You are on page 1of 20

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة الحاج لخضر ‪ - 1‬باتنة ‪-‬‬
‫‪ ‬كلية العلوم االقتصادية‪ ‬و التجارية و علوم التسيير‬
‫‪ ‬التخصص‪ :‬إدارة مالية‬
‫‪ ‬الفوج‪02 :‬‬
‫المقياس‪ :‬إدارة المخاطر المالية‬

‫استراتيجيات التحوط في المعامالت المالية‬

‫تحت اشراف ‪:‬‬ ‫من اعداد‪:‬‬


‫األستاذ ‪ :‬أشرف‬ ‫جاب اهلل نورهان‬ ‫‪‬‬
‫سليمان‬
‫‪ ‬ليلة بن زينة‬
‫السنة الدراسية‪2022 / 2021 :‬‬

‫خطة البحث ‪:‬‬


‫المقدمة‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية التحوط‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم التحوط‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أنواع التحوط في المعامالت المالية‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬التحوط في المعامالت المالية‬


‫المبحث األول ‪ :‬أسباب التحوط في المعامالت المالية‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أهمية التحوط في المعامالت المالية‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬أدوات و سياسات التحوط في مخاطر‬


‫المعامالت المالية‬
‫المبحث األول ‪ :‬طرق و أدوات التحوط في المعامالت‬ ‫‪‬‬

‫المالية‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬سياسات التحوط في المعامالت المالية‬ ‫‪‬‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫تعد المعاملة المالية‪ ‬هي‪ ‬اتفاق‪ ،‬أو‪ ‬تواصل‪ ،‬أو حركة تتم بين بائع ومشت ٍر‬

‫تغيرا في الحالة المالية‬


‫لتبادل‪ ‬أصل‪ ‬ما مقابل مبلغ مدفوع‪ .‬وتتضمن المعاملة ً‬
‫الثنين أو أكثر من الشركات أو األفراد‪ .‬ويكون البائع والمشتري كيانين‬

‫منفصلين يتضمنان عادةً‪ ‬تبادل‪ ‬مواد ذات قيمة‪ ،‬مثل‪ ‬المعلومات‪ ،‬والسلع‪،‬‬

‫والخدمات‪ ،‬واألموال‪ .‬ينطبق مفهوم المعاملة كذلك على تبادل السلع في‬

‫عرف هنا بالمعاملة ثنائية‬


‫إحدى المرات‪ ،‬ثم تبادل المال في مرة أخرى‪ .‬وتُ َ‬
‫األجزاء جزء يتضمن منح المال‪ ،‬واآلخر يتضمن تلقي السلع‬

‫وعليه فان هذه المعامالت المالية تعاني من المخاطر التي تطرح تحديا‬

‫للمؤسسات المالية وهيئات إعداد المعايير‪ ،‬فالمؤسسات المالية والبنوك في‬

‫معامالتها المالية هي عرضة للكثير من المخاطر لذلك فهي في حاجة ملحة‬


‫للتحوط من هذه المخاطر حيث يعتبر مفهوم التحوط من المفاهيم الحديثة‬

‫التي دخلت عالم المالية‪ ،‬حتى أنه يصعب إيجاد توافق أو إجماع عليه‬

‫فما هي هذه استراتيجية التحوط و فيما يمكن تلخيص أدوات و سياسات‬

‫التحوط في المعامالت المالية؟‬


‫المبحث األول ‪ :‬ماهية التحوط‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم التحوط ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫التحوط (‪ )Hedging‬يعرف عامة بأنه مصطلح يستخدم للداللة على تحييد‬

‫المخاطر وتقليصها ونقلها وإدارتها‪ ،‬فإن ما نريده هنا هو التعرف على معناه إذا تعلق‬

‫بالمعامالت المالية يرى البعض من الباحثين أن التحوط في المعامالت المالية يعنى‬

‫به موقف يتخذ في سوق معين للتعويض عن التعرض لتقلبات األسعار في سوق آخر‬
‫‪1‬‬
‫بهدف تقليل التعرض للمخاطر الغير مرغوب فيها‪.‬‬

