You are on page 1of 294

‫د‪ .

‬عبد المجيد بوكير‬


‫أستاذ القانون‬
‫جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‬
‫الكلية متعددة التخصصات ـ تـازة‬

‫التوثيق العصري المغربي‬


‫دراسة في ضوء‪:‬‬
‫ظهير ‪ 4‬ماي ‪0291‬‬ ‫القانون ‪11.00‬‬
‫مشروع القانون ‪12.99‬‬ ‫القانون ‪11.44‬‬
‫القانون ‪11.19‬‬ ‫القانون ‪11.10‬‬
‫وباقي القوانين ذات الصلة‬

‫الطبعة الثانية‬
‫‪0491‬هـ ‪9101‬م‬
‫طبعة مزيدة ومحينة‬

‫‪1‬‬
‫الكتاب‪ :‬التوثيق العصري المغربي‬
‫المؤلف‪ :‬الدكتور عبد المجيد بوكير‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2009MO2875 :‬‬
‫ر د مك ‪079-0099-22-060-0 :‬‬
‫الطبعة الثانية‪2000 :‬‬
‫نشر‪ :‬دار السالم‬
‫جميع الحقوق محفوظة‬

‫‪2‬‬
‫مقدمــــة‬
‫الطبعة الثانية‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم وصلى هللا وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه‪ ،‬وبعد‪...‬فقد يسر هللا إتمام الطبعة الثانية من كتابنا "التوثيق العصري‬
‫المغربي" التي نقدم لها‪ ،‬وهي الطبعة التي استدعاها استغناء وزارة العدل بصفتها‬
‫الوصي على قطاع التوثيق في بالدنا عن مشروع القانون رقم ‪ 28.30‬الذي سبق لها‬
‫أن أعدته لضبط وإعادة تنظيم مؤسسة التوثيق "العصري" (النوطاريا) ألسباب متعددة‬
‫ال يسم المقام هنا باالسترسال في ذكرها بعد أن أعدت مؤخرا مشروع قانون جديد‬
‫تحت رقم ‪ 23.80‬وهو المشروع الذي لم يبتعد في خطوطه العريضة عما سبق أن‬
‫سطر في سالفه‪.‬‬
‫وقد رام عملي في هذه الطبعة تجديد مضامين الكتاب بما يتوافق وتوجهات‬
‫الوزارة الوصية في مشروعها الجديد‪ ،‬وقد اقتضت مني بعض اإلشكاالت العلمية‬
‫والواقعية والعملية المثارة أثناء الدراسة استحداث تقسيمات وتفريعات جديدة لعل‬
‫أهمها ما تعلق بإشكالية تمتع الموثق العصري بصفة الموظف العمومي‪ ،‬وما يثيره‬
‫دخول التوثيق اإللكتروني للخدمة بموجب القانون ‪ 25.58‬من صعوبات قانونية وتقنية‬
‫في آن واحد عند ممارسة الموثق العصري اختصاصه القانوني في إصدار هذا‬
‫الصنف من المحررات االلكترونية‪.‬‬
‫وقد كانت لنا وقفة خاصة عند القضايا التي تثيرها المحررات العرفية سواء‬
‫من جهة حجيتها أو من ناحية ثبوت تاريخها‪ ،‬وفي هذا الصدد كان ال بد من التطرق‬
‫للنقاش الفقهي القانوني المنصب حول مدى حجية محررات المحامين الدالة على‬
‫التصرفات العقارية المشمولة بالنظم القانونية ‪ 22.03‬و‪ 22.00‬و ‪.22.50‬‬
‫أيضا استوقفتنا الدراسة عند المرتكزات القانونية التي تقوم عليها مسؤولية‬
‫الموثقين "العصريين" سواء في شقها التأديبي أو في جانبها الجنائي والمدني‪ ،‬وكان ال‬
‫بد بعد ذلك من استتباع هذا األمر بمختلف االلتزامات التي تقع على عاتق الموثق تجاه‬
‫األطراف‪ ،‬فتوقفنا عند الجيل الجديد من هذه االلتزامات وأخص منها بالذكر التزامه‬
‫بتبصير زبائن ديوانه ونصحهم ثم التزامه بكتمان أسرارهم‪.‬‬
‫ومما تجدر اإلشارة إليه هنا تطرقنا ـ باإلضافة لما سبق ـ للمعيقات العامة‬
‫والخاصة التي تحول دون تعريب قطاع التوثيق العصري مع إردافها باألسس القانونية‬
‫والحضارية والتاريخية المكرسة لهذا التعريب‪.‬‬
‫وفي األخير أضفنا تفريعا خصصناه لتوثيق بيع عقار خاضع لألحكام العامة‬
‫مع تبيان طبيعة الكتابة المتطلبة لتمام هذا النمط البيعي‪ ،‬وما يجب القيام به من‬
‫إجراءات واتباع للمساطر حتى ينتج آثاره القانونية كاملة‪.‬‬
‫في ضوء كل ما سبق جاءت دراستنا وفق الخطة التالية‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬أصول التوثيق المغربي‪.‬‬
‫الباب األول‪:‬النظرية العامة للتوثيق العصري المغربي‪.‬‬
‫الباب الثاني‪:‬الموثق العصري وتحرير العقود العقارية‪.‬‬
‫وحرر بفاس يوم األربعاء لعشر خلون من شهر شوال سنة ‪0082‬هـ الموافق ل‬
‫‪ 82‬شتنبر سنة ‪0223‬م‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫وكتبه األستاذ‪:‬‬
‫عبد المجيد ابن الحاج العربي بوكير‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمــــة‬
‫الطبعة األولى‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على المصطفى األمين‪ ،‬المبعوث‬
‫رحمة للعالمين وعلى آله وصحابته أجمعين ومن سار على هديهم واستن بسنتهم إلى‬
‫يوم الدين‪.‬‬
‫أما بعد‪...‬فإنه إلى وقت قريب لم يكن يتصور وجود قوانين وضعية تحكم‬
‫العالقات القانونية بين أفراد المجتمع المغربي‪ ،‬ذلك أن المغرب منذ أن من هللا عليه‬
‫بدين اإلسالم وهو يطبقه شريعة وعقيدة‪ ،‬فلم يكن في حاجة القتباس القوانين والنظم‬
‫الوضعية الغريبة عن جسم األمة اإلسالمية جمعاء‪ .‬إال أنه والعتبارات تاريخية معينة‬
‫خضعت على إثرها معظم دول العالم اإلسالمي لالحتالل‪ ،‬حيث كان المغرب من‬
‫جهته عرضة لهذه الحملة اإلمبريالية الرعناء حين خضع الستعمار سياسي واقتصادي‬
‫واجتماعي وقانوني بموجب معاهدة الحماية بتاريخ ‪ 82‬مارس ‪ 0300‬م‪.‬‬
‫ويمكن اعتبار مرحلة االستعمار الفرنسي ـ اإلسباني ـ الدولي هاته معلم التحول‬
‫في تاريخ المغرب‪ ،‬حيث تعرضت أحكام الشريعة اإلسالمية لالجتثاث في محاولة‬
‫يائسة لتجريد المغاربة من هويتهم ومقومات شخصيتهم وذلك من خالل إصدار العديد‬
‫من القوانين الوضعية اعتمادا على مضمون المادة األولى لمعاهدة الحماية التي جاء‬
‫فيها‪ " :‬إن جاللة السلطان ودولة الجمهورية الفرنسية قد اتفقا على تأسيس نظام جديد‬
‫بالمغرب مشتمل على اإلصالحات اإلدارية والتعليمية واالقتصادية والمالية‬
‫والعسكرية‪ .1"...‬وفي هذا اإلطار جاء الظهير المنظم لمهنة‪/‬وظيفة التوثيق‬
‫"العصري" الصادر في ‪ 0‬مايو ‪0305‬م‪ 2‬وهو الظهير الذي كانت والدته الحقيقية في‬
‫فرنسا بتاريخ ‪ 01‬مارس ‪0328‬م من خالل ما صار يعرف في أوساط الباحثين‬
‫القانونيين بقانون ‪ 05‬فانتوز للسنة ‪ 00‬من التقويم الجمهوري‪ ،‬حيث راح يزاحم نظام‬
‫التوثيق العدلي الذي ما فتئ يبرهن عن قابليته للتطور خاصة بعد أن صار للعدول‬
‫قانون منظم لخطتهم‪.‬‬
‫والواقع أن فصول ومضامين ظهير ‪ 0‬مايو لم تعد تساير الواقع االجتماعي‬
‫واالقتصادي والقانوني المغربي بعد أن تقادمت نصوصه‪ ،‬وصارت تتعارض مع‬

‫‪ -1‬الملك الحسن الثاني‪ ،‬التحدي‪ ،‬ط ‪ ،0338/0‬ص ‪ ،803‬المطبعة الملكية‪.‬‬


‫‪ -2‬الظهير الشريف المؤرخ في ‪ 02‬شوال ‪0808‬هـ موافق ‪ 0‬مايو ‪0305‬م يتعلق بتنظيم شؤون محرري الوثائق‬
‫الفرنساويين‪ ،‬منشور بالعربية في الجريدة الرسمية عدد ‪ 110‬بتاريخ ‪ 08‬يونيو ‪0305‬م‪ ،‬ص‪ .0025:‬والنص العربي ذو‬
‫صياغة رديئة جدا؛ لذلك آثرنا الركون في دراستنا بهذا الكتاب للترجمة العربية غير الرسمية لهذا النص والتي أشرف‬
‫على إصدارها األستاذين المحترمين عبد المجيد الشفيق وعبد السالم بوهوش ضمن كتابهم "مدونة المهن القضائية الحرة‬
‫‪ /‬الظهائر ‪ -‬المراسيم ‪ -‬القرارات" الصادر عن سلسلة منتدى المعرفة القانونية والقضائية‪ ،‬دار األمان‪ ،‬الرباط‪ .‬على أن‬
‫النص الفرنسي للظهير منشور بالصفحة ‪ 0252‬من نفس عدد الجريدة الرسمية المذكور‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫النظام العام القانوني لبلدنا سواء كان دستورا‪ ،‬أو قانون وظيفة عمومية‪ ،‬أو قانون‬
‫توحيد وتعريب ومغربة‪ ،‬أو غير ذلك‪.‬‬
‫وألجل استطالع هذا الجانب القانوني المسكوت عنه ارتأينا أن تكون دراستنا‬
‫لنصوص الظهير المنظم للتوثيق العصري دراسة عمودية من خالل تتبع مضامين‬
‫النصوص وفحص مدى مسايرتها للتطور الذي ما فتئ المغرب يحققه في كل‬
‫المجاالت سواء االقتصادية أو القانونية أو االجتماعية؛ وألن فرع التوثيق العصري‬
‫المغربي مما لم تأخذه الكتابة المغربية بالتحليل‪ ،‬فقد كان لزاما العودة إلى أحكام‬
‫النصوص واستنطاقها ألجل تجلية مظاهر التقاطع بينها وبين النظم القانونية األخرى‬
‫المعمول بها‪ ،‬مع االستئناس طبعا بمضامين مشروع القانون ‪ 30-28‬الذي أعدته‬
‫وزارة العدل لضبط قطاع التوثيق العصري وهو اآلن في كواليس البرلمان لم يفرج‬
‫عنه بعد‪.‬‬
‫وسوف تكون لنا وقفة خاصة عند شروط ولوج مهنة التوثيق العصري وكيفيته‬
‫مع تسجيل حاالت التنافي التي يتوجب على الممارس للتوثيق مراعاتها قبل أن ننطلق‬
‫في استعراض اختصاصات الموثقين من الناحيتين النوعية والمكانية وكذا المهام التي‬
‫يضطلعون بها وأهم حقوقهم وواجباتهم وطرق الرقابة على عملهم وكيفية تأديبهم‬
‫ومسطرته‪.‬‬
‫بعد ذلك‪ ،‬تبينا منهجية التوثيق العصري من خالل تعرضنا لمسطرة التلقي‬
‫واإلشهاد التي يسلكها الموثق العصري في عمله مع اإلتيان على ذكر أنواع البيانات‬
‫والدفاتر والفهارس واللوائ التي يفترض القانون عليه مسكها بانتظام‪ ،‬مع التمثيل‬
‫بنماذج لهذه الوثائق مع تحليل بياناتها وكشف أسلوبها ومضامينها‪.‬‬
‫وإمعانا في اإلفادة‪ ،‬سقنا أحكام توثيق التصرفات العقارية المحكومة‬
‫بالقوانين‪ 03-22‬و ‪ 00-22‬و ‪ 50-22‬وقد جاءت الدراسة وفق المنهاج التالي‪:‬‬

‫الفصل التمهيدي‪ :‬أصول التوثيق المغربي‪.‬‬


‫الباب األول‪:‬النظرية العامة للتوثيق العصري المغربي‪.‬‬
‫الباب الثاني‪:‬الموثق العصري وتحرير العقود العقارية‪.‬‬

‫وحرر بفاس‪-‬العلم بتاريخ‪ 0 :‬ذو القعدة ‪0001‬هـ ‪ 01‬نوفمبر‪0221‬م‪ ،‬وفوق كل‬


‫ذي علم عليم والحمد هلل رب العالمين وهو أعلم بالمهتدين‪.‬‬

‫عبد المجيد ابن الحاج العربي بوكير‪.‬‬

‫‪6‬‬
7
‫الفصل التمهيدي‪ :‬أصول التوثيق‬
‫المغربي‪.‬‬
‫تطورت مؤسسة التوثيق العصري المغربي أساسا عن النظام التوثيقي‬
‫الفرنسي الذي كان معموال به إبان فترة الحماية‪ ،‬والذي انبثق بدوره عن قانون فنطوز‬
‫ذي األصول الرومانية‪ ،‬غير أن هذا لم يمنع من التأثر ببعض أحكام التوثيق الشرعي‬
‫الذي عرف وسع انتشاره بالمغرب منذ عهود الفت اإلسالمي األولى‪ ،‬وخاصة من ذلك‬
‫مباحث التوثيق المالكي التي عرف المغاربة واألندلسيون بالريادة فيها؛ ألجل ذلك ال‬
‫مندوحة من اإلقرار بأن تبلور وتطور التوثيق العصري مرتبط في جانب منه بالمسار‬
‫التاريخي للتوثيق الشرعي اإلسالمي بما يفرض علينا العودة إلى هذه األصول لمقاربة‬
‫هذه النشأة واستشراف معالمها‪.‬‬
‫وبناء على ما ذكر‪ ،‬نكون ملزمين بالتطرق للجذور اإلسالمية للتوثيق المغربي‬
‫قبل الحماية الفرنسية‪ ،‬على أن نتحول بعد ذلك للحديث عن األصول الرومانية لظهير‬
‫التوثيق العصري المغربي لرابع ماي ‪0305‬م‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬ترتيب الكالم يكون في نقطتين كما يلي‪:‬‬
‫* الجذور اإلسالمية للتوثيق المغربي‪.‬‬
‫* انبثاق التوثيق العصري المغربي‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الجذور اإلسالمية للتوثيق‬


‫المغربي‪.‬‬
‫ابتدأ التوثيق في المغرب بسيطا جنينيا‪ ،‬قبل أن تكثر مؤلفاته وتنضبط قواعده‪،‬‬
‫وتصاغ قوانينه‪ ،‬تبعا لتشعب حياة الناس وازدياد رغباتهم وحاجاتهم‪ ،‬فظهر الكتاب‬
‫المتخصصون في الوثائق‪ ،‬سواء كانت وثائق سياسية كوثائق العهد واالستخالف‬
‫والبيعة‪ ،‬أو وثائق المراسالت والمعاهدات والصل ‪ ،‬أو وثائق االلتزامات والمعامالت‬
‫والعقود أو غير ذلك مما أفرزته التفاعالت االقتصادية واالجتماعية والحضارية التي‬
‫عاشها المغاربة عبر تاريخهم اإلسالمي الزاهر‪.‬‬
‫ويمكن التمييز بين طورين أساسيين مر منهما التوثيق المغربي‪ ،‬في الطور‬
‫األول كانت الكلمة األولى ألحكام الشريعة اإلسالمية في تنظيم وضبط الوثائق‬
‫وخاصة قواعد الفقه المالكي في هذا الباب‪ ،‬بينما عرف طور التوثيق القانوني تدشين‬
‫العمل بنوع من التزاوج بين الضبط الفقهي للتوثيق والضبط القانوني له‪.‬‬
‫في ضوء هذا نقسم الكالم في محورين كما يلي‪:‬‬
‫* طور التوثيق الفقهي‪.‬‬
‫* طور التوثيق القانوني‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المطلب األول‪ :‬طور التوثيق الفقهي‪.‬‬
‫قبل دخوله مرحلة التوثيق القانوني المنظم بظهائر ومراسيم قوانين‪ ،‬مر‬
‫المغرب بمرحلة توثيق فقهي اضطلع فيها علماء المالكية بضبط أصول وأحكام تحرير‬
‫الوثائق‪ ،‬ذلك أن المذهب المالكي ازدهرت مدرسته في المناطق االقتصادية اإلسالمية‬
‫الحيوية‪ ،‬وخاصة من ذلك مناطق شمال إفريقيا واألندلس‪ ،‬مع امتدادات أخرى في‬
‫العراق والحجاز؛ األمر الذي جعله ينال الحظوة الكبرى في التأليف لعلم الشروط‬
‫والوثائق‪.‬‬
‫ويمكن تقسيم فترة التوثيق الفقهي التي عرفها المغرب إلى مرحلتين أساسيتين‪:‬‬
‫األولى كانت الريادة فيها للموثقين األندلسيين‪ ،‬بينما سطع في الثانية نجم نظرائهم‬
‫المغاربة‪.‬‬
‫إذن فالحديث هنا سيكون في النقطتين التاليتين‪:‬‬
‫* مرحلة النهضة األندلسية‪.‬‬
‫* مرحلة النبوغ المغربي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مرحلة النهضة األندلسية‪.‬‬


‫طور األندلسيون في الفترة من القرن الثالث الهجري إلى غاية القرن الثامن‬
‫منه فن التوثيق لمواكبة التعامالت االقتصادية والتفاعالت االجتماعية والسياسية‬
‫والحضارية التي كانت تعيشها أمة اإلسالم في الغرب اإلسالمي وقتئذ‪ .‬وقد تميزت هذه‬
‫المرحلة بكثرة الموثقين وغزارة التأليف في علم التوثيق‪ ،‬حيث زخرت المكتبة‬
‫اإلسالمية شرقا وغربا بمؤلفات جليلة في بابها‪ ،‬وهي المؤلفات التي دونت وفق‬
‫منهجية علمية مضبوطة‪.‬‬
‫وألن رقعة الخالفة اإلسالمية شملت لهذه المرحلة ما بين فارس شرقا إلى‬
‫حدود األندلس غربا؛ فقد ازدهرت المعامالت المدنية والتجارية نتيجة االستقرار‬
‫السياسي‪ ،‬مع ما رافق ذلك من خروج للتوثيق من دائرته الضيقة البسيطة إلى المجال‬
‫المعرفي العلمي الواسع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬منهجية التأليف في علم التوثيق‬


‫إبان مرحلة النهضة األندلسية‪.‬‬
‫تمثل الكتابة في علم الوثائق ما بين القرنين الثالث والثامن الهجريين المرجع‬
‫األساسي للبحث والتدوين في هذا الفن؛ إذ تعتبر مؤلفات هذه المرحلة تأسيسية بامتياز‪،‬‬
‫حيث اتبعت في تصنيفها طرق متمايزة تبعا لتعدد المؤلفين واختالف مناهجهم كما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪-0‬طريقة جمع الوثائق النموذجية حسب أبواب الفقه بال قواعد وال أحكام‪.‬‬
‫وهذه طريقة اتبعها أغلب أهل التوثيق المالكيين ما بين القرنين الثالث والثامن‬
‫الهجريين‪ ،‬حيث كانوا يجمعون الوثائق النموذجية حسب كل باب فقهي مع تجريدها‬
‫من األحكام الفقهية النظرية أو التطبيقية القضائية تسهيال على الموثقين وإمدادا لهم‬
‫بنماذج جاهزة للوثائق‪ ،‬ويعد العالمة أبو إسحاق الغرناطي (ت ‪ 513‬هـ) راسم هذا‬
‫المنهج حيث جرد كتابه " الوثائق المختصرة " عن أي تعليق أو مقدمة تقعيدية‪.‬‬
‫‪ -2‬طريقة عرض الوثائق النموذجية محالة بأحكامها الفقهية‪.‬‬
‫يرجع الفضل في إرساء طريقة عرض الوثائق النموذجية مذيلة بأحكامها‬
‫الفقهية إلى الفقيه أحمد بن مغيث الطليطلي (ت ‪ 053‬هـ) الذي يعد بحق رائد التأليف‬
‫في الوثائق وفق هذا المنهج‪ ،‬وقد رتب كتابه " المقنع في علم الشروط " حسب‬
‫األبواب الفقهية‪ ،‬حيث أورد الوثائق النموذجية في كل باب فقهي وذيلها بأحكامها‬
‫الفقهية ومذاهب العلماء وأقوالهم فيها‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬بعض مؤلفات هذه المرحلة‪.‬‬


‫اغتنت المكتبة اإلسالمية إبان مرحلة النهضة األندلسية بمؤلفات توثيقية جليلة‬
‫سدت الفراغ الذي طالما شكت منه في هذا الجانب‪ ،‬فترسخت أحكام التوثيق واستقرت‬
‫معها المعامالت‪ ،‬وازدهرت بذلك الحضارة اإلسالمية حتى بلغت شأوا ال تنازع فيه‪.‬‬
‫وإن روم إحصاء مؤلفات األندلسيين التوثيقية لهذا الطور يعد ضربا من إرادة‬
‫المحال؛ لذلك حسبنا االقتصار هنا على ذكر البعض مما ازدانت به الخزانة اإلسالمية‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫* وثائق إبراهيم بن سليمان بن أبي زكرياء األندلسي( ت ‪801‬هـ)‪.‬‬
‫* وثائق محمد بن يحيى بن عمر بن لبابة القرطبي ( ت ‪882‬هـ)‪.‬‬
‫* تأليف محمد بن أحمد بن عبد هللا ابن العطار ( ت ‪883‬هـ)‪.‬‬
‫* أصول الوثائق لمحمد ابن أبي زمنين الغرناطي(ت‪883‬هـ)‪.‬‬
‫* وثائق أحمد بن سعيد الهمداني (ابن الهندي)‪ ( ،‬ت ‪883‬هـ)‪.‬‬
‫* تأليف فرج بن سلمة بن زهير البلوي القرطبي ( ت ‪805‬هـ)‪.‬‬
‫* تأليف موسى بن أحمد المعروف بالوتد القرطبي ( ت ‪811‬هـ)‪.‬‬
‫* تأليف عبد الرحمان بن مروان األنصاري القنازعي ( ت ‪.)008‬‬
‫* شرح وثائق ابن العطار لمحمد بن عمر ابن الفخار (ت‪088‬هـ)‪.‬‬
‫* كتاب الوثائق وعللها لمحمد ابن شريعة اللخمي ( ت‪088‬هـ)‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عبد الرزاق وورقية‪ ،‬مدخل إلى علم التوثيق في المذهب المالكي‪ ،‬ط ‪ ،0225‬مطبعة آنفوبرانت‪ ،‬فاس‪ ،‬ص‪-.51 :‬‬
‫د‪ .‬مرزوق آيت الحاج‪ ،‬الوجيز في التوثيق العدلي بين النظر والتطبيق‪ ،‬ط ‪0001 /0‬هـ ‪0225‬م‪ ،‬طوب بريس‪ ،‬ص‪.32 :‬‬

‫‪10‬‬
‫* وثائق محمد بن عبد هللا بن مزين القرطبي ( ت ‪080‬هـ)‪.‬‬
‫* المقنع في الوثائق البن مغيث ( ت ‪053‬هـ)‪.‬‬
‫* الوثائق المجموعة لعبد هللا بن فتوح ( ت ‪010‬هـ)‪.‬‬
‫* وثائق محمد بن فرج األندلسي ( ت ‪031‬هـ)‪.‬‬
‫* وثائق ابن فتحون ( ت ‪525‬هـ)‪.‬‬
‫* النهاية والتمام في معرفة الوثائق واألحكام " المتيطيـة " لعلي بن‬
‫عبدهللا األندلسي المتيطي ( ت ‪515‬هـ)‪.‬‬
‫* شرح أبو محمد ابن عات الشاطبي ( ت ‪530‬هـ)‪.‬‬
‫* الطرر على الوثائق المجموعة البن عات النفزي ( ت ‪123‬هـ)‪.‬‬
‫وغير هذا من المؤلفات النفيسة في علم التوثيق التي يطول المقام بذكرها وهي‬
‫التي ستؤسس لظهور المدرسة المغربية فيما بعد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة النبوغ المغربي‪.‬‬


‫ابتداء من القرن الثامن الهجري‪ ،‬شهد المغرب نهضة كبرى على مستوى‬
‫كتابة الوثائق والتأليف لعلمه والضبط لفنه من طرف المغاربة فقهاء وقضاة‪ ،‬وقد‬
‫دونوا في كل أنواع الوثائق ومختلف المجاالت الحياتية‪ ،‬فظهرت اللمسة المغربية على‬
‫وثائق هذه المرحلة‪ ،‬حيث اتسمت بالتطويل وتضمين اآلراء الفقهية واألحكام القضائية‬
‫جنبا إلى جنب مع موضوع الوثيقة وضوابطها حتى أضحت مزيجا من التوثيق وفقه‬
‫القضاء‪ .1‬وتستحق هذه المرحلة وصفها بمرحلة النبوغ المغربي‪ ،‬حيث تعدد المؤلفون‬
‫المغاربة الذين كتبوا في علم التوثيق‪ ،‬لعل أبرزهم عبد المالك الفشتالي (ت ‪113‬هـ)‪،‬‬
‫ولسان الدين ابن الخطيب‪ ،‬وابن سلمون‪ ،‬والونشريسي‪ ،‬والبقريني‪ ،‬والزقاق وغيرهم‬
‫كثير‪.‬‬
‫غير أنه وانطالقا من القرن العاشر الهجري ظهر تيار تصحيحي ضمن علماء‬
‫التوثيق عمل على العودة بالوثيقة إلى الحالة التي كان فيها اإلشهاد هو شغلها وصلب‬
‫موضوعها‪ ،‬دونما إقحام لألحكام القضائية والقواعد الفقهية‪ ،‬حيث يعد القاضي ابن‬
‫عرضون الشفشاوني ( ت ‪330‬هـ) إمام هذه الطريقة التي اعتمدها في كتابه " الالئق‬
‫لمعلم الوثائق"‪.2‬وعلى نفس المنوال سار الشيخ بناني والقاضي الهواري والمصمودي‬
‫والتلمساني والتسولي وغيرهم‪ ،‬إال أنه انطالقا من أواسط القرن الرابع عشر وبالضبط‬
‫في ‪ 08‬شعبان ‪0880‬هـ ‪ 1 /‬يوليوز ‪0300‬م سيدخل التوثيق المغربي طور التقنين‬

‫‪ -1‬محمد الحياني‪ ،‬في نظام التحفيظ العقاري المغربي‪ ،‬ط‪0005/0.‬هـ‪0220‬م‪ ،‬مؤسسة النخلة للكتاب‪ ،‬وجدة‪ ،‬ج‪ /0‬ص‪:‬‬
‫‪.00‬‬
‫‪ -2‬العلمي الحراق‪ ،‬التوثيق العدلي بين الفقه المالكي والتقنين المغربي وتطبيقاته في مدونة األسرة‪ ،‬ط ‪ ،0225/0‬مطبعة‬
‫دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ج ‪ 35/0‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫والذي سيسفر الحقا عن ظهور التوثيق العصري لتلبية حاجة الفرنسيين المقيمين‬
‫بالمغرب‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طور التوثيق القانوني‪.‬‬


‫دشن صدور أول ظهير شريف بمثابة قانون بتاريخ ‪ 08‬شعبان ‪ 0880‬هـ‬
‫الموافق لسابع يوليوز ‪0300‬م انبثاق مرحلة التوثيق القانوني التي تتسم بالتزاوج ما‬
‫بين الضبط الفقهي الشرعي للتوثيق والتنظيم القانوني له‪ ،‬وعلى الرغم من أن هذا‬
‫الظهير جاء معالجا للعدل األهلي وتفويت الملكية العقارية في المغرب‪ ،‬فإنه تطرق في‬
‫بعض فصوله لتنظيم خطة العدالة‪ .‬ثم توالى صدور الظهائر والمراسيم القانونية‬
‫المنظمة للتوثيق حتى ظهر ما يعرف بالتوثيق العبري قبل أن يتبلور التوثيق العرفي‬
‫وينبثق بعده التوثيق العصري‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التوثيق العدلي والتوثيق‬


‫العبري‪.‬‬
‫التوثيق الشرعي المغربي إما توثيق عدلي(أوال) وإما توثيق عبري(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التوثيق العدلي‪.‬‬


‫ظهر التوثيق الفقهي في المغرب منذ أمد بعيد وبالضبط مع الفت اإلسالمي‪،‬‬
‫حيث كان الشهود يكتبون الوثائق ويشهدون عليها‪ ،‬وقد استمر هذا الحال حتى بعد‬
‫ظهور التوثيق العدلي المنظم قانونا‪ ،‬وهذه خصيصة مغربية بعد انقراضه من الشرق‬
‫اإلسالمي وظهور نظام الكاتب بالعدل في المعامالت المالية ونظام المأذون في قضايا‬
‫األسرة والميراث‪.‬‬
‫وقد أصب من الطبيعي أن تتراجع تآليف الفقهاء في التوثيق لتظهر شروح‬
‫بعض رجال القانون للظهائر المنظمة لخطة العدالة‪ ،‬إذ باستثناء مؤلف " التدريب على‬
‫تحرير الوثائق العدلية " لصاحبه أبي الشتاء الصنهاجي (ت ‪0305‬م) والذي شرح فيه‬
‫الوثائق الفرعونية‪ 2‬وهو بحق أبرز مؤلف في التوثيق العدلي في مرحلة تزاوجه‬
‫بالتنظيم القانوني؛ ال نكاد نعثر على مؤلف قيم في الموضوع‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عبد السالم العسري‪ ،‬شهادة الشهود في القضاء اإلسالمي‪ :‬دراسة تاريخية فقهية مقارنة مع بيان ما جرى به العمل‬
‫لدى الشهود العدول الموثقين وقضاة التوثيق بالمغرب‪ ،‬ط‪0221/0‬م‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫ج‪/0‬ص‪.128‬‬
‫‪ -2‬تضمن مؤلف التدريب على تحرير الوثائق العدلية أربع مائة وثيقة منها مائة وستون من جمع العالمة بناني وهي‬
‫المسماة الوثائق الفرعونية ومنها مائتين وأربعين من جمع العالمة أبي الشتاء الصنهاجي‪ ،‬يراجع مقدمة كتاب التدريب‬
‫على تحرير الوثائق العدلية‪ ،‬ألحمد الغازي الحسيني‪ ،‬ط‪ ،0313/0.‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬المغرب‪ ،‬ج ‪ /0‬ص ‪.0‬‬

‫‪12‬‬
‫ونظام التوثيق العدلي في المغرب وإن كان يقوم على أساس نظام العدلين‬
‫بخالف ما عليه التوثيق العصري من التلقي االنفرادي‪ ،‬فهو يتأسس على ازدواجية‬
‫الجمع بين أحكام الشهادة وأحكام الكتابة‪ ،‬كما يخضع لرقابة القضاء الصارمة وإشرافه‬
‫المباشر‪ ،‬وال تصير الوثيقة العدلية رسمية إال إذا خاطب عليها القاضي المكلف‬
‫بالتوثيق باإلعالم بأداءها ومراقبتها‪ ،‬وفي هذا ما فيه من مغازي االنضباط ألحكام‬
‫الفقه اإلسالمي في هذا الجانب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوثيق العبري(الصوفريم)‪.‬‬


‫تمتع اليهود المغاربة عبر التاريخ بشخصيتهم القانونية المتميزة وحريتهم في‬
‫ممارسة شعائرهم الدينية وتدبير معامالتهم المالية وتصرفات طائفتهم‪.‬‬
‫وألن أعالم المذهب المالكي كرهوا أن يشهد العدول المسلمون على تصرفات‬
‫اليهود والنصارى ومعامالتهم وأنكحتهم إال لضرورة؛ فقد طور المغرب نظام توثيق‬
‫خاص بهم‪ ،‬وظهر بينهم عدولهم وموثقيهم الذين يشهدون على تصرفاتهم ويوثقونها‬
‫وكان القضاة العبريون يحكمون بمقتضى هذه الشواهد والوثائق مطلقا حتى صدر‬
‫ظهير ‪ 00‬رجب ‪0881‬هـ ‪ 08 /‬أبريل ‪0303‬م‪ 1‬في تنظيم المحاكم العبرية ومحرري‬
‫الوثائق لديها‪ ،‬وهي المحاكم التي ألغيت بعد صدور قانون التوحيد والمغربة والتعريب‬
‫لسنة ‪0315‬م حيث أبقى على الفصول‪ 2‬المنظمة للتوثيق العبري وهي الجاري بها‬
‫العمل حتى اليوم‪.‬‬
‫ولمزاولة خطة التوثيق العبري يشترط الحصول على قرار وزيري من وزير‬
‫العدل يأذن بمزاولة مهام الموثق العبري بناء على طلب من رئيس المحكمة العبرية‬
‫بعد ثبوت االستقامة واألهلية حسب ظهير ‪ 00‬رجب ‪0881‬هـ ‪ 08‬أبريل ‪0303‬م‬
‫وخاصة الفصل ‪ 300‬منه‪.‬‬
‫وحسب الفصل ‪ 00‬من نفس الظهير فإنه " تحرر كل وثيقة بواسطة موثقين‬
‫يمضيان عليها ويضمنان فيها التاريخ الذي عقدت فيه والسنة والشهر واسمهما ومحل‬
‫سكناهما أيضا وتقيد الوثيقة حينا في كناش الموثقين‪ ،‬وال يجوز التأخير عن التقييد‬
‫المذكور أكثر من ثالثة أيام‪ ،‬ويقع التقييد بال بياض وال محو وال تحشير وال تشطيب‬

‫‪ -1‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 011‬بتاريخ ‪ 08‬شعبان ‪0881‬هـ‪ 8/‬يونيو ‪0303‬م‪،‬ص‪.553‬‬


‫‪ -2‬هذه الفصول أربعة هي‪ :‬الفصل الحادي والعشرون والفصل الثاني والعشرون والفصل الثالث والعشرون والفصل‬
‫الرابع والعشرون‪.‬‬
‫‪ -3‬جاء في الفصل ‪ 00‬المذكور‪" :‬ال يجوز بعد انقضاء سنة واحدة من تاريخ نشر هذا الظهير الشريف بالجريدة الرسمية‬
‫ألي محرر للوثائق من اإلسرائيليين أن يباشر خطته إال إذا كان بيده قرار وزيري صادر له في اإلذن بذلك بطلب من‬
‫رئيس المحكمة اإلسرائيلية بعد إثبات أهليته واستقامته وأما المخالفون لذلك فتقع متابعتهم لمباشرتهم وظيفا ال حق له‬
‫بالقيام به زيادة على ما يترتب على ذلك من تعويض الضرر والخسائر إن اقتضى الحال ذلك"‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ما لم تقع المصادقة على ذلك‪ ،‬ومن لم يحسن ضبط كنانيشه أو أضاعها فتجري عليه‬
‫العقوبة"‪.‬‬
‫وألجل مراقبة الموثق العبري افترض الفصل ‪ 100‬من ظهير ‪0303‬م عليه‬
‫إحضار كناشه آخر كل شهر لرئيس المحكمة العبرية أو للحاخام النائب عنه ليمضي‬
‫عليها بعد التحقق من صحتها‪ ،‬ويبين الموثق ما سلم من الوثائق والنسخ وما بقي من‬
‫الرسوم في صدد المباشرة‪ ،‬وتعرض الكنانيش عند تمامها على رئيس المحكمة العبرية‬
‫أو نائبه ليمضي عليها ويختمها وتحفظ‪ ،‬كما يجب على الموثقين إحضار كنانيشهم كلما‬
‫طلب منهم ذلك وهذا نظام شبيه إلى حد كبير بنظام التوثيق العدلي‪.2‬‬
‫غير أن مما يالحظ أن المحاكم العبرية التي أسند إليها ظهير ‪ 0303‬مراقبة‬
‫الموثق العبري ألغيت بظهير التوحيد والمغربة والتعريب لسنة ‪ 0315‬مما يعني أن‬
‫أمر الرقابة أصبحت في عهدة المحاكم المغربية الموحدة وبالضبط في يد قضاة قسم‬
‫التوثيق بها‪ .‬كما أن بعض األبحاث والدراسات الحديثة تشير إلى أن التوثيق العبري‬
‫يتم بواسطة موثق عبري منفرد يسمى بلغتهم " الصوفيرم " أي ممثل السلطة الربية‬
‫في عقود الزواج –حسب عقيدتهم‪ -‬وبمحضر شاهدين آخرين يشهدان على أطراف‬
‫العقد ومضمونه‪ .3‬وإزاء التوثيق العدلي والتوثيق العبري نجد أيضا التوثيق العرفي‬
‫والتوثيق العصري‪.‬‬
‫العرفي‬ ‫التوثيق‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫الفرع‬
‫والتوثيق العصري‪.‬‬
‫إذا كانت حاجة الفرنسيين في المغرب أوائل الحماية لتأمين مصالحهم‬
‫االقتصادية قد دفعتهم إلى أحداث توثيق عصري (ثانيا) فإن هذه المصال نفسها‬
‫هي التي كانت وراء إهمالهم تقنين قواعد تحكم التوثيق العرفي(أوال)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التوثيق العرفي‪.‬‬
‫التوثيق العرفي حسب فهمه المتداول هو ما يقوم به المتعاقدون أو غيرهم‬
‫من أعمال توثيقية دون أن يشهدوا على صحتها من لهم الصالحية في اإلشهاد‬
‫والتوثيق‪ ،‬وهو رغم وسع انتشاره لم يحظ من المشرع بتنظيم خاص اللهم بعض‬

‫‪ -1‬يقول الفصل ‪ 00‬المذكور‪":‬يحضر الموثقون كنانيشهم في آخر كل شهر لرئيس المحكمة اإلسرائيلية أو للحاخام‬
‫النائب عنه ليمضي عليها بعد التحقق من صحتها ويبين الموثقون في ذلك الوقت نفسه ما سلم من النسخ وما بقي من‬
‫الرسوم في صدد المباشرة وتعرض الكنانيش عند تمامها على رئيس المحكمة اإلسرائيلية أو الحاخام النائب عنه ليمضي‬
‫عليها ثم تختم وتحفظ ويجب على الموثقين أن يحضروا هذه الكنانيش كلما احتيج إلى مراجعتها"‪.‬‬
‫‪-2‬العلمي الحراق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ /0‬ص ‪.021‬‬
‫‪ -3‬حاييم الزعفراني‪ ،‬ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب‪ ،‬ط ‪ ،0331/0‬ترجمة‪ :‬أحمد شحالن وعبدالغني أبو العزم‪،‬‬
‫مطبعة دار قرطبة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪14‬‬
‫النصوص الواردة في ظهير االلتزامات‪ .‬فإذا كان التوثيق العدلي يجمع بين الكتابة‬
‫واإلشهاد عكس التوثيق العصري فإن التوثيق العرفي يفتقد جميع هذه الخصائص‪،‬‬
‫والورقة العرفية هي التي تصدر من ذوي الشأن بوصفهم أشخاصا عاديين ويوقع‬
‫عليها الملتزم لكي تكون دليال كتابيا حيث ال يشترط فيها لتصل لإلثبات سوى‬
‫‪1‬‬
‫الكتابة والتوقيع‪.‬‬

‫فالورقة العرفية‪ 2‬إذن هي التي يقوم بتحريرها من لهم مصلحة فيها من غير تدخل‬
‫موظف عمومي وإن كان ظهير التوثيق العصري قد جعل من وظائف الموثق العصري‬
‫إصدار المحررات العرفية على ما سنعرف في محله‪ ،‬وبذلك فالمحرر العرفي ال يخرج‬
‫عن كونه كل محرر غير رسمي لم يتدخل في تحريره موظف عمومي ما بحكم وظيفته ما‬
‫لم يكن موثقا عصريا؛ إذ ال مانع من أن يحرر هذا األخير الوثائق العرفية ويدخل أيضا‬
‫ضمن األوراق العرفية تلكم التي يحررها الموظف العمومي بحكم وظيفته لكنه حررها‬
‫خارج حدود السلطة المخولة له أو أنه حررها بغير الكيفية المتطلبة منه قانونا‪ ،‬واألوراق‬
‫العرفية نوعان‪:‬‬
‫* أوراق معدة لإلثبات سلفا ويشترط أن تكون موقعة ممن هي حجة عليه ألن‬
‫التوقيع هو أساس نسبة الكتابة إلى موقعها ولو لم تكن مكتوبة بخطه‪ ،‬كما أنه هو الذي‬
‫يدل على اعتماده إياها وإرادته االلتزام بفحواها‪.‬‬
‫* أوراق غير معدة سلفا لإلثبات ولكن القانون يجعل لها حجية في اإلثبات إلى‬
‫مدى معين‪ ،‬فهي أدلة عارضة‪ ،‬وأكثر هذه األوراق ال يكون موقعا عليه ممن هي حجة‬

‫‪ - 1‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬وسائل اإلثبات في التشريع المدني المغربي‪ ،‬ط ‪0020‬هـ ‪0330‬م‪ ،‬منشورات كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪ -2‬يعتبر بعض الفقه أن التوثيق العرفي يعتبر نشازا في قوانين االستعمار الفرنسي وظاهرة ارتبطت على الخصوص‬
‫باالستعمار الفرنسي للمغرب‪ ،‬ألن الفقه اإلسالمي والقانون الروماني الجرماني اعتمدا دائما على تدخل العدول والموثقين‬
‫(يراجع‪ :‬محمد شيل ‪ ،‬قراءة ميتودولوجية لصيغة الكراء المفضي إلى تملك الربع المبني لغرض السكنى في ضوء القانون رقم‬
‫‪ 50-22‬المتعلق باإليجار المفضي إلى تملك العقار‪ ،‬مقال شارك به في ندوة توثيق التصرفات العقارية بمراكش بتاريخ ‪ 00‬و‬
‫‪ 00‬فبراير ‪0225‬م‪ ،‬منشورات كلية الحقوق‪ ،‬مراكش‪ ،‬ص‪ .)081 :‬غير أن مثل هذا الرأي إذا صدق بخصوص القانون‬
‫الروماني الجرماني فإنه يصعب التسليم به في الفقه اإلسالمي الذي عرف إلى جانب التوثيق الرسمي (العدول) توثيقا آخر عرفيا‬
‫تصدر عنه محررات عرفية وهي قسمان‪:‬‬
‫أ‪ -‬محررات موقعة من أطرافها وهي حجة على من وقعها ما لم ينكرها وال يتعدى أثرها إلى غير أطرافها ومن هذا‬
‫القبيل الصكوك التي تجري بين الناس في بياعاتهم ومعامالتهم األخرى وتصدر موقعه من لدنهم‪ ،‬وأيضا الوصية‬
‫المكتوبة بخط يد الميت ما لم ينكرها الورثة‪ ،‬والوديعة المكتوبة بخط يد المودع لديه‪ ،‬ومن هذا الصنف ما يعرف بالزمام‬
‫عند فقهاء المالكية‪.‬‬
‫ب‪ -‬محررات غير موقعة من ذوي الشأن سواء كانت بخط يد الملتزم أو بخط غيره ومن أمثلتها الرسائل غير الموقعة‬
‫التي تجري بين الناس حيث تعتبر حجة على المقر بها دون غيره‪.‬‬
‫يراجع‪:‬‬
‫*شرح ميارة للتحفة‪ ،‬ط ‪0002 /0‬هـ ‪ 0222‬م‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ج ‪025-22/0‬‬
‫*د‪ .‬أحمد خليفة شرقاوي أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30-32 :‬‬
‫*ذ‪ .‬سعيد كوكبي‪ ،‬اإلثبات وسلطة القاضي في الميدان المدني‪ :‬دراسة بين الفقه اإلسالمي والقانون المغربي‪،‬‬
‫ط‪0225‬م‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص‪.08-00 :‬‬

‫‪15‬‬
‫عليه كدفاتر التجار والدفاتر واألوراق المنزلية‪ ،‬على أن بعضها قد يكون موقعا وإن لم‬
‫يعد لإلثبات في أصله كالرسائل وأصول البرقيات‪.1‬‬
‫ولشرط التوقيع بالغ األهمية في اإلثبات حتى تصير الورقة العرفية دليال‬
‫كتابيا‪ ،‬بحيث يجب أن يكون التوقيع بيد الملتزم نفسه وأن يرد في أسفل الورقة وال‬
‫يقوم الطابع أو الختم مقامه بحيث يكون وجود ذلك كعدمه طبقا لمقتضى الفصل‬
‫‪ 2001‬ق‪ .‬ل‪ .‬ع‪ ،‬كما ال قيمة إثباتية ألي ورقة عرفية تضمنت التزامات أشخاص‬
‫أميين كما هو منطوق الفصل ‪ 3001‬ق‪ .‬ل‪ .‬ع‪ .‬وستكون لنا وقفة خاصة عند مفهوم‬
‫األمي في التشريع والعمل القضائي المغربيين‪.4‬‬
‫والواقع أن لجوء الناس للتوثيق العرفي في الوقت الحاضر محكوم بعدة أسباب‬
‫ودوافع تتلخص أهمها فيما يلي‪:5‬‬
‫* اعتقاد الناس أن الوثائق العرفية المصادق على اإلمضاءات فيها من لدن‬
‫مصال اإلشهاد اإلدارية هي بمثابة الوثيقة الرسمية‪.‬‬
‫* سرعة إجراءات إنجاز الوثيقة العرفية‪.‬‬
‫* التهرب الضريبي من واجبات التسجيل والتمبر‪.‬‬
‫* تعقد مسطرة الوثيقة العدلية أحيانا وبخس نفقات نظيرتها العرفية‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن الجهة المختصة بالمصادقة على التوقيع الذي يذيل به‬
‫المحرر العرفي وتصحي نسبته للملتزم كانت هي السلطات المحلية في ظل ظهير ‪05‬‬
‫يوليوز ‪0305‬م قبل أن يقع نقل هذا االختصاص إلى رؤساء الجماعات المحلية‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 33/82‬الصادر بتاريخ ‪ 01‬يونيو ‪0333‬م‪ ،‬فإن كان المحرر‬
‫العرفي معدا من المحامي فإن جهة المصادقة تصير هي رئاسة كتابة الضبط للمحكمة‬
‫االبتدائية التي يمارس المحامي بدائرتها‪ .‬على أن هناك ثالث بلديات في المغرب‬
‫تخضع لنظام إداري خاص وهي بلديات الرباط حسان‪ ،‬وبلدية مشور الدار البيضاء‪،‬‬
‫وبلدية التواركة حيث يختص باإلشهاد على صحة التوقيع رجال السلطة اإلدارية‬
‫ويرجع االختصاص أيضا لألعوان الديبلوماسيين والقناصل بالنسبة لتصحي‬
‫إمضاءات المغاربة المقيمين بالخارج‪.6‬‬

‫‪ -1‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 38 :‬وما بعدها‪ -،‬ذ‪.‬عبد الكريم شهبون‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/8‬ص‪.800:‬‬
‫‪ -2‬جاء في الفصل ‪ 001‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬كما عدل وتمم أنه‪" :‬يسوغ أن تكون الورقة العرفية مكتوبة بيد غير الشخص‬
‫الملتزم بها بشرط أن تكون موقعة منه‪ .‬ويلزم أن يكون التوقيع بيد الملتزم نفسه وأن يرد في أسفل الورقة‪ .‬وال يقوم‬
‫الطابع أو الختم مقام التوقيع ويعتبر وجوده كعدمه‪ .‬وإذا تعلق األمر بتوقيع إلكتروني مؤمن وجب تضمينه في الوثيقة‬
‫وفق الشروط المحددة في النصوص التشريعية والتنظيمية المطبقة في هذا المجال"‪.‬‬
‫‪ -3‬يقول الفصل ‪" :001‬المحررات المتضمنة اللتزامات أشخاص أميين ال تكون لها قيمة إال إذا تلقاها موثقون أو‬
‫موظفون عموميون مأذون لهم بذلك"‪.‬‬
‫‪ -4‬انظر الفرع الثاني من المطلب الثاني من المبحث األول من الفصل الثاني من الباب األول في "إصدار الوثائق‬
‫العرفية"‪.‬‬
‫‪ -5‬العلمي الحراق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ج‪ /0 :‬ص‪.003 :‬‬
‫‪-6‬ذ‪.‬محمد بوجيدة‪ ،‬ممارسة اختصاصي اإلشهاد على صحة اإلمضاءات ومطابقة النسخ ألصولها‪ ،‬سلسلة المرشد‬
‫اإلداري‪ ،‬وراقة مكتبة مدغشقر‪ ،‬ص‪ 01 :‬وما بعدها‪( ،‬بدون)‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوثيق العصري‪.‬‬
‫ظهرت معالم نظام التوثيق العصري في التبلور مع دخول االستعمار الفرنسي‬
‫وراح يتطور إلى أن قنن بظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م وكان يعرف آنئذ بالتوثيق الفرنسي‬
‫حيث لقي مقاومة وردة فعل عنيفة من طرف العدول المغاربة‪ .‬وقد ابتدأ وظيفة‬
‫عمومية كما ينص على ذلك الفصل األول من الظهير الذي جاء فيه " يعين كموظفين‬
‫عموميين فرنسيين بصفتهم موثقين في الدوائر القضائية‪ "...‬قبل أن يصير مهنة حرة‬
‫حسب ما جرى به العرف‪ .‬ويعين الموثقون لمهامهم بظهير شريف حسب الفصل‬
‫السادس من طرف جاللة الملك بعد أخذ رأي لجنة مختصة‪ ،‬وللتوثيق العصري‬
‫مرجعية وضعية صرفة تجد أساسها في قانون فنطوز الفرنسي ذي األصول الرومانية‬
‫يتجلى ذلك بوضوح في انبنائه على أساس التلقي الفردي وصدور الوثائق ممهورة‬
‫بتوقيع الموثق فقط إضافة إلى اإلحاالت الكثيرة في قانونه المنظم على القانون‬
‫الفرنسي مما يستدعي إعادة النظر فيه وتنظيمه وفق قواعد حديثة ترجع به إلى‬
‫مغربيته‪ ،‬وستكون لنا عودة مفصلة لمحاوره في هذه الدراسة قطنا التوقف هنا عند‬
‫انبثاقه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬انبثاق التوثيق العصري‬


‫المغربي‪.‬‬
‫تكرس التوثيق العصري بالمغرب كآخر حلقة في تطور مؤسسة التوثيق عند‬
‫الفرنسيين‪ ،‬وهي المؤسسة التي تضرب جذورها في القدم‪ ،‬وخاصة في أصول‬
‫الحضارة الرومانية وحمولتها التقنينية الغارقة في التأمل العقلي والضبط الوضعي مع‬
‫قليل التأثر بالنظم الدينية والفلسفية التي كان رجال الدين الرومانيين وفالسفة ملوكهم‬
‫يضطلعون بوصفها‪.‬‬
‫غير أن التوثيق بالمفهوم الحديث أي إضفاء الرسمية على االتفاقات والعقود‬
‫بين األفراد‪ ،‬لم يجد طريقه للتقنين التوثيقي المغربي إال مع الحماية الفرنسية وصدور‬
‫ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬ذي مرجعية قانون ‪ 05‬فنطوز للسنة الحادية عشرة من التقويم‬
‫الجمهوري لفرنسا‪ .‬وعليه يقتضي منا الحديث عن أصول التوثيق العصري بالمغرب‬
‫التطرق للمحورين التاليين‪:‬‬
‫*جذور التوثيق العصري المغربي‪.‬‬
‫*تنظيم ظهير ‪ 20‬ماي ‪.0305‬‬

‫‪17‬‬
‫العصري‬ ‫التوثيق‬ ‫جذور‬ ‫األول‪:‬‬ ‫المطلب‬
‫المغربي‪.‬‬
‫امتدت يد االستعمار الفرنسي أثناء الحماية إلى القوانين المعمول بها‬
‫بالمغرب والتي كانت مستقاة في مجملها من الشريعة اإلسالمية والفقه المالكي على‬
‫الخصوص‪ ،‬حيث عمد المعمرون تحت ذريعة تحديث النظم القانونية المغربية إلى‬
‫إصدار مجموعة من القوانين المتتالية في ظرف وجيز وبشكل متتالي ابتداء من سنة‬
‫‪0308‬م‪ ،‬توجت بصدور ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م المنظم لشؤون محرري الوثائق‬
‫الفرنسيين؛ وألن الذي كان وراء صدور هذا الظهير هو االستعمار من جهة؛ وألنه‬
‫كان متعلقا بتنظيم شؤون محرري الوثائق الفرنسيين من جهة أخرى؛ فقد كان طبيعيا‬
‫أن يكون ذا جذور أوروبية رومانية بمرجعية فرنسية خالصة تتمثل في قانون ‪05‬‬
‫شهر فنطوز السنة الحادية عشرة من التقويم الجمهوري لفرنسا‪.1‬‬
‫وعليه سيكون الكالم هنا على الشاكلة التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الجذور الرومانية للتوثيق العصري‪.‬‬
‫‪ -‬مرجعية قانون ‪ 05‬فنطوز‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الجذور الرومانية للتوثيق‬


‫العصري المغربي‪.‬‬
‫عرفت الحضارات القديمة ظاهرة توثيق التعامالت بين األفراد‪ ،‬سعيا وراء‬
‫ضبطها وقطع مادة النزاع والخصام فيها‪ ،‬حتى أصبحت الكتابة سيدة وسائل اإلثبات‪.2‬‬
‫وهكذا نجد نظم التوثيق سائدة في حضارات مصر القديمة وفارس واليونان وعند‬
‫الرومان وما تالهم من الحضارات اإلنسانية الكبرى‪ .‬فقرطاج مثال عرفت مؤسسة‬
‫التوثيق بدليل الرسالة التي بعثها حاكمها بوليبيو ‪ ، Polibio‬والمتعلقة بالمعاهدة‬
‫الموقعة في روما سنة ‪ 523‬قبل الميالد والتي جاء فيها « إن العمليات التجارية داخل‬
‫األراضي القرطاجية ال يمكن أن تتم دون تدخل الكاتب العمومي»‪ .3‬وكانت العقود‬
‫التي يحررها الكتاب العموميون باإلمبراطورية الرومانية تحمل طابع شاهدين اثنين‬
‫وتوقيعهما‪ ،‬وكانت مثل هذه العقود تتمتع بقوة تبوثية نسبية‪ ،‬وإلضفاء طابع الرسمية‬
‫عليها كان البد من تسجيلها في سجل خاص معد لذلك من طرف كاتب القاضي‪ ،‬وبهذا‬
‫أصب دور الموثق‪/‬الكاتب العمومي يتناول تحرير االتفاقات والعقود وفق إرادة‬
‫‪ -1‬يناسب هذا التقويم الفرنسي تاريخ ‪ 01‬مارس لسنة ‪0328‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد جميل بن مبارك‪ ،‬التوثيق واإلثبات بالكتابة في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬ط‪0000/0.‬هـ‪0222‬م‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬المغرب‪ ،‬ص‪.1:‬‬
‫‪ -3‬ذ‪.‬عبد المجيد بوكير‪ ،‬أصول التوثيق العصري المغربي‪ ،‬مقال منشور بمجلة الملف‪ ،‬العدد ‪ ،00‬أكتوبر ‪0221‬م‪،‬‬
‫ص‪ 18:‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫األطراف في شكل وثائق مع إحالتها على القاضي للتوقيع عليها وإكسابها طابع‬
‫الرسمية والقوة الثبوتية الالزمة‪.‬‬
‫وفي عز ازدهار الحضارة الرومانية‪ ،‬كان للمغرب المعروف يومئذ‬
‫بموريتانيا الطنجية عالقات تجارية مع فينيسيا (لبنان حاليا) باب الحضارة الشرقية‬
‫آنداك ومع قرطاجنة قلب الشمال اإلفريقي‪ ،‬األمر الذي ساهم في تطوير توثيق‬
‫أمازيغي‪/‬مغربي تمتزج فيه أصول الحضارات الفاعلة يومئذ من رومانية وفينيقية‬
‫وقرطاجية ووندالية وأمازيغية وفينيسية وغيرها‪.1‬‬
‫وبعد مرحلة من التطور تبلور مفهوم التوثيق الحديث عبر توسيع‬
‫اختصاصات الموثقين وربط عملهم بالقضاء الذي لم يعد قضاء مختصرا دوره في‬
‫فض المنازعات بل صار مهتما بإضفاء طابع الرسمية على المواثيق والعقود‬
‫والمعامالت‪ .2‬وقد أدى هذا التزاوج بين مهمة التوثيق ومهمة القضاء طيلة العصور‬
‫الوسيطة في الشمال األفريقي وأوربا وخاصة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وباقي دول‬
‫جنوب أوربا التي كانت تعتمد في أنظمتها على القانون الروماني خالف دول الشمال‬
‫التي اعتدت قوانينها باألعراف المحلية؛ قلت بعد هذا التزاوج أصب التوثيق من‬
‫اختصاص شخص واحد هو الموثق الذي يحتكر العقود وتحريرها ثم التوقيع عليها‬
‫دونما مشاركة من رجال القضاء أو كتاب الضبط أو غيرهم؛ ومعنى هذا أن الموثق‬
‫أصب حائزا للصفة التي تؤهله للتأشير على العقود والرسوم وإضفاء طابع الرسمية‬
‫عليها في استقالل تام عن مرافق الدولة األخرى اإلدارية والقضائية‪.‬‬
‫وبهذه االستقاللية ترسخت مهنة التوثيق وانتظمت مسالكها وشعبها وأصب‬
‫ولوج المهنة مقننا ومراقبا من القضاء‪ ،‬وأصب الموثق محكوما بعدة قواعد إجرائية‬
‫أهمها تسجيل العقود في سجل يسمى برتوكول ثم قراءتها على األطراف المتعاقدة‪ ،‬مع‬
‫ضرورة توقيعها من طرفهم على أن يحتفظ بأصول العقود داخل مكاتب التوثيق مع‬
‫حرص القضاء الشديد على ضرورة ممارسة الموثقين مهامهم في حدود دائرة‬
‫اختصاصاتهم المحددة قانونا‪.‬‬
‫وبانبثاق الثورة الفرنسية لسنة ‪0133‬م دخل التوثيق منعطفا تاريخيا جديدا‬
‫وعلى الخصوص في فرنسا‪ ،‬حيث حاول منظروا الثورة إلغاء هذه المهنة عن طريق‬
‫تعويضها بموظفين عموميين‪ ،‬رغم الحاجة الماسة إليها في ظل مجتمع برجوازي يقوم‬
‫على التعاقد‪.3‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬حسين الصفريوي‪ ،‬الوجيز في القانون الخاص التوثيقي بالمغرب‪ ،‬ط‪ ،0333/‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬ص‪00:‬‬
‫‪ -2‬ذ‪.‬محمد الربيعي‪ ،‬األحكام الخاصة بالموثقين والمحررات الصادرة عنهم دراسة على ضوء التوثيق العدلي والتوثيق‬
‫العصري‪ ،‬ط‪0223/0.‬م‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪،‬ص‪.82 :‬‬
‫‪ -3‬ذ‪.‬محمد الربيعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.80-80 :‬‬

‫‪19‬‬
‫والواقع أن محاولة التأميم هاته التي أقدمت عليها السلطة الفرنسية في ظل‬
‫الثورة لسنة ‪0133‬م قد فشلت بعد أن اضطربت البنيات االجتماعية واختل االستقرار‬
‫واشتدت الحاجة إلى تثبيت الدعائم الجديدة للثورة والمتمثلة في‪:‬‬
‫*الملكية الفردية‪ :‬حيث ظهر قانون الملكية كضرورة اجتماعية لحماية‬
‫األراضي الفالحية والحفاظ عليها كونها أساس عناصر اإلنتاج‪.‬‬
‫*الحريات المدنية التي شكلت عناوين الثورة وشعارها العام‪ ،‬حيث خول‬
‫المواطن حق ممارسة حقوقه‪.‬‬
‫*األسرة بصفتها الخلية البنيوية األولى للمجتمع وأساس كل استقرار فيه‪.‬‬
‫وفي هذا الخضم العام‪ ،‬ظهرت أهمية الموثق والحاجة إليه في ضبط‬
‫األوضاع الجديدة المترتبة عن الثورة‪ ،‬إذ هو من يحفظ على الناس ملكياتهم وحقوقهم‬
‫المدنية وهو ما يرتب تعامالتهم ويضبط تصرفاتهم‪ ،‬وهو أخيرا من يحفظ على األسرة‬
‫حقوقها ويضمن استقرارها‪ ،‬إنه المثبت لدعائم الدولة الجديدة بصفة عامة‪ .‬وبمجيء‬
‫عهد نابليون بونابرت عرفت حركة التقنين انتعاشا مهما‪ ،‬تكلل سنة ‪0328‬م بظهور‬
‫نظام التوثيق الذي يعرف بقانون ‪ 05‬فنطوز السنة الحادية عشرة من التقويم‬
‫الجمهوري لفرنسا والذي يعد بحق المصدر المباشر لظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪.1‬‬

‫شهر‬ ‫‪29‬‬ ‫قانون‬ ‫مرجعية‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬


‫فنطوز‪.‬‬
‫يعتبر قانون فنطوز الصادر في فرنسا سنة ‪0328‬م أصال لظهير‪ 0‬مايو‬
‫‪0305‬م المنظم لشؤون محرري الوثائق الفرنسيين بالمغرب أو ما أصب يعرف فيما‬
‫بعد "بالتوثيق العصري في المغرب"‪ ،‬والذي مازالت بعض مقتضياته تحيل على هذا‬
‫القانون‪ ،‬فقد جاء في الفصل العاشر من ظهير ‪0305‬م‪...« :‬أو أنه حصل على شهادة‬
‫في االمتحان المنصوص عليه في الفصل ‪ 00‬من القانون الفرنسي الصادر في ‪05‬‬
‫شهر فنطوز السنة الحادية عشرة من التقويم السنوي الجمهوري‪ ،»...‬وجاء في المادة‬
‫‪ « :02‬تطبق مقتضيات الفصول من ‪ 3‬إلى ‪ 82‬من القانون الفرنسي الصادر في‪05‬‬
‫من الشهر السادس من السنة ‪ 00‬في التقويم السنوي الجمهوري‪.»...‬‬
‫وقد أصب قانون فنطوز هذا إضافة إلى المقتضيات المتعلقة بالوثائق‬
‫الرسمية والعقود المنصوص عليها في القانون المدني الفرنسي ميثاق التوثيق في‬
‫فرنسا ومنه في المغرب‪ ،‬وأصبحت لمهنة التوثيق صالحيات واختصاصات واسعة‬
‫تهم مساعدة الناس على تطبيق القانون أثناء ممارسة حقوقهم االعتيادية‪.‬‬

‫‪ -1‬غذاة الحماية الفرنسية للمغرب توالت سلسلة القوانين في الصدور في فترات متقاربة وفي شتى المجاالت المدنية‬
‫والتجارية والتوثيقية وغيرها مع أنها من القوانين التي يتطلب تحضيرها زمنا ليس باليسير‪ ،‬وهذا األمر يستحق الوقوف‬
‫عنده مليا‪ .‬ثم إن اعتماد التوثيق الفرنسي عوضا عن التوثيق اإلسالمي الذي يعد المغرب رائدا فيه يطرح استفهاما حول‬
‫االستعمار القانوني والتشريعي الذي نرزح تحته رغم استقاللنا السياسي‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ويعتبر قانون التوثيق العصري بالمغرب من القوانين التي دخل بها‬
‫المستعمر لحماية مصالحه ووجوده إن على مستوى المصال العقارية‪ ،‬أو على‬
‫المستوى التجاري‪ ،‬األمر الذي يؤكد على الجانب السياسي لالستعمار إضافة إلى‬
‫جانبه االقتصادي والقانوني التشريعي‪.‬‬
‫فقانون فنطوز السالف الذكر الذي دخل للمغرب من خالل ظهير رابع ماي‬
‫‪0305‬م المنظم لشؤون محرري الوثائق الفرنسيين أو ما صار يعرف بالتوثيق‬
‫العصري بعد صدور قانون التعريب والتوحيد والمغربة لسنة ‪0315‬م‪ ،‬مكن الموثقين‬
‫من صالحيات واختصاصات كبيرة كممارسة قانونية تظاهي المحاماة بل وتتجاوز‬
‫المحامين الذين غالبا ما يكون مجال تدخلهم كممارسين قانونيين فيما يخص الجانب‬
‫النزاعي في عالقات األفراد‪ ،‬أما الموثقون حسب المذكرة التوضيحية لقانون فنطوز‬
‫فهم‪ « :‬باإلضافة إلى الموظفين الذين عهد إليهم بأمر المصالحة بين األطراف وحل‬
‫المنازعات القائمة بينهم‪ ،‬هناك مجموعة أخرى من هؤالء الموظفين اقتضت ضرورة‬
‫األمن والسكينة العامين تدخلهم كمستشارين لألطراف‪ ،‬وكمحايدين من أجل توثيق‬
‫إرادتهم وإرشادهم وتوضي كل االلتزامات الذين هم بصدد التعاقد من أجلها وكذا‬
‫محتواها ومداها بكل وضوح‪ ،‬وإضفاء طابع الرسمية عليها وإعطائها قوة األحكام‬
‫النهائية القابلة للتنفيذ‪ ،‬وكذا الحفاظ عليها بكل أمانة من أجل تالفي وقوع النزاع بين‬
‫األطراف حسني النية‪ ،‬ومنع الطرف سيء النية من االلتجاء إلى منازعة تعسفية‪.‬‬
‫هؤالء المستشارين الذين ال مصلحة لهم في األمر‪ ،‬هؤالء المحررون المحايدون الذين‬
‫يعتبرون بمثابة قضاة إداريون والذين يلزمون دون رجعة األطراف المتعاقدة هم‬
‫الموثقون وهذه المؤسسة هي التوثيق»‪.1‬‬
‫وبهذا يعتبر عقد الحماية المؤذن بدخول االستعمار الفرنسي إلى المغرب‬
‫بداية التحول في التوثيق المغربي األصيل في اتجاه ظهور معالم نظام التوثيق الفرنسي‬
‫بالمغرب والذي أصب يحمل اسم التوثيق العصري ابتداء من خامس يناير ‪0315‬م‬
‫تاريخ صدور قانون التوحيد والتعريب والمغربة للقضاء‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم ظهير رابع مايو‬


‫لسنة ‪0029‬م‪.‬‬
‫صدر الظهير الشريف المؤرخ في عاشر شوال ‪0808‬هـ موافق لرابع ماي‬
‫‪0305‬م المتعلق بتنظيم شؤون محرري الوثائق الفرنسيين بالمغرب استجابة للظروف‬
‫االجتماعية والتاريخية التي كان المغرب يمر منها‪ ،‬وقد حاولت مضامين الظهير‬

‫‪ -1‬ذ‪.‬عبد الكريم كريش‪ ،‬محاضرات أعدها لطلبة اإلجازة في القانون الخاص‪ ،‬جامعة عبد الملك السعدي‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬طنجة‪ ،‬ص‪( 8 :‬بدون)‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬مرزوق آيت الحاج‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31 :‬‬

‫‪21‬‬
‫المذكور االستجابة للحاجيات الملحة للمعمرين الفرنسيين بالمغرب وعليه سيكون‬
‫الكالم هنا في نقطتين كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ظروف صدور قانون التوثيق لسنة ‪0305‬م‪.‬‬
‫‪ -‬وصف مضامين القانون بشكل عام‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ظروف صدور قانون التوثيق‬


‫لسنة ‪0029‬م‪.‬‬
‫يعتبر التوثيق العصري من القوانين التي دخل بها المستعمر الفرنسي في‬
‫المغرب لحماية مصالحه ونفوذه ووجوده سواء كانت مصال عقارية حيث يختص‬
‫الموثق باإلشهاد في بيع العقار المحفظ والذي في طور التحفيظ دون العقار غير‬
‫المحفظ طبقا للفصل الخامس من الظهير‪ ،‬أو كانت مصال تجارية أو غيرها‪ .‬وقد جاء‬
‫صدور ظهير التوثيق الفرنسي هذا لسنة ‪0305‬م عقب صدور ظهير قانون االلتزامات‬
‫والعقود والقانون التجاري وباقي الترسانة القانونية التي عملت الحماية الفرنسية على‬
‫تدوينها وإخراجها في وقت يسير من دخولها‪ ،‬األمر الذي يفسر توالي اإلحاالت على‬
‫القانون الفرنسي دونما أدنى التفاتة لعقد التوثيق الشرعي اإلسالمي الذي عرف‬
‫المغرب بالريادة فيه عبر التاريخ‪.1‬‬
‫وقد لقي ظهير التوثيق الفرنسي بالمغرب ‪-‬التوثيق العصري فيما بعد‪-‬‬
‫معارضة شديدة من العدول المغاربة على اعتبار أن الموثقين كانوا يعملون بالتنافس‬
‫مع العدول غداة االستقالل في مواد األحوال الشخصية والميراث والمعامالت في‬
‫العقار غير المحفظ إلى غاية صدور قانون التوحيد والتعريب والمغربة لسنة ‪0315‬م‬
‫ليحتفظ التوثيق العصري باالختصاص النوعي في القضايا والعقود الخاضعة للقانون‬
‫الدولي الخاص ومسائل التسيير القانوني وتغيير شركات األشخاص واألموال مع‬
‫اختصاص نوعي أيضا في قضايا العقار المحفظ او الذي في طور التحفيظ حيث ذهب‬
‫األستاذ عبدالرحمان بلعكيد إلي أن الموثقين العصريين يختصون باإلشهاد في بيع‬
‫العقارات المحفظة أو التي في طور التحفيظ طبقا لمقتضيات الفصل الخامس من ظهير‬
‫‪0‬ماي ‪0305‬م‪ ،2‬وهو نفس الموقف الذي وقفه الدكتور حسين الصفريوي‪.3‬‬
‫غير أن هذه اآلراء تصطدم في الواقع بمضامين الفصل ‪ 103/8‬ق‪.‬ل‪.‬ع والتي‬
‫لم تميز بين العقارات المحفظة أوالتي في طورالتحفيظ وبين العقارات غير المحفظة‬
‫عند الحديث عن تحرير عقد البيع االبتدائي للعقار في طور اإلنجاز‪ ،‬أو علي األقل‬

‫‪ -1‬د‪.‬عبد الرحمن بلعكيد‪ ،‬وثيقة البيع بين النظر والعمل‪ ،‬ط‪ ،0220/ III :‬ص‪ 01 :‬مع الهامش رقم‪.020:‬‬
‫‪ -2‬نفسه‪ ،‬ص‪ ،805:‬الهامش‪.030 :‬‬
‫‪ -3‬د‪.‬حسين الصفريوي ‪ ،‬الوجيز في قانون وظيفة التوثيق العصري‪-‬العدلي بالمغرب‪ ،‬سلسلة الدراسات‬
‫التوثيقية‪/00‬سلسلة الدراسات القانونية‪ ،00‬ط‪ ،0333:‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬الدار البيضاء‪،‬ص‪.0:‬‬

‫‪22‬‬
‫سيكون هذا الفصل(‪ )103/8‬مدعاة لتبرير تدخل الموثقين العصريين في تحريرهذه‬
‫العقود‪.1‬‬
‫ونفس األمر يصدق مع المادة الرابعة من القانون ‪ 50-22‬المنظم لإليجار‬
‫المفضي لتملك العقار‪ 2‬والتي لم تميز بدورها بين أنواع العقار حين استعراضها‬
‫للمؤهلين لتحرير العقد االبتدائي لإليجار المفضي لتملك العقار‪.‬‬
‫والواقع أن مهنة التوثيق مهنة ليبرالية الطابع وقانونها قانون ليبرالي يترك أوسع‬
‫المجاالت لإلرادة الفردية وحرية التعاقد‪ ،3‬األمر الذي يفسر ظهوره بالمغرب بشكل‬
‫متزامن مع المد االستعماري والخضوع االضطراري للبيرالية التي تكرست بانتصار‬
‫الحلفاء في الحرب العالمية األولى وانبثقت عنها المهن ذات الطابع البرجوازي‪.‬‬

‫ماي‬ ‫‪4‬‬ ‫ظهير‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مضامين‬


‫ومشروع القانون ‪.23.90‬‬
‫نتطرق أوال لوصف مضامين ظهير ‪0‬ماي‪0305‬م على أن نتصدى‬
‫لمستجدات المشروع بعد ذلك‪.‬‬

‫للتوثيق‬ ‫المنظم‬ ‫الظهير‬ ‫أوال‪ :‬مضامين‬


‫العصري‪.‬‬
‫يعتبر التوثيق العصري مهنة حرة‪ 4‬منظمة بمقتضى ظهير ماي ‪0305‬م‪،‬‬
‫وحسب الفصل األول منه‪ ،‬فالموثقون موظفون عموميون يقومون بتلقي الرسوم في‬
‫نطاق االختصاص المحدد قانونا والمبرمة بين األطراف الراغبين في إكسابها الصبغة‬
‫الرسمية‪ ،‬كما يضطلعون بمهنة نص األطراف وإرشادهم إلى كيفيات إنشاء عقودهم‬
‫واآلثار المترتبة عنها‪.‬ويزاول الموثقون مهامهم في نطاق اختصاص نوعي ومحلي‬
‫مضبوط قانونا‪ ،‬ويتعينون لمهامهم بظهير شريف بعد أخذ رأي لجنة مختصة كما هو‬
‫مقتضى الفصل السادس الذي ينص على أن الموثق يؤدي اليمين القانونية قبل مباشرة‬

‫‪ -1‬د‪.‬محمد بونبات‪ ،‬بيع العقارات في طور اإلنجاز‪ ،‬ط‪ ،0228/0‬سلسلة آفاق القانون‪ 3‬سنة‪ ،0220‬المطبعة والوراقة‬
‫الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬ص‪.021-025:‬‬
‫‪ -2‬والمنفذ بالظهير الشريف رقم ‪ 0-28-020‬الصادر بتاريخ ‪ 01‬رمضان ‪ 0000‬هـ موافق ‪ 00‬نونبر ‪0228‬م منشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5010‬بتاريخ فات ذي القعدة ‪ 0000‬هـ موافق ‪ 05‬ديسمبر ‪ 0228‬ص‪.0815‬‬
‫‪ -3‬حسين الصفريوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00 :‬‬
‫‪ -4‬تجدر اإلشارة إلى أن ظهير ‪0‬ماي ‪0305‬م اعتبر التوثيق العصري وظيفة عمومية كما جاء ذلك واضحا في مطلع‬
‫الفصل األول منه‪" :‬يعين كموظفين عموميين‪ ،"...‬غير أن الواقع العملي أفرز التوثيق في صورة مهنة حرة خاضعة‬
‫لألعراف المهنية المتداولة بين الموثقين أكثر من خضوعه لقواعد القانون المومأ له بسبب تهالكه وتقادمه‪ ،‬وهذا ما دفع‬
‫واضعي المشروع ‪ 23.80‬إلى النص في المادة األولى منه على أن ‪" :‬التوثيق مهنة حرة تمارس حسب الشروط‬
‫واالختصاصات المقررة في هذا القانون والنصوص الخاصة"‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫مهامه‪ ،‬مع إيذاع توقيعهم وشكلهم ونسخة مشهود بصحتها من اليمين لدى كتابة الضبط‬
‫لدى المحكمة التي يباشرون بها مهامهم‪.‬‬
‫وقد جاء ظهير ‪0305‬م في ست وأربعين فصال تعرضت للتعديل في محال‬
‫كثيرة‪ ،1‬بل وألغيت بعض الفصول كاملة كالفصل السادس عشر والفصل السابع عشر‬
‫الملغيان بموجب ظهير فات ماي ‪0350‬م‪ .‬ويحيل ظهير التوثيق في عدة فصول منه‬
‫على القانون المدني الفرنسي كما في الفصل السادس وعشرين ويحيل أيضا على‬
‫قانون فنطوز في عدة فصول منها الفصل العاشر والفصل العشرين والفصل الواحد‬
‫وعشرين والفصل السادس وعشرين والفصل الثامن وعشرين والفصل التاسع‬
‫وعشرين وغيرها‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس نستطيع أن نسجل هنا أن التوثيق العصري ذو مرجعية‬
‫وضعية حيث يستمد أغلب أحكامه من القوانين الوضعية الغربية‪ ،‬بل إنه ينص في‬
‫ديباجته أنه موضوع لتنظيم شؤون محرري الوثائق الفرنسيين‪ .2‬وهو ذو أصول غير‬
‫وطنية البتة حيث يحيل بصراحة على القانون المدني الفرنسي وقانون فنطوز‪ ،‬وأخيرا‬
‫هو ذو طابع مغاير لقواعد التوثيق اإلسالمي سواء من حيث الشكل أو من حيث‬
‫المضمون‪.‬‬
‫فالموثق العصري يشهد ويتلقى بانفراد كما ينص على ذلك الفصل ‪ 00‬من ظهير‬
‫‪ 0‬ماي ‪0305‬م ويجري دون رقابة القضاء وخطابه على الوثائق كما هو الشأن عند‬
‫العدول‪ ،‬وتصدر الوثائق العصرية دون أن تحمل توقيع األطراف التي تظل محفوظة‬
‫في األصول بمكتب الموثق‪ ،‬وفي هذا ما فيه من مخالفة صريحة لجوهر اإلثبات في‬
‫الشريعة اإلسالمية المحكوم بقوله تعالى‪« :‬وأشهدوا ذوي عدل منكم»‪ ،3‬وقوله‪:‬‬
‫«واستشهدوا شهيدين من رجالكم»‪.4‬‬
‫ثم إن الموثق العصري يحرر رسوم الحالل إلى جانب رسوم الحرام وباللغة‬
‫الفرنسية غالبا‪ ،‬حيث يوثق شهادات االعتراف باألوالد غير الشرعيين كما هو مقتضى‬
‫الفصل ‪ 500‬من ظهير التوثيق العصري‪.‬‬

‫‪ -1‬كالتعديل الذي لحق الفصل األول بظهير ‪ 03‬ماي ‪ ،0380‬والفصل الخامس بظهير ‪ 02‬يناير ‪ 0305‬والفصول ‪ 08‬و‬
‫‪ 00‬و ‪ 05‬بظهير فات ماي ‪ ،0350‬والفصل ‪ 03‬بظهير ‪ 01‬فبراير ‪ 0381‬والفصل ‪ 03‬بظهير= =‪ 01‬فباير ‪،0303‬‬
‫وغير ذلك حيث بلغت عدد الظهائر التي عدلت تسعة كلها في عهد االستعمار‪ ،‬اللهم ما تعلق بالتعديل الذي لحق الفصل‬
‫‪ 05‬بظهير ‪0351‬م وهو التعديل الوحيد في عهد االستقالل‪.‬‬
‫‪ -2‬تراجع هذه الديباجة مثال في‪ :‬مجموعة التشريع المغربي‪ ،‬جمعها يوسف نسيب عبود ومن معه‪ ،‬وراقبها أحمد مجيد‬
‫بنجلون‪ ،‬مؤسسة خليفة للطباعة‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص‪.0:‬‬
‫‪ -3‬سورة الطالق‪ ،‬من اآلية‪.0 :‬‬
‫‪ -4‬سورة البقرة‪ ،‬من اآلية‪.030 :‬‬
‫‪ -5‬جاء في الفصل ‪" :00‬يمكن كذلك لرئيس كتابة الضبط لدى المحكمة االبتدائية المسندة إليه مهام التوثيق أن يتلقى وفق‬
‫الشروط المتطلبة قانونا الوصايا واالعترافات باألوالد غير الشرعيين‪ ،‬إال أن هذه الوصايا =‬
‫=واالعترافات تصبحان باطلة وعديمة األثر أذا بقي الموصي أو صاحب االعتراف على قيد الحياة ولم تجدد تلك الرسوم‬
‫في ظرف ستة أشهر لدى الموثق أو الموظف العمومي المختص وفق الشروط المتطلبة قانونا‪.‬‬
‫ويجب إعالم األطراف بهذه المقتضيات عند تلقي الرسم ويشار إلى هذا اإلجراء في الرسم نفسه"‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وبوجه عام نقتصر هنا بالتنويه إلى أن ظهير التوثيق العصري جاء في ست‬
‫وأربعين فصال مقسمة على ثمانية أبواب كما يلي‪:‬‬
‫‪ o‬الباب األول منه تطرق المشرع فيه لمهام الموثقين واختصاصاتهم من‬
‫خالل خمسة فصول كاملة قاربت مهام الموثق العصري واختصاصه المكاني‬
‫والنوعي‪.‬‬
‫‪ o‬الباب الثاني منه قارب مسائل إقامة الموثقين العصريين وتعيينهم‬
‫ومسطرته مع تحديد مرتباتهم وأجرتهم ونظام معاشهم في اثني عشر فصال متتاليا‪.‬‬
‫‪ o‬الباب الثالث منه نظم الرسوم التوثيقية العصرية التي يصدرها الموثق‬
‫العصري من خالل تحديد حجيتها وأنواعها والمسطرة التي تمرمنها قبل أن تصدر في‬
‫صيغتها النهائية وقد تم ذلك في عشرة فصول من الفصل ‪ 02‬إلى الفصل ‪.03‬‬
‫‪ o‬الباب الرابع منه تعرض فيه الواضع للموانع التي يمنع على الموثق‬
‫العصري إتيانها والعمليات الحسابية التي يجريها ولبعض حاالت التنافي‪ ،‬كما تطرق‬
‫لمسطرة المراقبة التي يتعرض لها الموثق أثناء أداء مهامه وذلك في فصلين هما ‪ 82‬و‬
‫‪.80‬‬
‫‪ o‬الباب الخامس منه قارب فيه الواضع العقوبات التي يتعرض لها‬
‫المخالفون من الموثقين ومسطرة تأديبهم ومسؤوليتهم في الفصول من ‪ 80‬إلى ‪.83‬‬
‫‪ o‬الباب السادس منه نظم فيه المشرع المهام التوثيقية المسندة لرؤساء كتابة‬
‫الضبط لدى المحاكم االبتدائية في فصلين متتاليين هما ‪ 02‬و‪.00‬‬
‫‪ o‬الباب السابع منه جاءت مقتضياته عامة وهو فصل وحيد رقمه ‪.00‬‬
‫‪ o‬وجاء الباب الثامن واألخير بمقتضيات انتقالية في أربعة فصول من‬
‫الفصل ‪ 08‬إلى الفصل ‪.01‬‬
‫غير أن ظهير التوثيق العصري لرابع مايو ‪0305‬م بفصوله الموصوفة أعاله‬
‫يتناقض كليا مع النظام العام المغربي بمفهومه الواسع الذي يظم الشريعة اإلسالمية‬
‫وباقي القوانين الجاري بها العمل في المملكة ويمكن رصد مظاهر هذا التناقض على‬
‫عدة مستويات‪:‬‬
‫* تناقض ظهير ‪ 9‬مايو مع الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫يعتبر التوافق بين أحكام الشريعة اإلسالمية والقوانين المغربية األخرى شرطا‬
‫ال محيد عنه‪ ،‬غير أنه وبالرجوع إلى نصوص ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪ ،‬نصطدم بفقدان‬
‫هذا التوافق‪ ،‬يتجلى ذلك بوضوح في الفصل ‪ 00‬الذي ينص على أنه ال يشترط لصحة‬
‫الوثائق في أي حال كانت مساعدة موثق ثان‪ ،‬وفي هذا ما فيه من المخالفة لقواعد‬
‫اإلشهاد في الفقه اإلسالمي الذي يقوم على أساس التلقي الثنائي لقوله تعالى‪:‬‬
‫‪‬واستشهدوا شهيدين من رجالكم)‪.1‬‬

‫‪ -1‬سورة البقرة‪ ،‬من اآلية ‪.003‬‬

‫‪25‬‬
‫أيضا نالمس التناقض في نفس الفصل ‪ 00‬الذي يحظر على النساء المغربيات‬
‫المسلمات أن يكن شاهدات في العقود التوثيقية وهو ما يتعارض مع أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية المعتبرة من النظام العام في المغرب حيث جاء في قوله تعالى‪  :‬فإن لم‬
‫يكونا رجلين فرجل وامرأتان‪.1‬‬
‫واألدهى من كل هذا وذاك أن الفصل ‪ 00‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م سم‬
‫بتوثيق رسوم التبني واالعتراف باألوالد غير الشرعيين‪ ،‬وهي مناقضة صريحة‬
‫ألحكام الشريعة اإلسالمية في هذا الجانب‪ ،‬وفعال حصل أن تلقى أحد الموثقين‬
‫العصريين المغاربة إشهادا أثبت فيه أن مواطنا مغربيا حضر لديه رفقة زوجته‬
‫الحاملة بدورها للجنسية المغربية وصرحا لديه أنهما سلما ابنتهما القاصرة على وجه‬
‫التبني ألحد المواطنين الفرنسيين‪ ،‬وبمقتضى هذا العقد تقدم هذا المواطن الفرنسي‬
‫إلحدى المحاكم االبتدائية الفرنسية بمقال يرمي إلى الحكم بإقرار هذا التبني واإلذن‬
‫بتقييد منطوقه في دفتر حالته المدنية ليحدث آثاره وفقا لمقتضيات القانون المدني‬
‫الفرنسي‪ ،‬وفعال استجابت المحكمة الفرنسية للطلب لتوفر شروطه المقررة في القانون‬
‫الفرنسي‪ ،‬وقضت بأن تحمل البنت المتبناة اسم متبنيها‪ ،‬وأن يسجل هذا االسم بهامش‬
‫عقد والدتها إضافة إلى اسمها األصلي‪.‬‬
‫وال يخفى أن تلقي الموثقين لمثل هذه العقود واإلشهادات يشكل خرقا سافرا‬
‫ألحكام النظام العام المغربي متمثال باألساس في الشريعة اإلسالمية التي ال تجيز‬
‫التبني بين المسلمين فأحرى بينهم وبين غيرهم ممن هم على غير دين اإلسالم‪.‬‬
‫ويبدو أن حيثيات هذه النازلة لم تمر بردا وسالما على المسئولين بوزارة‬
‫العدل‪ ،‬حيث سارع السيد وزير العدل إلى إصدار رسالة دورية إلى السادة الوكالء‬
‫العامين للملك لدى محاكم االستئناف تحت رقم ‪ 0/8001‬بتاريخ ‪ 0‬جمادى األولى‬
‫‪0025‬هـ(‪ 08‬يناير ‪0335‬م) تحضهم على تذكير الموثقين العصريين بضرورة‬
‫االقتصار في نشاطهم على المهام المحددة لهم بمقتضى النص التشريعي المنظم‬
‫لمهنتهم والتي ال تتنافى مع القواعد اآلمرة المنصوص عليها في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫* تناقض ظهير ‪ 9‬مايو مع الدستور المغربي‪.‬‬
‫جاء في ديباجة الدستور المغربي لسنة ‪0331‬م أن " المملكة المغربية دولة‬
‫‪2‬‬

‫إسالمية ذات سيادة كاملة‪ ،‬لغتها الرسمية هي اللغة العربية وهي جزء من المغرب‬
‫العربي الكبير"‪ ،‬فرغم أن الدستور ينص على أن اللغة العربية لغة رسمية‪ ،‬فإن ظهير‬
‫التوثيق العصري ينص في فصله ‪ 00‬على أن اللغة الفرنسية هي لغة التوثيق‪ ،‬زد على‬

‫‪ -1‬سورة البقرة‪ ،‬من اآلية ‪.003‬‬


‫‪ -2‬الصادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 0.31.051‬بتاريخ ‪ 08‬من جمادى األولى ‪0001‬هـ (‪ 1‬أكتوبر ‪0331‬م)‪،‬‬
‫المنشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ ،0002‬الصادرة بتاريخ ‪ 01‬من جمادى األولى ‪0001‬هـ (‪ 02‬أكتوبر ‪0331‬م)‪،‬‬
‫ص‪.0030:‬‬

‫‪26‬‬
‫ذلك أن القواعد الدستورية تفترض أن تصدر القوانين عن البرلمان وهو ما ليس‬
‫متحققا بالنسبة لظهير ‪ 0‬مايو ‪0305‬م المستوحى من البيئة الفرنسية‪.1‬‬
‫* تناقض ظهير ‪ 9‬مايو ‪0029‬م مع قانون الوظيفة العمومية‪.‬‬
‫رغم أن المشرع في الفصل األول من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م اعتبر الموثق‬
‫موظفا عموميا فإن هذا الوصف يتعارض مع مقتضيات الفصل الثاني من ظهير‬
‫الوظيفة العمومية ل ‪0353/20/20‬م التي تعتبر الموظف العمومي كل شخص معين‬
‫في وظيفة قارة ومرسم في إحدى رتب السلم الخاص بأسالك اإلدارة التابعة للدولة‪،‬‬
‫وهذا ما ال ينطبق على حالة الموثق العصري الذي ال يترتب في سلم خاص لإلدارة‬
‫وال يتقاضى أجرا ويشغل معه موظفين يدفع لهم أجرهم ويؤدي للدولة ضرائب إضافية‬
‫وهي الضريبة المهنية والضريبة على القيمة المضافة عالوة على ضريبة الدخل التي‬
‫يؤديها باقي الموظفين العموميين دون سواها‪.2‬‬
‫* تناقض ظهير ‪ 9‬مايو مع التنظيم القضائي للمملكة‪.‬‬
‫جاء في الفصل األول من ظهير التوثيق العصري‪":‬يعين كموظفين عموميين‬
‫فرنسيين بصفتهم موثقين في الدائرة القضائية لمحكمة االستئناف بالرباط‪ "...‬فهذا‬
‫النص يتحدث عن مرحلة تاريخية كان المغرب فيها ال يعرف إال محكمة استئناف‬
‫واحدة هي محكمة الرباط التي كان يتم الطعن في قراراتها أمام محكمة النقض‬
‫الفرنسية‪ ،‬وهي مرحلة تجاوزها المغرب بمقتضى ظهير ‪ 05‬يوليوز ‪0310‬م المتعلق‬
‫بالتنظيم القضائي للمملكة حيث أضحت محاكم االستئناف بالمغرب أربعة وعشرين‬
‫محكمة استئنافية‪ ،‬والواقع أن هذه التناقضات بين ظهير رابع مايو ‪0305‬م وبين باقي‬
‫قوانين المملكة تفضي إلى نتائج سلبية أهمها‪:‬‬
‫* تشوه الجسم القانوني المغربي واختالل انسجامه؛‬
‫* عدم مسايرة ظهير التوثيق العصري للواقع القانوني المغربي؛‬
‫* استعارة القوانين األجنبية بشكل ال يراعي خصوصية المغرب وتقاليده‪.‬‬
‫ووعيا منها بخطورة ما يثيره تقادم نصوص ظهير التوثيق العصري من‬
‫مشاكل على مستوى الواقع العملي للتوثيق عملت وزارة العدل مؤخرا مراعاة منها‬
‫لمتطلبات المهنيين على إعداد مشروع قانون للتوثيق تحت رقم ‪ 80.23‬حاول تجاوز‬
‫عيوب ظهير رابع مايو ‪0305‬م كما وتخطى كثيرا من أوجه القصور التي انتابت‬
‫مشروع القانون السابق ‪ 28.30‬الذي لم يكتب له أن يصير قانونا‪.‬‬

‫التوثيق‬ ‫ثانيا‪ :‬مستجدات مشروع قانون‬


‫رقم ‪.00.92‬‬
‫‪ -1‬ذ‪ .‬عز الدين الماحي‪ ،‬مظاهر التقاطع والتكامل بين ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬المنظم لمهنة التوثيق العصري وبعض‬
‫القوانين الوضعية‪ ،‬مجلة الملف‪ ،‬عدد ‪ ،1‬أكتوبر ‪ ،0225‬ص‪.055-050 :‬‬
‫‪ -2‬ذ‪ .‬فريد وسي‪ ،‬قانون التوثيق العصري بين الواقع والترقب‪ ،‬مقال منشور بمجلة الملف‪ ،‬العدد ‪ ،1‬أكتوبر ‪،0225‬‬
‫ص‪.010 :‬‬

‫‪27‬‬
‫حرصت وزارة العدل وهي تعد مشروع قانون التوثيق ‪ 123.80‬وتحديث‬
‫آلياته على االنفتاح على المهنيين الفاعلين وإشراكهم في صياغة مقتضياته ومناقشتها‬
‫بهدف اإلحاطة باإلشكاالت الواقعية للقطاع مع االعتماد على منهجية تحليلية للمشاكل‬
‫العملية التي تفرزها ممارسة مهنة التوثيق‪.‬‬
‫وقد تم مراعاة عدة اختيارات وتوجهات أثناء صياغة مواد المشروع حيث تم‬
‫‪2‬‬
‫التأكيد على معيار جودة التكوين من خالل إحداث معهد للتكوين المهني للتوثيق‬
‫وتنظيم مباراة االنخراط في المهنة التي أعفي منها المحافظون على األمالك العقارية‬
‫ومفتشو الضرائب المكلفون بالتسجيل‪ ،‬كما وتم تحديد اختصاصات وحقوق وواجبات‬
‫الموثقين مع تدقيق وتحديث مسطرة االنتقال والمتابعات التأديبية‪ ،‬وصار تعيين‬
‫الموثقين وتحديد مقر عملهم يتم بقرار للوزير األول‪ 3‬بعد اقتراح من وزير العدل‪،‬‬
‫وإبداء اللجنة المنصوص عليها في المادة ‪ 00‬رأيها في الموضوع وهي اللجنة التي‬
‫أصبحت تتألف من‪:‬‬
‫* ممثل لوزير العدل بصفته رئيسا‪.‬‬
‫* ممثل للوزير المكلف بالمالية‪.‬‬
‫* ممثل لألمين العام للحكومة‪.‬‬
‫* رئيس أول لمحكمة استئناف ووكيل عام للملك لدى محكمة استئناف وقاض‬
‫باإلدارة المركزية لوزارة العدل من الدرجة األولى على األقل يعينون من طرف وزير‬
‫العدل‪.‬‬
‫* رئيس المجلس الوطني للموثقين أو من ينوب عنه‪.‬‬
‫كما نصت المادة األولى‪ 4‬من المشروع ‪ 23.80‬على أن التوثيق مهنة حرة‬
‫ومنظمة قانونا بدال من اعتبارها وظيفة عمومية كما تقضي به نصوص ظهير ‪ 0‬ماي‬
‫‪0305‬م‪.‬‬
‫ورغم أن المشروع ضبط مسؤولية الموثقين عن األضرار الناتجة عن‬
‫أخطائهم المهنية وأخطاء المتمرنين لديهم وأخطاء مستخدميهم وألزمهم التأمين عن‬
‫المسؤولية المدنية‪ ،5‬فإن تنظيم المشاركة بين الموثقين المنتمين لنفس الدائرة الترابية‬

‫‪ -1‬مؤرخ في شهر مارس ‪0223‬م‪.‬‬


‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 1‬من مشروع القانون ‪" : 23.80‬يقضي الناج في المباراة المنصوص عليها في المادة الثالثة أعاله فترة‬
‫تمرين مدتها أربع سنوات‪ .‬يتم قضاء السنة األولى بمعهد التكوين المهني للتوثيق الذي يحدث ويسير بمقتضى نص‬
‫تنظيمي‪ ،‬وثالث سنوات بمكتب موثق‪ .‬يؤدي المتمرن قصد تعيينه اختبارات وامتحانا مهنيا‪ .‬يحدد بنص تنظيمي نظام‬
‫المباراة‪ ،‬وتنظيم وقضاء فترة التمرين‪ ،‬ونظام االختبارات‪ ،‬ونظام االمتحان المهني"‪.‬‬
‫‪ -3‬تقول المادة ‪ 02‬من مشروع القانون ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يعين الموثق ويحدد مقر عمله بقرار للوزير األول‬
‫باقتراح من وزير العدل‪ ،‬بعد إبداء اللجنة المنصوص عليها في المادة ‪ 00‬بعده رأيها في الموضوع"‪.‬‬
‫‪ -4‬تقول المادة ‪ 0‬من مشروع القانون ‪" : 23.80‬التوثيق مهنة حرة تمارس حسب الشروط واالختصاصات المقررة في‬
‫هذا القانون والنصوص الخاصة"‪.‬‬
‫‪ -5‬جاء في المادة ‪ 01‬من مشروع القانون ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يتحمل الموثق مسؤولية األضرار المترتبة عن‬
‫أخطائه المهنية‪ ،‬وأخطاء المتمرنين لديه‪ ،‬وأجرائه‪ ،‬وفق قواعد المسؤولية المدنية‪ .‬يلزم كل موثق بالتأمين عن مسؤوليته‬
‫المدنية‪ .‬يبرم الموثق عقد التأمين قبل الشروع في ممارسة مهامه"‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫للمحكمة االستئنافية يعد من أهم المستجدات التي جاء بها المشروع ‪ 23.80‬في قسمه‬
‫الثالث من المادة ‪ 53‬إلى غاية المادة ‪.10‬‬
‫وقد تم أيضا إسناد الرقابة على عمل الموثق وتأديبه بموجب أحكام القسم‬
‫الرابع من المشروع ‪ 23.80‬المتضمن للمواد من ‪ 15‬وإلى غاية ‪ 33‬للوكيل العام‬
‫لمحكمة االستئناف التابع لها مكتب الموثق ولوزارة المالية وذلك بتعاون مع المجلس‬
‫الوطني للموثقين‪ ،‬على أن تتولى وزارة المالية المراقبة المالية بينما تتولى لجنة‬
‫المادة‪ 00‬مهمة التأديب وقراراتها قابلة للطعن أمام القضاء اإلداري‪.‬‬
‫وتم تجديد صندوق التأمين في القسم السادس من المشروع وأصب يحمل اسم‬
‫"صندوق الضمان"‪ .‬ثم أخيرا أتى المشروع ‪ 23.80‬بالجديد على صعيد تنظيم القطاع‬
‫حيث أفرد القسم السابع لهذا الغرض فأحدث المجلس الوطني للموثقين بمقتضى المادة‬
‫‪ 131‬ومتعه بالشخصية المعنوية واحتكار تمثيل المهنة بشمول عضوية جميع الموثقين‬
‫وجوبا‪ ،‬كما تمت هيكلة المجالس الجهوية للموثقين وتنظيمها‪ .‬بعد ذلك ألزم الموثق‬
‫وأجرائه والمتمرنين لديه بكتمان السر المهني‪ ،‬وقد جاء المشروع ‪ 23.80‬في ‪088‬‬
‫مادة موزعة على ثمانية أقسام كما يلي‪:‬‬
‫*القسم األول‪ :‬ويتضمن التعريف بمهنة التوثيق وتحديد شروط االنخراط‬
‫وحقوق وواجبات الموثق‪ ،‬وقد عولجت هذه المسائل في ثالثة أبواب شملت المواد من‬
‫‪ 0‬وإلى غاية ‪.80‬‬
‫*القسم الثاني‪ :‬ويتناول اختصاصات الموثق وتحرير العقود وحجيتها وحفظها‬
‫وتسليم النظائر والنسخ‪ ،‬وكل هذه المهام طرقت في ثالثة أبواب ضمت المواد من ‪85‬‬
‫وإلى غاية ‪.53‬‬
‫*القسم الثالث‪ :‬ويعالج مشاركة الموثقين في ست مواد وهي ‪ 53‬و ‪ 12‬و ‪10‬‬
‫و ‪ 10‬و ‪ 18‬و ‪.10‬‬
‫* القسم الرابع‪ :‬ويتطرق لمراقبة الموثقين وتأديبهم على مدى بابين تضمنا‬
‫المواد من ‪ 15‬وإلى غاية ‪.33‬‬
‫*القسم الخامس‪ :‬ويتطرق للمقتضيات الزجرية في أربع مواد وهي ‪ 32‬و ‪30‬‬
‫و ‪ 30‬و ‪.38‬‬
‫*القسم السادس‪ :‬وينظم صندوق الضمان في ثالث مواد هي ‪ 30‬و ‪ 35‬و ‪.31‬‬
‫*القسم السابع‪ :‬ويهم تنظيم الهيئة الوطنية للموثقين‪ ،‬وقد بسط أحكامها في‬
‫ثالثة أبواب تضمنت المواد من ‪ 31‬وإلى غاية ‪.001‬‬
‫*القسم الثامن‪ :‬وهو األخير وعالج بصفة خاصة بعض المقتضيات الختامية‬
‫في سبع مواد من ‪ 001‬وإلى غاية ‪.088‬‬

‫‪ -1‬جاء في المادة ‪ 31‬من مشروع القانون ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬تحدث بمقتضى هذا القانون هيئة وطنية للموثقين‬
‫تتمتع بالشخصية المعنوية وتضم وجوبا جميع الموثقين"‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫تلك أهم المستجدات التي أتى بها مشروع قانون التوثيق رقم ‪ 23-80‬التي أراد‬
‫الواضعون بها معالجة مشاكل القطاع وحفظ حقوق الناس واستقرار معامالتهم وسوف‬
‫نعود لهذه المقتضيات أثناء بسط النظرية العامة للتوثيق العصري‪.‬‬
‫ونحن إذ نثمن للوزارة صنيعها في هذا المشروع الذي جاء في إطار المقاربة‬
‫الشمولية إلصالح القضاء وتطوير المؤسسات القانونية‪ ،1‬ال يسعنا إال دعوتها إلعادة‬
‫النظر فيه في اتجاه إيجاد قانون موحد للتوثيق العصري والعدلي يراعي خصوصية‬
‫المغرب الثقافية والقانونية والحضارية ويستجيب لتطلعات الفاعلين في القطاع عوضا‬
‫عن االحتفاظ بثنائية العصري‪/‬التقليدي التي كان االستعمار وراء بلورتها لبث التناقض‬
‫والفرقة بين المغاربة حتى يسهل عليه حكمهم وإخضاعهم‪.‬‬

‫‪ -1‬مما جاء في مذكرة تقديم هذا المشروع‪..." :‬ولعل تحيين وتطوير ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م في هذا الوقت أصب حاجة‬
‫ملحة بالنظر ألهمية التوثيق من الناحية القانونية واالقتصادية‪ .‬فمن الناحية القانونية يساهم التوثيق في استقرار المعامالت‬
‫وحفظ األموال والتخفيف من المنازعات بإثبات الحقوق؛ ومن الناحية االقتصادية فإن متطلبات العولمة وضرورة‬
‫االندماج داخل المحيط اإلقليمي والدولي‪ ،‬خاصة بعد انضمام المغرب منذ سنة ‪0331‬م إلى المنظمة العالمية للتوثيق‬
‫الالتيني‪ ،‬كلها عوامل تفرض مالئمة تشريعاتنا وتنظيماتنا مع قوانين الدول المتواجدة بهذا المحيط"‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الباب األول‪:‬النظرية العامة‬
‫للتوثيق العصري المغربي‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫يقتضي ضبط أحكام النظرية العامة للتوثيق العصري المغربي االنخراط في‬
‫مقاربة شروط ولوج المهنة (الوظيفة) انطالقا من مضامين ظهير رابع ماي ‪0305‬م‬
‫مع المقارنة بأحكام مشروع القانون ‪ 23-80‬بتنظيم مهنة التوثيق الذي أعدته وزارة‬
‫العدل الوصية على القطاع بتنسيق مع الجهات الفاعلة األخرى كما مر معنا‪ ،‬حتى‬
‫يتسنى الوقوف على مظاهر تهالك وتقادم النظام القانوني الذي يؤطر الميدان التوثيقي‬
‫الموصوف بالعصري‪.‬‬
‫وال بد من الوقوف عند اختصاصات الموثقين والمهام الموكلة لهم قبل‬
‫استعراض حقوقهم وواجباتهم ومسطرة الرقابة عليهم وتأديبهم‪ ،‬على أن يتم التطرق‬
‫في األخير لمنهجية التوثيق التي يسلكها الموثق العصري في عمله‪ ،‬وألجل اإلجابة‬
‫عن مجمل األسئلة التي تطرحها هذه المحاور سوف نلتزم دراسة عمودية تتوخى تتبع‬
‫مضامين النصوص وفحص مدى مسايرتها للتطور الذي ما فتئ المغرب يحققه إن‬
‫على الصعيد االجتماعي أو على الصعيد القانوني أو على الصعيد االقتصادي‪.‬‬
‫في ضوء كل هذا يصير لزاما علينا التطرق للمحاور التالية‪:‬‬
‫* ولوج مهنة التوثيق العصري‪.‬‬
‫* تنظيم قطاع التوثيق العصري‪.‬‬
‫* منهجية التوثيق العصري‪.‬‬
‫وسوف نخصص لكل محور من هذه المحاور فصال دراسيا خاصا‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ولوج مهنة التوثيق‬
‫العصري‪.‬‬
‫يتلقى الموثق العصري في إطار تصديه للمهام المنوطة به قانونا مجموعة من‬
‫الرسوم والعقود التي يرغب األطراف في إضفاء صبغة الرسمية عليها وذلك في نطاق‬
‫اختصاصه المكاني والنوعي كما هو منصوص عليه في ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪،‬‬
‫ويتوجب على المرش الكتساب صفة موثق عصري استيفاء مجموعة من الشروط مع‬
‫أداء فترة تمرينية تكلل باجتياز امتحان التخرج كما سيأتي في المبحث األول‪ ،‬وعند‬
‫أداء الموثق الذي اكتسب الصفة مهامه يتعين عليه التقيد أثناء ممارسة عمله بحاالت‬
‫التنافي المنصوص عليها في القانون المنظم للمهنة مع سلوك مسطرة التعيين وأداء‬
‫اليمين كما سنتعرف في المبحث الثاني‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اختيار الموثق العصري‪.‬‬


‫يشترط القانون المنظم لمهنة التوثيق العصري لكي يكتسب المرش صفة‬
‫موثق عصري التوفر على مجموعة من الشروط على ما سيأتي بيانها في المطلب‬
‫األول مع اجتياز فترة تمرينية نحدد أحكامها وشكلياتها في المطلب الثاني لنختتم‬
‫المبحث بمطلب أخير في بيان طريقة االمتحان الذي يجتازه المتدرب عند التخرج‬
‫ومواضيعه وحاالت اإلعفاء منه مع المقارنة والمقاربة بجديد ما جاء به مشروع‬
‫وزارة العدل تحت رقم ‪.23-80‬‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط االنخراط في التوثيق‬


‫العصري‪.‬‬
‫نعرض في الفرع األول للفصل المنظم للشروط قبل أن نتصدى لتحليلها في‬
‫الفرع الثاني بعد ذلك‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مضامين الفصل المنظم‬


‫لشروط االنخراط في التوثيق العصري‪.‬‬
‫تطرق الفصل السابع من الظهير الشريف المؤرخ في ‪ 02‬شوال ‪0808‬هـ‬
‫الموافق لـ ‪ 0‬ماي ‪0305‬م المتعلق بتنظيم شؤون محرري الوثائق الفرنسيين (الموثقين‬
‫العصريين فيما بعد) للشروط الواجب توافرها في المرش الكتساب صفة موثق‬
‫عصري‪ ،‬وهي شروط تجوزت ولم تعد تعبر عن واقع التطور الذي لحق هذه المهنة‬

‫‪33‬‬
‫بعد أن حصل المغرب على استقالله السياسي‪ ،‬وما عرفه المجتمع المغربي من‬
‫تحوالت اقتصادية واجتماعية‪.‬‬
‫وبالعودة لمقتضيات الفصل السابع المذكور نجده يشترط سبعة شروط في‬
‫المرش لمهنة التوثيق "العصري" كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن يكون فرنسيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن يكون متمتعا بحقوقه المدنية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن يكون في وضعية سليمة إزاء قوانين الخدمة العسكرية ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫رابعا‪ :‬أن يكون عمره ‪ 05‬سنة كاملة‪.‬‬


‫خامسا‪ :‬أن يثبت قضاءه في الخدمة المدة المتطلبة منه والمنصوص عليها في‬
‫الفصول اآلتية بعده‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬أن يكون قد نج ما عدا في حالة االستثناء في االمتحان المهني‬
‫المنصوص عليه في الفصل ‪ 00‬اآلتي بعده‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬أن يكون حاصال على شهادة الدراسات القانونية واإلدارية المغربية‬
‫المسلمة من معهد الدراسات العليا المغربي بالرباط‪ ،‬غير أن تلك الشهادة ال تشترط إال‬
‫بعد مضي ثالث سنوات من تاريخ إجراء العمل بهذا الظهير الشريف‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تحليل الشروط‪.‬‬
‫يقتضي تحليل هذه الشروط مقاربتها‪ 2‬من حيث الجنسية أوال ومن حيث الصفة‬
‫ثانيا ومن حيث السن ثالثا‪ ،‬ثم من حيث المؤهل العلمي رابعا‪ ،‬وأخيرا من جهة التمتع‬
‫بالحقوق الوطنية والمدنية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬من حيث الجنسية‪.‬‬
‫بالنسبة للشرط األول الذي يفترض أن يكون المرش لمهنة التوثيق العصري‬
‫فرنسيا‪ ،‬يظهر تناقض هذا الشرط القانوني مع النظام العام والسيادة الوالئية للدولة‬
‫المغربية؛ إذ كيف يعقل اإلبقاء على شرط الجنسية الفرنسية في قانون ينظم‬
‫مهنة‪/‬وظيفة ال يزاولها إال المغاربة‪ ،‬األمر الذي يثير عدة تساؤالت فيما يخص مدى‬
‫مغربية هذا القانون رغم إقراره بظهير التوحيد والتعريب والمغربة لسنة ‪0315‬م‪.‬‬

‫‪ -1‬يتحقق عادة من صحة الوضعية تجاه القوانين المتعلقة بالتجنيد العسكري والخدمة المدنية بواسطة شهادة مسلمة من‬
‫إدارة الدفاع الوطني تثبت أن المرش أدى الخدمة المدنية أو التجنيد اإلجباري أو أنه أعفي منهما‪.‬‬
‫‪ -2‬في إطار المقاربة والمقارنة بالقانون األجنبي نشير إلى أن القانون الجزائري اشترط فيمن يترش لمباراة االلتحاق‬
‫بمهنة الموثقين أن يكون قد مارس مهنة قاض أو محام مدة عشر سنوات على األقل أو أن يكون موظفا وقضي نفس المدة‬
‫في االشتغال بمهام قانونية على أن تخفض هذه المدة لسبع سنوات إذا تعلق األمر بموظف عمل في مصلحة المحافظة‬
‫العقارية والتسجيل والدمغة باإلضافة إلى شروط أخرى أهمها اإلجازة في الحقوق أو ما يعادلها‪ ،‬وقد سار القانون‬
‫الروسي على نفس المنوال حين اشترط الممارسة القضائية (قضاء‪ -‬محاماة‪ -‬توكيل) مدة خمس سنوات لقبول الترش‬
‫لمهنة موثق‪ .‬يراجع بهذا الخصوص‪* :‬ذ‪.‬محمد النجاري‪ ،‬قراءة في بعض جوانب مشروع القانون ‪ 28.30‬المتعلق بتنظيم‬
‫مهنة التوثيق العصري‪ ،‬مقال منشور بمجلة المحامي الصادرة عن هيئة المحامين بمراكش‪ ،‬العدد‪ ،52‬ص‪.00 :‬‬

‫‪34‬‬
‫فمهنة التوثيق العصري بهذا االعتبار ممنوعة على المواطنين المغاربة ولو‬
‫توافرت فيهم باقي الشروط األخرى التي نص عليها الفصل السابع اآلنف الذكر‪ ،‬بل‬
‫البد أن يكون المرش فرنسيا ليمارس التوثيق بين المغاربة وفوق تراب المغرب‪،‬‬
‫وبهذا المعنى يتبين أن الظهير المنظم للتوثيق العصري إنما جاء للحفاظ على مصال‬
‫الفرنسيين بالمغرب‪ ،1‬وليس هذا كالم تنظير وحسب‪ ،‬وإنما الحقيقة الملتمسة من تتبع‬
‫فصول هذا الظهير‪ ،‬فالفصل الحادي وعشرون‪ 2‬مثال تحدث عن الشهادة في الوثائق‬
‫التي يحررها الموثق الفرنسي‪ ،‬حيث يالحظ على هذا الفصل أمور‪:‬‬
‫* إنه اكتفى بموثق واحد بقوله‪ ":‬ال يشترط لصحة الوثائق في أي حال كانت‬
‫مساعدة موثق ثان" وفي هذا مخالفتان شرعيتان األولى كون الموثق غير مسلم‬
‫واألخرى كون الشاهد واحدا وال يقبل في عقود التوثيق إال شاهدان‪ ،‬أما القول إن‬
‫الموثق مجرد كاتب فهو غير كاف أيضا في عقود التوثيق‪.‬‬
‫* إنه أعطى حق الشهادة في الوثيقة لكل بالغ عاقل متمتع بالحقوق المدنية بقطع النظر‬
‫عن جنسيته فيص أن يشهد المسلم أو المسيحي أو اليهودي‪.‬‬
‫* إنه لم يعتد بشهادة النساء المغربيات المسلمات أو اليهوديات في الوثائق‬
‫بخالف الفرنسيات المسيحيات‪ ،‬ولم تظهر حكمة لهذا الميز إال أن تكون حفظ مصال‬
‫الفرنسيين واختراق جسم الشعب المغربي وفرض سيادة الحماية الفرنسية عليه‪.‬‬
‫وعليه فنصوص الظهير المنظم للتوثيق العصري ال تخرج عن التداعيات‬
‫القانونية لعهد الحماية التي فرضت االستعمار على المغرب منذ ‪0300‬م‪ ،‬وقد كان‬
‫العذر مع أهله إبان هذه الفترة‪ ،‬أما وقد انجلى ظالم الحماية وانكسر قيد االستعمار‪ ،‬فقد‬
‫آن األوان إللغاء مثل هذه النظم واستبدالها‪ ،‬بعد أن مر أزيد من نصف قرن على‬
‫االستقالل‪ ،‬إذ؛ ونحن مغاربة معتزون بإسالمنا ومالكيتنا‪ ،‬ومتمسكون بانفتاحنا‪،‬‬
‫يتوجب علينا استجابة للتطورات الجديدة في مجال التوثيق تحديث هذا القانون‬
‫ومالءمته مع أحكام الشريعة اإلسالمية والسيادة الوطنية ريثما يهيئ هللا لنا من يعمل‬
‫على توحيد تشريع التوثيق العدلي منه والعصري مع التوثيق العرفي في نظام واحد‬
‫متوافق مع أحكام الفقه اإلسالمي ومستوعب للتطورات المعاصرة‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬محمد جميل بن مبارك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ - .033 :‬د‪.‬أحمد أبو العال‪ ،‬مبادئ التوثيق العصري‪ ،‬ط‪0001 /0 :‬هـ‬
‫‪0221‬م‪ ،‬مطبعة الخليج العربي‪ ،‬تطوان‪ ،‬ص‪.3 :‬‬
‫‪ -2‬جاء في الفصل ‪ 00‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪ " :‬ال يشترط لصحة الوثائق في أي حال كانت مساعدة موثق ثان‪.‬‬
‫باستثناء النساء المغربيات المسلمات أو اإلسرائيليات يمكن لكل شخص بالغ سن الرشد يتمتع بحقوقه المدنية‪ ،‬ومهما‬
‫كانت جنسيته أن يكون شاهدا عند تحرير الرسوم شريطة أن يكون يحسن التوقيع وأن ال تكون له قرابة أو مصاهرة مع‬
‫الموثق أو مع أحد األطراف المتعاقدة إلى غاية الدرجة الممنوعة طبقا للفصلين ‪ 3‬و ‪ 02‬من القانون الفرنسي المؤرخ في‬
‫‪ 05‬من الشهر السادس سنة ‪ .00‬وال يمكن أن تكون المرأة شاهدة في رسم واحد إلى جانب زوجها‪.‬‬
‫وخالفا للمقتضيات الواردة أعاله‪ ،‬فإذا كان أحد المتعاقدين امرأة مسلمة فيمكن قبول أقاربها أو أصهارها كشهود إلثبات‬
‫هويتها"‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫وال مجال هنا لالعتذار بأن اشتراط الجنسية الفرنسية في قانون مغربي إنما هو‬
‫ثغرة يكفي لسدها كون المهنيين المكلفين بالتوثيق العصري كلهم يعينون بظهير‪ 1‬حسب‬
‫مقتضيات الفصل السادس من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م فنكون أمام تناقض ظهيرين مما‬
‫يستدعي جعل ظهير التسمية ـ وهو المتأخرـ ناسخا لمقتضيات الفصل السادس المتعلقة‬
‫على الخصوص بمناط الجنسية سيما وأن المغرب بعد أن أصب دولة مستقلة ـ يمارس‬
‫سيادته على ترابه ـ صار موظفو إدارته كلهم مغاربة بموجب قانون التعريب والمغربة‬
‫والتوحيد لعام ‪0315‬م؛ ألنه حتى بإعمال قواعد الترجي بين الظهيرين المتناقضين‬
‫سنكون أمام ظهير تشريعي عام ومجرد وهو ظهير ‪0305/5/0‬م وآخر إداري يتعلق‬
‫بتدابير فردية محضة وهي تطبيق أحد جوانب الظهير األول فهو امتداد له‪ ،‬وبذلك ال نكون‬
‫أمام حالة تمايز بين قانونين مستقلين يجب ترجي أحدهما عن اآلخر‪.2‬‬
‫ولعل هذا ما حدا بوزارة العدل الوصية على قطاع التوثيق لتعديل الفقرة‬
‫األولى من الفصل السابع أعاله في مشروع القانون ‪ 23-80‬الذي أعدته والذي نص‬
‫في مادته الثالثة‪ 3‬على شرط الجنسية بالقول‪:‬‬
‫" يشترط في المرش لمهنة التوثيق أن يكون‪:‬‬
‫‪ -0‬مغربيا مع مراعاة قيود األهلية المشار إليها في قانون الجنسية المغربية؛‪"...‬‬
‫وهكذا تدارك المشروع ما فات في قانون ‪ 0‬ماي ‪0305‬م ونص على أن‬
‫"التوثيق" بدل "التوثيق العصري" مهنة حرة وليس وظيفة حيث أزاح ذلكم التناقض‬

‫‪ -1‬تساءل الباحث محمد متزعم عن الوضعية القانونية للموثقين(العصريين) المغاربة الذين يستمدون اختصاصهم من‬
‫ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م هل تثبت لهم والية الموظف العمومي وبالتالي صالحية التوثيق أم أنه ال مناص من الدفع بعدم‬
‫صالحيتهم لذلك وأن وثائقهم تبقى عرفية في آخر المطاف إذا وقعت من األطراف نظرا لتعيينهم المخالف لمقتضيات‬
‫ظهير ‪0305‬م وخاصة من ذلك شرط الجنسية المسطر في الفصل األول والسابع‪ ،‬وخلص الباحث إلى أنه ال مناص من‬
‫اإلقرار للموثق العصري بالصالحية والوالية لعدة أمور ليس أقلها استمداده الوالية من ظهير التسمية نفسه ما دام القضاء‬
‫المغربي يصدق على عقوده ويسلم رسميتها دون أي تمحيص في مدى تحقق المظاهر الخارجية المتحكمة في توثيقها‬
‫ودون بحث أو رقابة على األوضاع القانونية المنصوص عليها في ظهير ‪0305‬م والتي من المستحيل تحققها في مغرب‬
‫االستقالل‪ ،‬أيضا ال مفر من اإلقرار للنوطير بالصالحية يقول الباحث حتى نضفي على عمله المشروعية درءا ألي فراغ‬
‫في مجال حيوي يتوقف عليه النهوض بروافع التنمية‪ .‬ذ‪.‬محمد متزعم‪ ،‬عقد بيع العقار وصناعة التوثيق في المغرب‪،‬‬
‫رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ /‬وحدة القانون المدني‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ /‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‪0333‬م‪ ،‬ص‪.010 -018 :‬‬
‫‪ -2‬محمد متزعم‪ ،‬المرجع المذكور قبال‪ ،‬ص‪.010 :‬‬
‫‪ -3‬جاء في المادة ‪ 8‬من مشروع القانون ‪ 23.80‬ما يلي‪ " :‬يشترط في المترش لمهنة التوثيق أن يكون‪=:‬‬
‫=‪ -0‬مغربيا مع مراعاة قيود األهلية المشار إليها في قانون الجنسية المغربية؛‬
‫‪ -0‬بالغا من العمر خمسا وعشرين سنة ميالدية كاملة؛‬
‫‪ -8‬حاصال على شهادة اإلجازة في الحقوق من إحدى كليات الحقوق المغربية أو ما يعادلها؛‬
‫‪ -0‬متمتعا بحقوقه الوطنية والمدنية وذا مروءة وسلوك حسن؛‬
‫‪ -5‬متمتعا بالقدرة البدنية لممارسة المهنة مثبتة بشهادة طبية صادرة عن مصال الصحة العمومية؛‬
‫‪ -1‬غير محكوم عليه من أجل جناية أو جنحة باستثناء الجن غير العمدية إال إذا رد إليه اعتباره؛‬
‫‪ -1‬غير صادرة في حقه في إطار الوظيفة العمومية أو المهن الحرة عقوبة نهائية تأديبية أو إدارية باإلقالة أو التشطيب أو‬
‫العزل أو سحب اإلذن أو الرخصة؛‬
‫‪ -3‬غير محكوم عليه بإحدى العقوبات المتخذة ضد مسيري المقاولة المنصوص عليها في القسم الخامس من مدونة‬
‫التجارة ما لم يرد إليه اعتباره؛‬
‫‪ -3‬قد أدى بنجاح مباراة االنخراط في مهنة التوثيق "‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الذي كان جليا بين أحكام ظهير التوثيق وقانون الوظيفة العمومية‪ 1‬وخاصة مقتضيات‬
‫الفصل الثاني منه كما سنعرف في النقطة الموالية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من حيث الصفة‪.‬‬
‫اعتبر ظهير "التوثيق العصري" في فصله األول الموثق العصري موظفا‬
‫عموميا‪ ،‬وهذه الصفة تتناقض واألحكام المسطرة في الفصل الثاني‪ 2‬من قانون الوظيفة‬
‫العمومية لسنة ‪0353‬م والتي تنص على أن كل شخص يعين في وظيفة قارة ويرسم‬
‫في إحدى رتب السلك الخاص بأسالك اإلدارة التابعة للدولة هو موظف عمومي‪.‬‬
‫غير أن هذه المقتضيات ال تنطبق على حالة الموثق من عدة وجوه‪:‬‬
‫* فالموثق ال يخضع عند تعيينه ألية رتبة إدارية حسبما هو معمول به في‬
‫أسالك اإلدارة العمومية‪ ،3‬علما أنه من الشروط األساسية العتبار الشخص موظفا‬
‫عموميا‪ 4‬بمعناه المضبوط في قانون الوظيفة العمومية هو الترسيم في إحدى درجات‬
‫السلم الخاص بأسالك اإلدارة التابعة للدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 0.53.223‬الصادر بتاريخ ‪ 00‬فبراير ‪0353‬م‪ ،‬يحتوي على النظام األساسي‬
‫للوظيفة العمومية‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 0810‬بتاريخ ‪ 00‬أبريل ‪0353‬م‪ ،‬ص‪ 180 :‬وما بعدها حسب ما وقع‬
‫تعديله وتتميمه‪.‬‬
‫‪ -2‬جاء في الفصل الثاني من قانون الوظيفة العمومية‪" :‬يعد موظفا كل شخص يعين في وظيفة قارة ويرسم في إحدى رتب‬
‫السلم الخاص بأسالك اإلدارة التابعة للدولة"‪ .‬وقريب من هذا التحديد ما جاء في الفصل األول من المرسوم رقم ‪0.11.183‬‬
‫بتاريخ ‪ 01‬شتنبر ‪0311‬م بمثابة النظام األساسي لموظفي الجماعات المحلية من أنه‪" :‬يخول صفة موظف بالجماعة كل شخص‬
‫يعين في منصب دائم ويرسم بإحدى تسلسل أسالك الجماعات"‪.‬‬
‫‪ -3‬د‪.‬محمد هومير‪ ،‬مهن التوثيق بين التعددية والوحدة في القانون المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دكتوراه الدولة في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية الحقوق مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،0221-0221‬ص‪( .010 :‬رسالة مرقونة)‪.‬‬
‫‪ -4‬صنفت الدكتورة مليكة الصروخ الموظفين العموميين إلى ثالثة أصناف وهي‪:‬‬
‫أ‪-‬الموظفون العموميون الخاضعون لقانون الوظيفة العمومية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الموظفون العموميون الخاضعون بصفة أساسية لقانون الوظيفة العمومية ما لم تتعارض مع أحكام قوانينهم األساسية‬
‫الخاصة‪ ،‬كأعضاء السلك الديبلوماسي والقنصلي والهيئات المكلفة بالتفتيش العام للمالية ورجال التعليم وأعوان الشرطة وإدارة‬
‫السجون ورجال المطافئ وأعوان المصلحة بإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة والمفتشون والمراقبون والحراس‬
‫بالبحرية التجارية وضباط الموانئ وموظفو المنارات وموظفو المياه والغابات ممن ورد التنصيص عليهم في الفقرة الثانية من‬
‫الفصل الرابع من قانون الوظيفة العمومية‪.‬‬
‫ج‪ -‬الموظفون العموميون الذين ال يخضعون للنظام األساسي للوظيفة العمومية طبقا للفصل الرابع من قانون الوظيفة‬
‫العمومية وهم رجال القضاء والعسكريون التابعون للقوات المسلحة الملكية وهيئة المتصرفين بوزارة الداخلية‪.‬‬
‫واستبعدت من فئة الموظفين العموميين بعض العاملين باإلدارات العمومية الخاضعين ألحكام القانون الخاص ومنهم‬
‫األعوان العموميون والعمال المؤقتون والمتعاقدون مع اإلدارة بموجب عقد من عقود القانون الخاص واألجانب‬
‫المتعاقدون مع اإلدارة المغربية أو مع منظمة دولية متعاقدة مع المغرب‪.‬‬
‫‪-‬د‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪0221/1،‬م‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫ص‪.830 :‬‬
‫‪-‬د‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬النظام القانوني للموظف العمومي‪ ،‬ط‪0330 / 0‬م‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬ص‪.13 :‬‬

‫‪37‬‬
‫* والموثق ال يتقاضى راتبه من الخزينة العامة التابعة للدولة كباقي الموظفين‬
‫العموميين وإنما يأخذ أتعابه من حيث المبدأ من األطراف المتعاقدة في تناقض صارخ‬
‫مع أحكام الفصل ‪ 108‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪.‬‬
‫* والموثق قد يستخدم معه العديد من األشخاص اآلخرين ويدفع أجورهم‬
‫واألصل أنه يمنع على الموظف العمومي أن يشغل الغير في إطار وظيفته‪.‬‬
‫* من الناحية الضريبية‪ ،‬فإن صفة موظف عمومي التي يوصف بها الموثقون‬
‫من خالل الفصل األول من الظهير المنظم من شأنها أن تجعلهم يقتصرون على تأدية‬
‫الضريبة على الدخل فقط‪ ،‬مع أن مهمة التوثيق في حقيقتها تدخل في إطار األنشطة‬
‫التجارية نظرا لما يشوبها أحيانا من مضاربات وأعمال ربحية يفرض إخضاعها‬
‫للضريبة التجارية‪(2‬الضريبة المهنية والضريبة على القيمة المضافة)‪.‬‬
‫وقد أثارت صفة الموظف العمومي التي أعطيت للموثق العصري جدال واسعا‬
‫في أوساط فقهاء القانون العام‪ ،‬فبالنسبة للفقهاء الفيريير"‪ ،"Laferrière‬وأندري‬
‫هوريو" ‪ ،"A.Hauriou‬وبرثلمي"‪ "Berthelmy‬فإن الموثق موظف عمومي خالفا‬
‫للفقيهين ريبير وبوالنجي اللذين ارتأيا أن الموثق إنما هو مأمور رسمي‪ 3‬ليس إال‪.4‬‬
‫غير أن بعض المجموعات القانونية وعلى رأسها المجموعات اإلدارية بيكي‬
‫"‪ "Béquet‬اعتبرت أن الموثق يمارس مهامه في إطار المنافع الخاصة‪ ،‬وأن الدولة‬
‫حينما تتدخل في تعيينه إنما تفعل ذلك للتأكد من أهليته وكفاءته‪.5‬‬
‫ويعد تمتيع الموثق في فرنسا بصفة الموظف العمومي تمثال لالعتبارات‬
‫التاريخية القديمة حيث كان التوثيق أحد فروع السلطة القضائية‪ ،‬يضفي الرسمية على‬
‫عقود األطراف‪ ،‬ويمكنهم من نسخ تنفيذية ‪ ،‬وهذا ما نقله االستعمار الفرنسي للمغرب‬
‫إبان الحماية‪.‬‬
‫ورغم أن المشرع المغربي قد حسم في الفصل األول المار بنا من ظهير ‪0‬‬
‫ماي ‪0305‬م أي نقاش حول صفة الموثق "العصري" لفائدة اعتباره موظفا عموميا‪،‬‬
‫فقد اعتبر األستاذ بيرج "‪ "Berge‬ـ وهو الذي تولى تحرير مشروع قانون المسطرة‬
‫المدنية لسنة ‪0308‬م‪ ،‬وأحد أعضاء اللجنة التي أشرفت على صياغة مشروع ظهير‬
‫التوثيق العصري ـ أن المشروع وعلى الرغم من احتفاظه للموثق بصفة الموثق‬
‫العمومي فإن كل ذلك مجرد خيال تشريعي يحملنا على اعتقاد وإقرار المبدأ الذي‬
‫اعتمده قانون المسطرة المدنية‪ ،6‬لكنه في الحقيقة يجعل من الموثق ضابطا عموميا‬

‫‪ -1‬مما جاء في الفصل ‪ 08‬المعدل بالظهير الشريف المؤرخ في فات ماي ‪" :0350‬ال يجوز للموثقين أن يتسلموا من‬
‫األطراف المتعاقدة أو أن يقتطعوا ألنفسهم مباشرة أي مبلغ ما لم يتعلق األمر بمصاريف النقل أو بمبالغ التسبيق الثابتة‬
‫تحت طائلة المتابعة بجريمة االختالس"‪.‬‬
‫‪ -2‬ذ‪ .‬عز الدين الماحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.051 :‬‬
‫‪ -3‬المأمور الرسمي كل شخص يتصف بالطابع العام ويقدم للجمهور خدمة عمومية من غير أن يمارس أية سلطة عامة‪.‬‬
‫‪ -4‬محمد الربيعي‪ ،‬األحكام الخاصة بالموثقين والمحررات الصادرة عنهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.05-00 :‬‬
‫‪ -5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.00 :‬‬
‫‪ -6‬المبدأ المومأ له هو مبدأ استبعاد إدخال فئة الضباط العموميين للنظام القانوني الفرنسي بالمغرب‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫شبيها بالموثق في الجزائر وفرنسا‪ .1‬أما األستاذ سوربيي "‪ "Sorbier‬وهو أحد‬
‫أعضاء اللجنة أعاله أيضا‪ ،‬فاعتبر أن الموثق موظف من نوع خاص ألنه يمارس‬
‫اختصاصات الضباط العموميين ويختلف في هذا الجانب عن بقية الموظفين‪.2‬‬
‫بل إن األستاذ محمد الكشبور ذهب أبعد من ذلك حين اعتبر استعمال لفظة‬
‫موظف عمومي في الفصل األول من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م خطأ من المشرع المغربي‬
‫في " تكييف عمل الموثق وصفته ألن الواقع العملي من جهة والنصوص التي تعرف‬
‫الموظف وتحكم عالقته بالدولة ال تجعالن من الموثق موظفا عموميا من جهة أخرى‪.‬‬
‫فمن الناحية الواقعية فكل شيء في عمل الموثق وفي عالقته بزبنائه وفي الرقابة التي‬
‫تمارس عليه يوحي بأنه يمارس عمال حرا‪ ،‬ومن الناحية القانونية‪ ،‬فإن النصوص التي‬
‫تعرف الموظف وتحدد عالقته بالدولة ال تطبق على الموثق"‪.3‬‬
‫ورغم هذا االختالف بين الفقهاء‪ ،‬فقد عملت سلطات الحماية الفرنسية على‬
‫احترام صفة الموظف العمومي التي خولها القانون للموثق في البداية‪ ،4‬إال أنه وابتداء‬
‫من خمسينات القرن الماضي بدأت التعديالت المدخلة على ظهير ‪0305‬م توحي‬
‫بخطوات نحو التمييز بين مهام الموثق وصفة الموظف العمومي‪.5‬‬
‫ومن جهته‪ ،‬فقد عمل قضاء عهد الحماية على تكريس صفة الموظف العمومي‬
‫بالموثق‪ ،‬واعتبر في قضية معروضة على ابتدائية فاس‪ 6‬أن الموثق يخضع لقانون‬
‫خاص‪ ،‬ويتوصل براتب محدد وبمكافأة تتناسب ومردودية ديوانه‪.‬‬
‫وفي نفس االتجاه احترمت السلطات المغربية بعد االستقالل المبدأ المذكور‬
‫وأخضعت الموثقين العصريين للنظام األساسي للوظيفة العمومية‪ ،7‬كما أن المجلس‬
‫األعلى ساير هذا المنحى واستبعد في قرار‪ 8‬له تطبيق مقتضيات ظهير االلتزامات‬
‫‪ -1‬محمد هومير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.010 :‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ .‬وأيضا ‪ :‬د‪ .‬عبد القادر لشقر‪ ،‬إشكالية تمتع الموثق العصري بصفة الموظف العمومي‪ ،‬مقال شارك به‬
‫في أعمال الندوة الوطنية حول "التوثيق المغربي ‪:‬واقع وآفاق" نظمها مسلك القانون الخاص بالكلية متعددة التخصصات‬
‫بتازة‪ ،‬يومي ‪ 00‬و ‪ 05‬أبريل ‪0223‬م‪( ،‬أعمال الندوة في طور النشر)‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد الكشبور‪ ،‬تقديم رسالة‪ ،‬المجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية‪ ،‬عدد ‪ 03‬سنة ‪0333‬م‪ ،‬تصدرها جامعة الحسن‬
‫الثاني كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص‪.00 :‬‬
‫‪ -4‬وهكذا صدر قرار وزيري بتاريخ ‪ 05‬ماي ‪0301‬م يتعلق بانضمام الموثقين بنظام المعاشات المدنية المحدث بالظهير‬
‫الشريف المؤرخ في فات مارس ‪0382‬م‪ ،‬كما صدر الظهير الشريف المؤرخ في ‪ 08‬ماي ‪0303‬م بمن الموثقين نفس‬
‫التعويضات المخولة للموظفين العموميين‪ .‬وبناء عليه استفاد عدد من الموثقين من المعاش بعد تقاعدهم‪.‬‬
‫‪ -5‬يتجلى ذلك بالخصوص في إلغاء الفصل ‪ 01‬سنة ‪0350‬م‪ ،‬وهو الفصل الذي كان يخول الموثقين تعويضا سنويا‬
‫مساهمة من الدولة في مصاريف مكاتب التوثيق‪ .‬كما يتجلى أيضا في إلغاء الفصل ‪ 01‬في نفس السنة‪ ،‬وهو الفصل الذي‬
‫كان ينظم االقتطاعات التي تخضع لها رواتب الموثقين ألدائها للصندوق االحتياطي المخصص لموظفي اإلدارات‬
‫الشريفة‪.‬‬
‫‪ -6‬حكم صادر عن ابتدائية فاس بتاريخ ‪ 0300/25/02‬م‪ ،‬ذكره األستاذ محمد هومير في مرجعه السابق‪ ،‬ص‪.010 :‬‬
‫‪ -7‬وفي هذا اإلطار صدرت عدة ظهائر بمن الموثقين العصريين بعد انتهاء مهامهم رتبا شرفية استنادا على الفصل ‪31‬‬
‫من النظام األساسي للوظيفة العمومية لسنة ‪0353‬م‪ ،‬ومن هذا القبيل يمكن الرجوع للظهير الشريف الصادر بتاريخ ‪5‬‬
‫غشت ‪0310‬م‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 8005‬بتاريخ ‪ 00‬غشت ‪ ،0310‬ص‪.0838 :‬‬
‫‪ -8‬قرار المجلس األعلى في الملف االجتماعي ‪ 31/003‬بتاريخ ‪0333/21/03‬م‪ ،‬منشور بمجلة اإلشعاع‪ ،‬عدد‪،03‬‬
‫السنة‪ ،00‬يونيو ‪0333‬م‪ ،‬ص‪ .080 :‬ومما جاء في حيثيات هذا القرار أن مجرد حيازة موثق لمحفوظات سلفه "ال يشكل‬
‫تحويل المشروع ألن هذه الحيازة من مستلزمات قانون ‪0305/5/0‬م الذي ينظم عمل الموثقين‪."...‬‬

‫‪39‬‬
‫والعقود على قضية شغل بين كاتبة موثق انتهت مهامه وبين خلف هذا الموثق الذي‬
‫رفض تشغيلها اعتبارا لكون التوثيق العصري يخضع ألحكام خاصة به‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن الواقع المغربي أفرز التوثيق العصري مهنة حرة‪ ،‬تحتكم‬
‫في أداء مهامها ألعراف طورتها الممارسة المهنية للسادة الموثقين العصريين‪ ،‬بعيدا‬
‫عن أحكام القانون الذي يفترض أنه يؤطر المهنة‪ .‬وهذه مناسبة نغتنمها‪ ،‬لدعوة‬
‫المشرع المغربي لمراجعة ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م في اتجاه تحرير‪ 1‬مهنة‪/‬وظيفة‬
‫التوثيق العصري الستيعاب التطورات التي ما فتئ القطاع يراكمها‪ ،‬ويبدو أن‬
‫المشروع ‪ 23.80‬قد خطا على هذا الدرب فنص في مادته األولى على أن التوثيق‬
‫مهنة حرة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬من حيث السن‪.‬‬


‫جاء في الفقرة الرابعة من الفصل السابع من ظهير ‪ 0‬ماي ‪ "0305‬أن يكون‬
‫عمره ‪ 05‬سنة كاملة" وهي نفس الفقرة التي وردت في المادة الثالثة من المشروع‬
‫‪ 23.80‬تقريبا مع اختالف للصياغة فقط حيث نصت على اشتراط أن يكون المترش‬
‫" بالغا من العمر خمسا وعشرين سنة ميالدية كاملة"‪.‬والذي نلحظه على هذا المتضمن‬
‫أمرين‪:‬‬
‫* األول‪ :‬تعيينها سن المرش في خمس وعشرين سنة مما يثير التساؤل عن‬
‫مصير المرشحين الذين يتجاوز سنهم هذا الحد وكان على واضع المشروع أن يتدارك‬
‫على الظهير بالنص على سن ‪ 05‬كحد أدنى وذلك بأن تكون الصياغة المقترحة كما‬
‫يلي " بالغا من العمر خمسا وعشرين سنة ميالدية كاملة على األقل"‪.‬‬
‫* اآلخر‪ :‬ارتفاع هذا السن مقارنة مع سن المتخرجين في صف اإلجازة الذين‬
‫تترواح أعمارهم في الغالب ما بين ‪ 00‬و ‪ 00‬سنة وليس معقوال إلزامهم بالخضوع‬
‫للبطالة لسنوات قبل االنخراط في التوثيق‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬من حيث المؤهل العلمي‪.‬‬


‫ألزم الفصل السابع في فقرته السابعة المرش لمهنة التوثيق العصري أن‬
‫يكون حاصال على شهادة الدراسات القانونية واإلدارية المغربية المسلمة من معهد‬
‫الدراسات العليا المغربي بالرباط‪ ،‬وهو المعهد الذي لم يعد له وجود بعد استقالل‬
‫ال مغرب وحلول كليات الحقوق بمختلف المدن المغربية محله بما يعني أن هذا البند‬
‫يحتاج إلى تعديل في اتجاه استيعاب هذا التحول والتطور العلمي‪/‬الثقافي األمر الذي‬

‫‪ -1‬رغم أن تحرير المهن من أكثر االصطالحات الملفوظة على شفاه المسؤولين الحكوميين المغاربة هذه األيام‪ ،‬فإن‬
‫أحدا منهم لم يجرؤ على الدعوة صراحة لتخلي الدولة عن ممارسة سلطتها العمومية في مجال التوثيق العصري؛ ولعل‬
‫السبب يرجع في ذلك إلى التكاليف المالية التي من شأن هذه العملية أن تتطلبها للنهوض بأوضاع هذا القطاع وتنظيمه‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫دفع واضعي مشروع قانون التوثيق ‪ 23.80‬إلى تعديل هذه الفقرة المومأ لها أعاله‬
‫بالفقرة الثالثة من المادة الثالثة التي افترضت أن يكون المرش ‪ " :‬حاصال على شهادة‬
‫اإلجازة في الحقوق من إحدى كليات الحقوق المغربية أو ما يعادلها"‪.‬‬
‫وقد حاول القضاء المغربي‪ 1‬تكريس مفهوم واسع لحامل شهادة اإلجازة في‬
‫الحقوق إلى الدرجة التي يشمل فيها حتى الموجز في العلوم االقتصادية‪ ،‬وبالفعل تمكن‬
‫‪2‬‬
‫عدد من حملة اإلجازات في القانون العام واالقتصاد من االلتحاق بالتوثيق العصري‬
‫رغم أن تكوينهم العلمي ال يستجيب لحاجات هذه المهنة‪/‬الوظيفة إن لم نقل إنه بعيد‬
‫عنها كلية‪.‬‬
‫ثم إن اشتراط اإلجازة في الحقوق بصيغة المادة الثالثة من المشروع ‪23.80‬‬
‫المارة بنا أعاله فيه إجحاف بحق عدة أطراف وإقصاء لهم من غير سبب رغم أن‬
‫تكوينهم العلمي أقرب استجابة لحاجيات التوثيق وأنسب ومنهم‪:‬‬
‫* خريجو مسالك القانون بالكليات متعددة التخصصات المغربية لذلك فإن‬
‫األمل معقود على مجلس النواب لتدارك هذا الحيف وإزاحته‪.‬‬
‫* خريجو كليتي الشريعة التابعتين لجامعة القرويين‪ ،‬وعليه لو عدلت الفقرة‬
‫أعاله على الشكل التالي‪ " :‬أن يكون حاصال على اإلجازة في القانون الخاص من‬
‫إحدى الكليات المغربية أو اإلجازة في الشريعة من إحدى الكليات التابعة لجامعة‬
‫القرويين أو ما يعادلهما" لكان أعدل وأشمل‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬من حيث التمتع بالحقوق الوطنية‬


‫والمدنية‪.‬‬
‫الحقوق الوطنية هي حق تولي الوظائف العمومية والحق في أداء الخدمات‬
‫العمومية‪ ،‬وحق االنتخاب‪ ،‬وحق الترشي ‪ ،‬وحق أداء الشهادة‪ ،‬وحق االنخراط في‬
‫الجيش‪ ،‬وحمل السالح دفاعا عن الوطن‪.‬‬
‫ومعلوم أن كل مغربي بلغ سن الرشد يكون متمتعا بحقوقه الوطنية بقوة القانون‬
‫إلى أن يصدر عليه حكم يقضي بتجريده‪ 3‬من هذه الحقوق كال أو بعضا‪.‬‬

‫‪ -1‬فقد جاء في حيثيات قرار لمحكمة االستئناف بطنجة وهي تبث في استئناف أحد المترشحين الحاملين لإلجازة في‬
‫االقتصاد لقرار هيئة المحامين بطنجة رفض طلبه‪..." :‬وحيث إنه من الثابت والمعلوم أن اإلجازة في= =الحقوق تندرج‬
‫تحتها شعب وفروع هي شعبة العلوم القانونية وشعبة العلوم السياسية وشعبة العلوم االقتصادية‪...‬وحيث إن الظهير‬
‫المنظم لمهنة المحاماة المشار إليها وخاصة الفصلين الثامن والعاشر منه اللذين ينصان على الشروط التي يجب توافرها‬
‫لم يوردا أي شرط يتعلق بالكفاءة والتكوين‪ "...‬وهكذا قضت المحكمة في قرارها بإلغاء قرار الهيئة وأمرت بتسجيل‬
‫المترش ‪* .‬قرار الستئنافية طنجة رقم ‪ 008‬بتاريخ ‪ 05‬مارس ‪0333‬م‪ ،‬أورده‪ :‬البشير الباجي‪ ،‬االجتهاد القضائي في‬
‫ميدان المحاماة‪ ،‬ط‪ ،0330/0‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص‪.1 :‬‬
‫‪ -2‬محمد هومير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.013 :‬‬
‫‪ -3‬مما جاء في الفصل ‪ 01‬من مجموعة القانون الجنائي المغربي‪" :‬التجريد من الحقوق الوطنية يشمل‪=:‬‬
‫=‪ -0‬عزل المحكوم عليه وطرده من جميع الوظائف العمومية وكل الخدمات واألعمال العمومية؛‬

