You are on page 1of 51

‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُ‬

‫ُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬ ‫الحياةُالزواجيةُل‬
‫(*)‬
‫نصرةُمنصورُعبدُالمجيدُ‬
‫ُ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺗﻮﻛﻴﺪ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺑﺼﻔﺘﻬﻤﺎ ﻣﻨﺒﺌﻴﻦ ﺑﺠﻮﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺰﻭﺍﺟﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ‬ ‫ُ‬
‫ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻧﻔﺴﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ملخص ُ‬
‫ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺍﻻﺧﺼﺎﺋﻴﻴﻦ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ) ﺭﺃﻧﻢ (‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫تهدف الدراسة الراهنة إلى بحث دور المقاومة النفسية وتوكيد الذات في التنبؤ بجودة‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﺠﻴﺪ‪ ،‬ﻧﺼﺮﺓ ﻣﻨﺼﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫الحياة الزواجية لدى عينة من الزوجات‪ .‬وتكونت العينة من (‪ )200‬زوجة‪ ،‬تتراوح أعمارهن‬
‫ﻣﺞ‪ ,29‬ﻉ‪3‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫بين (‪ )50-25‬سنة‪ ،‬وبلغ متوسط أعمارهن (‪ )6.65± 34.78‬سنة‪ .‬وطبق على أفراد‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫العينة مقياس المقاومة النفسية‪ ،‬إعداد وفاء إمام (‪ ،)2017‬ومقياس توكيد الذات‪ ،‬إعداد عزة‬
‫‪2019‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫عبد الكريم (‪ ،)2012‬ومقياس جودة الحياة الزواجية‪ ،‬إعداد نجالء راضي (‪ .)2017‬وكشفت‬
‫ﺃﺑﺮﻳﻞ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫نتائج الدراسة عن ارتباط الدرجة الكلية للمقاومة النفسية‪ ،‬وتوكيد الذات بجودة الحياة‬
‫‪499 - 548‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫الزواجية‪ .‬كما وجدت ارتباطات دالة موجبة بين أبعاد المقاومة النفسية المتمثلة‪ ،‬في‪:‬‬
‫‪1008409‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫الصالبة النفسية‪ ،‬وتقدير الذات‪ ،‬ومواجهة الضغوط وحل المشكالت‪ ،‬والمرونة‪ ،‬والكفاءة‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬واستراتيجيات المساندة االجتماعية والبحث عنها‪ ،‬والقيم األخالقية والدينية وجودة‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫الحياة الزواجية‪ .‬كما أظهرت النتائج تنبؤ تفاعل المقاومة النفسية‪ ،‬وتوكيد الذات بجودة‬
‫‪EduSearch‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫الحياة الزواجية‪ ،‬واحتالل توكيد الذات الدور التنبؤي األول والدال بجودة الحياة الزواجية‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺗﻮﻛﻴﺪ ﺍﻟﺬﺍﺕ‪ ،‬ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺍﺟﻴﺔ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫لدى الزوجات‪.‬‬
‫‪https://search.mandumah.com/Record/1008409‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫الكلماتُالمفتاحية‪ :‬المقاومة النفسية‪ -‬توكيد الذات‪ -‬جودة الحياة الزواجية‬

‫© ‪ 2020‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ‬ ‫القاهرة‬ ‫جامعة‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕاآلداب‪،‬‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ‬ ‫ﻋﻠﻰ‪ ،‬كلية‬
‫علمﺑﻨﺎﺀالنفس‬ ‫مدرس‬
‫ﻣﺘﺎﺣﺔ‬ ‫ﻫﺬﻩ (*)‬
‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫منصور ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ‬
‫نصرةﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ‬ ‫إلى د‪.‬‬
‫ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ‬ ‫البحث ترسل‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‬ ‫ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ هذا‬
‫فى شأن‬‫راسالتﻫﺬﻩ‬
‫للمﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ‬
‫ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫‪Nasramansor5@gmail.com‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُ‬
‫ُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬ ‫الحياةُالزواجيةُل‬
‫(*)‬
‫نصرةُمنصورُعبدُالمجيدُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ملخص ُ‬
‫تهدف الدراسة الراهنة إلى بحث دور المقاومة النفسية وتوكيد الذات في التنبؤ بجودة‬
‫الحياة الزواجية لدى عينة من الزوجات‪ .‬وتكونت العينة من (‪ )200‬زوجة‪ ،‬تتراوح أعمارهن‬
‫بين (‪ )50-25‬سنة‪ ،‬وبلغ متوسط أعمارهن (‪ )6.65± 34.78‬سنة‪ .‬وطبق على أفراد‬
‫العينة مقياس المقاومة النفسية‪ ،‬إعداد وفاء إمام (‪ ،)2017‬ومقياس توكيد الذات‪ ،‬إعداد عزة‬
‫عبد الكريم (‪ ،)2012‬ومقياس جودة الحياة الزواجية‪ ،‬إعداد نجالء راضي (‪ .)2017‬وكشفت‬
‫نتائج الدراسة عن ارتباط الدرجة الكلية للمقاومة النفسية‪ ،‬وتوكيد الذات بجودة الحياة‬
‫الزواجية‪ .‬كما وجدت ارتباطات دالة موجبة بين أبعاد المقاومة النفسية المتمثلة‪ ،‬في‪:‬‬
‫الصالبة النفسية‪ ،‬وتقدير الذات‪ ،‬ومواجهة الضغوط وحل المشكالت‪ ،‬والمرونة‪ ،‬والكفاءة‬
‫االجتماعية‪ ،‬واستراتيجيات المساندة االجتماعية والبحث عنها‪ ،‬والقيم األخالقية والدينية وجودة‬
‫الحياة الزواجية‪ .‬كما أظهرت النتائج تنبؤ تفاعل المقاومة النفسية‪ ،‬وتوكيد الذات بجودة‬
‫الحياة الزواجية‪ ،‬واحتالل توكيد الذات الدور التنبؤي األول والدال بجودة الحياة الزواجية‬
‫لدى الزوجات‪.‬‬
‫الكلماتُالمفتاحية‪ :‬المقاومة النفسية‪ -‬توكيد الذات‪ -‬جودة الحياة الزواجية‬

‫(*) مدرس علم النفس‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القاهرة‬


‫للمراسالت فى شأن هذا البحث ترسل إلى د‪ .‬نصرة منصور‬
‫‪Nasramansor5@gmail.com‬‬
ُ ‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات‬

Psychological Resilience and Self-Assertiveness as


Predictors of Wives' Marital Quality of Life
ُ
)*(
Nasra M. Abd-EL-Maged
Abstract:
The present study aimed to examining the role of psychological
resilience and self assertiveness as predictors of Wives' marital quality
of life. A sample consisted of (200) wives. The age of sample ranged
from (25-50) years. With mean age (34.78 ± 6.65) years. Three scales
were used: Psychological Resilience Scale, prepared by Wafaa Emam,
Self-Assertiveness Scale, prepared by Azza Abedel-karim, and
Marital Quality of life Scale, prepared by Naglaa Rady. The results
indicated that total scores of psychological resilience and self
assertiveness correlated with wives' marital quality of life. There is
also a significant positive correlation between dimensions of
psychological resilience (psychological hardiness, self-esteem, coping
with stress, flexibility, social competence, social support strategies,
religious values) and wives' marital quality of life. Regression analysis
showed that the interaction between psychological resilience and self
assertiveness predicted of wives' marital quality of life, and the results
indicated that self assertiveness was the first predictive role of wives'
marital quality of life.
Key words: Psychological Resilience-Self Assertiveness- Marital
Quality of life.
ُ :‫مقدمة‬
‫ وتوكيد الذات في‬،)1(‫تهدف الدراسة الحالية إلى بحث دور المقاومة النفسية‬
‫ وتتمثل المقاومة‬.‫) لدى عينة من الزوجات‬2(‫التنبؤ بجودة الحياة الزواجية‬
‫النفسية في قدرة الفرد على إصدار استجابات تكيفية لمواجهة الصدمات والمحن‬
‫ وكذلك قدرته على التوافق والعودة أو الشفاء السريع‬،‫والضغوط النفسية الشديدة‬

)*(
Lecturer of Psychology, Faculty of Arts - Cairo University
)1( Resilience
)2( Marital quality
-500-
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫عند تعرضه للخبرات االنفعالية السلبية‪ ،‬ما يساعده على حل المشكالت بدرجة‬
‫أما توكيد الذات فهو مهارات‬ ‫عالية من المرونة والكفاءة (إمام‪ًّ .)2017 ،‬‬
‫سلوكية لفظية وغير لفظية‪ ،‬نوعية موقفية متعلمة‪ ،‬ذات فاعلية نسبية‪ .‬تتضمن‬
‫تعبير الفرد عن مشاعره اإليجابية والسلبية‪ ،‬ومقاومة الضغوط التي يمارسها‬
‫اآلخرون‪ ،‬والمبادرة في التفاعالت االجتماعية أو إنهائها‪ ،‬والدفاع عن الحقوق‬
‫الخاصة‪ ،‬وعدم انتهاك حقوق اآلخرين (عبد المحسن‪ .)2015 ،‬أما جودة‬
‫الحياة الزواجية فهي عبارة عن تقييم شامل للعالقة الزواجية‪ ،‬يتضمن السعادة‬
‫الزواجية‪ ،‬واالستقرار الزواجي‪ ،‬والتواصل الزواجي‪ ،‬والرضا الجنسي (راضي‪،‬‬
‫‪.)2017‬‬
‫ومرت دراسات المقاومة النفسية بعدة تيارات بحثية‪ ،‬فقد ارتكزت الدراسات‬
‫المبكرة للمقاومة النفسية على أثر عوامل الخطر(‪ ،)1‬ثم تطور اهتمام الباحثين‬
‫من التركيز على عوامل الخطر التي تؤدي إلى االضطرابات النفسية إلى بحث‬
‫عوامل الحماية(‪ ،)2‬ونقاط القوة التي تساعد األفراد على التغلب على عوامل‬
‫الخطر‪ ،‬ودراسة الظروف التي تؤدي إلى النمو النفسي الصحي (عبد الرقيب‪،‬‬
‫‪4 ،2014‬؛ جورج‪ .)4 ،2016 ،‬ومن ثم فالمقاومة النفسية تتعامل مع‬
‫عنصرين‪ ،‬أحدهما يخص مقاومة االنهيار الذي يحمي الفرد عند تعرضه‬
‫للظروف الصعبة‪ .‬واآلخر يخص البناء اإليجابي الذي يساعد الفرد على‬
‫التغيير والتصدي للعديد من آثار الشدائد )‪.(Taormina, 2015‬‬
‫وتضم عوامل الحماية أو الوقاية عدة أنواع‪ ،‬هي‪ :‬عوامل الحماية الداخلية‬
‫المتصلة بالفرد‪ ،‬وتشمل‪ :‬سماته الشخصية‪ ،‬ونسبة ذكائه‪ ،‬ومهاراته في حل‬
‫المشكالت‪ ،‬وتصوره عن ذاته‪ .‬وعوامل الحماية الخارجية المتعلقة باألسرة‪،‬‬
‫وتضم‪ :‬الرعاية األسرية للفرد‪ ،‬ودعمه‪ ،‬وتوجيهه‪ ،‬ومساندته‪ .‬ثم عوامل الحماية‬
‫الخارجية المتصلة بالمجتمع‪ ،‬وتضم‪ :‬تحقيق األمن للفرد‪ ،‬وتعزيز قدرته على‬

‫‪)1( Risk factors‬‬


‫‪)2( Proactive factors‬‬
‫‪-501-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫مواجهة الضغوط والمشكالت‪ ،‬وتحديد أهدافه )‪ .(Sattler& Font, 2018‬واألفراد‬


‫الذين يتميزون بالمقاومة النفسية لديهم اتجاه متفائل‪ ،‬وانفعاالت إيجابية‪ ،‬كما‬
‫أنهم قادرون عمليا على تحقيق التوازن الفعال بين المشاعر السلبية واإليجابية‬
‫)‪ .(Lu, Yuan, Lin, Zhou& Pan, 2017‬وتتضمن المقاومة النفسية العمليات‬
‫التي تستخدم في سياق العالقة الزواجية للتغلب بنجاح على العقبات‪ ،‬وتخطي‬
‫المشكالت‪ ،‬ومواجهة التحديات التي تتطلب التماسك عند الشدائد &‪(Neff‬‬
‫)‪.Broady, 2011‬‬
‫أما توكيد الذات فتتمثل أهميته في وعي الفرد بأسلوب تعامله مع اآلخرين‪،‬‬
‫ومستوى اختالفه عنهم‪ ،‬وأنماط عالقاته‪ ،‬وكيفية تطوير الشخص لذاته وفهمها‪،‬‬
‫ومدى تأثير الخبرات الماضية على توكيد الذات‪ .‬كما يشمل وعي الفرد بأفكاره‬
‫واحتياجاته‪ ،‬وشعوره بالثقة بالذات‪ ،‬وكيفية تواصله مع اآلخرين‪ ،‬وادارته‬
‫النفعاالته‪ ،‬وتوظيف مهاراته التواصلية في التفاعل االجتماعي‪ .‬وقدرته على‬
‫التعبير عن مشاعره بوضوح‪ ،‬وامتداد ذاته نحو اآلخرين لالنفتاح على وجهات‬
‫نظرهم‪ ،‬مع االحتفاظ بخصوصيته وحيزه الشخصي الذي ُيعبر من خالله عن‬
‫نفسه (حسين‪.)2016 ،‬‬
‫ويعد توكيد الذات أحد أشكال التواصل الفعال ويمكن من خالله التغلب‬
‫على المواقف المحملة بالتوتر والضغط )‪ .(Stein& Book, 2006‬وينتظم مفهوم‬
‫توكيد الذات في مجموعة من العوامل الذاتية واالجتماعية‪ .‬فالشخص التوكيدي‬
‫يمكنه الثقة بنفسه‪ ،‬والتعبير عن وجهة نظره ومشاعره بصراحة‪ ،‬ومن ثم يتحرر‬
‫من الشعور بالقلق وعدم االرتياح واإلحباط‪ ،‬وعلى المستوى االجتماعي يؤكد‬
‫ذاته بطريقة مناسبة مع احترام حقوق اآلخرين‪ .‬وتشكل الحياة الزواجية منظومة‬
‫متكاملة من الجوانب المتفاعلة تتكون من حلقات مترابطة فيما بينها تتضمن‬
‫التوكيدية‪ ،‬ومهارات التواصل‪ ،‬والسمات الشخصية‪ ،‬واألفكار‪ ،‬ونمط الحياة‪،‬‬
‫وغيرها من المتغيرات األخرى المؤثرة في العالقة الزواجية (صابر‪.)2012 ،‬‬

‫‪-502-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫وفيما يخص جودة الحياة الزواجية فهي أحد المفاهيم الخاصة بمجال علم‬
‫النفس اإليجابي‪ ،‬وتهتم ببحث العالقات االجتماعية‪ ،‬ومنها العالقة الزواجية‪.‬‬
‫وهي ناتج لطريقة تفاعل الزوجين‪ ،‬وينتظم هذا التفاعل من خالل نوعية العالقة‬
‫بين الزوجين‪ ،‬ومستويات سعادتهما‪ ،‬ومدى مواجهتهما للمواقف الضاغطة‬
‫‪(Serpen& Mackan, 2017; Beam& Marcus, Turkheimer& Emery,‬‬
‫)‪ .2018‬وعندما تكون العالقة جيدة يسود مناخ من الراحة النفسية في األسرة؛‬
‫ما يؤدي إلى تحسين األداء في الحياة االجتماعية ‪(Yadalijamaloye, Naseri,‬‬
‫)‪Shoshtari, Khaledian& Ahrami, 2013; Bhattacharjee& Banik, 2016‬‬
‫ومن ثم فهي أحد الجوانب المهمة في الحياة األسرية؛ إذ تشكل الشعور بحسن‬
‫الحال‪ .‬وكلما ارتفع مستوى جودة الحياة الزواجية تميز الفرد بزيادة مستوى‬
‫تحسين صحته الذاتية‪ ،‬وانخفاض درجات المعاناة من األمراض الجسمية‬
‫والنفسية )‪.(Allendorf& Ghimire, 2013; Babić Čikeš& Marić, 2018‬‬
‫مشكلةُالدراسة‪ُ :‬‬
‫شهدت اآلونة األخيرة تغي ارت ملحوظة في نظام األسرة وفي المحددات‬
‫األساسية للزواج تؤثر بدورها على جوانب المجتمع ُ ‪(Mukherjee,‬‬
‫)‪ُ .Chaudhuri& Sonali De, 2016; Bhattacharjee& Banik, 2016‬فالزواج‬
‫عديدا من‬
‫ً‬ ‫هدف إنساني أساسي يتطلب اكتساب معارف ومهارات معينة ويواجه‬
‫رره خاصة بعد ارتفاع نسب الطالق ;‪(Shola, 2018‬‬ ‫التحديات حول استق ا‬
‫أحيانا يعاني ظاهرة يطلق‬
‫)‪ُ .Zimmermann, De Zwaan& Heinrichs, 2019‬و ً‬
‫عليها "نظرية امتداد المشقة(‪ .")1‬وتؤدي هذه المشقة أو الضغوط إلى ضعف‬
‫مستوى جودة الحياة الزواجية‪ ،‬ومن ثم تتهدد الحياة الزواجية خاصة مع تأثير‬
‫الحياة الحديثة‪ ،‬وزيادة المطالب التي فُرضت على األسرة لتظل في حالة سعي‬
‫دائم للوفاء باحتياجاتها‪ .‬ومن ثم أصبحت الحياة الزواجية ال تسير على طريقة‬
‫عديدا من التغيرات والتحوالت التي تط أر على العالقة الزواجية‪،‬‬
‫ً‬ ‫واحدة بل تشهد‬

