Professional Documents
Culture Documents
جودة الحياة الزواجية 3 1
جودة الحياة الزواجية 3 1
ُدىُعينةُمنُالزوجات ُ الحياةُالزواجيةُل
(*)
نصرةُمنصورُعبدُالمجيدُ
ُ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺗﻮﻛﻴﺪ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺑﺼﻔﺘﻬﻤﺎ ﻣﻨﺒﺌﻴﻦ ﺑﺠﻮﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ:
ﺍﻟﺰﻭﺍﺟﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ُ
ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ:
ملخص ُ
ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺍﻻﺧﺼﺎﺋﻴﻴﻦ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ) ﺭﺃﻧﻢ ( ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ:
تهدف الدراسة الراهنة إلى بحث دور المقاومة النفسية وتوكيد الذات في التنبؤ بجودة
ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ،ﻧﺼﺮﺓ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ:
الحياة الزواجية لدى عينة من الزوجات .وتكونت العينة من ( )200زوجة ،تتراوح أعمارهن
ﻣﺞ ,29ﻉ3 ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ/ﺍﻟﻌﺪﺩ:
بين ( )50-25سنة ،وبلغ متوسط أعمارهن ( )6.65± 34.78سنة .وطبق على أفراد
ﻧﻌﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ:
العينة مقياس المقاومة النفسية ،إعداد وفاء إمام ( ،)2017ومقياس توكيد الذات ،إعداد عزة
2019 ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ:
عبد الكريم ( ،)2012ومقياس جودة الحياة الزواجية ،إعداد نجالء راضي ( .)2017وكشفت
ﺃﺑﺮﻳﻞ ﺍﻟﺸﻬﺮ:
نتائج الدراسة عن ارتباط الدرجة الكلية للمقاومة النفسية ،وتوكيد الذات بجودة الحياة
499 - 548 ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ:
الزواجية .كما وجدت ارتباطات دالة موجبة بين أبعاد المقاومة النفسية المتمثلة ،في:
1008409 ﺭﻗﻢ :MD
الصالبة النفسية ،وتقدير الذات ،ومواجهة الضغوط وحل المشكالت ،والمرونة ،والكفاءة
ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ:
االجتماعية ،واستراتيجيات المساندة االجتماعية والبحث عنها ،والقيم األخالقية والدينية وجودة
Arabic ﺍﻟﻠﻐﺔ:
الحياة الزواجية .كما أظهرت النتائج تنبؤ تفاعل المقاومة النفسية ،وتوكيد الذات بجودة
EduSearch ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ:
الحياة الزواجية ،واحتالل توكيد الذات الدور التنبؤي األول والدال بجودة الحياة الزواجية
ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﺗﻮﻛﻴﺪ ﺍﻟﺬﺍﺕ ،ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺍﺟﻴﺔ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ:
لدى الزوجات.
https://search.mandumah.com/Record/1008409 ﺭﺍﺑﻂ:
الكلماتُالمفتاحية :المقاومة النفسية -توكيد الذات -جودة الحياة الزواجية
)*(
Lecturer of Psychology, Faculty of Arts - Cairo University
)1( Resilience
)2( Marital quality
-500-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
عند تعرضه للخبرات االنفعالية السلبية ،ما يساعده على حل المشكالت بدرجة
أما توكيد الذات فهو مهارات عالية من المرونة والكفاءة (إمامًّ .)2017 ،
سلوكية لفظية وغير لفظية ،نوعية موقفية متعلمة ،ذات فاعلية نسبية .تتضمن
تعبير الفرد عن مشاعره اإليجابية والسلبية ،ومقاومة الضغوط التي يمارسها
اآلخرون ،والمبادرة في التفاعالت االجتماعية أو إنهائها ،والدفاع عن الحقوق
الخاصة ،وعدم انتهاك حقوق اآلخرين (عبد المحسن .)2015 ،أما جودة
الحياة الزواجية فهي عبارة عن تقييم شامل للعالقة الزواجية ،يتضمن السعادة
الزواجية ،واالستقرار الزواجي ،والتواصل الزواجي ،والرضا الجنسي (راضي،
.)2017
ومرت دراسات المقاومة النفسية بعدة تيارات بحثية ،فقد ارتكزت الدراسات
المبكرة للمقاومة النفسية على أثر عوامل الخطر( ،)1ثم تطور اهتمام الباحثين
من التركيز على عوامل الخطر التي تؤدي إلى االضطرابات النفسية إلى بحث
عوامل الحماية( ،)2ونقاط القوة التي تساعد األفراد على التغلب على عوامل
الخطر ،ودراسة الظروف التي تؤدي إلى النمو النفسي الصحي (عبد الرقيب،
4 ،2014؛ جورج .)4 ،2016 ،ومن ثم فالمقاومة النفسية تتعامل مع
عنصرين ،أحدهما يخص مقاومة االنهيار الذي يحمي الفرد عند تعرضه
للظروف الصعبة .واآلخر يخص البناء اإليجابي الذي يساعد الفرد على
التغيير والتصدي للعديد من آثار الشدائد ).(Taormina, 2015
وتضم عوامل الحماية أو الوقاية عدة أنواع ،هي :عوامل الحماية الداخلية
المتصلة بالفرد ،وتشمل :سماته الشخصية ،ونسبة ذكائه ،ومهاراته في حل
المشكالت ،وتصوره عن ذاته .وعوامل الحماية الخارجية المتعلقة باألسرة،
وتضم :الرعاية األسرية للفرد ،ودعمه ،وتوجيهه ،ومساندته .ثم عوامل الحماية
الخارجية المتصلة بالمجتمع ،وتضم :تحقيق األمن للفرد ،وتعزيز قدرته على
-502-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
وفيما يخص جودة الحياة الزواجية فهي أحد المفاهيم الخاصة بمجال علم
النفس اإليجابي ،وتهتم ببحث العالقات االجتماعية ،ومنها العالقة الزواجية.
وهي ناتج لطريقة تفاعل الزوجين ،وينتظم هذا التفاعل من خالل نوعية العالقة
بين الزوجين ،ومستويات سعادتهما ،ومدى مواجهتهما للمواقف الضاغطة
(Serpen& Mackan, 2017; Beam& Marcus, Turkheimer& Emery,
) .2018وعندما تكون العالقة جيدة يسود مناخ من الراحة النفسية في األسرة؛
ما يؤدي إلى تحسين األداء في الحياة االجتماعية (Yadalijamaloye, Naseri,
)Shoshtari, Khaledian& Ahrami, 2013; Bhattacharjee& Banik, 2016
ومن ثم فهي أحد الجوانب المهمة في الحياة األسرية؛ إذ تشكل الشعور بحسن
الحال .وكلما ارتفع مستوى جودة الحياة الزواجية تميز الفرد بزيادة مستوى
تحسين صحته الذاتية ،وانخفاض درجات المعاناة من األمراض الجسمية
والنفسية ).(Allendorf& Ghimire, 2013; Babić Čikeš& Marić, 2018
مشكلةُالدراسةُ :
شهدت اآلونة األخيرة تغي ارت ملحوظة في نظام األسرة وفي المحددات
األساسية للزواج تؤثر بدورها على جوانب المجتمع ُ (Mukherjee,
)ُ .Chaudhuri& Sonali De, 2016; Bhattacharjee& Banik, 2016فالزواج
عديدا من
ً هدف إنساني أساسي يتطلب اكتساب معارف ومهارات معينة ويواجه
رره خاصة بعد ارتفاع نسب الطالق ;(Shola, 2018 التحديات حول استق ا
أحيانا يعاني ظاهرة يطلق
)ُ .Zimmermann, De Zwaan& Heinrichs, 2019و ً
عليها "نظرية امتداد المشقة( .")1وتؤدي هذه المشقة أو الضغوط إلى ضعف
مستوى جودة الحياة الزواجية ،ومن ثم تتهدد الحياة الزواجية خاصة مع تأثير
الحياة الحديثة ،وزيادة المطالب التي فُرضت على األسرة لتظل في حالة سعي
دائم للوفاء باحتياجاتها .ومن ثم أصبحت الحياة الزواجية ال تسير على طريقة
عديدا من التغيرات والتحوالت التي تط أر على العالقة الزواجية،
ً واحدة بل تشهد
تبعا
فتارة تكون الحياة الزواجية هادئة مستقرة وتارة أخرى ثائرة متغيرة ،ويتغير ً
لذلك أنماط التفاعل الزواجي (عبد الكريم.)2015 ،
وتتأثر النساء بشكل مختلف وعميق بهذه الضغوط والتغيرات
) ،(Mahmoody, 2011وتعيق هذه الضغوط قدرتهن على الدخول في سلوكيات
تعزز العالقة الزواجية (Neff& Broady, 2011; Poonguzhali& Vijayabanu,
) .2014لذلك يأتي دور المقاومة النفسية لهذه الضغوط ليسهم في رفع كفاءة
عالقاتهن الزواجية ،ومن ثم ارتفاع مستوى جودة حياتهن الزواجية &(Neff
أيضا ارتفاع مستويات الكرب الزواجي في معظم
) .Broady, 2011وقد لوحظ ً
أنحاء العالم وتعرض بعض الزوجات إلى مستويات متعددة من اإلساءة
وتعرضهن للعنف واإليذاء من أزواجهن نتيجة ضعف مستوى توكيدهن لذواتهن
أيضا في عالقة هذا
ً ) (Anim, 2010لذلك تحاول الدراسة الراهنة البحث
المفهوم بجودة حياتهن الزواجية.
