You are on page 1of 8

‫الباب األ ّول‬

‫المقدّمة‬
‫خلفية البحث‬ ‫‪.I‬‬

‫نرى في التقدم زمننا اآلن كانت المس ألة تتج ّدت و تح دث مناس با‬
‫بتغيّرات العالم التكنوليجيا‪ ،‬حتّى احتاج العلماء باخراج الفتاوى لمنس وبة‬
‫المسائل الفقهية بأحكامه ا المناس ب‪ .‬ف ألّفهم لن ا الكتب المس ّمى بالمس ائل‬
‫الفقهية مبيّن لنا الشريعة عن المسائل المستج ّدة‪.‬‬
‫ق د أمكن هللا عب اده و اهت ّم ه بتنظيم ات و أحك ام بالش ريعة‪ّ ،‬‬
‫ألن‬
‫الشريعة تميّ زت بخص ائص وس مات عن جمي ع الق وانين البش رية ال تي‬
‫تضعها طائفة من البشر أو يض عها ال وعيم أو المف ّك ر‪ 1.‬ي دلّنا ب أن هللا‬
‫الرحيم يأمرون بالمعروف و النهي عن المنكر‪.‬‬
‫و كانت الصحة‪ ،‬مه ّم ألفراد الن اس في ه ذه الع الم‪ّ ،‬‬
‫ألن ك ان ق ال‬
‫رسول هللا صلّى هللا علي ه و س لّم "الص حّة ت اج على رؤوس الص حّة ال‬
‫أن في األم ور الطبيبي ة يس تج ّد‬ ‫يراه ا إاّل المرض ى‪ 2".‬وال ش ّ‬
‫ك في ّ‬
‫كذالك األمور الحديثة‪ ،‬الذي لم يحدث في أزمنة الماضوية التي تحت اج‬
‫اجتهاد لتشريعاته‪ .‬فأحد من مسألته‪ ،‬فهي التبرّع باألعضاء ال ذي لم‬
‫يحدث من قبل‪.‬‬
‫فبنظر تلك المسألة في هذه الفرصة سنبحث عن مسألة الفقهي ة م ا‬
‫يتعلق بتبرع باألعضاء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫هنضا ‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫حديث‬
‫‪1‬‬
‫مصادر البحث‬ ‫‪.II‬‬

‫فبهذا‪ ،‬سنبحث تلك المسألة‪ ،‬فتحدد الباحثة األمور ما يتعلّق ما يلى‪:‬‬


‫ما المراد بالتبرّع باألعضاء؟‬ ‫‪.1‬‬
‫كيف حكم التب ّرع باألعضاء عند العلماء؟‬ ‫‪.2‬‬
‫ما دليل عن حكم التبرّع باألعضاء؟‬ ‫‪.3‬‬

‫أهداف البحث‬ ‫‪.III‬‬

‫فمؤسّسا علي المصادر السبق‪ ،‬فيريد الباحث لتعليم ما يلى‪:‬‬


‫معرفة مراد التبرّع باألعضاء‬ ‫‪.1‬‬
‫معرفة أحكام التب ّرع باألعضاء عند العلماء‬ ‫‪.2‬‬
‫معرفة دالئل المتعلّق بالتبرّع باألعضاء‬ ‫‪.3‬‬

‫‪2‬‬
‫الباب الثاني‬
‫البحث‬
‫التعريف من التب ّرع باألعضاء‬ ‫‪.I‬‬
‫التب ّرع باألعضاء من كلمتين التبرع و األعضاء‪ .‬التبرع معناه‬
‫أحكام التبرع باألعضاء عند العلماء‬ ‫‪.II‬‬