‫هو‪ :‬مصطلح يستخدم للداللة على تحييد المخاطر وتقليصها‪ ،‬ومن ثم فقد‬
‫عرف التحوط بأنه الوقاية واالحتماء من المخاطر ‪.‬‬

‫وفريق ثالث يعرف التحوط بأنه‪ :‬اإلجراءات التي تتخذ لحماية المال من‬
‫التقلب غير المتوقع وغير المرغوب للعاقد‬

‫‪ 1‬عبد الرحيم عبد الحميد الساعاتي‪ ،‬نحو مشتقات مالية إسالمية إلدارة المخاطر التجارية‪ ،‬مجلة الدراسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬العدد الحادي عشر‪، 1999 ،‬ص ‪55‬‬
‫وعرفها اتحاد المصارف العربية بأنه‪ :‬فن إدارة مخاطر األسعار من خالل‬
‫مراكز عكسية عند التعامل في أدوات المشتقات ‪.‬‬

‫وعرفه صندوق النقد الدولي بأنه‪ :‬وسيلة تقليل مخاطر مالية لطلب مركز في‬
‫‪2‬‬
‫إحدى األدوات يعوض منها جزئيا أو كليا مخاطرة تقترن بمركز آخر ‪.‬‬

‫د‪ .‬سمير عبد الحميد رضوان‪ ،‬المشتقات المالية "دراسة مقارنة بين النظم الوضعية وأحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار‬ ‫‪2‬‬

‫النشر للجامعات‪، 2005 ،‬ص ‪. 56‬‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬أنواع التحوط في المعامالت المالية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وهناك عدة أنواع من التحوط‪ :‬تحوط اقتصادي‪ ،‬وتحوط تعاون‪ ،‬وتحوط‬


‫تعاقدي‪.‬‬

‫يتم التحوط االقتصادي عن طريق تنويع االستثمارات‪ ،‬وتحقيق التوافق بين‬


‫اإليرادات والمصروفات‪ ،‬أو بين األصول والخصوم في الميزانية‪ .‬فالبنوك‬
‫مثال تقترض ألجل قصير‪ ،‬وتقرض آلجال أطول‪ ،‬لكن مما يساعد على حل‬
‫مشكلتها هو وجود المصارف المركزية ونظام التأمين على الودائع‪.‬‬

‫وهناك تحوط طبيعي‪ ،‬فالبنوك العالمية مثال تتعامل بعمالت عديدة مختلفة‪،‬‬
‫فهي بطبيعتها متحوطة من خطر صرف العمالت‪ ،‬دون استخدام أي أداة من‬
‫أدوات التحوط‪.‬‬

‫والتحوط التعاون يقضي على المضاربة السعرية‪ ،‬ألنه بال أرباح‪ ،‬والمضاربة‬
‫تهدف إلى الربح‪ .‬وبهذا يمكن إنشاء صندوق تعاون للتحوط من أخطار‬
‫العمالت‪ ،‬تحول إليه أرباح وخسائر صرف العمالت‪ ،‬وإذا بقي فيه فائض‬
‫‪3‬‬
‫يتم االحتفاظ به لتغطية أي عجز في المستقل ‪.‬‬

‫خان‪ ،‬طارق ااهلل ‪ ،‬حبيب‪ ،‬أحمد‪ ،‬إدارة المخـاطر‪ :‬تحليل قضايا في الصنـاعة المـالية اإلسـالمية ورقة مناسبات رقم ‪5‬‬ ‫‪3‬‬

‫المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب‪ ،‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬جدة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪، 2003 ،‬ص‪29-28‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أنواع و أهمية التحوط في المعامالت المالية‬
‫المبحث األول ‪ :‬أسباب التحوط في المعامالت المالية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يعتمد اختاذ قرار التحوط من خماطر العملة أو من عدم اختاذه على ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬مدى جدية املخاطر احملتملة‬