وفيما يخص دور المقاومة النفسية في التنبؤ بجودة الحياة الزواجية ،يتبين
أن المق اومة النفسية تهتم ببحث العوامل الوقائية أو عوامل الحماية التي تساعد
األفراد على التكيف مع الظروف الحياتية الصعبة ،وكذلك االهتمام بدور
العوامل البيئية ومنها دور األسرة ) .(Lu et al., 2017وفي سياق العالقة
الزواجية تتضمن المقاومة النفسية العمليات التي تستخدمها الزوجات للتغلب
بنجاح على العقبات ،وتخطي المشكالت ،ومواجهة التحديات التي تتطلب
التماسك عند الشدائد .والزوجات السعيدات في حياتهن الزواجية (عنصر جودة
الحياة الزواجية) يتمكن من مقاومة هذه الضغوط وتحمل الظروف الصعبة في
سياق الحياة الزواجية ) .(Venter, 2009; Neff& Broady 2011كما يستطعن
وضع قواعد معينة وتنظيم أدوارهن الزواجية ،ويستخدمن استراتيجيات مواجهة
فعالة حال التعرض ألي ضغوط أو صعوبات في سياق حياتهن الزواجية األمر
الذي يسهم في رفع مستوى جودة حياتهن الزواجيةُ).(Mohammed, 2017
-504-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
-505-
المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ
بدراسة عالقته بالتوافق الزواجي وليس بجودة الحياة الزواجية .وحسب حدود
الباحثة في االطالع – ال توجد أي دراسات عنيت ببحث دور مفهومي المقاومة
معا في التنبؤ بجودة الحياة الزواجية ،ما يحث على
النفسية وتوكيد الذات ً
دراسة الموضوع الحالي.
ناءُعلىُماُسبقُيمكنُتحديدُمشكلةُالدراسةُفيُاألسئلةُاآلتيةُ :
ب ً
( )1هل توجد عالقة بين المقاومة النفسية وجودة الحياة الزواجية لدى
الزوجات؟
( )2هل توجد عالقة بين توكيد الذات وجودة الحياة الزواجية لدى
الزوجات؟
( )3هل يسهم تفاعل المقاومة النفسية وتوكيد الذات في التنبؤ بجودة
الحياة الزواجية لدى الزوجات؟
وبعد هذا التناول السابق سنتجه فيما يأتي إلى عرض مبررات إجراء
الدراسة الحالية.
مبرراتُإجراءُالدراسةُ :
-1ارتفاع نسب الطالق في المجتمع المصري في اآلونة األخيرة ،وذلك
طبقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء بالقاهرة عام
2018إذ بلغت 198ألف حالة طالق سنويًّا.
-2تزايد الضغوط التي تنجم عن العالقة الزواجية ،مثل :التفاعل السلبي بين
الزوجين ،وتغير ظروف العمل أو الظروف االقتصادية أو الظروف التي
تخص األبناء وغيرها من أشكال الضغوط تقلل المقاومة النفسية
للزوجات ) .(Kia, Golzari& Sohrabi, 2013وأصبحت هناك دراسات
تهتم بتطوير برامج لتدريب الزوجات على تحسين جودة الحياة الزواجية
من خالل استخدام استراتيجيات فعالة لمواجهة الضغوط وحل المشكالت
-507-
المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ
-508-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
وتوجد تعريفات أخرى ركزت عليها بوصفها سمة؛ إذ عرفها وانج وآخرون
) (Ya liu, Wang& Zhou, 2014بأنها سمة شخصية إيجابية تُمكن األفراد من
التكيف مع الشدائد ومواجهة الظروف الصعبة .وهناك من عرفها بوصفها
نتيجة ،فقد أشار روتر ) (Rutter, 2007إلى أن المقاومة تتمثل في النتائج
اإليجابية التي يحققها الفرد ،على الرغم من مرورهم بأحداث ضاغطة وتعرضهم
لعوامل خطر .والبعض عرفها بوصفها عملية ديناميكية تفاعلية يمكن االستدالل
عليها من خالل قياس عوامل الوقاية والحماية التي تتوفر لدى الفرد من
مصادر خارجية (األسرة ،والمدرسة ،والمجتمع) أو مصادر داخلية التي تتمثل
في المهارات واالستعدادات الشخصية للفرد ،أو ما ُيسمى باإلمكانات الفردية
(طهُ .)25 ،2017 ،
وتتبنى الدراسة تعريف وفاء إمام ( )2017للمقاومة النفسية بأنها" :قدرة
الفرد على إصدار استجابات تكيفية لمواجهة الصدمات والمحن والضغوط
النفسية الشديدة ،وكذلك قدرته على التوافق والعودة أو الشفاء السريع عند
تعرضه للخبرات االنفعالية السلبية ،ما يساعده على حل المشكالت بدرجة عالية
من المرونة والكفاءة.
النماذجُالمفسرةُللمقاومةُالنفسية:
ّ
(ُ )1نموذجُمنشأُالصحةُ :
وضع هذا النموذج أنتونوفسكي Antonovskyعام ،1979واهتم بوصف
وتحديد الطرائق والعوامل المتصلة بالصحة اإليجابية .وافترض أن غياب
السلوك السيئ ال يدل على الصحة؛ ألن عوامل الصحة تتطلب عناصر أخرى
أيضا بطرائق العالج
تتخطى غياب المرض أو الخطورة .واهتم هذا النموذج ً
والوقاية للسيطرة على العوامل السلبية (منشأ المرض) .كما تناول مفهوم الشعور
بالترابط( ،)1الذي يشمل :القدرة على الفهم ،والقدرة على التحكم ،والقدرة على
إدراك الهدف ،ويستطيع الفرد من خالل هذه المكونات الثالثة للمفهوم أن يواجه
الضغوط والمطالب بمقدار مرتفع من الدافعية حتى يمكنه التغلب عليها واعادة
التوافق ).(Lanland, Wahl, Kirstofferse& Hsnestad, 2007
(ُ )2نموذجُعمليةُالمقاومةُ :
ويفسر من خالله المقاومة قدم ريتشارسون هذا النموذج عام ُ ،2002
النفسية عن طريق إعادة التوازن النفسي الذي يساعد الفرد على مواجهة
وعقليا ونفسيًّا مع
ً جسديا
ً الضغوط والمتطلبات ،ويسمح له بالقدرة على التكيف
ظروف الحياة ،ويحتاج الفرد إلى إعادة التكامل الستعادة التوازن مرة أخرى
) .(Richardson, 2002وتناول هذا النموذج ثالثة عناصر ،هي :خصال األفراد
المتسمين بالمقاومة .وبحث العمليات التي تجعلهم يكتسبون هذه الخصال،
وادراك المرونة الفطرية المرتبطة بالمقاومة وقدرتها على النمو والتطور (Wald,
).Taylor, Asmundson, Jang& Stapleton, 2006
(ُ)3النموذجُالتعويضيُ :
ُيهتم هذا النموذج بتفسير عوامل الحماية أو الوقاية بوصفها عوامل
تعوض التعرض لعوامل الخطر ،وتؤثر بشكل مباشر على النتائج &(Fergus
) .Zimmerman, 2005كما يبين أن عوامل الوقاية تعمل في اتجاه عكس
عوامل الخطر وتؤثر في السلوكيات الناتجة حتى مع التعرض لعامل الخطر.