‫‪3‬‬
‫دالئل مشروعية التبرع باألعضاء‬ ‫‪.III‬‬
‫بنظر على أحكامه‪ ،‬فكان لها نظرين‪ ،‬من جهة مجيزين و منعيات‪،‬‬
‫فدليل مجيزين منهم‪:‬‬
‫إنقسم الباحثون المعاصرون بصدد هذه القضية إلي فريقين ‪:‬‬
‫الفريق األول ‪:‬‬
‫يذهب هذا الفريق إلي القول بعدم جواز تبرع اإلنسان الحي بشيء‬
‫من أعضائه‪ ,‬لتنزع في إنسان اخر‪.‬‬
‫الفريق الثاني ‪:‬‬
‫يذهب هذا الفريق إلي القول بجواز التبرع باألعضاء لغرض العالج‬
‫بها‪ ,‬عن طريق زرعها‪.‬‬
‫وقد ذهب إلي ذالك أكثر الباحثين‪ ,‬وتبنته كثير من المجامع والهيئات‬
‫الفقهيه‪.‬‬
‫األدلة ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬أدلة القائلين بعدم جواز التبرع‬
‫الدليل األول ‪:‬‬
‫حاصلة ‪ :‬أن نقل العضو يعني اقتطاعه‪ ,‬واقتطاع العضو من الجسم‬
‫بمثال التمثيل به‪ ,‬فإذا تبرع شخص بشئ‪ .‬من أعضائه فكأنها قد أذن‬
‫بالتمثيل بجسم اإلنسان محرما شرعا‪ ,‬فإن الطريق المأدية‪ ,‬وهي هنا‬
‫التبرع يحب أن تكون محرمة كذالك‪ ,‬ألن ما أدي إليالمحرم أيضا‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ويجاب عن ذالك ‪ :‬بأن األمور بمقاصدها‪ ,‬واالقطاع الذي بعد من‬
‫باب التمثيل المحرم هو الصادر عن حقد ويكون الغرض منه‬
‫التشفي ‪ :‬كالتمثيل في الحروب وما أشبه ذالك‪ ,‬أما نقل العضو‬
‫لغرض زرعه في إنسان انقاذا له من الهالك فهذا ليس من باب‬
‫التمثيل‪ ,‬وإنما من ابا اإلحسان واإليثار و التعاون علي البر‪ ,‬وبهذا‬
‫يتضح أنه ليس كل قطع تمثيال‪ ,‬و من هنا لم يعد الشرع القصاص‬
‫فيما دون التفس من المثلة المحرمة و إنما أمر به‪ .‬قال تعالي ‪( :‬‬
‫) (المائدة ‪)45 :‬‬
‫فقلع العين هنا‪ ,‬كان عين العدل‪ ,‬ألنه مسني علي العقوبة بالمثل‪.‬‬
‫كذالك ال يعد المثلة قطع اليد المتأكلة‪ ,‬ألنه يحقق مصلحة عالجية‬
‫فكذالك الحال في زراعة األعضاء‪ ,‬علما أن العضة الذي يخل بجماله‬
‫الجسم أخالال كبيرا ال يجةز نقله‪.‬‬
‫الدليل الثاني ‪:‬‬
‫إن نقل ملكية الشئ أو منفعته إنم يكون من قبل المالك‪ ,‬أة ممن أذن له‬
‫بذالك‪ ,‬ومن المعلوم أن اإلنسان ليس مالكا لجسده‪ ,‬ألن ملك الرقبة هللا و‬
‫حده و عليه فإذا تصرف في ملك الغير بغير بغيال إذن مالكه‪ ,‬ومن ال‬
‫‪.‬يملك التصرف اليملك اإلذن فيه‬

‫و أيضا فإن اإلنسان غير مفوض في جسده بل هو وصي وأمبن عليه‪,‬‬


‫‪ .‬ولو ملك اإلنسان ذاته ما حكم هللا علي المنتحر بالعذاب الشديد‬

‫‪.‬وعليه فليس اإلنسان التبرع بشيء من أعضائه ألن الحق ليس له‬

‫‪5‬‬
‫و الجواب ‪ :‬إن مادلت عليه اإلحكام و قرره الفقهاء هو ‪ :‬أن الحق علي‬
‫جسد اإلنسان مشترك بين العبد و ربه‪ .‬لهذا كان من شرائط جواز نقل‬
‫العضو عند القائلين به حصول أذن الشرع وإذن العبد بذالك‪ ,‬و إذن العبد‬
‫يكون برضاه وموافقته وإسقاطه حقه‪ ,‬بشرط أن اليؤدي ذالك إلي‬
‫اإلضرار به ضررا فاحشا‪ .‬وإذن الشرع يكون برجحان مصالح التبرع‬
‫علي مفاسده‪ ,‬وذالك يكون بإحياء حق هللا تعالي متعلق بجسد المريض‬
‫المتبرع له و المشرف علي الهالك‪ ,‬فإنه يكون قد حق هللا المتعلق بجسد‬
‫غيره ‪ ,‬ألن حق هللا فب جسده غيره أعظم من حق هللا المتعلق بجسده‬
‫هو‪ ,‬فيندفع بذالك ضرر عظيم عن المتبرع له المريض بتحمل المتبرع‬
‫‪.‬السليم ضررا أخف‬

‫ثانيا ‪ :‬أدلة القائلين بجواز التبرع‬

‫‪ :‬الدليل األول‬

‫قالو ‪ :‬التضحية ببعض الحقوق في سبيل هللا إنقاذ المضطر من األمور‬


‫المطلوبة شرعا‪ ,‬ما دامت ضمن الحدود التي أذن الشارع بها‪ ,‬وهي في‬
‫هذه الحالة تكون من البر الذي قال هللا تعالي فيه ‪( :‬المائدة ‪)2 :‬‬

‫‪ :‬و من اإليثار الممدوح من اتصف به في قوله تعالي‬

‫)الحشر ‪(9 :‬‬

‫‪ :‬الدليل الثاني‬

‫‪6‬‬
‫قياس التبرع باألعضاء علي الجهاد الشرعي بالنفس‪ ,‬و علي ما أوجبه‬
‫اإلسالم في شأن إنقاذ الغرقي و الحرقي و الهدمي‪ ,‬مع ما قد يترتب علي‬
‫‪.‬ذالك من هالك المجاهد إو المنفذ‬

‫و من هنا فإن التبرع بعضو لمشرف علي الهالك بعد إحياء لنفسه‪ ,‬و‬
‫إحياء النفوس مطلب شرعي صرحت به األية الكريمة ‪ :‬قال تعالي ‪:‬‬
‫(المائدة ‪)32 :‬‬

‫و قد روي المجاهد ‪ :‬أن إحيائها ‪ :‬انجائها من الغرق أو الحرق أو‬


‫‪.‬التهلكة‬

‫الباب الثالث‬
‫االختتام‬

‫‪7‬‬
‫مصادر البحث‬

‫‪8‬‬

You might also like