‫‪)1( Stress sipllover theory‬‬


‫‪-503-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫تبعا‬
‫فتارة تكون الحياة الزواجية هادئة مستقرة وتارة أخرى ثائرة متغيرة‪ ،‬ويتغير ً‬
‫لذلك أنماط التفاعل الزواجي (عبد الكريم‪.)2015 ،‬‬
‫وتتأثر النساء بشكل مختلف وعميق بهذه الضغوط والتغيرات‬
‫)‪ ،(Mahmoody, 2011‬وتعيق هذه الضغوط قدرتهن على الدخول في سلوكيات‬
‫تعزز العالقة الزواجية ‪(Neff& Broady, 2011; Poonguzhali& Vijayabanu,‬‬
‫)‪ .2014‬لذلك يأتي دور المقاومة النفسية لهذه الضغوط ليسهم في رفع كفاءة‬
‫عالقاتهن الزواجية‪ ،‬ومن ثم ارتفاع مستوى جودة حياتهن الزواجية &‪(Neff‬‬
‫أيضا ارتفاع مستويات الكرب الزواجي في معظم‬
‫)‪ .Broady, 2011‬وقد لوحظ ً‬
‫أنحاء العالم وتعرض بعض الزوجات إلى مستويات متعددة من اإلساءة‬
‫وتعرضهن للعنف واإليذاء من أزواجهن نتيجة ضعف مستوى توكيدهن لذواتهن‬
‫أيضا في عالقة هذا‬
‫ً‬ ‫)‪ (Anim, 2010‬لذلك تحاول الدراسة الراهنة البحث‬
‫المفهوم بجودة حياتهن الزواجية‪.‬‬
‫وفيما يخص دور المقاومة النفسية في التنبؤ بجودة الحياة الزواجية‪ ،‬يتبين‬
‫أن المق اومة النفسية تهتم ببحث العوامل الوقائية أو عوامل الحماية التي تساعد‬
‫األفراد على التكيف مع الظروف الحياتية الصعبة‪ ،‬وكذلك االهتمام بدور‬
‫العوامل البيئية ومنها دور األسرة )‪ .(Lu et al., 2017‬وفي سياق العالقة‬
‫الزواجية تتضمن المقاومة النفسية العمليات التي تستخدمها الزوجات للتغلب‬
‫بنجاح على العقبات‪ ،‬وتخطي المشكالت‪ ،‬ومواجهة التحديات التي تتطلب‬
‫التماسك عند الشدائد‪ .‬والزوجات السعيدات في حياتهن الزواجية (عنصر جودة‬
‫الحياة الزواجية) يتمكن من مقاومة هذه الضغوط وتحمل الظروف الصعبة في‬
‫سياق الحياة الزواجية )‪ .(Venter, 2009; Neff& Broady 2011‬كما يستطعن‬
‫وضع قواعد معينة وتنظيم أدوارهن الزواجية‪ ،‬ويستخدمن استراتيجيات مواجهة‬
‫فعالة حال التعرض ألي ضغوط أو صعوبات في سياق حياتهن الزواجية األمر‬
‫الذي يسهم في رفع مستوى جودة حياتهن الزواجيةُ)‪.(Mohammed, 2017‬‬

‫‪-504-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫&‪(Huber, Navarro, Womble‬‬ ‫وكشفت نتيجة دراسة هوبر وزمالئه‬


‫)‪ Mumme, 2010‬عن ارتباط المقاومة النفسية بالرضا الزواجي المتضمن في‬
‫مكون السعادة الزواجية الخاص بجودة الحياة الزواجية‪ ،‬وأيدت هذه النتيجة‬
‫دراسات أخرى ‪(Gayatrivadivu, Poonguzhali, Ofelia and Vijayabanu,‬‬
‫)‪ُ .2014; Mohammed, 2017‬‬
‫وتبين من نتائج دراسات أخرى ارتباط مكونات المقاومة النفسية بجودة‬
‫الحياة الزواجية‪ ،‬ومنها‪ :‬دراسة تاجزاد وكالوري ‪(Taghizadeh& Kalhori,‬‬
‫)‪ 2015‬التي بينت وجود ارتباط إيجابي بين تقدير الذات المتضمن في المقاومة‬
‫يضا‬
‫النفسية والرضا الجنسي المتضمن في جودة الحياة الزواجية‪ .‬وبينت أ ً‬
‫دراسة يداليجمالوي وزمالئه )‪ (Yadalijamaloye et al., 2013‬وجود ارتباط‬
‫موجب بين تقدير الذات والرضا الزواجي المتضمن في عنصر السعادة‬
‫الزواجية الخاص بجودة الحياة الزواجية‪ .‬ومن ناحية أخرى كشفت دراسة‬
‫لبودنمان وزمالئه )‪ (Bodenmann, Meuwly& Kayser, 2011‬عن أن ُبعد‬
‫مواجهة الضغوط وحل المشكالت الخاص بالمقاومة النفسية لدى الزوجات‬
‫يرتبط بجودة الحياة الزواجية‪.‬‬
‫وأظهرت دراسة فاربود وزمالئه )‪ (Farbod, Ghamari& Majd, 2014‬أن‬
‫مهارات التواصل المتضمنة في الكفاءة االجتماعية والمتعلقة بالمقاومة النفسية‬
‫لدى الزوجات ترتبط بارتفاع مستوى جودة حياتهن الزواجية‪ .‬ومن ناحية أخرى‬
‫‪(DeLongis, Capreol, Holtzman,‬‬ ‫كشفت دراسة ديلونجيس وزمالئها‬
‫)‪ O’Brien& Campbell, 2004‬عن وجود عالقة موجبة بين المساندة‬
‫االجتماعية واالستقرار الزواجي مكون جودة الحياة الزواجية‪ .‬وكشفت نتائج‬
‫دراسات أخرى وجود ارتباط موجب بين التدين الخاص بالمقاومة النفسية وجودة‬
‫الحياة الزواجية‪ .‬واتسقت مع هذه النتائج بعض الدراسات األخرى ‪(Perry,‬‬
‫)‪.2015; Perry& Oklahoma, 2016‬‬

‫‪-505-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫ويتبين من هذا العرض أن الدراسات األجنبية التي عنيت بدراسة دور‬


‫مفهوم المقاومة النفسية في التنبؤ بجودة الحياة الزواجية معظمها تناول أبعاد‬
‫المفهوم على حدة في التنبؤ بجودة الحياة الزواجية ولم يهتم ببحث ارتباط درجته‬
‫الكلية بجودة الحياة الزواجية‪ .‬وفي سياق البيئة العربية‪-‬حسب حدود الباحثة في‬
‫االطالع – ال توجد أي دراسات عنيت ببحث دور هذا المفهوم في التنبؤ بجودة‬
‫الحياة الزواجية‪ ،‬ما يحث على االهتمام بدراسة الموضوع الحالي‪.‬‬
‫أما فيما يخص ارتباط توكيد الذات لدى الزوجات بجودة حياتهن الزواجية‪،‬‬
‫فالزوجة المؤكدة لذاتها مع زوجها يمكن أن تدير بكفاءة حياتها الزواجية‪ ،‬فيمكن‬
‫أن تشارك الزوج في اتخاذ الق اررات أو مراجعة قرار غير مالئم اتخذه أو لفت‬
‫انتباهه إلى تصرفات غير مناسبة قد تصدر منه‪ ،‬وقد تمدح سلو ًكا لطيفًا‬
‫لزوجها أو تثني على قرار صائب اتخذه‪ ،‬وتكون مبادأة مع زوجها في التعامل‬
‫مع الجوانب العاطفية (السيد‪ .)2017 ،‬ويعكس هنا توكيد الذات المهارة في‬
‫التعامل مع الطرف اآلخر‪ ،‬ويدل على الكفاءة الشخصية في العالقات‬
‫االجتماعية الناجحة ومنها العالقات األسرية‪ ،‬فاألشخاص الذين يتميزون‬
‫إنجاز وتحقيقًا لألهداف‪،‬‬
‫ًا‬ ‫بارتفاع مستوى توكيد الذات أكثر ثقة بأنفسهم‪ ،‬وأكثر‬
‫فهم يمكنهم التعبير بتلقائية عما يريدون دون اختراق أو انتهاك حقوق اآلخرين‬
‫ومن ثم يكونون أقل عرضة للمشكالت أو االضطرابات النفسية‪ .‬فالعناصر‬
‫المتضمنة في توكيد الذات‪ ،‬مثل‪ :‬اإلفصاح عن الذات‪ ،‬ومشاركة المشاعر‬
‫تؤدي إلى رفع مستويات التوافق والرضا عن العالقة‪ ،‬ما يسهم في تحقيق‬
‫السعادة المتعلقة بجودة الحياة الزواجية )‪.(Lerman, 1991‬‬
‫تبين أن بعض الدراسات األجنبية القليلة التي أجريت في هذا السياق لم‬
‫تهتم بشكل مباشر بدراسة ارتباط توكيد الذات بجودة الحياة الزواجية واهتمت‬
‫بعالقته بالتوافق الزواجي‪ ،‬ومن أمثلتها‪ :‬دراسة ليرمان )‪.(Lerman, 1991‬‬
‫ودراسة رزمجوي وزمالئه ُ)‪ .(Razmjouyi, Refahi& Sohrabi,2017‬وفي‬
‫سياق الثقافة المصرية اهتمت دراسة طريف شوقي ومحمد حسن (‪)1999‬‬
‫‪-506-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫بدراسة عالقته بالتوافق الزواجي وليس بجودة الحياة الزواجية‪ .‬وحسب حدود‬
‫الباحثة في االطالع – ال توجد أي دراسات عنيت ببحث دور مفهومي المقاومة‬
‫معا في التنبؤ بجودة الحياة الزواجية‪ ،‬ما يحث على‬
‫النفسية وتوكيد الذات ً‬
‫دراسة الموضوع الحالي‪.‬‬
‫ناءُعلىُماُسبقُيمكنُتحديدُمشكلةُالدراسةُفيُاألسئلةُاآلتية‪ُ :‬‬
‫ب ً‬
‫(‪ )1‬هل توجد عالقة بين المقاومة النفسية وجودة الحياة الزواجية لدى‬
‫الزوجات؟‬
‫(‪ )2‬هل توجد عالقة بين توكيد الذات وجودة الحياة الزواجية لدى‬
‫الزوجات؟‬
‫(‪ )3‬هل يسهم تفاعل المقاومة النفسية وتوكيد الذات في التنبؤ بجودة‬
‫الحياة الزواجية لدى الزوجات؟‬
‫وبعد هذا التناول السابق سنتجه فيما يأتي إلى عرض مبررات إجراء‬
‫الدراسة الحالية‪.‬‬
‫مبرراتُإجراءُالدراسة‪ُ :‬‬
‫‪ -1‬ارتفاع نسب الطالق في المجتمع المصري في اآلونة األخيرة‪ ،‬وذلك‬
‫طبقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء بالقاهرة عام‬
‫‪ 2018‬إذ بلغت ‪ 198‬ألف حالة طالق سنويًّا‪.‬‬
‫‪ -2‬تزايد الضغوط التي تنجم عن العالقة الزواجية‪ ،‬مثل‪ :‬التفاعل السلبي بين‬
‫الزوجين‪ ،‬وتغير ظروف العمل أو الظروف االقتصادية أو الظروف التي‬
‫تخص األبناء وغيرها من أشكال الضغوط تقلل المقاومة النفسية‬
‫للزوجات )‪ .(Kia, Golzari& Sohrabi, 2013‬وأصبحت هناك دراسات‬
‫تهتم بتطوير برامج لتدريب الزوجات على تحسين جودة الحياة الزواجية‬
‫من خالل استخدام استراتيجيات فعالة لمواجهة الضغوط وحل المشكالت‬

‫‪-507-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫المتعلقة بالمقاومة النفسية‪ .‬وتتأثر النساء بشكل مختلف وعميق بهذه‬


‫المشكالت والضغوط )‪،(Mahmoody, 2011‬‬
‫‪ -3‬أشارت بعض الدراسات إلى ارتفاع مستوى الكرب الزواجي في معظم‬
‫أنحاء العالم )‪ .(Anim, 2010; Gur ̈rmen& Rohner, 2014‬وكذلك زيادة‬
‫مستوى الخالفات واالختالالت الزواجية الناجمة عن ضعف الزوجات في‬
‫توكيد ذواتهن في العالقة الزواجية‪ ،‬وتعرضهن لمستويات عالية من‬
‫العنف واإليذاء بأشكاله كافة‪ ،‬مثل‪ :‬العنف النفسي‪ ،‬واالقتصادي‬
‫واالجتماعي خاصة الذي يوجه الزوج نحو الزوجة (السيد‪،)2017 ،‬‬
‫أيضا حث الدراسات المعنية ببحث الفروق بين الذكور واإلناث على‬
‫و ً‬
‫أهمية حصول النساء على حقوقهن واشارتها إلى أن هؤالء النساء‬
‫يكافحن من أجل هذه الحقوق الذي يعد جزًءا منها متعلق بتوكيدهن‬
‫لذواتهن )‪.(Acharya, Sharma& Nair, 2016‬‬
‫‪ -4‬قلة الدراسات األجنبية التي اهتمت بتناول متغيري المقاومة النفسية‪،‬‬
‫معا في التنبؤ بجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات‪ .‬وعلى‬
‫وتوكيد الذات ً‬
‫مستوى الدراسات العربية‪-‬حسب حدود اطالع الباحثة ال توجد أي دراسة‬
‫عنيت ببحث موضوع الدراسة الراهن‪.‬‬
‫مفاهيمُالدراسةُوأطرهاُالنظرية‪ُ :‬‬
‫أوًًل‪ُ:‬مفهومُالمقاومةُالنفسية‪ُ :‬‬
‫تعددت التعريفات التي طرحها الباحثون لمفهوم المقاومة النفسية‪ ،‬فهناك‬
‫من عرفها بوصفها قدرة‪ ،‬ومنها تعريف بترسون وياتس ‪(Peterson& Yates,‬‬
‫)‪ 2013‬بأنها‪" :‬القدرة على تحقيق نتائج إيجابية على الرغم من الضغوط التي‬
‫يمر بها الفرد‪ .‬والقدرة على التعافي بعد مواجهة الصعوبات والضغوط وذلك من‬
‫خالل تغييرها أو تخطيها‪ ،‬أو التوافق معها‪ ،‬أو التعايش معها‪ُ .‬‬

‫‪-508-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫وتوجد تعريفات أخرى ركزت عليها بوصفها سمة؛ إذ عرفها وانج وآخرون‬
‫)‪ (Ya liu, Wang& Zhou, 2014‬بأنها سمة شخصية إيجابية تُمكن األفراد من‬
‫التكيف مع الشدائد ومواجهة الظروف الصعبة‪ .‬وهناك من عرفها بوصفها‬
‫نتيجة‪ ،‬فقد أشار روتر )‪ (Rutter, 2007‬إلى أن المقاومة تتمثل في النتائج‬
‫اإليجابية التي يحققها الفرد‪ ،‬على الرغم من مرورهم بأحداث ضاغطة وتعرضهم‬
‫لعوامل خطر‪ .‬والبعض عرفها بوصفها عملية ديناميكية تفاعلية يمكن االستدالل‬
‫عليها من خالل قياس عوامل الوقاية والحماية التي تتوفر لدى الفرد من‬
‫مصادر خارجية (األسرة‪ ،‬والمدرسة‪ ،‬والمجتمع) أو مصادر داخلية التي تتمثل‬
‫في المهارات واالستعدادات الشخصية للفرد‪ ،‬أو ما ُيسمى باإلمكانات الفردية‬
‫(طه‪ُ .)25 ،2017 ،‬‬
‫وتتبنى الدراسة تعريف وفاء إمام (‪ )2017‬للمقاومة النفسية بأنها‪" :‬قدرة‬
‫الفرد على إصدار استجابات تكيفية لمواجهة الصدمات والمحن والضغوط‬
‫النفسية الشديدة‪ ،‬وكذلك قدرته على التوافق والعودة أو الشفاء السريع عند‬
‫تعرضه للخبرات االنفعالية السلبية‪ ،‬ما يساعده على حل المشكالت بدرجة عالية‬
‫من المرونة والكفاءة‪.‬‬
‫النماذجُالمفسرةُللمقاومةُالنفسية‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪ُ )1‬نموذجُمنشأُالصحة‪ُ :‬‬
‫وضع هذا النموذج أنتونوفسكي ‪ Antonovsky‬عام ‪ ،1979‬واهتم بوصف‬
‫وتحديد الطرائق والعوامل المتصلة بالصحة اإليجابية‪ .‬وافترض أن غياب‬
‫السلوك السيئ ال يدل على الصحة؛ ألن عوامل الصحة تتطلب عناصر أخرى‬
‫أيضا بطرائق العالج‬
‫تتخطى غياب المرض أو الخطورة‪ .‬واهتم هذا النموذج ً‬
‫والوقاية للسيطرة على العوامل السلبية (منشأ المرض)‪ .‬كما تناول مفهوم الشعور‬
‫بالترابط(‪ ،)1‬الذي يشمل‪ :‬القدرة على الفهم‪ ،‬والقدرة على التحكم‪ ،‬والقدرة على‬