‫ب‪ -‬موقف الشركة جتاه خماطر العملة‬

‫تعد عمليات التحوط من خماطر العملة من األمور الضرورية ملعظم املؤسسات‬


‫املالية‪ ،‬أما املؤسسات الغري مالية كالشركات التجارية‪ ،‬فلكل شركة وجهة نظر‬
‫وأسلوب للتحوط وهي تفضل التحوط من كافة املخاطر وال تركز فقط على‬
‫خماطر سعر الصرف‪ ،‬ومعظمها تكون تغطيتها للخطر ليست بشكل كامل ويف‬
‫بعض األحيان قد يكون التحوط معدوما ً‪ ،‬ففي بعض احلاالت تعترب بعض‬
‫الشركات احمللية أن التحوط دون وقوع اخلطر خسارة وغري ٍجمد وجتميد حلجم‬
‫معني من األموال‪ ،‬للمضاربة بشراء العمالت إما هبدف التحوط أو هبدف على‬
‫‪4‬‬
‫عكس الشركات العاملية اليت تلجأ أحياناً حتقيق لألرباح‪.‬‬

‫‪ 4‬الجبوري رغد محمد نجم‪ ،‬استخدام مستقبليات السلع في التحويط والمضاربة ‪،‬اطروحة دكتوراة مقدمة إلى مجلس‬
‫كلية اإلدارة واالقتصاد في جامعة بغداد‪ 2012 ،‬ص ‪.67‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أهمية التحوط في المعامالت المالية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تتمثل أهمية التحوط في المعامالت المالية في تقليل حجم المخاطر في‬


‫االستثمارات‪ ،‬أو تحييدها‪ ،‬أو الوقاية منها بالكلية‪ ،‬وأخيرا التعويض عنها‪.‬‬

‫ومعنى ذلك أن التحوط ال يقتصر في معناه على إلغاء المخاطر كلية‪ ،‬وإنما‬
‫يعمل على توزيعها بين أطراف المعاملة إن أمكن‪ ،‬وربما إلى طرف أو‬
‫أطراف آخرين‪ ،‬ومن األصوب أن تكون أهمية التحوط تكمن في االحتماء‬
‫والوقاية من المخاطر‪ ،‬أو في حده األدنى تحييد المخاطر وتقليلها‪ ،‬إذ هو‬
‫بهذا المعنى يكون أقرب الى القبول‪ .‬وبالتالي يمكن إيجاز أهمية التحوط‬
‫‪5‬‬
‫في المعامالت المالية فيما يلي‪:‬‬

‫التحكم بالمخاطر وتخفيضها إلى مستويات مقبولة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تقدير المخاطر واالحتماء منها بما ال يؤثر على ربحية البنك ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تحديد العالج النوعي لكل نوع من أنواع المخاطر على جميع مستوياتها‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬‬

‫تحديد وقياس والسيطرة وتخفيض المخاطر التي تواجه الشركة أو‬ ‫‪‬‬

‫المؤسسة المالية‪.‬‬

‫‪ 5‬د إبراهيم الكراسنة‪ ،‬أطر أساسية ومعاصرة في الرقابة على البنوك وإدارة المخاطر‪ ،‬صندوق النقدي العربي‪ ،‬معهد‬
‫السياسات االقتصادية‪ ،‬أبو ظبي‪ ،‬مارس ‪، 2006‬ص‪38-36‬‬
‫المحافظة على األصول الموجودة لحماية مصالح المستثمرين المودعين‬ ‫‪‬‬

‫والدائنين‪.‬‬

‫العمل على الحد من الخسائر وتقليلها إلى أدنى حد ممكن وتأمينها من‬ ‫‪‬‬

‫خالل الرقابة الفورية أو من خالل تحويلها إلى جهات خارجية‪.‬‬

‫إعداد دراسات التحوط قبل الخسائر أو بعدها وذلك بغرض أو تقليل‬ ‫‪‬‬

‫الخسائر المحتملة‪ ،‬تحديد أية مخاطر يتعين السيطرة عليها واستخدام‬


‫األدوات التي تعود إلى دفع حدوثها أو تكرار مثل هذه المخاطر‪.‬‬

‫المساعدة في اتخاد قرارات التسعير‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تقوم عملية التحوط من المخاطر المالية على وضع تقارير دورية بشأن‬ ‫‪‬‬