فعلى سبيل المثال :نجد أن تأثير الوالدين أو الراشدين يساعد في مواجهة عامل
الخطورة ،أي إن ه يقوم بعمل نوع من التعويض عن اآلثار السلبية التي قد تنتج
عن هذه العوامل (طه.)33 ،2017 ،
(ُ )4نموذجُالحمايةُ :
أيضا بنموذج التأثير التفاعلي .ويفترض أن عواملُيعرف هذا النموذج ً
الحماية أو الوقاية تنطوي على عالقة تفاعلية بين عوامل الحماية والتعرض
للخطر أو النتيجة؛ إذ إن عوامل الحماية تعدل التأثير السلبي لعوامل الخطر
) .(Fergus& Zimmerman, 2005كما يفترض أن دور عوامل الحماية والوقاية
-510-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
هي التقليل من اآلثار السلبية لالستهداف ،إذ يجعل العالقة بين عوامل
طا .ومن ثم يعزز هذا النموذج دور
االستهداف والمشكالت السلوكية أقل ارتبا ً
عوامل الوقاية في الحد من اآلثار السلبية التي تحدثها عوامل الخطر أو منعها
).(Fleming& Ledogar, 2008
(ُ )5نموذجُالتحدي(ُ :)1
يفترض نموذج التحدي شكل العالقة بين عوامل االستهداف وبين النتائج
عاليا بين تعرض الفرد
المترتبة عليها .كما يفترض النموذج أن هناك ارتباطًا ً
للدرجات المرتفعة أو المنخفضة من عوامل االستهداف وبين حدوث مشكالت
نفسية وسلوكية .فهناك بعض الحاالت التي يتعرض فيها األفراد لبعض
الضغوط أو المنغصات التي يمكن أن تساعدهم في تحقيق نجاح غير متوقع
(طه .)52 ،2017 ،وأحد العناصر الضرورية التي تتعلق بنموذج التحدي أن
مفيدا؛ ألن ذلك يمنح الفرصة
أمر ًضعف مستوى التعرض للمخاطر ،قد يكون ًا
للفرد على ممارسة مهاراته المختلفة وتوظيف موارده وامكاناته الشخصية حتى
يثير لديه استجابة تكيفية لمواجهة هذه المخاطر والتغلب عليها والتوافق معه.
) (Wang& Zhang, 2017وتتبني الدراسة الحالية هذا النموذج.
ثانياُ:مفهومُتوكيدُالذاتُ :
ً
ُيعرف توكيد الذات بأنه "القدرة على التعبير عن اآلراء والمشاعر واألفكار
والحاجات بشكل صريح ،وبطريقة تتفق مع شخصيتك وتحترم اآلخرين"
) .(Stein& Book, 2006وتُعبر الدرجة المرتفعة على توكيد الذات عن الكفاءة
الذاتية للفرد ،ومدى قدرته على التعبير المالئم في المواقف االجتماعية بفاعلية
وايجابية ،وكذلك قدرته على التعبير اللفظي وغير اللفظي في مواقف نوعية
متعلمة (صابر .)2012 ،كما يعرف بأنه :مهارات سلوكية لفظية وغير لفظية،
نوعية موقفية ُمتعلمة ،ذات فاعلية نسبية .تتضمن تعبير الفرد عن مشاعره
)1( Proactive-reactive
-511-
المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ
الذات ُوالثقة ُبالنفس :يحث تقدير الذات األفراد على المبادأة ،وبدون تقدير
الذات يصعب على األفراد المبادأة االجتماعية خشية تلقي النقد أو إصدار
غالبا على الخبرات
أحكام عليهم من جانب اآلخرين .وتقوم هذه المخاوف ً
الماضية التي يتم إدراكها بشكل سلبي .وعندما يرتفع مستوى تقدير الذات
يستطيع األفراد توكيد ذواتهم بشكل يبعد عن المظهر السلبي لتوكيد الذات الذي
ابعاُ:
يحمل معه عنصر العدوان الذي يسبب بشكل أو بآخر أذى لآلخرينُ .ر ً
الشعور ُباألمانُ :األشخاص الذين يشعرون باألمان لديهم مستوى مرتفع من
الثقة الداخلية بالنفس ،ومشاعر تقدير إيجابية .وعندما يستجيب الفرد لآلخرين
بدون خوف مع مراعاة حقوقهم ففي هذه الحالة يؤكدون ذواتهم ويديرونها بشكل
يسمح بتفاعل اجتماعي إيجابي ) .(Boholst, 2002وتعتمد الدراسة الحالية على
هذه النظرية في توكيد الذات.
ثالثًاُ:مفهومُجودةُالحياةُالزواجيةُ :
تعرف بأنها الوظيفة العامة للزواج الناجح ) .(Bricker,2005كما ُيعرفها
شيهان ) (Shehan, 2016بأنها مفهوم إيجابي يضم :السعادة الزواجية ،والرضا
الزواجي ،والتواصل الزواجي ،واالستقرار الزواجي .ومن ناحية أخرى تُعرف
بأنها درجة الرضا التي يشعر بها الفرد تجاه مظاهر حياته المختلفة ،ومنها
العالقة الزواجية ،وسعادته واالهتمام بالخبرات الشخصية ويتوقف ذلك على
عوامل ترتبط بأفكاره حول حياته (Mike& Luna, 2015; Babić Čikeš,
).Marić& Šincek, 2018
تتبنى الباحثة تعريف نجالء راضي لجودة الحياة الزواجية بأنها "تقييم شامل
للعالقة الزواجية ،يتضمن السعادة الزواجية ،واالستقرار الزواجي ،والتواصل
الزواجي ،والرضا الجنسي".
