You are on page 1of 4

‫جماعة الدار البيضاء‬

‫امتحان الكفاءة المهنية برسم سنة ‪2016‬‬


‫لولوج درجة متصرف من الدرجة الثانية‬
‫المدة ‪ 3‬ساعات – المعامل ‪4:‬‬
‫الفترة الزوالية‬
‫المترشح ‪ :‬حسن حزبان‬
‫السؤال ‪ :‬ماهي أسس وقواعد الحكامة المتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر بالجماعات؟‬

‫* قبل الحديث عن موضوع أسس وقواعد الحكامة المتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر بالجماعات‪،‬‬
‫ال بد من اإلشارة إلى أن مسلسل الالمركزية بالمغرب مر بعدة مراحل‪ ،‬كما أن هذا المسار عرف عدة‬
‫إكراهات حاول المشرع إيجاد حلول لها كلما لزم األمر ذلك‪ ،‬بغية تجاوز الثغرات والنواقص‪.‬‬

‫لذلك سأحول في موضوعي هذا التطرق إلى المحاور التالية‪:‬‬

‫‪ - I‬التطور التاريخي لالمركزية بالمغرب‪.‬‬

‫‪ - II‬إكراهات الالمركزية بالمغرب‪.‬‬

‫‪ -III‬الحلول لمعالجة اإلختالالت‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف مبدأ التدبير الحر‪.‬‬

‫‪ -2‬أسس وقواعد الحكامة المتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر بالجماعات‪.‬‬

‫‪ - I‬التطور التاريخي لالمركزية بالمغرب ‪:‬‬

‫في إطار تعزيز الديمقراطية المحلية وبلورة الحريات العامة‪ ،‬وبغية إشراك المواطنين في تدبير شؤونهم‬
‫المحلية اعتمدت المملكة المغربية منذ سنوات اإلستقالل األولى نهج سياسة الالمركزية بالبالد‪ ،‬وهكذا‬
‫سجل تطور ملموس فيما يتعلق بالجهاز القانوني والموارد المالية والبشرية على مدى أزيد من خمسين‬
‫سنة‪ ،‬وعلى عدة مراحل‪ ،‬سعيا إلى تعزيز استقاللية الهيئات المنتخبة في سبيل جعل الالمركزية رافعة‬
‫حقيقية للتنمية‪.‬‬

‫‪ -‬ظهير سنة ‪ :1960‬النظام األولي‪ :‬صالحيات محدودة‪ ،‬جهاز تنفيذي مزدوج‪ ،‬موارد قليلة‪ ،‬حضور‬
‫قوي للوصاية‪.،‬‬

‫‪ -‬ظهير سنة ‪ :1976‬منعطف تاريخي‪ :‬إصالح عميق للمؤسسة الجماعية التي أصبحت تتمتع‬
‫باإلستقالل المالي واإلداري والشخصية المعنوية‪ ،‬وتوسيع اختصاصات المجالس وإلغاء النظام المزدوج‪.‬‬

‫‪ :2001 -1977 -‬سيرورة متواصلة من اإلصالحات‪ ،‬قانون انتخابي‪ ،‬تعزيز وسائل الالمركزية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ :2002‬قفزة نوعية من خالل إعادة صياغة الميثاق الجماعي ( القانون ‪ : )78.00‬مراجعة تنظيم‬
‫المجالس وتحسين قواعد تسييرها‪ ،‬وتوسيع حقل اإلختصاصات وإحداث نظام وحدة المدينة‪.‬‬

‫‪ -‬سنة ‪ :2009‬تعديل الميثاق الجماعي بقانون ‪. 17.08‬‬

‫‪ -‬سنة ‪ :2015‬القانون التنظيمي ‪ ،113.14‬الذي نص على مجموعة من المواد توسع من صالحيات‬


‫مجالس الجماعات‪.‬‬

‫‪ - II‬إكراهات الالمركزية بالمغرب ‪:‬‬

‫‪ -‬المراقبة اإلدارية والمالية التي تحد من حرية المبادرة ‪ -‬بطء سياسة عدم التركيز‪ -‬ضعف الموارد‬
‫البشرية ‪ -‬ضعف الموارد المالية ‪ -‬محدودية النخب المحلية ‪ -‬ضعف التنسيق بين الوحدات الترابية (‬
‫الجماعة‪ -‬العمالة أو اإلقليم‪ -‬الجهة والمصالح الخارجية) ‪ -‬ضعف اللجوء إلى التخطيط – محدودية انفتاح‬
‫الهيئات المحلية والمنتخبة على الفاعلين والمجتمع المدني‪.‬‬

‫هذه اإلكراهات تطلبت من الدولة اعتماد جيل جديد من اإلصالحات‪.‬‬

‫‪ -III‬الحلول لمعالجة لإلختالالت ‪:‬‬

‫بخالف المدة الطويلة التي لزمت لتعديل الميثاق الجماعي لسنة ‪ 1976‬وهو سنة ‪ ،2002‬فإن السنوات‬
‫التالية عرفت إدخال تعديالت عميقة وسريعة على الميثاق‪ ،‬الهدف منها‪:‬‬

