You are on page 1of 7

‫عنوان البحث ‪ :‬الدعوى المدنية التبعية‬

‫خطة البحث‪: ‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫إشكالية ‪ :‬ما‪ ‬مفھوم‪ ‬الدعوى‪ ‬المدنیة‪ ‬التبعیة ؟‬
‫المبحث‪ ‬األول‪ : ‬مفھوم‪ ‬الدعوى‪ ‬المدنیة‪ ‬التبعیة ‪.‬‬
‫‪     ‬المطلب‪ ‬األول‪ : ‬تعريف‪ ‬الدعوى‪ ‬المدنیة‪ ‬التبعیة ‪.‬‬
‫‪           ‬الفرع‪ ‬األول‪ : ‬المقصود‪ ‬بالدعوى‪ ‬المدنیة‪ ‬تبعیة ‪.‬‬
‫‪          ‬الفرع الثاني ‪ :‬المقصود بتبعية الدعوى المدنية‪.‬‬
‫‪           ‬الفرع‪ ‬الثالث‪ :‬عالقة الدعوى المدنية بالدعوى العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪     ‬المطلب‪ ‬الثاني‪ : ‬موضوع‪ ‬الدعوى‪ ‬المدنیة‪ ‬التبعیة‪. ‬‬
‫‪          ‬الفرع األول ‪ :‬التعويض النقدي ‪.‬‬
‫‪          ‬الفرع الثاني ‪ :‬التعويض العيني ‪.‬‬
‫‪          ‬الفرع الثالث ‪ :‬المصاريف القضائية‪.  ‬‬

‫‪     ‬المطلب الثالث ‪ :‬أطراف الدعوى المدنية التبعية ‪.‬‬


‫‪          ‬الفرع األول ‪ :‬المضرور ( المدعي ) ‪.‬‬
‫‪          ‬الفرع الثاني ‪ :‬المدعى عليه ‪.‬‬

‫المبحث‪ ‬الثاني‪ : ‬مباشرة‪ ‬الدعوى‪ ‬المدنیة‪ ‬التبعیة‪ ‬و‪ ‬انقضاءھا ‪.‬‬

‫‪    ‬المطلب‪ ‬األول‪  :‬مباشرة الدعوى المدنية التبعية ‪.‬‬


‫‪          ‬الفرع‪ ‬األول‪ :‬العلة من منح االختيار ‪.‬‬
‫‪          ‬الفرع‪ ‬الثاني‪ :‬مجال االختيار ‪.‬‬

‫‪  ‬المطلب‪ ‬الثاني‪  :‬كيفية رفع الدعوى المدنية أمام المحكمة الجزائية ‪.‬‬


‫‪          ‬الفرع األول ‪ :‬اإلدعاء بالحق المدني أمام قاضي التحقيق ‪.‬‬
‫‪          ‬الفرع الثاني ‪ :‬التدخل في الدعوى أمام المحكمة الجزائية‪.  ‬‬
‫‪          ‬الفرع الثالث ‪ :‬حالة التكليف المباشر بالحضور أمام المحكمة ‪.‬‬

‫‪  ‬المطلب‪ ‬الثالث‪  :‬انقضاء‪ ‬الدعوة‪ ‬المدنية‪ ‬التبعية‪. ‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬
‫قائمة المراجع ‪:‬‬