‫‪)1( Sense of coherence‬‬


‫‪-509-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫إدراك الهدف‪ ،‬ويستطيع الفرد من خالل هذه المكونات الثالثة للمفهوم أن يواجه‬
‫الضغوط والمطالب بمقدار مرتفع من الدافعية حتى يمكنه التغلب عليها واعادة‬
‫التوافق )‪.(Lanland, Wahl, Kirstofferse& Hsnestad, 2007‬‬
‫(‪ُ )2‬نموذجُعمليةُالمقاومة‪ُ :‬‬
‫ويفسر من خالله المقاومة‬ ‫قدم ريتشارسون هذا النموذج عام ‪ُ ،2002‬‬
‫النفسية عن طريق إعادة التوازن النفسي الذي يساعد الفرد على مواجهة‬
‫وعقليا ونفسيًّا مع‬
‫ً‬ ‫جسديا‬
‫ً‬ ‫الضغوط والمتطلبات‪ ،‬ويسمح له بالقدرة على التكيف‬
‫ظروف الحياة‪ ،‬ويحتاج الفرد إلى إعادة التكامل الستعادة التوازن مرة أخرى‬
‫)‪ .(Richardson, 2002‬وتناول هذا النموذج ثالثة عناصر‪ ،‬هي‪ :‬خصال األفراد‬
‫المتسمين بالمقاومة‪ .‬وبحث العمليات التي تجعلهم يكتسبون هذه الخصال‪،‬‬
‫وادراك المرونة الفطرية المرتبطة بالمقاومة وقدرتها على النمو والتطور ‪(Wald,‬‬
‫)‪.Taylor, Asmundson, Jang& Stapleton, 2006‬‬
‫(‪ُ)3‬النموذجُالتعويضي‪ُ :‬‬
‫ُيهتم هذا النموذج بتفسير عوامل الحماية أو الوقاية بوصفها عوامل‬
‫تعوض التعرض لعوامل الخطر‪ ،‬وتؤثر بشكل مباشر على النتائج &‪(Fergus‬‬
‫)‪ .Zimmerman, 2005‬كما يبين أن عوامل الوقاية تعمل في اتجاه عكس‬
‫عوامل الخطر وتؤثر في السلوكيات الناتجة حتى مع التعرض لعامل الخطر‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ :‬نجد أن تأثير الوالدين أو الراشدين يساعد في مواجهة عامل‬
‫الخطورة‪ ،‬أي إن ه يقوم بعمل نوع من التعويض عن اآلثار السلبية التي قد تنتج‬
‫عن هذه العوامل (طه‪.)33 ،2017 ،‬‬
‫(‪ُ )4‬نموذجُالحماية‪ُ :‬‬
‫أيضا بنموذج التأثير التفاعلي‪ .‬ويفترض أن عوامل‬‫ُيعرف هذا النموذج ً‬
‫الحماية أو الوقاية تنطوي على عالقة تفاعلية بين عوامل الحماية والتعرض‬
‫للخطر أو النتيجة؛ إذ إن عوامل الحماية تعدل التأثير السلبي لعوامل الخطر‬
‫)‪ .(Fergus& Zimmerman, 2005‬كما يفترض أن دور عوامل الحماية والوقاية‬
‫‪-510-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫هي التقليل من اآلثار السلبية لالستهداف‪ ،‬إذ يجعل العالقة بين عوامل‬
‫طا‪ .‬ومن ثم يعزز هذا النموذج دور‬
‫االستهداف والمشكالت السلوكية أقل ارتبا ً‬
‫عوامل الوقاية في الحد من اآلثار السلبية التي تحدثها عوامل الخطر أو منعها‬
‫)‪.(Fleming& Ledogar, 2008‬‬
‫(‪ُ )5‬نموذجُالتحدي(‪ُ :)1‬‬
‫يفترض نموذج التحدي شكل العالقة بين عوامل االستهداف وبين النتائج‬
‫عاليا بين تعرض الفرد‬
‫المترتبة عليها‪ .‬كما يفترض النموذج أن هناك ارتباطًا ً‬
‫للدرجات المرتفعة أو المنخفضة من عوامل االستهداف وبين حدوث مشكالت‬
‫نفسية وسلوكية‪ .‬فهناك بعض الحاالت التي يتعرض فيها األفراد لبعض‬
‫الضغوط أو المنغصات التي يمكن أن تساعدهم في تحقيق نجاح غير متوقع‬
‫(طه‪ .)52 ،2017 ،‬وأحد العناصر الضرورية التي تتعلق بنموذج التحدي أن‬
‫مفيدا؛ ألن ذلك يمنح الفرصة‬
‫أمر ً‬‫ضعف مستوى التعرض للمخاطر‪ ،‬قد يكون ًا‬
‫للفرد على ممارسة مهاراته المختلفة وتوظيف موارده وامكاناته الشخصية حتى‬
‫يثير لديه استجابة تكيفية لمواجهة هذه المخاطر والتغلب عليها والتوافق معه‪.‬‬
‫)‪ (Wang& Zhang, 2017‬وتتبني الدراسة الحالية هذا النموذج‪.‬‬
‫ثانيا‪ُ:‬مفهومُتوكيدُالذات‪ُ :‬‬
‫ً‬
‫ُيعرف توكيد الذات بأنه "القدرة على التعبير عن اآلراء والمشاعر واألفكار‬
‫والحاجات بشكل صريح‪ ،‬وبطريقة تتفق مع شخصيتك وتحترم اآلخرين"‬
‫)‪ .(Stein& Book, 2006‬وتُعبر الدرجة المرتفعة على توكيد الذات عن الكفاءة‬
‫الذاتية للفرد‪ ،‬ومدى قدرته على التعبير المالئم في المواقف االجتماعية بفاعلية‬
‫وايجابية‪ ،‬وكذلك قدرته على التعبير اللفظي وغير اللفظي في مواقف نوعية‬
‫متعلمة (صابر‪ .)2012 ،‬كما يعرف بأنه‪ :‬مهارات سلوكية لفظية وغير لفظية‪،‬‬
‫نوعية موقفية ُمتعلمة‪ ،‬ذات فاعلية نسبية‪ .‬تتضمن تعبير الفرد عن مشاعره‬

‫‪)1( Proactive-reactive‬‬
‫‪-511-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫اإليجابية (تقدير‪-‬ثناء)‪ ،‬والسلبية (غضب‪-‬احتجاج)‪ ،‬ومقاومة الضغوط التي‬


‫يمارسها اآلخرون‪ ،‬والمبادرة في التفاعالت االجتماعية أو إنهائها‪ ،‬والدفاع عن‬
‫الحقوق الخاصة وعدم انتهاك حقوق اآلخرين (عبد المحسن‪.)2015 ،‬‬
‫النظريةُالمفسرةُلتوكيدُالذات‪ُ :‬‬
‫نظريةُتحليلُالمعامالت(‪ُ :)1‬‬
‫وضع هذه النظرية بيرن ‪ Berne‬عام ‪ 1975‬وترتكز على مفهوم مكانة‬
‫الحياة(‪ )2‬وتتطرق إلى التفرقة بين توكيد الذات وعدم توكيدها‪ .‬واالفتراض العام‬
‫فيها أن األشخاص يولدون بحالة جيدة وعندما يرتقون عبر المراحل العمرية‬
‫يصنعون ق اررات حول أنفسهم واآلخرين‪ .‬وأن الفرد يكون في مكانة حياتية‬
‫أيضا‪ .‬وعندما‬
‫إيجابية عندما يكون بحالة جيدة ويجعل اآلخرين بحالة جيدة ً‬
‫يشعر األفراد أنهم بحالة سيئة نتيجة مرروهم بمواقف حياتية معينة يمكنهم‬
‫تغيير ق ارراتهم ليصبحوا في حالة جيدة‪ ،‬وذلك من خالل وعيهم بذاتهم ومعرفتهم‬
‫اإليجابية باآلخرين‪ .‬كما تذهب هذه النظرية إلى أن الموقف الصحي يعني أن‬
‫يكون الفرد في حالة إيجابية جيدة‪ ،‬وهنا يمكنه من الثقة بنفسه وتوكيدها‬
‫والشعور باألمان‪ .‬وكذلك عند تفاعل الفرد مع اآلخرين في السياق االجتماعي‬
‫أيضا‪.‬‬
‫يمكن أن يجعلهم يشعرون أنهم بحالة جيدة ً‬
‫ومن أهم العناصر التي تنهض عليها هذه النظرية‪ ،‬أوًًل‪ُ :‬احترام ُالذات‪:‬‬
‫وتتضمن احترام الذات والوعي بها‪ ،‬وكذلك احترام اآلخرين عند توكيد الذات‪،‬‬
‫والوعي بجوانب التشابه واالختالف معهم بطريقة مناسبة‪ ،‬ما يسهم في إيجاد‬
‫وسيلة إيجابية للتفاعل مع اآلخرين وتركهم بحالة جيدة حتى يحدث ارتقاء في‬
‫ثانيا‪ُ:‬اإلدراكُاإليجابي‪ :‬ويهتم بوعي الفرد بذاته‬
‫العالقة االجتماعية التفاعلية‪ً .‬‬
‫ومعرفته اإليجابية بنفسه وتقديره واحترامه لآلخرين‪ ،‬وكذلك جهده القوي لمعرفة‬
‫ذاته وادراك اآلخرين بطريقة لفظية وغير لفظية )‪ .(Towned, 2007‬ثالثًا‪ُ:‬تقديرُ‬

‫‪)1( Transctional theory‬‬


‫‪)2( Life position‬‬
‫‪-512-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫الذات ُوالثقة ُبالنفس‪ :‬يحث تقدير الذات األفراد على المبادأة‪ ،‬وبدون تقدير‬
‫الذات يصعب على األفراد المبادأة االجتماعية خشية تلقي النقد أو إصدار‬
‫غالبا على الخبرات‬
‫أحكام عليهم من جانب اآلخرين‪ .‬وتقوم هذه المخاوف ً‬
‫الماضية التي يتم إدراكها بشكل سلبي‪ .‬وعندما يرتفع مستوى تقدير الذات‬
‫يستطيع األفراد توكيد ذواتهم بشكل يبعد عن المظهر السلبي لتوكيد الذات الذي‬
‫ابعا‪ُ:‬‬
‫يحمل معه عنصر العدوان الذي يسبب بشكل أو بآخر أذى لآلخرين‪ُ .‬ر ً‬
‫الشعور ُباألمان‪ُ :‬األشخاص الذين يشعرون باألمان لديهم مستوى مرتفع من‬
‫الثقة الداخلية بالنفس‪ ،‬ومشاعر تقدير إيجابية‪ .‬وعندما يستجيب الفرد لآلخرين‬
‫بدون خوف مع مراعاة حقوقهم ففي هذه الحالة يؤكدون ذواتهم ويديرونها بشكل‬
‫يسمح بتفاعل اجتماعي إيجابي )‪ .(Boholst, 2002‬وتعتمد الدراسة الحالية على‬
‫هذه النظرية في توكيد الذات‪.‬‬
‫ثالثًا‪ُ:‬مفهومُجودةُالحياةُالزواجية‪ُ :‬‬
‫تعرف بأنها الوظيفة العامة للزواج الناجح )‪ .(Bricker,2005‬كما ُيعرفها‬
‫شيهان )‪ (Shehan, 2016‬بأنها مفهوم إيجابي يضم‪ :‬السعادة الزواجية‪ ،‬والرضا‬
‫الزواجي‪ ،‬والتواصل الزواجي‪ ،‬واالستقرار الزواجي‪ .‬ومن ناحية أخرى تُعرف‬
‫بأنها درجة الرضا التي يشعر بها الفرد تجاه مظاهر حياته المختلفة‪ ،‬ومنها‬
‫العالقة الزواجية‪ ،‬وسعادته واالهتمام بالخبرات الشخصية ويتوقف ذلك على‬
‫عوامل ترتبط بأفكاره حول حياته ‪(Mike& Luna, 2015; Babić Čikeš,‬‬
‫)‪.Marić& Šincek, 2018‬‬
‫تتبنى الباحثة تعريف نجالء راضي لجودة الحياة الزواجية بأنها "تقييم شامل‬
‫للعالقة الزواجية‪ ،‬يتضمن السعادة الزواجية‪ ،‬واالستقرار الزواجي‪ ،‬والتواصل‬
‫الزواجي‪ ،‬والرضا الجنسي"‪.‬‬

‫‪-513-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫النماذجُالمفسرةُلجودةُالحياةُالزواجية‪ُ :‬‬
‫ّ‬ ‫النظرياتُو‬
‫‪ُ-1‬نظ ُريةُالتكافؤ(‪ُ :)1‬‬
‫تشير هذه النظرية إلى تساوي مقدار الفوائد التي يتلقاها الشخص من‬
‫أيضا مقدار االرتباط بالعالقة‪ ،‬ويعني ذلك أن يشعر الزوج‬‫العالقة‪ ،‬وتساوي ً‬
‫بأن الزوجة تعطي المقدار نفسه الذي يعطيه في العالقة الزواجية والعكس‬
‫صحيح‪ .‬فعندما يكون الشخص مرتبطًا بالعالقة فإنه يقارنها بمقدار ارتباط‬
‫أيضا‪ ،‬واذا وجد هذا الشخص أنه ُيعطي في هذه العالقة‬
‫الطرف اآلخر بالعالقة ً‬
‫أكثر مما يستقبل‪ ،‬فإن مستوى رضاه عن العالقة يقل ومن ثم تقل جودة حياته‬
‫الزواجية؛ ذلك ألنه يحصل من العالقة على مقدار أقل مما كان يتوقعه‪ .‬فإذا لم‬
‫ُيدرك أحد الطرفين أو كالهما أهمية التساوي في العالقة فإن هذا يكون من‬
‫المؤشرات الواضحة على انخفاض الرضا عن العالقة )‪.(Lindholm,2006‬‬
‫وفي إطار العالقة الزواجية‪ ،‬فإن الزوجين اللذين يدركان التكافؤ في عالقاتهما‬
‫حرصا على االستمرار‬
‫ً‬ ‫الزواجية يكونان أكثر رضا عنها وأكثر سعادة‪ ،‬وأكثر‬
‫فيها‪ ،‬ومن ثم ترتفع جودة حياتهما الزواجية مقارنة بالزوجين اللذين يدركان‬
‫العالقة على أنها غير متكافئة )‪.(Larson, Hummond& Harper, 1998‬‬
‫‪ُ-2‬نموذجُنقاطُالضعف‪-‬المشقة‪ُ-‬التكيفُللزواج‪ُ :‬‬
‫وضع هذا النموذج كارني وبرادبيوري )‪(Karney& Bradbury, 1995‬‬
‫ويفسر هذا النموذج االستقرار الزواجي المتعلق بجودة الحياة الزواجية‪ .‬ووفقًا‬
‫ُ‬
‫لهذا النموذج فإن األشخاص يدخلون الزواج بخبرات مختلفة قد يستمدونها من‬
‫خلفياتهم األسرية التي ينحدرون منها‪ ،‬وعندما يتسم هؤالء األشخاص بخصائص‬
‫معينة‪ ،‬مثل‪ :‬انخفاض المستوى التعليمي‪ ،‬أو وجود سمات شخصية غير توافقية‬
‫أو ضعف المهارات االجتماعية أو وجود توجهات سلبية نحو الزواج فكل هذه‬
‫الخصائص تجعلهم عرضة الرتفاع مستوى المشقة والضغوط التي يواجهونها‬

‫‪)1( Equity theory‬‬


‫‪-514-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫في حياتهم الزواجية؛ ما يهدد استقرارهم الزواجي‪ .‬وتزيد المشقة بين الزوجين في‬
‫اء على ذلك فاألزواج والزوجات الذين‬
‫حالة ارتباط ظروف أخرى بالزواج‪ .‬وبن ً‬
‫يستطيعون مواجهة المشقة والتكيف مع هذه الضغوط يرتفع لديهم االستقرار‬
‫الزواجي‪ ،‬أما األزواج والزوجات الذين ال يستطيعون التغلب على الضغوط التي‬
‫تواجه العالقة الزواجية ينخفض لديهم مستوى االستقرار الزواجي ما يهدد‬
‫بحدوث الطالق )‪.(Brehm, Miller, Perlman& Compbell, 2002‬‬
‫ويتضمن هذا النموذج ثالث مكونات أساسية تؤثر على جودة الحياة‬
‫الزواجية‪ .‬أوًًل‪ُ :‬نقاط ُالضعف ُالثابتة‪ :‬وتشمل سمات الشخصية المزعجة‬
‫وثانيا‪ُ :‬األحداث ُالشاقة‪ :‬وتشمل األحداث الحياتية الكبرى والظروف‬
‫ً‬ ‫وغيرها‪.‬‬
‫الشاقة‪ .‬وثالثًا ُالعمليات ُالتكيفية‪ :‬وتشمل التفاعالت الزواجية‪ ،‬وقدرة كل زوج‬
‫على إمداد الزوج اآلخر بالمساندة االجتماعية‪ .‬فاألزواج والزوجات ذوو‬
‫العمليات التكيفية الفعالة الذين يواجهون أحداثًا شاقة قليلة‪ ،‬وينخفض لديهم‬
‫مستوى نقاط الضعف الثابتة فهؤالء يرتفع لديهم مستوى االستقرار المرتبط‬
‫بجودة حياتهم الزواجية مقارنة باألزواج والزوجات الذين يواجهون أحداثًا شاقة‬
‫عديدا من نقاط الضعف فهؤالء ينخفض لديهم مستوى جودة‬ ‫ً‬ ‫متعددة‪ ،‬ويمتلكون‬
‫الحياة الزواجية (ربيع‪.)2012 ،‬‬
‫‪ُ-3‬نظريةُجودةُالحياةُالزواجيةُلماركس ُ‬
‫ُوضع ماركس ‪ Marx‬هذه النظرية‪ ،‬ويشير فيها إلى أن جودة الحياة‬
‫الزواجية هي تقييم الفرد العام للعالقة الزواجية‪ ،‬وتعتمد على الطريقة أو‬
‫األسلوب الذي من خالله ينظم المتزوجون أنفسهم بشكل متسق داخل مثلث‬
‫وثانيا‪ :‬كيفية تفاعل الزوج والزوجة بعضهما‬
‫يضم‪ ،‬أوًال‪ :‬نوعية العالقة الزواجية‪ً .‬‬
‫مع بعض‪ .‬وثالثًا‪ :‬مواجهة المواقف الضاغطة‪ .‬وذكر ماركس في السياق نفسه‬
‫ثالثة عناصر مهمة تختص بجودة الحياة الزواجية‪ .‬العنصر األول‪ :‬الذات‪،‬‬
‫وتتضمن سمات الفرد‪ ،‬ودوافعه‪ ،‬وطاقاته المختلفة التي تتشكل من خاللها‬
‫خبراته في الحياة‪ .‬والعنصر الثاني‪ :‬العالقة بالزوج اآلخر‪ .‬والعنصر الثالث‪ :‬أي‬
‫‪-515-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫‪(Shayan, Taravati, Garousian, Babakhan,‬‬ ‫نقاط تركيز خارج العالقة‬


‫)‪ .Faradma& Masoumi, 2018‬وتعتمد الدراسة الحالية على هذه النظرية في‬
‫جودة الحياة الزواجية‪.‬‬
‫وبعد التناول السابق للمفاهيم واألطر النظرية المفسرة نتجه إلى عرض‬
‫الدراسات السابقة‪.‬‬
‫الدراساتُالسابقة‪ُ :‬‬
‫يمكن تقسيم الدراسات السابقة في الدراسة الراهنة إلى فئتين‪ ،‬األولى‪،‬‬
‫الدراسات التي اهتمت بعالقة المقاومة النفسية والمفاهيم ذات الصلة بجودة‬
‫الحياة الزواجية‪ .‬والثانية‪ ،‬الدراسات التي عنيت بعالقة توكيد الذات بجودة الحياة‬
‫الزواجية‪.‬‬
‫أوًًل‪ُ :‬الدراسات ُالتي ُاهتمت ُبعالقة ُالمقاومة ُالنفسية ُوالمفاهيم ُذات ُالصلةُ‬
‫بجودةُالحياةُالزواجية‪ُ .‬‬
‫كشفت نتيجة دراسة هوبر وزمالئه )‪ (Huber et al., 2010‬عن ارتباط‬
‫المقاومة النفسية بالرضا الزواجي المتضمن في مكون السعادة الزواجية الخاص‬
‫بجودة الحياة الزواجية‪ ،‬وذلك لدى عينة من ‪ 239‬من األزواج والزوجات‪،‬‬
‫تتراوح أعمارهم بين ‪ 65-45‬سنة‪ ،‬ولديهم أبناء فوق عمر ‪ 18‬سنة‪ .‬وأيدت هذه‬
‫النتيجة دراسات أخرى )‪ُ ُ.(Gayatrivadivu et al., 2014; Mohammed, 2017‬‬
‫واهتمت دراسات أخرى تالية بربط مكونات المقاومة النفسية بجودة الحياة‬
‫الزواجية‪ ،‬ففيما يخص عالقة تقدير الذات المكون للمقاومة النفسية ببعض أبعاد‬
‫جودة الحياة الزواجية‪ ،‬كشفت عديد من الدراسات عن وجود ارتباط إيجابي بين‬
‫تقدير الذات والرضا الجنسي المتضمن في جودة الحياة الزواجية‪ ،‬ومنها‪ :‬دراسة‬
‫تاجزاد وكالوري )‪ (Taghizadeh& Kalhori, 2015‬على عينة من الزوجات‪،‬‬
‫متوسط أعمارهن (‪ )5.43 ± 32‬سنة‪ ،‬ولديهن أطفال‪ .‬ودراسة اباديجيان‪-‬‬
‫موزيان )‪ (Abadjian-Mozian,2015‬التي أجريت على عينة مكونة من ‪50‬‬