-513-
المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ
النماذجُالمفسرةُلجودةُالحياةُالزواجيةُ :
ّ النظرياتُو
ُ-1نظ ُريةُالتكافؤ(ُ :)1
تشير هذه النظرية إلى تساوي مقدار الفوائد التي يتلقاها الشخص من
أيضا مقدار االرتباط بالعالقة ،ويعني ذلك أن يشعر الزوجالعالقة ،وتساوي ً
بأن الزوجة تعطي المقدار نفسه الذي يعطيه في العالقة الزواجية والعكس
صحيح .فعندما يكون الشخص مرتبطًا بالعالقة فإنه يقارنها بمقدار ارتباط
أيضا ،واذا وجد هذا الشخص أنه ُيعطي في هذه العالقة
الطرف اآلخر بالعالقة ً
أكثر مما يستقبل ،فإن مستوى رضاه عن العالقة يقل ومن ثم تقل جودة حياته
الزواجية؛ ذلك ألنه يحصل من العالقة على مقدار أقل مما كان يتوقعه .فإذا لم
ُيدرك أحد الطرفين أو كالهما أهمية التساوي في العالقة فإن هذا يكون من
المؤشرات الواضحة على انخفاض الرضا عن العالقة ).(Lindholm,2006
وفي إطار العالقة الزواجية ،فإن الزوجين اللذين يدركان التكافؤ في عالقاتهما
حرصا على االستمرار
ً الزواجية يكونان أكثر رضا عنها وأكثر سعادة ،وأكثر
فيها ،ومن ثم ترتفع جودة حياتهما الزواجية مقارنة بالزوجين اللذين يدركان
العالقة على أنها غير متكافئة ).(Larson, Hummond& Harper, 1998
ُ-2نموذجُنقاطُالضعف-المشقةُ-التكيفُللزواجُ :
وضع هذا النموذج كارني وبرادبيوري )(Karney& Bradbury, 1995
ويفسر هذا النموذج االستقرار الزواجي المتعلق بجودة الحياة الزواجية .ووفقًا
ُ
لهذا النموذج فإن األشخاص يدخلون الزواج بخبرات مختلفة قد يستمدونها من
خلفياتهم األسرية التي ينحدرون منها ،وعندما يتسم هؤالء األشخاص بخصائص
معينة ،مثل :انخفاض المستوى التعليمي ،أو وجود سمات شخصية غير توافقية
أو ضعف المهارات االجتماعية أو وجود توجهات سلبية نحو الزواج فكل هذه
الخصائص تجعلهم عرضة الرتفاع مستوى المشقة والضغوط التي يواجهونها
في حياتهم الزواجية؛ ما يهدد استقرارهم الزواجي .وتزيد المشقة بين الزوجين في
اء على ذلك فاألزواج والزوجات الذين
حالة ارتباط ظروف أخرى بالزواج .وبن ً
يستطيعون مواجهة المشقة والتكيف مع هذه الضغوط يرتفع لديهم االستقرار
الزواجي ،أما األزواج والزوجات الذين ال يستطيعون التغلب على الضغوط التي
تواجه العالقة الزواجية ينخفض لديهم مستوى االستقرار الزواجي ما يهدد
بحدوث الطالق ).(Brehm, Miller, Perlman& Compbell, 2002
ويتضمن هذا النموذج ثالث مكونات أساسية تؤثر على جودة الحياة
الزواجية .أوًًلُ :نقاط ُالضعف ُالثابتة :وتشمل سمات الشخصية المزعجة
وثانياُ :األحداث ُالشاقة :وتشمل األحداث الحياتية الكبرى والظروف
ً وغيرها.
الشاقة .وثالثًا ُالعمليات ُالتكيفية :وتشمل التفاعالت الزواجية ،وقدرة كل زوج
على إمداد الزوج اآلخر بالمساندة االجتماعية .فاألزواج والزوجات ذوو
العمليات التكيفية الفعالة الذين يواجهون أحداثًا شاقة قليلة ،وينخفض لديهم
مستوى نقاط الضعف الثابتة فهؤالء يرتفع لديهم مستوى االستقرار المرتبط
بجودة حياتهم الزواجية مقارنة باألزواج والزوجات الذين يواجهون أحداثًا شاقة
عديدا من نقاط الضعف فهؤالء ينخفض لديهم مستوى جودة ً متعددة ،ويمتلكون
الحياة الزواجية (ربيع.)2012 ،
ُ-3نظريةُجودةُالحياةُالزواجيةُلماركس ُ
ُوضع ماركس Marxهذه النظرية ،ويشير فيها إلى أن جودة الحياة
الزواجية هي تقييم الفرد العام للعالقة الزواجية ،وتعتمد على الطريقة أو
األسلوب الذي من خالله ينظم المتزوجون أنفسهم بشكل متسق داخل مثلث
وثانيا :كيفية تفاعل الزوج والزوجة بعضهما
يضم ،أوًال :نوعية العالقة الزواجيةً .
مع بعض .وثالثًا :مواجهة المواقف الضاغطة .وذكر ماركس في السياق نفسه
ثالثة عناصر مهمة تختص بجودة الحياة الزواجية .العنصر األول :الذات،
وتتضمن سمات الفرد ،ودوافعه ،وطاقاته المختلفة التي تتشكل من خاللها
خبراته في الحياة .والعنصر الثاني :العالقة بالزوج اآلخر .والعنصر الثالث :أي
-515-
المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ
-516-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
-518-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
سنة ،ومن مستويات تعليمية مختلفة .وكشفت النتائج أن الدرجة المرتفعة من
إيجابا بالسعادة مكون جودة حياتهن الزواجية.
ً توكيد الذات لدى الزوجات ترتبط
واتسقت هذه النتيجة مع دراسة أنمشهان وأوالديني (Animasahun& Oladeni,
زوجا وزوجة؛ إذ بينت نتائجها أن توكيد الذات
) 2012وذلك لدى عينة من ً 42
يرتبط بمهارات التواصل المتضمنة في عنصر السعادة الزواجية مكون جودة
الحياة الزواجية.
وفيما ُيتعلق ُبالتعقيب ُعلى ُهذه ُالدراسات ،يتبين-في حدود اطالع
الباحثة -أن معظم الدراسات السابق عرضها في هذا السياق كانت تهتم ببحث
عالقة المكونات الخاصة بالمقاومة النفسية على حدة بجودة الحياة الزواجية أو
ببعض أبعادها ،ولم تتناول مفهوم المقاومة النفسية بشكل كلي في التنبؤ بجودة
الحياة الزواجية .أما الدراسات التي اهتمت بتوكيد الذات في سياق العالقة
الزواجية ،فعنيت بدراسة عالقته بمتغيرات أخرى ،مثل :التوافق الزواجي ،ولم
تهتم ببحث عالقته بجودة الحياة الزواجية .حتى الدراسات القليلة التي
استخدمت هذا المفهوم كانت في إطار عالقته بأحد أبعاد جودة الحياة الزواجية
كما هو الحال في بحث ارتباطه بمكون السعادة الزواجية المتضمن في جودة
الحياة الزواجية .وفي سياق البيئة العربية-حسب حدود الباحثة في االطالع –
ال توجد أي دراسات عنيت ببحث المقاومة النفسية وتوكيد الذات في التنبؤ
بجودة الحياة الزواجية ،ما يبرر دراسة الموضوع الحالي.
فروضُالدراسةُ :
بعد مراجعة نتائج الدراسات السابقة يمكن صياغة فروض الدراسة على
النحو اآلتي:
( )1توجد عالقة موجبة بين المقاومة النفسية وجودة الحياة الزواجية لدى
الزوجات.
-520-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
( )2توجد عالقة موجبة بين توكيد الذات وجودة الحياة الزواجية لدى
الزوجات.
( )3يسهم تفاعل المقاومة النفسية وتوكيد الذات في التنبؤ بجودة الحياة
الزواجية لدى الزوجات.
منهجُالدراسةُواجراءاتهاُ :
استخدم في الدراسة الراهنة المنهج الوصفي االرتباطي؛ وذلك للكشف عن
عالقة كل من المقاومة النفسية وتوكيد الذات بجودة الحياة الزواجية ،وكذلك
الكشف عن الدور الذي يقوم به كل منهما في التنبؤ بجودة الحياة الزواجية لدى
الزوجات.
عينةُالدراسةُوخصالهاُ :
تكونت عينة الدراسة األساسية من ( )200زوجة ،تتراوح أعمارهن بين
( )50-25سنة ،وبلغ متوسط أعمارهن ( )6.65± 34.78سنة .وبلغ متوسط
مدة زواجهن 6.21 ± 10.14سنة .ونحو ٪25.5لديهن ابن واحد ،و٪47.0
لديهن ابنين ،و ٪22.5لديهن ثالثة أبناء ،و ٪5.0لديهن أربعة أبناء ،و٪2.0
لديهن خمسة أبناء .وروعي في العينة عدة شروط ،هي )1( :تجنب األعمار
المتقدمة في السن؛ بهدف استبعاد مرحلة الشيخوخة وما يرتبط بها من تغيرات
قد تتداخل مع هدف الدراسة )2( .وأن يكون أفراد العينة من مستويات تعليمية
مختلفة تتراوح بين مستوى تعليمي متوسط إلى فوق الجامعي )3( .وأن يكون
لديهن أطفال؛ حتى ال يؤثر عدم اإلنجاب على متغيرات الدراسة )4( .وأال يكن
قد تعرضن لطالق سابق )5( .وأال يكن قد مررن بخبرة زواج سابق )6( .وأال
يعانين من أي أمراض جسمية مزمنة أو أمراض نفسية .ويوضح الجدول اآلتي
خصال أفراد العينة.