‫‪          ‬مقدمة ‪:‬‬
‫‪        ‬كما هو معلوم فأنه عند‪ ‬وقوع‪ ‬جریمة ما ‪ ،‬كالسرقة أو القتل أو غير ذلك من األفعال التي جرمتها النص وص القانونية‬
‫یترتب‪ ‬عنھا‪ ‬ضرر‪ ‬عام يمس حق المجتمع‪ ‬فتنشأ عن هذا الضرر‪ ،‬دعوى‪ ‬عمومی ة ال تي تحركها النياب ة العام ة (ال تي تمث ل‬
‫المجتمع)‪ ‬تهدف إلى‪ ‬توقیع‪ ‬العقاب‪ ‬على‪ ‬مقترف‪ ‬الجریمة‪ ، ‬فالدعوى العمومیة‪ ‬ھي‪ ‬الوسیلة‪ ‬القانونیة‪ ‬لحمایة‪ ‬حق وق‪ ‬الجماع ة‪، ‬‬
‫وإلى‪ ‬ج انب‪ ‬الض رر‪ ‬الع ام‪ ‬یترتب‪ ‬ض رر‪ ‬خ اص‪ ‬یص یب‪ ‬الش خص‪ ‬المتض رر‪ ‬فینش أ‪ ‬ل ه حق ا‪ ‬في‪ ‬أن‪ ‬یط الب‪ ‬مق ترف‬
‫الجريمة‪ ‬بالتعویض‪ ‬عن‪ ‬األضرار‪ ‬التي‪ ‬لحقته‪ ‬جراء‪ ‬الجریمة‪ ‬فتنشأ بذلك دعوى مدنية‪ ‬إلى‪ ‬جانب‪ ‬ال دعوى‪ ‬العمومی ة المحرك ة‬
‫دعوى المدنية‪) ‬‬ ‫ا أي ( ال‬ ‫ل‪ ‬فیھ‬ ‫ة‪ ، ‬األص‬ ‫ة العام‬ ‫رف النياب‬ ‫من ط‬
‫د (من حيث‬ ‫أھا الواح‬ ‫ة‪ ‬أي‪ ‬منش‬ ‫ا‪ ‬الخاص‬ ‫دني‪ ‬إال‪ ‬أن‪ ‬طبیعتھ‬ ‫اء‪ ‬الم‬ ‫ام‪ ‬القض‬ ‫ع‪ ‬أم‬ ‫أن‪ ‬ترف‬
‫االختصاص )‪  ‬حيث‪ ‬یختص‪ ‬القضاء‪ ‬الجنائي‪ ‬بالنظر‪ ‬في الدعوى المدنية التبعية نظرا لتبعيتها لل دعوى العمومية‪ ، ‬وهذا م ا‬
‫دفعنا إلى طرح السؤال التالي ‪  :‬ما مفهوم الدعوى المدنية التبعية ؟‬
‫‪    ‬‬
‫‪      ‬سنجيب على هذا السؤال من خالل مبحثين ‪ :‬ففي المبحث األول تناولنا فيه مفهوم المدنية التبعية ‪ ،‬حيث تضمن تعريفها‬
‫و موضوعها وأخير أطرافها ‪ ،‬وفي المبحث الثاني تطرقنا‪  ‬فيه إلى مباشرة هذه الدعوى وانقضاءها‪.  ‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬مفھوم‪ ‬الدعوى‪ ‬المدنیة‪ ‬التبعیة ‪.‬‬