‫‪-516-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫زوجة‪ ،‬متوسط أعمارهن (‪ )6.37 ± 39.24‬سنة‪ .‬كما دعمت النتيجة نفسها‬


‫دراسة هانر وزمالئه )‪.(Hannier, Baltus& De sutter, 2017‬‬
‫أما عن عالقة تقدير الذات بالسعادة الزواجية المكونة لجودة الحياة‬
‫الزواجية‪ ،‬بينت دراسة يداليجمالوي وزمالئه )‪(Yadalijamaloye et al., 2013‬‬
‫وجود ارتباط موجب بين تقدير الذات والرضا الزواجي المتضمن في عنصر‬
‫السعادة الزواجية المرتبط بجودة الحياة الزواجية لدى عينة بلغت ‪ 757‬زوجة‪.‬‬
‫وتوصلت دراسات أخرى للنتيجة السابقة نفسها‪ ،‬ومنها‪ :‬دراسة أجراها إيرول‬
‫زوجا وزوجة‪ .‬ودراسة‬
‫وأورث )‪ (Erol& Orth, 2014‬على عينة مكونة من ‪ً 885‬‬
‫عز واستر )‪ (Eze& Esther, 2018‬على عينة بلغت ‪ 120‬زوج وزوجة (‪65‬‬
‫زوجا‪ 55 ،‬زوجة)‪ ،‬وبلغ متوسط أعمارهن ‪ 42.5‬سنة‪ ،‬ولديهن في المتوسط‬ ‫ً‬
‫طفلين‪.‬‬
‫وفي هذا السياق أسفرت بعض الدراسات عن وجود ارتباط بين مواجهة‬
‫الضغوط وحل المشكالت (مكون المقاومة النفسية) وجودة الحياة الزواجية‪ .‬فقد‬
‫&‪(Leadermann, Bodenmann, Rudaz‬‬ ‫بينت دراسة ليدرمان وزمالئه‬
‫زوجا وزوجة‪ ،‬أن ارتفاع‬‫)‪ Bradurry, 2010‬التي أجريت على عينة من ‪ً 345‬‬
‫سلبا بجودة الحياة‬
‫مستوى الضغوط اليومية التي تواجه الزوج أو الزوجة يرتبط ً‬
‫الزواجية‪ .‬كما كشفت دراسة أخرى لبودنمان وزمالئه ‪(Bodenmann et al.,‬‬
‫)‪ 2011‬وذلك لدى عينة من ‪ 443‬من األزواج والزوجات أن مواجهة الضغوط‬
‫وحل المشكالت لدى الزوجات ترتبط بجودة العالقة الزواجية‪ .‬وأيدت هذه‬
‫زوجا‬
‫النتيجة دراسة زهانج )‪ ،(Zhang, 2011‬وذلك على عينة ضمت ‪ً 88‬‬
‫وزوجة‪.‬‬
‫وتوجد دراسات أخرى اهتمت بربط مكون مواجهة الضغوط وحل المشكالت‬
‫المتعلق بالمقاومة النفسية بالرضا الزواجي المتضمن في السعادة الزواجية‬
‫الخاصة بجودة الحياة الزواجية‪ ،‬ومن أمثلتها دراسات‪ (Howell,1998) :‬وشملت‬
‫زوجا‪ 50 ،‬زوجة)‪ ،‬تتراوح أعمارهم بين ‪-31‬‬
‫عينة من ‪ 100‬زوج وزوجة (‪ً 50‬‬
‫‪-517-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫‪ 57‬سنة‪ ،‬وتتراوح مدة زواجهم بين ‪ 39-2‬سنة‪ ،‬ونحو ‪ ٪67‬منهم لديهم‬


‫&‪(Landis, Peter-wight, Martin‬‬ ‫طفالن‪ .‬ودراسة الندس وزمالئه‬
‫زوجا وزوجة‪ .‬ودعم هذه‬‫)‪ Bodenmann, 2013‬على عينة مكونة من ‪ً 132‬‬
‫النتائج دراسة فاطيمة محمودي )‪ (Mahmoody, 2011‬التي تضمنت عينة من‬
‫‪ 50‬زوجة‪ ،‬تتراوح أعمارهن بين (‪ )30-20‬سنة‪ .‬وفي دراسة أجرتها كرسب‬
‫وزمالؤها )‪ (Crisp, Vaccaro, Fallen, Kleeman& Pauls, 2015‬على عينة‬
‫تكونت من ‪ 526‬زوجة‪ ،‬تبين من نتائجها ارتباط مستوى مواجهة الضغوط وحل‬
‫سلبا بمكون آخر من مكونات جودة الحياة الزواجية‪ ،‬المتمثل في‬
‫المشكالت ً‬
‫الرضا الجنسي‪.‬‬
‫أما عن عالقة الكفاءة االجتماعية (مكون المقاومة النفسية) بجودة الحياة‬
‫الزواجية‪ ،‬كشفت دراسة أجراها ناصري وباباي )‪ (Nasri,& Babaee, 2014‬على‬
‫عينة ضمت ‪ 365‬زوجة‪ ،‬تتراوح أعمارهن بين ‪ 55-20‬سنة‪ ،‬ولديهن أبناء‪،‬‬
‫ومن مستويات تعليمية متباينة‪ ،‬ارتباط مهارات الكفاءة االجتماعية مكون‬
‫المقاومة النفسية بتوافق الزوجات الذي يسهم بدوره في ارتفاع مستوى جودة‬
‫حياتهن الزواجية‪ .‬كما بينت دراسة فاربود وزمالئه )‪ (Farbod et al., 2014‬أن‬
‫مهارات التواصل المتضمنة في الكفاءة االجتماعية والمتعلقة بالمقاومة النفسية‬
‫لدى الزوجات ترتبط بارتفاع مستوى جودة حياتهن الزواجية‪.‬‬
‫وفيما يختص بعالقة استراتيجيات المساندة االجتماعية والبحث عنها‬
‫(مكون المقاومة النفسية) بجودة الحياة الزواجية‪ ،‬بينت دراسة كيتابارك ‪(Ki Tae‬‬
‫إيجابا بجودة الحياة الزواجية‪ ،‬كما‬
‫ً‬ ‫)‪ Park, 2018‬أن المساندة االجتماعية ترتبط‬
‫أظهرت دراسة ديلونجيس وزمالئها )‪ (DeLongis et al., 2004‬وجود عالقة‬
‫موجبة بين المساندة االجتماعية واالستقرار الزواجي مكون جودة الحياة الزواجية‬
‫لدى عينة من األزواج والزوجات‪ ،‬تتراوح أعمارهم بين ‪ 59-20‬سنة‪ ،‬ولديهم‬
‫أبناء‪.‬‬

‫‪-518-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫وفيما يختص بعالقة التدين (مكون المقاومة النفسية) بجودة الحياة‬


‫الزواجية‪ ،‬كشفت دراسة ليشتر وكارملت )‪ (Lichter& Carmalt, 2009‬التي‬
‫أجريت على عينة ضمت ‪ 433‬من األزواج والزوجات عن ارتباط التدين بشكل‬
‫إيجابي بجودة الحياة الزواجية‪ .‬وفي هذا السياق أجرى بروكس ‪(Brooks,‬‬
‫)‪ 2014‬دراسة لبحث عالقة التدين بجودة الحياة الزواجية لدى عينة تكونت من‬
‫زوجا وزوجة‪ ،‬وأظهرت النتائج وجود ارتباط موجب بين التدين وجودة‬‫‪ً 935‬‬
‫الحياة الزواجية‪ .‬واتسقت مع هذه النتائج بعض الدراسات األخرى ‪(Perry,‬‬
‫)‪.2015; Perry& Oklahoma, 2016‬‬
‫ثانيا‪ُ:‬الدراساتُالتيُعنيتُبعالقةُتوكيدُالذاتُبجودةُالحياةُالزواجية‪.‬‬
‫ً‬
‫بمراجعة التراث البحثي الخاص بهذه الفئة من الدراسات‪ ،‬تبين أن بعض‬
‫الدراسات األجنبية التي أجريت في هذا المقام تناولت عالقة توكيد الذات‬
‫بالتوافق الزواجي‪ ،‬ولم تهتم بشكل مباشر بدراسة ارتباط هذا المفهوم بجودة‬
‫الحياة الزواجية‪ .‬ومن أمثلتها‪ :‬دراسة ليرمان )‪ (Lerman, 1991‬التي أظهرت أن‬
‫توكيد الذات لدى الزوجات يرتبط بشكل إيجابي بتوافقهن الزواجي‪ .‬ودعمت‬
‫دراسة رازمجوي وزمالئه ُ)‪ (Razmjouyi et al., 2017‬النتيجة السابقة‪ ،‬وذلك‬
‫زوجا‪ 38 ،‬زوجة)‪ ،‬تتراوح‬
‫لدى على عينة من ‪ 205‬زوج وزوجة (‪ً 165‬‬
‫أعمارهم بين ‪ 55-22‬سنة‪.‬‬
‫وفي البيئة المصرية اتسقت دراسة طريف شوقي‪ ،‬ومحمد حسن (‪)1999‬‬
‫زوجا وزوجاتهم‪،‬‬
‫مع هذه النتائج؛ حيث أجريت على عينة تكونت من ‪ً 140‬‬
‫وبلغ متوسط عمر الزوجات (‪ )6.9 ± 34.4‬سنة‪ .‬وتبين وجود دراسات قليلة‬
‫عنيت ببحث عالقة توكيد الذات ببعض أبعاد جودة الحياة الزواجية ولم تتناول‬
‫هذا االرتباط على مستوى الدرجة الكلية للمفهوم‪ ،‬ومنها دراسة أنيم ‪(Anim,‬‬
‫)‪ 2010‬التي هدفت إلى الكشف عن عالقة توكيد الذات بالسعادة الزواجية مكون‬
‫جودة الحياة الزواجية لدى عينة من األزواج والزوجات‪ ،‬وتراوحت أعمار‬
‫الزوجات بين ‪ 56 -25‬سنة‪ ،‬ولديهن أبناء‪ ،‬وتراوحت مدة الزواج بين ‪25-2‬‬
‫‪-519-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫سنة‪ ،‬ومن مستويات تعليمية مختلفة‪ .‬وكشفت النتائج أن الدرجة المرتفعة من‬
‫إيجابا بالسعادة مكون جودة حياتهن الزواجية‪.‬‬
‫ً‬ ‫توكيد الذات لدى الزوجات ترتبط‬
‫واتسقت هذه النتيجة مع دراسة أنمشهان وأوالديني ‪(Animasahun& Oladeni,‬‬
‫زوجا وزوجة؛ إذ بينت نتائجها أن توكيد الذات‬
‫)‪ 2012‬وذلك لدى عينة من ‪ً 42‬‬
‫يرتبط بمهارات التواصل المتضمنة في عنصر السعادة الزواجية مكون جودة‬
‫الحياة الزواجية‪.‬‬
‫وفيما ُيتعلق ُبالتعقيب ُعلى ُهذه ُالدراسات‪ ،‬يتبين‪-‬في حدود اطالع‬
‫الباحثة‪ -‬أن معظم الدراسات السابق عرضها في هذا السياق كانت تهتم ببحث‬
‫عالقة المكونات الخاصة بالمقاومة النفسية على حدة بجودة الحياة الزواجية أو‬
‫ببعض أبعادها‪ ،‬ولم تتناول مفهوم المقاومة النفسية بشكل كلي في التنبؤ بجودة‬
‫الحياة الزواجية‪ .‬أما الدراسات التي اهتمت بتوكيد الذات في سياق العالقة‬
‫الزواجية‪ ،‬فعنيت بدراسة عالقته بمتغيرات أخرى‪ ،‬مثل‪ :‬التوافق الزواجي‪ ،‬ولم‬
‫تهتم ببحث عالقته بجودة الحياة الزواجية‪ .‬حتى الدراسات القليلة التي‬
‫استخدمت هذا المفهوم كانت في إطار عالقته بأحد أبعاد جودة الحياة الزواجية‬
‫كما هو الحال في بحث ارتباطه بمكون السعادة الزواجية المتضمن في جودة‬
‫الحياة الزواجية‪ .‬وفي سياق البيئة العربية‪-‬حسب حدود الباحثة في االطالع –‬
‫ال توجد أي دراسات عنيت ببحث المقاومة النفسية وتوكيد الذات في التنبؤ‬
‫بجودة الحياة الزواجية‪ ،‬ما يبرر دراسة الموضوع الحالي‪.‬‬
‫فروضُالدراسة‪ُ :‬‬
‫بعد مراجعة نتائج الدراسات السابقة يمكن صياغة فروض الدراسة على‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫(‪ )1‬توجد عالقة موجبة بين المقاومة النفسية وجودة الحياة الزواجية لدى‬
‫الزوجات‪.‬‬

‫‪-520-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫(‪ )2‬توجد عالقة موجبة بين توكيد الذات وجودة الحياة الزواجية لدى‬
‫الزوجات‪.‬‬
‫(‪ )3‬يسهم تفاعل المقاومة النفسية وتوكيد الذات في التنبؤ بجودة الحياة‬
‫الزواجية لدى الزوجات‪.‬‬
‫منهجُالدراسةُواجراءاتها‪ُ :‬‬
‫استخدم في الدراسة الراهنة المنهج الوصفي االرتباطي؛ وذلك للكشف عن‬
‫عالقة كل من المقاومة النفسية وتوكيد الذات بجودة الحياة الزواجية‪ ،‬وكذلك‬
‫الكشف عن الدور الذي يقوم به كل منهما في التنبؤ بجودة الحياة الزواجية لدى‬
‫الزوجات‪.‬‬
‫عينةُالدراسةُوخصالها‪ُ :‬‬
‫تكونت عينة الدراسة األساسية من (‪ )200‬زوجة‪ ،‬تتراوح أعمارهن بين‬
‫(‪ )50-25‬سنة‪ ،‬وبلغ متوسط أعمارهن (‪ )6.65± 34.78‬سنة‪ .‬وبلغ متوسط‬
‫مدة زواجهن ‪ 6.21 ± 10.14‬سنة‪ .‬ونحو ‪ ٪25.5‬لديهن ابن واحد‪ ،‬و‪٪47.0‬‬
‫لديهن ابنين‪ ،‬و‪ ٪22.5‬لديهن ثالثة أبناء‪ ،‬و‪ ٪5.0‬لديهن أربعة أبناء‪ ،‬و‪٪2.0‬‬
‫لديهن خمسة أبناء‪ .‬وروعي في العينة عدة شروط‪ ،‬هي‪ )1( :‬تجنب األعمار‬
‫المتقدمة في السن؛ بهدف استبعاد مرحلة الشيخوخة وما يرتبط بها من تغيرات‬
‫قد تتداخل مع هدف الدراسة‪ )2( .‬وأن يكون أفراد العينة من مستويات تعليمية‬
‫مختلفة تتراوح بين مستوى تعليمي متوسط إلى فوق الجامعي‪ )3( .‬وأن يكون‬
‫لديهن أطفال؛ حتى ال يؤثر عدم اإلنجاب على متغيرات الدراسة‪ )4( .‬وأال يكن‬
‫قد تعرضن لطالق سابق‪ )5( .‬وأال يكن قد مررن بخبرة زواج سابق‪ )6( .‬وأال‬
‫يعانين من أي أمراض جسمية مزمنة أو أمراض نفسية‪ .‬ويوضح الجدول اآلتي‬
‫خصال أفراد العينة‪.‬‬

‫‪-521-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫جدولُ(‪ُ:)1‬خصالُأفرادُالعينة ُ‬
‫المستوىُالتعليمي‬ ‫متوسطُ‬ ‫المدى ُ‬
‫الخصال ُ‬
‫دبلومُ‬ ‫العمر ُ‬ ‫العمري ُ‬
‫دكتوراه‬ ‫ماجستير‬ ‫متوسط‬ ‫العينة ُ‬
‫جامعي ُ عال ُ‬ ‫بالسنة ُ‬ ‫بالسنوات ُ‬
‫‪ُ±ُ34.78‬‬ ‫‪-25‬‬ ‫الزوجات ُ‬
‫‪٪17.0‬‬ ‫‪٪24.0 ُ ٪5.5 ٪51.0‬‬ ‫‪٪2.5‬‬
‫‪6.65‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ن=ُ‪ُ 200‬‬