‫‪41‬‬
‫ونصوص القانون الجنائي المغربي حافلة بالجرائم المعاقب عليها بالحرمان من‬
‫كل الحقوق الوطنية أو بعضها‪ ،‬فإن وقع وحكم على شخص بالتجريد من حقوقه‬
‫الوطنية كلها أو بالتجريد من حق أداء الشهادة أو العزل من الوظائف العمومية مثال‬
‫فال يمكنه أن يقبل في التوثيق إال إذا مضت المدة المحكوم فيها عليه بالحرمان من هذه‬
‫الحقوق ورد إليه اعتباره طبقا للقانون‪.1‬‬
‫ومما جاء في الفقرة السادسة من المادة الثالثة من مشروع قانون التوثيق ‪23.80‬‬
‫ضمن ما يشترط في المرش أن يكون‪ " :‬غير محكوم عليه من أجل جناية أو جنحة‬
‫باستثناء الجن غير العمدية إال إذا رد إليه اعتباره" حيث يستفاد من هذا المتضمن أن‬
‫المشروع ميز بين الجرائم العمدية التي جعلها حائلة بين المرش وبين مهنة التوثيق إال‬
‫إذا رد اعتباره وبين الجرائم غير العمدية التي ال تأثير لها وال تمنع مرتكبها من ولوج‬
‫المهنة‪ .‬ورد االعتبار تنظمه فصول المسطرة الجنائية بنوعيه فرد االعتبار القانوني أو‬
‫بحكم القانون يحكمه الفصالن ‪ 133‬و ‪ 133‬بينما تنظم الفصول من ‪ 132‬إلى غاية‬
‫‪ 128‬مسطرة رد االعتبار القضائي‪.‬‬
‫كما اشترطت الفقرة السابعة من المادة الثالثة من المشروع ‪ 23.80‬أن يكون‬
‫المرش لمهام التوثيق " غير صادرة في حقه في إطار الوظيفة العمومية أو المهن‬
‫الحرة عقوبة نهائية تأديبية أو إدارية باإلقالة أو التشطيب أو العزل أو سحب اإلذن أو‬
‫الرخصة"‪ ،‬والواقع أن هذا الشرط في حاجة للتعديل في اتجاه إضفاء مرونة أكبر‬
‫تسم بإعادة إدماج مرتكبي المخالفات التأديبية الماسة بشرف المهنة في المجتمع؛ إذ‬
‫ال يستقيم تمكين صاحب السوابق الجنائية والجنحية من رد اعتباره ومنع ذلك عن‬
‫مرتكب مجرد المخالفة التأديبية‪.2‬‬
‫أما الحقوق المدنية فهي الحقوق التي يلزم ثبوتها للمواطنين كي يمارسوا‬
‫نشاط هم العادي في الجماعة‪ ،‬ومن هذا القبيل حق الشخص في الحياة وحقه في حرية‬
‫العقيدة وحقه في العمل وحقه في التقاعد وهكذا‪ .‬وهذه الحقوق تختلف جذريا عن‬
‫الحقوق السياسية في كونها ثابتة لجميع األشخاص دون تمييز بسبب جنسيتهم‪ ،‬وهي‬
‫أنواع مختلفة تتفق جميعا في أنها ال تتصف بالصبغة السياسية وتنقسم إلى حقوق عامة‬
‫وأخرى خاصة‪.‬‬

‫‪ -0‬حرمان المحكوم عليه من أن يكون ناخبا أو منتخبا وحرمانه بصفة عامة من سائر الحقوق الوطنية والسياسية ومن‬
‫حق التحلي بأي وسام؛‬
‫‪ -8‬عدم األهلية للقيام بمهمة عضو محلف أو خبير‪ ،‬وعدم األهلية ألداء الشهادة في أي رسم من الرسوم أو الشهادة أمام‬
‫القضاء إال على سبيل اإلخبار فقط؛‬
‫‪ -0‬عدم أهلية المحكوم عليه ألن يكون وصيا أو مشرفا على غير أوالده؛‬
‫‪ -5‬الحرمان من حق حمل السالح ومن الخدمة في الجيش‪ ،‬والقيام بالتعليم أو إدارة مدرسة أو العمل في مؤسسة للتعليم‬
‫كأستاذ أو مدرس أو مراقب‪"...‬‬
‫‪ -1‬محمد ابن معجوز‪ ،‬وسائل اإلثبات في الفقه اإلسالمي‪ ،‬ط‪0001.‬هـ ‪0335‬م‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫ص‪.852 :‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬أحمد أبو العالء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.05 :‬‬

‫‪42‬‬
‫فالحقوق العامة هي الحقوق األساسية للمواطن أو ما يعبر عنه بحقوق الحرية‪،‬‬
‫وهي التي تثبت لإلنسان باعتبارها ضرورية للمحافظة على شخصيته‪ ،‬وتتميز بأنها ال‬
‫تقيم بمال وال تفوت بأي وجه من وجوه التصرف فهي لصيقة بشخص اإلنسان‪،‬‬
‫وبالنظر لهذه األهمية فقد درجت النظم السياسية على حمايتها بقواعد دستورية‪ ،‬ولم‬
‫يخرج الدستور المغربي لسنة ‪0331‬م عن هذا السياق‪ ،‬حين خصص بابه األول لكفالة‬
‫هذه الحقوق‪.1‬‬
‫أما الحقوق الخاصة فهي التي ال تثبت إال لألشخاص الذين تتوفر فيهم أسباب‬
‫اكتسابها بمقتضى القانون‪ ،‬فهي ال تثبت للناس جميعا‪ ،‬ومن هذا القبيل حق الشخص‬
‫في ملكية شيء أو االنتفاع بعقار‪ ،‬ومنه أيضا حق االبن إزاء أبيه وحق األب على ابنه‪،‬‬
‫فهي حقوق تمكن األفراد من حماية مصالحهم الخاصة تجاه اآلخرين‪ ،‬وهي تنقسم‬
‫بدورها إلى حقوق أسرة وحقوق مالية‪.2‬‬
‫فحقوق األسرة هي التي تثبت للشخص باعتباره عضوا في أسرة معينة‪،‬‬
‫وتتميز بكونها مقررة لمصلحة الشخص المتمتع بها ولفائدة األسرة والمجتمع في نفس‬
‫اآلن‪ ،‬كما تتميز بأنها حقوق غير مالية لذلك ال تخضع للتصرف فيها بالتفويت وال‬
‫يملك الدائنون توقيع الحجز عليها‪ ،‬وهي تقرر ألصحابها سلطات بقدر ما تجعل على‬
‫كاهلهم من الواجبات‪ .‬ومن هذا القبيل الحقوق المتبادلة بين الزوجين‪ ،‬وحق النسب‬
‫المقرر لألوالد على آبائهم‪ ،‬وحق األم في حضانة األبناء وهكذا‪.‬‬
‫أما الحقوق المالية فهي الحقوق التي يمكن تقييم محلها بالنقود وتنتج عن‬
‫المعامالت المالية بين األفراد‪ ،‬وهي من حيث المبدأ تنتقل من شخص آلخر وتكتسب‬
‫وتسقط بالتقادم وهي جماع ثالثة أقسام‪ :‬حقوق الدائنية(الحقوق الشخصية) والحقوق‬
‫العينية ثم الحقوق الذهنية أو المعنوية‪.3‬‬

‫‪ -1‬فقد جاء في الفصل التاسع من الدستور المغربي لسنة ‪0331‬م‪" :‬يضمن الدستور لجميع المواطنين‪ :‬حرية التجول‬
‫وحرية االستقرار بجميع أرجاء المملكة؛ حرية الرأي وحرية التعبير بجميع أشكاله وحرية االجتماع؛ حرية تأسيس‬
‫الجمعيات وحرية االنخراط في أية منظمة نقابية وسياسية حسب اختيارهم‪ .‬وال يمكن أن يوضع حد لممارسة هذه‬
‫الحريات إال بمقتضى القانون"‪ .‬كما نص في الفصل العاشر على أنه‪" :‬ال يلقى القبض على أحد وال يعتقل وال يعاقب إال‬
‫في األحوال وحسب اإلجراءات المنصوص عليها في القانون‪ ،‬المنزل ال تنتهك حرمته وال تفتيش وال تحقيق إال طبق‬
‫الشروط واإلجراءات المنصوص عليها في القانون"‪ ،‬ونص في الفصل الحادي عشر على أنه‪" :‬ال تنتهك سرية‬
‫المراسالت"‪ ،‬ونص في الفصل الثاني عشر على أنه‪" :‬يمكن لجميع المواطنين أن يتقلدوا الوظائف والمناصب العمومية‬
‫وهم سواء فيما يرجع للشروط المطلوبة لنيلها"‪ ،‬ونص في الفصل الثالث عشر على أن‪" :‬التربية والشغل حق للمواطنين‬
‫على السواء"‪ ،‬ونص في الفصل الرابع عشر على أن‪" :‬حق اإلضراب مضمون‪ .‬وسيبين قانون تنظيمي الشروط‬
‫واإلجراءات التي يمكن معها ممارسة هذا الحق"‪ ،‬ونص في الفصل الخامس عشر على أن‪" :‬حق الملكية وحرية المبادرة‬
‫الخاصة مضمونان‪ .‬للقانون أن يحد من مداهما وممارستهما إذا دعت إلى ذلك ضرورة النمو االقتصادي واالجتماعي‬
‫للبالد"‪.‬‬
‫‪ -2‬علي الصقلي‪ ،‬المدخل لدراسة القانون‪ ،‬ط‪0333-0333/0‬م‪،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص‪ 001:‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬للمزيد من التوسع بهذا الخصوص يراجع‪ :‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬أصول القانون‪ ،‬ط‪0830/0‬هـ ‪0310‬م‪،‬‬
‫ج‪/0‬ص‪ 10:‬وما يليها‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫وعليه فكل شخص حجر عليه قانونا في ممارسة حقوقه ـ الوطنية منها‬
‫والمدنية كما مرت بنا ـ يفقد أهليته لمزاولة مهنة‪/‬وظيفة التوثيق؛ ألن ذلك يعتبر طعنا‬
‫في مروءته وقدحا في سيرته وسلوكه وانتقاصا من كفاءته‪.‬‬
‫والواض أن مشروع القانون ‪ 23.80‬وإن حاول تالفي الثغرات التي يعانيها‬
‫ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م في اتجاه أقلمة نصوصه مع الواقع المغربي الجديد في ظل‬
‫االستقالل‪ ،‬فإنه بقي عاجزا عن االستجابة لالنتظارات الكبرى للمهنة التي تعد بحق‬
‫أساس التنمية وركن النهضة باالستثمار‪ ،‬وهو ما يقتضي بالطبع إعادة النظر في‬
‫شروط االنخراط في مهنة‪/‬وظيفة التوثيق حتى توجب على المرش اجتياز فترة تمرين‬
‫محددة مدتها في القانون وهذا نقاش آخر بطبيعة الحال‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اجتياز التمرين‪.‬‬


‫يعد التمرين الذي يخضع له المرش لمهنة التوثيق العصري ذا أهمية بالغة في‬
‫تأطيره وتأهيله لمزاولة مهامه‪ ،‬وقد تولى الفصل الثامن من ظهير‪ 0‬مايو ‪0305‬م‬
‫تحديد مدته التي أعاد مشروع القانون المتعلق بالتوثيق رقم ‪ 23.80‬النظر فيها على ما‬
‫سنعرف؛ إذن الحديث يقتضي التطرق للمحورين التاليين‪:‬‬
‫* أهمية التمرين‪.‬‬
‫* مدة التمرين وحاالت اإلعفاء منه‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أهمية التمرين‪.‬‬
‫يكسب التمرين وأشغال التدريب في المهن الحرة المترشحين لمزاولتها‬
‫مهارات عالية‪ ،‬وإطالعا واسعا على تقنيات العمل وكيفيات التصرف في الوقت‬
‫المناسب وبالشكل الالئق‪ ،‬بما يؤهل الموثق لالضطالع بمهامه كناص لألطراف‬
‫ومستشار أمين ومحرر للوثائق الدالة على العقود أيضا‪ ،‬فالتمرين بهذا االعتبار ليس‬
‫إال توظيفا لترسانة المعلومات النظرية التي تلقاها المرء في دراسته أو من خالل‬
‫االتصال والتعامل مع الكتب وأجهزة التلقين المختلفة‪.‬‬
‫والتمرين الذي يجتازه المقبل على مهنة التوثيق العصري يتحدد في االتصال‬
‫ببعض اإلدارات التي يتوقف عمله على موافاتها وخاصة من ذلك المحافظة العقارية‬
‫وإدارة الضرائب والمحاكم بكل صنوفها وغير ذلك من المرافق الضرورية لعمل‬
‫الموثق‪ ،‬وبالتمرين يتمكن المرش من اإلطالع على مجمل الوثائق ونسخها‬
‫ومعلوماتها وتفاصيلها وكيفيات ملئها واستخراجها وفق تعليمات الموثق صاحب‬
‫المكتب الذي يشرف على التمرين ويؤطره‪ ،‬كما يمكن هذا األخير المتمرن من استقبال‬
‫الزبناء وطلب المعلومات منهم والتأكد من هويتهم وصياغة العقود وقراءتها على‬
‫المتعاقدين وحضور كل المراحل التوثيقية التي تمر منها الوثيقة العصرية قبل‬

‫‪44‬‬
‫إصدارها‪ .1‬وبوجه عام فالمرش المتمرن يجوز له في إطار التمرين مساعدة الموثق‬
‫الممرن خالل جميع المراحل التي تجتازها الوثيقة منذ بدء المفاوضات بشأنها إلى حين‬
‫اإلشهاد عليها والتوقيع على صحتها وانبثاق رسميتها‪ ،‬وهو اإلجراء الذي يختص به‬
‫الموثق صاحب المكتب وحده دون غيره‪.‬‬

‫وحاالت‬ ‫التمرين‬ ‫مدة‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬


‫اإلعفاء منه‪.‬‬
‫نتحدث أوال عن مدة التمرين ثم بعد ذلك نفصل القول في حاالت اإلعفاء منه‬
‫في نقطتين متتاليتين‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مدة التمرين‪.‬‬
‫حدد الفصل الثامن من ظهير ‪ 0‬مايو ‪0305‬م مدة التمرين التي يتعين على‬
‫المتمرن المترش لمهنة التوثيق العصري بقوله‪" :‬مع مراعاة االستثناءات اآلتية بعده‪،‬‬
‫تتحدد فترة الخدمة أو التطوع في ستة سنوات كاملة ومتواصلة منها سنتان على األقل‬
‫بصفة كاتب أول لدى موثق في فرنسا أو في المغرب أو في الجزائر‪ .‬وتتحدد مدة‬
‫التمرين في أربع سنوات منها سنة واحدة على األقل بصفة كاتب أول عند موثق إذا‬
‫كان المرش حائزا على شهادة اإلجازة في الحقوق أو على شهادة الكفاءة المسلمة من‬
‫طرف إحدى مدارس التوثيق المعترف بها من طرف الدولة الفرنسية"‪.‬‬
‫من تأمل هذا الفصل المحدد لفترة التمرين يتبين أنه جعلها مدتين كما يلي‪:‬‬
‫* بالنسبة لحاملي اإلجازة في الحقوق أو شهادة الكفاءة المسلمة من أي مدرسة‬
‫للتوثيق معترف بها من طرف الدولة‪ ،‬تتحدد مدة التمرين في أربع سنوات‪ 2‬منها سنة‬
‫واحدة على األقل بصفة كاتب أول عند موثق‪ ،‬غير أنه جرى العمل لدى الموثقين أن‬
‫تنقسم مدة األربع سنوات هاته إلى فترتين كما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬الفترة األولى‪ :‬ومدتها سنتين يحصل إثرها المتمرن على صفة كاتب أول بعد‬
‫اجتياز امتحان بذلك بنجاح يسمى امتحان الكفاءة المهنية حيث يمتحن المتمرن في‬
‫معلوماته القانونية النظرية والتطبيقية من خالل اختبارات كتابية وشفوية‪.3‬‬
‫ب‪ -‬الفترة الثانية‪ :‬مدتها سنتين أيضا يجتاز في نهايتها الموثق المتمرن الحامل‬
‫لصفة كاتب أول امتحانا مهنيا يؤهله لفت مكتب لمزاولة مهامه كموثق بعد النجاح‬
‫طبعا وهذا هو االمتحان المهني‪.‬‬
‫والمالحظ أن الفصل ‪ 00‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬اشترط في المرش الجتياز‬
‫االمتحان المهني لنيل شهادة الكفاءة لمزاولة مهنة موثق عصري اإلدالء بشهادة من‬

‫‪ -1‬ذ‪ .‬عبد الكريم كريش‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 02 :‬‬


‫‪ -2‬محمد الربيعي‪ ،‬األحكام الخاصة بالموثقين والمحررات الصادرة عنهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50 :‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬حسين الصفريوي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1 :‬‬

‫‪45‬‬
‫الموثق الممرن يكون مصادقا عليها من طرف السيد وكيل الملك لدى المحكمة‬
‫االبتدائية المختصة‪ ،‬على أن يكون قد قضى مدة التمرين القانونية بصفة فعلية ودون‬
‫انقطاع‪.‬‬
‫غير أن الواقع العملي يشهد حصول مرشحين على هذه الشهادات واجتيازهم‬
‫االمتحان المهني دون مراعاة للمقتضيات القانونية المنظمة‪ ،‬األمر الذي دفع وزارة‬
‫العدل الوصية على القطاع إلى تعميم منشور على السادة الوكالء العامين للملك لدى‬
‫محاكم االستئناف بتاريخ ‪ 01‬أبريل ‪0333‬م يحضهم فيها على إشعار وكالء الملك لدى‬
‫المحاكم االبتدائية للتأكد من ممارسة المرشحين الجتياز االمتحان المهني التمرين فعليا‬
‫وقضاء مدته القانونية قبل المصادقة على شواهدهم‪.‬‬
‫* بالنسبة للمرشحين الحاصلين على شهادات الدراسات العليا القانونية‬
‫واإلدارية المغربية المسلمة من معهد الدراسات العليا القانونية بالرباط‪ ،‬تتحدد مدة‬
‫تمرينهم في ست سنوات‪ ،‬وقد سبق أن المعهد المذكور لم يعد له وجود بما يعني أن‬
‫مدة التمرين هي األربع سنوات‪.‬‬
‫ونظرا لتجاوز الواقع التوثيقي المغربي لمقتضيات الظهير أعاله‪ ،‬فقد تدخل‬
‫مشروع القانون ‪ 23.80‬في مادته السادسة‪ 1‬لتنظيم فترة التمرين التي جعلها أربع‬
‫سنوات على أن يقضي المرش السنة األولى منها في معهد التكوين المهني للتوثيق‬
‫الذي سيحدث وسيسير بموجب نص تنظيمي بينما يقضي الثالث سنوات المتبقية في‬
‫مكتب موثق‪ .‬غير أن هذا التمرين المنصوص عليه في الظهير ومشروع القانون ليس‬
‫إلزاميا بالنسبة لبعض الفئات المعفية منه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حاالت اإلعفاء من التمرين‪.‬‬


‫نص الفصل ‪ 200‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬على حاالت اإلعفاء من التمرين‪،‬‬
‫ومن تأمل متن هذا الفصل يتبين أن المعفيين صنفان‪:‬‬
‫‪ -0‬صنف المعفيين من التمرين نهائيا‪.‬‬

‫‪ -1‬تقول المادة السادسة من مشروع القانون ‪" : 23.80‬يقضي الناج في المباراة المنصوص عليها في المادة الثالثة فترة‬
‫تمرين مدتها أربع سنوات‪ .‬يتم قضاء السنة األولى بمعهد التكوين المهني للتوثيق الذي يحدث ويسير بمقتضى نص‬
‫تنظيمي‪ ،‬وثالث سنوات بمكتب موثق‪ .‬يؤدي المتمرن قصد تعيينه اختبارات وامتحانا مهنيا‪ .‬يحدد بنص تنظيمي نظام‬
‫المباراة‪ ،‬وتنظيم وقضاء فترة التمرين‪ ،‬ونظام االختبارات‪ ،‬ونظام االمتحان المهني"‪.‬‬
‫‪ -2‬جاء في الفصل ‪ 00‬المذكور‪" :‬يعفى من التمرين ومن االمتحان المشار إليهما في الفصول السابقة المفتشون‬
‫الممتازون بإدارة التسجيل بفرنسا والمفتشون المساعدون والقباض المنتمون لنفس اإلدارة الذين قضوا في الخدمة عشر‬
‫سنوات على األقل‪ ،‬وكذا المحافظون المساعدون على األمالك العقارية الذين ينتمون إلى اإلطار المحلي الخاص؛‬
‫ويشترط في هؤالء الموظفين أن يكونوا قد زاولوا مهامهم بالمغرب لمدة سنتين على األقل؛‬
‫ويتعين على المرشحين من خارج المغرب وغير المدرجين في إحدى الفئات الواردة في الفقرة األولى أعاله أن يقوموا‬
‫قبل الشروع في عملهم‪ ،‬بتمرين مستمر لمدة ستة أشهر لدى موثق بالدار البيضاء أو بالرباط يعينه وكيل الدولة العام‪،‬‬
‫ويتقاضون أثناء هذا التمرين ضعف المرتب المقرر في الفصل ‪ 00‬اآلتي بعده وبدون أي تعويض آخر أو تسليم جزئي‪،‬‬
‫ويجري التمرين تحت مراقبة وكيل الدولة"‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫وتضم هذه الفئة األشخاص التاليين‪:‬‬
‫* المفتشون الممتازون لدى وزارة المالية‪.‬‬
‫* المفتشون بوزارة المالية‪.‬‬
‫* المفتشون المساعدون لدى وزارة المالية‪.‬‬
‫* القباض التابعون إلدارة المالية الذين قضوا في الخدمة بهذه الصفة عشر‬
‫سنوات على األقل‪.‬‬
‫* المحافظون على األمالك العقارية‪.‬‬
‫* المحافظون المساعدون على األمالك العقارية المنتمون لإلطار المحلي‬
‫الخاص‪.‬‬
‫وقد اشترط الفصل أعاله في هؤالء األشخاص أن يكونوا قد زاولوا مهامهم‬
‫بالمغرب لمدة سنتين على األقل لما كانوا في األصل موظفين فرنسيين‪ ،‬أما وقد صار‬
‫هؤالء مغاربة بمقتضى قانون المغربة والتوحيد والتعريب لسنة ‪0315‬م فال وجه لمثل‬
‫هذا المقتضى الذي يتعين حذفه عند أول مراجعة لهذا الظهير‪ ،‬وحسنا فعل معدو‬
‫مشروع التوثيق ‪ 23.80‬حين ألغوا اإلعفاء النهائي من التمرين ونصوا بدال من ذلك‬
‫عن اإلعفاء الجزئي لبعض الفئات كما سنرى‪.‬‬
‫‪-2‬صنف المعفيين من التمرين جزئيا‪.‬‬
‫تضم هذه الفئة المرشحين الوافدين من خارج المغرب مهما كانت جنسيتهم‬
‫وغير المدرجين في الصنف السابق أعاله‪ ،‬حيث يتعين على هؤالء طبقا للفقرة الثانية‬
‫من الفصل ‪ 00‬المار بنا أداء فترة تمرين لمدة ستة أشهر فقط لدى موثق بالرباط أو‬
‫البيضاء يعينه وكيل الدولة العام‪.‬‬
‫غير أن هذا المقتضى بدوره يعد عديم األثر والجدوى بالنظر لقانون التعريب‬
‫والمغربة والتوحيد األمر الذي حذا بواضعي مشروع القانون رقم ‪ 23.80‬إلى تعديله‬
‫بالمادة الثامنة‪ 1‬التي أعفت من المباراة الجهات التالية‪:‬‬
‫* المحافظون على األمالك العقارية الحاصلون على اإلجازة في الحقوق‬
‫والذين زاولوا مهامهم بهذه الصفة لمدة ال تقل عن خمس سنوات‪ ،‬بعد قبول استقالتهم‬
‫أو إحالتهم على التقاعد؛‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 3‬من مشروع القانون ‪ " :23.80‬يعفى من المباراة‪:‬‬


‫‪ -‬المحافظون على األمالك العقارية الحاصلون على اإلجازة في الحقوق والذين زاولوا مهامهم بهذه الصفة لمدة ال تقل‬
‫عن خمس سنوات‪ ،‬بعد قبول استقالتهم أو إحالتهم على التقاعد؛‬
‫‪ -‬مفتشو إدارة الضرائب المكلفون بالتسجيل الحاصلون على اإلجازة في الحقوق والذين زاولوا مهامهم بهذه الصفة لمدة‬
‫ال تقل عن عشر سنوات‪ ،‬بعد قبول استقالتهم أو إحالتهم على التقاعد؛=‬
‫=يقضي المحافظون على األمالك العقارية ومفتشو إدارة الضرائب المكلفون بالتسجيل المذكورون فترة تمرين تطبيقي‬
‫بأحد مكاتب التوثيق مدته سنة كاملة‪ ،‬وذلك بعد اجتيازهم اختبارا تحدد كيفيته بنص تنظيمي"‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫* مفتشو إدارة الضرائب المكلفون بالتسجيل الحاصلون على اإلجازة في‬
‫الحقوق والذين زاولوا مهامهم بهذه الصفة لمدة ال تقل عن عشر سنوات‪ ،‬بعد قبول‬
‫استقالتهم أو إحالتهم على التقاعد؛‬
‫وقد فرضت المادة الثامنة المذكورة على هؤالء المحافظين على األمالك‬
‫العقارية ومفتشي إدارة الضرائب المكلفين بالتسجيل قضاء فترة تمرين تطبيقي بأحد‬
‫مكاتب التوثيق مدته سنة كاملة وذلك بعد اجتيازهم اختبارا تحدد كيفيته بنص تنظيمي‪.‬‬
‫لكن لنا على مضامين هذه المادة بعض المالحظات نجملها في اآلتي‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تخصيصها المحافظين على األمالك العقارية الحاصلين على اإلجازة‬
‫في الحقوق دون غيرهم من المحافظين على األمالك العقارية‪ 1‬ممن هم حاصلون على‬
‫اإلجازة من كليات أخرى موازية ككليتي الشريعة التابعتين لجامعة القرويين‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬كون إعفاء المحافظين على األمالك العقارية الحاصلين على اإلجازة‬
‫في الحقوق ومفتشي إدارة الضرائب المكلفين بالتسجيل الحاصلين على اإلجازة في‬
‫الحقوق ال ينسجم مع مهامهم المهنية التي مارسوها في األصل قبل التحاقهم بقطاع‬
‫التوثيق لعدم تصديهم مبدئيا أثناء ممارسة مهامهم األصلية لتحرير العقود نهائيا‪.2‬‬
‫الثالثة‪ :‬اقتصار المادة على من ذكر من المعفيين والحق أن هناك جهات‬
‫أخرى أحق باإلعفاء الجزئي من قبيل أساتذة الجامعات الذين قضوا فترة طويلة في‬
‫تدريس القانون الخاص وأشرفوا على إعطاء محاضرات للطلبة في التوثيق‪ ،‬والقضاة‪،‬‬
‫والمحامين‪ ،‬وأطر مديرية أمالك الدولة المكلفين بقسم االقتناءات وقسم البيوعات‪ 3‬ممن‬
‫يضطلعون أساسا بتحرير العقود المتعلقة باالقتناءات العقارية لفائدة الدولة سواء‬

‫‪ -1‬يخفض القانون الجزائري المدة المشترطة لقبول الموظفين المنتسبين لمصلحة المحافظة العقارية والتسجيل والدمغة‬
‫في مهنة التوثيق من عشر سنوات إلى سبع فقط‪ .‬يراجع‪*:‬ذ‪.‬محمد النجاري‪ ،‬قراءة في بعض جوانب مشروع القانون‬
‫‪ 28.30‬المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق العصري‪ ،‬مقاله المذكور سابقا‪ ،‬ص‪.00 :‬‬
‫‪ -2‬يقول األستاذ محمد أوزيان بهذا الخصوص‪ " :‬فالمحافظ على الملكية العقارية يقوم بإجراء التقييدات والتشطيبات‬
‫الالزمة على الرسم العقاري‪ ،‬وهو ملزم بمراقبة العقود والوثائق المطالب بتسجيلها في سجل الصك العقاري تحت‬
‫مسؤوليته‪ ،‬وذلك باإلضافة الى مهامه المواكبة لمسطرة التحفيظ العقاري‪ .‬أما مفتشي الضرائب المكلفين بالتسجيل‪،‬‬
‫فمهامهم في األصل ترتبط بتحصيل العوائد الضريبية المرتبطة= =بتوثيق العقود لفائدة المديرية العامة للضرائب‪ ،‬لذلك‬
‫يتض جليا أن هاتين الفئتين ال عالقة لهما بتحرير العقود‪ ،‬والقول بأنهما على إلمام ومعرفة وإطالع بالعقود قول مردود‬
‫عليه‪ ،‬إذ أن هذا اإللمام متوفر لدى القاضي‪ ،‬المحامي واألستاذ الجامعي المهتم بمجال توثيق التصرفات‪ ،‬ثم إن أبرز‬
‫صورة لممارسة مهنة التوثيق هي تحرير و صياغة العقود ال اإلطالع عليها ومعرفتها‪ .‬اللهم إذا رغب المشرع في إحقاق‬
‫نوع التميز لهاتين الفئتين‪ ،‬آنذاك سوف نناقش ذلك من منظور ضغط لوبي مهني معين‪ ،‬وليس من منظور قانوني ذي‬
‫عالقة بالممارسة التوثيقية‪ ،‬على أن ال يفهم قولنا هذا بأنه دعوة إلقصاء هؤالء" ‪ .‬ذ‪.‬محمد أوزيان‪ ،‬لماذا اإلصرار على‬
‫إقصاء مفتشي األمالك المخزنية من ممارسة مهنة التوثيق ؟ مقال منشور بجريدة العلم ليوم األربعاء ‪ 05‬أبريل ‪0223‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬ذهب األستاذ محمد أوزيان إلى آخر مدى واعتبر أن إقصاء أطر مديرية أمالك الدولة المكلفين بقسم االقتناءات وقسم‬
‫البيوعات غير دستوري لعدة أمور ليس أقلها ما يلي‪ :‬أنها ال تراعي الصلة الوثيقة بين ممارسة العقود التوثيقية وبين‬
‫اإلعفاء من المباراة بالنسبة لفئتين فقط‪ ،‬وأنها طبقت مبدأ الحرمان ‪ ،‬عندما لم تمتع أطر مديرية أمالك الدولة بنفس‬
‫االمتياز رغم أنهم يمارسون تحرير وصياغة العقود‪ ،‬وأنها خرقت مبدأ المساواة بين الجميع بإقرارها المتياز فئوي غير‬
‫مبرر تماما على مستوى الناحية القانونية؛ ألننا قد نتفهم أسباب إعفاء القاضي من مباراة المحاماة نظرا لوحدة مجال‬
‫االشتغال إال أننا ال نتفهم لماذا يعفى المحافظ العقاري ومفتش الضرائب المكلف بالتسجيل من مباراة ولوج قطاع التوثيق‬
‫رغم أنهما ال يحرران العقود ؟‪ .‬وخلص األستاذ إلى أنه ليس من المنطقي والمقبول استبعاد من يحرر العقود ويٌقصد‬
‫بطبيعة الحال أطر مديرية أمالك الدولة‪ ،‬واإلبقاء على من هم على معرفة واطالع بها فقط‪ .‬محمد أوزيان‪ ،‬مقاله السابق‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫بالتراضي أو عن طريق إعمال مسطرة نزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪ ،‬وتحرير‬
‫عقود الكراء المتعلقة باألراضي الفالحية والعقارات الحضرية ذات الصلة بالسكنى‬
‫وممارسة األنشطة الحرفية والتجارية‪ ،‬وعقود البيع المتعلقة بتفويت األراضي إلنجاز‬
‫مشاريع استثمارية وعقود القسمة وعقود تفويت وبيع المنقوالت‪.‬‬
‫ومن جهتها أعفت المادة التاسعة‪ 1‬من المشروع ‪ 23.80‬عن حق الموثقين‬
‫العصريين الذين انقطعوا عن الممارسة ألسباب ال تتعلق بشرف المهنة من المباراة‬
‫والتمرين واالختبارات واالمتحان المهني‪.‬‬
‫إزاء هذا يتعين على المرش المتمرن اجتياز االمتحانات بنجاح إال في حالة‬
‫اإلعفاء منه‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أداء االمتحانات وحاالت‬


‫اإلعفاء منها‪.‬‬
‫يجتاز المرش المتمرن نوعين من االمتحانات قبل الشروع في العمل من‬
‫حيث المبدأ‪ ،‬غير أن القانون أعفى بعض األشخاص الخاصين على سبيل االستثناء من‬
‫أداء هذه االمتحانات‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أداء االمتحانات‪.‬‬
‫يؤدي المرش لمهنة‪/‬وظيفة التوثيق العصري امتحانا الكتساب صفة كاتب‬
‫أول بعد قضاء فترة تمرين لمدة سنتين‪ ،‬وهو االمتحان المسمى كفاءة مهنية‪ ،‬بعد ذلك‪،‬‬
‫وبعد أن يكتسب المتمرن صفة كاتب أول ويقضي بها سنتين تمرينيتين أخريتين‪ ،‬يمكنه‬
‫اجتياز امتحان التخرج ويسمى االمتحان المهني يخول الناج فيه صفة موثق‪ ،‬يمكنه‬
‫بها فت مكتبه ومزاولة المهنة بعد مسك ظهير التسمية وأداء اليمين وباقي اإلجراءات‬
‫التي تسبق الشروع في ممارسة العمل على ما سنعرف‪.‬‬

‫أوال‪ :‬امتحان الكفاءة المهنية‪.‬‬


‫يجتاز المتمرن المرش لمهنة‪/‬وظيفة التوثيق بعد قضائه فترة سنتين في‬
‫التمرين على األقل‪ ،‬امتحان الكفاءة المهنية الكتساب صفة كاتب أول‪ ،‬وقد ورد النص‬
‫على هذا المقتضى في الفصل العاشر‪ 2‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪.‬‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 3‬من مشروع القانون ‪ " :23.80‬يعفى من المباراة والتمرين واالختبارات واالمتحان المهني قدماء‬
‫الموثقين الذين انقطعوا عن ممارسة المهنة بسبب ال عالقة له بما يمس شرفها"‪.‬‬
‫‪ -2‬يقول الفصل ‪" :02‬ال يمكن تسجيل المرش بصفته كاتبا أول لدى موثق بالمغرب إال إذا أثبت أنه قام بتمرين لمدة‬
‫سنتين على األقل بمكتب أحد الموثقين بالمغرب‪ ،‬ونج في امتحان الكفاءة المهنية طبقا للشروط المحددة في الفقرة‬
‫األخيرة من هذا الفصل‪ ،‬أو أنه حصل على شهادة النجاح في االمتحان المنصوص عليه في الفصل ‪ 00‬من القانون‬
‫الفرنسي الصادر في ‪ 05‬شهر (فنطوز) للسنة الحادية عشرة من التقويم السنوي الجمهوري المعدل بالقانون الصادر في‬

‫‪49‬‬
‫غير أن المرش وقبل أداء امتحان الكفاءة‪ ،‬يلزمه أن يكون مسجال في السجل‬
‫الخاص المعد لذلك والممسوك بكتابة ضبط المحكمة االبتدائية الواقع في دائرة نفوذها‬
‫مكان إجراء التمرين‪ ،‬على أن تتولى النيابة العامة مراقبة إجراء التمرين بصفة فعلية‬
‫طبقا للفصل التاسع‪ 1‬من الظهير المنظم‪ ،‬كما يلزمه لقبول تسجيله أن يثبت بلوغه من‬
‫العمر سبعة عشر سنة كاملة على األقل مع موافقة وكيل الملك على طلبه طبقا‬
‫لمضامين الفقرة األولى من نفس الفصل‪.‬‬
‫وواض أن سن السابعة عشرة المنصوص عليه كحد أدنى‪ ،‬ربما كان مسايرا‬
‫لظروف المغرب إبان االستعمار لما كان يوجد بالرباط معهد الدراسات العليا القانونية‬
‫أما بعد انبثاق كليات العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فالطالب ال يستطيع‬
‫الحصول على اإلجازة إال في سن حدها األدنى‪ 00‬سنة مما يفرض رفع سن السابعة‬
‫عشرة إلى هذا الحد‪.‬‬
‫ويجري امتحان الكفاءة المهنية أمام لجنة تتألف من قاض بمحكمة االستئناف‬
‫يعينه وكيل الدولة العام بعد موافقة الرئيس األول ومن موثقين يباشران مهامهما‬
‫بالدائرة القضائية التابعة للرباط والدار البيضاء‪ ،‬وفي حالة تغيب الموثقين أو حصل‬
‫مانع منعهما من الحضور يتم استبدالهما بموثقين آخرين يعينهما الوكيل العام للملك‬
‫طبقا لما هو منصوص في الفصل العاشر المار بنا من ظهير التوثيق العصري‪.‬‬
‫ويشتمل االمتحان طبقا للفصل المذكور على اختبار كتابي وآخر شفوي في‬
‫مختلف المعارف القانونية وكذا في تقنية تحرير العقود وتأسيس الشركات وقضايا‬
‫القانون الدولي الخاص وتشريع التسجيل والتنبر والتحفيظ العقاري وغير ذلك‪،2‬‬
‫ويشترط حصول الممتحن على نقطة ال تقل عن ‪ ،02/5‬وتصدر لجنة االمتحان بعد‬
‫المداولة قرارا معلال في شأن كفاءة المرش وسيرته‪.3‬‬
‫ثانيا‪ :‬االمتحان المهني‪.‬‬
‫بعد أن يقضي المتمرن المرش لمزاولة مهنة‪/‬وظيفة التوثيق العصري أربع‬
‫سنوات في التمرين كحد أدنى منهما سنتان على األقل بدرجة كاتب أول‪ ،‬يجتاز‬
‫امتحان التخرج الذي يخول للناج فيه لقب موثق يؤهله لفت مكتبه ومزاولة التوثيق‬

‫‪ 00‬غشت ‪0320‬م‪ ،‬وأنه قام بتمرين لمدة سنتين بمكتب موثق بالجزائر‪ ،‬وحصل على شهادة التشريع الجزائري والفقه‬
‫اإلسالمي واألعراف المحلية‪ .‬ويجري االمتحان المنصوص عليه في الفقرة الثانية من هذا الفصل أمام لجنة تتألف من‬
‫قاض بمحكمة االستئناف يعينه وكيل الدولة العام بعد موافقة الرئيس األول ومن موثقين يباشرون مهامهم بالدائرة‬
‫القضائية التابعة للرباط والدار البيضاء‪ .‬وفي حالة تغيب الموثقين أو حصل مانع يمنعهما من الحضور‪ ،‬فيتم استبدالهما‬
‫بموثقين آخرين يعينهما وكيل الدولة العام"‪.‬‬
‫‪ -1‬يقول الفصل ‪ 3‬المذكور‪" :‬ال يقبل تسجيل أي شخص كمتمرن لدى موثق بالمغرب إال إذا أثبت أنه بلغ من العمر‬
‫سبعة عشر سنة كاملة‪ ،‬وبعد موافقة وكيل الدولة على طلبه‪.‬‬
‫ويتم التسجيل في سجل خاص ممسوك بكتابة المحكمة االبتدائية الواقع في دائرتها مكان إجراء التمرين‪ .‬وتتولى النيابة‬
‫العامة مراقبة إجراء هذا التمرين بصفة فعلية"‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد الربيعي‪ ،‬األحكام الخاصة بالموثقين والمحررات الصادرة عنهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.58 :‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬حسين الصفريوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1 :‬‬

‫‪50‬‬
‫العصري‪ ،‬وقد نص الفصل الحادي عشر‪ 1‬على االمتحان المهني بقوله‪ ..." :‬فيجب‬
‫عليه أن يكون قد اجتاز بنجاح االمتحان المهني بعد أن يرخص له بذلك وكيل الدولة‬
‫العام"‪.‬‬
‫ويشتمل االمتحان المهني على اختبارين‪ :‬أولهما كتابي ويعتبر الرسوب فيه‬
‫مانعا من اجتياز االختبارات الشفوية‪ ،‬ويحرر فيه المرش صيغتين من العقود‪،‬‬
‫وموضوعا حول التنظيم القضائي واإلداري للمملكة والتشريع المتعلق بالتنبر‬
‫والتسجيل والقانون العقاري وغيره‪.‬‬
‫والثاني شفوي يتناول مجمل المعارف القانونية الالزمة لمزاولة مهنة التوثيق‬
‫بالمغرب ونظمه‪ .‬ويجري االمتحان بالرباط أمام اللجنة المنصوص عليها في الفصل‬
‫العاشر‪ ،2‬ويتم االختبار الشفوي علنيا‪ ،‬ويسلم وكيل الدولة العام للمرش الذي نج في‬
‫االمتحان شهادة الكفاءة لمزاولة المهام التوثيقية بالمغرب وال يمكن ألي مرش رسب‬
‫في هذا االمتحان أن يتقدم الجتياز امتحان آخر قبل مضي سنة حسب الفصل الحادي‬
‫عشر من ظهير التوثيق العصري‪.‬‬
‫واجتياز االمتحان المهني بنجاح عالمة على أن المتمرن المرش أصب أهال‬
‫لمزاولة التوثيق العصري بعد أن يكون قد اكتسب معلومات نظرية وعملية مكنته من‬
‫تقنيات وآليات الممارسة المهنية‪.‬‬
‫ونظرا لتعقد إجراءات االمتحانات وطولها‪ ،‬فقد تدخل مشروع القانون ‪23.80‬‬
‫لضبط هذا الجانب وإضفاء نوع من المرونة على مسطرته‪ ،‬حيث نص في المادة‬
‫الثالثة على مباراة االنخراط في مهنة التوثيق قبل أن يتطرق في المادة السادسة‬
‫الختبارات الترسيم واالمتحان المهني حيث أحالت هذه المادة على صدور نص‬
‫تنظيمي يبين كيفية إجراء مباراة االمتحان المهني ومدة االختبارات وغيره‪ ،‬وفي حالة‬

‫‪ -1‬يقول الفصل ‪" :00‬باستثناء األشخاص المنصوص عليهم في الفصل اآلتي بعده‪ ،‬يتعين على كل مرش لمنصب‬
‫الموثق أن يدلي رفقة شهادة الكفاءة للقيام بمهام كاتب أول لدى موثق والمسلمة بفرنسا أو بالجزائر أو بالمغرب إما‬
‫بشهادة التمرين المسلمة بفرنسا أو بالجزائر طبقا للقانون الفرنسي‪ ،‬وإما بشهادة مسلمة بالمغرب من طرف الموثقين‬
‫الذين جرى التمرين لديهم وموقعة من طرف وكيل الدولة لدى المحاكم الموجودة بمختلف الدوائر القضائية التي يقيم فيها‬
‫هؤالء الموثقون‪.‬‬
‫وإذا كان المرش غير حاصل على شهادة الكفاءة للمهام التوثيقية المسلمة بفرنسا أو بالجزائر طبقا للقانون الفرنسي‪ ،‬أو‬
‫إذا لم يكن ممن تنطبق عليه االستثناءات المنصوص عليها في الفصل اآلتي بعده‪ ،‬فيجب عليه أن يكون قد اجتاز بنجاح‬
‫االمتحان المهني بعد أن يرخص له بذلك وكيل الدولة العام‪.‬‬
‫ويشتمل هذا االمتحان على اختبارين‪ :‬أولهما كتابي‪ ،‬ويعتبر الرسوب فيه مانعا من اجتياز االختبارات الشفوية‪ ،‬ويحرر‬
‫فيه المرش صيغتين من صيغ العقود‪ ،‬وموضوعا حول التنظيم القضائي واإلداري للحماية والتشريع المتعلق بالتنبر‬
‫والتسجيل‪ ،‬أو القانون العقاري أو قوانين اإلجراءات الجاري بها العمل في المغرب‪ .‬وثانيهما شفوي‪ ،‬يتناول مجمل‬
‫المعارف القانونية الالزمة لمزاولة مهنة التوثيق بالمغرب‪ .‬ويجري االمتحان بالرباط أمام اللجنة المنصوص عليها في‬
‫الفصل ‪ ،02‬ويتم االختبار الشفوي علنيا‪ .‬يسلم وكيل الدولة العام للمرش الذي نج في االمتحان شهادة الكفاءة لمزاولة‬
‫المهام التوثيقية بالمغرب‪ .‬وال يمكن ألي مرش رسب في هذا االمتحان‪ ،‬أن يتقدم الجتياز امتحان آخر قبل مضي سنة"‪.‬‬
‫‪ -2‬حسب مقتضيات الفصل ‪ 02‬من ظهير التوثيق‪ ،‬تتألف لجنة االمتحان ممن يلي‪:‬‬
‫* قاض بمحكمة االستئناف يعينه وكيل الدولة العام بعد موافقة الرئيس األول؛‬
‫* موثقين اثنين يباشران مهامهما بالدائرة القضائية التابعة للرباط والدار البيضاء‪ ،‬وفي حالة تغيبهما عن الحضور‬
‫يستبدالن بآخرين يعينهما وكيل الدولة العام‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الرسوب في االمتحان المهني نصت المادة السابعة‪ 1‬على إمكانية تجديد فترة التمرين‬
‫لثالث فترات ال تتجاوز كل واحدة منها سنة واحدة تكلل في نهايتها باالمتحان المهني‪.‬‬
‫وقد أعفى القانون فئة من الموظفين من االمتحان المهني (امتحان التخرج)‬
‫بالنظر لمؤهالتهم التي اكتسبوها من طبيعة وظائفهم المتصلة بعالم التوثيق‪.‬‬
‫االمتحان‬ ‫من‬ ‫المعفون‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫الفرع‬
‫المهني‪.‬‬
‫حدد الفصل ‪ 00‬من ظهير التوثيق العصري فئة المعفين من االمتحان المهني‬
‫بحكم طبيعة وظائفهم المتصلة بعمل التوثيق كما يلي‪:‬‬
‫* المفتشون الممتازون بإدارة المالية‪.‬‬
‫* المفتشون بإدارة المالية المساعدون‪.‬‬
‫* القباض بإدارة المالية الذين مارسوا هذه المهام عشر سنوات على األقل‪.‬‬
‫* المحافظون على األمالك العقارية‪.‬‬
‫* المحافظون المساعدون على األمالك العقارية الذين ينتمون لإلطار المحلي‬
‫الخاص‪.‬‬
‫وقد ارتأى معدو المشروع ‪ 23.80‬تعديل فئة المعفيين من االمتحان‬
‫المهني(امتحان التخرج) وقصروها في المادة التاسعة على قدماء الموثقين الذين‬
‫انقطعوا عن ممارسة المهنة لسبب ال يتعلق بشرفها‪ .‬والذي يظهر من صياغة المادة‬
‫الثامنة أن المحافظين على األمالك العقارية ومفتشي إدارة الضرائب المكلفين‬
‫بالتسجيل معفون أيضا من هذا االمتحان‪.‬‬
‫نكتفي هنا باإلشارة إلى أن تخصيص المشروع لهذه الفئة وحصر الالئحة‬
‫فيمن ذكر‪ ،‬دون إتيان على ذكر قدماء األساتذة الجامعيين والمحامين وغيرهم ممن‬
‫سبق التنبيه عليهم أمر فيه نظر‪.‬‬
‫ومهما يكن من أمر‪ ،‬فإنه يتوجب على من تأهل لمزاولة مهام التوثيق‬
‫العصري‪ ،‬أن يستكمل اإلجراءات الالزمة لذلك من جهة‪ ،‬وأن يراعي أتناء ممارسة‬
‫وظيفته حاالت التنافي كما ورد التنصيص عليها قانونا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اإلجراءات التي تسبق‬
‫مزاولة مهنة التوثيق وحاالت التنافي‪.‬‬
‫يكتسب المترش المتمرن صفة موثق التي تؤهله لفت مكتب للتوثيق فور‬
‫النجاح في االمتحان المهني‪ ،‬غير أنه ال يستطيع مباشرة مهامه إال بعد أن يحوز ظهير‬
‫تسميته موثقا‪ ،‬وبعد أن يؤدي اليمين القانونية المنصوص عليها في الفصل السادس من‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 1‬من المشروع ‪": 23.80‬ال يمكن في حالة الرسوب في االمتحان المهني تمديد فترة التمرين ألكثر من‬
‫ثالث مرات تستغرق كل منها سنة واحدة يؤدي المتمرن في نهايتها االمتحان المهني المشار إليه في المادة ‪ 1‬أعاله"‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪ ،‬وبعد أن يضع شكله وتوقيعه لدى كتابة ضبط المحكمة التي‬
‫يزاول في دائرة نفوذها اختصاصه‪ ،‬كما يتوجب عليه بعد االنطالق في ممارسة مهامه‬
‫مراعاة حاالت التنافي المنصوص عليها قانونا‪.‬‬
‫إذن الكالم هنا سيكون في محورين كما يلي‪:‬‬
‫* اإلجراءات التي تسبق مزاولة الموثق العصري مهامه‪.‬‬
‫* مراعاة الموثق العصري حاالت التنافي المنصوص عليها قانونا‪.‬‬

‫تسبق‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلجراءات التي‬


‫مزاولة الموثق العصري مهامه‪.‬‬
‫يتوجب على الموثق العصري وقبل مباشرة مهامه‪ ،‬أداء اليمين القانونية أمام‬
‫المحكمة االبتدائية التي يوجد بدائرة نفوذها مكتبه (الفرع األول)‪ ،‬كما يلزمه مسك‬
‫ظهير تسميته موثقا عصريا (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أداء اليمين القانونية‪.‬‬


‫يتعين على كل موثق عصري تأهل لممارسة مهنة التوثيق العصري اتخاذ‬
‫مقر لمكتبه حيث تم تعيينه طبقا لما جاء في الفقرة الثانية من الفصل السادس‪ 1‬من‬
‫ظهير التوثيق العصري التي جاء فيها‪" :‬ويعين أيضا محل إقامته بظهير شريف"‬
‫والشك أن المقصود بمحل اإلقامة مقر العمل أي الديوان أو المكتب‪.‬‬
‫كما يتوجب على الموثق العصري وقبل مباشرة عمله أداء اليمين القانونية‬
‫أمام وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية التي تعين للعمل بدائرة نفوذها‪ ،‬وقد نص على هذا‬
‫المقتضى الفصل السادس في فقرته الثالثة إذ يقول‪ " :‬ويتعين عليهم قبل مباشرتهم‬
‫لمهامهم أن يؤدوا اليمين المنصوص عليها في الفصل ‪ 832‬من الظهير الشريف‬
‫المتعلق بالمسطرة المدنية أمام المحكمة االبتدائية الكائن بدائرتها محل إقامتهم"‪.‬‬
‫غير أن الفصل ‪ 832‬من ظهير المسطرة المدنية المحال عليه قد عدل‬
‫والمقصود هو صيغة اليمين القانونية التالية‪" :‬أقسم باهلل العظيم أن أؤدي وظيفتي‬
‫بإتقان وإخالص وأن أراعي في جميع األحوال ما تفرضه علي من واجبات"‪ ،‬وقد‬

‫‪ -1‬جاء في الفصل السادس‪" :‬يعين الموثقون بظهير شريف بعد استشارة اللجنة المشار إليها في الفصل ‪ 05‬والتي يمكنها‬
‫أن تعرض الئحة تتضمن أسماء المرشحين بعد ترتيبهم بحسب األفضلية في التقديم‪ .‬ويعين محل إقامتهم بظهير شريف‪.‬‬
‫ويتعين عليهم قبل مباشرتهم لمهامهم أن اليمين المنصوص عليها في الفصل ‪ 832‬من الظهير الشريف المتعلق بالمسطرة‬
‫المدنية أمام المحكمة االبتدائية الكائن بدائرتها محل إقامتهم‪.‬‬
‫ويتعين عليهم حينا إيداع توقيعهم وشكلهم وكذا نسخة مشهود بصحتها من محضر أداء اليمين لدى كتابات محكمة‬
‫االستئناف والمحاكم االبتدائية والصلحية التي يباشرون فيها خطتهم"‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫نصت المادة ‪108‬من مشروع القانون ‪ 23.80‬على الصيغة التالية‪" :‬أقسم باهلل العظيم‬
‫أن أؤدي بأمانة وإخالص المهام المنوطة بي‪ ،‬وأن أحافظ على السر المهني‪ ،‬وأحترم‬
‫كل الواجبات التي تتطلبها المهنة"‪.‬‬
‫نشير هنا فقط إلى أن ظهير التوثيق العصري يجعل أداء اليمين أمام المحكمة‬
‫االبتدائية بينما جعلته المادة ‪ 08‬من مشروع القانون ‪ 23.80‬أمام محكمة االستئناف‬
‫المعين بدائرتها الموثق تماشيا مع مقتضيات المادة ‪ 200‬من المشروع التي خولت‬
‫الموثقين ممارسة مهامهم على صعيد استئنافي‪.‬‬
‫والمالحظ أن الفصل السادس من ظهير ‪0305‬م لم يحدد جزاء من تخلف من‬
‫الموثقين عن االلتحاق بمقر عمله هل يتعرض للشطب واإلقصاء كما هو شأن العدول‬
‫أم ال؟ كما لم ينص على فترة االلتحاق وإنما اكتفى بالقول إنه " يتعين عليهم حينا إيداع‬
‫توقيعهم وشكلهم وكذا نسخة مشهود بصحتها من محضر أداء اليمين لدى كتابات‬
‫محكمة االستئناف والمحاكم االبتدائية والصلحية التي يباشرون فيها خطتهم" حيث‬
‫يظهر من سياق هذا الفصل أن مدة االلتحاق وجيزة كما تدل على ذلك عبارة "حينا"‪.‬‬
‫أيضا‪ ،‬نصت المادة ‪ 08‬من المشروع ‪ 23.80‬على أن كتابة الضبط بالمحكمة‬
‫االستئنافية التي أدى الموثق اليمين أمامها تتولى أتوماتيكيا وفورا توجيه نسخة مطابقة‬
‫من محضر أداء اليمين إلى المحاكم االبتدائية التي سيزاول الموثق مهامه بدائرة‬
‫نفوذها‪ ،‬خالفا لمقتضيات الفصل السادس من الظهير التي تقضى بأن وكيل الملك‬
‫يدون في محضر اليمين القانونية ويسلم نسخة أصلية منه للموثق ليضع هذا األخير‬
‫نسخة مشهودا بصحتها لدى كتابة ضبط المحكمة االبتدائية التي يوجد مقر مكتبه في‬
‫نفوذها‪.‬‬
‫وفور أداء الموثق اليمين يتوجب عليه وضع توقيعه الكامل بكتابة ضبط‬
‫محكمة االستئناف التي سيعمل بدائرة نفوذها‪ ،‬وقد ألزمت المادة ‪ 300‬من المشروع‬
‫‪ 23.80‬كل موثق باتخاذ طابع يحمل اسمه وصفته وفق نموذج موحد يقترحه المجلس‬
‫الوطني للموثقين على أال يعمل به إال بعد موافقة وزير العدل عليه‪.‬‬
‫إزاء هذا‪ ،‬يتوجب على الموثق قبل مباشرة عمله مسك ظهير بتسميته وبتعيين‬
‫مقر عمله‪.‬‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 08‬من المشروع ‪" :23.80‬يؤدي الموثق بعد تعيينه وقبل الشروع في مهامه أمام محكمة االستئناف‬
‫المعين بدائرتها اليمين التالية‪(( :‬أقسم باهلل العظيم أن أؤدي بأمانة وإخالص المهام المنوطة بي‪ ،‬وأن أحافظ على السر‬
‫المهني وأحترم كل الواجبات التي تتطلبها المهنة))‪.‬‬
‫تحيل كتابة الضبط بمحكمة االستئناف فورا نسخة مطابقة من محضر أداء اليمين إلى المحاكم االبتدائية التي سيزاول‬
‫الموثق مهامه بدائرة نفوذها"‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 00‬من المشروع ‪" :23.80‬يمارس الموثق مهامه داخل دائرة محكمة االستئناف الموجود مقر عمله‬
‫بها"‪.‬‬
‫‪ -3‬تقول المادة ‪ 00‬من المشروع ‪ " :23.80‬يضع الموثق بمجرد أدائه اليمين توقيعه الكامل بكتابة الضبط لدى محكمة‬
‫االستئناف التي سيعمل بدائرة نفوذها‪ .‬يكون لكل موثق طابع يحمل اسمه وصفته وفق نموذج موحد يقترحه المجلس‬
‫الوطني للموثقين ويعمل به بعد موافقة وزير العدل"‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مسك الظهير‪.‬‬
‫أوجب الفصل السادس من ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬على الموثق الذي نج في‬
‫االمتحان المهني أن يمسك ظهيرا شريفا بتعيينه‪ 1‬موثقا وتحديد مقر عمله‪ ،‬جاء في‬
‫الفقرة األولى من الفصل المذكور‪" :‬يعين الموثقون بظهير شريف بعد استشارة اللجنة‬
‫المشار إليها في الفصل ‪ 05‬والتي يمكنها أن تعرض الئحة تتضمن أسماء المرشحين‬
‫بعد ترتيبهم بحسب األفضلية في التقديم"‪.‬‬
‫من تأمل هذا المقتضى يتبين أن اللجنة المشار إليها في الفصل‪ 05‬ذات‬
‫‪2‬‬

‫الصالحية الواسعة في اقتراح األسماء لتحظى بتسميتها في التوثيق‪ ،‬غير أن السؤال‬


‫الذي يتبادر هنا هو‪ :‬ما مصير الناجحين في االمتحان المهني الذين لم يتم تسميتهم؟‬
‫وما صفتهم؟ من سياق النصوص فهؤالء ال يعتبرون موثقين مستوفين كل الشروط‪،‬‬
‫ووضعيتهم قريبة ممن ال يزالون في طور التمرين‪ .‬غير أن الذي جرى به العمل هو‬
‫أن وزارة العدل تأذن للمعنيين باألمر في الشروع في ممارسة مهامهم بناء على‬
‫الالئحة المقدمة للديوان الملكي في انتظار صدور ظهير التسمية ونشره في الجريدة‬
‫الرسمية‪.3‬‬
‫وقد نصت المادة العاشرة‪ 4‬من المشروع ‪ 23.80‬على أن الموثق يعين بقرار‬
‫للوزير األول‪ 5‬باقتراح من وزير العدل وإن كان من األنسب أن يتولى وزير العدل‬
‫بنفسه التعيين بقرار منه بصفته الوزير المباشر لشؤون التوثيق أسوة بصنيعه مع‬
‫العدول‪ .‬وعلى كل حال فهذه الخطوة مهمة على درب إرجاع األمور إلى نصابها‬

‫‪ -1‬نصت المادة ‪ 01‬من قانون التوثيق الروماني على أن الموثق يعين بقرار من وزير العدل باقتراح من المجلس‬
‫الوطني االتحادي للموثقين العموميين بناء على طلب من المعني باألمر بعد استجماع الشروط المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 01‬من نفس القانون والتي من أبرزها الحصول على اإلجازة في الحقوق الشعبة القضائية أو الدكتوراه في القانون‬
‫وأن يكون مارس القضاء أو المحاماة لمدة خمس سنوات‪ .‬ذ‪.‬محمد النجاري‪ ،‬قراءة في بعض جوانب مشروع القانون رقم‬
‫‪ 28.30‬المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق العصري‪ ،‬مقال سابق‪ ،‬ص‪.00 :‬‬
‫‪ -2‬جاء في الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 05‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪..." :‬رأي لجنة تتألف من‪:‬‬
‫* ممثل عن وزير العدل بصفته رئيسا‪.‬‬
‫* الرئيس األول لمحكمة االستئناف بالرباط‪.‬‬
‫* وكيل الدولة العام لدى محكمة االستئناف بالرباط‪.‬‬
‫* ممثل عن الكاتب العام للحكومة‪.‬‬
‫* ممثل عن وزارة المالية‪"...‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬محمد خيري‪ ،‬مهنة تحرير العقود بين التنظيم واإلطالق‪ ،‬مقال شارك به في ندوة "المهن القانونية الحرة" التي‬
‫نظمتها كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ /‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬بتاريخ ‪ 00-08‬نوفمبر‬
‫‪0332‬م‪ ،‬منشور ضمن أعمال الندوة بالمجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية‪ ،‬عدد‪ 05‬سنة ‪0330‬م‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫‪ -4‬تقول المادة ‪ 02‬من المشروع ‪" :23.80‬يعين الموثق ويحدد مقر عمله بقرار للوزير األول باقتراح من وزير العدل‪،‬‬
‫بعد إبداء اللجنة المنصوص عليها في المادة ‪ 00‬بعده رأيها في الموضوع"‪.‬‬
‫‪ -5‬التنصيص هنا على أن الموثق يتعين لعمله بقرار للوزير األول مفهوم في سياقه ذلك أن الموثقين يرفضون التنازل‬
‫عن تعيينهم بظهير كحق مكتسب لهم لما في ذلك من الحظوة والمكانة‪ ،‬لذلك تراهم يضغطون لبقاء هذا التمايز بينهم وبين‬
‫العدول ممن يشاركونهم إضفاء الرسمية على عقود األطراف‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الطبيعي بعد أن كان المشروع السابق رقم ‪ 28.30‬ينص في مادته العاشرة‪ 1‬على أن‬
‫الموثق يتعين لمهامه بظهير من وزير العدل وهو سبق قلم من محرري هذا المشروع‪،‬‬
‫ولعل المقصود هو قرار وزير العدل بصفته وصيا على القطاع ما دام إصدار‬
‫الظهائر من اختصاص الملك وإن كان للوزير األول توقيعها بالعطف طبقا للفصل‬
‫‪ 203‬من الدستور وذلك في حدود سلطاته التنظيمية‪.3‬‬
‫واللجنة المشار إليها في الفصل ‪ 05‬المذكور سلفا تتألف من‪:‬‬
‫* ممثل عن وزير العدل بصفته رئيسا‪.‬‬
‫* الرئيس األول لمحكمة االستئناف بالرباط‪.‬‬
‫* وكيل الدولة العام لدى محكمة االستئناف بالرباط‪.‬‬
‫* ممثل عن الكاتب العام للحكومة‪.‬‬
‫* ممثل عن وزارة المالية‪.‬‬
‫وحيث إن تركيبة هذه اللجنة لم تعد مسايرة للواقع القانوني المغربي فقد تولت‬
‫المادة ‪ 400‬من المشروع ‪ 23.80‬إعادة تأهيلها فأصبحت تتألف من‪:‬‬
‫* ممثل لوزير العدل بصفته رئيسا؛‬
‫* ممثل للوزير المكلف بالمالية؛‬
‫* ممثل لألمين العام للحكومة؛‬
‫* رئيس أول لمحكمة استئناف ووكيل عام للملك لدى محكمة استئناف وقاض‬
‫باإلدارة المركزية من الدرجة األولى على األقل يعينهم وزير العدل‪.‬‬
‫* رئيس المجلس الوطني للموثقين أو من ينوب عنه‪.‬‬
‫والمالحظ أن مشروع القانون ‪ 23.80‬لم يبين هل رأي لجنة المادة ‪00‬‬
‫استشاريا فقط أم تقريريا؟ كما لم يتطرق للمعايير التي يمكن لهذه اللجنة اعتمادها في‬
‫تعيين الموثقين؟ وكان عليه أن يفعل رفعا لكل لبس‪ ،‬وقد رج األستاذ أحمد أبو العالء‬
‫أن يكون رأي اللجنة تقريريا تماشيا مع موجبات النزاهة والشفافية‪ ،‬كما ذهب إلى‬
‫وجوب اعتماد المصلحة العامة كضابط أساسي في تعيين الموثقين حتى تتمكن كل‬
‫أقاليم المملكة من نيل نصيبها في التنمية والتطوير‪.5‬‬
‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 02‬من المشروع ‪" :28.30‬يعين الموثق بظهير من وزير العدل بعد إبداء اللجنة المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 00‬رأيها في الموضوع"‪.‬‬
‫‪ -2‬جاء في الفصل ‪ 03‬من الدستور‪" :‬يمارس الملك بمقتضى ظهائر السلطات المخولة له صراحة بنص الدستور‪.‬‬
‫الظهائر الشريفة توقع بالعطف من لدن الوزير األول ما عدا الظهائر المنصوص عليها في الفصول ‪( 00‬الفقرة الثانية)‬
‫و ‪( 00‬الفقرات األولى والثالثة والرابعة) و ‪ 85‬و ‪ 13‬و ‪ 10‬و ‪ 13‬و ‪ 30‬و ‪ 30‬و ‪.025‬‬
‫‪ -3‬مليكة الصروخ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.002 :‬‬
‫دة‪ .‬رجاء ناجي‪ ،‬مدخل للعلوم القانونية (نظرية القانون)‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬ج‪/0‬ص‪.001 :‬‬
‫‪ -4‬تقول المادة ‪ 00‬من المشروع ‪" :23.80‬تتكون اللجنة المكلفة بإبداء الرأي في تعيين الموثقين ونقلهم وإعفائهم‪ ،‬وبالبث‬
‫في المتابعات التأديبية للموثقين والمتمرنين من‪ * :‬ممثل لوزير العدل بصفته رئيسا؛ * ممثل للوزير المكلف بالمالية؛‬
‫*ممثل لألمين العام للحكومة؛ * رئيس أول لمحكمة استئناف ووكيل عام للملك لدى محكمة استئناف‪ ،‬وقاض باإلدارة‬
‫المركزية من الدرجة األولى على األقل‪ ،‬يعينون من طرف وزير العدل؛ * رئيس المجلس الوطني للموثقين أو من ينوب‬
‫عنه"‪.‬‬
‫‪ -5‬ذ‪ .‬أحمد أبو العالء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00 :‬‬

‫‪56‬‬
‫والواقع أن مسألة تعيين الموثقين بظهير شريف كما هو مقتضى ظهير ‪ 0‬ماي‬
‫‪0305‬م كانت تنسجم مع الظروف التي وضع فيها الظهير‪ ،‬فما دام النص يشترط‬
‫الجنسية الفرنسية للحصول على صفة موثق كان البد من أن يتم التعيين بالظهير‪ ،‬وهذا‬
‫التعيين فيه ترخيص لممارسة وظيفة التوثيق من طرف الفرنسيين لتوثيق المعامالت‬
‫التي تجري بين األجانب بالمغرب وتسهيلها طبقا لمعاهدة الحماية‪ .‬غير أن معظم هذه‬
‫الظروف تغيرت لما حصل المغرب على استقالله فصارت وظيفة التوثيق مهنة‬
‫قانونية حرة‪ 1‬من الناحية الواقعية ال يلتحق بها إال المغاربة ضمنيا‪ ،‬ولم يجرؤ أحد على‬
‫القول بأنه يجب أن يلغى تعيين الموثق بظهير على اعتبار أن األمر يدخل في‬
‫اختصاص الملك‪.‬‬
‫ولإلشارة فالملك يمارس مبدئيا سلطة واسعة في التعيين‪ ،‬إذ طبقا للفصل ‪ 1‬من‬
‫ظهير ‪ 0353/20/00‬المتعلق بتنظيم الوظيفة العمومية فإن الملك هو الذي يعين في‬
‫بعض المناصب العليا بناء على اقتراح من الوزير المعني‪.‬‬
‫ويمكن تصنيف التعيينات التي تتم من طرف الملك إلى ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ -0‬تعيينات دستورية‪.2‬‬
‫‪ -0‬تعيينات بمقتضى نصوص عامة تقتضي بتفويض سلطة التعيين إلى‬
‫سلطات إدارية معينة مع االحتفاظ لجاللته بالتعيين في مناصب محددة بمقتضى ظهير‬
‫شريف‪.3‬‬
‫‪ -8‬تعيينات بمقتضى نصوص خاصة‪ 1‬ومن هذا القبيل تعيين الموثقين‬
‫الفرنسيين "العصريين" طبقا للفصل السادس من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪.‬‬

‫‪ -1‬يقصد بالمهنة الحرة المهنة التي يمارسها صاحبها بكل استقالل دون أن يكون في ممارستها تابعا أو مرؤوسا ألي‬
‫شخص‪ ،‬والمهنة القانونية الحرة تتطلب إلى جانب ذلك أن يتصل جوهر النشاط المهني للممارس بالمادة القانونية‪ ،‬سواء‬
‫في شكلها الشمولي كنشاط المحامي والمستشار القانوني‪ ،‬أو في جانب من جوانبها فقط كنشاط الموثق العصري والعدل‪،‬‬
‫وال يعني هذا أن المهنة القانونية الحرة ال تخضع ألي إشراف أو رقابة من طرف السلطات العمومية‪ ،‬إنما يفيد فقط أن‬
‫الممارس لمهنة قانونية حرة ال يخضع أثناء تأدية مهامه لتبعيتها وال لتبعية الزبون المستفيد من ذلك النشاط‪* .‬د‪.‬موسى‬
‫عبود‪ ،‬دروس في القانون االجتماعي‪ ،‬ط‪0331.‬م‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص‪* .013 :‬د‪.‬محمد الكشبور‪،‬‬
‫المهن القانونية الحرة‪ :‬انطباعات حول المسؤولية والتأمين‪ ،‬مقال شارك به في الندوة التي نظمتها كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪/‬جامعة الحسن الثاني بالدر البيضاء‪ ،‬يومي ‪ 00-08‬نوفمبر ‪0332‬م‪ ،‬في موضوع‪" :‬المهن‬
‫القانونية الحرة"‪ ،‬منشور ضمن أعمال الندوة بالمجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية التي تصدرها نفس الكلية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،05‬السنة ‪0330‬م‪ ،‬ص‪.005 :‬‬
‫‪ -2‬ترجع تعيينات الملك الدستورية إلى الحاالت التالية‪:‬‬
‫* تعيين عشر شخصيات في مجلس الوصاية بناء على الفصل ‪ 00‬من الدستور‪.‬‬
‫* تعيين الوزير األول والوزراء بناء على الفصل ‪ 00‬من الدستور‪=.‬‬
‫=* تعيين ست أعضاء من المجلس الدستوري بما في ذلك رئيسه بناء على الفصل ‪ 13‬من الدستور‪.‬‬
‫* تعيين القضاة باقتراح من المجلس األعلى للقضاء بناء على الفصل ‪ 30‬من الدستور‪.‬‬
‫* تعيين رئيس المحكمة العليا بناء على الفصل ‪ 30‬من الدستور‪.‬‬
‫‪ -3‬تشمل هذه التعيينات درجات ومناصب اإلدارات العمومية والمكاتب والمؤسسات العمومية والمصال ذات االمتياز‬
‫وكذا المناصب العليا التالية‪* :‬الكتاب العامون للوزارات؛ * المديرون العامون ومديرو اإلدارة المركزية؛ *المفتشون‬
‫العامون؛ * المكلفون بالمهام؛ *المهندسون العامون‪ * ،‬المفتش العام للمالية؛ * المراقبون العامون للشرطة ورؤساء‬
‫األمن اإلقليمي وعمداء الشرطة ومديرو المكاتب والمؤسسات العمومية؛ * األطباء المفتشون العامون؛ * البياطرة‬
‫المفتشون العامون‪ .‬تراجع‪ :‬مليكة الصروخ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.000 :‬‬

‫‪57‬‬
‫وتنبني مجمل التعيينات الملكية على مبررات وأسباب تتحدد في مجملها في‬
‫رعاية المصلحة العليا للبالد‪ ،‬أما تعيين الموثقين العصريين فله مبررات تاريخية‬
‫أخرى لم تعد قائمة مما يفرض إعادة النظر فيه وإسناد االختصاص فيه لوزير العدل‪،‬‬
‫وليس هذا تجريد الختصاصات الملك وإنما هو إرجاع األمور إلى نصابها‪.‬‬
‫نعم يتشبث الموثقون العصريون بتعيينهم بظهير لما في ذلك من حظوة رمزية‬
‫ومكانة معنوية‪ ،‬ألجل ذلك تراهم حريصين على مسك الظهير‪ ،‬وهذا موقف على ما‬
‫يرى األستاذ محمد خيري ال يستقيم خصوصا حينما يرتكب بعض الموثقين إخالالت‬
‫مهنية خطيرة تعرضهم للمساءلة والمتابعة‪ ،‬وفي هذا ما فيه من المس غير المباشر‬
‫بالجهة التي عينتهم أو اقترحت ذلك‪ .2‬ولما كان التعيين بظهير عبارة عن إضفاء‬
‫الشرعية على رجل الدولة والموظفين السامين الذين يستمدونها من تولية الملك لهم‪،‬‬
‫فإن الموثقين العصريين ال يمكن اعتبارهم بحال رجال دولة وال موظفين سامين‪،‬‬
‫األمر الذي يفرض إسناد اختصاص تعيينهم لوزير العدل ولو اقتضى الحال عرض‬
‫األمر على الديوان الملكي ليبدي وجهة نظره في الموضوع تالفيا لكل تأويل أو‬
‫مبعث‪.3‬‬
‫ثم إن تعيين الموثقين العصريين بظهير شريف يترتب عنه آثار مهمة سواء‬
‫في مواجهة الموثقين أنفسهم‪ ،‬أو في مواجهة الجهة التي عينتهم‪.‬‬
‫فبالنسبة لآلثار التي تلحق الموثقين‪ ،‬فإنه ال يحق لهم الطعن في الظهائر‬
‫‪4‬‬

‫الملكية‪ ،‬وتبقى بأيديهم وسيلة وحيدة للدفاع عن مصالحهم وهي اتباع مسطرة التظلم‬
‫االستعطافي غير مضمونة النتائج‪ ،‬ثم إن الموثقين العصريين وفي حالة تأخر صدور‬

‫‪ -1‬تشمل التعيينات الملكية بمقتضى نصوص خاصة عدة مجاالت منها على الخصوص‪:‬‬
‫* مجال الدفاع الوطني‪ :‬حيث يعين الملك في جميع المناصب األعلى درجة من "كابتن" بظهير شريف‪.‬‬
‫* مجال األمن والداخلية ‪ :‬ومن ذلك مناصب المدير العام لألمن الوطني؛ ومدير اإلدارة العامة لمراقبة التراب الوطني؛‬
‫والمفتشون العامون والمساعدون للقوات المساعدة؛ وكل رجال السلطة (بمن فيهم الوالي‪ ،‬والعامل‪ ،‬والكاتب العام للعمالة‬
‫أو اإلقليم‪ ،‬ورئيس ديوان العامل‪ ،‬ورئيس القسم اإلقليمي للشؤون العامة‪ ،‬ورئيس قسم الشؤون االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫ورئيس مكتب الدائرة‪ ،‬ورئيس القيادة القروية أو الحضرية‪ ،‬وكذا رئيس المجلس الجماعي لجماعة المشور)؛ ويتسلم‬
‫رؤساء الجماعات المحلية بعد انتخابهم بصفة نهائية ظهائر ثقة تعتبر شرطا ضروريا الستكمال شرعية الرئيس‬
‫المنتخب‪.‬‬
‫* مجال التعليم العالي‪ :‬كمناصب رؤساء الجامعات؛ وعمداء ومديري المعاهد العليا‪.‬‬
‫* المجال الديبلوماسي‪ :‬مثل المناصب الخاصة بالسفراء‪.‬‬
‫تراجع‪ :‬دة‪ .‬مليكة الصروخ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.008 :‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬محمد خيري‪ ،‬تعميم رسمية التصرفات العقارية رهين بتحديث القوانين المنظمة للتوثيق‪ ،‬مقال شارك به في ندوة‬
‫"توثيق التصرفات العقارية"‪ ،‬منشور بسلسلة الندوات واأليام الدراسية العدد ‪ ،08‬منشورات كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪ ،‬ط‪ ،0225/0 :‬ص‪.80 :‬‬
‫‪ -3‬نفسه‪ ،‬ص‪.80 :‬‬
‫‪ -4‬أثارت مسألة مدى قابلية الظهائر الملكية للطعن جدال واسعا بين فقهاء القانون منذ الستينات من القرن الماضي بين‬
‫من يرى إمكانية ذلك مطلقا ومن يرى استحالة ذلك مطلقا وفريق وسط بينهما يميز في هذه الظهائر نفسها بين ما يعتبر‬
‫تشريعيا فال يجوز الطعن فيه أبدا وبين ما يعتبر تنظيميا ويجوز الطعن فيه أمام القضاء‪ .‬غير أن العمل القضائي المغربي‬
‫وخاصة من ذلك اجتهادات المجلس األعلى تضافرت على رفض الطعون في الظهائر الملكية إلى درجة استبعدت معها‬
‫أية إمكانية للتعرض لها باإللغاء‪ .‬يراجع مثال‪* :‬دة مليكة الصروخ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 000 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫*د‪ .‬علي صقلي حسيني‪ ،‬المدخل للقانون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 005 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ظهير تسميتهم يضطرون لممارسة مهامهم بناء على مجرد ترخيص وزارة العدل‬
‫وفي هذا من المساس بحقوق الموثقين أوال وبحقوق األطراف المتعاقدة بعد ذلك‬
‫وخصوصا إذا أثيرت دعاوى ضد حجية وثائق من لم يحز ظهير التسمية بعد‪ .‬على أن‬
‫جهة التعيين يلحقها ضرر غير مباشر في حالة ممارسة الموثقين العصريين لخروقات‬
‫مهنية تستوجب المتابعة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مراعاة حاالت التنافي‪.‬‬
‫بعد أن يحصل الموثق المتأهل الناج على ظهير تسميته في سلك التوثيق‬
‫العصري‪ ،‬وبعد تعيين مقر عمله بذات الظهير‪ ،‬وبعد أدائه اليمين القانونية أمام‬
‫المحكمة التي تعين للعمل بدائرة نفوذها‪ ،‬وبعد إيداعه توقيعه وشكله ونسخة مشهود‬
‫بصحتها من محضر أداء اليمين لدى كتابة ضبط المحكمة التابع لها مكتبه‪ ،‬ينطلق‬
‫الموثق المعين مزاوال مهامه في مراعاة تامة لحاالت التنافي المنصوص عليها في‬
‫الظهير المنظم للتوثيق العصري (الفرع األول) على أن هناك حاالت يجوز فيها‬
‫للموثق الجمع بين التوثيق العصري وبعض المهام القضائية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حاالت التنافي‪.‬‬


‫تولى الفصل السابع من ظهير ‪ 0‬ماي‪0305‬م التنصيص على المهن المنافية‬
‫للتوثيق العصري في فقرته األخيرة بالقول‪" :‬مع مراعاة أحكام الفصل ‪ 00‬وما يليه‬
‫تتنافى وظيفة موثق مع جميع الوظائف القضائية واإلدارية والوظائف المأجورة‬
‫‪1‬‬
‫واألعمال التجارية"‪.‬من مقتضيات هذه الفقرة واسترشادا بما جاء في المادتين الرابعة‬
‫والخامسة‪ 2‬من المشروع ‪ 23.80‬يمكن حصر الوظائف واألعمال التي تتنافى مع مهنة‬
‫التوثيق العصري فيما يلي‪:‬‬
‫‪-0‬الوظائف القضائية‪ :‬حيث تتنافى مهنة التوثيق العصري مع مهام المحامي‪،‬‬
‫والقاضي‪ ،‬والعون القضائي‪ ،‬والترجمان‪ ،‬والخبير‪ ،‬والناسخ‪ ،‬والعدل وغيرهم‪ .‬جاء في‬
‫المادة ‪ 0‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪ " :‬تتنافى مهنة التوثيق مع جميع‬
‫الوظائف اإلدارية والقضائية‪ ،‬ومع مهام ومهن المحامي‪ ،‬والخبير المحاسب‪،‬‬
‫والترجمان المقبول لدى المحاكم‪ ،‬والمفوض القضائي‪ ،‬ووكيل األعمال‪ ،‬ومع كل نوع‬
‫من أنواع التجارة‪."...‬‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 0‬من المشروع ‪ " :23.80‬تتنافى مهنة التوثيق مع جميع الوظائف اإلدارية والقضائية‪ ،‬ومع مهام ومهن‬
‫المحامي‪ ،‬والخبير المحاسب‪ ،‬والترجمان المقبول لدى المحاكم‪ ،‬والمفوض القضائي‪ ،‬ووكيل األعمال‪ ،‬ومع كل نوع من‬
‫أنواع التجارة‪ .‬تتنافى مهنة التوثيق مع مهام رئيس مجلس إداري أو مسير لشركة تجارية‪ ،‬كما تتنافى بصفة عامة مع كل‬
‫عمل يؤدى عنه أجر‪ ،‬باستثناء النشاطات العلمية واألدبية والفنية"‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 5‬من المشروع ‪ " :23.80‬ال يحق للموثق أن يزاول مهنة التوثيق إذا أسندت إليه وظيفة عمومية‪ ،‬أو مهمة‬
‫بمرتب أو بدونه‪ ،‬كعضو في الديوان الملكي‪ ،‬أو وزير‪ ،‬أو سفير‪ ،‬أو مدير مؤسسة عامة‪ ،‬أو عضو في ديوان وزير‪ ،‬أو أي مهمة‬
‫أخرى تكتسي نفس الصبغة‪ ،‬باستثناء المهام االنتخابية على الصعيد الداخلي أو الجهوي أو الوطني"‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪-0‬الوظائف اإلدارية‪ :‬تتنافى مهنة التوثيق العصري مع الوظائف اإلدارية في‬
‫أسالك الوظيفة العمومية بكل أنواعها سواء في التعليم أو الداخلية أو المالية وهكذا‪،‬‬
‫جاء في المادة ‪ 0‬من المشروع ‪ " :23.80‬تتنافى مهنة التوثيق مع جميع الوظائف‬
‫اإلدارية‪."...‬‬
‫‪-8‬الوظائف المأجورة‪ :‬تتنافى مهنة التوثيق العصري مع كل عمل مؤدى عنه‬
‫أجر سواء كان في القطاع العام أو في القطاع الخاص كالوكيل باألعمال أو المستشار‬
‫القانوني أو الوسيط أو السمسار وغيرهم‪ ،‬جاء في المادة ‪ 5‬من المشروع ‪" :23.80‬ال‬
‫يحق للموثق أن يزاول مهنة التوثيق إذا أسندت إليه وظيفة عمومية‪ ،‬أو مهمة بمرتب‬
‫أو بدونه‪ ،‬كعضو في الديوان الملكي‪ ،‬أو وزير‪ ،‬أو سفير‪ ،‬أو مدير مؤسسة عامة‪ ،‬أو‬
‫عضو في ديوان وزير‪ ،‬أو أي مهمة أخرى تكتسي نفس الصبغة‪ ،‬باستثناء المهام‬
‫االنتخابية على الصعيد الداخلي أو الجهوي أو الوطني"‪.‬‬
‫فالموثق العصري ال يحق له أن يزاول مهنة التوثيق إن أسندت له وظيفة‬
‫أخرى عمومية بمرتب أو بدونه خالفا للمحامي إذا أسندت إليه مهمة عضو في الديوان‬
‫الملكي‪ ،‬أو وزير أو كاتب للدولة أو نائب كاتب للدولة أو سفير أو عضو في ديوان‬
‫وزير فإنه يبقى مقيدا في جدول الهيئة حسب أقدميته دون أن يكون له الحق في‬
‫ممارسة مهام المهنة طيلة توليه تلك المهنة‪ ،‬وكان المفروض عمال بقاعدة المساواة بين‬
‫المواطنين في تقلد المناصب والوظائف وفي التمتع بالحقوق والتحمل بالواجبات أن‬
‫ينطبق على الموثق ما ينطبق على المحامي‪ ،‬بحيث يبقى موثقا دون أن يمارس مهام‬
‫التوثيق طيلة المدة التي يتولى فيها المهام الوظيفة المسندة إليه‪ ،‬وأن يعود للتوثيق بعد‬
‫االنتهاء من الوظيفة المسند له‪.1‬‬
‫‪-0‬األعمال التجارية‪ :‬إذ يمنع على الموثق مزاولة أي نوع من أنواع التجارة‬
‫يتعاطاه لتنافي ذلك مع طبيعة مهامه وقد نصت المادة ‪ 0‬من المشروع ‪ 23.80‬على‬
‫هذا المقتضى بقولها " تتنافى مهنة التوثيق مع‪...‬ومع كل نوع من أنواع التجارة"‪.‬‬
‫غير أن واضع المشروع شأنه في ذلك شأن واضع ظهير‪ 0‬ماي ‪ 0305‬لم‬
‫يميز بين مباشرة الموثق لألعمال التجارية بصفة شخصية وبين ممارستها بطريقة‬
‫غير مباشرة كما فعل قانون التوثيق العدلي ‪ 01-28‬حيث كان دقيقا في صياغته عندما‬
‫منع العدل من مباشرة األعمال التجارية بصفة شخصية ولم يمنع مزاولتها بصفة غير‬
‫مباشرة‪ ،‬وكان الجدير بالمشروع أن يمنع الموثق من تعاطي األعمال التجارية بصفة‬
‫شخصية فقط دون ما عداها‪ .‬وقد منعت المادة ‪ 0‬من المشروع ‪ 23.80‬في فقرتها‬
‫األخيرة الموثق من ممارسة مهام رئيس مجلس إداري أو مسير لشركة تجارية وكل‬
‫عمل مذر ألجر باستثناء النشاطات العلمية واألدبية والفنية‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬أبو العالء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.03 :‬‬

‫‪60‬‬
‫التوثيق‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الجمع بين‬
‫العصري وبعض مهن المنافاة‪.‬‬
‫استثنى الفصل ‪ 02‬من ظهير التوثيق العصري من مبدأ التنافي إمكانية‬
‫جمع رئيس كتابة الضبط لدى المحكمة االبتدائية ‪-‬التي ال يوجد بها موثق عصري‪-‬‬
‫بين مهامه وبين مهام التوثيق العصري وخاصة ما تعلق باتفاقات األطراف وعقود‬
‫الوكاالت والشهادات المتعلقة بالحياة‪ .‬يقول هذا الفصل‪ ":‬يمكن لرئيس كتابة الضبط‬
‫لدى المحكمة االبتدائية التي ال يوجد بها موثق أن يتلقى على شكل عقود توثيقية‬
‫اتفاقات األطراف عندما يطلبون منه ذلك دون الرسوم التي يتوقف تلقيها على الموثق‬
‫وحده‪ .‬وخالفا للمقتضيات السابقة يمكن لرئيس كتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية الذي‬
‫يزاول المهام التوثيقية أن يتلقى وفق الكيفيات المقررة للعقود التوثيقية الوكاالت‬
‫والشهادات المتعلقة بالحياة‪ ،‬وتكون لها نفس الحجية كما لو تلقاها وحررها موثق"‪.‬‬
‫كما سم الفصل ‪ 100‬من ظهير التوثيق العصري أيضا لرئيس كتابة الضبط‬
‫لدى المحكمة االبتدائية المسندة إليه مهام التوثيق بإمكانية الجمع بين مهامه وبين مهام‬
‫التوثيق العصري بحيث يمكنه أن يتلقى وفق الشروط المتطلبة قانونا الوصايا‬
‫واالعترافات باألوالد غير الشرعيين على أن تجدد رسومها في ظرف ستة أشهر لدى‬
‫موثق أو موظف عمومي مختص‪.‬‬
‫وقد نقل الباحث هشام سيبوس عن أحد الموثقين المتمرنين بفاس أن كاتب‬
‫‪2‬‬

‫الضبط بابتدائية صفرو كان إلى وقت قريب وفي غياب موثق عصري بالمدينة‬
‫يضطلع بمهام التوثيق العصري حماية لحقوق األطراف‪.‬‬
‫غير أن ظهير المسطرة المدنية‪ 3‬لسنة ‪ 0310‬وفق ما جري تعديله لم يسند أية‬
‫اختصاصات أو مهام توثيقية لكتاب الضبط‪ ،‬وهو المسلك نفسه الذي سلكه النظام‬
‫األساسي لكتاب الضبط‪ 4‬الذي صدر مؤخرا‪ ،‬وهذا ما يطرح سؤاال مشروعا حول‬

‫‪ -1‬يقول الفصل ‪" :00‬يمكن كذلك لرئيس كتابة الضبط لدى المحكمة االبتدائية المسندة إليه مهام التوثيق‪ ،‬أن يتلقى وفق‬
‫الشروط المتطلبة قانونا الوصايا‪ ،‬واالعترافات باألوالد غير الشرعيين‪ ،‬إال أن هذه الوصايا واالعترافات تصب باطلة‬
‫وعديمة األثر إذا بقي الموصي أو صاحب االعتراف على قيد الحياة ولم تجدد تلك الرسوم في ظرف ستة أشهر لدى‬
‫الموثق أو الموظف العمومي المختص‪ ،‬وفق الشروط المتطلبة قانونا‪.‬‬
‫ويجب إعالم األطراف بهذه المقتضيات عند تلقي الرسم ويشار إلى هذا اإلجراء في الرسم نفسه"‪.‬‬
‫‪ -2‬هشام سيبوس‪ ،‬التوثيق العصري بالمغرب ومعيقات تعريبه‪ ،‬بحث استكمل به الباحث الوحدات الواجب استيفاؤها‬
‫لنيل دبلوم الماستر في الدراسة الميتودولوجية المطبقة على القانون المدني "االلتزام التعاقدي والعقار"‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪0223-0221‬م‪ ،‬ص‪( ،00 :‬رسالة مرقونة)‪.‬‬
‫‪ -3‬الظهير الشريف رقم ‪ 0.10.001‬بمثابة قانون‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 00‬رمضان ‪0830‬هـ(‪03‬شتنبر‪0310‬م) بالمصادقة‬
‫على نص قانون المسطرة المدنية‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 80.82‬مكرر بتاريخ ‪ 82‬شتنبر ‪0310‬م‪،‬‬
‫ص‪ ،0100:‬وفق ما جرى تغييره وتتميمه‪.‬‬
‫‪ -4‬المرسوم رقم ‪ 0.23.10‬الصادر في ‪ 5‬رجب ‪0003‬هـ(‪3‬يوليو‪0223‬م) بمثابة النظام األساسي الخاص بموظفي هيئة‬
‫كتابة الضبط‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5101‬بتاريخ ‪ 1‬رجب ‪0003‬هـ (‪02‬يوليو‪0223‬م)‪،‬‬
‫ص‪.0023 :‬‬

‫‪61‬‬
‫مدى قدرة كاتب الضبط على جمع اختصاص التوثيق العصري إلى جانب‬
‫اختصاصاته الواسعة أصال‪.1‬‬
‫وفي هذا السياق ننوه إلى أن مشروع القانون ‪ 23.80‬لم يبق على أية‬
‫اختصاصات توثيقية لكتاب الضبط في مراعاة تامة لالختصاصات األصيلة لهذه الجهة‬
‫كما بينتها أحكام المسطرة المدنية والقانون األساسي لكتاب الضبط‪.‬‬

‫‪ -1‬للمزيد من االطالع والتوسع بخصوص مختلف االختصاصات المسندة لكتاب الضبط يراجع‪:‬‬
‫* د‪ .‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬الوسيط في شرح المسطرة المدنية (القانون القضائي الخاص وفق آخر التعديالت)‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ج‪/0‬ص‪ 013:‬وما يليها‪.‬‬
‫* د‪ .‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬التنظيم القضائي المغربي دراسة عملية‪ ،...‬ط‪0221/0.‬م‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪،‬‬
‫ص‪ 05 :‬وما يليها‪.‬‬
‫* تراجع أيضا نصوص النظام األساسي الخاص بموظفي هيئة كتابة الضبط المشار لها سلفا‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تنظيم "مهنة" التوثيق‬
‫العصري‪.‬‬
‫يزاول الموثقون العصريون مهامهم في نطاق اختصاصهم النوعي والمحلي‬
‫كما حددته فصول ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪ ،‬ووفق ما وقع التواضع عليه بعد أن صدر‬
‫ظهير التوحيد والتعريب والمغربة لسنة ‪ 0315‬وما استجد بعد ذلك إلى غاية إعداد‬
‫مشروع القانون ‪ 23.80‬الذي تطرق للموضوع في مادته الخامسة والثالثين‪.1‬‬
‫وأثناء ممارسة هذه االختصاصات يتمتع الموثقون العصريون بحقوق‬
‫وواجبات في إطار رقابة من طرف وكالء الملك ومراقبي المالية من أطر وأعوان‬
‫مصلحة التسجيل الذين يقومون بتفقد مكاتب التوثيق‪ ،‬وعند ثبوت المخالفة يتابع‬
‫أصحابها طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 80‬من ظهير ‪0305‬م وما بعده‪.‬‬
‫إذن ترتيب الكالم بخصوص تنظيم مهنة التوثيق العصري تقتضي منا الحديث‬
‫في محورين كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬اختصاص ومهام الموثق العصري‪.‬‬
‫‪ ‬حقوق الموثق العصري وواجباته والرقابة على عمله‪.‬‬

‫الموثق‬ ‫ومهام‬ ‫اختصاص‬ ‫األول‪:‬‬ ‫المبحث‬


‫العصري‪.‬‬
‫يضطلع الموثق العصري بمهامه قانونا إما في دائرة محكمة االستئناف أو في‬
‫نطاق نفوذ المحكمة االبتدائية حسب المحكمة المتواجد فيها مقر عمله‪ .‬وهو يزاول‬
‫اختصاصات نوعية موسعة ورد التنصيص عليها في ظهير التوثيق العصري وهي‬
‫ترتد في مجملها في آخر المطاف إلى أربع اختصاصات تتعلق أساسا بقضايا القانون‬
‫الدولي الخاص‪ ،‬وتأسيس التسيير القانوني للشركات وتغييرها‪ ،‬والمعامالت الواردة‬
‫على العقار المحفظ أو الذي في طور التحفيظ‪ ،‬ثم المعامالت المتعلقة بالعقار غير‬
‫المحفظ بشروط معينة‪.‬‬
‫وبخصوص مهام الموثق العصري فهي تتلخص في إضفاء الرسمية على عقود‬
‫األطراف الذين يرغبون في ذلك باإلضافة إلى تلقي اإلشهاد على عقودهم العرفية‬
‫وتحصيل الرسوم المستوجبة للدولة‪.‬‬
‫في ضوء هذا يقتضي منا ترتيب الكالم هنا التطرق للموضوعين التاليين‪:‬‬
‫*اختصاص الموثق العصري‪.‬‬
‫*مهام الموثق العصري‪.‬‬
‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 85‬من المشروع ‪" :23.80‬يتلقى الموثق العقود التي يفرض القانون إعطاءها الصبغة الرسمية المرتبطة‬
‫بأعمال السلطة العمومية أو التي يرغب األطراف في إضفاء هذا الطابع عليها ويقوم بإثبات تاريخها وضمان حفظ‬
‫أصولها وبتسليم نظائر ونسخ منها"‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اختصاص الموثق العصري‪.‬‬
‫يختص الموثق العصري بتلقي اإلشهادات وإضفاء الرسمية على عقود‬
‫األطراف وتعامالتهم في نطاق مكاني محدد بحكم القانون وال يحق له مجاوزته‪ ،‬كما‬
‫يزاول مهامه في حدود اختصاص نوعي منصوص عليه في فصول ظهير ‪ 0‬ماي‬
‫‪0305‬م المنظم للتوثيق العصري المغربي وإال تعرضت محرراته للبطالن كمحررات‬
‫رسمية وال يبقى لها من قيمة ثبوتية إال في درجة الورقة العرفية إذا تضمنت توقيعات‬
‫األطراف داللة على رضاهم بمضمنها‪.‬‬
‫إذن سيكون الكالم هنا في فرعين من خالل التطرق للنقطتين التاليتين‪:‬‬
‫*االختصاص المكاني للموثق العصري‪.‬‬
‫*االختصاص النوعي للموثق العصري‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬االختصاص المكاني للموثق‬


‫العصري‪.‬‬
‫أعطت الفقرة الثانية من الفصل السادس من ظهير التوثيق العصري الدولة‬
‫مطلق الصالحية لتعيين مقر الممارسة والعمل بالنسبة للموثق العصري‪ ،‬يتجلى ذلك‬
‫بوضوح عند قولها‪ " :‬ويعين أيضا محل إقامتهم بظهير شريف " فليس للموثق‬
‫العصري االنتصاب لمهامه دون موافقة السلطات التي لها وحدها سلطة تعيين مقر‬
‫الممارسة‪ .‬ويتبين من سياق هذا الفصل أن الموثق العصري يضطلع بمهامه إما في‬
‫دائرة محكمة االستئناف أو في نطاق نفوذ المحكمة االبتدائية حسب المحكمة المتواجد‬
‫فيها مقر عمله‪.‬‬
‫وجاء في الفصل الثاني من الظهير المنظم " يمكن للموثقين المقيمين بالرباط‬
‫مباشرة خطتهم في كل الدائرة القضائية الختصاص االستئناف‪ ،‬أما الذين يقيمون‬
‫بدائرة محكمة ابتدائية فإنهم يباشرون خطتهم في نطاق اختصاص هذه المحكمة‪ ،‬في‬
‫حين يباشر غيرهم من الموثقين خطتهم في نطاق دائرة اختصاص محكمة الصل التي‬
‫يتواجد فيها مقرهم وعند االقتضاء في دوائر المحاكم الصلحية األخرى التي ال تتوفر‬
‫على موثق إذا ألحقت تلك الدوائر بدائرتهم التوثيقية بمقتضى ظهير شريف "‪ .‬من تأمل‬
‫هذا الفصل المحدد لالختصاص المكاني للموثقين العصريين تتبين الحقائق التالية‪:‬‬
‫* يزاول الموثقون العصريون على صعيد الرباط مهامهم استئنافيا في إطار‬
‫الدائرة القضائية لمحكمة االستئناف بالرباط‪ ،‬وقد كان هذا المقتضى ساريا إبان الحماية‬
‫لما كان بالمغرب دائرة قضائية استئنافية واحدة فقط‪ ،‬ولمن أراد نقض أحكامها عليه‬
‫الطعن أمام محكمة باريس‪.‬‬
‫وقد انتقد بعض الفقه الفرنسي ارتباط دائرة اختصاص الموثق بنطاق نفوذ‬
‫المحاكم وهو األمر الذي يرجع العتبارات تاريخية معينة تتصل أساسا بنشأة وتطور‬

‫‪64‬‬
‫مؤسسة التوثيق في فرنسا مما ال داعي لإلبقاء عليه‪ ،‬وفعال تدخل المشرع الفرنسي‬
‫وأقر بموجب مرسوم رقم ‪ 31.103‬بتاريخ ‪ 03‬أبريل سنة ‪0331‬م المعدل لمرسوم‬
‫‪0310/00/01‬م حق الموثق في مزاولة مهامه على صعيد كامل التراب الفرنسي‪.1‬‬
‫ومعلوم أن مقتضى النطاق المكاني هذا إنما يتعلق بالموثقين فقط دون ذوي‬
‫المصلحة من المتعاقدين الذين يبقى من حقهم توثيق تصرفاتهم أنى شاءوا بال أي قيد‬
‫يحد من حريتهم على هذا الصعيد‪ .‬وهكذا بإمكان األطراف الساكنة بتازة مثال أن‬
‫يوثقوا معامالتهم بفاس أو غيرها خالفا للموثق المقيم بتازة ال يجوز له االنتقال لفاس‬
‫قصد تلقي اإلشهادات فيها‪ ،2‬وفي هذا ما فيه من إلزام الموثقين بالخضوع للنطاق‬
‫الوالئي لعملهم‪.‬‬
‫* يزاول الموثقون العصريون على صعيد غير الرباط مهامهم ابتدائيا في نطاق‬
‫اختصاص المحكمة االبتدائية التي يتواجد في ترابها مقر عملهم‪.‬‬
‫* يمارس الموثقون العصريون على صعيد محاكم الصل مهامهم إذا كانت‬
‫مكاتبهم تتواجد في نطاق الوالية القضائية لهذه المحاكم الصلحية‪ ،‬وهذا المقتضى‬
‫بدوره أصب متجاوزا بعد أن لم يعد للمحاكم الصلحية وجود في التنظيم القضائي‬
‫للمملكة‪ ،‬وهي مناسبة للدعوة إلى تحديث هذا القانون وأقلمته مع الظروف االقتصادية‬
‫واالجتماعية والقانونية الجديدة للدولة المغربية‪ .‬وقد تنبه واضعو مشروع القانون‬
‫‪ 23.80‬لهذا القصور‪ ،‬فتولت المادة الثانية عشرة حسم المسألة في اتجاه إقرار مبدأ‬
‫استئنافية اإلشهاد بالقول‪" :‬يمارس الموثق مهامه داخل دائرة محكمة االستئناف‬
‫الموجود مقر عمله بها"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص النوعي للموثق‬


‫العصري‪.‬‬
‫يقصد باالختصاص النوعي أن يكون الموظف مختصا بنوع الورقة التي‬
‫يحررها وأال يوجد مانع قانوني يحول دون مباشرته لتلقيها بحيث إذا نزع منه‬
‫‪3‬‬
‫االختصاص وقت تحرير الورقة وهو عالم بذلك كانت ورقته باطلة كمحرر رسمي‬
‫إال أن يكون األطراف حسني النية‪.‬‬
‫وقد تطرقت الفصول ‪ 8‬و ‪ 0‬و ‪ 5‬و ‪ 00‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م لضبط‬
‫االختصاص النوعي لعمل الموثق العصري‪ ،‬ومن تتبع مضامين هذه الفصول نتبين أن‬
‫هذه االختصاصات النوعية المنصوص عليها لم تأت على سبيل الحصر وإنما على‬

‫‪ -1‬د‪ .‬محمد الربيعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .11 -15:‬محمد متزعم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 011 :‬مع الهامش‪.‬‬
‫‪ -2‬هشام سيبوس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88 :‬‬
‫‪ -3‬لمياء الفركاتي‪ ،‬توثيق المعامالت العقارية في المحررات الرسمية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد األول‪/‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بوجدة‪ ،‬السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪0221/0221‬م‪ ،‬ص‪.3 :‬‬

‫‪65‬‬
‫سبيل الذكر فقط‪ ،1‬وإال فإن هناك عدة مهام لم ينص عليها وهي تدخل في صلب عمل‬
‫الموثق العصري‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ومن تحليل مضامين هذه الفصول نستنتج أن الموثق العصري يختص نوعيا‬
‫باإلشهاد فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -0‬العقود التي تتعلق بفرنسي أو بغيره من األشخاص الخاضعين لسلطة‬
‫المحاكم الفرنسية سواء كان طرفا في العقد أو مستفيدا منه أو مكلفا بتنفيذ مقتضياته‪،‬‬
‫فبمجرد أن يكون أحد طرفي العقد فرنسيا يمكن أن يتلقى الرسم المكتوب الموثق‬
‫العصري ولو كان الطرف الثاني مغربيا بمقتضى الفصل الثالث من الظهير‪.‬‬
‫‪ -0‬العقود المراد اإلدالء بها في فرنسا أو في الخارج أو أمام سلطة إدارية أو‬
‫قضائية فرنسية أو أجنبية ولو كان أطرافها مغاربة على أن يشير الموثق العصري إلى‬
‫ذلك صراحة في العقد طبقا لمقتضيات الفصل الثالث‪.‬‬
‫‪ -8‬عقد الوكالة الصادر من طرف أحد المغاربة إلى أحد األشخاص الخاضعين‬
‫للمحاكم الفرنسية بعد إذن المحكمة االبتدائية أو قاضي الصل طبقا للفصل الثالث‪.‬‬
‫‪ -0‬تحرير الرسوم المتعلقة بشركات المسلمين واإلسرائيليين إذا كانوا من‬
‫الرعايا الفرنسيين أو من غير المغاربة وخاضعين للحماية الفرنسية‪ ،‬وذلك طبقا‬
‫ألحكام الشريعة اإلسالمية أو العبرية مع اشتراط وجود عدول أو موثقين أهليين كما‬
‫نص على ذلك الفصل الرابع‪.‬‬
‫‪ -5‬العقود المشتملة على إقرار بالملكية العقارية أو على تفويتها أو تفويت‬
‫حقوق عقارية وكذا جميع العقود المنشئة أو المعدلة أو المنقضية لاللتزامات المضمونة‬
‫بضمانات عينية شريطة أن يكون العقار موضوع العقود محفظا أو في طور التحفيظ‪،‬‬
‫أما غير المحفظ فال طبقا للفصل الخامس إال في بعض األحوال االستثنائية وبشروط‬
‫سنقف عليها الحقا‪.‬‬
‫‪ -1‬المهام التي يختص نوعيا بها الموثقون بفرنسا باستثناء توقيع شهادات عدم‬
‫الوفاء والعروض أو غيرها من الرسوم غير القضائية‪ ،‬وهذا المقتضى ورد النص‬
‫عليه في الفقرة األولى من الفصل األول من ظهير التوثيق العصري‪.‬‬
‫‪ -1‬البيوعات العمومية للمنقوالت كما هو مقتضى الفصل األول‪.‬‬
‫‪ -3‬تحرير العقود العرفية المثبتة لالتفاقات المبرمة بين األطراف والتي ال‬
‫يشترط القانون بشأنها أي إجراء خاص لصحتها‪ ،‬شريطة أن يكون طلب المتعاقدين‬
‫صريحا ومكتوبا وبعد أن يبين الموثقون العصريون لألطراف مزايا صيغة التوثيق‬

‫‪ -1‬محمد متزعم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 011 :‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ -2‬يمنع على الموثق أن يكتب عقود االزدياد أو أن يصادق على صحة توقيعات األطراف لوجود جهات مختصة قانونا‬
‫بهذه الصالحيات وهي ضباط الحالة المدنية أو رجل السلطة المختص‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الرسمية‪ ،1‬وهذا المقتضى ورد النص عليه في الفقرة الثانية من الفصل األول من‬
‫ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬رسوم الصداق والهبات في عقد النكاح ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -02‬عقود الوصايا المتعلقة بالعقارات غير المحفظة وكل عقود األكرية‬


‫والقسمة والتصفية المتعلقة بتلك العقارات التي رخص استثناء للموثقين العصريين‬
‫بتلقيها بشرطين‪:‬‬
‫األول‪ :‬ذكر موقع العقار ونوعه ومساحته ومرافقه ومشتمالته وحدوده‪ ،‬وعند‬
‫التعذر شهادة شاهدين بصحة هذه األمور يقيمان في دائرة محكمة الصل الكائن في‬
‫دائرة نفوذها العقار‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ذكر أصل الملكية في الرسم وإن كانت بالعربية يشير الموثق العصري‬
‫إلى ملخصها أو يذكر أنه استفادها من تصري األطراف‪ ،‬وتعفى عقود الوصايا أعاله‬
‫من هذه المقتضيات طبقا للمادة ‪ 00‬من ظهير التوثيق العصري‪.‬‬
‫هذه أهم االختصاصات النوعية التي ورد النص عليها في ظهير التوثيق‬
‫العصري وهي ترجع في مجملها إلى أربع اختصاصات كما يلي‪:‬‬
‫* قضايا القانون الدولي الخاص‪.‬‬
‫* تأسيس التسيير القانوني للشركات وتغييرها‪.‬‬
‫* المعامالت في العقار المحفظ أو الذي في طور التحفيظ‪.‬‬
‫* المعامالت المتعلقة بالعقار غير المحفظ‪.‬‬
‫وقد ذهب األستاذ عبد الرحمان بلعكيد‪ 3‬إلى أن الموثق العصري ال يختص‬
‫باإلشهاد في بيع العقار غير المحفظ طبقا للفصل ‪ 5‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪ ،‬وهو‬
‫موقف يصطدم في أساسه بمقتضيات الفصل ‪ 103/8‬ق ل ع والتي لم تميز بين‬
‫العقارات المحفظة أو التي في طور التحفيظ وبين العقارات غير المحفظة عند الحديث‬
‫عن تحرير عقد البيع االبتدائي للعقار في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫كما يصطدم بمضامين القانون ‪ 50-22‬المتعلق باإليجار المفضي إلى تملك‬
‫العقار وخاصة المادة األولى منه المحددة لنطاق تطبيق القانون حين نصت على أنه "‬
‫تطبق أحكام هذا القانون المتعلق باإليجار المفضي إلى تملك العقار على العقارات‬
‫المنجزة والمعدة للسكنى" كيفما كان نوعها سواء كانت محفظة أم غير محفظة أم في‬
‫طور التحفيظ ‪ ،4‬ومن هنا فالموثق العصري يختص بتوثيق عقد اإليجار المفضي إلى‬
‫تملك العقار طبقا ألحكام القانون‪ 50-22‬وإن ورد على عقار غير محفظ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد كبوري‪ ،‬توثيق المعامالت الواردة على العقار المحفظ في المحررات العرفية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات‬
‫العليا المعمقة في القانون الخاص‪/‬وحدة قانون العقود والعقار‪ ،‬جامعة محمد األول‪/‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪0220-0228‬م‪ ،‬ص‪.01-05 :‬‬
‫‪ -2‬لمياء الفركاتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02 :‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمان بلعكيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 805‬الهامش رقم ‪.030‬‬
‫‪ -4‬جيهان بونبات‪ ،‬اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪ ،‬دراسة في ضوء القانون ‪ 50.22‬طـ ‪ ،0221-0221/0‬المطبعة‬
‫والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش ص ‪.00‬‬

‫‪67‬‬
‫وهو في األخير رأي يتناقض وأحكام ظهير ‪ 8‬أكتوبر ‪ 0220‬المنظم للملكية‬
‫المشتركة للعقارات المبنية وخاصة الفقرة األخيرة من مادتـه األولـى التي جـاء فيهـا‪:‬‬
‫"وتسري هذه األحكام على العقارات سواء أكانت محفظة أو في طور التحفيظ أو غير‬
‫محفظة" حيث وسع المشرع مجال تطبيق الملكية المشتركة ليشمل حتى العقارات غير‬
‫المحفظة أي التي ال تخضع لنظام التحفيظ العقاري وال تتوفر على رسوم عقارية‬
‫تمسكها وتنظمها المحافظة العقارية‪ ،‬بل هي تخضع باألساس لقانون االلتزامات‬
‫والعقود وألحكام الفقه المالكي‪ ،1‬بما يعني أن الموثق العصري يختص بتوثيق العقود‬
‫الواردة على العقارات الخاضعة لنظام الملكية المشتركة وإن كانت عقارات غير‬
‫محفظة‪.‬‬
‫في ضوء ما سبق‪ ،‬نستخلص أن الموثق العصري يختص نوعيا طبقا لنصوص‬
‫ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬مضافا إليها فصول ظهير التوحيد والتعريب والمغربة لسنة‬
‫‪0315‬م ومقتضيات القانون ‪ 00-22‬والقانون ‪ 03-22‬والقانون ‪ 50-22‬باإلشهاد فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫* العقود الخاضعة ألحكام القانون الدولي الخاص‪ ،‬ومنها إمكانية توثيق عقود‬
‫األحوال الشخصية لألجانب إذا لم تكن قائمة على طقوس دينية كإجراءات جوهرية‬
‫فيها‪ ،‬فمثال يختص الموثق العصري في توثيق عقود الزواج والطالق للفرنسيين‬
‫واإلسبان دون اليونانيين على اعتبار الطابع الديني المحض الذي يميز زواجهم‪.2‬‬
‫* تأسيس التسيير القانوني للشركات وتغييرها‪.‬‬
‫* التصرفات الواقعة على العقار المحفظ أو الذي في طور التحفيظ‪.‬‬
‫* التصرفات الواردة على العقار غير المحفظ إذا كان خاضعا ألحكام القانون‬
‫‪ 03-22‬أو القانون ‪ 00-22‬أو القانون ‪ ،50-22‬وكذا عقود الوصايا واألكرية والقسمة‬
‫والتصفية المتعلقة بالعقار غير المحفظ عموما والتي رخص استثناء للموثقين‬
‫العصريين بتلقيها طبقا للفقرة الثالثة من الفصل الخامس من ظهير التوثيق العصري‬
‫في إطار اضطالعهم بالمهام المنوطة بهم قانونا‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مهام الموثق العصري‪.‬‬
‫تتلخص المهام األساسية للموثق العصري (النوطير) في إضفاء الرسمية على‬
‫عقود األطراف الذين يرغبون في ذلك باإلضافة إلى تلقي اإلشهاد على عقودهم‬
‫العرفية وتحصيل الرسوم المستوجبة للدولة إثر ذلك‪.‬‬
‫والواقع أن األوراق التي تصل لإلثبات إما أن تكون رسمية أو عرفية؛‬
‫فاألوراق الرسمية هي التي تكون محررة بمعرفة شخص ذي صفة رسمية سواء كان‬
‫موظفا من موظفي الدولة أو شخصا مكلفا بخدمة عامة له صالحية التوثيق‪ ،‬أما‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عبد الحق صافي‪ ،‬الملكية المشتركة للعمارات والدور المقسمة إلى شقق أو طبقات أو محالت‪ ،‬شرح لنصوص‬
‫ظهير ‪ 8‬أكتوبر ‪ ،0220‬طـ ‪ 0001 /0‬هـ ‪0225‬م‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬البيضاء‪ ،‬ص ‪.00 - 00‬‬
‫‪ -2‬ذ‪ .‬هشام سيبوس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.80-80 :‬‬

‫‪68‬‬
‫األوراق العرفية فهي التي تكون محررة بمعرفة أشخاص عاديين ليست لهم هذه‬
‫الصفة أو من طرف موثق عصري في حدود اختصاصه‪ ،‬ولكل من هذين القسمين من‬
‫األوراق شروط وقوة في اإلثبات وفي التنفيذ‪.1‬‬
‫وقد نظم ظهير االلتزامات والعقود المغربي أحكام الوثيقة الرسمية في الفصول‬
‫من ‪ 003‬إلى ‪ ،008‬بينما خصص الفصول من ‪ 000‬إلى ‪ 080‬ألحكام الوثيقة العرفية‪.‬‬
‫في ضوء هذا نقسم الحديث إلى محورين كما يلي‪:‬‬
‫* إضفاء الرسمية على عقود األطراف‪.‬‬
‫* إصدار الوثائق العرفية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إضفاء الرسمية على عقود‬


‫األطراف‪.‬‬
‫يختص الموثق العصري بصفة أساسية بإضفاء الرسمية على عقود األطراف‬
‫الراغبة في ذلك ضمانا لشرعية اتفاقاتهم وضبطا لقانونية تعامالتهم‪ ،‬بما يمنع نشوب‬
‫المنازعات بينهم طبقا ألحكام الفصل األول من ظهير التوثيق العصري‪.‬‬
‫وتعتبر الوثائق التي يصدرها الموثق وفقا للمراسم الشكلية المطلوبة قانونا ـ‬
‫حيث يلتزم بمصداقية محتواها تحت مسؤوليته ـ أوراقا رسمية بمفهوم الفصل ‪003‬‬
‫من قانون االلتزامات والعقود المغربي‪ .‬وللرسمية في هذا القانون (ق‪.‬ل‪.‬ع) مفهوم‬
‫ملتبس بسبب اختالف لغة النص‪ ،‬بحيث يمكن أن نرصد مفهوما للرسمية في النص‬
‫الفرنسي مختلفا تمام االختالف عن مفهومها في النص العربي (أوال)‪ ،‬على أنه يشترط‬
‫في الورقة لتكون رسمية ثالثة شروط كرسها الفصل ‪ 003‬المذكور (ثانيا) يترتب‬
‫على تخلف أحدها أو بعضها (ثالثا) فقدان الورقة الرسمية لحجيتها وقوتها في اإلثبات‬
‫(رابعا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الورقة الرسمية‪.‬‬


‫ورد تعريف الورقة الرسمية في الفصل ‪ 003‬من ظهير االلتزامات العقود‬
‫المغربي الذي جاء فيه‪ " :‬الورقة الرسمية هي التي يتلقاها الموظفون العموميون الذين‬
‫لهم صالحية التوثيق في مكان تحرير العقد وذلك في الشكل الذي يحدده القانون؛‬
‫وتكون رسمية أيضا‪:‬‬
‫‪ -0‬األوراق المخاطب عليها من القضاة في محاكمهم؛‬
‫‪ -0‬األحكام الصادرة من المحاكم المغربية واألجنبية بمعنى أن هذه األحكام‬
‫يمكنها حتى قبل صيرورتها واجبة التنفيذ أن تكون حجة على الوقائع التي‬
‫تثبتها"‪.‬‬
‫‪ -1‬د‪ .‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11 – 15‬‬

‫‪69‬‬
‫ومعلوم أن مصطل "الرسمية" العربي لم يستعمل في القانون المغربي إال بعد‬
‫تعريب قانون االلتزامات والعقود سنة ‪0315‬م‪ ،1‬وكانت تستعمل قبله تعابير أخرى‬
‫تدل على نفس المفهوم من ذلك الصحة والثبوت والخطاب وغيره‪.2‬‬
‫غير أن إعمال المقارنة بين مفهومي "الرسمية" في النصين العربي والفرنسي‬
‫للفصل ‪ 003‬يدلل على أن الصيغة الفرنسية له تضمنت أخطاء عديدة نتيجة سوء فهم‬
‫للتوثيق الشرعي (العدلي) بالمغرب‪ ،‬وهو األمر الذي حاولت الترجمة العربية تالفيه‬
‫فإذا هي تقع في المحظور فأصبحنا أمام مفهومين متمايزين للرسمية تبعا الختالف‬
‫لغة النص ‪003.‬‬
‫‪ -0‬مفهوم الرسمية في الصيغة الفرنسية للفصل ‪.909‬‬
‫يتكون الفصل ‪ 003‬في أصل صيغته الفرنسية من فقرتين‪:‬‬
‫*الفقرة األولى وتقول‪:‬‬
‫‪"l’acte authentique est celui qui a été reçu avec les solennités‬‬
‫‪requises par des officiers publics ayant le droit d’instrumenter dans le‬‬
‫‪lieu ou l’acte a été rédigé ".‬‬
‫وهذه الفقرة منقولة رأسا عن المادة ‪ 0801‬من القانون المدني الفرنسي التي‬
‫تسند التوثيق للضباط العموميين " ‪ " les officiers publics‬الذين يزاولون مهامهم‬
‫بمكاتب عمومية‪ ،‬حيث كان الضباط العموميون في األصل يمنحون سلطة التعيين من‬
‫طرف الملك أو البابا أو اإلقطاعي‪...‬‬
‫وتتميز صفة الضابط العمومي في التشريع الفرنسي بخاصيتين أساسيتين‪:‬‬
‫األولى‪ :‬إن الضابط العمومي هو الشخص المؤهل إلضفاء الرسمية على‬
‫المحررات التي يتلقاها من المتعاقدين‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬إن الضابط العمومي هو المؤهل لتعيين موثق إذا توفر على الشروط‬
‫المطلوبة واقتنى مكتبا للتوثيق من مالكه الذي له حق تقديمه للجهة المكلفة بالتعيين‪.3‬‬
‫وتعتبر المادة ‪ 0801‬مدني فرنسي األصل المباشر الذي عمدت لجنة تعريب‬
‫قانون االلتزامات والعقود المغربي إلى ترجمته فجاءت صيغة الفصل ‪ 003‬ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫مطابقة لها‪ ،‬غير أن لجنة إقرار ظهير االلتزامات المغربي كانت قد عارضت بشدة‬
‫إدخال فئة الضباط العموميين إلى المغرب سنة ‪0308‬م وأسندت مهامهم إلى كتاب‬

‫‪ -1‬عين وزير العدل تنفيذا لمقتضيات القانون رقم ‪ 10.8‬الصادر بتاريخ ‪ 00‬رمضان ‪ 0830‬هـ ‪ 01‬يناير ‪ 0315‬المتعلق‬
‫بتوحيد القضاء وتعريبه ومغربته لجنة لتعريب القوانين الجاري بها العمل وهو منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪0101‬‬
‫بتاريخ فات شوال ‪ 0830‬هـ ‪ 08‬أبريل ‪ 0315‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬محمد هومير‪ ،‬رسمية المحررات التوثيقية‪ :‬الواقع واآلفاق‪ ،‬مداخلة ضمن ندوة "توثيق التصرفات العقارية" التي‬
‫نظمتها كلية الحقوق بمراكش يومي ‪ 00 – 00‬فبراير ‪ ،0225‬ص ‪ 05‬مع الهامش ‪.0‬‬
‫‪ -3‬ذ‪ .‬محمد هومير‪ ،‬مهن التوثيق بين التعددية والوحدة في القانون المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.801 :‬‬

‫‪70‬‬
‫الضبط بالمحاكم الفرنسية السابقة كونهم موظفين عموميين وهو ما يتوافق مع‬
‫‪1‬‬
‫مقتضيات ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬الذي أناط التوثيق الفرنسي بموظفين عموميين‪.‬‬
‫مكمن خطأ الفقرة األولى من الفصل ‪ 003‬إذن في إسناده التوثيق إلى الضباط‬
‫العموميين‪ ،‬وهي فئة غير معروفة في القانون المغربي وخاصة ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬‬
‫الذي أسند هذه المهنة للموظفين العموميين كما سبق‪.‬‬
‫*الفقرة الثانية وتقول‪:‬‬
‫‪"Sont également authentiques :‬‬
‫‪1- les actes reçus officiellement par les cadis au leur tribunal,‬‬
‫"…‪2- les jugement rendus pat les tribunaux marocains et étrangers‬‬
‫وهذه الفقرة ال مثيل لها في القانون المدني الفرنسي على اعتبار أن بالمغرب‬
‫توثيق عدلي مراقب من قضاة التوثيق‪ ،‬وهو ما يستشف من مصطل قاضي المكتوب‬
‫بالحروف الالتينية والمقصود به طبعا القاضي الشرعي (قاضي التوثيق)‪.‬‬
‫وقد جعلت الفقرة المذكورة رسمية " كل األوراق التي يتلقاها القاضي الشرعي‬
‫وهذا خطأ فادح إذ تلقي هذه األوراق من اختصاص العدول بينما يقتصر دور قاضي‬
‫التوثيق على الخطاب عليها بالثبوت واإلعمال إذا استوفت شروطها‪.‬‬
‫وقد حاولت لجنة تعريب القانون المدني المغربي تجاوز هذين الخطأين عبر‬
‫اختيار مصطلحات عربية تتوافق مع حقائق التوثيق المغربي‪ ،‬فإلى أي حد كانت‬
‫صائبة في اختيارها؟‬
‫‪ -2‬مفهوم الرسمية في الصيغة العربية للفصل ‪.909‬‬
‫بعد تعيين وزير العدل للجنة تعريب القانون لسنة ‪0315‬م‪ ،‬تفرعت هذه اللجنة‬
‫إلى عدة لجينات لتسهيل مأموريتها مما أدى إلى ظهور صياغتين مختلفتين للنص‬
‫العربي للقانون المدني المغربي‪ .‬ولم تقتصر مهمة اللجنة المذكورة على التعريب فقط؛‬
‫بل عمدت في عدة أحيان إلى إصالح ومراجعة النص الفرنسي وتقويم أخطائه حتى‬
‫يتماشى مع الواقع القانوني المغربي‪ ،‬فوقعت ترجمة لفظ الضباط العموميين الوارد في‬
‫النص الفرنسي بالموظفين العموميين وهي ترجمة وإن كانت منسجمة مع ظهير ‪0‬‬
‫ماي ‪0305‬م فإنها زادت صفة الممارسين غموضا لتناقض ذلك مع تعريف الموظف‬
‫العمومي كما سبق‪.2‬‬
‫أيضا‪ ،‬عربت اللجنة مصطل " ‪ "Reçu‬في الفقرة األولى من الفصل ‪003‬‬
‫بمصطل التلقي الذي يفيد في التوثيق الفرنسي المراحل األربعة التي يمر بها المحرر‬
‫لكي يكتسب الصفة الرسمية وهي المناقشة والتحرير والقراءة والتوقيع‪ ،‬وهذا التعريب‬
‫ال يتناقض مع مبادئ التوثيق العصري‪ ،‬غير أن هذه اللجنة وجدت نفسها مضطرة‬
‫بخصوص الفقرة الثانية من الفصل ‪ 003‬التي نسبت إلى القضاة التلقي خطأ‪ ،‬فعمدت‬

‫‪ -1‬كما ورد في الفصل األول منه مثال‪.‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬محمد هومير‪ ، ،‬مهن التوثيق بين التعددية والوحدة في القانون المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 803 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫إلى ترجمة مصطل "‪ "Reçus‬بلفظ الخطاب بدال من التلقي‪ ،‬مع أن للخطاب في الفقه‬
‫اإلسالمي دالالت متغايرة ال عالقة لها بما استعمل له هنا‪ ،‬فهو يقصد به إما الحكم أو‬
‫الثبوت أو أداء الشهود لشهادتهم أمام القضاء‪ .1‬وهكذا أصل الخطأ الوارد في النص‬
‫الفرنسي بخطأ أشنع منه حيث أصب التلقي بمراحله األربعة عبارة عن مرحلة واحدة‬
‫هي خطاب القاضي وكأنها كافية إلضفاء الرسمية على الوثيقة العدلية وهذا غير‬
‫صحي ‪.‬‬
‫من كل ما سبق نستخلص أن الرسمية وصف يضفيه القانون على عقود‬
‫األطراف واتفاقاتهم متى أنجزت بمعرفة أشخاص لهم صالحية التوثيق وفق إجراءات‬
‫شكلية محددة تجعل البيانات والوقائع الواردة فيها والتي شهد الموثقون تحت‬
‫مسؤوليتهم بحصولها أمامهم ذات حجية قوية في اإلثبات ال يجوز الطعن فيها إال‬
‫بسلوك مسطرة الزور‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط الورقة الرسمية‪.‬‬


‫لكي تعتبر الورقة رسمية طبقا للفصل ‪ 003‬من ق‪.‬ل‪.‬ع البد فيها من توافر‬
‫ثالثة شروط‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬كتابة الوثيقة بمعرفة موظف عمومي‪.‬‬
‫يجب أن يقوم بكتابة الورقة موظف عام أو شخص مكلف بخدمة عامة‪ ،‬وال‬
‫يشترط في اعتبار الشخص موظفا عاما أن يكون من موظفي الدولة بالذات بل يكفي‬
‫أن يكون موظفا بإحدى الهيئات التابعة لها سواء آجرته على ذلك أم لم تؤاجره‪.‬‬
‫فالورقة الرسمية هي التي تحرر بمعرفة الموظف العام‪ ،‬إال أنه ليس من‬
‫الضروري أن تكون مكتوبة بخط يده‪ ،‬بل يكفي أن يكون تحريرها صادرا باسمه‬
‫ويجب على كل حال أن يمضيها بتوقيعه‪.2‬‬
‫ويتنوع الموظفون العموميون بتنوع األوراق الرسمية‪ ،‬فالموظف الذي يقوم‬
‫بإصدار األحكام هو القاضي‪ ،‬والموظف الذي يقوم بتحرير التصرفات بين األفراد هو‬
‫الموثق أو العدل‪ ،‬والموظف الذي يقوم بمساعدة القاضي في أداء مهامه هو كاتب‬
‫الضبط‪ ،‬والموظف الذي يقوم بإعالن أوراق المحاكمة هو عون التبليغ وهكذا‪.‬‬

‫‪ -1‬ذ‪ .‬محمد الشتوي‪ ،‬المعين في التوثيق وفق الضوابط المنظمة لخطة العدالة‪ ،‬ط‪ ،0220/0‬المطبعة والوراقة الوطنية‪،‬‬
‫مراكش‪ ،‬ص ‪ 050‬وما بعدها‪.‬‬
‫ذ‪ .‬مرزوق آيت الحاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.030- 038‬‬
‫ذ‪ .‬عبد السالم العسري‪ ،‬إتحاف الطالب والعدل الموثق بالصيغ وفقه الوثائق‪ ،‬ط‪0223/0‬م‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬المغرب‪ ،‬ص‪ 51:‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ - .13‬ذ‪ .‬عبد الكريم شهبون‪ ،‬الشافي‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬ج ‪ /8‬ص‬
‫‪ - .821 -821‬د‪ .‬السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬ط ‪ ،0351‬دار النشر‪ ،‬ج ‪ / 0‬ص ‪ 000‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫وتعتبر رسمية كل األوراق التي حررها موظف منقول أو موقوف عن العمل‬
‫أو صدر قرار بعزله طالما لم يخطر بذلك‪ ،‬وكذلك إذا غلبت الحكومة الشرعية على‬
‫أمرها وغيبت السلطة الغاصبة موظفا‪ ،‬فإن محرراته تعتبر رسمية ألنه موظف في‬
‫الواقع‪ ،‬وإذا صرنا إلى بطالن أعماله‪ ،‬فإن ذلك من شأنه تعطيل مصال الناس وإيقاف‬
‫حركة دوالب األعمال لعدم وجود غيره‪ ،‬وعليه يتوجب احترام تصرفاته التي أداها‬
‫بموجب عمله ضمانا لحقوق الناس‪ ،1‬وإعماال لنظرية الموظف الفعلي بشروطها‬
‫المضبوطة في القانون اإلداري‪.‬‬
‫وإن عينت الحكومة موظفا غير حائز على الشروط القانونية‪ ،‬فإن محرراته تقع‬
‫رسمية ألنه ال يستمد حق التحرير من شروط التوظيف وإنما من قرار التعيين‪.2‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬اختصاص الموظف بتحرير الوثيقة‪.‬‬
‫يجب أن يكون الموظف الذي حرر الورقة مختصا بتحريرها وله صالحية‬
‫التوثيق؛ إذ ال يكفي لصحة الورقة الرسمية أن يقوم بتحريرها موظف عمومي‪ ،‬بل‬
‫يجب فوق ذلك أن يكون هذا الموظف مختصا بكتابتها وله صالحية التوثيق‪ ،‬ويكون‬
‫الموظف مختصا بكتابة الورقة إذا كان ذلك مما يدخل في عمله من حيث طبيعة‬
‫الورقة ومن حيث مكانها‪.3‬‬
‫ففيما يتعلق بصالحية التوثيق أو سلطته‪ ،‬فإنه يجب أن يكون الموظف مختصا‬
‫بتحرير الورقة وال يوجد مانع يحول دون مباشرته هذه المهام بحيث تكون عالقته‬
‫الوظيفية بالجهة التي يعمل بها قائمة وقتئذ‪ ،‬فإذا زالت واليته وقت تحرير الورقة وهو‬
‫عالم بذلك‪ ،‬فإن الورقة التي يحررها والحالة هذه باطلة‪ ،‬أما إن كان يجهل ذلك وكان‬
‫ذوو الشأن حسني النية ال يعلمون بشيء من ذلك أيضا فإن توثيقه يكون صحيحا‬
‫وطابع الرسمية ثابتا عمال بالوضع الظاهر المصحوب بحسن النية‪.4‬‬
‫أما ما يتعلق بطبيعة الورقة‪ ،‬فيجب أن يكون الموظف العام أو الشخص الذي له‬
‫صالحية التوثيق مختصا بتحرير الورقة وأن يكون هذا التحرير مما يدخل في عمله‬
‫من حيث نوع الورقة‪ ،‬ذلك أن كل نوع من األوراق الرسمية إنما يختص بتوثيقه طائفة‬
‫معينة من ا ألشخاص والموظفين‪ ،‬فاألحكام يصدرها القضاة ومحاضر الجلسات يوثقها‬
‫كتاب الضبط‪ ،‬والزواج والطالق يوثقه العدالن بعد إذن قاضي األسرة‪ ،‬واألوراق‬
‫الرسمية الخاصة بالمعامالت والتصرفات المدنية والتجارية يختص بتحريرها‬
‫الموثقون العصريون والعدول وهكذا‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الكريم شهبون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ / 8‬ص ‪.821‬‬


‫‪ -2‬ذ‪ .‬أحمد نشأت‪ ،‬رسالة اإلثبات‪ ،‬ط ‪ ،1‬ج ‪ / 0‬ص ‪( 035‬بدون)‪.‬‬
‫‪ -3‬ذ‪ .‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫د‪ .‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬التعليق على نصوص قانون اإلثبات‪ ،‬ط ‪ ،0331 / ،8‬منشأة المعارف القاهرة‪ ،‬ص ‪ 003‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬السنهوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ / 0‬ص ‪ – .008‬ذ‪.‬عبد الكريم شهبون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ /8‬ص ‪.823‬‬

‫‪73‬‬
‫وأما فيما يتعلق بمكان تحرير الورقة فيرجع إلى أن الموظف المختص بتحرير‬
‫الورقة ال يعتبر كذلك إال إذا كان ذا اختصاص مكاني في تحريرها‪ ،‬والمقصود بذلك‬
‫الجهة التي يعمل فيها الموظف ال الجهة التي يقيم فيها المتعاقدان أو التي يقع فيها‬
‫موضوع العقد‪ ،‬إذ لكل من الموظفين واألشخاص الذين لهم صالحية التوثيق نطاق‬
‫إقليمي في عملهم ال يجوز لهم تخطيه وإال عدت وثائقهم غير رسمية ويكون حكم‬
‫الموظف بالنسبة لها حكم أي فرد من غير الموظفين‪.1‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬تحرير الورقة في الشكل المحدد قانونا‪.‬‬
‫جاء في الفقرة األولى من الفصل ‪ 003‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ " :‬الورقة الرسمية هي التي‬
‫يتلقاها الموظفون العموميون الذين لهم صالحية التوثيق في مكان تحرير العقد وذلك‬
‫في الشكل الذي يحدده القانون"‪ .‬ومؤدى هذا أنه يتوجب على الورقة حتى تصير‬
‫رسمية أن تكون مستكملة لكل البيانات واألشكال التي أوجب القانون توافرها في‬
‫أمثالها‪ ،‬حيث قرر القانون لكل نوع من األوراق الرسمية أوضاعا وقواعد يلزمها‬
‫الموظف العام المختص في كتابة الورقة الرسمية‪ ،2‬وتظهر أهمية هذا الشرط في‬
‫األوراق الصادرة عن الموثقين إذ تتطلب شكال خاصا وتتضمن بيانات معينة حتى‬
‫تصب حجة على الكافة‪ .3‬وهكذا نجد المشرع أوجب على العدول اتباع منهجية خاصة‬
‫في تحرير عقودهم كما فرض عليهم تضمين شهاداتهم مجموعة من الضوابط‬
‫األساسية التي يترتب على تخلفها بطالن الوثيقة وذلك من قبيل التاريخ والتعريف‬
‫بهوية األطراف والمشهود فيه وتحديد مستند علم الشاهد واإلشارة إلى األتمية وتوقيع‬
‫العدول وخطاب القاضي وغير ذلك‪ ،‬كما أوجب في العقود التي يصدرها الموثقون‬
‫العصريون مجموعة من البيانات‪.‬‬
‫بطبيعة الحال ليس من اليسير رصد كافة القواعد واألوضاع التي يتوجب على‬
‫الموثق العصري مراعاتها بمناسبة توثيق تصرفات المتعاقدين‪ ،‬ولنرجئ التفصيل فيها‬

‫‪ -1‬د‪ .‬أحمد نشأت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪/ 0‬ص ‪ .033‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -2‬ذ‪ .‬سعيد كوكبي‪ ،‬اإلثبات وسلطة القاضي في الميدان المدني‪،‬ط‪0225/‬م‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫ص‪.01 :‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬توفيق حسن فرج‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ط‪3002 ،‬م‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‬
‫لبنان ص‪ .68:‬ذ‪ .‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ط ‪ ،3000‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ج ‪ /3‬ص‪ 931 :‬وما بعدها‪ .‬ذ‪ .‬سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬أحكام االلتزام واإلثبات‪ ،‬ط ‪3002‬م‪،‬‬
‫منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪ 940 :‬وما بعدها‪ .‬ذ‪.‬محمد حسن قاسم‪ ،‬أصول اإلثبات في المواد المدنية‬
‫والتجارية‪ ،‬ط ‪ ،3002‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص‪ 932 :‬وما بعدها‪ .‬د‪ .‬عبد الحميد الشواربي‪،‬‬
‫التعليق الموضوعي على قانون اإلثبات‪ ،‬ط‪ ،3003 .‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪ 13 :‬وما بعدها‪ .‬د‪ .‬أنور‬
‫سلطان‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ط ‪ ،3002‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪ . 46‬د‪.‬أحمد خليفة شرقاوي أحمد‪ ،‬القوة التنفيذية للمحررات الموثقة بين الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬ط‪،3002 .‬‬
‫دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬مصر‪ ،‬ص‪ 903:‬وما بعدها‪ .‬د‪ .‬أحمد شوقي محمد عبد الرحمن‪ ،‬النظرية العامة‬
‫لاللتزام‪ :‬أحكام االلتزام واإلثبات في الفقه وقضاء النقض‪ ،‬ط ‪ 3004‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.224 :‬‬
‫ذ‪.‬عبد الكريم شهبون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ / 8‬ص ‪.823‬‬

‫‪74‬‬
‫إلى محل آخر بمناسبة التطرق لبيانات الوثيقة العصرية‪ ،‬قطنا هنا اإلشارة إلى أن هذه‬
‫األوضاع ترتد في آخر المطاف إلى ثالث مجموعات كما يلي‪:1‬‬
‫*أوضاع مرحلة ما قبل التوثيق‪ :‬حيث يتوجب على الموثق العصري وقبل‬
‫االنطالق في اإلشهاد على معامالت األطراف التأكد من مجموعة من الحقائق ليس‬
‫أقلها التأكد من أداء المستحقات لفائدة الدولة ورسوم التسجيل عند االقتضاء‪ ،‬ثم التثبت‬
‫من أهلية المتعاقدين وتمام رضاهم‪ ،‬ومن هوياتهم طبقا ألوراقهم الرسمية تجنبا‬
‫للتالعب والتزوير‪ ،‬وإذا كان التعاقد بوكيل تأكد الموثق من صحة وكالته وحدودها‬
‫وصالحيتها إلجراء التصرف‪ ،‬فإن كان أحد األطراف أميا تأكد الموثق من أهلية‬
‫الشهود وهكذا‪.‬‬
‫* أوضاع مرحلة التوثيق‪ :‬ويتوجب فيها على الموثق مراعاة القواعد المنظمة‬
‫لتحرير الصك من تجنب التحشير والتشطيب واإللحاق والكشط إال أن يقع االعتذار‬
‫عن ذلك طبقا للقانون كما ستأتي‪ ،‬ثم بعد كل ذلك يجب على الموثق أن يأتي على كل‬
‫البيانات الجوهرية في الوثيقة وقراءتها على األطراف وبيان مقدار التزامهم قبل‬
‫توقيعهم عليها وخطابه على ذلك‪.‬‬
‫*أوضاع مرحلة ما بعد التوثيق‪ :‬فور فراغ الموثق من المرحلة السابقة ينتقل‬
‫إلى حفظ أصل الرسم وتمكين أصحاب الشأن من نسخهم‪.‬‬

‫الوثيقة‬ ‫شروط‬ ‫تخلف‬ ‫جزاء‬ ‫ثالثا‪:‬‬


‫الرسمية‪.‬‬
‫بعد أن استلزم المشرع ثالثة شروط حتى تحظى الورقة بصفة الرسمية كما‬
‫سبق بيانها أعاله‪ ،‬رتب على تخلف هذه الشروط أو إحداها بطالن الورقة باعتبارها‬
‫ورقة رسمية وفقدانها لهذه الصفة‪ ،‬والمالحظ أن فقد الورقة لصفة الرسمية ال يؤثر في‬
‫اعتبارها دليل إثبات وإن كان يقلل من قوتها‪ ،‬حيث تصير محررا عرفيا فقط إذا كانت‬
‫موقعا عليها من األطراف شريطة رضاهم‪ ،‬يقول الفصل ‪ 008‬بهذا الخصوص‪:‬‬
‫"الورقة التي ال تصل أن تكون رسمية بسبب عدم اختصاص أو عدم أهلية الموظف‬
‫أو بسبب عيب في الشكل‪ ،‬تصل العتبارها محررا عرفيا إذا كان موقعا عليها من‬
‫األطراف الذين يلزم رضاهم لصحة الورقة "‪.‬‬
‫والمخالفة المعتد بها في فقدان رسمية الورقة هي المخالفة التي تخل بوضع‬
‫جوهري في تحريرها كإغفال التاريخ أو اسم الموثق أو أسماء أصحاب الشأن وغير‬
‫ذلك من البيانات الجوهرية التي استلزم القانون تضمينها بالوثيقة‪ .2‬والسند الرسمي إذا‬

‫‪ -1‬ذ‪ .‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ /3‬ص‪ 920 :‬وما بعدها‪ .‬ذ‪.‬محمد حسن قاسم‪،‬‬
‫أصول اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ص‪ 934 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬توفيق حسن فرج‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 62:‬وما يليها‪ .‬ذ‪ .‬عبد الرزاق‬
‫السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ /3‬ص‪ 922 :‬وما بعدها‪ .‬ذ‪ .‬سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬أحكام‬

‫‪75‬‬
‫كان باطال أيا كان سبب بطالنه وكان موقعا من ذوي الشأن تص أن تكون له قيمة‬
‫الورقة العرفية‪ ،‬ومن باب أحرى يصل أن يكون بداية حجة بالكتابة‪ 1‬إذا لم يكن‬
‫صالحا ألن يكون دليال كتابيا كامال من أصله‪ .‬أما إذا كان السند الرسمي الباطل غير‬
‫موقع من ذوي الشأن وكان عدم التوقيع راجعا إلى جهل ذي الشأن بالكتابة أو عدم‬
‫استطاعته إياها أو رفضه التوقيع‪ ،‬فإنه يصل كذلك أن يكون مجرد بداية حجة بالكتابة‬
‫وال يرقى إلى مصاف الورقة العرفية وال يغني عن التوقيع أن يكون الموظف الذي قام‬
‫بتحريره قد ذكر فيه عجز بعض ذوي الشأن عن التوقيع أو امتناعهم عن ذلك ولو أن‬
‫ذكره في الورقة الرسمية يغني‪ ،‬ألن ما يصدر عن الموظف من هذا ومثله‪ ،‬ال يختلف‬
‫عن قيمة ما يصدر عن أي فرد عادي آخر‪.‬‬

‫في‬ ‫الرسمية‬ ‫الورقة‬ ‫حجية‬ ‫رابعا‪:‬‬


‫اإلثبات‪.‬‬
‫تطرق الفصالن ‪ 003‬و ‪ 002‬من ق‪.‬ل‪.‬ع لتحديد حجيـة الورقة الرسمية‪ ،‬يقول‬
‫الفصـل ‪ " :003‬الورقة الرسمية حجة قاطعة حتى على الغير في الوقائع واالتفاقات‬
‫التي يشهد الموظف العمومي الذي حررها بحصولها في محضره وذلك إلى أن يطعن‬
‫فيها بالزور‪.‬‬
‫إال أنه إذا وقع الطعن في الورقة بسبب إكراه أو احتيال أو تدليس أو صورية أو‬
‫خطأ مادي فإنه يمكن إثبات ذلك بواسطة الشهود وحتى بواسطة القرائن القوية‬
‫المنضبطة المتالئمة دون احتياج إلى القيام بدعوى الزور‪.‬‬
‫ويمكن أن يقوم باإلثبات بهذه الكيفية كل من الطرفين أو الغير الذي له مصلحة‬
‫مشروعة"‪.‬‬
‫ونص الفصل ‪ 002‬على أن‪ " :‬الورقة الرسمية حجة في االتفاقات والشروط‬
‫الواقعة بين المتعاقدين وفي األسباب المذكورة فيها وغير ذلك من الوقائع التي لها‬
‫اتصال مباشر بجوهر العقد‪ ،‬وهي أيضا حجة في األمور التي يثبت الموظف العمومي‬
‫وقوعها إذا ذكر كيفية وصوله لمعرفتها‪ ،‬وكل ما عدا ذلك من البيانات ال يكون له‬
‫أثر"‪.‬‬

