم على ركنين‪ :‬الركن المادي والركن المعنوي‪.‬‬

‫ومسؤولية عديم التمييز في المسؤولية التقصيرة تحدد من خالل الركن المعنوي وألغراض‬
‫حلقة البحث هذه سوف نقوم بدراستها‪.‬‬
‫‪ CITATION [ 2‬صال‪]l 10241\18‬‬

‫‪3‬‬
‫الركن المعنوي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الركن المعنوي هام في جميع األفعال التي يرتكبها‪ R‬اإلنسان لذلك أعطاها المشرع‪ R‬حقها في‬
‫الجرائم والمسؤوليات‪ R‬حيث ال يكفي القيام بفعل التعدي وحده لثبوت او لتحديد نوع الجرم‬
‫فالشخص يعد مسؤوال عن أعماله غير المشروعة ولكن متى صدرت وهو مميز‪ 3‬فاألصل ال‬
‫يكون عديم التمييز مسؤوال عن أعماله غير المشروعة‪.‬‬

‫ويوجد ثالثة شروط‪ -‬ألنعدام المسؤولية عن عديم التمييز‪:‬‬

‫عدم التمييز تاماً‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫أال يكون انعدام التمييز بخطأ منه‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يكون عديم التمييز هو الوحيد المسؤول عن الخطأ غير المفترض‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ولكن قرر المشرع إلقاء المسؤولية على عديم التمييز في حاالت خاصة وهي‪:‬‬

‫تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 165‬على إذا وقع الضرر من شخص غير مميز‬ ‫‪o‬‬
‫ولم يكن فوقه مراقب فيفرض عليه أن يدفع تعويض عادل ال ألنه مسؤول‪ R‬بل‬
‫ليتحمل تبعة أفعاله وال يتعلق إصالح كل الضرر‪ R‬على عاتق المضرور‪ ،‬لذلك‬
‫يمكن أن يكون عديم التمييز مسؤوال في حالتين‪:‬‬
‫الحالة األولى‬ ‫‪‬‬
‫مسؤولية عديم التمييز االستثنائية والتي لها الخصائص التالية‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫مسؤولية استثنائية‪ :‬تشمل استثناء على أصل المسؤولية التي تقوم‬ ‫‪-‬‬
‫على الخطأ ولكن يتحمل التبعة استثناءاً من هذا األصل‪.‬‬
‫مسؤولية احتياطية‪ :‬الحالة الوحيد التي يمكن للمضرور‪ R‬الرجوع‪R‬‬ ‫‪-‬‬
‫على عديم التمييز إذا لم يستطع الحصول على تعويض من شخص أخر غيره‬
‫مسؤولية جوازية‪ :‬يحكم بهذه المسؤولية القاضي بعد األخذ بعين‬ ‫‪-‬‬
‫اإلعتبار تبعا للوضع المالي لعديم التمييز و للمضرور‪.‬‬

‫‪ CITATION [ 3‬الق‪ ]l 10241\49‬المادة ‪165‬‬

‫‪4‬‬
‫مسؤولية مخففة‪ :‬طالما أن المسؤولية ال تقوم على الخطأ فليس من‬ ‫‪-‬‬
‫الضروري‪ R‬أن يكون التعويض كامال ويكفي أن يكون عادال‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫مسؤولية عديم التمييز وفقا للقواعد العامة‪:‬‬
‫اإلقدام على إيذاء الغير بعد تناول المخدرات والمسكرات يعد مسؤوال‬ ‫‪-‬‬
‫مسؤولية كاملة ألن انعدام التميز كان بخطأ منه‪.‬‬
‫من قيام قيام مسؤولية متولي الرقابة يجوز نسبة الخطأ الى عديم التمييز‪ ،‬ال‬ ‫‪-‬‬
‫من أجل قيام مسؤوليته الشخصية‪.‬‬
‫المتبوع‪ ،‬حارس األشياء الحية أو غير الحية‪ ،‬إذا كان عديم التمييز من‬ ‫‪-‬‬
‫الصفات السابقة في مثل هذه الحاالت تكون المسؤولية كاملة‪.‬‬
‫يمكن نسبة الخطأ الى عديم التمييز إذا كان في مكان المضرور ال في مكان‬ ‫‪-‬‬
‫المسؤول وذلك من أجل تخفيف مسؤولية الفاعل إذا ما اشترك اهمال عديم‬
‫التمييز مع خطأ المسؤول في وقوع الضرر‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫لقد بحث القانون المدني السوري في حالة عدم التمييز وخصص لها نصوصا‬
‫خاصة وبحث في تعريف عديم التمييز وحصر بالضبط الشروط التي يجب أن تتوافر‬

‫‪5‬‬
‫لتحقق حالة عدم التمييز‪ ،‬وخصص أيضا حاالت المسؤولية التقصيرية لعديم التمييز‬
‫متى يمكن أن يتحمل تبعات أفعاله ومتى يعفى منها وجميع التدرجات القائمة بين‬
‫الحالتين السابقتين‪.‬‬

‫‪Bibliography‬‬
‫‪.‬القانون المدني السوري‪ .)1949( .‬دمشق‪ :‬مجلس الشعب‬

‫‪.‬صالح‪ ,‬ف‪ .)2018( .‬القانون المدني ‪ .‬دمشق ‪ :‬الجمعة اإلفتراضية السورية‬

‫‪6‬‬

You might also like