‫حجم المخاطر التي تتعرض لها المؤسسات‪.‬‬

‫ومنه يمكننا القول أن عملية التحوط من المخاطر في المعامالت المالية‬


‫تندرج تحت عملية البحث عن جميع المخاطر ودراستها وتحديد آثارها‬
‫وطرق السيطرة عليها والعمل على إيجاد طرق جديدة فعالة ومناسبة‬
‫للتحوط منها للتخفيف منها وحلها ومعالجتها‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬أدوات و سياسات التحوط في مخاطر‬
‫المعامالت المالية‬
‫المبحث األول ‪ :‬طرق و أدوات التحوط في المعامالت‬ ‫‪‬‬

‫المالية ‪:‬‬
‫‪ .1‬أوال ‪ :‬األداة األولى‪ :‬التأمين يقوم التأمين على مجموعة من األسس‬
‫‪6‬‬
‫أبرزها‪:‬‬

‫األساس االقتصادي للتأمين‪ :‬يرى أنصار هذا المذهب أن التأمين يقوم على‬
‫أساس اقتصادي‪ ،‬إال أنهم اختلفوا حول معيار هذا األساس فذهب فريق‬
‫منهم إلى األخذ بفكرة الحاجة‪ ،‬بينما ذهب الفريق اآلخر إلى األخذ بفكرة‬
‫الضمان‪ ،‬مما أدى إلى بروز نظريتين‪:‬‬

‫نظرية التأمين والحاجة‪ :‬أساسها أن التأمين هو الحاجة إلى الحماية‬ ‫‪‬‬

‫واألمان وال تقتصر على تغطية خطر معين يهدده في ذمته المالية فحسب‬
‫وانما لتغطية خطر يهدد حياته أو سالمة جسمه ‪.‬‬

‫‪ 6‬إبراهيم أبو النجا‪ ،‬التأمين في القانون الجزائري‪ ،‬ج ‪، 01‬ط ‪، 02‬ديوان المطبوعات الجزائرية‪، 1992 ،‬ص‪-56‬‬
‫‪57‬‬
‫نظرية التأمين والضمان‪ :‬يرى أنصارها أن الخطر يسبب لإلنسان حالة‬ ‫‪‬‬

‫عدم ضمان اقتصادي تتمثل في تهديد مركزه المالي واالقتصادي‪،‬‬


‫والتأمين هو الذي يحقق من الناحية المادية الضمان لهذا المركز المهدد‪.‬‬

‫األساس القانوني للتأمين‪ :‬اختلف أنصار هذا المذهب فيما بينهم في بيان‬
‫هذا األساس تبعا الختالفهم بشأن الركن أو العنصر الذي يعتد به‪ ،‬فمنهم من‬
‫أخذ بركن (عنصر) الخطر مع اهتمامه بالضرر الذي يسببه الخطر للمؤمن‬
‫له‪ ،‬ومنهم من رأى ركن التعويض‪ ،‬وبذلك انقسموا إلى فريقين‪ ،‬فريق نادي‬
‫بنظرية التأمين والضرر بينما نادى الفريق اآلخر بنظرية التأمين والتعويض‪.‬‬

‫نظرية التأمين والضرر‪ :‬يرى القائلون بها أن التأمين البد أن يهدف إلى‬ ‫‪‬‬

‫إصالح ضرر محتمل‪ ،‬ذلك أن التأمين هو نظام للحماية من األخطار‬


‫المحتملة الوقوع في المستقبل‪ .‬وتوسع هؤالء في معنى الضرر‪ ،‬حيث‬
‫قرروا أنه يتمثل في إصابة الذمة المالية بخسارة‪ ،‬وأنها تطبق على كافة‬
‫أنواع التأمين‪.‬‬

‫نظرية التأمين والتعويض‪ :‬يرى القائلون بها أن أساس التأمين هو التعويض‬ ‫‪‬‬

‫أي المقابل‪ ،‬األداء‪ ،‬أو مبلغ التأمين الذي يدفعه المؤمن له عند وقوع‬
‫الخطر المؤمن منه‪ ،‬ويؤخذ على هذه النظرية أنها وإن كانت تتفق مع‬
‫الطبيعة القانونية لعقد التأمين إال أنها ال تتفق مع الطبيعة الحقيقية‬
‫واألسس الفنية لعملية التأمين‪ :‬ففي الواقع ال يقوم المؤمن بدفع التعويض‬
‫من ذمته المالية بل من حصيلة األقساط التي يدفعها المؤمن لهم‪ .‬فهو‬
‫عملية تعاون بين المؤمن لهم‪.‬‬