‫االلتزام واإلثبات‪ ،‬ص‪ 943 :‬وما بعدها‪ .‬ذ‪.‬محمد حسن قاسم‪ ،‬أصول اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ص‪920 :‬‬
‫وما بعدها‪ .‬د‪.‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬التعليق الموضوعي على قانون اإلثبات‪ ،‬ص‪ 13 :‬وما بعدها‪ .‬د‪ .‬أنور سلطان‪،‬‬
‫قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ص‪ .41-46 :‬د‪.‬أحمد خليفة شرقاوي أحمد‪ ،‬القوة التنفيذية للمحررات‬
‫الموثقة بين الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬ص‪ 904:‬وما بعدها‪ .‬د‪.‬أحمد شوقي محمد عبد الرحمن‪ ،‬النظرية العامة‬
‫لاللتزام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .222 :‬د‪.‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -1‬بداية الحجة بالكتابة وتسميها بعض التشريعات العربية مبدأ الثبوت بالكتابة حيث استعملت مصطل "مبدأ" بمعنى‬
‫بداية وليس قاعدة‪ ،‬وقد عرف الفصل ‪ 001‬ق‪.‬ل‪.‬ع بداية الحجة بالكتابة بالقول "وتسمى بداية حجة بالكتابة كل كتابة من‬
‫شأنها أن تجعل الواقعة المدعاة قريبة االحتمال إذا كانت صادرة ممن يحتج بها عليه أو ممن أنجر إليه الحق عنه أو ممن‬
‫ينوب عنه"‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫من مجموع هذه الفقرات يتض أن الورقة الرسمية الجامعة لشروطها المستكملة‬
‫لبياناتها القانونية تتمتع في أصلها وفي صورتها ونسختها التنفيذية بحجية قوية في‬
‫اإلثبات وتوجد بالنسبة إليها قرينة الرسمية التي تصيرها حجة بذاتها دون حاجة إلى‬
‫اإلقرار بها‪ ،‬فهي تنقل عبء اإلثبات حتى إذا نازع الخصم في صحتها ال يكون على‬
‫من يتمسك بها إقامة الدليل على صحتها‪ ،‬وإنما يقع عبء نقضها على الخصم الذي‬
‫أنكر صحتها وال يتيسر له هذا إال بادعاء الزور‪.1‬‬
‫وعليه فالورقة الرسمية تنطوي في مظهرها على قرينتين‪ :‬قرينة بسالمتها‬
‫المادية وأخرى بصدورها من األشخاص الذين وقعوا عليها من موظف عام وأطراف‬
‫متعاقدة‪ ،‬وال يشترط في ذلك إال سالمة مظهرها الخارجي وعدم ظهور بواعث الشك‬
‫والريبة في مصدرها‪ ،‬فإن بدا منها ما يدل على أنها زورت كوجود كشط فيها أو حبر‬
‫مختلف أو محو أو تحشير أو نحو ذلك من العيوب المادية صار للمحكمة أن تقدر ما‬
‫يترتب على ذلك من إسقاط قيمة الورقة أو نقصها في اإلثبات‪.2‬‬
‫‪ -0‬حجية الورقة الرسمية بالنسبة للطرفين‪.‬‬
‫تعتبر الورقة الرسمية حجة ودليال قاطعا على حصول التعاقد بحيث ال يستطيع‬
‫أحد األطراف إنكار ما جاء فيها من جهة التوقيعات أو المحتويات إال أن يدعي‬
‫التزوير في البيانات التي قام بها الموثق في حدود مهمته أو التي وقعت من ذوي الشأن‬
‫في حضوره‪.‬‬
‫وتتلخص األمور التي يقوم بها الموثق في حدود مهمته في تأكده من هوية‬
‫المتعاقدين وتمام رضائهما وكمال أهليتهما‪ ،‬وفي تضمينه البيانات العامة للوثيقة من‬
‫تاريخ واسم للموثق ومكان توثيق التعامل وحضور الشهود والمترجم عند االقتضاء‪،‬‬
‫ثم إشارته إلى قراءة العقد وتوقيعه‪.‬‬
‫أما البيانات عن األمور التي تقع من ذوي الشأن في حضور الموثق فأكثرها‬
‫يتعلق بموضوع العقد الرسمي الذي قام بتوثيقه‪ ،‬فإذا كانت المعاملة بيعا مثال فإن‬
‫الموثق يثبت في الوثيقة صيغة التبايع وطريقة دفع الثمن وشروطه‪ ،‬كل هذه البيانات‬
‫وشبهها التي يدركها الموثق بالسمع أو بالبصر ويضمنها وثيقته تكون لها حجية في‬
‫اإلثبات إلى أن يطعن فيها بالتزوير‪.3‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬


‫‪ -2‬عبد الكريم شهبون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ / 8‬ص ‪. 808-800‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬توفيق حسن فرج‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 61:‬وما يليها‪ .‬ذ‪ .‬عبد الرزاق‬
‫السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ /3‬ص‪ 942 :‬وما بعدها‪ .‬ذ‪ .‬سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬أحكام‬
‫االلتزام واإلثبات‪ ،‬ص‪ 942 :‬وما بعدها‪ .‬ذ‪.‬محمد حسن قاسم‪ ،‬أصول اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ص‪922 :‬‬
‫وما بعدها‪ .‬د‪.‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬التعليق الموضوعي على قانون اإلثبات‪ ،‬ص‪ 12 :‬وما بعدها‪ .‬د‪ .‬أنور سلطان‪،‬‬
‫قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ص‪ 20 :‬وما يليها‪ .‬د‪.‬أحمد شوقي محمد عبد الرحمن‪ ،‬النظرية العامة‬
‫لاللتزام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 228 :‬وما يليها‪ .‬د‪.‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 18‬وما يليها‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ -2‬حجية الورقة الرسمية بالنسبة لألغيار‪.‬‬
‫القاعدة العامة أن الورقة الرسمية حجة على الناس كافة سواء كانوا أصحاب‬
‫الشأن أو غيرهم إلى أن يطعن فيها بالزور‪ ،‬وقد نص على هذا المقتضى الفصل ‪003‬‬
‫في مستهله بالقول إن "الورقة الرسمية حجة قاطعة حتى على الغير"‪ ،‬وعليه ال‬
‫يستطيع هذا الغير أن يكذب ما تضمنه المحرر من بيانات رسمية دون أن يتبع نفس‬
‫الطريق الذي يلزم األطراف اتباعه للوصول إلى هذا التكذيب وهو مسطرة الزور‬
‫الفرعي‪.‬‬
‫إال أنه إذا وقع الطعن في الورقة الرسمية بسبب إكراه أو احتيال أو تدليس أو‬
‫صورية أو خطأ مادي‪ ،‬فإنه يمكن إثبات ذلك بواسطة شهادة الشهود وحتى بواسطة‬
‫القرائن القوية المنضبطة المتالئمة‪ .‬فإذا باع مدين دارا بورقة رسمية‪ ،‬وادعى الدائن‬
‫أن هذا البيع الرسمي لم يصدر من مدينه ليتمكن بذلك من تنفيذ حقه على الدار المبيعة‪،‬‬
‫فإنه والحالة هاته ال يستطيع إنكار ما ورد بالوثيقة الرسمية من أمور قام بها الموثق‬
‫في حدود مهمته أو بيانات وقعت من ذوي الشأن في حضرته كصدور البيع من المدين‬
‫إال أن يدعي الزور‪ ،‬ألن حجية وثيقة البيع الرسمية هاته حجة على الغير الذي هو‬
‫الدائن هنا في الفرض مثلما هي حجة على المدين (البائع) وعلى المشتري‪ .‬غير أن‬
‫الدائن (الغير) يستطيع في هذا الفرض إنكار البيع في ذاته الذي أثبته الموثق دون‬
‫مساس أو تعرض ألمانة هذا الموثق أو صدقه وذلك بادعاء صورية البيع الصادر من‬
‫مدينه وله عندئذ أن يثبت ما يدعيه من الصورية بجميع الطرق الممكنة ومنها البينة‬
‫والقرائن المنضبطة المتالئمة‪ .1‬على أنه يجدر التنويه هنا إلى أن تاريخ الورقة‬
‫الرسمية يعتبر رسميا من يوم تلقيها وحتى قبل أن تقيد في الدفاتر الخاصة لذلك‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إصدار الوثائق العرفية‪.‬‬
‫خولت الفقرة الثانية من الفصل األول من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م للموثق‬
‫العصري حق تحرير العقود العرفية المثبتة لالتفاقات المبرمة بين األطراف والتي ال‬
‫يشترط القانون بشأنها أي إجراء شكلي خاص لصحتها‪ ،‬شريطة أن يكون طلب‬
‫المتعاقدين صريحا ومكتوبا بهذا الخصوص من جهة‪ ،‬وبعد أن يبين الموثق العصري‬
‫لألطراف الراغبة في ذلك مزايا العقود الرسمية وهذا أحد صور التزام الموثق‬
‫العصري بإعالم األطراف‪ ،‬تقول الفقرة المذكورة بهذا الخصوص‪ " :‬كما يرخص‬
‫للموثقين الفرنسيين بالمغرب تحرير العقود العرفية المثبتة لالتفاقات المبرمة بين‬

‫‪ -1‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .15‬د‪ .‬توفيق حسن فرج‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 14:‬وما يليها‪ .‬ذ‪ .‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ /3‬ص‪924 :‬‬
‫وما بعدها‪ .‬ذ‪ .‬سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬أحكام االلتزام واإلثبات‪ ،‬ص‪ 946 :‬وما بعدها‪ .‬ذ‪.‬محمد حسن قاسم‪ ،‬أصول‬
‫اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ص‪ 944 :‬وما بعدها‪ .‬د‪.‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬التعليق الموضوعي على قانون‬
‫اإلثبات‪ ،‬ص‪ 14 :‬وما بعدها‪ .‬د‪ .‬أنور سلطان‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ص‪ 23 :‬وما يليها‪ .‬د‪.‬أحمد‬
‫شوقي محمد عبد الرحمن‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 222 :‬وما يليها‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫األطراف والتي ال يشترط القانون بشأنها أي إجراء خاص لصحتها‪ ،‬شريطة أن يكون‬
‫طلب المتعاقدين صريحا ومكتوبا‪ ،‬وذلك بعد أن يبينوا لهم مزايا صيغة التوثيق‬
‫الرسمية "‪.‬‬
‫ومعلوم أن المحررات الرسمية الصادرة عن الموثق العصري أو غيره والتي‬
‫تكون فاقدة لشرط من شروطها الجوهرية أو أكثر كما سبق البيان‪ ،‬تصير أوراقا‬
‫عرفية كلما كانت موقعا عليها من األطراف طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 03‬من ظهير ‪0‬‬
‫ماي ‪ 0305‬الذي جاء فيه‪ " :‬كل عقد تم تلقيه في الصيغة الرسمية مخالفا للمقتضيات‬
‫المنصوص عليها في الفصول ‪ 3‬و ‪ 3‬و ‪ 02‬و ‪ 00‬و ‪ 02‬من القانون الفرنسي الصادر‬
‫في ‪ 05‬من الشهر السادس سنة ‪ 00‬من التقويم السنوي الجمهوري‪ ،‬والفصل ‪ 00‬من‬
‫ظهيرنا الشريف هذا‪ ،‬يعتبر باطال إذا لم يكن موقعا عليه من طرف أطراف العالقة‬
‫التعاقدية وإذا كان العقد يشتمل على توقيع األطراف فال تكون له إال قيمة للمكتوب‬
‫الخاص وكذلك الشأن في الحالة التي يتلقى فيها موثق عقدا خارج دائرة اختصاصه أو‬
‫كان الموثق موقوفا عن العمل أو معزوال" وهو نفس المضمون الذي أشـار إليه‬
‫الفصـل ‪ 008‬ق ل ع بقولـه‪ " :‬الورقة التي ال تصل لتكون رسمية بسبب عدم‬
‫اختصاص أو عدم أهلية الموظف‪ ،‬أو بسبب عيب في الشكل‪ ،‬تصل العتبارها محررا‬
‫عرفيا إذا كان موقعا عليها من األطراف الذين يلزم رضاهم لصحة الورقة"‪.‬‬
‫في ضوء هذا‪ ،‬نتولى دراسة الورقة العرفية من خالل التطرق لمفهومها‬
‫وأقسامها (أوال) ولشروطها كنوع من الوثائق التي يصدرها الموثق العصري بصفتها‬
‫محررا عرفيا معدا لإلثبات (ثانيا) على أن نتطرق لمدى حجية مقتضياتها بعد ذلك‬
‫(ثالثا) وأخيرا سنفرد بندا خاصا لحجية تاريخها(رابعا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الورقة العرفية وأقسامها‬


‫بصفة عامة‪.‬‬
‫لم يعرف المشرع المغربي الورقة العرفية مثل ما فعل مع نظيرتها الرسمية‬
‫وحسنا فعل ما دامت التعريفات وتحديد المفاهيم االختصاص األصيل للفقهاء‪ ،‬وفي هذا‬
‫اإلطار ذهب بعض الفقه‪ 1‬إلى أن الوثيقة العرفية هي كل وثيقة يقوم بتحريرها من لهم‬
‫مصلحة فيها من غير تدخل الموظف العمومي أو من له صالحية التوثيق بهذه الصفة‪،‬‬
‫ألجل ذلك فالعقد العرفي هو كل عقد غير رسمي لم يتدخل في تحريره موظف ما‬
‫بحكم وظيفته وال مانع أن يكون محررا من طرف مثل هذا الموظف إذا كان تحريره‬
‫إياه بصفته الشخصية كأي شخص آخر يطلب إليه ذلك‪.2‬‬

‫‪ -1‬عبد الكريم شهبون‪ ،‬مرجع سابق ج ‪ / 8‬ص ‪.800‬‬


‫‪ -2‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .30‬د‪ .‬توفيق حسن فرج‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .909:‬ذ‪ .‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ /3‬ص‪ .922 :‬ذ‪ .‬سمير‬
‫عبد السيد تناغو‪ ،‬أحكام االلتزام واإلثبات‪ ،‬ص‪ .922 :‬ذ‪.‬محمد حسن قاسم‪ ،‬أصول اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪،‬‬
‫ص‪ .922 :‬د‪.‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬التعليق الموضوعي على قانون اإلثبات‪ ،‬ص‪ .933 :‬د‪ .‬أنور سلطان‪ ،‬قواعد‬

‫‪79‬‬
‫غير أن مثل هذا الفهم المار بنا للوثيقة العرفية مما يلفظه المنظور القانوني‬
‫المغربي الراسخ على األقل في ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪ ،‬الذي خولت الفقرة الثانية من فصله‬
‫األول الموثق العصري حق تحرير العقود العرفية بصفته موظفا عموميا‪ ،‬شريطة أن يقدم‬
‫له األطراف طلبا كتابيا بهذا الخصوص‪ ،‬وأن يتولى الموثق عالوة على ذلك إطالعهم‬
‫على مزايا وضمانات الوثيقة الرسمية‪ ،‬هذا مع العلم أن المشروع ‪ 23.80‬خلى من‬
‫التنصيص على أي مقتضى مشابه ما يعني توجه نية المشرع خطوة أخرى نحو االستغناء‬
‫عن التوثيق العرفي‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق يمكن تعريف الوثيقة العرفية طبقا للتشريع المغربي بأنها‬
‫كل محرر يكتب من قبل أصحاب الشأن أو موثق عصري أو غيرهم مما ال يعد كتابة‬
‫رسمية‪.1‬‬
‫ورغم أن من شأن تمتع الموثق العصري بصالحية تحرير الوثائق العرفية أن‬
‫يخل بوحدة النسق القانوني وتالؤم منهجه الضروري لكفالة الحقوق‪ ،‬فإن هذا الصنيع‬
‫محمود لما يوفره من ضمانات للوثائق العرفية التي ستكون أأمن وال شك مقارنة‬
‫بمثيالتها الصادرة عن غير المتخصصين‪ ،‬وسيضمنها الموثق العصري كل البيانات‬
‫الالزمة مثلما سيمنع عدم أداء واجبات التسجيل عنها‪ .‬واألوراق العرفية بهذا المعنى‬
‫العام المنصوص نوعان‪ :‬إما أوراق عرفية معدة لإلثبات سلفا أو أوراق عرفية غير‬
‫معدة لإلثبات أصال‪.‬‬
‫فاألوراق العرفية المعدة لإلثبات سلفا هي األوراق التي يكتبها األفراد بوصفهم‬
‫أشخاصا عاديين وكذلك الموثقون بحكم القانون ووفق اختصاصهم‪ ،‬وتوقع ممن هي حجة‬
‫عليه حتى تكون أداة إثبات فيما عساه يثور من منازعات حول مضمونها‪ ،‬وعندئذ تكون‬
‫أدلة إثبات معدة مقدما لهذا الغرض‪.‬‬
‫أما األوراق العرفية غير المعدة لإلثبات أصال ولكن القانون جعل لها حجية إلى‬
‫مدى معين في اإلثبات‪ ،‬فهي األوراق التي يغلب فيها أال تكون موقعة ممن هي حجة‬
‫عليه لكونها عند كتابتها لم تهيأ لالستخدام في اإلثبات‪ ،‬وهي تكون تارة أدلة كاملة‬
‫الحجية‪ ،‬وتارة أخرى تكون أدنى من ذلك‪ ،‬ويدخل في هذا اإلطار دفاتر التجار‬
‫والرسائل وأصول البرقيات واألوراق المنزلية وغيرها‪ .2‬وبناء عليه فإن األوراق‬
‫العرفية التي من شأن الموثق العصري إصدارها طبقا للفصل ‪ 03‬من ظهير ‪ 0‬ماي‬

‫اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ص‪ 22 :‬وما يليها‪ .‬د‪.‬أحمد شوقي محمد عبد الرحمن‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 289 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -1‬قريب من هذا‪ :‬د‪.‬محمد الربيعي‪ ،‬بعض تجليات القصور التشريعي في المحررات العرفية‪ ،‬مقال منشور في مجلة‬
‫الملف‪ ،‬مغربية قانونية نصف سنوية‪ ،‬العدد‪ ،00‬مارس ‪0223‬م‪ ،‬ص‪.05 :‬‬
‫‪ -2‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .30‬د‪ .‬توفيق حسن فرج‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .909:‬ذ‪ .‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ /3‬ص‪ .922 :‬ذ‪ .‬سمير‬
‫عبد السيد تناغو‪ ،‬أحكام االلتزام واإلثبات‪ ،‬ص‪ .922 :‬ذ‪.‬محمد حسن قاسم‪ ،‬أصول اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪،‬‬
‫ص‪ .922 :‬د‪.‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬التعليق الموضوعي على قانون اإلثبات‪ ،‬ص‪ .933 :‬د‪ .‬أنور سلطان‪ ،‬قواعد‬
‫اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ص‪ 22 :‬وما يليها‪ .‬د‪.‬أحمد شوقي محمد عبد الرحمن‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 289 :‬وما يليها‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ 0305‬والفصل ‪ 008‬ق‪.‬ل‪.‬ع تدخل ضمن الطائفة األولى أي الوثائق العرفية المعدة‬
‫لإلثبات سلفا ألجله سيتم االقتصار على دراستها دون الطائفة الثانية من الوثائق‬
‫العرفية غير المعدة لإلثبات والتي ال يتصور صدورها عن الموثق العصري‪.‬‬

‫الصادرة‬ ‫العرفية‬ ‫ثانيا‪ :‬شروط األوراق‬


‫عن الموثق العصري‪.‬‬
‫إذا كانت الورقة العرفية المعدة سلفا لإلثبات ال تخرج في معناها الظاهر عن‬
‫أن تكون كل ورقة صادرة عن الموثق العصري في حدود اختصاصه بالمفهوم‬
‫المسطر في الفقرة الثانية من الفصل األول من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪ ،‬أو عن ذوي‬
‫الشأن والمصلحة بوصفهم أشخاصا عاديين وموقعة ممن هي حجة عليه‪ ،‬فإنه يتض‬
‫أنه ال يشترط فيما يصدره الموثق العصري من وثائق عرفية سوى الكتابة والتوقيع‪.‬‬
‫‪ -0‬شرط الكتابة‪.‬‬
‫تعتبر الكتابة شرطا بدهيا ومتبادرا في أي ورقة عرفية‪ ،‬غير أنه ال يشترط في‬
‫هذه الكتابة أي شكل خاص سواء من جهة اللغة المستعملة أو من ناحية طريقة‬
‫التدوين‪ ،‬فالمفروض هو وجود الكتابة التي ينصب مضمونها على الوقائع المراد‬
‫إثباتها بالورقة بغض النظر عن الوسيلة المستعملة في تحريرها هل هي وسائل الطبع‬
‫المتنوعة أو بخط يد الموثق العصري أو أي أحد من ذوي الشأن والمصلحة أو غيرهم‪.‬‬
‫وال يشترط في الكتابة أن تحدد أوضاعا معينة لما يجب تضمينه في الورقة‬
‫العرفية المعدة لإلثبات سلفا‪ ،‬بل يبقى لألطراف مطلق الصالحية في اختيار ما يناسبهم‬
‫في كيفية توثيق تعاملهم‪ ،‬وإن كان من األولى بالمشرع‪ ،‬مراعاة لمصال الناس‪،‬‬
‫اشتراط حد أدنى من البيانات التي يجب أن تتضمنها مثل هذه المحررات حتى تقوم‬
‫دليال في اإلثبات‪.‬‬
‫‪ -2‬شرط التوقيع‪.‬‬
‫يشترط لصحة الورقة العرفية الصادرة عن الموثق العصري شأنها في ذلك‬
‫شأن كل ورقة عرفية معدة سلفا لإلثبات توقيعها ممن هي حجة عليه فإن كان العقد‬
‫تبادليا كالبيع مثال‪ ،‬ووثق عرفيا لدى الموثق العصري وجب توقيعه من البائع‬
‫والمشتري معا ونفس األمر بالنسبة للشركة واإليجار وغيرهما من العقود الملزمة‬
‫لجانبين‪ ،‬أما إذا كان العقد ملزما لجانب واحد فقط كالهبة مثال فال يلزم سوى توقيع‬
‫الواهب بصفته الطرف الملتزم‪.‬‬
‫فالتوقيع إذن هو الشرط الجوهري في الورقة العرفية التي يصدرها الموثق‬
‫العصري؛ ألنه دليل نسبة الكتابة إلى موقعها ولو لم تكن مكتوبة بخطه‪ ،‬وهو أساس‬

‫‪81‬‬
‫اعتماده إياها وإجازته مضمونها طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 03‬من ظهير ‪ 0‬ماي‬
‫‪0305‬م‪.‬‬
‫والتوقيع هو األثر الذي يطبع به الشخص المتعاقد هويته في أسفل المحرر بخط‬
‫يده للداللة على العلم بمضمون الرضا وإمضائه (أي إجازته) وهذا التوقيع كأثر أو‬
‫عالمة ال يضعه المتعاقد إال مرة واحدة في آخر المحرر العرفي‪ ،‬لكن عندما يكون هذا‬
‫المحرر كتابا يضم عدة صفحات‪ ،‬فإن تفادي ما قد يحصل من نزاع حول المضمون‬
‫األصلي لكل صفحة وما يمكن أن يحشر فيها من التزامات دون علم من أحد المتعاقدين‬
‫‪2‬‬
‫يقتضي أن يتعدد بتعدد الصفحات‪ ،1‬وهذا هو رأي الفقيه المصري سليمان مرقس‬
‫وعليه سارت محكمة النقض المصرية‪ 3‬خالفا لبعض الفقه الفرنسي الذي ارتأى أن ال‬
‫حاجة لتوقيع كل الصفحات إذا ارتبطت بينها برابط مادي أو معنوي يجعل منها وثيقة‬
‫واحدة‪ ،‬على أن أمر وجود الرابط هو من مسائل الواقع الموكول للسلطة التقديرية‬
‫للقاضي‪ ،4‬وهو ما سارت عليه محكمة النقض الفرنسية في قرار صادر عنها بتاريخ‬
‫‪0310/20/03‬م‪.5‬‬
‫وإذا خلت الورقة العرفية من توقيع من تنسب إليه فهي ال تعد دليال كتابيا كامال‬
‫وإن كانت مكتوبة بخط يده لكونها ال تعدو أن تكون مشروع التزام يحتمل االعتماد‬
‫مثلما يحتمل اإللغاء والتحلل منه مادامت الكتابة بذاتها ال تفيد قبول االلتزام بالمكتوب‪،‬‬
‫هذا رغم أن المجلس األعلى اعتبر في قرار أصدره مؤخرا بأن "الورقة العرفية ال‬
‫يشترط فيها التوقيع إال إذا كانت محررة بيد غير الملتزم بها كما ال يشترط أن يكون‬
‫التوقيع ـ في حالة وجوده ـ مصادقا عليه"‪ .6‬غير أن المشرع المغربي وخالفا لهذا‬
‫التوجه للمجلس األعلى اشترط توقيع المحررات العرفية في عدة حاالت‪ ،‬بل وألزم‬
‫فيها المتعاقدين بالمصادقة على صحة نسبة توقيعاتهم لدى الجهات المختصة كما في‬
‫حالة تقييد العقود العرفية بالسجالت العقارية طبقا للفصلين ‪ 10‬و ‪ 18‬من ظهير‬
‫التحفيظ العقاري‪ ،‬وأيضا التصرفات المحكومة بالقوانين ‪ 22.03‬و ‪ 22.00‬و ‪22.50‬‬
‫والتي يتولى المحامون توثيقها وغير ذلك‪.‬‬
‫ومعلوم أن المصادقة على التوقيع كإجراء قانوني ال يفيد كثيرا في إثبات‬
‫مطابقة إرادة المتعاقد لما هو مثبت في العقد‪ ،‬ما دام الموظف المكلف بإجرائه ملزما‬
‫فقط بالتأكد من هوية األطراف ومعاينة التوقيع دون إطالع المتعاقدين على محتوياته‬
‫ومضمونه‪ ،‬لذلك فهدف المشرع المغربي من تنظيم هذا المقتضى في ظهير ‪05‬‬

‫‪ -1‬قراءة ميتودولوجية لصيغة الكراء المفضي إلى تملك الربع المبني لغرض السكنى في ضوء القانون ‪ 50-22‬المتعلق باإليجار‬
‫المفضي إلى تملك العقار د‪ .‬محمد شيل ‪ ،‬منشور ضمن أشغال ندوة مراكش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.085‬‬
‫‪ -2‬سليمان مرقس‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني‪،‬ط‪ ،0330/5‬القاهرة‪ ،‬م‪/0‬ج‪/5‬ص‪.080:‬‬
‫‪ -3‬نقض مدني مصري‪ ،‬بتاريخ ‪0318/00/01‬م‪ ،‬منشور بمجموعة أحكام النقض ‪.085-0810-00‬‬
‫‪ -4‬محمد الربيعي‪ ،‬مقاله المذكور قبال‪ ،‬ص‪.03 :‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Cass. Civ. 111 19 fevrier 1971. bull. Civ. 111 N° :932.‬‬
‫‪ -6‬القرار رقم ‪ 8033‬بتاريخ ‪0221/02/28‬م‪ ،‬الملف المدني عدد ‪ ،0221/0/0/332‬منشور بمجلة الملف‪ ،‬العدد ‪،00‬‬
‫بتاريخ‪ :‬مارس ‪ ،0223‬ص‪ 012 :‬وما يليها‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫يوليوز ‪0305‬م إنما كان دائما هو من المحرر العرفي تاريخا ثابتا مع إضفاء الرسمية‬
‫على توقيع األطراف‪.‬‬
‫ويشترط في التوقيع أن يكون أسفل الورقة وأن يكون بخط يد الموقع وأن‬
‫يشتمل على اسمه ولقبه كاملين بكل حروفهما وال يجزئ عن ذلك الختم أو تأشيرة‬
‫الطابع أو بصمة اليد طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 001‬ق‪.‬ل‪.‬ع حيث جاء في قرار للمجلس‬
‫األعلى بهذا الخصوص‪" :‬إن التوقيع بالبصمة ال يعتبر إمضاء وال تلزم صاحبها طالما‬
‫أن المشرع لم ينص عليها"‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬حجية األوراق العرفية الصادرة‬


‫عن الموثق العصري‪.‬‬
‫إذا اعترف الشخص المنسوبة إليه الورقة العرفية الصادرة عن الموثق‬
‫العصري‪ ،‬وأقر بصدورها عنه‪ ،‬فإنها تصير لها نفس قوة الورقة الرسمية في اإلثبات‬
‫طبقا لمضامين الفصل ‪ 000‬ق‪.‬ل‪.‬ع الذي جاء فيه " الورقة العرفية المعترف بها ممن‬
‫يقع التمسك بها ضده أو المعتبرة قانونا في حكم المعترف بها منه‪ ،‬يكون لها نفس قوة‬
‫الدليل التي للورقة الرسمية‪"...‬‬
‫فاعتراف المتمسك ضده بالورقة العرفية إجماال يصيرها في مرتبة حجية‬
‫الورقة الرسمية‪ ،‬بحيث ال يستطيع الغير نفي صدورها ممن اعترف بها إال بسلوك‬
‫مسطرة الطعن بالتزوير‪ ،‬كما ال يستطيع من أقر بصدورها عنه الطعن بسالمتها‬
‫المادية وادعاء حصول تغيير في الكتابة أو إضافة أو شطب أو إقحام إال عن طريق‬
‫الطعن بالتزوير أيضا‪.2‬‬
‫واالعتراف بصدور الورقة العرفية قد يرد صراحة أو ضمنا من خالل توافر‬
‫األدلة الكافية على صحة ما هو منسوب إليه فيها فيعتبر ذلك في حكم االعتراف بها‪.‬‬
‫وإذا أنكر الخصم صراحة توقيع الورقة العرفية المنسوبة إليه‪ ،‬صارت غير صالحة‬
‫لالحتجاج بها عليه‪ ،‬وأصب على عاتق من يتمسك بصدورها إقامة الدليل على صحة‬
‫ذلك ولو باتباع إجراءات تحقيق الخطوط ما لم يكن في وقائع الدعوى ومستنداتها ما‬
‫يغني المحكمة عنه‪.3‬‬

‫‪ -1‬القرار رقم ‪ 0131‬بتاريخ ‪ 0333/8/1‬الملف المدني عدد ‪ 30 / 0113‬قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 05‬نونبر ‪0330‬‬
‫ص ‪.55‬‬
‫‪ -2‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .31‬د‪ .‬توفيق حسن فرج‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .901:‬ذ‪ .‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ /3‬ص‪ 966 :‬وما‬
‫يليها‪ .‬ذ‪ .‬سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬أحكام االلتزام واإلثبات‪ ،‬ص‪ .983 :‬ذ‪.‬محمد حسن قاسم‪ ،‬أصول اإلثبات في المواد‬
‫المدنية والتجارية‪ ،‬ص‪ .982 :‬د‪.‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬التعليق الموضوعي على قانون اإلثبات‪ ،‬ص‪ .934 :‬د‪ .‬أنور‬
‫سلطان‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ص‪ 89 :‬وما يليها‪ .‬د‪.‬أحمد شوقي محمد عبد الرحمن‪ ،‬النظرية‬
‫العامة لاللتزام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 284 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -3‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .31‬ذ‪.‬عبد الكريم شهبون ‪ ،‬مرجع سابق ج ‪ / 8‬ص ‪ 801‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫واإلنكار خصيصة إنا ترد على األوراق العرفية خالفا للزور الذي يمكن‬
‫إدعاؤه على جميع األوراق الرسمية والعرفية؛ ومعنى ذلك أن الورقة العرفية الصادرة‬
‫عن الموثق العصري تحتمل الطعن بالتزوير واإلنكار‪ ،‬فلصاحب التوقيع أن يكون هو‬
‫المهاجم فيطعن في الورقة العرفية الصادرة عن الموثق العصري بالتزوير فيقع عليه‬
‫حينئذ عبء اإلثبات وله أن يقتصر على إنكارها ليتحمل المحتج بها عبء إثباتها‪.1‬‬
‫وثبوت صحة التوقيع ال يعني أكثر من نسبة التوقيع لصاحبه‪ ،‬ألجل ذلك ليس‬
‫هناك ما يمنع الموقع من تكذيب مضمون الورقة العرفية الصادرة عن الموثق‬
‫العصري وإثبات عدم جدية الوقائع التي تضمنتها‪ ،‬وله حينئذ إثبات خالف ما هو‬
‫مكتوب عن طريق الكتابة أو البينة أو القرائن دون سلوك مسطرة الطعن بالزور فإذا‬
‫كانت الورقة العرفية مثال تثبت صدور بيع من شخص آلخر فلصاحب التوقيع دحض‬
‫هذا البيع من خالل ادعاء صوريته وإثبات ذلك بكل الوسائل‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬حجية تاريخ الورقة العرفية‪.‬‬


‫إذا تم االعتراف بالورقة العرفية أو ثبتت صحتها بعد إنكارها‪ ،‬يعتبر التاريخ‬
‫الذي تحمله حجة بين الطرفين كما هو شأن باقي البيانات األخرى‪ ،‬كما يكون هذا‬
‫التاريخ حجة بين ورثة المتعاقدين وخلفهم الخاص حينما يعمل كل واحد منهم باسم‬
‫مدينه‪.2‬‬
‫غير أن أطراف الورقة العرفية الصادرة عن الموثق العصري قد يتواطئون‬
‫على تأخير تاريخ العقد لتحقيق غرض معين كتفادي الطعن في التصرف بنقص‬
‫األهلية وربما قدموه لإلفالت من طعن الورثة بأن التصرف وقع في مرض الموت‬
‫وهكذا‪ ،‬فالمعقول أال يكون تاريخ الورقة العرفية حجة على الغير إال إذا ثبت على وجه‬
‫قاطع‪ .‬ألجل ذلك وبالرجوع لنص الفصل ‪ 3005‬ق‪.‬ل‪.‬ع ومن قراءة متأنية لمضامينه‬

‫‪ -1‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 31‬وما يليها‪ .‬د‪ .‬توفيق حسن فرج‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية‬
‫والتجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 990:‬وما يليها‪ .‬ذ‪ .‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪/3‬‬
‫ص‪ 966 :‬وما يليها‪ .‬ذ‪ .‬سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬أحكام االلتزام واإلثبات‪ ،‬ص‪ .983 :‬ذ‪.‬محمد حسن قاسم‪ ،‬أصول‬
‫اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ص‪ .988-982 :‬د‪.‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬التعليق الموضوعي على قانون‬
‫اإلثبات‪ ،‬ص‪ .934 :‬د‪ .‬أنور سلطان‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ص‪ 89 :‬وما يليها‪ .‬د‪.‬أحمد شوقي‬
‫محمد عبد الرحمن‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 282 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -2‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .33‬ذ‪ .‬محمد كبوري‪ ،‬توثيق المعامالت الواردة على العقار المحفظ في‬
‫المحررات العرفية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .30 :‬ذ‪.‬عبد الكريم شهبون ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ / 8‬ص ‪ 881-880‬وما بعدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬يقول الفصل ‪ 432‬من ق ل ع‪ "" :‬األوراق العرفية دليل على تاريخها بين المتعاقدين وورثتهم وخلفهم الخاص حينما‬
‫يعمل كل منهم باسم مدينه وال تكون دليال على تاريخها في مواجهة الغير إال‪:‬‬
‫‪ -9‬من يوم تسجيلها‪ ،‬سواء كان ذلك في المغرب أم في الخارج‪.‬‬
‫‪ -3‬من يوم إيداع الورقة بين يدي موظف عمومي‪.‬‬
‫‪ -2‬من يوم الوفاة أو من يوم العجز الثابت إذا كان الذي وقع على الورقة بصفته متعاقدا أو شاهدا قد توفي أو أصب‬
‫عاجزا عن الكتابة عجزا بدنيا‪.‬‬
‫‪ -4‬من يوم التأشير أو المصادقة على الورقة من طرف موظف مأذون له بذلك‪ ،‬أو من طرف قاض‪ ،‬سواء في المغرب‬
‫أو في الخارج‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫يتبين أن المشرع المغربي نظم حجية تاريخ الورقة العرفية‪ 1‬من خالل قاعدة ذات‬
‫شطرين‪ ،2‬أحدهما يفيد أن تاريخ الورقة العرفية حجة بين المتعاقدين وثانيهما أن هذا‬
‫التاريخ ال يكون حجة على الغير إال إذا كان ثابتا‪.‬‬
‫‪ -0‬حجية تاريخ الورقة العرفية بالنسبة للمتعاقدين‪.‬‬
‫إن التاريخ الذي تحملهه الكتابهة العرفيهة المعتهرف بهها أو التهي تثبهت صهحتها بعهد‬
‫إنكارها‪ ،‬ذو حجة قوية بهين المتعاقهدين كمها ههو شهأن بهاقي البيانهات األخهرى الموجهودة‬
‫التي تحملها هذه الورقة وال يسهتطيع األطهراف نقضهه إال باعتمهاد الكتابهة طبقها للقواعهد‬
‫العامة‪ ،‬بحيث ال يجهوز إثبهات مها يخهالف كتابهة أو مها يجاوزهها إال بهدليل كتهابي‪ ،‬إال أن‬
‫يتعلههق األمههر بغههش أو احتيههال‪ 3‬أو صههورية أو شههبهه فيجههوز إثبههات ذلههك بكههل وسههائل‬
‫اإلثبههات الممكنههة‪ .4‬وإذا كههان المتعاقههد نائبهها‪ 5‬عههن األصههيل فههإن جميههع التصههرفات التههي‬
‫يجريههها فههي حههدود نيابتههه تنههتج آثارههها مباشههرة فههي حههق األصههيل‪ 6‬ألن النائههب ال يعتبههر‬
‫"غيههرا" مهها دام يمثههل األصههيل فههي التصههرفات التههي أبرمههها ويتصههرف لحسههابه‪ ،‬فيكههون‬
‫تاريخ الوثهائق العرفيهة سهاريا فهي حقهه ولهو لهم يكهن ثابتها‪ « ،‬إال إذا أثبهت األصهيل عهدم‬
‫صحة التهاريخ وأنهه قهدم مهثال حتهى ال ينكشهف أن التصهرف صهدر فهي وقهت كانهت فيهه‬

‫‪ -2‬إذا كان التاريخ ناتجا عن أدلة أخرى لها نفس القوة القاطعة‪.‬‬
‫ويعتبر الخلف الخاص من الغير‪ ،‬في حكم هذا الفصل إذا كان ال يعمل باسـم مدينـه "‪.‬‬
‫‪ -1‬إن الورقة الرسمية التي استوفت جميع شرائط صحتها هي حجة على الطرفين وعلى الكافة‪ ،‬في كل ما تضمنته‬
‫بالكيفية التي حددها المشرع في الفصلين ‪ 491‬و ‪ 430‬من ق ل ع‪ .‬ومن البديهي أن التاريخ الموضوع على الورقة‬
‫الرسمية‪ ،‬والذي يعد تاريخا لها‪ ،‬يلحقه بدوره طابع الرسمية أيضا فيصير من ثمة حجة على الطرفين وحجة على األغيار‬
‫إلى أن يثبت العكس بإثبات التزوير‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد الكشبور‪ ،‬بيع العقار بين الرضائية والشكل‪ ،‬سلسلة الدراسات القانونية المعاصرة‪ ،‬العدد ‪ ،0‬ط‪0331/0‬م‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬البيضاء‪ ،‬ص‪.13 :‬‬
‫‪ -3‬جاء في قرار صادر عن محكمة النقض المصرية في هذا الصدد ما يلي ‪ « :‬تقديم تاريخ العقد إلخفاء صدوره أثناء‬
‫عته البائع هو تحايل على القانون‪ ،‬يجوز إثباته فيما بين المتعاقدين بالبينة وبالقرائن‪ ،‬وحكم الورثة في هذا الخصوص‬
‫هو حكم مورثهم‪ ،‬وإذا كان يتبين من اإلطالع على المذكرة التي قدمها الطاعنان أمام محكمة االستئناف أنهما تمسكا‬
‫بدفاع أصلي يقوم على أن عقد البيع موضوع النزاع لم يصدر من مورثهما في ‪ 9142/90/90‬كما أثبت به‪ ،‬وإنما‬
‫صدر في تاريخ الحق إلصابته بالعته وإدخاله المستشفى‪ ،‬وأن المقصود بتقديم تاريخ العقد هو تفادي أثر الحجر على‬
‫المورث واستدال على ذلك بعدة قرائن‪ .‬ثم انتهيا إلى طلب إحالة الدعوى إلى التحقيق إلثبات دفاعهما إذا لم تكتف المحكمة‬
‫بالقرائن المقدمة منهما‪ ،‬وكان الحكم المطعون فيه قد أغفل الرد على دفاع الطاعنين سالفي البيان‪ ،‬ولم يشر إليه مع أنه‬
‫دفاع جوهري قد يتغير به وجه الرأي في الدعوى فإنه يكون قد شابه قصور التسبيب‪ » ...‬ـ نقض مدني صادر في ‪33‬‬
‫يونيو ‪ .9129‬طعن ‪ 482‬س ‪ 28‬ق‪ ،‬ذكره األستاذ الكشبور في مرجعه السابق‪ ،‬هامش الصفحة‪.21 :‬‬
‫‪4‬ـ د‪.‬محمد الكشبور‪ ،‬بيع العقار بين الرضائية والشكل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .13 :‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪ .33‬ذ‪ .‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ /3‬ص‪ .912 :‬ذ‪ .‬سمير عبد السيد‬
‫تناغو‪ ،‬أحكام االلتزام واإلثبات‪ ،‬ص‪ .986 :‬ذ‪.‬محمد حسن قاسم‪ ،‬أصول اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪ .929‬د‪.‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬التعليق الموضوعي على قانون اإلثبات‪ ،‬ص‪ .938 :‬د‪ .‬أنور سلطان‪ ،‬قواعد اإلثبات في‬
‫المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ص‪ .88 :‬د‪.‬أحمد شوقي محمد عبد الرحمن‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪282 :‬‬
‫وما يليها‪ .‬عبد المنعم فرج الصدة‪ ،‬اإلثبات في المواد المدنية‪ ،‬ط‪9112‬م‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.938 :‬‬
‫‪ -5‬سواء كانت النيابة اتفاقية كالوكالة‪ ،‬أو قضائية كالحراسة القضائية‪ ،‬أو قانونية كالوالية والوصاية والقيام‪.‬‬
‫‪ -6‬ينص الفصل ‪ 132‬من قانون االلتزامات والعقود على ما يلي‪« :‬التصرفات التي يجريها الوكيل على وجه صحي‬
‫باسم الموكل وفي حدود وكالته تنتج آثارها في حق الموكل فيما له وعليه‪ ،‬كما لو كان هو الذي أجراها بنفسه»‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫النيابههة قهد انقضههت‪ ،‬ولههه أن يثبههت ذلههك بجميههع الطههرق ومنههها البينههة والقههرائن بسههبب مهها‬
‫انطوى عليه تقديم التاريخ من الغش»‪ 1‬فيكون التاريخ العرفي لهذا التصرف حجة علهى‬
‫األصيل إلى أن يثبت أنه غير صحي ‪.‬‬
‫‪ -2‬حجية تاريخ الورقة العرفية بالنسبة للخلف العام‪.‬‬
‫الخلف العام هو من يخلف الشخص في ذمته المالية كلها أو حصة منها‪،‬‬
‫والخالفة العامة تكون بعد الموت وتتحقق بأحد أمرين الميراث أو الوصية‪.2‬‬
‫لذلك فالخلف العام بالنسبة للشخص الطبيعي أي اإلنسان‪ ،‬هو أحد اثنين ‪:‬‬
‫‪ 0‬ـ الوارث سواء كان وحيدا أو مع غيره‪.‬‬
‫‪ 0‬ـ الموصى له من مجموع التركة‪ ،‬كثلثها أو ربعها أو خمسها‪.‬‬
‫وسريان التاريخ الموضوع على الورقهة العرفيهة علهى الخلهف العهام مسهألة جهد‬
‫بديهية‪ ،‬ذلك أن هذا األخير يعد امتدادا لسلفه‪ ،‬بل ويعتبر ممثال من جانهب سهلفه فهي كهل‬
‫العقود التي يبرمها هذا األخير‪ ،‬وإن كانت هذه القاعدة‪ 3‬غيهر مطلقهة فيمها يتعلهق بتهاريخ‬
‫تلك الورقة‪.4‬‬
‫‪ -9‬حجية تاريخ الورقة العرفية بالنسبة للخلف الخاص‪.‬‬
‫الخلف الخاص هو من يتلقى من سلفه حقا كان قائما في ذمة هذا السلف سهواء كهان‬
‫هذا الحق عينيا أو شخصهيا كالمشهتري والموههوب لهه وصهاحب حهق االنتفهاع والهدائن‬
‫المرتهن والمحال له‪ .5‬وطبقا لهذا التعريهف فهإن الخالفهة فهي الحهق الشخصهي ال تتحقهق‬
‫إال إذا كان هذا الحق قائما في ذمة السلف ثم انتقل بعد ذلك إلى الخلهف كمها فهي الحوالهة‬
‫والنزول عن اإليجار‪ ،‬فالمحال لهه خلهف خهاص للمحيهل فهي الحهق المحهال بهه؛ ألن ههذا‬
‫الحق كان موجودا في ذمة المحيل ثم انتقل إلهى المحهال لهه‪ ،‬والمتنهازل لهه عهن اإليجهار‬
‫خلف خاص للمستأجر؛ ألن الحقوق الناشئة عن عقد اإليجهار كانهت فهي ذمهة المسهتأجر‬
‫ثم انتقلت إلى المتنازل له‪ .‬أما إنشاء حق شخصي ابتهداء فهال ينطهوي علهى خالفهة وإنمها‬
‫يخلق عالقة دائنية بين دائن ومدين‪ ،‬كمن ترتب له حهق شخصهي فهي ذمهة شهخص آخهر‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ .‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.302 :‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬عبد المنعم فرج الصده‪ ،‬نظرية العقد في قوانين البالد العربية‪ ،‬ط‪0330‬م‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫ص‪.503-501 :‬‬
‫‪ -3‬قرر المجلس األعلى في اجتهاده أن خلف البائع يتحملون بااللتزامات التي التزم بها سلفهم‪ ،‬وأن الورثة ال يعتبرون‬
‫غيرا بالمفهوم الوارد في الفصل ‪ 88‬من قانون التحفيظ العقاري وقد ورد التنصيص على هاتين القاعدتين في القرارين‬
‫التاليين‪=:‬‬
‫=ـ قرار مدني صادر بتاريخ ‪ 92‬شتمبر ‪ .9132‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى العدد ‪ .42‬ص‪ 60 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫ـ قرار مدني صادر بتاريخ ‪ 92‬نونبر ‪ . 9112‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى‪ .‬العدد ‪ .46‬ص ‪ 903 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫انظر‪. :‬محمد الكشبور‪ ،‬بيع العقار بين الرضائية والشكل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 30 :‬الهامش‪.‬‬
‫‪ -4‬د‪.‬محمد الكشبور‪ ،‬بيع العقار بين الرضائية والشكل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32 :‬‬
‫‪ -5‬د‪ .‬عبد المنعم فرج الصده‪ ،‬نظرية العقد في قوانين البالد العربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.580:‬‬

‫‪86‬‬
‫ال يكون خلفا خاصا له بل يكون دائنا‪ ،‬فالمستأجر ليس خلفا للمؤجر بل هو دائن لهه ألن‬
‫العالقة بينهما تقتصر على إنشاء حقوق شخصية‪.1‬‬
‫فمههن يشههتري مههثال أرضهها أو منههزال يعتبههر خلفهها خاصهها للبههائع بالنسههبة للحههق الههذي‬
‫انتقل إليه‪ ،‬إال أن استرداد البائع لألرض المبيعة أو المنزل من المشتري إثر فسخ البيهع‬
‫أو إبطال هه ال ينطههوي علههى خالفههة مادامههت فكههرة األثههر الرجعههي فههي هههذين الفرضههين‬
‫مقتضاها أن الملكية لم تنتقل أصال‪.2‬‬
‫وبالنسبة لسريان تاريخ الوثيقهة العرفيهة فهي حهق الخلهف الخهاص‪ ،‬البهد مهن التمييهز‬
‫بين فرضين‪:3‬‬
‫* الفرض األول‪ :‬ويكون فيه الخلف الخاص عالما بالتهاريخ‪ ،‬وهنها يسهري فهي حقهه‬
‫ولو لم يكن ثابتا‪ ،‬مع أن األصل هو جهل الخلف الخاص بهذا التاريخ‪ ،‬وعلى من يدعي‬
‫أنه عالم به أن يثبت ذلك طبقا للمبادئ العامة‪.‬‬
‫* الفههرض الثههاني‪ :‬ويكههون فيههه الخلههف الخههاص عالمهها بتههاريخ الوثيقههة العرفي هة ولههم‬
‫يستطع من يدعي خالف ذلك أن يثبت ما يدعيه‪ ،‬ففي ههذه الحالهة ال يكهون ذلهك التهاريخ‬
‫منتجا في حقه إال إذا كان ثابتا‪.‬‬
‫‪ -9‬حجية تاريخ الورقة العرفية بالنسبة للدائنين‪.‬‬
‫يرى غالبية الفقهاء أن الدائن العادي ال يعتبر من الغير وإن لهم يكهن خلفها عامها‬
‫وال خاصا لمدينه‪ ،‬لذلك يسري في حقه التاريخ المبثوث في الوثيقة العرفية وإن لم يكهن‬
‫ثابتا بالكيفية المقررة قانونا‪ .‬أما الدائن الذي تصير حقوقهه متعلقهة بهأموال معينهة بالهذات‬
‫مههن أمههوال المههدين فإنههه خالفهها لههألول ال يحههتج عليههه بتههاريخ الوثيقههة العرفيههة إال إذا كههان‬
‫ثابتا‪ ،4‬ويعتبر دائنا غير سار في حقه تاريخ الوثيقة العرفية إال إذا كان ثابتا من يلي من‬
‫األفراد‪:5‬‬
‫‪ -‬الدائن العادي الذي تعلق حقهه بالمهال موضهوع التصهرف الهذي أعهد المحهرر‬
‫إلثباته‪ ،‬ويدخل في هذا القبيل الدائن الحاجز والذي يتدخل في إجراءات التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬الدائنون المقيدون التالون في المرتبة للدائن الذي حل محله من قام بالوفاء له‬
‫بالنسبة لتاريخ االتفاق على الوفاء مع الحلول‪.‬‬
‫‪ -‬الههدائن المههرتهن وصههاحب الحقههوق المقيههدة األخههرى مههن وقههت تسههجيل نههزع‬
‫الملكية بالنسبة للمحررات العرفية المثبتة لتصرفات تتعلق باستغالل العقار الهذي سهجل‬
‫نزع ملكيته‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عبد المنعم فرج الصده‪ ،‬نظرية العقد في قوانين البالد العربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.580:‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬عبد المنعم فرج الصده‪ ،‬نظرية العقد في قوانين البالد العربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪* .585:‬د‪.‬محمد الكشبور‪ ،‬بيع‬
‫العقار بين الرضائية والشكل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫‪ -3‬د‪.‬محمد الكشبور‪ ،‬بيع العقار بين الرضائية والشكل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38-30 :‬‬
‫‪ -4‬ذ‪ .‬محمد كبوري‪ ،‬توثيق المعامالت الواردة على العقار المحفظ في المحررات العرفية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫‪ -5‬ذ‪ .‬محمد كبوري‪ ،‬توثيق المعامالت الواردة على العقار المحفظ في المحررات العرفية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35 :‬‬

‫‪87‬‬
‫‪1‬‬
‫وعليه متى كان للدائن ضمان عام علهى أمهوال المهدين بمفههوم الفصهل ‪0000‬‬
‫من ق ل ع فإن تهاريخ الوثيقهة العرفيهة يسهري فهي حقهه‪ ،‬بينمها يتغيهر الوضهع كلمها كهان‬
‫حقههه فههي الضههمان متعلقهها بمههال معههين فههال يسههري فههي حقههه التههاريخ المبث هوث بههالمحرر‬
‫العرفي‪.‬‬
‫‪ -9‬حجية تاريخ الوثيقة العرفية إزاء األغيار‪.‬‬
‫انطالقا من الفصل ‪ 005‬مهن ق ل ع فهإن تهاريخ الورقهة العرفيهة ال يسهري فهي‬
‫حق الغير‪ 2‬إال إذا كان ثابتا إمعانا من المشرع في حمايتهه‪ .‬فهإذا لهم يكهن للورقهة العرفيهة‬
‫تاريخ ثابت فال تكون له حجة على الغير الذي يعتبر ذلك التهاريخ غيهر موجهود بالنسهبة‬
‫إليههه مههن أساسههه‪ .‬وثب هوت تههاريخ الورقههة العرفيههة حههدد كيفيتههه الفصههل ‪ 005‬مههن ق ل ع‬
‫المومأ له من خالل خمسة وقائع كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ثبوت تاريخ الوثيقة العرفية من يوم تسجيلها سواء كان ذلك فيي المغيرب‬
‫أو في الخارج‪.‬‬
‫يتحدد تاريخ الوثيقة العرفية فهي ههذه الحالهة عنهد تقهديمها إلدارة التسهجيل ألداء‬
‫الرسوم الواجبة للدولة على التصرف القانوني الذي تثبتهه أو تتضهمنه‪ ،‬وعنهد ذلهك تقهوم‬
‫اإلدارة المعنية باستخالص الرسوم المتوجبة لها وتضع طابعها على المحرر مصهحوبا‬
‫بالتههاريخ الههذي تههم فيههه ذلههك التسههجيل‪ ،3‬وهههذا التههاريخ يعتبههر ثابتهها ورسههميا وال يمكههن‬
‫لألطراف واألغيار التحلل منه إال بالطعن فيه بالزور‪.4‬‬
‫ب‪ -‬ثبوت تاريخ الوثيقة العرفية من يوم إيداعها بين يدي موظف‬
‫عمومي‪.‬‬
‫كلما أودع األفراد وثائقهم أمام موظف عمومي لسبب ما مهما كان إال وأكسهب‬
‫هذا التصرف وثائقهم تاريخا ثابتا بغض النظر عن اإلدارة التي يعمل بها الموظف‪ ،‬بهل‬
‫وإن كان موثقا عصريا فليس هناك ما يمنعه قانونا مهن إكسهاب الوثهائق العرفيهة تاريخها‬
‫ثابتهها‪ ،‬وإن كههان لههيس مههن مهامههه المصههادقة علههى نسههبة التوقيههع لصههاحبه التههي أناطههها‬
‫المشرع بجهات محصورة قانونا كما مر بنا‪.5‬‬

‫‪ -1‬يقول الفصل ‪ 0000‬من ق ل ع‪" :‬أموال المدين ضمان عام لدائنيه‪ ،‬ويوزع ثمنها عليهم بنسبة كل واحد منهم ما لم‬
‫توجد بينهم أسباب قانونية لألولوية"‪.‬‬
‫‪ -2‬الغير هو كل شخص عدا العاقدين وخلفائهما ودائنيهما ممن يسري تاريخ الورقة العرفية عليهم بالشكل المار بنا‪.‬‬
‫‪ -3‬ذ‪ .‬محمد كبوري‪ ،‬توثيق المعامالت الواردة على العقار المحفظ في المحررات العرفية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31 :‬‬
‫‪ -4‬د‪.‬محمد الكشبور‪ ،‬بيع العقار بين الرضائية والشكل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33 :‬‬
‫‪ -5‬خالفا لما ذهب إليه األستاذ محمد الكشبور الذي رأى أن ال مانع يمنع الموثق العصري من اإلشهاد على صحة نسبة‬
‫التوقيع لصاحبه‪ .‬انظر مرجعه المذكور‪ ،‬ص‪.33:‬‬

‫‪88‬‬
‫ج‪ -‬ثبوت تاريخ الوثيقة العرفية من يوم الوفاة أو من يوم العجز الثابت‬
‫إذا كان الذي وقع عليها بصفته متعاقدا أو شاهدا قد توفي أو‬
‫أصبح عاج از عن الكتابة بدنيا‪.‬‬
‫طبقههها للفصهههل ‪ 005‬مهههن ق ل ع فهههإن المتعاقهههدين ـ أو المتعاقهههد الهههذي يتمسهههك‬
‫بالتههاريخ الموضههوع علههى الوثيقهة العرفيههة ـ إذا صههاروا فههي وضههع مههادي يسههتحيل معههه‬
‫عليهما فيه ممارسة الغش لعجز أصابهم‪ ،‬فإن تاريخ ذلك العجز يعتبر تاريخا ثابتا‪.‬‬
‫وقد ذهب األستاذ محمد الكشبور إلى أن القرينة التي أخذ بها المشرع هنا تبقهى‬
‫قرينة بسيطة يمكن إثبات عكسها بخصوص العجز البدني دون الوفاة خاصة وأن هناك‬
‫أشخاصا تقطع أيديهم إلصابتهم في حهوادث السهير وغيرهها ومهع ذلهك تعهودوا بسهرعة‬
‫علههى مسههك القلههم بههالفم أو بأصههابع إحههدى الههرجلين واسههتطاعوا الكتابههة والتوقيههع بتلههك‬
‫الكيفية ولهذا السبب قرر أن العجهز البهدني فقهط يعتبهر قرينهة بسهيطة علهى عهدم إمكانيهة‬
‫الكتابههة والتوقيههع‪ ،‬خالف ها للمههوت الههذي يعههدم وجههود اإلنسههان بحيههث مههن غيههر المتصههور‬
‫تدخله في عملية تعاقد ما بعده‪.1‬‬
‫د‪ -‬ثبييوت تيياريخ الوثيقيية العرفييية ميين يييوم التأشييير عل ي الورقيية ميين طييرف‬
‫موظف مأذون له أو من طرف قاض سواء في المغرب أو في الخارج‪.‬‬
‫يتجه المتعاقدان بموجب عقد عرفي إلهى مصهلحة تصهحي اإلمضهاءات التابعهة‬
‫للجماعة المحلية البلدية أو القرويهة قصهد اإلشههاد علهى صهحة نسهبة توقيعهمها وإكسهاب‬
‫وثيقتهما تاريخا ثابتا طبقا للفصل ‪ 005‬من ق ل ع‪.‬‬
‫فالموظف العمومي الذي أناط به المشرع اإلشهاد علهى صهحة نسهبة التوقيعهات‬
‫ال يكتفي بهذلك اإلشههاد‪ ،‬وإنمها يضهع إلهى جانبهه التهاريخ الهذي أجهري فيهه‪ ،‬وههو تهاريخ‬
‫ثابت بطبيعة الحال ال يمكن التحلل منه إال بادعاء الزور‪.‬‬
‫ويمكن أن يتم التأشير أو المصادقة على الورقة العرفية من طرف قاض سهواء‬
‫داخل المغرب أو خارجه‪ .‬ومن ههذا القبيهل أن تكهون دعهوى جاريهة أمهام القضهاء فيبهرم‬
‫المتنازعههان صههلحا لفههض النههزاع بينهمهها‪ ،‬فيحررانهه فههي ورقههة عرفيههة ثههم يههدليا بههها أمههام‬
‫القاضي الذي يقوم بالمصادقة على مضمونها‪ ،‬ومنه أيضها تقهديم ورقهة عرفيهة للمحهافظ‬
‫علههى األمههالك العقاريههة الههذي قههد يؤشههر عليههها أو يصههادق عليههها فتصههير مههن ثمههة ثابتههة‬
‫التاريخ‪.2‬‬
‫ه ‪ -‬ثبوت تاريخ الوثيقة العرفية الناتج عن أدلة أخرى قاطعة‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬محمد الكشبور‪ ،‬بيع العقار بين الرضائية والشكل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32 :‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬محمد الكشبور‪ ،‬بيع العقار بين الرضائية والشكل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .30 :‬ذ‪ .‬محمد كبوري‪ ،‬توثيق المعامالت‬
‫الواردة على العقار المحفظ في المحررات العرفية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33 :‬‬

‫‪89‬‬
‫جعل المشرع المغربي تاريخ الوثيقة العرفية تاريخا ثابتا وساريا في حق الغير‬
‫كلما نتج عن أدلة أخهرى لهها قهوة قاطعهة كهأن يهرد ذكهر ههذه الوثيقهة العرفيهة فهي وثيقهة‬
‫رسمية أو على األقل في وثيقة أخرى عرفية ثابتة التاريخ ففي مثل هذه الحهاالت يكهون‬
‫تاريخ الوثيقة العرفية األولى ثابت وهو نفس تاريخ الوثيقهة الرسهمية أو الوثيقهة العرفيهة‬
‫الثابتههة التههاريخ التههي ذكرتههها وأشههارت إليههها‪ .1‬كمهها إذا أشههارت وثيقههة تثبههت عقههد بيههع ـه‬
‫رسمية كانهت أو عرفيهة ثابتهة التهاريخ ـ إلهى عقهد وكالهة عرفيهة صهادرة مهن البهائع إلهى‬
‫وكيل يبيع بالنيابة عنه‪ ،‬فهنا إذا كان التوكيهل غيهر ثابهت التهاريخ يصهب ذا تهاريخ ثابهت‬
‫هو تاريخ الورقة التي ذكرته‪.‬‬
‫ولإلشارة فهإن المشهرع الفرنسهي اقتصهر علهى ثالثهة إجهراءات إلثبهات التهاريخ‬
‫وهي‪ * :‬تسجيل الورقة العرفية وفقا إلجراءات معينة؛‬
‫* ذكر مضمون الورقة العرفية في ورقة رسمية؛‬
‫* توقيع معترف به من شخص متوفى طرفا كان أو شاهدا‪.‬‬
‫غير أن مجمل هذه المهام المارة بنا والتي يضطلع بها الموثق العصري لم تعهد‬
‫وحدها تشكل جميع االختصاصات التي أسندها إليه المشهرع المغربهي‪ ،‬بعهد أن ظههرت‬
‫في اآلونة األخيرة مجموعة من التشريعات التي أضافت للموثق العصهري مههام جديهدة‬
‫وعلههى الخصههوص مههن ذلههك القههانون ‪ 225.58‬المتعلههق بالتبههادل االلكترونههي للمعطيههات‬
‫القانونية الصادر مؤخرا والذي خوله من ضمن المخولين بإصدار الوثائق االلكترونية‪.‬‬

‫الع صري‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إ صدار الموثـق‬


‫للمحررات اإللكترونية‪.‬‬
‫لقد أدى االنتشار المتنامي للتجارة اإللكترونية والتعامالت الحديثة التي تتم عن‬
‫بعهههد بواسهههطة وسهههائل تقنيهههة حديثهههة تنقهههل المعلومهههات والبيانهههات إلكترونيههها عبهههر شهههبكة‬
‫االنترنيت‪ ،‬إلى اتجاه نظر المشرعين نحو تطويع وسهائل اإلثبهات التقليديهة حتهى تهتالءم‬
‫مع مستجدات هذا التطور‪ ،‬خاصة وأن قواعد اإلثبهات ههذه كانهت وضهعت علهى أسهاس‬
‫من التصور التقليدي للمستند الورقي المتضمن كتابة وتوقيعا يدويا‪ ،‬في حهين نجهد كافهة‬
‫المعامالت اإللكترونية الحديثة تتم بواسطة وسهائل تقنيهة بعيهدة تمهام البعهد عهن األشهكال‬
‫الورقيههة للمسههتندات؛ وهههذا بحههد ذاتههه يمثههل فههي حقيقههة األمههر فجههوة عميقههة بههين الواقههع‬
‫والقههانون والتههي ال يمكههن تههداركها إال بههالتفكير الجههدي فههي مههدى مالئمههة تلههك القواعههد‬
‫القانونية التقليدية المنظمة لقواعد اإلثبات مع هذا التطور الهائل‪.‬‬

‫‪ -1‬السنهوري‪ ،‬الوسيط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/0‬ص‪.000-002 :‬‬


‫‪ -2‬الصادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9-02-931‬بتاريخ ‪ 91‬من ذي القعدة ‪ 9436‬هـ الموافق ل ‪ 20‬نوفمبر‬
‫‪3002‬م‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2264‬بتاريخ ‪ 32‬من ذي القعدة ‪ 9436‬هـ الموافق ‪ 8‬ديسمبر ‪ 3002‬م‪،‬‬
‫ص‪ 2621 :‬وما يليها‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫وقههد أثههارت مههدى قابليههة قواعههد اإلثبههات التقليديههة للتطبيههق علههى المعههامالت‬
‫اإللكترونية نقاشات واسعة في وسط البهاحثين والدارسهين القهانونيين‪ ،‬نجهم عنهها ظههور‬
‫ما يص نعته بالفروع والموضهوعات القانونيهة التهي اسهتلزمت بلهورة تشهريعات دوليهة‬
‫تعالج مستجداتها‪.1‬‬
‫وقههد سههار المشههرع المغربههي علههى هههذا الههنهج حههين أحههدث بموجههب التشههريع‬
‫المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية رقم ‪ 28.58‬ثورة حقيقية علهى المفههوم‬
‫الكالسيكي للدليل الكتهابي الراسهخ فهي منظومهة اإلثبهات المغربهي‪ ،‬حيهث كانهت الوثهائق‬
‫اإللكترونية قبل هذا القانون تخضع كلية للسلطة التقديرية لقاضي الموضوع‪ ،‬شأنها فهي‬
‫ذلك شأن كافة وسائل اإلثبات الحر العاملة فهي الميهادين الجنائيهة والتجاريهة واإلداريهة‪،‬‬
‫حيث قناعة القاضي هي الحكم والفيصهل‪ ،‬غيهر أن مها كرسهه القهانون ‪ 25.58‬مهن قيمهة‬
‫ثبوتيههة للوثههائق والمحههررات اإللكترونيههة‪ ،‬سههيؤرخ لمرحلههة جديههدة مههن تعههاطي المشههرع‬
‫المغربي مع وسائل االتصال والتعاقد الحديثة‪ .‬وفي هذا السياق أصب الموثق العصري‬
‫مخههوال صههالحية إصههدار المحههررات اإللكترونيههة الموثقههة لتصههرفات األطههراف بغههض‬
‫النظر عن طبيعتها أهي رسمية أم عرفية‪.‬‬
‫فههي ضههوء مهها سههبق نقسههم العمههل هنهها مههن خههالل الحههديث فههي النظريههة العامههة‬
‫للمحررات اإللكترونية(أوال) ثم في توثيقها من طرف الموثق العصري(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬النظريـــة العامـــة للمحـــررات‬


‫اإللكترونية‪.‬‬
‫لههم يعههد المفهههوم الحههديث للوثههائق يقتصههر علههى المحههررات واألوراق التقليديههة‬
‫فحسههب‪ ،‬وإنمهها صههار يشههمل فضههال عههن ذلههك األوراق المرسههلة عبههر وسههائل االتصههال‬
‫التقنيههة الحديثههة كالفههاكس واالنترنيههت ممهها يمكههن وضههعه فههي صههورة رقميههة وتخزينههه‬
‫كبيانات إلكترونية على أقراص مدمجة‪.2‬‬
‫فالكتابة ـ بعد أن لم تعهد متصهلة بفكهرة الهورق ـ يمكهن تحديهدها بأنهها مجموعهة‬
‫الرمههوز المرئيههة التههي تعبههر عههن القههول أو الفكههر بغههض النظههر عههن الوسههيلة أو اللغههة‬
‫المستعملة فيها‪ ،‬وبهذا يتض أن فكرة ارتباط المحرر بالورقهة المكتوبهة ينبغهي تعهديلها‬
‫كههي تشههمل المحههرر اإللكترونههي الرقمههي مثلمهها تشههمل المحههرر الكتههابي علههى حههد سههواء‪.‬‬
‫وتجهدر اإلشههارة إلههى أن كثيههرا مهن التشههريعات المدنيههة عههدلت مهن أحكههام قوانينههها حتههى‬
‫تتالءم مع التطهور التقنهي لوسهائل االتصهال الحديثهة ومهع المفههوم الجديهد للكتابهة وبههذا‬

‫‪1‬‬
‫‪- http://www.eastlaws.com/iglc/research/research-‬‬
‫‪show.php?id=383&myuser=&PHPSESSID=56c63d865ffce47f0cbc37968c64d6dd‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-http://www.eastlaws.com/iglc/research/research-‬‬
‫‪show.php?id=383&myuser=&PHPSESSID=56c63d865ffce47f0cbc37968c64d6dd‬‬

‫‪91‬‬
‫نجد المشرع المغربهي عهدل مهن بعهض الفصهول الهواردة فهي ق‪.‬ل‪.‬ع وخاصهة مهن ذلهك‬
‫الفصول ‪ 001‬و‪ 005‬و‪ 002‬و‪ 008‬كي تتالءم مع هذا التطور‪.‬‬

‫ــررات‬
‫ــدلول المحـ‬
‫ــى‪ :‬مـ‬
‫ــرة األولـ‬
‫الفقـ‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫لم يتطرق المشرع المغربي لتعريف الكتابة اإللكترونيهة وحسهنا فعهل مها دامهت‬
‫التعريفات شأن الفقه والقضاء‪ ،‬لكن بهالرجوع للتشهريع المصهري نجهده نهص فهي المهادة‬
‫‪ 0/0‬مههن قههانون التوقيههع اإللكترونههي رقههم ‪ 05‬لسههنة ‪0220‬م علههى أنههه يقصههد بالكتابههة‬
‫اإللكترونية "كهل حهروف أو أرقهام أو رمهوز أو أي عالمهات أخهرى تثبهت علهى دعامهة‬
‫إلكترونيهههة أو رقميهههة أو ضهههوئية أو أيهههة وسهههيلة أخهههرى مشهههابهة وتعطهههي داللهههة قابلهههة‬
‫لهههإلدراك"‪ ،‬علهههى أن المحهههرر اإللكترونهههي حسهههب المهههادة ‪ 0/0‬ههههو "رسهههالة تتضهههمن‬
‫معلومات تنشأ أو تدمج أو تخهزن أو ترسهل أو تسهتقبل كليها أو جزئيها بوسهيلة إلكترونيهة‬
‫أو رقمية أو ضوئية أو بأية وسيلة أخرى مشابهة"‪.1‬‬
‫وقد تناول المشرع الفرنسهي الكتابهة اإللكترونيهة فهي المهادة ‪ 0801‬مهن القهانون‬
‫المدني الفرنسي والتي تنص علهى أن‪" :‬اإلثبهات الخطهي‪ ،‬أو اإلثبهات بالكتابهة ينهتج عهن‬
‫كهههل تتهههابع للحهههروف أو الخصهههائص أو األرقهههام أو أي رمهههوز أو إشهههارات ذات داللهههة‬
‫تعبيرية مفهومة وواضحة أيا ما كانت دعامتها أو وسيلة نقلها"‪.2‬‬
‫أما المشرع األردني فارتأى تعريف الكتابة اإللكترونيهة بأنهها مجمهل "البيانهات‬
‫والنصهههوص والصهههور واألشهههكال واألصهههوات والرمهههوز وقواعهههد البيانهههات وبهههرامج‬
‫الحاسوب وما شابه ذلك"‪.3‬‬
‫ويتضههه مهههن ههههذه النصهههوص المهههارة بنههها أن كهههال مهههن المشهههرعين المصهههري‬
‫والفرنسههي واألردنههي قههد تبن هوا مفهومهها موسههعا للكتابههة‪ ،‬واعترف هوا بالكتابههة اإللكترونيههة‬
‫ومنحوها نفس الحجية القانونية المقررة للكتابة التقليدية لإلثبات‪.‬‬
‫وال ريب في أن إصدار التشريعات التي تعترف بالكتابة اإللكترونيهة مهن شهأنه‬
‫أن يضع حدا للغموض والجدل الذي كان يكتنف هذا النوع من الكتابة ويواكهب التطهور‬
‫الفني الهائل في مجال تقنيات االتصال‪ ،4‬حتى تضطلع الكتابة اإللكترونيهة بهنفس الهدور‬
‫الذي قامت به الكتابة التقليدية‪ ،‬طالمها أنهه يمكهن قراءتهها وتهدل بوضهوح علهى مضهمون‬
‫التصرف القانوني‪ ،‬وطالما كانت مدونة على دعامة إلكترونية تضمن لهها االسهتمرارية‬

‫‪ -1‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني في ضوء التشريعات العربية واالتفاقيات الدولية‪ ،‬ط‪،0221.‬‬
‫دار الجامعة الجديدة‪-‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪.053 - 83 :‬‬
‫‪ -2‬د إيمان مامون أحمد سليمان‪،‬إبرام العقد اإللكتروني وإثباته‪ ،‬ط‪،0223/‬دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية‪،‬ص‪.033 :‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬لورنس محمد عبيدات‪ ،‬إثبات المحرر اإللكتروني‪ ،‬ط‪/0.‬اإلصدار الثاني‪0082،‬هـ‪0223‬م‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪( ،32 :‬رسالة دكتوراه من معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬مصر)‪.‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬خالد حمدي عبد الرحمن‪ ،‬التعبير عن اإلرادة في العقد اإللكتروني‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫ط‪0225.‬م‪ ،‬ص ‪.083‬‬

‫‪92‬‬
‫وتخول لألطهراف الرجهوع إليهها عنهد الضهرورة دون أن يلحقهها أي تعهديل فهي بياناتهها‬
‫على نحو يوفر للمتعاملين األمان والثقة‪.‬‬
‫والمشرع المغربي بعدما عدل النظام القانوني للدليل الكتابي‪ ،‬اعتبره فهي آخهر‬
‫المطهههاف كهههل "إشهههارات أو رمهههوز أخهههرى ذات داللهههة واضهههحة كيفمههها كانهههت دعامتهههها‬
‫وطريقة إرسالها"‪ ،‬ونتيجة لههذا لهم يعهد الهدليل الكتهابي مرتبطها أو منحصهرا فهي الهورق‬
‫وال في طريقة تبادله‪ ،‬حيث إن الدعامة الحاملة لم يعد لها دور مؤثر؛ إذ يمكن أن تكون‬
‫دعامههة افتراضههية – أي ال ماديههة – شههريطة أن يبقههى الههدليل قههابال لالستحضههار فههي أي‬
‫لحظة ما يعني أن الدليل الكتابي من الناحية التقنية يتميز بالحياد‪.1‬‬
‫وعلههى كههل حههال‪ ،‬فكلههي المحههررين اإللكترونههي والههورقي يتمههاثالن فههي كونهمهها‬
‫ينطويان معا على رموز تعبر عن حقيقة التصرف المبرم بين المتعاقدين‪ ،‬كما يتماثالن‬
‫أيضهها فههي إمكانيههة اتصههافهما معهها بالطههابع الرسههمي وكههذا العرفههي‪ ،‬غيههر أنهمهها يختلفههان‬
‫جوهريهها مههن جهههة كههون مضههمون المحههرر الكتههابي يمكههن التوصههل إليههه بمجههرد النظههر‪،‬‬
‫بينمهها المحههرر االلكترونههي ال يههتم تعههرف محتههواه إال بعههد أن يههدخل فههي نظههام تشههغيل‬
‫إلكتروني‪.2‬‬

‫الفقــرة الثانيــة‪ :‬شــروط المحــررات‬


‫اإللكترونية‪.‬‬
‫إن وصف الدليل الكتابي يصدق على كهل دعامهة يمكهن أن تهدون عليهها الكتابهة‬
‫بحيث يمكن قراءتها‪ ،‬وأن يكون هذا التدوين بشهكل مسهتمر ودائهم‪ ،‬وغيهر قابهل للتعهديل‬
‫ولو كانت الكتابة غير ملموسة عنهد تهدوينها علهى الدعامهة‪ ،‬ومهن خهالل ههذا يتضه أنهه‬
‫يشترط لالعتداد بالمحرر اإللكتروني كوسيلة إثبات كاملة أربعة شروط وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -0‬أن تكون الكتابة مقروءة‪.‬‬
‫إن الكتابههة اإللكترونيههة إنمهها تكههون علههى شههكل معههادالت خواريزميههة تنفههذ مههن‬
‫خههالل عمليههات إدخههال البيانههات وإخراجههها بواسههطة حاسههوب‪ ،‬وتههتم مههن خههالل تغذيههة‬
‫الجهاز بهذه المعلومات عن طريق وحهدات اإلدخهال التهي تتبلهور فهي لوحهة المفهاتي أو‬
‫استرجاع المعلومات المخزنة فهي وحهدة المعالجهة المركزيهة‪ ،‬وبعهد الفهراغ مهن معالجهة‬
‫البيانههات تههتم كتابتههها علههى أجهههزة اإلخههراج متمثلههة فههي شاشههة الحاسههب أو طباعههة هههذه‬
‫المحهههررات علهههى الطابعهههة أو األقهههراص الممغنطهههة أو أي وسهههيلة مهههن وسهههائل تخهههزين‬
‫البيانات‪.3‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية (القانون المغربي رقم ‪ :)25.58‬دراسة تحليلية نقدية‪،‬‬
‫ط‪0223/0‬م‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬المغرب‪ ،‬ص‪.05 -00 :‬‬
‫‪ -2‬دة‪ .‬ايمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني وإثباته‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 032‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬لورنس محمد عبيدات‪ ،‬إثبات المحرر اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 13 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫والكتابههة بصههفة عامههة وحتههى تكههون دلههيال فههي اإلثبههات يشههترط فيههها أن تكههون‬
‫مقروءة‪ ،‬وأن تكون واضحة حتى يمكن فهمهها وإدراك محتواهها‪ ،‬ويسهتوي فهي ذلهك أن‬
‫تكون على دعامة ورقية أو إلكترونية‪ ،‬أو أن يكون قد تم تدوينها بحهروف أو بيانهات أو‬
‫رموز‪ ،‬ولهيس يشهترط أن تهتم قهراءة المحهرر مهن اإلنسهان مباشهرة‪ ،‬وإنمها يكفهي أن تهتم‬
‫القراءة ولو بطريقة غير مباشرة باستخدام وسيط آلي‪.1‬‬
‫‪ -2‬استمرار الكتابة ودوامها‪.‬‬
‫يشترط لالعتهداد بالكتابهة فهي اإلثبهات ـ باإلضهافة إلهى كونهها مقهروءة ـ أن يهتم‬
‫التدوين على وسهيط يسهم بثبهات الكتابهة عليهه واسهتمرارها بحيهث يمكهن الرجهوع إلهى‬
‫المحرر كلما كان ذلك الزما لمراجعة بنود العقهد أو لعرضهه علهى القضهاء عنهد حهدوث‬
‫خالف بين أطرافه‪.‬‬
‫فإذا كانت الدعامات الورقية بحكم تكوينها المادي تسم بتحقيق ههذه الشهروط‪،‬‬
‫فإن استخدام الدعامات االلكترونية يثير التساؤل عن مدى تحقق ههذا الشهرط فيهها حتهى‬
‫يمكن اعتبارها من قبيل المحررات الكتابيهة‪ ،‬وفهي ههذا الصهدد فهإن الخصهائص الماديهة‬
‫للوسيط االلكتروني قد تمثل عقبة في سبيل تحقق ههذا الشهرط‪ ،‬ذلهك أن التكهوين المهادي‬
‫والميكهانيكي للشههرائ الممغنطهة وأقههراص التسهجيل المسههتخدمة فهي التعاقههد عهن طريههق‬
‫االنترنت‪ ،‬تتميز بقدر من الحساسية بما يعرضها للتلف السريع عند اختالف قهوة التيهار‬
‫الكهربائي أو االختالف الشديد في درجة حرارة تخزين ههذه الوسهائط‪ ،‬وههي بهذلك تعهد‬
‫أقههل قههدرة مههن األوراق علههى االحتفههاظ بالمعلومههات لمههدة طويلههة‪ ،‬لكههن رغههم هههذا تبقههى‬
‫للكتابة اإللكترونية قوتها اإلثباتية المعتبرة ‪.2‬‬
‫والهههدف األسههاس مههن حفههظ المحههررات بكههل صههنوفها هههو إمكانيههة قراءتههها‬
‫والرجوع إليها عند الحاجة الستخراج نسخة عنها قصهد اإلدالء بهها لهدى مهن لهه النظهر‬
‫أو االستظهار بها في نزاع قضائي‪ ،‬وهذا الجانب هو عنصر مشترك بهين حفهظ الوثيقهة‬
‫اإللكترونية وحفظ الوثائق العادية ‪.‬‬
‫ولعل أهم هدف للحفظ هو تأمين سالمة الوثيقة اإللكترونية من كل تحريف أو‬
‫تغيير أو إتالف عفوي أو قصدي؛ إذ أن طبيعة الوثيقة اإللكترونية وخاصياتها تجعلها‬
‫عرضة لمثل تلك المخاطر ولو نتيجة لخطإ غير مقصود في استعمال األجهزة‬
‫اإلعالمية؛ لذلك فإن وسيلة الحفظ يجب أن تؤمن بقاء الوثيقة على شكلها النهائي‬
‫وتحميها من األخطار السالفة الذكر ‪.3‬‬
‫وتبعا لهذا الهدف األساسي من الحفظ فقد اشترطت الفقرة الثانية من الفصل‬
‫‪ 001-0‬مكرر أن تكون الوثيقة "محفوظة وفق شروط من شأنها ضمان تماميتها"‪،‬‬
‫وهي عبارة عامة في فحواها تسم باستيعاب أي تطور يلحق وسائل الحفظ والتخزين‬
‫‪ -1‬د‪ .‬إيمان مامون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني وإثباته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.030 :‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬إيمان مامون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني وإثباته‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.030 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- http://poenes.maktoobblog.com/828866‬‬

‫‪94‬‬
‫للمعطيات‪ .‬وعليه فوسائل حفظ الوثيقة اإللكترونية أو الحامل اإللكتروني المعد للحفظ‬
‫بهذا المعنى‪ ،‬يجب دون شك أن يؤمن إمكانية الرجوع للوثيقة طيلة المدة المطلوبة‬
‫لحفظها‪ ،‬والتساؤل المطروح هنا بالنظر إلى أن بعض الوثائق كالمحررات الدالة على‬
‫العقود اإللكترونية قياسا على المحررات الدالة على العقود الكتابية يحتفظ بها لمدة‬
‫غير محدودة قد تبلغ عشرات بل مئات السنوات‪ ،‬فهل إن الوسائل الفنية المتاحة حاليا‬
‫لحفظ الوثائق اإللكترونية تؤمن ذلك لمدة غير محدودة؟‬
‫تبقههى اإلجابههة علههى هههذا التسههاؤل غيههر متيسههرة فههي ظههل تفههاوت تقنيههات الحفههظ‬
‫اإللكتروني المتوفرة حاليها مهن حيهث درجهة بقائهها صهالحة للتخهزين‪ ،‬فمهدة الحفهظ علهى‬
‫األقراص اللينة مثال ال تتجاوز بضهع سهنوات‪ ،‬وههي ال تهؤمن الوثوقيهة المطلوبهة لحفهظ‬
‫الوثائق اإللكترونية‪ ،‬ومن ناحيهة أخهرى فهإن مصهنعي بقيهة الحوامهل اإللكترونيهة بشهتى‬
‫أنواعها وإن كانوا يعلنون عن مدة صالحية ووثوقية قد تتجاوز العشرين سنة وقهد تبلهغ‬
‫مائة سنة بالنسبة لبعض األقراص المضغوطة‪ ،‬فإن ال أحد منهم يجرؤ على ضمان تلك‬
‫الحوامل لمدة غير محدودة أو على األقل لمدة طويلة كما وصفنا‪.‬‬
‫ومهن ناحيهة ثانيهة مهن يضهمن أن الوسهائل الفنيهة المتهوفرة اليهوم لقهراءة فحهوى‬
‫الحوامههل اإللكترونيههة سههوف تبقههى متههوفرة بعههد عشههرات أو مئههات السههنوات؟ ال شههك أن‬
‫طور التقنيات اإلعالمية مبني علهى التناسهق والتجهانس‪ ،‬والوسهائل األكثهر حداثهة قهادرة‬
‫على التعامهل مهع المنظومهات القديمهة إال أن تهاريخ تطهور الوسهائل اإلعالميهة يثبهت أن‬
‫بعههض المنظومههات للحفههظ ظهههرت واضههمحلت‪ ،‬وبالتههالي ال يمكههن اعتمههاد مثههل ههههذه‬
‫الحوامهل المههددة بهالزوال أو المههددة وسهائل الولهوج إليهها باالضهمحالل مها دامهت ال‬
‫توفر الدرجهة المطلوبهة مهن الوثوقيهة‪ ،‬وههذه مهن جملهة اإلشهكاليات التهي يطرحهها حفهظ‬
‫الوثيقة اإللكترونية وهي ال تقل أهمية عن اإلشهكاليات التهي يطرحهها مبهدأ وجهوب عهدم‬
‫قابلية الكتابة للتعديل‪.‬‬
‫‪ -9‬عدم قابلية الكتابة للتعديل‪.‬‬
‫يشترط في الكتابة حتى تصب دلهيال فهي اإلثبهات أن تكهون خاليهة مهن أي عيهب‬
‫يؤثر في صحتها كالكشهط والمحهو والتحشهير‪ ،‬فهإذا كانهت هنهاك أيهة عالمهات تهدل علهى‬
‫التعديل في بيانهات المحهرر فهإن ذلهك ممها ينهال مهن قوتهه فهي اإلثبهات‪ ،‬وبهالرغم مهن أن‬
‫الكتابهة اإللكترونيهة تكهون علهى وسهيط غيهر مهادي‪ ،‬إال أن نظهم المعلومهات الحديثهة بمهها‬
‫تتيحه من أساليب متطورة يمكن لها أن تكشهف عهن أي تعهديل فهي البيانهات اإللكترونيهة‬
‫وأن تحههدد بدقههة البيانههات المعدلههة وتههاريخ تعههديلها‪ ،‬كمهها أن االسههتعانة بجهههات التصههديق‬
‫اإللكتروني يمكن أن يحل هذه المشكلة عند ادعاء أي طرف من األطهراف المتعاقهدة أن‬
‫هناك عبثا أو تعديال في بيانات المحرر اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -9‬التحقق من هوية الشخص مصدر الوثيقة‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫لعل الغاية من اشتراط سماح الوثيقهة اإللكترونيهة بهالتحقق مهن هويهة مصهدرها‬
‫هههو ربههط المسههؤولية عههن هههذه الوثيقههة االلكترونيههة بمههن صههدرت عنههه واقعهها وقانونهها‪،‬‬
‫والمالحظ أن المشرع لم يستعمل عبهارة "مهن نسهبت إليهه" فهي الفصهل ‪ 001-0‬ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫وإنما استعمل بدلها عبارة "صدرت عنه" وقد أحسهن صهنعا‪ ،‬مها دامهت الوثيقهة والحالهة‬
‫هاته قد تصدر عن شخص وتنسب لشخص آخر كما في حالة التزوير وهكذا‪ ،‬فالمشهكل‬
‫قد يطرح عندما يقوم صاحب مفتهاح التشهفير بتسهليمه لغيهره فيصهدر ههذا األخيهر وثيقهة‬
‫إلكترونية بواسطة ههذا المفتهاح‪ ،‬فتنسهب مهن الناحيهة القانونيهة لصهاحب التوقيهع ولهو أن‬
‫غيره هو الهذي أصهدرها مهن الناحيهة الواقعيهة‪ ،‬غيهر أنهه فهي ههذه الحالهة وشهبهها يمكهن‬
‫القهههول إن صهههاحب التوقيهههع القهههانوني يعتبهههر مصهههدرا للوثيقهههة مههها لهههم تسهههتقر آراء الفقهههه‬
‫واجتهادات القضاء على خالفه‪.1‬‬
‫وإذا كان التوقيع اإللكترونهي ههو رائهز نسهبة مضهمون المحهررات اإللكترونيهة‬
‫للملتزم بها فإن تعرف قواعد وضوابط هذا التوقيع يبقى مع ذلك أمرا جوهريا‪.‬‬

‫الفقــرة الثالثــة‪ :‬النظــام القــانوني‬


‫للتوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫يعتبههر التوقيههع اإللكترونههي جههزءا مههن العقههود التجاريههة اإللكترونيههة سههواء‬
‫المحليههة منههها أو الدوليههة التههي يعيشههها العههالم اليههوم‪ ،‬فهههو المحههدد والكاشههف لشخصههية‬
‫أطراف العمليات التعاقدية‪ ،‬وهو الذي يعطي األمان القانوني لهذه العمليات‪ ،‬كما أن لهه‬
‫دورا هاما في مرحلة اإلثبات عند نشوء المنازعات بين األطراف المتعاقدة‪.‬‬
‫وليكههون المحههرر اإللكترونههي دليههل إثبههات كامههل يلزمههه المههرور بمرحلههة مهمههة‬
‫تضفي عليه درجة من الثقة واألمان‪ ،‬وهي مرحلة التصهديق علهى التوقيهع اإللكترونهي؛‬
‫لذلك فقد بادرت العديد من الدول ومنها المغرب بطبيعة الحال إلى إنشهاء هيئهة مختصهة‬
‫بالمصادقة على التوقيع اإللكتروني وإصدار شهادات التوثيق‪.‬‬
‫‪ -0‬مشتمالت التوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫يعتبر التوقيع اإللكتروني أهم عنصر في الورقة اإللكترونية‪ ،‬فههو الهذي ينسهب‬
‫مضمونها إلى من يراد االحتجاج عليه بهها‪ ،‬فهإذا كانهت الورقهة الموقعهة بخهط اليهد تعبهر‬
‫عن رضا صاحبها والتزامه بمقتضياتها‪ ،‬فإن التوقيهع اإللكترونهي ههو الهذي يميهز هويهة‬
‫الموقع ويكشف التزامه بمضمون السند اإللكتروني واعتماده إياه‪.‬‬
‫والتوقيههع اإللكترونههي بمعن هاه المتههداول وبكههل الصههور التههي يتخههذها‪ ،‬ال بههد أن‬
‫تتحقق فيه مجموعة من الشروط حتى يؤدي الوظائف التي يرتجيها األطراف منه‪.‬‬
‫‪ -0-0‬تعريف التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ -1‬ذ‪ .‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪96‬‬
‫لقد أفرز التقدم العلمي هذا النوع المستحدث من التوقيع‪ ،‬والذي يختلف بال شك‬
‫عن التوقيع التقليدي في معناه ومبناه‪ ،‬وههو فهي كهل األحهوال ينهتج عهن اتبهاع إجهراءات‬
‫تقنيهههة محهههددة تهههؤدي فهههي آخهههر المطهههاف إلهههى نتيجهههة معروفهههة مقهههدما‪ ،‬ومجمهههوع ههههذه‬
‫اإلجراءات يكون هو البديل الحديث للتوقيع بمفهومه التقليدي ‪.‬‬
‫وقههد اختلفههت تعههاريف‪ 1‬التوقيههع اإللكترونههي فههي ألفاظههها واتحههدت فههي مصههدقها‬
‫ومضههمونها معتبههرة إيههاه كههل إشههارات أو رمههوز أو حههروف مههرخص بههها مههن الجهههة‬
‫المختصههة باعتمههاد التوقيههع‪ ،‬ومرتبطههة ارتباطهها وثيقهها بالتصههرف اإللكترونههي‪ ،‬وتسههم‬
‫بتميي هز صههاحبها وتحديههد هويتههه وتنطههوي دون غمههوض عههن رضههائه بهههذا التصههرف‬
‫القانوني‪ ،‬أو هو عبارة عن مجموعة من األرقام التي تنهتج عهن عمليهة حسهابية مفتوحهة‬
‫باستخدام الكود السري الخاص‪.‬‬
‫والتوقيع اإللكتروني بهذا المفهوم ال بد أن يكون شخصهيا؛ لهذلك ففكهرة التوقيهع‬
‫الشخصي"‪ "signature privée‬ال تقتصر فقط على التوقيع الممهور بخط يهد الملتهزم‬
‫"‪ "signature manuscrite‬إنما كل توقيع أو عالمة شخصية تسم بتمييهز صهاحبها‬
‫تستحق وصفها بالتوقيع الشخصي‪.‬‬
‫ويعتبهههر صهههدور القهههانون النمهههوذجي اليونيسهههترال للتجهههارة اإللكترونيهههة لسهههنة‬
‫‪0331‬م الخطوة الفعلية لميالد التوقيع اإللكتروني تشريعيا‪ ،‬وهو القانون الذي لم يحهدد‬
‫معنى معينا للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬وهو نفس الموقف الذي التزمه المشرع المغربي الهذي‬
‫اقتصر ـ من خالل الفصهل ‪ 001 -0‬ق‪.‬ل‪.‬ع كلمها تعلهق األمهر بتوقيهع إلكترونهي ـ علهى‬
‫اشتراط أن يتم استعمال وسيلة تعريف موثوق بها تضهمن ارتبهاط ذلهك التوقيهع بالوثيقهة‬
‫المتصلة به‪ ،‬وهذا أحد الشروط الجوهرية لالعتداد بأي توقيع إلكتروني‪.‬‬
‫‪ -2-0‬شروط التوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫انطالقا مهن الفصهل ‪ ،001-8‬يمكهن القهول إن التوقيهع اإللكترونهي يكهون مؤمنها‬
‫متى أنشيء وفقا للنصوص التشريعية والتنظيمية المعمول بها في ههذا المجهال‪ ،‬وكانهت‬
‫هوية الموقهع مؤكهدة وكانهت تماميهة الوثيقهة القانونيهة مضهمونة‪ ،‬وقهد أورد المشهرع فهي‬
‫المادة ‪ 1‬من القانون ‪ 25-58‬مجموعة من الشروط التهي يتعهين توافرهها فهي ههذا النهوع‬
‫من التوقيع اإللكتروني وهي‪:2‬‬
‫‪* -1‬د‪ .‬عالء محمد نصيرات‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات(دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪0225/0.‬م‪ ،‬اإلصدار األول‪ ،‬دار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪ 82 :‬وما يليها‪( ،‬رسالة ماجستير)‪* .‬ذ‪.‬عبدهللا أحمد عبدهللا غرايبة‪ ،‬حجية‬
‫التوقيع اإللكتروني في التشريع المعاصر‪ ،‬ط‪0003/0‬هـ‪0223‬م‪ ،‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪83 :‬‬
‫وما يليها‪* .‬د‪.‬عيسى غسان ربضي‪ ،‬القواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬ط‪0082/0‬هـ‪0223‬م‪ ،‬اإلصدار األول‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪ 01:‬وما بعدها(رسالة دكتوراه)‪ * .‬د‪ .‬لورنس محمد= =عبيدات‪ ،‬إثبات المحرر‬
‫اإللكتروني‪ ،‬ص‪ 005 :‬وما بعدها‪* .‬دة‪ .‬إيمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني وإثباته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪ 001‬وما بعدها‪* .‬د‪.‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 83 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪* -2‬د‪.‬نور الدين الناصري‪ ،‬المعامالت واإلثبات في مجال االتصاالت الحديثة‪ ،‬سلسلة الدراسات القانونية المعاصرة‪،‬‬
‫العدد ‪ ،00‬ط‪0003/0‬هـ‪0221‬م‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص‪ 01 :‬وما بعدها‪* .‬د‪.‬العربي جنان‪ ،‬التبادل‬
‫اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 52 :‬وما يليها‪*.‬د‪ .‬عالء محمد نصيرات‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني‬
‫في اإلثبات(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 10 :‬وما يليها‪* .‬ذ‪.‬عبدهللا أحمد عبدهللا غرايبة‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني‬

‫‪97‬‬
‫أ‪ -‬أن يكههون التوقيههع اإللكترونههي خاصهها بههالموقع كشههخص طبيعههي يعمههل إمهها‬
‫لحسههابه الخههاص أو لحسههاب الشههخص الطبيعههي أو المعنههوي الههذي يمثلههه والههذي يسهتخدم‬
‫آلية إنشاء التوقيع‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن تكهههون وسهههائل إنشهههاء التوقيهههع اإللكترونهههي تحهههت المراقبهههة الحصهههرية‬
‫للموقع‪ ،‬ذلك أن وسائل إنشاء التوقيع اإللكتروني المهؤمن ههي عبهارة عهن معطيهات فهي‬
‫شكل أرقهام أو حهروف أو رمهوز أو إشهارات تتضهمن عناصهر مميهزة خاصهة بصهاحب‬
‫التوقيهههع‪ ،‬كمفتهههاح الشهههفرة ممههها يجهههب أن يحهههتفظ بهههه صهههاحب التوقيهههع تحهههت عهدتهههه‬
‫ومسؤوليته‪.‬‬
‫ج‪-‬أن يكهههون التوقيهههع اإللكترونهههي وسهههيلة لكشهههف كهههل تغييهههر لحهههق بالوثيقهههة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ومعنهى ههذا أن تتهي العالقهة بهين التوقيهع والمحهرر اإللكتهرونيين للمرسهل‬
‫إليههه إمكانيههة كشههف أي مسههاس بمضههمون الوثيقههة وسههالمتها أثنههاء نقلههها إليههه‪ ،‬وذلههك مههن‬
‫خالل استعمال هذا األخير مفاتي التشفير الالمتماثلة على وجه الخصوص‪.‬‬
‫د‪-‬أن تثبت صالحية آليات إنشاء التوقيهع اإللكترونهي بشههادة المطابقهة‪ ،‬وآليهات‬
‫التوقيهههع اإللكترونهههي حسهههب المهههادة ‪ 3‬مهههن القهههانون ‪ 25.58‬إمههها أن تكهههون معهههدات أو‬
‫برمجيات أو هما معا كلما ثبتت صالحيتها بمقتضى شهادة المطابقة‪.‬‬
‫ه ‪ -‬أن تتضهههمن شههههادة المصهههادقة اإللكترونيهههة المؤمنهههة إشهههارة إلهههى معطيهههات‬
‫التحقق من التوقيع المؤمن‪ ،‬وهذه المعطيات حسب المادة ‪ 00‬من القانون‪ 58-25‬هي‪:‬‬
‫*اإلشارة إلى أن هذه الشهادة مسلمة باعتبارها شهادة اإللكترونية مؤمنة‪.‬‬
‫*هوية مقدم خدمات المصادقة اإللكترونية وكذا اسهم الدولهة التهي يوجهد مقرهها‬
‫بها‪.‬‬
‫*إسههم الموقههع صههاحب الشهههادة اإللكترونيههة المؤمنههة أو اسههمه المسههتعار عن هد‬
‫وجوده‪ ،‬وفي هذه الحالة األخيرة يتعين التعريف به بهذه الصفة‪.‬‬
‫*اإلشارة عند االقتضاء إلى صفة الموقع حسب االسهتعمال الهذي خصصهت لهه‬
‫الشهادة اإللكترونية‪.‬‬
‫*المعطيات التي تمكن من التحقق من التوقيع اإللكتروني المؤمن‪.‬‬
‫*تحديد بداية ونهاية مدة صالحية الشهادة اإللكترونية‪.‬‬
‫*الرقم السري للشهادة اإللكترونية‪.‬‬
‫*التوقيع اإللكترونهي المهؤمن لمقهدم خهدمات المصهادقة اإللكترونيهة الهذي يسهلم‬
‫الشهادة اإللكترونية‪.‬‬
‫*شروط استخدام الشهادة اإللكترونية عند االقتضاء ‪ ،‬والسهيما المبلهغ األقصهى‬
‫للمعامالت التي يمكن أن تستخدم فيها الشهادة المذكورة‪.‬‬

‫في التشريع المعاصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 083 :‬وما يليها‪* .‬د‪.‬عيسى غسان ربضي‪ ،‬القواعد الخاصة بالتوقيع‬
‫اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 000:‬وما بعدها‪ * .‬د‪ .‬لورنس محمد عبيدات‪ ،‬إثبات المحرر اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ 003 :‬وما بعدها‪* .‬دة‪ .‬إيمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني وإثباته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 010‬وما‬
‫بعدها‪* .‬د‪.‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 30 :‬وما يليها‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫وباستقراء المادة ‪ 00‬مهن القهانون ‪ 25.58‬يتبهين أن المعطيهات عنهدما يهدلي بهها‬
‫صههاحب التوقيههع لمقههدم الخدمههة فإنههها تشههكل معطيههات إنشههاء التوقيههع‪ ،‬لكههن بمجههرد أن‬
‫يضمنها في الشهادة اإللكترونية المؤمنة تصب معطيات للتحقق من التوقيع‪.1‬‬
‫والتوقيههع اإللكترونههي متههى اسههتجمع الشههروط السههابق ذكرههها‪ ،‬أصههب توقيعهها‬
‫إلكترونيا مؤمنا من كل تعديل أو تغيير أو تزويهر‪ ،‬وبالتهالي متهوفرا والحالهة هاتهه علهى‬
‫الثقههة واألمههان فههي مجههال االتصههاالت والمعههامالت اإللكترونيههة‪ ،‬ومههن تههم يمكههن اعتمههاده‬
‫واعتباره حجة قانونية في اإلثبات عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ -9-0‬صور التوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫أوج هدت التقنيههات الحديثههة صههورا كثيههرة مههن التوقيعههات االلكترونيههة لمحاولههة‬
‫اسههتيفاء الشههروط الههالزم توافرههها فههي التوقيههع التقليههدي‪ ،‬وبالتههالي اعتمههاده واالعتههداد بههه‬
‫قانونهها‪ ،‬وهههذه الصههور ترتههد إلههى أربعههة وهههي ‪ :‬التوقيههع اليههدوي الم هرقم‪ ،‬واالسههتعمال‬
‫المركب من البطاقة والكود السري‪ ،‬والتوقيع البيوميتري ثم التوقيع الرقمي‪.‬‬
‫أ‪ -‬التوقيع اليدوي الرقمي‪.‬‬
‫يتم التوقيع اليدوي الرقمي عن طريهق أخهد نسهخة مهن التوقيهع اليهدوي بواسهطة‬
‫جهههاز الماس ه الضههوئي (السههكانير) ثههم تحويههل هههذه النسههخة إلههى ملههف معلومههاتي‪ ،‬مههع‬
‫تسجيل الصورة الرقمية المتوصل إليها في ذاكرة الحاسهوب أو أيهة دعامهة مغناطيسهية‬
‫محمولههة‪ ،‬وهكههذا يمكههن نقههل ذلههك التوقي هع وطبعههه علههى أيههة وثيقههة كلمهها دعههت إلههى ذلههك‬
‫الحاجههة‪ ،‬فتكههون النتيجههة المتحصههلة هههي أن التوقيههع اليههدوي الرقمههي يههأتي مطابق ها تمههام‬
‫التطابق مع التوقيع األصلي المحفوظ في الذاكرة‪.‬‬
‫غير أن التوقيع اليهدوي الرقمهي بههذا المفههوم المهار بنها ال يتمتهع بدرجهة كبيهرة‬
‫مههن األمههان الههالزم إعطههاؤه للعمليههات التعاقديههة الموثقههة إلكترونيهها؛ ألن المرسههل إليههه‬
‫يستطيع االحتفاظ لنفسه بنسخة مهن صهورة التوقيهع ويعيهد لصهقها متهى شهاء ‪ ،‬علهى أيهة‬
‫وثيقة من الوثائق محررة إلكترونيا‪.2‬‬
‫ب‪ -‬التوقيع عن طريق البطاقة المقترنة بالرقم السري‪.‬‬
‫البطاقهات والكهودات السهرية "‪ "carte et code secret‬ههي التهي يسهتخدمها‬
‫عموم الناس في السحب النقهدي مهن خهالل أجههزة الصهراف اآللهي المعتمهد فهي المجهال‬

‫‪ -1‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.51 :‬‬
‫‪* -2‬د‪.‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪* .80 :‬د‪ .‬عالء محمد نصيرات‪ ،‬حجية‬
‫التوقيع اإللكتروني في اإلثبات(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪* .80-88 :‬ذ‪.‬عبدهللا أحمد عبدهللا غرايبة‪ ،‬حجية‬
‫التوقيع اإللكتروني في التشريع المعاصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 51 :‬وما يليها‪* .‬د‪.‬عيسى غسان ربضي‪ ،‬القواعد الخاصة‬
‫بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 11:‬وما بعدها‪ * .‬د‪ .‬لورنس محمد عبيدات‪ ،‬إثبات المحرر اإللكتروني‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪ 000 :‬وما بعدها‪* .‬دة‪ .‬إيمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني وإثباته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪011‬‬
‫وما بعدها‪* .‬د‪.‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.53-53 :‬‬

‫‪99‬‬
‫البنكي‪ ،‬وعند أداء ثمن السلع والخدمات في المحهال التجاريهة‪ ،‬وأيضها عنهد الهدفع عبهر‬
‫اإلنترنيت‪.‬‬
‫وتههتم عمليههة التوقيههع عههن طريههق الطاقههة المقترنههة بههالرقم السههري عنههدما يقههوم‬
‫العميههل بإدخههال البطاقههة فههي الجهههاز المالئههم‪ ،‬فيطلههب إليههه إدخههال الههرقم السههري الخههاص‬
‫ببطاقته للتأكد من أن حامل البطاقة ههو الشهخص المخهول الهدخول إلهى الحسهاب البنكهي‬
‫وبالتالي يسم له بالقيام بالعملية المصرفية التي يريدها‪.‬‬
‫وهذا النوع من التوقيع باإلضافة إلى دقته يتميهز باألمهان والثقهة نظهرا لسههولته‬
‫وبسههاطته‪ ،‬فهههو يههتم باجتمههاع البطاقههة مههع الههرقم السههري علههى الجهههاز فههال يسههتطيع أي‬
‫شخص حصهل علهى بطاقهة غيهره اسهتخدامها إال أن يكهون عارفها برقمهها السهري وههذا‬
‫نادر الوقوع وإن حصل فهو بال شك نتيجة إلهمال صاحب البطاقهة؛ لهذلك ففقهد البطاقهة‬
‫أو رقمها السري على انفراد يوقف جميع التعامالت‪ ،‬وفقدهما معا وإخطهار البنهك فهورا‬
‫يفقدهما إمكانية السحب والتعامل‪.1‬‬
‫وتتم إجراءات التوقيع بالموافقة على عمليات السحب النقدي أو السداد بالبطاقة‬
‫عبر اتباع المراحل التالية‪:2‬‬
‫*إدخههال البطاقههة المحتويهة علههى البيانههات الخاصههة بالعمههل فههي جهههاز الصههرف‬
‫اآللي‪.‬‬
‫*إدخال الرقم السري "‪ "code confidentiel‬الخاص بالعميل والذي ال يعلهم‬
‫به سواه‪.‬‬
‫*إصدار األمهر بالسهحب أو بالسهداد بالموافقهة علهى العمليهة المطلوبهة بالضهغط‬
‫علههى المفتههاح تعبيههرا عههن اإلرادة وقبههوال للعمليههة حيههث يههتم صههرف المبلههغ المطلههوب أو‬
‫سداد معين ثم تعاد البطاقة للعميل‪.‬‬
‫وقههد أقههر الفقههه الفرنسههي مبكههرا التوقيههع اإللكترونههي المقتههرن بههالرقم السههري‬
‫واعترف لهه بالحجيهة الكاملهة فهي اإلثبهات كمها لهو تمهت بتوقيهع خطهي علهى أسهاس أنهها‬
‫تحههاط بههذات الضههمانات الموجههودة بههالتوقيع التقليههدي‪ ،3‬وفههي نفههس االتجههاه سههار العمههل‬
‫‪5‬‬
‫القضائي حيث أقرت محكمة النقض الفرنسية في أحد قراراتهها المبدئيهة‪ 4‬سهنة ‪0333‬م‬
‫‪* -1‬د‪.‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 80 :‬وما يليها‪* .‬د‪ .‬عالء محمد‬
‫نصيرات‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 81 :‬وما يليها‪* .‬ذ‪.‬عبدهللا أحمد‬
‫عبدهللا غرايبة‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في التشريع المعاصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 50 :‬وما يليها‪* .‬د‪.‬عيسى غسان‬
‫ربضي‪ ،‬القواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 53:‬وما بعدها‪ * .‬د‪ .‬لورنس محمد عبيدات‪ ،‬إثبات‬
‫المحرر اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 001 :‬وما بعدها‪* .‬دة‪ .‬إيمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني‬
‫وإثباته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 012‬وما بعدها‪* .‬د‪.‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.12 :‬‬
‫‪ -2‬دة‪ .‬ايمان مأمون سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني وإثباته‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.010‬‬
‫‪ -3‬دة‪ .‬ايمان مأمون سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني وإثباته‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.015‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪er‬‬
‫‪- C , cass. 1 civ, 8 nov, 1989 (2arrese) : Bull. Civ I. No.342 ; JCP G 1990, II, note‬‬
‫‪virassamy (G) ; RTD. 1990, P :78.‬‬
‫‪ -5‬ومجريات هذا القرار المبدئي ابتدأت لما ارتأت محكمة ‪ Sete‬الفرنسية أن التوقيع باستخدام رقم سري ال يصدر عن‬
‫العميل المستخدم لجهاز الصراف اآللي‪ ،‬وإنما يصدر عن هذا األخير‪ ،‬وبالتالي فهو ال يعبر عن شخصيته كما في التوقيع‬

‫‪100‬‬
‫صراحة بصحة التوقيع االلكتروني معتبهرة أنهه يتهألف مهن عنصهرين همها إبهراز بطاقهة‬
‫االئتمان وإدخال رقم حامل البطاقة السري‪.1‬‬
‫غيههر أن بعههض الفقههه ارتههأى أن االسههتعمال المههزدوج للبطاقههة والكههود ال يمكههن‬
‫اعتبههاره توقيعهها إلكترونيهها بههالمعنى الههدقيق الههذي يهههدف لههيس فقههط إلههى تحقيههق وظههائف‬
‫التوقيع التقليدي‪ ،‬وإنما أيضا إلى نقل تلك الوظائف على شهبكات اإلنترنيهت – علهى حهد‬
‫سواء‪ -‬ألن ههذا االسهتعمال ال يحقهق الوظهائف األساسهية المتواخهاة مهن التوقيهع بصهفة‬
‫عامة‪.2‬‬
‫ج‪ -‬التوقيع بواسطة الخواص الفيزيائية والطبيعية لإلنسان (التوقيع‬
‫البيوميتري)‪.‬‬
‫أدى تالحههق التطههورات التكنولوجيههة المسههتخدمة فههي التعاقههدات التههي تههتم عبههر‬
‫الوسههائط اإللكترونيههة إلههى الركههون للخههواص الفيزيائيههة والطبيعيههة والسههلوكية لإلنسههان‬
‫كرائز للتعريف بأطراف التصهرفات القانونيهة‪ ،‬وهكهذا تطهور توقيهع يرتكهز فهي تشهغيله‬
‫على جزء من جسم اإلنسان أطلق عليه التوقيع البيومتري‪.3‬‬
‫والعلم البيومتري كفرع علمي بيولوجي حديث إنما يههتم بالصهفات والمميهزات‬
‫الجسمانية الخاصة باإلنسان‪ ،‬والتي تمكن من التعريهف بالشهخص أو األشهخاص بصهفة‬
‫انفراديهههة ومهههن ههههذه المميهههزات والصهههفات الجسهههمانية نهههذكر فهههي ههههذا المقهههام بصهههمات‬
‫األصههابع‪ ،‬واألوردة الدمويههة‪ ،‬وشههبكة العههين‪ ،‬واألصههوات‪ ،‬وحركههات اليههد عنههد وضههع‬
‫التوقيع من حيث السرعة والضغط على الشاشة وغيره‪.4‬‬
‫والخههواص الفيزيائيههة لإلنسههان وإن كانههت قههادرة علههى القيههام بوظههائف التوقيههع‬
‫الكالسههيكي فهههي مههع ذلههك تسههتعمل فعههال فههي تطبيقههات مختلفههة كمراقبههة الولههوج إلههى‬

‫التقليدي؛ لذا ال يجوز استعمال الشريط الورقي المستخرج من الجهاز كدليل إلثبات العملية التي قام بها العميل‪ ،‬ألن‬
‫الجهاز الذي استخرج منه الشريط يخضع إلرادة مالكه‪ .‬غير أن= =محكمة استئناف مونبلييه ‪ Montepllier‬وبتاريخ ‪3‬‬
‫أبريل ‪0331‬م ستلغي حكم محكمة ‪ Sete‬السابق وستأخذ بالتوقيع باستخدام الرقم السري كدليل إثبات كامل‪ ،‬وهذا الموقف‬
‫هو الذي ستؤيده محكمة النقض (الدائرة األولى) في ‪ 3‬نوفمبر ‪0333‬م بقرار مبدئي يحيل على اعتماده وتكريسه كتوجه‬
‫قضائي اجتهادي جديد‪ .‬للمزيد يراجع‪ :‬د‪.‬عيسى غسان ربضي‪ ،‬القواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ .10:‬ومراجع الحكم االبتدائي ل ‪ Sete‬واالستئنافي لمنبلييه ‪ Montepllier‬هي على التوالي‪:‬‬
‫‪- Trib, Inst. 9 Mai 1984, D. 1985, P. 359, note A. Berebent.‬‬
‫‪- CA Montepllier, 9 Avr., 1987, JCP ed, G 1988, II, P. 20984.‬‬
‫‪ -1‬د‪ .‬محمد أخياط‪ ،‬بعض التحديات التي تثيرها التجارة اإللكترونية‪ ،‬مقال منشور في مجلة اإلشعاع الصادرة عن هيئة‬
‫المحامين بالقنيطرة‪ ،‬العدد ‪ ،05‬السنة ‪0220‬م‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ - 2‬د‪ .‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -3‬د‪.‬عيسى غسان ربضي‪ ،‬القواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10:‬‬
‫‪ -4‬د‪.‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.81 :‬‬

‫‪101‬‬
‫األنترنيت وإلى األمهاكن السهرية شهديدة الحساسهية الموضهوعة تحهت الحراسهة المشهددة‬
‫كاألبناك والشركات الكبرى وبعض المواقع والمرافق العامة الحساسة‪.1‬‬
‫ويعههاب علههى هههذا التوقيههع ـ باإلضههافة إلههى ارتفههاع تكلفههة التجهيههزات والمههواد‬
‫المخبرية التي يتوقف عليها نظام عمله ال سيما القارئ ‪ ad hoc‬الذي يعمل على رقمنة‬
‫المقياس الجسماني ـ أنه بالرغم من توفره على الدقة واألمان والثقة‪ ،‬إال أنهه لهيس ببعيهد‬
‫عن التزوير‪ ،‬فيمكن تسجيل بصمة الصوت ثم إعادة بثها‪ ،‬كما يمكن طالء الشهفاه بمهادة‬
‫معينههة تجعلههها مطابقههة للبصههمة األصههلية‪ ،‬بههل أكثههر مههن هههذا‪ ،‬هنههاك إمكانيههة خضههوع‬
‫الذبذبات الحاملة للصوت أو الصورة للنسخ وإعهادة االسهتعمال ممها يهؤدي إلهى افتقادهها‬
‫للسرية‪.2‬‬
‫غير أن مجمل هذه النقائص مما يمكن تجاوزها إذا توفرت تكنولوجيها متطهورة‬
‫تههؤمن االسههتخدام اآلمههن للتوقيههع البيههومتري‪ ،‬وعنههدها فقههط يمكههن االعتههراف بحجيتههه‬
‫القانونيههة ولههو بعههد المههرور بههإجراء التصههديق عليههه مههن جهههات معتمههدة مههرخص لههها‬
‫بممارسة هذا العمل‪.‬‬
‫د‪ -‬التوقيع الرقمي‪" signature numérique ":‬‬
‫يسههتند التوقيههع الرقمههي إلههى تقنيههات التشههفير‪ 3‬التههي تعتبههر فههي الوقههت الههراهن‬
‫الوسههيلة الوحيههدة لضههمان المراسههالت التههي تمههر عبههر الشههبكات كلمهها اقتضههت طبيعتههها‬
‫المحافظة على سريتها‪ ،‬لذلك فالتشفير ال يقتصر على التوقيع وإنما يضمن كهذلك سهرية‬
‫المراسهههالت مهههن خهههالل تهههأمين سهههالمة المحمهههول أي المضهههمون وسهههالمة الحامهههل أي‬
‫الوثيقة نفسها‪.4‬‬
‫والتوقيههع الرقمههي هههو عبههارة عههن رقههم سههري أو رمههز ينشههئه صههاحبه باسههتخدام‬
‫برنههامج الترميههز الههذي يقههوم بتحويههل الرسههالة إلههى صههيغ غيههر مفهومههة ثههم إعادتههها إلههى‬
‫سيرتها األولى‪ ،‬حيث يقوم التوقيع الرقمي على استخدام مفتاح الترميز العمومي والذي‬

‫‪* -1‬د‪.‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 81 :‬وما يليها‪* .‬ذ‪.‬عبدهللا أحمد عبدهللا‬
‫غرايبة‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في التشريع المعاصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 52 :‬وما يليها‪* .‬د‪.‬عيسى غسان ربضي‪،‬‬
‫القواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 10:‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬دة‪ .‬ايمان أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني وإثباته‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.051‬‬
‫‪ - 3‬التشفير عملية تحول بموجبها المعلومات إلى شفرات غير مفهومة (غير ذات معنى) لمنع األشخاص غير المرخص‬
‫لهم من االطالع عليها أو فهمها؛ لذا تنطوي عملية التشفير على تحويل النصوص العادية إلى نصوص مشفرة‪ .‬تقول‬
‫المادة ‪ 5/0‬من قانون المبادالت والتجارة اإللكترونية التونسي بأن التشفير هو"استعمال رموز وإشارات غير متداولة‬
‫تصب بمقتضاها النعلومات المرغوب تحريرها أو إرسالها غير قابلة للفهم من قبل الغير‪ ،‬أو استعمال رموز وإشارات ال‬
‫يمكن وصول المعلومة بدونها"‪ .‬وفي نفس السياق اعتبر مشروع قانون التجارة اإللكترونية المصري في فصله األول‬
‫التشفير عبارة عن "تغير في شكل البيانات عن طريق تحويلها إلى رموز أو إشارات لحماية هذه البيانات من اطالع‬
‫الغير عليها أو تعديلها أو تغييرها"‪ .‬د‪ .‬لورنس محمد عبيدات‪ ،‬إثبات المحرر اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.001:‬‬
‫‪ - 4‬ذ‪ .‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪102‬‬
‫ينشهههئ مفتهههاحين مختلفهههين ولكنهمههها مترابطهههان رياضهههيا‪ ،‬حيهههث يهههتم الحصهههول عليهمههها‬
‫باستخدام سلسلة من الصيغ الرياضية أو الخواريزميات غير المتناظرة‪.1‬‬
‫وفكرة التوقيع الرقمي تقوم أساسا علهى التراكمهات العلميهة التهي مها فتهئ علمهي‬
‫التشفير والكوبتولوجيا يحققانها‪ ،‬والتشفير بصفة مبدئية إنما يتم باستخدام نظهام مفتهاحي‬
‫أحدهما إلعمال التشفير ويسمي المفتاح الخاص ويكون سريا لدى صاحبه‪ ،‬والثاني لفك‬
‫التشفير ويسمى المفتاح العام ‪ clé publique‬وهو مرتبط بسابقه‪.‬‬
‫والتشفير في آخر المطاف يقوم على نظامين أولهما هو نظهام التشهفير المتماثهل‬
‫"‪ "cryptographie‬ذو المفتهههاح السهههري الوحيهههد وههههو عبهههارة عهههن خوارزميهههة يهههتم‬
‫اعتمادها إما لتشفير الخطاب وإما لفك شفرته استنادا إلى مفتاح واحد يكون متبادال بهين‬
‫الطهههرفين المتعاقهههدين‪ ،‬وههههو يعمهههل فهههي بيئهههة منعزلهههة ومهههن أمثلتهههه الهههتلكس والبطاقهههات‬
‫البالستيكية‪.2‬‬
‫أما النظام اآلخر فهو نظام التشهفير الالمتماثهل المتطهور تقنيها وفنيها مقارنهة مهع‬
‫نظام اإلغالق والفهت الموحهد (نظهام التشهفير المتماثهل) الرتكهازه أساسها علهى مفتهاحين‬
‫أحههدهما إلغههالق المحههرر اإللكترونههي ويسههمى "المفتههاح العههام" واآلخههر لفههت المحههرر‬
‫واسترجاعه لحالته األصلية ويسمى "المفتاح الخاص"‪.‬‬
‫ويتم التشفير الالمتماثل وفق الخطوتين التاليتين‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬يعمل المرسل على تشفير الرسالة بواسطة المفتاح الخهاص وتوجهيهها‬
‫إلى المرسل إليه‪ ،‬وهذا األخير ال يمكنه فك شفرة الرسالة إال بواسطة المفتهاح العمهومي‬
‫الذي يكون دوره به المرسل وعليه يكون المرسل إليه متأكد من الرسهالة الهواردة فعهال‬
‫من مؤلفها المعروف إليه‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬يقهوم المرسهل بتشهفير الرسهالة لكهن ههذه المهرة بواسهطة المفتهاح العمهومي‬
‫للمرسل إليهه وههذا األخيهر يحمهل مفتاحهه السهري الخهاص لفهك شهفرتها وبهذلك يضهمن أنهه‬
‫وحده من يستطيع االطالع على مضمون الخطاب‪.3‬‬

‫‪* -1‬د‪ .‬عالء محمد نصيرات‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 81 :‬وما يليها‪.‬‬
‫*ذ‪.‬عبدهللا أحمد عبدهللا غرايبة‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في التشريع المعاصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪* .51 :‬د‪.‬عيسى‬
‫غسان ربضي‪ ،‬القواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 11:‬وما بعدها‪ * .‬د‪ .‬لورنس محمد عبيدات‪،‬‬
‫إثبات المحرر اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪* .000 :‬دة‪ .‬إيمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني وإثباته‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪* .011‬د‪.‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10 :‬‬
‫‪* -2‬د‪.‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 83 :‬وما يليها‪* .‬د‪ .‬عالء محمد‬
‫نصيرات‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪* .81 :‬ذ‪.‬عبدهللا أحمد عبدهللا غرايبة‪،‬‬
‫حجية التوقيع اإللكتروني في التشريع المعاصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 53 :‬وما يليها‪* .‬د‪.‬عيسى غسان ربضي‪ ،‬القواعد‬
‫الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 11:‬وما بعدها‪ * .‬د‪ .‬لورنس محمد عبيدات‪ ،‬إثبات المحرر اإللكتروني‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 000 :‬وما بعدها‪* .‬دة‪ .‬إيمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني وإثباته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪ 011‬وما بعدها‪* .‬د‪.‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 10 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪* -3‬د‪.‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 83 :‬وما يليها‪* .‬د‪ .‬عالء محمد‬
‫نصيرات‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪* .81 :‬ذ‪.‬عبدهللا أحمد عبدهللا غرايبة‪،‬‬
‫حجية التوقيع اإللكتروني في التشريع المعاصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 53 :‬وما يليها‪* .‬د‪.‬عيسى غسان ربضي‪= ،‬القواعد‬
‫الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 11:‬وما بعدها‪ * .‬د‪ .‬لورنس محمد عبيدات‪ ،‬إثبات المحرر اإللكتروني‪،‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ -9-0‬وظائف التوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫تتلخص وظائف التوقيع اإللكتروني بمفهومه المار معنا في األمور التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحديد هوية الشخص الموقع‪.‬‬
‫إذا كههان التوقيههع التقليههدي يميههز أطههراف التعاقههد ويههدل علههى شخصههيتهم‪ ،‬فيميههز‬
‫القائم بالتوقيع ويظهر دوره في التصرف القانوني والرضا بمضمونه‪ ،‬حيث يتم التعاقهد‬
‫في مجلس العقد ومن تم يتمكن كل طرف من تحديد الطرف اآلخر والتعرف عليه‪ ،‬فإن‬
‫التوقيع اإللكتروني من جهته قهادر علهى تحقيهق ههذه الغايهة بفضهل التطهور التكنولهوجي‬
‫الذي ما فتئ يسهم في تهأمين التوثهق مهن شخصهية أصهحاب التوقيهع‪ ،‬وبالتهالي بهث الثقهة‬
‫باسهههتخدام التعاقهههد عهههن طريهههق الوسهههائط اإللكترونيهههة سهههواء مهههن طهههرف الشهههركات‬
‫والمؤسسات أو من طرف كافة المتعاملين اآلخرين‪ ،‬وليس مهن قبيهل المبالغهة القهول إن‬
‫التوقيههع اإللكترونههي أصههب يتفههوق علههى نظيههره الكالسههيكي بههالنظر إلههى القههدرة علههى‬
‫االستيثاق من شخصية صاحب التوقيع‪.1‬‬
‫ب‪ -‬انضمام صاحب التوقيع لمضمون المحرر االلكتروني‪.‬‬
‫يعد وضع الموقع توقيعه الخطي أسفل الوثيقة‪ ،‬رضاء من جانبه وموافقة على‬
‫مضمونها‪ ،‬أما في المجال اإللكتروني‪ ،‬فإنه في اللحظة التي يستعمل فيها العميهل مفتهاح‬
‫التشفير بشكل إرادي يكون عندها موافقا على كامل مضمون الوثيقة اإللكترونيهة شهرط‬
‫أن يكون التوقيع مرتبطا بتلك الوثيقة‪.2‬‬
‫ج‪ -‬المحافظة عل تمامية وسالمة المضمون‪.‬‬
‫تعني هذه الوظيفة أن التصرف في شموليته إنما يصير مضهمونا بهنفس التوقيهع‬
‫الذي يجريهه المتعامهل‪ ،‬وههذه الوظيفهة تهتم تلقائيها عنهدما يتعلهق األمهر بهالتوقيع اليهدوي‪،‬‬

‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 000 :‬وما بعدها‪* .‬دة‪ .‬إيمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني وإثباته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪ 011‬وما بعدها‪* .‬د‪.‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 10 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪*-1‬د‪.‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 00 :‬وما يليها‪* .‬د‪ .‬عالء محمد نصيرات‪،‬‬
‫حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 11 :‬وما بعدها‪* .‬ذ‪.‬عبدهللا أحمد عبدهللا غرايبة‪،‬‬
‫حجية التوقيع اإللكتروني في التشريع المعاصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 11 :‬وما يليها‪ * .‬د‪ .‬لورنس محمد عبيدات‪ ،‬إثبات‬
‫المحرر اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 052 :‬وما بعدها‪* .‬دة‪ .‬إيمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني‬
‫وإثباته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 030‬وما بعدها‪* .‬د‪.‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ 50 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪*-2‬د‪.‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 00 :‬وما يليها‪* .‬د‪ .‬عالء محمد‬
‫نصيرات‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 11 :‬وما بعدها‪* .‬ذ‪.‬عبدهللا أحمد‬
‫عبدهللا غرايبة‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في التشريع المعاصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 11 :‬وما يليها‪ * .‬د‪ .‬لورنس محمد‬
‫عبيدات‪ ،‬إثبات المحرر اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 052 :‬وما بعدها‪* .‬دة‪ .‬إيمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد‬
‫اإللكتروني وإثباته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 030‬وما بعدها‪* .‬د‪.‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 50 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫لكههن لههيس بفعههل التوقيههع‪ ،‬وإنمهها بفعههل الدعامههة الورقيهة التههي تحمههل مضههمون التصههرف‬
‫بكامله‪ ،‬إال أنه في المجال اإللكتروني‪ ،‬فإن التوقيع اإللكتروني يضهطلع بوظيفهة الحفهاظ‬
‫على محتوى الوثيقة العقدية وتكاملها بعيدا عن أي غش أو تشهطيب أو إقحهام أو تزويهر‬
‫أو تدليس أو شبهه‪ ،‬ويتم كل هذا من خالل التحرك على مستويين‪:‬‬
‫المستوى األول ‪ :‬يتعين توفير سالمة المضامين المتبادلة‪ ،‬نظهرا لغيهاب األمهن‪،‬‬
‫سيما على الشبكة المفتوحة‪.‬‬
‫المستوى الثاني‪ :‬تلك السالمة تتحقق عن طريف التوقيهع اإللكترونهي المرتكهز‬
‫على التشفير الالمتماثل الذي يوفر المراقبة اليقينية والمالئمة لسالمة المضمون‪.1‬‬
‫وحسب بعض الفقه‪ 2‬فإن وظيفة المحافظة على سهالمة المحهررات اإللكترونيهة‬
‫وتماميتها إنما تتحقق في التوقيع الرقمي دون ما سواه من أنواع التوقيعهات اإللكترونيهة‬
‫األخرى المارة بنا‪.‬‬
‫د‪ -‬إضفاء صفة األصل عل الوثيقة اإل لكترونية‪.‬‬
‫عندما يضع الموقع توقعية في نهاية المحرر فإنهه ينسهحب علهى كافهة البيانهات‬
‫المضمنة بالمحرر‪ ،‬وهذا التوقيع هو الهذي يضهفي علهى الوثيقهة نظهام الوثيقهة األصهلية‪،‬‬
‫غير أن التفرقة بين الوثيقة ونسختها فهي مجهال المعلومهات أصهبحت غيهر ذات جهدوى‬
‫فههي ظههل ظهههور ال هدعامات المعلوماتيههة وسهههولة إعههادة إنتههاج المعطيههات الرقميههة التههي‬
‫تحتههوي عليههها؛ لههذلك ال عجههب أن وحههدة الوثيقههة وسههالمتها ال يعههد شههرطا العتبارههها‬
‫أصلية في المجال المعلوماتي‪ ،‬وإنما التوقيع اإللكتروني هو الهذي يرفعهها إلهى مصهاف‬
‫األصل‪ ،‬أما النسخة فتبقى نموذجا منقوال‪.‬‬
‫وعليههه‪ ،‬إذا كانههت التقنيههة المعلوماتيههة لههها ميههزة إنتههاج أصههل الوثيقههة أو النسههخة‬
‫بحسب األحوال‪ ،‬فإنه كل وثيقهة مسهتخرجة تكهون لهها قيمهة األصهل إلهى جانهب الوثيقهة‬
‫األصهههلية نفسهههها متهههى كهههان توقيهههع المرسهههل مرتبطههها بالوثيقهههة وكانهههت إمكانيهههة مراقبهههة‬
‫المصادقة عليه ممكنة‪.3‬‬
‫‪ -2‬السلطة المكلفة بالمصادقة اإللكترونية‪.‬‬
‫أوصت لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي ـ بوصهفها الهيئهة المسهؤولة‬
‫عهن تحقيههق تنسههيق وتوحيههد القههانون التجههاري الههدولي والتههي قامههت بتهيههئ تصههور حههول‬
‫الجوانب القانونية للتجارة اإللكترونية ـ الحكومات بإعادة النظر في المتطلبات القانونيهة‬
‫فيما يتعلق باشتراط أن تكون المستندات ذات الصهلة مرفقهة بتوضهي خهط اليهد أو بغيهر‬

‫‪ -1‬د‪ :‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 05‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬لورنس محمد عبيدات‪ ،‬إثبات المحرر اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.050 :‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 01‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫ذلك من وسائل التوثيهق الورقيهة بحيهث يسهم عنهد االقتضهاء باسهتخدام وسهائل التوثيهق‬
‫اإللكتروني كأدلة إثبات‪.1‬‬
‫وتشههجيعا مههن المغههرب لالسههتثمار األجنبههي ومهها يقتضههيه ذلههك مههن مالءمههة‬
‫التشريع الوطني وخاصة من ذلك قواعد اإلثبات مع التشهريعات الدوليهة‪ ،‬عمهد المشهرع‬
‫المغربي بموجب القانون ‪ 58-25‬إلى إنشهاء سهلطة مكلفهة بالمصهادقة علهى التوقيعهات‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وكذا تنظيم إصدار شهادات التوثيق وفق شروط وضوابط خاصة‪.‬‬
‫وقد سبق هذه الخطوة المغربية علهى الصهعيد العربهي خطهوات مماثلهة مهن قبهل‬
‫بعض الدول العربية‪ ،2‬ومن ذلك مها قهام بهه المشهرعون فهي مصهر واألردن واإلمهارات‬
‫العربيههة المتحههدة وتههونس وغيرههها‪ ،‬وهكههذا فقههد تنشههأ هههذه الجهههة الموثقههة إنمهها بنههاء علههى‬
‫تنظيم خاص بهين مسهتخدمي الشهركة وهنها تكهون جههة التوثيهق هيئهة خاصهة‪ ،‬وإمها مهن‬
‫خالل تدخل الدولة بإنشاء هيئة عامة تتولى مههام التوثيهق وههذا بهدوره يهؤدي إلهى الثقهة‬
‫بين المتعاملين من خالل شبكة اإلنترنيت‪.‬‬
‫والمشهههرع المغربهههي أسهههند "للسهههلطة الوطنيهههة" مهامههها حهههددها فهههي المهههواد مهههن‬
‫‪05‬إلى‪ 03‬من قانون ‪ 58-25‬وهي‪:‬‬
‫* اقتراح معاير نظهام االعتمهاد علهى الحكومهة‪ ،‬وكيفيهة اتخهاذ التهدابير الالزمهة‬
‫لتفعيله‪.‬‬
‫* اعتماد مقدمي خدمات المصادقة االلكترونية ومراقبة نشاطهم‪.‬‬
‫* نشر مستخرج من قرار االعتماد في الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫* مسك سجل بأسماء مقدمي خدمات المصادقة االلكترونية المعتمهدين علهى أن‬
‫ينشر نهاية كل سنة في الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫* التأكههد مههن احتهههرام مقههدمي خههدمات المصهههادقة اإللكترونيههة الههذين يسهههلمون‬
‫شهههادات إلكترونيههة مؤمنههة لاللتزامههات المنصههوص عليههها فههي القههانون ‪ 25.58‬وفههي‬
‫نصوصه التطبيقية‪.‬‬
‫* إمكانية التحقق إما تلقائيا‪ ،‬أو بطلب مهن أي شهخص يهمهه األمهر‪ ،‬بنفسهها أو‬
‫بواسههطة خبههراء‪ ،‬مههن مطابقههة نشههاط مقههدم خدمههة المصههادقة اإللكترونيههة الههذي يسههلم‬
‫شهههادات إلكترونيههة مؤمنههة طبقهها ألحكههام القههانون ‪ 25.85‬ونصوصههه التطبيقيههة‪ ،‬ولههو‬
‫اقتضى األمر ولوج أي مؤسسة واالطهالع علهى كهل اآلليهات والوسهائل التقنيهة المتعلقهة‬

‫‪* -1‬د‪.‬نور الدين الناصري‪ ،‬المعامالت واإلثبات في مجال االتصاالت الحديثة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪52‬وما بعدها‪* .‬ذان‪.‬‬
‫محمد محبوبي وهشام العبودي‪ ،‬التجارة االلكترونية‪ ،‬مقال منشور بالمجلة المغربية لقانون األعمال والمقاوالت‪ ،‬عدد‪،3 :‬‬
‫شتنبر‪0225‬م ‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪* -2‬د‪.‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 12 :‬وما يليها‪* .‬د‪.‬عيسى غسان ربضي‪،‬‬
‫القواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 000:‬وما بعدها *د‪ .‬عالء محمد نصيرات‪ ،‬حجية التوقيع‬
‫اإللكتروني في اإلثبات(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪* .000 :‬ذ‪.‬عبدهللا أحمد عبدهللا غرايبة‪ ،‬حجية التوقيع‬
‫اإللكتروني في التشريع المعاصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 080 :‬وما يليها‪* .‬دة‪ .‬إيمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد‬
‫اإللكتروني وإثباته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 823‬وما بعدها‪* .‬د‪.‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 000 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫بخدمات المصادقة اإللكترونية المؤمنة إذا تبين أن ذلك مفيدا أو ضروريا إلنجهاز مههام‬
‫التحقيق‪.‬‬
‫فالسلطة الوطنية بههذه المههام الموسهعة إنمها تبتغهي إنشهاء كافهة الضهوابط الفنيهة‬
‫والتقنيههههة لتههههأمين التصههههرفات اإللكترونيههههة ووضههههع المقومههههات األساسههههية للتصههههديق‬
‫اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -9‬نظام مقدمي خدمات المصادقة اإللكترونية‪.‬‬
‫يضهههطلع مقهههدمو خهههدمات المصهههادقة اإللكترونيهههة بإصهههدار وتسهههليم الشههههادات‬
‫المؤمنة‪ ،‬وتدبير الخدمات المتعلقة بها وفق الشروط المحددة في المهادة ‪ 00‬مهن القهانون‬
‫رقم ‪ 58-25‬والنصوص التطبيقية المحهال عليهها‪ ،‬وههي الشهروط الواجهب توافرهها فهي‬
‫طالب االعتماد حتى يتأهل للقيام بااللتزامات المتوجبة عليه بموجب القانون ‪.‬‬
‫‪ -0-9‬شروط اكتساب صفة مقدم خدمات المصادقة اإللكترونية‪.‬‬
‫مقههدم خدمههة المصههادقة أو التصههديق هههو الجهههة أو المنظمههة العامههة أو الخاصههة‬
‫المسههتقلة والمحايههدة التههي تقههوم بههدور الوسههيط بههين المتعههاملين لتوثيههق تصههرفاتهم عبههر‬
‫الوسائط اإللكترونية من خالل إصهدار الشههادات اإللكترونيهة‪ ،‬أمها الغيهر الهذين يتولهون‬
‫عمليهة التصهديق فيطلهق علهيهم مقهدمي خهدمات المصهادقة ‪prestataire de service‬‬
‫‪ de certification‬ويرمهز لههم اختصهارا ب ‪ .PSC‬ويهتم تهدخل الموثهق اإللكترونهي‬
‫بنههاء علههى طلههب شخصههين أو أكثههر بهههدف إنشههاء وحفههظ وإثبههات الرسههائل االلكترونيههة‪،‬‬
‫وعليه فشهادة التصديق تشكل في حد ذاتها بطاقهة هويهة إلكترونيهة تهم وضهعها مهن قبهل‬
‫طرف مستقل عن أطراف المعاملة حتى يعطهى التوقيهع الرقمهي فعاليتهه الكاملهة التزامها‬
‫بصحتها وإثباتا لمضمونها‪.1‬‬
‫وحسب المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ ،58-25‬يتوجب الكتساب صفة مقدم خدمهة‬
‫المصادقة اإللكترونية أن يتوافر في طالب االعتماد الشروط التالية‪:‬‬
‫*أن يكون شخصا معنويا في شكل شركة مقرها بالتراب المغربي‪.‬‬
‫*أن يكون متوفرا على شروط ذات طابع مزدوج قانوني وتقني معا وذلهك مهن‬
‫خالل توفره على معطيات إنشاء التوقيع اإللكتروني التي يقدمها لصاحب ذلك التوقيهع‪،‬‬
‫وعلى مستخدمين لهم كفاءة الزمة لتقديم خدمات المصادقة اإللكترونية‪ ،‬وعلهى إمكانيهة‬
‫تتههي للشههخص الههذي سههلمت إليههه هههذه الشهههادة بههأن يلغيههها وبكههل يقههين فههي الحههال‪ ،‬كمهها‬
‫يتوجههب أن يكههون متههوفرا علههى التحديههد الههدقيق لتههاريخ وسههاعة إنشههاء وإلغههاء الشهههادة‬
‫االلكترونية‪ ،‬وعلى نظام أمني للوقاية مهن تزويهر الشهواهد اإللكترونيهة‪ ،‬والتأكهد مهن أن‬

‫‪* -1‬دة‪.‬إيمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني وإثباته‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪* .823‬ذ‪.‬عبدهللا أحمد عبدهللا‬
‫غرايبة‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في التشريع المعاصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 080 :‬وما يليها‪* .‬د‪.‬عيسى غسان ربضي‪،‬‬
‫القواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 000:‬وما بعدها *د‪ .‬عالء محمد نصيرات‪ ،‬حجية التوقيع‬
‫اإللكتروني في اإلثبات(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.005-000 :‬‬

‫‪107‬‬
‫معطيات إنشاء التوقيع اإللكتروني مطابقة لمعطيات التحقق في حالهة مها إذا قهدمت تلهك‬
‫المعطيههات فههي وقههت واحههد‪ ،‬وأن يكههون قههادرا عنههد االقتضههاء علههى المحافظههة‪ ،‬بشههكل‬
‫إلكترونههي علههى كههل المعطيههات المتعلقههة بالشهههادة اإللكترونيههة‪ ،‬والتههي يمكههن أن تكههون‬
‫ضرورية في إثبات المصادقة االلكترونية أمام القضاء‪.‬‬
‫وإذا تحققت شروط اكتساب صهفة مقهدم خدمهة المصهادقة وفهق القهانون ‪25.58‬‬
‫فيمن يرغب فهي ممارسهة ههذه الخدمهة العامهة‪ ،‬تأههل لمزاولهة مهامهه المنوطهة بهه بحكهم‬
‫القانون وهذا حديث آخر بطبيعة الحال‪.‬‬
‫‪ -2-9‬مهام مقدم خدمات المصادقة اإللكترونية‪.‬‬
‫يضطلع مقدم خدمة المصادقة اإللكترونية بالمهام المنصوص عليهها فهي المهادة‬
‫‪ 01‬مههن القههانون رقههم ‪ 58-25‬وهههي ترتههد فههي آخههر المطههاف إلههى االلتزامههات القانونيههة‬
‫التالية‪:‬‬
‫*التحقههق مههن هويههة الشههخص الههذي سههلمت لههه الشهههادة اإللكترونيههة عههن طريههق‬
‫مطالبتههه بههاإلدالء بوثيقههة هويههة رسههمية تؤكههد أنههه يتههوفر علههى األهليههة القانونيههة لاللتههزام‬
‫وعلى الصفة التي يتظاهر بها مع المحافظة التامهة علهى مميهزات ومراجهع ههذه الوثيقهة‬
‫إلثبات تلك الهوية أو الصفة المدعاة‪.‬‬
‫*التأكههد وقههت تسههليم الشهههادة مههن أن المعلومههات المضههمنة بههها صههحيحة وأن‬
‫صاحب التوقيع المحددة هويته يتوفر علهى معطيهات إنشهاء التوقيهع االلكترونهي مطابقهة‬
‫لمعطيات التحقق منه المضمنة في الشهادة‪.‬‬
‫*إبرام تأمين لتغطية األضرار الناتجة عن أخطائهم المهنية‪.‬‬
‫*القيام بإخبار الشخص طالب الشهادة االلكترونية‪ ،‬بكيفيات وشروط استعمالها‬
‫وكههذا كيفيههات المنازعههة وطههرق تسههوية الخالفههات‪ ،‬وذلههك قبههل إبههرام عقههد تقههديم خدمههة‬
‫المصادقة اإللكترونية‪.‬‬
‫*تقديم عناصر اإلخبار المذكورة إلهى األشهخاص الهذين يعتمهدون تلهك الشههادة‬
‫إذا كانت مفيدة لهم انضباطا لواجبات التبصير الملقاة على عاتق مقدمي الخدمة‪.‬‬
‫*إلغاء الشهادة االلكترونية في حالتين‪ :‬األولى عندما يأمر القضهاء بالقيهام حهاال‬
‫بإخبار أصحاب الشهادات المؤمنة بعدم مطابقتها للقانون ‪ 25.58‬ونصوصهه التطبيقيهة‪.‬‬
‫والثانيههة متههى مهها تبههين أن تسههليمها كههان بنههاء علههى بيانههات مغلوطههة أو مههزورة أو أن‬
‫المعلومات المضمنة بها لم تعد مطابقة للحقيقة أو إذا تم خرق سرية المعطيهات المتعلقهة‬
‫بإنشاء التوقيع‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن التوجه األوربي لهم يجعهل التوثيهق اإللكترونهي إلزاميها‪ ،‬وإنمها‬
‫ترك حرية اللجوء إليه‪ ،‬وهو الظهاهر مهن الصهياغة العامهة للقهانون المغربهي‪ ،‬أمها القهانون‬
‫األمريكي فقد أعطى سلطة تنظيم تقنيات التوثيق ألطراف المعاملة‪.1‬‬

‫‪ -1‬ذة‪.‬إيمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني وإثباته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.803‬‬