‫* منتخب له تصور استراتيجي‪.‬‬

‫* إدارة محلية فعالة‪.‬‬

‫* دولة مواكبة‪.‬‬

‫* إطار قانوني مالئم‪.‬‬

‫وبالنظر إلى التطورات البارزة التي عرفتها كل حلقات سيرورة الديمقراطية المحلية‪ ،‬يتضح بجالء أن‬
‫الجماعات أصبحت تتوفر على إطار قانوني ومؤسساتي لممارسة صالحياتها واختصاصاتها كفاعل قرب‬
‫للتنمية االجتماعية واالقتصادية ‪ ،‬حيث أن القانون التنظيمي ‪ 113.14‬جاء بعدة تعديالت ومستجدات‬
‫تواكب تطور الوثيقة الدستورية لسنة ‪2011‬وتطور من أداء المجالس المنتخبة‪.‬‬

‫ومن هذه المستجدات نجد مبادئ وقواعد الحكامة في حسن تطبيق مبدأ التدبير الحر بالجماعات‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف مبدأ التدبير الحر بالجماعات ‪:‬‬

‫حسب المادة ‪ 3‬من القانون التنظيمي ‪ " : 113.14‬مبدأ التدبير الحر هو الذي يخول بمقتضاه لكل جماعة‪،‬‬
‫في حدود اختصاصاتها‪ ،‬سلطة التداول بكيفية ديمقراطية‪ ،‬وسلطة تنفيذ مداوالتها ومقرراتها"‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫كما يعزز االستقالل المالي واإلداري الذي تتمتع به مجالس الجماعات والذي بمقتضاه‪ ،‬تنجز المشاريع‬
‫ذات الطبيعة االقتصادية واالجتماعية المتضمنة ببرنامج عمل الجماعة‪.‬‬

‫‪ -2‬أسس وقواعد الحكامة في حسن تطبيق مبدأ التدبير الحر بالجماعات ‪:‬‬

‫يراد بقواعد الحكامة في حسن تطبيق مبدأ التدبير الحر بالجماعات‪ ،‬العمل على احترام المبادئ التالية‪:‬‬

‫* المساوة بين المواطنين في ولوج المرافق العمومية التابعة للجماعة‪.‬‬

‫* االستمرارية في أداء الخدمات من قبل الجماعة وجودة خدماتها‪.‬‬

‫* تكريس قيم الديمقراطية والشفافية والمحاسبة والمسؤولية وترسيخ سيادة القانون‪.‬‬

‫* التشاركية والفعالية والنزاهة والمراقبة‪.‬‬

‫* يتعين على مجلس الجماعة ورئيسه التقيد بقواعد الحكامة‪ ،‬ويتخذ اإلجراءات الالزمة من أجل ضمان‬
‫احترام ‪:‬‬

‫‪ -‬مقتضيات النظام الداخل للمجلس‪ -‬التداول داخل المجلس بكيفية ديمقراطية‪ -‬شفافية مداوالت المجلس‪-‬‬
‫المقتضيات المنظمة للصفقات‪ -‬قواعد ولوج الوظائف اإلدارية للجماعة‪ -‬قواعد ربط المسؤولية بالمحاسبة‬
‫– التصريح بالممتلكات‪ -‬عدم استغالل مواقع النفوذ‪.‬‬

‫* يقوم رئيس المجلس بتسليم نسخة من محاضر الجلسات لكل أعضاء المجلس داخل أجل ‪ 15‬يوما‬
‫ألختتام الدورة – تعليق المقررات بمقر الجماعة في ظرف ‪ 8‬أيام‪ ،‬ويحق للمواطنين والجمعيات أن‬
‫يطلبوا اإلطالع عليها‪.‬‬

‫* يجب على الجماعة تحت إشراف رئيس مجلسها اعتماد التقييم ألدائها والمراقبة الداخلية ودراسة‬
‫تقارير اإلفتحاص ونشرها للعموم‪.‬‬

‫* تبني نظام التدبير بحسب األهداف‪.‬‬

‫* وجوب تنظيم دورات التكوين المستمر في المجاالت المرتبطة باإلختصاصات المخولة للجماعة لفائدة‬
‫مستشاري الجماعة‪ ،‬وذلك في إطار تقوية القدرات التدبيرية للمنتخبين بمجالس الجماعات‪.‬‬

‫ومواكبة للجماعات في بلوغ حكامة جيدة في تدبير شؤونها وممارسة اإلختصاصات الموكولة إليها‪ ،‬فإن‬
‫الدولة تضع األدوات الالزمة لذلك‪.‬‬

‫من خالل ما سبق يتضح أن المشرع أعطى للحكامة في حسن تطبيق مبدأ التدبير الحر بالجماعات‬
‫اهتماما كبيرا بدليل تخصيصه ‪ 8‬مواد من المادة ‪ 269‬إلى المادة ‪.276‬‬

‫خاتــــــمة ‪ :‬حاولت من خالل هذا الموضوع‪ ،‬التطرق إلى الخطوط العريضة لقواعد الحكامة في حسن‬
‫تطبيق مبدأ التدبير الحر بالجماعات ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ويبقى أن الجماعات الترابية يجب أن تنتقل كما قال جاللة الملك من إدارة بيروقراطية إلى إدارة مقاولة‪،‬‬
‫تعتمد على أساليب عصرية في تسييرها وطرق عملها‪ ،‬كما يجب أن تتميز بالكفاءة والفعالية والمسؤولية‪،‬‬
‫وأن تتوفر على موارد بشرية مؤهلة للقيام بمهامها على أكمل وجه‪.‬‬

‫‪4‬‬

You might also like