‫أدواتُالدراسة‪ُ :‬‬
‫ُ‬
‫‪ُ-1‬مقياسُجودةُالحياةُالزواجية‪ُ :‬‬
‫بندا‪،‬‬
‫صممت هذا المقياس نجالء راضي (‪ ،)2017‬ويتكون من (‪ً )75‬‬
‫تغطي أربع مكونات رئيسة‪ ،‬هي‪ :‬السعادة الزواجية‪ ،‬والتواصل الزواجي‪،‬‬
‫واالستقرار الزواجي‪ ،‬والرضا الجنسي‪ .‬ويضم ُبعد السعادة الزواجية (‪ )10‬بنود‬
‫أرقام (‪ .)73 ،63 ،17 ،15 ،11 ،9 ،7 ،5 ،3 ،1‬ويضم ُبعد التواصل‬
‫الزواجي (‪ )17‬بند أرقام (‪،41 ،37 ،35 ،31 ،29 ،25 ،23 ،19 ،4 ،2‬‬
‫‪ .)75 ،69 ،66 ،64 ،54 ،51 ،45‬ويتضمن ُبعد االستقرار الزواجي (‪)27‬‬
‫بند أرقام (‪،40 ،39 ،36 ،34 ،32 ،28 ،26 ،22 ،20 ،16 ،13 ،10 ،6‬‬
‫‪.)74 ،72 ،70 ،67 ،62 ،60 ،59 ،57 ،55 ،53 ،50 ،48 ،46 ،43‬‬
‫بندا تُمثل باقي بنود المقياس‪ .‬وتتطلب‬
‫أما ُبعد الرضا الجنسي فضم (‪ً )21‬‬
‫اإلجابة عن كل بند أن يحدد الفرد درجة انطباق كل بند عليه باستخدام مقياس‬
‫تماما‪ .‬وأقصى درجة على المقياس‬
‫شدة يتراوح بين (‪ )1‬ال أوافق إلى (‪ )5‬أوافق ً‬
‫هي (‪ )375‬درجة‪ .‬أما البنود العكسية في كل مقياس فرعي‪ ،‬فتصحح في‬
‫االتجاه العكسي‪ .‬وقامت نجالء راضي (‪ )2017‬بحساب ثبات هذا المقياس‬
‫زوجا‪ 30 ،‬زوجة)‪،‬‬
‫زوجا وزوجة (‪ً 30‬‬ ‫وصدقه على عينة تكونت من ‪ً 60‬‬
‫تراوحت أعمارهم بين (‪ )47-25‬سنة‪ ،‬وبلغ ثبات ألفا ‪ ،0.92‬وثبات القسمة‬
‫النصفية ‪ .0.92‬كما اتسم المقياس بمؤشرات صدق مناسبة تمثلت في صدق‬
‫المضمون‪ ،‬وصدق االتساق الداخلي‪ ،‬والصدق التمييزي‪.‬‬
‫‪-522-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫‪ُ-2‬مقياسُالمقاومةُالنفسية‪ُ ُ:‬‬
‫بندا‪ ،‬موزعة‬
‫أعدت هذا المقياس وفاء إمام (‪ ،)2017‬ويتكون من ‪ً 116‬‬
‫بندا‪ ،‬وتمثله‬
‫على سبع مكونات‪ :‬أوًال‪ :‬مكون الصالبة النفسية‪ ،‬ويتكون من (‪ً 17‬‬
‫بندا‪ ،‬وتمثله البنود‬
‫ثانيا‪ :‬مكون تقدير الذات‪ ،‬ويضم (‪ً 13‬‬‫البنود من ‪ً .)17-1‬‬
‫من ‪ .)30-18‬وثالثًا‪ :‬مكون مواجهة الضغوط وحل المشكالت‪ ،‬ويتضمن (‪23‬‬
‫بندا‪،‬‬
‫ابعا‪ :‬مكون المرونة‪ ،‬ويضم (‪ً 17‬‬ ‫بندا‪ ،‬وتمثله البنود من ‪ .)53-31‬ور ً‬ ‫ً‬
‫وخامسا‪ :‬مكون الكفاءة االجتماعية‪ ،‬ويشمل (‪13‬‬
‫ً‬ ‫وتمثله البنود من ‪.)70-54‬‬
‫وسادسا‪ :‬مكون استراتيجيات المساندة‬
‫ً‬ ‫بندا‪ ،‬وتمثله البنود من ‪.)83-71‬‬ ‫ً‬
‫بندا‪ ،‬وتمثله البنود من ‪.)95-84‬‬ ‫االجتماعية والبحث عنها‪ ،‬ويتكون من (‪ً 12‬‬
‫بندا‪ ،‬وتمثله البنود من‬
‫وسابعا‪ :‬مكون القيم األخالقية والدينية‪ ،‬ويضم (‪ً 21‬‬
‫ً‬
‫‪ .)116-96‬وتتطلب اإلجابة عن كل بند أن يحدد الفرد درجة انطباق كل بند‬
‫أبدا إلى (‪ )5‬تنطبق‬ ‫عليه باستخدام مقياس شدة يتراوح بين (‪ )1‬ال تنطبق ً‬
‫دائما‪ .‬وأقصى درجة على المقياس هي (‪ )580‬درجة‪ .‬وتضمن المقياس بعض‬ ‫ً‬
‫البنود السلبية تحسب الدرجة عليها بمعكوسها‪ .‬وتوصلت دراسة وفاء إمام‬
‫(‪ )2017‬إلى تميز المقياس بثبات وصدق مالئمين‪ ،‬وذلك على عينة تكونت‬
‫ذكر‪ 50 ،‬أنثى)‪ ،‬متوسط أعمار اإلناث (‪ )6.5 ± 41.3‬سنة‪ .‬وبلغ‬ ‫من (‪ً 50‬ا‬
‫ثبات ألفا ‪ 0.9‬وثبات القسمة النصفية ‪ .0.8‬كما كشفت الدراسة عن صدق‬
‫تالزمي للمقياس من خالل ارتباطه بمقياس الصالبة النفسية لعماد مخيمر‪.‬‬
‫‪ُ-3‬مقياسُتوكيدُالذات‪ُ ُ:‬‬
‫بندا‪،‬‬
‫صممت هذا المقياس عزة عبد الكريم (‪ ،)2012‬ويتكون من ‪ً 33‬‬
‫تقيس المهارات التوكيدية في العالقة الزواجية‪ ،‬وتشمل‪ :‬اإلفصاح عن المشاعر‬
‫اإليجابية والسلبية‪ ،‬والدفاع عن الحقوق الخاصة‪ ،‬ومقاومة الضغوط الرامية‬
‫إلجبار الفرد على إتيان ما ال يرغبه من أفعال‪ .‬وتتطلب اإلجابة عن كل بند أن‬
‫يحدد الفرد درجة انطباق كل بند عليه باستخدام مقياس شدة يتراوح بين (‪ )1‬ال‬
‫دائما‪ .‬وأقصى درجة على المقياس هي (‪)165‬‬ ‫أبدا إلى (‪ )5‬تنطبق ً‬ ‫تنطبق ً‬
‫‪-523-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫درجة‪ .‬وجميع بنود المقياس سلبية تحسب الدرجة عليها بمعكوسها‪ .‬وكشفت‬
‫دراسة عزة عبد الكريم عن تميز المقياس بثبات وصدق مناسبين‪ ،‬وذلك على‬
‫زوجا وزوجة‪ ،‬تتراوح أعمارهم بين ‪ 58-25‬سنة‪ .‬وبلغ‬‫عينة تكونت من ‪ً 40‬‬
‫ثبات ألفا ‪ ،0.92‬وثبات القسمة النصفية‪ ،0.78 ،‬وثبات إعادة االختبار ‪.0.70‬‬
‫كما كشف المقياس عن صدق تمييزي مالئم‪.‬‬
‫تقديرُالكفاءةُالسيكومتريةُألدواتُالدراسة‪ُ ُ:‬‬
‫حسابُالثبات‪ُ :‬‬
‫حسب الثبات لجميع مقاييس الدراسة الحالية بطريقتين هما‪ :‬الثبات‬
‫بطريقة ألفا كرونباخ‪ ،‬والثبات بطريقة إعادة االختبار‪ ،‬وذلك بفاصل زمني بين‬
‫االختبار واعادته تراوح بين أسبوع وأسبوعين‪ ،‬وذلك على عينة استطالعية‬
‫مكونة من (‪ )30‬زوجة‪ ،‬بلغ متوسط أعمارهن (‪ )7.43 ± 38.20‬سنة‪ ،‬وراعت‬
‫الدراسة في هذه العينة الشروط نفسها المستخدمة في العينة األساسية‪ .‬ونعرض‬
‫فيما يأتي لجداول حساب الثبات لمقاييس الدراسة بطريقتي معامل ألفا كرونباخ‬
‫واعادة االختبار‪.‬‬
‫جدول ُ(‪ُ :)2‬معامل ُالثبات ُبطريقتي ُألفا ُواعادة ُاًلختبار ُلكل ُمن ُمقياس ُالمقاومةُ‬
‫النفسية‪ُ،‬ومقياسُتوكيدُالذات‪ُ،‬ومقياسُجودةُالحياةُالزواجيةُلدىُالزوجات ُ‬
‫الزوجاتُ(ن=ُ‪ُ )30‬‬ ‫ُُ‬
‫معاملُألفا ُ إعادةُاًلختبار ُ‬ ‫ُالمقاييس ُ‬
‫‪ُ 0.70‬‬ ‫‪ُ 0.96‬‬ ‫‪ُ-1‬المقاومةُالنفسية ُ‬
‫‪ُ 0.77‬‬ ‫‪ُ 0.92‬‬ ‫‪ُ-2‬توكيدُالذات ُ‬
‫‪ُ 0.77‬‬ ‫‪ُ 0.97‬‬ ‫‪ُ-3‬جودةُالحياةُالزواجية ُ‬
‫يتبي ن من جدول (‪ ،) 2‬تميز جميع مقاييس الدراسة‪-‬على مستوى‬
‫الدرجة الكلية بمعامالت ثبات تراوحت بين مرتفعة ومقبولة لدى الزوجات‬
‫وذلك بطريقتي ألفا وا عادة االختبار؛ ما يُمكن من استخدامها في الدراسة‬
‫الراهنة‪.‬‬
‫‪-524-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫نتائجُالدراسة‪ُ :‬‬
‫يهتم هذا الجزء بعرض نتائج التحليالت اإلحصائية التي أجريت على‬
‫بيانات الدراسة الحالية‪ ،‬ومدى إسهامها في اإلجابة عن أسئلة الدراسة‬
‫وفروضها‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫اإلحصاءاتُالوصفية‪ُ :‬‬
‫يتمثل عرض اإلحصاءات الوصفية في المتوسطات واالنحرافات المعيارية‬
‫لمتغيرات الدراسة لدى الزوجات‪ .‬ويعرض جدول (‪ )3‬المتوسطات واالنحرافات‬
‫المعيارية لمتغيرات الدراسة لدى الزوجات‪.‬‬
‫جدولُ(‪ُ:)3‬المتوسطاتُواًلنحرافاتُالمعياريةُلمتغيراتُالدراسةُلدىُ‬
‫الزوجات‬
‫الزوجات ُ‬
‫العينة ُ‬
‫(ن=ُ‪ُ )200‬‬
‫المتغيرات ُ‬
‫عُ‬ ‫مُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ُ-1‬المقاومةُالنفسية ُ‬
‫‪10.29‬‬ ‫‪ُ 61.87‬‬ ‫أ‪ُ-‬الصالبةُالنفسية‪ُ .‬‬
‫‪ُ 6.64‬‬ ‫‪ُ 48.72‬‬ ‫ب‪ُ-‬تقديرُالذات‪ُ .‬‬
‫‪13.17‬‬ ‫‪ُ 77.70‬‬ ‫ج‪ُ-‬مواجهةُالضغوطُوحلُالمشكالت‪.‬‬
‫‪7.43‬‬ ‫‪ُ 56.36‬‬ ‫د‪ُ-‬المرونة‪.‬‬
‫‪8.18‬‬ ‫‪ُ 44.42‬‬ ‫هـ‪ُ-‬الكفاءةُاًلجتماعية‪.‬‬
‫‪ُ 8.28‬‬ ‫‪ُ 46.12‬‬ ‫و‪ُ-‬استراتيجياتُالمساندةُاًلجتماعيةُوالبحثُعنها‪ُ .‬‬
‫‪ُ 11.04‬‬ ‫‪ُ 88.83‬‬ ‫ز‪ُ-‬القيمُاألخالقيةُوالدينية‪ُ .‬‬
‫‪46.48‬‬ ‫‪ُ 424.04‬‬ ‫ُالدرجةُالكليةُللمقاومةُالنفسية‪ُ .‬‬
‫‪ُ 20.98‬‬ ‫‪ُ 124.66‬‬ ‫‪ُ-2‬الدرجةُالكليةُلتوكيدُالذات‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫‪ُ-3‬جودةُالحياةُالزواجية‪.‬‬
‫‪8.00‬‬ ‫‪ُ 39.29‬‬ ‫أ‪ُ-‬السعادةُالزواجية‪ُ .‬‬
‫‪12.06‬‬ ‫‪ُ 59.13‬‬ ‫ب‪ُ-‬التواصلُالزواجي‪ُ .‬‬
‫‪16.78‬‬ ‫‪ُ 103.03‬‬ ‫ج‪ُ-‬اًلستقرارُالزواجي‪ُ .‬‬
‫‪14.19‬‬ ‫‪ُ 81.86‬‬ ‫د‪ُ-‬الرضاُالجنسي‪ُ .‬‬
‫‪46.48‬‬ ‫‪ُ 283.32‬‬ ‫الدرجةُالكليةُلجودةُالحياةُالزواجية‪ُ .‬‬
‫‪-525-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫نتائجُالفرضُاألُول‪ُ:‬توجدُعالقةُموجبةُبينُالمقاومةُالنفسيةُوجودةُالحياةُ‬
‫الزواجيةُلدىُالزوجات‪ُ .‬‬
‫يوضح جدول (‪ )4‬نتائج معامالت االرتباط بين المقاومة النفسية وجودة‬
‫الحياة الزواجية لدى الزوجات‪.‬‬
‫جدول (‪ :)4‬معامالت االرتباط بين المقاومة النفسية وجودة الحياة الزواجية‬
‫لدى الزوجات‬
‫جودةُالحياةُالزواجية ُ‬ ‫العينة ُ‬
‫الزوجاتُ(ن=ُ‪ُ )200‬‬ ‫ُ‬
‫الدرجةُالكليةُ ُ‬ ‫الرضاُ‬ ‫اًلستقرارُ‬ ‫التواصلُ‬ ‫السعادةُ‬ ‫ُ‬
‫لجودة ُالحياةُ‬ ‫الجنسي ُ‬ ‫الزواجي ُ‬ ‫الزواجي ُ‬ ‫الزواجية ُ‬ ‫المتغيرات ُ‬
‫الزواجية ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬المقاومةُالنفسية ُ ُ‬
‫أ‪ُ-‬الصالبةُالنفسية‪ُ 0،378 ُ 0،324 ُ 0،330 ُ 0،393 ُ 0،332 ُ .‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ُ 0،148 ُ 0،142‬‬ ‫‪ُ 131‬‬ ‫‪ُ 121 ُ 0،152‬‬ ‫ب‪ُ-‬تقديرُالذات‪ُ .‬‬
‫ج‪ُ -‬مواجهةُالضغوطُ ‪ُ 0،181 ُ 0،145 ُ 0،158 ُ 0199 ُ 0،163‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫وحلُالمشكالت‪ُ .‬‬
‫‪ُ 0،170 ُ 0165 ُ 0162 ُ 0147‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ُ 134‬‬ ‫د‪ُ-‬المرونة‪ُ .‬‬
‫‪ُ 0.132‬‬ ‫ُالكفاءةُ ‪ُ 120 ُ 0.095 ُ 0.135 ُ 0147‬‬
‫‪‬‬
‫هـ‪-‬‬
‫اًلجتماعية‪ُ .‬‬
‫ُاستراتيجياتُ ‪ُ 0،256 ُ 0،250 ُ 0،246 ُ 0،218 ُ 0،201‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫و‪-‬‬
‫المساندة ُاًلجتماعيةُ‬
‫والبحثُعنها‪ُ .‬‬
‫ز‪ُ -‬القيم ُاألخالقيةُ ‪ُ 0،258 ُ 0،215 ُ 0،271 ُ 0،218 ُ 0،218‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫والدينية‪ُ .‬‬
‫ُالكليةُ ‪ُ 0،313 ُ 0،276 ُ 0،288 ُ 0،299 ُ 0،227‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ُالدرجة‬
‫للمقاومةُالنفسية‪ُ .‬‬
‫(*) دال عند ‪ )**( 0،05‬دال عند ‪0.01‬‬

‫‪-526-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫يتبين من جدول (‪ )4‬ارتباط الدرجة الكلية للمقاومة النفسية وجميع مكوناتها‬