‫األساس الفني للتأمين‪ :‬حاول أنصار هذا األساس استخالصه من األسس‬


‫الفنية لعملية التأمين التي هي عملية تعاون يقوم المؤمن بتنظيمها بتجميع‬
‫المخاطر التي يتعرض لها المؤمن لهم‪ ،‬وإجراء المقاصة بينهم وفقا لقوانين‬
‫اإلحصاء‪ ،‬وإذا انقسموا إلى فريقين‪:‬‬

‫نظرية حلول التعاون المنظم على سبيل التبادل محل الصدفة البحتة‪ :‬يرى‬ ‫‪‬‬

‫أنصارها أن التأمين في حقيقته هو تعاون بين عدة مؤمن لهم يواجهون‬


‫مخاطر متشابهة‪ ،‬حيث تغطى جماعيا بدال من أن يواجه كل منهم‬
‫المخاطر بمفرده تاركا أمر تعرضه لهذه المخاطر لمحض الصدفة‪ ،‬فعملية‬
‫التأمين إذن هي عملية تعاون منظم على سبيل التبادل بين المؤمن لهم‬
‫طبقا ألسس فنية من شأنها إبعاد احتماالت شوفتون غير أنها اقتصرت‬
‫على الجانب الفني للتأمين وأهملت الجانب القانوني له بصفته عقدا‬
‫ملزما للجانبين به تترتب التزامات على كل من المؤمن و المؤمن له ‪.‬‬

‫نظرية التأمين كمشروع منظم فنيا‪ :‬يرى القائلون بها أن عقد التأمين ليس‬ ‫‪‬‬

‫عقدا ماديا يستطيع األفراد العاديون إبرامه بأنفسهم‪ ،‬وانما هو عقد‬


‫يهدف إلى تجميع األقساط التي يدفعها المؤمن لهم‪ ،‬وتمتاز هذه النظرية‬
‫بأفضليتها في إضافة الجانب الفني إلى عقد التأمين‪.‬‬

‫االتجاه الحديث للتأمين‪ :‬حاولت المذاهب الثالثة ‪ -‬التي تناولناها ‪ -‬إيجاد‬


‫أساس للتأمين فلم تفلح نظرياتها‪ ،‬ولعل ذلك مرده إلى أن كل منها اكتفى‬
‫بالنظر إلى جانب واحد من جوائب التأمين‪ ،‬اقتصادي‪ ،‬فني أو قانوني‪،‬‬
‫ولذلك فإن االتجاه الحديث رأى الجمع بين هذه الجوانب للتوفيق بين‬
‫النظريات السابقة‪ ،‬ووفقا لهذا االتجاه يمكن القول بأن أساس التأمين هو‬
‫التعاون بين المؤمن لهم القائم على أسس فنية‪ ،‬الذي ينظمه المؤمن ويلتزم‬
‫فيه بتغطية الخطر مقابل التزام المؤمن لهم بدفع األقساط‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ .1‬األداة الثانية‪ :‬موائمة األصول والخصوم (التحوط الطبيعي)‪.‬‬

‫يمكن استخدام أسلوب الموائمة بين األصول والخصوم كطريقة لمعالجة‬


‫المخاطر التي تواجهها المؤسسة‪ ،‬ويمكن عن طريق ذلك معالجة مخاطر‬
‫أسعار السلع‪ ،‬وأسعار األسهم‪ ،‬ولكنها تستخدم بصفة خاصة معالجة مخاطر‬
‫الصرف األجنبي ومخاطر سعر الفائدة‪.‬‬

