Professional Documents
Culture Documents
* قبل الحديث عن موضوع أسس وقواعد الحكامة المتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر بالجماعات،
ال بد من اإلشارة إلى أن مسلسل الالمركزية بالمغرب مر بعدة مراحل ،كما أن هذا المسار عرف عدة
إكراهات حاول المشرع إيجاد حلول لها كلما لزم األمر ذلك ،بغية تجاوز الثغرات والنواقص.
-2أسس وقواعد الحكامة المتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر بالجماعات.
في إطار تعزيز الديمقراطية المحلية وبلورة الحريات العامة ،وبغية إشراك المواطنين في تدبير شؤونهم
المحلية اعتمدت المملكة المغربية منذ سنوات اإلستقالل األولى نهج سياسة الالمركزية بالبالد ،وهكذا
سجل تطور ملموس فيما يتعلق بالجهاز القانوني والموارد المالية والبشرية على مدى أزيد من خمسين
سنة ،وعلى عدة مراحل ،سعيا إلى تعزيز استقاللية الهيئات المنتخبة في سبيل جعل الالمركزية رافعة
حقيقية للتنمية.
-ظهير سنة :1960النظام األولي :صالحيات محدودة ،جهاز تنفيذي مزدوج ،موارد قليلة ،حضور
قوي للوصاية.،
-ظهير سنة :1976منعطف تاريخي :إصالح عميق للمؤسسة الجماعية التي أصبحت تتمتع
باإلستقالل المالي واإلداري والشخصية المعنوية ،وتوسيع اختصاصات المجالس وإلغاء النظام المزدوج.
:2001 -1977 -سيرورة متواصلة من اإلصالحات ،قانون انتخابي ،تعزيز وسائل الالمركزية .
1
-سنة :2002قفزة نوعية من خالل إعادة صياغة الميثاق الجماعي ( القانون : )78.00مراجعة تنظيم
المجالس وتحسين قواعد تسييرها ،وتوسيع حقل اإلختصاصات وإحداث نظام وحدة المدينة.
-المراقبة اإلدارية والمالية التي تحد من حرية المبادرة -بطء سياسة عدم التركيز -ضعف الموارد
البشرية -ضعف الموارد المالية -محدودية النخب المحلية -ضعف التنسيق بين الوحدات الترابية (
الجماعة -العمالة أو اإلقليم -الجهة والمصالح الخارجية) -ضعف اللجوء إلى التخطيط – محدودية انفتاح
الهيئات المحلية والمنتخبة على الفاعلين والمجتمع المدني.
بخالف المدة الطويلة التي لزمت لتعديل الميثاق الجماعي لسنة 1976وهو سنة ،2002فإن السنوات
التالية عرفت إدخال تعديالت عميقة وسريعة على الميثاق ،الهدف منها:
* دولة مواكبة.
وبالنظر إلى التطورات البارزة التي عرفتها كل حلقات سيرورة الديمقراطية المحلية ،يتضح بجالء أن
الجماعات أصبحت تتوفر على إطار قانوني ومؤسساتي لممارسة صالحياتها واختصاصاتها كفاعل قرب
للتنمية االجتماعية واالقتصادية ،حيث أن القانون التنظيمي 113.14جاء بعدة تعديالت ومستجدات
تواكب تطور الوثيقة الدستورية لسنة 2011وتطور من أداء المجالس المنتخبة.
ومن هذه المستجدات نجد مبادئ وقواعد الحكامة في حسن تطبيق مبدأ التدبير الحر بالجماعات.
حسب المادة 3من القانون التنظيمي " : 113.14مبدأ التدبير الحر هو الذي يخول بمقتضاه لكل جماعة،
في حدود اختصاصاتها ،سلطة التداول بكيفية ديمقراطية ،وسلطة تنفيذ مداوالتها ومقرراتها".
2
كما يعزز االستقالل المالي واإلداري الذي تتمتع به مجالس الجماعات والذي بمقتضاه ،تنجز المشاريع
ذات الطبيعة االقتصادية واالجتماعية المتضمنة ببرنامج عمل الجماعة.
-2أسس وقواعد الحكامة في حسن تطبيق مبدأ التدبير الحر بالجماعات :
يراد بقواعد الحكامة في حسن تطبيق مبدأ التدبير الحر بالجماعات ،العمل على احترام المبادئ التالية:
* يتعين على مجلس الجماعة ورئيسه التقيد بقواعد الحكامة ،ويتخذ اإلجراءات الالزمة من أجل ضمان
احترام :
-مقتضيات النظام الداخل للمجلس -التداول داخل المجلس بكيفية ديمقراطية -شفافية مداوالت المجلس-
المقتضيات المنظمة للصفقات -قواعد ولوج الوظائف اإلدارية للجماعة -قواعد ربط المسؤولية بالمحاسبة
– التصريح بالممتلكات -عدم استغالل مواقع النفوذ.
* يقوم رئيس المجلس بتسليم نسخة من محاضر الجلسات لكل أعضاء المجلس داخل أجل 15يوما
ألختتام الدورة – تعليق المقررات بمقر الجماعة في ظرف 8أيام ،ويحق للمواطنين والجمعيات أن
يطلبوا اإلطالع عليها.
* يجب على الجماعة تحت إشراف رئيس مجلسها اعتماد التقييم ألدائها والمراقبة الداخلية ودراسة
تقارير اإلفتحاص ونشرها للعموم.
* وجوب تنظيم دورات التكوين المستمر في المجاالت المرتبطة باإلختصاصات المخولة للجماعة لفائدة
مستشاري الجماعة ،وذلك في إطار تقوية القدرات التدبيرية للمنتخبين بمجالس الجماعات.
ومواكبة للجماعات في بلوغ حكامة جيدة في تدبير شؤونها وممارسة اإلختصاصات الموكولة إليها ،فإن
الدولة تضع األدوات الالزمة لذلك.
من خالل ما سبق يتضح أن المشرع أعطى للحكامة في حسن تطبيق مبدأ التدبير الحر بالجماعات
اهتماما كبيرا بدليل تخصيصه 8مواد من المادة 269إلى المادة .276
خاتــــــمة :حاولت من خالل هذا الموضوع ،التطرق إلى الخطوط العريضة لقواعد الحكامة في حسن
تطبيق مبدأ التدبير الحر بالجماعات .
3
ويبقى أن الجماعات الترابية يجب أن تنتقل كما قال جاللة الملك من إدارة بيروقراطية إلى إدارة مقاولة،
تعتمد على أساليب عصرية في تسييرها وطرق عملها ،كما يجب أن تتميز بالكفاءة والفعالية والمسؤولية،
وأن تتوفر على موارد بشرية مؤهلة للقيام بمهامها على أكمل وجه.
4