‫بالدرجة الكلية لجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات‪ ،‬كما ارتبطت غالبية‬
‫مكونات المقاومة النفسية لدى الزوجات بمعظم بمكونات جودة الحياة الزواجية‪،‬‬
‫فيما عدا مكون الكفاءة االجتماعية فلم ُيسفر عن أي ارتباطات دالة بجودة‬
‫الحياة الزواجية واألبعاد المكونة لها‪.‬‬
‫نتائج ُالفرض ُالثاني‪ُ :‬توجد ُعالقة ُموجبة ُبين ُتوكيد ُالذات ُوجودة ُالحياةُ‬
‫الزواجيةُلدىُالزوجات‪ُ .‬‬
‫يوضح جدول (‪ )5‬نتائج معامالت االرتباط بين توكيد الذات وجودة الحياة‬
‫الزواجية لدى الزوجات‪.‬‬
‫جدول ُ(‪ُ :)5‬معامالت ُاًلرتباط ُبين ُتوكيد ُالذات ُوجودة ُالحياة ُالزواجيةُ‬
‫لدىُالزوجات ُ‬
‫جودةُالحياةُالزواجية ُ‬
‫العينة ُ‬
‫الزوجاتُ(ن=ُ‪ُ )200‬‬
‫ُ‬
‫الدرجةُالكلية ُ‬
‫الرضاُ‬ ‫اًلستقرارُ‬ ‫التواصلُ‬ ‫السعادةُ‬ ‫ُ‬
‫لجودة ُالحياةُ‬
‫الجنسي ُ‬ ‫الزواجي ُ‬ ‫الزواجي ُ‬ ‫المتغيرات ُ الزواجية ُ‬
‫الزواجية ُ‬
‫توكيدُ‬
‫‪ُ 0،454 ُ 0،489‬‬ ‫‪ُ 0،435‬‬ ‫‪ُ 0،411‬‬ ‫‪ُ 0،416‬‬
‫الذات ُ‬
‫(**) دال عند ‪0.01‬‬
‫يتضح من جدول (‪ )5‬ارتباط الدرجة الكلية لتوكيد الذات بالدرجة الكلية‬
‫لجودة الحياة الزواجية وجميع أبعادها المتمثلة في‪ :‬السعادة الزواجية‪ ،‬والتواصل‬
‫الزواجي‪ ،‬واالستقرار الزواجي‪ ،‬والرضا الجنسي لدى الزوجات‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪-527-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫نتائجُالفرضُالثالث‪ُ:‬يسهمُتفاعلُالمقاومةُالنفسيةُوتوكيدُالذاتُفيُالتنبؤُ‬
‫بجودةُالحياةُالزواجيةُلدىُالزوجات‪ُ ُ.‬‬
‫الختبار هذا الفرض استُخدم أسلوبا تحليل االنحدار البسيط‪ ،‬وتحليل‬
‫االنحدار التدريجي المتعدد‪ .‬ويتيح أسلوب تحليل االنحدار البسيط الكشف عن‬
‫إسهام المقاومة النفسية وتوكيد الذات – كل على حدة‪ -‬في التنبؤ بجودة الحياة‬
‫الزواجية‪ ،‬أما تحليل االنحدار المتعدد فيسمح بالكشف عن إسهام تفاعل هذين‬
‫معا في التنبؤ بجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات‪ .‬وفي الدراسة‬ ‫المتغيرين ً‬
‫الراهنة تعد جودة الحياة الزواجية هي المتغير التابع المتنبأ به‪ ،‬والمقاومة‬
‫النفسية وتوكيد الذات هي المتغيرات المستقلة المنبئة‪ .‬وسنعرض (أ) لنتائج‬
‫تحليل االنحدار البسيط يليه (ب) نتائج تحليل االنحدار المتعدد كما يأتي‪:‬‬
‫ُ(أ)ُنتائجُتحليلُاًلنحدارُالبسيطُللمقاومةُالنفسيةُوتوكيدُالذاتُ–ُكلُعلىُ‬
‫حدة‪ُ-‬فيُالتنبؤُبجودةُالحياةُالزواجيةُلدىُالزوجات‪ُ .‬‬
‫يوضح جدول (‪ )6‬نتائج تحليل االنحدار البسيط للمقاومة النفسية وتوكيد‬
‫الذات – كل على حدة‪ -‬في التنبؤ بجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات‪.‬‬
‫ُجدول ُ(‪ُ :)6‬نتائج ُتحليل ُاًلنحدار ُالبسيط ُللمقاومة ُالنفسية ُوتوكيدُ‬
‫الذاتُ– ُكلُعلىُحدة‪ُ -‬فيُالتنبؤُبجودةُالحياةُالزواجيةُلدىُالزوجاتُ(ن=‬
‫‪)200‬‬
‫القيمةُ ُ‬ ‫قيمةُ ُ‬ ‫معامل ُ معامل معاملُ معاملُ قيمةُ ُ‬ ‫المتغيراتُ‬
‫الثابتة ُ‬ ‫(ت) ُ‬ ‫اًلرتباط ُ التحديد ُ اًلنحدارُ ُ اًلنحدارُ (ف) ُ‬ ‫المنبئة ُ‬
‫ودًلًلتها ُ‬ ‫المعياريُ ودًلًلتها ُ‬ ‫‪B‬‬ ‫‪2‬‬
‫ر ُ‬ ‫رُ‬ ‫(المقاومةُ‬
‫‪ُ Beta‬‬ ‫النفسية ُوتوكيدُ‬
‫الذات)‬
‫‪150.4‬‬ ‫‪‬‬
‫‪4.64‬‬ ‫‪‬‬
‫‪21.57‬‬ ‫‪0.313‬‬ ‫‪0.313 0.098 0.313‬‬ ‫المقاومة‬
‫النفسية‬
‫‪157.90‬‬ ‫‪‬‬
‫‪7.17‬‬ ‫‪‬‬
‫‪51.43‬‬ ‫‪0.454‬‬ ‫‪1.00 0.206 0.454‬‬ ‫توكيد الذات‬
‫(***) دال عند ‪0،001‬‬

‫‪-528-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫يتضح من جدول (‪ )6‬تنبؤ الدرجة الكلية لكل من المقاومة النفسية‬


‫وتوكيد الذات بجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات‪ُ .‬‬
‫ُ(ب) ُنتائج ُتحليل ُاًلنحدار ُالمتعدد ُلتنبؤ ُتفاعل ُالمقاومة ُالنفسية ُوتوكيدُ‬
‫الذاتُبجودةُالحياةُالزواجيةُلدىُالزوجات‪ُ .‬‬
‫يوضح الجدول (‪ )7‬نتائج تحليل االنحدار المتعدد لتنبؤ الدرجة الكلية‬
‫للمقاومة النفسية وتوكيد الذات بجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات‪.‬‬
‫جدول ُ(‪ُ :)7‬نتائج ُتحليل ُاًلنحدار ُالمتعدد ُلتنبؤ ُالدرجة ُالكلية ُللمقاومةُ‬
‫النفسيةُوتوكيدُالذاتُبجودةُالحياةُالزواجيةُلدىُالزوجاتُ(ن=ُ‪ُ )200‬‬
‫نسبةُ‬ ‫معاملُ‬
‫ُالمنبئةُ معاملُ‬ ‫المتغيرات‬
‫قيمةُ‬ ‫اًلنحدارُ‬
‫التفسيرُ‬ ‫الدًللة ُ‬ ‫ُالنفسيةُ اًلنحدارُ‬ ‫(المقاومة‬
‫(ت) ُ‬ ‫المعياريُ‬
‫(ر‪ُ )2‬‬ ‫‪B‬‬ ‫وتوكيدُالذات) ُ‬
‫‪Beta‬‬
‫‪ُ 0.26‬‬ ‫‪ُ 0.0001 ُ 0.6.52 ُ 0.408‬‬ ‫‪0.904‬‬ ‫‪ُ-1‬توكيدُالذات‪ُ .‬‬
‫‪ُ 0.098 ُ 0،0001 ُ 3،72‬‬ ‫‪ُ 0.233‬‬ ‫‪0.233‬‬ ‫‪ُ-2‬المقاومةُالنفسية‪ُ .‬‬
‫القيمةُالثابتةُ‪ُ 71.7‬‬
‫قيمةُفُ‪ُ 34،3‬‬
‫ُ‬
‫دًللةُفُ‪ُ 0،0001‬‬
‫للنموذجُكامالُ‪ُ 0،26‬‬
‫ً‬ ‫ر‪ُ2‬‬
‫يتبين من جدول (‪ )7‬قدرة النموذج المكون من الدرجة الكلية للمقاومة‬
‫معا على التنبؤ بجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات؛‬‫النفسية وتوكيد الذات ً‬
‫حيث استطاعت هذه الدرجات الكلية تفسير ‪ ٪26‬من التباين في جودة الحياة‬
‫الزواجية‪ ،‬وقد احتلت الدرجة الكلية لتوكيد الذات لدور التنبؤي األول والدال‬
‫بجودة الحياة الزواجية‪ ،‬إذ استحوذت على النسبة األكبر من التباين‪ .‬ويمكن‬
‫صياغة المعادلة التنبؤية كما يأتي‪:‬‬

‫‪-529-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫جودةُالحياةُالزواجيةُ=ُ‪ُ)0.904(ُ+ُ71.7‬الدرجةُالكليةُلتوكيدُالذاتُ‪ُ)0.233(ُ+‬‬
‫الدرجةُالكليةُللمقاومةُالنفسية ُ‬
‫مناقشةُالنتائج‪ُ :‬‬
‫أوًًل‪ُ :‬مناقشة ُنتائج ُالفرض ُالخاص ُبوجود ُعالقة ُموجبة ُبين ُالمقاومةُ‬
‫النفسيةُوجودةُالحياةُالزواجيةُلدىُالزوجات‪ُ .‬‬
‫كشفت نتيجة الدراسة عن ارتباط الدرجة الكلية للمقاومة النفسية وجميع‬
‫مكوناتها بالدرجة الكلية لجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات‪ .‬وعندما نتجه إلى‬
‫تفسير هذه النتيجة على مستوى الدراسات السابقة نجد أنها تتسق مع نتائج‬
‫عديد من الدراسات السابقة‪ ،‬مثل‪ ،‬دراسة هوبر وزمالئه )‪(Huber et al., 2010‬‬
‫التي بينت ارتباط المقاومة بالرضا الزواجي المتضمن في مكون السعادة‬
‫الزواجية الخاص بجودة الحياة الزواجية‪ .‬كما أظهرت دراسات أخرى وجود‬
‫عالقة موجبة بين تقدير الذات المكون للمقاومة النفسية والرضا الزواجي‬
‫المتضمن في جودة الحياة الزواجية‪ ،‬ومنها دراسة إيرول وأورث ‪(Erol& Orth,‬‬
‫)‪ ،2014‬ودراسة عز واستر )‪.(Eze& Esther, 2018‬‬
‫كما أيدت نتيجة الدراسة ما توصلت إليه دراسة لبودنمان وزمالئه‬
‫)‪ (Bodenmann et al., 2011‬من أن ُبعد مواجهة الضغوط وحل المشكالت‬
‫الخاص بالمقاومة النفسية لدى الزوجات يرتبط بجودة الحياة الزواجية‪ .‬كما‬
‫اتسقت مع ما أشارت إليه دراسة ديلونجيس وزمالئها )‪(DeLongis et al., 2004‬‬
‫من وجود عالقة موجبة بين المساندة االجتماعية واالستقرار الزواجي مكون‬
‫أيضا مع نتائج الدراسات التي بينت وجود ارتباط‬
‫جودة الحياة الزواجية‪ .‬واتفقت ً‬
‫موجب بين ُبعد التدين المتصل بالمقاومة النفسية وجودة الحياة الزواجية‬
‫)‪.(Perry, 2015; Perry& Oklahoma, 2016‬‬
‫وعندما نتناول تفسير هذه النتيجة على المستوى النظري‪ ،‬نجد أن ارتفاع‬
‫مستوى الدرجة الكلية للمقاومة النفسية لدى الزوجات يساعدهن على مواجهة‬
‫التحديات والتغلب على العقبات التي تنشأ في إطار الحياة الزواجية‪ ،‬كما يتمكن‬
‫‪-530-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫من مواجهة الضغوط العديدة وتحمل الظروف الصعبة &‪(Venter, 2009; Neff‬‬
‫)‪ .Broady 2011‬ومن ثم فالعمليات المتضمنة في المقاومة النفسية لدى‬
‫الزوجات تسهم بدورها في حماية الزواج وترفع من مستوى جودة حياتهن‬
‫الزواجية )‪ .(Mahmoody, 2011‬أما ارتفاع مستوى الضغوط لدى الزوجات فمن‬
‫شأنه أن يقلل من مقاومتهن النفسية ويؤثر بدوره على جودة الحياة الزواجية‬
‫)‪.(Poonguzhali& Vijayabanu, 2014‬‬
‫وفي هذا السياق يرى بودنمان وزمالؤه )‪ (Bodenmanne et al., 2011‬أن‬
‫الضغط يمكن أن يرفع من مستوى الخالفات الزواجية ويقلل من جودة الحياة‬
‫الزواجية‪ .‬ويتأثر كل زوج باستراتيجيات مواجهة الضغوط لدى الزوج اآلخر‪،‬‬
‫فعندما يرتفع مستوى الضغط لدى أحد الزوجين من شأنه أن ينتقل هذا النوع‬
‫من الضغط إلى التفاعل األسري‪ ،‬ويؤثر بشكل سلبي على الطرف اآلخر في‬
‫امتدادا لهذا التفسير فالزوجات الحاصالت على درجة مرتفعة‬
‫العالقة الزواجية‪ .‬و ً‬
‫في المقاومة النفسية يستطعن وضع قواعد تساعد على إدارة حياتهن الزواجية‬
‫ويستخدمن استراتيجيات مواجهة فعالة عند التعرض ألي ضغوط زواجية األمر‬
‫الذي يسهم في زيادة مستوى جودة حياتهن الزواجيةُ)‪.(Mohammed, 2017‬‬
‫وعندما نتطرق لتفسير ارتباط أبعاد المقاومة النفسية بجودة الحياة الزواجية‬
‫لدى الزوجات‪ ،‬يالحظ بالنسبة إلى ارتباط ُبعد تقدير الذات المتضمن في‬
‫المقاومة النفسية بجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات أن تقدير الذات يتمثل في‬
‫تقدير الفرد لذاته وتسامحه معها واحترامه لها‪ ،‬ويتضمن مشاعر التفوق‬
‫مهما في سياق‬‫دور ً‬‫والكمالية )‪ .(Bélanger et al., 2014‬ويؤدي تقدير الذات ًا‬
‫العالقة الزواجية‪ ،‬فعندما يرتفع مقدار تقدير الذات لدى الزوجات تزيد درجة‬
‫رضاهن وسعادتهن الزواجية المرتبطة بجودة حياتهن الزواجية‬
‫)‪.(Yadalijamaloye et al., 2013‬‬
‫أما عن تفسير عالقة ُبعد مواجهة الضغوط الخاص بالمقاومة النفسية لدى‬
‫الزوجات بجودة حياتهن الزواجية نجد أن مواجهة الضغوط لدى الزوجات ترتبط‬
‫‪-531-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫بقدرتهن على التحكم في استجاباتهن االنفعالية المختلفة‪ ،‬ومن ثم يستطعن‬


‫تحويل انفعاالتهن السلبية إلى انفعاالت إيجابية‪ ،‬واستثمارها في تهيئتهن لحالة‬
‫مزاجية سارة فيتمكن من إدارة مشاعر الغضب والضيق والحزن التي قد‬
‫تتصاعد في أي لحظة عند التفاعل الزواجي أو حال الضغوط الطارئة التي قد‬
‫عبئا على الحياة الزواجية؛ ما ينمي‬
‫تصادف مسار العالقة الزواجية‪ ،‬وتشكل ً‬
‫لديهن درجة من التسامح ورحابة الصدر عند التفاعل‪ ،‬وينعكس بدوره على‬
‫جودة الحياة الزواجية )‪.(Mahmoody, 2011‬‬
‫ويمكن تفسير هذه النتيجة في ضوء نظرية ماركس التي تشير إلى أن‬
‫جودة الحياة الزواجية هي تقييم الفرد العام للعالقة الزواجية‪ ،‬وتعتمد على‬
‫الطريقة أو األسلوب الذي من خالله ينظم المتزوجون مثلثًا يضم‪ ،‬أوًال‪ :‬نوعية‬
‫وثانيا‪ :‬كيفية تفاعل الزوج والزوجة بعضهما مع بعض‪.‬‬ ‫ً‬ ‫العالقة الزواجية‪.‬‬
‫وثالثًا‪ :‬مواجهة المواقف الضاغطة‪ .‬ما يدل على أن مواجهة الضغوط المتعلقة‬
‫بالمقاومة النفسية للزوجات تسهم في ارتفاع مستوى جودة حياتهن الزواجية‬
‫)‪.(Shayan et al., 2018‬‬
‫وفيما يخص تفسير ارتباط استراتيجيات المساندة االجتماعية المتضمنة في‬
‫المقاومة النفسية بجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات يتبين أن الزوجات الالتي‬
‫كبير من المساندة االجتماعية أقل عرضة للخالفات الزواجية‬ ‫مقدار ًا‬
‫ًا‬ ‫تتلقين‬
‫والكرب الزواجي‪ ،‬فالمساندة االجتماعية تعزز من إمكاناتهن ومواردهن النفسية‬
‫فتقلل من درجة اإلجهاد النفسي الذي يتعرضن له ما يسهم في حماية العالقة‬
‫الزواجية )‪ .(Ki Tae Park, 2018‬كما تساعدهن على تحسين حالتهن الزواجية؛‬
‫فيزيد من ثم شعورهن بحسن الحال ويرتفع مستوى استقرارهن الزواجي المرتبط‬
‫&‪(DeLongis, Capreol, Holtzman, O’Brien‬‬ ‫بجودة الحياة الزواجية‬
‫)‪ .Campbell, 2004‬أما في حالة انخفاض مستوى المساندة االجتماعية التي‬
‫تتلقاها الزوجات في سياق العالقة الزواجية ينخفض من ثم مستوى مقاومتهن‬

‫‪-532-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫‪(Ki Tae Park,‬‬ ‫النفسية ويفقدن آثار الحماية الصحية للزواج فتقل جودته‬
‫)‪.2018‬‬
‫كما ترتبط القيم الدينية واألخالقية المتعلقة بالمقاومة النفسية لدى الزوجات‬
‫بزيادة مستوى االستقرار الزواجي وجودة الحياة الزواجية )‪.(Swenson, 2008‬‬
‫وللتدين مظاهر سلوكية كامنة هي اإليمان واالعتقاد والمعارف والمشاعر‬
‫وأخرى ظاهرة هي العبادات والسلوك الديني‪ .‬ووفقًا للنموذج التعويضي يلجأ‬
‫األفراد إلى التدين للحصول على عائد يعوضهم عن العائد السلبي الناتج عن‬
‫الخبرات السلبية في التفاعل الزواجي (الطاهرة المغربي‪ ،)2004 ،‬ومن ثم‬
‫تؤدي القيم الدينية واألخالقية إلى شعورهن بحسن الحال فتزيد مقاومتهن‬
‫النفسية‪ ،‬ومن ثم يرتفع مستوى جودة حياتهن الزواجية &‪(Parise, Gatti‬‬
‫)‪ُ .Iafrate, 2017‬‬
‫ثانيا‪ُ :‬مناقشة ُنتائج ُالفرض ُالخاص ُبوجود ُعالقة ُموجبة ُبين ُتوكيد ُالذاتُ‬
‫ً‬
‫وجودةُالحياةُالزواجيةُلدىُالزوجات‪ُ .‬‬
‫كشفت نتيجة الدراسة عن ارتباط الدرجة الكلية لتوكيد الذات بالدرجة الكلية‬
‫لجودة الحياة الزواجية وجميع أبعادها المتمثلة في‪ :‬السعادة الزواجية‪ ،‬والتواصل‬
‫الزواجي‪ ،‬واالستقرار الزواجي‪ ،‬والرضا الجنسي لدى الزوجات‪ُ .‬‬
‫بمحاولة تفسير هذه النتيجة على مستوى الدراسات السابقة يالحظ اتفاق‬
‫نتائج هذه الدراسة مع الدراسات التي بينت وجود عالقة موجبة بين توكيد الذات‬
‫وبعض أبعاد جودة الحياة الزواجية‪ ،‬ومنها دراسة أنيم )‪ (Anim, 2010‬التي‬
‫كشفت عن وجود عالقة بين توكيد الذات والسعادة مكون جودة الحياة الزواجية‬
‫أيضا مع دراسة أنمشهان وأوالديني‬
‫لدى عينة من األزواج والزوجات‪ .‬واتسقت ً‬
‫)‪ (Animasahun& Oladeni, 2012‬التي أظهرت أن توكيد الذات يرتبط‬
‫بمهارات التواصل المتضمنة في عنصر السعادة الزواجية مكون جودة الحياة‬
‫الزواجية‪.‬‬