‫‪       ‬إن الغرض من رفع الدعوى المدنية هو المطالبة بالتعويض من الذي تسبب في وقوع األضرار ‪ ،‬وتكون هذه ال دعوى‬
‫مقترنة بالدعوى العمومية إذ يجب أن ترفع أمام القضاء الجنائي و إالً انعدمت منها صفة التبعية ‪.‬‬
‫المطلب‪ ‬األول‪  :‬تعريف‪ ‬الدعوى‪ ‬المدنية التبعية ‪.‬‬
‫‪   ‬سنتناول في هذا المطلب ثالثة فروع تبين لنا تعريف الدعوى المدنية التبعية بالتفصيل ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬المقصود بالدعوى المدنية التبعية ‪.‬‬
‫‪      ‬تعرف‪ ‬الدعوى‪ ‬المدنية‪ ‬بأنها‪ ‬مطالبة‪ ‬من‪ ‬لَحقهُ‪ ‬ضرر‪ ‬من‪ ‬الجريمة‪ ‬و‪ ‬هو‪ ‬المدعي‪ ‬المدني ‪ ،‬من‪ ‬المتهم‪ ‬أو‪ ‬المسؤول‬
‫عن‪ ‬الحقوق‪ ‬المدنية‪ ‬أمام‪ ‬القضاء‪ ‬الجنائي‪ ‬بجبر‪ ‬الضرر‪ ‬الذي‪ ‬أصابه‪ ‬نتيجة‪ ‬الجريمة‪ ‬التي‪ ‬ارتكبها‪ ‬فأضرت‪ ‬به ‪،‬‬
‫و‪ ‬عليه‪ ‬فإن‪ ‬الدعوى‪ ‬المدنية‪ ‬الناشئة‪ ‬عن‪ ‬فعل‪ ‬غير‪ ‬إجرامي‪ ‬و‪ ‬كدالك‪ ‬بعض‪ ‬الدعاوى‪ ‬ذات‪ ‬المنشأ‪ ‬اإلجرامي ‪ ،‬والتي‪ ‬ال‪ ‬يكون‪ ‬م‬
‫وضوعها‪ ‬التعويض‪ ‬عن‪ ‬الضرر‪ ‬غير‪ ‬مشمول‪ ‬بهذا‪ ‬التعريف وال يمكن مباشرتها أمام القضاء‬
‫الجنائي ‪ ،‬كدعوى‪ ‬التطليق‪ ‬الناشئة‪ ‬عن‪ ‬جريمة‪ ‬الزنا طبقا للمادة ‪ 339‬من قانون العقوبات ‪،‬و‬
‫دعوى‪ ‬الحرمان‪ ‬من‪ ‬اإلرث‪ ‬الناتجة‪ ‬عن‪ ‬جريمة‪ ‬قتل‪ ‬المورث‪.‬طبقا للمادة ‪ 254‬من نفس القانون ‪ ،‬والمادة ‪ 135‬من قانون‬
‫األسرة ‪ ،‬ودعوى النفقة الناتجة عن جريمة إهمال األسرة طبقا للمادة ‪ 330‬من قانون العقوبات ‪ ،‬وهي جميعها دعاوى تتميز‬
‫عن دعوى المطالبة بالتعويض‪ ‬بسبب‪ ‬ما‪ ‬لحق‪ ‬المدعي‪ ‬المدني‪ ‬المتضرر‪ ‬من‪ ‬أضرار‪ ‬نتيجة‪ ‬الجريمة ‪،‬‬
‫و‪ ‬عليه‪ ‬فإن‪ ‬القضاء‪ ‬الجنائي‪ ‬يعتبر‪ ‬قضاء‪ ‬استثنائيا‪،‬‬
‫يختص‪ ‬بنظر‪ ‬المسائل‪ ‬المدنية ‪ ،‬المتعلقة‪ ‬منها‪ ‬بمطالبة‪ ‬المتضرر‪ ‬من‪ ‬الجريمة أن‪  ‬يعوضه‪ ‬المتهم بها عن‪ ‬األضرار‪ ‬التي‬
‫لحقته‪ ‬بسبب الجريمة‪ ،  ‬سواء كانت جناية أو جنحة أو مخالفة‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬المقصود بتبعية الدعوى المدنية‪. ‬‬
‫‪     ‬يقصد بتبعية الدعوى المدنية للدعوى العمومية ‪ ،‬المرفوعة أمام القضاء الجن ائي ‪ ،‬بغ رض الحص ول على تع ويض عن‬
‫األضرار التي‪ ‬تسببت فيها الجريمة ‪ ،‬هي تبعية الدعوى المدنية للدعوى العمومية أو الجنائية ‪ ،‬من حيث اإلج راءات المتبع ة‬
‫يرها ‪،‬‬ ‫أنها‪ ‬و‪ ‬من‪ ‬حيث‪ ‬مص‬ ‫بش‬
‫حيث‪ ‬تخضع‪ ‬الدعوى‪ ‬المدنية‪ ‬التبعية‪ ‬لقانون‪ ‬اإلجراءات‪ ‬الجزائية‪ ‬و‪ ‬ليس‪ ‬لقانون‪ ‬اإلجراءات‪ ‬المدنية‪ ,‬أي‪ ‬اختص اص‪ ‬القض اء‪ ‬ال‬
‫جنائي‪ ‬بنظر‪ ‬الدعوى‪ ‬المدنية‪ ‬التبعية‪ ,‬و‪ ‬سريان‪ ‬قواعد‪ ‬قانون‪ ‬اإلجراءات‪ ‬الجزائية‪ ‬عليها‪  ،‬و‪ ‬حجية‪ ‬الحكم‪ ‬الجنائي‪ ‬أمام‪ ‬القضاء‪ ‬‬
‫المدني‪ ‬متى‪ ‬رفعت‪ ‬دعوى‪ ‬للمطالبة‪ ‬بالتعويض‪ ‬بسبب‪ ‬ما‪ ‬لحق‪ ‬المدعي‪ ‬من‪ ‬ضرر‪ ‬بسبب‪ ‬جريمة صدر بشأنها مثل ذلك الحكم ‪.‬‬
‫‪       ‬أما‪ ‬تبعيتها‪ ‬من‪ ‬حيث‪ ‬المصير‪ ,‬فيعني‪ ‬أن‪ ‬الجهة‪ ‬الجزائية‪ ‬في‪ ‬حالة‪ ‬رفع‪ ‬دعويين‪ ‬جزائية‪ ‬و‪ ‬مدنية‪ ‬تبعية‪ ‬لها‪ ‬أمامها‪ ,‬يجب‪ ‬عل‬
‫ني‬ ‫د‪ ,‬و‪ ‬هذا‪ ‬يع‬ ‫ا‪ ‬بحكم‪ ‬واح‬ ‫دعويين‪ ‬مع‬ ‫ل‪ ‬في‪ ‬ال‬ ‫يها‪ ‬الفص‬
‫أن‪ ‬القاضي‪ ‬الجنائي‪ ‬يفصل‪ ‬في‪ ‬الدعوى‪ ‬المدنية‪ ‬التبعية‪ ‬حين‪ ‬فصله‪ ‬في‪  ‬الدعوى‪ ‬العمومية ‪،‬إال‪ ‬أن‪ ‬تبعية‪ ‬الدعوى‪ ‬المدنية‪ ‬لل دعو‬
‫ى‪ ‬العمومية‪ ‬ال‪ ‬يفقدها‪ ‬طبيعتها‪ ‬الخاصة والمستقلة ‪ ،‬و‪ ‬هي‪ ‬أن يكون‪ ‬موضوعها هو المطالبة بحق مدني وهو التعويض ‪ ،‬جبرا‬
‫للضرر عن طريق التعويض في صورة من الصور المقررة له ‪ ،‬وعليه تخضع الدعوى المدنية بتلك الصفة لقواعد‪  ‬وأحك ام‬
‫ة بها‪،  ‬‬ ‫خاص‬
‫فمن‪ ‬حيث‪ ‬التقادم‪ ‬مثال‪  , ‬فتنص‪ ‬المادة‪ 10 ‬من‪ ‬القانون‪ ‬اإلجراءات‪ ‬الجزائية"تتقادم‪ ‬الدعوى‪ ‬المدنية‪ ‬وفق‪ ‬أحكام‪ ‬القانون‪ ‬المدني"‬
‫و‪ ‬تنص‪ ‬المادة‪ 133 ‬من‪ ‬قانون‪ ‬المدني‪" ‬تسقط‪ ‬دعوى‪ ‬التعويض‪ ‬بانقضاء‪ ‬خمسة‪ ‬عشر‪ ‬سنة‪ ‬من‪ ‬يوم‪ ‬وقوع‪ ‬الفعل‪ ‬الضار"‪.‬‬
‫‪    ‬ومن حيث التنازل عن المدني وتركه ‪ ،‬فيجوز للم دعي الم دني المض رور من الجريم ة التن ازل عن حق ه الم دني في أي‬
‫مرحلة كانت عليها الدعوى طبقا لنص المادة ‪ 246‬من ق ‪.‬إ‪.‬ج ‪)1(  .‬‬