‫‪108‬‬
‫ثانيا‪ :‬توثيق المحررات اإللكترونيةمن طرف‬
‫الموثق العصري‪.‬‬
‫إن االرتبههاط بههين الكتابههة والههورق لههيس ارتباطهها عضههويا‪ ،‬فالكتابههة باعتبارههها‬
‫ضربا من ضروب الرموز المتفق عليها في إطار اجتماعي معين قهد ظههرت قبهل عهدة‬
‫قرون من ظهور الورق واتخذت لها عدة سندات مادية مثل جدران الكههوف والحجهارة‬
‫وجلود الحيوانات وخشب األشهجار وسهعيف النخهل ومها تهاله‪ ،‬وفهي خضهم ههذا التطهور‬
‫كههان الههورق آخههر هههذه السههندات‪ ،‬إال أن تطههوره وتدعيمههه بأسههاليب الطباعههة جعههل مههن‬
‫الفحههوى المتمثههل فههي الكتابههة يههرتبط ارتباطهها وثيقهها بشههكله المههادي الههورقي إلههى درجههة‬
‫التمازج واالنصههار وإلهى درجهة أصهبحت فيهها عبارتها الك وتهب أو الوثيقهة تحمهالن فهي‬
‫طياتهما معنى ضمنيا بأن األمر يتعلق بكتب ورقي أو بوثيقة ورقية‪.1‬‬
‫لكن تطور الوسائل الحديثة لالتصال والثورة التكنولوجية التهي أصهبحت تمكهن‬
‫األشهههخاص مهههن تبهههادل النصهههوص والصهههور واألصهههوات وكهههذلك تبهههادل الرضههها عبهههر‬
‫الشبكات اإللكترونيهة أرجهع األمهور إلهى نصهابها مهذكرا بعنصهرين أساسهيين وهمها‪ :‬أن‬
‫الكتابة مستقلة عن الورق من ناحية ومؤكدا أنه ال بد من التمييهز بهين المحتهوى واإلنهاء‬
‫الذي يحويه من ناحية أخرى‪ ،‬ومن هنا يتض أن مفهوم الكتابة اإللكترونية يختلف عهن‬
‫مفههوم الكتابهة التقليديهة‪ .‬وبعهد أن أتهى علهى االنسهان حهين مهن الهدهر تطهورت فيهه نظههم‬
‫حياته وقواعد معامالته‪ ،‬أصبحت الكتابة اإللكترونية إلى جانب الكتابهة الورقيهة العاديهة‬
‫تشهههكالن مهههدار توثيهههق التصهههرفات العقديهههة لألفهههراد والجماعهههات فبهههدأت فكهههرة شهههمول‬
‫اصطالح المحرر للوثيقة الورقية إلى جانب أختها اإللكترونية تتكرس في األذههان بعهد‬
‫أن ارتبط المحرر الكتابي بالورق لقرون خلت‪.‬‬
‫وفي خضم هذه القطيعة الهائلة أصب من المتوجب على التشريعات المدنية أن‬
‫تعدل من أحكام قوانينها حتى تتالءم مهع التطهور التقنهي لوسهائل االتصهال الحديثهة ومهع‬
‫المفهههوم الجديد‪/‬األصههيل للكتابههة‪ ،‬وفههي هههذا الصههدد جههاءت مبههادرة المشههرع المغربههي‬
‫بتعديل الفصول ‪ 001‬و‪ 005‬و‪ 002‬و‪ 008‬من ق ل ع حتى تتالءم مع التطور الحديث‬
‫لنظم التعاقد واإلثبات‪ ،‬وبموجب هذه التعديالت أصب بإمكان الموثق العصهري بصهفته‬
‫صهههاحب الصهههالحية فهههي إضهههفاء الرسهههمية علهههى وثهههائق األطهههراف أن يصهههدر الوثهههائق‬
‫اإللكترونية العرفية منها والرسمية‪.‬‬

‫ـري‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إصـدار الموثـق العصـ‬
‫المحررات اإللكترونية العرفية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- afkar@afkaronline.org‬‬

‫‪109‬‬
‫بغض النظر عن المفهوم المار بنا للوثيقهة العرفيهة العاديهة فهإن الوثيقهة العرفيهة‬
‫االلكترونية هي التي تستوفي الشروط المنصوص عليها تحديدا في الفصهلين ‪ 001-0‬و‬
‫‪ 001-0‬من قانون االلتزامات والعقود وهي الشهروط التهي ترتهد فهي آخهر المطهاف إلهى‬
‫العناصر التالية‪:‬‬
‫* أن تعرف الوثيقة العرفية اإللكترونية بالشخص الذي صدرت عنه‪.‬‬
‫*أن تكون الوثيقة العرفيهة اإللكترونيهة معهدة ومحفوظهة ضهمن شهروط تضهمن‬
‫تماميتها‪.‬‬
‫*أن تحمل الوثيقة العرفية اإللكترونية توقيعا مؤمنا‪.‬‬
‫*أن تحمههل الوثيقههة العرفيههة اإللكترونيههة تاريخهها تابثهها عههن التوقيههع االلكترونههي‬
‫المؤمن‪.‬‬
‫فكلمها تحققهت هههذه الشهروط مجتمعههة فهي الوثيقهة العرفيههة اإللكترونيهة الصههادرة‬
‫عههن الموثههق العصههري فههي حههدود اختصاصههه المحههدد فههي ظهيههر ‪ 0‬مههاي ‪0305‬م إال‬
‫وتمتعت بحجيتها وقوتها الثبوتية‪.‬‬
‫وقد سبق معنا أن الموثق العصري يلزمه طبقا للفقرة الثانيهة مهن الفصهل األول‬
‫من ظهيهر ‪ 0‬مهاي ‪0305‬م وقبهل توثيهق المحهررات العرفيهة لألطهراف‪ ،‬أن يتلقهى مهنهم‬
‫طلبا كتابيا بهذا الخصوص‪ ،‬وأن يبين لهم مزايا التوثيق الرسمي وفوائده‪.‬‬
‫فههإذا وقههع احتههرام هههذه الشههروط جميعهها صههارت الوثههائق اإللكترونيههة للموثههق‬
‫العصري نظامية وعاملة وذات حجية معادلهة لنظيرتهها الوثيقهة العرفيهة المحهررة علهى‬
‫دعامة ورقية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إصدار الموثق العصـري‬


‫المحررات اإللكترونية الرسمية‪.‬‬
‫نص الفصل ‪ 001-0‬من قانون االلتزامات والعقهود فهي الفقهرة الثانيهة منهه أنهه‪:‬‬
‫"تصههب الوثيقههة رسههمية إذا وضههع التوقيههع المههذكور عليههها أمههام موظههف عمههومي لههه‬
‫صالحية التوثيق"‪ .‬إذن فإضافة إلهى الشهروط األربعهة للوثيقهة اإللكترونيهة العرفيهة فهإن‬
‫الوثيقة اإللكترونية الرسمية يجب أن يتحقق فيها شهرط خهامس وههو أن يوضهع التوقيهع‬
‫عليها أمام موظف عمومي له صالحية التوثيق‪.‬‬
‫واألوراق الرسمية بوجه عام وطبقا للفصهل ‪ 003‬مهن ق ل ع ـ كمها مهر بنها ـ‬
‫هههي األوراق التههي يتلقاههها فههي الشههكل المحههدد قانونهها موظفههون عموميههون لهههم صهالحية‬
‫التوثيق في مكان تحرير العقد‪.‬‬
‫فهههالموثق علهههى ههههذا النحهههو يتهههولى مهمهههة اإلشهههراف والمصهههادقة علهههى تعبيهههر‬
‫األطراف عن إرادتهم بالموافقة على التصرف‪ ،‬ويكون إذن مسؤوال عمها شههد بهه مهن‬
‫وقائع واتفاقات وقعت أمامه‪ ،‬ويختم الوثيقة بتوقيعهه إلهى جانهب توقيهع األطهراف‪ ،‬حيهث‬
‫يحتفظ بأصلها في ديوانه وال يسلم لهم سهوى نسهخة منهها‪ ،‬وبههذا الشهكل تتهوفر الوثيقهة‬
‫‪110‬‬
‫الرسههمية علههى قههوة ثبوتيهة فههي ذاتههها بحيههث ال يسههوغ التحلههل مههن مقتضههياتها إال بادعههاء‬
‫الزور وسلوك مسطرته المعقدة‪.‬‬
‫فكيههف يههتم توثيههق المحههرر اإللكترونههي الرسههمي المبههرم عههن بعههد اعتمههادا علههى‬
‫وسائط إلكترونية؟ وكيف يتصور حضور الموثق العصري مجلس العقد وتالوة الوثيقة‬
‫على األطهراف وإفههامهم مقهدار التهزامهم؟ وههل يضهع الموثهق توقيعهه االلكترونهي ههو‬
‫أيضا على الوثيقة؟ وإذا كان األمر كذلك فما طبيعة ونوع ذلك التوقيع؟ وكيف يتم حفهظ‬
‫الوثائق اإللكترونية الرسمية التي يتساوى فيها األصل والنسخة؟‬
‫إن العقههود اإللكترونيههة هههي عقههود تبههرم عههن بعههد‪ ،‬لههذلك فالحضههور الشخصههي‬
‫للموثق في مجلس العقد ههو أمهر مسهتبعد‪ ،‬إذ لهو كهان المجلهس واحهدا لمها كانهت الحاجهة‬
‫للتعاقد االلكتروني أصال‪ ،‬وبناء عليه فغايهة مها يمكهن تصهوره هنها ههو حضهور الموثهق‬
‫الفعلههي لوضههع التوقيههع االلكترونههي ألحههد األطههراف فقههط‪ ،‬ثههم بعههد ذلههك يرسههل الوثيقههة‬
‫إلكترونيا للطرف اآلخر للغرض نفسه أمهام موثهق آخهر أو أمهام نفهس الموثهق إذا أمكنهه‬
‫االنتقال للطرف اآلخر‪ .‬غير أن مثل هذا الفهم ينطوي على تعقيدات تتنافى مهع مصهال‬
‫األطراف بل ومع طبيعة عمل الموثق نفسه‪.1‬‬
‫أما إذا كان المقصود في النص القانوني هو الحضهور االفتراضهي للموثهق‪ ،‬أي‬
‫أن تكون معاينته لوضع التوقيع االلكتروني افتراضية كذلك‪ ،‬فهذا يتطلهب معهدات تقنيهة‬
‫وبرمجة متطورة جدا لكي توفر مجاال لتالقي الموثق باألطراف علهى شهبكة االنترنيهت‬
‫على غرار الندوة الفيديوفونية أو منتدى النقاش وهي إمكانية غير متاحة حاليا للموثقين‬
‫في أغلب البالد المتقدمة فباألحرى في بالدنا ‪ ،‬حيث ال يزال استعمال وسهائل االتصهال‬
‫في التوثيق لدينا على الطبع وتخزين البيانات وعلى البرد االلكتروني والويب‪.2‬‬
‫ومن خهالل قهراءة متأنيهة للفصهلين ‪ 001-0‬و ‪ 001-0‬يتبهين أن مهمهة الموثهق‬
‫تتجلى أساسا في معاينة وضع التوقيع على الوثيقة وال تمتد تلهك الصهالحية إلهى مراقبهة‬
‫مضههمونها واإلشهههاد علههى صههحة اإلرادة بالموافقههة عليههها مههن لههدن المتعاقههد وهههذا مههس‬
‫جوهري بحقوق األطراف تجاه الموثق الذي تلزمهه نصهوص قانونهه بنصه المتعاقهدين‬
‫وتبصيرهم ألمثل الطهرق فهي التعاقهد وههذا التهزام ال سهبيل إلتيانهه إال إذا شهرح الموثهق‬
‫بنود الوثيقة وقدر االلتزامات التي تتضمنها‪.‬‬
‫وبالنسهههبة لطبيعهههة توقيهههع الموثهههق كموظهههف عمهههومي علهههى الوثيقهههة الرسهههمية‬
‫االلكترونية إلى جانهب األطهراف‪ ،‬فهإن المشهرع المغربهي سهكت عهن ههذه المسهألة وههو‬
‫السكوت الذي يدعو إلى التمسك بالمقتضيات العامة المنظمة لعمل المهوثقين العصهريين‬
‫إلى حين تدخل المشرع بتعديلها صراحة وهو ما لم يتم لحد اآلن‪.‬‬
‫‪ -1‬ذ‪.‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ، ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -2‬الويب ‪ :‬لفظ شبكة الويب ‪ ، web‬يقصد به شبكة المعلومات الدولية ‪ Word web wid‬والتي تتكون من عدد كبير‬
‫من الوثائق المخزنة في حواسيب مختلفة بالعالم‪ ،‬أما التعاقد عبر ‪ web‬فيتم من خالل زيارة العميل للموقع االلكتروني‬
‫للبائع أو مقدم الخدمة‪ ،‬وإتمام التعاقد معه‪ ،‬حيث يتم إنشاء هذا الموقع ‪ site‬عن طريق االشتراك في خدمة إنشاء صفحة‬
‫خاصة بالعميل ‪ ، homme page‬حيث يضع كل من يرغب في االستفادة من هذه الخدمة بيانات مكتوبة أو مصورة أو‬
‫أفالم داخل هذا الموقع والتي يريد لآلخرين االطالع عليها بهدف نشر المعلومات أو ترويج البضائع‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫والظاهر أن المشرع المغربي أتهاح الولهوج إلهى أصهل المحهرر ألطهراف العقهد‬
‫دون سواهم‪ ،‬وهو المستفاد من صيغة الفصل ‪ 002‬ق ل ع كما تم تعديله وتتميمه التهي‬
‫تقول‪...":‬تقبل لإلثبات نسخ الوثيقة القانونية المعدة بشهكل الكترونهي متهى كانهت الوثيقهة‬
‫مسههتوفية للشههروط المشههار إليههها فههي الفصههلين ‪ 001-0‬و ‪ ،001-0‬وكانههت وسههيلة حفههظ‬
‫الوثيقة تتي لكل طرف الحصول على نسخة منها أو الولوج إليها"‪.‬‬
‫ومهما استوفت محررات الموثقين العصريين مجمهل ههذه الشهروط المهارة بنها‪،‬‬
‫سههواء المتعلقههة بههالمحررات العرفيههة اإللكترونيههة أم بههالمحررات الرسههمية اإللكترونيههة‪،‬‬
‫فإنها ال تعمل إال إذا انصبت على غير المعامالت المستثناة من اإلثبات اإللكتروني‪.‬‬

‫ـن‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬العقود المسـتثناة مـ‬
‫اإلثبات بالكتابة اإللكترونية‪.‬‬
‫استثنى المشرع المغربي بعض العقود والمعامالت من اإلثبات بالكتابة‬
‫اإللكترونية ونظرا الرتباطها الوثيق بأحكام الشريعة وأعراف المجتمع ونظامه العام‪،‬‬
‫ومن هذه العقود عقد الزواج‪ ،‬وعقد الطالق‪ ،‬ومسائل اإلرث والنسب وكل ما يتعلق‬
‫باألسرة‪ ،‬فمثال ال يمكن استعمال اإلنترنيت إلبرام عقد الزواج‪ ،‬لما يحظى به هذا العقد‬
‫من قدسية ومنزلة خاصة في نفوس الناس‪ ،‬كما ال يجوز إيقاع الطالق وال إعداد‬
‫اإلراثه وال إقرار النسب وال نفيه بالوسائل اإللكترونية‪.‬‬
‫ومعلوم أن االختصاص النوعي في هذه العقود والتصرفات ال ينعقد من أصله‬
‫للموثق العصري‪ ،‬إنما ينعقد للعدول طبقا ألحكام القانون ‪ 28.01‬المنظم لخطة العدالة‪.‬‬
‫كما أن هناك استثناءات متعلقة بالضمانات الشخصية أو العينية في الميدانين‬
‫المدني والتجاري وذلك لما تنطوي عليها هذه التصرفات من خطورة تتعلق بنوع‬
‫األموال‪ ،‬أو قيمتها‪ ،‬أو مدة العقود التي تكون في الغالب طويلة األمد‪ ،‬مما يستوجب‬
‫مفاوضات مباشرة بحضور األطراف في مجلس العقد وهذا ماال نجده في التعاقد‬
‫بالوسائل اإللكترونية حيث ال يكون األطراف متواجدين في مجلس العقد‪ ،‬والهدف من‬
‫هذا اإلستثناء حماية الطرف الضعيف في العقد كما هو الظاهر‪.1‬‬

‫الفقــرة الرابعــة‪ :‬حجيــة المحــررات‬


‫اإللكترونية ونسخها‪.‬‬
‫يعتبر تخليق التقنيات الجديدة لإلعالم واالتصال وتقنهين االسهتفادة مهن خهدماتها‬
‫من أهم األولويهات والتحهديات التهي تواجهه المجتمعهات الحديثهة علهى الصهعيد العهالمي‪،‬‬
‫حيث أصب الواقع يتطلب مسايرة التطورات ليس فقط تكنولوجيها وإنمها أيضها تشهريعيا‬

‫‪ -1‬د‪.‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00 :‬‬

‫‪112‬‬
‫وتنظيميا‪ .‬وقد واكب المشرع المغربي هذا التطور من خالل إصداره للقانون رقهم ‪-25‬‬
‫‪ 58‬المتعلههق بالمعطيههات القانونيههة لتمكههين هههذا القطههاع مههن كسههب ثقههة مختلههف الفههاعلين‪.‬‬
‫ويعد االعتراف بحجية الوثيقة اإللكترونية على غرار إلزامية المحهرر الهورقي وإقهرار‬
‫المعادلة بينهما أحد أهم أهداف هذا القانون‪ ،‬وعلهى ههذا األسهاس يمكهن القهول إن الهدليل‬
‫اإللكتروني في القانون المغربي يحظى بأهمية خاصة ضمن أدلة اإلثبات‪.1‬‬
‫غيههر أنههه يبقههى السههؤال مطروحهها حههول مههدى حجيههة هههذه المحههررات وقوتههها‬
‫اإلثباتية مقارنة مع بقية وسائل اإلثبات األخرى المقررة في القهانون المهدني؟ ومها ههي‬
‫قيمة نسهخها؟ ومها ههو موقهف القاضهي عنهد تنهازع الحجهج بهين المحهرر اإللكترونهي و‬
‫المحرر الورقي؟‬
‫‪ -0‬التسوية في الحجية بين الوثيقة اإللكترونية والوثيقة الورقية‪.‬‬
‫لقههد أقههر المشههرع المغربههي بحجيههة المحههررات االلكترونيههة بنوعيههها العرفيههة‬
‫والرسمية في اإلثبات متى كانت مستوفية لشروطها القانونية كما مرت بنا‪ ،‬بهل واعتبهر‬
‫في مجال المعلوميات أال فرق بين أصل الوثيقة االلكترونية ونسختها‪ ،‬واألمهر فهي ذلهك‬
‫يرجههع فههي آخههر المطههاف إلههى أن التقنيههات المعلوماتيههة لههها خاصههية إعههادة نفههس الوثيقههة‬
‫وبالتالي صعوبة التمييز بين األصل والنسخة‪.‬‬
‫فالتمييز بين األصل والنسهخة يبقهى غيهر مستسهاغ فهي العهالم اإللكترونهي غيهر‬
‫المههادي الههذي يتعههذر فيههه التفرقههة بههين نسههخ الحجههج وأصههولها‪ ،‬لههذلك اعتههرف المشههرع‬
‫للمحررات اإللكترونية ونسهخها بهنفس الحجيهة والقيمهة الثبوتيهة متهى اسهتوفت للشهروط‬
‫المشار إليها في الفصلين ‪ 417-1‬و ‪ 417-2‬من القانون ‪ 25.58‬وهو االعتهراف الهذي‬
‫حافظ على ثنائية األصل والنسخة المعمول بها في مجال المحررات الورقية‪.2‬‬
‫وفههي القههانون المقههارن‪ ،‬نجههد المشههرع الفرنسههي الههذي كانههت لههه وقفههة مبكههرة‬
‫بخصوص موقفه من وسهائل االتصهال الحديثهة وذلهك مهن خهالل القهانون رقهم ‪505/32‬‬
‫الصادر في ‪ 00‬يوليوز ‪0332‬م‪ ،‬الذي عدل المادة ‪ 0803‬قانون مدني فرنسي في اتجاه‬
‫استيعاب مختلف نظم وسائل إثبات التصهرفات القانونيهة بوجهه عهام وذلهك بتبنهي مفههوم‬
‫حديث للصورة يعترف بالمحررات المدونة على الوسهائط اإللكترونيهة فهي اإلثبهات فهي‬
‫مواجهة جهات الربط الضريبي ومنحها الحجية المقررة للمحررات الورقية‪.3‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬جاء القانون الفرنسي رقهم ‪ 0222/082‬الصهادر ‪ 08‬مهارس‬
‫سهنة ‪ 0222‬المتعلهق بتطويههع قهانون اإلثبههات السهتيعاب تكنولوجيهها المعلومهات والتوقيههع‬
‫اإللكترونههي‪ ،‬وهكههذا نجههد المههادة ‪ 0801‬منههه فههي فقرتههها الثالثههة تهنص علههى أنههه‪" :‬يكههون‬
‫للكتابة على دعامة إلكترونية نفس القوة في اإلثبات التي للكتابة على الورق‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬عبد الحميد أخريف‪ ،‬عقود االستهالك‪ :‬البيع في الموطن ‪ -‬التعاقد عن بعد ‪ -‬العقد اإللكتروني‪ ،‬ط‪0221/‬م‪ ،‬مطبعة‬
‫أميمة‪ ،‬ص‪.53-51:‬‬
‫‪ -2‬ذ‪ .‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬نور الدين الناصري المعامالت واإلثبات في مجال االتصاالت الحديثة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 15‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫وتماشيا مهع اتجاههات االعتهراف بحجيهة مسهتخرجات الحاسهوب والمراسهالت‬
‫اإللكترونية ظهرت التجربة التونسية التي تعد تجربة رائدة في هذا المجال‪ ،‬وعليه‪ ،‬من‬
‫خالل الفصل ‪ 058‬مكرر من المجلة التونسية لقانون االلتزامهات والعقهود أقهام المشهرع‬
‫التونسي نوعا من التكافؤ بين المحررات اإللكترونية والمحررات العرفيهة‪ ،‬وغنهي عهن‬
‫البيههان أن تههونس هههي أول دولههة عربيههة تسههن قههوانين خاصههة وصههريحة لتنظههيم أعمههال‬
‫التجارة االلكترونية‪ ،‬فقد صدر عن المشرع التونسي القانون رقهم ‪ 38‬المتعلهق بالتجهارة‬
‫والمبادالت اإللكترونية منذ سنة ‪0222‬م‪.1‬‬
‫‪ -2‬التنازع بين المحرر اإللكتروني والمحرر الورقي‪.‬‬
‫قد تعترض القاضي بعض الصعوبات المتعلقة بتنازع الحجج‪ ،‬فما هو الحل‬
‫عند التضارب بين وثيقة ورقية ووثيقة إلكترونية؟ وما العمل حين التنازع بين وثيقتين‬
‫إلكترونيتين‪ ،‬وما القواعد القانونية والقرائن المادية التي تمكن القاضي من الترجي بين‬
‫هذه الحجج المتضاربة؟‬
‫إذا كان المشرع المغربي قهد سهكت عهن الجهواب عهن ههذه اإلشهكاليات وشهبهها‬
‫رغههم أهميتههها الملحههة‪ ،‬فههإن المشههرع الفرنسههي تههولى اإلفههادة بهههذا الخصههوص مههن خههالل‬
‫نص الفصل ‪ 0801-0‬من القانون المدني والذي خول القاضي البهت فهي تنهازع الحجهج‬
‫الكتابية من خالل الترجي بينها واعتماد الوثيقة التهي يهرى أنهها أكثهر مصهداقية‪ ،‬بغهض‬
‫النظر أهي الورقية أم اإللكترونية أم غير ذلك‪.2‬‬
‫وبطريق القياس إذا عرضت على القاضي المغربي حالة تنازع بين الحجج‬
‫الورقية واإللكترونية أو بين الحجج اإللكترونية نفسها‪ ،‬فإنه ال يرج بين الحجج‬
‫المتنازعة اعتمادا على شكلها أو وسيلة حفظها‪ ،‬فال فرق والحالة هاته بين الكتب‬
‫الورقي والكتب اإللكتروني‪ ،‬وإنما المعيار الوحيد هو مدى المصداقية التي تتوفر لكل‬
‫وسيلة‪ ،‬وعلى القضاء المغربي أن يجتهد في هذا االتجاه خاصة مع غياب قاعدة في‬
‫القانون المغربي مماثلة لنظيرتها المكرسة في الفصل ‪ 0801-0‬مدني فرنسي‪.‬‬
‫وبناء عليه‪ ،‬فإذا قدمت للقاضي وثائق متكافئة من حيث الحجية ولكنها مع ذلك‬
‫متعارضة ـ كحالة اإلدالء بكتب خطي ورقي يتعارض مع كتب إلكتروني أو اإلدالء‬
‫بكتب إلكتروني يتعارض مع كتب إلكتروني آخر ـ فإنه يبحث عن عناصر المصداقية‬
‫قانونية كانت ـ مثل اشتراط الكتب كشرط صحة أو وجود اتفاق بين األطراف حول‬
‫اإلثبات ـ أم واقعية‪ ،‬فإذا تعلق األمر بعناصر ترجي واقعية فيجب أن تتمثل في جملة‬
‫من القرائن القوية المتالئمة والمنضبطة والمتضافرة‪ .‬أما إذا قدمت للقاضي وثائق غير‬
‫متكافئة من حيث الحجية كحالة اإلدالء بكتب رسمي يتضارب مع كتب إلكتروني فإن‬
‫القاضي سيرج الكتب الرسمي تماشيا مع مبدأ توازي الشكليات الذي يحقق احترام‬

‫‪ -1‬د‪ .‬نور الدين الناصري‪ ،‬المعامالت واإلثبات في مجال االتصاالت الحديثة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬عبد الحميد أخريف‪ ،‬عقود االستهالك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10 -10:‬‬

‫‪114‬‬
‫نية المشرع وإن جعل من الكتب اإللكتروني حجة من درجة ثانية وهو انتقاد ال يوجه‬
‫للقاضي الذي ينظر في مسألة التنازع بين الحجج بقدر ما يوجه للمشرع نفسه‪.1‬‬
‫ومهما كان من أمر فإنه بعد تنقي "‪ 82‬نوفمبر‪ "0221‬لم يعد بوسع القاضي‬
‫أن يرفض حجة لمجرد أنها في شكل إلكتروني‪ ،‬إال أنه لكي يعتمدها عليه أن يتحقق‬
‫من توافر شروطها‪ ،‬فإذا وجد أنها مستجمعة للشروط اعتمدها وأصب من الواجب‬
‫عليه القضاء طبقا لفحواها‪.‬‬
‫العصري‬ ‫الموثق‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬حقوق‬
‫عمله‬ ‫على‬ ‫والرقابة‬ ‫وواجباته‬
‫ومسؤوليته‪.‬‬
‫يتمتع الموثق العصري أثناء ممارسة مهامه القانونية في اإلشهاد على رسوم‬
‫األطراف وضبط تصرفاتهم وعقودهم ومختلف تعامالتهم‪ ،‬بمجموعة من الحقوق‬
‫المستوجبة والمكفولة له قانونا‪ ،‬ويلتزم في المقابل بإتيان الواجبات المفترضة عليه‬
‫وفق ما يتطلبه قانونه تحت طائلة الرقابة والمسؤولية‪.‬‬
‫وحقوق الموثق العصري التي يتمتع بها أثناء ممارسة مسؤولياته التوثيقية ترتد‬
‫في آخر المطاف إما إلى الحق في األجرة واألتعاب‪ ،‬أو إلى الحق في تنظيم قطاع‬
‫التوثيق العصري وطنيا وجهويا ودوليا‪ ،‬أو إلى الحق في التوقف عن العمل أو التغيب‬
‫أو االنتقال‪ ،‬أو إلى الحق في التعويض عند االستبدال‪ ،‬أو إلى حق المشاركة بين‬
‫الموثقين‪.‬‬
‫بينما تتلخص الواجبات المفروض على الموثق العصري إتيانها قانونا أثناء‬
‫مزاولة اختصاصه في واجبات يلزمه إتيانها قبل بدء عمله‪ ،‬وأخرى يلزمه االضطالع‬
‫بها بعد انطالقه في مهامه‪.‬‬
‫أما بخصوص مسؤولية الموثق العصري عن أعماله فإما أن تكون مسؤولية‬
‫تأديبية ناتجة عن خروقات مهنية‪ ،‬أو مسؤولية مدنية مترتبة عن خطأه أو خطأ أجرائه‬
‫أو المتمرنين لديه‪ ،‬أو مسؤولية جنائية ناجمة عن أفعاله الجنائية‪.‬‬
‫إذن يقتضي منا ترتيب الحديث هنا التركيز على المحورين التاليين‪:‬‬
‫ـ حقوق الموثق العصري وواجباته‪.‬‬
‫ـ الرقابة على عمل الموثق العصري ومسؤوليته‪.‬‬
‫العصري‬ ‫الموثق‬ ‫حقوق‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫وواجباته‪.‬‬
‫أثناء مزاولة الموثق العصري مهامه القانونية في اإلشهاد على رسوم األطراف‬
‫وضبط تصرفاتهم وعقودهم ومختلف تعامالتهم‪ ،‬يتمتع بمجموعة من الحقوق‬

‫‪- http://poenes.maktoobblog.com/82886‬‬
‫‪1‬‬

‫‪115‬‬
‫المستوجبة له‪ ،‬ويلتزم بإتيان الواجبات المفترضة عليه وفق ما يتطلبه قانونه‪ ،‬وهذه‬
‫الواجبات الملقاة على عاتقه تنقسم إلى طائفتين‪ :‬طائفة الواجبات التي يلزمه إتيانها قبل‬
‫بدء عمله‪ ،‬والطائفة األخرى تتعلق بالواجبات التي تلزمه بعد انطالقه في مهامه‪.‬‬
‫في ضوء هذا نتطرق هنا للموضوعين التاليين‪:‬‬
‫ـ حقوق الموثق العصري‪.‬‬
‫ـ واجبات الموثق العصري‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حقوق الموثق العصري‪.‬‬


‫تتلخص حقوق‪ 1‬الموثق العصري أثناء ممارسة مسؤولياته التوثيقية في الحق في‬
‫األجرة واألتعاب(أوال)‪ ،‬والحق في تنظيم قطاع التوثيق العصري وطنيا وجهويا‬
‫ودوليا(ثانيا)‪ ،‬والحق في التوقف عن العمل أو التغيب أو االنتقال(ثالثا)‪ ،‬والحق في‬
‫التعويض عند االستبدال(رابعا)‪ ،‬ثم حق المشاركة بين الموثقين (خامسا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الحق في األجرة واألتعاب‪.‬‬

‫‪ -1‬عملت سلطات الحماية الفرنسية ـ ورغم االختالف بين الفقهاء حول صفة الموثق العصري أهو موظف عمومي أم‬
‫ضابط عمومي أم مأمور أم مهني ـ على احترام صفة الموظف العمومي التي خولها القانون للموثق في البداية‪ ،‬وجعلت‬
‫من حقوقه األساسية التمتع بالتقاعد وهكذا صدر قرار وزيري بتاريخ ‪ 05‬ماي ‪0301‬م يتعلق بانضمام الموثقين لنظام‬
‫المعاشات المدنية المحدث بالظهير الشريف المؤرخ في فات مارس ‪0382‬م‪ ،‬كما صدر الظهير الشريف المؤرخ في ‪08‬‬
‫ماي ‪0303‬م بمن الموثقين نفس التعويضات المخولة للموظفين العموميين وبناء عليه استفاد عدد من الموثقين من‬
‫المعاش بعد تقاعدهم‪ ،‬وهذا ما كرسه قضاء عهد الحماية الذي عمل على تثبيت صفة الموظف العمومي بالموثق واعتبر‬
‫في قضية معروضة على ابتدائية فاس أن الموثق يخضع لقانون خاص‪ ،‬ويتوصل براتب محدد وبمكافأة تتناسب‬
‫ومردودية ديوانه (حكم صادر عن ابتدائية فاس بتاريخ ‪0300/25/02‬م‪ ،‬ذكره األستاذ محمد هومير في مرجعه السابق‬
‫الذكر‪ ،‬ص‪ ،)010 :‬إال أنه وابتداء من خمسينات القرن الماضي بدأت التعديالت المدخلة على ظهير ‪0305‬م توحي‬
‫بخطوات نحو التمييز بين مهام الموثق وصفة الموظف العمومي‪ ،‬يتجلى ذلك بالخصوص في إلغاء الفصل ‪ 01‬سنة‬
‫‪0350‬م‪ ،‬وهو الفصل الذي كان يخول الموثقين تعويضا سنويا مساهمة من الدولة في مصاريف مكاتب التوثيق‪ .‬كما‬
‫يتجلى أيضا في إلغاء الفصل ‪ 01‬في نفس السنة‪ ،‬وهو الفصل الذي كان ينظم االقتطاعات التي تخضع لها رواتب‬
‫الموثقين ألدائها للصندوق االحتياطي المخصص لموظفي اإلدارات الشريفة‪ .‬لكن رغم ذلك احترمت السلطات المغربية‬
‫بعد االستقالل المبدأ المذكور وأخضعت الموثقين العصريين للنظام األساسي للوظيفة= =العمومية‪ ،‬وفي هذا اإلطار‬
‫صدرت عدة ظهائر بمن الموثقين العصريين بعد انتهاء مهامهم رتبا شرفية استنادا على الفصل ‪ 31‬من النظام األساسي‬
‫للوظيفة العمومية لسنة ‪0353‬م‪ ،‬ومن هذا القبيل يمكن الرجوع للظهير الشريف الصادر بتاريخ ‪ 5‬غشت ‪0310‬م‪،‬‬
‫المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 8005‬بتاريخ ‪ 00‬غشت ‪ ،0310‬ص‪ .0838 :‬كما أن المجلس األعلى ساير هذا المنحى‬
‫واستبعد في قرار له تطبيق مقتضيات ظهير االلتزامات والعقود على قضية شغل بين كاتبة موثق انتهت مهامه وبين‬
‫خلف هذا الموثق الذي رفض تشغيلها اعتبارا لكون التوثيق العصري يخضع ألحكام خاصة به (انظر قرار المجلس‬
‫األعلى في الملف االجتماعي ‪ 31/003‬بتاريخ ‪0333/21/03‬م‪ ،‬منشور بمجلة اإلشعاع‪ ،‬عدد‪ ،03‬السنة‪ ،00‬يونيو‬
‫‪0333‬م‪ ،‬ص‪ ،080 :‬ومما جاء في حيثيات هذا القرار أن مجرد حيازة موثق لمحفوظات سلفه "ال يشكل تحويل‬
‫المشروع ألن هذه الحيازة من مستلزمات قانون ‪0305/5/0‬م الذي ينظم عمل الموثقين‪ .)"...‬ونحن إذ نعتقد أن مصلحة‬
‫التوثيق العصري تقتضي التصري بوجوب تحريره في صورة مهنة قانونية حرة ومنظمة كما هي توجهات المشروع‬
‫‪ ،23.80‬سوف لن نتطرق هنا لحق الموثق العصري في التقاعد ما دام الواقع العملي أفرز عمله في صورة مهنة حرة‬
‫خاضعة لألعراف أكثر من خضوعها للقانون‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫نظم ظهير التوثيق العصري لرابع ماي ‪0305‬م األجرة المستحقة للموثق في‬
‫الفصول ‪ 08‬و ‪ 00‬و ‪ ،05‬كما تولى المشروع ‪ 23.80‬ضبط هذه المسألة في المادتين‬
‫‪ 05‬و ‪ ،01‬ومن تتبع هذه الفصول والمواد يتبين أن للموثق الحق في راتب سنوي(أ)‪،‬‬
‫واقتطاعات نسبية(ب)‪.‬‬
‫أ‪ -‬الحق في الراتب السنوي‪.‬‬
‫حدد الفصل ‪ 00‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬المرتب السنوي للموثق العصري في‬
‫‪ 60 000‬فرنك مجردة من جميع االمتيازات أو التعويضات التي ينص عليها النظام‬
‫المطبق عليهم‪ ،‬وقد منع الفصل ‪ 08‬من نفس الظهير الموثقين من تسلم أي مبلغ من‬
‫األطراف المتعاقدة أو أي اقتطاع ألنفسهم ما لم يتعلق األمر بمصاريف النقل أو بمبالغ‬
‫التسبيق الثابتة‪.‬‬
‫ونظرا لتقادم مضامين هذه الفصول وإحالتها على زمن كان فيه التوثيق‬
‫العصري وظيفة عمومية معنى ومبنى‪ ،‬فقد تدخل مشروع القانون ‪ 23.80‬بتعديل هذه‬
‫المقتضيات في اتجاه أقلمتها مع الواقع القانوني المغربي الذي أصب التوثيق فيه من‬
‫الناحية العملية مهنة حرة‪ ،‬وهكذا أشارت المادة ‪ 105‬لحق الموثق في استخالص أتعابه‬
‫وأحالت على صدور نص تنظيمي يحدد طريقة ذلك‪ ،‬فيما قررت المادة ‪ 201‬المتابعة‬
‫التأديبية بحق كل موثق يتقاضى أكثر من أتعابه وما أداه من صوائر لفائدة الزبون‪،‬‬
‫وقد كان حريا بالواضع هنا أن ينص على المساءلة الجنحية فضال عن المتابعة‬
‫التأديبية خصوصا إذا وصل األمر إلى حد النصب على الزبون تماشيا مع قواعد‬
‫المسؤولية الجنائية وحماية لحقوق الزبناء وشرف المهنة والمهنيين‪.3‬‬
‫ب‪ -‬الحق في االقتطاعات النسبية‪.‬‬
‫نص الفصل ‪ 00‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م على أحقية الموثق العصري في‬
‫استرداد االقتطاعات النسبية عما يدفعه من المبالغ المترتبة عن تحرير العقود الرسمية‬
‫منها والعرفية‪ ،‬وتطرق الفصل ‪ 05‬منه لبيان كيفية تحديد هذه االقتطاعات وكيفية‬
‫تصفيتها‪ ،‬ويمكن تلخيص مجمل أحكام هذا الفصل في النقط التالية‪:‬‬
‫* تحديد االقتطاعات النسبية المستحقة للموثق العصري اعتمادا على عدد كتاب‬
‫الموثق الملحقين بمكتب التوثيق‪.‬‬
‫* مراعاة الشواهد العلمية التي حصل عليها كتاب الموثق في تحديد‬
‫االقتطاعات‪.‬‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 05‬من المشروع ‪" :23.80‬للموثق الحق في أتعاب يحدد مبلغها وطريقة استيفائها بنص تنظيمي"‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 01‬من المشروع ‪" :23.80‬ال يحق للموثق ـ تحت طائلة المتابعة التأديبية ـ أن يتقاضى أكثر من أتعابه‪،‬‬
‫وما أداه عن األطراف من صوائر مثبتة"‪.‬‬
‫‪ -3‬أحمد أبو العالء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.05-00‬‬

‫‪117‬‬
‫* مراعاة درجات الكتاب بين ما إذا كانوا كتابا أولين أم ال‪ ،‬وما إذا كانوا موافقا‬
‫عليهم من طرف الوكيل العام للملك ومقبول تقييدهم بالتمرين أم ال‪.‬‬
‫* مراعاة مدة التمرين التي قضاها الكتاب‪.‬‬
‫التوثيق‬ ‫ثانيا‪ :‬الحق في تنظيم قطاع‬
‫العصري وطنيا وجهويا ودوليا‪.‬‬
‫لم يتطرق ظهير‪ 0‬ماي ‪0305‬م ألحقية الموثقين العصريين في هيكلة قطاعهم‬
‫وتنظيمه‪ ،‬لكن رغم ذلك أفرز الواقع العملي بذور تنظيمات تحتكر تمثيليتهم في صورة‬
‫غرفة وطنية للتوثيق العصري وغرف جهوية‪ ،‬ونظرا للقصور التشريعي على هذا‬
‫المستوى فقد تدخل المشروع ‪ 23.80‬فمتع الموثقين العصريين على غرار العدول‬
‫بأحقية تنظيم قطاعهم إن على الصعيد الوطني أو المحلي أو الدولي‪.‬‬
‫أ‪ -‬وطنيا‬
‫ال يوجد في المغرب هيئة للموثقين بالمعنى التأسيسي والقانوني مثلما هو األمر‬
‫بالنسبة للمحامين أو األطباء أو العدول المعدودة نشاطاتهم مهنا حرة عكس ظهير‬
‫التوثيق الذي يعتبر الموثق العصري موظفا عموميا‪ .‬غير أن التطور الذي ما فتئ‬
‫قطاع التوثيق العصري يراكمه أفرز هيئة وطنية تحتكر مهمة تمثيل المهنة أمام‬
‫األغيار وتتولى تأطيرها والدفاع عن حقوق المنتسبين إليها وتعرف باسم "الغرفة‬
‫الوطنية للتوثيق العصري"‪ .1‬ونظرا للظروف االنتقالية التي تمر منها المهنة فقد تدخل‬
‫مشروع القانون ‪ 23.80‬لضبط هذا الجانب المهني في القسم السابع منه والذي‬
‫خصصه لهذا الغرض حيث تطرق في الباب األول منه الذي عنونه بأحكام عامة‬
‫إلحداث الهيئة الوطنية للموثقين من المادة ‪ 31‬وإلى غاية المادة ‪ ،020‬وخصص الباب‬
‫الثاني منه لتسطير األحكام المؤطرة لسير عمل المجلس الوطني من المادة ‪ 025‬وإلى‬
‫غاية المادة ‪ ،001‬فيما تولى الباب الثالث منه تأطير هياكل المجالس الجهوية للموثقين‬
‫من المادة ‪ 003‬وإلى غاية المادة ‪.001‬‬
‫‪ -0‬الهيئة الوطنية للموثقين‪.‬‬
‫نص المشروع ‪ 23.80‬على إحداث الهيئة الوطنية للموثقين بمقتضى المادة‬
‫‪ 231‬تحتكر تمثيل القطاع وتهدف صيانة مبادئ مزاولة المهنة‪ ،‬وتحرص على تقاليد‬
‫المروءة واالستقامة الواجب االتصاف بها أثناء العمل‪ ،‬مع اإلسهام في تأطير العاملين‬

‫‪ -1‬حسن الصفريوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 31‬من المشروع ‪" :23.80‬تحدث بمقتضى هذا القانون هيئة وطنية للموثقين تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫وتضم وجوبا جميع الموثقين"‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫ودفعهم للتقيد بموجبات القوانين واألنظمة واألعراف الجاري بها العمل‪ ،‬مع ما‬
‫يقتضيه ذلك من سن للضوابط المهنية‪.1‬‬
‫وتختص الهيئة الوطنية للموثقين أيضا بالدفاع عن مصال الموثقين وإدارة‬
‫مشاريع التقاعد لفائدتهم‪ ،‬وتمثيل مهنتهم أمام األغيار‪.‬‬
‫‪ 0-0‬مهام الهيئة الوطنية للموثقين‪.‬‬
‫حددت المادتين ‪ 33‬المارة بنا و‪ 33‬من المشروع ‪ 23.80‬مهام الهيئة الوطنية‬
‫للموثقين فيما يلي‪:‬‬
‫* صيانة مبادئ وأعراف مهنة التوثيق وتكريس واجباتها وأخالقياتها‪.‬‬
‫* تأطير الموثقين وتكوينهم‪.‬‬
‫* تنظيم النشاطات العلمية من لقاءات وندوات من شأنها الرفع من مستوى أداء‬
‫الموثقين في أفق تطوير المهنة وتحديث أساليب العمل‪.‬‬
‫* إبداء النظر في الشكايات الموجهة ضد الموثقين ورفع التقرير بشأنها إلى‬
‫الوكيل العام للملك‪.‬‬
‫* وضع النظام الداخلي وتعديله‪ ،‬وتنسيق عمل المجالس الجهوية‪.‬‬
‫* وضع النظام الداخلي وتعديله وتحديد مبالغ اشتراكات األعضاء وكيفية‬
‫استيفائها ونصيب المجالس الجهوية منها‪.‬‬
‫* إنشاء وإدارة المشاريع االجتماعية لفائدة الموثقين‪.‬‬
‫* إحداث مشاريع االحتياط االجتماعي أو التقاعد الخاصة بالمهنة‪.‬‬
‫* تمثيل المهنة أمام األغيار‪.‬‬
‫غير أن االضطالع بهذه المهام واألعباء مما يحتاج مصاريف بين المشروع‬
‫‪ 23.80‬وجوه استحصالها وتدبيرها‪.‬‬
‫‪ 2-0‬مالية الهيئة الوطنية للموثقين‪.‬‬
‫تولت عدة مواد من المشروع ‪ 23.80‬تبيان وجوه تدبير مالية الهيئة الوطنية‬
‫للموثقين‪ ،‬وهكذا فرضت المادة ‪ 2022‬على الموثقين أداء اشتراك سنوي إجباري لفائدة‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 33‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬تهدف الهيئة الوطنية للموثقين إلى صيانة المبادئ والتقاليد‬
‫المرتبطة بالمروءة والكرامة وصفات االستقامة التي يقوم عليها شرف مهنة التوثيق‪ ،‬وإلى الحرص على تقيد أعضائها‬
‫بما تقضي به القوانين واألنظمة واألعراف الجارية على ممارسة مهنة التوثيق‪.‬‬
‫ولها أن تسن أي نظام تستلزمه مزاولة المهمة المنوطة بها وتضع مدونة الواجبات المهنية التي تصير نافذة بعد صدور‬
‫مرسوم بذلك‪.‬‬
‫وتتولى الهيئة أيضا‪ ،‬الدفاع عن مصال الموثقين المعنوية وتنظيم وإدارة مشاريع التقاعد المؤسسة لفائدة أعضائها‪.‬‬
‫وتمثل الهيئة مهنة التوثيق إزاء اإلدارة‪.‬‬
‫يحظر عليها أن تتدخل في الميادين الدينية أو الفلسفية أو السياسية"‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 022‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يفرض لفائدة الهيئة الوطنية للموثقين اشتراك سنوي‬
‫إجباري يجب على كل عضو أن يقوم بأدائه‪ .‬يجوز للهيئة أيضا أن تحصل من أعضائها األموال الالزمة إلدارة المشاريع‬
‫المنصوص عليها في المادتين ‪ 33‬و ‪ 33‬أعاله‪ .‬يترتب عن عدم األداء تعرض الموثق لعقوبات تأديبية"‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫هيئتهم التي خولتها نفس المادة أحقية اقتضاء المبالغ الالزمة من األعضاء إلدارة‬
‫مشاريعهم االجتماعية تحت طائلة التعرض للعقوبات التأديبية‪.‬‬
‫ونصت المادة ‪ 1020‬من المشروع ‪ 23.80‬أيضا على بعض الموارد التي‬
‫تستقي منها الهيئة ميزانيتها ومن ذلك واجبات االشتراك‪ ،‬وواجبات الدمغة عن كل عقد‬
‫يوثق‪ ،‬ثم عائدات المطبوعات والكتب والدوريات والبطاقات المهنية والشارات‪.‬‬
‫ويجوز للهيئة الوطنية للموثقين طبقا للمادة ‪ 2020‬من المشروع الحصول على‬
‫المساعدات العينية والنقدية من الدولة والمؤسسات العامة‪ .‬ولها أن تتلقى التبرعات من‬
‫األشخاص الذاتيين والمعنويين شريطة أن يكون نظاميا وقانونيا وأال يكون مشروطا‬
‫بما من شأنه المس باستقاللية الهيئة‪.‬‬
‫ولمالية الهيئة مصروفات محددة أشارت لها المادة ‪ 028‬من المشروع وتتمثل‬
‫‪3‬‬

‫تحديدا في تجهيز المجلس الوطني والمجالس الجهوية للهيئة وتسيير شؤونها ومرافقها‬
‫والعاملين لديها‪ ،‬وكذا تدبير المشاريع االجتماعية والعلمية ألعضائها‪.‬‬
‫والهيئة الوطنية للموثقين تمارس اختصاصاتها القانونية بواسطة مجلس‬
‫وطني ومجالس جهوية‪.‬‬
‫‪ -2‬المجلس الوطني للموثقين‪.‬‬
‫حدد المشروع ‪ 23.80‬تشكيلة مضبوطة للمجلس الوطني للموثقين على غرار‬
‫ما فعل القانون ‪ 28.01‬مع العدول‪ ،‬وخصه بصالحيات معينة تهدف خدمة الصال‬
‫العام لقطاع التوثيق مثلما فعل مع رئيسه الذي نص المشروع بوضوح على مجال‬
‫عمله‪ ،‬مع ضبط تام لموارد المجلس الوطني ومصروفاته‪.‬‬
‫‪ 0-2‬تشكيلة المجلس الوطني للموثقين‪.‬‬
‫قررت المادة ‪ 4025‬من المشروع ‪ 23.80‬إحداث مجلس وطني للموثقين يوجد‬
‫مقره بالرباط وهو يتشكل من‪:‬‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 020‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬تتكون مالية الهيئة الوطنية للموثقين من الموارد التي ال‬
‫يمنعها القانون وال سيما‪ -:‬واجبات االشتراك؛ ‪ -‬واجب يؤديه الموثق عن كل عقد تلقاه يحدد مبلغه المجلس الوطني؛ ‪-‬‬
‫عائدات المطبوعات والكتب والدوريات؛ ‪ -‬عائدات البطاقات المهنية والشارات"‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 020‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يجوز للهيئة الوطنية للموثقين أن تحصل على مساعدات‬
‫نقدية أو عينية من الدولة والمؤسسات العامة‪ .‬يجوز لها كذلك أن تتلقى من األشخاص الذاتيين أو المعنويين أي تبرع‪،‬‬
‫على أال يكون مقيدا بأي شرط من شأنه المساس باستقاللها وكرامتها أو يعرقل المهام المنوطة بها أو يخالف القوانين‬
‫واألنظمة المعمول بها"‪.‬‬
‫‪ -3‬تقول المادة ‪ 028‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪ " :‬تنفق الموارد في تجهيز المجلس الوطني والمجالس‬
‫الجهوية للهيئة وتسيير شؤونها وما يتعلق بمقارها وأداء أجور العاملين بها والوفاء بكل التزاماتها وتحمالتها‪ ،‬وفي إنشاء‬
‫وإدارة مشاريع اجتماعية وتنظيم تظاهرات ثقافية"‪.‬‬
‫‪ -4‬تقول المادة ‪ 025‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يكون مقر المجلس الوطني للموثقين بالرباط‪ .‬يتكون‬
‫المجلس الوطني للموثقين من‪ :‬رئيس؛ نائب للرئيس؛ كاتب عام؛ نائب الكاتب العام؛ أمين الصندوق؛ نائب ألمين‬
‫الصندوق؛ رؤساء المجالس الجهوية"‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫*رئيس؛ *نائب للرئيس؛ *كاتب عام؛ *نائب الكاتب العام؛ *أمين الصندوق؛‬
‫*نائب ألمين الصندوق؛ *رؤساء المجالس الجهوية‪.‬‬
‫وحسب المادة ‪ 1021‬من المشروع ‪ 23.80‬فإنه يجوز للموثق أن يجمع بين‬
‫عضوية المجلس الجهوي وعضوية المجلس الوطني‪ ،‬على أنه ال يمكن الجمع بين‬
‫رئاسة مجلس جهوي ورئاسة المجلس الوطني‪ .‬ويشترط في المرش لعضوية المجلس‬
‫الوطني للموثقين حسب المادة ‪ 2021‬الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -0‬أن تكون له صفة ناخب؛‬
‫‪ -0‬أن تكون له أقدمية عشر سنوات في ممارسة المهنة ما لم يتعلق األمر بمنصب‬
‫الرئيس الذي يشترط فيه أقدمية خمس عشرة سنة على األقل؛‬
‫‪ -8‬أال يكون قد صدرت في حقه عقوبة تأديبية باستثناء عقوبة اإلنذار؛‬
‫‪ -0‬أال يكون محكوما عليه أو متابعا في قضية تمس بالشرف والمروءة‪.‬‬
‫وحسب المادة ‪ 3023‬فالتمتع بصفة ناخب مشروط بممارسة المهنة فعليا مع‬
‫أداء الموثق لواجبات االنخراط‪ .‬ونصت المادة ‪ 4023‬على أنه خالل األسبوع األول‬
‫من مارس من السنة التي تجري فيها االنتخابات يصدر المجلس الوطني مقررا‬
‫بتحديد أسماء الموثقين الذين لهم حق الترشي لمنصب الرئيس ولعضوية المجلس‪،‬‬
‫ولكل موثق تضرر من عدم ورود اسمه في المقرر الطعن لدى القضاء اإلداري داخل‬
‫أجل ثمانية أيام من تعليق المقرر بكتابة المجلس‪ ،‬على أن يصدر البث داخل أجل‬
‫خمسة عشر يوما من تاريخ الطعن بحكم غير قابل ألي طعن‪ .‬ويتولى رئيس المجلس‬
‫الوطني للموثقين تحديد تاريخ االنتخابات‪ ،‬ويوجه دعوة لكل الموثقين بهذا الخصوص‬
‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 5002‬من المشروع التي جعلت النصف األول من شهر يونيو‬
‫وقتا النتخاب رئيس المجلس الوطني للموثقين وباقي أعضائه باستثناء رؤساء‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 021‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يجوز للموثق أن يجمع بين العضوية في مجلس جهوي‬
‫والعضوية في المجلس الوطني‪ .‬ال يمكن الجمع بين رئاسة مجلس جهوي ورئاسة المجلس الوطني‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 021‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪ " :‬يشترط في المرش لعضوية المجلس الوطني للموثقين‬
‫الشروط التالية‪ -0 :‬أن تكون له صفة ناخب؛ ‪ -0‬أن تكون له أقدمية عشر سنوات في ممارسة المهنة ما لم يتعلق األمر‬
‫بمنصب الرئيس الذي يشترط فيه أقدمية خمس عشرة سنة على األقل؛ ‪ -8‬أال يكون قد صدرت في حقه عقوبة تأديبية‬
‫باستثناء عقوبة اإلنذار؛ ‪ -0‬أال يكون محكوما عليه أو متابعا في قضية تمس بالشرف والمروءة"‪.‬‬
‫‪ -3‬تقول المادة ‪ 023‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬ال يشارك في االنتخاب إال الموثق الذي يمارس بصورة‬
‫فعلية وأدى كل ما عليه من واجبات االشتراك"‪.‬‬
‫‪ -4‬تقول المادة ‪ 023‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يصدر المجلس الوطني خالل األسبوع األول من شهر‬
‫مارس من السنة التي تجري فيها االنتخابات مقررا بتحديد أسماء الموثقين الذين لهم حق الترشي لمنصب الرئيس‬
‫ولعضوية المجلس‪ ،‬مع مراعاة توفر الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 021‬أعاله‪ .‬يحق لكل موثق لم يرد اسمه في‬
‫مقرر المجلس الطعن فيه داخل أجل ثمانية أيام من تاريخ التعليق بكتابة المجلس أمام المحكمة اإلدارية المختصة التي‬
‫تبث داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ إيداع الطعن بكتابة ضبط المحكمة‪ ،‬وذلك بحكم غير قابل ألي طعن"‪.‬‬
‫‪ -5‬تقول المادة ‪ 002‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يحدد رئيس المجلس الوطني تاريخ االنتخابات ويوجه‬
‫دعوة لهذه الغاية إلي كافة الموثقين‪ .‬توجه الترشيحات ألى رئيس المجلس الوطني قبل التاريخ المقرر إلجراء االنتخابات‬
‫بما ال يقل عن شهرين‪ .‬ينتخب رئيس المجلس الوطني للموثقين وباقي أعضائه باستثناء رؤساء المجالس الجهويةخالل‬
‫النصف األول من شهر يونيو عن طريق االقتراع الفردي السري وباألغلبية النسبية لألعضاء الحاضرين على أال يقل‬
‫عددهم عن نصف المقيدين في الهيئة‪ .‬يرج في االنتخاب عند تعادل األصوات الموثق األقدم ممارسة في المهنة"‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫المجالس الجهوية‪ .‬ويكون انتخاب من ذكر باالقتراع الفردي السري وباألغلبية‬
‫النسبية للحاضرين الذين يشترط أال يقل عددهم عن نصف المقيدين في الهيئة‪.‬‬
‫وقد قدرت المادة ‪ 1000‬من المشروع ‪ 23.80‬فترة والية الرئيس وأعضاء‬
‫المجلس الوطني للموثقين في سنتين قابلة للتجديد مرة واحدة على األكثر‪ ،‬وال يمكن‬
‫إعادة انتخابهم إذا استمرت مهمتهم فترتين متواليتين إال بعد انصرام مدة سنتين على‬
‫آخر فترة‪.‬‬
‫‪ 2-2‬صالحيات المجلس الوطني للموثقين‪.‬‬
‫حددت المادة ‪ 2008‬من المشروع ‪ 23.80‬التي أحالت على المهام المسندة‬
‫للهيئة الوطنية صالحيات المجلس الوطني للموثقين في صيانة مبادئ وأعراف مهنة‬
‫التوثيق وتكريس واجباتها وأخالقياتها‪ ،‬وتأطير الموثقين وتكوينهم‪ ،‬وتنظيم النشاطات‬
‫العلمية من لقاءات وندوات من شأنها الرفع من مستوى أداء الموثقين في أفق تطوير‬
‫المهنة وتحديث أساليب العمل‪ ،‬وإبداء النظر في الشكايات الموجهة ضد الموثقين‬
‫ورفع التقرير بشأنها إلى الوكيل العام للملك‪ ،‬ووضع النظام الداخلي وتعديله‪ ،‬وتنسيق‬
‫عمل المجالس الجهوية‪ ،‬ووضع النظام الداخلي وتعديله وتحديد مبالغ اشتراكات‬
‫األعضاء وكيفية استيفائها ونصيب المجالس الجهوية منها‪ ،‬وإنشاء وإدارة المشاريع‬
‫االجتماعية لفائدة الموثقين‪ ،‬وإحداث مشاريع االحتياط االجتماعي أو التقاعد الخاصة‬
‫بالمهنة‪ ،‬ثم تمثيل المهنة أمام األغيار‪.‬‬
‫وأكدت المادة ‪ 3000‬من نفس المشروع على أن المجلس الوطني للموثقين‬
‫مخول إبداء الرأي في مشاريع النصوص القانونية المتعلقة بالتوثيق وفي كل القضايا‬
‫التي تحيلها اإلدارة عليه‪.‬‬
‫‪ 9-2‬اختصاص الرئيس‪.‬‬
‫يختص رئيس المجلس الوطني للموثقين طبقا للمادتين ‪ 4005‬و ‪ 1001‬فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 000‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪ " :‬ينتخب رئيس وأعضاء المجلس الوطني لمدة سنتين قابلة‬
‫للتجديد مرة واحدة على األكثر‪ .‬ال يمكن إعادة انتخاب رئيس أو أعضاء المجلس الوطني للموثقين الذين استمرت‬
‫مهمتهم فترتين متواليتين إال بعد انصرام مدة سنتين كاملتين على األقل على آخر فترة"‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 008‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪ " :‬يمارس المجلس الوطني للموثقين المهام المسندة للهيئة‬
‫الوطنية بمقتضى هذا القانون"‪.‬‬
‫‪ -3‬تقول المادة ‪ 000‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪ " :‬يمثل المجلس الوطني للموثقين المهنة تجاه اإلدارة‪ ،‬ويبدي‬
‫رأيه فيما تعرضه عليه من مسائل تتعلق بالممارسة العامة للمهنة‪ .‬يعين أو يقترح المجلس الوطني للموثقين ممثليه لدى‬
‫اللجان اإلدارية وفق النصوص المعمول بها ويبدي رأيه في مشاريع النصوص المتعلقة بالتوثيق أو ممارستها وفيما‬
‫يرجع لذلك من قضايا أخرى تحيلها اإلدارة عليه"‪.‬‬
‫‪ -4‬تقول المادة ‪ 005‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬لرئيس المجلس الوطني للموثقين جميع الصالحيات الالزمة‬
‫لضمان سير المجلس على أحسن وجه‪ ،‬والقيام بالمهام المسندة إليه‪ .‬يمثل الهيئة الوطنية في الحياة المدنية تجاه اإلدارات‬
‫والغير‪ .‬يوجه الدعوة النعقاد المجلس الوطني للموثقين ويضع جدول أعماله مع مراعاة مقتضيات المادة ‪ 001‬بعده‪ .‬يقاضي‬
‫بعد موافقة المجلس أو يصال أو يقبل التحكيم في النزاعات التي تكون الهيئة طرفا فيها ويقبل الهبات والوصايا واإلعانات‬
‫المقدمة للهيئة‪ .‬يحق له أن يفوض إلى نائبه أو إلى رؤساء المجالس الجهوية ممارسة بعض صالحياته‪ .‬ينوب نائب الرئيس‬
‫أثناء غيابه أو عند حدوث مانع يمنعه من مزاولة مهامه"‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫*تمثيل المجلس الوطني في الحياة المدنية أمام اإلدارات وباقي األغيار‪.‬‬
‫*ممارسة كافة الصالحيات الالزمة لضمان سير المجلس الوطني على أفضل‬
‫وجه‪ ،‬والقيام بالمهام المسندة إليه‪.‬‬
‫* الدعوة النعقاد المجلس الوطني للموثقين كلما لزم األمر على أال يقل انعقاده‬
‫عن مرة واحدة كل ثالثة أشهر‪.‬‬
‫*التقاضي والتصال وقبول التحكيم في النزاعات التي يكون المجلس طرفا فيها‬
‫شريطة قبول المجلس الوطني‪.‬‬
‫*قبول الهبات والوصايا واإلعانات المقدمة للمجلس الوطني‪.‬‬
‫*تفويض بعض الصالحيات لنائبه أو ألحد رؤساء المجالس الجهوية‪.‬‬
‫إزاء هذه الهياكل الوطنية لهيئة الموثقين‪ ،‬تشتغل هياكل أخرى جهوية تنتظم على‬
‫شاكلة مجالس جهوية‪.‬‬
‫ب‪ -‬جهوييا‪.‬‬
‫ينتظم الموثقون جهويا في إطار مجالس جهوية تمثل الموثقين على صعيد دائرة‬
‫محكمة استئناف أو أكثر متى لم يتجاوز عددهم ثالثين موثقا‪ ،‬وقد تولى المشروع‬
‫‪ 23.80‬هيكلة هذه المجالس الجهوية في بابه الثالث من القسم السابع انطالقا من‬
‫المادة ‪ 003‬وإلى غاية المادة ‪ 001‬منه‪.‬‬
‫‪ -0‬تشكيلة المجلس الجهوي للموثقين‪.‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 2003‬من مشروع القانون ‪ 23.80‬فإن المجلس الجهوي للموثقين‬
‫يتكون من‪:‬‬
‫*رئيس المجلس الجهوي‪.‬‬
‫*أربعة أعضاء إذا كان عدد الموثقين يترواح بين ‪ 82‬و ‪.12‬‬
‫*ستة أعضاء إذا كان عدد الموثقين يترواح بين ‪ 12‬و ‪.32‬‬
‫*ثمانية أعضاء إذا كان عدد الموثقين يتراوح بين ‪ 32‬و ‪.002‬‬
‫*عشرة أعضاء كلما تجاوز عدد الموثقين ‪.002‬‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 001‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يجتمع المجلس الوطني للموثقين بدعوة من رئيسه كلما‬
‫استلزم األمر ذلك‪ ،‬ومرة كل ثالثة أشهر على األقل‪ .‬يمكن لثلثي أعضاء المجلس الوطني للموثقين الدعوة إلى عقد‬
‫اجتماع استثنائي للمجلس‪ .‬تتضمن الدعوة تاريخ وجدول أعمال االجتماع"‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 003‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪ " :‬يتكون كل مجلس جهوي باإلضافة إلى رئيسه من‪:‬‬
‫* أربعة أعضاء إذا كان عدد الموثقين يترواح بين ‪ 82‬و ‪.12‬‬
‫* ستة أعضاء إذا كان عدد الموثقين يترواح بين ‪ 12‬و ‪.32‬‬
‫* ثمانية أعضاء إذا كان عدد الموثقين يتراوح بين ‪ 32‬و ‪.002‬‬
‫* عشرة أعضاء إذا كان عدد الموثقين يتجاوز ‪."002‬‬

‫‪123‬‬
‫ويتم انتخاب المجلس الجهوي للموثقين خالل النصف األول من شهر أبريل‬
‫عبر االقتراع الفردي السري وباألغلبية النسبية لألعضاء الحاضرين على أال يقل‬
‫عددهم عن نصف المقيدين بالمجلس‪.‬‬
‫ويشترط في المرش للعضوية حسب المادة ‪ 002‬و المادتان ‪ 021‬و ‪023‬‬
‫‪1‬‬

‫المحال عليهما‪:‬‬
‫*مزاولة مهام التوثيق بمنطقة اختصاص المجلس الجهوي المراد عضويته‪.‬‬
‫*التمتع بصفة ناخب‪.‬‬
‫*أقدمية خمس سنوات في المهنة وإال فعشر على األقل بالنسبة لمنصب‬
‫الرئيس‪.‬‬
‫*عدم صدور أي عقوبة تأديبية في حق المرش ما لم تكن إنذارا‪.‬‬
‫*عدم الحكم أو المتابعة في قضية تمس بالشرف والمروءة‪.‬‬
‫*الممارسة الفعلية للمهنة واألداء التام لواجبات االشتراك‪.‬‬
‫ويصدر المجلس الوطني للموثقين خالل األسبوع األول من شهر يناير من‬
‫السنة التي تجري فيها االنتخابات‪ ،‬مقررا بتحديد أسماء الموثقين المتوفرة فيهم‬
‫الشروط المسطرة في المادة ‪ 021‬والذين لهم حق الترش لمنصب الرئيس ولعضوية‬
‫المجالس الجهوية طبقا للمادة ‪ 2000‬من المشروع‪ ،‬حيث يحق لمن لم يرد اسمه في‬
‫المقرر الطعن أمام المحكمة اإلدارية خالل ثمانية أيام من تاريخ اإلعالن‪ ،‬على أن‬
‫تصدر هذه المحكمة حكمها في أجل ‪ 05‬يوما من تاريخ إيداع الطعن بكتابة ضبطها‬
‫وهو الحكم الذي ال يقبل الطعن‪.‬‬
‫وتستمر فترة والية رئيس المجلس الجهوي للموثقين وأعضائه سنتين قابلة‬
‫للتجديد مرتين على األكثر طبقا للمادة ‪ 3008‬من المشروع ‪23.80.‬‬
‫‪-2‬اختصاصات رئيس المجلس الجهوي للموثقين‪.‬‬
‫تتحدد اختصاصات رئيس المجلس الجهوي للموثقين حسب المادة ‪ 1005‬من المشروع‬
‫‪ 23.80‬في ممارسة الصالحيات الكفيلة بالسهر على سير أعمال المجلس الجهوي للموثقين‪،‬‬
‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 002‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يتمتع بصفة ناخب الموثق الذي يزاول مهامه بدائرة اختصاص‬
‫المجلس الجهوي للموثقين‪ ،‬باإلضافة إلى الشرطين المشار إليهما في المادة ‪ 023‬أعاله‪ .‬يحق للموثق الذي تتوفر فيه الشروط‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 021‬أعاله الترشي لالنتخاب‪ ،‬على أن تكون له أقدمية خمس سنوات على األقل في ممارسة المهنة ما‬
‫لم يتعلق األمر بمنصب الرئيس الذي تشترط فيه أقدمية عشر سنوات على األقل"‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 000‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪ " :‬يصدر المجلس الوطني للموثقين خالل األسبوع األول من‬
‫شهر يناير من السنة التي تجري فيها االنتخابات‪ ،‬مقررا بتحديد أسماء الموثقين الذين لهم حق الترش لمنصب الرئيس‬
‫ولعضوية المجالس الجهوية مع مراعاة توفر الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 021‬أعاله‪ .‬يحق لكل موثق لم يرد‬
‫اسمه في مقرر المجلس الطعن فيه وفق ما هو منصوص عليه في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 023‬أعاله أمام المحكمة‬
‫اإلدارية المختصة"‪.‬‬
‫‪ -3‬تقول المادة ‪ 008‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬ينتخب رئيس وأعضاء المجلس الجهوي للموثقين لمدة‬
‫سنتين قابلة للتجديد مرتين على األكثر‪ .‬تبلغ محاضر انتخاب رئيس وأعضاء المجلس الجهوي للموثقين إلى الوكيل العام‬
‫للملك لدى محكمة االستئناف الواقع بدائرتها مقر المجلس‪ ،‬وإلى المجلس الوطني للموثقين داخل أجل ‪ 05‬يوما الموالية‬
‫لهذه االنتخابات"‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫وتوجيه الدعوة النعقاد المجلس الجهوي الذي يرأسه وضبط جدول أعماله وتنفيذ مقرراته‪ ،‬ثم‬
‫تفويض بعض الصالحيات ألحد أعضاء المجلس الجهوي‪.‬‬
‫ويمكن للمجلس الجهوي للموثقين االنعقاد بناء على دعوة ثلثي أعضائه إلى‬
‫اجتماع استثنائي‪ ،‬كما ينعقد بناء على دعوة من رئيسه حسب الحاجة والضرورة‬
‫ومرة كل ثالثة أشهر على األقل طبقا لمقتضيات المادة ‪ 2001‬والمادة ‪ 001‬المحال‬
‫عليها في المشروع ‪23.80.‬‬
‫‪ 9‬صالحيات المجلس الجهوي للموثقين‪.‬‬
‫حصرت المادة ‪ 3000‬من مشروع القانون ‪ 23.80‬صالحيات المجلس الوطني‬
‫للموثقين في النقاط التالية‪:‬‬
‫*السهر على تطبيق مقررات المجلس الوطني للموثقين؛‬
‫*بحث المشاكل الجهوية التي تعترض المهنة وإحالتها إن اقتضى األمر على‬
‫المجلس الوطني لدراستها؛‬
‫*تأطير المهنة وتمثيلها على المستوى الجهوي؛‬
‫*تنظيم النشاطات الثقافية والندوات العلمية المطورة للمهنة؛‬
‫*إدارة ممتلكات المجلس الجهوي للموثقين‪،‬‬
‫*إنشاء وإدارة المشاريع االجتماعية لفائدة الموثقين‪.‬‬
‫ج‪ -‬دولييا‪.‬‬
‫إن وظيفة التوثيق منظمة على الصعيد العالمي‪ ،‬األمر الذي يدفعنا إلى الحديث‬
‫عن أعلى هيئة توثيقية دولية في االتحاد الدولي للتوثيق الالتيني المحدث سنة ‪0303‬‬
‫ومقره الدائم بمدينة بوينس أريس عاصمة األرجنتين فيما مقره اإلداري بروما عاصمة‬
‫إيطاليا‪.‬‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 005‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬لرئيس المجلس الجهوي للموثقين الصالحيات الالزمة لسير هذا‬
‫المجلس على أحسن وجه‪ ،‬والقيام بالمهام المسندة إليه‪ .‬يوجه الدعوة النعقاد المجلس الذي يرأسه‪ ،‬ويحدد جدول أعماله‪ ،‬ويتولى‬
‫تنفيذ المقررات الصادرة عنه‪ .‬له أن يفوض بعض صالحياته إلى أحد أعضاء المجلس"‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 001‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يجتمع المجلس الجهوي للموثقين طبق المسطرة‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 001‬أعاله كما تتم مداوالته وفق مقتضيات المادة ‪ 001‬أعاله"‪.‬‬
‫‪ -3‬تقول المادة ‪ 000‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يزاول المجلس الجهوي للموثقين المهام التالية‪:‬‬
‫* السهر على تطبيق مقررات المجلس الوطني؛‬
‫* بحث المشاكل الجهوية التي تعترض المهنة وإحالتها إن اقتضى األمر على المجلس الوطني لتدارسها؛‬
‫* تأطير وتمثيل المهنة على المستوى الجهوي؛‬
‫* تنظيم تظاهرات ثقافية لها عالقة بالمهنة؛‬
‫* إدارة ممتلكات المجلس؛‬
‫* إنشاء وإدارة مشاريع اجتماعية لفائدة الموثقين"‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫وقد نظمت الوثائقية الدولية وفرضت نفسها منذ أواخر الثالثينات‪ ،‬واكتسبت‬
‫حجما عالميا بعقد أول مؤتمر عالمي للوثائقية في باريس سنة ‪0381‬م تاله سنة ‪0383‬م‬
‫تأسيس االتحاد الدولي للوثائقية بالهاي على أنقاض"المؤسسة الدولية للوثائقية"‪.1‬‬
‫يضم االتحاد الدولي هذا مجموع الدول التي تفوض المؤسسة التوثيقية السلطة‬
‫العمومية في تلقي اإلشهاد وإضفاء الرسمية على عقود األطراف‪ ،‬وقد قبلت عضوية‬
‫المغرب في هيئاته انطالقا من ‪ 01‬شتنبر ‪0331‬م‪ ،2‬وهي أول مرة تدخل دولة إفريقية‬
‫هذه المؤسسة الدولية‪ .‬واالتحاد حسب قانونه األساسي منظمة غير حكومية تهدف‬
‫إنعاش وتنسيق وتنمية النشاط التوثيقي على الصعيد الدولي وهو ذو هيكلة إدارية كما‬
‫يلي‪ * :‬مجلس دائم ذو دور تنفيذي‪.‬‬
‫* جمعية عامة تضم مكونات وهيئات التوثيق للدول األعضاء‪.‬‬
‫* لجن قارية للشؤون اإلفريقية‪ ،‬واألمريكية‪ ،‬واألوربية‪ ،‬والمتوسطية‪.‬‬
‫* لجن بين القارات منها لجنة حقوق اإلنسان‪ ،‬ولجنة القانون المهني‪ ،‬ولجنة‬
‫العالقات الدولية‪ ،‬ولجنة التعاون التوثيقي الدولي‪ ،3‬ثم لجنة اإلعالميات والتقنيات‬
‫الحديثة‪.4‬‬
‫ولالتحاد الدولي للتوثيق الالتيني صدى عالمي حيث يمثل في حضيرة األمم‬
‫المتحدة‪/‬اليونسكو‪ ،‬والمنظمة العالمية للتجارة الحرة‪ ،‬ومؤتمر الهاي‪ ،‬والبرلمان‬
‫األوربي و‪ ...‬وهو بهذا النفوذ الواسع يحرص على تحفيز الدول األعضاء فيه على‬
‫مالئمة قوانينها التوثيقية للمعايير العالمية وتنظيمها وفق المستجدات المتتالية في ميدان‬
‫التوثيق الالتيني‪ ،‬وهو بهذا الطريق يتدخل في توجيه القطاع داخل هذه الدول وممارسة‬
‫نوع من الرقابة التنظيمية وإن كانت مخففة جدا في أغلب األحيان‪ .‬كما تلتزم الدول‬
‫األعضاء بتحديث نظمها التوثيقية في اتجاه تالؤمها مع المعاهدات التي توقعها بهذا‬
‫الخصوص واالتفاقيات التي تصادق عليها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الحق في التوقف عن العمل أو‬


‫التغيب أو االنتقال‪.‬‬
‫يحق للموثق العصري أن يتوقف عن العمل أو أن يتغيب عنه إذا اقتضت‬
‫ظروفه ذلك بمقتضى النصوص القانونية الواردة في الموضوع واستئناسا بجديد مواد‬
‫المشروع ‪23.80.‬‬

‫‪-1‬أصول التوثيق‪ ،‬جاك شومييه‪ ،‬ترجمة أنطوان عبده‪ ،‬ط‪0333/8‬م‪ ،‬منشورات عويدات‪ ،‬ص‪.00.‬‬
‫‪ -2‬جاء في المذكرة التقديمية للمشروع ‪..." :23.80‬فمن الناحية القانونية يساهم التوثيق في استقرار المعامالت وحفظ‬
‫األموال والتخفيف من المنازعات بإثبات الحقوق؛ ومن الناحية االقتصادية فإن متطلبات العولمة وضرورة االندماج‬
‫داخل المحيط اإلقليمي والدولي‪ ،‬خاصة بعد انضمام المغرب منذ سنة ‪0331‬م إلى المنظمة العالمية للتوثيق الالتيني‪ ،‬كلها‬
‫عوامل تفرض مالئمة تشريعاتنا وتنظيماتنا مع قوانين الدول المتواجدة بهذا المحيط"‪.‬‬
‫‪ -3‬عقدت هذه اللجنة اجتماعا لها بمراكش سنة ‪.0333‬‬
‫‪ -4‬حسين الصفريوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82 :‬‬

‫‪126‬‬
‫‪ -0‬حق الموثق العصري في التوقف عن العمل‪.‬‬
‫إذا تعذر على الموثق العصري مواصلة مهامه إثر إصابته بعاهة بدنية مانعة أو‬
‫بخلل عقلي‪ ،‬فإنه يحق له التوقف عن عمله بعد أن تثبت اللجنة المنصوص عليها في‬
‫الفصل ‪ 05‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬عجزه عن مسايرة مهامه بناء على طلب من‬
‫الوكيل العام للملك‪ ،‬وقد نص على هذا المقتضى الفصل ‪ 83‬من ظهير التوثيق العصري‬
‫بقوله‪ " :‬يعوض الموثق الذي يتعذر عليه االستمرار في مزاولة عمله على إثر إصابته‬
‫بعاهة بدنية أو بخلل عقلي‪ ،"...‬وهو نفس ما نصت عليه المادة ‪ 103‬من المشروع‬
‫‪ 23.80‬على أن يلتمس الراغب في الراحة المرضية ذلك من الرئيس األول لمحكمة‬
‫االستئناف التي يعمل بدائرتها حيث يصدر هذا األخير قراره بعد أخذ رأي الوكيل العام‬
‫للملك‪ ،‬وفي حالة موافقة الرئيس األول على الطلب عين موثقا آخر للنيابة عن المعني‬
‫باألمر‪ .‬وأعطت المادة ‪ 200‬من المشروع للموثق العصري حق طلب إعفائه من مزاولة‬
‫المهنة على أن يتم إعفاؤه بقرار للوزير األول باقتراح من وزير العدل وإبداء لجنة‬
‫المادة ‪ 00‬رأيها في الموضوع‪ ،‬ويتم إرجاعه لمهامه بنفس الكيفية عمال بقاعدة توازي‬
‫األشكال‪.‬‬
‫‪ -2‬حق الموثق العصري في التغيب‪.‬‬
‫أجاز الفصل ‪ 05‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬للموثق العصري إذا اقتضت ظروفه‬
‫التغيب عن العمل مؤقتا على أن يتولى الرئيس األول لمحكمة االستئناف إصدار أمر‬
‫استبداله أو تعويضه أو النيابة عنه مدة التغيب بناء على ملتمس من الوكيل العام للملك‪،‬‬
‫على أن يعين بموجب هذا األمر موثق من نفس الدائرة أو من أخرى أو من قدماء‬
‫الموثقين أو الكاتب األول للموثق المتغيب أو كاتب الضبط أو أي شخصية أخرى‬
‫متخصصة تقترحها المحكمة االبتدائية لمحل التوثيق في غرفة المشورة طبقا لما هو‬
‫منصوص عليه في الفصل ‪ 03‬من ظهير التوثيق العصري لسنة ‪.0305‬‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 03‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يمكن للموثق إذا انتابه عارض او مرض حال دون ممارسته‬
‫مهنته أن يلتمس من الرئيس األول لمحكمة االستئناف التي يعمل بدائرة نفوذها‪ ،‬انقطاعه مؤقتا عن ممارسة المهنة‪.‬‬
‫يصدر الرئيس األول قراره بعد أخذ رأي الوكيل العام للملك‪ .‬بعين الرئيس األول ـ في حالة الموافقة ـ موثقا آخر للنيابة‬
‫عن المعني باألمر"‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 00‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يمكن للموثق أن يطلب إعفاءه من مزاولة مهامه‪ .‬يمكن‬
‫إعفاء كل موثق انتابته عوارض مرضية تمنعه كليا من ممارسة مهامه‪ ،‬ويتم إرجاعه إليها عند زوال سبب اإلعفاء بناء‬
‫على طلبه‪ ،‬وبعد اإلدالء بشهادة طبية صادرة عن مصال الصحة العمومية تثبت زوال العوارض المرضية‪ .‬يتعين على‬
‫كل موثق بلغ سبعين سنة من العمر‪ ،‬أن يدلي خالل ثالثة أشهر األولى من كل سنة بشهادة طبية صادرة عن مصال‬
‫الصحة العمومية تثبت قدرته على االستمرار في ممارسة المهنة بكيفية عادية‪ ،‬توجه إلى وزير العدل تحت إشراف‬
‫الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف التي يمارس الموثق مهامه بدائرة نفوذها‪ ،‬وذلك تحت طائلة إعفائه إذا لم يدل‬
‫بها في األجل المحدد‪ .‬يعفى الموثق بقرار للوزير األول باقتراح من وزير العدل بعد إبداء اللجنة المشار إليها في المادة‬
‫‪ 00‬من هذا القانون رأيها في اإلعفاء‪ ،‬ويتم إرجاعه بنفس الكيفية"‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 101‬من المشروع ‪ 23.80‬على أنه يمكن للموثق التغيب عن‬
‫مكتبه لمدة ال تتجاوز خمسة عشر يوما شريطة إشعار المجلس الجهوي للموثقين بذلك‪،‬‬
‫وإذا كان الموثق مضطرا للتغيب أكثر من خمسة عشر يوما‪ ،‬عين الرئيس األول‬
‫لمحكمة االستئناف بناء على ملتمسه موثقا آخر للنيابة عنه بصفة مؤقتة‪.‬‬
‫لكن يبدو أن تغيب الموثقين العصريين عن مقرات عملهم دون ترخيص وفق‬
‫الكيفية المومأ لها قبال صار أمرا راسخا‪ ،‬األمر الذي اضطر معه وزارة العدل الوصية‬
‫على القطاع إلى تعميم رسالة دورية تحت عدد ‪ 0/0022‬بتاريخ ‪ 05‬جمادى األولى‬
‫‪0021‬هـ(‪ 01‬يناير ‪0331‬م) على السادة الوكالء العامين للملك لدى محاكم االستئناف‬
‫تحضهم فيها على إثارة انتباه الموثقين العصريين إلى ضرورة احترام مسطرة‬
‫الترخيص وتعيين من يخلفهم قبل التغيب طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 03‬من ظهير ‪ 0‬ماي‬
‫‪0305‬م المار بنا‪.‬‬
‫‪ -9‬حق الموثق العصري في االنتقال‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 200‬من المشروع ‪ 23.80‬على حق الموثق العصري في طلب‬
‫االنتقال وتغيير مقر عمله‪ ،‬حيث يتم ذلك بقرار للوزير األول بناء على اقتراح من وزير‬
‫العدل بعد إبداء اللجنة المنصوص عليها في المادة ‪ 00‬رأيها في الموضوع‪ ،‬وقد أحالت‬
‫نفس المادة ‪ 00‬على صدور نص تنظيمي في تحديد شروط االنتقال‪ .‬وكان الفصل ‪03‬‬
‫من ظهير ‪ 0305‬يرهن إمكانية انتقال الموثق من مركز إلى آخر بتقديم طلب وانتظار‬
‫رأي اللجنة المنصوصة في الفصل ‪ 05‬من نفس الظهير‪.‬‬

‫عند‬ ‫التعويض‬ ‫في‬ ‫الحق‬ ‫رابعا‪:‬‬


‫االستبدال‪.‬‬
‫يتمتع الموثق العصري بالحق في التعويض عن االستبدال وهو التعويض الذي‬
‫يختلف بين ما إذا كنا أمام حالة التوقف عن العمل أو حالة التغيب فقط‪.‬‬
‫‪ -0‬التعويض عن االستبدال الناتج عن التوقف عن العمل‪.‬‬
‫يترتب عن االستبدال الناجم عن توقف الموثق العصري عن مزاولة عمله‪ ،‬حق‬
‫هذا األخير في تعويض مناسب حسب المدة التي قضاها في الخدمة كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 01‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يمكن للموثق أن يتغيب عن مكتبه لمدة ال تتعدى خمسة عشر‬
‫يوما‪ ،‬على أن يقوم بإشعار المجلس الجهوي للموثقين بهذا التغيب‪ .‬إذ كان الموثق مضطرا للتغيب ألكثر من خمسة عشر‬
‫يوما‪ ،‬عين الرئيس األول لمحكمة االستئناف بناء على ملتمسه موثقا آخر للنيابة عنه"‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 00‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬للموثق الحق في طلب االنتقال‪ .‬ينقل الموثق بقرار للوزير‬
‫األول باقتراح من وزير العدل بعد إبداء اللجنة المنصوص عليها في المادة ‪ 00‬رأيها في الموضوع‪ .‬تحدد شروط االنتقال‬
‫بنص تنظيمي"‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫* راتب ستة أشهر من المرتب األساسي الذي كان يتحمل االقتطاعات منه‬
‫لفائدة صندوق االحتياط وذلك وفق المرتب المحدد في الفصل ‪ 01‬فيما زاد عن سنة‬
‫عمل‪1‬؛‬
‫* راتب ثالثة أشهر إذا قضى الموثق مدة خدمة تتراوح بين تسعة أشهر وسنة؛‬
‫* راتب شهرين إذا قضى الموثق من ستة إلى تسعة أشهر في الخدمة؛‬
‫* راتب شهر واحد فقط إذا كانت مدة الخدمة ال تتجاوز ستة أشهر‪.2‬‬
‫ولم تشر مواد المشروع ‪ 23.80‬ألية مقتضيات مماثلة وهو أمر طبيعي ما دام‬
‫التوثيق سيصير مهنة‪ ،‬أما مثل هذه المقتضيات الواردة هنا فتتوافق مع اعتبار القطاع‬
‫وظيفة عمومية‪.‬‬
‫‪ -2‬التعويض عن االستبدال الناتج عن التغيب عن العمل مؤقتا‪.‬‬
‫حسب الفصل ‪ 03‬فإن الموثق المتغيب يستحق نصف المستحقات المتعلقة‬
‫بالعقود المتلقاة أثناء مدة النيابة‪ ،‬كما له الحق في اقتسام األتعاب بكيفية مناسبة مع‬
‫الكاتب األول الذي ناب عنه مدة غيابه‪ .‬جاء في الفصل ‪ 03‬بهذا الخصوص‪" :‬يستحق‬
‫الموثق‪ ،‬أو الموثق القديم أو الشخصية المختصة المعينة مؤقتا نصف المستحقات‬
‫المتعلقة بالعقود المتلقاة أثناء مدة النيابة‪ .‬خالفا للمنع المنصوص عليه في الفقرة ‪ 01‬من‬
‫الفصل ‪ 82‬اآلتي بعده‪ ،‬يقتسم الموثق الغائب أو الذي عاقه عائق مع الكاتب األول‬
‫األتعاب بكيفية مناسبة "‪.‬‬
‫وتمنع الفقرة ‪ 01‬من الفصل ‪ 82‬المذكورة على الموثق‪ " :‬أن يتفاوض أو يتفق‬
‫مع الغير ألي سبب كان في أمر استقالته أو تعويضه بشخص آخر وذلك بمقابل"‪.‬‬
‫وقد ورد في المادة ‪ 303‬من المشروع ‪ 23.80‬النص على حق الموثق النائب‬
‫في االستفادة من نصف األتعاب الواجبة عن العقود التي أنجزها أو تلقاها مدة نيابته‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬حق المشاركة بين الموثقين‪.‬‬


‫تعتبر المشاركة بين الموثقين من المضامين الجديدة التي جاء بها مشروع‬
‫القانون ‪ 23.80‬في إطار إعادة هيكلة المهنة وتنظيمها‪ ،‬وهو ما كان سبق إليه المشروع‬
‫السابق ‪ 30-28‬الذي لم يكتب له أن يصير قانونا ‪ ،‬وقد تولى القسم الثالث تنظيمها‬
‫انطالقا من المادة ‪ 53‬وإلى غاية المادة ‪ ،10‬حيث أصب بإمكان موثقين أو أكثر إبرام‬
‫عقد مشاركة إذا كانوا معينين في نفس الدائرة الترابية للمحكمة االستئنافية وهو العقد‬
‫الذي ال يصير نافذا إال بعد المصادقة عليه من طرف وزير العدل بعد استشارة اللجنة‬

‫‪ -1‬ألغي الفصل ‪ 01‬بموجب ظهير ماي ‪.0350‬‬


‫‪ -2‬وردت قيمة التعويض منصوصا عليها في الفصل ‪ 83‬من ظهير ‪.0305‬‬
‫‪ -3‬تقول المادة ‪ 03‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬للموثق النائب الحق في االستفادة من نصف األتعاب الواجبة‬
‫عن المحررات والعقود التي أنجزها أو تلقاها"‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫المشار لها في المادة ‪ .00‬وقد اشترطت المادة ‪ 153‬من المشروع أال تكتسي المشاركة‬
‫بين الموثقين شكل شركة تجارية خالفا للمشرع الفرنسي الذي يقر شركة الموثقين سواء‬
‫اتخذت الطابع المدني أو التجاري‪ ،‬وأقرت نفس المادة المومأ لها شكلية عقد المشاركة‬
‫حين ألزمت المتشاركين بتحرير وثيقة رسمية بشركتهم تراعي القواعد المسطرة في‬
‫هذا المشروع‪/‬القانون على أن ينص فيها وجوبا على ضمان االستقالل المهني للموثق‬
‫وتقيده بالسر المهني‪ ،‬والظاهر أن الشكلية المنصوص عليها هنا هي شكلية انعقاد‬
‫وإثبات‪ ،‬خاصة وأن الفصل ‪ 210‬علق نفوذ هذا العقد على مصادقة وزير العدل بعد‬
‫استشارة لجنة المادة ‪ ،00‬لذلك أوجبت المادة ‪ 312‬من المشروع ‪ 23.80‬على‬
‫المتشاركين أن يسلموا نظائر من وثيقة عقد المشاركة لكل من وزارة العدل والمجلس‬
‫الوطني للموثقين وللرئيس األول لمحكمة االستئناف التي يمارسوا مهامهم في دائرة‬
‫نفوذها وللوكيل العام للملك لديها‪.‬‬
‫ويسأل كل موثق متشارك مسؤولية شخصية عن المحررات والعقود التي‬
‫ينجزها أو يتلقاها‪ ،‬كما يسأل شخصيا عن حفظ أصول العقود والوثائق التي بحوزته‬
‫وعن مسك سجالته وحفظها طبقا للمادة ‪ ،410‬وتنتهي مشاركتهم حسب المادة ‪ 518‬إما‬
‫بانتهاء المدة التي حددوها لها في عقد المشاركة‪ ،‬أو بوفاة أحد المتشاركين ولم يبق إال‬
‫شريك واحد‪ ،‬أو باتفاق الشركاء على إنهاء مشاركتهم‪ ،‬أو بصدور حكم قضائي باإلنهاء‪.‬‬
‫على أن يتم تصفية المشاركة بحضور المتشاركين أو من يمثلهم تحت رقابة‬
‫الوكيل العام للملك لمحكمة االستئناف التي يزاولون بدائرتها مع حضور ممثل عن‬
‫الوزير المكلف بالمالية ورئيس المجلس الجهوي للموثقين أو من ينوب عنه ويضمن‬
‫ذلك في محضر ويمكن االستعانة بخبير حيسوبي عند االقتضاء طبقا لمقتضيات المادة‬
‫‪ 610‬من المشروع ‪.23.80‬‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 53‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يمكن لموثقين أو أكثر إبرام عقد مشاركة في الوسائل الالزمة‬
‫لممارسة مهنتهم وإدارة وتسيير المكتب إذا كانوا معينين في نفس الدائرة الترابية للمحكمة االستئنافية‪ .‬ال يجوز أن تكتسي هذه‬
‫المشاركة شكل شركة تجارية ويجب أن تكون المشاركة محل عقد محرر تراعى فيه قواعد هذا القانون‪ ،‬وينص فيه خاصة على‬
‫ضمان االستقالل المهني للموثق وتقيده بالسر المهني"‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 10‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪ " :‬ال يصب العقد نافذا إال بعد المصادقة عليه من طرف وزير‬
‫العدل بعد استشارة اللجنة المشار إليها في المادة ‪ 00‬أعاله"‪.‬‬
‫‪ -3‬تقول المادة ‪ 12‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪ " :‬تسلم نظائر عقد المشاركة لكل من وزارة العدل والمجلس‬
‫الوطني للموثقين والرئيس األول لمحكمة االستئناف التي يمارس الموثقون المتشاركون مهامهم بدائرة نفوذها والوكيل‬
‫العام للملك لديها‪ .‬يمكن لوزير العدل داخل أجل ‪ 12‬يوما من هذا التسليم أن يطلب من الموثقين تغيير اتفاقهم إذا اعتبره‬
‫متناقضا مع قواعد المهنة"‪.‬‬
‫‪ -4‬تقول المادة ‪ 10‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يسأل كل موثق متشارك مسؤولية شخصية عن المحررات‬
‫والعقود التي ينجزها أو يتلقاها‪ .‬يسأل أيضا مسؤولية شخصية عن حفظ أصول العقود والوثائق التي بحوزته‪ ،‬وعن مسك‬
‫سجالته وحفظها"‪.‬‬
‫‪ -5‬تقول المادة ‪ 18‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬تنتهي المشاركة بأحد األسباب التالية‪ :‬انتهاء المدة التي حددت‬
‫لها في عقد المشاركة‪ ،‬وفاة الشركاء ولم يبق إال شريك واحد‪ ،‬اتفاق الشركاء‪ ،‬حكم قضائي"‪.‬‬
‫‪ -6‬تقول المادة ‪ 10‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬تضمن جميع عمليات تصفية المشاركة في محضر بحضور‬
‫الموثقين المتشاركين أو من يمثلهم تحت مراقبة الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف التي يمارس الموثقون‬

‫‪130‬‬
‫الموثقين‬ ‫واجبات‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫الفرع‬
‫العصريين والتزاماتهم‪.‬‬
‫تنقسم الواجبات وااللتزامات الملقاة على عاتق الموثقين العصريين إلى‬
‫طائفتين‪ ،‬طائفة الواجبات التي يلزمهم إتيانها قبل بدء عملهم‪ ،‬والطائفة األخرى تتعلق‬
‫بالواجبات وااللتزامات التي تلزمهم بعد انطالقهم في مهامهم‪.‬‬
‫قبل‬ ‫العصريين‬ ‫أوال‪ :‬واجبات الموثقين‬
‫البدء بمهامهم‪.‬‬
‫تتحدد الواجبات الملقاة على عاتق الموثق العصري والتي يلزمه إتيانها قبل بدء‬
‫مهامه في العناصر اآلتية‪:‬‬
‫‪ -0‬أداء اليمين القانونية أمام وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية التي عين مكتبه‬
‫بدائرة نفوذها وقد سبق بيان هذا المقتضى بما يغني عن اإلعادة هنا‪.‬‬
‫‪ -0‬مسك ظهير التسمية بعد النجاح في االمتحان المهني طبقا لظهير ‪ 0‬ماي‬
‫‪ 0305‬م‪ ،‬الذي سيصير مسكا لقرار الوزير األول إذا اعتمد مشروع القانون‬
‫‪23.80‬؛ إذ الناج الذي لم يعين لعمل التوثيق بالظهير ال يعتبر موثقا تام األهلية‬
‫رغم أن الوزارة المكلفة تأذن له في الممارسة كما مر بنا‪.‬‬
‫‪ -8‬وضع الشكل والتوقيع وكذا نسخة مشهود بصحتها من محضر أداء اليمين‬
‫لدى كتابة ضبط محكمة االستئناف التابع لها مكتب الموثق‪ ،‬وقد مر بما يغني عن‬
‫البيان هنا‪.‬‬
‫‪ -0‬اتخاذ دمغة تحمل االسم والصفة وفق نموذج موحد يقترحه المجلس‬
‫الوطني للموثقين على أال يعمل به إال بعد موافقة وزير العدل عليه‪.‬‬
‫إزاء هذه الواجبات القبلية نجد الموثق العصري ملزما بعدة واجبات أثناء أداءه‬
‫لمهامه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬واجبات الموثقين العصريين‬


‫والتزاماتهم أثناء مزاولة مهامهم‪.‬‬
‫يتوجب على الموثق العصري أثناء مزاولة مهامه ومباشرة التلقي واإلشهاد‬
‫مراعاة العديد من الواجبات (أ) وااللتزامات (ب)‪.‬‬
‫أ‪ -‬واجبات الموثقين العصريين أثناء مزاولة مهامهم‪.‬‬

‫المتشاركون مهامهم بدائرة نفوذها‪ ،‬وممثل عن الوزير المكلف بالمالية وكذا رئيس المجلس الجهوي للموثقين أو من‬
‫ينوب عنه‪ .‬يمكن عند االقتضاء االستعانة بخبير محاسب"‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫يراعي الموثقون العصريون أثناء اضطالعهم بمهامهم القانونية عدة واجبات‬
‫يفترض القانون عليهم إتيانها ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ -0‬مراعاة حاالت التنافي المنصوص عليها في الفصل ‪ 00‬وقد سبق بسطها‬
‫وشرحها بما يعني عن اإلعادة هنا‪.‬‬
‫‪ -0‬مسك الدفاتر والمستندات وملفات الدراسة والتسيير والمفاوضات والبطائق‬
‫والنماذج والصيغ التي تشكل محور العمل التوثيقي طبقا للقانون‪ ،‬مع وجوب صياغة‬
‫العقود وفق الضوابط المطلوبة وباللغة المفترضة قانونا وسيأتي مزيد بيان لهذه‬
‫األمور في الفصل الموالي عند تعرضنا لمنهجية التوثيق العصري‪.‬‬
‫‪ -8‬تمويل صندوق التأمين المخصص لضمان أداء المبالغ المحكوم بها لفائدة‬
‫األطراف المتضررة في حالة إعسار الموثق أو نائبه وعدم كفاية المبلغ المؤدى من‬
‫شركة التأمين للتعويض عن الضرر الذي ترتبت مسؤوليته الشخصية والمالية عن‬
‫الخطأ المدني الذي من شأنه أن يرتكبه الموثق شخصيا أو بواسطة كتابه ومستخدميه‬
‫والمتمرنين لديه‪.1‬‬
‫وقد نص الفصل ‪ 05‬والفصل ‪ 83‬على هذا الصندوق‪ ،‬وألزم الفصل ‪ 83‬كل‬
‫موثق باقتطاع نسبته ‪ 5%‬من المبالغ المدفوعة للخزينة من طرفه برسم الضريبة‬
‫التوثيقية‪.‬‬
‫ويمكن حسب الفصل ‪ 83‬دائما تمويل صندوق التأمين عند االقتضاء بمقدار‬
‫الفائدة المتحصلة من الحسابات الخصوصية المفتوحة للموثقين بالخزينة العامة أو‬
‫بقباضات الخزينة‪ .‬وليس للموثقين الذين يكفون عن مزاولة مهامهم أي حق في‬
‫استرجاع المبالغ المدفوعة لصندوق التأمين‪.‬‬
‫وقد تولى المشروع ضبط أحكام صندوق التأمين والذي أسماه "صندوق‬
‫الضمان" في القسم السادس من ضمن مقتضيات المواد ‪ 230‬و ‪ 335‬و ‪.431‬‬
‫‪ -0‬مراعاة الموانع المنصوص عليها في الفصل ‪ 82‬من الظهير المنظم‪ ،‬حيث‬
‫يمنع على الموثقين العصريين منعا كليا ما يلي‪:‬‬
‫* تسلم أموال أو االحتفاظ بها قصد الحصول على الفائدة عنها‪.‬‬
‫* استعمال األموال التي في عهدته في غير وجهها المطلوب ولو مؤقتا‪.‬‬

‫‪ -1‬حسين الصفريوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬


‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 30‬من المشروع ‪" :23.80‬يحمل الصندوق المحدث بموجب الفصل ‪ 83‬من الظهير الشريف الصادر‬
‫في ‪ 02‬من شوال ‪0(0808‬ماي ‪ )0305‬المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق من اآلن فصاعدا اسم صندوق الضمان‪ .‬يهدف‬
‫صندوق الضمان إلى ضمان أداء المبالغ المحكوم بها لفائدة األطراف المتضررة في حالة عسر الموثق أو نائبه وعدم‬
‫كفاية المبلغ المؤدى من طرف شركة التأمين للتعويض عن الضرر أو عند انعدام التأمين"‪.‬‬
‫‪ -3‬تقول المادة ‪ 35‬من المشروع ‪" :23.80‬تتقادم دعاوى الضمان بمرور خمس سنوات على يوم التصري بثبوت‬
‫مسؤولية الموثق أو نائبه بحكم نهائي"‪.‬‬
‫‪ -4‬تقول المادة ‪ 31‬من المشروع ‪" :23.80‬تقام الدعاوى الموجهة ضد صندوق الضمان في شخص الوزير المكلف‬
‫بالمالية‪ .‬ال تؤدى التعويضات المقررة من طرف المحكمة إال في حدود المبالغ المتوفرة لدى صندوق الضمان يوم صدور‬
‫الحكم‪ .‬إذا صدرت عدة أحكام في يوم واحد وتجاوز عدد المبالغ المحكوم بها ما هو متوفر لدى الصندوق تم األداء‬
‫للدائنين حسب نسبة دين كل واحد منهم"‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫* االحتفاظ بالمالغ التي يتعين عليه تأمينها قانونا ولو في حالة التعرض‪.‬‬
‫* حمل الغير على إمضاء السندات أو االعترافات على بياض‪.‬‬
‫* االحتفاظ أكثر من شهر بالمبالغ المودعة لديه لحساب الغير إال بترخيص‬
‫قضائي‪.‬‬
‫* الحصول على فوائد مباشرة أو غير مباشرة من العمليات التي يتدخل فيها‬
‫بصفته موثقا‪.‬‬
‫* ضمان السلفات أو كفالتها المطلوب منه إثباتها بموجب عقد عمومي أو‬
‫خصوصي‪.‬‬
‫* أن يدفع كتابة ليكون وكيال عن أحد المتعاقدين الذين يتعاقدون أمامه‪.‬‬
‫* التنازل عن التعويضات المخولة للدولة أو عن القضايا أو الحقوق المتنازع‬
‫حولها‪.‬‬
‫* مباشرة المضاربات وأعمال التنافي شخصيا أو بواسطة‪.‬‬
‫* اشتراط الفوائد لنفسه أو للغير في الرسوم التي يشهد عليها‪.‬‬
‫* استغالل الوظيفة في بيع أمالك يعلم أنها غير قابلة للتفويت نهائيا أو إال بعد‬
‫استيفاء إجراءات معينة‪.‬‬
‫* النيابة عن موثق آخر موقوف في تحرير العقود التي تدخل في عمله أو أن‬
‫ينوب عنه‪ ،‬باستثناء ما ورد في الفصل ‪ 01‬وستأتي قريبا‪.‬‬
‫* سمسرة الزبناء وما إلى ذلك‪.‬‬
‫* ممارسة المهام خارج دائرة االختصاص المكاني أو النوعي‪.‬‬
‫* التفاوض أو االتفاق مع الغير في أمر االستقالة أو االستبدال‪.‬‬
‫* التغيب عن مقرالعمل من غير تصري أو رخصة قانونية‪.‬‬
‫وكل هذه الموانع ورد التنصيص عليها في مشروع القانون رقم ‪ 23.80‬الذي‬
‫أعدته وزارة العدل مؤخرا وباألخص ما سطر في المادة ‪ 188‬منه وأيضا في المادة‬
‫‪280‬؛ ونظرا لكثرة الشكايات التي ترد على وزارة العدل بسبب إخالالت الموثقين‬
‫العصريين بواجباتهم على هذا الصعيد‪ ،‬فقد عمم السيد وزير العدل دورية على السادة‬
‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 88‬بهذا الصدد‪" :‬يمنع على كل موثق‪:‬‬
‫*أن يتسلم أمواال أو يحتفظ بها مقابل فوائد؛‬
‫*أن يستعمل ولو مؤقتا مبالغ أو قيما توجد في عهدته بأي صفة كانت فيما لم تخصص له؛‬
‫*أن يحتفظ بالمبالغ التي في عهدته لحساب الغير بأي صفة كانت‪ ،‬ويجب عليه وضعها بصندوق اإليداع والتدبير داخل‬
‫أجل ال يتجاوز شهرا من تاريخ تسلمها"‪.‬‬
‫‪ -2‬جاء في المادة ‪ 80‬بهذا الخصوص‪ " :‬يمنع على كل موثق‪ *:‬أن يقبل توقيعا على أوراق تتضمن التزامات أو‬
‫اعترافات مع ترك بياض في مكان اسم المستفيد أو الدائن؛ * أن يستعير لشؤونه الخاصة اسم الغير في القضايا التي‬
‫يتلقاها؛ * أن يعرض نفسه ضامنا أو كفيال بأي صفة كانت في القروض التي قد يطلب منه إثباتها في العقد؛ * أن يبرم‬
‫عقودا تنصب على أموال يعلم أنها غير قابلة للتفويت‪ ،‬أو أن تفويتها يتوقف على إجراءات غير مستوفاة؛ * أن يبرم‬
‫عقودا لحساب موثق أوقف عن عمله‪ ،‬أو أن يحل محله بأي صفة كانت‪ ،‬ما عدا إذا تم تعيينه بمقتضى المادة ‪ 02‬من هذا‬
‫القانون؛ *أن يقوم بتضمين العقود مقتضيات تترتب عنها منفعة شخصية له أو يشترط فيها منفعة لصال غيره؛ * أن‬
‫يلجأ إلى سماسرة لجلب الزبناء‪ ،‬أو أن يشترك مع الغير في اقتسام األتعاب والمستحقات التي يخولها القانون؛ * أن يقوم‬
‫بالمهام الموكولة إليه خارج نفوذ دائرة اختصاصه ومقره المعهود؛ * أن يحتفظ بأصول العقود في غير مقره المعهود"‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫وكالء الملك لدى المحاكم االبتدائية تحت رقم ‪ 00011‬يذكرهم فيها بما عليهم من‬
‫واجب الرقابة السنوية على مكاتب الموثقين العصريين‪ ،‬ويحضهم بصفة خاصة على‬
‫توجيههم نحو التقيد بموجبات الفصل ‪ 82‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م التي تمنع استعمال‬
‫األموال المودعة لدى الموثقين ألغراض تدر عليهم الرب والفوائد الشخصية‪،‬‬
‫والفصل ‪ 3‬من ظهير ‪0353/20/02‬م المؤسس لصندوق اإليداع والتدبير والذي يمنع‬
‫على الموثق أن يحتفظ لديه بالمبالغ التي يتسلمها من زبائنه ويحتم عليه إيداعها‬
‫بصندوق اإليداع والتدبير خالل أجل شهر على األكثر‪.‬‬
‫لكن يبدو أن هذه الصرخة الوزارية تمت في وادي‪ ،‬ولم تطرق آذان من يهمهم‬
‫األمر‪ ،‬حيث سجل تراجع المبالغ المودعة من طرف الموثقين العصريين سنة ‪0331‬م‬
‫إلى حدود ‪ 01,8‬مليون درهم بعد أن بلغت سنة ‪0335‬م ما مجموعه ‪ 03,0‬مليون‬
‫درهم‪ ،‬األمر الذي سيدفع وزارة العدل من جديد إلى تعميم رسالة دورية أخرى تحت‬
‫عدد ‪ 0/00033‬بتاريخ ‪ 0‬شعبان ‪0021‬هـ(‪ 0‬أبريل ‪0331‬م) موجهة للسادة الوكالء‬
‫العامين للملك لدى محاكم االستئناف تحضهم من جديد على إثارة انتباه الموثقين‬
‫العصريين إلى ضرورة إيداع المبالغ التي يتسلمونها من زبائنهم بصندوق اإليداع‬
‫والتدبير طبقا للقانون‪.‬‬
‫‪ -5‬التقيد بالضوابط التي يفرضها قانون التسجيل وتتلخص في ما يلي‪:‬‬
‫* تقديم سجالت التحصين للمفتش للتأشير عليها واستيفاء إجراءات تسجيل‬
‫العقود وأداء الواجبات عليها في اآلجال المحددة لذلك قانونا طبقا للفقرة الثالثة من‬
‫المادة ‪ 002‬من كتاب الوعاء والتحصيل‪.1‬‬
‫* إيداع العقود العرفية غير المسجلة التي تؤسس عليها العقود الرسمية موازاة‬
‫مع إيداع العقود الرسمية قصد األداء عنها بمكتب التسجيل طبقا للفقرة األخيرة من‬
‫المادة ‪ 002‬المذكورة‪.‬‬
‫* إلزامية تسجيل العقود قبل القيام بإجراءات التحفيظ والتقييد طبقا لمقتضيات‬
‫الفقرة األولى من المادة ‪ 000‬من كتاب الوعاء والتحصيل‪ ،‬وفي هذا اإلطار اعتبر‬
‫قرار لمحكمة االستئناف‪ 2‬بالدار البيضاء أن الموثق العصري ملزم بالقيام بكل‬
‫اإلجراءات الالزمة لنقل ملكية المبيع للمشتري‪ ،‬وإنجاز كل التسجيالت الضرورية‬
‫لذلك ما لم يعفه األطراف صراحة من ذلك استنادا للمقتضيات األخيرة من الفصل‬
‫األول من الظهير المنظم لمهنة التوثيق العصري‪ ،‬وال مجال هنا الحتجاج الموثق بعدم‬
‫التوصل بمستحقات هذه اإلجراءات منفصلة‪.‬‬

‫‪ -1‬الظهير الشريف رقم ‪ 0.25.031‬الصادر بتنفيذ كتاب الوعاء والتحصيل المحدث بقانون المالية لسنة ‪0221‬م‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪ 01‬دجنبر ‪0225‬م‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5830‬بتاريخ ‪ 03‬دجنبر ‪0225‬م‪ ،‬ص‪ 8530 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -2‬القرار رقم ‪ 08‬و ‪ 25/51‬بتاريخ ‪0225/00/05‬م‪ ،‬صادر عن استئنافية البيضاء‪ ،‬منشور بمجلة المحاكم المغربية‬
‫التي تصدرها هيئة المحامين بالدار البيضاء‪ ،‬العدد ‪ ،020‬بتاريخ شتنبر – أكتوبر ‪0221‬م‪ ،‬ص‪ 35 :‬وما يليها‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫* عدم تسليم أية نسخة لألطراف ال تتضمن مراجع وصل األداءات مبين فيها‬
‫تلك الواجبات بالحروف وبكيفية واضحة وتامة تحت طائلة أداء غرامة قدرها مائة‬
‫‪ 022‬درهم طبقا للفقرة األولى من المادة ‪ 023‬من كتاب الوعاء والتحصيل‪.‬‬
‫* عدم تسليم أية نسخة تنفيذية أو صورة أو نسخة رسمية لألطراف قبل تسجيل‬
‫النسخة األصلية تحت طائلة التعرض لغرامة قدرها ‪ 052‬درهم عن كل مخالفة طبقا‬
‫للفقرة الثانية من المادة ‪ 023‬من كتاب الوعاء والتحصيل‪.‬‬
‫* وجوب اإلدالء بالوثائق اإلدارية لبعض التصرفات ومنها تلك المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 000‬من كتاب الوعاء والتحصيل وتتمثل في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬العقود المثبتة للعمليات المشار إليها في الظهير الشريف ‪ 0.18.033‬المؤرخ‬
‫في‪ 0318/23/01‬والمتعلق بمراقبة العمليات العقارية التي يقوم بإنجازها بعض‬
‫األشخاص والواقعة على األمالك الفالحية القروية‪ ،‬أو المنصوص عليها في المادة ‪02‬‬
‫من الظهير الشريف ‪ 0.18.033‬الصادر في نفس التاريخ والمتعلق بتحديد الشروط‬
‫التي تسترجع الدولة بموجبها أراضي االستعمار وذلك ما لم تكن تلك العقود مشفوعة‬
‫برخصة إدارية مسلمة من طرف السلطات المختصة‪.1‬‬
‫‪ -‬العقود المتعلقة بعمليات البيع أو اإليجار أو القسمة المشار إليها في المادتين ‪0‬‬
‫و ‪ 53‬من القانون رقم ‪ 05-32‬المتعلق بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية‬
‫وتقسيم العقارات؛ فتسجيل مثل هذه العقود مشروط بتقديم نسخ مشهود بمطابقتها‬
‫لألصل إما من محضر التسلم المؤقت أو بيان اإلذن الصادر بالتقسيم المشار إليهما‬
‫بالمادتين ‪ 85‬و‪ 10‬من القانون ‪ ،05-32‬وإما من شهادة إدارية مسلمة من طرف رئيس‬
‫المجلس البلدي أو الجماعي يشهد فيها بأن التصرف غير مشمول بمقتضيات القانون‬
‫السالف الذكر‪.2‬‬
‫‪ -‬العقود المخالفة لمقتضيات القانون رقم ‪ 80/30‬الرامي إلى الحد من تقسيم‬
‫األراضي الفالحية الواقعة داخل المناطق السقوية أو تنمية األراضي غير المسقية‪،‬‬
‫فتسجيل هذا النوع من التصرفات يستلزم إدالء ذي الشأن بشهادة إدارية مسلمة من‬
‫وزير الفالحة تثبت أن التصرف المراد تسجيله ال يعتبر مخالفا لمقتضيات القانون رقم‬
‫‪.380/30‬‬
‫‪ -‬العقود التي تتعلق بنقل ملكية عقار خاضع للضريبة الحضرية ما لم يقدم ذو‬
‫المصلحة شهادة مسلمة من مصلحة تحصيل الضرائب تثبت دفع مبلغ الضرائب‬
‫الحضرية التي حل أجل استحقاقها ومبلغ الضريبة المستحقة على السنة الجارية إلى تاريخ‬
‫نقل الملكية تحت طائلة إلزام الموثق العصري بأداء هذه الضرائب على وجه التضامن مع‬

‫‪ -1‬ذ‪ .‬إبراهيم أحطاب‪ ،‬التزامات العدول والموثقين في قانون التسجيل الجديد‪ ،‬ضمن ندوة مراكش حول توثيق‬
‫التصرفات العقارية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 855‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد الرحمان بلعكيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.008 – 000‬‬
‫‪ -3‬ذ‪ .‬إبراهيم أحطاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.853‬‬

‫‪135‬‬
‫ذوي الشأن إن خالف هذا المقتضى وذلك طبقا للمادة ‪ 01‬من القانون ‪ 33/81‬المتعلق‬
‫بالضريبة الحضرية‪.1‬‬
‫وإزاء هذه الواجبات ال يسع الموثقين العصريين إال الخضوع لبعض‬
‫االلتزامات القانونية التي من شأن مخالفتهم لها التعرض للجزاء‪.‬‬
‫ب‪ -‬التزامات الموثقين العصريين أثناء مزاولة مهامهم‪.‬‬
‫يلتزم الموثق العصري أثناء مزاولة مهامه بنص األطراف (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم‬
‫كتمان السر المهني (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬االلتزام بنصح األطراف‪.‬‬


‫ال يوجد اتفاق بين الفقهاء حول اصطالح موحد للداللة على التزام الموثق‬
‫بنص األطراف وتبصيرهم‪ ،‬فهناك كم هائل من االصطالحات المستعملة في هذا‬
‫الصدد‪ ،‬ومنها االلتزام باإلعالم‪ ،‬أو اإلخبار‪ ،‬أو التحذير‪ ،‬أو التنبيه‪ ،‬أو اإلخطار‪ ،‬أو‬
‫التبليغ‪ ،‬أو اإلشعار‪ ،‬أو اإلفضاء‪ ،‬أو اإلحاطة علما‪ ،‬أو لفت االنتباه‪ ،‬أو عدم المغالطة‪،‬‬
‫أو تقديم المعرفة‪ ،‬أو إزالة الضالل‪ ،‬أو تقديم المعرفة‪ ،‬أو تقديم تقرير أو غيرها من‬
‫العبارات القريبة الداللة‪.2‬‬
‫ومختلف هذه التعبيرات إنما تختلف في درجة المعلومات الواجب اإلفضاء بها‬
‫لألطراف قصد إطالعهم على حقيقة التصرفات التي يقدمون عليها ومقدار التزاماتهم‬
‫فيها ومدى اآلثار التي تلحقهم جراءها‪ ،‬وهي تعبر في آخر المطاف عن الجيل الجديد‬
‫من االلتزامات التعاقدية الحديثة نسبيا في القانون بصفة عامة‪ ،‬والتي تهدف إلى وصم‬
‫التصرفات بدرجة متناهية من الصدق والصراحة تجنبان األطراف أن يستغلوا بعضهم‬
‫بعضا‪.‬‬
‫والتزام الموثق بالنص ينطوي على مقدار من البيانات يجب عليه أن يطلع‬
‫األطراف عليها‪ ،‬على أن تكون مصحوبة ببيان االستنتاجات التي يمكن استخالصها‬
‫منها والتي تدور عادة حول مدى مالئمة التصرف لما يروم هذا الطرف أو ذاك تحقيقه‬
‫منه كنتيجة‪ ،‬وهذا ما يقتضي من الموثق أن يتدخل ويوجه سلوك األطراف خالفا‬
‫لاللتزام باإلعالم الذي ال يفرض على الملتزم به أكثر من اإلدالء بخبر ويبقى‬
‫لألطراف االختيار واتخاذ القرار بناء على القناعات التي رسخت في أذهانهم‪.‬‬
‫والموثق المغربي هو بمنزلة القاضي الحبي بالنسبة للطرفين‪ ،‬فال يحق له أن‬
‫ينص طرفا دون آخر‪ ،‬وال أن يغلب مصلحة أحدهما على اآلخر‪ ،‬إنما عليه أن يوجه‬
‫نصائحه للطرفين معا‪ ،‬مقتصرا على تقريب مواقفهما بكل أمانة بما يحقق لهما التوازن‬

‫‪ -1‬ذ‪ .‬إبراهيم أحطاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.853‬‬


‫‪ -2‬لمزيد من االطالع عن باقي العبارات المستخدمة يراجع‪ :‬د‪ .‬بوعبيد عباسي‪ ،‬االلتزام باإلعالم في العقود‪ :‬دراسة في‬
‫حماية المتعاقد والمستهلك‪ ،‬ط‪0223/0‬م‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬ص‪ 83 :‬وما يليها‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫العقدي العادل‪ ،‬وهو ملزم أيضا بإطالعهما على خطورة الشروط المضمنة في عقدهما‬
‫ومقدار النتائج المترتبة عليها بالنسبة لكل طرف‪ .1‬فإذا كان التصرف واردا على عقار‬
‫مثال توجب على الموثق التأكد من وضعيته القانونية من حيث سالمته من الرهون‬
‫وباقي الموانع والتحمالت‪ ،‬كما يتوجب عليه القيام بمجموعة من التحريات‬
‫واالحتياطات قبل اإلقدام على توثيق هذه المعاملة‪ ،‬ومن هذا القبيل يمكن أن نشير إلى‬
‫ضرورة اطالع الموثق على الوثائق والبيانات المتعلقة بالعقار موضوع التصرف‬
‫والتثبت من صدقيتها‪ ،‬لذلك فهو معني بدرجة أولى بنص األطراف كأن ينص‬
‫والحالة هاته المشتري بخطورة أداء الثمن قبل االستيثاق من الوضعية القانونية للعقار‪،‬‬
‫أو أن ينبه الدائن إلى عدم كفاية الشيء المرهون للضمان وهكذا‪ ،‬أما إذا كان التصرف‬
‫المراد توثيقه وعدا بالبيع تأكد الموثق العصري من جدية االتفاق بين المتعاملين قبل‬
‫تحريره‪ ،‬وتيقن من تحقق الشروط القانونية واالتفاقية في الشيء محل التعاقد‪ ،‬ثم بعد‬
‫ذلك نبه المستفيد من الوعد إلى ضرورة التعبير عن رغبته واستعمال خياره داخل‬
‫األجل المضروب في العقد التمهيدي أو التماس تمديد األجل من قبل الواعد‪ ،‬وبعد‬
‫الفراغ من تحرير الوعد يتوجب على الموثق العصري أن يعين لألطراف موعدا‬
‫يحضرا فيه فيقرأ عليهما صيغة الوعد ويشرح لهما مقدار التحمالت والواجبات ليوقعا‬
‫عليه داللة على إمضائه‪.2‬‬
‫والمشرع المغربي رغم نسخه ألحكام قانون ‪ 05‬فانتوز السنة ‪ 00‬الفرنسي‪،3‬‬
‫فإنه اختلف معه في مسألة التزام الموثق بإسداء النص لألطراف حين ألزم الموثق‬
‫صراحة في الفقرة الثالثة من الفصل األول بتقديم اإلرشادات والنصائ الضرورية‬
‫الكفيلة بإطالعهم على آثار العقود التي يودون إضفاء الرسمية عليها لديه‪ .‬وقد أصدر‬
‫المجلس األعلى قرارا مبدئيا بغرفتيه اإلدارية والمدنية بتاريخ ‪ 08‬فبراير ‪0225‬م‪،‬‬

‫‪* -1‬ذ‪ .‬محمد متزعم‪ ،‬عقد بيع العقار وصناعة التوثيق في المغربن مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 015 :‬وما يليها‪* .‬د‪ .‬محمد‬
‫الربيعي‪ ،‬التزام الموثق بإرشاد الزبون ونصحه‪ ،‬مقال منشور بمجلة أمالك‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬السنة ‪0221‬م‪ ،‬ص‪ 32 :‬وما‬
‫يليها‪* .‬ذ‪ .‬محمد كبوري‪ ،‬توثيق المعامالت الواردة على العقار المحفظ في المحررات العرفية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01 :‬‬
‫‪ -2‬ذ‪.‬محمد العربي لعبيدي‪ ،‬العقود التمهيدية بين القانون والممارسة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم ماستر القضاء والتوثيق‪ ،‬كلية‬
‫الشريعة‪/‬فاس‪ ،‬جامعة القرويين‪ ،‬السنة الجامعية ‪0082-0003‬هـ ‪0223-0223‬م‪ ،‬ص‪( ،30 :‬رسالة مرقونة)‪ - .‬ذ‪ .‬هشام‬
‫سيبوس‪ ،‬التوثيق العصري بالمغرب ومعيقات تعريبه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01-01 :‬‬
‫‪ -3‬رغم أن القانون الفرنسي لم ينص صراحة على التزام الموثق بتبصير زبائنه فإن الفقه والقضاء الفرنسيين مطبقان على‬
‫وجوب تقديم الموثق الفرنسي نصائحه لألطراف‪ ،‬فقد حمل القضاء في فرنسا الموثق المسؤولية عن اإلخالل بواجب النص‬
‫في عدة أحكام وقرارات صادرة عنه‪ ،‬وهو ما سايره الفقه عليه حين اعتبر أن الموثق ملزم بتزويد األطراف بكافة‬
‫المعلومات الضرورية لتأتي تعاقداتهم منتجة آلثارها‪ ،‬فهو ملزم بإسداء النصيحة لألطراف مثلما هو مكلف بإضفاء الرسمية‬
‫على تعاقداتهم‪ .‬بخصوص هذا الموضوع يراجع‪:‬‬
‫‪* Jean-Louis Margnan , le notariat et le monde moderne prèface jean Derrupè, L.G.D.J‬‬
‫‪1979 Paris, P172.‬‬
‫وبخصوص العمل القضائي نورد التالي‪:‬‬
‫‪* Cass civ 29 novembre 1909 , S1909. I.504‬‬
‫‪* Civ 1er 22 avril 1980 Bull civ, I, n° 120.‬‬
‫‪* Civ 1er, 12 novembre 1987 Bull civ, I, n° 288 P207.‬‬
‫‪* Civ 1er 12 juin 1990 Bull civ, I, n° 160, P114.‬‬

‫‪137‬‬
‫اعتبر فيه أن الموثق يكون "قد أخل بااللتزام المفروض عليه بنص الفصل األول من‬
‫ظهير ‪ 0305‬لما لم يخبر أطراف العقد بالرهن على األسهم‪ ،‬ولم يبصرهم بمدى نتائج‬
‫التعاقد بالشكل الذي عليه األسهم"‪ ،1‬وهذا القرار يتعلق بدعوى مرفوعة ضد موثقة‬
‫بشأن بيع أسهم في شركة بتاريخ ‪0338/0/0‬م‪ ،‬حيث كانت هذه األسهم مرهونة لفائدة‬
‫البنك الوطني لإلنماء االقتصادي‪ ،‬غير أن الموثقة لم تبصر المشتري بذلك خالفا‬
‫لواجبها‪ ،‬وقد أيد قرار المجلس األعلى هذا القرار االستئنافي الذي أيد بدوره الحكم‬
‫االبتدائي‪.‬‬
‫وعلى كل حال يتوجب على الموثقين العصريين شأنهم شأن باقي المؤهلين‬
‫للتوثيق‪ 2‬ـ في إطار واجب النص الملقى على عاتقهم والتزاما بمقتضيات الفقرة‬
‫السادسة من المادة ‪ 000‬من كتاب الوعاء والتحصيل ـ أن يطلعوا األطراف المتعاقدة‬
‫على بنود العقد مع تذكيرهم بمقتضيات المواد ‪ 033‬و ‪ 033‬و ‪ 002‬من كتاب الوعاء‬
‫والتحصيل وبمقتضى المادة ‪ 3‬من كتاب المساطر الجبائية‪ 3‬وتتعلق هذه المواد أساسا‬
‫بما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق المراقبة المخول لإلدارة لمراجعة األثمان والتصريحات التقديرية المعبر‬
‫عنها في العقود واالتفاقات متى تبين أنها ال تطابق القيمة التجارية الحقيقية لألمالك‬
‫المفوتة في تاريخ التفويت‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجزاءات التي يمكن أن تفرض عند ثبوت مخالفة نقصان الثمن إما عن‬
‫طريق دراسة معدل األثمان باالرتكاز إلى عناصر مقارنة وإما باالستناد إلى إجمالي‬
‫الدخول الناتجة عن استغالل العقار موضوع التصرف‪.‬‬
‫ج‪ -‬الجزاءات التي يمكن المطالبة بها عند إثبات التهرب أو الغش أو محاولة‬
‫التملص الضريبي‪.‬‬
‫ومعلوم أن العمل القضائي الفرنسي متضافر على توسيع نطاق واجب الموثق‬
‫‪4‬‬

‫في نص األطراف وتبصيرهم‪ ،‬غير أن الموثقين العصريين المغاربة درجوا على‬

‫‪ -1‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ ،531‬ملف مدني عدد‪ ،0220/1/0/0030 :‬منشور ضمن قرارات المجلس األعلى‬
‫بغرفتين أو بجميع الغرف‪ ،‬ط‪ ،0221‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ج‪/0‬ص‪ 35:‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬كالعدلين طبقا لقانونهم ‪ 28.01‬والصوفريم(الموثق العبري) طبقا لظهير ‪0303‬م‪ ،‬لمزيد من االطالع يراجع‪ :‬ذة‪.‬نائلة‬
‫حديدو‪ ،‬المسؤولية التأديبية والمدنية للعدول في التشريع المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬
‫المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‪-0333 :‬‬
‫‪0222‬م‪ ،‬ص‪ 003 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -3‬المحدث بقانون المالية لسنة ‪0225‬م‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،5013‬بتاريخ ‪ 82‬دجنبر ‪0220‬م‪ ،‬ص‪.0010 :‬‬
‫‪ -4‬رغم أن بعض الفقه الفرنسي كان يدعو إلى تقصير نطاق واجب النص الملقى على عاتق الموثق في الحاالت التي ال‬
‫يكون فيها لألطراف خبرة ودراية بمجال التعاقد‪ ،‬وهو ما سارت عليه محكمة النقض الفرنسية في بعض قراراتها‪ ،‬فقد‬
‫صدرت عدة قرارات قضائية فرنسية حديثا تقرر مسؤولية الموثق إزاء نص األطراف ولو كانوا على دراية وخبرة‬
‫بالمسائل القانونية ومنها‪:‬‬
‫‪* Civ 1er, 28 novembre 1995 Répertoires Defrènois 1996-361.‬‬
‫‪* Civ 1er, 3 mars 1998 Bull civ, I, n° 93.‬‬
‫‪* Civ 1er, 13 novembre 1997 Bull civ, I, n° 308.‬‬
‫‪* Civ 1er, 10 juillet 1995 Bull civ, I, n° 329.‬‬

‫‪138‬‬
‫تضمين المحررات التي يوثقونها عبارات قد يفهم منها أنها تروم التضييق من هذا‬
‫النطاق ‪ ،‬ومن هذا القبيل قولهم‪" :‬حضر الطرفان لدينا وطلبا منا اإلشهاد على االتفاق‬
‫اآلتي بعده والذي تم مباشرة بينهما دون مشاركة منا ولذلك شهدنا عليهم بذلك"‪.‬‬
‫غير أننا نعتقد أن تنصيص الموثقين على مثل هذا المقتضي أساسي للتدليل على‬
‫أنهم يمارسون مهامهم في انضباط تام ألصول عملهم التي يوجد على رأسها وجوب عدم‬
‫سمسرة الزبناء‪ ،‬وليس فيه ما يدفع لالعتقاد أن غاية الموثقين من التنصيص عليه هي‬
‫‪1‬‬
‫التهرب من االلتزام بنص األطراف‪ ،‬والذي يشهد لما نراه هنا من استبعاد لمثل هذا الفهم‬
‫المار بنا هو باألساس واقع القاعدة اآلمرة المنصوص عليها في الفقرة الثالثة من الفصل‬
‫األول من ظهير ‪0305‬م‪ ،‬وأيضا وبصفة أساسية مقتضيات الفصل الثامن من قانون ‪05‬‬
‫فانتوز المحال عليه بالفصل ‪ 02‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م والذي يمنع مطلقا على الموثق‬
‫تضمين أي مقتضى يحقق له منافع‪ ،‬وال شك أن إعفاء الموثق من واجب النص هو‬
‫مقتضى يهدف تحقيق فوائد تدخل تحت طائلة المنع الوارد في هذا الفصل‪.2‬‬
‫وقد سار مشروع القانون ‪ 23.80‬على هدي ظهير ‪ 0305‬فقرر مسؤولية‬
‫الموثق في إسداء النص لألطراف بخصوص موضوع عقدهم وما يقتضيه من آثار‬
‫على مراكزهم القانونية وذلك بموجب المادة السابعة والثالثين‪ 3‬منه‪ ،‬فالموثق هنا‬
‫مفروض عليه تجاه زبائنه دراسة العمل المعروض عليه وتحليل الوسائل القانونية‬
‫المحتمل استعمالها لتحقيق األهداف التي يبتغونها من ورائه‪ ،‬فهو ال يقوم بتوثيق‬
‫التصرفات وفقط وإنما يقوم قبل ذلك بدراستها دراسة تجعلها تحقق أغراض الزبناء‬
‫منها في إطار القانون والمشروعية‪.4‬‬
‫إزاء التزام الموثق بتبصير األطراف يتوجب عليه قانونا الحفاظ على أسرار‬
‫المتعاقدين وعدم إفشائها إال في الحاالت المستثناة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االلتزام بكتمان السر‬


‫المهني‪.‬‬
‫إن الموثق العصري بصفته ناصحا لألطراف أمينا على أسرارهم ملزم بالحفاظ‬
‫على سرية ما يبوحون له به من معلومات أثناء تعاقداتهم‪ ،‬ورغم سكوت ظهير التوثيق‬

‫‪ -1‬حتى محكمة النقض الفرنسية درجت في العديد من القرارات الصادرة عنها مؤخرا على إلزام الموثق بواجب نص‬
‫األطراف ورفض تحلله منه ولو ادعى أن دوره اقتصر على إضفاء الرسمية على تصريحات األطراف فقط‪ ،‬ومن‬
‫القرارات التي أصدرتها في هذا الصدد نذكر‪:‬‬
‫‪* Civ 1er, 26 novembre 1996 Bull civ,1996, I.‬‬
‫‪* Civ 1er, 13 novembre 1997 Bull civ, I, n° 309.‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬محمد الربيعي‪ ،‬التزام الموثق بإرشاد الزبون ونصحه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 30 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -3‬تقول المادة ‪ 81‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يتحقق الموثق تحت مسؤوليته من هوية األطراف وأهليتهم‬
‫للتصرف ومطابقة الوثائق المدلى بها إليه للقانون‪ .‬يجب على الموثق إسداء النص لألطراف‪ ،‬كما يجب عليه أن يبين لهم‬
‫ما يعلمه بخصوص موضوع عقودهم‪ ،‬وأن يوض لهم األبعاد واآلثار التي قد تترتب عن العقود التي يتلقاها"‪.‬‬
‫‪ -4‬ذ‪ .‬محمد متزعم مرجع سابق‪ ،‬ص‪.011 :‬‬

‫‪139‬‬
‫عن تقرير التزام الموثق العصري بكتمان األسرار المهنية للمتعاقدين‪ ،‬فإن هذا االلتزام‬
‫يجد أساسه في اليمين القانونية التي يؤديها الموثقون قبل مباشرة مهامهم‪ ،‬وفي بعض‬
‫النصوص القانونية األخرى‪.‬‬
‫وباستقراء مختلف النصوص التشريعية سواء قانون الوظيفة العمومية أو‬
‫القانون الجنائي أو قوانين باقي المهن المنظمة الحرة أو باقي القوانين ذات الصلة‬
‫يتض أن مجمل هذه النظم القانونية أحجمت عن الخوض في تعريف السر المهني‪،‬‬
‫وحسنا فعلت ما دام وضع التعريفات شأنا يخص الفقه والقضاء‪ ،‬ويرى بعض الفقه‬
‫المغربي أن "السر المهني هو كل ما يتوصل إليه المؤتمن على األسرار‪ ،‬سواء كان‬
‫ذلك بواسطة صاحب السر‪ ،‬أو من خالل مزاولة هذا المؤتمن لنشاطه المهني"‪.1‬‬
‫والفقه القانوني مختلف حول األصل في التزام الموثق بحفظ السر المهني بين قائل‬
‫بنظرية العقد‪ ،‬وقائل بنظرية النظام العام‪ ،‬ثم قائل بنظرية المصلحة؛‬
‫فالفريق الفقهي األول يكيف التزام الموثق بكتمان السر المهني على أساس العقد‬
‫المبرم بينه وبين المتعاقدين‪ ،‬مع االختالف بطبيعة الحال بين من جعل من هؤالء هذا‬
‫العقد هو عقد وديعة ومن جعله عقد وكالة ومن جعله عقد إجارة خدمة‪.2‬‬
‫أما الفريق الثاني فكيف التزام الموثق بكتمان السر المهني للعاقدين على أساس‬
‫النظام العام‪ ،‬لكن نقطة ضعف هذا الرأي تعود باألساس الختالف مفهوم النظام العام‬
‫حسب التطورات االجتماعية واالقتصادية والثقافية والسياسية والدينية للمجتمعات‪ ،‬بل‬
‫ويختلف في نفس المجتمع من مكان آلخر ومن زمان آلخر‪.3‬‬
‫ويرى الفريق الفقهي األخير أن األصل في التزام الموثق بحفظ أسرار‬
‫المتعاقدين هو المصلحة‪ ،‬فكلما اقتضت هذه المصلحة الكتمان وجب ذلك وكلما‬
‫اقتضت البوح وجب ذلك أيضا‪ ،‬فالضابط المعياري في كل ذلك إنما هو المفاضلة بين‬
‫المصال وتقديم أرجحها‪.4‬‬
‫وبالرجوع لصيغة اليمين القانونية التي يؤديها الموثق قبل مزاولة مهامه وهي‪:‬‬
‫"أقسم باهلل العظيم أن أؤدي وظيفتي بإتقان وإخالص وأن أراعي في جميع األحوال ما‬
‫تفرضه علي من واجبات" نجد أنها تنطوي على وجوب مراعاة الموثق لضرورة‬
‫كتمان السر المهني كأحد أبرز موجبات مهنته على الرغم من عدم تصريحها بذلك‪.‬‬
‫وتالفيا ألي تأويل أو مبعث وتماشيا مع هذه الروح‪ ،‬عمد معدو مشروع القانون‬
‫‪ 23.80‬إلى النص في المادة الرابعة والعشرين‪ 5‬بوضوح على واجب الموثقين‬
‫وأجرائهم والمتمرنين لديهم في كتمان السر المهني للمتعاقدين ما عدا إذا نص القانون‬

‫‪ -1‬د‪.‬محمد الربيعي‪ ،‬حماية السر المهني في مجال التوثيق‪ ،‬مقال منشور بمجلة اإلشعاع الصادرة عن هيئة المحامين‬
‫بالقنيطرة‪ ،‬العدد ‪ ،88‬السنة ‪ ،0223‬ص‪.30 :‬‬
‫‪ -2‬ذة‪.‬نائلة حديدو‪ ،‬المسؤولية التأديبية والمدنية للعدول في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.081:‬‬
‫‪ -3‬د‪.‬محمد الربيعي‪ ،‬حماية السر المهني في مجال التوثيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31-35 :‬‬
‫‪ -4‬د‪.‬محمد الربيعي‪ ،‬حماية السر المهني في مجال التوثيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31-31 :‬‬
‫‪ -5‬تقول المادة ‪ 00‬من المشروع ‪ 23.80‬بهذا الخصوص‪" :‬يكون الموثق ملزما بالمحافظة على السر المهني‪ ،‬ما عدا إذا‬
‫نص القانون على خالف ذلك‪ ،‬ويقع نفس اإللزام على المتمرنين لديه وأجرائه"‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫على خالف ذلك‪ ،‬فضال عن أن صيغة اليمين القانونية المضمنة في نص المادة الثالثة‬
‫عشرة من نفس المشروع ألزمت بوضوح الموثق بالحفاظ على السر المهني‬
‫للمتعاقدين‪.‬‬
‫ولما كان الموثق العصري موظفا عموميا على األقل من الناحية النظرية وفق‬
‫منطوق الفصل األول من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪ ،‬فإن النظام األساسي للوظيفة العمومية‬
‫الصادر بتاريخ ‪0353/0/00‬م يلزمه كباقي الموظفين وبموجب فصله الثامن عشر‪ 1‬بكتمان‬
‫السر المهني‪2‬؛ وحيث إن الحفاظ على السر المهني لألطراف مما تقتضيه المصلحة العامة‬
‫متمثلة في الثقة الواجبة في ممارسة مهنة التوثيق قبل المصلحة الخاصة للمتعاقدين الذين‬
‫يضطرون للبوح بأسرارهم للموثق‪ ،‬فقد تدخل المشرع الجنائي المغربي بمقتضى الفصل‬
‫‪ 3001‬معاقبا على إفشاء السر المهني بعقوبة تتراوح ما بين شهر وستة أشهر مع غرامة‬
‫مالية من ألف ومائتين إلى عشرين ألف درهم‪ ،‬على أن األشخاص المذكورين في هذا‬
‫الفصل جاءوا على سبيل التمثيل ال الحصر كما هو ظاهر عباراته‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫وقد ألزم القانون ‪ 421.01‬المتعلق بجبايات الجماعات المحلية في مادته ‪015‬‬
‫بكتمان السر المهني كال من الموثق وغيره ممن يشارك بمناسبة مزاولة مهامه في‬
‫تحديد الرسوم ومراقبتها واستيفائها أو المنازعات المتعلقة بها وغيرهم ممن ذكر‪.‬‬
‫غير أن هناك بعض الحاالت مستثناة من واجب كتمان السر المهني وهي‪:6‬‬
‫*الحالة المنصوص عليها في الفصل ‪ 813‬من القانون الجنائي والمتعلقة‬
‫بالشخص الذي يكون بحوزته دليل براءة محبوس احتياطيا أو مقدم للمحاكمة من أجل‬

‫‪ -1‬مما جاء في الفصل ‪ 03‬من قانون الوظيفة العمومية‪" :‬بقطع النظر عن القواعد المقررة في القانون الجنائي فيما‬
‫يخص السر المهني‪ ،‬فإن كل موظف يكون ملزما بكتم سر المهنة في كل ما يخص األعمال واألخبار التي يعلمها أثناء‬
‫تأدية مهامه أو بمناسبة مزاولتها‪"...‬‬
‫‪-2‬د‪.‬محمد الربيعي‪ ،‬األحكام الخاصة بالموثقين والمحررات الصادرة عنهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35 :‬‬
‫‪ -3‬يقول الفصل ‪ 001‬من القانون الجنائي المغربي‪" :‬األطباء والجراحون ومالحظو الصحة وكذلك الصيادلة والمولدات‬
‫وكل شخص يعتبر من األمناء على األسرار بحكم مهنته أو وظيفته الدائمة أو المؤقتة‪ ،‬إذا أفشى سرا أودع لديه‪ ،‬وذلك في‬
‫غير األحوال التي يجيز له فيها القانون أو يوجب عليه فيها التبليغ عنه‪ ،‬يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة‬
‫من ألف ومائتين إلى عشرين ألف درهم‪ .‬غير أن األشخاص المذكورين أعاله ال يعاقبون بالعقوبات المقررة في الفقرة‬
‫السابقة‪:‬‬
‫‪ -0‬إذا بلغوا عن إجهاض علموا به بمناسبة ممارستهم مهنتهم أو وظيفتهم وإن كانوا غير ملزمين بهذا التبليغ؛‬
‫‪ -0‬إذا بلغوا السلطات القضائية أو اإلدارية المختصة عن ارتكاب أفعال إجرامية أو سوء المعاملة أو الحرمان في حق‬
‫أطفال دون الثامنة عشرة أو من طرف أحد الزوجين في حق الزوج اآلخر أو في حق امرأة‪ ،‬علموا بها بمناسبة‬
‫ممارستهم مهنتهم أو وظيفتهم‪.‬‬
‫إذا استدعي األشخاص المذكورون للشهادة أمام القضاء في قضية متعلقة بالجرائم المشار إليها في الفقرة أعاله‪ ،‬فإنهم‬
‫أحرار في اإلدالء بشهادتهم أو عند اإلدالء بها"‪.‬‬
‫‪ -4‬الصادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 0.21.035‬بتاريخ ‪ 03‬من ذي القعدة ‪0003‬هـ(‪ 82‬نوفمبر ‪،)0221‬‬
‫المنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 8‬ديسمبر ‪0221‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬تقول المادة ‪ 015‬المذكورة‪" :‬يلزم بكتمان السر المهني وفق أحكام التشريع الجنائي الجاري به العمل كل شخص‬
‫يشارك بمناسبة مزاولة مهامه أو اختصاصه في تحديد الرسوم ومراقبتها واستيفائها أو المنازعات المتعلقة بها وكذا‬
‫أعضاء اللجان المنصوص عليها في المادة ‪ 051‬أعاله‪ .‬غير أنه ال يجوز لهؤالء األشخاص أن يسلموا المعلومات أو نسخ‬
‫من العقود أو الوثائق أو السجالت التي في حوزتهم ألشخاص غير المتعاقدين أو الملزمين المعنيين أو خلفهم العام‪ ،‬إال‬
‫بموجب أمر صادر عن القاضي المختص"‪.‬‬
‫‪ -6‬د‪.‬محمد الربيعي‪ ،‬حماية السر المهني في مجال التوثيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 020 :‬وما يليها‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫جنحة أو جناية‪ ،‬فإذا كان بحوزة الموثق مثل هذا الدليل وجب عليه تقديمه وال مجال‬
‫الحتجاجه بموجبات حفظ أسرار الزبناء‪.‬‬
‫*الحالة المنصوص عليها في الفصل ‪ 082‬من القانون الجنائي والمتعلقة‬
‫بالشخص الذي يمتنع عمدا عن التدخل المباشر لمنع وقوع جناية أو جنحة تمس‬
‫السالمة البدنية لألشخاص رغم قدرته على ذلك دون تعريض نفسه أو غيره للخطر‪.‬‬
‫*الحالة المنصوص عليها في الفصل ‪ 080‬من القانون الجنائي والمتعلقة‬
‫بالشخص الذي يمتنع عمدا عن تقديم المساعدة لشخص في خطر بتدخله أو بطلب‬
‫اإلغاثة رغم قدرته على ذلك دون تعريض نفسه أو غيره للخطر‪.‬‬
‫*حالة أداء الشهادة أمام المحكمة حيث قررت المادة ‪ 880‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية إمكانية االستماع لألشخاص الملزمين بكتمان السر المهني وفق شروط خاصة‪،‬‬
‫فهذه المادة أقامت نوعا من التوازن بين واجب الكتمان المقرر بالفصل ‪ 001‬جنائي‬
‫المار بنا وبين المادة ‪ 003‬مسطرة جنائية التي توجب أداء الشهادة‪ ،‬فالموثق إذا‬
‫استدعته المحكمة لإلدالء بشهادته يكون ملزما بتلبية الدعوة وال مجال لالحتجاج‬
‫بموجبات كتمان السر المهني للمتعاقدين تحت طائلة التعرض لمقتضيات المادة ‪003‬‬
‫مسطرة جنائية والتي تعاقب على االمتناع عن أداء الشهادة‪.‬‬
‫*حالة الدفاع عن النفس أمام المحكمة‪ ،‬حيث يحق للموثق الدفاع عن مراكزه‬
‫القانونية قضاء وإن اقتضى األمر التعرض لبعض األسرار المهنية شريطة ممارسة‬
‫هذا الحق في حدود المعقول والحاجة ودون تعسف‪.‬‬
‫* حالة تفتيش مكاتب الموثقين‪ ،‬سواء من طرف سلطة الرقابة اإلدارية ممثلة‬
‫في مفتشي وزارة المالية المكلفين طبقا للفصل ‪ 80‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪ ،‬أو من‬
‫طرف الجهات القضائية في إطار البحث التمهيدي طبقا للمادة ‪ 53‬مسطرة جنائية‪ ،‬أو‬
‫في إطار التحقيق اإلعدادي وفق األصول المسطرية المنظمة لهذا الجانب‪ ،‬وهو ما‬
‫يقتضي منا أن نقف وقفة خاصة مع جميع أشكال الرقابة التي تمارس على الموثق‬
‫أثناء ممارسة مهامه‪.‬‬