‫‪-533-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫أما فيما يخص تفسير هذه النتيجة على المستوى النظري يتضح أن‬
‫الزوجات الالتي يؤكدن ذواتهن يرتفع لديهن جودة الحياة الزواجية‪ .‬فكلما زاد‬
‫اإلفصاح عن المشاعر ارتفعت درجة الثقة واالطمئنان في العالقة الزواجية‬
‫ومن ثم انخفضت درجة المشكالت الزواجية‪ ،‬ما يسهم في رفع مستوى جودة‬
‫الحياة الزواجية (صابر‪ .)2012 ،‬فالفرد مدفوع للحصول على تواصل‬
‫اجتماعي له معنى والشعور بالرعاية واالهتمام من خالل توكيد ذاته‪ ،‬ويعتمد‬
‫جزء من عالقاته الصحية على قدرته على هذا التوكيد للشعور باألمان‪ .‬وفي‬
‫سياق العالقة الزواجية فإن الزوجة التي تُعبر بتلقائية عن مشاعرها وأفكارها‬
‫اإليجابية والسلبية‪ ،‬وتدافع عن حقوقها الخاصة وتمارسها‪ ،‬ويكون لديها قدرة‬
‫على المبادأة والتفاعل مع الزوج بإيجابية وليس بشكل عدواني يرتفع لديها‬
‫مستوى جودة حياتها الزواجية )‪.(Sheinov, 2018‬‬
‫ومن ناحية أخرى عندما يرتفع مستوى توكيد الذات لدى الزوجات وما‬
‫يرتبط به من عناصر‪ ،‬مثل‪ :‬إبداء اإلعجاب بالطرف اآلخر‪ ،‬وضبط النفس‪،‬‬
‫واالعتذار العلني‪ ،‬تزيد درجة توافقهن الزواجي (شوقي‪ ،‬وحسن‪.)1999 ،‬‬
‫وترتبط بعض العناصر المتضمنة في التوافق الزواجي مثل التواصل الزواجي‬
‫واالستقرار الزواجي والرضا الجنسي بجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات‪ .‬كما‬
‫يرتبط توكيد الذات لدى الزوجات بتعزيز العالقة الزواجية وتطويرها‪ ،‬ويساعد‬
‫في الحفاظ على استمرارها‪ ،‬فتوفير عائد مباشر يمكن من خالله معرفة مدى‬
‫نمو العالقة وتطورها يسهم بشكل جوهري في استقرار الزواج‪ .‬فالعناصر‬
‫المتضمنة في توكيد الذات لدى الزوجات‪ ،‬مثل‪ :‬اإلفصاح عن الذات‪ ،‬ومشاركة‬
‫المشاعر تؤدي إلى رفع مستويات توافقهن ورضاهن عن العالقة ما يسهم في‬
‫تحقيق السعادة الزواجية المتعلقة بجودة حياتهن الزواجية )‪.(Lerman, 1991‬‬
‫امتدادا لهذا التفسير يرتبط توكيد الذات لدى الزوجات بأبعاد جودة الحياة‬
‫و ً‬
‫الزواجية‪ .‬فعلى مستوى تفسير عالقة توكيد الذات لديهن ُببعد السعادة المتضمن‬
‫في جودة حياتهن الزواجية نجد أن الزوجات الالتي يؤكدن ذواتهن أكثر ثقة‬

‫‪-534-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫وتعبير عن مشاعرهن مع أزواجهن‪ ،‬ويتمكن من ممارسة حقوقهن والحصول‬ ‫ًا‬


‫عليها؛ فتزداد من ثم درجة سعادتهن المتضمنة في جودة حياتهن الزواجية‪ .‬كما‬
‫يرتبط توكيدهن لذواتهن بارتفاع مستوى تواصلهن الزواجي‪ ،‬ويضم التواصل‬
‫الحميم وارتفاع درجة المودة والحب والتفهم بين الزوج والزوجة‪ ،‬وكذلك ارتفاع‬
‫درجة الثقة واإلفصاح باألسرار الذي يقرب المسافات بين الزوجين ويتيح مساحة‬
‫كبيرة من التقارب الوجداني‪ ،‬ويساعد التواصل الوجداني كل من الزوجين على‬
‫فهم األفكار واالتجاهات بعضهما نحو بعض‪ ،‬وتعبير كل منهما عن همومه‬
‫ومشكالته لآلخر )‪.(Mukherjee et al., 2016‬‬
‫كما يساعد توكيد الذات لدى الزوجات على مزيد من استقرارهن الزواجي‪،‬‬
‫ومن ثم فاستقرار الزواج واستم ارره أحد األهداف الرئيسة في الحياة‪ ،‬ومؤشر قوي‬
‫لنجاح الزواج‪ ،‬ويرتبط به من ارتفاع معدالت الصحة النفسية‪ ،‬والشعور بحسن‬
‫الحال )‪ .(Margelisch, Schneewind, Violette& Perrig-Chiello, 2015‬ومن‬
‫ناحية أخرى يرتبط توكيد الذات لدى الزوجات بارتفاع درجة رضاهن الجنسي‬
‫المتعلق بجودة حياتهن الزواجية‪ ،‬فالزوجات الحاصالت على درجة مرتفعة في‬
‫توكيد الذات ُيمكنهن التعبير بحرية مناسبة عن أفكارهن ومشاعرهن‬
‫أيضا مواجهة مشكالتهن‬‫ً‬ ‫واحتياجاتهن سواء النفسية أو العاطفية‪ ،‬ويمكنهن‬
‫وخالفاتهن الزواجية حتى وان كانت تخص المشكالت الجنسية ومن ثم يحصلن‬
‫على حقوقهن وتزداد لديهن درجة الرضا الجنسي التي تؤدي بدورها إلى رفع‬
‫كفاءة الزواج وزيادة مستوى جودة حياتهن الزواجية &‪(Safarzadeh, Navidian‬‬
‫)‪.Dastyar, 2018‬‬
‫ُ‬
‫ثانيا‪ُ:‬مناقشةُنتائجُالفرضُالخاصُبإسهامُتفاعلُالمقاومةُالنفسيةُوتوكيدُ‬‫ً‬
‫الذاتُفيُالتنبؤُبجودةُالحياةُالزواجيةُلدىُالزوجات‪ُ .‬‬
‫أظهرت نتيجة الدراسة قدرة النموذج المكون من الدرجة الكلية للمقاومة‬
‫معا على التنبؤ بجودة الحياة الزواجية لدى الزوجات؛ إذ‬
‫النفسية وتوكيد الذات ً‬
‫‪-535-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫استطاعت هذه الدرجات الكلية تفسير ‪ ٪26‬من التباين في جودة الحياة‬


‫الزواجية‪ ،‬وقد احتلت الدرجة الكلية لتوكيد الذات الدور التنبؤي األول والدال‬
‫بجودة الحياة الزواجية‪ ،‬إذ استحوذت على النسبة األكبر من التباين‪.‬‬
‫وبتفسير هذا الفرض نجد أن الزوجات الحاصالت على درجة مرتفعة في‬
‫المقاومة النفسية يستطعن استخدام استراتيجيات مواجهة فعالة حال التعرض‬
‫ألي ضغوط أو صعوبات في سياق حياتهن الزواجية‪ ،‬وينظمن أدوارهن‬
‫الزواجية بشكل مناسب األمر الذي يسهم في رفع مستوى جودة حياتهن‬
‫الزواجية ُ)‪ُ .(Mohammed, 2017‬فالمقاومة النفسية تتضمن عمليات يمكن أن‬
‫تستخدمها الزوجات للتغلب بنجاح على العقبات‪ ،‬وتخطي المشكالت‪ ،‬ومواجهة‬
‫التحديات التي تتطلب التماسك عند الشدائد )‪ .(Neff& Broady 2011‬كما‬
‫يسهم تفاعل توكيد الذات مع المقاومة النفسية بدور جوهري في رفع مستوى‬
‫جودة الحياة الزواجية لدى الزوجات‪ .‬فعندما يؤكد الزوجات ذواتهن في سياق‬
‫العالقة الزواجية يستطعن الدفاع عن وجهة نظرهن الخاصة‪ ،‬ومناقشة‬
‫مشكالتهن مع أزواجهن‪ ،‬ويفصحن بتلقائية عن أفكارهن ورغباتهن دون تعد‬
‫على حقوق الطرف اآلخر )‪.(Safarzadeh, et al., 2018‬‬
‫والمالحظة الجديرة باإلشارة في هذا السياق أن توكيد الذات لدى الزوجات‬
‫جاء على قمة المتغيرات المنبئة بجودة الحياة الزواجية باستحواذه على الوزن‬
‫النسبي األكبر‪ .‬والتساؤل اآلن‪ :‬لماذا جاء هذا المتغير في صدارة التنبؤ بجودة‬
‫الحياة الزواجية لدى الزوجات؟ أحد المبررات المطروحة لتفسير هذا الدور الرئيس‬
‫لتنبؤ توكيد الذات لدى الزوجات بجودة حياتهن الزواجية ربما يرجع إلى األهمية‬
‫المحورية لهذا المتغير في نجاح العالقة الزواجية‪ ،‬فهو يحدد نوعية التفاعل‬
‫الزواجي إلى حد كبير‪ ،‬ويترتب على انخفاضه عديد من المشكالت التي تواجه‬
‫الزوجات في سياق عالقاتهن الزواجية‪ .‬فالزوجة التي ال تؤكد ذاتها مع زوجها قد‬
‫تعرض نفسها لزيادة مستويات القلق واالكتئاب واالضطرابات النفسجسمية‪ ،‬ومن‬
‫ثم تتأثر جودة حياتها الزواجية حيث انخفاض درجة السعادة واالستقرار الزواجي‬

‫‪-536-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫)‪ .(Balog, Falger, Szabo, Degl& Kallay, 2013‬فخطورة ضعف السلوك‬


‫التوكيدي تتمثل في عجز الزوجة عن التعبير عن مشاعرها وانخفاض درجة‬
‫دفاعها عن حقوقها‪ ،‬ومع مرور الوقت واستمرار استجاباتها بهذه الطريقة‬
‫جتماعيا تتمثل في درجة قلقها واكتئابها‬
‫ً‬ ‫نفسيا وا‬
‫السلبية تؤدي إلى نتائج سلبية ً‬
‫وشعورها بالنقص (السيد‪.)2017 ،‬‬
‫وأشارت نتائج عديد من الدراسات إلى خطورة ضعف مستوى توكيد الذات‬
‫لدى الزوجات حتى أن البرامج في الوقت الحالي اتجهت إلى االهتمام بتحسين‬
‫مستويات توكيد الذات لدى الزوجات بهدف التطلع إلى عالقة زواجية أكثر‬
‫ار )‪ ،(Belanger, Laporte, Sabourin& Wright, 2015‬ويمكن تفسير هذه‬ ‫استقرًا‬
‫النتيجة وفقًا لنظرية بيرنر ‪ Bernr‬التي أشارت إلى أنه عندما يرتفع مستوى‬
‫تقدير الذات يستطيع األفراد توكيد ذواتهم بشكل يبعد عن المظهر السلبي لتوكيد‬
‫الذات الذي يسبب العدوان ووقوع األذى باآلخرين‪ .‬وبينت أن األشخاص الذين‬
‫يشعرون باألمان لديهم مستوى مرتفع من الثقة الداخلية بالنفس‪ ،‬ومشاعر تقدير‬
‫إيجابية تجعلهم في حالة طيبة‪ .‬وعندما يستجيب الفرد لآلخرين بدون خوف مع‬
‫مراعاة حقوقهم ففي هذه الحالة يؤكدون ذواتهم ويديرونها بشكل يسمح بتفاعل‬
‫اجتماعي إيجابي )‪ .(Boholst, 2002‬ومن ثم عندما تزيد درجة توكيد الزوجة‬
‫لذاتها تكون أكثر قدرة على مواجهة مشكالتها وفق سلوكيات مناسبة وليست‬
‫عدوانية )‪.(Acharya et al., 2016‬‬
‫أيضا في ضوء الفروق بين الجنسين في توكيد‬ ‫ويمكن تفسير هذه النتيجة ً‬
‫الذات في سياق الثقافة المصرية‪ ،‬فالتأمل الذي ينبغي اإلشارة إليه هنا هو أن‬
‫العالقة بين الزوجين ما زالت تخضع لبناء القوة التقليدي الذي يقوم على تفوق‬
‫الرجل وسيطرته االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وعلى تبعية المرأة‪ ،‬وتحديد المقبول‬
‫وغير المقبول من أنماط سلوكها‪ ،‬ويتعين عليها االنصياع له؛ إذ يكون الخروج‬
‫مهيئا لعقابها أو االعتداء على حقوقها‪ .‬فالسياق المحلي الذي ينشأ‬
‫عليه ظرفًا ً‬

‫‪-537-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫فيه الرجل المصري يدربه على السيطرة والتفوق الذي يجعل الزوجة في كثير‬
‫من األحيان تخضع لهذا التفوق (السيد‪.)2017 ،‬‬
‫وفي هذا المقام نود أن نبين أن السياق الثقافي المصري الذي تنشأ فيه‬
‫المرأة إما أن ُيدعم ويطور من توكيدها لذاتها واما أن يسهم في ضعف مستواه‪.‬‬
‫فاألسرة ذات أساليب التنشئة التوكيدية تحث أفرادها على توكيد ذواتهم وذلك من‬
‫خالل تدعيمهم وتشجيعهم على التعبير عما يريدون‪ ،‬وتدريبهم على‬
‫استراتيجيات الحوار والنقاش الفعال‪ ،‬وتعليمهم االختالف مع اآلخرين سواء في‬
‫اآلراء أو األفكار بطريقة مقبولة ومناسبة‪ ،‬والدفاع عن حقوقهم ضد من يحاول‬
‫انتهاكها وذلك مقارنة باألسرة ذات أساليب التنشئة السلبية (علي‪.)2007 ،‬‬
‫والمالحظة المهمة التي يمكن استنتاجها وفقا للتناول السابق أنه على الرغم‬
‫من ضرورة حرص الزوجات على التعبير عن أفكارهن ومشاعرهن مع أزواجهن‬
‫وحصولهن على حقوقهن حتى ال يتعرضن للعنف أو األذى وترتفع جودة‬
‫حياتهن الزواجية؛ فإن السياق الزواجي يحتاج من المرأة أن تُعبر عن‬
‫بعيدا عن الشكل السلبي العدائي الذي يتجه‬‫احتياجاتها وحقوقها بشكل مناسب ً‬
‫بتوكيد الذات إلى انتهاك حقوق العالقة الزواجية واختراق قواعدها‪.‬‬
‫توصياتُالدراسةُالراهنة‪:‬‬
‫تتمثل توصيات الدراسة الراهنة في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬توصي الدراسة بأهمية إعداد مزيد من البرامج التي تهدف إلى تنمية‬
‫مهارات توكيد الذات لدى الزوجات في سياق العالقة الزواجية‪ ،‬وخاصة‬
‫لدى الزوجات التي تخضع للعنف من أزواجهن نتيجة لضعف توكيدهن‬
‫لذواتهن‪ ،‬ما يسهم في بناء شخصيتهن ومواجهتهن اإليجابية للمواقف‬
‫الفاعلة في إطار الحياة الزواجية‪.‬‬

‫‪-538-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫‪ ‬كما توصي الدراسة بضرورة إجراء مزيد من األبحاث الخاصة بجودة الحياة‬
‫الزواجية وعالقته بمتغيرات أخرى مهمة في سياق العالقة الزواجية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫اتخاذ القرار‪ ،‬وادارة الغضب‪ ،‬وأساليب سلوك االعتذار‪ ،‬وتنظيم االنفعاالت‪.‬‬
‫‪ ‬توجه الدراسة االهتمام إلى تطوير البرامج التي تعني بتحسين العناصر‬
‫النوعية للمقاومة النفسية لدى الزوجات خاصة البرامج التي تدربهن على‬
‫رفع مستوى الصالبة النفسية‪ ،‬ومواجهة الضغوط‪ ،‬وتقدير الذات‪.‬‬
‫‪ ‬تحث الدراسة على ضرورة وضع تصور عام حول ترتيب أكثر المتغيرات‬
‫تأثير على جودة الحياة الزواجية لدى الزوجات؛ وذلك بهدف تكثيف الجهد‬
‫البحثي لدراستها في هذا السياق خاصة في ظل األدوار العديدة التي تلقي‬
‫على عاتق المرأة في الظروف الحالية‪.‬‬

‫‪-539-‬‬
‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات ُ‬

‫المراجع‪ُ :‬‬
‫إمام‪ ،‬وفاء ‪ .)2017( .‬المقاومة ُالنفسية ُكمتغير ُمعدل ُللعالقة ُبين ُنوعيةُ‬
‫الحياة ُوزملةُأعراض ُالتعب ُالمزمن‪ .‬رسالة دكتوراه (غير منشورة)‪ ،‬قسم‬
‫علم النفس‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫جورج‪ ،‬أنجيل‪ .)2016( .‬العالقة ُبين ُالمقاومة ُالنفسية ُوتقدير ُالذات ُلدىُ‬
‫المراهقين ُالمعاقين ُسمعيًّا‪ .‬رسالة ماجستير (غير منشورة)‪ ،‬قسم علم‬
‫النفس‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫حسين‪ ،‬ريهام‪ .)2016( .‬المناخُاألسريُوعالقتهُبتوكيدُالذاتُلدىُزوجاتُ‬
‫مرضى ُالفصام ُالعقمي‪ .‬رسالة ماجستير (غير منشورة)‪ ،‬كلية التربية‪،‬‬
‫الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪.‬‬
‫راضي‪ ،‬نجالء‪ .)2017( .‬الحب ُكمتغير ُمعدل ُللعالقة ُبين ُالمشكالتُ‬
‫الجنسية ُوجودة ُالحياة ُالزواجية ُلدى ُعينة ُمن ُاألزواج ُوالزوجاتُ‬
‫الليبيين‪ .‬رسالة دكتوراه (غير منشورة)‪ ،‬قسم علم النفس‪ ،‬كلية اآلداب‪،‬‬
‫جامعة القاهرة‪.‬‬
‫ربيع‪ ،‬سحر‪ .)2012( .‬بعض ُالمحددات ُالنفسية ُاًلجتماعية ُللسعادةُ‬
‫الزواجيةُلدىُعينةُمنُالزواجُوالزوجات‪ .‬رسالة ماجستير (غير منشورة)‪،‬‬
‫جامعة القاهرة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬قسم علم النفس‪.‬‬
‫السيد‪ ،‬بسام‪ .)2017( .‬برنامج مقترح من منظور العالج المتمركز حول‬
‫العميل في خدمة الفرد في تنمية مهارات توكيد الذات للزوجة المعنفة‪.‬‬
‫مجلةُالخدمةُاًلجتماعية‪.438-379 ،)2(57 ،‬‬
‫شوقي‪ ،‬طريف ‪ ،‬وحسن‪ ،‬محمد‪ .)1999( .‬توكيد الذات والتوافق الزواجي‪:‬‬
‫دراسة ميدانية على عينة من األزواج المصريين‪ .‬المجلة ُالعربية ُللعلومُ‬
‫اإلنسانية‪ُ،‬الكويت‪.213-178 ،)67(17 ،‬‬