‫‪----------------------------------------------------------------‬‬
‫‪)1( ‬عب د‪ ‬هلل‪ ‬أوھايبی ة ‪ ،‬ش رح‪ ‬ق انون‪ ‬اإلج راءات‪ ‬الجزائی ة‪ ‬الجزائ ري ‪ ،‬التح ري‪ ‬و‪ ‬التحقی ق ‪ ،‬دارالھوم ة ‪،‬‬
‫الجزائر‪  ،2003 ،‬ص‪. 148-147-146-145-144-143 ‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬عالقة الدعوى المدنية بالدعوى العمومية‪.‬‬


‫‪     ‬لكل منهما مجال اختصاص فتبعية الدعوى المدنية للدعوى العمومية ال يفق دها طبيعتها الخاص ة و هدا يع ني أن‪ ‬تبعية‬
‫الدعوى المدنية للدعوى العمومية ال يقصد بها أن تنقضي الدعويان معا الرتباط األولى بالثانية إذ يمكن‪ ‬أن تنقض ي ال دعوى‬
‫العمومية وحدها أمام القضاء الجنائي و تظل الدعوى المدنية قائمة أمامه فينضرها ‪.‬‬
‫‪       ‬و ال دعوى المدنية تتم يز عن ال دعوى العمومية من حيث الس بب و هو الض رر الم ترتب عن الجريم ة و من‬
‫حيث‪ ‬الموضوع و هو المطالبة بالتعويض عما لحق المدعي من ضرر و من حيث األطراف و هم المدعى و المدعى عليه و‬
‫( المسئول عن الحقوق المدني )‪)1( .‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬موضوع الدعوى المدني ‪.‬‬
‫‪     ‬موضوع الدعوى المدنية هو التعويض وقد أشارت إلى ذلك المادة ‪ 2‬من قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ,‬ويهدف التعويض‬
‫إلى جبر الضرر المادي أو الجسماني أو األدبي الناشئ عن الجريمة وهو ما أشارت إليه الفقرة الرابعة من المادة ‪ 3‬من‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية كما يلي ‪ " :‬تقبل دعوى المسؤولية المدنية عن كافة أوجه الضرر سواء كانت مادية أو جسمانية‬
‫أو أدبية مادامت ناجمة الواقع موضوع الدعوى الجزائية " ‪.‬‬
‫و إن التعويض يقصد به التعويض النقدي والتعويض العيني أو رد الشيء الذي فقده المتضرر من الجريمة وكذلك‬
‫‪.‬المصاريف القضائية والرسوم‬
‫الفرع األول ‪ :‬التعويض النقدي ‪:‬‬
‫‪      ‬ويقصد به أداء مقابل من النقود على سبيل التعويض عن األضرار الناشئة عن الجريمة وإن تقدير التعويض النقدي‬
‫يدخل ضمن السلطة التقديرية للقاضي دون أن يكون أكثر مما طلبه المدعي المدني و يخضع تقدير التعويض النقدي إلى‬
‫أحكام المادتين ‪ 131 132‬من القانون المدني وقد يكون مبلغا مقسطا أو إيرادا مرتبا كما أشارت إلى ذلك المادة ‪ 132‬من‬
‫القانون المدني ‪.‬‬
‫الفرع الثاني التعويض العيني ‪:‬‬
‫‪           ‬ويقصد به إعادة الحال إلى ما كان عليه قبل ارتكاب الجريمة برد الشيء الذي فقده المدعي بالحق المدني كرد‬
‫األشياء المسروقة إلى المدعي المدني في جريمة السرقة ‪ .‬ويمكن الحكم لفائدة المدعي المدني بالتعويض النقدي والتعويض‬
‫العيني في نفس الوقت إذا ما كان ما ضبط من األشياء المسروقة جزء منها فقط فيقضي بردها مع التعويض النقدي بما‬
‫يعادل قيمة الجزء الباقي ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬المصاريف القضائية ‪:‬‬
‫‪       ‬ويقصد بها المصاريف و الرسوم التي تدفع إلى الخزينة العمومية في كل دعوى مقابل الفصل فيها وتشمل نفقات‬
‫الخبراء والمعاينات وسماع الشهود ورسوم الخزينة وغيرها من المصاريف التي تنفقها الجهات القضائية للسير في الدعوى‬
‫العمومية ذلك أن المادة ‪ 75‬من قانون اإلجراءات الجزائية تلزمه بإيداع قلم الكتاب مبلغا معينا يقدره قاضي التحقيق إذا لم‬
‫يكن قد حصل على المساعدة القضائية والقاعدة العامة أن المصاريف القضائية تقع على عاتق المتهم إذا حكم بإدانته وهو ما‬
‫أشارت إليه المادة ‪ 310‬من قانون اإلجراءات الجزائية وفي جميع الحاالت تبقى المحكمة صاحبة االختصاص في تقرير‬
‫تحميل المتهم أو المدعي المدني المصاريف القضائية وهو ما أشارت إليه المادة ‪ 369‬من قانون اإلجراءات الجزائية ‪)2( .‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬أطراف الدعوى المدنية التبعية‬
‫‪     ‬إن أطراف الدعوى المدنية هما المضرور من الجريمة والمدعى عليه سواء كان هو الجاني أو المسؤول المدني ‪  .‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------‬‬