‫عمل‬ ‫على‬ ‫الرقابة‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫المطلب‬


‫الموثق العصري ومسؤوليته‪.‬‬
‫تتخذ الرقابة على عمل الموثق العصري عدة أشكال‪ ،‬فهي إما رقابة ذاتية‬
‫تضطلع بها الهيئات الوطنية والدولية المنظمة للمهنة‪ ،‬وإما رقابة قضائية يمارسها‬
‫الوكيل العام للملك بالمحكمة االستئنافية التي يوجد مكتب الموثق في دائرة نفوذها‪،‬‬
‫وإما رقابة إدارية تباشرها أجهزة الدولة على عمل الموثق‪ .‬وكل موثق ثبت إخالله‬
‫بواجباته المهنية أو القانونية يتعرض للتأديب المنصوص عليه في الفصل ‪ 80‬من‬
‫ظهير ‪ 0‬مايو ‪ 0305‬بعد سلوك مسطرة التأديب وثبوت المسؤولية‪ .‬وبناء عليه ترتسم‬
‫خطة البحث أمامنا على النحو التالي‪:‬‬
‫‪142‬‬
‫*الرقابة على عمل الموثق العصري‪.‬‬
‫*مسؤولية الموثق العصري‪.‬‬
‫وسوف نخصص لكل محور فرعا خاصا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الرقابة على عمل‬


‫الموثق العصري‪.‬‬
‫سبق أن الرقابة على عمل الموثق العصري إما رقابة ذاتية (أوال) وإما رقابة‬
‫قضائية (ثانيا) وإما رقابة إدارية (ثالثا)‪.‬‬
‫الموثق‬ ‫أوال‪ :‬الرقابة الذاتية على عمل‬
‫العصري‪.‬‬
‫إن الموثق العصري بصفته ممارسا لمهنة التوثيق يضطلع بمهام إضفاء‬
‫الصبغة الرسمية على عقود الفاعلين االقتصاديين واالجتماعيين‪ ،‬فيخضع أثناء‬
‫مزاولته أعماله لرقابة الهيئات المنظمة للقطاع إن على الصعيد الوطني أو على‬
‫الصعيد الدولي‪.‬‬
‫والواقع أن الرقابة الذاتية على الصعيد الوطني‪ ،‬تمارسها كل من الغرفة‬
‫الوطنية للموثقين والغرف الجهوية بوصفها األجهزة التي تحتكر تمثيلية مهنة التوثيق‬
‫العصري أمام األغيار من األفراد واإلدارات والمؤسسات‪ .‬وتتمتع األجهزة التمثيلية‬
‫لمهنة التوثيق بنفوذ أدبي قوي وسط أعضائها سواء على الصعيد الوطني أو الجهوي‬
‫أو المحلي‪ ،‬حيث تسهر على تحفيز الموثقين على مباشرة مهامهم وفق القانون وما‬
‫يوجبه من حسن السلوك والمروءة واإلخالص‪.‬‬
‫أما على الصعيد الدولي‪ ،‬فإن الهيئات التوثيقية الدولية التي يشغل المغرب‬
‫عضويتها وخاصة من ذلك االتحاد الدولي للتوثيق الالتيني كما سبق تحرص على‬
‫تحفيز الدول على مالئمة قوانينها مع المعايير التوثيقية العالمية‪ ،‬وفي هذا توجيه‬
‫ورقابة تنظيمية غير مباشرة على التوثيق المغربي‪.‬‬
‫والحقيقة أن األجهزة الوطنية المنظمة لقطاع التوثيق العصري ونظيرتها‬
‫الدولية ال تعدو سلطتها على الموثقين أن تكون سلطة رمزية معنوية صرفة تنحصر‬
‫في إصدار النص وتوجيه التوصيات غير الملزمة على غرار ما يوجد في أكاديميات‬
‫األخالق المهنية‪.‬‬

‫عمل‬ ‫على‬ ‫القضائية‬ ‫ثانيا‪ :‬الرقابة‬


‫الموثق العصري‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫يخضع الموثق العصري أثناء مزاولة نشاطه التوثيقي لرقابة قضائية روتينية‬
‫وإن لم تكن صارمة بالشكل الذي هي عليه مع العدول الموثقين‪ ،‬حيث كان من األجدر‬
‫أن تكون هنا أكثر تشديدا ما دام التلقي فيها انفراديا واإلشهاد كذلك‪.‬‬
‫وقد خول المشرع في ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬السلطة القضائية االختصاص في‬
‫مراقبة سير العمل بالمكاتب التوثيقية إلى جانب موظفي وزارة المالية‪ ،‬يقول الفصل‬
‫‪ 180‬في فقرته الثانية بهذا الخصوص‪«:‬يخضع الموثقون لمراقبة مزدوجة من طرف‬
‫موظفي إدارة المالية وقضاة النيابة العامة في شأن محاسبتهم وفي األموال والقيم‬
‫المودعة لديهم أو التي يتولون أمر محاسبتها وفي صحة الرسوم التي يحررونها‬
‫ولسائر أعمالهم»‪.‬‬
‫ويتوجب على أعضاء النيابة العامة تفتيش صندوق الموثقين مرة واحدة على األقل‬
‫في السنة لالطالع على حالة األمانات المودعة لديهم والتأشير على السجالت النظامية‬
‫مع بيان اليوم الذي أجروا فيه المراجعة‪ ،‬ويمكن للنيابة العامة تفويض هذا االختصاص‬
‫للقضاة أو لموظف من إدارة المالية أو لموثق مزاول للوظيفة مقابل تعويضات تخصص‬
‫له عن النقل واإلقامة‪.‬‬
‫وقد ورد النص على هذه المقتضيات في الفصل ‪ 80‬من الظهير المنظم الذي جاء‬
‫فيه‪«:‬ويراجع وكالء الدولة مندوبو الحكومة مرة واحدة في السنة على األقل صندوق‬
‫الموثقين وحالة األمانات المودعة لديهم‪ ،‬ويؤشرون على السجالت النظامية مع بيان‬
‫اليوم الذي أجروا فيه المراجعة ولهم أن يفوضوا لقضاة الصل بإجراء هذه المراجعة‬
‫إذا كان الموثق ال يقيم في مقر المحكمة االبتدائية‪.‬‬
‫ويمكن لوكيل الدولة مندوب الحكومة أو قاضي الصل أن يستعين في المراجعة‪،‬‬
‫إن رأى مصلحة في ذلك‪ ،‬بموظف من وزارة المالية أو بموثق مزاول للخطة يعينه وكيل‬
‫الدولة العام‪ ،‬وتخصص له تعويضات عن النقل واإلقامة»‪.‬‬
‫بعد جولة التفتيش السنوية هذه يوجه وكيل الملك تقريرا للوكيل العام للملك‬
‫بخالصات البحث والمراجعة لكل موثق مشفوعا بآرائه في الموضوع مع التعليل‬
‫والتسبيب‪ ،‬جاء في الفصل ‪ 80‬بهذا الخصوص ‪«:‬ويوجه وكالء الدولة ومندوبي‬
‫الحكومة تقريرا لوكيل الدولة العام يتضمن نتائج المراجعة بالنسبة لكل موثق مشفوعا‬
‫بآرائهم في الموضوع مدعما باألسباب»‪.‬‬
‫وقد حافظ مشروع القانون ‪ 23.80‬على نفس هذه المضامين تقريبا في القسم‬
‫الرابع الذي عنونه ب‪" :‬المراقبة والتأديب" والذي تضمن المواد ‪ 215‬و‪ 311‬و ‪ 111‬و‬

‫‪ -1‬معدل بالظهير الشريف المؤرخ في ‪ 05‬يوليوز ‪.0301‬‬


‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 15‬من المشروع ‪" :23.80‬يخضع الموثقون سواء فيما يخص عملياتهم الحسابية أو األموال والقيم المودعة‬
‫لديهم أو التي يتولون حساباتها أو فيما يخص صحة عقودهم وعملياتهم واحترامهم للقانون المنظم للمهنة لمراقبة مزدوجة يتوالها‬
‫الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف أو من ينوب عنه التي يوجد بدائرة نفوذها مكتب الموثق والوزارة المكلفة بالمالية طبقا‬
‫للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل"‪.‬‬
‫‪ -3‬تقول المادة ‪ 11‬من المشروع ‪" :23.80‬يجب على الموثق مسك سجالت خاصة بالمحاسبة وفق المقتضيات‬
‫التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل"‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫‪ 213‬و‪ 313‬و‪ 412‬و ‪ 510‬إقرارا منه بأهمية الرقابة التي يمارسها القضاء على الموثق‬
‫العصري أثناء مزاولة مهامه‪.‬‬
‫غير أن الواقع العملي لمهنة التوثيق العصري ينبئ بغياب هذه المراقبة‬
‫القضائية المسطرة أحكامها في القوانين ذات الصلة‪ ،‬فتضخم الجسم القانوني وازدياد‬
‫وثيرة إصدار النصوص من جهة‪ ،‬وتوالي ارتفاع عدد الموثقين المنخرطين حديثا في‬
‫المهنة من جهة أخرى‪ ،‬جعل الرقابة القضائية شكلية تنحصر في مراقبة تاريخ تسليم‬
‫األموال وتاريخ تحويلها إلى صندوق اإليداع والتدبير‪ ،‬وفي أحسن األحوال ال تتجاوز‬
‫مراقبة سجالت وأرشيف الموثقين ومدى االنضباط لآلجال القانونية‪ ،‬مما ساهم في‬
‫حدوث انزالقات خطيرة لبعض الموثقين على الصعيد الوطني‪.6‬‬
‫وال أدل على عدم فعالية الرقابة القضائية على العمل التوثيقي العصري من‬
‫تتابع صدور الدوريات عن وزارة العدل والموجهة للوكالء العامين للملك تحضهم‬
‫على تفتيش مكاتب الموثقين دوريا‪ ،‬ومجابهة تصرفات بعضهم ممن "يتهاونون في‬
‫القيام بالواجبات الملقاة على عاتقهم ويقومون بتصرفات تضر بحقوق المتعاقدين الذين‬
‫يلتجئون إليهم لتوثيق عقودهم"‪ ،7‬وفي نفس السياق سبق سرد واقعة تلقي موثق‬
‫عصري إلشهاد موضوعه عقد تبني والذي اضطر وزارة العدل الوصية إلى تعميم‬
‫الرسالة الدورية رقم ‪ ،0/8001‬كما وسبق التنويه بالرسالة الدورية التي أصدرتها‬
‫وزارة العدل أيضا تحت رقم ‪ 0/0022‬في شأن تغيب الموثقين العصريين عن مقرات‬
‫عملهم بدون ترخيص وال تعويض‪.‬‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 11‬من المشروع ‪" :23.80‬للوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف أو من ينوب عنه حق مراقبة‬
‫المحفوظات والسجالت النظامية وسجالت المحاسبة والتأشير عليها‪ ،‬مع بيان تاريخ إجراء المراقبة"‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 13‬من المشروع ‪" :23.80‬يراجع الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف مرة في السنة على األقل‬
‫صناديق الموثقين وحالة اإليداعات لديهم‪ ،‬ويضع تأشيرته على السجالت الخاصة بذلك مع اإلشارة إلى التاريخ الذي قام‬
‫فيه بالمراجعة"‪.‬‬
‫‪ -3‬تقول المادة ‪ 13‬من المشروع ‪" :23.80‬يمكن للوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف أن يقوم بمراقبة أي مكتب‬
‫للتوثيق بكيفية مفاجئة‪ ،‬وله أن يختار من يساعده في ذلك‪ .‬للوكيل العام للملك وممثلي الوزارة المكلفة بالمالية حق البحث‬
‫والتفتيش واالطالع الواسع على أصول العقود والسجالت والسندات والقيم والمبالغ النقدية والحسابات البنكية والبريدية‬
‫ووثائق المحاسبة وكافة الوثائق التي يكون تقديمها مفيدا لمهمته‪ .‬يلزم الموثق بالرد على األسئلة الموجهة له‪ ،‬واالستجابة‬
‫لما يقتضيه التفتيش"‪.‬‬
‫‪ -4‬تقول المادة ‪ 12‬من المشروع ‪" :23.80‬يمكن أن تخضع مكاتب الموثقين لعمليات تفتيش تتعلق إما بموضوع معين‪،‬‬
‫أو بمجموع النشاط المهني للموثق"‪.‬‬
‫‪ -5‬تقول المادة ‪ 10‬من المشروع ‪" :23.80‬يجب ـ عند نهاية كل عملية ـ رفع تقرير إلى الوكيل العام للملك ما لم يكن هو الذي‬
‫قام بالعملية‪ ،‬وإلى رئيس المجلس الوطني للموثقين‪ ،‬وإذا تبين أثناء التفتيش وجود مخالفات خطيرة ووضعيات من شأنها المساس‬
‫بأمن المحفوظات والودائع وجب القيام فورا بإشعار الوكيل العام للملك"‪.‬‬
‫‪ -6‬بلغ معدل المتابعات في حق الموثقين العصريين الذين يتورطون في القضايا والمخالفات ‪ 052‬متابعة سنويا يتم تبرئة‬
‫‪ %33‬منهم‪ .‬خديجة عليموسي‪ ،‬الموثقون متخوفون من الصالحيات الممنوحة للنيابة العامة في مشروعهم الجديد‪ ،‬جريدة‬
‫المساء المغربية‪ ،‬العدد ‪ ،310‬بتاريخ ‪0223/21/23‬م‪ ،‬ص‪.5 :‬‬
‫‪ -7‬مقتطف من دورية صادرة عن وزارة العدل‪ ،‬رقم الملف ‪ ،00011‬منشورة ضمن كتاب ‪:‬مهنة موثق‪ ،‬منشورات‬
‫المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية (‪ ،)REMALD‬سلسلة "نصوص ووثائق"‪ ،‬ط‪0223/0‬م‪ ،‬ص‪.081:‬‬

‫‪145‬‬
‫وبذلك يتوض أن التوثيق العصري يبقى دون رقابة فعلية وموضوعية من‬
‫الجهات القضائية التي يجب أن تمكن أيضا من صالحية مراقبة الوثائق العصرية عند‬
‫تلقيها إذا أريد فعال لقطاع التوثيق أن يتطور في اتجاه الضبط القانوني الفعلي‪.‬‬

‫عمل‬ ‫على‬ ‫اإلدارية‬ ‫الرقابة‬ ‫ثالثا‪:‬‬


‫الموثق العصري‪.‬‬
‫بالنسبة للرقابة اإلدارية على عمل الموثق العصري إما أن تكون قبل تسلمه‬
‫مهامه أو أن تكون بعد استئنافه لعمله‪:‬‬
‫فالموثق العصري يخضع للمراقبة الصارمة من قبل الدولة قبل تسلمه مهامه‬
‫الرسمية حيث ال يسمى للتوثيق إال حسن السيرة والسلوك‪ ،‬وليس للموثق إمكانية‬
‫التنصيب دون موافقة السلطات العليا التي لها وحدها سلطة تعيين الموثق وتحديد مقر‬
‫عمله من خالل ظهير‪ ،‬وتلزمه قبل البدء في وظيفته بأداء اليمين القانونية أمام القضاء‬
‫كما مر ووضع الشكل والتوقيع ونسخة من محضر اليمين لدى كتابة ضبط المحكمة‬
‫المنتمي لها‪.‬‬
‫وبعد انطالق الموثق العصري في مهامه يخضع لقانون مهني ملزم وصارم‬
‫يوجب عليه ممارسة مأموريته في إطار ترابي محدد بدقة متناهية من قبل الدولة‪،‬‬
‫وفي اختصاص نوعي مضبوط‪.1‬‬
‫وهكذا تحدث أو تلغى دواوين توثيقية وطنية بقرار من الدولة حسب التطور‬
‫االقتصادي والحاجيات القانونية لألقاليم والمدن والجهات‪ .‬وتخضع حسابات الموثق‬
‫العصري في المغرب للتفتيش من طرف مصلحة التسجيل والمالية والنيابة العامة‬
‫حسب الفصل ‪ 80‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪ ،0305‬أما في الدول األجنبية فالمنظمات المهنية‬
‫هي التي تضطلع بالرقابة على عقود التوثيق وحسابات الموثقين‪.2‬‬
‫وقد نص على اختصاص وزارة المالية في الرقابة على حسابات الموثقين‬
‫الفصل ‪ 80‬في فقرته الثانية بالقول‪« :‬يخضع الموثقون لمراقبة مزدوجة من طرف‬
‫موظفي إدارة المالية وقضاة النيابة العامة في شأن محاسبتهم وفي األموال والقيم‬
‫المودعة لديهم أو التي يتولون أمر محاسبتها وفي صحة الرسوم التي يحررونها‬
‫ولسائر أعمالهم »‪ .‬وحسب نفس الفصل فإنه يحق لموظفي المفتشية العامة لوزارة‬
‫المالية مراجعة حسابات الموثقين بمجرد اإلدالء برسالة مأموريتهم‪ ،‬ليتمكنوا من‬
‫اإلطالع على كل المستندات والحجج والوثائق الالزمة لعمليات المراجعة‪ ،‬وال‬
‫يستطيع الموثق العصري اإلفالت من التفتيش بادعاء السر المهني أو حقوق الزبناء‪.‬‬
‫كما يمكن لوكالء الملك تكليف موظف من إدارة المالية بتدقيق حسابات‬
‫صندوق الموثقين وتدوين ذلك في محضر ترسل نسخة منه إلى الوكيل العام للملك‪،‬‬
‫‪ -1‬ذ‪.‬حسين الصفريوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.80 :‬‬
‫‪ -2‬ذ‪.‬حسين الصفريوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02 :‬‬

‫‪146‬‬
‫وبناء على التقرير الذي يتضمن نتائج المراجعة بالنسبة لكل موثق والشفوع باآلراء‬
‫واالستنتاجات المدعمة باألسباب‪ ،‬يقرر الوكيل العام للملك المتابعة إذا كان لها محل‬
‫وهو األمر الذي نتطرق له في محور مسؤولية الموثق العصري‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مسؤولية الموثق العصري‪.‬‬


‫المسؤولية بما هي تبعة أو جزاء ترك الواجب أو فعل ما كان يجب االمتناع‬
‫عنه‪ ،‬إما أن تكون دينية أو أخالقية أو قانونية حسب المصادر التي تستقي منها‬
‫الجماعات اإلنسانية قواعد تنظيم سلوكها‪.‬‬
‫فالمسؤولية الدينية تترتب على مخالفة األوامر والنواهي التي أتت بها الشرائع‬
‫الدينية‪ ،‬وتتمثل أساسا في الجزاء الذي توقعه الجماعة المؤمنة على المخالف في‬
‫الدنيا‪ ،‬وما يناله المذنب من عقاب من هللا في اآلخرة‪ .‬وقد كانت هذه المسؤولية هي‬
‫السائدة قبل انتشار فكرة التقنين التي نفذها نابليون في فرنسا وما عرفه العالم‬
‫المسيحي من ثورة على الكنيسة انتهت بنبذها وتكريس الفصل بين الدين والدولة وما‬
‫استتبعه من االحتكام للقوانين المدنية ليس آخر مظهره موافقة البرلمان اإلسباني سنة‬
‫‪0330‬م على قانون يسم بالطالق خروجا عن تعاليم الكنيسة الكاتوليكية‪.1‬‬
‫والمسؤولية األخالقية أو األدبية هي الناشئة عن مخالفة العادات والتقاليد التي‬
‫دأبت الجماعة على التقيد بها في سلوكها‪ ،‬ويقتصر الجزاء فيها على نفور الناس من‬
‫المخالف وتأنيبهم له في شكل استغراب تصرفه واحتقاره واستهجانه‪ ،‬وهذه المسؤولية‬
‫ال تكتفي بتقييم تصرف اإلنسان في مظهره الخارجي وإنما تلتفت أيضا لغاياته‬
‫الباطنية في سبيل جعلها صادقة وصافية‪ ،2‬وقد بدأت المسؤولية األدبية تفقد أهميتها‬
‫في السنين األخيرة نتيجة لسيطرة االقتصاد والتقدم العلمي على التفكير البشري وما‬
‫رافق ذلك من تنامي فلسفات‪ 3‬تعادي التقاليد والعادات والقيم االجتماعية الموروثة‪.‬‬
‫وتتجلى الفروق األساسية ما بين المسؤولية األدبية والمسؤولية القانونية في‬
‫كون األولى تقوم على أساس ذاتي محض‪ ،‬فهي مسؤولية أمام هللا والضمير‪ ،‬خالفا‬
‫للثانية التي يداخلها عنصر موضوعي وهو مسؤولية شخص أمام آخر‪ ،‬ويترتب على‬
‫هذا نتيجة مهمة وهي أن المسؤولية األخالقية تتحقق ولو لم يوجد ضرر أو وجد‬
‫ولحق بالمسئول نفسه‪ ،‬بينما يتوقف تحقق المسؤولية القانونية على لحوق ضرر‬

‫‪ -1‬د‪.‬أحمد الخمليشي‪ ،‬المسؤولية المدنية لألبوين عن أبنائهما القاصرين‪ ،‬ط‪0020/0‬هـ‪0330‬م‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫ص‪ 1 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -2‬دة‪.‬رجاء ناجي‪ ،‬مدخل للعلوم القانونية‪ /‬الجزء األول‪ :‬نظرية القانون‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص‪ 83 :‬وما‬
‫يليها‪.‬‬
‫‪ -3‬تعتبر الوجودية رائدة على هذا الصعيد في دعوتها الفرد إلى تحقيق ذاته عن طريق االختيار المحض المتحرر عن‬
‫أي تأثير للقيم والتقاليد الموروثة‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫بالغير‪ ،‬وينبني على كل هذا أن المسؤولية األدبية أوسع نطاقا من نظيرتها القانونية‪،‬‬
‫فهي تتصل بعالقة اإلنسان بربه‪ ،‬وعالقته بنفسه‪ ،‬وعالقته بغيره‪.1‬‬
‫والمسؤولية األدبية للموثق العصري كممارس مهني حر تتمثل في اإلخالل‬
‫بواجب أخالقي تفرضه عوائد وأعراف مهنته‪ ،‬كالتحلي بالصدق والجدية في العمل‬
‫والتزام الظهور بمظهر الوقار واالحترام مع تجنب مواضع الشبه أمام الناس‪.2‬‬
‫ورغم األهمية المحورية التي تمثلها المسؤولية األدبية في العالقة بين الموثق‬
‫والمتعاقدين‪ ،‬فإن جانبا مهما من الفقه القانوني ارتأى أنها ال تنتظم بأي نص قانوني‬
‫ف ال يص أن تكون محل دعوى قضائية‪ ،‬ما دامت ناشئة في األساس عن خرق بعض‬
‫التقاليد المهنية التي ال تدخل في دائرة القانون وال يترتب عليها جزاء قانوني وأمرها‬
‫موكول في آخر المطاف لتأنيب الضمير ليس إال‪.3‬‬
‫ونظرا للطابع الخاص لنشاط الممارس القانوني الحر ـ ومن ضمنه الموثق‬
‫بطبيعة الحال ـ فقد حاول جانب مهم من الفقه في فرنسا هدم الحدود الفاصلة بين‬
‫المسؤوليتين األدبية والقانونية‪ ،‬ودعا إلى االعتداد بالطابع األخالقي في المجال‬
‫القانوني حتى تتمكن عدالة القضاء من الوصول إلى هذا الممارس حماية للمهنة من‬
‫جهة وحماية للزبائن واألغيار من جهة أخرى‪.4‬‬
‫والمسؤولية األخالقية بصفة عامة يتصور تحققها حتى ولو كان الفرد يعيش‬
‫منفردا دون جماعة؛ إذ بعقله يدرك قبي تصرفه وفاسده فيؤنبه ضميره عليه‪ ،‬خالفا‬
‫للمسؤولية القانونية التي ال يتصور وجودها إال بوجود جماعة منظمة‪.‬‬
‫أما المسؤولية القانونية فهي الجزاء الذي يترتب عن مخالفة القواعد القانونية‬
‫التي يضعها المشرع لتنظيم سلوك الفرد ونشاطه داخل المجموع‪ ،‬وهي إما‪:‬‬
‫*مسؤولية تأديبية تتلخص في اإلجراءات المترتبة عن اإلخالل بواجب مهني‬
‫أو أكثر‪ ،‬والتي تنتهي بثبوت خطأ المخالف وتوقيع جزاء تأديبي عليه من قبل السلطة‬
‫التأديبية المختصة‪ ،‬والمخالفة التأديبية ال يمكن تصورها إال إذا كان الشخص منتميا‬
‫لهيئة مهنية أو طائفة معينة كالموظفين العموميين‪ ،‬ووقع إخالله بالواجبات التي‬
‫تفرضها قوانين الوظيفة أو المهنة كالموثقين العصريين أو العدول أو المحامين أو‬
‫األطباء أو غيرهم‪ ،5‬وبناء عليه فالمخالفة التأديبية هي اعتداء باألساس على الطائفة‬
‫المهنية للمخالف قبل أن تكون اعتداء على الغير خالفا للجريمة الجنائية التي يكون‬
‫الجاني فيها معتديا على مجموع المجتمع وليس على طائفة محددة‪.6‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/0‬ص‪.300 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Omar Azziman, La profession libérale au Maroc, Edition de la faculté des sciences‬‬
‫‪juridiques, économiques et sociales de Rabat, 1980, P : 157 et suite.‬‬
‫‪ -3‬د‪.‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/0‬ص‪.300 :‬‬
‫‪ -4‬د‪.‬محمد الكشبور‪ ،‬المهن القانونية الحرة‪ :‬انطباعات حول المسؤولية والتأمين‪ ،‬مقال سابق‪ ،‬ص‪.088 :‬‬
‫‪ -5‬ذة‪.‬نائلة حديدو‪ ،‬المسؤولية التأديبية والمدنية للعدول في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38-30 :‬‬
‫‪ -6‬د‪.‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬المبادئ العامة للقانون الجنائي‪ ،‬ط‪0333.‬م‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬ص‪.13 :‬‬

‫‪148‬‬
‫*مسؤولية جنائية غايتها حماية الكيان االجتماعي وبنياته االقتصادية والسياسية‬
‫بحيث يعتبر مخالفتها اعتداء على المجتمع بصفة مباشرة‪ ،‬والجزاء فيها هو العقوبة‬
‫والذي يتولى المطالبة بإنزالها هي النيابة العامة‪ ،‬والمبدأ فيها أال عقوبة بال جريمة وال‬
‫جريمة بال نص‪ ،‬وال يجوز التنازل أو التصال في المسؤولية الجنائية ألن الحق فيها‬
‫عام للمجتمع‪ ،‬والنية ركنها األساس شريطة أن يكون لها مظهر خارجي يصل إلى حد‬
‫معين من الجسامة‪ ،‬فال عقاب على التصميم واألعمال التحضيرية ما لم ترق للشروع‬
‫أو الفعل التام‪ ،‬خالفا للمسؤولية التأديبية التي يكفي فيها محض النية‪ ،‬وخالفا‬
‫للمسؤولية المدنية التي ال تشترط فيها النية من أساسها‪.1‬‬
‫*مسؤولية مدنية تهدف حماية مصال األفراد التي يترتب على المساس بها‬
‫ضرر فردي‪ ،‬لذلك كان الجزاء فيها مقصورا على التعويض المادي أو المعنوي الذي‬
‫يؤديه المسئول للضحية‪ ،2‬وهي إما عقدية أو تقصيرية‪ ،‬فالمسؤولية العقدية تنشأ عن‬
‫اإلخالل بالتزام عقدي‪ ،‬بينما تنشأ المسؤولية التقصيرية عن اإلخالل بالتزام قانوني‪.‬‬
‫وتقتضي ممارسة الموثق العصري مهنته في إطار من الوقار واالستقامة‬
‫والنزاهة والشرف واألخالق الحميدة‪ ،‬أن يعمل على تبصير زبائنه وحفظ كيان‬
‫حقوقهم ومراكزهم القانونية‪ ،‬وهو ما يفرض عليه في آخر المطاف أن يتحمل‬
‫المسؤولية التأديبية (أوال) والجنائية (ثانيا) والمدنية (ثالثا) لتصرفاته أثناء مزاولة‬
‫مهامه‪.‬‬
‫للموثق‬ ‫التأديبية‬ ‫المسؤولية‬ ‫أوال‪:‬‬
‫العصري‪.‬‬
‫يهدف النظام التأديبي إلى معاقبة السلوكات التي تسيء إلى القواعد المفروضة‬
‫على الشخص باعتباره ممارسا لمهنة معينة‪ ،‬والمسؤولية التأديبية للموثق العصري‪،‬‬
‫إنما شرعت للحفاظ على األمانة والثقة والشرف والنزاهة المفروض اتصاف مهنة‬
‫التوثيق العصري بها حتى يستفيد المرتادون من خدماتها على أكمل وجه‪.‬‬
‫والنصوص التشريعية‪ 3‬هي المصدر الوحيد للمخالفات التأديبية‪ ،‬فإذا أخل‬
‫الموثق العصري بواجباته المهنية وأصدر عقودا غير قانونية أو أهمل أو أغفل‬
‫إغفاالت خطيرة فإنه يتعرض للعقوبات التأديبية المنصوص عليها قانونا‪ ،‬وهي‬
‫العقوبات التي تكون إما من الدرجة األولى أو من الدرجة الثانية‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/0‬ص‪.308 :‬‬
‫‪ -2‬بناء على ما سطر أعاله فالمسؤولية الجنائية تنشأ عن االعتداء على المجتمع والجزاء فيها يكون العقوبة التي هي حق‬
‫للمجتمع‪ ،‬بينما المسؤولية المدنية تنشأ عن اإلضرار بالمصال الفردية نتيجة خطأ يرتكبه المسئول‪ ،‬ويكون الجزاء فيها‬
‫مقتصرا على التعويض الذي هو حق كامل للمتضرر له التنازل عنه أو التصال بشأنه‪.‬‬
‫‪ -3‬التشريع كمصدر رسمي للقانون هو وضع القواعد القانونية في صورة مكتوبة من طرف السلطة التي يمنحها‬
‫الدستور االختصاص بذلك‪ ،‬ويطلق أيضا على القواعد القانونية التي تصدر عن السلطة التشريعية المختصة‪.‬‬
‫يراجع‪*:‬د‪.‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬أصول القانون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/0‬ص‪ * .580:‬دة‪ .‬رجاء ناجي‪ ،‬مدخل للعلوم‬
‫القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/0‬ص‪ * .005 :‬د‪.‬علي الصقلي‪ ،‬المدخل لدراسة القانون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬

‫‪149‬‬
‫في ضوء هذا نناقش الموضوع في فقرتين اثنتين كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬العقوبات من الدرجة األولى ومسطرتها‪.‬‬
‫‪ -‬العقوبات من الدرجة الثانية ومسطرتها‪.‬‬

‫من‬ ‫التأديبية‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬العقوبات‬


‫الدرجة األولى ومسطرتها‪.‬‬
‫إذا ارتكب الموثق العصري مخالفة للقواعد المنصوصة في ظهير ‪ 0‬ماي‬
‫‪0305‬م أو أخل بالواجبات العامة التي تفرضها عليه وظيفته‪ ،‬سواء ما تعلق منها‬
‫بالسلوك العام‪ ،‬أو بالسلوك الخاص‪ ،‬أو بالثقة‪ ،‬أو بشرف المهنة‪ ،‬فإنه يكون عرضة‬
‫للعقوبات المقررة في الفصل ‪ 80‬من الظهير المذكور‪.‬‬
‫فإخالل الموثق العصري بأي من الواجبات المهنية التي يفرضها القانون يؤدي‬
‫لمساءلته تأديبيا من قبل الجهة المختصة‪ ،‬سواء تعلق اإلخالل بكيفية تلقي إشهادات‬
‫األطراف وتحريرها وحفظها‪ ،‬أو تعلق باستحضار المستندات الالزمة لتوثيق‬
‫التصرفات‪ ،‬أو تعلق بتبصير المتعاقدين وكتمان أسرارهم‪ ،‬أو تعلق بباقي قواعد‬
‫الس لوك المثالي التي يجب أن يتحلى بها الموثق‪ ،‬فيكفي ارتكابه للخطأ المهني كي‬
‫تطبق في حقه العقوبات المقررة للمخالفات التأديبية بغض النظر عن حدوث ضرر‬
‫للغير أم ال كما هو الحال بالنسبة للمسؤولية المدنية‪.‬‬
‫فالمشرع المغربي "قد وضع هنا ما يشبه الجريمة الشكلية التي ال يستلزم‬
‫لتوافرها وقوع ضرر‪ ،‬بل يتجلى أساسها في مخالفة ما يكون المشرع قد فرضه من‬
‫ضوابط يفترض معه وقوع الضرر فرضا ال يقبل إثبات العكس"‪ ،1‬لذلك فالموثق‬
‫العصري يسأل تأديبيا بناء على خطأه أيا كانت درجة هذا الخطأ جسيما أو يسيرا‪.‬‬
‫والعقوبات التي يتعرض لها الموثق العصري المخالف إما أن تكون من الدرجة‬
‫‪2‬‬
‫الثانية حيث سنرجئ الحديث عنها إلى الفقرة الموالية أو أن تكون من الدرجة األولى‬
‫وهي حسب الفصل ‪ 80‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪:‬‬
‫‪ -0‬اإلنذار؛‬
‫‪ -0‬التوبيخ مع تسجيله في الملف‪.‬‬
‫وحسب الفصل ‪ 88‬منه فإنه يصدر هذه العقوبات الوكيل العام للملك بناء على‬
‫تقرير وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية التي يوجد بدائرتها مكتب الموثق المتهم‬
‫وذلك بعد اإلطالع على البيانات الكتابية التي يتقدم بها هذا األخير‪ .‬غير أن المادة‬

‫‪ -1‬ذة‪.‬نائلة حديدو‪ ،‬المسؤولية التأديبية والمدنية للعدول في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫‪ -2‬جعل مشروع القانون ‪ 23.80‬العقوبات التأديبية درجة واحدة‪ ،‬جاء في المادة ‪" :15‬العقوبات التأديبية هي‪ :‬اإلنذار؛‬
‫التوبيخ‪ ،‬اإليقاف عن ممارسة المهنة لمدة ال تزيد عن اثني عشر شهرا؛ العزل‪.‬يمكن أن تكون العقوبات التأديبية الثالث‬
‫األولى مقرونة بعقوبات إضافية كانعدام األهلية للترش لعضوية المجلس الوطني والمجالس الجهوية للموثقين أو‬
‫التصويت في االنتخابات المتعلقة بها وذلك لمدة ال تتجاوز ‪ 02‬سنوات"‪ .‬وهذه المادة تتطابق في مقتضياتها مع مقتضيات‬
‫المادة ‪ 08‬من القانون ‪ 01-28‬المنظم لخطة العدالة‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫‪ 110‬من المشروع ‪ 23.80‬أسندت اختصاص النظر في المتابعات التأديبية المثارة من‬
‫الوكيل العام للملك للجنة المادة ‪ 00‬كما سبق التعريف بأعضائها‪ ،‬على أن يتم الطعن‬
‫في مقررات هذه اللجنة أمام القضاء اإلداري وفق اإلجراءات المنصوصة في القانون‬
‫‪ 32-00‬المحدث للمحاكم اإلدارية وذلك طبقا للمادة ‪ 230‬من نفس المشروع‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬العقوبات التأديبية‬


‫من الدرجة الثانية ومسطرتها‪.‬‬
‫ينص الفصل ‪ 80‬من ظهير التوثيق أنه‪ « :‬إذا تبين من الوقائع المتبثة على‬
‫الموثق أنها من النوع الذي يؤدي إلى تطبيق عقوبة من الدرجة الثانية فإن وكيل‬
‫الدولة لدى المحكمة االبتدائية التي بدائرتها مركز الموثق يحيل هذا األخير على‬
‫المحكمة »‪.‬‬
‫وحسب الفصل ‪ 80‬فإن العقوبات التأديبية من الدرجة الثانية هي‪-0 :‬التوقيف‬
‫المؤقت؛ ‪ -0‬العزل‪.‬‬
‫ويحق للموثق المتهم االطالع على جميع وثائق القضية وعلى وثائق ملفه‬
‫الشخصي قبل حضوره المحكمة بثمانية أيام على األقل‪ ،‬وتعقد المحكمة جلستها العامة‬
‫في غرفة المشورة في التاريخ المحدد في االستدعاء‪ .‬ويلزم الموثق الحضور شخصيا‬
‫وإن تعذر عليه ذلك أمكن للمحكمة أن ترخص له في تقديم دفاعه كتابة مع إعطائه‬
‫مهلة لذلك‪ .‬وحسب الفصل ‪ 80‬دائما‪ ،‬فإن للموثق أن يستعين بمحام مسجل في قائمة‬
‫المحامين أو مقبول في التمرين ويستنطقه الرئيس ويتولى وكيل الملك بعد ذلك تقديم‬
‫ملتمسات النيابة العامة ويقدم الموثق بنفسه أو عن طريق محاميه وسائل دفاعه على‬
‫أن تكون له الكلمة األخيرة‪ .‬وبمنطوق نفس الفصل‪ ،‬تتداول المحكمة الناضرة في‬
‫القضية بغير حضور ممثل النيابة العامة وكاتب الضبط والموثق‪ ،‬ويمكنها أن تأمر‬
‫بجميع إجراءات التحقيق المفيدة وأن تكلف بها أحد أعضائها‪ ،‬وتصدر األحكام‬
‫التأديبية في غرفة المشورة بمحضر ممثل النيابة العامة وكاتب الضبط والموثق‬
‫المتهم‪ ،‬فإذا ثبتت التهمة حكمت المحكمة بإحدى عقوبات الدرجة األولى أو الثانية‬
‫حسب الحالة‪ ،‬وفي حالة عدم ثبوتها تصدر حكمها بالبراءة‪.3‬‬
‫وحسب الفصل ‪ 85‬إذا صدر الحكم التأديبي غيابيا فيمكن للموثق أن يتعرض‬
‫عليه داخل أجل خمسة أيام من تاريخ تبليغه شخصيا‪ ،‬فإن لم يبلغ بصفة شخصية‬
‫فيمكنه أن يتعرض عليه داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ التبليغ‪ ،‬ويقبل التعرض‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 10‬من المشروع ‪" :23.80‬تنظر اللجنة المشار إليها في المادة ‪ 00‬من هذا القانون في المتابعات التأديبية‬
‫المثارة من طرف الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف التي يمارس الموثق مهنته بدائرة نفوذها"‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 30‬من المشروع ‪" :23.80‬يمكن الطعن في مقررات التأديب أو المطالبة بإيقاف تنفيذها طبقا للقواعد‬
‫واإلجراءات المنصوص عليها في القانون رقم ‪ 32.00‬المحدثة بموجبه المحاكم اإلدارية"‪.‬‬
‫‪ -3‬ذ‪.‬هشام سيبوس‪ ،‬التوثيق العصري بالمغرب ومعيقات تعريبه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.03-03 :‬‬

‫‪151‬‬
‫بمجرد تصري من الموثق المتهم أو من محاميه إلى كاتب الضبط بالمحكمة التي‬
‫أصدرت الحكم‪ ،‬وللوكيل العام للملك استئناف جميع األحكام التأديبية‪ ،1‬غير أن‬
‫الموثق ال يستأنف سوى العقوبات من الدرجة األولى‪ ،‬ويبث في االستئناف أمام غرفة‬
‫المشورة‪ 2‬لدى محكمة االستئناف وفق األحكام المقررة في الفصل ‪ 80‬أعاله‪ ،‬على أنه‬
‫يجب على الموثق الموقوف عن الخطة مؤقتا أو المعزول أن يتخلى على مهامه‬
‫بمجرد أن يصب الحكم القاضي بالعقوبة مكتسبا لقوة الشيء المحكوم فيه‪.3‬‬
‫وقد ألزمت المادة ‪ 435‬من المشروع ‪ 23.80‬الموثق الذي صدرت في حقه‬
‫عقوبة اإليقاف بالتخلي عن ممارسة أي عمل من أعمال المهنة‪ ،‬كما يتعين على من‬
‫صدرت في حقه عقوبة العزل أن يتخلى عن ممارسة أي عمل من أعمال المهنة وعن‬
‫وصف نفسه بصفة موثق‪.‬‬
‫‪ -1‬يثير الطعن باالستئناف هنا من طرف الوكيل العام للملك طبقا للفصل ‪ 85‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م بعض‬
‫الصعوبات سواء على مستوى األطراف أو على مستوى التبليغ ما دام الحكم االبتدائي يصدر بين الموثق ووكيل الملك‪،‬‬
‫غير أنه إذا اعتبرنا أن النيابة العامة وحدة ال تتجزأ أمكن القول بأن استئناف وكيل الملك للحكم االبتدائي بمناسبة تأديب‬
‫الموثقين يكون مقبوال متى تبناه الوكيل العام للملك‪ ،‬وهذا ظاهر ما سارت عليه محكمة االستئناف بمراكش حين قبلت‬
‫استئناف وكيل الملك للحكم االبتدائي في قرارها عدد ‪ 0520‬بتاريخ ‪ 01‬يونيو ‪0220‬م‪ ،‬وهو المستفاد أيضا من قرار‬
‫المجلس األعلى عدد ‪ 0332‬الصادر بتاريخ ‪0225/1/1‬م في الملف المدني عدد ‪ 0220/1/0/8033‬علما أن هذا القرار‬
‫كان مداره على حكم ابتدائي استأنفه السيد وكيل الملك ومع ذلك تم قبوله شكال ولم تثر مسألة استئنافه من طرف وكيل‬
‫الملك كوسيلة للنقض‪ .‬أما من ناحية التبليغ فإن بداية أجل الطعن تعتريه في هذه الحالة بعض الصعوبات؛ ألنه من المعلوم‬
‫أن األحكام إنما تبلغ ألطراف القضية‪ ،‬والحكم االبتدائي هنا طرفاه هما الموثق ووكيل الملك وال يتصور تبليغه للوكيل‬
‫العام للملك الذي ال يعتبر طرفا فيه مما يعني أن أجل الطعن بالنسبة له سيبقى مفتوحا‪ ،‬على أن بعض المحاكم المغربية‬
‫تعمد إلى تبليغ هذه األحكام للوكيل العام قصد معرفة موقفه منها وتمرير أجل الطعن عليه‪ ،‬وفي هذا اإلطار اعتبرت‬
‫محكمة االستئناف بمراكش في قرارها عدد ‪ 00‬الصادر بتاريخ ‪0221/0/0‬م في الملف عدد ‪ 5/0/33‬أن رفض السيد‬
‫الوكيل العام للملك توصله بالحكم االبتدائي ينتج أثره في ميعاد الطعن ورتبت جزاء لذلك عدم قبول استئناف هذا األخير‬
‫النصرام أجله‪.‬‬
‫‪ -2‬في هذا السياق سبق لغرفة المشورة بمحكمة االستئناف بالدار البيضاء أن قضت في قرارها رقم ‪ 08‬و ‪25/51‬‬
‫بتاريخ ‪0225/00/05‬م على موثق بالتوقيف عن مزاولة المهنة لمدة شهرين بسبب عدم قيامه بإجراءات التسجيل الكفيلة‬
‫بنقل ملكية المبيع للمشتري‪ ،‬ومما جاء في حيثيات ما قضت به‪..." :‬وحيث انصبت المتابعة على ارتكاب الموثق‬
‫المستأنف عليه ـ والذي هو مستأنف كذلك ـ لمخالفة ترك مبالغ مالية مودعة لديه أكثر من شهر‪ ،‬وعدم تقييده البيع‬
‫بالمحافظة العقارية وذلك طبقا لمقتضيات الفقرتين ‪ 8‬و ‪ 5‬من الفصل ‪ 82‬والفصلين ‪ 80‬و ‪ 80‬من الظهير المنظم للتوثيق‬
‫العصري الصادر في ‪0305/25/20‬م‪ ،‬ولم يجن الحكم المستأنف ألبعد مما ورد في ملتمس المتابعة لما أسس قضاءه‬
‫على عدم قيام هذا الموثق بتقييد البيع= =بالمحافظة العقارية‪ ،‬فهذا اإلجراء يعتبر من اإلجراءات التي يلزم الموثق‬
‫بإنجازها في إطار مهمته لتأمين نقل ملكية المبيع الذي هو عقار محفظ للمشتري المشتكي‪ ،‬عمال بمقتضيات ظهير ‪20‬‬
‫ماي ‪0305‬م المنظم لمهنة التوثيق العصري في فصله األول ‪."...‬‬
‫‪ -3‬األحكام الحائزة لقوة الشيء المحكوم فيه هي األحكام التي ال تقبل الطعن فيها بطرق الطعن العادية وهي التعرض‬
‫واالستئناف‪ ،‬ولو كان الحكم قابال للطعن فيه بطرق الطعن غير العادية وهي إعادة المحاكمة أو التماس إعادة النظر‪،‬‬
‫واعتراض الغير أو تعرض الخارج عن الخصومة‪ ،‬والنقض بل حتى ولو طعن فيه بالفعل بأحد هذه الطرق‪ .‬ويجدر‬
‫التفرقة بين حجية الشيء المحكوم به وقوة الشيء المحكوم فيه‪ ،‬فاألولى قرينة قانونية ال تقبل إثبات العكس مقتضاها أن‬
‫الحكم صدر صحيحا من ناحية الشكل وعلى حق من ناحية الموضوع‪ .‬أما قوة الشيء المحكوم فيه فهي وصف للحكم‬
‫الذي ال يقبل الطعن فيه بالمعارضة واالستئناف ولو كان قابال للطعن فيه بطريق طعن غير عادي بل ولو طعن فيه‬
‫بالفعل بأحد طرق الطعن غير العادية‪- .‬د‪.‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬القانون القضائي الخاص‪،‬منشورات كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية بمراكش ط‪ 0021/0‬هـ ‪ ،‬ج‪/0‬ص‪ 031 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -4‬تقول المادة ‪ 35‬من المشروع ‪" :23.80‬يجب على الموثق الذي صدرت في حقه عقوبة اإليقاف أن يتخلى عن‬
‫ممارسة أي عمل من أعمال المهنة‪ ،‬كما يجب على الموثق الذي صدرت في حقه عقوبة العزل أن يتخلى عن ممارسة أي‬
‫عمل من أعمال المهنة وعن وصف نفسه بصفة موثق"‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫وحسب المشروع دائما فإنه إذا قرر الوكيل العام للملك تحريك المتابعة‬
‫الجنائية ضد الموثق ألسباب مهنية فإنه يمكن للوكيل العام وقفه مؤقتا‪ 1‬بعد استشارة‬
‫اللجنة المنصوص عليها في المادة ‪ ،00‬على أن ينتهي مفعول هذا اإليقاف المؤقت‬
‫بمجرد صدور حكم بالبراءة حائز قوة الشيء المقضي به أو بمرور شهر على تاريخ‬
‫اإليقاف المؤقت دون أن يتم تحريك أي متابعة ضد الموثق طبقا للمادة ‪ 213‬من‬
‫المشروع ‪ ،23.80‬علما أن قانون التوثيق العدلي ‪ 01-28‬في الفقرة الثالثة من المادة‬
‫‪ 303‬جعل أقصى مدة اإليقاف المؤقت ثالثة أشهر‪.‬‬
‫وقد أثارت هذه المقتضيات المسطرة في المشروع تخوف الموثقين‬
‫العصريين‪ 4‬من الصالحيات التي خولت للنيابة العامة في إطار رقابتها على عملهم‪،‬‬
‫وخاصة صالحية توقيف الموثق مؤقتا عن عمله إذا كان موضوع متابعة جنائية‬
‫ألسباب مهنية‪ ،‬والذي نصت عليه المادة ‪ 13‬المارة بنا‪ ،‬غير أن هذا التخوف ال مبرر‬
‫له ما دام الفصل ‪ 581‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م نفسه كان أعطى الوكيل العام للملك‬
‫صالحية توقيف الموثق مؤقتا عن العمل إذا اقتضت المصلحة اإلدارية ذلك‪ ،‬وعالوة‬
‫على ذلك له أن يطالب بوقف حتى المرتب الذي يتقاضاه الموثق من خالل استصدار‬
‫أمر خاص من الرئيس األول لمحكمة االستئناف بهذا الخصوص‪.‬‬

‫‪ -1‬هذا على الرغم من أن القاعدة تقضي بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته بحكم قضائي‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 13‬من المشروع ‪" :23.80‬يمكن للوكيل العام للملك أن يوقف الموثق مؤقتا عند فت متابعة جنائية ضده‬
‫ألسباب مهنية بعد استشارة اللجنة المشار إليها في المادة ‪ 00‬من هذا القانون‪ .‬يمكن األمر باإليقاف المؤقت ولو قبل‬
‫إجراء المتابعات الجنائية أو التأديبية إذا تبين من أي مراقبة أو تفتيش وجود خطورة على أصول العقود والمحفوظات‬
‫واألمو ال والسندات والقيم المؤتمن عليها‪ .‬تطبق على اإليقاف المؤقت نفس المقتضيات المتعلقة بعقوبتي العزل واإليقاف‬
‫وتسليم أصول العقود والوثائق والسجالت إلى الموثق المعين في محل الموثق الموقف‪ ،‬وفيما يخص الطعون‪ .‬يقوم الكيل‬
‫العام للملك بتبليغ األمر باإليقاف المؤقت إلى المعني باألمر والسهر على تنفيذه‪ .‬يشعر الوكيل العام للملك باإليقاف‬
‫المؤقت كال من رئيس اللجنة المشار إليها في المادة ‪ 00‬أعاله والوزير المكلف بالمالية والمحافظ العام على الملكية‬
‫العقارية ورئيس المجلس الوطني للموثقين‪ .‬ال يجوز للموثق الموقف مؤقتا المشاركة بأي صفة في نشاط المجلس الوطني‬
‫أو المجلس الجهوي للموثقين‪ .‬ينتهي مفعول اإليقاف المؤقت بقوة القانون بمجرد صدور حكم بالبراءة حاز قوة الشيء‬
‫المقضي به أو بمرور شهر على تاريخ اإليقاف المؤقت دون أن يتم تحريك أي متابعة ضد الموثق"‪.‬‬
‫‪ -3‬تقول المادة ‪ 03‬من القانون ‪ 28.01‬النظم لخطة العدالة بهذا الخصوص‪" :‬إذا لم يصدر قرار المتابعة التأديبية عند‬
‫انتهاء مدة ثالثة أشهر ابتداء من تاريخ اإليقاف يستأنف العدل مهامه تلقائيا وبقوة القانون بعد إدالئه بشهادة موقعة من‬
‫قبل رئيس كتابة الضبط تفيد ذلك"‪.‬‬
‫‪ -4‬عبر الموثقون صراحة عن هذا الموقف في اليوم الدراسي الذي نظمه الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية بالرباط‬
‫بتاريخ ‪0223/21/21‬م‪ ،‬واعتبروا أن النيابة العامة ال تتوفر على اإلمكانات البشرية والتقنية التي تؤهلها لهذه المراقبة‪،‬‬
‫وطالبوا بإسناد مراقبة الموثقين وتفتيشهم كليا للمجالس الجهوية للتوثيق كونها األقرب للمهنة‪ ،‬يقول الموثق الهاشمي‬
‫الخريصي من مراكش بهذا الخصوص‪" :‬مشروع القانون وضع الموثق تحت الوصاية كمحجور عليه وأعطى الحق‬
‫للنيابة العامة في توقيفه كأنها سلطة قضائية وقرارها مشمول بالنفاذ المعجل‪ ،‬أما المراقبة والتأديب فليس للموثقين الحق‬
‫فيهما نهائيا"‪ .‬خديجة عليموسي‪ ،‬الموثقون متخوفون من الصالحيات الممنوحة للنيابة العامة في مشروعهم الجديد‪،‬‬
‫جريدة المساء المغربية‪ ،‬العدد ‪ 310‬بتاريخ ‪0223/21/23‬م‪ ،‬ص‪.5 :‬‬
‫‪ -5‬يقول الفصل ‪ 81‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪" :‬يمكن لوكيل الدولة العام أن يوقف مؤقتا أحد الموثقين عن مباشرة‬
‫خطته إذا رأى ذلك الزما لمصلحة إدارية‪ .‬وإذا رأى أيضا وكيل الدولة العام ما يدعو لتوقيف المرتب عن الموثق فإنه‬
‫يعرض األمر على الرئيس األول ليبت فيه بموجب أمر خاص‪ .‬ويظل التوقيف ساريا إلى أن يصدر حكم نهائي في‬
‫الموضوع"‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫للموثق‬ ‫الجنائية‬ ‫المسؤولية‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫العصري‪.‬‬
‫المسئولية الجنائية في معناها األعم الكامل تعبير عن ثبوت الوضع اإلجرامي‬
‫للواقعة المادية التي يجرمها القانون في حق شخص معين متهم بها‪ ،‬بحيث يضاف هذا‬
‫الوضع إلى حسابه فيتحمل تبعته ويصب مستحقا للمؤاخذة عنه بالعقاب‪.‬‬
‫فالمسؤولية الجنائية بمفهومها الصادر هذا وببنائها النظري المكتمل ال تقوم إال‬
‫على أساس تحقق ضرر أصاب المجتمع‪ ،‬على أن يكون هذا الضرر ناتجا عن القيام‬
‫بعمل أو االمتناع عنه خالفا للواجب القانوني المنصوص صراحة‪ ،‬وجزاؤها هو‬
‫العقوبة الثابتة كحق للمجتمع والتي تتمثل في الغالب في المساس بذات الجاني كضربه‬
‫أو إعدامه‪ ،‬أو في النيل من حريته كحبسه أو سجنه‪ ،‬أو في التصرف بذمته المالية عن‬
‫طريق تغريمه‪ ،‬وربما اجتمعت بعض هذه العقوبات أو كلها في آن واحد‪.1‬‬
‫وقد أخذت معظم التشريعات الجنائية العصرية بالمذهب التقليدي الذي يرى بأن‬
‫الشخص الملزم بتحمل العقاب وبالتالي المسئولية الجنائية هو اآلدمي الذي تتوافر له‬
‫عالوة على آدميته الصالحية أو األهلية التي تقوم أساسا على عنصري اإلدراك‬
‫واإلرادة‪.‬‬
‫فاإلدراك باعتباره عنصرا من عناصر األهلية للمسئولية الجنائية هو تلكم‬
‫الملكة العقلية التي تؤهل اإلنسان وتجعله قادرا على أن يعلم باألشياء وطبيعتها‬
‫ويعرفها ويتوقع اآلثار التي من شأنها إحداثها‪ ،‬وبالتالي اإلحاطة باألمور واألحداث‬
‫وتفهم الماهيات الحسية والمفهومات الذهنية بحيث يستطيع التمييز بينها والعلم‬
‫بعواقبها وقدر نتائجها‪ ،‬ويصير اإلنسان مالكا لهذا اإلدراك من الناحية المبدئية كلما‬
‫اكتمل نضجه العضوي والعقلي وهو ما يتم في سن معينة تتولى التشريعات تحديدها‬
‫بموجب نصوص قانونية‪.‬‬
‫أما اإلرادة بوصفها عنصرا أيضا من عناصر األهلية للمسئولية الجنائية‪،‬‬
‫فيقصد بها القوة أو القدرة النفسية التي يستطيع الشخص من خاللها أن يتحكم في‬
‫نشاطه العضوي أو الذهني وأن يسيطر عليه بحيث يسلك سلوكا إيجابيا معينا أو يمتنع‬
‫عنه أو يعدل فيه فهي قدرته على تحديد الوجهة التي تتخذها إرادته‪.2‬‬
‫وما وصفناه بالقوة أو القدرة النفسية هنا ال تتوافر للشخص إال إذا كان قد بلغ‬
‫سن النضج العضوي والنفسي الذي يحدده المشرع في نصوصه القانونية‪.‬‬
‫وإثبات المسئولية الجنائية تحكمه قاعدة حرية اإلثبات الراسخة في المسائل‬
‫الجنائية‪ ،‬والقاضي الجنائي حر في االستعانة بكافة طرق البحث ووسائل التحري التي‬
‫يراها كفيلة بكشف الحقيقة وبلورة قناعاته إزاء الوقائع المعروضة عليه‪.‬‬
‫‪ -1‬ذ‪.‬عزالدين الديناصوري ود‪ .‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬المسئولية الجنائية في قانون العقوبات واإلجراءات الجنائية‪ ،‬دار‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪( ،0:‬بدون)‪.‬‬
‫‪ -2‬ذ‪.‬عزالدين الديناصوري ود‪ .‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 13 :‬وما يليها‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫غير أن االدعاء في الميدان الجنائي يكون ملزما بإثبات ما يدعيه من وقائع‬
‫إجرامية بالنظر لقرينة البراءة التي تجعل على عاتقه عبء إثبات ما يزعمه‪ ،‬على أن‬
‫للمتهم من جهته أن يقيم كل دليل على براءته لدحض أدلة إدانته أو على األقل إللقاء‬
‫ضالل الشك المعقول على أدلة خصومه‪.1‬‬
‫والموثق العصري‪ ،‬وبحكم مهامه في تحرير عقود األطراف وتوثيقها‪ ،‬قد‬
‫يتعرض للمساءلة الجنائية نتيجة جرم يكون اقترفه أثناء ممارسة عمله‪ ،‬كتزوير‬
‫وثائق أو توقيعات أو حقائق معينة في عالقته بزبائنه‪ ،‬على أنه في مثل هذه الحاالت‬
‫وشبهها‪ ،‬تشدد في حقه العقوبة شأنه في ذلك شأن باقي الموظفين والممارسين‬
‫المهنيين المشمولين بالعبارة الواسعة للفصل ‪ 000‬من القانون الجنائي الذي جاء فيه‪:‬‬
‫" يعد موظفا عموميا في تطبيق أحكام التشريع الجنائي‪ ،‬كل شخص كيفما كانت‬
‫صفته‪ ،‬يعهد إليه‪ ،‬في حدود معينة بمباشرة وظيفة أو مهمة ولو مؤقتة بأجر أو بدون‬
‫أجر ويساهم بذلك في خدمة الدولة أو المصال العمومية أو الهيئات البلدية أو‬
‫المؤسسات العمومية أو مصلحة ذات نفع عام‪ ،‬وتراعي صفة الموظف العمومي في‬
‫وقت ارتكاب الجريمة ومع ذلك فإن هذه الصفة تعتبر باقية له بعد انتهاء خدمته‪ ،‬إذا‬
‫كانت هي التي سهلت له ارتكاب الجريمة أو مكنته من تنفيذها"‪.‬‬
‫فالموثق العصري‪ ،‬وباإلضافة لصفة الموظف العمومي التي أضفاها عليه‬
‫الفصل األول من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م ولو من الناحية النظرية على األقل‪ ،‬فالفصل‬
‫‪ 000‬جنائي المار بنا يؤطره ضمن طائفة الموظفين العموميين الذين تسري في حقهم‬
‫ظروف التشديد كلما ارتكبوا جرما أثناء قيامهم بوظيفتهم‪ ،‬أو حتى بعد زوال صفة‬
‫الموظف العمومي عنهم إذا كانت هذه الصفة هي التي سهلت لهم ارتكاب الجريمة أو‬
‫تنفيذها‪.‬‬
‫وقد كان النص الجنائي أوض في إلحاق الموثقين بطائفة الموظفين العموميين‬
‫عند تطرقه ألحكام تزوير األوراق الرسمية في الفصلين ‪ 2850‬و‪.3858‬‬
‫والذي يتحصل من كل ما مر بنا أن تمتع الموثق بصفة الموظف العمومي‪،‬‬
‫سواء بموجب قانونه أو بموجب القانون الجنائي‪ ،‬هو في حقيقته ظرف تشديد‪ 4‬عندما‬
‫‪ -1‬ذ‪.‬عزالدين الديناصوري ود‪ .‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 350 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -2‬يقول الفصل ‪ 850‬جنائي مغربي‪" :‬يعاقب بالسجن المؤبد كل قاض أو موظف عمومي وكل موثق أو عدل ارتكب‬
‫أثناء قيامه بوظيفته‪ ،‬تزويرا بإحدى الوسائل اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬وضع توقيعات مزورة؛‬
‫‪ -‬تغيير المحرر أو الكتابة أو التوقيع؛‬
‫‪ -‬وضع أشخاص موهومين أو استبدال أشخاص بآخرين؛‬
‫‪ -‬كتابة إضافية أو مقحمة في السجالت أو المحررات العمومية بعد تمام تحريرها أو اختتامها"‪.‬‬
‫‪ -3‬يقول الفصل ‪ 858‬جنائي مغربي‪" :‬يعاقب بالسجن المؤبد كل واحد من رجال القضاء أو الموظفين العموميين أو‬
‫الموثقين أو العدول‪ ،‬ارتكب بسوء نية‪ ،‬أثناء تحريره ورقة متعلقة بوظيفته‪ ،‬تغييرا في جوهرها أو في ظروف تحريرها‪،‬‬
‫وذلك إما بكتابة اتفاقات تخالف ما رسمه أو أماله األطراف المعنيون‪ ،‬وإما بإثبات صحة وقائع يعلم أنها غير صحيحة‪،‬‬
‫وإما بإثبات وقائع على أنها اعترف بها لديه‪ ،‬أو حدثت أمامه بالرغم من عدم حصول ذلك‪ ،‬وإما بحذف أو تغيير عمدي‬
‫في التصريحات التي يتلقاها"‪.‬‬
‫‪ -4‬انظر في هذا المعنى‪ :‬ذ‪.‬هشام سيبوس‪ ،‬التوثيق العصري بالمغرب ومعيقات تعريبه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.03 :‬‬

‫‪155‬‬
‫يقارف التزوير في المحررات التي أسند له المشرع صالحية تلقيها وإضفاء الرسمية‬
‫عليها‪ ،‬وما وصفناه من التشديد في حق الموثق إنما هو مسلك محمود من المشرع‪،‬‬
‫غايته حماية حقوق المتعاقدين وبث الطمأنينة في سريرتهم تجاه من استؤمن على‬
‫أسرارهم وتصرفاتهم‪.‬‬
‫وحسب المادة ‪ 13‬من المشروع ‪ 23.80‬المارة بنا سلفا‪ ،‬فإنه إذا قرر الوكيل‬
‫العام للملك تحريك المتابعة الجنائية ضد الموثق ألسباب مهنية‪ ،‬فإنه يمكن للوكيل‬
‫العام وقفه مؤقتا عن مباشرة مهامه‪ ،‬بعد استشارة اللجنة المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ ،00‬على أن ينتهي مفعول هذا اإليقاف المؤقت بمجرد صدور حكم بالبراءة حائز‬
‫على قوة الشيء المقضي به‪ ،‬أو بمرور شهر على تاريخ اإليقاف المؤقت دون أن يتم‬
‫تحريك أي متابعة ضد الموثق‪.‬‬
‫وإذا كانت النيابة العامة هي من يطالب بالجزاء في المسؤولية الجنائية‬
‫باعتبارها ممثلة للحق العام‪ ،‬فإن األمر في المسؤولية المدنية على النقيض من ذلك‬
‫تماما حيث يتولى المضرور بنفسه المطالبة بالجزاء تعويضا عن حقه المهدور‪.‬‬

‫للموثق‬ ‫المدنية‬ ‫المسؤولية‬ ‫ثالثا‪:‬‬


‫العصري‪.‬‬
‫تترتب المسؤولية المدنية عن اإلخالل بالتزام قانوني ذي طبيعة مدنية ينتج عنه‬
‫ضرر بالغير‪ ،1‬وهي بخالف المسؤولية الجنائية يكون جزاؤها في الغالب تعويضا‬
‫نقديا‪ ،‬وليس هناك من الناحية القانونية الصرفة ما يمنع أن يكون هذا التعويض عبارة‬
‫عن تنفيذ عيني بمفهوم الفصل ‪ 053‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.2‬‬
‫والمسؤولية المدنية إما أن تكون عقدية ترتبت عن خطأ عقدي هو عدم تنفيذ‬
‫المدين اللتزامه الناشئ من العقد‪ ،‬أو تقصيرية ناجمة عن خطأ تقصيري ترتب عن‬
‫اإلخالل بالتزام قانوني واحد ال يتغير هو االلتزام بعدم اإلضرار بالغير‪ ،3‬غير أن هذا‬
‫التمييز التقليدي بين الخطأ العقدي والخطأ التقصيري ربما صار غير ذي جدوى كلما‬
‫كنا إزاء عالقة ذات طابع خاص تجمع بين مهني قانوني يجسده الموثق العصري‬
‫وبين زبون مكتبه‪ ،‬حيث يتوجب التحلي بالثقة واالئتمان‪.‬‬
‫ألجل ذلك‪ ،‬ترى الفقه يذهب مذاهب شتى في تكييف العالقة الرابطة بين‬
‫‪4‬‬

‫الموثق العصري وزبونه‪ ،‬على الرغم من تقرير ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬لصفة الوظيفة‬
‫العمومية التي يتمتع بها التوثيق العصري‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/0‬ص‪.308 :‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬محمد الكشبور‪ ،‬المهن القانونية الحرة‪ :‬انطباعات حول المسؤولية والتأمين‪ ،‬مقال سابق‪ ،‬ص‪.000 :‬‬
‫‪ -3‬د‪.‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/0‬ص‪.301 :‬‬
‫‪ -4‬يقصد بتكييف العقد إعطاءه الوصف القانوني المالئم‪ ،‬وهو أمر موكول أصالة للنص القانوني‪ ،‬غير أنه وفي حالة‬
‫التنازع حول طبيعة عقد ما فإن القول الفصل يرجع للقضاء على اعتبار أن التكييف مسألة قانون ال واقع‪ .‬د‪.‬محمد‬

‫‪156‬‬
‫فالدكتور محمد خيري‪ 1‬يرى أن عالقة الموثق العصري ـ كمحرر للعقد ـ‬
‫بزبونه يجب أن تبعد تماما عن العقد وأن تخضع لقواعد المسؤولية التقصيرية‪ ،‬وهذا‬
‫رأي تعضده الفكرة المنقولة عن الفقيه الفرنسي دوما‪ ،‬والتي يرى من خاللها أن‬
‫"مبادئ المسؤولية تطبق في التشريع المدني تطبيقا عاما وشامال لما يقع من األفعال‬
‫في الحياة العادية‪ ،‬ولما يقع منها في مزاولة المهن المختلفة‪ ،‬بل ولما يقع من الموظفين‬
‫العموميين"‪ ،2‬كما يرجحه كون االلتزامات التي تقع على كاهل الموثق العصري تجد‬
‫أساسها في القانون من خالل الفصل ‪ 383‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م وال دخل‬
‫لألطراف في تقريرها‪ ،‬علما أن الموثق العصري إذا ارتكب جريمة أثناء مزاولة‬
‫‪4‬‬
‫مهامه فإنه يترتب عنها من الناحية المدنية مسؤولية تقصيرية طبقا للفصل السابع‬
‫وما يليه من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬وعليه يخلص هذا الرأي إلى أن القانون هو‬
‫الذي نظم االلتزامات الملقاة على عاتق الموثق العصري‪ ،‬وأن العالقة التي تربطه‬
‫بزبونه ما هي إال تطبيق لهذه المقتضيات وال دخل إلرادة األطراف فيها‪.‬‬
‫غير أن جانبا آخر من الفقه القانوني المغربي‪ 5‬ارتأى خالف هذا حين ذهب إلى‬
‫أن عالقة الموثقين بزبائنهم هي عالقة تعاقدية أخذا بعين االعتبار أن المشرع‪ 6‬نفسه‬
‫كيف العالقة بين أرباب المهن الحرة والزبائن على أساس العقد‪ ،‬ناهيك عن أن‬
‫الكشبور‪ ،‬رقابة المجلس األعلى على محاكم الموضوع في المواد المدنية‪ :‬محاولة للتمييز بين الواقع والقانون‪،‬‬
‫ط‪0000/0‬هـ‪0220‬م‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص‪ 031 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -1‬د‪ .‬محمد خيري‪ ،‬مهنة تحرير العقود بين التنظيم واإلطالق‪ ،‬مقال مذكور سلفا‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫‪ -2‬ذة‪.‬نائلة حديدو‪ ،‬المسؤولية التأديبية والمدنية للعدول في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫‪ -3‬يقول الفصل ‪ 83‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م حسبما وقع تعديله بظهير ‪ 05‬يوليوز ‪" :0301‬إن الموثقين ونوابهم‬
‫مسئولين شخصيا وماليا عن األضرار التي تنشأ عن أخطائهم المدنية‪ ،‬أو عن أخطاء كتابهم أو عن مستخدميهم‪ .‬ويؤسس‬
‫صندوق للتأمين يخصص لضمان أداء المبالغ المحكوم بها لفائدة األطراف المتضررة في حالة إعسار الموثق أو نائبه‪.‬‬
‫ويمول هذا الصندوق باقتطاع نسبة ‪ %5‬من المبالغ المدفوعة للخزينة من طرف الموثقين برسم الضريبة التوثيقية‪ ،‬كما‬
‫يمول عند االقتضاء بمقدار الفائدة المتحصلة من الحسابات الخصوصية المفتوحة للموثقين بالخزينة العامة أو بقباضات‬
‫الخزينة‪ .‬وليس للموثقين الذين يكفون عن= =مزاولة عملهم أي حق في استرجاع المبالغ المدفوعة لصندوق التأمين‪ .‬إن‬
‫دعاوى التعويض المقامة على صندوق التأمين تقام في مواجهة مدير إدارة المالية وتعرض أمام المحكمة االبتدائية‬
‫التابعة لمقر إقامة الموثق‪ ،‬وال تكون مقبولة إال إذا كان المدعي قد طالب الموثق المعترف بمسؤوليته وثبت إعساره أو‬
‫إعسار نائبه‪ .‬وال تؤدى التعويضات التي تحكم بها المحكمة إال في حدود المبالغ الموجودة لدى صندوق التأمين يوم‬
‫صدور األحكام‪ .‬وإذا صدرت عدة أحكام في اليوم نفسه وكان مجموع التعويضات الناشئة عنها متجاوزا لما في مالية‬
‫صندوق التأمين‪ ،‬فإن الدائنين يتسلمون حصة معينة بنسبة الدين (قسمة الغرماء{المحاصصة}) من المبلغ المتعين‬
‫توزيعه‪ .‬وتسقط دعوى الضمان إذا لم تقم داخل أجل خمس سنوات من تاريخ ثبوت مسؤولية الموثق‪ .‬وتسقط دعوى‬
‫استيفاء دين صدر بشأنه حكم لفائدة صندوق التأمين إذا لم تقع المطالبة بأدائه في اآلجال المحددة في الظهير الشريف‬
‫الصادر في ‪ 03‬شعبان ‪0885‬هـ (‪3‬يونيو ‪ )0301‬المتعلق بنظام الحسابات العمومية في األيالة الشريفة‪ .‬تقدم التعرضات‬
‫والحجز لدى الغير على أداء التعويضات وفق مقتضيات الظهير الشريف الصادر بتاريخ ‪ 03‬جمادى األولى ‪0812‬هـ‬
‫(‪ 00‬يوليو ‪ .)0300‬وللخزينة أجل خمس عشرة سنة للقيام بالمتابعة المتعلقة باسترجاع صندوق التأمين المبالغ المقتطعة‬
‫منه‪ ،‬وذلك في حالة ما إذا أصب المسئول عن الضرر أو نائبه في حالة يسر"‪.‬‬
‫‪ -4‬يقول الفصل ‪ 1‬من قانون المسطرة الجنائية‪" :‬إن الدعوى المدنية للمطالبة بتعويض الضرر الناجم عن جناية أو جنحة‬
‫أو مخالفة يرجع الحق في إقامتها إلى كل من لحقه شخصيا ضرر ذاتي مادي أو معنوي تسببت فيه الجريمة مباشرة"‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Omar Azziman, thèse précitée, P :279.‬‬
‫‪ -6‬يقول الفصل ‪ 100‬ظ‪.‬ا‪.‬ع‪.‬م‪" :‬يعتبر القانون بمثابة إجارة الصنعة‪ ،‬العقد الذي يلتزم بمقتضاه األشخاص الذين‬
‫يباشرون المهن والفنون الحرة بتقديم خدماتهم لزبنائهم‪ ،‬وكذلك الشأن بالنسبة إلى األساتذة وأرباب العلوم والفنون‬
‫والحرف"‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫الزبون لما يتوجه لمكتب الموثق العصري يعتبر قابال لإليجاب الموجه من طرف هذا‬
‫الموثق للجمهور‪ ،‬وبانعقاد هذا القبول يتم العقد كامل الشروط واألركان‪ ،‬محدد‬
‫االلتزامات سلفا من قبل المشرع‪ ،‬وهكذا يخلص هذا الرأي الفقهي إلى أن عالقة‬
‫الموثق باألطراف هي عالقة تعاقدية ال مجال لتطبيق مقتضيات المسؤولية التقصيرية‬
‫عليها‪.1‬‬
‫وأيا ما كان الموقف من هذين االتجاهين اللذين لكل منهما وجه من الصحة‪،‬‬
‫فإن مسؤولية الموثق العصري المغربي تجد سندها باألساس في القواعد العامة‬
‫المسطرة في أحكام ظهير االلتزامات والعقود المغربي‪ ،‬وخاصة فصله السابع‬
‫والسبعين‪ 2‬الذي يوجب التعويض لكل متضرر من فعل غيره إذا كان هذا الغير هو‬
‫المتسبب المباشر للضرر‪ ،‬كما وتجد أساسها في القواعد القانونية الخاصة المسطرة‬
‫في الفصل ‪ 83‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪ ،‬والذي قرر أن الموثقين ونوابهم مسئولين‬
‫شخصيا وماليا عن األضرار التي تنشأ عن أخطائهم وأخطاء كتابهم ومستخدميهم‬
‫المدنية‪ ،‬واستوجب عليهم اقتطاعات بنسبة ‪ %5‬من المبالغ التي يدفعونها لفائدة‬
‫الخزينة لتمويل صندوق للتأمين يخصص لضمان أداء المبالغ المحكوم بها لفائدة‬
‫األطراف المتضررة كلما أعسر الموثق أو نائبه‪ ،‬وهذا ما يجعل صندوق التأمين‬
‫المذكور ذا طابع احتياطي‪ 3‬ال يتدخل في مجال ضمان المسؤولية المدنية إال بعد ثبوت‬
‫إعسار الموثقين‪.‬‬
‫ونظرا لعدم فعالية هذا الصندوق رغم الماليير التي استحصلها في حسابه‪ ،‬دون‬
‫أن يسبق له أداء أي تعويض رغم األضرار الفادحة التي أصابت كثيرا من المتعاملين‬
‫مع الموثقين العصريين‪ ،4‬فقد اتجه رأي وزارة العدل الوصية على القطاع ومن خالل‬
‫مشروع القانون ‪ 23.80‬إلى إعادة هيكلة وتأهيل هذا الصندوق والذي أصب يحمل‬
‫اسم "صندوق الضمان" بموجب مقتضيات المواد ‪ 30‬و ‪ 35‬و ‪ 31‬من المشروع‬
‫المذكور‪.‬‬
‫وإمعانا في حماية المتعاقدين من األضرار التي عساها تلحقهم من عبث بعض‬
‫الموثقين‪ ،‬ألزم مشروع القانون ‪ 23.80‬في الفقرة الثانية من المادة ‪ 01‬كل موثق‬
‫‪ - -1‬ذة‪.‬نائلة حديدو‪ ،‬المسؤولية التأديبية والمدنية للعدول في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫‪ -2‬يقول الفصل ‪ 11‬من ظ‪.‬ا‪.‬ع‪.‬م‪" :‬كل فعل ارتكبه اإلنسان عن بينة واختيار‪ ،‬ومن غير أن يسم له به القانون‪ ،‬فأحدث‬
‫ضررا ماديا أو معنويا للغير‪ ،‬ألزم مرتكبه بتعويض هذا الضرر إذا ثبت أن ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول‬
‫الضرر‪ .‬وكل شرط مخالف لذلك يكون عديم األثر"‪.‬‬
‫‪ -3‬وتماشيا مع هذا الوضع تماما سبق لمحكمة االستئناف بالدار البيضاء في قرار لها تحت رقم ‪ 0.8101‬بتاريخ‬
‫‪0221/02/01‬م‪ ،‬منشور بمجلة الملف‪ ،‬العدد ‪ ،02‬شهر أبريل ‪0221‬م‪،‬ص‪ 032 :‬وما بعدها‪ ،‬أن اعتبرت أن األصل في‬
‫مسؤولية الموثقين أنها شخصية يلتزم الموثقون بموجبها بأداء التعويض جبرا للضرر الذي ألحقوه بالغير والناتج عن‬
‫أخطائهم المهنية‪ ،‬على أنه يجوز بصفة احتياطية إحالل صندوق التأمين والخازن العام للمملكة محل الموثق بشرطين‬
‫هما‪ -0 :‬ارتكاب الموثق خطأ مهنيا؛ ‪ -0‬عسر هذا األخير وعدم قدرته على األداء‪ ،‬وكان حريا بالمحكمة هنا التنصيص‬
‫على الشرطين اآلخرين لثبوت مسؤولية الموثق العصري وهما حصول الضرر وتحقق عالقة السببية بين الخطأ‬
‫والضرر‪ .‬ومما جاء في حيثيات القرار‪...":‬وحيث تكون دعوى اإلحالل دعوى احتياطية رهينة بتوفر عنصرين اثنين‬
‫هما‪* :‬ارتكاب الموثق لخطأ مهني؛ *عسر هذا األخير وعدم قدرته على األداء‪"...‬‬
‫‪ -4‬د‪.‬محمد الكشبور‪ ،‬المهن القانونية الحرة‪ :‬انطباعات حول المسؤولية والتأمين‪ ،‬مقال سابق‪ ،‬ص‪.055 :‬‬

‫‪158‬‬
‫بالتأمين عن مسؤوليته المدنية‪ ،‬واشترطت الفقرة الثالثة من نفس المادة أن يبرم‬
‫الموثق عقد التأمين قبل الشروع في ممارسة مهامه‪.‬‬
‫ورغم سكوت المشروع ‪ 23.80‬عن تحديد نطاق التأمين عن األخطاء التي‬
‫يلزم الموثق العصري بالتأمين عليها‪ ،‬تبعا لصنيع المشرع في ظهير التوثيق‬
‫العصري‪ ،‬فإن بعض الفقه القانوني المغربي‪ 1‬تولى سد هذا الفراغ حين ميز بين‬
‫‪3‬‬
‫الخطأ المهني‪ 2‬الذي جعله ضمن نطاق التأمين‪ ،‬وبين الخطأ غير المهني أو العادي‬
‫والذي يخرج بطبيعة الحال عن مجال هذا التأمين‪ ،‬وعليه فالموثق الذي يشتم زبونه‬
‫يعد مرتكبا لخطأ عادي ال عالقة بأصول مهنته وبالتالي ال يدخل ضمن نطاق التأمين‬
‫عن المسؤولية‪ ،‬خالفا للموثق الذي ال يقوم بإجراءات التسجيل الكفيلة بنقل ملكية‬
‫المبيع للمشتري يعد مرتكبا لخطأ مهني من صميم أصول مهنته يدخل ضمن مجال‬
‫التأمين عن المسؤولية المدنية للموثق العصري‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن المشرع نفسه تولى إخراج بعض األخطاء من نطاق التأمين‬
‫ومن ذلك األخطاء المهنية المشوبة بالغش أو التدليس‪ ،‬وفي هذا السياق سبق لمحكمة‬
‫النقض الفرنسية أن قررت بأن الموثق الذي يدلس خدمة لمصال أحد زبائنه على‬
‫حساب آخر يفقد حقه في االستفادة من التأمين عن المسؤولية‪.4‬‬
‫وعقد التأمين الذي من شأن الموثق العصري أن يبرمه يغطي أخطاء الموثق‬
‫المكتتب ومستخدميه والمتمرنين لديه‪ ،‬وال مانع بعد ذلك من الناحية القانونية أن يكون‬
‫لسنة أو لمدد أطول من ذلك أو أقصر‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬محمد الكشبور‪ ،‬المهن القانونية الحرة‪ :‬انطباعات حول المسؤولية والتأمين‪ ،‬مقال سابق‪ ،‬ص‪.051 :‬‬
‫‪ -2‬الخطأ المهني هو خطأ يتعلق باألصول الفنية للمهنة وال يسأل صاحب المهنة عنه إال إذا كان جسيما حتى ال يقعد به‬
‫الخ وف من المسؤولية عن أن يزاول مهنته بما ينبغي له من الحرية في العمل ومن الطمأنينة والثقة في فنه وفي كفايته‬
‫الشخصية‪ .‬د‪.‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/0‬ص‪.380 :‬‬
‫‪ -3‬الخطأ غير المهني أو العادي هو ما يرتكبه صاحب المهنة عند مزاولته مهنته دون أن يكون لهذا الخطأ عالقة‬
‫باألصول الفنية لهذه المهنة‪ ،‬ومعيار الخطأ العادي هو االنحراف عن السلوك المألوف للرجل العادي‪ .‬د‪.‬عبد الرزاق‬
‫السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/0‬ص‪.380 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Cour de cassation, 1er chambre civile, 24 Octobre 1973, Rec. Dalloz, Sirey, 1974, Jurisp.‬‬
‫‪P:90.‬‬
‫ذكره ‪ :‬د‪.‬محمد الكشبور‪ ،‬المهن القانونية الحرة‪ :‬انطباعات حول المسؤولية والتأمين‪ ،‬مقال سابق‪ ،‬ص‪.053 :‬‬

‫‪159‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬منهجية التوثيق‬
‫العصري‪.‬‬
‫خالفا لما عليه نظام التوثيق العدلي من التلقي الثنائي للعقود‪ ،‬يؤدي الموثقون‬
‫العصريون مهامهم اإلشهادية على انفراد‪ ،‬ودونما حاجة إلى خطاب القاضي المكلف‬
‫بالتوثيق على العقود التوثيقية التي يصدرونها مثلما هو معمول به بالنسبة للوثائق‬
‫العدلية‪.‬‬
‫ويسلك هؤالء في عملهم مسطرة خاصة نظمتها فصول ظهير التوثيق العصري‬
‫لسنة ‪ ،0305‬تبتدئ بإجبارية مسك دفاتر المكتب ومستنداته‪ ،‬وتنتهي بضرورة‬
‫حضور األطراف مجلس العقد وقراءة بنود االتفاق عليهم وإجازتهم إياه بالتوقيع عليه‬
‫داللة على إمضائه وقبوله على ما سنعرف عند تطرقنا لبيانات أصل الرسم التوثيقي‬
‫ونماذجه‪.‬‬
‫ونظرا لخضوع المغرب أوائل القرن العشرين للسيطرة االستعمارية التي كان‬
‫التدخل التشريعي أحد أبرز وجوهها‪ ،‬وما استتبع ذلك من إقصاء للغة العربية من‬
‫التواصل اإلداري وإحالل اللغة الفرنسية محلها‪ ،‬فقد وجدت قطاعات اقتصادية‬
‫واجتماعية وظيفية ومهنية تعتمد لغة المستعمر أداة لعملها‪ ،‬وفي هذا السياق نفهم‬
‫سيادة اللغة الفرنسية في العمل التوثيقي العصري طيلة فترة الحماية ولحد اآلن رغم‬
‫حصول المغرب على استقالله منذ ما يزيد عن نصف قرن‪.‬‬
‫ورغم انخراط المغرب في سياسة التعريب والمغربة والتوحيد منذ أوائل‬
‫االستقالل‪ ،‬إال أن قطاع التوثيق العصري ونظرا لظروف وأسباب ذاتية وموضوعية‪،‬‬
‫بقي مغردا خارج سرب هذه السياسة‪ ،‬لم يتطور لمسايرة التحول االقتصادي‬
‫واالجتماعي والقانوني المغربي الجديد لما بعد االستقالل‪ ،‬مما أفرزه مهنة مرتبطة‬
‫بواقع عاشته بالدنا في مرحلة من تاريخها‪.‬‬
‫في ضوء ذلك سنكون مقيدين بخطة الدراسة التالية‪:‬‬
‫* تلقي الوثيقة العصرية‪.‬‬
‫* بنية الوثيقة العصرية وبياناتها‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تلقي الوثيقة العصرية‪.‬‬
‫يتلقى الموثق العصري إشهاداته على العقود والرسوم بشكل انفرادي دون‬
‫توقف على غيره كما نصت على ذلك مضامين الفصل ‪ 00‬من الظهير المنظم لرابع‬
‫ماي ‪ 0305‬غير أنه يفترض حضور األطراف جميعا إلى جانب الموثق في مجلس‬
‫العقد‪ ،‬حيث يتولى هذا األخير تسيير المفاوضات وتوثيق مراحلها في مستنداته مع‬
‫الحرص على الحياد رغبة في الخروج بعقد مرضي للجانبين سمته األساسية التوازن‬
‫ورعاية مصال األطراف جميعا‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫وبخصوص لغة تحرير المحررات الصادرة عن الموثقين العصريين تبقى اللغة‬
‫الفرنسية هي السائدة كما يفهم ذلك من الفصل ‪ ،00‬وفي هذا مخالفة صريحة‬
‫لنصوص دستور الدولة التي تنص على أن العربية هي لغتنا الرسمية‪ ،‬ومازالت‬
‫أغلب العقود التوثيقية إلى اليوم تصدر بالفرنسية‪.‬‬
‫والتعريب كقضية شغلت بال المغاربة سياسيين وقانونيين بل وحتى معظم‬
‫المواطنين الغيورين‪ ،‬إنما تعبر عن العمق الحضاري الذي تمثله اللغة العربية ضمن‬
‫مكونات الشخصية المغربية األصيلة‪ ،‬وبالتالي تبقى سيدتها كلغة للتعامل في المرافق‬
‫العامة مطلبا ضروريا للكثيرين حتى يتم االستقالل بمضمونه األشمل‪.‬‬
‫وعليه سيكون الحديث هنا من خالل التطرق للعنصرين التاليين‪:‬‬
‫* قواعد تلقي الوثيقة العصرية‪.‬‬
‫* مسطرة التلقي واإلشهاد‪.‬‬

‫الوثيقة‬ ‫تلقي‬ ‫قواعد‬ ‫األول‪:‬‬ ‫المطلب‬


‫العصرية‪.‬‬
‫يتلقى الموثق العصري إشهاداته بانفراد كما نص على ذلك الفصل ‪ 00‬من ظهير‬
‫‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪ ،‬وتصدر وثائقه دون أن تحمل توقيع األطراف التي تظل محفوظة في‬
‫األصول بمكتب الموثق‪ ،‬وفي هذا ما فيه من المخالفة الصريحة لجوهر اإلثبات في‬
‫الشريعة اإلسالمية المحكوم بقوله تعالى‪« :‬وأشهدوا ذوي عدل منكم»‪ ،1‬وقوله‪:‬‬
‫«واستشهدوا شهيدين من رجالكم»‪.2‬‬
‫ورغم أن الدستور المغربي ينص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية‬
‫للبالد‪ ،‬فإن ظهير التوثيق العصري ينص في فصله ‪ 00‬على أن اللغة الفرنسية هي لغة‬
‫التوثيق المعتمدة‪.‬‬
‫لذلك نتطرق هنا لنقطتين‪:‬‬
‫* التلقي االنفرادي‪.‬‬
‫* لغة كتابة محررات الموثقين العصريين‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التلقي االنفرادي‪.‬‬


‫إن أهم ما يميز التوثيق العصري عن التوثيق العدلي مسألة التلقي االنفرادي في‬
‫األول والتلقي الثنائي في اآلخر‪ ،‬فالمعلوم من منهجية التوثيق العدلي أن الوثيقة‬
‫العدلية يجب أن تتصدر بذكر اسمي العدلين ودائرة انتصابهما وتذيل بشكلهما‬

‫‪ -1‬سورة الطالق‪ ،‬من اآلية‪.0 :‬‬


‫‪ -2‬سورة البقرة‪ ،‬من اآلية‪.030 :‬‬

‫‪161‬‬
‫وتوقيعهما إذ تعتبر هذه البايانات من أهم الضوابط التوثيقية األساسية‪ 1‬التي يؤدي‬
‫إغفالها إلى المس بالقوة اإلثباتية للوثيقة فإذا هي باطلة‪ .‬وقد نص الفصل ‪ 05‬من‬
‫المرسوم التطبيقي للقانون المنظم لخطة العدالة على أنـه « تشتمل الوثيقة في طليعتها‬
‫على اسمي عدلي التلقي ودائرة انتصابهما والمكتب المعينين فيه‪.2»...‬‬
‫أما في التوثيق العصري فالتلقي ال يتم إال بموثق واحد‪ 3‬وال يتوقف على آخر‬
‫كما نصت على ذلك الفقرة األولى من الفصل ‪ 00‬بالقول‪« :‬ال يشترط لصحة الرسوم‪،‬‬
‫وفي كافة األحوال مساعدة موثق ثان»‪.‬‬
‫وغريب حقا أن نجد التوثيق العصري ال يعتد بشهادة النساء المغربيات أو‬
‫اليهوديات في الوثائق‪ ،‬ومفهوم هذا القيد أن المرأة غير المغربية وغير المسلمة وغير‬
‫اليهودية تشهد بال إشكال‪ ،‬جاء في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 00‬بهذا الخصوص‬
‫‪«:‬باستثناء النساء المغربيات المسلمات أو اإلسرائيليات يمكن لكل شخص بالغ سن‬
‫الرشد يتمتع بحقوقه المدنية ومهما كانت جنسيته أن يكون شاهدا عند تحرير‬
‫المرسوم»‪.‬‬
‫ولعل مستند هذا الميز الذي يحصر حق الشهادة في الوثائق بالنسبة للنساء في‬
‫المسيحيات والكوافير هو الحفاظ على مصال االستعمار الفرنسي وإطالق يد‬
‫المستعمرين في المغرب ليس إال‪ ،‬غير أن هذا المقتضى مما تجاوزه الواقع العملي‬
‫لمهنة التوثيق العصري بعد أن تمغربت أطره وولجته المرأة المغربية بال أدنى‬
‫إشكال‪ ،‬حيث لم يتطلب األمر أكثر من استشارة الدوائر العليا المختصة ألحد الموثقين‬
‫الذي تولى يوما ما رئاسة الغرفة الوطنية للموثقين العصريين ومثل المغرب في‬
‫الهيئات الدولية للتوثيق‪ ،‬وبعد أن أفتى بعدم المانع التحقت أولى النساء بالمهنة في‬
‫الثمانينات من القرن الماضي‪.4‬‬
‫وال تستساغ في القانون المغربي هذه االزدواجية في الموقف إزاء الفاعلين في‬
‫نفس الحقل المهني؛ إذ كيف بالمشرع يسم بصدور محررات الموثقين العصريين‬
‫المتلقاة انفراديا دون رقابة من قاضي التوثيق‪ ،‬بينما يوجب هذه الرقابة على وثائق‬
‫العدول رغم أن التلقي فيها يتم ثنائيا إال في الحاالت االستثنائية قانونا‪ ،‬لذلك فوثائق‬
‫ورسوم الموثقين العصريين ال تحمل سوى توقيع الموثق رغم أنها وثائق رسمية ال‬
‫يطعن فيها إال بسلوك مسطرة الزور‪.5‬‬

‫‪ -1‬الالئق لمعلم الوثائق‪ ،‬أحمد ابن عرضون الشفشاوني ‪ .11/0‬طبعة تطوان‪ .‬بدون‪.‬‬
‫‪ -2‬من الفصل ‪ 00‬من المرسوم رقم‪ ، 2.08.378 :‬الصادر في ‪ 28‬من شوال‪ 1429‬هـ (‪ 03‬أكتوبر‪0223‬م) بتطبيق‬
‫أحكام القانون رقم ‪ 16.03‬المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬والمنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،5131‬الصادرة بتاريخ ‪ 0‬ذو الحجة‬
‫‪1429‬هـ ( فات ديسمبر‪ ،) 2008‬ص‪.0028 :‬‬
‫‪ -3‬ذ‪.‬لمياء الفركاتي‪ ،‬توثيق المعامالت العقارية في المحررات الرسمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 01 :‬وما يليها‪ .‬ذ‪.‬محمد‬
‫متزعم‪ ،‬عقد بيع العقار وصناعة التوثيق في المغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 011 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -4‬د‪.‬محمد هومير‪ ،‬مهن التوثيق بين التعددية والوحدة في القانون المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.033 :‬‬
‫‪ -5‬د‪ .‬عبد الرحمان بلعكيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.800 :‬‬

‫‪162‬‬
‫والتوثيق العصري إذ يعتمد التلقي االنفرادي مبدأ للعمل‪ ،‬يخالف بذلك مجموعة‬
‫من القواعد الصريحة المنظمة لإلثبات في الشرع اإلسالمي‪ ،‬يقول تعالى‪:‬‬
‫﴿واستشهدوا شهيدين من رجالكم﴾‪ 1‬وقال سبحانه‪﴿ :‬وأشهدوا ذوي عدل منكم﴾‪ ،2‬قال‬
‫القاضي أبو بكر ابن العربي المعافري‪ « :‬رتب هللا تعالى الشهادات بحكمته في‬
‫الحقوق المالية والبدنية والحدود‪ ،‬فجعلها في كل فن شهيدين إال في الزنا فإنه قرن‬
‫ثبوتها بأربعة شهداء تأكيدا في الستر»‪.3‬‬
‫وليس معنى هذا التنقيص من قدر الموثق العصري أو ازدراءه أو النيل من‬
‫شرفه‪ ،‬ال ليس ذلك إطالقا‪ ،‬فحسن الظن بالناس وتعظيم أقدارهم والرفع من منزلتهم‬
‫خلق في اإلسالم أصيل وبالمؤمنين الصادقين حري أثيل‪ ،‬غير أن المسألة أرفع من‬
‫ذلك بكثير وتتعلق بجوهر اإلثبات المرتبط بأسس المجتمع المسلم الذي الحاكمية فيه‬
‫هلل وحده‪ ،‬وفي االكتفاء بموثق واحد في تلقي الشهادة محاذير شرعية؛ إذ ونحن‬
‫مالكيون متمسكون بمالكيتنا المعتدلة في المغرب‪ ،‬ال يضرنا أن نخرج عن مذهبنا إلى‬
‫باقي مذاهب اإلسالم األخرى التي تتقيد في اجتهاداتها بالشرع‪ ،‬فالكل مسلمون‪ ،‬لكن‬
‫أن نمدد لقانون والئيته علينا وهو موضوع في األصل لتنظيم وظيفة للفرنسيين‬
‫اقتضاها الظرف التاريخي فذلك ما يمس ويخدش مكونات شخصيتنا‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬ففي االكتفاء بموثق واحد ارتكاب محاذير شرعية‪ ،‬فإذا اعتبرنا الموثق‬
‫شاهدا ففي التلقي االنفرادي مخالفتين شرعيتين‪:‬‬
‫*األولى‪ :‬كون الموثق غير مسلم وهللا يقول‪﴿ :‬ولن يجعل هللا للكافرين على‬
‫المومنين سبيال﴾‪.‬‬
‫*الثانية‪ :‬كون الشاهد واحدا وال يقبل في عقود التوثيق إال شاهدين شرعا‪.‬‬
‫أما إذا اعتبرنا الموثق مجرد كاتب فقط كما رام ذلك بعض الموثقين الفاسيين‬
‫الذين أسعفت الظروف استفسارهم في هذا الجانب‪ ،‬فإن مثل هذا التعليل ال يقنع إال أن‬
‫تزاح حينئذ صفة الرسمية عن وثائق النوطير ويفرض لتتمتع بهذه الصفة أن يأتي‬
‫المتعاقدان بالشهود معهم لتستمد الوثيقة حجيتها من شهادتهم ويبقى عمل النوطير‬
‫منحصرا في الكتابة وهذا بعيد جدا عن التوجهات التشريعية للمقنن بطبيعة الحال‪.‬‬
‫ورغم أن الفصلين ‪ 02‬و ‪ 03‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م أحاال على الفصل‬
‫التاسع من قانون التوثيق الفرنسي المؤرخ ب‪ 05‬فنطوز للسنة الحادية عشرة للتقويم‬
‫الجمهوري‪ ،‬وهو الفصل الذي ألزم أن تتم العملية التوثيقية بواسطة موثقين اثنين‪،‬‬
‫أوموثق واحد أو موثقة واحدة مع شاهدين اثنين من عامة الناس‪ ،‬في حالة تلقي رسوم‬
‫الوصايا ورسوم الهبات بين األحياء أو التي تتم بين األزواج وتكون غير مضمنة في‬

‫‪ -1‬سورة البقرة ‪/‬من اآلية‪.030 :‬‬


‫‪ -2‬سورة الطالق من اآلية‪.0 :‬‬
‫‪ -3‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪ 0351/I‬ج‪ /0‬ص‪.050 :‬‬

‫‪163‬‬
‫عقد الزواج‪ ،‬وكذا تلقي المحررات التي يكون أطرافها أو أحدهم ال يعرفون أو ال‬
‫يقدرون على التوقيع‪ ،1‬فإن هذه اإلحالة غير منتجة من أصلها لعدة أمور‪:‬‬
‫* فالحاالت الواردة في الفصل التاسع من قانون التوثيق الفرنسي المؤرخ‬
‫ب‪ 05‬فنطوز للسنة الحادية عشرة للتقويم الجمهوري ال تمثل سوى االستثناء من‬
‫القاعدة العامة التي هي التلقي االنفرادي‪.‬‬
‫* تنصيص الفصل ‪ 00‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م على أنه ال يشترط لصحة‬
‫الوثائق في أي حال كانت مساعدة موثق ثان‪ ،‬وفي هذا ما فيه من المخالفة لقواعد‬
‫اإلشهاد في الفقه اإلسالمي الذي يقوم على أساس التلقي الثنائي‪ ،‬وليت المشرع اقتدى‬
‫هنا بالتشريع الروماني في أصله حيث كان يوجب اإلشهاد الثنائي على الرسوم‬
‫والوثائق‪ ،‬بل إن قانون فانتوز نفسه والمحال عليه من القانون المغربي اشترط في‬
‫مادته التاسعة المعدلة بموجب قانون ‪ 00‬غشت ‪0320‬م على أنه ال يجوز توثيق‬
‫المحرر في عدة حاالت إال من قبل موثقين اثنين أو من قبل موثق بحضور شاهدين‬
‫كاملي األهلية ومن بين هذه الحاالت تلك التي يكون فيها األطراف غير قادرين على‬
‫التوقيع أو أميون ال يعرفون ذلك‪.2‬‬
‫إزاء التلقي االنفرادي‪ ،‬يحرر الموثق محرراته بلغة اقتضتها الظروف‬
‫التاريخية الحساسة التي واكبت ظهور القانون المنظم‪.‬‬

‫محررات‬ ‫كتابة‬ ‫لغة‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫الفرع‬


‫الموثقين العصريين‪.‬‬
‫إن الفهم الحرفي لنصوص ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م من شأنه أن يدلل على وجوب‬
‫اعتماد اللغة الفرنسية في العمل التوثيقي العصري(الفقرة األولى)‪ ،‬وواض من سيرة‬
‫هذا التوثيق أن هناك معيقات حقيقية تحول دون تعريبه(الفقرة الثانية) على الرغم أن‬
‫من توافر أسس هذا التعريب الثقافية منها والقانونية(الفقرة الثالثة)‪.‬‬

‫القانونية‬ ‫األصول‬ ‫األولى‪:‬‬ ‫الفقرة‬


‫الوثائق‬ ‫لغة‬ ‫الفرنسية‬ ‫العتماد‬
‫العصرية‪.‬‬

‫‪ -1‬ذ‪ .‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في اإلثبات في التشريع المغربي‪ ،‬رسالة جامعية لنيل دبلوم الدراسات‬
‫الجامعية العليا في القانون الخاص‪-‬كلية الحقوق بالدار البيضاء‪ -‬السنة الجامعية ‪ ،0333/0331‬ص‪.13:‬‬
‫‪ -2‬ذ‪ .‬محمد الربيعي‪ ،‬األحكام الخاصة بالموثقين والمحررات الصادرة عنهم‪ :‬دراسة على ضوء التوثيق العدلي والتوثيق‬
‫العصري‪ ،‬ط‪0223/0‬م‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬ص‪.021 :‬‬
‫ذ‪ .‬عبد السالم العسري‪ ،‬شهادة الشهود في القضاء اإلسالمي‪ ،‬ط‪0221/0.‬م‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫ج‪/0‬ص‪.125 :‬‬

‫‪164‬‬
‫إن لغة عقود الموثقين العصريين هي الفرنسية‪ ،‬طبقا لما نص عليه الفصل ‪00‬‬
‫من ظهير ‪ 0305‬الذي يقول‪« :‬إذا كان أحد المتعاقدين أو أحد الشهود ال يحسن الكالم‬
‫باللغة الفرنسية فإنه يجب على الموثق أن يستعين بترجمان قضائي أو بترجمان‬
‫محلف‪ ،‬وإذا لم يكن هناك ترجمان قضائي أو ترجمان محلف في المدينة التي يباشر‬
‫فيها الموثق أعماله‪ :‬فيمكن له أن ينتدب ترجمانا يؤدي اليمين أمامه لهذا الغرض»‪،‬‬
‫فإن وجد الموثق أن أحد األطراف ال يحسنها استعان بترجمان قضائي أو بترجمان‬
‫محلف‪ ،‬وإن لم يوجد فبترجمان يؤدي اليمين أمامه لهذا الغرض‪.‬‬
‫وبعد أن يشرح الترجمان مضامين العقد لمن ال يتقن الفرنسية‪ ،‬يمضي عليه‬
‫كشاهد إضافي‪ ،‬وتترجم للفرنسية حروف التوقيع المكتوبة باألحرف غير الالتينية‬
‫ويوقع الترجمان على صحة ترجمتها أسفل الرسم‪.‬‬
‫وال يجوز ألقرباء الموثق أو أصهاره أو أقرباء األطراف في خط القرابة‬
‫المباشر على جميع مستوياته وفي خط القرابة المنحرف إلى درجة العم والخال أو ابن‬
‫األخ أو ابن األخت أن يتولوا مهام الترجمة‪ ،‬كما ال يجوز أن يتوالها في الوصية‬
‫الموصى لهم وأقرباؤهم أو أصهارهم إلى درجة تشمل ابن العمومة أو الخؤولة‬
‫بمقتضى الفصل ‪ 00‬من ظهير التوثيق العصري‪.‬‬
‫ومن الطريف حقا أن تعاكس هذه المضامين نص المادة ‪ 00‬من الالئحة‬
‫التنفيذية لقانون التوثيق المصري‪ 1‬التي تقول ‪ «:‬توثيق المحررات باللغة العربية فإذا‬
‫كان أحد المتعاقدين يجهل هذه اللغة أو ال يجيدها استعان بمترجم يقدمه المتعاقدون‪،‬‬
‫ويكون محل ثقتهم »‪.2‬‬
‫يقول األستاذ أحمد نشأت شارحا مضامين هذه المادة ‪ «:‬إن المحررات توثق‬
‫باللغة العربية فإذا كان أحد المتعاقدين يجهل هذه اللغة أو ال يجيدها استعان بمترجم‬
‫بالغ يقدمه المتعاقدان‪ ،‬ويجب أن يوقع المترجم العقد مع المتعاقدين والشهود‬
‫والموثق» ‪ ،‬وأضاف « وتحرير العقد بغير اللغة العربية لغة البالد الرسمية يبطله‬
‫وتوقيع المترجم الزم كتوقيع الشاهد وإال كان العقد باطال إذا أنكره من يجهل اللغة‬
‫العربية»‪.3‬‬
‫ورغبة من المشرع المغربي في تجاوز هذه األوضاع الشاذة المكرسة في‬
‫نصوص ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪ ،‬فقد حرصت وزارة العدل أثناء إعدادها للمشروع‬
‫‪ 23.80‬على التدخل من خالل المادة ‪ 400‬التي أوجبت على الموثقين تحرير وثائقهم‬
‫باللغة العربية كقاعدة عامة‪ ،‬على أنه يرخص لهم استثناء كتابتها بلغة أخرى غير‬
‫العربية إذا رغب األطراف في ذلك‪.‬‬
‫‪ -1‬قانون التوثيق رقم ‪ 0301/13‬والئحته التنفيذية منشور في الوقائع المصرية العدد ‪ 53‬بتاريخ ‪ 8‬يوليو ‪.0301‬‬
‫‪ -2‬السيد عبد الوهاب عرفة‪ ،‬الوسيط في التوثيق‪ ،‬ط‪ 0225/0‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬مصر‪ .‬ص‪ 038 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬أحمد نشأت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/0‬ص‪ 000 :‬مع الهامش‪.‬‬
‫‪ -4‬تقول المادة ‪ 00‬من المشروع ‪" :23.80‬تحرر العقود والمحررات باللغة العربية‪ ،‬إال إذا اختار األطراف تحريرها‬
‫بلغة أخرى‪ .‬تحرر أصول العقود والنسخ بكيفية مقروءة وغير قابلة للمحو على ورق يتميز بخاصية الضمان الكامل‬
‫للحفظ"‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫وبهذا يتبين حقا وصدقا أن ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬من بقايا عهد االستعمار البائد‬
‫السيء الذكر‪ ،‬الذي يحتاج إلى التجديد وإعادة التنظيم أوال بأول‪ ،‬في ضوء النظام العام‬
‫القانوني المغربي ومن جملته قواعد الدستور ذات الصلة واألحكام العامة لإلثبات في‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار مستجدات التوثيق المعاصر وما راكمه‬
‫التوثيق العدلي على هذا الصعيد‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬معيقات تعريب التوثيق‬


‫العصري‪.‬‬
‫رغم المناداة المستمرة والمجهودات المسخرة في سبيل تعريب العمل التوثيقي‬
‫العصري‪ ،‬فإن هناك صعوبات جمة تحول دون بلوغ هذا الهدف المشروع‪ ،‬وما‬
‫وصفناه بالصعوبات الجمة يرتد في آخر المطاف إلى معيقات عامة(أوال)‪ ،‬أو إلى‬
‫معيقات خاصة(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المعيقات العامة لتعريب التوثيق‬


‫العصري‪.‬‬
‫يرتبط تعريب العمل التوثيقي العصري شأنه شأن باقي المرافق العامة بالسياسات‬
‫التي تنهجها الدولة في سبيل تحقيق استقاللها القانوني والسيادي تجاه الخارج من جهة‪ ،‬وفي‬
‫سبيل تكريس الوحدة الداخلية من جهة أخرى‪.‬‬
‫فاللغة بما هي وسيلة وأداة ضرورية للنص التشريعي كي يحقق هدفه في تنظيم‬
‫عالقات األفراد فيما بينهم من جهة‪ ،‬ثم بينهم وبين أشخاص القانون العام من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬يثور سؤال جوهري بخصوصها ويتعلق أساسا حول األقدر منها على‬
‫مالمسة مشاعر المخاطبين بها والتعبير عن حاجاتهم التنظيمية‪ ،‬أهي اللغة الوطنية؟‬
‫أم اللغة األجنبية؟‬
‫بداية ومن غير تردد نبادر إلى الجزم بأن استخدام اللغة الوطنية في النصوص‬
‫القانونية وفي التواصل اإلداري هي األقدر على تحقيق الغاية في ضبط سلوك األفراد‬
‫في الدولة والمجتمع‪ ،‬كونها المؤهلة لفضا ومعنى لبلوغ إدراك المخاطبين بالنص‬
‫القانوني وقواعده التنظيمية‪ ،‬اآلمرة منها والمكملة‪.1‬‬
‫وقد قامت اللغة العربية في المغرب فعال بهذا الدور قرونا خلت ولم تظهر‬
‫الحاجة قط لغيرها للنهوض بعبء ضبط السلوك الشخصي والجماعي لألفراد‪ ،‬غير‬
‫أن خضوع المغرب للحماية سيوجد واقعا آخر جديدا أصبحت معه لغة المعمر‬
‫(االسبانية والفرنسية) هي السائدة كلغة إدارة رغم أنها لم تكن مفهومة من غالبية‬
‫الشعب الذي يدار بواسطتها‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬محمد هومير‪ ،‬مهن التوثيق بين التعدية والوحدة في القانون المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.020 :‬‬

‫‪166‬‬
‫وبعد رحيل االستعمار وعودة األمور إلى نصابها‪ ،‬كان ال بد من إرجاع الحالة‬
‫إلى ما كانت عليه‪ ،‬فانطلق الرعيل األول من المغاربة الذين واكبوا استقالل البلد‬
‫وتحملوا مسؤولية إدارته تشريعا وتنفيذا وقضاء‪ ،‬نحو تطبيق سياسة تعريبية تروم‬
‫العودة بالعربية إلى الواجهة كلغة وطنية تحكم الخطاب القانوني واإلداري المغربي‪.‬‬
‫ونظرا لتعثر هذا التحدي في كثير من مناحيه ألسباب ذاتية وموضوعية ال‬
‫يسم المقام باالسترسال في بسطها‪ ،‬سيتكرس في الواقع القانوني المغربي الجديد لما‬
‫بعد االستقالل ما اصطل عليه الحقا باالزدواجية‪ 1‬على صعيد لغة القانون الجاري به‬
‫‪3‬‬
‫العمل وما نتج عنه من مشاكل وآثار لحقت باألساس العمل القضائي‪ 2‬اإلداري‬
‫لبالدنا‪ .‬وقد كان التوثيق العصري في حمأة هذا الواقع المغربي بامتياز‪ ،‬فحافظ تقريبا‬
‫على األسس التي قام عليها إبان المرحلة االستعمارية ومن ضمنها الكتابة باللغة‬
‫الفرنسية‪ ،‬مع بعض الفارق طبعا والذي اقتضاه استقالل المغرب وسيادة القوى‬
‫السياسية الوطنية المناصرة لفلسفة التعريب والتوحيد والمغربة والتي ستتكرس‬
‫بقانون ‪0315‬م الشهير‪ ،‬وهكذا بقيت الفرنسية لغة الوثائق العصرية من حيث المبدأ‪،‬‬
‫على أنه يص توثيقها بالعربية‪ 4‬إذا عبر األطراف عن رغبتهم في ذلك بواسطة طلب‬
‫كتابي للموثق بهذا الخصوص‪ ،5‬هذا على الرغم من أن لبعض المعيقات الخاصة دور‬
‫معتبر في عرقلة تحقيق هدف تعريب التوثيق‪.‬‬
‫‪ -1‬د‪.‬محمد الكشبور‪ ،‬ازواجية لغة النص التشريعي وأثرها على القضاء‪ ،‬مداخلة في ندوة‪" :‬القضاء بالمغرب واقع وآفاق"‪،‬‬
‫نظمتها كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بجامعة سيدي محمد بن عبد هللا بفاس‪ ،‬يومي ‪/05-00‬نوفمبر‪0333/‬م‪،‬‬
‫منشورة أعمالها بمجلة القانون واالقتصاد الصادرة عن كلية الحقوق بفاس‪ ،‬العدد ‪ ،1‬السنة ‪0332‬م‪ ،‬ص‪ 821 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫وللمزيد من االطالع يراجع‪ * :‬ذ‪ .‬أحمد باكو‪ ،‬من األولويات المنسية في إصالح القضاء تعريب التشريع والتوثيق‪ :‬ازدواج‬
‫النص القانوني خرق للسيادة الوطنية وتعويق لسير القضاء‪ ،‬مداخلة في االيام الدراسية حول قانون االعمال التي نظمتها‬
‫هيئة المحامين بالدار البيضاء أيام ‪ 03-03-01‬أبريل ‪0333‬م(مقال خاص)‪* .‬ذ‪ .‬طيب محمد عمر‪ ،‬قراءة في التعديل الجديد‬
‫للفصل ‪ 11‬من قانون المسطرة الجنائية ‪ ،‬جريدة االتحاد االشتراكي‪ ،‬بتاريخ ‪ 08‬فبراير ‪0330‬م ‪*.‬ذ‪ .‬المهدي سوبو‪ ،‬الترجي‬
‫بين لغتي النص التشريعي والعمل القضائي المغربي‪ ،‬جريدة العلم‪ ،‬صفحة المجتمع والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،01103‬بتاريخ‪- 8-0 :‬‬
‫‪. 0335‬‬
‫‪ -2‬فقد طرحت أمام المجلس األعلى مسألة ارتكاب خطأ في ترجمة الوثيقة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية من أجل‬
‫اإلدالء بها أمام القضاء بكيفية أحدثت خلال في مفهوم تلك الوثيقة األصلية‪ ،‬فردت الغرفة المدنية للمجلس األعلى الطعن‬
‫على أساس كونه أثير ألول مرة أمامها ولم يسبق إثارته أمام قضاء الموضوع‪ ،‬ولكونه أيضا دفع يختلط فيه الواقع‬
‫بالقانون‪ ،‬يقول القرار في حيثياته‪..." :‬لكن‪ ،‬حيث إن مناقشة النص الفرنسي الذي هو أصل الوثيقة ومخالفته للنص‬
‫العربي فيما يخص كلمة الدار هل تعني أنها مخصصة للسكنى أو لشيء آخر هي نقطة تتعلق بالواقع ولم يسبق للطاعن‬
‫أن طرحها سواء أمام الدرجة األولى أو أمام محكمة االستئناف‪ ،‬لهذا فإن إثارتها ألول مرة أمام المجلس األعلى يعتبر‬
‫غير مقبول‪ ."...‬قرار المجلس األعلى صادر بتاريخ ‪0331/23/00‬م‪ ،‬منشور بمجلة المحاكم المغربية‪ ،‬تصدرها هيئة‬
‫المحامين بالدار البيضاء‪ ،‬العدد ‪ ،52‬ص‪ 12:‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬فقد طرحت إشكالية التعريب أمام الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى بمناسبة طعن في قرار إداري صادر بالفرنسية‪،‬‬
‫فردت هذه الغرفة هذ ا الطعن على أساس أن الدستور المغربي ال يمانع في استعمال اللغة الفرنسية عند الضرورة‪ ،‬يقول‬
‫القرار في حيثياته‪..." :‬لكن‪ ،‬حيث لئن كانت اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبالد‪ ،‬فإن الدستور ال يمنع استعمال لغة‬
‫أجنبية إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك‪ ."...‬قرار المجلس األعلى الصادر عن الغرفة اإلدارية بتاريخ ‪0338/00/05‬م‪،‬‬
‫منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬العدد الزدوج ‪ ،81/85‬ص‪ 018 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -4‬درج الموثقون العصريون أنفسهم على توثيق التصرفات التي يكون أطرافها أو أحدهم خليجيا باللغة العربية‪ ،‬ومن‬
‫جهتها تصدر بعض المؤسسات الفاعلة في قطاع اإلسكان محرراتها باللغة العربية‪ ،‬ومن ضمن هذه المؤسسات نشير‬
‫على سبيل الذكر للعمران التي تعتمد العربية في الوثائق التي توثقها لدى الموثقين‪ ،‬وهناك البنك العربي لإلنماء الذي يعد‬
‫رائدا في تعريب عمل مرافقه‪.‬‬
‫‪ -5‬ذ‪.‬هشام سيبوس‪ ،‬التوثيق العصري بالمغرب ومعيقات تعريبه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01 :‬‬

‫‪167‬‬
‫لتعريب‬ ‫الخاصة‬ ‫المعيقات‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫التوثيق العصري‪.‬‬
‫يعتبر التوثيق العصري مهنة في خدمة االقتصاد وإن كان من المهن القانونية‬
‫المساعدة للقضاء أيضا‪ ،‬غير أن ارتباط االقتصاد المغربي في بنيته ومقوماته‬
‫باالقتصاد العالمي الليبيرالي بصفة عامة‪ ،‬وباقتصاد فرنسا على وجه التخصيص‪،‬‬
‫فرض على مؤسساتنا االقتصادية التي هي في أكثريتها فرنسية األصل الحرص على‬
‫استخدام اللغة الفرنسية في تعامالتها؛ نظرا لكون أطرها مفرنسة التكوين‪.1‬‬
‫ويبقى الموثقون العصريون أشد الناس حرصا على الكتابة بالفرنسية رغبة‬
‫منهم في كسب رهان المنافسة مع العدول‪ ،‬خاصة وأن القطاعات االقتصادية والمالية‬
‫الحيوية في البالد لم تمسسها خطوات التعريب بعد‪ ،‬وأظهر مثال على ذلك البنوك‬
‫التي تحرص على أن تكون عقودها مع الزبائن بالفرنسية وعبر الموثقين العصريين‪،‬‬
‫بل وترفض عقود العدول من أصلها رغم تكرر شكاواهم واحتجاجاتهم‪ ،‬وفي كل‬
‫األحوال بقي غياب إرادة سياسية واضحة تهدف إلى تعريب التوثيق كمرفق يساعد‬
‫القضاء حجر الزاوية على هذا الصعيد‪.‬‬
‫ثم إن انتهاج المغرب لسياسة االنفتاح االقتصادي والتي تهدف إلى جلب‬
‫االستثمارات األجنبية المعدودة من روافع التنمية‪ ،‬استدعى من القيمين على بلورة‬
‫السياسات اإلنمائية عدم إغالق الباب أمام اللغات الموصوفة بالحية ـ وإن كانت الحياة‬
‫والموت من خصائص الكائنات البيولوجية الحية ال من خصائص اللغات التي هي من‬
‫أدوات التواصل ليس إال ـ وعلى رأس القائمة بطبيعة الحال اللغة الفرنسية‪.‬‬
‫وقد انعكس هذا الواقع على التوثيق العصري المرتبط عضويا بالمؤسسات‬
‫االقتصادية ورأس المال‪ ،‬فراح الفاعلون في قطاعه يستميثون في الدفاع عن بقاء‬
‫اللغة الفرنسية أداة لتحرير عقودهم تحت عناوين الحاجة والضرورة واالستثمار‬
‫والتنمية وغيرها‪ ،‬وقد انعكس هذا األمر جليا في المشروع ‪ 23.80‬والتي أباحت على‬
‫الخصوص مادته ‪ 00‬المارة بنا إمكانية تحرير الموثق وثائقه بغير العربية إذا اختار‬
‫األطراف ذلك‪ ،‬وهذا من شأنه أن يؤثر في خطوات تعريب المهنة التي ال تعدم أسسا‬
‫تخدم هذا الهدف‪.‬‬

‫قطاع‬ ‫تعريب‬ ‫أسس‬ ‫الثالثة‪:‬‬ ‫الفقرة‬


‫التوثيق العصري‪.‬‬
‫يعتبر التعريب مسألة حيوية بالنسبة للمغرب الذي قطع شوطا كبيرا على صعيد‬
‫تحقيق استقالله الثقافي والقانوني‪ ،‬بعدما رصد استقالله السيادي منذ زمن ليس‬

‫‪ -1‬ذ‪.‬هشام سيبوس‪ ،‬التوثيق العصري بالمغرب ومعيقات تعريبه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.03-01 :‬‬

‫‪168‬‬
‫بالهين‪ ،‬ويستمد تعريب التوثيق مشروعيته من مجموعة من المقومات ترتد في آخر‬
‫المطاف إما إلى أسس ثقافية(أوال)‪ ،‬أو إلى أسس قانونية صرفة(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األسس الثقافية لتعريب التوثيق‪.‬‬


‫يعد المغرب ثقافيا االمتداد الطبيعي لألمة العربية في شمال إفريقيا أخذا بعين‬
‫االعتبار تنوعه العرقي‪ ،‬واألمة المغربية كوحدة متكاملة ذات هوية متعددة األبعاد‬
‫الحضارية‪ ،‬ينصهر فيها ما هو عربي إسالمي مع ما هو أمازيغي وأفريقي‪ ،‬وكون‬
‫المغرب جزء من محيطه العربي ال يعني بالضرورة انفصاله عن جذوره األفريقية‬
‫واألمازيغية؛ لذلك كانت اللغة العربية عامل وحدة وركيزة تواصل بين مكونات هذه‬
‫األمة العريقة والغنية بثقافتها‪.‬‬
‫ومع دخول المغرب فترة السبات االستعماري‪ ،‬عمل المحتل على محاربة‬
‫عوامل توحد المغاربة‪ ،‬وكان في طليعتها بطبيعة الحال اللغة العربية؛ ألجل ذلك ال‬
‫نستغرب إذا رأينا المغاربة وهم ينهضون من سقطات هذه المرحلة يستجمعون‬
‫عناصر منعتهم ويجعلون حجر األساس فيها لغة حضارتهم ودينهم‪ ،‬في سبيل‬
‫التخلص من هيمنة األمبراطورية الثقافية الفرنسية بعدما تخلصوا من هيمنة‬
‫أمبراطوريتها السياسية العسكرية‪.‬‬
‫فاللغة العربية بالنسبة للمغاربة قديمهم وحديثهم ـ ومثل ما هو األمر بالنسبة‬
‫لألمازيغية ـ جزء من وجدانهم وفكرهم وحياتهم وأصالتهم وشخصيتهم وثقافتهم‬
‫وحضارتهم‪ ،‬والعودة بها كأداة لتواصلهم وتنظيم شؤونهم االجتماعية‪ ،‬وضبط‬
‫تصرفاتهم القانونية مسألة غاية في األهمية بالنسبة لهم حتى يشعروا بحياة االستقالل‬
‫وعيش الكرام؛ لذلك كان انخراط المغاربة باكرا في مشروع العودة بالعربية للمرافق‬
‫العامة عنوان االعتزاز بالشخصية ومكوناتها‪ ،‬وهو أمر ال يعدم سندا حتى من الناحية‬
‫القانونية الصرفة‪ ،‬وهذا حديث آخر بطبيعة الحال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األسس القانونية لتعريب التوثيق‬


‫العصري‪.‬‬
‫يجد التعريب ـ بصفته أحد مقومات الشخصية المغربية األصيلة ـ أساسه‬
‫المنطقي في ضرورة إيالء العربية المنزلة التي تستحقها‪ ،‬كأداة في تنظيم وضبط‬
‫السلوك العام لألفراد في المجتمع‪ ،‬غير أن هذا األساس المنطقي بدوره يجد له سندا‬
‫في مجموعة من القواعد القانونية العامة منها والخاصة‪ ،‬والتي تولت التأسيس لمسألة‬
‫تعريب التوثيق العصري‪.‬‬
‫‪ -0‬أسس القانون العام المؤطرة لتعريب التوثيق العصري‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫إن اللغة الرسمية للبالد بمقتضى أحكام الدستور هي اللغة العربية‪ ،‬والدستور‬
‫بصفته أسمى قانون في البالد‪ ،‬نص في مقدمته التصديرية‪ 1‬على أن المملكة المغربية‬
‫دولة إسالمية ذات سيادة كاملة‪ ،‬وأن لغتها الرسمية هي اللغة العربية‪.‬‬
‫وبهذه المقتضيات يكون المشرع الدستوري المغربي قد جعل من اللغة العربية‬
‫أحد أكبر الجوامع التي توحد المغاربة‪ ،‬وتصهرهم في بوثقة حضارية جامعة إلى‬
‫جانب ركن الدين اإلسالمي والتاريخ والمصير المشتركين‪.‬‬
‫غير أن هذا المبدأ الدستوري العام لم يكن ليمر دون أن يتعرض لالنتقاد من‬
‫طرف كثير من الدارسين‪ ،2‬وفي هذا الصدد ذهب بعض معارضي التعريب إلى أن‬
‫هذا التصدير الدستوري يبقى مجرد مبدأ عام ال ينجر عنه أي التزام قانوني يفرض‬
‫تعريب القوانين واإلدارة إال أن يصدر المشرع قوانين تنظيمية تبين كيفية تطبيقه‪.‬‬
‫غير أنه يصعب التسليم بمثل هكذا موقف غير مؤسس على حجج قوية‪ ،‬خاصة‬
‫إذا أخذنا بعين االعتبار مبدأ التراتبية القانونية الذي يفرض أن يكون القانون األدنى‬
‫مسايرا للقانون األعلى وغير متناقض معه‪ ،‬وبإعمال هذا المبدأ‪ ،‬نستطيع أن نقرر بال‬
‫أدنى تردد أن مقتضيات الفصل ‪ 00‬من ظهير التوثيق التي تفرض الكتابة بالفرنسية‬
‫تبقى غير عاملة لمنافاتها للدستور‪ ،‬فتصير بذلك لغة محررات الموثقين العصريين‬
‫قانونا هي العربية‪ ،‬خاصة وأن هناك مجموعة من األسس القانونية الخاصة التي‬
‫توصل لنفس النتيجة‪.‬‬
‫‪ -2‬أسس القانون الخاص المكرسة لتعريب التوثيق العصري‪.‬‬
‫تصب اللغة العربية هي لغة كتابة محررات الموثقين العصرين إذا ما أعملنا‬
‫أحكام قانون التوحيد والمغربة والتعريب لسنة ‪0315‬م والذي هو في حقيقته األساس‬
‫الذي يمدد الوالية‪ 3‬لظهير‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪ ،‬خاصة وأن التوثيق العصري وبمعية خطة‬
‫‪ -1‬جاء في تصدير الدستور المغربي لسنة ‪0331‬م ‪ " :‬المملكة المغربية دولة إسالمية ذات سيادة كاملة‪ ،‬لغتها الرسمية‬
‫هي اللغة العربية‪ ،‬وهي جزء من المغرب العربي الكبير‪ .‬وبصفتها دولة إفريقية‪ ،‬فإنها تجعل من بين أهدافها تحقيق‬
‫الوحدة اإلفريقية‪ .‬وإدراكا منها لضرورة إدراج عملها في إطار المنظمات الدولية‪ ،‬فإن المملكة المغربية‪ ،‬العضو العامل‬
‫النشيط في هذه المنظمات‪ ،‬تتعهد بالتزام ما تقتضيه مواثيقها من مبادئ وحقوق وواجبات وتؤكد تشبثها بحقوق اإلنسان‬
‫كما هي متعارف عليها عالميا‪ .‬كما تؤكد عزمها على مواصلة العمل للمحافظة على السالم واألمن في العالم‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد أبو عبدة‪ ،‬التعريب ومشاكله‪ ،‬ط‪0330.‬م‪ ،‬معهد الدراسات واألبحاث للتعريب‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص‪.03 :‬‬
‫‪ -3‬ذهب األستاذ عبد السالم العسري في كتابه‪ :‬شهادة الشهود في القضاء اإلسالمي‪ ،‬ص‪ 125-120 :‬إلى أن مقتضيات‬
‫الفصل ‪ 010‬من ظهير االلتزامات والعقود المغربي تقضي بأنه‪" :‬ال تلغى القوانين إال بقوانين الحقة‪ ،‬وذلك إذا نصت‬
‫هذه صراحة على اإللغاء أو كان القانون الجديد متعارضا مع قانون سابق أو منظما لكل الموضوع الذي ينظمه"‪ ،‬وحيث‬
‫إن قانون خطة العدالة السابق الصادر بتاريخ ‪0330/5/1‬م قانون شامل لكل مواضيع التوثيق‪ ،‬وحيث إن الفصل ‪ 03‬منه‬
‫يفيد أن العدول مؤهلين لإلشهاد في كل شيء إال ما يخرج عن دائرة التعامل‪ ،‬فإن عمل الموثق "العصري" إذا كان داخال‬
‫في دائرة التعامل فإن قانون ‪0330‬م قد شمله‪ ،‬وإذا كان خارجا عن دائرة التعامل فهو منسوخ بهذه العلة‪ ،‬وال يص‬
‫االحتجاج باختالف التسميات بين النظامين "توثيق‪/‬عدالة"؛ ألن االختالف واقع في اللفظ ال في المعنى‪ ،‬ما دام اصطالح‬
‫خطة العدالة يقابل اصطالح مهنة التوثيق؛ إذ الخطة هي المهنة والعدالة هي التوثيق مع الشهادة‪ ،‬وحيث إن الفصل ‪80‬‬
‫من قانون خطة العدالة لسنة ‪0330‬م نص على أنه‪" :‬تنسخ جميع المقتضيات المخالفة"‪ ،‬وحيث إن الفصل ‪ 80‬من‬
‫المرسوم التطبيقي لقانون خطة العدالة الصادر بتاريخ ‪ 08‬أبريل ‪0338‬م ينص على أنه‪" :‬تنسخ جميع األحكام المخالفة‬
‫لما ورد في هذ ا المرسوم"؛ فإن قانون التوثيق الفرنسي بالمغرب يعد ملغيا بهذا النص‪ .‬غير أن الذي ذهب إليه أستاذنا‬

‫‪170‬‬
‫العدالة يعتبران من المهن القانونية التي تساعد القضاء على تحقيق العدالة؛ بل أكثر‬
‫من هذا وذاك‪ ،‬نجد ظهير التوثيق العصري نفسه أسند لكتاب الضبط بالمحاكم‬
‫االبتدائية‪ ،‬مهاما توثيقية بالشروط المسطرة في الفصلين ‪ 02‬و ‪ 00‬كما مرت معنا‪،‬‬
‫في إشارة بالغة الداللة على مدى ترابط مؤسستي القضاء والتوثيق العصري‪ ،‬مثلما‬
‫هو الحال أيضا في التوثيق العدلي الذي يتولى فيه القاضي المكلف بالتوثيق بالخطاب‬
‫على وثائق العدول وإكسابها الصفة الرسمية‪.‬‬
‫وإلى جانب قانون التوحيد والتعريب والمغربة‪ ،‬يستمد تعريب قطاع التوثيق‬
‫العصري كينونته وقانونيته من مجموعة من المناشير والدوريات التي تسهر وزارة‬
‫العدل بصفتها وصية على القطاع على تعميمها حاضة من خاللها على استخدام اللغة‬
‫العربية في التحرير إمعانا في تكريس استقالل المغرب التشريعي‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار نشير للدورية‪ 1‬عدد ‪ 0/0081‬رقم ملفها ‪ 85338‬والتي وجهها‬
‫السيد وزير العدل إلى السادة الوكالء العامين للملك لدى محاكم االستئناف بتاريخ ‪3‬‬
‫من جمادى األولى ‪0021‬هـ(‪0331/21/02‬م)‪ ،2‬يخبرهم فيها بما أقدمت عليه مصال‬
‫مديرية المحافظة العقارية واألشغال الطبوغرافية من تعريب لمرافقها ومصالحها‬
‫التابعة‪ ،‬ويلتمس منهم إشعار الموثقين العصريين بذلك‪ ،‬وحظهم على مسايرة هذه‬
‫الخطوات بتعريب عقودهم العقارية كخطوة أولى نحو تعريب باقي العقود التي‬
‫يصدرونها تماشيا مع المقومات التاريخية والحضارية للمغرب‪.‬‬
‫كما نشير للدورية‪ 3‬عدد ‪ 0/05825‬التي وجهها السيد وزير العدل إلى السادة‬
‫الوكالء العامين للملك لدى محاكم االستئناف بتاريخ ‪ 08‬من ربيع اآلخر ‪0005‬‬
‫هـ(‪0330/20/82‬م)‪ ،‬يخبرهم فيها بإشعار الموثقين العصريين بضرورة تحرير‬

‫الكريم يصعب التسليم به لعدة أمور‪ :‬فللحديث عن إلغاء نص قانوني قديم بنص قانوني آخر جديد ال بد من تحقق عدة‬
‫شروط ومنها‪ :‬أن السلطة التي تملك إلغاء قانون معين هي تلك التي تملك خلقه أو خلق قانون أعلى منه رتبة‪ ،‬وأن يكون‬
‫القانون الناسخ الحقا للمنسوخ‪ ،‬وأن يكون في درجته أو أقوى منه‪ ،‬وأن يتعلقا معا بتنظيم نفس الموضوع‪ .‬وبالعودة إلى‬
‫الحالة التي بين أيدينا نستطيع أن نسجل التالي‪ :‬أوال بالنسبة للسلطة مصدرة القانونين‪ ،‬فيما يخص ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‬
‫نجده صادرا عن جاللة السلطان وهو قمة الهرم التشريعي في البالد في إطار صالحياته غير المحدودة آنئذ‪ ،‬بينما نجد‬
‫قانون خطة العدالة لسنة ‪0330‬م صادرا عن البرلمان بعد مصادقة الملك عليه وإصدار األمر بتنفيذه ما يعني أن السلطة‬
‫المصدرة له وهي البرلمان في األساس ال تملك إصدار ما هو في درجة ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م فأحرى ما هو أعلى منه‬
‫فكيف بها تلغيه إذن‪ ،‬ثانيا إن درجة ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م تبقى بالنظر لمن أصدره أعلى رتبة من قانون خطة العدالة‬
‫وبالتالي ال يتصور من هذا أن ينسخ ذاك‪ ،‬ثالثا وبالنسبة للموضوع فالقانونان ال ينظمان نفس الموضوع كون خطة‬
‫العدالة جنس من نوع (النوع هنا هو التوثيق وأجناسه هي خطة العدالة والتوثيق العصري والتوثيق العبري والتوثيق‬
‫العرفي وهلم جرا‪ ،)...‬بينما التوثيق العصري جنس آخر من نفس النوع‪ ،‬وال يص بالتالي ابتسار المسألة في مجرد‬
‫انطباق للموضوع مع االختالف في التسميات؛ ألجل كل ما مر معنا نستطيع أن نقرر بال أدنى تردد وال حرج أن ظهير‬
‫التوثيق العصري وإن تقادمت نصوصه لم ينسخ ال بقانون خطة العدالة لسنة ‪0330‬م‪ ،‬وال بمرسومه التطبيقي لسنة‬
‫‪0338‬م‪ ،‬وال بعدم االستعمال‪ ،‬وال بغير ذلك من الوسائل القانونية األخرى‪.‬‬
‫‪ -1‬منشورة ضمن كتاب‪ :‬مهنة موثق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.002 :‬‬
‫‪ -2‬وردت هذه الدورية في كتاب "مهنة موثق" المنوه به مؤرخة ب ‪0331/20/02‬م بدال من ‪0331/21/02‬م وهو سبق‬
‫قلم والصحي ما أثبتناه في المتن ويشهد له نص الدورية الصادرة بتاريخ ‪0330/20/82‬م والذي أشار لتاريخها الصحي‬
‫ضمن حيثياته‪.‬‬
‫‪ -3‬منشورة ضمن كتاب‪ :‬مهنة موثق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.000 :‬‬

‫‪171‬‬
‫وثائقهم وشهاداتهم باللغة العربية تماشيا مع مقتضيات الدستور ومقومات الحضارة‬
‫المغربية وثقافته وتاريخه‪.‬‬

‫التلقي‬ ‫مسطرة‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫المطلب‬


‫واإلشهاد‪.‬‬
‫ألزم ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬الموثق العصري أثناء مباشرة وظيفته بمسك‬
‫مجموعة من البيانات والدفاتر واللوائ المكتبية‪ ،‬كما افترض عليه وجوبا تحرير‬
‫العقد وفق ضوابط خاصة وال يضفي عليه الرسمية إال بعد أن يحضر لديه أطرافه‬
‫ويقرأ عليهم بنوده‪.‬‬
‫في ضوء هذا نناقش منهجية الموثق العصري في تلقي إشهادات األطراف‬
‫وإضفاء الرسمية عليها وفق المقترب الميتودولوجي التالي‪:‬‬
‫* مسك الدفاتر والفهارس والبيانات واللوائ المكتبية‪.‬‬
‫* تحرير الوثيقة العقدية‪.‬‬
‫* حضور الموثق واألطراف مجلس العقد وتوقيعه‪.‬‬
‫وسوف نخصص أثناء التحليل والمدارسة لكل عنوان فرعا خاصا‪.‬‬

‫والفهارس‬ ‫الفرع األول‪ :‬مسك الدفاتر‬


‫والبيانات واللوائح المكتبية‪.‬‬
‫يتلقى الموثق إشهاداته في دفتر الفهرسة المنصوص عليه في الفصل ‪ 01‬بدون‬
‫انقطاع وال بياض وال مسافة بين السطور وبصورة منتظمة طبقا للفقرة األولى من‬
‫الفصل ‪ 01‬التي جاء فيها ‪ «:‬يتعين على الموثقين أن يقيدوا في الفهرس‪ ...‬يوما بيوم‬
‫وبدون ترك بياض وال مسافة بين السطور ومع مراعاة الرقم الترتيبي لجميع الرسوم‬
‫والعقود التي يتلقونها سواء كانت عرفية أو رسمية وحتى تلك التي تصب في هذه‬
‫الحالة األخيرة عبارة عن شهادة »‪.1‬‬
‫ويتضمن كل فصل من فصول دفتر الفهرسة حسب الفقرة الثانية من الفصل‬
‫‪ 01‬على البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ -0‬رقم الوثيقة‪.‬‬
‫‪ -0‬تاريخ الوثيقة‪.‬‬
‫‪ -8‬نوع العقد وطبيعته‪.‬‬
‫‪ -0‬األسماء الكاملة لألطراف ومحل إقامتهم‪.‬‬

‫‪ -1‬الفقرة األولى من الفصل ‪ 01‬وهي معدلة بموجب الظهير الشريف المؤرخ في ‪.0301/1/05‬‬

‫‪172‬‬
‫‪ -5‬بيان محل العقد (إذا كان أمالكا فموقعها وثمنها إذا كان األمر يتعلق بعقود‬
‫الملكية أو االنتفاع أو التصرف في الممتلكات)‪.‬‬
‫‪ -1‬تسجيل الرسم وبياناته‪.‬‬
‫ويتعين على الموثق العصري تقديم دفتر الفهرسة هذا كل شهر لقابض التسجيل‬
‫بمحل إقامة الموثق الذي يؤشر عليه ويذكر في تأشيرته عدد الرسوم المقيدة‪ ،‬على أن‬
‫يتم هذا التقديم خالل العشرة أيام الموالية لنهاية كل شهر بمقتضى الفقرة الثالثة من‬
‫الفصل‪ ،101‬وينص هذا الفصل على وجوب تقديم نفس الفهرس للمكلفين بالتسجيل‬
‫كلما طلب ذلك من الموثق العصري بقصد اإلطالع عليه بمقر عمله‪ .2‬وعالوة على‬
‫ما سبق يجب على الموثقين مسك سجل خاص مرقم يؤشر ويوقع عليه باألحرف‬
‫األولى مثل الفهرس المشار إليه السابق‪ ،‬ويقيد فيه تاريخ إيداع الوصية واألسماء‬
‫الكاملة والمهنة ومكان اإلقامة ومحل االزدياد لمن أودع لديهم هذه الوصية‪.‬‬
‫وعلى الموثق أن يجهز ديوانه بجملة من الملفات الدراسية والمستندات المكتبية‬
‫وملفات العمل والتسيير والمفاوضات ونماذج العقود‪ ،‬وغير ذلك من البطائق التي‬
‫عليها المدار في العمل التوثيقي‪ ،3‬حتى إذا ما تلقى إشهادا ضمنه في فهارسه ودفاتر‬
‫مكتبه‪ ،‬بغية الرجوع إليه عند الحاجة أثناء تحرير الوثيقة العقدية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تحرير الوثيقة العقدية‪.‬‬


‫يعمل الموثق العصري على تحرير أصل الرسم بعناية تامة دون انقطاع‪ ،‬وال‬
‫بياض‪ ،‬وال تحمل أو إقحام أو إضافة‪ ،‬مع التعريف باألطراف التعريف الكامل‪ ،‬وبيان‬
‫المبالغ والتواريخ بالحروف واألرقام‪ ،‬وإلحاق الوكاالت بأصل الرسم طبقا للفصل ‪08‬‬
‫من قانون ‪ 05‬فانتوز السنة ‪ 00‬المحال عليه‪ ،‬كما يتعين عليهم إرفاق الرسوم بأصولها‬
‫الصادرة عن الموثقين العدول أو الموثقين األهليين (الكتاب العموميون‪/‬التوثيق‬
‫العرفي) أو األجانب‪ ،‬أو ترجمة هذه األصول أو اإلشارة إلى مضامينها باختصار‬
‫طبقا للفصل ‪ 08‬من ظهير ‪0305‬م والفصل ‪ 00‬منه‪.‬‬
‫وال مانع من االعتذار والتصحي في الطرة أو في آخر الرسم عن كل إلحاق أو‬
‫تصحي مع اإلشهاد على ذلك خالفا لما أصب عليه األمر عند العدول في ظل‬
‫القانون‪ 401.28‬الذي منع عليهم ذلك في الوثائق الصادرة عنهم‪ ،5‬وهو ما سايره‬

‫‪ -1‬كل مخالفة لمضامين وأحكام الفصل ‪ 01‬يترتب عنه مسؤولية جنائية طبقا للفصل ‪ 01‬من ظهير ‪ 0‬مايو ‪ ،0305‬حيث‬
‫يقع إثبات المخالفة في محضر يحرره موظفو إدارة التسجيل ويعاقب عليها بغرامة جنائية قدرها ‪ 052‬فرنكا تستخلص‬
‫من قائمة تصفية تصدر على الموثق وذلك بغض النظر عن العقوبات التأمينية الواردة في الفصل ‪ 80‬أيضا‪.‬‬
‫‪ -2‬ذ‪.‬محمد متزعم‪ ،‬عقد بيع العقار وصناعة التوثيق في المغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.013-013 :‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬بلعكيد‪ ،‬وثيقة البيع بين النظر العمل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 803 :‬مع الهامش‪.‬‬
‫‪ -4‬الصادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 0.21.51‬بتاريخ ‪ 05‬من محرم ‪0001‬هـ (‪ 00‬فبراير ‪0221‬م) المتعلق‬
‫بخطة العدالة‪ ،‬والمنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5022‬بتاريخ ‪ 0‬مارس ‪0221‬م‪ ،‬ص‪.511:‬‬
‫‪ -5‬مما جاء في المادة ‪ 88‬من القانون ‪ 01.28‬بهذا الخصوص‪" :‬تكتب الشهادة تحت مسؤولية العدلين في وثيقة واحدة‬
‫دون انقطاع أو بياض أو بشر أو إصالح أو إقحام أو إلحاق أو تشطيب أو استعمال حرف إضراب‪."...‬‬

‫‪173‬‬
‫المشرع أيضا في المرسوم التطبيقي‪ 1‬لهذا القانون حين سم في ملخص الشهادة ـ‬
‫الذي يضمنه العدالن بمذكرة الحفظ ـ باإللحاق والبياض واإلصالح واإلقحام‬
‫والتشطيب إذا ما اعتذر عنه باستثناء البشر‪ 2‬دون أن يسم بذلك في الوثيقة التي تسلم‬
‫لألطراف‪.‬‬
‫وألن المشرع في ظهير التوثيق العصري منع االعتذار في صلب الوثيقة دون‬
‫الطرة أو في األخير؛ فقد منع مشروع القانون ‪ 23.80‬ورود أي انقطاع أو بشر أو‬
‫إصالح في صلب الوثيقة‪ ،‬أو أي إقحام أو كتابة بين السطور أو إلحاق أو تشطيب أو‬
‫ترك بياض باستثناء ما يفصل بين الفقرات والبنود شريطة وضع خط عليه‪ ،‬فيما سم‬
‫باالعتذار وتصحي األخطاء واإلغفاالت بواسطة إحاالت تدون إما في الهامش أو في‬
‫أسفل الصفحة‪ ،‬على أن يتم التنصيص في الصفحة األخيرة على الكلمات واألرقام‬
‫الملغاة وعدد اإلحاالت‪ ،‬واإلشارة إلى الحيز الفارغ من الكتابة مع بيان عدد الخطوط‬
‫التي وضعت عليه وتوقيع الموثق على ذلك وختمه بطابعه‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 300‬التي‬
‫أوجبت أيضا ترقيم جميع صفحات المحرر واإلشارة إلى عددها في آخره وفاقا مع ما‬
‫عليه األمر بالنسبة لقانون التوثيق المصري‪ 4‬وأيضا مع مقتضيات التشريع التوثيقي‬
‫الفرنسي‪.5‬‬
‫وإذا كان المشرع الفرنسي قد تشدد بادئ األمر ومنع التصحي واإلقحام فإنه ما‬
‫لبث أن راعى ظروف البشر في النسيان والغفلة وأخذ باللين في األمر وسم‬
‫بالتشطيب‪ ،‬على شرط تعدد األلفاظ المشطب عليها ومعاينتها في الطرة أو آخر الرسم‬
‫مع اإلشهاد عليها‪ ،‬كما أجاز اإلحالة واإللحاق على الطرة شرط التوقيع أو التأشير‬
‫عليهما من جميع األطراف وإال كانا باطلين‪ ،‬وبالنسبة لإلحالة الطويلة فإنها تدون عند‬
‫نهاية الرسم شريطة توقيع أو تأشير األطراف عليها مع المصادقة على التوقيع تحت‬
‫طائلة البطالن طبقا للفصلين ‪ 05‬و‪ 01‬من قانون ‪ 05‬فانتوز السنة‪.00‬‬