‫أول من استخدم هذه الطريقة صناديق التقاعد في الواليات المتحدة ثم‬


‫تبنتها البنوك وشركات التأمين‪ ،‬يتعرض صندوق التقاعد لمخاطر تغير أسعار‬

‫د‪ .‬أسعد رياض‪ ،‬الهندسة المالية‪ ،‬االكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪،2001،‬ص‪72‬‬ ‫‪7‬‬
‫الفائدة‪ ،‬فالصناديق تلتزم عادة بدفع تيار من الرواتب للمشترك عند تقاعده‬
‫يكون ذا مقدار ثابت بينما أنه يدفع اشتراكاته على مدى سنوات طويلة‪.‬‬
‫وتعتمد قدرة الصندوق على الوفاء بالتزاماته على دقة الحسابات ألتي اعتمد‬
‫عليها تقدير تلك االشتراكات‪ .‬فإذا تغيرت أسعار الفائدة تأثر مستوى الدخل‬
‫الذي يحصل عليه الصندوق ومن ثم يفشل في الوفاء بالتزاماته‪ ،‬ويقصد‬
‫الموائمة بين األصول والخصوم هو المقارنة بين القيمة السوقية لكل منهما‪،‬‬
‫في البداية تكون القيمة السوقية لألصول والخصوم في المؤسسة متساوية‪،‬‬
‫ولكن لما كان لكل واحد منهما يتأثر بسعر الفائدة بطريقة مختلفة‪ ،‬احتاج‬
‫األمر إلى الموائمة المستمرة بينهما‪ ،‬ويكون هدف معالجة الخطر ضمن هذه‬
‫الطريقة هو التأكد بأن الفرق بين القيمة السوقية لألصول والخصوم أقل‬
‫تأثرا بتغييرات سعر الفائدة‪.‬‬

‫‪ .2‬األداة الثالثة‪ :‬نقل المخاطرة (التحوط باستخدام المشتقات المالية‬


‫والتوريق)‬

‫ينظر الكثير من الباحثين في قضايا المال واالستثمار إلى المشتقات المالية‬


‫والتوريق كأفضل ما استطاع الفكر االستثماري انجازه إلى اآلن‪ ،‬كما يبرز‬
‫دورهما في التحوط ضد المخاطر ونقلها‬
‫‪8‬‬

‫‪ 8‬هندي منير إبراهيم‪ ،‬الفكر الحديث في إدارة المخاطر‪ ،‬مؤسسة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪، 2003 ،‬ص‪20‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬سياسات التحوط في المعامالت المالية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .1‬التحوط الساكن‪ :‬تعني التقيد بالعمل على تغطية المخاطر ساعة اتخاذ‬
‫القرار فقط ودون متابعة سلوك األسعار‪.‬‬

‫الهدف من هذه السياسة هو تثبيت الوضع الحالي والبقاء عليه وعدم القيام‬
‫بمتابعة األسعار حتى تاريخ االستحقاق‪.‬‬

‫أفضل استخدام لهذه السياسة عندما يكون هنالك ثابت نسبي باألسعار‪،‬‬
‫ويكون تأثير الخطر ليس بكبير‪ ،‬والتحوط يكون على المدى القصير‪ ،‬وليس‬
‫للمتحوط دراية كافية بأسعار الصرف والفائدة وحركة السوق وتقلبات‬
‫األسعار‪.‬‬

‫يشكل استخدام هذه السياسة خطرا في حال كان هنالك عدم استقرار‪،‬‬
‫وتقلبات متكررة بمستويات كبيرة وبفترات متقاربة‪ ،‬وفترة االستثمار على‬
‫المدى طويل اآلجل ‪.‬‬

‫‪ .2‬التحوط المتحرك ‪ :‬هذه السياسة أقرب للمضاربة فهي تحاول تحقيق‬


‫أرباح‬
‫إضافية بعد القيام بعملية التحوط‪ ،‬وبذلك فهي تلجأ إلى نوع من تعديل‬
‫المراكز المتحوطة‪ ،‬وذلك بحسب توقعات خاصة بسلوك أسعار الصرف أو‬
‫أسعار الفائدة أو قيمة األصول‪ ،‬وهذا يعني أن هنالك شبه مضاربة على‬
‫المراكز المتحوطة‪.‬‬