‫(‪                 )1‬أحمد‪ ‬شوقي‪ ‬الشلقاني ‪ ،‬مبادئ اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري‪،‬ج‪ ،1‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬ط‪/‬‬
‫‪، 3‬الجزائر‪ ، 2003،‬ص ‪98‬‬
‫(‪                 )2‬محمد حزيط ‪ ،‬مذكرات في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬ط‪ ، 4/‬الجزائر ‪ ، 2009 ،‬ص ‪. 37‬‬
‫الفرع األول ‪:‬المضرور‪(  ‬المدعي)‬
‫إن كل شخص أصابه ضرر من الجريمة يحق له رفع الدعوى المدنية للمطالبة بجبر الضرر‪ ،‬ويشترط في المضرور ‪ ‬‬
‫‪ :‬ليحق له رفع الدعوى المدنية شرطان‬
‫أوال ‪ :‬أن يكون ذا صفة‬
‫إن اإلدعاء المدني ال يتم في األصل إال‪  ‬من طرف الشخص الذي أصابه ضرر شخصي من الجريمة ‪ .‬وغالبا ما يكون ‪   ‬‬
‫المضرور من جريمة هو المجني عليه إال أنه في أحيان أخرى قد يصيب الضرر شخصا آخر غير المجني عليه ‪ .‬فمثال‬
‫يحق ألبناء المجني عليه في جريمة قتل‪  ‬رفع الدعوى المدنية للمطالبة بالتعويض عن الضرر الشخصي الذي أصابهم نتيجة‬
‫مقتل أبيهم ‪ .‬وعليه فلكي يحق للمضرور رفع الدعوى المدنية فإنه يجب أن يكون ذا صفة في رفعها ‪ ،‬وهذه الصفة تتمثل في‬
‫إصابته بضرر شخصي من الجريمة ‪ ،‬ومن ثم‪  ‬ال يستطيع االبن رفع الدعوى المدنية طالبا التعويض عن األضرار التي‬
‫أصابت أباه من جراء جريمة ذم ألنه في هذه الحالة ال يطالب بتعويض ضرر شخصي ‪ ،‬وإنما يطالب بحقوق والده ‪.‬‬
‫‪ .‬ويستوي أن يكون المضرور شخصا طبيعيا أو معنويا‬
‫‪ :‬ثانيا ‪ :‬أن يكون ذا أهلية للتقاضي‬
‫إن المضرور من الجريمة أو الغير الذي انتقل إليه حق المطالبة بتعويض الضرر ال تقبل دعواه المدنية ما لم تتوافر فيه ‪   ‬‬
‫‪ .‬أهلية التقاضي طبقا ألحكام القانون المدني ‪ ،‬فإذا كان مثال ناقص األهلية أو عديمها فإن تقبل من وصية أو وليه‬
‫‪ :‬الفرع‪ ‬الثاني‪ : ‬المدعى عليه‬
‫‪   ‬إن المدعى علية في الدعوى المدنية قد يكون المساهم في الجريمة أو الورثة أو المسؤول المدني ‪  .‬‬
‫أوال ‪ :‬المساهم في الجريمة ‪:‬‬
‫ترفع الدعوى المدنية عن المساهم في الجريمة سواء كان فاعال أصليا او شريكا ‪ ،‬وفي حالة تعدد المساهمين فإنهم ‪   ‬‬
‫يلتزمون بالتضامن أما إذا توفي المدعى عليه فإن الدعوى المدنية ال تسقط وإنما تباشر ضد الورثة ألن التعويض الضرر‬
‫ينتقل إلى الورثة مع الذمة المالية للمورث ويلتزم الورثة بالتعويض في حدود التركة فإذا لم تكن هناك تركة فال يلتزم الورثة‬
‫بالتعويض وال تختص المحكمة الجزائية بنظر الدعوى المدنية ألن هذه األخيرة تابعة لدعوى عمومية وقد انقضت بوفاة‬
‫‪ .‬المتهم‬
‫‪ :‬ثانيا‪ : ‬المسؤول المدني‬
‫ترفع الدعوى المدنية للمطالبة بتعويض الضرر على المسؤول المدني عن المجرم ‪ .‬وبعبارة أخرى فإن الدعوى المدنية ‪   ‬‬
‫ترفع على أي شخص مسؤول عن مراقبة سلوك المتهم أو أي شخص ترتبط بالمتهم رابطة معينة مثل شركة التأمين ‪.‬‬
‫ويعتبر المسؤول المدني ملتزما بالتضامن مع مرتكب الجريمة بجميع االلتزامات المدنية ‪ ،‬ويتم الحكم بها طبقا ألحكام‬
‫القانون المدني ‪ .‬فمثال هناك قرينة عن خطأ صادر عن اآلباء و أرباب العمل والمعلمين يدل على إهمالهم في مراقبة‬
‫‪ .‬األشخاص الذين هم تحت إشرافهم ولذلك يعتبرون مسؤولين عنهم من الناحية المدنية‬
‫أهلية المدعى عليه ‪:‬‬
‫‪    ‬لكي ترفع الدعوى المدنية على المدعى عليه البد أن يكون أهال للتقاضي ‪ ،‬فإذا لم يكن متمتعا بهذه األهلية وجب رفع‬
‫الدعوى على وليه أو وصيه ‪ ،‬أما إذا رفعت عليه فإنها تكون غير مقبولة ‪ ،‬غير أنه إذا لم يكن هناك وصي أو ولي عليه فإن‬
‫الدعوى ترفع ضده ‪)1(.‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫(‪     )1‬بارش سليمان ‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ‪،‬ج‪ ،1‬دار الهدى ‪،‬الجزائر ‪،‬ص‪. 102-101-100‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مباشرة الدعوى المدنية التبعية و انقضاءها‪. ‬‬