‫‪ -1‬المرسوم رقم ‪ 0.23.813‬الصادر في ‪ 03‬من شوال ‪0003‬هـ (‪ 03‬أكتوبر ‪0223‬م) بتطبيق أحكام القانون ‪01.28‬‬
‫المتعلق بخطة العدالة ‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5131‬بتاريخ ‪ 0‬ذو الحجة ‪0003‬هـ (فات ديسمبر ‪0223‬م)‪،‬‬
‫ص‪.0028 :‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 03‬من المرسوم التطبيقي‪..." :‬يضمن العدالن في الشهادة فصولها الجوهرية التي ينتفي معها كل غموض أو‬
‫إبهام ويثبتان بها كل المعلومات والمستندات التي يتعين استيفاؤها دون بياض أو بشر أو إصالح أو إقحام أو إلحاق أو‬
‫تشطيب إال ما اعتذر عنه بالنسبة لغير البشر‪ ،‬أما البشر فال يقبل االعتذار فيه‪"...‬‬
‫‪ -3‬تقول المادة ‪ 00‬من المشروع ‪" :23.80‬تتضمن العقود التي يتلقاها الموثق على الخصوص‪:‬‬
‫‪ -‬األسماء الكاملة لألطراف وباقي الموقعين على العقد‪ ،‬وال يسم باختصارها إال إذا سبق في العقد ما يوضحها مرة‬
‫واحدة على األقل‪ ،‬وبيان موطنهم وتاريخ ومكان ازديادهم وجنسيتهم مهنتهم ونوع الوثيقة التي تثبت هويتهم ومراجعها‬
‫وحالتهم العائلية والنظام المالي للزواج بالنسبة لألطراف عند االقتضاء؛ ‪ -‬بيان أركان وشروط العقد مع تعيين محله‬
‫تعيينا كامال؛ ‪ -‬بيان مراجع الوثائق التي استند عليها في إبرام العقد؛ ‪ -‬كتابة المبالغ المالية بالحروف واألرقام"‪.‬‬
‫‪ -4‬مما جاء في المادة ‪ 02‬من الالئحة التنفيذية لقانون التوثيق المصري رقم ‪" :0301/13‬وإذا كان المحرر مكونا من‬
‫عدة صفحات‪ ،‬على الموثق أن يرقم صفحاته وأن يوقعها جميعا مع أصحاب الشأن"‪.‬‬
‫‪ -5‬مما جاء في الفصل السابع من المرسوم الفرنسي ل ‪0310/00/01‬م مايلي‪:‬‬
‫‪« Chaque page du texte doit etre numerotée et le nombre de pages indiqué à la fin de‬‬
‫‪l’acte ».‬‬

‫‪174‬‬
‫والبطالن ال يلحق في كل األحوال سوى اإلحالة أو اإللحاق المعيبين بينما يبقى‬
‫الرسم صالحا للعمل به‪ ،‬وللقاضي تفسيره عند االقتضاء طبقا ألحكام التفسير الواردة‬
‫في الفصول من ‪ 010‬إلى ‪ 018‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬م‪ .‬غير أنه إذا تعلق العيب ببيان جوهري‬
‫في العقد فإنه يبطل‪.1‬‬
‫غير أنه ومراعاة للتطور الكبير الذي ما فتئت وسائل الكتابة تراكمه والذي‬
‫تكلل في السنوات األخيرة بإدخال أجهزة الحاسوب إلى الخدمة في المجال التوثيقي‪،‬‬
‫فقد أصب من المتجاوز الحديث عن التصحي واإلقحام واإللحاق وغيره‪ ،‬نظرا لما‬
‫تتيحه هذه الوسائل المستجدة من إمكانات التصحي متى تطلب األمر ذلك؛ ولعل هذا‬
‫ما حذا بالمشرع المغربي إلى السماح للعدول باالعتذار في مذكرات الحفظ دون‬
‫الوثائق كون وسيلة الكتابة في األولى هو القلم فكان ال بد من مراعاة أحوال اإلنسان‬
‫في الغفلة والنسيان‪ ،‬أما في الحالة الثانية فالمؤكد أن جهاز الحاسوب سيكون أداة‬
‫مفضلة ألغلب الموثقين في تحرير وثائقهم وهو يتي إمكانية التصحي القبلي دون‬
‫حاجة لالعتذار البعدي‪ ،‬فكان حريا بواضعي المشروع ‪ 23.80‬مراعاة هذا المعطى‪،‬‬
‫ومنع أي تصحي أو إلحاق أنى كان ومهما أعتذر عنه‪.‬‬

‫واألطراف‬ ‫الموثق‬ ‫حضور‬ ‫الفرع الثالث‪:‬‬


‫مجلس العقد‪.‬‬
‫يعتبر العقد التوثيقي أهم العقود المتلقاة وفق مراسمها الشكلية والرسمية‬
‫المفترضة قانونا‪ ،‬وهو بهذا يختلف جذريا عن العقد العرفي مثال الذي يوقعه ويمضيه‬
‫األطراف دون حضور المحرر ودون أدنى شروط شكلية أو مراسيم رسمية‪ ،‬بل يكفي‬
‫أن يحرر في أي مكان وأي زمان ووفق أي شكل كان‪.‬‬
‫فالموثق بعد أن يتلقى مضامين العقد وعناصر االتفاق‪ ،‬وبعد أن يحرر العقد في‬
‫صورته النهائية بجميع بياناته األساسية كما سنعرفها‪ ،‬يحدد لألطراف اليوم الذي يقرأ‬
‫فيه الرسم عليهم لتوقيعه‪ ،‬ويتوجب قانونا حضور األطراف مجلس العقد تحت طائلة‬
‫البطالن‪ ،‬كما يتوجب على الموثق الحضور بنفسه حيث يتأكد من هوية األطراف‬
‫الكاملة طبقا ألوراقهم الرسمية كالبطاقة الوطنية أو جواز السفر أو جواز السياقة أو‬
‫غيرها‪ ،‬كما يتحقق من السلطات المخولة للمتعاقد بالنيابة عند االقتضاء أي من‬
‫صالحية التوكيل أو التفويض وثبوتهما‪.‬‬
‫بعد تحقق هذه اإلجراءات على الوجه المطلوب ينطلق الموثق في توضي‬
‫جوانب العقد لألطراف ومقدار التزام كل طرف وآثار ذلك عليهم مع مدهم بالبيانات‬
‫الالزمة والتوضيحات الكافية في خصوص البنود التي يحتويها االتفاق‪ 2‬حتى يعلم‬
‫األطراف موجباته وقدره لتأتي مرحلة التوقيع حيث يوقع األطراف والمترجم‬
‫‪ -1‬د‪ .‬بلعكيد‪ ،‬وثيقة البيع بين النظر العمل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 803 :‬مع الهامش‪.‬‬
‫‪ -2‬حسن الصفريوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08-00 :‬‬

‫‪175‬‬
‫والشهود عند االقتضاء ثم يوقع الموثق ويخاطب بدمغته على الرسم إيذانا برسميته‪،‬‬
‫وبذلك فمحررات الموثقين العصريين تمر من أربع مراحل قبل صيرورتها رسمية‬
‫وهي المناقشة والتحرير والقراءة ثم التوقيع‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬بنية الوثيقة العصرية‬


‫وبياناتها‪.‬‬
‫بالرجوع إلى مختلف الوثائق التي يصدرها الموثق العصري يتبين أن صياغتها‬
‫تتسم بوحدة منهجية منضبطة لقواعد بنيوية تشمل في أقسامها ما يمكن نعته بوحدة‬
‫البنية وإن تعددت البيانات‪ ،‬ذلك أنه في إطار وحدة منهج الخطاب القانوني عموما‪،‬‬
‫يالحظ أن بنية الصيغ التي تحرر بها العقود التوثيقية ال تختلف رأسا عن بنية باقي‬
‫صيغ الخطاب القانوني األخرى سواء كانت استشارة قانونية أو حكما أو قرارا‬
‫قضائيين‪ ،1‬بل ولو تعلق األمر بعمل علمي أكاديمي صرف‪.‬‬
‫وبنية أي وثيقة عقدية تصدر بمعرفة موثق عصري ال مناص من أن تتضمن‬
‫مقدمة صياغية وهيكال عقديا ثم سورا تختتم به‪ ،‬وما وصفناه بالمقدمة والهيكل والسور‬
‫يتضمن عادة مجموعة من الضوابط التوثيقية المختلفة القيمة والحجية‪ ،‬فمنها ما هو‬
‫معدود من البيانات الجوهرية للوثيقة العصرية‪ ،‬ومنها ما هو داخل ضمن طائفة‬
‫البيانات الشكلية‪ ،‬ومنها ما هو من صنف البيانات الثانوية‪.‬‬
‫فأما البيانات الجوهرية أو األساسية فهي التي يترتب على تخلفها بطالن الوثيقة‬
‫العصرية بطالنا مطلقا تفقد معه قيمتها وحجيتها كاملة‪ ،‬ومن هذا الصنف بيانات‬
‫األسماء واألهلية ومحل التعاقد وغيرها‪.‬‬
‫وأما البيانات الشكلية فهي وإن كانت مهمة للمحررات التوثيقية الرسمية فهي‬
‫تبقى مع ذلك أقل من األولى من حيث قيمتها‪ ،‬حيث يترتب على تخلفها بطالن الوثيقة‬
‫العصرية كمحرر رسمي مع إمكانية االحتجاج بها كمحرر عرفي إذا كانت موقعة من‬
‫األطراف‪ ،‬وإال انحدرت إلى مجرد بداية الحجة الكتابية أو المكتوب الخاص الذي‬
‫يحتاج إلى قرائن أخرى تعضده ليكون حجة عاملة ‪ ،‬ومن هذا القبيل تاريخ تحرير‬
‫السند ومكانه وغيرهما‪.‬‬
‫وأما النوع األخير فيتعلق بمجموعة من البيانات الثانوية التي حض المشرع‬
‫على تضمينها في محررات الموثقين العصريين‪ ،‬على أنه إذا لم تتم اإلشارة إليها فإن‬
‫ذلك ال يؤثر في حجية الوثيقة وال ينتقص من قيمتها‪ ،‬ومن هذا الصنف نذكر مثال مهنة‬
‫المتعاقدين ومحل إقامتهم ونحوه‪.‬‬
‫في ضوء هذا‪ ،‬ترتسم أمامنا خطة الدراسة في هذا المبحث على الشاكلة التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬محمد شيل ‪ ،‬تأويل العقود في قانون االلتزامات والعقود المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪،‬‬
‫جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أكدال‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪0331-0335 :‬م‪،‬‬
‫القسم األول‪/‬ص‪ 32 :‬وما يليها‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫* بنية الوثيقة العصرية‪.‬‬
‫* بيانات الوثيقة العصرية وجزاء تخلفها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬بنية الوثيقة العصرية‪.‬‬


‫إن النظر في العقد التوثيقي الذي يصدره الموثق العصري من الناحية البنيوية‬
‫الصرفة يظهر تأسيسه على شاكلة ما يص وصفه فرشا وهيكال ثم سورا‪ ،‬والذي‬
‫يتدخل في تأسيس هذا البناء للصياغة العقدية العصرية إنما هو الموثق بمفهوم ظهير ‪0‬‬
‫ماي ‪0305‬م‪ ،‬حيث ال يكون هذا البناء مكتمال ورسميا إال بعد أن يخاطب عليه بدمغته‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن الموثق العصري ال يخاطب بدمغته إال بعد أن تستجمع‬
‫وثيقته كامل البيانات المفروضة قانونا‪ ،‬وبعد أن تصب في قالب صياغي وفق ما هو‬
‫متداول ومعروف على هذا الصعيد‪ .‬ومعلوم أن تشكيل الموثق لبنية النص العقدي‬
‫يخضع إلجراءات قانونية وشكلية يتعين عليه احترامها وهو يكتب محرراته‪ ،‬حتى‬
‫يأتي بناؤه لها قانونيا وخاليا من أي عيب عساه أن يؤثر في قيمتها الثبوتية‪.‬‬
‫في ضوء هذا نلتزم هنا بالبحث في النقاط التالية‪:‬‬
‫* فرش النص العقدي » ‪.« Le préambule‬‬
‫* هيكل النص التوثيقي » ‪.« le corps de l’acte‬‬
‫* سور النص العقدي» ‪.«La clôture‬‬
‫وسنخصص لكل نقطة من هذه النقاط فرعا خاصا كما يلي‪:‬‬
‫‪« Le‬‬ ‫العقدي‬ ‫النص‬ ‫الفرع األول‪ :‬فرش‬
‫» ‪.préambule de l’acte‬‬
‫الفرش ويمكن التعبير عنه أيضا بفاتحة الوثيقة أو مقدمة الصياغة العقدية أو‬
‫الديباجة أو االستهالل أو التمهيد أو التقديم‪ ،‬ويتضمن في العادة مجموعة من البيانات‬
‫أهمها‪:‬‬
‫* اإلشارة إلى تاريخ مثول األطراف أمام الموثق لإلشهاد عليهم‪ ،‬وقد أوجب‬
‫المشرع ذكره في طليعة الرسم‪ ،‬وهو من البيانات الجوهرية فيه يترتب على تخلفه‬
‫بطالن العقد كوثيقة رسمية وأيلولته عقدا عرفيا إذا كان يحمل توقيع أطرافه‪.‬‬
‫* تعيين الموثق والدائرة المنتصب لإلشهاد فيها إلضفاء الصبغة الرسمية على‬
‫توثيقه‪.‬‬
‫* التعريف باألطراف وضبط هوياتهم من خالل وثائقهم الرسمية كالبطاقة‬
‫الوطنية أو جواز السفر أو جواز السياقة‪ ،‬وذكر موطنهم ومهنتهم وازديادهم وحالتهم‬
‫العائلية ومراجع الوثائق التي استقيت منها هذه المعلومات وكل ما يتعلق بها‪ ،1‬فإن كان‬

‫‪ -1‬عبد الرحمن بلعكيد‪،‬وثيقة البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.803‬‬

‫‪177‬‬
‫األطراف ال يتوفرون على بطائق رسمية تعرف بهم‪ ،‬عرف بهم الموثق بواسطة‬
‫شاهدين طبقا للفصل ‪ 00‬من قانون فانتوز ‪ 00‬الذي يحيل عليه ظهير التوثيق‬
‫العصري‪ ،‬وإذا كان أحد األطراف عاجزا عن التوقيع أو أميا شهد عليه الموثق‬
‫بحضور شاهدين أيضا طبقا للفصل ‪ 8‬من قانون فانتوز ‪ 00‬المعدل بالقانون الفرنسي‬
‫‪ 00‬غشت ‪0300‬م والفصل ‪ 02‬من ظهير ‪ 0‬مايو ‪0305‬م والفصل ‪ 001‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪،‬‬
‫وقد اشترطت المادة ‪ 83‬من مشروع القانون ‪ 23.80‬المتعلق بالتوثيق أن يكون الشاهد‬
‫في العقد بالغا سن الرشد أو تم ترشيده‪ ،‬وأن يكون متمتعا بحقوقه المدنية غير زوج وال‬
‫زوجة ألحد أطراف العقد موضوع الوثيقة‪ ،‬كما منعت المادة ‪ 81‬منه اختصار األسماء‬
‫إال إذا سبق في العقد ما يوضحها مرة واحدة على األقل‪.‬‬
‫* اإلشارة إلى أن األطراف حضروا لدى الموثق والتمسوا منه اإلشهاد عليهم‬
‫في االتفاق الحاصل بينهم مباشرة بال تدخل منه وال مشاركة وإنما كموثق رسمي‬
‫مكلف باإلشهاد ولذلك شهد عليهم‪ ،‬ولهذا المقتضى داللة بالغة على انضباط الموثق‬
‫العصري ألصول عمله وعدم سمسرة زبائنه‪ ،‬وليس فيه أي تحلل من واجب إسداء‬
‫النص لألطراف كما قد يتبادر‪.‬‬
‫* تعيين مجلس العقد إذ له دوره األساسي في ضبط االختصاص القضائي‬
‫والقانوني في حالة ما لم يتفق األطراف على مخالفة القواعد القانونية المكملة في هذا‬
‫الجانب‪.‬‬

‫‪le‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬هيكل النص العقدي‬


‫)‪.)corps de l’acte‬‬
‫يتجسد هيكل النص التوثيقي في موضوع العقد الذي يمثل الجزء األساسي‬
‫للمحرر الرسمي كونه يبين ما تعلق به الرضا في التعاقد ويحدد مقدار االتفاق وآثاره‪.‬‬
‫ومن الناحية المنهجية يمكن تصنيف البنود التي يتضمنها هيكل الوثيقة‬
‫العصرية إلى بنود مبلورة للعناصر األساسية في وثيقة العقد (أوال) وبنود مبلورة‬
‫للعناصر الثانوية فيها (ثانيا) وبنود مبلورة للعناصر العرضية فيها (ثالثا) ثم بنود‬
‫مبلورة للعناصر القانونية فيها (رابعا)‪.‬‬

‫للعناصر‬ ‫المبلورة‬ ‫البنود‬ ‫أوال‪:‬‬


‫األساسية في وثيقة العقد‪.‬‬
‫تتلخص البنود المبلورة للعناصر األساسية للوثيقة العصرية في كل الفقرات‬
‫التي تحدد ما وقع التراضي بخصوصه والذي في ضوئه نستطيع تحديد طبيعة العقد‬
‫وتكييفه بشكل صحي ‪ ،‬والعناصر األساسية لكل عقد هي التي يؤدي تخلف أحدها أو‬

‫‪178‬‬
‫بعضها أو كلها إلى عدم انعقاده من األساس‪ ،‬وهي إما أساسية بحكم القانون أو أساسية‬
‫بحكم االتفاق‪.1‬‬
‫فأما العناصر األساسية بموجب القانون فتنصب بصفة مبدئية على أركان كل‬
‫عقد وخاصة من ذلك الرضا الذي يجب أن يتعلق بعناصر العقد األساسية واالحتياطية‬
‫وإن لزم األمر االختيارية أيضا‪ ،‬والمحل الذي يجب أن يكون موجودا أو قابال للوجود‪،‬‬
‫معينا أو قابال للتعيين‪ ،‬مشروعا ممكنا التعامل فيه‪ ،‬ثم السبب الذي يجب أن يكون‬
‫مشروعا‪ .‬بينما يقصد بالعناصر األساسية بحكم االتفاق‪ ،‬كل العناصر الثانوية التي ال‬
‫تؤثر في التعاقد لوال أن إرادة المتعاقدين قصدت تصييرها عناصر أساسية يجب‬
‫الخضوع لها تحت طائلة البطالن‪ ،‬وهي تتمثل أساسا في كل البنود التعاقدية الرامية‬
‫إلى مخالفة ما يتصل بالقواعد المكملة بصفتها عناصر اختيارية في العقود ال يؤثر‬
‫إغفالها على االنعقاد‪.‬‬

‫للعناصر‬ ‫المبلورة‬ ‫البنود‬ ‫ثانيا‪:‬‬


‫الثانوية في الصيغة العقدية‪.‬‬
‫يقصد بالعناصر الثانوية في الصيغة العقدية تلك العناصر التي يفترض أن‬
‫الطرفين قد ارتضياها ضمنا ومع ذلك يستحسن ذكرها في الوثيقة جنبا إلى جنب مع‬
‫البنود التي يخالف بها المتعاقدان القواعد المكملة (القواعد األساسية بحكم االتفاق)‪،‬‬
‫غير أن إغفال ذكر العناصر الثانوية للعقد في الوثيقة ال يؤثر في صحتها ألن ذكرها‬
‫إنما هو على سبيل التأكيد لما هو مضمن من قواعد تكميلية في النصوص القانونية‬
‫المنظمة‪.‬‬
‫ويدخل في نطاق العناصر الثانوية كل البنود التي تتصدى لبيان متحمل‬
‫مصاريف التسليم أو التسلم أو يحدد فوائد التأخير وأحكام الضمان ومصاريف التوثيق‪،‬‬
‫وزمان ومكان التسليم وصوائر التسجيل ورسوم الضرائب‪ ،‬فكل هذه العناصر منظمة‬
‫بقواعد مكملة في النصوص القانونية فإن ورد النص عليها في بنود خاصة في الوثيقة‬
‫فال بأس به أما إغفالها فال يؤثر في صحة التعاقد‪.‬‬

‫للعناصر‬ ‫المبلورة‬ ‫البنود‬ ‫ثالثا‪:‬‬


‫العرضية في الصيغة العقدية‪.‬‬
‫العناصر العرضية في وثيقة العقد هي كل العناصر غير المألوف إدراجها فيها‬
‫إنما يقع إيرادها على سبيل االستيثاق والضمان كما في حالة إدخال أحد األغيار‬
‫كملتزم بالثمن في البيع أو إشهاد شخص في العقد على هوية من ال يمتلك وثيقة رسمية‬

‫‪ -1‬محمد شيل ‪ ،‬مرشد الحيران إلى الفهم المحمود بفك القيود عن نكت أحكام البيع المنضود في القانون المغربي‬
‫لاللتزامات والعقود‪ ،‬ط ‪ ،0333 / 0‬مطبعة أنفو برانت‪ ،‬ص ‪ 03‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫تعرف به‪ ،‬أو إشهاد شخصين في حالة التلقي الرسمي من األمي‪ ،‬ومن هذا القبيل أيضا‬
‫يأتي ذكر اسم الترجمان القضائي عند االقتضاء طبقا للفصل ‪ 08‬من ظهير ‪ 0‬ماي‬
‫‪ 0305‬وقد يراد من إدخال الغير استفادته من العقد كحالة االشتراط لمصلحة الغير‬
‫وهكذا‪...‬‬

‫للعناصر‬ ‫المبلورة‬ ‫البنود‬ ‫رابعا‪:‬‬


‫القانونية في الصيغة العقدية‪.‬‬
‫يقصد بالعناصر القانونية في الوثيقة الدالة عن العقد ما يرد فيها بناء على‬
‫اشتراط قانوني ويدخل في هذا القبيل إشارة الموثق إلى تالوة النصوص المحاربة‬
‫للتملص الضريبي في كتاب الوعاء والتحصيل المحدث بقانون المالية لسنة ‪0221‬م‬
‫وكذا الجزاءات التي يمكن فرضها عند ثبوت صورية الثمن‪ ،‬مع حق اإلدارة في‬
‫المراقبة ومراجعة األثمان والتصريحات التقديرية المعبر عنها في العقود متى كانت‬
‫مخالفة للقيمة التجارية الحقيقية لألمالك المفوتة موضوع التعاقد طبقا لمقتضيات المادة‬
‫‪ 3‬من كتاب المساطر الجبائية‪.1‬‬
‫‪«La‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬سور النص العقدي‬
‫» ‪.clôture de l’acte‬‬
‫السور أو القفل أو الخاتمة ويقصد به تلك البنود التي ترمي إلى بيان تمام كتابة‬
‫ما يتعلق به الرضا في العقد واآلثار القانونية لذلك‪ ،‬وتتلخص أهم بيانات السور فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫* تعيين محل المخابرة والتقاضي‪.‬‬
‫* التماس التسجيل بالسجل العقاري إذا كان العقد بيعا واقعا على عقار محفظ‪.‬‬
‫* اإلشارة إلى قراءة العقد على األطراف واطالعهم على بنوده ومقدار التزام‬
‫كل طرف‪.‬‬
‫* اإلشارة إلى حصول التوقيع داللة على إمضاء العقد وقبول مضمونه‬
‫والرضاء به رضاء تاما في اللفظ والمعنى‪ ،‬مع تحديد تواريخ التوقيعات من قبل‬
‫األطراف والموثق‪ ،‬أو اإلشارة إلى استحالة التوقيع إذا كان المتعاقدان أو أحدها أميا أو‬
‫عاجزا عن ذلك‪.‬‬
‫*اإلشارة إلى توقيع الشهود والترجمان والضامن عند االقتضاء‪.‬‬
‫* تعيين مكان تحرير العقد وتاريخه‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد شيل ‪ ،‬مرشد الحيران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪- .58‬ذ‪ .‬إبراهيم أحطاب‪ ،‬التزامات العدول والموثقين في قانون‬
‫التسجيل الجديد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.853‬‬

‫‪180‬‬
‫الوثيقة‬ ‫بيانات‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫المطلب‬
‫العصرية وجزاء تخلفها‪.‬‬
‫اشترط القانون المنظم للتوثيق العصري في المحرر الرسمي تضمن مجموعة‬
‫من البيانات حتى يكتسب رسميته وقوته الحجية‪ ،‬وهي البيانات التي تختلف بين ما إذا‬
‫كان الرسم أصال عنه إذا كان نسخة تنفيذية‪ ،‬فإذا تخلف بيان جوهري من عناصر‬
‫الوثيقة ترتب عنه بطالن االحتجاج بها كوثيقة رسمية وانحدرت حجيتها إلى درجة‬
‫الوثيقة العرفية إذا كانت موقعة من ذوي الشأن والمصلحة وإال صارت مجرد بداية‬
‫حجة كتابية‪.‬‬
‫*بيانات الوثيقة العصرية‪.‬‬
‫*جزاء تخلف بيانات الوثيقة العصرية‪.‬‬
‫الوثيقة‬ ‫بيانات‬ ‫األول‪:‬‬ ‫الفرع‬
‫العصرية‪.‬‬
‫تتلخص بيانات أصل الرسم التي أوجب القانون توفرها فيه حتى يكتسب قوته‬
‫وحجية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -0‬التاريخ والدائرة المنتصب فيها الموثق لإلشهاد حيث أوجب المشرع‬
‫اإلشارة لذلك في طليعة الرسم‪.‬‬
‫‪ -0‬اإلشارة إلى مجلس العقد‪.‬‬
‫‪ -8‬اإلشارة إلى أن األطراف حضروا لدى الموثق العصري والتمسوا منه‬
‫اإلشهاد عليهم في االتفاق الحاصل بينهم مباشرة دون تدخل منه وال مشاركة وإنما‬
‫كموثق رسمي مكلف باإلشهاد‪ ،‬ولذلك شهد عليهم حتى ال يفهم أن الموثق يعمل على‬
‫سمسرة الزبناء أو جلبهم خالفا للقانون‪.‬‬
‫‪ -0‬التعريف باألطراف من خالل وثائقهم الرسمية كالبطاقة الوطنية أو جواز‬
‫السفر أو جواز السياقة‪ ،‬وذكر موطنهم وكل ما يتعلق بهوياتهم‪ ،‬وفي حالة ما إذا كانوا‬
‫ال يتوفرون على بطاقة رسمية تعرف بهم‪ ،‬عرف بهم الموثق بواسطة شاهدين طبقا‬
‫للفصل ‪ 00‬من قانون فانتوز ‪ 00‬الذي يحيل عليه ظهير التوثيق العصري‪ .‬فإذا كان‬
‫أحد األطراف أميا أو عاجزا عن التوقيع شهد عليهم الموثق بحضور شاهدين طبقا‬
‫للفصل ‪ 8‬من قانون فانتوز ‪ 00‬المعدل بالقانون الفرنسي ‪ 00‬غشت ‪0300‬م والفصل‬
‫‪ 02‬من ظهير ‪ 0‬مايو ‪0305‬م والفصل ‪ 001‬من ق‪.‬ل‪.‬ع وال يص اإلشهاد عليهم‬
‫عندنا بموثقين كما هو الحال في فرنسا‪ ،‬يقول الفصل ‪ 00‬بهذا الخصوص‪ « :‬ال‬
‫يشترط لصحة الرسوم وفي كافة األحوال مساعدة موثق ثان»‪.1‬‬

‫‪ -1‬عبد الرحمن بلعكيد‪ ،‬وثيقة البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.803 :‬‬

‫‪181‬‬
‫ومعلوم أن األمي حسب الفهم الراسخ في قانون االلتزامات والعقود المغربي‬
‫وخاصة ما كرس في الفصل ‪ 001‬هو كل شخص ال يحسن التوقيع الذي هو أساس‬
‫االلتزام بمضمن المحررات الكتابية‪ ،‬غير أن النصوص القانونية تخلو من كل بيان‬
‫لمقدار ما يعتبر توقيعا سواء من حيث شكله أو من جهة طريقته‪.1‬‬
‫وقد رام كثير من الفقهاء تحديد بعض المعايير والضوابط المسعفة في بيان‬
‫ماهية التوقيع‪ ،‬فكان رأي بعضهم‪ 2‬أن التوقيع بيد الملتزم يجب أن يشمل اسم الموقع‬
‫ولقبه كاملين وال يجزئ عن ذلك العالمة المألوفة أو اإلمضاء المختصر‪ ،‬فيما اعتبر‬
‫آخرون‪ 3‬التوقيع كل رسم خطي يمثل اسم أو لقب الموقع بشكل معين كما تعود عليه‬
‫وال يمكن أن يكون مجرد عالمة أو شكل ال يفيد أي شيء‪ ،‬وهذا رأي غير مقبول من‬
‫جانب فقهي معتبر‪ 4‬ارتأى أن التوقيع هو مجرد األثر الذي يطبع به الشخص المتعاقد‬
‫هويته في أسفل المحرر بخط يده للداللة على العلم بمضمون الرضا وإجازته إياه‪،‬‬
‫وهذا التوقيع كأثر أو عالمة ال يضعه المتعاقد إال مرة واحدة في آخر المحرر العرفي‪،‬‬
‫لكن عندما يكون هذا المحرر كتابا يضم عدة صفحات‪ ،‬فإن تفادي ما قد يحصل من‬
‫نزاع حول المضمون األصلي لكل صفحة وما يمكن أن يحشر فيها من التزامات دون‬
‫علم من أحد المتعاقدين يقتضي أن يتعدد بتعدد الصفحات‪.‬‬
‫وقد أثمر هذا االختالف الفقهي بخصوص مفهوم األمية في آخر المطاف‬
‫اتجاهين فقهيين‪ ،‬يرى األول منهما عدم اعتماد مفهوم عام لألمية ليطبق على كل‬
‫النوازل‪ ،‬وإنما يجب اعتماد مفاهيم مختلفة حسب المعطيات المادية لكل نازلة على‬
‫حدة‪ ،‬فيما ارتأى االتجاه الفقهي الثاني ضبط مفهوم األمية انطالقا من التوقيع على‬
‫الوثيقة بخط اليد واعتباره قرينة بسيطة يمكن نقضها بإثبات عكسها‪.5‬‬
‫وقد كان لهذا التقلب في الرأي الفقهي صداه في العمل القضائي المغربي الذي‬
‫ما إن استقر على رأي بخصوص مفهوم األمي حتى تحول عنه الجتهاد مغاير‪ ،‬وهكذا‬
‫بعد أن اعتبر المجلس األعلى في قرار‪ 6‬له أن األمي هو مجرد الشخص الذي يجهل‬
‫اإلمضاء‪ ،7‬هجر هذا التحديد في قرار‪ 8‬آخر له اعتبر فيه أن األمي هو من ال يعرف‬

‫‪ -1‬ذ‪.‬حسن البكري‪ ،‬األمية وأثرها على االلتزام في التشريع المدني المغربي‪ :‬نظرية وتطبيق‪ ،‬ط‪0002/0‬هـ‪0222‬م‪،‬‬
‫مكتبة الرشاد‪ ،‬سطات‪ ،‬المغرب‪ ،‬ص‪.00 :‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬توفيق حسن فرج‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.028 :‬‬
‫‪ -3‬د‪.‬محمد بوجيدة‪ ،‬ممارسة اختصاصي اإلشهاد على صحة اإلمضاءات ومطابقة النسخ ألصولها‪ ،‬ط‪0338.‬م‪ ،‬وراقة‬
‫مكتبة مدغشقر‪ ،‬ص‪.80 :‬‬
‫‪ -4‬قراءة ميتودولوجية لصيغة الكراء المفضي إلى تملك الربع المبني لغرض السكنى في ضوء القانون ‪ 50-22‬المتعلق‬
‫باإليجار المفضي إلى تملك العقار د‪ .‬محمد شيل ‪ ،‬منشور ضمن أشغال ندوة مراكش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.085‬‬
‫‪ -5‬ذ‪.‬حسن البكري‪ ،‬األمية وأثرها على االلتزام في التشريع المدني المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12-51 :‬‬
‫‪ -6‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ ،033‬الصادر بتاريخ ‪ 3‬صفر ‪0832‬هـ‪ 05/‬أبريل ‪0312‬م‪ ،‬منشور ضمن مجموعة‬
‫قرارات المجلس األعلى‪ ،‬المادة المدنية ‪0311‬م‪0330-‬م‪ ،‬منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية‪،0335 ،‬‬
‫ص‪ 081 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -7‬المقصود هنا بطبيعة الحال التوقيع وليس القبول واإلجازة كما قد يتبادر من اصطالح اإلمضاء‪.‬‬
‫‪ -8‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ ،111‬الصادر بتاريخ ‪ 05‬دجنبر ‪0311‬م‪ ،‬منشور ضمن مجموعة قرارات المجلس‬
‫األعلى‪ ،‬المادة المدنية ‪0311‬م‪0330-‬م‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 011 :‬وما يليها‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫اللغة التي حرر بها العقد وكان قد سبق هذا القرار اجتهاد معتبر للمحكمة اإلقليمية‬
‫بالرباط أخذتها الجرأة فيه إلى إصدار قرار‪ 1‬اعتبرت فيه أن األمي هو من يجهل‬
‫مضمون الوثيقة التي وقع عليها‪.‬‬
‫وهكذا تظافر العمل القضائي المغربي على عدم االعتداد بالتزامات وعقود‬
‫‪2‬‬

‫األميين ما لم يتلقاها موثقون أو موظفون عموميون طبقا لمنطوق الفصل ‪ 001‬من‬


‫قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلشارة إلى رضا األطراف بالعقد وهم في حالة رشد وصحة وطوع‪.‬‬
‫‪ -1‬وصف محل التعاقد ومقدار التزام األطراف مع بيان المبالغ المالية‬
‫بالحروف واألرقام طبقا للفصل ‪ 08‬من قانون ‪ 05‬فانتوز السنة ‪ 00‬المحال عليه من‬
‫ظهير التوثيق العصري والمادة ‪ 81‬من المشروع ‪23.80.‬‬
‫‪ -1‬اإلشارة لقراءة العقد على األطراف واستيعابهم مضامينه وقبولهم به‪.‬‬
‫‪ -3‬التذكير بالقوانين المحاربة للتملص الضريبي والجزاءات الجاري بها‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪ -3‬تعيين محل المخابرة والتقاضي‪.‬‬
‫‪ -02‬توقيع األطراف والموثق وعند االقتضاء الشهود والترجمان طبقا ألحكام‬
‫الفصول ‪ 00‬و‪ 00‬وما بعدها والفصل ‪ 00‬من قانون فانتوز ‪00.‬‬
‫‪ -00‬خطاب الموثق بدمغته إشهادا وإيذانا بصيرورة الرسم تاما كوثيقة رسمية‪.‬‬
‫وقد أوجب الواضع في دمغة كل موثق أن تكون خاصة به وأن تحمل أسمه وصفته‬
‫كموثق والدائرة المنتصب للتلقي فيها على شكل موحد طبقا للفصل‪ 01‬من قانون‬
‫فانتوز ‪.00‬‬
‫وبعد هذا يصير أصل الرسم جاهزا لالحتجاج به في وجه األغيار‪ ،‬وهو الوثيقة‬
‫التي يحفظها الموثق بديوانه ضمن مستندات حفظ األصول إلى جانب الوكاالت وباقي‬
‫وثائق الملف‪ ،‬فيما يسلم لألطراف نسخة تنفيذية (‪ )La grosse‬تكون مشهودا‬
‫بمطابقتها لألصل وموقعا ومخاطبا عليها بدمغته في جميع صفحاتها مع اإلشارة إلى‬
‫بيانات التضمين بأصل الرسم ثم بيانات التسجيل‪ ،‬مع ذكر التاريخ ومكان تحرير‬
‫الوثيقة‪.3‬‬
‫وقد جعلت كثير من التشريعات‪ 4‬كأثر من اآلثار المترتبة عن الرسمية قابلية‬
‫المحررات الموثقة للتنفيذ الجبري‪ ،‬حيث يمن الموثق لألطراف وبمجرد إضفاء‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة اإلقليمية بالرباط عدد ‪ 50 503‬بتاريخ ‪ 03‬يناير ‪0310‬م‪ ،‬الملف عدد ‪ ،80 823‬منشور بمجلة‬
‫المحاماة عدد ‪ ،01‬السنة ‪ ،08‬يونيو‪ -‬يوليوز ‪ ،0332‬ص‪ 12 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -2‬مما جاء في حيثيات قرار المجلس األعلى عدد ‪ ،803‬الصادر بتاريخ ‪ 03‬ربيع الثاني ‪0833‬هـ‪ 0/‬يوليوز ‪0313‬م‪،‬‬
‫منشور ضمن مجموعة قرارات المجلس األعلى‪ ،‬المادة المدنية ‪0311‬م‪0330-‬م‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 50 :‬ما‬
‫يلي‪...":‬فااللتزام المحتج به ليست له أية قيمة قانونية ذلك أن االلتزامات الصادرة من األشخاص األميين الذين ال‬
‫يعترفون بمضمونها ال تكون لها قيمة إال إذا حررت بواسطة موثق أو موظف عمومي مختص ‪."...‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمن بلعكيد‪ ،‬وثيقة البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.803 :‬‬
‫‪ -4‬من هذه التشريعات نذكر مثال‪:‬‬

‫‪183‬‬
‫الرسمية على وثائق عقودهم نسخا تنفيذية تخولهم اللجوء إلى مصلحة التنفيذ الستيفاء‬
‫حقوقهم عند النزاع دون حاجة الستصدار حكم قضائي بذلك شريطة أن تذيل بالصيغة‬
‫التنفيذية كالتي ترد في األحكام‪.1‬‬
‫ويرجع كثير من الفقه القانوني‪ 2‬هذه القوة التنفيذية ألسباب تاريخية ترتبط بنشأة‬
‫مؤسسة التوثيق في فرنسا‪ ،‬حيث كان للموثقين في القانون الفرنسي القديم الصفة‬
‫القضائية‪ ،‬والتي كان من آثارها أن العقود التي توثق من لدنهم تكون واجبة التنفيذ‬
‫بذاتها كاألحكام‪ ،‬وهو األمر الذي ما زال يسري حاليا في كثير من القوانين‪ ،‬وهذا‬
‫التبرير يعرف في أوساط الباحثين بالتبرير بناء على معيار الطابع القضائي‪.‬‬
‫فيما فسر بعض الدارسين اآلخرين تمتع المحررات الموثقة بالقوة التنفيذية‬
‫بالركون إما لمعيار خضوع إرادة المدين‪ 3‬أو لضابط تأكيد الحق‪.4‬‬
‫وأيا ما كان السبب وراء تمتع المحررات الموثقة بالقوة التنفيذية كما سلف‪،‬‬
‫ونظرا لخطورة هذه الحجية على المراكز القانونية لألطراف‪ ،‬فقد درجت التشريعات‬
‫التي تعمل بهذا النظام على إخضاع مسألة تسليم النسخ التنفيذية ألحكام مشددة‬
‫وإجراءات صارمة من شأنها حماية حقوق المتعاملين‪ ،‬سواء من جهة تحديد‬
‫األشخاص الذين يحق لهم تسليمها‪ ،‬أو من ناحية عدد النسخ المسلمة‪ ،‬أو من حيث‬
‫مسئولية الموثق عند عدم مراعاة المقتضيات الخاصة بها والتي ترتد في آخر المطاف‬
‫ألربع حاالت وهي‪:‬‬

‫*التشريع الفرنسي الذي نص في الفصل ‪ 520‬من قانون المسطرة المدنية على ما يلي‪:‬‬
‫‪« Nul jugement ; nul acte ne peut ètre mis à l’exécution que sur présentation d’une‬‬
‫‪éxpédition revétue de la formule exécutoire, à moins que la loi n’en dispose autrement ».‬‬
‫*التشريع المصري الذي نص في المادة ‪ 032‬من قانون المرافعات على ما يلي‪" :‬ال يجوز التنفيذ الجبري إال بسند‬
‫تنفيذي اقتضاء لحق محقق موجود‪ ،‬ومعين المقدار‪ ،‬وحال األداء‪ .‬والسندات التنفيذية هي األحكام واألوامر والمحررات‬
‫الموثقة‪ ،‬ومحاضر الصل التي تصدق عليها المحاكم أو مجالس الصل ‪ ،‬واألوراق األخرى التي يعطيها القانون هذه‬
‫الصفة"‪ .‬والمحررات الموثقة في التشريع المصري كان يختص بتحريرها طبقا للقانون رقم ‪ 13‬لسنة ‪0301‬م جهتان‬
‫هما مكاتب التوثيق والمحاكم الشرعية‪ ،‬غير أنه بعد أن تم إلغاء هذه المحاكم بمقتضى القانون رقم ‪ 103‬لسنة ‪0355‬م‬
‫زال ما كان لها من اختصاص‪ ،‬وأصبحت مكاتب التوثيق تتفرد بإصدار جميع المحررات الموثقة ذات القوة التنفيذية على‬
‫اختالف أنواعها وأيا كانت جنسيات ذوي الشأن أو ديانتهم عدا عقود الزواج والطالق والرجعة والتصادق على ذلك‬
‫الخاصة بالمصريين المسلمين وغير المسلمين المتحدي= =الطائفة والملة‪ .‬د‪.‬أحمد خليفة شرقاوي أحمد‪ ،‬القوة التنفيذية‬
‫للمحررات الموثقة بين الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.000 :‬‬
‫*التشريع العراقي الذي نصت المادة ‪ 5‬من قانون التنفيذ رقم ‪ 82‬لسنة ‪0351‬م على ما يلي‪..." :‬تنفذ دائرة التنفيذ سندات‬
‫التنفيذ وهي اآلتية‪...‬وما يعطيه القانون من قوة التنفيذ من قرارات وأوامر وعقود‪."...‬‬
‫‪ -1‬ذ‪.‬محمد متزعم‪ ،‬عقد بيع العقار وصناعة التوثيق في المغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.031-031 :‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬أحمد خليفة شرقاوي أحمد‪ ،‬القوة التنفيذية للمحررات الموثقة بين الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ - .008-000 :‬د‪.‬محمد خيري‪ ،‬التعاقد في الميدان العقاري‪ ،‬مقال منشور في المجلة المغربية لقانون واقتصاد‬
‫التنمية‪ ،‬الصادرة عن كلية الحقوق‪/‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬العدد ‪ ،00‬السنة ‪0331‬م‪ ،‬ص‪.80 :‬‬
‫‪ -3‬مفاد معيار خضوع إرادة المدين أن المدين لما يلتزم بدين أمام الموثق يكون في حكم من ارتضى بمن دائنه سندا‬
‫واجب التنفيذ بهذا الدين‪ .‬د‪.‬أحمد خليفة شرقاوي أحمد‪ ،‬القوة التنفيذية للمحررات الموثقة بين الفقه اإلسالمي والقانون‬
‫الوضعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.008 :‬‬
‫‪ -4‬ضابط تأكيد الحق مفاده أن القوة الثبوتية للمحرر الموثق من قبل موثق تجعل الدائن في غنى عن إثبات دينه بسلوك‬
‫طرق أخرى لإلثبات ما دام الموثق الذي حررها موظفا عموميا ميقونا من أمانته إلى أن يثبت العكس‪ .‬د‪.‬محمد خيري‪،‬‬
‫التعاقد في الميدان العقاري‪ ،‬مقال مذكور قبال‪ ،‬ص‪.80 :‬‬

‫‪184‬‬
‫* مسئولية الموثق عند رفض من نسخة تنفيذية لمن له الحق فيها‪.‬‬
‫* مسئولية الموثق عند من نسخة تنفيذية لمن ال حق له فيها‪.‬‬
‫* مسئولية الموثق عند من نسخة تنفيذية غير مطابقة لألصل‪.‬‬
‫* مسئولية الموثق عند من نسخة تنفيذية معيبة‪.‬‬
‫وبناء عليه‪ ،‬فالموثق في التشريعات العاملة بنظام تسليم نسخ المحررات الموثقة‬
‫ذات القوة التنفيذية يكون ملزما بعدم من هذه النسخ إال لمن له الحق فيها كأن يكون‬
‫المستفيد نفسه أو ورثته أو ذوو حقوقه‪ ،‬وال يسلم لهم أكثر من نسخة واحدة‪ ،‬وال‬
‫يمنحهم نسخة ثانية إال بناء على قرار صادر عن قاضي األمور المستعجلة بهذا‬
‫الصدد‪.1‬‬
‫وبالنسبة للمشرع المغربي ومن خالل إحالة الفصل ‪ 02‬من ظهير ‪ 0‬ماي‬
‫‪0305‬م على الفصول من ‪ 3‬إلى ‪ 82‬من القانون الفرنسي المؤرخ ب‪ 05‬فانتوز السنة‬
‫‪ 00‬جمهوري نستطيع أن نستخلص من الفصلين ‪ 05‬و ‪ 01‬من القانون الفرنسي أن‬
‫الموثق العصري المغربي يختص بمن نسخ تنفيذية ألصحاب الشأن أو ورثتهم أو‬
‫ذوي حقوقهم‪ ،‬إال أن هذه النسخ التنفيذية تبقى غير قابلة للتنفيذ الجبري إلى حين‬
‫استصدار حكم يصبغها بالصيغة التنفيذية بناء على طلب المستفيد أو من ينوب عنه‪.2‬‬
‫والمشرع المغربي وإن لم يشر لقابلية محررات الموثقين للتنفيذ الجبري فإنه‬
‫مع ذلك أعطى السندات الرسمية بصفة عامة قوة وامتيازا حين جعل األحكام الصادرة‬
‫بناء عليها مشمولة بالنفاذ المعجل رغم كل تعرض أو استئناف‪ ،3‬غير أنه في هذه‬
‫الحالة ال يطبق التنفيذ المعجل بقوة القانون‪ ،‬وإنما يبقى مرهونا بعدم الطعن في السند‬
‫الرسمي بالزور‪ ،‬أو باإلكراه‪ ،‬أو بالتدليس‪ ،‬أو بالصورية‪ ،‬أو بالخطأ المادي من قبل‬
‫أحد األطراف أو الغير الذي له مصلحة مشروعة‪ ،‬فإن طعن فيه ألحد األسباب‬
‫المذكورة أوقف العمل به إلى أن تبث المحكمة في الطعن‪.4‬‬
‫أما بالنسبة للعقود الموثقة بالمغرب والمراد االحتجاج بها في الخارج فإنها ال‬
‫تخضع لمفاعيل الفصل ‪ 01‬من ظهير ‪0305/5/0‬م لتقادمها وإحالتها على ظروف‬
‫عهد الحماية‪ ،‬لذلك فهي تبقى محكومة بإجراءات المصادقة علي صيغتها التنفيذية حتى‬
‫تصير نافذة بالخارج‪ 5‬إال أن تكون هناك اتفاقات تعفي من هذا اإلجراء كما هو شأن‬

‫‪ -1‬ذ‪.‬محمد متزعم‪ ،‬عقد بيع العقار وصناعة التوثيق في المغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.033 :‬‬
‫‪ -2‬ذ‪.‬محمد متزعم‪ ،‬عقد بيع العقار وصناعة التوثيق في المغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.033 :‬‬
‫‪ -3‬يقول الفصل ‪ 001‬مسطرة مدنية بهذا الخصوص‪" :‬يجب أن يؤمر بالتنفيذ المعجل رغم التعرض أو االستئناف دون‬
‫كفالة إذا كان هناك سند رسمي أو تعهد معترف به أو حكم سابق غير مستأنف‪"...‬‬
‫‪ -4‬ذ‪.‬محمد متزعم‪ ،‬عقد بيع العقار وصناعة التوثيق في المغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.033 :‬‬
‫‪ -5‬نفس األمر بالنسبة للعقود الصادرة بالخارج والمراد االحتجاج بها في المغرب يجب أن تذيل بالصيغة التنفيذية من‬
‫طرف رئيس المحكمة االبتدائية بعد أن يتأكد من صحتها وعدم مساسها بالنظام العام المغربي‪ ،‬ما لم يكن هناك اتفاق‬
‫ثنائي بين المغرب وبلد منشأ العقد يعفي من هذا اإلجراء‪ ،‬يقول الفصل ‪ 080‬من قانون المسطرة المدنية المغربي بهذا‬
‫الخصوص‪" :‬تكون العقود المبرمة بالخارج أمام الضباط والموظفين العموميين المختصين أيضا قابلة للتنفيذ بالمغرب‬
‫بعد إعطائها الصيغة التنفيذية ضمن الشروط المقررة في الفصول السابقة"‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫البروتوكول الموقع بين المغرب وفرنسا بتاريخ ‪0330/3/02‬م‪ ،‬والذي يجعل الوثائق‬
‫الصادرة بأحد البلدين والمراد االحتجاج بها في البلد اآلخر معفية من إجراء المصادقة‪.‬‬

‫بيانات‬ ‫تخلف‬ ‫جزاء‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫الفرع‬


‫الوثيقة العصرية‪.‬‬
‫إن الرسم الباطل بسبب عيب في بيان من بياناته الجوهرية أو بسبب رفض أحد‬
‫األطراف التوقيع عليه أو عدم اختصاص الموثق أو عدم أهليته‪ ،‬ال يصل إال كوثيقة‬
‫عرفية في الحالة التي يكون فيها موقعا من المتعاقدين وهو ما نص عليه الفصل ‪008‬‬
‫من ق‪ .‬ل‪ .‬ع والفصل ‪ 03‬من ظهير ‪ 0‬مايو ‪0305‬م الذي جاء فيه بهذا الصدد أن‪«:‬كل‬
‫عقد ثم تلقيه في الصيغة الرسمية مخالفا للمقتضيات المنصوص عليها في الفصول ‪3‬‬
‫و‪ 3‬و‪ 02‬و‪ 00‬و‪ 02‬من القانون الفرنسي الصادر في ‪ 05‬من الشهر السادس من سنة‬
‫‪ 00‬من التقويم السنوي الجمهوري والفصل ‪ 00‬من ظهيرنا الشريف هذا‪ ،‬يعتبر باطال‬
‫إذا لم يكن موقع عليه من طرف أطراف العالقة التعاقدية وإذا كان العقد يشتمل على‬
‫توقيع األطراف فال تكون له إال قيمة للمكتوب الخاص وهذا بقطع النظر عن التعويض‬
‫عن الضرر إذا اقتضى األمر في الحالتين ضد الموثق مرتكب المخالفة وعن تطبيق‬
‫العقوبات التأديبية المقررة في الفصل ‪.80‬‬
‫وكذلك الشأن في الحالة التي يتلقى فيها موثق عقدا خارج دائرة اختصاصه أو‬
‫كان الموثق موقوفا عن العمل أو معزوال»‪.‬‬
‫وحسب الفصل ‪ 05‬من الظهير فإذا توفى موثق قبل أن يوقع على الرسم الذي‬
‫تلقاه‪ ،‬وبعد توقيع األطراف المتعاقدة والشهود عليه‪ ،‬فيمكن للمحكمة االبتدائية‬
‫المختصة بناء على طلب من األطراف أو من أحدهما أن تصدر أمرا يقضي بتصحي‬
‫هذا الرسم من قبل موثق آخر بحيث يضع عليه توقيعه بمحضر األطراف بعد أن يقرأ‬
‫عليهم مضمنه ويصرحون بقبولهم بهذا المضمن‪ ،‬وفي هذه الحالة يعتبر الرسم صحيحا‬
‫كما لو كان موقعا من الموثق الذي تلقاه‪ .‬غير أن المادة ‪ 105‬من المشروع ‪23.80‬‬
‫اشترطت تقديم الطلب من الطرفين وفي ذلك تضييع لحقوق أحد األطراف فيما إذا‬
‫رفض الطرف المقابل إتمام اإلجراءات التي توقفت لسبب ال دخل له فيه وال ذنب‪.‬‬

‫‪ -1‬تقول المادة ‪ 05‬المذكورة‪" :‬إذا توفي الموثق قبل أن يوقع على العقد الذي تلقاه وبعد توقيع األطراف والترجمان‬
‫والشهود إن وجدوا‪ ،‬أمكن لرئيس المحكمة االبتدائية التي كان الموثق يزاول مهامه بدائرة نفوذها أن يأمر بناء على طلب‬
‫من المتعاقدين بتذييل العقد بتوقيع موثق آخر بحضورهم وموافقتهم على مضمونه بعد قراءته عليهم من جديد"‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫الـبـاب الـثـانـي‪:‬‬
‫المـوثـق العصري وتحرير العقود‬
‫العقارية‬

‫‪187‬‬
‫يتبين من قراءة الفصل ‪ 033‬من ظهير االلتزامات أنه لتمام البيع الواقع على‬
‫العقار يتعين تحقق مجموعة من الشروط منها أن يتم البيع في محرر كتابي‪ ،‬وأن يكون‬
‫المحرر الكتابي ثابت التاريخ‪ ،‬وأن يسجل هذا البيع لدى مديرية الضرائب قسم‬
‫التسجيل والتنبر حتى يكون نافذا في مواجهة األغيار‪ .‬كما تطلب القانون لتمام بيع‬
‫العقار تحضير وصل اإلبراء من أداء الضرائب واستصدار ترخيص إداري في بعض‬
‫الحاالت‪ ،‬وإذا كان محفظا وجب تقييد البيع على الرسم العقاري‪.1‬‬
‫وقد اقتضت ضرورة تلبية الحاجة الماسة إلى المباني المعدة لغرض السكنى‬
‫والتجارة والصناعة والسياحة والمهن تسريع وثيرة االستثمار في مجال البناء المعدود‬
‫كأهم رافع من روافع التنمية؛ وألجل تسهيل ذلك‪ ،‬مد المشرع القطاعين العام‬
‫والخاص بإطار قانوني ينظم التعامالت في العقارات ويسهل توثيق التصرفات‬
‫بخصوصها وما يستتبع ذلك من توفير مصادر تمويل المشروعات بيسر خارج‬
‫القروض والرهون مع مراعاة مصال طرفي العالقة في مثل هذه العقود‪.‬‬
‫وفي هذا السياق جاء القانون ‪ 03-22‬المتعلق بالملكية المشتركة للعقارات‬
‫المبنية‪ 2‬المنفذ بالظهير الشريف رقم ‪ 0-20-033‬بتاريخ ‪ 05‬رجب ‪0008‬هـ‪28‬‬
‫أكتوبر ‪0220‬م وهو القانون الذي نسخ ظهير ‪ 01‬نونبر‪0301‬م‪ ،‬كما جاء القانون‬
‫‪ 00-22‬المنظم لبيع العقارات في طور اإلنجاز‪ 3‬والذي صدر بتنفيذه الظهير الشريف‬
‫رقم‪ 0.20.823‬بتاريخ ‪ 05‬رجب ‪0008‬هـ(‪ 28‬أكتوبر‪0220‬م) تتميما للظهير‬
‫الشريف الصادر في ‪ 3‬رمضان ‪0880‬هـ‪00‬غشت ‪0308‬م بمثابة قانون االلتزامات‬
‫والعقود‪ ،‬ثم جاء القانون ‪ 50-22‬المتعلق باإليجار المفضي إلى تملك العقار‪ 4‬المنفذ‬
‫بالظهير الشريف رقم ‪ 0-28-020‬والصادر بتاريخ ‪ 01‬رمضان ‪ 0000‬هـ موافق‬
‫‪ 00‬نونبر ‪0228‬م والبقية تأتي‪.‬‬
‫وسيكون مفيدا جدا االطالع على ماهية التصرفات التي نظمتها هذه القوانين‬
‫وما اشترطته من ضوابط وأحكام النعقادها‪ ،‬على أن يتم التركيز بصفة مباشرة على‬
‫شكلية العقود التي تبرم في إطارها سواء من ناحية البيانات التي توجب هذه القوانين‬
‫تضمينها في المحررات التوثيقية أو بالنظر للمحررين الذين خولت لهم القوانين ‪-22‬‬
‫‪ 03‬و ‪ 50-22‬و ‪ 00-22‬أحقية التوثيق‪ ،‬لكن قبل ذلك يجد بنا التطرق لنموذج وثيقة‬
‫بيع عقاري خاضع لألحكام العامة‪.‬‬
‫وبناء عليه سوف نقسم الكالم هنا إلى أربعة فصول نخصص األول منها لتوثيق‬
‫البيع العقاري الخاضع لألحكام العامة‪ ،‬والثاني لتوثيق التصرفات الواقعة على العقار‬
‫الخاضع لنظام الملكية المشتركة‪ ،‬والثالث لتوثيق بيع العقارات في طور اإلنجاز‪،‬‬
‫والرابع األخير لتوثيق عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الحق صافي‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬دراسة في قانون االلتزامات والعقود وفي القوانين الخاصة‪ ،‬طـ ‪ ،0333/0‬ص‪.018 :‬‬
‫‪ -2‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5250‬بتاريخ ‪ 0‬رمضان ‪ 0008‬هـ موافق ‪ 1‬نونبر ‪.0220‬‬
‫‪ -3‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5250‬بتاريخ ‪ 0‬رمضان ‪ 0008‬هـ موافق ‪ 1‬نونبر ‪ 0220‬ص ‪.8038‬‬
‫‪ -4‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5010‬بتاريخ فات ذي القعدة ‪ 0000‬هـ موافق ‪ 05‬ديسمبر ‪ 0228‬ص‪.0815‬‬

‫‪188‬‬
‫الفصل األول‪ :‬توثيق البيع العقاري‬
‫الخاضع لألحكام العامة‪.‬‬
‫ألزم المشرع المغربي بموجب الفصل ‪ 033‬من ظهير االلتزامات لتمام البيع‬
‫الواقع على العقار أن تتحقق فيه مجموعة من الشروط ليس أقلها أن يجري البيع في‬
‫محرر كتابي‪ ،‬وأن يكون هذا المحرر الكتابي ثابت التاريخ‪ ،‬وأن يسجل هذا البيع لدى‬
‫مديرية الضرائب قسم التسجيل والتنبر حتى يكون نافذا في مواجهة األغيار‬
‫وبالمحافظة العقارية إذا كان العقار المبيع محفظا‪ .‬كما تطلب القانون لتمام بيع العقار‬
‫من البائع تحضير وصل اإلبراء من أداء الضرائب المستحقة لخزينة الدولة‪،‬‬
‫واستصدار ترخيص إداري في بعض الحاالت‪.‬‬
‫فإذا أدلى األطراف بالوثائق المشترطة قانونا لصحة البيع العقاري‪ ،‬أصب‬
‫بمقدور الموثق العصري وفي إطار تصديه للمهام المنوطة به قانونا‪ ،‬أن يتلقى منهم‬
‫إشهادهم وأن يضفي عليه صبغة الرسمية وذلك في نطاق اختصاصه المكاني والنوعي‬
‫كما هو منصوص عليه في ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪.‬‬
‫وبناء عليه سوف تكون لنا وقفة خاصة هنا عند وثيقة عصرية دالة عن بيع‬
‫عقار محفظ خاضع لألحكام العامة‪ ،‬وغني عن البيان أن محررات الموثقين العصريين‬
‫اضطلعت بدور أساسي ومنذ انبثاقها في تطوير قانون العقود؛ ذلك أن األطراف‬
‫تدعوهم الحاجة في كثير من األحيان إلى إبرام عقود لم تنظمها التشريعات‪ ،‬فتكون‬
‫بذلك هذه الوثائق مثلها مثل باقي المحررات العقدية حافز المشرع الستيعاب هذه‬
‫التعاقدات داخل القوانين‪ ،‬ومن خاللها ينزل األحكام القانونية الخاصة بالعقود على‬
‫أرض الممارسة التعاقدية‪ ،‬فيتم التأكد من مراعاة شروط التعاقد وإثبات الحقوق؛‬
‫الشيء الذي جعل المشرع ينصص على المكونات الجوهرية والفصول األساسية‬
‫للوثيقة العقدية في القوانين المنظمة ذات الصلة‪.‬‬
‫في ضوء كل هذا ترتسم أمامنا خطة الدراسة على الشاكلة التالية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مشتمالت كتابة وثيقة البيع العقاري‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تحرير الموثق العصري لبيع عقار محفظ خاضع لألحكام العامة‪.‬‬
‫وثيقة‬ ‫كتابة‬ ‫مشتمالت‬ ‫المبحث األول‪:‬‬
‫البيع العقاري‪.‬‬
‫إن مقتضيات الفصل ‪ 033‬من ق‪.‬ل‪.‬ع صريحة في أن البيع الذي ينصب على‬
‫حق عيني عقاري يجب أن يصب في محرر ثابت التاريخ رسميا كان أم عرفيا‪ ،‬وأن‬
‫يسجل في الشكل المحدد قانونا حتى ينتج آثاره في مواجهة األغيار‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫ويقتضي منا الخوض في الطبيعة القانونية للكتابة في مجال البيع العقاري أهي‬
‫شرط صحة أم مجرد وسيلة إثبات‪ ،‬التمييز بين مذاهب الفقه القانوني المغربي بهذا‬
‫الخصوص وتوجهات االجتهاد القضائي للمجلس األعلى‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن بائع العقار وحتى يأتي الواجب عليه في القيام بكل ما‬
‫من شأنه نقل ملكية مبيعه يتوجب عليه تحضير وصل اإلبراء الضريبي الذي هو في‬
‫آخر المطاف عبارة عن وسيلة يثبت بواسطتها أداءه كافة التحمالت الضريبية‬
‫المتوجبة عليه كمالك للعقار لفائدة إدارة الضرائب‪.‬‬
‫وبالنظر إلى أن المشرع المغربي ضمن الفصل ‪ 033‬من ق‪.‬ل‪.‬ع حكمه الهام‬
‫في ضرورة تسجيل محررات العقود الدالة على البيوع العقارية‪ ،‬فإنه من الحري بنا‬
‫أن نتعرف طبيعة هذا التسجيل والمقصود منه أهو التسجيل لدى مصلحة التسجيل‬
‫والتنبر بإدارة الضرائب؟ أم هو التسجيل لدى المحافظة العقارية؟‬
‫في ضوء هذا يقتضي ترتيب الكالم هنا أن نخصص لكل نقطة من النقط التالية‬
‫مطلبا خاصا‪:‬‬
‫* طبيعة الكتابة المتطلبة لتمام بيع العقار في القانون المغربي‪.‬‬
‫* تحضير وصل اإلبراء من الضريبة على العقار المبيع‪.‬‬
‫* تسجيل عقد البيع العقاري وتقييده‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬طبيعة الكتابة المتطلبة‬
‫لتمام بيع العقار في القانون المغربي‪.‬‬
‫إذا كان األصل في عقد البيع أنه يتم بمجرد تراضي عاقديه أحدهما بالبيع‬
‫واآلخر بالشراء وفق ما هو منطوق الفصل ‪ 033‬من ق‪.‬ل‪.‬ع مع االتفاق على شروط‬
‫المبيع والثمن وباقي البنود‪ ،‬فإن المشرع المغربي قد خرج على مبدأ الرضائية العام‬
‫هذا كلما تعلق األمر ببيع عقار أو حقوق عقارية‪ ،‬حيث يتوجب والحالة هاته تضمين‬
‫هذه البيوع في محررات ثابتة التاريخ وتسجيلها طبقا للقانون كما هو مقتضى الفصل‬
‫‪ 033‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫وقد اختلف الفقه القانوني المغربي حول طبيعة الشكلية المنصوص عليها في‬
‫الفصل ‪ 033‬هل هي لالنعقاد أم لإلثبات فقط‪ ،‬على أن األهمية العملية لهذا التمييز‬
‫تكمن بصفة أساسية في أنه عندما تكون الكتابة وسيلة إثبات فقط ال يتوقف وجود عقد‬
‫البيع عليها إذ ال تعدو أن تكون أداة إثبات ال أكثر‪ ،‬بينما حين تكون الكتابة ركنا شكليا‬
‫في العقد فإن وجوده يتوقف على وجودها‪ .‬وعليه فقد ذهب جانب مهم من الفقهاء‬
‫القانونيين المغاربة‪ 1‬إلى أن الشكلية المفترضة بموجب الفصل ‪ 033‬من ق‪.‬ل‪.‬ع هي‬

‫‪ -1‬د‪.‬عبدالحق صافي‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 018 :‬وما يليها‪ .‬د‪ .‬محمد الكشبور‪ ،‬بيع العقار بين الرضائية‬
‫والشكل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .53 :‬د‪.‬إبراهيم فكري‪ ،‬تمام بيع العقار وما يترتب عليه من حقوق وأشياء في قانون‬
‫االلتزامات والعقود والتوثيق العصري والتوثيق العدلي والعقود العرفية في نظر قضاء األصل واالجتهاد القضائي وآراء‬
‫الفقه الحديث‪ ،‬مقال منشور ضمن أعمال ندوة توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 032 :‬وما يليها‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫لالنعقاد ال يقوم عقد البيع العقاري بدونها خروجا عن القاعدة العامة التي هي رضائية‬
‫البيع‪ ،‬سواء في القانون المدني المغربي أو حتى في الفقه المالكي حسب فهم القضاء‬
‫المغربي لراجحه أو مشهوره أو ما جرى عليه عمله‪ ،‬والمعدود مبدئيا أحد المصادر‬
‫األساسية للقانون المغربي‪.‬‬
‫وقد انقسم هذا الجانب الفقهي على نفسه بين من يتمسك بضرورة إثبات عقد‬
‫البيع العقاري بواسطة الحجة الكتابية الكاملة رسمية كانت أم عرفية‪ ،1‬وبين من يقول‬
‫باالعتماد في ذلك استثناء على مجرد بداية الحجة الكتابية المعززة بوسائل اإلثبات‬
‫القانونية المقنعة للقاضي‪.2‬‬
‫غير أن مثل هذا الرأي المار بنا مما خالفه بعض الفقه الذي ارتأى أن الشكلية‬
‫المفترضة في الفصل ‪ 033‬من ق‪.‬ل‪.‬ع إنما هي شكلية إثبات فقط ال يترتب على تخلفها‬
‫تخلف عقد البيع العقاري‪ ،‬بل إن من الفقه من ارتأى إمكانية االعتماد على مجرد‬
‫اإلقرار القضائي إلثبات البيع الواقع على العقار أو الحقوق العقارية‪.3‬‬
‫وقد سار العمل القضائي المغربي في أغلبه ومنذ عهد الحماية وحتى اآلن على‬
‫تأويل الفصل ‪ 033‬من ق‪.‬ل‪.‬ع وفق توجه الرأي الفقهي األول أعاله‪ ،‬على أن هناك‬
‫بعض القرارات الصادرة عن المجلس األعلى ما وقع التمسك فيها بقاعدة رضائية عقد‬
‫البيع المنصوص عليها في الفصل ‪ 033‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بما يفهم منه أن تخلف شكليات‬
‫الفصل ‪ 033‬ال يؤدي بالضرورة إلى بطالن البيع في آخر المطاف‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تحضير وصل اإلبراء من‬


‫الضريبة على العقار المبيع‪.‬‬
‫وصل اإلبراء عبارة عن إشهاد إداري يبرئ البائع من حيث المبدأ من كل‬
‫تكليف ضريبي يقع على العقار المبيع‪ ،‬وبواسطته يستطيع هذا البائع إثبات أدائه كافة‬
‫التحمالت الضريبية المتوجبة عليه كمالك للعقار لفائدة إدارة الضرائب وهو نوعان‪:‬‬
‫*وصل اإلبراء الضريبي المسلم من قبل قباضة إدارة الضرائب التي يوجد في‬
‫دائرتها الترابية العقار المبيع بعد أداء الملتزم لكل المستحقات الضريبية سواء ما تعلق‬
‫منها بالضريبة الحضرية المفروضة على العقارات المخصصة للسكنى أو للنشاط‬
‫المهني أو ألي استغالل آخر ‪ ،‬أو الضريبة العامة على الدخل بالنسبة للعقارات‬
‫المستغلة زراعيا أو المكراة‪ ،‬أو الضريبة على الشركات‪ ،‬أو الضريبة على األرباح‬

‫‪ -1‬د‪.‬محمد خيري‪ ،‬التعاقد في الميدان العقاري‪ ،‬مقال منشور ضمن أعمال ندوة "النظام العقاري‪ ،‬اإلنعاش العقاري‬
‫والتعمير"‪ ،‬المجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية‪ ،‬العدد ‪ ،00‬السنة ‪0331‬م‪ ،‬ص‪.80 :‬‬
‫‪ -2‬ذ‪.‬نور الدين الجزولي‪ ،‬بيع العقار المحفظ بين الشكلية والرضائية (الفصل ‪ 033‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫المحامي‪ ،‬تصدرها هيئة المحامين بمراكش‪ ،‬العدد ‪ ،01‬السنة ‪0332‬م‪ ،‬ص‪.05 :‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمن بلعكيد‪ ،‬وثيقة البيع بين النظر والعمل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.031 :‬‬

‫‪191‬‬
‫العقارية المترتبة على البيع الذي يتعين التصري بها خالل أجل شهرين من تاريخ‬
‫البيع‪.1‬‬
‫* وصل اإلبراء الضريبي المسلم من طرف الجماعة المحلية للدائرة التي يوجد‬
‫بها العقار المبيع بعد الوفاء بكامل الضرائب المستحقة لها‪.2‬‬
‫ولضمان حقوق الخزينة العامة في تحصيل الضرائب علق المشرع المغربي‬
‫تسجيل‪ 3‬عقد بيع العقار على اإلدالء بوصل اإلبراء الضريبي‪ ،‬كما منع كتاب الضبط‬
‫ووكالء اإلفالس والمصفين القضائيين والمؤتمنين كالموثقين والعدول والمستشارين‬
‫القانونيين ومؤسسات االئتمان والمحامين وغيرهم من أمناء األموال تسليم األموال‬
‫المودعة لديهم ألصحابها قبل استخالص حقوق الخزينة العامة المتوجبة عليهم‪.‬‬

‫البيع‬ ‫عقد‬ ‫تسجيل‬ ‫الثالث‪:‬‬ ‫المطلب‬


‫العقاري وتقييده‪.‬‬
‫ضمن المشرع المغربي الفصل ‪ 033‬من ق‪.‬ل‪.‬ع حكما أساسيا يتعلق بوجوب‬
‫تسجيل الصيغ العقدية المتضمنة للبيوع العقارية وفق الشكل المحدد بمقتضى القانون؛‬
‫وألن الصيغة األصلية لنص الفصل ‪ 033‬من ق‪.‬ل‪.‬ع إنما كتبت بالفرنسية‪ ،‬فإن‬
‫ترجمتها الفقهية المتداولة منذ ‪0315‬م مما وقع اختالف الفقه القانوني المغربي حول‬
‫المقصود باصطالح التسجيل الوارد فيها‪ ،‬فظهر مذهبان فقهيان يرى األول منهما أن‬
‫المقصود هو عملية التسجيل بمصلحة التسجيل والتنبر التابعة إلدارة الضرائب‪ ،‬في‬
‫حين يرى المذهب اآلخر أن التسجيل المقصود هو التسجيل لدى المحافظة العقارية‪.4‬‬
‫وقد كان حريا بالمشرع المغربي هنا أن يبين ماهية هذا الشكل القانوني‬
‫المطلوب حتى يكون المخاطبون بنصه على بينة من مقتضياته انضباطا لمبدأ التوقع‬
‫الذي يجب أن تتصف به كل قاعدة قانونية تسعى ألن تسمو إلى مصاف القواعد العامة‬
‫والمجردة‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬عبدالحق صافي‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.033 :‬‬


‫‪ -2‬د‪.‬عبدالحق صافي‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.033 :‬‬
‫‪ -3‬مما جاء في المادة ‪ 00‬من قانون التسجيل بهذا الخصوص‪" :‬ال يجوز للعدول والموثقين العصريين واألشخاص الذين‬
‫يمارسون مهام التوثيق أن يحرروا أي عقد يحمل تفويت أمالك خاضعة للضريبة دون تقديم شهادة من مصلحة التحصيل‬
‫تثبت أداء المقادير الواجبة بما فيها المستحقة برسم السنة الجارية ‪ ."...‬وتقول الفقرة الثانية من المادة ‪ 01‬من القانون‬
‫‪ 33.81‬المتعلق بتنظيم الضريبة الحضرية‪ " :‬وكل عقد متعلق بنقل ملكية من هذا القبيل يقدمه المتعاقدان مباشرة إلى‬
‫إدارة التسجيل يجب أن يحتفظ به محصل التسجيل إلى أن يقع اإلدالء بما يثبت دفع مبلغ الضريبة الحضرية وفق ما هو‬
‫منصوص عليه أعاله"‪.‬‬
‫‪ -4‬د‪.‬محمد مومن‪ ،‬مفهوم التسجيل الوارد في الفصل ‪ 033‬من قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬مقال منشور ضمن أعمال‬
‫ندوة توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 883 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫وأيا ما كانت مبررات‪ 1‬كل مذهب فقهي فإننا سوف نتطرق هنا تباعا لعمليتي‬
‫التسجيل سواء بإدارة الضرائب (الفرع األول) أو بإدارة المحافظة العقارية (الفرع‬
‫الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تسجيل عقد البيع العقاري‪.‬‬
‫ينطوي التسجيل بحكم توفيره إلرادات مالية لخزينة الدولة على أهداف جبائية‬
‫واضحة‪ ،‬لكن مع ذلك فهو يرتب آثارا قانونية مدنية مهمة ليس أقلها صيانة العقود‬
‫وإكسابها تاريخا ثابتا‪ ،‬وهو في آخر المطاف عبارة عن نسخ حرفي لمضامين عقود‬
‫واتفاقات األطراف وتفويتاتهم أو على األقل قيد ألهم فصولها بسجل عمومي ممسوك‬
‫لدى قابض التسجيل‪ ،‬يترتب عليه تحصيل ضريبة للخزينة العامة تعرف بواجب‬
‫التسجيل‪.‬‬

‫‪ -1‬تتمثل مبررات المذهب الفقهي القانوني الذي يرى أن المقصود باصطالح التسجيل الوارد بالفصل ‪ 033‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫هو التسجيل لدى إدارة الضرائب في ما يلي‪:‬‬
‫* إن أساس التسجيل وغرضه هو توفير الموارد الجبائية لخزينة الدولة واستخالصها مع مراقبة صحة العقود‪.‬‬
‫* إن تسجيل البيوع الواردة على العقارات المحفظة محكوم بظهير ‪ 00‬غشت ‪0308‬م وظهير ‪ 0‬يونيو ‪0305‬م وليس‬
‫بالفصل ‪ 033‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫*إن عدم تسجيل العقد في إطار مقتضيات الفصل ‪ 033‬يترتب عليه عدم سريان العقد في مواجهة الغير فقط‪ ،‬خالفا لعدم‬
‫تسجيله في إطار الفصلين ‪ 15‬و ‪ 11‬من ظهير التحفيظ العقاري الذي يجعل العقد غير موجود بالنسبة لألطراف واألغيار‬
‫على حد سواء‪.‬‬
‫* إن التسجيل لذى إدارة الضرائب يمن العقود تاريخا تابثا‪.‬‬
‫* إن قانون االلتزامات والعقود أوجب التسجيل بالنسبة لعقود أخرى منها ما هو غير قابل للتسجيل بالمحافظة العقارية‪،‬‬
‫فمثال قانون االلتزامات والعقود يتحدث عن تسجيل كراء العقارات لما يزيد عن سنة فيما الفصل ‪ 15‬من ظهير التحفيظ ال‬
‫ينص على ضرورة تسجيله إال إذا زادت المدة عن ثالث سنوات‪ ،‬فيكون المقصود هو التسجيل بإدارة الضرائب‪.‬‬
‫* إن صيغة الفصل ‪ 033‬ال تحمل هذا الخلط حين عبرت عن التسجيل ب ‪ Enregistrée‬ومعلوم أن التسجيل لدى إدارة‬
‫الضرائب يعبر عنها ب ‪ Enregistrement‬ولدى المحافظة العقارية ب ‪.L’inscription‬‬
‫* إن اعتبار المقصود بالتسجيل هو التسجيل لدى إدارة الضرائب هو التفسير الذي يالئم ازدواجية التشريع العقاري‬
‫المغربي‪ .‬أما المذهب الفقهي الذي يرى أن المقصود هو التسجيل لدى المحافظة العقارية فاحتج لرأيه بما يلي‪:‬‬
‫* إن التسجيل بالمحافظة العقارية هو وحده الكفيل بإشهار الحق العيني‪.‬‬
‫* إن فصول ظهير التحفيظ العقاري وخاصة الفصالن ‪ 15‬و ‪ 11‬أوجبت إشهار التصرفات العقارية بالتسجيل لدى‬
‫المحافظة العقارية ومنها البيع العقاري‪.‬‬
‫* إن تسجيل البيع العقاري بالمحافظة العقارية يكفي لمواجهة األغيار به ولو لم يسجل بإدارة الضرائب‪.‬‬
‫يراجع بهذا الخصوص‪:‬‬
‫* ذ‪.‬نور الدين الجزولي‪ ،‬بيع العقار المحفظ بين الشكلية والرضائية (الفصل ‪ 033‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪ ،‬مقال مذكور‪ ،‬ص‪00 :‬‬
‫وما يليها‪.‬‬
‫* د‪.‬محمد مومن‪ ،‬مفهوم التسجيل الوارد في الفصل ‪ 033‬من قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬مقال مذكور‪ ،‬ص‪ 800 :‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫* د‪ .‬محمد الكشبور‪ ،‬بيع العقار بين الرضائية والشكل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 35:‬وما بعدها‪.‬‬
‫* د‪.‬محمد خيري‪ ،‬حماية الملكية العقارية نظام التحفيظ العقاري بالمغرب‪ ،‬ط‪0220‬م‪ ،‬دار نشر المعرفة‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫ص‪ 802:‬وما يليها‪.‬‬
‫* د‪.‬محمد بونبات‪ ،‬قوانين التحفيظ والتسجيل والتجزئة العقارية‪ ،‬منشورات كلية الحقوق بمراكش‪ ،‬العدد ‪ ،00‬السنة‬
‫‪0331‬م‪ ،‬ص‪.001 :‬‬

‫‪193‬‬
‫وإذا كان المشتري هو الملتزم أصال برسوم التسجيل والتنبر عمال بمقتضى‬
‫الفصل ‪ 500‬من ق‪.‬ل‪.‬ع إال أن يتفق على خالفه‪ ،‬فإن األطراف جميعا يبقون ملتزمين‬
‫بالتضامن بأداء هذه الرسوم لفائدة الخزينة العامة عمال بالمادة ‪ 81‬من مدونة التسجيل‬
‫مع حفظ كامل حقهم في رجوع بعضهم عن البعض‪.‬‬
‫وقد اعتبر المشرع المغربي التسجيل شرطا لنفاذ بعض العقود في مواجهة‬
‫الغير ومنها بيع العقارات والحقوق العقارية واألشياء التي يمكن رهنها رهنا رسميا‪،‬‬
‫ومنها المعاوضة التي محلها عقارات أو أشياء أخرى يمكن رهنها رهنا رسميا‪ ،‬ومنها‬
‫عقود كراء العقارات ألكثر من سنة‪ ،‬ومنها عقود الصل المتعلقة بإنشاء أو نقل أو‬
‫تعديل حقوق واردة على عقارات أو غيرها من األشياء التي يمكن رهنها رهنا‬
‫رسميا‪ .1‬وتقدر رسوم التسجيل مبدئيا في ضوء الثمن المصرح به‪ ،‬فإن قدم لمصلحة‬
‫التسجيل رسم ال يتضمن بيانا بقيمة المبيع‪ ،‬فاألطراف يلزمون بتقديم تصري موقع‬
‫منهم يتضمن القيمة الحقيقية للمبيع وإال فقابض التسجيل سيقدر قيمة الرسوم المتوجبة‬
‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 00‬من مدونة التسجيل‪.‬‬
‫وتبعا ألحكام الفصل ‪ 01‬من ظهير التوثيق والمادة ‪ 38‬من مدونة التسجيل‬
‫فالموثق العصري يؤدي رسوم التسجيل والتنبر ومعها الرسوم التوثيقية داخل أجل‬
‫شهر من تاريخ التعاقد‪ ،‬وله عند االقتضاء استرجاعها من األطراف‪ ،‬وفي حالة عدم‬
‫أدائه وفق الكيفية المشار لها وفي األجل المضروب يتحمل شخصيا بالغرامة‪ .‬ويتوجب‬
‫على الموثق في ضوء أحكام الفصلين األول و الرابع والعشرين من ظهير التوثيق‬
‫ومعه المادة ‪ 30‬من مدونة التسجيل والتنبر أن يعرض على التسجيل جميع العقود‬
‫العرفية غير المسجلة التي تنبني عليها العقود الرسمية التي يقوم بتحريرها‪.‬‬
‫ومعلوم أن البيوع العقارية المتوقفة على الترخيص اإلداري ال تسجل إال بعد‬
‫اإلدالء به‪ ،‬ومن هذا القبيل الترخيص اإلداري المفروض لتمام بيع أراضي التجزئات‬
‫العقارية واألراضي الفالحية داخل الدوائر السقوية‪ ،‬ورخصة بيع األراضي المملوكة‬
‫على الشياع داخل المدار الحضري أو في الشركات التعاونية للسكنى‪ ،‬ورخصة بيع‬
‫العقارات الموجودة بالمغرب لألجانب‪ ،‬ورخصة شراء الشركات مجهولة اإلسم‬
‫للعقارات الفالحية‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تقييد عقد بيع العقار‬
‫المحفظ‪.‬‬
‫إن البيع الوارد على العقار المحفظ ال يكون ناقال للملكية بين المتعاقدين أو في‬
‫مواجهة الغير إال من وقت تقييده في الرسم العقاري طبقا لمقتضيات الفصلين ‪ 11‬و‬
‫‪ 11‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬وما دامت عقود بيع العقارات تشكل أهم وسيلة لنقل‬
‫‪ -1‬د‪.‬عبدالحق صافي‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.028 :‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬عبد الرحمن بلعكيد‪ ،‬وثيقة البيع بين النظر والعمل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 013 :‬وما يليها‪ - .‬د‪.‬عبدالحق صافي‪ ،‬عقد‬
‫البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 035 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫وتداول الملكيات العقارية‪ ،‬فإن عدم تقييد هذه العقود يجردها من آثارها القانونية‬
‫ويضعها في مرتبة عدم االنعقاد‪.1‬‬
‫وقد درج المجلس األعلى على إصدار عدة قرارات‪ 2‬أكدت على الطابع‬
‫المنشيء لتقييد البيع الوارد على العقار في الرسم العقاري‪ ،‬وقد رددت مختلف هذه‬
‫القرارات عبارات من قبيل‪" :‬إلى أن يسجل على الرسم‪ ،‬فإن شراء العقار المحفظ ال‬
‫ينتج أي أثر ولو بين األطراف وال يكتسب المشتري أي حق عيني على العقار كما ال‬
‫يعطيه حق المطالبة بوضع يده عليه وال المطالبة بثماره‪.3"...‬‬
‫وبناء على ما مر بنا فإن انتقال ملكية العقار المحفظ المبيع ال يتم إال من وقت‬
‫قيام المحافظ العقاري باإلمضاء على السجل العقاري‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تحرير الموثق العصري‬
‫لوثيقة بيع عقار محفظ خاضع لألحكام‬
‫العامة‪.‬‬
‫يتلقى الموثق العصري في إطار تصديه للمهام المنوطة به قانونا مجموعة من‬
‫الرسوم والمحررات التي يرغب األطراف في إضفاء صبغة الرسمية عليها وذلك في‬
‫نطاق اختصاصه المكاني والنوعي كما هو منصوص عليه في ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م‪،‬‬
‫ومن ضمن هذه الرسوم نتوقف هنا على الخصوص عند الوثيقة العصرية الدالة عن‬
‫بيع العقار المحفظ الخاضع لألحكام العامة‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن الوثائق والمحررات بكل صنوفها ودرجاتها اعتبرت على‬
‫مر العصور وفي مختلف التشريعات‪ ،‬أداة الثبات الحقوق وحمايتها من الضياع‪ ،‬لذلك‬
‫تجد هذه التشريعات والقوانين على اختالف فلسفاتها تنص في غالب األحيان على‬
‫وجوب تضمين المعامالت في محررات مكتوبة‪ ،‬بل وتعتبر هذا الشرط أحيانا عامل‬
‫قيام للمعاملة من أصلها‪ ،‬يترتب على تخلفه بطالنها‪ ،‬كما وجعلت منه في أحيان أخرى‬
‫وسيلة إثبات التصرف ليس إال‪.‬‬
‫ومع تطور الفكر القانوني بتطور التنظيمات االجتماعية التي حرص الناس‬
‫على ضبطها‪ ،‬انتقلت الوثيقة الدالة على التصرفات الموثقة من أداة إثبات وحماية لها‬
‫إلى أداة لتطبيق القانون‪ ،‬ذلك أن السياسات التشريعية في الدولة قد تستهدف أحيانا‬

‫‪ -1‬د‪.‬مامون الكزبري‪ ،‬التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫ص‪ 051:‬وما يليها(بدون)‪ .‬د‪.‬محمد خيري‪ ،‬حماية الملكية العقارية نظام التحفيظ العقاري بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ 003:‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -2‬من هذه القرارات نذكر‪ * :‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ ،015‬بتاريخ ‪0313/21/00‬م‪ ،‬منشور بمجلة قضاء المجلس‬
‫األعلى‪ ،‬العدد ‪ ،8‬يناير ‪0313‬م‪ ،‬ص‪ 3 :‬وما يليها‪.‬‬
‫* قرار المجلس األعلى‪ ،‬بتاريخ ‪0335/20/82‬م‪ ،‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬العدد‪ ،83-81‬يونيو ‪0331‬م‪،‬‬
‫ص‪ 00:‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -3‬قرار المجلس األعلى‪ ،‬بتاريخ ‪0330/25/82‬م‪ ،‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬العدد ‪ ،83-81‬يونيو ‪0331‬م‪،‬‬
‫ص‪ 1 :‬وما يليها‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫حماية طرف من أطراف العالقة العقدية‪ ،‬أو إزاحة تعسف لحقه نتيجة مركزه‬
‫االقتصادي الضعيف‪ ،1‬ولحسن سير العدالة بصفة عامة‪ ،‬يتدخل المشرع أحيانا لتحديد‬
‫شكل الوثيقة وضبط بياناتها كأفضل وسيلة لالطمئنان على حماية حقوق األطراف‪.‬‬
‫وقد اضطلعت محررات الموثقين بدور أساسي في تطوير قانون العقود؛ ذلك‬
‫أن األطراف تدعوهم الحاجة في كثير من األحيان إلى إبرام عقود لم تنظمها‬
‫التشريعات‪ ،‬فتكون بذلك هذه الوثائق العقدية حافز المشرع الستيعاب هذه التعاقدات‬
‫داخل القوانين‪ ،‬ومن خاللها ينزل األحكام القانونية الخاصة بالعقود على أرض‬
‫الممارسة التعاقدية‪ ،‬فيتم التأكد من مراعاة شروط التعاقد وإثبات الحقوق؛ الشيء الذي‬
‫جعل المشرع ينصص على المكونات الجوهرية والفصول األساسية للوثيقة العقدية في‬
‫القوانين المنظمة ذات الصلة‪.‬‬
‫في ضوء هذا‪ ،‬نقسم الدراسة هنا إلى مطلبين‪ ،‬نعرض في األول نموذج الوثيقة‬
‫العصرية لبيع العقار المحفظ الخاضع لألحكام العامة‪ ،‬قبل أن نتطرق لتحليل‬
‫مضامينها واستنباط بياناتها في المطلب اآلخر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬عرض وثيقة رسمية لبيع‬


‫عقار محفظ في التوثيق العصري‪.‬‬
‫نعرض هنا صيغة رسمية دالة على بيع عقار محفظ محررة من لدن موثق‬
‫عصري طبقا للقواعد المسطرة في ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م وباقي األحكام والقوانين‬
‫ذات الصلة‪.‬‬

‫بيع عقار من فالن إلى فالن‪.‬‬ ‫بتاريخ ‪...‬‬


‫بمحضر السيد‪ ...‬موثق بدائرة تازة‪ ،‬والموقع أسفله‪.‬‬
‫تقدم‪:‬‬
‫‪ -0‬السيد ‪ ...‬المزداد بكذا ‪ ...‬بتاريخ ‪ ...‬مهنته ‪ ...‬متزوج طبقا للشريعة‬
‫اإلسالمية بالسيدة ‪ ...‬المغربي الجنسية ‪ ...‬الحامل للبطاقة الوطنية عدد ‪ ...‬بتاريخ ‪...‬‬
‫المستوطن بكذا ‪...‬‬
‫بائع من جهة‪.‬‬
‫‪ -0‬السيد ‪ « ...‬نفس التعريف بالهوية مع إدخال التغييرات حسب األحوال»‬
‫مشتري من جهة أخرى‪.‬‬
‫فالتمسا من السيد ‪ ...‬بصفته موثقا اإلشهاد عليهما إشهادا رسميا بالبيع الجاري‬
‫بينهما مباشرة فشهد فيما يلي‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬بيع عقار‪.‬‬
‫‪ -1‬ذ‪.‬محمد الهيني‪ ،‬الحماية القانونية للطرف الضعيف في عقد التأمين البري‪ :‬دراسة مقارنة لحماية مستهلكي خدمات‬
‫التأمين البري‪ ،‬ط‪0221.‬م‪ ،‬مكتبة دار السالم‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص‪ 1 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫باع السيد‪ ...‬تحت جميع الضمانات القانونية والفعلية في هذا النوع من البيوع‬
‫إلى السيد‪ ...‬الذي صرح بقبوله‪ ،‬جميع العقار الذي يملكه‪ ،‬الكائن بتازة زنقة‪ ...‬رقم‪...‬‬
‫حي‪ ...‬المسمى‪ ...‬الحامل للرسم العقاري عدد‪ ...‬عن محافظة الملكية العقارية والرهون‬
‫بتازة في جميع منافعه ومرافقه وكافة حقوقه‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التعيين‪.‬‬
‫يشتمل العقار المبيع على أرض مبنية مساحتها كذا‪ ...‬فوقها بناء متكون من‬
‫طابق سفلي به كذا‪ ...‬من المحالت التجارية‪ ،‬وأربع طوابق علوية بكل منها ثالث شقق‬
‫وبكل شقة كذا‪ ...‬وال شيء في السط ماعدا مسكن صغير للبواب‪ ،‬وجميع المحالت‬
‫التجارية والشقق مكراة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬أصل الملكية‪.‬‬
‫يصرح البائع والمشتري بأن أصل الملكية يرجع فيه إلى الرسم العقاري المشار‬
‫إليه‪ .‬وبالنسبة لمستلزمات التسجيل فإن البائع يقر بأنه تملك العقار بعقد رسمي للبيع‬
‫بتاريخ‪ ...‬ومسجل بتازة بتاريخ‪ ...‬مراجع التسجيل اآلتية‪...:‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التملك واالستغالل‪.‬‬
‫تنتقل الملكية في عقار المبيع إلى المشتري من يوم تقييد البيع بالرسم العقاري‬
‫تبعا للفصلين ‪ 11‬و ‪ 11‬من ظهير ‪ 00‬غشت ‪ 0308‬المتعلق بالتحفيظ العقاري‪ .‬إال أنه‬
‫بالنسبة لبداية االستغالل فإن المشتري وباتفاق مع البائع سيشرع في استغالل العقار‬
‫المبيع منذ تاريخ هذا العقد بقبض الكراء فيه‪ .‬وأنه يخلفه في قبض األكرية القديمة غير‬
‫المؤداة وفي الدعاوى المسجلة أمام المحاكم‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬التحمالت والشروط‪.‬‬
‫إن البيع الجاري تحت جميع التحمالت والشروط القانونية والواقعية المطلقة في‬
‫مثل هذا النوع من البيوع ويصرح المشتري على الخصوص أنه‪:‬‬
‫‪ -0‬يتسلم العقار على الحالة التي هو عليها وأنه طاف به واطلع عليه وعلى‬
‫عيوبه الظاهرة وهي كذا‪ ...‬وقبلها ورضي بالدخول عليها‪ ،‬وارتضى حالة البناء‬
‫واألرض المبنية‪ ،‬وأن ال رجوع له على البائع بأية دعوى على أساس الخطأ في البناء‬
‫أو العيوب الخفية وال بالخطأ في تعيين وتحديد مشتمالت المبيع بين ما هو ثابت بالعقد‬
‫مع ما هو بالواقع ولو تعدت النسبة خمسة بالمائة فالبيع على العقار في ذاته وحالته‬
‫الفعلية‪.‬‬
‫‪ -0‬ويتحمل بجميع االرتفاقات والجدران المشتركة وحقوق الجوار التي يخضع‬
‫لها العقار المبيع حسب القانون أو االرتفاق أو حسب التحديد والمقاييس الهندسية الثابتة‬
‫بالرسم العقاري‪.‬‬
‫‪ -8‬كما يتحمل من تاريخ العقد بجميع األعباء الضريبية والرسوم والتكاليف‬
‫المختلفة التي تثقل العقار المبيع ويبرىء منها ذمة البائع اتجاه المصال اإلدارية‬
‫المختصة‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫‪ -0‬ثم يلتزم بأداء جميع صوائر العقد والتسجيل والتمبر والتحفيظ في اآلجال‬
‫القانونية وبالمقابل يصرح البائع على أنه‪:‬‬
‫أ‪ -‬يشهد على نفسه بأن العقار المبيع مطهر من أي ادعاء محتمل أو حجز أو‬
‫رهن أو حراسة أو أي تكليف كيفما كان وأنه يضمن االستحقاق الجامع المانع للعقار‬
‫ويمتنع عن القيام بأي فعل أو استفزاز من شأنه أن يؤثر على تملك المشتري للعقار‬
‫واستغالله إياه‪ .‬وفي حالة ثبوت العكس فإنه يشهد بتطهير العقار للمشتري داخل أجل‬
‫شهر من تاريخ إعالمه وإال تحمل المسؤولية المترتبة عن ذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬ويتحمل بأداء مختلف األعباء الضريبية والرسوم السابقة على تاريخ هذا‬
‫العقد والتي تثقل العقار المبيع‪ ،‬وأداء الضريبة على األرباح العقارية وتهييء وصل‬
‫اإلبراء أو شهادة اإلعفاء‪.‬‬
‫ج‪ -‬كما يلتزم بتمكين المشتري من استغالل العقار المبيع وقبض األكرية فيه‬
‫وتصفية الحسابات مع البواب وقابض الكراء وتسليم جذور تواصيل الكراء السابقة‬
‫وعقود الكراء‪.‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬الثمن‪.‬‬
‫اتفق البائع والمشتري على أن الثمن المستحق للعقار المبيع هو مبلغ كذا‪...‬‬
‫(بالحروف واألرقام) قام المشتري بأدائه إلى البائع عن طريق الموثق وفي نظام‬
‫محاسبته‪ .‬ويقر البائع بأنه حاز الثمن بكامله وسلم وصال بحيازته إلى الموثق‪ .‬وأبرأ‬
‫منه المشتري إبراء تاما‪.‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬التفويض‪.‬‬
‫إن البائع والمشتري يفوض كل منهما اآلخر ويفوضان كل حامل لنسخة من‬
‫هذا العقد أو مستخلص منه في القيام بمختلف اإلجراءات التي يتطلبها تنفيذ هذا العقد‪.‬‬
‫ويفوضان على وجه الخصوص الموثق في التوقيعات الالزمة إلجراءات التنفيذ وفي‬
‫أداء مختلف الضرائب والرسوم المفروضة على العقار وطلب جميع الرخص اإلدارية‬
‫التي قد يتوقف عليها تنفيذ العقد‪.‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬التحفيظ‪.‬‬
‫إن األطراف الحاضرين يلتمسون من السيد المحافظ على الملكية العقارية‬
‫والرهون بتازة العمل على‪:‬‬
‫‪ -0‬تقييد هذا البيع في الرسم العقاري المشار إليه في الفصل األول من هذا‬
‫العقد‪.‬‬
‫‪ -0‬تسليم نسخة من الرسم العقاري إلى المشتري السيد‪ ...‬أو من ينوب عنه‪.‬‬
‫الفصل التاسع‪ :‬التصري لمصلحة التسجيل‪.‬‬
‫إن المشتري يصرح بأن‪:‬‬
‫‪ -0‬العقار المشتري مخصص للكراء السكني كما هوموصوف في الفصل‬
‫الثاني من هذا العقد‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫‪ -0‬ويشهد باإلبقاء عليه كذلك لمدة ثالث سنوات من تاريخ التقييد بالرسم‬
‫العقاري‪.‬‬
‫‪ -8‬ويلتمس من السيد القابض في مصلحة التسجيل بتازة تمتيعه بحق االستفادة‬
‫من التخفيض من رسوم التسجيل كما تنص عليه القوانين الجارية في الموضوع‪ ،‬وأن‬
‫قيمة المحالت التجارية تشكل نسبة كذا‪ ...‬من الثمن اإلجمالي‪.‬‬
‫الفصل العاشر‪ :‬محل المخابرة والتقاضي‪.‬‬
‫من أجل ضمان تنفيذ هذه االتفاقات وتوابعها والتقاضي عند االقتضاء فإن‬
‫األطراف يصرحون بأن محل المخابرة معهم واالستدعاءات في مواطنهم المذكورة‬
‫بصدر هذه الوثيقة‪.‬‬
‫الفصل الحادي عشر‪ :‬التذكير بالقوانين‪.‬‬
‫قبل ختم هذا العقد طبقا للقانون فإن الموثق ذكر البائع والمشتري بالقوانين‬
‫الجارية في مثل هذا النوع من البيوع وخاصة المواد ‪ 033‬و ‪ 033‬و ‪ 002‬من كتاب‬
‫الوعاء والتحصيل المحدث بقانون المالية لسنة ‪0221‬م والمادة ‪ 3‬من كتاب المساطر‬
‫الجبائية المحدث بقانون المالية لسنة ‪0225‬م وبالذعائر التي قد تفرض عليهم في حالة‬
‫إخفاء الثمن الحقيقي أو في حالة التملص من أداء الضرائب والرسوم الواجبة عليهم‪.‬‬
‫الفصل الثاني عشر‪ :‬قراءة الوثيقة والتوقيع‪.‬‬
‫بعد االنتهاء من تحرير هذا العقد على يد الموثق السيد‪ ...‬قام فضيلته بإعادة‬
‫قراءته على البائع والمشتري في جميع فصوله وبياناته فوافقا عليه الموافقة التامة في‬
‫اللفظ والمعنى وحمال القلم للتوقيع عليه‪ ،‬فوقعا عليه وهما بأتمه وأكمله‪ ،‬وحمل القلم‬
‫الموثق فوقع باإلشهاد والتوثيق على هذا العقد وذيله بذمغته‪ ،‬وحرر ووقع في تازة‬
‫بتاريخ‪ ...‬وسجل‪...‬‬
‫الوثيقة‬ ‫بيانات‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫وتحليل مضامينها‪.‬‬
‫استهلت الوثيقة أعاله بذكر مجلس العقد بحضور الموثق والمتبايعين‪،‬‬
‫والتعريف بهما‪ ،‬والتنصيص على هويتهما وأنهما التمسا من الموثق اإلشهاد عليهما‬
‫بالبيع‪ ،‬فكان إشهاده دون تدخل وال مشاركة منه وإنما كموثق منتصب لإلشهاد ضمن‬
‫اختصاصاته‪.‬‬
‫وهكذا أشار الفصل األول من العقد إلى اقتران اإليجاب والقبول‪ ،‬وركز الفصل‬
‫الثاني على تعيين المبيع ووصفه الوصف الجامع لذاته المانع لغيره‪ ،‬وجاء الفصل‬
‫الثالث مشيرا إلى أصل الملكية ومراجع تسجيلها تمكينا لمصلحة التسجيل والضرائب‬
‫من حق الرقابة على العقود السابقة طبقا للقانون وتحديد الضريبة على األرباح‬
‫العقارية بين الثمن الحالي والثمن الذي وقع به الشراء‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫وفي الفصل الرابع تم تحديد بدء التملك واالستغالل ووقع التخصيص على‬
‫تحمالت وشروط كل طرف في ضوء أحكام ضمان االستحقاق والعيوب والصوائر‬
‫والضرائب والتسجيل والتحفيظ وتبعات كل ذلك مما سطره الطرفان واتفقا عليه‪.‬‬
‫أما الفصل السادس فجاء مبينا للثمن بدقة متناهية وكيفية أدائه عن طريق‬
‫الموثق طبقا ألحكام ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬كما غير وتمم‪ ،‬وبسط الفصل السابع‬
‫إجراءات تنفيذ العقد حينما أخذ بالتفويض‪ ،‬فيما أشار الفصل الثامن إلى مسطرة‬
‫التحفيظ‪.‬‬
‫وجاء الفصل التاسع مشتمال على تصري المشتري بأن العقار المشترى‬
‫الموصوف بالعقد مخصص للكراء من أجل السكنى وأنه باق على هذه الحال ثالث‬
‫سنوات‪ ،‬والغاية من مثل هذا النص االستفادة من التخفيض في رسوم التسجيل‪.‬‬
‫أما الفصل العاشر فحدد محل المخابرة واالختصاص المحلي عند التقاضي‪،‬‬
‫بينما تولى الفصل الحادي عشر التذكير بالمواد القانونية التي تحكم البيع محل التعاقد‪.‬‬
‫وأخيرا اهتم الفصل الثاني عشر بإيراد التعبير عن التراضي على هذا البيع في‬
‫صورة التوقيع‪ ،‬حيث ذكر أن الموثق أعاد قراءة جميع فصول العقد على المتبايعين‬
‫وأنهما وافقا عليه ورضياه رضاء تاما في اللفظ والمعنى بما يحقق اإلرادة الظاهرة‬
‫والباطنة للطرفين‪ ،‬ثم صور في األخير طريقة التوقيع من خالل حمل القلم بكامل‬
‫اإلرادة وهي صورة بديعة لطيفة إن عبرت عن شيء فإنما تعبر عن ارتضاء‬
‫األطراف البيع والتزامهم إياه بقوة بعد أن وقعوا عليه وهما بأتمه وأكمله من الصحة‬
‫والطوع والرشد أي صحة العقل وعدم اإلكراه والرشد وهذا اقتباس من صناعة‬
‫الوثائق العدلية من باب االعتراف بالمنة والسبق ونسبة الفضل إلى ذويه وأهله بعد‬
‫هللا‪.‬‬
‫وأشار الفصل أيضا إلى توقيع الموثق كشاهد وموثق للعقد وهذا من البيانات‬
‫الالزمة للوثيقة العصرية إلى جانب ذكر المكان والتاريخ ومراجع التسجيل‪ .‬والعقد بعد‬
‫توقيعه يصير هو األصل الذي يحفظ بسجل األصول (‪ )La minute‬بديوان الموثق‪،‬‬
‫فيما يسلم لألطراف نسخة تنفيذية منه (‪ )La grosse‬يكون مشهودا عليها من طرفه‬
‫بمطابقتها لألصل وتكون موقعا عليها منه في األسفل مع التاريخ وبيان مراجع‬
‫التسجيل وموضع حفظ الوثيقة األصلية وال تحمل الوثيقة التنفيذية سوى توقيع ودمغة‬
‫الموثق‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬توثيق التصرفات الواقعة‬
‫على العقار الخاضع لنظام الملكية‬
‫المشتركة‪.‬‬
‫لم يكن نظام الملكية المشتركة معروفا بالمغرب وفق الشكل الذي نظمه ظهير‬
‫‪ 01‬نونبر ‪0301‬م‪ ،‬ذلك أن العقار قبل الحماية كان خاضعا ألحكام الفقه المالكي الذي‬
‫وإن نظم الشياع فهو لم يبسط أحكام السكن الجماعي لظروف تاريخية واقتصادية‬
‫واجتماعية يطول المقام بتتبعها‪.‬‬
‫وقد جرب المغرب فعال السكن الجماعي بظهير ‪0301‬م المومأ له في محاولة‬
‫للتعاطي مع أزمة السكن العشوائي والهامشي الذي انتشر بعيد الحرب العالمية الثانية‬
‫وما واكبها من تدفق ألمواج الهجرة القروية على المدن‪ ،‬غير أن حلول هذا الظهير‬
‫كانت جزئية وتحكمت فيها الظرفية بشكل كبير‪ ،‬األمر الذي يفسر قصور نصوصه‬
‫وعدم فعاليتها في الحد من انتشار دور الصفي ‪.‬‬
‫وهكذا ستتبنى الدولة إستراتيجية جديدة الستيعاب أزمة السكن‪ ،‬فأحدثت الوكالة‬
‫الوطنية لمحاربة السكن غير الالئق بتاريخ ‪ 02‬يناير ‪ 0330‬تطبيقا للمخطط الخماسي‬
‫‪0330‬م – ‪0335‬م والمعتبرة بمثابة مقاولة وطنية ذات استقالل مالي وإداري وتتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية‪ ،‬ثم جاءت الشركة الوطنية للتجهيز والبناء )‪ (SNEC‬بتاريخ ‪01‬‬
‫نونبر ‪0331‬م مضافا لهما مكتب السكن العسكري المحدث بظهير ‪ 1‬أبريل ‪0310‬م‪.‬‬
‫وبموازاة مع هذه المجهودات أطلقت الدولة برنامج مائتي ألف سكن اقتصادي‬
‫واجتماعي موجه لتلبية الحاجيات السكنية للفئات ذات الدخل المحدود في العالمين‬
‫القروي والحضري‪ .‬وقد ترتب على تطبيق هذه اإلستراتيجية الجديدة للسكن انتشار‬
‫واسع للسكن الجماعي وباألخص في المدن الكبرى كالدار البيضاء وفاس والرباط‬
‫وطنجة وغيرها‪ ،‬لتصب الضرورة ملحة لتحيين مقتضيات ظهير ‪ 0301‬المنظم‬
‫للملكية المشتركة والذي أصب متقادما ومتجاوزا‪ ،‬وفي هذا السياق جاء قانون ‪-22‬‬
‫‪ 03‬لسنة ‪0220‬م معززا للحقوق الفردية للمالك المشتركين وداعما لحقوقهم الجماعية‬
‫في إطار من التوازن والضبط‪ .‬وقد تحكمت في مقتضيات القانون ‪ 03-22‬المذكور‬
‫عدة منطلقات أهمها‪:‬‬
‫* المنطلق القانوني ويتجلى بصفة أساسية في التحديث والتحيين حفاظا على‬
‫حقوق األطراف وتدبير مصال الناس على أكمل وجه‪.‬‬
‫* المنطلق االقتصادي ويقوم على األسس التالية‪:‬‬
‫‪ .0‬إدماج العقار غير المحفظ في التنمية في أفق استثماره كمخزون ومورد‬
‫لمالية الدولة‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫‪ .0‬توفير فرص الشغل من خالل إحداث شركات متخصصة في صيانة‬
‫العمارات وتدبير المرافق المشتركة فيها (توفير ثالثة آالف فرصة شغل‬
‫في العمارات التي تبنى سنويا)‪.‬‬
‫‪ .8‬تقنين التسيير الجماعي للملكية المشتركة من خالل إحداث مؤسسة اتحاد‬
‫المالك المشتركين‪.1‬‬
‫وقد جاءت نصوص القانون ‪ 03-22‬مفصلة لنطاق تطبيقه وضابطة لنظام‬
‫اتحاد المالك مع تحديد حقوق المالك المشتركين والتزاماتهم‪ ،‬وسوف يكون الهدف‬
‫من الدراسة هنا إبراز أحكام توثيق التصرفات الواقعة على العقار موضوع الملكية‬
‫المشتركة مع شرح مركز ومقتضب لمفهوم العقار الخاضع للملكية المشتركة وذلك‬
‫بالتطرق لنقطتين‪* :‬مشتمالت العقار الخاضع لنظام الملكية المشتركة‪.‬‬
‫*تحرير عقود التصرفات الواردة على العقار موضوع الملكية‬
‫المشتركة‪.‬‬
‫الخاضع‬ ‫العقار‬ ‫المبحث األول‪ :‬مشتمالت‬
‫لنظام الملكية المشتركة‪.‬‬
‫يقتضي تحديد مفهوم العقار الخاضع لنظام الملكية المشتركة التطرق لتعريف‬
‫نظام الملكية المشتركة‪ ،‬ونطاق تطبيقه (المطلب األول) ولتحديد األجزاء المشتركة‬
‫وغير المشتركة (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫الملكية‬ ‫نظام‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم‬


‫المشتركة ونطاق تطبيقه‪.‬‬
‫بقي العمل في المغرب بظهير ‪ 01‬نونبر ‪0301‬م وفق تعديالته كمرجعية‬
‫قانونية تنظم الملكية المشتركة إلى غاية صدور القانون ‪ 03-22‬بتاريخ ‪ 8‬أكتوبر‬
‫‪0220‬م ودخوله حيز التطبيق في ‪ 1‬نونبر ‪0228‬م‪ .‬فما هو مفهوم نظام الملكية‬
‫المشتركة طبقا لهذا القانون (الفرع األول)‪ ،‬وما نطاق ومجال تطبيقه (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الملكية‬ ‫نظام‬ ‫مفهوم‬ ‫األول‪:‬‬ ‫الفرع‬


‫المشتركة‪.‬‬
‫لم يتطرق القانون ‪ 03-22‬لتعريف نظام الملكية المشتركة‪ ،‬تاركا األمر ألهل‬
‫االختصاص من الفقهاء‪ ،‬مادامت التعريفات شغل الفقه‪ ،‬وبالرجوع إلى مقتضيات‬
‫المواد األولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والثامنة نستنتج أن العقار الخاضع‬
‫‪ -1‬د‪.‬عبد الحق صافي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 03‬وما بعدها‪ - .‬د‪ .‬محمد بونبات‪ ،‬نظام الملكية المشتركة للعقارات المبنية‪،‬‬
‫دراسة في ضوء القانون ‪ ،03-22‬طـ ‪ ،0228/‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬ص ‪ 00‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫لنظام الملكية المشتركة مقصوده في القانون ‪ 03-22‬هو كل بناء ولو غير محفظ‬
‫مشترك بين متعدد من المالك‪ ،‬ينتفعون باألجزاء المفرزة منه فرادى وباألجزاء‬
‫المشتركة مجتمعين وفق نظام خاص‪.‬‬
‫انطالقا من هذا التعريف يظهر أن العقار ال يوصف بأنه خاضع لنظام الملكية‬
‫المشتركة إال إذا اتصف بالخصائص التالية‪:‬‬
‫الخاصية األول ‪ :‬وجود عقار مبني‪.‬‬
‫نصت المادة األولى من القانون ‪ 03-22‬أنه‪ " :‬تسري أحكام هذا القانون على‬
‫العقارات المبنية‪ ،"...‬إذن تطبيق النظام القانوني للملكية المشتركة يقتضي وجود عقار‬
‫مبني بأرض محفظة أو غير محفظة أو في طور التحفيظ‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة‬
‫األولى من قانون ‪ 02‬يوليوز ‪ 0315‬الفرنسي بالقول " ينظم هذا القانون كل عقار‬
‫مبني ومجموعة من العقارات المبنية‪ ،1"...‬فاألساس هو وجود عقار مبني بوسائل‬
‫حديثة من إسمنت وحديد وفق تصاميم هندسية مرخصة طبقا للقانون وال ضير بعد‬
‫ذلك إن كان العقار المبني فاخرا يشتمل على مظاهر الزينة الحديثة أو من مستوى أقل‬
‫من ذلك شرط أن ال يكون صفيحيا أو طينيا تقليديا‪.‬‬
‫ويتوجب أن يتوفر البناء على عدة شقق أو محالت لمالك مختلفين على أن ال‬
‫يقل عن مستوى طبقة واحدة على األقل وسواء كانت هذه العقارات مقسمة إلى طبقات‬
‫أو شقق أو محالت‪ .‬ولم يكتف المشرع بسريان نظام الملكية المشتركة على الطبقات‬
‫أو الشقق أو المحالت فقط بل مدد النظام ليشمل اإلقامات المتعددة والمستقلة عن‬
‫بعضها المشتركة في بعض الحدائق والمرائب والساحات والمالعب والممرات‬
‫وغيرها‪.2‬‬
‫الخاصية الثانية‪ :‬تعدد أجزاء العقار المبني العائد لمالك مختلفين‪.‬‬
‫يقتضي تطبيق نظام الملكية المشتركة تعدد طبقات أو شقق أو محالت العقار‬
‫المبني وعودتها إلى مالك مختلفين‪ ،‬وال يعقل سريانه على البناء المكون من طبقة‬
‫واحدة عائدة لمالك واحد‪ ،‬تقول المادة األولى من القانون ‪ " :03-22‬تسري أحكام هذا‬
‫القانون على العقارات المبنية المقسمة إلى شقق أو طبقات أو محالت والمشتركة‬
‫ملكيتها بين عدة أشخاص ‪ ."...‬وإلى نفس المقتضى أشارت المادة األولى من قانون‬
‫‪ 02‬يوليوز ‪ 0315‬الفرنسي حين قالت‪ " :‬ينظم هذا القانون كل عقار مبني أو مجموعة‬
‫من العقارات المبنية التي تكون ملكيتها موزعة بين عدة أشخاص إلى أقسام يضم كل‬
‫واحد منها جزءا خاصا وحصة شائعة في األجزاء المشتركة‪.3"...‬‬
‫ويدخل العقار المبني تحت نطاق تطبيق النظام القانوني للملكية المشتركة كلما‬
‫تعدد بناؤه إلى محلين اثنين عائدين لمالكين مختلفين فما فوق‪ ،‬رغم تعبير المادة األولى‬

‫‪ -1‬د‪.‬عبد الحق صافي‪ ،‬مرجع سايق‪ ،‬ص ‪.80‬‬


‫‪ -2‬ذ‪.‬محمد بلهاشمي التسولي‪ ،‬المحامي وتحرير العقود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬عبد الحق صافي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪203‬‬
‫بصيغة الجمع "العقارات المبنية‪ "...‬مادام أقل الجمع في اللغة العربية اثنين وبداللة‬
‫مقتضيات المادتين ‪ 08‬و ‪ 00‬اللتين لم تحددا في تكوين اتحاد المالك عددا معينا من‬
‫الطبقات أو الشقق أو المحالت‪.‬‬
‫الخاصية الثالثة‪ :‬ازدواج نظام الملكية‪.‬‬
‫يوجب تطبيق القانون ‪ 03-22‬على العقارات المبنية وجود مالك مختلفين‬
‫يتمتعون بنوعين من الملكية‪ ،‬األول يندرج تحت أحكام الملكية الخاصة المفرزة‬
‫والثاني يعتبر من الملك الشائع وهو معد لالستعمال المشترك الشائع بين المالك‬
‫المشتركين‪.1‬‬
‫واألجزاء الشائعة بين المالك المشتركين يتميز شيوعها بميزتين أساسيتين‪:‬‬
‫* األولى‪ :‬الشيوع الجبري والدائم‪ :‬ومقتضى ذلك أن الفرد عندما يتملك شقة أو‬
‫أي محل في أحد العقارات الخاضعة للملكية المشتركة يصب مشتركا بصورة جبرية‬
‫في ملكية األجزاء الشائعة في البناء‪ ،‬فال يستطيع طلب القسمة وال إفراز حصته فيها‪،‬‬
‫وإنما يلتزم باستعمالها اشتراكا مع باقي المالك المشتركين أو بعضهم‪.‬‬
‫* الثانية‪ :‬الشيوع التبعي‪ :‬ومقتضاه أن المالك على وجه االشتراك ال يجوز له‬
‫الفصل فيما يخص التصرفات القانونية بين األجزاء الشائعة والمفرزة‪ ،‬فال يستطيع‬
‫مثال بيع األجزاء المشتركة وحدها دون األجزاء المفرزة وهكذا‪.2...‬‬
‫الخاصية الرابعة‪ :‬وضع نظام الملكية المشتركة‪.‬‬
‫تولت المواد ‪ 3‬و‪ 3‬و‪ 02‬و‪ 00‬من القانون ‪ 03-22‬ضبط كيفية وضع نظام‬
‫الملكية المشتركة الذي شكل ما يمكن وصفه ميثاقا جماعيا ينظم الحياة بين المالك في‬
‫إطار الملكية المشتركة ويحدد حقوقهم والتزاماتهم تحت طائلة احترام المقتضيات‬
‫القانونية اآلمرة‪ ،‬وقد ألزمت المادة ‪ 3‬من القانون ‪ 03-22‬المالك بإنجاز هذا النظام‪،‬‬
‫وهو إما معد سلفا أو الحقا‪.‬‬
‫فنظام الملكية المشتركة المعد سلفا هو الذي يوضع بمبادرة من المنعش العقاري‬
‫الذي يعمد إلى بيع الطبقات أو الشقق أو المحالت فيحرر نظاما للملكية المشتركة يحدد‬
‫شروط اإلقامة في العمارة حتى إذا جاء المالكون الجدد وجدوه مهيأ والتزموه‪ ،‬كما‬
‫يمكن أن يعده مالك عقار مبني قديما فيعمد إلى تقسيمه إلى شقق في سبيل بيعه لمالك‬
‫متعددين‪ ،‬ويتصور أخيرا أن يعد هذا النظام من طرف المالكين المشتاعين لعمارة ما‬
‫ويرغبون في إخضاعها لقانون الملكية المشتركة‪.‬‬
‫أما نظام الملكية المشتركة المعد الحقا فيتصور طبقا للمادة ‪ 00‬من القانون ‪-22‬‬
‫‪ 03‬حينما يعمد المالك على الشياع إلى عقد جمعهم العام لوضعه في حالة عدم وجوده‬
‫أو لتعديله عند االقتضاء وذلك بأغلبية ثالثة أرباع األصوات‪ ،‬كما يمكن تصور وضع‬

‫‪ -1‬د‪ .‬محمد بونبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬عبد الحق صافي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،80‬د‪ .‬محمد بونبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬

‫‪204‬‬
‫نظام الملكية المشتركة الحقا عندما يصار إلى تطبيق النظام النموذجي للملكية‬
‫المشتركة‪.1‬‬
‫وبالرجوع ألحكام المادة ‪ 3‬من القانون ‪ 03-22‬يتضمن نظام الملكية المشتركة‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫* الغرض المعدة له أجزاء العقار المفرزة والمشتركة وشروط استعمالها‪.‬‬
‫* قواعد إدارة األجزاء المشتركة وحق االنتفاع بها‪.‬‬
‫* قواعد تسيير اتحاد المالك وضبط عمله‪.‬‬
‫* توزيع الحصص الشائعة التي تنوب كل جزء مفرز في األجزاء المشتركة‪.‬‬
‫ويمكن لألطراف تضمين نظام الملكية المشتركة قواعدهم االتفاقية المنظمة‬
‫لكيفية تحديد التكاليف المشتركة وطريقة توزيعها وكذا كل الشروط التي يمكن أن تقيد‬
‫حقوق المالك في االنتفاع والتصرف في محالتهم شريطة عدم مخالفة النظام العام‬
‫كالحرمان من التصرف القانوني – كالبيع مثال – في الطبقات المفرزة أو اشتراط‬
‫تخصيص المحالت للعمل غير المشروع كالدعارة مثال‪.‬‬
‫وقد أوجبت المادة ‪ 00‬من القانون ‪ 03-22‬إشهار وثيقة نظام الملكية المشتركة‬
‫مرفوقة بالتصاميم المعمارية والطبوغرافية المصادق عليها والمحددة لألجزاء‬
‫المفرزة والمشتركة طبقا للمادة ‪ 02‬وذلك وفق الكيفية التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا كان العقار محفظا‪ ،‬في هذه الحالة يجب أن يودع ويقيد نظام الملكية‬
‫المشتركة الخاص بالعقارات المحفظة بمرفقاته المشار لها بالمحافظة على األمالك‬
‫العقارية التي يوجد العقار بدائرة نفوذها‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا كان العقار غير محفظ اكتفى بإيداع نظام الملكية المشتركة والتعديالت‬
‫التي تلحقه لدى كتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية الواقع بدائرتها العقار طبقا للفقرة‬
‫الثالثة من المادة ‪.00‬‬

‫قانون‬ ‫تطبيق‬ ‫نطاق‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬


‫الملكية المشتركة‪.‬‬
‫وسع قانون ‪ 03-22‬نطاق نظام الملكية المشتركة ليشمل العقارات المبنية سواء‬
‫كانت محفظة أو في طور التحفيظ أو غير محفظة‪ ،‬جاء في الفقرة األخيرة من المادة‬
‫األولى‪ " :‬وتسري هذه األحكام [قانون الملكية المشتركة] على العقارات سواء كانت‬
‫محفظة أو في طور التحفيظ أو غير محفظة "‪.‬‬
‫وعليه فقانون الملكية المشتركة يشمل نطاقه أنماط البنايات التالية سواء كانت‬
‫محفظة أو في طريق التحفيظ أو غير محفظة‪:‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬عبد الحق صافي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪205‬‬
‫‪ -0‬اإلقامة الواحدة أو اإلقامات المستقلة بعضها عن بعض لكنها مشتركة‬
‫الملكية سواء كانت صغيرة الحجم أم متوسطة أم كبيرة وسواء كانت راقية الحالة أم‬
‫دون ذلك مادامت تتحقق فيها خصائص الملكية المشتركة السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪ -0‬المجموعة العقارية المبنية‪ :‬وهي تضم في الغالب عدة عمارات متالصقة أو‬
‫منفصلة مكونة من عدة محالت ذات االستعماالت المختلفة من سكن ومهن وتجارة‬
‫وغيرها‪ ،‬وتكون متوفرة على طرق وممرات ومواقف للسيارات ومالعب رياضية‬
‫وحدائق مشتركة ويقطن فيها غالبا عدد كبير من العائالت‪ ،‬شريطة أن تتداخل حقوق‬
‫المالك المشتركين الذين يملك كل واحد منهم باإلضافة إلى جزئه الخاص حصتين‬
‫شائعتين‪ :‬حصة شائعة في المصال والخدمات المشتركة التي تشتمل عليها المجموعة‬
‫السكنية ككل‪ ،‬وحصة شائعة في األجزاء المشتركة للعمارة التي يوجد ضمنها محله‪.‬‬
‫فالضابط في تطبيق القانون ‪ 03-22‬هو أن يكون العقار المشتركة ملكيته مبنيا‬
‫وبه أجزاء مشتركة وشائعة بين المالك المشتركين وأخرى مفرزة تحت أحكام الملكية‬
‫الخاصة لكل مالك على حدة سواء كانت هذه العقارات محفظة أم في طور التحفيظ أم‬
‫غير محفظة‪ ،‬وسواء كانت في صورة عمارات ذات طبقات أم إقامات أم مجمعات‬
‫عقارية موجودة في المدن أو في القرى‪ ،‬وسيان في ذلك أن تكون هذه المباني قديمة أم‬
‫جديدة‪.1‬‬
‫ويمتد نطاق القانون ‪ 03-22‬ليشمل التعاونيات والجمعيات السكنية الراغبة في‬
‫بناء شقق أو محالت في إطار العقار مشترك الملكية وذلك طبقا ألحكام المادة ‪ 01‬من‬
‫القانون ‪ 03-22‬شريطة وضعها لنظام الملكية المشتركة وفق ما تنص عليه المادة ‪01‬‬
‫وباقي نصوص القانون المحال عليها‪.‬‬

‫المفرزة‬ ‫األجزاء‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫المطلب‬


‫واألجزاء المشتركة‪.‬‬
‫يترتب على التمييز بين األجزاء المفرزة (الخاصة) واألجزاء الشائعة في البناء‬
‫آثار هامة سواء من حيث الفصل بين الحقوق الفردية والحقوق الجماعية للمالك‬
‫المشتركين التي يديرها اتحاد المالك طبقا للمادة ‪ 08‬من القانون ‪ 03-22‬والمادة ‪02‬‬
‫منه أيضا‪ ،‬أو من حيث حصة كل مالك في األجزاء المشتركة التي تحدد في األصل‬
‫بناء على مساحة جزئه المفرز ونسبة ذلك من مجموع مساحة األجزاء المفرزة في‬
‫العقار عند إنشاء الملكية المشتركة‪ ،‬أو من حيث عدد األصوات العائدة لكل مالك‬
‫مشترك والذي يكون متناسبا مع مقدار حقوقه على الجزء المفرز العائد له‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األجزاء المفرزة‪.‬‬


‫‪ -1‬د‪.‬محمد بونبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫د‪.‬محمد بلهاشمي التسولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪206‬‬
‫الجزء المفرز هو الجزء العائد للمالك المشترك‪ ،‬بحيث يمارس عليه حقوقه‬
‫بدون قيد أو شرط ويتصرف فيه بال وصاية أحد‪ ،‬وقد اعتد المشرع في القانون‪03-22‬‬
‫بمعيار المنفعة الشخصية كضابط لتمييز هذه األجزاء المفرزة والتي جعلها تشمل كل‬
‫األجزاء المبنية أو العارية التي يستقل المالك المشترك باالنتفاع بها انتفاعا شخصيا‬
‫وخاصا‪.‬‬
‫فبعد أن كان ظهير ‪0301‬م يعتد بمعيار االستعمال الخاص والذي يتصف‬
‫بالضيق‪ ،‬ركن قانون ‪ 03-22‬إلى معيار المنفعة الشخصية الذي يشمل حق مالك‬
‫الطبقة أو ال شقة أو المحل في استعماله لسكناه شخصيا أو لمزاولة نشاطه الحرفي أو‬
‫التجاري كما يشمل حق هذا المالك في استغالل جزئه المفرز عن طريق إكرائه للغير‬
‫أو تقديمه حصة في رأسمال شركة وهكذا‪ ...‬وفقا لمقتضيات نظام الملكية المشتركة‪.‬‬
‫ويدخل في عداد الجزء المفرز‪:‬‬
‫*األجزاء الخاصة غير المادية الموجود ضمن الحدود الداخلية للمحل العائد‬
‫لكل مالك مشترك وتخضع لتصرفه‪ ،‬ذلك أن تقسيم العمارة الحديثة إلى عدة أجزاء‬
‫مفرزة عائدة إلى مالك مختلفين هو في الحقيقة تقسيم لملكية أجزاء محددة من الهواء‬
‫بين هؤالء المالك‪.1‬‬
‫* األجزاء الخاصة المادية‪ :‬وتتضمن حسب معظم نظم الملكية المشتركة‬
‫المحتويات المتواجدة ضمن الحدود الداخلية للمحل العائد للمالك المشترك أو تلك‬
‫األجزاء القابلة النتفاعه الشخصي ومنها‪:‬‬
‫أ‪ -‬أرضية المحل المصنوعة من خشب أو بالط اإلسمنت أو الرخام أو غيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجدران الداخلية للمحل الفاصلة بين الغرف طالما ال تعتبر من األجزاء‬
‫الرئيسة للعمارة المشتركة‪.‬‬
‫ج‪ -‬أبواب غرف المحل وبابه الخارجي ونوافذه الداخلية والخارجية ومقابضها‪.‬‬
‫د‪ -‬السواتر الداخلية للمحل وشرفاته ودعامات هذه الشرف وغير هذا من أنابيب‬
‫المياه والغاز وأسالك الكهرباء والتلفون الخاصة بالمحل المفرز‪.‬‬
‫هـ‪ -‬ما يتبع المحل من مخازن ومأوى للسيارة أو غرف للغسيل مخصصة‬
‫الستعمال مالك المحل لوحده‪ ،‬وما يتبع المحل أيضا من قطع أرضية غير مبنية‬
‫مخصصة الستعمال مالك المحل لوحده وغير هذا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األجزاء المشتركة‪.‬‬


‫عرفت المادة ‪ 8‬من القانون ‪ 03-22‬األجزاء المشتركة بالقول‪ ":‬تعتبر أجزاء‬
‫مشتركة من العقار األجزاء المبنية أو غير المبنية المخصصة لالنتفاع واالستعمال‬
‫من طرف المالك المشتركين جميعهم أو بعضا منهم "‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الحق صافي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.05‬‬

‫‪207‬‬
‫إذن النص اعتد بمعيارين لتمييز األجزاء الشائعة وهما‪:‬‬
‫* معيار االستعمال المشترك بين مجموع المالك المشتركين أو بعضهم وهذا‬
‫ما ينطبق على األفنية واألرض والبساتين والحدائق والممرات والمصاعد والمرآب‬
‫المشترك وشبهه‪.‬‬
‫* معيار المنفعة المشتركة على اعتبار أن هناك من المرافق ما يعتبر ملكا‬
‫مشتركا في البناء ال على أساس أنها تصل الستعمال كل المالك المشتركين أو‬
‫بعضهم‪ ،‬ولكن باعتبار فائدتها لهم فقط كبعض مظاهر الزينة الجماعية في البنايات‬
‫الحديثة (ورود‪ ،‬نقوش‪ ،‬مناظر جميلة على الجدران‪.)...‬‬
‫وحسب المادة ‪ 0‬من القانون ‪ 03-22‬فاألجزاء المشتركة األصلية قسمان‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬وهو األجزاء المشتركة األصلية اآلمرة التي ال تحتاج إلى‬
‫التنصيص على صفتها في سندات الملكية‪ ،‬بمعنى أن الشياع في استعمالها إجباري بين‬
‫مختلف المالك دون توقف على وصفها في وثائق تملك العقار ومنها‪:‬‬
‫*هيكل البناء وأرضياته األساسية والجدران الحاملة له والجدران الفاصلة بين‬
‫الشقق‪...‬؛‬
‫* واجهة البناء؛‬
‫* السطوح المعدة لالستعمال المشترك؛‬
‫* الدرج والممرات والدهاليز المعدة لالستعمال المشترك؛‬
‫* مساكن الحراس والبوابين؛‬
‫* المخازن والمداخن ومنافذ التهوية المعدة لالستعمال المشترك؛‬
‫* التجهيزات المشتركة‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬وهو األجزاء المشتركة األصلية وهي التي تعتبر من حيث المبدأ‬
‫أجزاء مشتركة أصلية ما لم تقض رسوم الملكية بخالف ذلك ومنها الساحات والحدائق‬
‫وكثيرا من محالت الخدمات الجماعية كمرآب السيارات والمغسل المشترك‪،‬‬
‫والغماءات والشرفات غير المعدة لالستعمال الشخصي وقاعة اجتماع االتحاد وكل‬
‫المحالت المعدة لالستعمال الجماعي‪.‬‬
‫أما األجزاء المشتركة التبعية فورد النص عليها في المادة ‪ 5‬على سبيل التمثيل‬
‫ال الحصر ومنها‪ :‬الحق في تعلية البناء‪ ،‬الحق في الحفر‪ ،‬الحق في إحداث أبنية جديدة‬
‫في الساحات والحدائق أو في السراديب وشبهه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تحرير عقود التصرفات‬


‫الواردة على العقار موضوع الملكية‬
‫المشتركة‪.‬‬
‫تتعدد التصرفات التي من شأنها أن تقع على العقار الخاضع لقانون الملكية‬
‫المشتركة‪ ،‬وهي تثير في جانب منها مجموعة من اإلشكاالت القانونية والواقعية‬
‫‪208‬‬
‫المرتبطة بتوثيقها سواء على مستوى تحديد تعريفة العقود أو على مستوى تحديد‬
‫القائمين بالتحرير أو على صعيد صعوبة إتمام هذه التصرفات لتعذر استيفاء‬
‫اإلجراءات المتطلبة قانونا‪.‬‬
‫في ضوء ذلك نقسم الكالم هنا إلى محورين كما يلي‪:‬‬
‫* التصرفات الواردة على العقار موضوع الملكية المشتركة واإلشكاالت‬
‫المرتبطة بها‪.‬‬
‫* نموذج وثيقة بيع عقار خاضع للملكية المشتركة‪.‬‬
‫وسوف نخصص لكل محور مطلبا خاصا‪.‬‬

‫التصرفات الواردة على‬ ‫المطلب األول‪:‬‬


‫المشتركة‬ ‫الملكية‬ ‫موضوع‬ ‫العقار‬
‫واإلشكاالت المرتبطة بها‪.‬‬
‫تولت المادة ‪ 00‬من القانون ‪ 03-22‬حصر التصرفات التي من شأنها أن ترد‬
‫على العقار المشمول بنظام الملكية المشتركة بما هي أعمال قانونية صادرة عن إرادة‬
‫واحدة كالوصية وأعمال التبرع المجانية أو عن إرادتين أو إرادات مختلفة كالبيع‪،‬‬
‫على أن هدف هذه التصرفات إما نقل الملكية المشتركة أو إنشاء حقوق عينية عليها أو‬
‫نقلها أو تعديلها أو إسقاطها‪ .‬والحقوق العينية حسب الفصل ‪ 3‬من ظهير رجب ‪0888‬‬
‫هـ هي حق الملكية وحق االنتفاع وحق االرتفاق وحق السطحية وحق االستعمال‬
‫والسكنى والكراء الطويل األمد وحق الحبس والحقوق العرفية اإلسالمية والرهن‬
‫الحيازي والرهن الرسمي وحق االمتياز‪.‬‬
‫غير أن بعض هذه الحقوق ال يمكن إنشاؤها أصال على العقارات المشمولة‬
‫بالملكية المشتركة نتيجة مجموعة من الموانع القانونية‪ ،‬وفي حالة اإلمكان نسقط في‬
‫إشكال تعريفة تحرير العقد الذي يوثق التصرف وطبيعته القانونية إذا كان صادرا عن‬
‫المحامي‪.‬‬
‫وبناء عليه‪ ،‬نخصص ثالثة فروع لمناقشة المحاور التالية‪:‬‬
‫* تحديد التصرفات الواردة على العقار الخاضع لنظام الملكية المشتركة‪.‬‬
‫* اإلشكاالت العملية المرتبطة بتوثيق بعض هذه التصرفات‪.‬‬
‫* أصول تحرير عقود التصرفات الواردة على العقار موضوع الملكية‬
‫المشتركة‪.‬‬

‫التصرفات‬ ‫تحديد‬ ‫األول‪:‬‬ ‫الفرع‬


‫لنظام‬ ‫الخاضع‬ ‫العقار‬ ‫الواردةعلى‬
‫الملكية المشتركة‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫حددت المادة ‪ 00‬من القانون ‪ 03-22‬التصرفات التي من شأنها أن تقع على‬
‫العقار المشمول بنظام الملكية المشتركة بالقول‪ " :‬يجب أن تحرر جميع لتصرفات‬
‫المتعلقة بنقل الملكية المشتركة أو إنشاء حقوق عينية عليها أو نقلها أو تعديلها أو‬
‫إسقاطها‪ ."...‬انطالقا من هذا النص يمكن حصر التصرفات الواردة على العقار‬
‫الخاضع لنظام الملكية المشتركة في ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نقل الملكية‪.‬‬


‫وذلك عن طريق عقود التفويت الناقلة للملكية سواء كان ذلك بمقابل كالبيع‬
‫والمقايضة أو بدون مقابل كالهبة والصدقة والحبس وغيره‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إنشاء الحقوق العينية‪.‬‬


‫أعطت المادة ‪ 00‬للمالك المشترك حق إنشاء الحقوق العينية على ملكه‬
‫المشترك وذلك عن طريق العقود المقررة لهذه الحقوق سواء كانت أصلية كحق‬
‫االنتفاع أو حق االرتفاق أو حق االستعمال أو حق السكنى أو حق الكراء الطويل األمد‬
‫أو كانت تبعية كالرهن الرسمي أو الرهن الحيازي‪ ،‬فلمالك العقار المشترك مثال إيقاع‬
‫رهن رسمي لفائدة بنك دائن أو رهن حيازي لدائن من األغيار وهكذا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬نقل الحقوق العينية‪.‬‬
‫خولت المادة ‪ 00‬أيضا للمالك المشترك إبرام العقود المتعلقة بتفويت الحقوق‬
‫العينية بعوض أو بغير عوض‪ ،‬ومن حق المنقول له الحق العيني أن ينقل بدوره هذا‬
‫الحق لغيره وهكذا‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تعديل الحقوق العينية‪.‬‬


‫يمكن للمالك المشترك التعاقد بخصوص تعديل حقوقه العينية الواردة على‬
‫عقاره المشترك وذلك كتعديل شروط حق االنتفاع وتغيير مدته‪ ،‬أو تعديل مدة الرهن‬
‫الرسمي من عشر سنوات مثال إلى خمس سنوات‪ ،‬وربما تغيير الرهن الحيازي إلى‬
‫رهن رسمي وغير ذلك‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬إسقاط الحقوق العينية‪.‬‬


‫طبقا للمادة ‪ 00‬من القانون ‪ 03-22‬يمكن للمالك المشترك إبرام كل العقود‬
‫المتعلقة بإسقاط الحقوق العينية الواردة له على المحل المشترك‪ ،‬ومعنى هذا أن‬
‫الحقوق العينية األصلية عندما ال يبقى لها مبرر‪ ،‬يمكن للمالك المشترك التعاقد مع‬

‫‪210‬‬
‫الطرف اآلخر إللغاء هذه الحقوق وتشطبيها ووضع حد آلثارها وتخليص العقار من‬
‫ثقلها حتى يتمكن المالك المشترك من التصرف في ملكه كيف شاء ومتى شاء‪.‬‬
‫العملية‬ ‫اإلشكاالت‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫الفرع‬
‫الواردة على العقار الخاضع لنظام‬
‫الملكية المشتركة‪.‬‬
‫نجم عن تطبيق مقتضيات القانون ‪ 03-22‬عدة إشكاالت عملية منها ما يرجع‬
‫لتعذر استيفاء اإلجراءات المطلوبة (أوال) ومنها ما يرجع لصعوبات قانونية أخرى‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ما يرجع لتعذر استيفاء اإلجراءات‬


‫القانونية المطلوبة‪.‬‬
‫استوجب القانون لتمام البيوع العقارية المشمولة بنظام الملكية المشتركة‬
‫مجموعة من اإلجراءات الشكلية التي يتعين على البائع إتيانها وهي‪:‬‬
‫‪ -‬تحضير دفتر تكاليف بناء العقار وهذا ما يتعذر بخصوص العقارات‬
‫المشتركة القديمة البناء‪.‬‬
‫‪ -‬تصميم بناء العقار المشترك كليا‪.‬‬
‫‪ -‬تصميم الجزء المفرز موضوع التصرف‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة من نظام الملكية المشتركة مصادق عليها من المحافظة العقارية‪.‬‬
‫‪ -‬تحضير وصل اإلبراء من الضرائب وهو إشهاد إداري يبرئ مبدئيا البائع من‬
‫كل تكليف ضريبي يقع على العقار المبيع وهو قسمان‪ :‬قسم تسلمه إدارة الضرائب التي‬
‫يوجد ضمن دائرتها الترابية العقار المبيع‪ ،‬وقسم تسلمه الجماعة المحلية للدائرة التي‬
‫يوجد بها العقار المبيع بعد الوفاء بالضرائب السابقة المستحقة لهذه الجماعة‪.1‬‬
‫‪ -‬شهادة مسلمة من مأمور اتحاد المالك تثبت براءة البائع من كل مساهمة في‬
‫التكاليف المشتركة‪ ،‬وهذا إجراء يتعذر عندما ال يكون هناك مأمور أو كان ورفض‬
‫تسليمه تعسفا‪.2‬‬

‫المقتضيات‬ ‫لبعض‬ ‫يرجع‬ ‫ما‬ ‫ثانيا‪:‬‬


‫القانونية‪.‬‬
‫من اإلشكاالت التي تواجه تطبيق القانون ‪ 03-22‬نجد‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الحق صافي‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬ص ‪.033 -033‬‬


‫‪ -2‬عبد الحق صافي‪ ،‬الملكية المشتركة‪ ،‬ص ‪ 13‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫* عدم تحديد تعريفة تحرير عقود التصرفات الواردة على العقار المشمول‬
‫بنظام الملكية المشتركة‪ ،‬حيث لم يرد أي نص يحدد هذا المقتضى أو يحيل على‬
‫صدور نص تنظيمي بذلك‪.‬‬
‫* عدم إفادة كتابات الضبط بالمحاكم االبتدائية بأية نماذج لتصحي إمضاءات‬
‫المحامين الذين يتولون توثيق التصرفات الواقعة على العقار المشترك‪.‬‬
‫* ازدواجية اللغة التي تحرر بها العقود التي ترد على الملك الخاضع لقانون‬
‫‪ ،03-22‬فالموثقون العصريون يكتبون بالفرنسية مما ينال رضا واطمئنان األبناك‬
‫والمنعشين بينما يكتب المحامون والعدول بالعربية مما يجعلهم في وضع أقل منافسة‬
‫مع ما في التحرير بالفرنسية من مخالفة ألحكام الدستور‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬أصول تحرير عقود‬


‫العقارات‬ ‫على‬ ‫الواردة‬ ‫التصرفات‬
‫المشتركة‪.‬‬
‫يقتضي منا مناقشة أصول تحرير عقود التصرفات الواردة على العقارات‬
‫المشتركة التطرق للمؤهلين لتحرير عقود التصرفات الخاضعة لقانون الملكية‬
‫المشتركة كما حددتهم المادة ‪ 00‬من القانون ‪( 03-22‬أوال)‪ ،‬ثم بعد ذلك لتعريفة‬
‫التحرير(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المؤهلون لتحرير عقود التصرفات‬
‫الخاضعة للقانون ‪.09-00‬‬
‫جاء في المادة ‪ 00‬من القانون ‪ " :03-22‬يجب أن تحرر جميع التصرفات‬
‫المتعلقة بنقل الملكية المشتركة أو إنشاء حقوق عينية عليها أو نقلها أو تعديلها أو‬
‫إسقاطها بموجب محرر رسمي أو محرر ثابت التاريخ يتم تحريره من طرف مهني‬
‫ينتمي إلى مهنة قانونية ومنظمة يخولها قانونها تحرير العقود وذلك تحت طائلة‬
‫البطالن‪.‬‬
‫يحدد وزير العدل سنويا الئحة بأسماء المهنيين المقبولين لتحرير هذه العقود‬
‫يقيد بالالئحة المحامون المقبولون للترافع أمام المجلس األعلى طبقا للفصل ‪ 80‬من‬
‫الظهيرالشريف رقم ‪ 0-38-010‬الصادر في ‪ 00‬من ربيع األول ‪ 0000‬هـ (‪02‬‬
‫سبتمبر ‪ )0338‬المعتبر بمثابة قانون يتعلق بتنظيم مهنة المحاماة‪.‬‬
‫يحدد نص تنظيمي شروط تقييد باقي المهنيين المقبولين لتحرير هذه العقود‪.‬‬
‫يجب أن يتم توقيع العقد والتأشير على جميع صفحاته من األطراف ومن الجهة‬
‫التي حررته‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫يتم تصحي اإلمضاءات بالنسبة للعقود المحررة من طرف المحامي لدى رئيس‬
‫كتابة الضبط للمحكمة االبتدائية التي يمارس المحامي بدائرتها "‪.‬‬
‫انطالقا من هذا النص يمكن التمييز بين نوعين من الكتابة في خصوص توثيق‬
‫المعامالت الواقعة على العقار المشمول بنظام الملكية المشتركة‪.‬‬
‫‪ -0‬الكتابة الرسمية أو المحرر الرسمي‪ :‬وهي التي يحررها إما الموثق‬
‫العصري طبقا ألحكام ظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م أو العدالن طبقا ألحكام القانون‪01-28‬‬
‫المنظم لخطة العدالة مع وجوب توقيع األطراف على العقد إلى جانب الموثق العصري‬
‫‪ /‬العدلي كخروج عن األصل‪.‬‬
‫‪ -0‬الكتابة العرفية ثابتة التاريخ‪ :‬رغم أن الكتابة العرفية يحررها أي شخص‬
‫من غير الموثقين والعدول شرط توقيعها ممن هي حجة عليه طبقا ألحكام الفصل ‪001‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬فإن المادة ‪ 00‬أعاله اشترطت في الكتابة العرفية التي توثق للتصرفات‬
‫الواردة على العقار لخاضع للقانون ‪ 03-22‬أن تكون ثابتة التاريخ بمفهوم الفصل‬
‫‪ 005‬من ق ل ع وأن تكون صادرة ممن يلي ذكرهم‪:‬‬
‫* ممتهنو تحرير العقود الذين ينتسبون إلحدى المهن القانونية المنظمة التي‬
‫يخولها القانون صالحية تحرير العقود والذين ترد أسماؤهم في الالئحة التي يحددها‬
‫وزير العدل سنويا‪ .‬ولعل مهنة وكيل األعمال المنظمة بظهير ‪ 01‬محرم ‪ 0810‬هـ‬
‫موافق ‪ 00‬يناير ‪0305‬م الذي نظم أيضا تحرير هذه الفئة للعقود وتدخلها في عملية‬
‫تحفيظ العقارات وممارسة مهنة مستشار قانوني أهم المهن‪ 1‬المرشحة للتأهل لتحرير‬
‫العقود الثابتة التاريخ طبقا للقوانين ‪ 03-22‬و ‪ 50-22‬و ‪.00-22‬‬
‫* المحامون المقبولون للترافع أمام المجلس األعلى طبقا للمادة ‪ 80‬من قانون‬
‫المحاماة‪ ،‬أما غير المقبولين فيمكن إدراجهم ضمن باقي المهن القانونية المنظمة التي‬
‫تنتظر صدور القرار المشترك لوزير العدل ووزير الفالحة والتنمية القروية والوزير‬
‫المنتدب في اإلسكان (طبقا لمرسوم ‪ 1‬يونيو ‪ 0220‬المطبق للمادة ‪ )00‬في شأن الئحة‬
‫المهن والمؤهلين منها تحديدا‪.‬‬
‫والمالحظ أن المشرع وحماية منه لمصال األطراف أوجب على المحامين‬
‫المؤهلين للتوثيق توقيع العقد والتأشير على كل صفحاته مع تصحي اإلمضاء لدى‬
‫رئيس كتابة ضبط المحكمة االبتدائية التي يمارسون بترابها‪ ،‬وهو خروج عن األصل‬
‫من وجوب تصحي اإلمضاءات أمام الجهات اإلدارية المختصة وهي من حيث المبدأ‬
‫رئيس الجماعة الحضرية بالمدينة والقروية بالبادية أو من ينتدب لهذا الغرض مع‬
‫االستثناءات الواردة في خصوص بلدية الرباط حسان وبلدية مشور الدار البيضاء‬
‫وبلدية التواركة وبلدية مشور فاس الجديد وبلدية مشور القصبة بمراكش وبلدية‬