‫‪-540-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،29‬ع‪ 3‬يوليه ‪ 2019‬ص ص‪) 548- 499‬‬

‫شوقي‪ ،‬طريف‪ .)1998( .‬توكيد ُالذات‪ُ :‬مدخل ُلتنمية ُالكفاءة ُالشخصية‪.‬‬


‫القاهرة‪ :‬مكتبة دار غريب‪.‬‬
‫صابر‪ ،‬ممدوح‪ .)2012( .‬أشكال العنف األسري المتجه نحو المرأة وعالقته‬
‫ببعض مهارات توكيد الذات في العالقة الزوجية‪ .‬المجلةُالدوليةُالتربويةُ‬
‫المتخصصة‪.458-433 ،)8(1 ،‬‬
‫طه‪ ،‬فاطمة‪ .)2017( .‬ارتقاءُالمقاومةُالنفسيةُفيُمرحلتيُالطفولةُالمتأخرةُ‬
‫والمراهقة‪ .‬رسالة ماجستير (غير منشورة)‪ ،‬قسم علم النفس‪ ،‬كلية اآلداب‪،‬‬
‫جامعة القاهرة‪.‬‬
‫عبد الرقيب‪ ،‬نبيلة‪ .)2014( .‬المقاومة ُالنفسية ُكمتغير ُمعدل ُبين ُاألحداثُ‬
‫الضاغطة ُوبعض ُالمشكالت ُالسلوكية ُلدى ُأطفال ُالشوارع ُفي ُاليمن‪.‬‬
‫رسالة ماجستير (غير منشورة)‪ ،‬قسم علم النفس‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫عبد الكريم‪ ،‬عزة‪ .)2012( .‬دور توكيد الذات والتسامح بين األزواج في التنبؤ‬
‫بالغضب لدى عينة من األزواج والزوجات‪ .‬حوليات ُمركز ُالبحوثُ‬
‫والدراساتُالنفسية‪ ،‬الحولية الثامنة‪ ،‬الرسالة الثالثة والعشرون‪.87-1 ،‬‬
‫عبد الكريم‪ ،‬نادية‪ .)2015( .‬االختالالت الزواجية وعالقتها بجودة الحياة لدى‬
‫عينة من المعلمات بمدينة مكة المكرمة‪ .‬مركز ُاإلرشاد ُالنفسي‪ُ ،‬جامعةُ‬
‫عينُشمس‪.258-223 ،41 ،‬‬
‫عبد المحسن‪ ،‬خالد‪ .)2015( .‬علم ُالنفس ُاًلجتماعي ُالتطبيقي‪ .‬القاهرة‪:‬‬
‫مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح‪.‬‬
‫علي‪ ،‬يوسف‪ .)2007( .‬مهارات توكيد الذات وعالقتها بأساليب التنشئة‬
‫الوالدية‪ُ.‬دراساتُالطفولة‪ُ،‬مصر‪.78-47 ،)34(10 ،‬‬
‫الكتاب اإلحصائي السنوي‪ .)2018( .‬الجهاز ُالمركزي ُللتعبئة ُالعامةُ‬
‫والصحة‪ .‬القاهرة‪ :‬و ازرة الصحة واإلسكان ج‪.‬م‪.‬ع‪.‬‬

‫‪-541-‬‬
ُ ‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات‬

ُ‫ مجلةُدراسات‬.‫ التدين وعالقته بالتوافق الزواجي‬.)2004( .‫ الطاهرة‬،‫المغربي‬


.11-40 ،)1(3 ،‫عربية‬
Acharya V.A., Sharma, P.& Nair, S. (2016). Assertiveness in Indian
context: Perspectives of women in Coastal Karnataka. Online
Journal of Health and Allied Sciences, 15(2), 7.
Abajian-Mozian, L.R. (2005). Sexual satisfaction and self-esteem of
married women, Phd., Graduate School of Psychology.
Allendorf, K.& Ghimire, D.J. (2013). Determinants of marital quality
in an arranged marriage society. Social Science Research, 42,
59–70.
Anim, M.T. (2010). A study of assertiveness as a psychological
factor influences of marital distress of Ghana. School of
Medical Sciences, University of Cape Coast, Ghana.
Animasahun, R.A.& Oladeni, O.O. (2012). Effects of assertiveness
training and marital communication skills in enhancing marital
satisfaction among Baptist couples in Lagos State, Nigeria.
Global Journal of Human Social Science Arts& Humanities,
12(14), 1-12.
Babić Čikeš, A., Marić, D.& Šincek, D. (2018). Emotional
intelligence and marital quality: Dyadic data on croatian
sample. Studia Psychologica, 60(2), 108-122.
Balog, P., Falger, P., Szabo, G., Degl, C.L.& Kallay, E. (2013).
Marital distress, treatment for hypertension and depression:
Gender differences. Journal of Cognitive and Behavioral
Psychotherapies, 13(2), 371-384.
Beam, C.R.& Marcus, K., Turkheimer, E.& Emery, R.E. (2018).
Gender differences in the structure of marital quality.
Behavior Genetics, Springer Science.
Belanger, G., Laporte, L., Sabourin, S.& Wright, J. (2015). The effect
of cognitive-behavioral group marital therapy on marital
happiness and problem solving self-appraisal. The American
Journal of Family Therapy, 43,103–118.
Bhattacharjee, A.& Banik, N. (2016). Quality of marital life among
women of Agartala city. Indian Journal of Positive
Psychology, 7(1), 144-146.
Bodenmann, G., Meuwly, N.,& Kayser, K. (2011). Two
conceptualizations of dyadic coping and their potential for
-542-
) 548- 499‫ ص ص‬2019 ‫ يوليه‬3‫ ع‬،29‫دراسات نفسية (مج‬

predicting relationship quality and individual well-being.


European Psychologist, 16(4), 255-266.
Boholst, F.A. (2002). A life position scale. Transctional analysis
Journal, 28-32.
Brehm, S.S., Miller, R.S., Perlman, D.,& Compbell, S.M. (2002).
Intimate Relationship (3 ed.) New York: McGraw-Hill.
Bricker, D. (2005). The link between emotional intelligence and
marital satisfaction. Master, Faculty of Humanities, University
of Johannesburg.
Brooks, G. (2014). Religiousness and marital quality: A test of the
relational spirituality framework. PhD., University of
Missouri-Columbia.
Crisp, C., Vaccaro, C., Fallen, A., Kleeman, S.,& Pauls, R. (2015).The
influence of personality and coping on female sexual function:
A population survey. The Journal of Sexual Medicine, 12(1),
109-115.
DeLongis, D., Capreol, M., Holtzman, S., O’Brien, T., Campbell, J.
(2004). Social support and social strain among husbands and
wives: A multilevel analysis. Journal of Family Psychology,
18(3), 470-479.
Erol, R. Y.& Orth, U. (2014). Development of self-esteem and
relationship satisfaction in couples: Two longitudinal studies.
Developmental Psychology, 50, 2291-2303.
Eze, E.O.& Esther, M. (2018). Emotional intelligence and self-esteem
as predictors of marital satisfaction among married couples in
Nigeria. Journal of Humanities and Social Science Invention,
7(3), 4-13.
Farbod, E., Ghamari, M.& Majd, M.A. (2014). Investigating the effect
of communication skills training for married women on couples’
intimacy and quality of life. Sage Pen, 1-4.
Fergus, S.& Zimmerman, M.A. (2005). Adolescent resilience: A
framework for understanding healthy development in the face of
risk. Annu. Rev. Public Health, 26,399–419.
Fleming, J.& Ledogar, R.J. (2008). Resilience, an evolving concept:
A Review of literature relevant to aboriginal research. PMC,
6(2), 7–23.

-543-
ُ ‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات‬

Gayatrivadivu, Poonguzhali, Ofelia&Vijayabanu (2014). A study on


relationship between forgiveness, resilience and marital
satisfaction among married individuals. Indian Journal of
Positive Psychology, 5(4), 382-387.
Gur ̈rmen, M.S.& Rohner, R.P. (2014). Effects of marital distress on
Turkish adolescents’ psychological adjustment. J Child Fam
Stud, 23,1155–1162.
Hannier, S., Baltus, A.& De sutter, P. (2017). The role of physical
satisfaction in women's of sexual self esteem. Sexologies, 11.
Howell, K.D. (1998). Coping strategy and marital satisfaction of
duall-carrer couples with children. PhD., University of
Northern Colorado.
Huber, C.H., Navarro, R.L., Womble, M.W.,& Mumme, F.L. (2010).
Family resilience and midlife marital satisfaction. The Family
Journal, 18(2) 136-145.
Karney, B.R.& Bradbury, T. (1995). The longitudinal course of
marital quality and stability: A review of theory, method, and
research. Psychological Bulletin, 118(1), 3-34.
Ki Tae Park, M.A. (2018). Is the moderating effect of social support
on new Korean mothers’ psychological distress contingent on
levels of marital quality?. Asia Pacific Journal of Public
Health, 30(2), 167 –177.
Kia, M.A., Golzari, M.,& Sohrabi, F. (2013). The effectiveness of
teaching stress-coping strategies to enhance marital satisfaction
of women after partnersʼ extramarital affairs. Procedia - Social
and Behavioral Sciences, 84, 70 – 75.
Landis, M., Peter-wight, M., Martin, M.,& Bodenmann, G. (2013).
Dyadic coping and marital satisfaction in older spouses in long-
term marriage. Georg Psyc, 26(1), 39-47.
Lanland, E.,Wahl.,A.K., Kirstofferse, K.& Hsnestad, B.R. (2007).
Promoting coping: Salutogenesis among people with mental
health problems. Issues in Mental Health Nursing, 28,275–
295.
Larson, J.H., Hummond, C.H.,& Harper, J.M. (1998). Predictive
equity and intimacy of marriage. Journal of Marital and
Family Therapy, 24 (4), 487-504.

-544-
) 548- 499‫ ص ص‬2019 ‫ يوليه‬3‫ ع‬،29‫دراسات نفسية (مج‬

Leadermann, T., Bodenmann, G., Rudaz, M.,& Bradurry, T.N. (2010).


Stress, communication, and marital quality in couples. Family
Relations, 59(2), 195-206.
Lerman, A. (1991). The association of femininity, assertiveness and
socioeconomic status with marital adjustment. PhD., Hofstra
University.
Lichter, D.T.& Carmalt, G.H. (2009). Religion and marital quality
among low-income couples. Social Science Research, 38
(2009) 168–187.
Lindholm, C. (2006). Satisfaction: What makes us stay in a close
relationship?. Master, Birth Psychological Society (BPS)
Guideline.
Lu, C., Yuan, L., Lin, W., Zhou, Y.& Pan, S. (2017). Depression and
resilience mediates the effect of family function on quality of
life of the elderly. Archives of Gerontology and Geriatrics,
71, 34–42.
Mahmoody, F. (2011). The relationship between the coping styles
with stress and marital satisfaction and their comparison among
female student and normal population of women in Tehran.
Procedia - Social and Behavioral Sciences, 30,1301 – 1302.
Margelisch, K.M., Schneewind, K.A., Violette, J.& Perrig-Chiello, P.
(2015). Marital stability, satisfaction and well-being in old age:
Variability and continuity in long-term continuously married
older persons. Aging& Mental Health, 21(4), 389-398.
Mike, G.& Luna, J. (2015). An Approach to the marital quality
and the factors influencing. 2(1), -2394-336X.
Mohammed, H.M. (2017). Resilience as moderator variable to the
relationship between burnout and marital satisfaction among
workers of married couples in Egypt. Indian Journal of Health
and Wellbeing, 7(5), 493-499.
Mukherjee, P.& Chaudhuri, A.& Sonali De (2016). A study on
marital quality of couples from urban area. Indian Journal of
Positive Psychology, 7(1), 48-54.
Nasri, L.& Babaee, H. (2014). Role of social skills in improving the
women's marital adjustment in the city of Sanandaj.
International letters of Social and Humanistic Sciences, 30,
60-68.

-545-
ُ ‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات‬

Neff, L.A.& Broady, E.F. (2011). Stress resilience in early marriage:


Can practice make perfect?. Journal of Personality and Social
Psychology, 1-18.
Parise, M., Gatti, F.& Iafrate, R. (2017). Religiosity, marital quality
and couple generativity in Italian couples belonging to a
Catholic spiritual association: A Quali-quantitative study. J
Relig Health, 56,1856–1869.
Perry, S.L.& Oklahoma (2016). Spouse’s religious commitment and
marital quality: Clarifying the role of gender. Social Science
Quarterly, 79(2), 476-490.
Perry, S.L. (2015). A Match Made in Heaven? Religion-based
marriage decisions, marital quality, and the moderating effects
of spouse’s religious commitment. Soc Indic Res, 123,203–225.
Peterson, S.M.& Yates, T. M. (2013). Early childhood relationship
and roots of resilience. In C. L. Martin. Encyclopedia pia On
Early Childhood Development, Arizona State, University, Usa.
Poonguzhali, G.& Vijayabanu, O. (2014). A study on relationship
between forgiveness, resilience and marital satisfaction among
married individuals. Indian Journal of Positive Psychology,
5(4), 382-387.
Razmjouyi, M., Refahi, Z.& Sohrabi, N. (2017). Investigation of the
mediation role of self-assertiveness in the relationship between
cognitive emotion regulation and marital adjustment. Science
and Education, 1(1), 49-54.
Richardson, G.E. (2002). The meta-theory of resilience and resiliency.
Journal of Clinical Psychology, 58(3), 307-321.
Rutter, M. (2007). Resilience, competence, and coping. Journal of
Child Abuse& Neglect, 31, 205-209.
Safarzadeh, A., Navidian, A.&, Dastyar, N. (2018). The effect of
assertiveness-based sexual function among married females
students. International Journal of woman’s helth and
Reproducion Sciences, 6(3), 342-349.Sattler, K.M.P.& Font,
S.A. (2018). Resilience in young children involved with child
protective services. Child Abuse& Neglect, 75, 104–114.
Serpen, A.S.& Mackan, A.S.(2017). The effect of problem solving
skills and resilience to the marital adjustment in old ages. The
Eurasia Proceedings of Educational& Social Sciences,7, 169-
174.
-546-
) 548- 499‫ ص ص‬2019 ‫ يوليه‬3‫ ع‬،29‫دراسات نفسية (مج‬

Shayan, A., Taravati, M., Garousian, M., Babakhani, N., Faradmal,


J.& Masoumi,, S.Z. (2018). The effect of cognitive behavioral
therapy on marital quality among women. Int J Fertil Steril,
12(2), 99-105.
Shehan, C. (2016). Encyclopedia of family studies, Vol. 3.
NewYork: Wiley Blacwell.
Sheinov, V.P. (2018).Social interactions of assertive individuals.
Journal of Psychology and Clinical Psychiatry, 9(6). 686-
691.
Shojaei, F., Shojaei, L., Dastjerdi, R.,& Khorshidzadeh, M. (2015).
Investigating the predictive role of resilience and psychological
hardiness in marital conflicts of Nurses working in educational
hospitals in Birjand. Mod Care J, 12(3),129-133.
Shola, A.J. (2018). Influence of forgiveness stability as a tool in
enhancing marital stability among married undergraduate of a
Nigerian university. Ife PsychologIA, 26(2), 44-51.
Stein, S. J.& Book, H.E. (2006).The EQi Edge: Emotional
intelligence and your success. Mississauga: John Wiley&
Sons Canada. Ltd.
Suditu, M. (2018). Divorce and its implication childern: Toppical
issues. A Journal of Social and Legal Studies, 1 (LXIX), 27-
32.
Swenson, D. (2008). Religion and family links. Canada: Springer.
Taghizadeh, M.E.& Kalhori, E. (2015). Relation between self esteem
with marital satisfaction of employed women in Payam-e-Noor
university. Mediterranean Journal of Social Sciences, 6(6),
41-45.
Taormina, R.J. (2015). Adult personal resilience: A new theory, new
measure, and practical implications. Psyct.Psychopen. Eu.
2193-7281.
Towned, A. (2007). Assertiveness and diverseity. New York:
Palgrave Macmilan.
Venter, N. (2009). Resilience intimate relasionship. Master,
University of South Africa.
Wald, J., Taylor, S., Asmundson, G.J.G., Jang, K.L.& Stapleton, J.
(2006). Literature review of concepts: Psychological resiliency.
Contract Report, Canada – Toronto.

-547-
ُ ‫المُقاومةُالنُفسيةُوتوكيدُالذاتُبصفتهماُمُنبئينُبجودةُُالحياةُالزواجيةُلُدىُعينةُمنُالزوجات‬

Wang, J.& Zhang, D. (2017). Resilience theory and implications for


Chinese adolescents. Psychological Reports: Disability&
Trauma, 117, 2, 354-375.
Ya liu, Wang, Z.& Zhou, C. (2014). Affect and self –esteem as
mediators between trait resilience and psychological
adjustment. Journal Of Personality Trait, 7(66), 92-97.
Yadalijamaloye, Z., Naseri, E., Shoshtari, M., Khaledian, M.&
Ahrami, R. (2013). Relationships between self-esteem and
marital satisfaction among women. Science PG., 2(3), 124-129.
Zhang, Y. (2011).Relationships between emotion control
difficulties, marital stress, dyadic coping and marital quality
among Chinese urban newly-weds. PhD., Beijing Normal
University.
Zimmermann, T., De Zwaan, M.& Heinrichs, N. (2019).The German
version of the quality of marriage index: Psychometric
properties in a representative sample and population-
basednorms. PloS ONE, 14(2),e0212758.

-548-

Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like