-521-
المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ
جدولُ(ُ:)1خصالُأفرادُالعينة ُ
المستوىُالتعليمي متوسطُ المدى ُ
الخصال ُ
دبلومُ العمر ُ العمري ُ
دكتوراه ماجستير متوسط العينة ُ
جامعي ُ عال ُ بالسنة ُ بالسنوات ُ
ُ±ُ34.78 -25 الزوجات ُ
٪17.0 ٪24.0 ُ ٪5.5 ٪51.0 ٪2.5
6.65 50 ن=ُُ 200
أدواتُالدراسةُ :
ُ
ُ-1مقياسُجودةُالحياةُالزواجيةُ :
بندا،
صممت هذا المقياس نجالء راضي ( ،)2017ويتكون من (ً )75
تغطي أربع مكونات رئيسة ،هي :السعادة الزواجية ،والتواصل الزواجي،
واالستقرار الزواجي ،والرضا الجنسي .ويضم ُبعد السعادة الزواجية ( )10بنود
أرقام ( .)73 ،63 ،17 ،15 ،11 ،9 ،7 ،5 ،3 ،1ويضم ُبعد التواصل
الزواجي ( )17بند أرقام (،41 ،37 ،35 ،31 ،29 ،25 ،23 ،19 ،4 ،2
.)75 ،69 ،66 ،64 ،54 ،51 ،45ويتضمن ُبعد االستقرار الزواجي ()27
بند أرقام (،40 ،39 ،36 ،34 ،32 ،28 ،26 ،22 ،20 ،16 ،13 ،10 ،6
.)74 ،72 ،70 ،67 ،62 ،60 ،59 ،57 ،55 ،53 ،50 ،48 ،46 ،43
بندا تُمثل باقي بنود المقياس .وتتطلب
أما ُبعد الرضا الجنسي فضم (ً )21
اإلجابة عن كل بند أن يحدد الفرد درجة انطباق كل بند عليه باستخدام مقياس
تماما .وأقصى درجة على المقياس
شدة يتراوح بين ( )1ال أوافق إلى ( )5أوافق ً
هي ( )375درجة .أما البنود العكسية في كل مقياس فرعي ،فتصحح في
االتجاه العكسي .وقامت نجالء راضي ( )2017بحساب ثبات هذا المقياس
زوجا 30 ،زوجة)،
زوجا وزوجة (ً 30 وصدقه على عينة تكونت من ً 60
تراوحت أعمارهم بين ( )47-25سنة ،وبلغ ثبات ألفا ،0.92وثبات القسمة
النصفية .0.92كما اتسم المقياس بمؤشرات صدق مناسبة تمثلت في صدق
المضمون ،وصدق االتساق الداخلي ،والصدق التمييزي.
-522-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
ُ-2مقياسُالمقاومةُالنفسيةُ ُ:
بندا ،موزعة
أعدت هذا المقياس وفاء إمام ( ،)2017ويتكون من ً 116
بندا ،وتمثله
على سبع مكونات :أوًال :مكون الصالبة النفسية ،ويتكون من (ً 17
بندا ،وتمثله البنود
ثانيا :مكون تقدير الذات ،ويضم (ً 13البنود من ً .)17-1
من .)30-18وثالثًا :مكون مواجهة الضغوط وحل المشكالت ،ويتضمن (23
بندا،
ابعا :مكون المرونة ،ويضم (ً 17 بندا ،وتمثله البنود من .)53-31ور ً ً
وخامسا :مكون الكفاءة االجتماعية ،ويشمل (13
ً وتمثله البنود من .)70-54
وسادسا :مكون استراتيجيات المساندة
ً بندا ،وتمثله البنود من .)83-71 ً
بندا ،وتمثله البنود من .)95-84 االجتماعية والبحث عنها ،ويتكون من (ً 12
بندا ،وتمثله البنود من
وسابعا :مكون القيم األخالقية والدينية ،ويضم (ً 21
ً
.)116-96وتتطلب اإلجابة عن كل بند أن يحدد الفرد درجة انطباق كل بند
أبدا إلى ( )5تنطبق عليه باستخدام مقياس شدة يتراوح بين ( )1ال تنطبق ً
دائما .وأقصى درجة على المقياس هي ( )580درجة .وتضمن المقياس بعض ً
البنود السلبية تحسب الدرجة عليها بمعكوسها .وتوصلت دراسة وفاء إمام
( )2017إلى تميز المقياس بثبات وصدق مالئمين ،وذلك على عينة تكونت
ذكر 50 ،أنثى) ،متوسط أعمار اإلناث ( )6.5 ± 41.3سنة .وبلغ من (ً 50ا
ثبات ألفا 0.9وثبات القسمة النصفية .0.8كما كشفت الدراسة عن صدق
تالزمي للمقياس من خالل ارتباطه بمقياس الصالبة النفسية لعماد مخيمر.
ُ-3مقياسُتوكيدُالذاتُ ُ:
بندا،
صممت هذا المقياس عزة عبد الكريم ( ،)2012ويتكون من ً 33
تقيس المهارات التوكيدية في العالقة الزواجية ،وتشمل :اإلفصاح عن المشاعر
اإليجابية والسلبية ،والدفاع عن الحقوق الخاصة ،ومقاومة الضغوط الرامية
إلجبار الفرد على إتيان ما ال يرغبه من أفعال .وتتطلب اإلجابة عن كل بند أن
يحدد الفرد درجة انطباق كل بند عليه باستخدام مقياس شدة يتراوح بين ( )1ال
دائما .وأقصى درجة على المقياس هي ()165 أبدا إلى ( )5تنطبق ً تنطبق ً
-523-
المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ
درجة .وجميع بنود المقياس سلبية تحسب الدرجة عليها بمعكوسها .وكشفت
دراسة عزة عبد الكريم عن تميز المقياس بثبات وصدق مناسبين ،وذلك على
زوجا وزوجة ،تتراوح أعمارهم بين 58-25سنة .وبلغعينة تكونت من ً 40
ثبات ألفا ،0.92وثبات القسمة النصفية ،0.78 ،وثبات إعادة االختبار .0.70
كما كشف المقياس عن صدق تمييزي مالئم.
تقديرُالكفاءةُالسيكومتريةُألدواتُالدراسةُ ُ:
حسابُالثباتُ :
حسب الثبات لجميع مقاييس الدراسة الحالية بطريقتين هما :الثبات
بطريقة ألفا كرونباخ ،والثبات بطريقة إعادة االختبار ،وذلك بفاصل زمني بين
االختبار واعادته تراوح بين أسبوع وأسبوعين ،وذلك على عينة استطالعية
مكونة من ( )30زوجة ،بلغ متوسط أعمارهن ( )7.43 ± 38.20سنة ،وراعت
الدراسة في هذه العينة الشروط نفسها المستخدمة في العينة األساسية .ونعرض
فيما يأتي لجداول حساب الثبات لمقاييس الدراسة بطريقتي معامل ألفا كرونباخ
واعادة االختبار.
جدول ُ(ُ :)2معامل ُالثبات ُبطريقتي ُألفا ُواعادة ُاًلختبار ُلكل ُمن ُمقياس ُالمقاومةُ
النفسيةُ،ومقياسُتوكيدُالذاتُ،ومقياسُجودةُالحياةُالزواجيةُلدىُالزوجات ُ
الزوجاتُ(ن=ُُ )30 ُُ
معاملُألفا ُ إعادةُاًلختبار ُ ُالمقاييس ُ
ُ 0.70 ُ 0.96 ُ-1المقاومةُالنفسية ُ
ُ 0.77 ُ 0.92 ُ-2توكيدُالذات ُ
ُ 0.77 ُ 0.97 ُ-3جودةُالحياةُالزواجية ُ
يتبي ن من جدول ( ،) 2تميز جميع مقاييس الدراسة-على مستوى
الدرجة الكلية بمعامالت ثبات تراوحت بين مرتفعة ومقبولة لدى الزوجات
وذلك بطريقتي ألفا وا عادة االختبار؛ ما يُمكن من استخدامها في الدراسة
الراهنة.