‫‪ -1‬من المهن القانونية المنظمة التي يخولها قانونها تحرير العقود نجد مهنة المهندسين العقاريين ومهنة الخبير المحاسبي‬
‫ومهنة المستشار القانوني ومحرري وزارة العدل وبعض صناديق اإلسكان والمؤسسات العمومية التي تتولى تحرير هذه‬
‫العقود بنفسها كمؤسسة ليراك ‪ ERAC‬ويمكن أن نضيف إليهم مهنة الكاتب العمومي رغم عدم تنظيمها‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫الستينية حيث يتخصص في المصادقة على صحة التوقيع فيها رجل السلطة أو من‬
‫ينوب عنه‪.1‬‬
‫وقد ذهب األستاذ عبد السالم بلهاشمي التسولي إلى أن العقود التي يوثقها‬
‫المحامي طبقا للقوانين ‪ 03-22‬و ‪ 50-22‬و ‪ 00-22‬ذات طبيعة رسمية مادامت‬
‫صادرة منه في حدود االختصاص القانوني ووفق الشكل المتطلب‪.2‬‬
‫ومعلوم أن القانون ‪ 03 -22‬المتعلق بالملكية المشتركة للعقارات المبنية قد‬
‫‪4‬‬
‫خول في مادته الثانية عشرة‪ 3‬المحامين المقبولين للترافع أمام المجلس األعلى‬
‫صالحية توثيق التصرفات الواردة على العقار المشمول بنظام الملكية المشتركة‪ ،‬أما‬
‫المحامين غير المقبولين للترافع أمام المجلس األعلى فيتعين إدراج أسمائهم ضمن باقي‬
‫المهن القانونية المنظمة المذكورة في المادة أعاله والتي يصدر بها القرار المشترك‬
‫لوزير العدل ووزير الفالحة والتنمية القروية والوزير المنتدب في اإلسكان تطبيقا‬
‫للمرسوم رقم ‪ 0.28.350‬الصادر في ‪ 03‬ربيع اآلخر ‪0005‬هـ(‪1‬يونيو‪)0220‬‬
‫والمنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5000‬بتاريخ ‪ 03‬ربيع اآلخر ‪0005‬هـ(‪ 01‬يونيو‬
‫‪0220‬م) المطبق للمادة ‪.00‬‬
‫أيضا فالقانون ‪ 00-22‬المنظم لبيع العقارات في طور اإلنجاز قد اختص في‬
‫فصليه ‪ 5103/8‬و‪ 1103/01‬المطبقان بالمرسوم رقم ‪ 0.28.358‬الصادر في ‪ 03‬من‬

‫‪ -1‬محمد بوجيدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .03‬محمد الربيعي‪ ،‬مرجع سابق‪.18 ،‬‬
‫‪ -2‬عبد السالم بلهاشمي التسولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 11‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬تنص المادة ‪ 00‬من القانون ‪ 03-22‬على ما يلي‪" :‬يجب أن تحرر جميع التصرفات المتعلقة بنقل الملكية المشتركة أو‬
‫إنشاء حقوق عينية عليها أو نقلها أو تعديلها أو إسقاطها بموجب محرر رسمي أو محرر ثابت التاريخ يتم تحريره من‬
‫طرف مهني ينتمي إلى مهنة قانونية ومنظمة يخولها قانونها تحرير العقود وذلك تحت طائلة البطالن‪.‬‬
‫يحدد وزير العدل سنويا الئحة بأسماء المهنيين المقبولين لتحرير هذه العقود‪ ،‬يقيد بالالئحة المحامون المقبولون للترافع‬
‫أمام المجلس األعلى طبقا للفصل ‪ 80‬من الظهير الشريف رقم ‪ 0-38- 010‬الصادر في ‪ 00‬من ربيع األول ‪0000‬هـ‬
‫(‪ 02‬شتنبر ‪0338‬م) المعتبر بمثابة قانون يتعلق بتنظيم مهنة المحاماة‪.‬‬
‫يحدد نص تنظيمي شروط تقييد باقي المهنيين المقبولين لتحرير هذه العقود‪.‬‬
‫يجب أن يتم توقيع العقد والتأشير على جميع صفحاته من األطراف ومن الجهة التي حررته‪.‬‬
‫يتم تصحي اإلمضاءات بالنسبة للعقود المحررة من طرف المحامي لدى رئيس كتابة الضبط للمحكمة االبتدائية التي‬
‫يمارس المحامي بدائرتها"‪.‬‬
‫‪ -4‬جاء في المادة ‪ 88‬من القانون ‪ 03.23‬المتعلق بتعديل القانون المنظم لمهنة المحاماة والصادر األمر بتنفيذه الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 0.23.020‬بتاريخ ‪ 02‬من شوال ‪0003‬هـ(‪ 02‬أكتوبر ‪0223‬م) المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪1-5132‬‬
‫بتاريخ ‪ 1‬ذو القعدة ‪0003‬هـ(‪1‬نونبر‪0223‬م)‪ ،‬ص‪ 0200 :‬وما بعدها ما يلي‪ " :‬ال يقبل لمؤازرة األطراف وتمثيلهم أمام‬
‫المجلس األعلى‪ ،‬مع مراعاة الحقوق المكتسبة إال‪:‬‬
‫‪ -‬المحامون المسجلون بالجدول منذ خمس عشرة سنة كاملة على األقل‪،‬‬
‫‪ -‬المحامون الذين كانوا مستشارين أو محامين عامين‪ ،‬بصفة نظامية في المجلس األعلى‪،‬‬
‫‪ -‬قدماء القضاة وقدماء أساتذة التعليم العالي المعفون من شهادة األهلية ومن التمرين‪ ،‬بعد خمس سنوات من تاريخ‬
‫تسجيلهم بالجدول"‪ .‬وجاء في المادة ‪" :80‬يهيئ مجلس الهيئة في شهر أكتوبر من كل سنة قائمة بأسماء المحامين‬
‫المقبولين للترافع أمام المجلس األعلى‪ .‬يتولى النقيب تبليغ القائمة خالل شهر نوفمبر الموالي إلى الرئيس األول للمجلس‬
‫األعلى‪ .‬تنشر القائمة الكاملة للمحامين المقبولين للترافع أمام المجلس األعلى بالجريدة الرسمية"‪.‬‬
‫‪ -5‬مما جاء في الفصل ‪" :103-8‬يجب أن يحرر عقد البيع االبتدائي للعقار في طور اإلنجاز إما في محرر رسمي أو‬
‫بموجب عقد ثابت التاريخ يتم تحريره من طرف مهني ينتمي إلى مهنة قانونية منظمة ويخول لها قانونها تحرير العقود‬
‫وذلك تحت طائلة البطالن‪ .‬يحدد وزير العدل سنويا الئحة بأسماء المهنيين المقبولين لتحرير هذه العقود‪ .‬يقيد بالالئحة‬

‫‪214‬‬
‫ربيع اآلخر ‪0005‬هـ (‪1‬يونيو‪0220‬م) المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5000‬بتاريخ‬
‫‪ 03‬من ربيع اآلخر ‪0005‬هـ(‪01‬يونيو‪0220‬م)؛ المحامين بنفس الصالحية المارة بنا‬
‫في قانون الملكية المشتركة‪ .‬وهو نفس المقتضى الذي نص عليه القانون ‪50-22‬‬
‫المتعلق باإليجار المفضي إلى تملك العقار في مادته الرابعة‪ 2‬وفاقا مع ما جاء في‬
‫المرسوم رقم ‪ 0-20-151‬الصادر في ‪ 00‬من ذي القعدة ‪ 0005‬هـ (‪ 01‬ديسمبر‬
‫‪0220‬م) المتعلق بتطبيق أحكام المادتين ‪ 0‬و ‪ 01‬من القانون ‪.50-22‬‬
‫ولعل الصياغة القانونية لهذه الفصول المومأ لها وعدم تصريحها بالقيمة‬
‫الثبوتية لوثيقة المحامي المحررة في نطاقها جعلت األستاذ عبد السالم بلهاشمي‬
‫التسولي‪ 3‬يعتقد أنها ترقى إلى مصاف الورقة الرسمية وال يجوز بالتالي الطعن فيها إال‬
‫بسلوك مسطرة الزور المعقدة ما دامت صادرة عن المحامي في حدود اختصاصه‬
‫ووفق الشكل المتطلب قانونا‪.‬‬
‫غير أن غمامة هذا اللبس سرعان ما تنقشع كلما تم إنطاق األحكام العامة‬
‫المنظمة للورقة الرسمية وخاصة من ذلك المقتضيات المسطرة في الفصل ‪ 4003‬من‬
‫ظهير االلتزامات والعقود المغربي‪.‬‬

‫المحامون المقبولون للترافع أمام المجلس األعلى طبقا للفصل ‪ 80‬من الظهير الشريف رقم ‪ 0-38-010‬الصادر في ‪00‬‬
‫من ربيع األول ‪ 0000‬هـ (‪ 02‬سبتمبر ‪0338‬م) المعتبر بمثابة قانون يتعلق بتنظيم مهنة المحاماة‪ .‬يحدد نص تنظيمي‬
‫شروط تقييد باقي المهنيين المقبولين لتحرير هذه العقود‪ .‬يجب أن يتم توقيع العقد والتأشير على صفحاته من األطراف‬
‫ومن الجهة التي حررته‪ .‬يتم تصحي اإلمضاءات بالنسبة للعقود المحررة من طرف المحامي لدى رئيس كتابة الضبط‬
‫للمحكمة االبتدائية التي يمارس المحامي بدائرتها‪."...‬‬
‫‪ -1‬يقول الفصل ‪" :103/01‬يبرم العقد النهائي طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 103/8‬المشار إليه أعاله وذلك بعد أداء المبلغ‬
‫اإلجمالي للعقار أو للجزء المفرز من العقار محل عقد البيع االبتدائي"‪.‬‬
‫‪ -2‬تقول المادة ‪ 0‬من القانون ‪ " :50-22‬يجب أن يحرر عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار بموجب محرر رسمي أو‬
‫محرر ثابت التاريخ يتم تحريره من طرف مهني ينتمي إلى مهنة قانونية ومنظمة يخولها قانونها تحرير العقود وذلك‬
‫تحت طائلة البطالن‪ .‬يحدد وزير العدل سنويا الئحة بأسماء المهنيين المقبولين لتحرير هذه العقود‪ .‬يقيد بالالئحة‬
‫المحامون المقبولون للترافع أمام المجلس األعلى طبقا للفصل ‪ 80‬من الظهير الشريف رقم ‪ 0-38-010‬الصادر في ‪00‬‬
‫من ربيع األول ‪ 02( 0000‬سبتمبر ‪ )0338‬المعتبر بمثابة قانون يتعلق بتنظيم مهنة المحاماة‪ .‬يحدد نص تنظيمي شروط‬
‫تقييد باقي المهنيين المقبولين لتحرير هذه العقود‪ .‬يجب أن يتم توقيع العقد والتأشير على جميع صفحاته من األطراف‬
‫ومن الجهة التي حررته‪ .‬يتم تصحي اإلمضاءات بالنسبة للعقود المحررة من طرف المحامي لدى رئيس كتابة الضبط‬
‫للمحكمة االبتدائية التي يمارس المحامي بدائرتها‪ .‬تحدد بنص تنظيمي تعريفة إبرام هذا المحرر‪ .‬يحق للمكتري المتملك‬
‫االنتفاع من العقار بمجرد إبرام هذا العقد"‪.‬‬
‫‪ -3‬ذهب األستاذ عبد السالم بلهاشمي التسولي إلى أن العقود التي يوثقها المحامي طبقا للقوانين ‪ 03-22‬و ‪ 00-22‬و‬
‫‪ 50-22‬ذات حجية رسمية ما دامت صادرة منه في حدود االختصاص القانوني ووفق الشكل المتطلب مثلها في ذلك مثل‬
‫أي محرر صادر عن الموثق أو العدلين‪ ،‬أما العقود المحررة من قبل المحامي استنادا إلى المادة ‪ 82‬من ظهير ‪02‬‬
‫سبتمبر ‪ 0338‬بمثابة قانون بتنظيم مهنة المحاماة فتبقى عقودا عرفية‪ .‬ذ‪ .‬عبد السالم بلهاشمي التسولي‪ ،‬المحامي وتحرير‬
‫العقود‪ ،‬ط ‪ 0001 – 0‬هـ ‪0221‬م‪ ،‬سلسلة القانون في خدمة المجتمع (‪ ،)08‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬ص‪،‬‬
‫‪ 11‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -4‬يقول الفصل ‪ 003‬من ظ‪.‬ا‪.‬ع‪.‬م حسب ترجمته المتداولة‪" :‬الورقة الرسمية هي التي يتلقاها الموظفون العموميون‬
‫الذين لهم صالحية التوثيق في مكان تحرير العقد‪ ،‬وذلك في الشكل الذي يحدده القانون‪ .‬وتكون رسمية أيضا‪:‬‬
‫‪-0‬األوراق المخاطب عليها من القضاة في محاكمهم‪.‬‬
‫‪-0‬األحكام الصادرة من المحاكم المغربية واألجنبية‪ ،‬بمعنى أن هذه األحكام يمكنها حتى قبل صيرورتها واجبة التنفيذ أن‬
‫تكون حجة على الوقائع التي تثبتها"‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫وبالرجوع إلى هذه المقتضيات نجد المشرع المغربي يعتبر الوثيقة رسمية إذا‬
‫توافرت على ثالثة شروط جوهرية وهي أن يقوم بتحريرها موظف عمومي‪ ،‬وأن‬
‫يكون هذا الموظف العمومي مختصا في توثيقها‪ ،‬وأن يحررها في الشكل المحدد‬
‫قانونا‪ .‬فإلى أي حد تتحقق هذه الشروط الجوهرية في وثيقة المحامي الدالة على‬
‫التصرفات المحكومة بالقانون ‪ 22.03‬ومعه القانونين ‪ 22.00‬و ‪22.50‬؟‬
‫أ‪ -‬بالنسبة لصفة الموظف العمومي‪.‬‬
‫إن الوثيقة الرسمية هي التي تحرر بمعرفة الموظف العمومي‪ 1‬طبقا للفقرة‬
‫األولى من الفصل ‪ 003‬من ظ‪.‬ا‪.‬ع‪.‬م‪ ،‬وليس من الضروري أن تكون مكتوبة بخط يده‪،‬‬
‫بل يكفي أن يكون تحريرها صادرا باسمه‪ ،‬ويجب على كل حال أن يمضيها بتوقيعه‪،2‬‬
‫ذلك أن الوثائق الكتابية الرسمية لم تعد تقتصر على صيغتها التقليدية المحررة على‬
‫الورق‪ ،‬وإنما استجدت لها صور عديدة بما فيها المحررة على دعامة إلكترونية والتي‬
‫تصدى المشرع المغربي لتنظيمها بالقانون ‪ 358-25‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني‬
‫للمعطيات القانونية‪.‬‬
‫وقد عرف الفصل الثاني من قانون الوظيفة العمومية الموظف العمومي بأنه‬
‫‪4‬‬

‫"يعد موظفا عموميا كل شخص يعين في وظيفة قارة ويرسم في إحدى رتب السلم‬
‫الخاص بأسالك اإلدارة التابعة للدولة"‪.5‬‬
‫وعليه فالترسيم في إحدى درجات السلم الخاص بأسالك اإلدارة التابعة للدولة‬
‫يعتبر رائزا أساسيا النطباق صفة الموظف العمومي على الشخص‪.‬‬
‫والمحامي من الناحية القانونية الصرفة يمارس مهنة حرة مستقلة تساعد‬
‫القضاء في تحقيق العدالة حسب ما تنص عليه المادة األولى‪ 1‬من قانون المحاماة الذي‬

‫‪ -1‬إن الفصل ‪ 003‬في صيغته الفرنسية لم يتحدث عن الموظف العمومي وإنما تحدث عن صفة الضابط العمومي‪ ،‬تقول‬
‫الفقرة األولى منه‪:‬‬
‫‪« L’acte authentique est celui qui a été reçu avec les solennités requises par des officiers‬‬
‫‪publics ayant le droit d’instrumenter dans le lieu où l’acte à été rédigé… ».‬‬
‫ويرجع هذا االختالف بين الصيغتين العربية والفرنسية إلى أن اللجينات التي تفرعت عن لجنة تعريب القوانين الجاري‬
‫بها العمل في المغرب والتي عينها وزير العدل تنفيذا للقانون ‪ 10-8‬المتعلق بتوحيد القضاء وتعريبه ومغربيته لم يقتصر‬
‫عملها في كثير من األحيان على التعريب فقط‪ ،‬بل تدخلت عدة مرات باإلصالح والمراجعة والتقويم حتى تتماشى فصول‬
‫ظهير االلتزامات المعربة مع الواقع القانوني المغربي لما بعد االستقالل‪.‬‬
‫‪ -2‬ذ‪ .‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ /0‬ص‪ - .005 :‬ذ‪ .‬سمير عبد‬
‫السيد تناغو‪ ،‬أحكام االلتزام واإلثبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .080 :‬ذ‪.‬محمد حسن قاسم‪ ،‬أصول اإلثبات في المواد المدنية‬
‫والتجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪- .008 :‬د‪ .‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬وسائل اإلثبات في التشريع المغربي‪ ،‬ط ‪ 0020‬هـ‬
‫‪ 0330‬م‪ ،‬منشورات كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش ص‪ 13 ،‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬الصادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف‪ ،‬رقم ‪ 0-21-003‬الصادر بتاريخ ‪ 03‬من ذي القعدة ‪ 82( 0003‬نوفمبر‬
‫‪0221‬م) والمنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5530‬بتاريخ ‪ 05‬ذو القعدة ‪0003‬هـ (‪ 1‬ديسمبر ‪0221‬م) ص‪ 8313 :‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪ -4‬الصادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 0-53-223‬المؤرخ في ‪ 00‬فبراير ‪0353‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬نص الفصل األول من المرسوم رقم ‪ 0-11-183‬بتاريخ ‪ 01‬شتنبر ‪ 0311‬بمثابة النظام األساسي لموظفي الجماعات‬
‫المحلية أنه‪" :‬يخول صفة موظف بالجماعة كل شخص يعين في منصب دائم ويرسم بإحدى تسلسل أسالك الجماعات"‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫نص أيضا في مادته السابعة‪ 2‬على أن المحاماة تتنافى كليا مع ممارسة أي وظيفة‬
‫مأجورة‪ ،‬وهو بهذا التحديد التشريعي لطبيعة مهنته ال يعتبر موظفا عموميا بالمعنى‬
‫االصطالحي المضبوط‪.3‬‬
‫وفي هذا اإلطار سبق لمحكمة الرباط أن قررت بتاريخ ‪0301/21/00‬م‪ 4‬أنه‬
‫ليست هناك أية مقتضيات قانونية تقلد المحامين بالهيئات المغربية تفويضا أو سلطة‬
‫عمومية‪ ،‬وأن تقديم مساعدتهم لألطراف ال يكون إال ألجل الدفاع عن المصال‬
‫الخاصة وبموجب الصالحيات التي تعطى لهم من قبل أفراد عاديين؛ وعليه فال يمكن‬
‫اعتبارهم مواطنين مكلفين بمصلحة عمومية‪.‬‬
‫فإن قيل إن العدلين بدورهما يضفيان الرسمية على عقود األطراف رغم أنهما‬
‫يمارسان مهامهما في إطار مهنة حرة كما هو مصرح به في المادة األولى من القانون‬
‫‪ 501-28‬التي تقول‪" :‬تمارس خطة العدالة بصفتها مهنة حرة حسب االختصاصات‬
‫والشروط المقررة في هذا القانون وفي النصوص الخاصة‪ ،‬ويعتبر العدول من‬
‫مساعدي القضاء"‪ ،‬فالجواب على مثل هذا االعتراض هو أن وثيقة العدلين تحظى‬
‫بصفة الرسمية بموجب الفقرة الثانية من الفصل‪ 003‬ظ‪.‬ا‪.‬ع‪.‬م‪ .‬والتي تقول‪" :‬وتكون‬
‫رسمية أيضا‪:‬‬
‫‪ -0‬األوراق المخاطب عليها من القضاة في محاكمهم‪."...‬‬

‫‪ -1‬تنص المادة األولى من القانون الجديد رقم ‪ 03.23‬المنظم لمهنة المحاماة على أن " المحاماة مهنة حرة مستقلة تساعد‬
‫القضاء وتساهم في تحقيق العدالة‪ ،‬والمحامون بهذا االعتبار جزء من أسرة القضاء"‪.‬‬
‫‪ – -2‬تنص المادة السابعة على ما يلي ‪ " :‬تتنافى مهنة المحاماة مع كل نشاط من شأنه أن يمس باستقالل المحامي‬
‫والطبيعة الحرة للمهنة‪ ،‬وخاصة‪:‬‬
‫‪-0‬كل نوع من أنواع التجارة‪ ،‬سواء زاوله المحامي مباشرة أو بصفة غير مباشرة‪ ،‬غير أنه يمكن للمحامي التوقيع على‬
‫األوراق التجارية ألغراضه المدنية؛‬
‫‪-0‬مهام مدير شركة تجارية وحيد‪ ،‬أو عضو مجلس إدارتها المنتدب‪ ،‬أو مسيرها‪ ،‬أو شريك في شركة التضامن؛‬
‫‪-8‬مهنة وكيل األعمال وغيرها من المهن الحرة سواء زاولها المحامي مباشرة أو بصفة غير مباشرة؛‬
‫‪ -0‬وظيفة محاسب وجميع الوظائف المأجورة؛‬
‫‪ -5‬جميع الوظائف اإلدارية والقضائية‪.‬‬
‫يتعرض للعقوبات التأديبية كل محام يوجد في حالة تنافي"‪.‬‬
‫‪ -3‬ذهب الفقه المصري واللبناني إلى أن الموظف العمومي هو كل شخص عينته الدولة إلجراء عمل من األعمال‬
‫المتعلقة بها لتنفيذ أمر من أوامرها سواء آجرته على هذا العمل أو لم تؤاجره كالعمدة في مصر والمأذون وغيرهم‪،‬‬
‫وسواء أكانت الوظيفة دائمة أو مؤقتة‪ ،‬وسواء أكان شاغلها يشغلها بمقتضى قرار إداري أو بمقتضى عقد‪ * .‬د‪.‬‬
‫السنهوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ /0‬ص‪ * .005 :‬د‪ .‬محمد حسن قاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ * .005 :‬د‪ -‬توفيق حسن فرج‪،‬‬
‫قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ط‪0228 ،‬م‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان ص‪.30 ،‬‬
‫‪ -4‬ذكره‪ :‬إبراهيم زعيم ومحمد فركت‪ ،‬وكالة الخصام‪ ،‬المحاماة‪ ،‬نصوص واجتهادات ‪ ،0353-0308‬ط‪0330.‬م‪،‬‬
‫مطبعة الفن التاسع‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ج‪/0‬ص‪ ،30‬كما ذكره‪ :‬الطيب بن لمقدم‪ ،‬المحاماة في مبادئ األحكام والقرارات‬
‫القضائية‪ ،‬ط‪0000/0‬هـ‪0330‬م‪ ،‬الشركة المغربية للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص‪.33:‬‬
‫‪ -5‬الصادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 0-21-51‬بتاريخ ‪ 05‬من محرم ‪ 0001‬هـ (‪ 00‬فبراير ‪0221‬م)‬
‫والمنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5022‬الصادر بتاريخ ‪ 0‬مارس ‪ ،0221‬ص‪.511 :‬‬

‫‪217‬‬
‫ثم إن العدلين وحسب تكييف كثير من الفقهاء لمهامهم ليسوا إال نوابا عن‬
‫القاضي المكلف بالتوثيق في التلقي‪ 1‬من األطراف فقط‪ ،‬لذلك ال تحظى وثيقتهما بصفة‬
‫الرسمية إال بعد أن يخاطب عليها القاضي المكلف بالتوثيق وذلك باإلعالم بأدائها‬
‫ومراقبتها طبقا للمواد ‪ 80‬و‪ 85‬من القانون ‪ ،01-28‬علما أن القضاة يتمتعون بصفة‬
‫الموظف العمومي طبقا للفصل الرابع من قانون الوظيفة العمومية كما سبق التنبيه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وحتى إذا ما استصحبنا المفهوم الواسع الذي يعطيه القانون الجنائي المغربي‬
‫للموظف العمومي إلى الحد الذي يشمل كل شخص يقوم بخدمة عامة وإن لم يكن معينا‬
‫من قبل الدولة لكي يدخل في نطاقه المحامي كونه يقدم خدمة عامة‪ 3‬للناس‪ ،‬فإننا‬
‫سنصطدم حينئذ بواقع كون المحامي غير مختص قانونا بإضفاء الرسمية على عقود‬
‫األطراف وهذا بالطبع نقاش آخر نخصص له المحور الموالي‪.‬‬
‫ب‪ -‬بالنسبة لالختصاص‪.‬‬
‫إذا ثبت أن المحامي ال يتمتع بوصف الموظف العمومي الذي من شأنه أن‬
‫يرفع وثيقته المحررة طبقا للقوانين ‪ 03-22‬و ‪ 00-22‬و ‪ 50-22‬إلى مصاف الوثائق‬
‫الرسمية بالشكل الذي مر معنا في المحور قبله‪ ،‬وجب علينا التأكد من مدى أهلية‬
‫المحامي إلصدار الوثائق الرسمية‪ ،‬وهذا طبعا يقودنا إلى النظر في مدى اختصاصه‬
‫نوعا ومكانا وزمانا في تحرير هذا الصنف من الوثائق‪ ،‬وهو ما عبر عنه الفصل ‪003‬‬
‫من ظ‪.‬ا‪.‬ع‪.‬م ب‪" :‬صالحية التوثيق في مكان تحرير العقد"‪.‬‬
‫فال يكفي في الوثيقة صدورها من "موظف عمومي" كي تعتبر رسمية‪ ،‬وإنما‬
‫يجب‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أن يكون هذا "الموظف" قد عمل أثناء إصدارها في حدود‬
‫سلطته واختصاصه؛ أي أن تكون له الوالية أثناء تحريرها من حيث الموضوع‪ ،‬ومن‬
‫حيث المكان‪ ،‬ومن حيث الزمان‪.4‬‬
‫‪ -1‬باإلضافة إلى التلقي من األطراف يختص العدول بتحرير الشهادات وتسليم أصولها ألصحابها بعد خطاب القاضي‬
‫عليها‪ ،‬وهذا ما أشارت إليه المواد ‪ 08‬و ‪ 00‬و ‪ 01‬وما يليها من القانون ‪.28-01‬‬
‫‪ -2‬جاء في الفصل ‪ 000‬من ق‪.‬ج‪.‬م‪ " :‬يعد موظفا عموميا في تطبيق أحكام التشريع الجنائي‪ ،‬كل شخص كيفما كانت‬
‫صفته‪ ،‬يعهد إليه‪ ،‬في حدود معينة بمباشرة وظيفة أو مهمة ولو مؤقتة بأجر أو بدون أجر ويساهم بذلك في خدمة الدولة‬
‫أو المصال العمومية أو الهيئات البلدية أو المؤسسات العمومية أو مصلحة ذات نفع عام‪ ،‬وتراعي صفة الموظف‬
‫العمومي في وقت ارتكاب الجريمة ومع ذلك فإن هذه الصفة تعتبر باقية له بعد انتهاء خدمته‪ ،‬إذا كانت هي التي سهلت له‬
‫ارتكاب الجريمة أو مكنته من تنفيذها"‪.‬‬
‫‪ -3‬اقتصر الفصل ‪ 003‬من ظ ‪.‬ا‪.‬ع‪.‬م حسب ترجمته المتداولة على ربط وصف الرسمية للمحرر بصفة الموظف‬
‫العمومي خالفا للمشرع المصري الذي نص في المادة ‪ 02‬من قانون اإلثبات لسنة ‪ 0313‬على أن= ="المحررات‬
‫الرسمية هي التي يثبت فيها موظف عام أو شخص مكلف بخدمة عامة ما تم على يديه أو تلقاه من ذوي الشأن‪ "...‬حيث‬
‫أردف الموظف العام بشخص مكلف بخدمة عامة ليص إضفاء الرسمية على الوثائق حتى من غير الموظفين العموميين‬
‫الذين يخولهم القانون هذه الصالحية كالمشايخ والمأذونين والعمد وغيرهم‪ ،‬وكان حريا بالمشرع المغربي أن يتخذ خطوة‬
‫مماثلة ليتالءم قانون العدالة مع ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬وهذا أمل نتمسك به إلى أن يتحقق‪.‬‬
‫‪ -4‬د‪.‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬التعليق الموضوعي على قانون اإلثبات‪ ،‬ط‪ ،0220 .‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫ص‪ - .30 :‬د‪.‬أنور سلطان‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ط ‪ ،0225‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪،‬‬
‫اإلسكندرية – مصر‪ ،‬ص‪ - .01 :‬د‪ .‬أحمد خليفة شرقاوي أحمد‪ ،‬القوة التنفيذية للمحررات الموثقة بين الفقه اإلسالمي‬
‫والقانون الوضعي‪ ،‬ط‪ ،0221 .‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬مصر‪ ،‬ص‪ - .33:‬د‪ .‬أحمد شوقي محمد عبد‬

‫‪218‬‬
‫وإذا كانت الوالية من حيث المكان ومن حيث الزمان ال تثير أي إشكال عملي‬
‫بالنسبة للمحامي الذي يحرر وثائقه في إطار القوانين ‪ 03-22‬و ‪ 00-22‬و ‪،50-22‬‬
‫فإن واليته من حيث الموضوع تثير إشكاال حقيقيا‪ ،‬ذلك أن كل نوع من الوثائق‬
‫الرسمية يختص بها طوائف معينة من الموظفين طبقا للقانون‪ ،‬فاألحكام من اختصاص‬
‫القضاة‪ ،‬ومحاضر الجلسات من اختصاص كتاب الضبط‪ ،‬ووثائق الزواج والطالق‬
‫والرجعة من اختصاص العدول‪ ،1‬ووثائق التأسيس القانوني للشركات من اختصاص‬
‫‪2‬‬
‫الموثقين العصريين‪ ،‬ووثائق األحوال الشخصية للعبريين من اختصاص الصوفير‬
‫وهكذا‪.‬‬
‫أما المحامي‪ ،‬وبالرجوع إلى القانون المنظم لمهنته نجد أن المادة ‪ 82‬وما‬
‫‪3‬‬

‫يليها‪ 4‬قد حددت مهامه بكل ضبط ولم تخوله صالحية إضفاء الرسمية على عقود‬
‫األطراف‪ ،‬وإنما أهلته حصرا لتحرير العقود وتمثيل األطراف بموجب توكيل خاص‬
‫فيها دون ما عداها‪.‬‬
‫وقد تتبع األستاذ محمد هومير في أطروحته الجامعية حول "مهن التوثيق بين‬
‫التعددية والوحدة في القانون المغربي"‪ 5‬مختلف المتدخلين في إضفاء الرسمية على‬
‫عقود األطراف في التشريع المغربي فحصرهم في الطائفتين التاليتين‪:‬‬
‫الرحمن‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪ :‬أحكام االلتزام واإلثبات في الفقه وقضاء النقض‪ ،‬ط ‪ 0220‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.858 :‬‬
‫‪ -1‬د ‪ .‬العلمي الحراق‪ ،‬التوثيق العدلي بين الفقه المالكي والتقنيين المغربي وتطبيقاته في مدونة األسرة ‪ ،‬ط ‪ 0225/0‬دار‬
‫السالم‪ ،‬المغرب‪ ،‬ج‪ /0 :‬ص‪.018 :‬‬
‫‪ -2‬إيلي مالكا‪ ،‬تاريخ القضاء العبري والقضاء اإلسرائيلي بالمغرب‪ ،‬مقال منشور بمجلة القضاء والقانون‪ ،‬ع ‪-01-05‬‬
‫‪ ،01‬ص‪ 013 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬جاء في المادة ‪ 82‬من قانون المحاماة الجديد‪ " :‬يمارس المحامي مهامه بمجموع تراب المملكة‪ ،‬مع مراعاة االستثناء‬
‫المنصوص عليه في المادة الثالثة والعشرين أعاله‪ ،‬من غير اإلدالء بوكالة‪.‬‬
‫تشمل هذه المهام‪:‬‬
‫‪-0‬الترافع نيابة عن األطراف ومؤازرتهم والدفاع عنهم وتمثيلهم أمام محاكم المملكة والمؤسسات القضائية والتأديبية‬
‫إلدارات الدولة والجماعات والمؤسسات العمومية والهيئات المهنية وممارسة جميع أنواع الطعون في مواجهة كل ما‬
‫يصدر عن هذه الجهات في أي دعوى أو مسطرة من أوامر أو أحكام أو قرارات‪ ،‬مع مراعاة المقتضيات الخاصة‬
‫بالترافع أمام المجلس األعلى؛‬
‫‪-0‬تمثيل الغير ومؤازرته أمام جميع اإلدارات العمومية؛‬
‫‪ -8‬تقديم كل عرض أو قبوله‪ ،‬وإعالن كل إقرار أو رضي‪ ،‬ورفع اليد عن كل حجز‪ ،‬والقيام بصفة عامة بكل األعمال‬
‫لفائدة موكله ولو كانت اعترافا بحق أو تنازال عنه‪ ،‬ما لم يتعلق األمر بإنكار خط يد أو طلب يمين أو قلبها فإنه ال يص‬
‫إال بمقتضى وكالة مكتوبة؛‬
‫‪ -0‬القيام في كتابات الضبط ومختلف مكاتب المحاكم وغيرها من جميع الجهات المعنية بكل مسطرة غير قضائية‪،‬‬
‫والحصول منها على كل البيانات والوثائق ومباشرة كل إجراء أمامها إثر صدور أي حكم أو أمر أو قرار أو إبرام صل ‪،‬‬
‫وإعطاء وصل بكل ما يتم قبضه؛‬
‫‪-5‬إعداد الدراسات واألبحاث‪ ،‬وتقديم االستشارات‪ ،‬وإعطاء فتاوى واإلرشادات في الميدان القانوني؛‬
‫‪ -1‬تحرير العقود‪ ،‬غير أنه يمنع على المحامي الذي حرر العقد أن يمثل أحد طرفيه في حالة حدوث نزاع بينهما بسبب‬
‫هذا العقد؛‬
‫‪ -1‬تمثيل األطراف بتوكيل خاص في العقود"‪.‬‬
‫‪ -4‬باإلضافة للمادة ‪ 82‬نجد كذلك المواد ‪ 80‬و ‪ 80‬و ‪ 88‬و ‪ 80‬تبسط مختلف المهام المسنودة للمحامين‪.‬‬
‫‪ -5‬د ‪ .‬محمد هومير‪ ،‬مهن التوثيق بين التعددية والوحدة في القانون المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪ ،‬ص‪ 010 :‬وما بعدها‪( .‬رسالة مرقونة)‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫* طائفة الموثقين الموظفين العموميين وتظم فئتين‪:‬‬
‫‪ -I‬فئة الموظفين العموميين المتفق على صفتهم وتشمل‪:‬‬
‫‪ -0‬قاضي التوثيق‪.‬‬
‫‪ -0‬العون الدبلوماسي أو القنصلي‪.‬‬
‫‪ -II‬فئة الموظف العمومي المختلف في صفته وتشمل الموثق العصري حصرا‪.‬‬
‫* طائفة الموثقين غير الموظفين العموميين وتضم بدورها فئتين‪:‬‬
‫‪ -I‬فئة الممارس لمهنة حرة وتضم العدول بمفهوم القانون ‪.01-28‬‬
‫‪ -II‬فئة الممارسين لمهنة غير موصوفة قانونا وتشمل‪:‬‬
‫‪ -0‬الناسخ طبقا للقانون المنظم لمهنة النساخة ‪.03-22‬‬
‫‪ -0‬الصوفير طبقا لظهير ‪0303‬م‪.‬‬
‫إذن هذه قائمة بمختلف المتدخلين في مجال إضفاء الرسمية على عقود‬
‫األطراف وفقا للتشريع المغربي‪ ،‬وليس من بينهم المحامي‪ ،‬ما يقتضي أنه غير مخول‬
‫صالحية إصدار الوثائق الرسمية‪ ،‬ثم إن القوانين ‪ 03-22‬و ‪ 50-22‬و ‪ 00-22‬في‬
‫المواد المارة بنا في أول الدراسة أومأت إلى مسألة أساسية وهي افتقار وثيقة المحامي‬
‫المحررة طبقا لهذه النظم القانونية إلى المصادقة على نسبة توقيع المحامي لدى رئيس‬
‫كتابة ضبط المحكمة التي يمارس بدائرتها حتى يثبت تاريخ هذه الوثيقة‪ .‬فلو أن هذه‬
‫الوثيقة رسمية لما احتاجت لهذا اإلجراء ذلك أن البيان المتعلق بتاريخ المحرر الرسمي‬
‫والذي يتم تحت مسؤولية الموثق يلحقه وصف الرسمية دون حاجة لمصادقة أي جهة‪.1‬‬
‫وأما تمييز األستاذ محمد بلهاشمي التسولي‪ 2‬في خصوص الوثائق المحررة‬
‫من طرف المحامي بين تلك المتلقاة في نطاق المادة ‪ 82‬من قانون المحاماة حيث‬
‫يجعلها مجرد وثائق عرفية لعدم حملها توقيع المحامي وبين الوثائق المحررة في نطاق‬
‫القوانين ‪ 03-22‬و ‪ 00-22‬و ‪ 50-22‬والتي تذيل بتوقيع المحامي مع المصادقة على‬
‫نسبة هذا التوقيع لدى كتابة ضبط المحكمة االبتدائية التي يزاول بترابها حيث اعتبر‬
‫هذه األخيرة محررات رسمية‪3‬؛ قلت إن هذا التمييز ال يسنده أي دليل ما دام قانون‬
‫المحاماة نفسه لم يخول المحامي صالحية إضفاء الرسمية على عقود األطراف‪.‬‬
‫‪ -1‬ذ‪ .‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في اإلثبات في التشريع المغربي‪ ،‬رسالة جامعية مرقونة من كلية‬
‫الحقوق بالدار البيضاء‪ ،‬ص‪.000-002 :‬‬
‫‪ -2‬ذ‪ .‬محمد بلهاشمي التسولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 11 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬يرى األستاذ محمد بلهاشمي التسولي أن الوثائق المحررة من المحامي في إطار قانون الملكية المشتركة ‪03-22‬‬
‫والكراء المفضي إلى تملك العقار ‪ 50-22‬وبيع العقار في طور اإلنجاز ‪ 00-22‬تدخل في نطاق المحررات الرسمية التي‬
‫لها قوة تبوتية ال يطعن فيها إال باتباع مسطرة الزور‪ ،‬وقد بين األستاذ أن الداعي الذي حمله على الصدور عن هذا‬
‫الموقف يتلخص في األسباب التالية‪:‬‬
‫أ‪-‬إن المحامي ورد التنصيص عليه ضمن المؤهلين لتحرير العقود الرسمية وهم العدول والموثقون‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن المشرع اشترط في المؤهلين لتحرير العقود المشمولة بالنظم القانونية ‪ 03-22‬و ‪ 00-22‬و ‪ 50-22‬أن يكونوا‬
‫منتمين لمهنة قانونية منظمة تخولهم تحرير العقود‪ ،‬وهذا شرط ينطبق على المحامي‪.‬‬
‫ج‪-‬إن النصوص القانونية ‪ 00-22‬و ‪ 50-22‬و ‪ 03-22‬اشترطت في المحامي أن يكون مؤهال للترافع أمام المجلس‬
‫األعلى‪ ،‬وهذا ال يثير أي إشكال‪.‬‬
‫د‪ -‬إن القوانين الثالثة اشترطت توقيع المحرر الدال على العقد في جميع صفحاته من طرف المحامي واألطراف‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫ج – بالنسبة لألوضاع القانونية‪.‬‬
‫لم ينظم قانون المحاماة األوضاع القانونية التي يجب على المحامي مراعاتها‬
‫عند تحرير عقوده مثلما فعل ذلك قانون خطة العدالة ‪ 01-28‬ونضيره قانون التوثيق‬
‫"العصري" ل ‪ 0‬ماي ‪0305‬م فقانون المحاماة بهذا االعتبار ال يتضمن قواعد تنظم‬
‫كيفية تأسيس الوثيقة وتحريرها‪ ،‬كما ال يضبط البيانات العامة الواجب على المحامي‬
‫إدراجها تحت طائلة البطالن كأسماء األطراف والشهود والترجمان عند االقتضاء‪،‬‬
‫وكيفيات اإللحاق عند النسيان‪ ،‬وال توجد بهذا القانون أحكام تنظم البشر والبنز والكشط‬
‫وما إلى ذلك‪ ،‬مثلما تنعدم فيه قواعد التلقي من األبكم واألمي والناطق بغير العربية وما‬
‫إليه‪.‬‬
‫وإذا كان بعض هذه األوضاع القانونية واألحكام قد ورد التنصيص عليها في‬
‫مواد القوانين ‪ 03-22‬و ‪ 00-22‬و ‪ ،50-22‬فإن أغلبها لم ينظم ال في هذه القوانين وال‬
‫في قانون المحاماة علما أن مراعاتها يشكل الركن الثالث لقيام الوثيقة الرسمية‪.1‬‬
‫إذا ثبت هذا الذي أشرنا إليه‪ ،‬وجب التنبيه إلى أن وثائق المحامي الصادرة‬
‫عنه وفاقا للمادة ‪ 82‬من قانونه هي وثائق عرفية‪ ،‬بينما يبقى التكييف المالئم لوثيقة‬
‫المحامي المحررة في ظل القوانين الثالثة المارة بنا واستنادا إلى منطق فصول ومواد‬
‫هذه القوانين هي أنها وثائق عرفية لكنها ثابتة التاريخ بحكم مصادقة األطراف‬
‫والمحامي على صحة نسبة توقيعهم‪.‬‬
‫وحتى إذا اعتبرنا المحررات الثابتة التاريخ صنفا ثالثا متميزا عن صنفي‬
‫الوثائق الرسمية والوثائق العرفية بمفهوم الفصل ‪ 2001‬من ظ‪.‬ا‪.‬ع‪.‬م فإن وثيقة‬
‫المحامي المحررة في ظل القوانين الثالثة المارة بنا ال ترقى إلى مصاف الورقة‬
‫الرسمية خاصة وأن المشرع المغربي لم يمتع المحامي بالثقة الكاملة التي تجعل‬
‫محرره ثابت التاريخ بنفسه وإنما افترض عليه اإلشهاد على نسبة التوقيعات ألصحابها‬
‫بما فيها توقيعه هو‪.‬‬
‫وعليه فإن الفهم الراشد لنصوص القوانين ‪ 03-22‬و ‪ 00-22‬و ‪ 50-22‬المارة‬
‫بنا أخذا بعين االعتبار مقاصد المشرع ومراميه‪ ،‬ومع المحافظة التامة على مبدأ وحدة‬
‫النسق القانوني‪ ،‬يقتضي منا التصري بأن وثيقة المحامي المحررة في ظل هذه النظم‬
‫التشريعية تبقى وثيقة عرفية لكنها ثابتة التاريخ هذه المرة‪ ،‬وهذا تكييف أنسب لطبيعتها‬

‫هـ‪ -‬إن القوانين الثالثة اشترطت تصحي نسبة إمضاء المحامي لدى رئيس مصلحة كتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية التي‬
‫يزاول المحامي بدائرتها‪.‬‬
‫و ‪ -‬إن القوانين الثالثة اشترطت ثبوت تاريخ المحرر‪.‬‬
‫ز‪ -‬إن القوانين الثالثة حصرت المؤهلين لتوثيق المحرر الدال على العقود الصادر في نطاقها‪.‬‬
‫*محمد بلهاشمي التسولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11- 11 :‬‬
‫‪ -1‬لمزيد من التفصيل بخصوص هذا الركن من أركان الوثيقة الرسمية يراجع‪ *:‬ذ‪ .‬أحمد نشأت‪ ،‬رسالة اإلثبات‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ج‪ /0‬ص‪ 030 :‬وما بعدها‪ * .‬ذ‪ .‬توفيق حسن فرج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ *.31 :‬ذ‪ .‬محمد حسن قاسم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ 008 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬مما جاء في الفصل ‪ 001‬في ظ‪.‬ا‪.‬ع‪.‬م حسب ترجمته المتداولة‪" :‬الدليل الكتابي ينتج من ورقة رسمية أو عرفية‪. "....‬‬

‫‪221‬‬
‫إلى أن يتدخل المشرع للتصري بغير ذلك وهو ما لم يتم لحد اآلن‪ ،‬األمر الذي يخول‬
‫القاضي بما له من صالحيات ومسؤوليات سلطة التكييف واختيار الوصف الذي يراه‬
‫مناسبا كلما عرض عليه النزاع وله حينئذ التقرير في عرفية الورقة أو رسميتها أو‬
‫غير ذلك إن ارتآه‪.‬‬

‫التصرفات‬ ‫عقود‬ ‫ثانيا‪ :‬تعريفة تحرير‬


‫الخاضعة للقانون ‪.09-00‬‬
‫لم يتطرق القانون ‪ 03-22‬لتحديد تعريفة تحرير عقود التصرفات الواردة على‬
‫العقار المشمول بنظام الملكية المشتركة‪ ،‬كما لم يحل على صدور أي نص تنظيمي‬
‫بهذا الخصوص‪ ،‬مما يحمل على االعتقاد أن المشرع ترك لألطراف حرية االتفاق‬
‫على األجر واألتعاب‪ ،‬ويمكن االستئناس هنا بالتعريفة المحددة في القانون ‪00-22‬‬
‫ونصه التنظيمي وستكون لنا معه وقفة خاصة قريبا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نموذج وثيقة بيع عقار‬


‫خاضع لنظام الملكية المشتركة‪.‬‬
‫نعرض في الفرع األول صيغة الوثيقة على أن نتولى رصد بنيتها وبياناتها في‬
‫الفرع الثاني كما يلي‪:‬‬
‫* صيغة وثيقة بيع عقار خاضع لنظام الملكية المشتركة‪.‬‬
‫* بيانات الوثيقة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬صيغة وثيقة بيع عقار خاضع‬
‫لنظام الملكية المشتركة‬
‫بيع الشقة بالملكية المشتركة من فالن إلى فالن‬ ‫التاريخ ‪...‬‬
‫بمحضر السيد‪ ...‬موثق بتازة والموقع أسفله تـقـدم‪:‬‬
‫‪ -0‬السيد‪ ...‬المزداد بـ‪ ...‬بتاريخ ‪ ...‬مهنته‪ ...‬متزوج طبقا للشريعة اإلسالمية‬
‫بالسيدة‪ ...‬المغربي الجنسية‪ ،‬الحامل للبطاقة الوطنية عدد ‪ ...‬بتاريخ‪ ...‬المستوطن بـ‪...‬‬
‫أصالة عن نفسه ونيابة عن‪:‬‬
‫‪ -‬أمه السيدة ‪ ...‬أرملة المرحوم ‪ ...‬المزدادة بكذا ‪ ...‬بتاريخ ‪ ...‬بدون مهنة‬
‫المغربية الجنسية‪.‬‬
‫‪ -‬وإخوته وأخواته‪:‬‬
‫‪ -‬السيد ‪ ...‬المزداد بكذا ‪ ...‬بتاريخ ‪ ...‬مهنته ‪ ...‬متزوج طبقا للشريعة اإلسالمية‬
‫بالسيدة ‪ ...‬المغربي الجنسية‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫‪ -‬السيدة ‪ ...‬المزدادة بكذا ‪ ...‬بتاريخ‪ ...‬مهنتها ‪ ...‬متزوجة طبقا للشريعة‬
‫اإلسالمية بالسيد‪ ...‬المغربية الجنسية‪.‬‬
‫‪ -‬اآلنسة ‪ ...‬المزدادة بكذا ‪ ...‬بتاريخ ‪ ...‬طالبة ‪ ...‬مغربية الجنسية‪.‬‬
‫‪ -‬الشاب ‪ ...‬المزداد بكذا ‪ ...‬بتاريخ ‪ ...‬طالب ‪ ...‬مغربي الجنسية‪.‬‬
‫الذين وكلوه بالتضامن فيما بينهم في بيع عقارهم هذا بمقتضى وكالة خاصة‬
‫بتاريخ كذا ‪ ...‬مضمنة تحت عدد كذا‪ ...‬عن مركز التوثيق بكذا ‪ ...‬ومسجلة بتاريخ ‪...‬‬
‫حسب مراجع التسجيل ‪ ...‬رفقته نسخة أصلية منها ( أو تقول‪ :‬كما هي موضوعة‬
‫بالرسم العقاري عدد‪.)...‬‬
‫بائعون من جهة‬
‫‪ -0‬السيد ‪ ...‬المزداد بكذا ‪ ...‬بتاريخ ‪ ...‬مهنته ‪ ...‬عازب المغربي الجنسية‪.‬‬
‫الحامل للبطاقة الوطنية عدد ‪ ...‬بتاريخ ‪ ...‬المستوطن بكذا‪...‬‬
‫مشتري من جهة أخرى‬
‫فالتمسوا من السيد ‪ ...‬بصفته موثقا اإلشهاد عليهم إشهادا رسميا باإلتفاق بالبيع‬
‫المحدد بينهم مباشرة‪ ،‬فشهد بما يلي‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬بيع شقة بالملكية المشتركة‪:‬‬
‫باع السيد‪ ...‬أصالة عن نفسه ونيابة عمن ذكر بصدر الوثيقة وتحت جميع‬
‫الضمانات القانونية والفعلية المطلقة في مثل هذا النوع من البيوع إلى السيد ‪ ...‬الذي‬
‫صرح بقبوله‪ ،‬األموال العقارية بالملكية المشتركة تبعا لظهير ‪ 0-20-033‬بتاريخ ‪05‬‬
‫رجب ‪0008‬هـ موافق ‪ 8‬أكتوبر ‪0220‬م الصادر بتنفيذ القانون‪ 03-22‬المتعلق‬
‫بالملكية المشتركة‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الـتـعـيـيـن‪:‬‬
‫إن األموال العقارية المبيعة تشتمل على جزء مفرز يحمل رقم كذا‪ ...‬وجزء‬
‫مشاع‪:‬‬
‫الجزء المفرز رقم‪:...‬‬
‫يقسم الجزء المفرز رقم ‪ ...‬جميع الشقة المخصصة للسكنى الموجودة بالطابق‬
‫كذا ‪ ...‬في العمارة الكائنة بـ‪ ...‬المحتوية على ‪ ...‬مساحتها ‪ ...‬والمسماة ‪ ...‬والحاملة‬
‫للرسم العقاري رقم ‪ ...‬في جميع منافعها ومرافقها وكافة حقوقها كلها وكما هي‬
‫خاضعة لنظام الملكية المشتركة المبين في الفصل األول ومحددة فيه‪.‬‬
‫الجزء المشاع‪:‬‬
‫يضم الجزء المشاع نسبة كذا من كذا من مجموع االجزاء المشاعة في العمارة‬
‫الكائنة بكذا ‪ ...‬المسماة كذا‪ ...‬والحاملة للرسم العقاري رقم ‪ ...‬الموصوفة والمحددة‬
‫هندسيا في نظام الملكية المشتركة المشار إليها في الفصل األول‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬تسلم الوثائق‪:‬‬
‫عمال بمقتضيات القانون ‪ 03-22‬المنظم للملكية المشتركة صرح المشتري بأنه‬
‫على علم بالنظام الخاص بالعمارة التي يوجد بها العقار موضوع البيع وأنه تسلم من‬
‫‪223‬‬
‫البائعين له نسخة من هذا األخير مرفقة بتصاميم الهندسة المعمارية النهائية والتصاميم‬
‫الطبوغرافية المصادق عليها والتي تم التوقيع من طرف المشتري بمحضر األستاذ‬
‫المحرر عليها‪ .‬وإن هذه الوثائق إذ تحدد األجزاء المفرزة والمشاعة‪ ،‬تعفي البائعين‬
‫ومحرر العقد من كل مسؤولية بخصوصها‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬أصل الملكية‪:‬‬
‫يصرح البائعون والمشتري بأن أصل الملكية يرجع فيه إلى الرسم العقاري‬
‫المشار إليه في الفصل الثاني‪ ،‬وبالنسبة لمستلزمات التسجيل فإن البائعين يقرون بأنهم‬
‫تملكوا العمارة التي تتعلق بها األموال العقارية المبيعة عن طريق اإلرث كما تشهد به‬
‫اإلراثة المؤرخة في كذا‪ ...‬والمضمنة كذا‪ ...‬عن مركز التوثيق بكذا‪ ،‬وأن الهالك سبق‬
‫أن تملكها على مرحلتين‪:‬‬
‫‪ -0‬عند شراء القطعة األرضية بمقتضى عقد عرفي مؤرخ في كذا‪ ...‬ومسجل‬
‫بتاريخ كذا حسب مراجع التسجيل‪...‬‬
‫‪ -0‬عند قيامه طبقا للقانون ببناء هذه القطعة وإقامته فوقها العمارة المذكورة‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬التملك واالستغالل‪:‬‬
‫إن السيد‪ ...‬يصير المالك الشرعي لألموال العقارية المبيعة بمجرد التقييد‬
‫بالرسم العقاري عمال بالفصلين ‪ 11‬و‪ 11‬من ظهير ‪ 00‬غشت ‪ 0308‬المتعلق‬
‫بالتحفيظ العقاري‪ ،‬إال أنه وباتفاق مع البائعين فإنه يحوز هذه األموال حيازة فعلية من‬
‫تاريخ هذا العقد‪.‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬التحمالت والشروط‪:‬‬
‫‪ -0‬يلتزم المشتري بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حيازة األموال العقارية المبيعة على الحالة التي هي عليها دون حق له في‬
‫الرجوع على البائعين ألي سبب من األسباب سواء فيما يتعلق باألرض أو باطن‬
‫األرض أو طريقة البناء أو عيوبه الخفية والظاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬التحمل باالرتفاقات القانونية واالتفاقية الظاهرة والخفية‪ ،‬المستمرة وغير‬
‫المستمرة الحالة والمستقبلية‪ ،‬وبحقوق الجوار والجذران المشتركة‪ ،‬مع حفظ حقه في‬
‫طلب رفعها عن االقتضاء‪ ،‬والكل حسب ما هو ثابت بالرسم العقاري‪ ...‬وما تقضي به‬
‫التشريعات الجارية‪.‬‬
‫‪ -‬العمل بالشروط والقيود والوفاء بااللتزامات والمشاركة في النفقات العامة‬
‫حسب النسبة التي تلزمه‪ ،‬وذلك طبقا لنظام الملكية المشتركة الذي تخضع له العمارة‬
‫بكاملها والمشار إليه في الفصل األول‪ .‬وتبرئة البائعين من يوم التقييد بالرسم العقاري‬
‫من أي التزام أو تكليف‪.‬‬
‫‪ -‬التحمل بالضرائب والرسوم من يوم التقييد بالرسم العقاري‪.‬‬
‫‪ -‬أداء صوائر العقد والتسجيل والتحفيظ‪.‬‬
‫‪ -0‬ويلتزم البائعون بما يلي‪:‬‬

‫‪224‬‬
‫‪ -‬بأن األموال العقارية المبيعة مطهرة من أي ادعاء محتمل أو حجز أو رهن‬
‫أو حراسة أو أي تكليف كيفما كان وأنهم يضمنون االستحقاق الجامع المانع لها‬
‫ويمتنعون عن القيام بأي فعل أو استفزاز من شأنه أن يؤثر على تملك المشتري أو‬
‫استغالله‪ .‬وفي حالة ثبوت العكس فإنهم يتعهدون بتطهير األموال العقارية المبيعة‬
‫للمشتري داخل أجل شهر من تاريخ إعالمهم في شخص السيد‪ ...‬أصالة عن نفسه‬
‫ونيابة عنهم وإال تحملوا بالمسؤولية المترتبة عن ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬وبأداء مختلف األعباء الضريبية والرسوم السابقة على تاريخ هذا العقد والتي‬
‫تثقل األموال العقارية المبيعة وأداء الضريبة على األرباح العقارية وتهييء اإلبراء أو‬
‫شهادة اإلعفاء‪.‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬الــثـمـن‪:‬‬
‫إن الثمن المتفق عليه بين المتبايعين والمستحق لألموال العقارية المبيعة حدد‬
‫في مبلغ كذا‪ ...‬وأنه وقع الوفاء به من طرف المشتري بالكيفية اآلتية‪:‬‬
‫‪ -0‬مبلغ كذا‪ ...‬تسلمه البائعون قبل تاريخ هذا العقد دون علم الموثق‪.‬‬
‫‪ -0‬والباقي الذي هو مبلغ كذا‪ ...‬تسلمه مبدئيا الموثق كما يشهد به نظام‬
‫المحاسبة عنده‪.‬‬
‫ثم أداه إلى السيد كذا‪ ...‬أصالة عن نفسه ونيابة عن باقي البائعين المذكورين‬
‫بصدر هذه الوثيقة‪ ،‬والذي أقر بحيازته كامال‪ .‬وأبرأ المشتري من جميع الثمن‪ .‬كما‬
‫يشهد به الوصل الذي أدلى به والموقع عليه من طرفه‪.‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬التفويض‬
‫إن البائع والمشتري يفوض كل منهما اآلخر ويفوضان كل حامل لنسخة منه‬
‫هذا العقد أو مستخلص منه في القيام بمختلف اإلجراءات التي يتطلبها تنفيذ هذا العقد‪.‬‬
‫ويفوضان على وجه الخصوص الموثق في التوقيعات الالزمة إلجراءات التنفيذ وفي‬
‫أداء مختلف الضرائب والرسوم المفروضة على العقار وطلب جميع الرخص اإلدارية‬
‫التي قد يتوقف عليها تنفيذ العقد‪.‬‬
‫الفصل التاسع‪ :‬التحفيظ‪:‬‬
‫إن األطراف الحاضرين يلتمسون من السيد المحافظ على الملكية العقارية‬
‫والرهون بتازة العمل على‪:‬‬
‫‪ -0‬تقييد هذا البيع في الرسم العقاري المشار إليه في الفصل الثاني من هذا‬
‫العقد‪.‬‬
‫‪ -0‬تسليم نسخة من الرسم العقاري إلى المشتري السيد‪ ...‬أو من ينوب عنه‪.‬‬
‫الفصل العاشر‪ :‬التصري لمصلحة التسجيل‪.‬‬
‫إن المشتري يصرح بأن‪:‬‬
‫‪ -0‬العقار المشتري مخصص للسكنى وهو موصوف في الفصل الثاني من‬
‫هذا العقد‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫‪ -0‬يلتمس من السيد القابض في مصلحة التسجيل بتازة تمتيعه بحق االستفادة‬
‫من التخفيض من رسوم التسجيل كما تنص عليه القوانين الجارية في‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫الفصل الحادي عشر‪ :‬محل المخابرة والتقاضي‬
‫من أجل ضمان تنفيذ هذه االتفاقات وتوابعها والتقاضي عند االقتضاء فإن‬
‫األطراف يصرحون بأن محل المخابرة معهم واالستدعاءات في مواطنهم المذكورة‬
‫بصدر هذه الوثيقة‪.‬‬
‫الفصل الثاني عشر‪ :‬التذكير بالقوانين‬
‫قبل ختم هذا العقد طبقا للقانون فإن الموثق ذكر البائع والمشتري بالقوانين‬
‫الجارية في مثل هذا النوع البيوع وخاصة المواد المواد ‪ 033‬و ‪ 033‬و ‪ 002‬من‬
‫كتاب الوعاء والتحصيل المحدث بقانون المالية لسنة ‪0221‬م والمادة ‪ 3‬من كتاب‬
‫المساطر الجبائية المحدث بقانون المالية لسنة ‪0225‬م وبالذعائر التي قد تفرض عليهم‬
‫في حالة إخفاء الثمن الحقيقي أو في حالة التملص من أداء الضرائب والرسوم الواجبة‬
‫عليهم‪ ،‬كما ذكرهم بمقتضيات القانون ‪ 03-22‬المتعلق بالملكية المشتركة‪.‬‬
‫الفصل الثالث عشر‪ :‬قراءة الوثيقة والتوقيع‪:‬‬
‫بعد االنتهاء من تحرير هذا العقد على يد الموثق السيد‪ ...‬قام فضيلته بإعادة‬
‫قراءته على البائع والمشتري في جميع فصوله وبياناته فوافقا عليه الموافقة التامة في‬
‫اللفظ والمعنى وحمال القلم وحمال القلم للتوقيع عليه‪ ،‬فوقعا عليه وهما بأتمه وأكمله‪،‬‬
‫وحمل القلم الموثق فوقع باإلشهاد والتوثيق على هذا العقد وذيله بدمغته‪.‬‬
‫وحرر ووقع في تازة بتاريخ‪ ...‬وسجل‪ ...‬إمضاء السادة‪:‬‬
‫الطرف المشتري‪:‬‬ ‫الطرف البائع‪ :‬باسمه‪.‬‬ ‫السيد الموثق‪ :‬باسمه‬
‫وتوقيعه باسمه‬ ‫وتوقيعه أصالة ونيابة‪.‬‬ ‫وتوقيعه ودمغته‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬بيانات الوثيقة‪.‬‬


‫جاءت الوثيقة أعاله وفق ما تقتضيه أحكام وقواعد التوثيق في أمثالها حيث‬
‫استهلت بذكر مجلس العقد وحضور األطراف إلى الموثق والتعريف بهم وضبط‬
‫هوياتهم مع اإلشارة إلى توكيل البائعين ألحدهم للتعاقد نيابة عنهم بمقتضى توكيل‬
‫خاص نص على مراجع تسجيله‪ ،‬وأنهم التمسوا منه اإلشهاد عليهم في بيعهم فكان‬
‫إشهاده من غير تدخل منه وال مشاركة وإنما كموثق منتصب لإلشهاد ضمن‬
‫اختصاصاته ولذلك شهد عليهم وهذا ما يعرف باالستهالل كأحد مكونات بنية الوثيقة‬
‫العصرية‪.‬‬
‫أما الفصل األول فأشار إلى صيغة البيع ممثلة في اقتران إيجاب البائعين‬
‫بقبول المشتري طبقا ألحكام العقار المشمول بنظام الملكية المشتركة كما هي‬
‫منصوصة في القانون ‪ 03-22‬وأن البيع كان باألصالة في شق وبالنيابة في شق آخر‪،‬‬

‫‪226‬‬
‫وهذا صحي طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 330‬من ق‪ .‬ل‪ .‬ع ما دام األطراف أدلوا بوكالة‬
‫خاصة صحيحة‪ .‬وقد ركز الفصل الثاني على تعيين المبيع الذي ينقسم إلى جزء مفرز‬
‫وقعت اإلشارة إلى مراجع صكه العقاري مع وصفه الوصف الدقيق الجامع لذاته‬
‫المانع لغيره‪ ،‬ثم جزء مشاع وقع تحديده بمراجع رسمه العقاري وصفاته الهندسية‬
‫ونسبته وفق أحكام الملكية المشتركة‪ .‬في حين نص الفصل الثالث على أن المشتري‬
‫اطلع على النظام الخاص بالعمارة التي يوجد بها العقار محل التعاقد وأنه تسلم من‬
‫البائعين نسخة منه مرفوقا بنسخة من تصاميم الهندسة المعمارية النهائية والتصاميم‬
‫الطبوغرافية عمال بمقتضيات القانون ‪ 03-22‬التي تفرض ذلك إبراء لذمة البائعين من‬
‫أي ضمان على هذا الصعيد‪ ،‬أما الفصل الرابع فأشار إلى أصل الملكية ومراجع‬
‫تسجيلها وأنها متعددة فهناك اإلراثة وهناك وثيقة شراء القطعة األرضية ثم عملية‬
‫البناء‪ ،‬وهذا كله تمكينا لمصلحة التسجيل والضرائب من حق الرقابة على العقود‬
‫السابقة وتحديد الضريبة على األرباح العقارية طبقا للقانون‪.‬‬
‫وقد تولى الفصل الخامس تحديد بدء التملك واالستغالل ووقع التنصيص على‬
‫تحمالت وشروط كل طرف في الفصل السادس على ضوء أحكام االستحقاق والعيوب‬
‫والصوائر والضرائب والتسجيل والتحفيظ مما اتفق عليه األطراف وشهد به الموثق‪،‬‬
‫بينما جرد الفصل السابع الثمن بدقة متناهية وأنه تم الوفاء به على دفعتين عمال بقواعد‬
‫اإليداع والمحاسبة التي تخضع لها أموال الغير بمكاتب الموثقين طبقا لظهير ‪ 0‬ماي‬
‫‪0305‬م وأن البائع حاز الثمن وأبرأ المشتري منه فبرئ بعد أن تسلم وصال موقعا منه‬
‫بذلك‪.‬‬
‫وجاء الفصل الثامن باسطا إجراءات تنفيذ العقد آخذا بالتفويض في ذلك فيما‬
‫عالج الفصل التاسع مسألة التحفيظ‪ ،‬أما الفصل العاشر فاشتمل على تصري المشتري‬
‫بأن العقد محل التعامل مخصص للسكنى ملتماسا من قابض مصلحة التسجيل تمتيعه‬
‫من االستفادة من التخفيض في الرسوم‪.‬‬
‫ونص الفصل الحادي عشر على محل المخابرة واالختصاص المحلي عند‬
‫التقاضي على أن الفصل الثاني عشر ذكر بالمواد القانونية التي تحكم البيع محل التعاقد‬
‫سواء المنصوصة في كتاب الوعاء والتحصيل أو في كتاب المساطر الجبائية أو‬
‫المضمنة بالقانون ‪ 03-22‬وهذا من المقتضيات الجوهرية في الوثيقة العصرية تحت‬
‫طائلة البطالن‪ .‬وفي األخير نص الفصل الثالث عشر على أن الموثق قرأ العقد على‬
‫األطراف وأنهم استوعبوا مقدار التزامهم فوافقوا عليه الموافقة التامة لفظا ومعنى‬
‫وقبلوه وارتضوه ووقعوا عليه إيذانا بإمضائه‪ ،‬كما أشار الفصل إلى توقيع الموثق‬
‫كشاهد على األطراف وإضفاء للرسمية على تعاقدهم‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬توثيق بيع العقارات في‬
‫طور اإلنجــاز‪.‬‬
‫لقد أدى اختالل توازن اإلرادات في العالقات التعاقدية نتيجة العوامل‬
‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية إلى ظهور طرف ضعيف مذعن وآخر قوي‬
‫يفرض شروطه‪ ،‬ولما يكون محل التعاقد عقارا غير موجود وقت التعامل‪ ،‬يتسع مجال‬
‫الغرر وتكبر دائرة اإلبهام والغموض فيزداد ضعف الطرف المذعن ويشتد بأس القوي‬
‫في فرض إرادته ويفت باب التأويالت لمصلحة سيئي النية والمتالعبين والمتعسفين‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار ظهرت النظرية الحديثة في توجيه العقد وحماية الطرف‬
‫الضعيف فيه‪ ،‬وهي النظرية التي كانت هاجس المشرع المغربي وهو يتدخل بالقانون‬
‫‪ 00-22‬كنظام قانوني متكامل يحكم عملية بيع العقارات في طور اإلنجاز‪ ،‬وهي‬
‫العملية المضافة إلى المستقبل كون محلها يبقى أمرا منتظر التحقق في االستقبال عكس‬
‫البيع المنجز الذي يبرم على شيء موجود في الحال بصيغة هاء هاء‪.‬‬
‫وقد كان بيع العقارات في طور اإلنجاز منتشرا على صعيد الواقع حتى واتت‬
‫الفرصة وكثر تداوله فتدخل المشرع إلدماجه ضمن قواعد قانون االلتزامات والعقود‬
‫كفرع رابع مضاف إلى آخر أحكام البيع في خطوة مشكورة كسرت طوق اإلهمال‬
‫الذي لحق المعامالت العقارية طيلة عقود خلت حتى أصبحت عائقا أمام التنمية‬
‫والتطور‪.‬‬
‫وقد كانت الكتابة في بيع العقارات في طور اإلنجاز محط اهتمام خاص من‬
‫لذن المشرع وكأني به أراد القطع مع ذلكم النقاش التقليدي بين فقهاء القانون المدني‬
‫المغربي حول شكلية الكتابة المشترطة لبيع العقار في الفصل ‪ 033‬من ق‪.‬ل‪.‬ع أهي‬
‫شكلية إثبات أم شكلية انعقاد؟ وهكذا جاءت نصوص القانون ‪ 00-22‬معبرة بصيغة "‬
‫الوجوب" ومرتبة البطالن في حال عدم توثيق العقد في الشكل المحدد قانونا سواء من‬
‫جهة كاتبه أو من جهة بياناته‪ ،‬وهو األمر الذي انعكس إيجابا على أرض الواقع حين‬
‫قطع دابر من يستغلون تضارب موقف الفقه والقضاء للعبث بمصال الناس وإضاعة‬
‫حقوقهم‪.‬‬
‫وبناء كل هذا‪ ،‬وحيث إن هذه الدراسة ال تهدف إلى اإلحاطة بأحكام بيع‬
‫العقارات في طور اإلنجاز وخاصة آثاره على طرفي المعاملة‪ ،‬بقدر ما تروم تكريس‬
‫مفهومه وشكلية انعقاده فإننا سنقسم الحديث هنا إلى المحورين التاليين‪:‬‬
‫* مشتمالت بيع العقارات في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫* تحرير وثيقة بيع العقارات في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫وسوف نخصص لكل محور مبحثا خاصا‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مشتمالت بيع العقارات في‬
‫طور اإلنجاز‪.‬‬
‫يثير ضبط مفهوم بيع العقارات في طور اإلنجاز مجموعة من اإلشكاالت‬
‫سواء على مستوى تعريفه أو على مستوى حصر خصائصه أو على مستوى تمييزه‬
‫عن باقي العقود المشابهة أو المقاربة‪ ،‬والمالحظ من خالل نصوص القانون ‪00-22‬‬
‫أن بيع العقارات في طور اإلنجاز يمر في انعقاده بمرحلتين‪ :‬األولى مرحلة البيع‬
‫االبتدائي واألخرى مرحلة البيع النهائي‪.‬‬
‫إذن فترتيب الكالم هنا سيكون في النقطتين التاليتين‪:‬‬
‫* مفهوم بيع العقارات في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫* انعقاد بيع العقارات في طور اإلنجاز‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم بيع العقارات في‬


‫طور اإلنجاز‪.‬‬
‫لتحديد مفهوم بيع العقارات في طور اإلنجاز حسب مدلوله الراسخ على األقل‬
‫في التشريع المغربي وبصفة أخص في القانون ‪ ،00-22‬البد من التطرق لتعريفه‬
‫وبيان خصائصه‪ ،‬ثم بعد ذلك العمل على تمييزه عما يلتبس به من عقود وخاصة من‬
‫ذلك عقود المقاولة والوكالة واالئتمان اإليجاري والكراء مع البيع‪.‬‬
‫في ضوء هذا نقسم الدراسة هنا لفرعين متتاليين يتطرقان للعنصرين التاليين‪:‬‬
‫* تعريف بيع العقارات في طور اإلنجاز وبيان خصائصه‪.‬‬
‫* تمييز بيع العقارات في طور اإلنجاز عما يلتبس به من العقود‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف بيع العقارات في طور‬


‫اإلنجاز وبيان خصائصه‪.‬‬
‫يعتبر بيع العقارات في طور اإلنجاز بيعا واقعا على ما سيوجد في المستقبل‬
‫شأنه في ذلك شأن بيع السلم الذي يقع على الطعام وباقي المنقوالت كبيع غلة الزيتون‬
‫قبل إبانه وبيع محصول الزرع قبل نضجه‪ ،‬واألصل في هذه البيوع في القانون‬
‫المغربي أنها صحيحة ما لم يرد نص قانوني بمنعها كالبيع الواقع على التركة المستقبلة‬
‫الممنوع بالفصل ‪ 10‬من ق‪ .‬ل‪ .‬ع‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫طور‬ ‫في‬ ‫العقارات‬ ‫بيع‬ ‫أوال‪ :‬تعريف‬
‫اإلنجاز‪.‬‬
‫عرف الفصل ‪ 103/0‬بيع العقارات في طور اإلنجاز بالقول‪ " :‬يعتبر بيعا‬
‫لعقار في طور اإلنجاز كل اتفاق يلتزم البائع بمقتضاه بإنجاز عقار داخل أجل محدد‬
‫كما يلتزم فيه المشتري بأداء الثمن تبعا لتقدم األشغال‪ ."...‬ويرى العديد من الباحثين‬
‫أن بيع العقارات في طور اإلنجاز بهذا المعنى ما هو إال ترجمة لما كان يتبناه العمل‬
‫القضائي المغربي وخاصة من ذلك مجموعة من األحكام الصادرة عن محاكم‬
‫االستئناف والتي اعتبرت عقد بيع العقارات في طور اإلنجاز عقدا ابتدائيا‪.1‬‬
‫ويثير مفهوم العقار الوارد في الفصل ‪ 103/0‬وما يليه عدة تساؤالت‪ ،‬فرغم‬
‫أن وزارة السكنى ذهبت إلى اعتبار مفهوم العقار ينصرف في هذا القانون ‪ 00-22‬إلى‬
‫الطوابق والشقق والمحالت في البنايات أثناء اإلنجاز‪ ،‬فإن من الفقه من ذهب إلى‬
‫تفسيره بأنه كل ما يعقر بالفأس فيتسع ليشمل كل شيء ثابت في حيزه ال يمكن نقله من‬
‫مكانه دون تلف‪ ،‬فيدخل فيه األراضي واألشجار الثابتة في جذورها والعمارات‬
‫والمنشآت المبنية؛ بل حتى المناجم ومقالع األحجار والرمال تعتبر عقارات‪.2‬‬
‫وبما أن العمارات والمنشآت المبنية هي المقصودة في القانون بلفظ العقار‬
‫بداللة النصوص ‪ 103/0‬و‪ 103/0‬و‪ 103/8‬و‪ 103/0‬و‪ 103/5‬التي تحدثت عن‬
‫السكن والتجارة والصناعة والحرفة كأغراض للعقار وهي األغراض التي ال تتأتى إال‬
‫من المباني‪ ،‬ثم إن أشغال األساسات والتصاميم المعمارية وتصاميم اإلسمنت المسل‬
‫ونظام الملكية المشتركة وغيرها من اإلشارات الواردة في الفصول أعاله ال تتصور‬
‫إال في البناء‪ ،‬فقد كان حريا بالمشرع درء الغموض والتنصيص على مفهوم العقار‬
‫مثلما فعل نضيره الفرنسي في المواد ‪ 0120/0‬و ‪ 0120/0‬و‪ 0120/8‬من القانون‬
‫المدني الفرنسي المعدودة أصال للفصل ‪ 103/0‬مغربي‪.‬‬
‫وبالنظر إلى هذا الغموض الوارد في الفصل ‪ 103/0‬بخصوص المقصود من‬
‫العقار فقد ارتأى األستاذ محمد شيل تعريف بيع العقار في طور اإلنجاز بأنه‪ " :‬بيع‬
‫ابتدائي واقع على ربع ولو لم يكن محفظا أو معدا لالستعمال السكني‪ ،‬غير منجز‬
‫بمقتضاه يلتزم البائع بعد الفراغ من إنجاز الربع خالل أجل محدد‪ ،‬بنقل ملكية هذا‬
‫الربع للمشتري مقابل قيام هذا األخير بأداء الثمن تبعا لتقدم األشغال على أقساط معينة‬
‫في أعدادها ومقاديرها وآجال أدائها يتوج أداء قسطها األخير بإبرام البيع النهائي"‪.3‬‬

‫‪ -1‬ذ‪ .‬جياللي بوحبص‪ ،‬اإلشكاليات القانونية المتعلقة ببيع العقارات في طور اإلنجاز‪ ،‬مقال منشور بمجلة القانون‬
‫المغربي ‪ ،REDMAR‬العدد ‪ 3‬دجنبر ‪ ،0225‬ص‪.00 :‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬محمد بونبات‪ ،‬بيع العقارات في طور اإلنجاز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02 :‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬محمد شيل ‪ ،‬المحاضرة الخاصة ببيع العقار في طور اإلنجاز المنظم بالقانون ‪ 00-22‬المضاف كفرع رابع إلى‬
‫آخر أحكام البيع في ق‪ .‬ل‪ .‬ع‪ ،‬لطلبة الفصل الخامس من مسلك القانون الخاص بكلية الحقوق بفاس برسم سنة ‪-0225‬‬
‫‪ ،0221‬ص‪( 0:‬بدون)‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫طور‬ ‫في‬ ‫العقارات‬ ‫بيع‬ ‫خصائص‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫اإلنجاز‪.‬‬
‫انطالقا من تعريف بيع العقارات في طور اإلنجاز المار بنا أعاله‪ ،‬وباإلضافة‬
‫إلى كونه عقد إذعان فوري من أسرة العقود المسماة التي اختصها القانون بتنظيم‬
‫خاص‪ ،‬يمكننا أن نحصر الخصائص الجوهرية لهذا البيع الذي توافقت إرادة طرفيه‬
‫على إحداث أثر قانوني يتجلى في نقل ملكية العقار المبيع إلى المشتري مقابل ثمن‬
‫نقدي مقسط يؤديه للبائع فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -0‬بيع العقارات في طور اإلنجاز عقد معاوضة‪ ،‬ذلك أن الفصل ‪103/0‬‬
‫صرح بأن البائع مكلف بإنجاز عقار مقابل قيام المشتري بأداء الثمن إلى أن يصير‬
‫العقار ملكا تاما له عند انتهاء البناء وتحقق كامل الشروط المتطلبة في هذا النوع من‬
‫البيوع‪.‬‬
‫‪ -0‬بيع العقارات في طور اإلنجاز هو بيع ابتدائي لتضمنه وعدا ملزما لجانب‬
‫البائع بالبيع ولجانب المشتري بالشراء‪.‬‬
‫‪ -8‬بيع العقارات في طور اإلنجاز بيع واقع على ربع غير منجز سواء كان‬
‫محفظا أو غير محفظ أو في طور التحفيظ‪ ،‬وسواء كان الغرض منه االستعمال السكني‬
‫أو المهني أو الحرفي أو السياحي أو الصناعي‪ ،‬غير أنه يجب أن يكون غير منجز‬
‫بمفهوم الفصل ‪ 103/05‬الذي يجعل العقار المعد لغرض السكنى منجزا متى كان‬
‫حاصال على رخصة السكنى‪ ،‬أما العقار المعد لغرض غير السكنى فيصير منجزا‬
‫بالحصول على شهادة المطابقة‪ .‬ويشترط الفصل ‪ 103/5‬إلبرام البيع االبتدائي لبيع‬
‫العقارات في طور اإلنجاز االنتهاء من أشغال األساسات على مستوى الطابق‬
‫األرضي مع التوفر على شهادة مسلمة من المهندس المختص تثبت ذلك وفق ما تنص‬
‫عليه الفقرة األخيرة من الفصل ‪.1103/8‬‬
‫‪ -0‬بيع العقارات في طور اإلنجاز ال يلزم البائع بنقل ملكية الربع إال بعد‬
‫صيرورته منجزا‪ ،‬حيث يبقى البائع هو رب العمل ولو كان مقاوال إلى حين االنتهاء‬
‫من جميع أشغال البناء والحصول على رخصة السكنى أو شهادة المطابقة حسب‬
‫الغرض الذي أعد له الربع‪ ،‬وبيع العقارات في طور اإلنجاز بهذا المعنى ينطبق مع‬
‫الصيغة المنصوص عليها في الفصل ‪ 0120-0‬من القانون المدني الفرنسي المنظمة‬
‫للبيع المؤجل والتي تلزم البائع بتسليم المبنى المبيع عند نهاية األشغال وتلزم المشتري‬
‫بتسلم المبنى مع أداء الثمن عند حلول وقت التسليم‪ .‬ويتم انتقال الملكية فيه عند تحرير‬
‫العقد الرسمي بانتهاء األشغال ويكون للعقد أثر رجعي يرتد إلى تاريخ انعقاد البيع‬
‫أصال‪.2‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬محمد شيل ‪ ،‬المحاضرة المشار لها قبال‪ ،‬ص‪ .5-0 :‬ذ‪.‬جياللي بوحبص‪ ،‬مقاله السابق‪ ،‬ص‪.00 :‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬محمد بونبات‪ ،‬بيع العقارات في طور اإلنجاز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00 :‬‬

‫‪231‬‬
‫وبيع العقارات في طور اإلنجاز بالنظر إلى خاصية تأخر نقل الملكية إلى حين‬
‫اإلنجاز يختلف جذريا عن بيع العقار على الحالة المستقبلية الذي نص عليه الفصل‬
‫‪ 0120/8‬مدني فرنسي ( ‪ )La vente en état futur‬والذي يرتب انتقال الملكية‬
‫للمشتري بأثر فوري على أرض المبنى وعلى البنايات القائمة على أن األشغال‬
‫المزمع إنجازها تصير ملكا للمشتري بصورة تدريجية تبعا لمرحلة إنجازها مقابل‬
‫التزام المشتري بأداء الثمن تبعا لمراحل اإلنجاز مع بقاء البائع محتفظا بالصالحية‬
‫باعتباره صاحب المشروع إلى حين الفراغ من األشغال‪.1‬‬
‫‪ -5‬بيع العقارات في طور اإلنجاز عقد مضاف إلى المستقبل أي أنه من العقود‬
‫المؤجلة التنفيذ عكس األصل في البيع أنه عقد ناجز بمجرد التراضي طبقا للفصل‬
‫‪ 033‬ق‪.‬ل‪.‬ع وعليه فالتسليم في بيع العقارات في طور اإلنجاز غير ممكن في الحال‬
‫وإن كان ممكنا في المستقبل حسب ما اتفق عليه‪.‬‬
‫‪ -1‬بيع العقارات في طور اإلنجاز عمل من أعمال التصرف التي تستوجب‬
‫أهلية المتعاقدين وبلوغ سن الرشد القانوني طبقا ألحكام الفصل ‪ 023‬من مدونة األسرة‬
‫وما يليه‪.‬‬
‫‪ -1‬بيع العقارات في طور اإلنجاز عقد شكلي خالفا ألصل الرضائية الذي‬
‫‪2‬‬

‫يحكم البيع‪ ،‬حيث يتوجب قانونا توثيق هذا البيع في محرر رسمي أو عرفي ثابت‬
‫التاريخ تحت طائلة البطالن‪ ،‬والشكلية المفترضة فيه تعتبر شكلية انعقاد وإثبات على‬
‫ما سيأتي‪.‬‬
‫‪ -3‬بيع العقارات في طور اإلنجاز عقد يرتب على المشتري التزام أداء أقساط‬
‫الثمن حسب آجالها تبعا لتقدم األشغال وفق ما نص عليه الفصل ‪ 103/1‬الذي جاء فيه‪:‬‬
‫"يؤدي المشتري قسطا من الثمن تبعا لتقدم األشغال ما لم يتفق األطراف على خالف‬
‫ذلك حسب المراحل التالية عند‪:‬‬
‫‪ -‬انتهاء أشغال األساسات على مستوى الطابق األرضي‪ /‬السفلي؛‬
‫‪ -‬انتهاء األشغال الكبرى لمجموع العقار؛‬
‫‪ -‬االنتهاء من األشغال النهائية"‪.‬‬
‫والمالحظ أن هذه المراحل ليست من النظام العام بحيث يجوز االتفاق على‬
‫خالفها شرط التقيد بعدم األداء قبل انتهاء األشغال المتعلقة باألساسات عمال بالفصل‬
‫‪ 103/3‬مضافا له الفصل ‪.103/5‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬محمد بونبات‪ ،‬بيع العقارات في طور اإلنجاز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .08-00 :‬د‪.‬محمد شيل ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1 :‬‬
‫ذ‪.‬جياللي بوحبص‪ ،‬مقاله السابق‪ ،‬ص‪.08 :‬‬
‫‪ -2‬علي الرام‪ ،‬بيع العقار في طور البناء على ضوء أحكام القانون المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في قانون األعمال‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة ‪0000‬هـ ‪0220‬م‪ ،‬ص‪ 00 :‬وما يليها‪،‬‬
‫رسالة مرقونة‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز بيع العقارات في‬
‫طور اإلنجاز عما يلتبس به من‬
‫العقود‪.‬‬
‫رغم الخصائص أعاله التي تميز بيع العقارات في طور اإلنجاز فإن هذا العقد‬
‫من شأنه أن يلتبس بغيره من العقود المشابهة وخاصة من ذلك عقود المقاولة والوكالة‬
‫واالئتمان اإليجاري والكراء مع البيع‪.‬‬

‫طور‬ ‫في‬ ‫أوال‪ :‬تمييز بيع العقارات‬


‫اإلنجاز عن المقاولة‪.‬‬
‫يخضع بيع العقارات في طور اإلنجاز لألحكام الخاصة به المبسوطة في‬
‫القانون ‪ 00-22‬ولألحكام العامة لعقد البيع التي توافق خصوصيته وخاصة من ذلك ما‬
‫يتعلق بالثمن‪ ،‬أما المقاولة فهي عقد عمل تخضع لقواعد اإلجارة المبسوطة في‬
‫الفصول من ‪ 108‬إلى ‪ 132‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬وعليه فالبائع في بيع العقارات في طور‬
‫اإلنجاز يبقى صاحب المشروع الذي ينجزه رغم أقساط الثمن التي يتلقاها من‬
‫المشتري‪ ،‬خالفا للمقاول الذي يشيد بناية لغيره مقابل أجر‪ 1‬فإن هذا المقاول ال يكون‬
‫هو المالك للمشروع بحيث يستطيع صاحبه مراقبته وتوجيهه‪ ،‬كما ال يتحمل أية‬
‫مسؤولية مدنية عنه‪.‬‬

‫طور‬ ‫في‬ ‫ثانيا‪ :‬تمييز بيع العقارات‬


‫اإلنجاز عن عقد الوكالة‪.‬‬
‫الوكالة حسب الفصل ‪ 313‬من ق‪ .‬ل‪ .‬ع هي " عقد بمقتضاه يكلف شخص‬
‫شخصا آخر بإجراء عمل مشروع لحسابه‪ "...‬وتكون صريحة كما تكون ضمنية ألجل‬
‫ذلك فهي عبارة عن عمل قانوني خالفا لبيع العقارات في طور اإلنجاز المعدود عمال‬
‫ماديا صرفا‪.‬‬
‫ورغم أن البائع في بيع العقارات في طور اإلنجاز يقوم بشراء أرض‬
‫المشروع ويضطلع بجميع اإلجراءات للبناء واإلنجاز فهو يحصل على ثمن مقابل ذلك‬
‫ويكون مسئوال عن عيوب المبيع ويخضع ألحكام القانون ‪ 00-22‬عند انتهاء العالقة‬
‫عكس ما هو األمر بالنسبة للوكالة‪.2‬‬

‫‪ -1‬علي الرام‪ ،‬بيع العقار في طور البناء على ضوء أحكام القانون المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.81 :‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬محمد بونبات‪ ،‬بيع العقارات في طور اإلنجاز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .01-05 :‬د‪.‬على الرام‪ ،‬بيع العقار في طور البناء‬
‫على ضوء أحكام القانون المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00-02 :‬‬

‫‪233‬‬
‫ثالثا‪ :‬بيع العقارات في طور اإلنجاز‬
‫وعقد االئتمان اإليجاري العقاري‪.‬‬
‫االئتمان اإليجاري العقاري حسب المادة ‪ 080‬من مدونة التجارة هو كل‬
‫عملية إكراء للعقارات المعدة لغرض مهني تم شراؤها من طرف المالك‪ ،‬أو بناها‬
‫لحسابه إذا كان من شأن هذه العملية أن تمكن المكتري من أن يصير مالكا لكل أو‬
‫بعض األموال المكراة عند انصرام أجل الكراء‪.‬‬
‫فعقد االئتمان اإليجاري العقاري عقد تجاري مركب يجمع بين الكراء والبيع‬
‫بينما بيع العقار في طور اإلنجاز إنما يتأخر انتقال الملكية فيه لحين انتهاء األشغال‬
‫وأداء أقساط الثمن وليس فيه كراء أصال‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬بيع العقارات في طور اإلنجاز‬


‫واإليجار المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬
‫يخضع عقد اإليجار المفضي للتملك للقانون ‪ 50-22‬وهو عقد مركب يبتدئ‬
‫كراء وينتهي بيعا‪ ،‬وهو يقع على العقارات المنجزة لغرض السكنى فقط‪ ،‬وتنتقل‬
‫الملكية فيه بعد أداء كامل أقساط الوجيبة المركبة من مناب االنتفاع ومناب الحق في‬
‫الرقبة المتفق عليها بأثر رجعي وهو بهذا يختلف جذريا عن عقد بيع العقارات في‬
‫طور اإلنجاز الذي يرد على العقارات في طور اإلنجاز مهما كان غرضها‪ ،‬وال تنتقل‬
‫الملكية فيه إال بعد صيرورة العقار منجزا وبعد أداء أقساط الشراء كاملة‪.2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬انعقاد بيع العقارات‬
‫في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫يمر انعقاد بيع العقارات في طور اإلنجاز من مرحلة البيع االبتدائي الذي‬
‫يجمع بين الوعد بالبيع والوعد بالشراء‪ ،‬ومرحلة البيع النهائي فالبيع االبتدائي‪ 3‬بصفته‬
‫وعدا بالبيع وبالشراء من الجانبين هو كثير الوقوع في إطار تمهيد األطراف لعقودهم‪،‬‬
‫وهو أمر يستحسنه القانون بدافع أن المعاملة الواحدة يتفاعل فيها جمع من القوانين‬
‫المدنية والتجارية والعقارية والجبائية إلى جانب المعطيات االقتصادية واالجتماعية‬
‫والتسييرية التي يلزم األطراف العلم بها ليأتي رضاهم كامال وصحيحا‪ .‬والبيع‬
‫االبتدائي إذا ما نشأ صحيحا التزم المتبايعان بإتمامه وألي منهما أن يطلب من اآلخر‬

‫‪ -1‬د‪.‬محمد بونبات‪ ،‬بيع العقارات في طور اإلنجاز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01:‬‬


‫‪ -2‬د‪.‬على الرام‪ ،‬بيع العقار في طور البناء على ضوء أحكام القانون المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 00 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -3‬البيع االبتدائي أحد صور البيع التمهيدي إلى جانب البيع المقترن بدفع عربون والوعد بالبيع والوعد بالتفضيل عند‬
‫البيع‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫ذلك ولو تحت طائلة الغرامة التهديدية‪ .1‬أما البيع النهائي أو القطعي أو البات فهو البيع‬
‫في تعريفه الرائج حيث ينقل البائع إلى المشتري ملكية المبيع مقابل أداء هذا األخير‬
‫للثمن‪.2‬‬

‫االبتدائي‬ ‫الفرع األول‪ :‬مرحلة البيع‬


‫للعقارات في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫اشترط القانون ‪ 00-22‬لصحة عقد البيع االبتدائي المبلور لبيع العقارات في‬
‫طور اإلنجاز تحرير عقده من المؤهلين لذلك ووفق الشكل المتطلب قانونا‪ ،‬مع وجوب‬
‫تحقق الشروط المتعلقة بدفتر التحمالت وباقي متعلقات األداء واالنتهاء من أشغال‬
‫األساسات كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬وجوب تحرير عقد البيع االبتدائي‪.‬‬
‫أوجب الفصل ‪ 103/8‬من القانون ‪ 00-22‬توثيق عقد البيع االبتدائي للعقار في‬
‫طور اإلنجاز إما في محرر رسمي أو في محرر عرفي ثابت التاريخ يتولى تحريره‬
‫مهني ينتمي إلى مهنة قانونية مؤهلة لذلك تحت طائلة البطالن‪ .‬وستكون لنا وقفة‬
‫خاصة عند المؤهلين لتوثيق بيع العقار في طور اإلنجاز قريبا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بيانات البيع االبتدائي للعقار‬


‫في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫باإلضافة إلى البيانات المألوفة في عقد البيع بوجه عام وهي‪:‬‬
‫* هوية األطراف المتعاقدة؛‬
‫* مراجع العقار محل العقد‪ ،‬فإن كان العقار محفظا فمراجع رسمه العقار‬
‫األصلي وإن كان غير محفظ فمراجع ملكيته؛‬
‫* وصف العقار محل البيع‪ ،‬من خالل النص على موقعه ومكوناته حتى‬
‫يتميز؛‬
‫* ثمن البيع النهائي وكيفية أداءه‪.‬‬
‫أوجب القانون ‪ 00-22‬بيانات خاصة يتوجب النص عليها في عقد البيع‬
‫االبتدائي للعقار في طور اإلنجاز وتتلخص حسب الفصل ‪ 103/8‬في‪:‬‬
‫* تاريخ ورقم رخصة البناء؛‬
‫* أجل التسليم حيث أوجب القانون‪ 00-22‬تراضي األطراف عليه؛‬

‫‪ -1‬د‪.‬عبد الرحمن بلعكيد‪ ،‬وثيقة البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.051-051 :‬‬


‫‪ -2‬د‪.‬عبد الرحمن بلعكيد‪ ،‬وثيقة البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.051 :‬‬

‫‪235‬‬
‫* مراجع الضمانة البنكية أو أية ضمانة أخرى أو التأمين عند االقتضاء الذي‬
‫يلزم البائع تقديمه لتمكين المشتري من استرجاع األقساط التي يدفعها في حالة عدم‬
‫تطبيق األول للعقد‪ ،‬وقد أوض الفصل ‪ 103/00‬أن أشخاص القانون العام من البائعين‬
‫غير مخاطبين بهذا اإللزام‪ ،‬وقد كان من الالئق خضوعهم لهذا المقتضى حماية‬
‫للمستهلك ولكون أشخاص القانون العام عند خضوعهم للقانون ‪ 00-22‬إنما يمارسون‬
‫أعمال القانون الخاص مما يفرض تساويهم مع باقي أفراد القانون الخاص في‬
‫االلتزامات على هذا الصعيد‪.‬‬
‫* اإلشارة في العقد الطالع المشتري على نظام الملكية المشتركة للعقار إذا‬
‫كان الربع موضوع المعاملة خاضعا للقانون ‪ 03-22‬المتعلق بالملكية المشتركة‪.‬‬
‫* توقيع العقد من أطرافه ومحرره في جميع صفحاته وإن كان المحرر‬
‫محاميا صح إمضاؤه لدى كتابة ضبط المحكمة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الوثائق الواجب إرفاقها بوثيقة‬


‫طور‬ ‫في‬ ‫للعقار‬ ‫االبتدائي‬ ‫البيع‬
‫اإلنجاز‪.‬‬
‫افترض الفصل ‪ 103/8‬من ق‪.‬ل‪.‬ع إرفاق وثيقة البيع االبتدائي للعقار في‬
‫طور اإلنجاز بالوثائق التالية‪:‬‬
‫* نسخة مطابقة لألصل من التصميم المعماري النهائي‪.‬‬
‫* نسخة مطابقة لألصل من تصميم اإلسمنت المسل ‪.‬‬
‫* نسخة مطابقة لألصل من دفتر التحمالت الذي يتضمن مكونات المشروع‬
‫وما أعد له ونوع الخدمات والتجهيزات التي يتوجب إنجازها وأجل ذلك‪.‬‬
‫* شهادة االنتهاء من أشغال األساسات األرضية للعقار تسلم من طرف‬
‫المهندس المعماري المختص طبقا للفصل ‪.103/5‬‬
‫* نسخة مطابقة لألصل من نظام الملكية المشتركة للعقار موضوع التصرف‬
‫إذا كان مشموال بنظام الملكية المشتركة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬شروط دفتر التحمالت‪.‬‬


‫ألزم الفصل ‪ 103/0‬البائع بإعداد دفتر للتحمالت يتعلق بالبناء ويتضمن‬
‫مكونات المشروع وما أعد له ونوع الخدمات والتجهيزات التي يتوجب إنجازها وأجل‬
‫اإلنجاز والتسليم على أن يحمل هذا الدفتر توقيع البائع والمشتري وتسلم نسخة منه‬
‫للمشتري تكون مطابقة ألصلها ومصححة اإلمضاء‪ .‬وإذا كان العقار موضوع التعامل‬
‫محفظا فإن البائع يضع نسخه من دفتر التحمالت ومن التصاميم المعمارية وتصاميم‬

‫‪236‬‬
‫اإلسمنت المسل ونظام الملكية المشتركة عند االقتضاء بالمحافظة العقارية‪ ،‬وإال‬
‫بكتابة ضبط المحكمة االبتدائية التي يوجد بدائرة نفوذها العقار إن كان غير محفظ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬االنتهاء من أشغال األساسات‪.‬‬


‫اشترط الفصل ‪ 103/5‬إلبرام عقد البيع االبتدائي للعقار في طور اإلنجاز‬
‫االنتهاء من أشغال األساسات على مستوى الطابق األرضي تحت طائلة البطالن إمعانا‬
‫في حماية المشتري بصفته مستهلكا في هذا العقد وإن كانت تكلفة األساسات ال تساوي‬
‫كبير قيمة بالنظر للتكلفة اإلجمالية للمشروع‪ ،1‬وحتى تستقر المعامالت ويتم بالتالي‬
‫أداء األقساط تبعا لتقدم األشغال حسب اتفاق األطراف‪.‬‬
‫والواقع أن األداء قبل توقيع األطراف للعقد االبتدائي يقع باطال طبقا للفصل‬
‫‪ 103/3‬على أن إبرام البيع االبتدائي ال يمكن تصوره إال بعد انتهاء أشغال األساسات‬
‫على مستوى الطابق األرضي مما يعني استحالة أي أداء قبل انتهاء البائع من هذه‬
‫األشغال‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬التقييد االحتياطي لعقد البيع‬


‫االبتدائي‪.‬‬
‫يشكل تقييد البيع االبتدائي بصفة عامة ضمانة هامة تحفظ للمشتري حقه‬
‫وتشهره عن طريق السجل العقاري إلى حين التسجيل النهائي‪ ،‬وهو يشمل الحقوق‬
‫العينية والحقوق الشخصية‪ ،‬وقد ورد النص عليه في الفصل ‪ 35‬من ظهير ‪ 3‬رمضان‬
‫‪ 0880‬هـ المتعلق بالعقارات المحفظة‪ 2‬ومما جاء فيه أن " لكل من يدعي حقا في عقار‬
‫محفظ أن يطلب تقييده احتياطيا قصد االحتفاظ بهذا الحق" كما نص الفصل ‪103/02‬‬
‫من ق‪ .‬ل‪ .‬ع‪ .‬م على أنه " يمكن للمشتري بموافقة البائع إذا كان العقار محفظا أن‬
‫يطلب من المحافظ على األمالك العقارية إجراء تقييد احتياطي بناء على عقد البيع‬
‫االبتدائي وذلك للحفاظ المؤقت على حقوقه‪.‬‬
‫يبقى التقييد االحتياطي ساري المفعول إلى غاية تقييد عقد البيع النهائي بالرسم‬
‫العقاري الخاص بالمبيع"‪.‬‬
‫فالمشتري له كامل الحق في طلب تقييد البيع االبتدائي لعقار محفظ في طور‬
‫اإلنجاز تقييدا احتياطيا‪ ،‬غير أن استعمال المشتري حقه هذا معلق على شرط موافقة‬

‫‪ -1‬ذ‪.‬محمد العربي لعبيدي‪ ،‬العقود التمهيدية بين القانون والممارسة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم ماستر القضاء والتوثيق‪ ،‬كلية‬
‫الشريعة‪ ،‬جامعة القرويين‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة ‪0082-0003‬هـ‪0223-0223/‬م‪ ،‬رسالة مرقونة‪ ،‬ص‪.18 :‬‬
‫‪ -2‬أما العقارات غير المحفظة فتبقى بمنأى عن هذه المقتضيات حيث يتعذر اللجوء فيها إلى نظام التقييد االحتياطي القائم‬
‫لفائدة العقارات المحفظة فقط وهو ما ينطوي عن نقص كبير في الحماية عند التعامل في العقارات غير المحفظة بموجب‬
‫القانـــون ‪.00-22‬‬

‫‪237‬‬
‫البائع أي أنه محكوم برضائه‪ ،1‬ويسري التقييد االحتياطي إلى حين حصول تسجيل‬
‫عقد البيع النهائي أو القطعي الذي ينجم عنه نقل الملكية من البائع إلى المشتري بعد‬
‫أداءه كامل أقساط الثمن‪.2‬‬
‫ويستفيد المشتري بعد إجرائه التقييد االحتياطي لعقد البيع االبتدائي للعقارات‬
‫في طور اإلنجاز من جهتين‪ :‬األولى منع المحافظ العقاري من تسليم نظير الرسم‬
‫العقاري إلى البائع الذي يصير مفروضا عليه تنفيذ التزاماته تجاه المشتري انطالقا من‬
‫هذا المنع‪ ،3‬الناحية األخرى استفادة المشتري من تاريخ إجراء التقييد االحتياطي للعقد‬
‫االبتدائي حيث يتم تعيين رتبة تقييد العقد النهائي بناء على تاريخ التقييد االحتياطي‬
‫طبقا لما هو منصوص في الفصل األخير من الفصل ‪ 103/02‬وفاقا مع ما جاء في‬
‫الفصل ‪ 35‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.4‬‬

‫النهائي‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة البيع‬


‫للعقارات في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫إذا صار العقار محل التعاقد في بيع العقارات في طور اإلنجاز منجزا من‬
‫خالل توفره على رخصة السكنى إن كان غرضه السكن أو شهادة المطابقة إن كان‬
‫غرضه مهنيا أو تجاريا أو صناعيا‪ ،‬وإذا أدى المشتري كافة أقساط الثمن الملتزم بها‬
‫فإنه يحق للمشتري أو للبائع طلب إبرام البيع النهائي طبقا للفصل ‪ 103/01‬والفصل‬
‫‪ 103/8‬المحال عليه‪.‬‬
‫فإذا تم تحرير العقد من المؤهلين لذلك على ما سنعرف في المحور الثاني‬
‫الموالي‪ ،‬ووفق البيانات المتطلبة كما مر بنا في النقطة الثانية من الفرع األول أعاله‬
‫وجب االنتقال إلى تسجيل هذا العقد النهائي في السجل العقاري إذا كان العقار محفظا‬
‫لتنتقل الملكية بهذا التقييد‪ ،‬أما إذا كان العقار غير محفظ فال تسجيل فيه وتنتقل الملكية‬
‫بمجرد العقد النهائي‪ .‬وإن لم يستجب أحد األطراف لطلب إبرام البيع النهائي‪ ،‬فإنه‬
‫يحق لمن رفض عرضه أن يرفع األمر للقضاء بعد مرور أجل شهر (‪ 82‬يوما) على‬
‫توصل الرافض برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل طبقا للفصلين ‪103/03‬‬
‫و‪ .103/03‬فإذا قضت المحكمة بإتمام البيع قام حكمها مقام محرر البيع النهائي‪،‬‬

‫‪ -1‬تقييد المشرع المغربي إجراء المشتري التقييد االحتياطي لحقوقه بموافقة البائع تثير التساؤل فيما لو رفض البائع ذلك‬
‫هل بإمكان المشتري اللجوء للقضاء لحفظ حقوقه وإرغام البائع على قبول هذا التقييد؟ وهل للقضاء إلزام البائع بذلك؟‬
‫وعلى أي أساس في غياب نص قانوني واض ‪ ،‬ثم هل رفض البائع مرسل قائم على مجرد الرغبة أم غير ذلك؟ كل هذه‬
‫األسئلة الموضوعية تبقى عصية عن الجواب حتى يتصدى لها العمل القضائي في ضوء النوازل الواقعية‪.‬‬
‫‪ -2‬ذ‪.‬محمد العربي لعبيدي‪ ،‬العقود التمهيدية بين القانون والممارسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10 :‬‬
‫‪ -3‬ذ‪.‬عبد الكريم مستعد‪ ،‬الحماية التشريعية للمشتري من خالل القانونين ‪ 00-22‬و ‪ ،50-22‬بحث تكتمل به الوحدات‬
‫الواجب استيفاؤها لنيل دبلوم الماستر في الدراسة الميتودولوجية لقانون االلتزام التعاقدي والعقار‪ ،‬الفوج األول ‪-0221‬‬
‫‪0223‬م‪ ،‬السنة الجامعية ‪0223-0221‬م‪ ،‬رسالة مرقونة‪ ،‬ص‪ .12 :‬ذ‪.‬محمد العربي لعبيدي‪ ،‬العقود التمهيدية بين القانون‬
‫والممارسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10-10 :‬‬
‫‪ -4‬ذ‪.‬عبد الكريم مستعد‪ ،‬الحماية التشريعية للمشتري من خالل القانونين ‪ 00-22‬و ‪ ،50-22‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.53 :‬‬

‫‪238‬‬
‫وعندئذ يتوجب تسجيل هذا الحكم في السجل العقاري إذا كان العقار محفظا‪ .‬ويعتبر‬
‫تاريخ هذا التسجيل وقتا النتقال الملكية أما إذا كان العقار غير محفظ فتنتقل الملكية من‬
‫وقت الحكم طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 103/02‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫بيع‬ ‫وثيقة‬ ‫تحرير‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫المبحث‬
‫العقارات في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫إن تحرير وثيقة بيع العقارات في طور اإلنجاز طبقا ألحكام القانون ‪00-22‬‬
‫إما أن يتم في وثيقة رسمية أو وثيقة عرفية ثابتة التاريخ ومكتوبة من لدن محامي‬
‫مقبول للترافع أمام المجلس األعلى أو من طرف ممارسين لمهن قانونية منظمة‬
‫يخولها قانونها تحرير العقود على أن ترد ضمن مسميات القرار المشترك لوزير‬
‫العدل ووزير الفالحة والتنمية القروية والوزير المنتدب في اإلسكان والتعمير‪.‬‬
‫وقد تولى المرسوم التنظيمي رقم ‪ 0-20-008‬تحديد تعريفة إبرام المحررات‬
‫التوثيقية لعقدي بيع العقار في طور اإلنجاز االبتدائي والنهائي‪ ،‬وهما العقدان اللذان‬
‫نرى سوق صيغة لكل منهما قصد التعرف عن قرب عن مضامينهما وبياناتهما إتماما‬
‫للفائدة وتوضيحا للمقصود‪ ،‬وعليه فالكالم هنا يتم عبر التطرق للمحورين التاليين‪:‬‬
‫* المؤهلون لتحرير عقد بيع العقارات في طور اإلنجاز وتعريفته‪.‬‬
‫* صيغة بيع العقارات في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫وسوف نخصص لكل محور مطلبا خاصا‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المؤهلون لتحرير عقد بيع‬
‫العقارات في طور اإلنجاز وتعريفته‪.‬‬
‫طبقا لمضامين القانون ‪ ،00-22‬يتأتى تحرير الوثيقة الدالة على بيع العقارات‬
‫في طور اإلنجاز إما في شكل رسمي من طرف المتخصصين أو في شكل عرفي ثابت‬
‫التاريخ من طرف المؤهلين لذلك‪ ،‬ويستحق هؤالء المحررين في عمومهم أجرة محددة‬
‫على عملهم‪.‬‬
‫وعليه سوف نخصص فرعين لمناقشة المضمونين التاليين‪:‬‬
‫* المؤهلين لتحرير عقد بيع العقارات في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫* تعريفة التحرير‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المؤهلون لتحرير عقد بيع‬


‫العقارات في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫يتحدد المؤهلون لتوثيق معامالت بيع العقارات في طور اإلنجاز في من يلي‪:‬‬
‫*بالنسبة للمحرر الرسمي نجد‪:‬‬

‫‪239‬‬
‫‪-0‬الموثقون العصريون وفقا ألحكام ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬المنظم للتوثيق‬
‫العصري‪.1‬‬
‫‪-0‬العدول بمفهوم القانون ‪ 01-28‬المنظم لخطة العدالة والصادر بتنفيذه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 0-21-51‬بتاريخ ‪05‬محرم‪0001‬هـ الموافق‪ 00‬فبراير‬
‫‪0221‬م‪.2‬‬
‫‪-8‬الحكم النهائي الصادر عن القضاء بإتمام البيع النهائي للعقار في طور‬
‫اإلنجاز في حالة رفض أحد طرفيه إبرامه‪ ،‬حيث يصير هذا الحكم بمثابة الوثيقة‬
‫الرسمية للبيع النهائي للعقار في طور اإلنجاز طبقا ألحكام الفصل ‪ 103/03‬والفصل‬
‫‪ 003‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي يجعل أحكام المحاكم أوراقا رسمية‪.‬‬
‫بالنسبة للمحرر العرفي ثابت التاريخ نجد‪.‬‬
‫‪-0‬المحامون المقبولون للترافع أمام المجلس األعلى على أن يتم تصحي‬
‫إمضاءات ذوي الشأن أمام الجهات المختصة في الجماعات البلدية أو القروية أو باقي‬
‫الجهات األخرى المحددة قانونا‪ ،3‬فيما يتم التصديق على توقيع المحامي أمام كتابة‬
‫ضبط المحكمة االبتدائية التي يمارس في دائرتها‪.‬‬
‫‪-0‬اإلدارات العامة من مؤسسات عمومية وشركات تابعة للدولة أو ألي‬
‫شخص معنوي خاضع للقانون العام ويشرف على إنشاء األماكن المعدة للسكن أو‬
‫للمهن وغيرها من األغراض‪ ،‬وقد دأبت هذه الجهات على تحرير عقود تعامالتها مع‬
‫زبنائها بنفسها دون تدخل من أي محرر‪ ،‬ونرصد من هذه المؤسسات صناديق‬
‫اإلسكان والمؤسسة الجهوية للبناء والتجهيز " ليراك ‪ " ERAC‬والشركة العامة‬
‫العقارية والوكالة الوطنية لمحاربة السكن غير الالئق وغير ذلك‪.‬‬
‫‪-8‬أما باقي المحامين غير المقبولين للترافع أمام المجلس األعلى وباقي المهن‬
‫المنظمة التي يخولها قانونها صالحية التوثيق فيلزمها انتظار القرار المشترك لوزير‬
‫العدل ووزير الفالحة والوزير المنتدب في اإلسكان والتعمير بتحديد لوائحهم ويمكن‬
‫أن يكون ضمن هذه اللوائ ‪:4‬‬
‫* مهنة وكيل األعمال‪.‬‬
‫* مهنة المهندسين المعماريين‪.‬‬
‫* مهنة الخبراء المحاسبين‪.‬‬
‫* مهنة المستشارين القانونيين‪.‬‬
‫* مهنة االئتمانيين‪.‬‬
‫* مهنة الكتاب العموميين وإن كانوا غير منظمين قانونا‪.‬‬

‫‪ -1‬ذ‪.‬عبد الكريم مستعد‪ ،‬الحماية التشريعية للمشتري من خالل القانونين ‪ 00-22‬و ‪ ،50-22‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00-00 :‬‬
‫‪ -2‬ذ‪.‬عبد الكريم مستعد‪ ،‬الحماية التشريعية للمشتري من خالل القانونين ‪ 00-22‬و ‪ ،50-22‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00-08 :‬‬
‫‪ -3‬في شأن باقي الجهات يراجع‪ :‬محمد بوجيدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 05 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -4‬ذ‪.‬عبد الكريم مستعد‪ ،‬الحماية التشريعية للمشتري من خالل القانونين ‪ 00-22‬و ‪ ،50-22‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 01 :‬وما‬
‫يليها‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫* مهنة الخبراء في الشؤون العقارية‪.‬‬
‫ويستحق هؤالء المتدخلون في توثيق بيع العقارات في طور اإلنجاز أجرة‬
‫على عملهم نتطرق لها توا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريفة التحرير‪.‬‬


‫جاء في الفصل ‪ 103/01‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ " :‬تحدد بنص تنظيمي تعريفة إبرام‬
‫المحررات المتعلقة بعقدي البيع االبتدائي والنهائي"‪ ،‬وفعال صدر المرسوم التنظيمي‬
‫رقم ‪ 10-20-008‬بتحديد هذه التعريفة كما يلي‪:‬‬
‫‪ 522 -‬درهم أجرة عن تحرير العقد االبتدائي لبيع العقار في طور اإلنجاز‬
‫طبقا للمادة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬تعريفة تحرير العقد النهائي لبيع العقارات في طور اإلنجاز فتحدد طبقا‬
‫للمادة الثانية من المرسوم بشكل يتناسب مع ثمن العقار المبيع كما يلي‪:‬‬
‫* في أقل من ‪ 002222.22‬درهم أو يعادله تكون األجرة هي ‪ 122‬درهم‪.‬‬
‫* من ‪ 002220.22‬درهم إلى ‪ 022222.22‬درهم تكون األجرة هي ألف‬
‫(‪ )0222.22‬درهم‪.‬‬
‫* من ‪ 022220.22‬إلى ‪ 522222.22‬درهم تكون األجرة هي‪0522.22‬‬
‫درهم‪.‬‬
‫* من ‪ 522220.22‬درهم فما فوق تكون األجرة هي نسبة ‪ %2.5‬من المبلغ‬
‫اإلجمالي للعقار‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صيغة بيع عقار في طور‬


‫اإلنجاز‪.‬‬
‫معلوم أن بيع العقارات في طور اإلنجاز يمر بمرحلتين‪ :‬مرحلة العقد‬
‫االبتدائي وتستمر من أول دفعة والتي تتم بعد الفراغ من أشغال األساسات على‬
‫مستوى الطابق األرضي وإلى غاية تمام اإلنجاز المرفوق بأداء كامل األقساط‪ ،‬ثم‬
‫مرحلة العقد النهائي التي تتم فور إتمام البناء ودفع كامل األقساط‪.‬‬
‫لذلك نعرض هنا لصيغتين من هذين العقدين ونستخرج بياناتهما في فرعين‬
‫متتاليين‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬صيغة بيع ابتدائي لعقار‬


‫في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫‪ -1‬صادر في ‪ 00‬من ذي القعدة ‪0005‬هـ‪ 01/‬ديسمبر ‪0220‬م‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5032‬بتاريخ ‪ 00‬ذي‬
‫القعدة ‪0005‬هـ‪ 1 /‬يناير ‪0225‬م‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫نعرض لصيغة وثيقة بيع ابتدائي لعقار في طور اإلنجاز صادرة عن موثق‬
‫عصري (أوال) قبل أن نتولى دراسة بياناتها بعد ذلك (ثانيا)‪.‬‬
‫لبيع‬ ‫العصرية‬ ‫الوثيقة‬ ‫صيغة‬ ‫أوال‪:‬‬
‫ابتدائي لعقار في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫بيع ابتدائي لعقار في طور اإلنجاز‬ ‫التاريخ‪...‬‬
‫بمحضر السيد ‪ ...‬موثق بتازة والموقع أسفله تقدم‪:‬‬
‫‪-0‬السيد ‪ ...‬المزداد بكذا ‪ ...‬بتاريخ ‪ ...‬مهنته ‪ ...‬متزوج طبقا للشريعة‬
‫اإلسالمية بالسيدة ‪ ...‬المغربي الجنسية والحامل للبطـاقة الوطنية حرف‪ ...‬عدد ‪...‬‬
‫بتـاريخ ‪ ...‬المستوطن‪...‬‬
‫كطرف بائع من جهة والموقع أسفله‬
‫‪-0‬السيد ‪ ...‬المزداد‪...‬بتاريخ‪ ...‬مهنته ‪ ...‬متزوج طبقا للشريعة اإلسالمية‬
‫بالسيدة‪ ...‬المغربي الحامل للبطاقة الوطنية حرف ‪ ...‬رقم ‪ ...‬بتاريخ ‪ ...‬المقيم بمدينة‬
‫‪ ...‬تجزئة ‪ ...‬زنقة ‪ ...‬رقم ‪...‬‬
‫كطرف مشتري من جهة أخرى والموقع أسفله‬
‫فالتمسا من هذا السيد ‪ ...‬بصفته موثقا اإلشهاد عليهما إشهادا رسميا بالبيع‬
‫االبتدائي لعقار في طور اإلنجاز طبقا للقانون ‪ 00-22‬والجاري بينهما مباشرة ولذلك‬
‫شهد عليهما بما يلي‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬بيع ابتدائي لعقار في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫باع السيد ‪ ...‬تحت جميع الصفات القانونية والفعلية في هذا النوع من البيوع‬
‫إلى السيد ‪ ...‬الذي صرح بقبوله‪ ،‬شقة العقار الذي يحمل اسم " األمان" الموجود ب‬
‫‪ ،...‬رخصة البناء عدد ‪ ...‬بتاريخ‪...‬‬
‫يتكون البناء في طور اإلنجاز من خمس طوابق ويخضع لنظام الملكية‬
‫المشتركة طبقا للقانون ‪ ،03-22‬حامل الرسم العقاري عدد ‪ ...‬عن المحافظ على‬
‫الملكية العقارية بتازة‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التعيين‪.‬‬
‫يشمل المبيع شقة من العقار تحت الصك العقاري عدد ‪ ...‬في الطابق الثاني‬
‫مساحتها مائة (‪ )022‬متر وتتكون من ثالث غرف وصالون ومطبخ وحمام وبهو وفق‬
‫ما هو مسطر في دفتر التحمالت والتصميم الهندسي النهائي المصادق عليه من طرف‬
‫المصال المختصة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الثمن‪.‬‬
‫اتفق الطرفان على تحديد الثمن في خمسمائة ألف درهم (‪ )522222.22‬درهم‬
‫يؤديها المشتري للبائع كما يلي‪:‬‬
‫*عند االنتهاء من أشغال الطابق السفلي يؤدي المشتري لفائدة البائع مبلغ مائة‬
‫وخمسين ألف درهم (‪052222.22‬درهم)‪.‬‬
‫‪242‬‬
‫*عند االنتهاء من بناء الشقة يؤدي المشتري للبائع مبلغ مائة وخمسين ألف‬
‫درهم (‪052222.22‬درهم)‪.‬‬
‫*عند انتهاء األشغـال والقيام بأعمـال تبليط الجدران والتزليج والسبـاكة‬
‫وتركيب األبواب والنوافذ يؤدي المشتري البـاقي في ذمته وهو مائتي ألف درهم‬
‫(‪ 022222.22‬درهم)‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬مدة اإلنجاز‪.‬‬
‫يلتزم البائع بتسليم المحل كامال ومنجزا خالل مدة ثالث سنوات تبتدئ من‬
‫تاريخ تحرير العقد االبتدائي‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬الوثائق‪.‬‬
‫أدلى البائع بالوثائق المتطلبة قانونا في هذا النوع من البيوع طبقا للقانون ‪-22‬‬
‫‪ 00‬وهي‪:‬‬
‫* شهادة من السجل العقاري عدد‪...‬‬
‫* شهادة من المهندس السيد ‪ ...‬تثبت االنتهاء من أشغال األساسات األرضية‬
‫للعقار موضوع البناء وضمنه الشقة‪.‬‬
‫* نسخة طبق األصل من التصميم المعماري النهائي‪.‬‬
‫* نسخة طبق األصل من تصميم اإلسمنت المسل ‪.‬‬
‫* نسخة طبق األصل من دفتر التحمالت الذي يتضمن مكونات المشروع‬
‫ونوع الخدمات والتجهيزات الواجب إنجازها وما أعد له طبقا للفصل ‪ 103/0‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع وقد وقع عليها الطرفان وتسلم المشتري نسخة عنها‪.‬‬
‫* شهادة التأمين رقم ‪ ...‬المؤرخة في ‪ ...‬عن شركة التأمين ‪ ...‬لفائدة المشتري‬
‫في حدود خمسمائة ألف درهم (‪ 522222.22‬درهم)‪.‬‬
‫* شهادة بإيداع نسخة من دفتر التحمالت ومن التصميم المعماري وتصميم‬
‫اإلسمنت المسل ومن نظام الملكية المشتركة لدى المحافظة العقارية‪ ،‬وقد اضطلع‬
‫المشتري على نظام الملكية المشتركة‪.‬‬
‫* تعهد مكتوب ومصح اإلمضاء من قبل البائع باحترام التصاميم الهندسية‬
‫وشروط دفتر التحمالت‪.‬‬
‫* شهادة تقييد احتياطي لفائدة المشتري بعدما رضي بذلك البائع له طبقا‬
‫للفصل ‪ 103/02‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬أصل الملكية‪.‬‬
‫يصرح المتبايعان أن أصل الملكية يرجع فيه إلى الرسم العقاري المشار له‪،‬‬
‫وقد أقر البائع أنه تملك المبيع بعقد رسمي للبيع بتاريخ ‪ ...‬مسجل بمصلحة المحافظة‬
‫العقارية بتاريخ ‪ ...‬مراجعه ‪....‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬التحمالت والشروط‪.‬‬
‫إن البيع االبتدائي الجاري بين البائع والمشتري تحت جميع الضمانات‬
‫والشروط القانونية والواقعية في مثله وعلى الخصوص‪:‬‬
‫‪243‬‬
‫‪-0‬يلتزم المشتري بعدم تفويت الشقة محل البيع االبتدائي إال بموافقة البائع‬
‫حتى يحرر عقد البيع النهائي‪.‬‬
‫‪-0‬يلتزم الطرفان بتطبيق مقتضيات القانون ‪ 00-22‬بحسن نية وتفاهم‪.‬‬
‫‪-8‬يلتزم المشتري بأداء كامل األقساط في إبانها وفق ما هو مسطر في الفصل‬
‫الثالث أعاله‪.‬‬
‫‪-0‬يلتزم البائع باحترام التصاميم الهندسية وشروط دفتر التحمالت وكامل‬
‫المواصفات األخرى‪.‬‬
‫‪-5‬يلتزم البائع بإنجاز البناء في حدود المدة المتفق عليها وهي ثالث سنوات‬
‫كما ورد في الفصل الرابع أعاله‪.‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬تصري ‪.‬‬
‫يصرح البائع أن العقار موضوع التصرف ال يترتب عليه أي رهن أو حجز‬
‫أو تعرض‪.‬‬
‫الفصل التاسع‪ :‬التفويض‪.‬‬
‫يفوض الطرفان األستاذ ‪ ...‬الموقع أسفله في التوقيعات الالزمة إلجراءات‬
‫التنفيذ وفي أداء مختلف الضرائب والرسوم المفروضة على العقار محل التعاقد وطلب‬
‫جميع الرخص اإلدارية التي يتوقف عليها تنفيذ العقد‪.‬‬
‫الفصل العاشر‪ :‬محل المخابرة والتقاضي‪.‬‬
‫ألجل حسن تنفيذ العقد وتوابعه والتقاضي عند االقتضاء فإن األطراف يصرحون‬
‫بأن محل المخابرة معهم في مواطنهم المذكورة في صدر هذه الوثيقة‪.‬‬
‫الفصل الحادي عشر‪ :‬إبرام العقد النهائي‪.‬‬
‫يبرم العقد النهائي بين الطرفين لدى األستاذ الموثق ‪ ...‬ما لم يتعذر ذلك طبقا‬
‫ألحكام الفصل ‪ 103/01‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫الفصل الثاني عشر‪ :‬التذكير بالقوانين‪.‬‬
‫تبعا لظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬المنظم للتوثيق العصري فإن األستاذ الموقع أسفله‬
‫ذكر الطرفان بالقوانين الجارية في مثل هذا النوع من البيوع وخاصة أحكام القانون ‪-22‬‬
‫‪ 00‬و المواد ‪ 033‬و ‪ 033‬و ‪ 002‬من كتاب الوعاء والتحصيل المحدث بقانون المالية‬
‫لسنة ‪0221‬م والمادة ‪ 3‬من كتاب المساطر الجبائية المحدث بقانون المالية لسنة ‪0225‬م‬
‫وبالذعائر التي قد تفرض عليهم في حالة إخفاء الثمن الحقيقي أو في حالة التملص من‬
‫أداء الضرائب والرسوم الواجبة عليهم‪.‬‬
‫الفصل الثالث عشر‪ :‬قراءة الوثيقة والتوقيع‪.‬‬
‫حضر لدى األستاذ الطرفان‪ ،‬فقام فضيلته بإعادة قراءة العقد عليهما في كل‬
‫فصوله قراءة تمعن وبيان‪ ،‬فاستوعباه ووافقا عليه الموافقة التامة فأمضوا محتواه‬
‫ووقعوه إيذانا بقبوله دون تحفظ‪.‬‬
‫وحرر ووقع في تازة بتاريخ‪ ...‬وسجل ‪...‬‬
‫إمضاء السادة‪:‬‬
‫‪244‬‬
‫الطرف البائع‪ ...... :‬الطرف المشتري‪..... :‬‬ ‫األستاذ الموثق‪........ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬بيانات الوثيقة‪.‬‬
‫جاءت صيغة العقد االبتدائي لبيع العقار في طور اإلنجاز أعاله متوافقة مع ما‬
‫تتطلبه وحدة منهج الخطاب القانوني الذي يقضي بصب العقود التوثيقية وغيرها من‬
‫صيغ الخطاب القانوني سواء كانت استشارة قانونية أو حكما أو قرارا قضائيين في‬
‫قالب بنيوي يتشكل من فرش وهيكل وسور‪.‬‬
‫‪-0‬الفرش‪.‬‬
‫جاء في فرش الوثيقة محل الدراسة مجموعة من البيانات المتطلبة في أمثالها‪،‬‬
‫وتتلخص في التحديدات التالية‪:‬‬
‫* عنونة العقد بالبيع االبتدائي وهذا من البيانات غير األساسية التي ال يترتب‬
‫عن تخلفها بطالن العقد‪.‬‬
‫* ضبط تاريخ مثول األطراف أمام الموثق لإلشهاد على تصرفهم‪ ،‬وهذا من‬
‫البيانات الجوهرية التي ألزم المشرع ذكرها في طليعة الرسم‪ ،‬وهو تاريخ رسمي ثابت‬
‫بصفة الموثق العصري وال يحتاج إلى أي إجراء إضافي كالمصادقة على التوقيع‬
‫ليصير رسميا‪ ،‬ويترتب على إغفال هذا العنصر صيرورة العقد عرفيا‪.‬‬
‫* ضبط هوية الموثق ودائرة انتصابه إلضفاء الرسمية على عقود األطراف‪،‬‬
‫وهذا البيان محله في كل العقود الرسمية‪ ،‬سواء كانت صادرة عن الموثقين العصريين‬
‫بمفهوم ظهير ‪ 0‬مايو ‪0305‬م أو عن العدول بمقصود القانون ‪ ،01-28‬في طليعة‬
‫الرسم ضمن ما يص وصفه الفرش أو المقدمة أو االستهالل أو التمهيد‪.‬‬
‫* ثم جاء الدور على ضبط هوية الطرفين المتعاملين بالنص على أسمائهم‬
‫الكاملة وازديادهم ومهنتهم ومراجع بطاقتهم الوطنية ومحل سكناهم وربما استحسن‬
‫الموثقون كما جاء في هذا العقد النص على زواجهم وقانون أحوالهم الشخصية‪ ،‬وهذا‬
‫انضباط تام ألحكام التوثيق التي تمنع اختصار األسماء إال إذا سبق في العقد ما‬
‫يوضحها‪.‬‬
‫* اإلشارة إلى أن األطراف حضروا لدى الموثق والتمسوا منه اإلشهاد على‬
‫معاملتهم دون تدخل منه وإنما كموثق رسمي مكلف باإلشهاد طبقا لمقتضيات ظهير ‪0‬‬
‫مايو ‪0305‬م ومضامين القانون ‪ 00-22‬المنظم لبيع العقار في طور اإلنجاز فشهد‬
‫عليهم ألجل ذلك‪ .‬وفي هذا المقتضى أيضا نلمس تحديدا لمجلس العقد لما له من أهمية‬
‫في معرفة االختصاص القضائي وبالتالي في تنفيذ مقتضيات العقد على نحو سليم‬
‫وعادل‪.‬‬
‫بعد هذا تأتي الفصول المبلورة لهيكل النص العقدي المعتبر صلب المحرر‬
‫الرسمي‪.‬‬
‫‪-2‬الهيكل‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫هيكل النص العقدي يروم بيان ما يتعلق به الرضى في التعاقد ويشتمل عادة‬
‫العناصر األساسية والعناصر الثانوية والعناصر العرضية والعناصر القانونية المبلورة‬
‫لطبيعة العقد‪.‬‬
‫وهكذا جاء الفصل األول للوثيقة مبرزا للرضا بالمعاملة من البائع بالبيع ومن‬
‫المشتري بالشراء إيذانا باقتران اإليجاب من األول بالقبول من الجانب الثاني وهذا‬
‫المقتضى يص وصفه بالعنصر األساسي الذي يسم بتحديد طبيعة التعامل التي هي‬
‫بيع ابتدائي هنا‪.‬‬
‫بعد ذلك انطلق الفصل الثاني من الصيغة في تعيين محل البيع بذاته فنص على‬
‫مراجع صكه العقاري‪ ،‬وموقعه ومساحته المقدرة بمائة متر ومرافقه المحددة في ثالث‬
‫غرف وصالون ومطبخ وحمام وبهو طبقا لما ينتظر إنجازه ووفقا لما هو مسطر في‬
‫دفتر التحمالت والتصاميم الهندسية النهائية المصادق عليها من طرف المصال‬
‫المختصة‪.‬‬
‫وقد تولى الفصل الثالث من صيغة الوثيقة تحديد الثمن القيمي للمبيع وحدده‬
‫في خمسمائة ألف درهم (‪ 522222.22‬درهم) وبين طريقة دفعها وأقساط كل وجيبة‬
‫على ثالث مراحل‪ .‬والواقع أن تبيان األطراف هنا ألقساط الدفع ومراحله إنما هو‬
‫اتفاق على مخالفة القواعد المكملة للفصل ‪ 103/1‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي نص على المراحل‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫*انتهاء األشغال المتعلقة باألساسات على مستوى الطابق األرضي‪.‬‬
‫*انتهاء األشغال الكبرى لمجموع العقار‪.‬‬
‫*االنتهاء من األشغال النهائية‪.‬‬
‫بعد هذا جاء الفصل الرابع ناصا على مدة اإلنجاز وفق ما يتطلبه هذا النوع‬
‫من البيوع المستقبلية طبقا للقانون ‪ ،00-22‬والنص على مدة اإلنجاز المعتبرة أجال‬
‫للتسليم يعد عنصرا أساسيا لصحة العقد االبتدائي لبيع العقار في طور اإلنجاز‪ .‬وفي‬
‫الفصل الخامس وقع التنصيص على مجموعة من الوثائق التي يفترض القانون إرفاقها‬
‫بالعقد االبتدائي لبيع العقار في طور اإلنجاز منها شهادة من السجل العقاري وشهادة‬
‫من المهندس تثبت االنتهاء من أشغال األساسات األرضية التي يفترضها القانون‬
‫لصحة التعاقد ونسخ طبق األصل للتصميم المعماري النهائي ولتصميم اإلسمنت‬
‫المسل ولدفتر التحمالت الذي يصف مكونات المشروع وشهادة التأمين ومراجعها‬
‫لفائدة المشتري‪ ،‬وشهادة وضع هذه التصاميم بمعية التحمالت ونسخة من نظام الملكية‬
‫المشتركة لدى المحافظة العقارية وشهادة تقييد احتياطي لفائدة المشتري وتعهد من‬
‫البائع باحترام التزاماته‪.‬‬
‫وقد وردت إشارتان لطيفتان في هذا الفصل‪ :‬األولى كون الملك خاضع لقانون‬
‫الملكية المشتركة طبقا للقانون ‪ 03-22‬مما يعني أن المشتري أطلع على نظام الملكية‬
‫المشتركة للعمارة ووقع برفقة البائع على ثالث نسخ لهذا النظام طبقا للقانون ليحتفظ‬
‫البائع بنسخة والمشتري بأخرى وثالثة توضع لدى المحافظة العقارية‪ .‬أما اإلشارة‬
‫‪246‬‬
‫الثانية فتتعلق بإطالع المشتري على التصاميم المعمارية الخاصة بالبناء ككل وبالشقة‬
‫محل التعاقد كما اطلع على تصميم اإلسمنت المسل بما يعني أن رضاه متعلقا بكل‬
‫الجوانب التي تهم المعاملة وفق ما يقضي به القانون ‪ 00-22‬والقانون ‪ 03-22‬مضافا‬
‫إليها األحكام العامة لـ ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫وقد ورد في الفصل السادس النص على أصل الملكية ومراجع الصك العقاري‬
‫الذي يحددها ومكان إصداره‪ ،‬فيما جاء الفصل السابع حافال بالتحمالت والشروط التي‬
‫تقتضيها طبيعة بيع العقار في طور اإلنجاز من ضرورة دفع أقساط الشراء وعدم‬
‫تفويت الشقة محل التعاقد من طرف المشتري إال برضا البائع الذي يلتزم بدوره‬
‫باحترام التصاميم وشروط دفتر التحمالت مع إنجاز البناء بكامل المواصفات وفي‬
‫األمد المتفق عليه‪.‬‬
‫ثم صرح البائع في الفصل الثامن بخلو العقار من أي رهن أو حجز أو‬
‫تعرض‪ ،‬ليفوض الطرفان الموثق في الفصل التاسع باتخاذ كل اإلجراءات والتدابير‬
‫التي يتوقف عليها تنفيذ العقد‪ .‬أما الفصالن العاشر والحادي عشر فحددا جهة إبرام‬
‫العقد النهائي طبقا للمادتين ‪ 103/8‬و ‪ 103/01‬من القانون ‪ 00-22‬وضبطا محل‬
‫المخابرة والتقاضي عند االقتضاء وهما مقتضيين يدخالن في نطاق سور الوثيقة وكان‬
‫األولى تأخيرهما إلى جوار الفصل الثالث عشر الذي ضبط باقي متعلقات السور‪.‬‬
‫وأما الفصل الثاني عشر فجاء مبلورا لما يعد من العناصر القانونية للعقد التي‬
‫يتوجب اإلشارة إليها قانونا‪ ،‬ويتعلق األمر بتالوة النصوص المحاربة للتملص‬
‫الضريبي في كتاب الوعاء والتحصيل وكتاب المساطر الجبائية وكذا الذعائر‬
‫والجزاءات العقارية التي تطبق عند ثبوت صورية الثمن وباقي حاالت التملص من‬
‫الضرائب والرسوم‪.‬‬
‫‪-9‬السور‪.‬‬
‫السور أو خاتمة الوثيقة أو قفلها جاء مجسدا في هذا العقد بالفصل الثالث عشر‬
‫الذي أشار إلى قراءة العقد على األطراف قراءة فهم وتمعن وشرح وبيان حتى اطلعوا‬
‫عليه واستوعبوا مقدار التزاماتهم وحقوقهم‪ ،‬فوافقوا على ذلك الموافقة التامة الكاملة‬
‫بال تحفظ وال تلكؤ وهم بكامل الرشد والوعي والصحة والطوع غير مكرهين‪،‬‬
‫فأمضوه عارفين بقدره ووقعوه إيذانا وعالمة على العمل به‪ ،‬فوقع الموثق بجانبهم‬
‫شهادة منه عليهم وإضفاء للرسمية على معاملتهم‪ ،‬واألصل أال يوقع األطراف على‬
‫الوثيقة الرسمية ولكن يوقعون على أصل الرسم الذي يحتفظ به الموثق العصري في‬
‫مكتبه‪ ،‬لكن القانون ‪ 00-22‬ومعه القانونين ‪ 50-22‬و‪ 03-22‬ألزم األطراف بالتوقيع‬
‫حتى في الن سخة التنفيذية ولذلك نرى توقيع الطرفين وهو الذي يكون في العادة أسفل‬
‫العقد‪.‬‬
‫ثم عين أخيرا الفصل الثالث عشر مكان تحرير العقد وتاريخه لما لهذين‬
‫المقتضيين من أهمية في تنفيذ المضامين‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صيغة بيع نهائي لعقار في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫نعرض أوال صيغة وثيقة بيع نهائي لعقار في طور اإلنجاز تم إنجازه طبقا‬
‫للقانون ‪ ،00-22‬ثم نبدي عليها بعض التعليقات‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الصيغة‪.‬‬
‫بيع نهائي لعقار خاضع للقانون ‪.00-22‬‬ ‫التاريخ ‪...‬‬
‫بمحضر السيد ‪ ...‬موثق بتازة والموقع أسفله تقدم‪:‬‬
‫‪-0‬السيد ‪ ...‬المزداد ‪ ...‬بتاريخ ‪ ...‬مهنته ‪ ...‬متزوج طبقا للشريعة اإلسالمية‬
‫بالسيدة ‪ ...‬المغربي الجنسية بطاقته الوطنية رقم ‪ ...‬رمزها ‪ ...‬تاريخها ‪ ...‬مستوطن‪...‬‬
‫كطرف بائع من جهة والموقع أسفله‪.‬‬
‫‪-0‬السيد ‪ ...‬المزداد ‪ ...‬بتاريخ ‪ ...‬مهنته ‪ ...‬متزوج طبقا للشريعة اإلسالمية‬
‫بالسيدة ‪ ...‬المغربي الجنسية بطاقته الوطنية رقم ‪ ...‬رمزها ‪ ...‬تاريخها ‪ ...‬مستوطن‬
‫‪...‬‬
‫كطرف مشتري من جهة أخرى والموقع‬
‫أسفله‪.‬‬
‫فالتمسا من السيد ‪ ...‬بصفته موثقا اإلشهاد عليهما إشهادا رسميا بالبيع النهائي‬
‫للعقار في طور اإلنجاز الخاضع للقانون ‪ 00-22‬الجاري بينهما مباشرة ولذلك شهد‬
‫عليهما بما يلي‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬بيع نهائي لعقار في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫باع السيد ‪ ...‬تحت جميع الضمانات القانونية والفعلية في هذا النوع من البيوع‬
‫الشقة من عقار األمان الموجود ب ‪ ....‬الحامل للرسم العقاري عدد الصادر عن‬
‫المحافظة العقارية بتازة والخاضع لنظام الملكية المشتركة طبقا للقانون ‪.03-22‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬إتمام البيع‪.‬‬
‫بعد االنتهاء من بناء الشقة موضوع العقد االبتدائي المحرر بتاريخ ‪ ...‬من‬
‫طرفنا وفق المواصفات المحددة القانونية واالتفاقية؛‬
‫وبعد الحصول على رخصة السكنى واعتبار الشقة جاهرة ومنجزة؛‬
‫وبعد أداء جميع الثمن المتفق عـليه وهو خـمسمائة ألف درهـم‬
‫(‪ 522222.22‬درهم) على ثالث دفعات وفق االتفاق؛‬
‫وبعد اتفاق الطرفين على إلغاء التقييد االحتياطي الذي كان لفائدة المشتري؛‬
‫يطلب الطرفان البائع والمشتري من السيد المحافظ على األمالك العقارية‬
‫بتازة أن يخصص لشقة السيد ‪( ...‬المشتري) الموجودة بالطابق الثاني كما هي محددة‬
‫في الفصل الثاني من عقد البيع االبتدائي‪ ،‬سجال عقاريا خاصا بها مستخرجا من‬
‫السجل العقاري عدد ‪ ...‬ويسلمه الشقة المذكورة خال من أي التزام أو رهن أو حجز أو‬
‫تحمل‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التفويض‪.‬‬
‫يفوض الطرفان فضيلة األستاذ الموثق ‪ ...‬الموقع أسفله في التوقيعات الالزمة‬
‫لتنفيذ هذا العقد وأداء كافة الرسوم والمستحقات والضرائب وطلب جميع الرخص‬
‫اإلدارية لذلك‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬محل المخابرة والتقاضي‪.‬‬
‫نفس المحالت المعينة في العقد االبتدائي‬
‫وحرر ووقع في تازة بتاريخ ‪ ...‬وسجل‪...‬‬
‫إمضاء السادة‪:‬‬
‫الطرف المشتـري‬ ‫الطرف البائــع‬ ‫فضيلة األستاذ الموثــق‬
‫باسمه وتوقيعه‪...‬‬ ‫باسمه وتوقيعه‪...‬‬ ‫باسمه ودمغته وتوقيعه‪...‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعليق‪.‬‬
‫جاءت صيغة البيع النهائي للعقار في طور اإلنجاز محالة بتاريخ التعاقد‬
‫وهوية المتعاقدين والتماسهم اإلشهاد عليهم بالبيع النهائي من الموثق‪ ،‬بينما نص‬
‫فصلها األول على موضوع الرضا ومراجع المبيع تبعا لما هو معلوم في عقد البيع‬
‫االبتدائي ومعين هناك دون الحاجة لتكراره‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني فأفاض في بيان توفر الشروط المتطلبة إلبرام العقد النهائي ومنها‬
‫على الخصوص تتمة البناء وفق المطلوب قانونا واتفاقا‪ ،‬وأداء المشتري لكافة المستحقات‬
‫من الوجائب المحددة في البيع االبتدائي‪ ،‬واتفاق الطرفين على إلغاء التقييد االحتياطي ليطلبا‬
‫أخيرا من المحافظ على األمالك العقارية تخصيص محل المعاملة برسم عقاري خاص‬
‫مستخرج عن السجل العقاري العام للعمارة التي تحتوي الشقة وتسليمه للمشتري خاليا من‬
‫أي تحمل‪.‬‬
‫وختمت الوثيقة بتفويض األطراف للموثق للقيام بكافة اإلجراءات الكفيلة بتنفيذ‬
‫العقد‪ ،‬مع التأكيد على استمرارهم في نفس مواطنهم المحالة بها الصيغة‪ ،‬ثم جاء‬
‫التوقيع داللة على إمضاء هذا التصرف والقبول به من األطراف جميعا طبقا للقانون‬
‫‪ ،00-22‬وشهد الموثق على ذلك بدمغته وتوقيعه‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫المفضي‬ ‫اإليجار‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬توثيق‬
‫إلى تملك العقار‪.‬‬
‫يتطلب امتالك السكن أمواال ضخمة ال تتيسر للغالبية العظمى من الناس‪ ،‬األمر‬
‫الذي حذا بالمشرع إلى تنظيم تقنية اإليجار المفضي إلى تملك العقار كعقد مركب‬
‫يساعد على التخفيف من حدة أزمة السكن من جهة‪ ،‬ويوفر وسائل جديدة لتمويل‬
‫مشاريع البناء للمقاولين والمنعشين العقاريين على حد سواء من جهة أخرى‪.‬‬
‫وقد جاء القانون ‪ 50-22‬الصادر بتاريخ ‪ 00‬نونبر ‪0228‬م المتعلق باإليجار‬
‫المفضي إلى تملك العقار في هذا اإلطار‪ ،‬حيث تناول رزمة األحكام الواجب مراعاتها‬
‫عند التعاقد وفق هذه التقنية حماية لألطراف معا‪ ،‬وعلى األخص من ذلك‬
‫المكتري‪/‬المشتري‪ /‬المتملك بصفته مستهلكا‪.‬‬
‫ومع أن المشرع اعتبر هذا العقد بيعا‪ ،‬وهو ما ال تستسيغه طبيعته القانونية‬
‫وتركيبته المؤلفة من عدة عقود أقلها الكراء والبيع والقرض وإن كانت بعض‬
‫خصائصها مما تختفي وال يبقى سوى بعض مالم نظامها القانوني‪ ،‬فإننا لن نهتم بكل‬
‫أطراف هذا العقد‪ ،‬وحسبنا أن نقف عند مفهومه أوال لننتقل إلى دراسة منهجية توثيقه‬
‫بعد ذلك‪.‬‬
‫في ضوء هذا‪ ،‬سوف نقسم الدراسة إلى محورين على أن نخصص لكل منهما‬
‫مبحثا خاصا كما يلي‪:‬‬
‫* مفهوم اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬
‫* إبرام اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم اإليجار المفضي إلى‬