‫مستخدم هذه السياسة في التحوط عليه أن يمتلك درجة من المعرفة‬


‫والتخصص في األسواق التي يستثمر بها تمكنه من تفادي الوقوع في‬
‫‪9‬‬
‫خسائر غير متوقعة ومعاكسة لتوقعاته‪.‬‬

‫‪ 9‬الربيعي حاكم‪ ،‬الفتالوي ميثاق‪ ،‬جوان حيدر‪ ،‬فارس أحمد‪ ،‬المشتقات المالية‪ ،‬األردن‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ 2011‬ص ‪59‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬

‫وفي األخير كان من أبرز مقومات اإلدارة الناجحة لالستثمار وضع‬

‫الوسائل المناسبة لحمايتها من المخاطر‪.‬‬

‫و نظرا للنمو السريع في حجم ونطاق الخدمات في بلدان كثيرة‪ ،‬فقد‬

‫أصبح موضوع التحوط من المخاطر في المعامالت المالية يحظى بأهمية‬

‫متزايدة بالنسبة لصانعي السياسات والمهتمين باالستقرار المالي‪.‬‬

‫ومن هنا للتحوط أهمية كبيرة في المعامالت المالية العتباره وسيلة‬

‫لالحتماء والوقاية من المخاطر‪ ،‬كما أن أساليبه واستراتيجياته تتعدد‬

‫وتختلف من مؤسسة إلى أخرى بحسب نوع ودرجة الخطورة التي تعرضت‬

‫لها المؤسسة‪.‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع ‪:‬‬
‫‪ .1‬عبد الرحيم عبد الحميد الساعاتي‪ ،‬نحو مشتقات مالية إسالمية إلدارة المخاطر‬
‫التجارية‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬العدد الحادي‬
‫عشر‪، 1999 ،‬ص ‪55‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬سمير عبد الحميد رضوان‪ ،‬المشتقات المالية "دراسة مقارنة بين النظم‬
‫الوضعية وأحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار النشر للجامعات‪، 2005 ،‬ص ‪. 56‬‬
‫‪ .3‬خان‪ ،‬طارق ااهلل ‪ ،‬حبيب‪ ،‬أحمد‪ ،‬إدارة المخـاطر‪ :‬تحليل قضايا في الصنـاعة‬
‫المـالية اإلسـالمية ورقة مناسبات رقم ‪ 5‬المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب‪،‬‬
‫البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬جدة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪، 2003 ،‬ص‪29-28‬‬
‫‪ .4‬الجبوري رغد محمد نجم‪ ،‬استخدام مستقبليات السلع في التحويط‬
‫والمضاربة ‪،‬اطروحة دكتوراة مقدمة إلى مجلس كلية اإلدارة واالقتصاد في‬
‫جامعة بغداد‪ 2012 ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ .5‬د إبراهيم الكراسنة‪ ،‬أطر أساسية ومعاصرة في الرقابة على البنوك وإدارة‬
‫المخاطر‪ ،‬صندوق النقدي العربي‪ ،‬معهد السياسات االقتصادية‪ ،‬أبو ظبي‪ ،‬مارس‬
‫‪، 2006‬ص‪38-36‬‬
‫‪ .6‬إبراهيم أبو النجا‪ ،‬التأمين في القانون الجزائري‪ ،‬ج ‪، 01‬ط ‪، 02‬ديوان‬
‫المطبوعات الجزائرية‪، 1992 ،‬ص‪57-56‬‬
‫‪ .7‬د‪ .‬أسعد رياض‪ ،‬الهندسة المالية‪ ،‬االكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬االردن‪،2001،‬ص‪72‬‬
‫‪ .8‬هندي منير إبراهيم‪ ،‬الفكر الحديث في إدارة المخاطر‪ ،‬مؤسسة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪، 2003 ،‬ص‪20‬‬
‫‪ .9‬الربيعي حاكم‪ ،‬الفتالوي ميثاق‪ ،‬جوان حيدر‪ ،‬فارس أحمد‪ ،‬المشتقات المالية‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬الطبعة األولى‪ 2011 ،‬ص ‪59‬‬

You might also like