-524-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
نتائجُالدراسةُ :
يهتم هذا الجزء بعرض نتائج التحليالت اإلحصائية التي أجريت على
بيانات الدراسة الحالية ،ومدى إسهامها في اإلجابة عن أسئلة الدراسة
وفروضها ،وذلك على النحو اآلتي:
اإلحصاءاتُالوصفيةُ :
يتمثل عرض اإلحصاءات الوصفية في المتوسطات واالنحرافات المعيارية
لمتغيرات الدراسة لدى الزوجات .ويعرض جدول ( )3المتوسطات واالنحرافات
المعيارية لمتغيرات الدراسة لدى الزوجات.
جدولُ(ُ:)3المتوسطاتُواًلنحرافاتُالمعياريةُلمتغيراتُالدراسةُلدىُ
الزوجات
الزوجات ُ
العينة ُ
(ن=ُُ )200
المتغيرات ُ
عُ مُ
ُ ُ ُ-1المقاومةُالنفسية ُ
10.29 ُ 61.87 أُ-الصالبةُالنفسيةُ .
ُ 6.64 ُ 48.72 بُ-تقديرُالذاتُ .
13.17 ُ 77.70 جُ-مواجهةُالضغوطُوحلُالمشكالت.
7.43 ُ 56.36 دُ-المرونة.
8.18 ُ 44.42 هـُ-الكفاءةُاًلجتماعية.
ُ 8.28 ُ 46.12 وُ-استراتيجياتُالمساندةُاًلجتماعيةُوالبحثُعنهاُ .
ُ 11.04 ُ 88.83 زُ-القيمُاألخالقيةُوالدينيةُ .
46.48 ُ 424.04 ُالدرجةُالكليةُللمقاومةُالنفسيةُ .
ُ 20.98 ُ 124.66 ُ-2الدرجةُالكليةُلتوكيدُالذاتُ .
ُ ُ-3جودةُالحياةُالزواجية.
8.00 ُ 39.29 أُ-السعادةُالزواجيةُ .
12.06 ُ 59.13 بُ-التواصلُالزواجيُ .
16.78 ُ 103.03 جُ-اًلستقرارُالزواجيُ .
14.19 ُ 81.86 دُ-الرضاُالجنسيُ .
46.48 ُ 283.32 الدرجةُالكليةُلجودةُالحياةُالزواجيةُ .
-525-
المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ
نتائجُالفرضُاألُولُ:توجدُعالقةُموجبةُبينُالمقاومةُالنفسيةُوجودةُالحياةُ
الزواجيةُلدىُالزوجاتُ .
يوضح جدول ( )4نتائج معامالت االرتباط بين المقاومة النفسية وجودة
الحياة الزواجية لدى الزوجات.
جدول ( :)4معامالت االرتباط بين المقاومة النفسية وجودة الحياة الزواجية
لدى الزوجات
جودةُالحياةُالزواجية ُ العينة ُ
الزوجاتُ(ن=ُُ )200 ُ
الدرجةُالكليةُ ُ الرضاُ اًلستقرارُ التواصلُ السعادةُ ُ
لجودة ُالحياةُ الجنسي ُ الزواجي ُ الزواجي ُ الزواجية ُ المتغيرات ُ
الزواجية ُ
ُ ُ ُ ُ -1المقاومةُالنفسية ُ ُ
أُ-الصالبةُالنفسيةُ 0،378 ُ 0،324 ُ 0،330 ُ 0،393 ُ 0،332 ُ .
ُ 0،148 ُ 0،142 ُ 131 ُ 121 ُ 0،152 بُ-تقديرُالذاتُ .
جُ -مواجهةُالضغوطُ ُ 0،181 ُ 0،145 ُ 0،158 ُ 0199 ُ 0،163
وحلُالمشكالتُ .
ُ 0،170 ُ 0165 ُ 0162 ُ 0147
ُ 134 دُ-المرونةُ .
ُ 0.132 ُالكفاءةُ ُ 120 ُ 0.095 ُ 0.135 ُ 0147
هـ-
اًلجتماعيةُ .
ُاستراتيجياتُ ُ 0،256 ُ 0،250 ُ 0،246 ُ 0،218 ُ 0،201
و-
المساندة ُاًلجتماعيةُ
والبحثُعنهاُ .
زُ -القيم ُاألخالقيةُ ُ 0،258 ُ 0،215 ُ 0،271 ُ 0،218 ُ 0،218
والدينيةُ .
ُالكليةُ ُ 0،313 ُ 0،276 ُ 0،288 ُ 0،299 ُ 0،227
ُالدرجة
للمقاومةُالنفسيةُ .
(*) دال عند )**( 0،05دال عند 0.01
-526-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
-527-
المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ
نتائجُالفرضُالثالثُ:يسهمُتفاعلُالمقاومةُالنفسيةُوتوكيدُالذاتُفيُالتنبؤُ
بجودةُالحياةُالزواجيةُلدىُالزوجاتُ ُ.
الختبار هذا الفرض استُخدم أسلوبا تحليل االنحدار البسيط ،وتحليل
االنحدار التدريجي المتعدد .ويتيح أسلوب تحليل االنحدار البسيط الكشف عن
إسهام المقاومة النفسية وتوكيد الذات – كل على حدة -في التنبؤ بجودة الحياة
الزواجية ،أما تحليل االنحدار المتعدد فيسمح بالكشف عن إسهام تفاعل هذين
معا في التنبؤ بجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات .وفي الدراسة المتغيرين ً
الراهنة تعد جودة الحياة الزواجية هي المتغير التابع المتنبأ به ،والمقاومة
النفسية وتوكيد الذات هي المتغيرات المستقلة المنبئة .وسنعرض (أ) لنتائج
تحليل االنحدار البسيط يليه (ب) نتائج تحليل االنحدار المتعدد كما يأتي:
ُ(أ)ُنتائجُتحليلُاًلنحدارُالبسيطُللمقاومةُالنفسيةُوتوكيدُالذاتُ–ُكلُعلىُ
حدةُ-فيُالتنبؤُبجودةُالحياةُالزواجيةُلدىُالزوجاتُ .
يوضح جدول ( )6نتائج تحليل االنحدار البسيط للمقاومة النفسية وتوكيد
الذات – كل على حدة -في التنبؤ بجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات.
ُجدول ُ(ُ :)6نتائج ُتحليل ُاًلنحدار ُالبسيط ُللمقاومة ُالنفسية ُوتوكيدُ
الذاتُ– ُكلُعلىُحدةُ -فيُالتنبؤُبجودةُالحياةُالزواجيةُلدىُالزوجاتُ(ن=
)200
القيمةُ ُ قيمةُ ُ معامل ُ معامل معاملُ معاملُ قيمةُ ُ المتغيراتُ
الثابتة ُ (ت) ُ اًلرتباط ُ التحديد ُ اًلنحدارُ ُ اًلنحدارُ (ف) ُ المنبئة ُ
ودًلًلتها ُ المعياريُ ودًلًلتها ُ B 2
ر ُ رُ (المقاومةُ
ُ Beta النفسية ُوتوكيدُ
الذات)
150.4
4.64
21.57 0.313 0.313 0.098 0.313 المقاومة
النفسية
157.90
7.17
51.43 0.454 1.00 0.206 0.454 توكيد الذات
(***) دال عند 0،001
-528-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
-529-
المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ
جودةُالحياةُالزواجيةُ=ُُ)0.904(ُ+ُ71.7الدرجةُالكليةُلتوكيدُالذاتُُ)0.233(ُ+
الدرجةُالكليةُللمقاومةُالنفسية ُ
مناقشةُالنتائجُ :
أوًًلُ :مناقشة ُنتائج ُالفرض ُالخاص ُبوجود ُعالقة ُموجبة ُبين ُالمقاومةُ
النفسيةُوجودةُالحياةُالزواجيةُلدىُالزوجاتُ .