‫‪    ‬سوف نتطرق في هذا المبحث إلى مباشرة الدعوى المدنية التبعية وكيفية رفعها أمام المحكمة الجزائية وفي األخير‬
‫انقضائها من خالل ثالثة مطالب ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مباشرة الدعوى المدنية التبعية ‪.‬‬
‫‪    ‬األصل أن الدعوى المدنية ال ترفع إال أمام القضاء المدني ‪ ،‬إال أن غالبية التشريعات تخول للمدعي المدني الحق في رفع‬
‫الدعوى المدنية أمام القضاء الجزائي إذا كان سببها التعويض عن ضرر ناشئ عن جريمة ‪ .‬و إذا نظرنا إلى قانون‬
‫اإلجراءات الجزئية الجزائري‪  ‬نالحظ‪  ‬أن المشرع أجاز رفع الدعوى المدنية أمام القضاء الجزائي مع الدعوى العمومية‬
‫المادة ‪ . 3‬أعطى المشرع للطرف المضرور الحق في رفع دعواه المدنية أمام القضاء المدني حث نصت المادة الرابعة بأنه‬
‫( يجوز أيضا مباشرة الدعوى المدنية منفصلة عن الدعوى العمومية )‪ .‬وهذا ما يعبر عنه بحق المضرور في اختيار‬
‫الطريق المدني أو الجزائي لرفع دعواه ‪.‬‬
‫‪ .‬الفرع األول ‪ :‬العلة من منح االختيار‬
‫‪    ‬إن إعطاء المضرور الحق في رفع الدعوى المدنية أمام القضاء الجزائي له عدة مبررات ‪ .‬‬
‫يكون أسهل للمضرور التدخل أثناء الخصومة الجنائية من مباشرة دعوى أخرى للمطالبة بحقه نتيجة ارتباط الدعويين ‪1- ،‬‬
‫كما أن القاضي الجنائي الذي ينظر الدعوى‪  ‬المدنية يكون أكثر إحاطة بظروف الضرر األمر الذي يمكنه من تقدير‬
‫‪ .‬التعويض المالئمة للمضرور‬
‫‪ .‬إن الطرف المضرور باختياره للطريق الجزائي يستفيد من األدلة ثابتة لتقرير دعواه ‪2-‬‬
‫‪ .‬إن لجوء المضرور إلى القضاء الجزائي يترتب عليه تحريك الدعوى العمومية إذا لم تكن النيابة العامة قد حركتها ‪3-‬‬
‫‪ .‬الفرع الثاني ‪ :‬مجال االختيار‬
‫هناك حاالت ال يجوز‪  ‬فيها للمضرور اختيار الطريق الجزائي و إنما يجب عليه رفع الدعوى المدنية أمام المحكمة المدنية‪ ‬‬
‫‪ :‬وهذه الحاالت هي‬
‫‪     -1‬إذا لم تكن الدعوى العمومية مقبولة ‪ ،‬مثل وفاة المتهم أو صدور عفو شامل أو عدم وقوع الفعل تحت وصف جزائي ‪.‬‬
‫‪     -2‬صدور حكم في الدعوى العمومية من محكمة مختصة ‪.‬‬
‫‪     -3‬إذا المحكمة المختصة بنظر الدعوى العمومية محكمة استثنائية ‪ ،‬حيث أن القاعدة هي أن هذه المحكمة ال تكون مختصة‬
‫للفصل في الدعوى المدنية الناتجة عن الجريمة التي تفصل فيها ‪.‬‬
‫‪     -4‬إذا باشر المدعي دعواه المدنية أمام القضاء المدني وفصل هذا األخير فيها فال يجوز له االلتجاء بأي حال من األحوال إلى‬
‫القضاء الجزائي ‪ )1( .‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬كيفية رفع الدعوى المدنية أمام المحكمة الجزائية ‪.‬‬
‫‪   ‬حدد قانون اإلجراءات الجزائية ثالثة طرق إلقامة الدعوى المدنية أمام القضاء الجزائي ‪ ،‬سنتناول هذه الطرق في ثالثة‬
‫فروع بحيث نجعل كل طريقة في فرع‬