‫تملك العقار‪.‬‬
‫اعتبر القانون ‪ 50-22‬اإليجار المفضي إلى تملك العقار عقد بيع أي أنه صنف‬
‫من البيوع العقارية‪ ،‬والحال أن المشرع المغربي نفسه لم يدرج أحكام هذا العقد ضمن‬
‫قواعد البيع المنظمة بظهير االلتزامات والعقود مثلما فعل مع أحكام بيع العقارات في‬
‫طور اإلنجاز المضافة كفرع رابع إلى آخر أحكام البيع‪ ،‬األمر الذي يثير سؤاال‬
‫مشروعا حول الطبيعة القانونية لهذا العقد‪ ،‬وإن كان العمل القضائي المغربي قد درج‬
‫حتى قبل تقنين أحكام هذا العقد على تكييفه بيعا‪.‬‬
‫ورغم تميز عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار بمجموعة من الخصائص‬
‫التي تميز ذاتيته‪ ،‬فإنه كثيرا ما يلتبس ببعض العقود المشابهة‪ ،‬ويمكن رصد هذا‬
‫التشابه واالختالط على صعيدين‪ ،‬إما تشابه مع العقود البسيطة الناقلة لملكية المبيع‪،‬‬
‫وإما تشابه والتباس ببعض العقود المركبة المماثلة‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫والواقع أن تملك العقار بمفهومه المكرس في القانون ‪ 50-22‬يمر بمرحلتين‬
‫أساسيتين‪ :‬مرحلة العقد االبتدائي التي يظل خاللها المكتري مجرد منتفع بالعقار مقابل‬
‫تأدية وجيبة الكراء المقرونة بمناب الشراء‪ ،‬ثم مرحلة التعاقد النهائي التي يحسم فيها‬
‫المكتري خياره بإتمام التعاقد بعد أن يكون قد أدى كامل األقساط المتوجبة عليه فيصير‬
‫عندها مالكا‪.‬‬
‫ويقتضي منا ضبط اإليجار المفضي إلى تملك العقار الوقوف على ماهيته من‬
‫حيث التعريف والخصائص والتمييز‪ ،‬ثم دراسة مراحل انعقاده سواء في صورة العقد‬
‫االبتدائي أو في صورة البيع النهائي‪ ،‬لذلك فترتيب الكالم هنا سيكون على الشاكلة‬
‫التالية‪:‬‬
‫* ماهية اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬
‫* انعقاد اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية اإليجار المفضي إلى‬


‫تملك العقار‪.‬‬
‫لقد كان العمل جاريا في الوسط العقاري باإليجار المفضي إلى تملك العقار‬
‫كعقد غير مسمى خاضع للنظرية العامة لاللتزام ككراء مع بيع إلى أن تدخل المشرع‬
‫بالقانون ‪ 50-22‬لينظم أحكامه كعقد مسمى‪ ،‬ولعل من المفيد جدا هنا أن نقف على‬
‫تعريف وخصائص هذا العقد (الفرع األول) قبل أن نميزه عن باقي العقود التي من‬
‫شأنها أن تشتبه به (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف اإليجار المفضي إلى‬
‫تملك العقار‪.‬‬
‫حددت المادة الثانية من القانون ‪ 50-22‬اإليجار المفضي إلى تملك العقـار‬
‫بأنـه " كل عقد بيع يلتزم البائع بمقتضاه تجاه المكتري المتملك بنقل ملكية العقار أو‬
‫جزء منه بعد فترة االنتفاع به بعوض مقابل أداء الوجيبة المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 3‬من هذا القانون وذلك إلى حلول تاريخ حق الخيار "‪.‬‬
‫فنص هذه المادة يعتبر اإليجار المفضي إلى تملك العقار عقد بيع أي أنه‬
‫صنف من البيوع العقارية والحال أن هذا العقد لم تدرج أحكامه ضمن قواعد البيع‬
‫المنظمة بظهير االلتزامات والعقود مثلما فعل المشرع بأحكام بيع العقار في طور‬
‫اإلنجاز المضافة كفرع رابع إلى آخر أحكام البيع‪ ،‬األمر الذي يثير سؤاال مشروعا‬

‫‪251‬‬
‫حول الطبيعة القانونية لهذا العقد‪ ،‬وإن كان العمل القضائي المغربي جرى على تكييفه‬
‫بيعا‪.1‬‬
‫ألجل كل هذا التردد؛ نرى تعريف اإليجار المفضي إلى تملك العقار بأنه عقد‬
‫وارد على عقار منجز لغرض السكنى يلتزم بمقتضاه المكري‪/‬المملك بنقل ملكية هذا‬
‫العقار كال أو جزءا بعد انتهاء مدة االنتفاع به من قبل المكتري‪/‬المشتري الذي يتحمل‬
‫أداء وجيبة مركبة طيلة الفترة من إبرام العقد االبتدائي إلى غاية ممارسة خيار الشراء‬
‫المخول له إلبرام البيع النهائي‪.‬‬
‫انطالقا من هذا التعريف تتحدد خصائص عقد اإليجار المفضي إلى تملك‬
‫العقار كما يلي‪:‬‬
‫‪ -0‬عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار عقد ثنائي األطراف بحيث يكفي فيه‬
‫وجود طرف مالك يعرض عقاره المنجز للتعاقد وفق صيغة القانون ‪ ،50-22‬وطرف‬
‫مستهلك متمثل في المكتري المشتري الراغب في االنتفاع بهذا العقار وامتالكه بعد‬
‫سداد كامل األقساط المتفق عليها‪ ،‬وبهذه الخصيصة يتميز اإليجار المفضي إلى تملك‬
‫العقار عن االئتمان اإليجاري (الليزنغ) الذي تتنوع أطرافه إلى ثالث جهات ممثلة في‬
‫المؤجر (مؤسسة االئتمان) والمستأجر والمورد (صاحب محل التعاقد)‪.‬‬
‫‪ -0‬محل اإليجار المفضي إلى التملك هو عقار منجز بغض النظر عن كونه‬
‫محفظا أو في طور التحفيظ أو غير محفظ‪ ،‬ويعتبر العقار في حكم المنجز إذا صار‬
‫قابال لالستعمال السكني ومتمتعا برخصة السكن وفق الفصل ‪ 55‬من القانون ‪00-32‬‬
‫المتعلق بالتعمير‪.2‬‬
‫‪ -8‬العقار محل اإليجار المفضي إلى التملك معد لغرض السكنى‪ ،‬فإن كان‬
‫غرضه مهنيا أو تجاريا أو صناعيا ال يوصف التعاقد عليه إيجارا مفضيا إلى التملك‬
‫وإنما يكيف بيعا بالتقسيط أو كراء مع البيع أو ائتمانا إيجاريا إذا تحققت شروطه‬
‫وأركانه‪ 3.‬فإن كان المحل معدا لالستعمال المختلط ما بين سكن ومهنة في نفس الوقت‬
‫فإن الفهم الحرفي للقانون ‪ 50-22‬يقتضي عدم شموله وإن كان القانون الفرنسي‬
‫أخضع صراحة هذه الحالة لإليجار المفضي إلى التملك‪.‬‬
‫‪ -0‬تضمن عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار حسب صيغته المكرسة في‬
‫القانون ‪ 50-22‬وعدا بالبيع يخول للمكتري حق ممارسة خيار الشراء‪ ،‬بحيث يلتزم‬
‫المكري‪/‬المملك بمن المكتري‪/‬المشتري‪/‬المتملك خيار الشراء بناء على الوعد بالبيع‬
‫الذي يتضمنه هذا التعاقد‪ ،‬وهو الوعد الملزم لجانب المكري فقط‪ ،‬فإن تضمن العقد‬

‫‪ -1‬ذ جياللي بوحبص‪ ،‬عقد اإليجار المفضي إلى التملك بين قانون رقم ‪ 50-22‬وقانون االلتزامات والعقود‪ ،‬مقال منشور‬
‫بمجلة القانون المغربي ‪ ،REDMAR‬العدد ‪ ،02‬شتنير ‪ ،0221‬ص ‪.003 – 003‬‬
‫‪ -2‬منفذ بالظهير رقم ‪ 0-30-80‬بتاريخ ‪ 01‬يونيو ‪ ،0330‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 0053‬بتاريخ ‪ 05‬يوليوز ‪ ،0330‬ص‬
‫‪ 331‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬محمد شيل ‪ ،‬المحاضرة الخاصة بعقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار لطلبة الحقوق‪-‬فاس‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية‪0225‬م‪0221-‬م‪ ،‬ص‪.0:‬‬

‫‪252‬‬
‫وعدا ملزما للجانبين معا صرنا أمام حالة من الكراء الملزم لجانبين بالبيع وبالشراء‬
‫يص معها تكييف العقد بيعا بالتقسيط أو كراء مع بيع كعقد غير مسمى‪.1‬‬
‫وحق الخيار هذا الممنوح للمكتري إلبرام العقد النهائي من عدمه هو من أفانين‬
‫القانون ‪ 50-22‬التي خالف بها القواعد العامة لظهير االلتزامات والعقود وهو عبارة‬
‫عن األجل المتفق عليه بين طرفي العقد مسبقا بخصوص إبداء المكتري للرغبة في‬
‫إبرام العقد النهائي من عدمه‪ ،‬ويكون هذا األجل مضمنا بالعقد االبتدائي بصفته بيانا‬
‫جوهريا فيه‪.‬‬
‫‪ -5‬تضمن العقد االبتدائي فترة انتفاع المكتري بالعقار؛ إد يعتبر تحديد مدة‬
‫انتفاع المكتري بالعقار محل التعاقد بصيغة اإليجار المفضي إلى التملك من البيانات‬
‫الجوهرية الواجب تضمينها في العقد االبتدائي‪ ،‬حتى يستطيع المكتري استيفاء منفعة‬
‫العقار طيلة هذه المدة بصفته مكتريا‪ ،‬وبعد أن تنتهي هذه المدة ال يبقى أمامه سوى‬
‫حلين‪ :‬إما إبداء الرغبة وإبرام العقد النهائي وإما التخلي عن إتمام التعامل مع تحمل‬
‫تعويض قدره ‪ % 02‬من المبالغ المتعلقة بثمن تملك العقار لفائدة المكري نضير‬
‫إحجامه طبقا للمادة ‪ 00‬من القانون ‪.250-22‬‬
‫‪ -1‬تحديد العقد الوجيبة المركبة التي تتضمن وجيبة الكراء أي ما ينوب حق‬
‫المكتري في االنتفاع بالعقار محل التعاقد وهي تتخذ حسب أقساط الدفع الشهري على‬
‫وجه الشراء وتخضع كلية إلرادة األطراف‪ ،‬ثم وجيبة الشراء أو ما ينوب حق‬
‫المكتري الشخصي في التملك وتتعلق باألداءات المسبقة لثمن تملك العقار‪ ،‬وقد منعت‬
‫المادة ‪ 00‬على البائع أن يطلب أو يقبل األداء كيفما كان قبل التوقيع على عقد اإليجار‬
‫المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز اإليجار المفضي‬


‫إلى تملك العقار عما يشتبه به من‬
‫العقود‪.‬‬
‫رغم تميز عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار بالخصائص المارة بنا أعاله‪،‬‬
‫فإنه كثيرا ما يلتبس ببعض العقود المشابهة‪ ،‬ويمكن رصد هذا التشابه واالختالط على‬
‫صعيدين‪ ،‬إما تشابه مع العقود البسيطة الناقلة لملكية المبيع‪ ،‬وإما تشابه والتباس ببعض‬
‫العقود المركبة المماثلة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اشتباه اإليجار المفضي إلى تملك‬
‫العقار بالعقود العادية‪.‬‬

‫‪ -1‬نفسه ص ‪.5‬‬
‫‪ -2‬جياللي بوحبص‪ ،‬مقاله السابق‪ ،‬ص ‪.005 -000‬‬

‫‪253‬‬
‫يشتبه عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار بكثير من العقود العادية الناقلة‬
‫للملكية‪ ،‬حسبنا أن نقف منها على التمايز بينه وبين البيع التام الوارد على العقار‪ ،‬وبينه‬
‫وبين بيع الخيار‪ ،‬وبينه وبين البيع بالتقسيط ثم أخيرا بينه وبين الكراء‪.‬‬
‫‪-0‬اشتباه اإليجار المفضي إل تملك العقار بالبيع التام الوارد عل العقار‪.‬‬
‫رغم أن عقدي اإليجار المفضي إلى تملك العقار والبيع التام الوارد على العقار‬
‫كالهما يرد على العقار كمحل للتعاقد‪ ،‬إال أنهما يختلفان جذريا‪ ،‬فالبيع التام الوارد على‬
‫العقار هو عقد ناجز ناقل للملكية فورا لصال المشتري بمفهوم الفصل ‪ 013‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع مضافا إليه الفصل ‪ 033‬ق‪.‬ل‪.‬ع بعده‪ .‬أما عقد اإليجار المفضي إلى تملك‬
‫العقار‪ ،‬فال يرتب انتقال الملكية إال بعد وقت محدد يكون المكتري خاللها منتفعا‬
‫بالعقار مقابل وجيبة مركبة من منابين اثنين مناب للشراء ومناب للكراء‪ ،‬ولما يحل‬
‫أجل الخيار وأداء المكتري لكل األقساط المتوجبة عليه كما سبق ينعقد البيع الناقل‬
‫للملكية إذا اختار المشتري إتمام العقد‪.‬‬
‫‪ -2‬اشتباه اإليجار المفضي إل تملك العقار ببيع الخيار‪.‬‬
‫نظم المشرع المغربي بيع الخيار في الفصل ‪ 120‬ق‪.‬ل‪.‬ع وما يليه‪ ،‬وهو البيع‬
‫الذي يكون فيه الخيار إما للبائع أو للمشتري بحيث يتوقف لزومه على إمضائه من قبل‬
‫من اشترط الخيار لمصلحته صراحة في العقد خالل األجل المحدد اتفاقا أو قانونا‪،1‬‬
‫وهذا الخيار المنصوص عليه هنا يختلف عن الخيار المنظم في المادة ‪ 05‬من القانون‬
‫‪ 50-22‬الممنوح للمكتري المشتري‪ ،‬حيث ال يترتب على ممارسته في األول أي‬
‫مسؤولية أو تعويض كلما تم داخل األجل االتفاقي أو القانوني‪ ،‬بخالف حق الخيار‬
‫الوارد في المادة ‪ 05‬المومأ لها فإن المشتري المكتري إن استعمله وعدل عن إتمام‬
‫المعاملة فإنه يلتزم بتعويض البائع طبقا لما هو مقرر في المادة ‪ 00‬من القانون ‪-22‬‬
‫‪50.‬‬
‫‪ -9‬اشتباه اإليجار المفضي إل تملك العقار بالبيع بالتقسيط‪.‬‬
‫نظم المشرع المغربي بيع التقسيط بإشارات عابرة في الفصل ‪ 313‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫الذي جاء فيه‪ " :‬إال أنه إذا جرى العرف على أن يحصل أداء الثمن داخل أجل محدد‬
‫أو في أقساط معينة‪ ،‬افترض في المتعاقدين أنهما ارتضيا اتباع حكمه‪ ،"...‬أما القانون‬
‫‪ 50-22‬ففصل أحكام أداء الوجيبة المركبة وكيفية خصمها من الثمن اإلجمالي‪،‬‬
‫وجعلها شاملة لمنابين أحدهما راجع لقسط االنتفاع (الكراء) واآلخر راجع لقسط‬
‫الشراء أو ما يص وصفه الحق الشخصي في التملك‪.2‬‬

‫‪ -1‬محمد شيل ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.028‬‬


‫‪ -2‬جيهان بونبات‪ ،‬اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88 :‬‬

‫‪254‬‬
‫‪ -9‬اشتباه اإليجار المفضي إل تملك العقار بالكراء‪.‬‬
‫يتقارب عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار مع عقد الكراء العادي من أوجه‬
‫كثيرة حيث إن كال العقدين يمنحان المكتري حق النتفاع بالربع مقابل مناب محدد‪ ،‬ثم‬
‫إن العقدين معا يعتبران من عقود العوض‪ ،‬غير أن هذا الشبه يكاد يزول عندما نعلم أن‬
‫عقد الكراء العادي يخضع للقواعد العامة في ق‪.‬ل‪.‬ع بينما يخضع اإليجار المفضي إلى‬
‫تملك العقار للقانون ‪ ،50-22‬أيضا الوجيبة في العقد األول تسمى أجرة وال تحتسب‬
‫ألن األمر فيه بالبيع بينما تسمى في العقد الثاني عوضا عن االنتفاع بالعقار وتحتسب‬
‫من أصل ثمن المبيع إذا قرر المكتري المشتري إتمام المعاملة وإبرام البيع النهائي‪.‬‬
‫والكراء العادي هو كراء موقوت تحكمه القواعد العامة‪ ،‬بخالف األمر في‬
‫اإليجار المفضي إلى تملك العقار حيث يبقى الكراء فيه فترة أولية ضرورية للتملك‬
‫حتى إذا ما حل أجل الخيار واختار المكتري المشتري إبرام العقد النهائي طبقا‬
‫لنصوص القانون ‪ 50-22‬صار مالكا‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬اشتباه اإليجار المفضي إلى تملك‬


‫العقار بباقي العقود المركبة‪.‬‬
‫يشتبه عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار المنظم بالقانون ‪ 50-22‬ببيع‬
‫العقارات في طور اإلنجاز‪ ،‬كما يختلط أحيانا باإلئتمان اإليجاري العقاري أي‬
‫(‪ )Leasing‬أو (‪ ،)Crédit bail immobilier‬ثم يتداخل أحيانا بعقد الكراء مع‬
‫الوعد بالبيع‪.‬‬
‫‪ -0‬اشتباه اإليجار المفضي إل تملك العقار ببيع العقار في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫يرد بيع العقارات في طور اإلنجاز على العقارات غير المنجزة والتي وقع‬
‫الفراغ من بناء أساسات طابقها األرضي‪ ،‬حيث يتولى اإلشراف على إقامة بناياتها‬
‫البائع بصفته مالكا سواء كانت هذه المباني معدة للسكن أو ألغراض مهنية أو حرفية‬
‫أو تجا رية أو صناعية أو مختلطة وينفذ هذا العقد على مرحلتين مرحلة البيع االبتدائي‬
‫ثم مرحلة البيع النهائي‪ ،‬أما اإليجار المفضي إلى تملك العقار فيقع على العقار المنجز‬
‫المعد للسكنى بمفهوم الفصل ‪ 55‬من القانون ‪ 00-32‬المتعلق بالتعمير المار بنا أعاله‪،‬‬
‫وهو يبتدئ كراء لينتهى بيعا بعد ذلك‪ ،‬بخالف بيع العقارات في طور اإلنجاز الذي‬
‫يبتدئ بيعا من البداية على أن يتم تأجيل نقل الملكية إلى غاية تمام البناء واإلنجاز‬
‫واستيفاء األقساط‪.‬‬
‫‪ -2‬اشتباه اإليجار المفضي إل تملك العقار باالئتمان اإليجاري العقاري‪.‬‬

‫‪ -1‬جيهان بونبات‪ ،‬اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪255‬‬
‫بداية فاالئتمان اإليجاري العقاري عقد تجاري يخضع في أحكامه لمدونة‬
‫التجارة‪ ،‬وهو حسب المادة ‪ 080‬عبارة عن عملية إكراء للعقارات المعدة لغرض‬
‫مهني تم شراؤها من طرف المالك أو بناها لنفسه‪ ،‬تمكن المكتري أن يصير مالكا لكل‬
‫أو بعض العقار المكرى عند انصرام أجل الكراء‪ ،‬وقد ورد هذا العقد ‪ /‬التقنية في‬
‫قانون المالية لسنة ‪0330‬م باسم اإليجار التمويلي‪ ،‬وهو ثالثي الطرف حيث يتكون من‬
‫مورد ومؤسسة ممولة (المؤتمن المكري) وطرف مكتري مشتري (المؤتمن‬
‫المكتري)‪ ،‬فطرفا عقد البيع في هذه التقنية هما المورد والمؤسسة المالية على أن يدخل‬
‫مستعمل الشيء (المؤتمن المكتري) في عملية الشراء بصفته وكيال عن مؤسسة‬
‫االئتمان‪ ،‬أما طرفا عقد الكراء فهما المؤتمن المكري (مؤسسة االئتمان) والمؤتمن‬
‫المكتري (مستعمل الشيء)‪.‬‬
‫ويتشابه عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار مع االئتمان اإليجاري العقاري‬
‫من حيث إن كليهما يرد على عقار ويتضمنان معا السداد بالتقسيط وينتهيان معا‬
‫بالتملك‪ ،‬إال أن هناك فروق جوهرية أهمها أن أطراف االئتمان اإليجاري العقاري‬
‫ثالثة كما مر خالفا لعقد اإليجار المفضي إلى التملك فيكفي فيه طرفان المكري المملك‬
‫والمكتري المتملك بال واسطة من المؤسسة المالية المؤتمنة‪ ،‬كما يختلفان من حيث‬
‫القواعد القانونية المطبقة عليهما‪ ،‬حيث يطبق على العقد األول أحكام مدونة التجارة‬
‫كما مر‪ ،‬فيما يبقى العقد الثاني مدنيا خاضعا ألحكام القانون ‪50.-22‬‬
‫‪ -9‬اشتباه اإليجار المفضي إل تملك العقار بالكراء مع الوعد بالبيع‪.‬‬
‫يالحظ أن إرادة الشراء ال تكون حاضرة في الغالب في عقود الكراء مع الوعد‬
‫بالبيع عند إبرامها خالفا لعقود اإليجار المفضي إلى تملك العقار حيث تتجه إرادة‬
‫أطرافه منذ البداية إلى تحصيل النتيجة المتوخاة والمجسدة في إتمام البيع وإبرامه‪.‬‬
‫أيضا فعقد الكراء مع الوعد بالبيع يبقى كراء في آخر المطاف بخالف عقد‬
‫اإليجار المفضي إلى تملك العقار فإن أغلب الفقه يصفه بالبيع المستور بالكراء‪ ،1‬بل‬
‫إن المشرع المغربي حسم تكييفه في المادة ‪ 0‬من القانون ‪ 50-22‬فجعله بيعا نافذا حيث‬
‫جاء فيها‪" :‬يعتبر اإليجار المفضي إلى تملك العقار كل عقد بيع يلتزم البائع‬
‫بمقتضاه‪."...‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬انعقاد اإليجار المفضي‬
‫إلى تملك العقار‪.‬‬
‫يمر تملك العقار تبعا لصيغة القانون ‪ 50-22‬بمرحلتين أساسيتين مرحلة العقد‬
‫االبتدائي التي يظل خاللها المكتري منتفعا بالعقار مقابل تأدية وجيبة الكراء المحددة‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ /0‬ص ‪ 01‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫اتفاقا مع المكري مقرونة بمناب الشراء‪ ،‬ثم مرحلة التعاقد النهائي التي يحسم فيها‬
‫المكتري خياره بإتمام التعاقد بعد أن يكون قد أدى كامل األقساط المتوجبة عليه‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مرحلة العقد االبتدائي‪.‬‬


‫نصت المادة الرابعة من القانون ‪ 50-22‬على األشخاص المؤهلين لتحرير‬
‫العقد االبتدائي لإليجار المفضي إلى تملك العقار (أوال) فيما تولت المادة السابعة تحديد‬
‫البيانات الواجب تضمينها في هذا العقد (ثانيا)‪ ،‬واختصت المادتان الخامسة والسادسة‬
‫ببيان شكليات إشهاره (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المؤهلون لتحرير العقد االبتدائي‬


‫لإليجار المفضي للتملك‬
‫يحرر عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار إما في محرر رسمي من قبل‬
‫الموثق العصري أو العدالن أو الحكم النهائي الصادر بإتمام البيع المعتبر بمثابة عقد‬
‫البيع النهائي‪ ،‬وإما في محرر عرفي ثابت التاريخ من قبل المحامين المقبولين للترافع‬
‫أمام المجلس األعلى‪ ،‬أما باقي المحامين وباقي المهن القانونية المنظمة التي يصرح‬
‫قانونها بحق توثيق التصرفات فعليها انتظار القرار المشترك لوزير العدل ووزير‬
‫الفالحة والوزير المنتدب في اإلسكان والتعمير المحدد لالئحة المهن القانونية المقبولة‬
‫لتوثيق اإليجار المفضي لتملك العقار‪ ،‬وقد ورد حصر هذه المهن المرشحة للتزكية‬
‫ضمن ما سطرناه في تحديد المؤهلين لتحرير عقد البيع االبتدائي للعقار في طور‬
‫اإلنجاز وحسبنا أن نحيل عليها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬بيانات العقد االبتدائي لإليجار‬
‫المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬
‫يمكن تصنيف بيانات العقد االبتدائي لإليجار المفضي إلى تملك العقار التي‬
‫يفرض القانون ‪ 50-22‬توافرها إلى طائفتين‪:‬‬
‫‪ -0‬الطائفة األولى من البيانات وهي المتطلبة في عقد البيع بصفة عامة وهي‪:‬‬
‫* هوية الطرفين المتعاقدين‪.‬‬
‫* مراجع العقار محل التعاقد‪.‬‬
‫* موقع العقار ووصفه وصفا كليا أو جزئيا‪.‬‬
‫* ثمن البيع المحدد غير قابل للمراجعة‪.‬‬
‫* مبلغ التسبيق عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ -0‬البيانات المبلورة لخصوصية عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار وهي‬
‫حسب المادة ‪ 1‬من القانون ‪:50-22‬‬

‫‪257‬‬
‫* تحديد الوجيبة المركبة من مناب االنتفاع ومناب الحق الشخصي في التملك‬
‫وتبيان مقدار كل منهما وكيفية خصمها من ثمن البيع وطريقة دفعهما‪.1‬‬
‫* تخويل المكتري ‪ /‬المشتري إمكانية تسبيق أداء الثمن كليا أو جزئيا قبل حلول‬
‫تاريخ الخيار‪.‬‬
‫* مراجع عقد التأمين المبرم من قبل البائع لضمان العقار‪ ،‬علما أن البائع‬
‫الملزم بهذا البند إنما هو الشخص الخاضع للقانون الخاص‪ ،‬أما البائع الخاضع للقانون‬
‫العام فإنه ال يلزم بإبرام عقد التأمين ألن ضمانه قائم بالصفة ولو لم يصرح به‪.2‬‬
‫والمالحظ أن المادة ‪ 1‬لم تحدد مدة الضمان التي يجب أن ينص عليها عقد‬
‫التأمين هذا كما لم تحدد األوجه التي يغطيها ضمان البائع مما يفترض معه تدخل الفقه‬
‫الختيار أنجع الحلول الكفيلة بحماية المكتري المشتري بصفته مستهلكا مع مراعاة‬
‫مصال المكري في نوع من التوازن‪.‬‬
‫* شروط ممارسة المكتري المشتري حق الخيار وفسخه‪.‬‬
‫* تاريخ بدء االنتفاع من العقار وأجل ممارسة المكتري المشتري لحقه في‬
‫الخيار‪ ،3‬حيث يثبت حق االنتفاع من يوم قيام اإليجار المفضي إلى تملك العقار على‬
‫وجه صحي على أن لألطراف االتفاق على تاريخ مخالف‪.‬‬
‫* شروط التمديد والفسخ المسبق للعقد‪.‬‬
‫وإذا كان العقار موضوع اإليجار المفضي إلى تملك العقار خاضعا للقانون‬
‫‪ 03-22‬المتعلق بالملكية المشتركة يضاف لزاما إلى العقد االبتدائي نظير من نظام‬
‫الملكية المشتركة والتصاميم المعمارية والطبوغرافية المصادق عليها من الجهات‬
‫المختصة والتي تحدد األجزاء المفرزة واألجزاء المشتركة طبقا للمادتين ‪ 02‬و‪00‬‬
‫من القانون ‪.03-22‬‬
‫* توقيع العقد من أطرافه ومحرره سواء كان رسميا أو عرفيا وفي جميع‬
‫صفحاته وإن تعددت‪ ،‬وإن كان المحرر محاميا صح إمضاؤه لدى كتابة ضبط‬
‫المحكمة االبتدائية التي يزاول في نطاقها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إشهار العقد االبتدائي لإليجار‬
‫المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬

‫‪ -1‬وال يستطيع المكري وحده طلب الزيادة في منابي الوجيبة كما ال يسمع الطلب االنفرادي للمشتري المكتري‬
‫بتخفيضهما حيث نصت المادة ‪ 8‬من القانون ‪ 50-22‬على استثناء أحكام اإليجار المفضي إلى تملك العقار من القوانين‬
‫الكرائية سواء ما تعلق منها بقواعد العالقات التعاقدية بين المكري والمكتري الواردة في القانون ‪ 1-13‬أو تلك المتعلقة‬
‫بالوجيبة الكرائية المنصوصة في القانون ‪ 10-33‬أو تلك المتعلقة بالتخفيض من مبلغ كراء األماكن المعدة للسكن لفائدة‬
‫بعض فئات المكترين الواردة في المرسوم بقانون رقم ‪.0-32-550‬‬
‫‪ -2‬ذ‪ .‬محمد شيل ‪ ،‬قراءة ميتودولوجية لصيغة الكراء المفضي إلى تملك الربع المبني لغرض السكنى في ضوء القانون‬
‫‪ 50-22‬المتعلق باإليجار المفضي إلى تملك العقار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬توثيق اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪ ،‬مداخلة ضمن ندوة " توثيق التصرفات العقارية "‬
‫المومأ لها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.050‬‬

‫‪258‬‬
‫متع القانون ‪ 50-22‬المكتري‪/‬المشتري في إطار حمايته وصيانة حقوقه في‬
‫مواجهة المضاربين والمرابين بحق إجراء تقييد احتياطي لحقوقه المترتبة له على عقد‬
‫اإليجار المفضي إلى تملك العقار في إطار إشهار العقد االبتدائي وهنا يجب التمييز‬
‫بين ما إذا كنا أمام عقار محفظ عنه إذا كنا أمام عقار غير محفظ‪.1‬‬
‫فبالنسبة للعقار المحفظ‪ ،‬أعطت المادة ‪ 5‬للمكتري حق طلب تقييد احتياطي على‬
‫الرسم العقاري بناء على عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار حتى يحفظ مؤقتا‬
‫حقوقه‪ ،‬وهكذا يتقدم المكتري بطلب للمحافظ العقاري لتسجيل هذا التقييد الذي يبقى‬
‫ساريا إلى غاية تقييد العقد النهائي الذي تعين رتبته بناء على تاريخ التقييد االحتياطي‪.‬‬
‫أما فيما يخص العقار غير المحفظ‪ ،‬فإن المادة السادسة خولت للمكتري‬
‫المشتري تسجيل نسخة من عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار بسجل خاص‬
‫ممسوك بكتابة الضبط لدى المحكمة االبتدائية التي يوجد بترابها العقار موضوع‬
‫التعامل على أن تودع النسخة المذكورة لدى نفس كتابة الضبط‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة البيع النهائي‪.‬‬


‫إذا أدى المكتري المشتري كامل الوجائب الملتزم بها‪ ،‬واستعمل فعليا حق‬
‫الخيار المخول له بموجب العقد االبتدائي‪ ،‬ترتب في ذمة المكري التزام بإبرام البيع‬
‫النهائي طبقا ألحكام المادة السادسة عشر المحيلة على المادة الرابعة حيث يتم إبرام‬
‫البيع النهائي طبقا للشكليات التي يمر بها العقد االبتدائي‪.‬‬
‫فإن أبى المكرى من إبرام البيع النهائي حق للمكتري المتملك بعد إنذاره عن‬
‫طريق رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل ومرور أجل شهر عن توصل الممتنع أن‬
‫يطلب اإلبرام النهائي عن طريق القضاء‪ ،‬فإن صدر الحكم بذلك قام هذا الحكم مقام‬
‫المحرر الرسمي لعقد البيع النهائي طبقا للمادة ‪ 03‬من القانون ‪.50-22‬‬
‫فإذا تم إبرام البيع النهائي من المؤهلين لذلك على ما شرطنا سابقا ووفق البيانات‬
‫المتطلبة كما مر أعاله‪ ،‬توجب تسجيله في السجل العقاري إذا كان واقعا على عقار‬
‫محفظ لتنتقل ملكيته بهذا التقييد ما لم يكن مقيدا احتياطيا لدى مصلحة التحفيظ العقاري‬
‫فتنتقل والحالة هاته الملكية بأثر رجعي يعود لتاريخ التقييد االحتياطي‪ ،‬أما إذا كان‬
‫العقار موضوع التعامل باإليجار المفضي إلى التملك غير محفظ وتم تسجيل العقد‬
‫االبتدائي‪ 2‬لذى كتابة ضبط المحكمة االبتدائية التابع لها هذا العقار‪ ،‬فإن الملكية تنتقل‬
‫بمجرد قيام عقد البيع النهائي على وجه صحي ‪.‬‬

‫‪ -1‬ذ‪ .‬جياللي بوحبص‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .083‬ذ‪ .‬محمد بلهاشمي التسولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.008‬‬
‫‪ -2‬أحالت المادة الرابعة من القانون ‪ 50-22‬بخصوص تعريفة إبرام عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار سواء في‬
‫صيغة العقد االبتدائي أو في صيغة البيع النهائي على صدور نص تنظيمي بذلك وهو ما لم يصدر بعد‪ ،‬مما يوحي أن‬
‫األطراف عليهم االقتداء بما ورد بخصوص توثيق بيع العقارات في طور اإلنجاز إلى حين ظهور النص المحال عليه‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬صيغة اإليجار المفضي‬
‫إلى تملك العقار في التوثيق العصري‪.‬‬
‫سبق أن عقد اإليجار المفضي إلى تملك العقار يمر بمرحلتين هامتين األولى‬
‫يص وصفها بمرحلة العقد االبتدائي وإن لم يرد تحديد واض من المشرع بهذا االسم‬
‫وإنما تستنتج على ضوء فلسفة نصوص القانون ‪ 50-22‬مضافا إليها نصوص القانون‬
‫‪ 00-22‬المدروس سابقا؛ ثم مرحلة البيع النهائي المعتبرة حاسمة في إتمام عقد اإليجار‬
‫المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬
‫وعليه سوف نسوق صيغة العقد االبتدائي المفضي إلى تملك العقار في‬
‫المطلب األول مع التعليق عليها بعد ذلك‪ ،‬على أن نخصص المطلب الثاني لعرض‬
‫صيغة للبيع النهائي لعقار موضوع اإليجار المفضي إلى التملك مع التعليق على‬
‫مضامينها أيضا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬صيغة عصرية لعقد ابتدائي‬


‫لإليجار المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬
‫نعرض في الفرع األول صيغة العقد االبتدائي لإليجار المفضي إلى تملك‬
‫العقار في التوثيق العصري بمفهوم ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬على أن نخصص الفرع‬
‫الثاني لدراسة بنية هذه الوثيقة وتعرف أهم بياناتها التي تضمنتها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬صيغة العقد االبتدائي‬


‫لإليجار المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬
‫عقـد ابتدائـي إليجار مفضي إلى‬ ‫التاريخ ‪...‬‬
‫تملك العقار طبقا للقانون ‪50-22‬‬
‫بمحضر السيد ‪ ...‬موثق بتازة والموقع أسفله تقدم‪:‬‬
‫‪-0‬السيد ‪ ..‬المزداد ‪ ...‬بتاريخ ‪ ...‬مهنته ‪ ...‬متزوج طبقا للشريعة اإلسالمية‬
‫بالسيدة ‪ ...‬المغربي الجنسية والحامل للبطاقة الوطنية عدد ‪ ...‬رمزها ‪ ...‬بتاريخ ‪...‬‬
‫المستوطن ‪...‬‬
‫كطرف مكري بائع مكن جهة‪.‬‬
‫‪ -0‬السيد ‪ ..‬المزداد ‪ ...‬بتاريخ ‪ ...‬مهنته ‪ ...‬متزوج طبقا للشريعة اإلسالمية‬
‫بالسيدة ‪ ...‬المغربي الجنسية والحامل للبطاقة الوطنية عدد ‪ ...‬رمزها ‪ ...‬بتاريخ ‪...‬‬
‫المستوطن ‪...‬‬
‫كطرف مكتري مشتري من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫فالتمسا من السيد ‪ ...‬بصفته موثقا اإلشهاد عليهما إشهادا رسميا على العقد‬
‫االبتدائي لإليجار المفضي إلى تملك العقار الجاري بينهما طبقا للقانون ‪ 50-22‬ولذلك‬
‫شهد عليهما بما يلي‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عقد ابتدائي لإليجار المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬
‫يملك السيد ‪ ...‬تحت جميع الضمانات القانونية والفعلية في هذا النوع من المعاملة‬
‫طبقا للقانون ‪ 50-22‬للسيد ‪ ...‬الذي صرح بقبوله صيغة التعاقد على الشقة رقم ‪ 8‬من‬
‫العقار المسمى " أنس" الموجود بزنقة ‪ ...‬حي ‪ ...‬رقم العمارة ‪...‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التعيين‪.‬‬
‫تتكون الشقة من ثالث غرف وصالون وحمام ومطبخ ومرفق للنظافة‪،‬‬
‫مساحتها اإلجمالية مائة وخمسون مترا مربعا‪ ،‬مسجلة بالمحافظة العقارية لتازة‪ ،‬رقم‬
‫صكها العقاري ‪...‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مدة االنتفاع‪.‬‬
‫برضا المملك والمتملك واتفاقهما معا‪ ،‬قررا إبرام عقد الكراء بينهما ينتهي‬
‫بتملك المكتري للعين المكتراة بعد عشر سنوات من تاريخ االنتفاع بالشقة المذكورة‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬الثمن‪.‬‬
‫(‬ ‫اتفق الطرفان على تحديد ثمن البيع الكلي في ثالثمائة ألف درهم‬
‫‪ 822222.22‬درهم) كثمن نهائي غير قابل للمراجعة‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬الوجيبة المركبة‪.‬‬
‫يؤدي المكتري المشتري لفائدة المكري البائع وجيبة شهرية مركبة من مناب‬
‫االنتفاع بالشقة ومناب الحق الشخصي في تملكها كما يلي‪:‬‬
‫*مناب االنتفاع بالشقة حدده الطرفان في ألف درهم ( ‪ ) 0222.22‬شهريا‪.‬‬
‫*مناب الحق الشخصي في تملك الشقة حدده الطرفان في ألف وخمسمائة‬
‫درهم (‪ 0522.22‬درهم) شهريا‪.‬‬
‫وقد اتفق الطرفان أن يكون دفع المنابين نقدا آخر كل شهر عن طريق فضيلة‬
‫األستاذ الموثق‪.‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬تسبيق األداء‪.‬‬
‫اتفق الطرفان على إمكانية تسبيق المكتري المشتري أداء الثمن جرئيا قبل‬
‫حلول الخيار طبقا لما هو منصوص في القانون ‪.50-22‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬الضمان‪.‬‬
‫أدلى المكري المملك بوثيقة تأمين الشقة محل المعاملة تحت رقم ‪ ...‬مؤرخة‬
‫في ‪ ...‬عن شركة التأمين ‪ ...‬لفائدة المشتري في حدود مبلغ ثالثمائة ألف درهم‬
‫(‪ 822222.22‬درهم)‪.‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬أصل الملكية‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫يصرح الطرفان أن أصل الملكية يرجع فيه للرسم العقاري المشار له في‬
‫الفصل الثاني من هذا العقد‪ ،‬وقد أقر البائع على نفسه أنه تملك الشقة بعقد رسمي للبيع‬
‫بتاريخ ‪ ...‬مراجعه ‪ ...‬مسجل بمصلحة المحافظة العقارية بتازة بتاريخ ‪...‬‬
‫الفصل التاسع‪ :‬التحمالت والشروط‪.‬‬
‫اتفق الطرفان على ما يلي‪:‬‬
‫‪-0‬يبتدئ انتفاع المكتري بالشقة بعد شهر من إبرام هذا العقد‪.‬‬
‫‪-0‬يلتزم المكتري بممارسة حقه في الخيار قبل ثالثة أشهر من انتهاء مدة‬
‫االنتفاع‪.‬‬
‫‪-8‬يحق للمكتري فسخ العقد في أي مرحلة من مدة االنتفاع شريطة إخبار‬
‫المكري قبل ذلك بمدة شهرين على األقل بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار‬
‫بالتوصل‪.‬‬
‫‪-0‬يحق للمكتري إجراء تقييد احتياطي لحقوقه المترتبة له بموجب هذا العقد‪.‬‬
‫‪-5‬يلتزم الطرفان بتطبيق مقتضيات القانون ‪ 50-22‬بال تعسف وال ضرر‪،‬‬
‫وعلى الخصوص ما يتعلق بااللتزامات المترتبة عليهما معا من تكاليف الصيانة‬
‫والوجيبة المركبة والتعويض عند الفسخ ومصاريف العقد وباقي التوابع‪.‬‬
‫الفصل العاشر‪ :‬تصري ‪.‬‬
‫يصرح المملك المكري أن الشقة محل التعاقد خالية من أي رهن أو حجز أو‬
‫تعرض‪.‬‬
‫الفصل الحادي عشر‪ :‬المعاينة‪.‬‬
‫قام الطرفان بالطواف على الشقة ومعاينتها والتأكد من صالحيتها لالنتفاع بها‬
‫بالسكن على الحالة التي هي عليها‪.‬‬
‫الفصل الثاني عشر‪ :‬التفويض‪.‬‬
‫يفوض الطرفان لألستاذ ‪ ...‬الموقع أسفله في التوقيعات الالزمة لتنفيذ هذا العقد‬
‫وأداء الرسوم والمستحقات المترتبة على ذلك‪.‬‬
‫الفصل الثالث عشر‪ :‬محل المخابرة والتقاضي‪.‬‬
‫يصرح الطرفان بأن محل المخابرة معهم والتقاضي عند االقتضاء يتم في‬
‫مواطنهم المذكورة صدر الوثيقة ‪.‬‬
‫الفصل الرابع عشر‪ :‬إبرام العقد النهائي‪.‬‬
‫يبرم العقد النهائي بين الطرفين لذي فضيلة األستاذ ‪ ...‬ما لم يتعذر ذلك بمجرد‬
‫أداء المكتري لكل الوجائب وممارسته حق الخيار بإتمام البيع‪.‬‬
‫الفصل الخامس عشر‪ :‬التذكير بالقوانين‪.‬‬
‫قام السيد الموثق ‪ ...‬طبقا لظهير ‪ 0‬ماي ‪0305‬م بتذكير الطرفين بالقوانين‬
‫الجارية على مثل هذا النوع من البيوع وخاصة أحكام القانون ‪ 50-22‬والمواد ‪ 033‬و‬
‫‪ 033‬و ‪ 002‬من كتاب الوعاء والتحصيل المحدث بقانون المالية لسنة ‪0221‬م والمادة‬

‫‪262‬‬
‫‪ 3‬من كتاب المساطر الجبائية المحدث بقانون المالية لسنة ‪0225‬م وبالذعائر التي قد‬
‫تفرض عليهما في حالة التملص الضريبي‪.‬‬
‫الفصل السادس عشر‪ :‬قراءة الوثيقة والتوقيع‪.‬‬
‫عين األستاذ ‪ ...‬للطرفين موعدا لقراءة الوثيقة والتوقيع عليها‪ ،‬وبعد أن حضرا‬
‫في الموعد قام فضيلته ببيان فصول العقد وشرح مقدار تحمل كل طرف‪ ،‬فاستوعباه‬
‫ووافقا عليه الموافقة التامة‪ ،‬وبذلك أمضوا التصرف ووقعوه عالمة على الرضى به‬
‫دون تحفظ‪.‬‬
‫وحرر ووقع في تازة بتاريخ ‪ ...‬وسجل ‪...‬‬
‫إمضاء السادة‪:‬‬
‫األستاذ الموثق‪ ....:‬الطرف المكري المملك‪ ...:‬الطرف المكتري المتملك‪...:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬بيانات الصيغة‪.‬‬


‫إن صيغة العقد االبتدائي لإليجار المفضي إلى تملك العقار أعاله تتفق وما‬
‫يجب تضمينه في أمثالها‪ ،‬حيث صبت في قالب قانوني بديع متألف من استهالل وهيكل‬
‫عقدي ثم سور كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االستهالل‪.‬‬
‫استوعب استهالل هذه الوثيقة المتضمنات التالية‪:‬‬
‫‪ -0‬عنوان المعاملة متمثال في عقد ابتدائي إليجار مفضي إلى تملك العقار طبقا‬
‫للقانون‪ 50-22‬وهذا من البيانات التكميلية التي ال تتوقف عليها صحة الوثيقة‪.‬‬
‫‪ -0‬تاريخ الوثيقة‪ ،‬وهو من البيانات الجوهرية التي يترتب على تخلفها‬
‫صيرورة الوثيقة عقدا عرفيا إذا تضمن توقيع الطرفين‪.‬‬
‫‪ -8‬هوية الموثق ومحل انتصابه لإلشهاد وإضفاء الرسمية‪.‬‬
‫‪ -0‬هوية طرفي المعاملة من خالل النص على أسمائهم وازديادهم ومراجع‬
‫بطاقاتهم الوطنية وغير ذلك مما هو مطلوب في تعيينهم باسمهم وعينهم‪.‬‬
‫‪ -5‬تضمين االستهالل البيان المتعلق بالتماس الطرفين اإلشهاد من الموثق‬
‫طبقا للقانون ‪ 50-22‬المنظم لعقود اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬هيكل الوثيقة‪.‬‬
‫جاء هيكل العقد حافال بالعناصر األساسية والثانوية والعرضية والقانونية‬
‫المبلورة لإليجار المفضي إلى تملك العقار‪ ،‬حيث نص الفصل األول للوثيقة على‬
‫تراضي الطرفين واتفاقهما على التعامل وفق صيغة القانون ‪ 50-22‬في مرحلتها‬

‫‪263‬‬
‫األولى الموصوفة بالعقد اإلبتدائي وذلك على شقة معينة بذاتها من خالل نص الفصل‬
‫الثاني على مرافقها ومساحتها ومراجع صكها العقاري‪.‬‬
‫وقد وردت اإلشارة في الفصل الثالث المعتبر من الهيكل إلى مدة االنتفاع‬
‫المحددة اتفاقا بعشر سنوات تبتدئ بعد شهر من التعاقد االبتدائي وفق ما جاء في‬
‫الفصل التاسع‪ ،‬فيما تحدد الثمن االتفاقي النهائي لهذه المعاملة فيما قدره ثالثمائة ألف‬
‫درهم تدفع على مائة وعشرين دفعة على مدى العشر سنوات‪.‬‬
‫أما الفصل الخامس من الوثيقة فنص على مناب االنتفاع المحدد في ألف درهم‬
‫ومناب الشراء المحدد في ألف وخمسمائة درهم بما يساوي دفعة شهرية مركبة مقدرة‬
‫في ألفين وخمسمائة درهم تدفع عن طريق األستاذ الموثق‪ ،‬بعد هذا‪ ،‬خول الفصل‬
‫السادس للمكتري المشتري إمكانية أداء الثمن جزئيا قبل حلول أجل الخيار وذلك في‬
‫تطبيق تام لمقتضيات القانون ‪ 50-22‬المتعلقة بهذا الجانب المعتبر عنصرا جوهريا‬
‫بالصحة مثل هذه العقود‪.‬‬
‫وقد تولى الفصل السابع اإلشارة إلدالء المكري بوثيقة التأمين المتعلقة بضمان‬
‫الشقة محل التعاقد لفائدة المكتري طبقا لما أوجبته المادة السابعة من القانون ‪،50-22‬‬
‫وغني عن البيان أن نطاق الضمان هنا امتد إلى كل ثمن الشقة باعتبار أن كافة‬
‫االلتزامات المتصلة بها إنما يتحدد في هذا السقف وال يتجاوزه وإن كنا أمام الضمان‬
‫العشري المفروض على المقاول‪ ،‬وفي هذا من الحماية للمتملك المكتري كمستهلك ما‬
‫يتناغم ومراعاة مصالحه‪ ،‬ورغم أن الوثيقة لم تشر إلى مدة عقد التأمين‪ ،‬فإن من‬
‫الواض أن هذه المدة تستمر إلى غاية ممارسة المكتري فعليا لخيار إتمام البيع وإبرام‬
‫العقد النهائي‪.‬‬
‫أما الفصل الثامن فنص على أصل الملكية ومراجع الصك العقاري وجهة‬
‫إصداره‪ ،‬وتولى الفصل التاسع تحديد تحمالت األطراف انطالقا من أجل تسليم منفعة‬
‫العين المكتراة للمكتري الستيفاء منفعتها مرورا بشروط ممارسة خيار الشراء أو‬
‫الفسخ وصوال إلى حق المكتري في تقييد حقوقه المتوجبة له بهذا العقد االبتدائي‬
‫احتياطيا لذى المحافظة العقارية طبقا للمادة الخامسة من القانون ‪ 50-22‬مع التزام‬
‫الطرفين باآلثار المترتبة على اإليجار المفضي إلى التملك كما هي معروفة من القانون‬
‫المنظم‪.‬‬
‫ثم جاء تصري المكري في الفصل العاشر بخلو الشقة محل التصرف من أي‬
‫تحمل سواء كان رهنا أو حجرا أو غيره‪ ،‬وقد تعرف المشتري على حالة هذه الشقة‬
‫من خالل معاينتها وفق ما جاء في الفصل الحادي عشر فتأكد من صالحيتها‬
‫لالستعمال السكني وبذلك فوض الطرفان للموثق في التوقيعات الالزمة لتنفيذ هذا العقد‬
‫بينهما وأداء المستحقات والرسوم والضرائب المتوجبة كما جاء ذلك في الفصل الثاني‬
‫عشر‪.‬‬
‫وقد تال السيد الموثق على الطرفين النصوص القانونية المحاربة للتملص‬
‫الضريبي وأعلمهما بالذعائر المترتبة على صورية الثمن‪ ،‬وفق ما هو منصوص‬
‫‪264‬‬
‫قانونا‪ ،‬وقد تأخر هذا البيان إلى غاية الفصل الخامس عشر وكان األليق تقديمه لتحافظ‬
‫الوثيقة على بنيتها الثالثية كباقي الصيغ القانونية‪ :‬استهالل فهيكل فسور‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬السور‪.‬‬
‫يعتبر الفصل الثالث عشر المحدد لمحل التخابر والتقاضي والفصل الرابع‬
‫عشر المحدد لجهة إبرام البيع النهائي من صلب عناصر السور أو الخاتمة أو قفل‬
‫الوثيقة إضافة للفصل السادس عشر المبلور لتراضي الطرفين على التعامل وفق‬
‫صيغة اإليجار المفضي إلى تملك العقار بعد أن وض لهم الموثق مقدار التزاماتهم‬
‫وحقوقهم فاستوعبوا ذلك وقبلوه وأمضوا العقد ووقعوه وهم في كامل صحتهم ورشدهم‬
‫وطوعهم‪ ،‬فوقع بجانبهم الموثق إضفاء منه للرسمية على عقدهم وإشهادا على‬
‫معاملتهم‪ ،‬وقد جاء توقيع األطراف إلى جانب الموثق منطبقا مع المقتضيات الجديدة‬
‫لتوثيق التصرفات العقارية المحكومة بالقوانين ‪50-22‬و‪ 00-22‬و‪.03-22‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صيغة البيع النهائي في‬


‫اإليجار المفضي إلى تملك العقار في‬
‫التوثيق العصري‪.‬‬
‫نتحدث هنا في فرعين‪:‬‬
‫* صيغة عصرية لبيع نهائي لإليجار المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬
‫* بيانات الصيغة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬صيغة عصرية لبيع نهائي في‬


‫اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬
‫بيع نهائي في اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪.‬‬ ‫التاريخ ‪...‬‬
‫بمحضر السيد ‪ ...‬موثق بتازة والموقع أسفله تقدم‪:‬‬
‫‪-0‬السيد ‪ " ...‬نفس التحديد السابق في العقد االبتدائي"‪.‬‬
‫كطرف بائع من جهة والموقع أسفله‪.‬‬
‫‪-0‬السيد ‪ " ...‬نفس التحديد في العقد االبتدائي"‬
‫كطرف مشتري من جهة أخرى والموقع أسفله‪.‬‬
‫فالتمسا من فضيلة األستاذ ‪ ...‬بصفته موثقا منتصبا لإلشهاد بتازة‪ ،‬اإلشهاد‬
‫رسميا بالبيع النهائي بينهما طبقا ألحكام القانون ‪ 50-22‬المنظم لإليجار المفضي إلى‬
‫تملك العقار‪ ،‬ولذلك شهد عليهما بما يلي‪:‬‬

‫‪265‬‬
‫الفصل األول‪ :‬بيع نهائي طبقا للقانون ‪.50-22‬‬
‫يملك السيد ‪ ..‬تحت جميع الضمانات القانونية والفعلية في هذا النوع من البيوع‬
‫طبقا للقانون ‪ 50-22‬للسيد ‪ ...‬الذي صرح بقبوله الشقة رقم ‪ 8‬من العقار المسمى "‬
‫أنس" الموجود بزنقة ‪ ...‬حي ‪ ...‬رقم العمارة ‪ ...‬الحامل للرسم العقاري عدد ‪...‬‬
‫الصادر عن المحافظة العقارية بتازة بتاريخ ‪ ....‬كما هي محددة في العقد االبتدائي‬
‫المبرم بين الطرفين من طرفنا بتاريخ ‪...‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إبرام العقد النهائي‬
‫بعد أداء المشتري‪/‬المكتري كافة الوجائب المركبة طبقا لما ورد في العقد‬
‫االبتدائي المحرر بتاريخ ‪ ...‬المومأ له؛‬
‫وبعد اختيار المكتري إلتمام التعاقد النهائي طبقا للقانون ‪ 50-22‬وللعقد‬
‫االبتدائي؛‬
‫وبعد اتفاق الطرفين على إلغاء التقييد االحتياطي الذي كان لفائدة المشتري؛‬
‫وبرضى الطرفين‪ ،‬قررا إبرام العقد النهائي لإليجار المفضي إلى تملك العقار‬
‫الجاري بينهما على الشقة محل التصرف‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬تسجيل العقد النهائي‪.‬‬
‫يطلب الطرفان من السيد المحافظ على األمالك العقارية بتازة تسجيل عقد‬
‫البيع النهائي الجاري بينهما بالسجل العقاري عدد ‪ ..‬وتسليم نسخة منه للمشتري خالية‬
‫من أي التزام سواء كان رهنا أو حجزا أو غيره‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التفويض‪.‬‬
‫يفوض الطرفان الموثق‪ ...‬الموقع أسفله في التوقيعات الالزمة لتنفيذ هذا العقد‬
‫وطلب جميع الرخص اإلدارية لذلك وأداء كافة المستحقات‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬محل المخابرة والتقاضي‪.‬‬
‫يصرح الطرفان أن محل مخابرتهم لم يطرأ عليها أي تغيير‪.‬‬
‫وحرر ووقع في تازة بتاريخ ‪ .....‬وسجل ‪....‬‬
‫إمضاء السادة‪:‬‬
‫الطرف المشتري ‪...‬‬ ‫الطرف البائع ‪...‬‬ ‫الموثق ‪...‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬بيانات الصيغة‪.‬‬
‫اقتصرت صيغة البيع النهائي للشقة محل التعامل بصيغة اإليجار المفضي إلى‬
‫تملك العقار على الضروري من البيانات تاركة الباقي لما هو مضمن في العقد‬
‫االبتدائي المستمر في إنشاء آثاره‪ .‬وهكذا ورد النص في مطلع الصيغة على هوية‬
‫األطراف والموثق وتاريخ العقد النهائي وعلى التماس األطراف من الموثق إضفاء‬
‫الرسمية على تعاقدهم النهائي‪.‬‬
‫وجاء الفصل األول مبرزا موضوع المعاملة ومراجع محلها‪ ،‬بينما سطر‬
‫الفصل الثاني حيثيات إبرام العقد النهائي بعدما سدد المكتري كل الوجائب المستحقة‬
‫‪266‬‬
‫عليه‪ ،‬وبعدما مارس حقه في الخيار وقرر المضي في إتمام العقد طبقا للقانون‬
‫‪ ،22.50‬وبعدما اتفق الطرفان على إلغاء التقييد االحتياطي المسجل لفائدة المشتري‪.‬‬
‫فيماتضمن الفصل الثالث طلب الطرفين من السيد المحافظ تسجيل عقد البيع النهائي‬
‫الجاري بينهما وتضمين اسم المشتري بصفته مالكا للشقة في سجلها العقاري وتسليم‬
‫نسخة منه لصاحبها الجديد خالية من أي التزام أو تحمل‪.‬‬
‫ثم ختمت صيغة البيع النهائي هذه بتفويض األطراف لفضيلة األستاذ الموثق في‬
‫القيام بكل ما من شأنه تنفيذ هذا العقد بما في ذلك كافة اإلجراءات اإلدارية الالزمة مع‬
‫تأكيد الفصل الخامس على نفي محالت التخابر والتقاضي المصدرة بها الوثيقة‪ ،‬ليأتي‬
‫التوقيع في النهاية داللة على إمضاء التصرف وإتمام المعاملة طبقا للقانون ‪50-22‬‬
‫الذي يلزم توقيع األطراف والموثق على حد سواء أسفل العقد المكرس لصيغة‬
‫اإليجارالمفضي إلى تملك العقار في صيغته االبتدائية والنهائية‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫الخاتمـة‬
‫إن دراسة ظهير‪ 0‬مايو ‪0305‬م هي في الحقيقة بالنسبة لي استشراف لمجال‬
‫جديد وخوض في حقل بكر لم تمسسه الكتابات بعد‪ ،‬رغم مرور ما يقارب القرن من‬
‫الزمان على صدروه وانتماء طائفة عظيمة من رجال القانون إلى مجاله كمهنة قانونية‬
‫قضائية منظمة هدفها ضبط التعاقدات ومعامالت الناس في إطار من االستقرار‬
‫والطمأنينة‪.‬‬
‫فظهير التوثيق العصري رغم تآكل نصوصه القانونية وتقادم مضامينها‬
‫وتخلفها عن ركب التطور القانوني الذي يعرفه المغرب على كل األصعدة ما يزال‬
‫العمل ساريا ببعض نصوصه‪ ،‬غير أن المنتسبين للقطاع يخضعون في األغلب األعم‬
‫أثناء القيام بواجبهم لمجموعة من األعراف العملية للمهنة أكثر منه ألحكام الظهير‬
‫المتهالك‪.‬‬
‫وعليه يمكن رصد وجوه القصور في هذا الظهير في ما يلي‪:‬‬
‫* قصور مقتضيات قانون التوثيق العصري وتقادم نصوصه بشكل يجعلها ال تساير‬
‫التطور االقتصادي واالجتماعي والقانوني الذي يعرفه المغرب‪.‬‬
‫* وجود مضامين تحيل على حقبة االستعمار‪.‬‬
‫* اإلحالة على القانون األجنبي وبالضبط على مقتضيات القانون الفرنسي‪.‬‬
‫* تعارض مضامين ظهير ‪ 0‬مايو ‪0305‬م مع قوانين المملكة ونظامها العام ويمكن‬
‫رصد هذا التناقض على عدة مستويات‪:‬‬
‫أـ تناقض ظهير ‪ 0‬مايو مع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فبالرجوع إلى الفصل ‪ 00‬من‬
‫الظهير نجده ينص على أنه ال يشترط لصحة الوثائق مساعدة موثق ثان وفي هذا ما‬
‫فيه من المخالفة الصريحة ألحكام التوثيق اإلسالمي الذي يعتد بالتلقي الثنائي بدال من‬
‫التلقي االنفرادي‪ ،‬ثم إن الموثق العصري يتلقى رسوم االعتراف باألوالد غير‬
‫الشرعيين بما يشكله ذلك من مخالفة صريحة ألحكام اإلسالم في هذا الجانب‪.‬‬
‫ب ـ تناقض ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬مع دستور المملكة‪ ،‬حيث جعل الفرنسية لغة‬
‫كتابة العقود مع أن الدستور ينص في ديباجته على أن العربية هي اللغة الرسمية‬
‫للبالد‪ ،‬وهو بهذا المقتضى يناقض ظهير ‪ 01‬يناير ‪ 0315‬المعروف بقانون التعريب‬
‫والتوحيد والمغربة‪.‬‬
‫ج ـ تناقض ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬مع قانون الوظيفة العمومية‪ ،‬حيث اعتبر في‬
‫فصله األول الموثق العصري موظفا عموميا وهو وصف يتعارض مع تعريف‬
‫الموظف العمومي في الفصل الثاني من ظهير ‪ 0353/20/0‬للوظيفة العمومية الذي‬

‫‪268‬‬
‫يعتبر موظفا عموميا كل شخص معين في وظيفة قارة ومرسم في إحدى رتب السلم‬
‫الخاص بأسالك اإلدارة وهذا كله ال ينطبق على حال الموثق العصري‪.‬‬
‫دـ تناقض ظهير التوثيق العصري مع التنظيم القضائي للمملكة‪ ،‬حيث ينص‬
‫فصله األول على أنه " ينشأ موظفون عموميون فرنسيون بدائرة المحكمة االستئنافية‬
‫بالرباط يطلق عليهم لقب موثقين " وهذا المقتضى ال يتماشى وظهير ‪ 05‬يوليوز‬
‫‪ 0310‬المتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة حيث أضحت محاكم االستئناف بالمغرب‬
‫أربعة وعشرين محكمة استئنافية‪.‬‬
‫والواقع أن هذه التناقضات بين ظهير رابع مايو ‪0305‬م وباقي قوانين المملكة‬
‫تفضي إلى نتائج سلبية أهمها‪:‬‬
‫* تشوه الجسم القانوني المغربي واختالل االنسجام الواجب تحققه في أمثاله‪.‬‬
‫* عدم مسايرة ظهير رابع مايو‪0305‬م للواقع القانوني المغربي‪.‬‬
‫* استعارة القوانين األجنبية بشكل ال يراعي خصوصية المغرب وتقاليده‪.‬‬
‫والمالحظ أن التوثيق العصري أصب رافعة للتنمية المستدامة وضمانة أساسية‬
‫للمبادرة الخالقة التي تهدف إلى تطوير االقتصاد‪ ،‬خاصة بعد صدور القوانين العقارية‬
‫الثالثة ‪ 50-22‬و ‪ 03-22‬و‪ 00-22‬وإعطائها الموثق العصري أدوارا طالئعية في‬
‫توثيق التصرفات المحكومة بهذه القوانين‪.‬‬
‫ووعيا منها بخطورة ما يثيره تقادم نصوص ظهير التوثيق العصري من‬
‫مشاكل على مستوى الواقع العملي للتوثيق عملت وزارة العدل على إعداد مشروع‬
‫قانون آخر للتوثيق تحت رقم ‪ 80.23‬حاول تجاوز عيوب ظهير رابع مايو ‪0305‬م مع‬
‫مراعاة متطلبات المهنيين‪ ،‬وقد جاء في ‪ 088‬مادة‪.‬‬
‫ونحن إذ نثمن للوزارة صنيعها ال يسعنا إال دعوتها إلعادة النظر في مشروعها‬
‫في اتجاه إيجاد قانون موحد للتوثيقين العصري والعدلي يراعي الخصوصية المغربية‬
‫ويستجيب لتطلعات الفاعلين في القطاع عوضا عن االحتفاظ بثنائية العصري‪/‬التقليدي‬
‫التي كان االستعمار وراء بلورتها لبث التناقض والفرقة بين المغاربة حتى يسهل عليه‬
‫حكمهم وإخضاعهم‪.‬‬
‫والحمد هلل رب العالمين‬
‫وكتبه الفقير إلي لطف ورحمة ربه‬
‫عبد المجيد ابن الحاج العربي بوكير‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫حسب الترتيب األلف بائي‬

‫‪ ‬القرآن الكريم برواية ورش عن نافع‪.‬‬

‫*كتب ومقاالت بالعربية‬


‫‪-‬أ–‬
‫‪ ‬إبراهيم أحطاب‪ ،‬التزامات العدول والموثقين في قانون التسجيل الجديد‪ ،‬ضمن ندوة‬
‫مراكش حول توثيق التصرفات العقارية‪.‬‬
‫‪ ‬إبراهيم زعيم ومحمد فركت‪ ،‬وكالة الخصام‪ ،‬المحاماة‪ ،‬نصوص واجتهادات‬
‫‪ ،0353-0308‬ط‪0330.‬م‪ ،‬مطبعة الفن التاسع‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬إبراهيم فكري‪ ،‬تمام بيع العقار وما يترتب عليه من حقوق وأشياء في قانون‬
‫االلتزامات والعقود والتوثيق العصري والتوثيق العدلي والعقود العرفية في نظر قضاء‬
‫األصل واالجتهاد القضائي وآراء الفقه الحديث‪ ،‬مقال منشور ضمن أعمال ندوة توثيق‬
‫التصرفات العقارية‪.‬‬
‫‪ ‬أحمد باكو‪ ،‬من األولويات المنسية في إصالح القضاء تعريب التشريع والتوثيق‪:‬‬
‫ازدواج النص القانوني خرق للسيادة الوطنية وتعويق لسير القضاء‪ ،‬مداخلة في األيام‬
‫الدراسية حول قانون األعمال التي نظمتها هيئة المحامين بالدار البيضاء أيام ‪-01‬‬
‫‪ 03-03‬أبريل ‪0333‬م(مقال خاص)‪.‬‬
‫‪ ‬أحمد خليفة شرقاوي أحمد‪ ،‬القوة التنفيذية للمحررات الموثقة بين الفقه اإلسالمي‬
‫والقانون الوضعي‪ ،‬ط‪ ،0221 .‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬مصر‪.‬‬
‫‪ ‬أحمد الخمليشي‪ ،‬المسؤولية المدنية لألبوين عن أبنائهما القاصرين‪،‬‬
‫ط‪0020/0‬هـ‪0330‬م‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬أحمد شوقي محمد عبد الرحمن‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪ :‬أحكام االلتزام واإلثبات‬
‫في الفقه وقضاء النقض‪ ،‬ط ‪ 0220‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ ‬أحمد ابن عرضون الشفشاوني‪ ،‬الالئق لمعلم الوثائق‪ ،‬طبعة تطوان(بدون)‪.‬‬
‫‪ ‬أحمد أبو العال‪ ،‬مبادئ التوثيق العصري‪ ،‬ط‪0001/0 :‬هـ‪0221‬م‪ ،‬مطبعة الخليج‬
‫العربي‪ ،‬تطوان‪.‬‬
‫‪ ‬أحمد الغازي الحسيني‪ ،‬التدريب على تحرير الوثائق العدلية‪ ،‬ط‪ ،0313/0.‬مطبعة‬
‫األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬المغرب‪.‬‬
‫‪ ‬أحمد نشأت‪ ،‬رسالة اإلثبات‪ ،‬ط ‪(1‬بدون)‪.‬‬
‫‪ ‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬التعليق على نصوص قانون اإلثبات‪ ،‬ط ‪ ،0331 / ،8‬منشأة‬
‫المعارف القاهرة‪.‬‬
‫‪ ‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬أصول القانون‪ ،‬ط‪0830/0‬هـ ‪0310‬م(بدون)‬
‫‪270‬‬
‫‪ ‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬القانون القضائي الخاص‪،‬منشورات كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية بمراكش ط‪0021/0‬هـ‪.‬‬
‫‪ ‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬وسائل اإلثبات في التشريع المغربي‪ ،‬ط ‪ 0020‬هـ‬
‫‪ 0330‬م‪ ،‬منشورات كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪.‬‬
‫‪ ‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬الوسيط في شرح المسطرة المدنية (القانون القضائي‬
‫الخاص وفق آخر التعديالت)‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬أنور سلطان‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ط ‪ ،0225‬دار الجامعة‬
‫الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ ‬إيمان مامون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني وإثباته‪ ،‬ط‪ ،0223/‬دار الجامعة‬
‫الجديدة اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ ‬إيلي مالكا‪ ،‬تاريخ القضاء العبري والقضاء اإلسرائيلي بالمغرب‪ ،‬مقال منشور‬
‫بمجلة القضاء والقانون‪ ،‬ع ‪.01-01-05‬‬
‫ـبـ‬
‫‪ ‬البشير الباجي‪ ،‬االجتهاد القضائي في ميدان المحاماة‪ ،‬ط‪ ،0330/0‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬أبو بكر بن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪0351/I‬م‪.‬‬
‫‪ ‬بوعبيد عباسي‪ ،‬االلتزام باإلعالم في العقود‪ :‬دراسة في حماية المتعاقد والمستهلك‪،‬‬
‫ط‪0223/0‬م‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪.‬‬
‫ـتـ‬
‫‪ ‬توفيق حسن فرج‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ط‪0228 ،‬م‪،‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪.‬‬
‫ـجـ‬
‫‪ ‬جياللي بوحبص‪ ،‬اإلشكاليات القانونية المتعلقة ببيع العقارات في طور اإلنجاز‪،‬‬
‫مقال منشور بمجلة القانون المغربي ‪ ،REDMAR‬العدد ‪ 3‬دجنبر ‪0225‬م‪.‬‬
‫‪ ‬جياللي بوحبص‪ ،‬عقد اإليجار المفضي إلى التملك بين قانون رقم ‪ 50-22‬وقانون‬
‫االلتزامات والعقود‪ ،‬مقال منشور بمجلة القانون المغربي ‪ ،REDMAR‬العدد ‪،02‬‬
‫شتنير ‪0221‬م‪.‬‬
‫‪ ‬جيهان بونبات‪ ،‬اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪ ،‬دراسة في ضوء القانون‬
‫‪ ،50.22‬ط‪0221-0221/0‬م‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪.‬‬
‫ـحـ‬
‫‪ ‬حاييم الزعفراني‪ ،‬ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب‪ ،‬ط ‪ ،0331/0‬ترجمة‪ :‬أحمد‬
‫شحالن وعبدالغني أبو العزم‪ ،‬مطبعة دار قرطبة‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬حسن البكري‪ ،‬األمية وأثرها على االلتزام في التشريع المدني المغربي‪ :‬نظرية‬
‫وتطبيق‪ ،‬ط‪0002/0‬هـ‪0222‬م‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ ،‬سطات‪ ،‬المغرب‪.‬‬
‫‪ ‬الحسن الثاني(الملك)‪ ،‬التحدي‪ ،‬ط ‪ ،0338/0‬المطبعة الملكية‪.‬‬
‫‪271‬‬
‫‪ ‬حسين الصفريوي‪ ،‬الوجيز في القانون الخاص التوثيقي بالمغرب‪ ،‬ط‪،0333/‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬حسين الصفريوي ‪ ،‬الوجيز في قانون وظيفة التوثيق العصري‪-‬العدلي بالمغرب‪،‬‬
‫سلسلة الدراسات التوثيقية‪/00‬سلسلة الدراسات القانونية‪ ،00‬ط‪ ،0333:‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة‪،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫ـخـ‬
‫‪ ‬خالد حمدي عبد الرحمن‪ ،‬التعبير عن اإلرادة في العقد اإللكتروني‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪0225.‬م‪.‬‬
‫‪ ‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني في ضوء التشريعات‬
‫العربية واالتفاقيات الدولية‪ ،‬ط‪ ،0221.‬دار الجامعة الجديدة‪-‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ ‬خديجة عليموسي‪ ،‬الموثقون متخوفون من الصالحيات الممنوحة للنيابة العامة في‬
‫مشروعهم الجديد‪ ،‬جريدة المساء المغربية‪ ،‬العدد ‪ ،310‬بتاريخ ‪0223/21/23‬م‪.‬‬
‫ـرـ‬
‫‪ ‬رجاء ناجي‪ ،‬مدخل للعلوم القانونية‪ /‬الجزء األول‪ :‬نظرية القانون‪ ،‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫ـعـ‬
‫‪ ‬عبد الحق صافي‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬دراسة في قانون االلتزامات والعقود وفي القوانين‬
‫الخاصة‪ ،‬ط‪0333/0‬م‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الحق صافي‪ ،‬الملكية المشتركة للعمارات والدور المقسمة إلى شقق أو طبقات‬
‫أو محالت‪ ،‬شرح لنصوص ظهير ‪ 8‬أكتوبر ‪ ،0220‬ط‪0001 /0‬هـ‪0225‬م‪ ،‬مطبعة‬
‫النجاح الجديدة‪ ،‬البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الحميد أخريف‪ ،‬عقود االستهالك‪ :‬البيع في الموطن ‪ -‬التعاقد عن بعد ‪ -‬العقد‬
‫اإللكتروني‪ ،‬ط‪0221/‬م‪ ،‬مطبعة أميمة‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬التعليق الموضوعي على قانون اإلثبات‪ ،‬ط‪ ،0220 .‬منشأة‬
‫المعارف اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الرحمن بلعكيد‪ ،‬وثيقة البيع بين النظر والعمل‪ ،‬ط‪0220/ III :‬م‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬ط ‪ ،0351‬دار النشر‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ط ‪،0222‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الرزاق وورقية‪ ،‬مدخل إلى علم التوثيق في المذهب المالكي‪ ،‬ط ‪،0225‬‬
‫مطبعة آنفوبرانت‪ ،‬فاس‪.‬‬
‫‪ ‬عبد السالم بلهاشمي التسولي‪ ،‬المحامي وتحرير العقود‪ ،‬ط ‪ 0001 – 0‬هـ‬
‫‪0221‬م‪ ،‬سلسلة القانون في خدمة المجتمع (‪ ،)08‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪.‬‬
‫‪ ‬عبد السالم العسري‪ ،‬إتحاف الطالب والعدل الموثق بالصيغ وفقه الوثائق‪،‬‬
‫ط‪0223/0‬م‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬المغرب‪.‬‬
‫‪272‬‬
‫‪ ‬عبد السالم العسري‪ ،‬شهادة الشهود في القضاء اإلسالمي‪ :‬دراسة تاريخية فقهية‬
‫مقارنة مع بيان ما جرى به العمل لدى الشهود العدول الموثقين وقضاة التوثيق‬
‫بالمغرب‪ ،‬ط‪0221/0‬م‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬عبد القادر لشقر‪ ،‬إشكالية تمتع الموثق العصري بصفة الموظف العمومي‪ ،‬مقال‬
‫شارك به في أعمال الندوة الوطنية حول "التوثيق المغربي ‪:‬واقع وآفاق" نظمها مسلك‬
‫القانون الخاص بالكلية متعددة التخصصات بتازة‪ ،‬يومي ‪ 00‬و ‪ 05‬أبريل ‪0223‬م‪،‬‬
‫(أعمال الندوة في طور النشر)‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الكريم شهبون‪ ،‬الشافي في شرح قانون االلتزامات والعقود المغربي‪،‬‬
‫ط‪0003/0.‬هـ‪0333‬م‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الكتاب األول‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬التنظيم القضائي المغربي دراسة عملية‪ ،...‬ط‪0221/0.‬م‪،‬‬
‫المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬توثيق اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪ ،‬مداخلة ضمن ندوة "‬
‫توثيق التصرفات العقارية " المومأ لها‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الكريم كريش‪ ،‬محاضرات أعدها لطلبة اإلجازة في القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫عبد الملك السعدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬طنجة(بدون)‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الكريم مستعد‪ ،‬الحماية التشريعية للمشتري من خالل القانونين ‪ 00-22‬و ‪-22‬‬
‫‪ ،50‬بحث تكتمل به الوحدات الواجب استيفاؤها لنيل دبلوم الماستر في الدراسة‬
‫الميتودولوجية لقانون االلتزام التعاقدي والعقار‪ ،‬الفوج األول ‪0223-0221‬م‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪0223-0221‬م‪ ،‬رسالة مرقونة‪.‬‬
‫‪ ‬عبدهللا أحمد عبدهللا غرايبة‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في التشريع المعاصر‪،‬‬
‫ط‪0003/0‬هـ ‪0223‬م‪ ،‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ ‬عبد المجيد بوكير‪ ،‬أصول التوثيق العصري المغربي‪ ،‬مقال منشور بمجلة الملف‪،‬‬
‫العدد ‪ ،00‬أكتوبر ‪0221‬م‪.‬‬
‫‪ ‬عبد المنعم فرج الصدة‪ ،‬اإلثبات في المواد المدنية‪ ،‬ط‪0335‬م‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ ‬عبد المنعم فرج الصدة‪ ،‬نظرية العقد في قوانين البالد العربية‪ ،‬ط‪0330‬م‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬المبادئ العامة للقانون الجنائي‪ ،‬ط‪0333.‬م‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الوهاب عرفة(السيد )‪ ،‬الوسيط في التوثيق‪ ،‬ط‪ 0225/0‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ ‬العربي جنان‪ ،‬التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية (القانون المغربي رقم‬
‫‪ :)25.58‬دراسة تحليلية نقدية‪ ،‬ط‪0223/0‬م‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪،‬‬
‫المغرب‪.‬‬
‫‪ ‬عزالدين الديناصوري ود‪ .‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬المسئولية الجنائية في قانون‬
‫العقوبات واإلجراءات الجنائية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬مصر(بدون)‪.‬‬
‫‪273‬‬
‫‪ ‬عز الدين الماحي‪ ،‬مظاهر التقاطع والتكامل بين ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 0305‬المنظم لمهنة‬
‫التوثيق العصري وبعض القوانين الوضعية‪ ،‬مجلة الملف‪ ،‬عدد ‪ ،1‬أكتوبر ‪.0225‬‬
‫‪ ‬عالء محمد نصيرات‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات(دراسة مقارنة)‪،‬‬
‫ط‪0225/0.‬م‪ ،‬اإلصدار األول‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن (رسالة‬
‫ماجستير)‪.‬‬
‫‪ ‬العلمي الحراق‪ ،‬التوثيق العدلي بين الفقه المالكي والتقنين المغربي وتطبيقاته في‬
‫مدونة األسرة‪ ،‬ط ‪ ،0225/0‬مطبعة دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬علي الرام‪ ،‬بيع العقار في طور البناء على ضوء أحكام القانون المغربي‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل الدكتوراه في قانون األعمال‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة ‪0000‬هـ ‪0220‬م (رسالة مرقونة)‪.‬‬
‫‪ ‬علي الصقلي‪ ،‬المدخل لدراسة القانون‪ ،‬ط‪0333-0333/0‬م‪،‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬
‫الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬عيسى غسان ربضي‪ ،‬القواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬ط‪0082/0‬هـ‪0223‬م‪،‬‬
‫اإلصدار األول‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن(رسالة دكتوراه)‪.‬‬
‫ـفـ‬
‫‪ ‬فريد وسي‪ ،‬قانون التوثيق العصري بين الواقع والترقب‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫الملف‪ ،‬العدد ‪ ،1‬أكتوبر ‪0225‬م‪.‬‬
‫ـسـ‬
‫‪ ‬سعيد كوكبي‪ ،‬اإلثبات وسلطة القاضي في الميدان المدني‪ :‬دراسة بين الفقه‬
‫اإلسالمي والقانون المغربي‪ ،‬ط‪0225‬م‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬سليمان مرقس‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني‪،‬ط‪ ،0330/5‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ ‬سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬أحكام االلتزام واإلثبات‪ ،‬ط ‪0225‬م‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫ـطـ‬
‫‪ ‬الطيب بن لمقدم‪ ،‬المحاماة في مبادئ األحكام والقرارات القضائية‪،‬‬
‫ط‪0000/0‬هـ‪0330‬م‪ ،‬الشركة المغربية للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬الطيب محمد عمر‪ ،‬قراءة في التعديل الجديد للفصل ‪ 11‬من قانون المسطرة‬
‫الجنائية ‪ ،‬جريدة االتحاد االشتراكي‪ ،‬بتاريخ ‪ 08‬فبراير ‪0330‬م ‪.‬‬
‫ـلـ‬
‫‪ ‬لمياء الفركاتي‪ ،‬توثيق المعامالت العقارية في المحررات الرسمية‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد األول‪/‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية بوجدة‪ ،‬السنة الجامعية‪0221/0221 :‬م‪.‬‬
‫‪ ‬لورنس محمد عبيدات‪ ،‬إثبات المحرر اإللكتروني‪ ،‬ط‪/0.‬اإلصدار‬
‫الثاني‪0082،‬هـ‪0223‬م‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر (رسالة دكتوراه من معهد‬
‫البحوث والدراسات العربية‪ ،‬مصر)‪.‬‬
‫‪274‬‬
‫ـمـ‬
‫‪ ‬مامون الكزبري‪ ،‬التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية‪ ،‬مطبعة‬
‫النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء(بدون)‪.‬‬
‫‪ ‬محمد أخياط‪ ،‬بعض التحديات التي تثيرها التجارة اإللكترونية‪ ،‬مقال منشور في‬
‫مجلة اإلشعاع الصادرة عن هيئة المحامين بالقنيطرة‪ ،‬العدد ‪ ،05‬السنة ‪0220‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد أوزيان‪ ،‬لماذا اإلصرار على إقصاء مفتشي األمالك المخزنية من ممارسة‬
‫مهنة التوثيق؟ مقال منشور بجريدة العلم ليوم األربعاء ‪ 05‬أبريل ‪0223‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد بوجيدة‪ ،‬ممارسة اختصاصي اإلشهاد على صحة اإلمضاءات ومطابقة‬
‫النسخ ألصولها‪ ،‬سلسلة المرشد اإلداري‪ ،‬وراقة مكتبة مدغشقر(بدون)‪.‬‬
‫‪ ‬محمد بونبات‪ ،‬بيع العقارات في طور اإلنجاز‪ ،‬ط‪ ،0228/0‬سلسلة آفاق القانون‪3‬‬
‫سنة‪ ،0220‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪.‬‬
‫‪ ‬محمد بونبات‪ ،‬قوانين التحفيظ والتسجيل والتجزئة العقارية‪ ،‬منشورات كلية‬
‫الحقوق بمراكش‪ ،‬العدد ‪ ،00‬السنة ‪0331‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد بونبات‪ ،‬نظام الملكية المشتركة للعقارات المبنية‪ ،‬دراسة في ضوء القانون‬
‫‪ ،03-22‬ط ‪ ،0228/‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪.‬‬
‫‪ ‬محمد جميل بن مبارك‪ ،‬التوثيق واإلثبات بالكتابة في الفقه اإلسالمي والقانون‬
‫الوضعي‪ ،‬ط‪0000/0.‬هـ‪0222‬م‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬المغرب‪.‬‬
‫‪ ‬محمد حسن قاسم‪ ،‬أصول اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬ط ‪،0228‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الحياني‪ ،‬في نظام التحفيظ العقاري المغربي‪ ،‬ط‪0005/0.‬هـ‪0220‬م‪ ،‬مؤسسة‬
‫النخلة للكتاب‪ ،‬وجدة‪.‬‬
‫‪ ‬محمد خيري‪ ،‬التعاقد في الميدان العقاري‪ ،‬مقال منشور في المجلة المغربية لقانون‬
‫واقتصاد التنمية‪ ،‬الصادرة عن كلية الحقوق‪/‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،00‬السنة ‪0331‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد خيري‪ ،‬تعميم رسمية التصرفات العقارية رهين بتحديث القوانين المنظمة‬
‫للتوثيق‪ ،‬مقال شارك به في ندوة "توثيق التصرفات العقارية"‪ ،‬منشور بسلسلة الندوات‬
‫واأليام الدراسية العدد ‪ ،08‬منشورات كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪،‬‬
‫ط‪0225/0 :‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد خيري‪ ،‬حماية الملكية العقارية نظام التحفيظ العقاري بالمغرب‪ ،‬ط‪0220‬م‪،‬‬
‫دار نشر المعرفة‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬محمد خيري‪ ،‬مهنة تحرير العقود بين التنظيم واإلطالق‪ ،‬مقال شارك به في ندوة‬
‫"المهن القانونية الحرة" التي نظمتها كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪/‬‬
‫جامعة الحسن الثاني‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬بتاريخ ‪ 00-08‬نوفمبر ‪0332‬م‪ ،‬منشور ضمن‬
‫أعمال الندوة بالمجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية‪ ،‬عدد‪ 05‬سنة ‪0330‬م‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫‪ ‬محمد الربيعي‪ ،‬األحكام الخاصة بالموثقين والمحررات الصادرة عنهم دراسة على‬
‫ضوء التوثيق العدلي والتوثيق العصري‪ ،‬ط‪0223/0.‬م‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪،‬‬
‫مراكش‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الربيعي‪ ،‬التزام الموثق بإرشاد الزبون ونصحه‪ ،‬مقال منشور بمجلة أمالك‪،‬‬
‫العدد الثاني‪ ،‬السنة ‪0221‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الربيعي‪ ،‬بعض تجليات القصور التشريعي في المحررات العرفية‪ ،‬مقال‬
‫منشور في مجلة الملف‪ ،‬مغربية قانونية نصف سنوية‪ ،‬العدد‪ ،00‬مارس ‪0223‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الربيعي‪ ،‬حماية السر المهني في مجال التوثيق‪ ،‬مقال منشور بمجلة اإلشعاع‬
‫الصادرة عن هيئة المحامين بالقنيطرة‪ ،‬العدد ‪ ،88‬السنة ‪0223‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في اإلثبات في التشريع المغربي‪،‬‬
‫رسالة جامعية لنيل دبلوم الدراسات الجامعية العليا في القانون الخاص‪-‬كلية الحقوق‬
‫بالدار البيضاء‪ -‬السنة الجامعية ‪0333/0331‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الشتوي‪ ،‬المعين في التوثيق وفق الضوابط المنظمة لخطة العدالة‪،‬‬
‫ط‪ ،0220/0‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪.‬‬
‫‪ ‬محمد شيل ‪ ،‬تأويل العقود في قانون االلتزامات والعقود المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬أكدال‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪0331-0335 :‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد شيل ‪ ،‬قراءة ميتودولوجية لصيغة الكراء المفضي إلى تملك الربع المبني‬
‫لغرض السكنى في ضوء القانون رقم ‪ 50-22‬المتعلق باإليجار المفضي إلى تملك‬
‫العقار‪ ،‬مقال شارك به في ندوة توثيق التصرفات العقارية بمراكش بتاريخ ‪ 00‬و ‪00‬‬
‫فبراير ‪0225‬م‪ ،‬منشورات كلية الحقوق‪ ،‬مراكش‪.‬‬
‫‪ ‬محمد شيل ‪ ،‬المحاضرة الخاصة ببيع العقار في طور اإلنجاز المنظم بالقانون ‪-22‬‬
‫‪ 00‬المضاف كفرع رابع إلى آخر أحكام البيع في ق‪ .‬ل‪ .‬ع‪ ،‬لطلبة الفصل الخامس من‬
‫مسلك القانون الخاص بكلية الحقوق بفاس برسم سنة ‪0221-0225‬م (بدون)‪.‬‬
‫‪ ‬محمد شيل ‪ ،‬مرشد الحيران إلى الفهم المحمود بفك القيود عن نكت أحكام البيع‬
‫المنضود في القانون المغربي لاللتزامات والعقود‪ ،‬ط ‪ ،0333 / 0‬مطبعة أنفوبرانت‪،‬‬
‫فاس‪.‬‬
‫‪ ‬محمد أبو عبدة‪ ،‬التعريب ومشاكله‪ ،‬ط‪0330.‬م‪ ،‬معهد الدراسات واألبحاث‬
‫للتعريب‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬محمد العربي لعبيدي‪ ،‬العقود التمهيدية بين القانون والممارسة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫ماستر القضاء والتوثيق‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬جامعة القرويين‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة ‪-0003‬‬
‫‪0082‬هـ‪0223-0223/‬م‪ ،‬رسالة مرقونة‪.‬‬
‫‪ ‬محمد كبوري‪ ،‬توثيق المعامالت الواردة على العقار المحفظ في المحررات‬
‫العرفية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪/‬وحدة قانون‬

‫‪276‬‬
‫العقود والعقار‪ ،‬جامعة محمد األول‪/‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪0220-0228‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الكشبور‪ ،‬بيع العقار بين الرضائية والشكل‪ ،‬سلسلة الدراسات القانونية‬
‫المعاصرة‪ ،‬العدد ‪ ،0‬ط‪0331/0‬م‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الكشبور‪ ،‬تقديم رسالة‪ ،‬المجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية‪ ،‬عدد ‪03‬‬
‫سنة ‪0333‬م‪ ،‬تصدرها جامعة الحسن الثاني كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الكشبور‪ ،‬رقابة المجلس األعلى على محاكم الموضوع في المواد المدنية‪:‬‬
‫محاولة للتمييز بين الواقع والقانون‪ ،‬ط‪0000/0‬هـ‪0220‬م‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬
‫الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الكشبور‪ ،‬ازواجية لغة النص التشريعي وأثرها على القضاء‪ ،‬مداخلة في‬
‫ندوة‪" :‬القضاء بالمغرب واقع وآفاق"‪ ،‬نظمتها كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية بجامعة سيدي محمد بن عبد هللا بفاس‪ ،‬يومي ‪/05-00‬نوفمبر‪0333/‬م‪،‬‬
‫منشورة أعمالها بمجلة القانون واالقتصاد الصادرة عن كلية الحقوق بفاس‪ ،‬العدد ‪،1‬‬
‫السنة ‪0332‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الكشبور‪ ،‬المهن القانونية الحرة‪ :‬انطباعات حول المسؤولية والتأمين‪ ،‬مقال‬
‫شارك به في الندوة التي نظمتها كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪/‬جامعة‬
‫الحسن الثاني بالدر البيضاء‪ ،‬يومي ‪ 00-08‬نوفمبر ‪0332‬م‪ ،‬في موضوع‪" :‬المهن‬
‫القانونية الحرة"‪ ،‬منشور ضمن أعمال الندوة بالمجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية‬
‫التي تصدرها نفس الكلية‪ ،‬العدد ‪ ،05‬السنة ‪0330‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد متزعم‪ ،‬عقد بيع العقار وصناعة التوثيق في المغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ /‬وحدة القانون المدني‪ ،‬جامعة القاضي‬
‫عياض‪ /‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية‪0333‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد محبوبي وهشام العبودي‪ ،‬التجارة االلكترونية‪ ،‬مقال منشور بالمجلة المغربية‬
‫لقانون األعمال والمقاوالت‪ ،‬عدد‪ ،3 :‬شتنبر‪0225‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬محمد ابن معجوز‪ ،‬وسائل اإلثبات في الفقه اإلسالمي‪ ،‬ط‪0001.‬هـ ‪0335‬م‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬محمد مومن‪ ،‬مفهوم التسجيل الوارد في الفصل ‪ 033‬من قانون االلتزامات‬
‫والعقود‪ ،‬مقال منشور ضمن أعمال ندوة توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ 883 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ ‬محمد النجاري‪ ،‬قراءة في بعض جوانب مشروع القانون ‪ 28.30‬المتعلق بتنظيم‬
‫مهنة التوثيق العصري‪ ،‬مقال منشور بمجلة المحامي الصادرة عن هيئة المحامين‬
‫بمراكش‪ ،‬العدد‪.52‬‬

‫‪277‬‬
‫‪ ‬محمد هومير‪ ،‬رسمية المحررات التوثيقية‪ :‬الواقع واآلفاق‪ ،‬مداخلة ضمن ندوة‬
‫"توثيق التصرفات العقارية" التي نظمتها كلية الحقوق بمراكش يومي ‪00 – 00‬‬
‫فبراير ‪0225‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد هومير‪ ،‬مهن التوثيق بين التعددية والوحدة في القانون المغربي‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دكتوراه الدولة في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪-0221‬‬
‫‪0221‬م(رسالة مرقونة)‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الهيني‪ ،‬الحماية القانونية للطرف الضعيف في عقد التأمين البري‪ :‬دراسة‬
‫مقارنة لحماية مستهلكي خدمات التأمين البري‪ ،‬ط‪0221.‬م‪ ،‬مكتبة دار السالم‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬مرزوق آيت الحاج‪ ،‬الوجيز في التوثيق العدلي بين النظر والتطبيق‪ ،‬ط ‪/0‬‬
‫‪0001‬هـ ‪0225‬م‪ ،‬طوب بريس‪.‬‬
‫‪ ‬مليكة الصروخ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪0221/1،‬م‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬مليكة الصروخ‪ ،‬النظام القانوني للموظف العمومي‪ ،‬ط‪0330 / 0‬م‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة‪.‬‬
‫‪ ‬المهدي شوبو‪ ،‬الترجي بين لغتي النص التشريعي والعمل القضائي المغربي‪،‬‬
‫جريدة العلم‪ ،‬صفحة المجتمع والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،01103‬بتاريخ‪. 0335 - 8-0 :‬‬
‫‪ ‬مهنة موثق‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية (‪،)REMALD‬‬
‫سلسلة "نصوص ووثائق"‪ ،‬ط‪0223/0‬م‪.‬‬
‫‪ ‬موسى عبود‪ ،‬دروس في القانون االجتماعي‪ ،‬ط‪0331.‬م‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬
‫الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬ميارة الفاسي(أبو عبدهللا)‪ ،‬شرح ميارة للتحفة‪ ،‬ط ‪0002 /0‬هـ ‪ 0222‬م‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫ـنـ‬
‫‪ ‬نائلة حديدو‪ ،‬المسؤولية التأديبية والمدنية للعدول في التشريع المغربي‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‪0222-0333 :‬م‪.‬‬
‫‪ ‬نور الدين الجزولي‪ ،‬بيع العقار المحفظ بين الشكلية والرضائية (الفصل ‪ 033‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع)‪ ،‬مقال منشور بمجلة المحامي‪ ،‬تصدرها هيئة المحامين بمراكش‪ ،‬العدد ‪،01‬‬
‫السنة ‪0332‬م‪.‬‬
‫‪ ‬نورالدين الناصري‪ ،‬المعامالت واإلثبات في مجال االتصاالت الحديثة‪ ،‬سلسلة‬
‫الدراسات القانونية المعاصرة‪ ،‬العدد ‪ ،00‬ط‪0003/0‬هـ‪0221‬م‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫ـ هـ ـ‬
‫‪ ‬هشام سيبوس‪ ،‬التوثيق العصري بالمغرب ومعيقات تعريبه‪ ،‬بحث استكمل به‬
‫الباحث الوحدات الواجب استيفاؤها لنيل دبلوم الماستر في الدراسة الميتودولوجية‬
‫‪278‬‬
‫المطبقة على القانون المدني "االلتزام التعاقدي والعقار"‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪0223-0221‬م(رسالة مرقونة)‪.‬‬
‫ـيـ‬
‫‪ ‬يوسف نسيب عبود ومن معه‪ ،‬مجموعة التشريع المغربي‪ ،‬مراقبة أحمد مجيد‬
‫بنجلون‪ ،‬مؤسسة خليفة للطباعة‪ ،‬لبنان‪.‬‬

‫*كتب بالفرنسية‬
‫‪ Jean-Louis Margnan , le notariat et le monde moderne prèface jean‬‬
‫‪Derrupè, L.G.D.J 1979 Paris.‬‬
‫‪ Omar Azziman, La profession libérale au Maroc, Edition de la faculté‬‬
‫‪des sciences juridiques, économiques et sociales de Rabat, 1980.‬‬

‫*مواقع إلكترونية‬
‫‪* http://www.eastlaws.com/iglc/research/research-‬‬
‫‪show.php?id=383&myuser=&PHPSESSID=56c63d865ffce47f0cbc37968c6‬‬
‫‪4d6dd‬‬
‫‪* http://www.eastlaws.com/iglc/research/research-‬‬
‫‪show.php?id=383&myuser=&PHPSESSID=56c63d865ffce47f0cbc37968c6‬‬
‫‪4d6dd‬‬
‫‪* http://poenes.maktoobblog.com/828866‬‬
‫‪* afkar@afkaronline.org‬‬
‫‪* http://poenes.maktoobblog.com/82886‬‬
‫*قرارات وأحكام قضائية بالعربية‬
‫‪ ‬قرار المجلس األعلى في الملف االجتماعي ‪ 31/003‬بتاريخ ‪0333/21/03‬م‪،‬‬
‫منشور بمجلة اإلشعاع‪ ،‬عدد‪ ،03‬السنة‪ ،00‬يونيو ‪0333‬م‪ ،‬ص‪.080 :‬‬
‫‪ ‬قرار محكمة االستئناف بمراكش عدد ‪ 0520‬بتاريخ ‪ 01‬يونيو ‪0220‬م‪.‬‬
‫‪ ‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 0332‬الصادر بتاريخ ‪0225/1/1‬م في الملف المدني‬
‫عدد ‪.0220/1/0/8033‬‬
‫‪ ‬قرار محكمة االستئناف بمراكش عدد ‪ 00‬الصادر بتاريخ ‪0221/0/0‬م في الملف‬
‫عدد ‪.5/0/33‬‬
‫‪ ‬قرار غرفة المشورة بمحكمة االستئناف بالدار البيضاء رقم ‪ 08‬و ‪ 25/51‬بتاريخ‬
‫‪0225/00/05‬م‪.‬‬
‫‪ ‬قرار محكمة االستئناف بالدار البيضاء رقم ‪ 0.8101‬بتاريخ ‪0221/02/01‬م‪،‬‬
‫منشور بمجلة الملف‪ ،‬العدد ‪ ،02‬شهر أبريل ‪0221‬م‪،‬ص‪ 032 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪279‬‬
‫‪ ‬قرار المجلس األعلى صادر بتاريخ ‪0331/23/00‬م‪ ،‬منشور بمجلة المحاكم‬
‫المغربية‪ ،‬تصدرها هيئة المحامين بالدار البيضاء‪ ،‬العدد ‪ ،52‬ص‪ 12:‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ ‬قرار المجلس األعلى الصادر عن الغرفة اإلدارية بتاريخ ‪0338/00/05‬م‪ ،‬منشور‬
‫بمجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬العدد الزدوج ‪ ،81/85‬ص‪ 018 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ ‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ ،033‬الصادر بتاريخ ‪ 3‬صفر ‪0832‬هـ‪ 05/‬أبريل‬
‫‪0312‬م‪ ،‬منشور ضمن مجموعة قرارات المجلس األعلى‪ ،‬المادة المدنية ‪0311‬م‪-‬‬
‫‪0330‬م‪ ،‬منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية‪ ،0335 ،‬ص‪081 :‬‬
‫وما يليها‪.‬‬
‫‪ ‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ ،111‬الصادر بتاريخ ‪ 05‬دجنبر ‪0311‬م‪ ،‬منشور‬
‫ضمن مجموعة قرارات المجلس األعلى‪ ،‬المادة المدنية ‪0311‬م‪0330-‬م‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪ 011 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ ‬قرار المحكمة اإلقليمية بالرباط عدد ‪ 50 503‬بتاريخ ‪ 03‬يناير ‪0310‬م‪ ،‬الملف‬
‫عدد ‪ ،80 823‬منشور بمجلة المحاماة عدد ‪ ،01‬السنة ‪ ،08‬يونيو‪ -‬يوليوز ‪،0332‬‬
‫ص‪ 12 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ ‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ ،803‬الصادر بتاريخ ‪ 03‬ربيع الثاني ‪0833‬هـ‪0/‬‬
‫يوليوز ‪0313‬م‪ ،‬منشور ضمن مجموعة قرارات المجلس األعلى‪ ،‬المادة المدنية‬
‫‪0311‬م‪0330-‬م‪.‬‬
‫‪ ‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ ،015‬بتاريخ ‪0313/21/00‬م‪ ،‬منشور بمجلة قضاء‬
‫المجلس األعلى‪ ،‬العدد ‪ ،8‬يناير ‪0313‬م‪ ،‬ص‪ 3 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ ‬قرار المجلس األعلى‪ ،‬بتاريخ ‪0335/20/82‬م‪ ،‬منشور بمجلة قضاء المجلس‬
‫األعلى‪ ،‬العدد‪ ،83-81‬يونيو ‪0331‬م‪ ،‬ص‪ 00:‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ ‬قرار المجلس األعلى‪ ،‬بتاريخ ‪0330/25/82‬م‪ ،‬منشور بمجلة قضاء المجلس‬
‫األعلى‪ ،‬العدد ‪ ،83-81‬يونيو ‪0331‬م‪ ،‬ص‪ 1 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ ‬قرار مدني صادر بتاريخ ‪ 08‬شتمبر ‪ .0308‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى‬
‫العدد ‪ .01‬ص‪ 32 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ ‬قرار مدني صادر بتاريخ ‪ 01‬نونبر ‪ . 0338‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى‪.‬‬
‫العدد ‪ .03‬ص ‪ 020 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ ‬قرار محكمة االستئناف بطنجة رقم ‪ 008‬بتاريخ ‪ 05‬مارس ‪0333‬م‪.‬‬
‫‪ ‬قرار المجلس األعلى في الملف االجتماعي ‪ 31/003‬بتاريخ ‪0333/21/03‬م‪،‬‬
‫منشور بمجلة اإلشعاع‪ ،‬عدد‪ ،03‬السنة‪ ،00‬يونيو ‪0333‬م‪ ،‬ص‪.080 :‬‬
‫‪ ‬القرار رقم ‪ 08‬و ‪ 25/51‬بتاريخ ‪0225/00/05‬م‪ ،‬صادر عن استئنافية البيضاء‪،‬‬
‫منشور بمجلة المحاكم المغربية التي تصدرها هيئة المحامين بالدار البيضاء‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،020‬بتاريخ شتنبر – أكتوبر ‪0221‬م‪ ،‬ص‪ 35 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ ‬القرار رقم ‪ 8033‬بتاريخ ‪0221/02/28‬م‪ ،‬الملف المدني عدد ‪،0221/0/0/332‬‬
‫منشور بمجلة الملف‪ ،‬العدد ‪ ،00‬بتاريخ‪ :‬مارس ‪ ،0223‬ص‪ 012 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪280‬‬
‫‪ ‬القرار رقم ‪ 0131‬بتاريخ ‪ 0333/8/1‬الملف المدني عدد ‪ 30 / 0113‬قضاء‬
‫المجلس األعلى عدد ‪ 05‬نونبر ‪ 0330‬ص ‪.55‬‬
‫‪ ‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ ،531‬ملف مدني عدد‪ ،0220/1/0/0030 :‬منشور‬
‫ضمن قرارات المجلس األعلى بغرفتين أو بجميع الغرف‪ ،‬ط‪ ،0221‬مطبعة األمنية‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬ج‪/0‬ص‪ 35:‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ ‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بفاس بتاريخ ‪0300/25/02‬م‪.‬‬
‫‪ ‬نقض مدني مصري‪ ،‬بتاريخ ‪0318/00/01‬م‪ ،‬منشور بمجموعة أحكام النقض‬
‫‪.085-0810-00‬‬
‫‪ ‬نقض مدني مصري صادر في ‪ 00‬يونيو ‪0310‬م‪ ،‬طعن ‪ 015‬س ‪ 81‬ق‪.‬‬

‫*ق اررات وأحكام قضائية بالفرنسية‬


‫‪ Cour de cassation, 1er chambre civile, 24 Octobre 1973, Rec. Dalloz,‬‬
‫‪Sirey,‬‬ ‫‪1974, Jurisp. P:90.‬‬
‫‪ Cass civ 29 novembre 1909 , S1909. I.504‬‬
‫‪ Civ 1er 22 avril 1980 Bull civ, I, n° 120.‬‬
‫‪ Civ 1er, 12 novembre 1987 Bull civ, I, n° 288 P207.‬‬
‫‪ Civ 1er 12 juin 1990 Bull civ, I, n° 160, P114.‬‬
‫‪ Cass. Civ. 111 19 fevrier 1971. bull. Civ. 111 N° :932.‬‬
‫‪ C , cass. 1er civ, 8 nov, 1989 (2arrese) : Bull. Civ I. No.342 ; JCP G‬‬
‫‪1990, II, note virassamy (G) ; RTD. 1990, P :78.‬‬
‫‪ Trib, Inst. 9 Mai 1984, D. 1985, P. 359, note A. Berebent.‬‬
‫‪ CA Montepllier, 9 Avr., 1987, JCP ed, G 1988, II, P. 20984.‬‬
‫‪ Civ 1er, 28 novembre 1995 Répertoires Defrènois 1996-361.‬‬
‫‪ Civ 1er, 3 mars 1998 Bull civ, I, n° 93.‬‬
‫‪ Civ 1er, 13 novembre 1997 Bull civ, I, n° 308.‬‬
‫‪ Civ 1er, 10 juillet 1995 Bull civ, I, n° 329.‬‬
‫‪ Civ 1er, 26 novembre 1996 Bull civ,1996, I.‬‬
‫‪ Civ 1er, 13 novembre 1997 Bull civ, I, n° 309.‬‬

‫*ظهائر ونصوص قانونية‬


‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ ،0.20.055‬المنفذ لقانون المالية رقم ‪ 20.01‬للسنة المالية‬
‫‪0225‬م الذي أحدث كتاب المساطر الجبائية‪ ،‬الصادر في ‪ 01‬من ذي القعدة ‪0005‬هـ‬
‫(‪ 03‬دجنبر‪0220‬م)‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،5013‬بتاريخ ‪ 82‬دجنبر‬
‫‪0220‬م‪ ،‬ص‪ 0010 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ ،0.25.031‬المنفذ لقانون المالية رقم ‪ 25.85‬للسنة المالية‬
‫‪0221‬م الذي أحدث كتاب الوعاء والتحصيل‪ ،‬الصادر في ‪ 00‬من ذي القعدة ‪0001‬هـ‬
‫‪281‬‬
‫(‪01‬دجنبر‪0225‬م)‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،5830‬بتاريخ‪ 01‬من ذي القعدة‬
‫‪0001‬هـ(‪ 03‬دجنبر‪0225‬م)‪ ،‬ص‪ 8530 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ ‬قانون المسطرة الجنائية وفق ما جرى تغييرها وتتميمها‪.‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف‪ ،‬رقم ‪ 0-21-003‬الصادر بتاريخ ‪ 03‬من ذي القعدة ‪0003‬هـ‬
‫(‪ 82‬نوفمبر ‪0221‬م)‪ ،‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 58.25‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني‬
‫للمعطيات القانونية‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5530‬بتاريخ ‪ 05‬ذو القعدة‬
‫‪0003‬هـ (‪ 1‬ديسمبر ‪0221‬م) ص‪ 8313 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 0.21.51‬بتاريخ ‪ 05‬من محرم ‪0001‬هـ (‪ 00‬فبراير‬
‫‪0221‬م) المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬والمنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5022‬بتاريخ ‪0‬‬
‫مارس ‪0221‬م‪ ،‬ص‪.511:‬‬
‫‪ ‬المرسوم رقم‪ ، 2.08.378 :‬الصادر في ‪ 28‬من شوال‪ 1429‬هـ (‪03‬‬
‫أكتوبر‪0223‬م) بتطبيق أحكام القانون رقم ‪ 16.03‬المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬والمنشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،5131‬الصادرة بتاريخ ‪ 0‬ذو الحجة ‪1429‬هـ ( فات ديسمبر‬
‫‪ ،)2008‬ص‪.0028 :‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 0.020.820‬الصادر بتاريخ ‪ 05‬رجب ‪0008‬هـ‬
‫(‪08‬أكتوبر‪0220‬م)‪ ،‬بتنفيذ القانون ‪ 00.22‬المنظم لبيع العقارات في طور اإلنجاز‪،‬‬
‫تتميما للظهير الشريف الصادر في رمضان ‪0880‬هـ‪ 00‬غشت ‪0308‬م بمثابة قانون‬
‫االلتزامات والعقود‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5250‬بتاريخ ‪ 0‬رمضان ‪0008‬‬
‫هـ موافق ‪ 1‬نونبر ‪ 0220‬ص ‪.8038‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 0.28.020‬الصادر بتاريخ ‪ 01‬من رمضان‬
‫‪0000‬هـ(‪00‬نوفمبر‪0228‬م) بتنفيذ القانون ‪ 22.50‬المتعلق باإليجار المفضي إلى‬
‫تملك العقار‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5010‬بتاريخ فات ذي القعدة ‪ 0000‬هـ‬
‫موافق ‪ 05‬ديسمبر ‪ 0228‬ص‪.0815‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 0.10.001‬الصادر بتاريخ ‪ 00‬من رمضان‬
‫‪0830‬هـ(‪ 03‬شتنبر ‪0310‬م) بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية‪ ،‬المنشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 80.82‬مكرر ‪ 08‬بتاريخ ‪ 82‬شتنبر ‪0310‬م‪ ،‬ص‪ 0100 :‬وما‬
‫يليها‪ ،‬وفق ما جرى تغييره وتتميمه‪.‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 0.23.020‬بتاريخ ‪ 02‬من شوال ‪0003‬هـ(‪ 02‬أكتوبر‬
‫‪0223‬م)‪ ،‬الصادر بتنفيذ القانون ‪ 03.23‬المتعلق بتعديل القانون المنظم لمهنة‬
‫المحاماة‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1-5132‬بتاريخ ‪ 1‬ذو القعدة ‪0003‬هـ(‪1‬‬
‫نونبر‪0223‬م)‪ ،‬ص‪ 0200 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 0-53-223‬المؤرخ في ‪ 00‬فبراير ‪0353‬م بمثابة النظام‬
‫األساسي للوظيفة العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬المرسوم رقم ‪ 0-11-183‬بتاريخ ‪ 01‬شتنبر ‪ 0311‬بمثابة النظام األساسي‬
‫لموظفي الجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪282‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف المؤرخ في ‪ 02‬شوال ‪0808‬هـ موافق ‪ 0‬مايو ‪0305‬م يتعلق‬
‫بتنظيم شؤون محرري الوثائق الفرنساويين‪ ،‬منشور بالعربية في الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 110‬بتاريخ ‪ 08‬يونيو ‪0305‬م‪ ،‬ص‪.0025:‬‬
‫‪ ‬الترجمة العربية غير الرسمية لظهير التوثيق العصري التي أشرف على إصدارها‬
‫األستاذين المحترمين عبد المجيد الشفيق وعبد السالم بوهوش ضمن كتابهم "مدونة‬
‫المهن القضائية الحرة ‪ /‬الظهائر ‪ -‬المراسيم ‪ -‬القرارات" الصادر عن سلسلة منتدى‬
‫المعرفة القانونية والقضائية‪ ،‬دار األمان‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف المؤرخ ب‪ 00‬رجب ‪0881‬هـ (موافق‪ 08‬أبريل ‪0303‬م) في‬
‫تنظيم المحاكم العبرية ومحرري الوثائق لديها‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪011‬‬
‫بتاريخ ‪ 08‬شعبان ‪0881‬هـ‪ 8/‬يونيو ‪0303‬م‪ ،‬ص‪ ،553 :‬وفق ما جرى تغييره بقانون‬
‫التوحيد والمغربة والتعريب لسنة ‪0315‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 0.31.051‬بتاريخ ‪ 08‬من جمادى األولى ‪0001‬هـ (‪1‬‬
‫أكتوبر ‪0331‬م)‪ ،‬بمثابة دستور المملكة‪ ،‬والمنشور في الجريدة الرسمية عدد ‪،0002‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 01‬من جمادى األولى ‪0001‬هـ (‪ 02‬أكتوبر ‪0331‬م)‪ ،‬ص‪.0030:‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 0.53.223‬الصادر بتاريخ ‪ 00‬فبراير ‪0353‬م‪،‬‬
‫يحتوي على النظام األساسي للوظيفة العمومية‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 0810‬بتاريخ ‪ 00‬أبريل ‪0353‬م‪ ،‬ص‪ 180 :‬وما بعدها حسب ما وقع تعديله وتتميمه‪.‬‬
‫‪ ‬المرسوم رقم ‪ 0.11.183‬بتاريخ ‪ 01‬شتنبر ‪0311‬م بمثابة النظام األساسي‬
‫لموظفي الجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪ ‬مجموعة القانون الجنائي المغربي‪.‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 0.10.001‬بمثابة قانون‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 00‬رمضان‬
‫‪0830‬هـ (‪ 03‬شتنبر ‪0310‬م) بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية‪ ،‬المنشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 80.82‬مكرر بتاريخ ‪ 82‬شتنبر ‪0310‬م‪ ،‬ص‪ ،0100:‬وفق ما‬
‫جرى تغييره وتتميمه‪.‬‬
‫‪ ‬المرسوم رقم ‪ 0.23.10‬الصادر في ‪ 5‬رجب ‪0003‬هـ(‪3‬يوليو‪0223‬م) بمثابة‬
‫النظام األساسي الخاص بموظفي هيئة كتابة الضبط‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 5101‬بتاريخ ‪ 1‬رجب ‪0003‬هـ (‪02‬يوليو‪0223‬م)‪ ،‬ص‪.0023 :‬‬
‫‪ ‬القانون رقم ‪ 10.8‬الصادر بتاريخ ‪ 00‬رمضان ‪ 0830‬هـ ‪ 01‬يناير ‪ 0315‬المتعلق‬
‫بتوحيد القضاء وتعريبه ومغربته‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 0101‬بتاريخ فات‬
‫شوال ‪ 0830‬هـ ‪ 08‬أبريل ‪ 0315‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 0.20.033‬بتاريخ ‪ 05‬من رجب ‪0008‬هـ(‪ 28‬أكتوبر‬
‫‪0220‬م)‪ ،‬صادر بتنفيذ القانون ‪ 22.03‬المتعلق بالملكية المشتركة للعقارات المينية‪،‬‬
‫المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،5250‬بتاريخ ‪ 0‬من رمضان ‪0008‬هـ موافق ‪1‬‬
‫نونبر ‪0220‬م‪ ،‬ص‪ 8015 :‬وما يليها‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 0.21.035‬المنفذ للقانون رقم ‪ 21.01‬المتعلق بجبايات‬
‫الجماعات المحلية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 03‬من ذي القعدة ‪0003‬هـ(‪ 82‬نوفمبر ‪،)0221‬‬
‫المنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 8‬ديسمبر ‪0221‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 0.10.800‬بتعيين موثق‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 05‬رجب‬
‫‪0830‬هـ (‪5‬غشت‪0310‬م)‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،8005‬بتاريخ ‪ 00‬غشت‬
‫‪ ،0310‬ص‪.0838 :‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 0-30-80‬المنفذ للقانون ‪ 00-32‬المتعلق بالتعمير‪ ،‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 05‬من ذي الحجة ‪0000‬هـ (‪ 01‬يونيو ‪0330‬م)‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 0053‬بتاريخ ‪ 00‬محرم ‪0008‬هـ موافق ‪ 05‬يوليوز ‪ ،0330‬ص ‪ 331‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪ ‬المرسوم رقم ‪ 0-28-358‬الصادر في ‪ 03‬ربيع اآلخر ‪0005‬هـ‪ 1‬يونيو‪0220‬م‪،‬‬
‫والمنشور بالجريدة الرسمية عدد‪ ،5000‬بتاريخ‪ 03‬ربيع اآلخر ‪0005‬هـ‪01‬‬
‫يونيو‪0220‬م‪ ،‬بتطبيق الفصلين‪ 103-8‬و‪ 103-01‬من القانون ‪.00-22‬‬
‫‪ ‬المرسوم رقم ‪ 0-20-008‬الصادر في ‪ 00‬من ذي القعدة ‪0005‬هـ‪01‬‬
‫ديسمبر‪0220‬م والمنشور بالجريدة الرسمية عدد‪ 5032‬بتاريخ ‪ 00‬من ذي القعدة‬
‫‪0005‬هـ ‪ 1‬يناير‪0220‬م بتطبيق الفصل ‪ 103-01‬من القانون ‪.00-22‬‬
‫‪ ‬المرسوم رقم‪ 0-20-151‬الصادر في ‪ 00‬من ذي القعدة ‪0005‬هـ‪ 01/‬ديسمبر‬
‫‪0220‬م‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5032‬بتاريخ ‪ 00‬ذي القعدة ‪0005‬هـ‪1 /‬‬
‫يناير ‪0225‬م‪ ،‬بشأن تطبيق المادتين ‪ 0‬و ‪ 01‬من القانون ‪.50-22‬‬
‫‪ ‬المرسوم رقم ‪ 0-28-350‬الصادر في ‪ 03‬ربيع اآلخر ‪0005‬هـ‪ 1‬يونيو‪0220‬م‬
‫والمنشور بالجريدة الرسمية عدد‪ 5000‬بتاريخ‪ 03‬ربيع اآلخر ‪0005‬هـ‪01‬‬
‫يونيو‪0220‬م بتطبيق المادة ‪ 00‬من القانون ‪.03-22‬‬
‫‪ ‬قانون التوثيق المصري رقم ‪ 0301/13‬والئحته التنفيذية منشور في الوقائع‬
‫المصرية العدد ‪ 53‬بتاريخ ‪ 8‬يوليو ‪.0301‬‬
‫‪ ‬المرسوم الفرنسي بتاريخ ‪0310/00/01‬م‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫الفهرست‬
‫مقدمة الطبعة الثانية‪3 ...........................................................................................‬‬
‫مقدمة الطبعة األولى ‪5 ..........................................................................................‬‬
‫الفصل التمهيدي‬
‫أصول التوثيق المغربي ‪3 ......................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الجذور اإلسالمية للتوثيق المغربي ‪3 ................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬طور التوثيق الفقهي ‪3 ....................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مرحلة النهضة األندلسية ‪3 ..................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬منهجية التأليف في علم التوثيق إبان مرحلة النهضة األندلسية‪3 ..........................‬‬
‫‪ -0‬طريقة جمع الوثائق النموذجية حسب أبواب الفقه بال قواعد‬
‫وال أحكام ‪02 ...................................................................................................‬‬
‫‪ -0‬طريقة عرض الوثائق النموذجية محالة بأحكامها الفقهية ‪02 .................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬بعض مؤلفات هذه المرحلة ‪02 ........................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة النبوغ المغربي ‪00 ..................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬طور التوثيق القانوني ‪00 ...............................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التوثيق العدلي والتوثيق العبري ‪00 ......................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التوثيق العدلي ‪00 ..........................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوثيق العبري(الصوفريم) ‪08 .......................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التوثيق العرفي والتوثيق العصري ‪00 ..................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التوثيق العرفي ‪00 .........................................................................................‬‬
‫ثانيا التوثيق العصري ‪01 .......................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬انبثاق التوثيق العصري المغربي ‪01 ................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬جذور التوثيق العصري المغربي‪03 ..................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الجذور الرومانية للتوثيق العصري المغربي ‪03 ....................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مرجعية قانون ‪ 05‬شهر فنطوز ‪02 ......................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم ظهير رابع مايو لسنة ‪0029‬م ‪00 ...........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬ظروف صدور قانون التوثيق لسنة ‪0305‬م ‪00 .....................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مضامين ظهير ‪ 0‬ماي ومشروع القانون ‪08 ..............................23.80‬‬
‫أوال‪ :‬مضامين الظهير المنظم للتوثيق العصري ‪08 ...................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مستجدات مشروع قانون التوثيق ‪01 .................................................... 23.80‬‬
‫الباب األول‬
‫النظرية العامة للتوثيق العصري المغربي ‪80 ...........................................................‬‬
‫الفصل األول‬

‫‪285‬‬
‫ولوج مهنة التوثيق العصري ‪88 ............................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اختيار الموثق العصري ‪88 ..............................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬شروط االنخراط في التوثيق العصري ‪88 ..........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مضامين الفصل المنظم لشروط االنخراط‬
‫في التوثيق العصري ‪88 ....................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تحليل الشروط ‪80 ..............................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬من حيث الجنسية ‪80 ......................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬من حيث الصفة ‪81 ........................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬من حيث السن ‪02 ..........................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬من حيث المؤهل العلمي ‪02 ..........................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬من حيث التمتع بالحقوق الوطنية والمدنية ‪00 ................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اجتياز التمرين ‪00 ..........................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أهمية التمرين ‪00 ...............................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مدة التمرين وحاالت اإلعفاء منه ‪05 ....................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مدة التمرين ‪05 .............................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬حاالت اإلعفاء من التمرين ‪01 ........................................................................‬‬
‫‪ -0‬صنف المعفيين من التمرين نهائيا ‪01 ..................................................................‬‬
‫‪-0‬صنف المعفيين من التمرين جزئيا ‪01 ..................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أداء االمتحان وحاالت اإلعفاء منه ‪03 .............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أداء االمتحانات‪03 .............................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬امتحان الكفاءة المهنية ‪03 ...............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬االمتحان المهني ‪50 .......................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المعفون من االمتحان المهني ‪50 .........................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اإلجراءات التي تسبق مزاولة مهنة التوثيق‬
‫وحاالت التنافي ‪58 .......................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اإلجراءات التي تسبق مزاولة الموثق العصري مهامه ‪58 ..................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أداء اليمين القانونية ‪58 .......................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مسك الظهير ‪55 ................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مراعاة حاالت التنافي ‪53 ................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حاالت التنافي ‪53 ...............................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الجمع بين التوثيق العصري وبعض مهن المنافاة‪10 ..............................‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫تنظيم مهنة التوثيق العصري ‪18 ............................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اختصاص ومهام الموثق العصري‪18 ...............................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اختصاص الموثق العصري ‪10 .........................................................‬‬

‫‪286‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االختصاص المكاني للموثق العصري ‪10 .............................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص النوعي للموثق العصري ‪15 .............................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مهام الموثق العصري ‪13 ...............................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إضفاء الرسمية على عقود األطراف ‪13 ...............................................‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الورقة الرسمية ‪13 ...............................................................................‬‬
‫‪ - 0‬مفهوم الرسمية في الصيغة الفرنسية للفصل ‪12 .......................................... 003‬‬
‫‪ - 0‬مفهوم الرسمية في الصيغة العربية للفصل ‪10 ............................................ 003‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط الورقة الرسمية ‪10 ..............................................................................‬‬
‫الشرط األول‪ :‬كتابة الوثيقة بمعرفة موظف عمومي ‪10 .............................................‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬اختصاص الموظف بتحرير الوثيقة ‪18 ...............................................‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬تحرير الورقة في الشكل المحدد قانونا ‪10 ...........................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬جزاء تخلف شروط الوثيقة الرسمية ‪15 ............................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬حجية الورقة الرسمية في اإلثبات ‪11 .............................................................‬‬
‫‪ - 0‬حجية الورقة الرسمية بالنسبة للطرفين ‪11 .........................................................‬‬
‫‪ -0‬حجية الورقة الرسمية بالنسبة لألغيار‪13 ............................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إصدار الوثائق العرفية ‪13 ..................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الورقة العرفية وأقسامها بصفة عامة ‪13 .................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط األوراق العرفية الصادرة عن الموثق العصري ‪30 ................................‬‬
‫‪ -0‬شرط الكتابة‪30 ................................................................................................‬‬
‫‪ -0‬شرط التوقيع ‪30 ...............................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬حجية األوراق العرفية الصادرة عن الموثق العصري ‪38 ..................................‬‬
‫رابعا‪ :‬حجية تاريخ الورقة العرفية‪30 ......................................................................‬‬
‫‪ -0‬حجية تاريخ الورقة العرفية بالنسبة للمتعاقدين ‪35 ................................................‬‬
‫‪ -0‬حجية تاريخ الورقة العرفية بالنسبة للخلف العام ‪31 ..............................................‬‬
‫‪ -8‬حجية تاريخ الورقة العرفية بالنسبة للخلف الخاص ‪31 .........................................‬‬
‫‪ -0‬حجية تاريخ الورقة العرفية بالنسبة للدائنين ‪31 ....................................................‬‬
‫‪ -5‬حجية تاريخ الوثيقة العرفية إزاء األغيار ‪33 .......................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬إصدار الموثق العصري للمحررات اإللكترونية ‪32 ..............................‬‬
‫أوال‪ :‬النظرية العامة للمحررات اإللكترونية ‪30 ........................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مدلول المحررات اإللكترونية ‪30 .......................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط المحررات اإللكترونية ‪38 ........................................................‬‬
‫‪ -0‬أن تكون الكتابة مقروءة ‪38 ...............................................................................‬‬
‫‪ -0‬استمرار الكتابة ودوامها ‪30 ...............................................................................‬‬
‫‪ -8‬عدم قابلية الكتابة للتعديل ‪35 ..............................................................................‬‬
‫‪ -0‬التحقق من هوية الشخص مصدر الوثيقة ‪35 ........................................................‬‬

‫‪287‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني ‪31 ..................................................‬‬
‫‪ - 0‬مشتمالت التوقيع اإللكتروني ‪31 .......................................................................‬‬
‫‪ 0-0‬تعريف التوقيع اإللكتروني ‪31 .........................................................................‬‬
‫‪ 0-0‬شروط التوقيع اإللكتروني ‪31 ..........................................................................‬‬
‫‪ 8-0‬صور التوقيع اإللكتروني ‪33 ...........................................................................‬‬
‫أ‪ -‬التوقيع اليدوي الرقمي ‪33 ...................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬التوقيع عن طريق البطاقة المقترنة بالرقم السري ‪33 ...........................................‬‬
‫ج‪ -‬التوقيع بواسطة الخواص الفيزيائية والطبيعية لإلنسان‬
‫(التوقيع البيوميتري) ‪020 .................................................................................‬‬
‫د‪ -‬التوقيع الرقمي‪020 ............................................. " signature numérique ":‬‬
‫‪ 0-0‬وظائف التوقيع اإللكتروني ‪020 .......................................................................‬‬
‫أ‪ -‬تحديد هوية الشخص الموقع ‪020 .........................................................................‬‬
‫ب‪ -‬انضمام صاحب التوقيع لمضمون المحرر االلكتروني ‪020 ..................................‬‬
‫ج‪ -‬المحافظة على تمامية وسالمة المضمون ‪020 .....................................................‬‬
‫د‪ -‬إضفاء صفة األصل على الوثيقة اإللكترونية ‪025 .................................................‬‬
‫‪ -0‬السلطة المكلفة بالمصادقة اإللكترونية ‪025 ..........................................................‬‬
‫‪ -8‬نظام مقدمي خدمات المصادقة اإللكترونية ‪021 ...................................................‬‬
‫‪ -0-8‬شروط اكتساب صفة مقدم خدمات المصادقة اإللكترونية ‪021 ...............................‬‬
‫‪ -0-8‬مهام مقدم خدمات المصادقة اإللكترونية‪023 ...................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬توثيق المحررات اإللكترونية من طرف الموثق العصري‪023 ...........................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إصدار الموثق العصري المحررات اإللكترونية العرفية ‪023 ................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إصدار الموثق العصري المحررات اإللكترونية الرسمية ‪002 ....................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬العقود المستثناة من اإلثبات بالكتابة اإللكترونية ‪000 ..............................‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬حجية المحررات اإللكترونية ونسخها ‪000 .........................................‬‬
‫‪ -0‬التسوية في الحجية بين الوثيقة اإللكترونية والوثيقة الورقية ‪008 ...........................‬‬
‫‪ -0‬التنازع بين المحرر اإللكتروني والمحرر الورقي ‪000 .........................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حقوق الموثق العصري واجباته والرقابة على عمله ومسئوليته ‪005 .................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حقوق الموثق العصري وواجباته ‪005 ..............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حقوق الموثق العصري ‪001 ...............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الحق في األجرة واألتعاب ‪001 .......................................................................‬‬
‫أ‪ -‬الحق في الراتب السنوي ‪001 ..............................................................................‬‬
‫ب‪ -‬الحق في االقتطاعات النسبية ‪001 .....................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحق في تنظيم قطاع التوثيق العصري وطنيا وجهويا ودوليا ‪003 ......................‬‬
‫أ‪ -‬وطنيا ‪003 ........................................................................................................‬‬
‫‪ -0‬الهيئة الوطنية للموثقين‪003 ...............................................................................‬‬
‫‪ 0-0‬مهام الهيئة الوطنية للموثقين ‪003 .....................................................................‬‬

‫‪288‬‬
‫‪ 0-0‬مالية الهيئة الوطنية للموثقين ‪003 ....................................................................‬‬
‫‪ -0‬المجلس الوطني للموثقين ‪002 ...........................................................................‬‬
‫‪ 0-0‬تشكيلة المجلس الوطني للموثقين ‪002 ...............................................................‬‬
‫‪ 0-0‬صالحيات المجلس الوطني للموثقين ‪000 .........................................................‬‬
‫‪ 8-0‬اختصاص الرئيس‪000 ...................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬جهويـا‪008 .....................................................................................................‬‬
‫‪ -0‬تشكيلة المجلس الجهوي للموثقين ‪008 ................................................................‬‬
‫‪ -0‬اختصاصات رئيس المجلس الجهوي للموثقين ‪000 ..............................................‬‬
‫‪ -8‬صالحيات المجلس الجهوي للموثقين ‪005 ...........................................................‬‬
‫ج‪ -‬دوليـا ‪005 .......................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحق في التوقف عن العمل أو التغيب أو االنتقال ‪001 .......................................‬‬
‫‪ -0‬حق الموثق العصري في التوقف عن العمل ‪001 .................................................‬‬
‫‪ -0‬حق الموثق العصري في التغيب ‪001 .................................................................‬‬
‫‪ -8‬حق الموثق العصري في االنتقال ‪003 ................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬الحق في التعويض عند االستبدال ‪003 ..........................................................‬‬
‫‪ -0‬التعويض عن االستبدال الناتج عن التوقف عن العمل ‪003 ....................................‬‬
‫‪ -0‬التعويض عن االستبدال الناتج عن التغيب عن العمل مؤقتا ‪003 ............................‬‬
‫خامسا‪ :‬حق المشاركة بين الموثقين ‪003 ..................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬واجبات الموثقين العصريين والتزاماتهم ‪080 ........................................‬‬
‫أوال‪ :‬واجبات الموثقين العصريين قبل البدء بمهامهم ‪080 ..........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬واجبات الموثقين العصريين أثناء مزاولة مهامهم ‪080 .......................................‬‬
‫أ‪ -‬واجبات الموثقين العصريين أثناء مزاولة مهامهم ‪080 ...........................................‬‬
‫ب‪ -‬التزامات الموثقين العصريين أثناء مزاولة مهامهم ‪081 .......................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬االلتزام بنص األطراف ‪081 .............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االلتزام بكتمان السر المهني ‪083 .........................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة على عمل الموثق العصري ومسئوليته ‪000 .........................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الرقابة على عمل الموثق العصري ‪008 ...............................................‬‬
‫أوال‪ :‬الرقابة الذاتية على عمل الموثق العصري ‪008 .................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرقابة القضائية على عمل الموثق العصري ‪000 .............................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرقابة اإلدارية على عمل الموثق العصري ‪001 ..............................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مسئولية الموثق العصري ‪001 ............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المسؤولية التأديبية للموثق العصري ‪003 .........................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬العقوبات التأديبية من الدرجة األولى ومسطرتها ‪052 ...........................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬العقوبات التأديبية من الدرجة الثانية ومسطرتها ‪050 ...............................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المسؤولية الجنائية للموثق العصري ‪050 .........................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬المسؤولية المدنية للموثق العصري ‪051 ...........................................................‬‬

‫‪289‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫منهجية التوثيق العصري‪012 ................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تلقي الوثيقة العصرية ‪012 ..............................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬قواعد تلقي الوثيقة العصرية ‪010 .....................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التلقي االنفرادي ‪010 ..........................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬لغة كتابة محررات الموثقين العصريين ‪010 .........................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األصول القانونية العتماد الفرنسية لغة‬
‫الوثائق العصرية ‪010 ....................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬معيقات تعريب التوثيق العصري ‪011 ..................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المعيقات العامة لتعريب التوثيق العصري ‪011 .................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المعيقات الخاصة لتعريب التوثيق العصري ‪013 ..............................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬أسس تعريب قطاع التوثيق العصري ‪013 ............................................‬‬
‫أوال‪ :‬األسس الثقافية لتعريب التوثيق‪013 .................................................................‬‬
‫ثانيا األسس القانونية لتعريب التوثيق العصري ‪013 ..................................................‬‬
‫‪ -0‬أسس القانون العام المؤطرة لتعريب التوثيق العصري ‪013 ...................................‬‬
‫‪ -0‬أسس القانون الخاص المكرسة لتعريب التوثيق العصري‪012 ...............................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مسطرة التلقي واإلشهاد ‪010 ..........................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مسك الدفاتر والفهارس والبيانات واللوائ المكتبية ‪010 .........................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تحرير الوثيقة العقدية ‪018 ..................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬حضور الموثق واألطراف مجلس العقد ‪015 ........................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬بنية الوثيقة العصرية وبياناتها ‪011 ................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬بنية الوثيقة العصرية ‪011 ...............................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬فرش النص العقدي »‪011 .....................«Le préambule de l’acte‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬هيكل النص العقدي )‪013 ................................. )le corps de l’acte‬‬
‫أوال‪ :‬البنود المبلورة للعناصر األساسية في وثيقة العقد ‪013 .......................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬البنود المبلورة للعناصر الثانوية في الصيغة العقدية ‪013 ...................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬البنود المبلورة للعناصر العرضية في الصيغة العقدية ‪013 .................................‬‬
‫رابعا‪ :‬البنود المبلورة للعناصر القانونية في الصيغة العقدية ‪032 ................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬السور » ‪032 ............................................ «La clôture de l’acte‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬بيانات الوثيقة العصرية وجزاء تخلفها ‪030 .....................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬بيانات الوثيقة العصرية ‪030 ...............................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬جزاء تخلف بيانات الوثيقة العصرية ‪031 .............................................‬‬
‫الـبـاب الـثـانـي‬
‫المـوثـق العصري‬
‫وتحرير العقود العقارية ‪031 ..................................................................................‬‬
‫الفصل األول‬

‫‪290‬‬
‫توثيق البيع العقاري‬
‫الخاضع لألحكام العامة ‪033 ...................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األحكام العامة لكتابة وثيقة البيع العقاري‪033 ...................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬طبيعة الكتابة المتطلبة لتمام بيع العقار في‬
‫القانون المغربي ‪032 ........................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تحضير وصل اإلبراء من الضريبة على العقار المبيع ‪030 .................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تسجيل عقد البيع العقاري وتقييده ‪030 ............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تسجيل عقد البيع العقاري ‪038 .............................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تقييد عقد بيع العقار المحفظ ‪030 .........................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تحرير الموثق العصري لبيع عقار محفظ خاضع‬
‫لألحكام العامة ‪035 ........................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬عرض وثيقة رسمية لبيع عقار محفظ في‬
‫التوثيق العصري ‪031 .......................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬بيانات الوثيقة وتحليل مضامينها ‪033 ..............................................‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫توثيق التصرفات الواقعة على‬
‫العقار الخاضع لنظام الملكية المشتركة ‪020 ............................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مشتمالت العقار الخاضع لنظام الملكية المشتركة ‪020 .......................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم نظام الملكية المشتركة ونطاق تطبيقه ‪020 .............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم نظام الملكية المشتركة ‪020 .......................................................‬‬
‫الخاصية األولى‪ :‬وجود عقار مبني ‪028 ...................................................................‬‬
‫الخاصية الثانية‪ :‬تعدد أجزاء العقار المبني العائد لمالك مختلفين ‪028 ..........................‬‬
‫الخاصية الثالثة‪ :‬ازدواج نظام الملكية ‪020 ...............................................................‬‬
‫الخاصية الرابعة‪ :‬وضع نظام الملكية المشتركة‪020 ..................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نطاق تطبيق قانون الملكية المشتركة ‪025 .............................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األجزاء المفرزة واألجزاء المشتركة ‪021 .........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األجزاء المفرزة ‪021 .........................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األجزاء المشتركة ‪021 .......................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تحرير عقود التصرفات الواردة على العقار موضوع‬
‫الملكية المشتركة ‪023 ..................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التصرفات الواردة على العقار موضوع الملكية‬
‫المشتركة واإلشكاالت المرتبطة بها ‪023 ...........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تحديد التصرفات الواردة على العقار الخاضع لنظام‬
‫الملكية المشتركة ‪023 ......................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬نقل الملكية ‪002 .............................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إنشاء الحقوق العينية ‪002 ...............................................................................‬‬

‫‪291‬‬
‫ثالثا‪ :‬نقل الحقوق العينية ‪002 ..................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬تعديل الحقوق العينية ‪002 .............................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬إسقاط الحقوق العينية ‪002 ...........................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلشكاالت العملية الواردة على العقار الخاضع لنظام‬
‫الملكية المشتركة ‪000 ......................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬ما يرجع لتعذر استيفاء اإلجراءات القانونية المطلوبة ‪000 .................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يرجع لبعض المقتضيات القانونية ‪000 ........................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أصول تحرير عقود التصرفات الواردة على العقارات‬
‫المشتركة ‪000 ................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المؤهلون لتحرير عقود التصرفات الخاضعة للقانون ‪000 ...................... 03-22‬‬
‫أ‪ -‬بالنسبة لصفة الموظف العمومي ‪001 ...................................................................‬‬
‫ب‪ -‬بالنسبة لالختصاص ‪003 ..................................................................................‬‬
‫ج – بالنسبة لألوضاع القانونية ‪000 ........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريفة تحرير عقود التصرفات الخاضعة لقانون ‪000 ........................... 03-22‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نموذج وثيقة بيع عقار خاضع لنظام الملكية المشتركة ‪000 .....................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬صيغة وثيقة بيع عقار خاضع لنظام الملكية المشتركة ‪000 ...........................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬بيانات الوثيقة ‪001 .............................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫توثيق بيع العقار في طور اإلنجــاز ‪003 ..................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مشتمالت بيع العقارات في طور اإلنجاز ‪003 .....................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم بيع العقارات في طور اإلنجاز ‪003 .........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف بيع العقارات في طور اإلنجاز وبيان خصائصه ‪003 ..................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف بيع العقارات في طور اإلنجاز ‪082 ......................................................‬‬
‫ثانيا خصائص بيع العقارات في طور اإلنجاز ‪080 ...................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز بيع العقارات في طور اإلنجاز عما يلتبس به من العقود ‪088 .....................‬‬
‫أوال‪ :‬تمييز بيع العقارات في طور اإلنجاز عن المقاولة ‪088 ......................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز بيع العقارات في طور اإلنجاز عن عقد الوكالة ‪088 .................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬بيع العقارات في طور اإلنجاز وعقد االئتمان اإليجاري ‪080 ..............................‬‬
‫رابعا‪ :‬بيع العقارات في طور اإلنجاز واإليجار المفضي إلى تملك العقار ‪080 .............‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬انعقاد بيع العقارات في طور اإلنجاز ‪080 .........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مرحلة البيع االبتدائي للعقارات في طور اإلنجاز ‪085 ............................‬‬
‫أوال‪ :‬وجوب تحرير عقد البيع االبتدائي‪085 .............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬بيانات البيع االبتدائي للعقار في طور اإلنجاز ‪085 ............................................‬‬

‫‪292‬‬
‫ثالثا‪ :‬الوثائق الواجب إرفاقها بوثيقة البيع االبتدائي للعقار في‬
‫طور اإلنجاز ‪081 .........................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬شروط دفتر التحمالت ‪081 ...........................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬االنتهاء من أشغال األساسات ‪081 ................................................................‬‬
‫سادسا‪ :‬التقييد االحتياطي لعقد البيع االبتدائي ‪081 .....................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة البيع النهائي للعقارات في طور اإلنجاز ‪083 ..............................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تحرير وثيقة بيع العقارات في طور اإلنجاز ‪083 ...............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المؤهلون لتحرير عقد بيع العقارات في طور اإلنجاز‬
‫وتعريفته ‪083 .................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المؤهلون لتحرير عقد بيع العقارات في طور اإلنجاز ‪083 .....................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريفة التحرير ‪000 ...........................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬صيغة بيع عقار في طور اإلنجاز ‪000 ..............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬صيغة بيع ابتدائي لعقار في طور اإلنجاز ‪000 ......................................‬‬
‫أوال‪ :‬صيغة الوثيقة العصرية لبيع ابتدائي لعقار في طور اإلنجاز ‪000 ........................‬‬
‫ثانيا‪ :‬بيانات الوثيقة ‪005 .........................................................................................‬‬
‫‪-0‬الفرش ‪005 .......................................................................................................‬‬
‫‪-0‬الهيكل ‪005 .......................................................................................................‬‬
‫‪-8‬السور‪001 ........................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صيغة بيع نهائي لعقار في طور اإلنجاز ‪003 ........................................‬‬
‫أوال‪ :‬الصيغة‪003 ..................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعليق ‪003 ....................................................................................................‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫توثيق اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪052 ...............................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪052 .......................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪050 ........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪050 .........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز اإليجار المفضي إلى تملك العقار عما يشتبه به‬
‫من العقود‪058 ......................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬اشتباه اإليجار المفضي إلى تملك العقار بالعقود العادية‪058 .................................‬‬
‫‪293‬‬
‫‪-0‬اشتباه اإليجار المفضي إلى تملك العقار بالبيع التام الوارد‬
‫على العقار ‪050 ....................................................................................................‬‬
‫‪ -0‬اشتباه اإليجار المفضي إلى تملك العقار ببيع الخيار‪050 .........................................‬‬
‫‪ -8‬اشتباه اإليجار المفضي إلى تملك العقار بالبيع بالتقسيط ‪050 ...................................‬‬
‫‪ -0‬اشتباه اإليجار المفضي إلى تملك العقار بالكراء‪055 ...............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اشتباه اإليجار المفضي إلى تملك العقار بباقي العقود المركبة ‪055 .......................‬‬
‫‪ -0‬اشتباه اإليجار المفضي إلى تملك العقار ببيع العقار في طور اإلنجاز‪055 ...............‬‬
‫‪ -0‬اشتباه اإليجار المفضي إلى تملك العقار باالئتمان اإليجاري العقاري ‪055 ........................‬‬
‫‪-8‬اشتباه اإليجار المفضي إلى تملك العقار بالكراء مع الوعد بالبيع‪051 ............................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬انعقاد اإليجار المفضي إلى تملك العقار‪051 ........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مرحلة العقد االبتدائي‪051 ......................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المؤهلون لتحرير العقد االبتدائي لإليجار المفضي للتملك ‪051 .............................‬‬
‫ثانيا‪ :‬بيانات العقد االبتدائي لإليجار المفضي إلى تملك العقار‪051 ................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬إشهار العقد االبتدائي لإليجار المفضي إلى تملك العقار‪053 ................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة البيع النهائي‪053 .........................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬صيغة اإليجار المفضي إلى تملك العقار في التوثيق‬
‫العصري‪012 .....................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬صيغة عصرية لعقد ابتدائي لإليجار المفضي إلى‬
‫تملك العقار‪012 .................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬صيغة العقد االبتدائي لإليجار المفضي إلى تملك العقار ‪012 ........................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬بيانات الصيغة ‪018 ............................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬االستهالل ‪018 ..............................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬هيكل الوثيقة ‪018 ..........................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬السور‪015 ....................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬صيغة البيع النهائي في اإليجار المفضي إلى تملك العقار‬
‫في التوثيق العصري ‪015 .............................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬صيغة عصرية لبيع نهائي في اإليجار المفضي‬
‫إلى تملك العقار ‪015 .........................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬بيانات الصيغة ‪011 ............................................................................‬‬
‫الخاتمـة ‪013 ........................................................................................................‬‬
‫قائمـة المصـادر والمراجـع ‪012 .............................................................................‬‬
‫الفهرست‪035 .......................................................................................................‬‬

‫‪294‬‬

You might also like