كشفت نتيجة الدراسة عن ارتباط الدرجة الكلية للمقاومة النفسية وجميع
مكوناتها بالدرجة الكلية لجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات .وعندما نتجه إلى
تفسير هذه النتيجة على مستوى الدراسات السابقة نجد أنها تتسق مع نتائج
عديد من الدراسات السابقة ،مثل ،دراسة هوبر وزمالئه )(Huber et al., 2010
التي بينت ارتباط المقاومة بالرضا الزواجي المتضمن في مكون السعادة
الزواجية الخاص بجودة الحياة الزواجية .كما أظهرت دراسات أخرى وجود
عالقة موجبة بين تقدير الذات المكون للمقاومة النفسية والرضا الزواجي
المتضمن في جودة الحياة الزواجية ،ومنها دراسة إيرول وأورث (Erol& Orth,
) ،2014ودراسة عز واستر ).(Eze& Esther, 2018
كما أيدت نتيجة الدراسة ما توصلت إليه دراسة لبودنمان وزمالئه
) (Bodenmann et al., 2011من أن ُبعد مواجهة الضغوط وحل المشكالت
الخاص بالمقاومة النفسية لدى الزوجات يرتبط بجودة الحياة الزواجية .كما
اتسقت مع ما أشارت إليه دراسة ديلونجيس وزمالئها )(DeLongis et al., 2004
من وجود عالقة موجبة بين المساندة االجتماعية واالستقرار الزواجي مكون
أيضا مع نتائج الدراسات التي بينت وجود ارتباط
جودة الحياة الزواجية .واتفقت ً
موجب بين ُبعد التدين المتصل بالمقاومة النفسية وجودة الحياة الزواجية
).(Perry, 2015; Perry& Oklahoma, 2016
وعندما نتناول تفسير هذه النتيجة على المستوى النظري ،نجد أن ارتفاع
مستوى الدرجة الكلية للمقاومة النفسية لدى الزوجات يساعدهن على مواجهة
التحديات والتغلب على العقبات التي تنشأ في إطار الحياة الزواجية ،كما يتمكن
-530-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
من مواجهة الضغوط العديدة وتحمل الظروف الصعبة &(Venter, 2009; Neff
) .Broady 2011ومن ثم فالعمليات المتضمنة في المقاومة النفسية لدى
الزوجات تسهم بدورها في حماية الزواج وترفع من مستوى جودة حياتهن
الزواجية ) .(Mahmoody, 2011أما ارتفاع مستوى الضغوط لدى الزوجات فمن
شأنه أن يقلل من مقاومتهن النفسية ويؤثر بدوره على جودة الحياة الزواجية
).(Poonguzhali& Vijayabanu, 2014
وفي هذا السياق يرى بودنمان وزمالؤه ) (Bodenmanne et al., 2011أن
الضغط يمكن أن يرفع من مستوى الخالفات الزواجية ويقلل من جودة الحياة
الزواجية .ويتأثر كل زوج باستراتيجيات مواجهة الضغوط لدى الزوج اآلخر،
فعندما يرتفع مستوى الضغط لدى أحد الزوجين من شأنه أن ينتقل هذا النوع
من الضغط إلى التفاعل األسري ،ويؤثر بشكل سلبي على الطرف اآلخر في
امتدادا لهذا التفسير فالزوجات الحاصالت على درجة مرتفعة
العالقة الزواجية .و ً
في المقاومة النفسية يستطعن وضع قواعد تساعد على إدارة حياتهن الزواجية
ويستخدمن استراتيجيات مواجهة فعالة عند التعرض ألي ضغوط زواجية األمر
الذي يسهم في زيادة مستوى جودة حياتهن الزواجيةُ).(Mohammed, 2017
وعندما نتطرق لتفسير ارتباط أبعاد المقاومة النفسية بجودة الحياة الزواجية
لدى الزوجات ،يالحظ بالنسبة إلى ارتباط ُبعد تقدير الذات المتضمن في
المقاومة النفسية بجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات أن تقدير الذات يتمثل في
تقدير الفرد لذاته وتسامحه معها واحترامه لها ،ويتضمن مشاعر التفوق
مهما في سياقدور ًوالكمالية ) .(Bélanger et al., 2014ويؤدي تقدير الذات ًا
العالقة الزواجية ،فعندما يرتفع مقدار تقدير الذات لدى الزوجات تزيد درجة
رضاهن وسعادتهن الزواجية المرتبطة بجودة حياتهن الزواجية
).(Yadalijamaloye et al., 2013
أما عن تفسير عالقة ُبعد مواجهة الضغوط الخاص بالمقاومة النفسية لدى
الزوجات بجودة حياتهن الزواجية نجد أن مواجهة الضغوط لدى الزوجات ترتبط
-531-
المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ
-532-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
(Ki Tae Park, النفسية ويفقدن آثار الحماية الصحية للزواج فتقل جودته
).2018
كما ترتبط القيم الدينية واألخالقية المتعلقة بالمقاومة النفسية لدى الزوجات
بزيادة مستوى االستقرار الزواجي وجودة الحياة الزواجية ).(Swenson, 2008
وللتدين مظاهر سلوكية كامنة هي اإليمان واالعتقاد والمعارف والمشاعر
وأخرى ظاهرة هي العبادات والسلوك الديني .ووفقًا للنموذج التعويضي يلجأ
األفراد إلى التدين للحصول على عائد يعوضهم عن العائد السلبي الناتج عن
الخبرات السلبية في التفاعل الزواجي (الطاهرة المغربي ،)2004 ،ومن ثم
تؤدي القيم الدينية واألخالقية إلى شعورهن بحسن الحال فتزيد مقاومتهن
النفسية ،ومن ثم يرتفع مستوى جودة حياتهن الزواجية &(Parise, Gatti
)ُ .Iafrate, 2017
ثانياُ :مناقشة ُنتائج ُالفرض ُالخاص ُبوجود ُعالقة ُموجبة ُبين ُتوكيد ُالذاتُ
ً
وجودةُالحياةُالزواجيةُلدىُالزوجاتُ .
كشفت نتيجة الدراسة عن ارتباط الدرجة الكلية لتوكيد الذات بالدرجة الكلية
لجودة الحياة الزواجية وجميع أبعادها المتمثلة في :السعادة الزواجية ،والتواصل
الزواجي ،واالستقرار الزواجي ،والرضا الجنسي لدى الزوجاتُ .
بمحاولة تفسير هذه النتيجة على مستوى الدراسات السابقة يالحظ اتفاق
نتائج هذه الدراسة مع الدراسات التي بينت وجود عالقة موجبة بين توكيد الذات
وبعض أبعاد جودة الحياة الزواجية ،ومنها دراسة أنيم ) (Anim, 2010التي
كشفت عن وجود عالقة بين توكيد الذات والسعادة مكون جودة الحياة الزواجية
أيضا مع دراسة أنمشهان وأوالديني
لدى عينة من األزواج والزوجات .واتسقت ً
) (Animasahun& Oladeni, 2012التي أظهرت أن توكيد الذات يرتبط
بمهارات التواصل المتضمنة في عنصر السعادة الزواجية مكون جودة الحياة
الزواجية.