‫‪-------------------------------------------------------‬‬
‫(‪)1‬بارش سليمان ‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 104 – 103‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬اإلدعاء بالحق المدني أمام قاضي التحقيق‪. ‬‬


‫‪    ‬في هذا الفرض‪  ‬يحدث تداخل في الدعوى العمومية بواسطة اإلدعاء المباشر أمام قاضي التحقيق إذا لم تكن الدعوى‬
‫العمومية معروضة عليه‪ .‬ويتم اإلدعاء المباشر بواسطة شكوى إلى‪  ‬قاضي التحقيق ‪.‬‬
‫‪    ‬وإذا كانت الدعوى العمومية معرضة على قاضي التحقيق فإنه يجوز الدعاء أمامه بالحق المدني ‪)1(.‬‬
‫‪   ‬ويمكن القول بأن اإلدعاء بالحق المدني أمام قاضي التحقيق هو الطريق المنصوص عليه بالمادة ‪ 72‬من ق إج ج ج‬
‫وكذلك المادة ‪ 74‬من نفس القانون أي أن اإلدعاء المدني أمام قاضي التحقيق إما أن يكون من الطرف المتضرر من الجريمة‬
‫باعتباره كطرف محرك‪  ‬للدعوى العمومية إذا ما كان هو من بادر بالتقدم بالشكوى المصحوبة بادعاء المدني أمام قاضي‬
‫التحقيق وفقا ألحكام المادة ‪ 72‬من ق إج ج ج وإما أن يكون تحريك الدعوى العمومية سواء حصل تحريكها من النيابة‬
‫العامة أو من مدعي مدني آخر وذلك وفقا ألحكام المادة ‪ 74‬من ق إج ج ج ‪)2( .‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التدخل في الدعوى أمام المحكمة الجزائية‪.  ‬‬
‫‪   ‬الفرض في هذه الحالة أن النيابة العامة قد حركت الدعوى العمومية ورفعتها إلى المحكمة المختصة وفي هذه الحالة يحق‬
‫للمضرور التدخل أثناء الجلسة أو قبل الجلسة ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التدخل قبل الجلسة ‪:‬‬
‫‪   ‬وقد أشارت إليه المادة ‪ 241‬بقولها " إذا حصل إدعاء مدني قبل الجلسة فيتعين أن يحدد تقرير المدعي المدني الجريمة‬
‫موضوع المتابعة و أن يتضمن تعيين موطن مختار بدائرة الجهة القضائية المنظورة أمامها الدعوى ما لم يكن المدعي‬
‫المدني متوطنا بتلك الجهة " ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التدخل أثناء الجلسة ‪.‬‬
‫‪    ‬قد أشارت إليه المادة ‪ 242‬بقولها " إذا حصل التقرير باإلدعاء المدني بالجلسة فيتعين إبداؤه قبل أن تبدي النيابة طلباتها‬
‫في الموضوع و إال كان غير مقبول " ‪)3(.‬‬
‫‪-----------------------------------------------------‬‬
‫‪)1(  ‬بارش سليمان ‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 108‬‬
‫‪)2( ‬محمد حزيط ‪ ،‬مذكرات في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ، ‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬
‫‪)3(   ‬بارش سليمان ‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 109‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬حالة التكليف المباشر بالحضور أمام المحكمة ‪.‬‬
‫‪   ‬وهي الطريقة المنصوص عليها بالمادة ‪ 337‬مكررة من ق إج ج ج التي بموجبها يجوز للمتضرر من الجريمة أن يكلف‬
‫مباشر المتهم للمثول أمام محكمة الجنح في الجرائم التالية ‪ :‬ترك األسرة ‪،‬عدم تسليم الطفل‪ ،  ‬انتهاك حرمة منزل ‪ ،‬القذف ‪،‬‬
‫إصدار شيك بدون رصيد ‪)1(.‬‬
‫‪  ‬وقد حددت هذه المادة إجراءات التكليف المباشر بالحضور والتي تتم بواسطة عريضة‪  ‬تتضمن هوية المتهم و الوقائع‬
‫المنسوبة إليه والمستندات‪  ‬وتكون مرفوقة بطلب للسيد وكيل الجمهورية الذي يجدول القضية بعد تحديد المصاريف الواجب‬
‫دفعها من طرف الطالب ‪)2( .‬‬
‫المطلب‪ ‬الثالث‪ :‬انقضاء‪ ‬الدعوة‪ ‬المدنية‪ ‬التبعية‪. ‬‬
‫‪     ‬‬
‫يضع‪ ‬قانون‪ ‬اإلجراءات‪ ‬الجزائية‪ ‬قاعدة‪ ‬عامة‪ ‬تحكم‪ ‬انقضاء‪ ‬الدعوى‪ ‬المدنية‪ ‬التبعية‪ ‬بخضوعها‪ ‬ألحكام‪ ‬وقواعد‪ ‬القانون‪ ‬المدني‪ ‬‬
‫رغم‪ ‬ما‪ ‬تتميز‪ ‬به‪ ‬من‪ ‬تبعية‪ ‬للدعوى‪ ‬العمومية‪ ‬فتنص‪ ‬المادة‪ 10 ‬من‪ ‬قانون‪ ‬اإلجراءات‪ ‬المدنية‪"  ‬‬
‫تتقادم‪ ‬الدعوى‪ ‬المدنية‪ ‬وفق‪ ‬أحكام‪ ‬القانون‪ ‬المدني‪." ‬‬
‫ومن‪ ‬حيث‪ ‬التنازل‪ ‬عن‪ ‬الحق‪ ‬وتركه‪ ‬فيجوز‪ ‬للمدعي‬
‫المدني‪ ‬المضرور‪ ‬من‪ ‬الجريمة‪ ‬التنازل‪ ‬عن‪ ‬حقه‪ ‬المدني‪ ‬في‪ ‬أي‪ ‬مرحلة‪ ‬كانت‪ ‬عليها‪ ‬الدعوى‪.  ‬‬
‫‪     ‬‬
‫وعليه‪ ‬فإن‪ ‬أحكام‪ ‬انقضاء‪ ‬الحكم‪ ‬المدني‪ ‬تطبق‪ ‬على‪ ‬الدعوة‪ ‬المدنية‪ ‬التبعية‪ ‬فمثال‪ ‬تتقادم‪ ‬بمضي‪ 15 ‬سنة‪ ‬ودلك‪ ‬ما‪ ‬نصت‪ ‬عليه‪( ‬ال‬
‫مادة‪ 133 ‬من‪ ‬القانون‪ ‬المدني‪. )3( ). ‬‬