-533-
المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ
أما فيما يخص تفسير هذه النتيجة على المستوى النظري يتضح أن
الزوجات الالتي يؤكدن ذواتهن يرتفع لديهن جودة الحياة الزواجية .فكلما زاد
اإلفصاح عن المشاعر ارتفعت درجة الثقة واالطمئنان في العالقة الزواجية
ومن ثم انخفضت درجة المشكالت الزواجية ،ما يسهم في رفع مستوى جودة
الحياة الزواجية (صابر .)2012 ،فالفرد مدفوع للحصول على تواصل
اجتماعي له معنى والشعور بالرعاية واالهتمام من خالل توكيد ذاته ،ويعتمد
جزء من عالقاته الصحية على قدرته على هذا التوكيد للشعور باألمان .وفي
سياق العالقة الزواجية فإن الزوجة التي تُعبر بتلقائية عن مشاعرها وأفكارها
اإليجابية والسلبية ،وتدافع عن حقوقها الخاصة وتمارسها ،ويكون لديها قدرة
على المبادأة والتفاعل مع الزوج بإيجابية وليس بشكل عدواني يرتفع لديها
مستوى جودة حياتها الزواجية ).(Sheinov, 2018
ومن ناحية أخرى عندما يرتفع مستوى توكيد الذات لدى الزوجات وما
يرتبط به من عناصر ،مثل :إبداء اإلعجاب بالطرف اآلخر ،وضبط النفس،
واالعتذار العلني ،تزيد درجة توافقهن الزواجي (شوقي ،وحسن.)1999 ،
وترتبط بعض العناصر المتضمنة في التوافق الزواجي مثل التواصل الزواجي
واالستقرار الزواجي والرضا الجنسي بجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات .كما
يرتبط توكيد الذات لدى الزوجات بتعزيز العالقة الزواجية وتطويرها ،ويساعد
في الحفاظ على استمرارها ،فتوفير عائد مباشر يمكن من خالله معرفة مدى
نمو العالقة وتطورها يسهم بشكل جوهري في استقرار الزواج .فالعناصر
المتضمنة في توكيد الذات لدى الزوجات ،مثل :اإلفصاح عن الذات ،ومشاركة
المشاعر تؤدي إلى رفع مستويات توافقهن ورضاهن عن العالقة ما يسهم في
تحقيق السعادة الزواجية المتعلقة بجودة حياتهن الزواجية ).(Lerman, 1991
امتدادا لهذا التفسير يرتبط توكيد الذات لدى الزوجات بأبعاد جودة الحياة
و ً
الزواجية .فعلى مستوى تفسير عالقة توكيد الذات لديهن ُببعد السعادة المتضمن
في جودة حياتهن الزواجية نجد أن الزوجات الالتي يؤكدن ذواتهن أكثر ثقة
-534-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
-536-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
-537-
المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ
فيه الرجل المصري يدربه على السيطرة والتفوق الذي يجعل الزوجة في كثير
من األحيان تخضع لهذا التفوق (السيد.)2017 ،
وفي هذا المقام نود أن نبين أن السياق الثقافي المصري الذي تنشأ فيه
المرأة إما أن ُيدعم ويطور من توكيدها لذاتها واما أن يسهم في ضعف مستواه.
فاألسرة ذات أساليب التنشئة التوكيدية تحث أفرادها على توكيد ذواتهم وذلك من
خالل تدعيمهم وتشجيعهم على التعبير عما يريدون ،وتدريبهم على
استراتيجيات الحوار والنقاش الفعال ،وتعليمهم االختالف مع اآلخرين سواء في
اآلراء أو األفكار بطريقة مقبولة ومناسبة ،والدفاع عن حقوقهم ضد من يحاول
انتهاكها وذلك مقارنة باألسرة ذات أساليب التنشئة السلبية (علي.)2007 ،
والمالحظة المهمة التي يمكن استنتاجها وفقا للتناول السابق أنه على الرغم
من ضرورة حرص الزوجات على التعبير عن أفكارهن ومشاعرهن مع أزواجهن
وحصولهن على حقوقهن حتى ال يتعرضن للعنف أو األذى وترتفع جودة
حياتهن الزواجية؛ فإن السياق الزواجي يحتاج من المرأة أن تُعبر عن
بعيدا عن الشكل السلبي العدائي الذي يتجهاحتياجاتها وحقوقها بشكل مناسب ً
بتوكيد الذات إلى انتهاك حقوق العالقة الزواجية واختراق قواعدها.
توصياتُالدراسةُالراهنة:
تتمثل توصيات الدراسة الراهنة في اآلتي:
توصي الدراسة بأهمية إعداد مزيد من البرامج التي تهدف إلى تنمية
مهارات توكيد الذات لدى الزوجات في سياق العالقة الزواجية ،وخاصة
لدى الزوجات التي تخضع للعنف من أزواجهن نتيجة لضعف توكيدهن
لذواتهن ،ما يسهم في بناء شخصيتهن ومواجهتهن اإليجابية للمواقف
الفاعلة في إطار الحياة الزواجية.
-538-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
كما توصي الدراسة بضرورة إجراء مزيد من األبحاث الخاصة بجودة الحياة
الزواجية وعالقته بمتغيرات أخرى مهمة في سياق العالقة الزواجية ،مثل:
اتخاذ القرار ،وادارة الغضب ،وأساليب سلوك االعتذار ،وتنظيم االنفعاالت.
توجه الدراسة االهتمام إلى تطوير البرامج التي تعني بتحسين العناصر
النوعية للمقاومة النفسية لدى الزوجات خاصة البرامج التي تدربهن على
رفع مستوى الصالبة النفسية ،ومواجهة الضغوط ،وتقدير الذات.
تحث الدراسة على ضرورة وضع تصور عام حول ترتيب أكثر المتغيرات
تأثير على جودة الحياة الزواجية لدى الزوجات؛ وذلك بهدف تكثيف الجهد
البحثي لدراستها في هذا السياق خاصة في ظل األدوار العديدة التي تلقي
على عاتق المرأة في الظروف الحالية.
-539-
المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ
المراجعُ :
إمام ،وفاء .)2017( .المقاومة ُالنفسية ُكمتغير ُمعدل ُللعالقة ُبين ُنوعيةُ
الحياة ُوزملةُأعراض ُالتعب ُالمزمن .رسالة دكتوراه (غير منشورة) ،قسم
علم النفس ،كلية اآلداب ،جامعة القاهرة.
جورج ،أنجيل .)2016( .العالقة ُبين ُالمقاومة ُالنفسية ُوتقدير ُالذات ُلدىُ
المراهقين ُالمعاقين ُسمعيًّا .رسالة ماجستير (غير منشورة) ،قسم علم
النفس ،كلية اآلداب ،جامعة القاهرة.
حسين ،ريهام .)2016( .المناخُاألسريُوعالقتهُبتوكيدُالذاتُلدىُزوجاتُ
مرضى ُالفصام ُالعقمي .رسالة ماجستير (غير منشورة) ،كلية التربية،
الجامعة اإلسالمية ،غزة.
راضي ،نجالء .)2017( .الحب ُكمتغير ُمعدل ُللعالقة ُبين ُالمشكالتُ
الجنسية ُوجودة ُالحياة ُالزواجية ُلدى ُعينة ُمن ُاألزواج ُوالزوجاتُ
الليبيين .رسالة دكتوراه (غير منشورة) ،قسم علم النفس ،كلية اآلداب،
جامعة القاهرة.
ربيع ،سحر .)2012( .بعض ُالمحددات ُالنفسية ُاًلجتماعية ُللسعادةُ
الزواجيةُلدىُعينةُمنُالزواجُوالزوجات .رسالة ماجستير (غير منشورة)،
جامعة القاهرة ،كلية اآلداب ،قسم علم النفس.
السيد ،بسام .)2017( .برنامج مقترح من منظور العالج المتمركز حول
العميل في خدمة الفرد في تنمية مهارات توكيد الذات للزوجة المعنفة.
مجلةُالخدمةُاًلجتماعية.438-379 ،)2(57 ،
شوقي ،طريف ،وحسن ،محمد .)1999( .توكيد الذات والتوافق الزواجي:
دراسة ميدانية على عينة من األزواج المصريين .المجلة ُالعربية ُللعلومُ
اإلنسانيةُ،الكويت.213-178 ،)67(17 ،
-540-
دراسات نفسية (مج ،29ع 3يوليه 2019ص ص) 548- 499
-541-
ُ المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات
-543-
ُ المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات
-544-
) 548- 499 ص ص2019 يوليه3 ع،29دراسات نفسية (مج
-545-
ُ المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات
-547-
ُ المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات
-548-