‫‪----------------------------------------------‬‬

‫(‪     )1‬محمد حزيط ‪ ،‬مذكرات في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ، ‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪43 . ‬‬
‫(‪     )2‬بارش سليمان ‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 108‬‬
‫(‪     )3‬أحمد شوقي الشلقاني ‪ ،‬مبادئ اإلجراءات الجزائیة في التشریع الجزائري ‪،‬مرجع سابق‪ ، ‬ص ‪. 181‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫‪    ‬في األخير يمكن القول عند حدوث ‪ ‬جريمة ‪ ‬بأركانھا الثالثة الشرعي ‪  ،‬المادي و المعنوي تتحرك معھا الدعوى‬
‫العمومیة ‪ ،‬و ل َما كان من الثابت أن الدعوى العمومیة غیر متنازل كان من الواجب تسليط العقاب على مقترف الجريمة ‪ ،‬و‬
‫تكون ‪ ‬الدعوى المدنیة التبعیة مالزمة للدعوى العمومیة و تدخل ضمن‪ ‬اختصاص القضاء الجنائي فھذه التبعیة ھي التي‬
‫تبرر اختصاص المحاكم الجزائیة للفصل في الدعوى المدنیة ‪ ،‬إال انه قد ترفض الدعوى المدنیة التبعیة من قبل قاضي‬
‫التحقیق أو أن تحفظ الدعوى العمومیة و بالتالي تحفظ معھا الدعوى المدنیة التبعیة ‪ ،‬إال أن‪ ‬الدعوى المدنیة لو أقیمت أمام‬
‫القضاء المدني فان القاضي المدني ملزم بالفضل بالدعوى و إال توبع بجریمة إنكار العدالة‪.‬‬

‫قائمة المراجع ‪:‬‬


‫‪    -1‬عبد‪ ‬هلل‪ ‬أوھايبیة ‪ ،‬شرح‪ ‬قانون‪ ‬اإلجراءات‪ ‬الجزائیة‪ ‬الجزائري ‪ ،‬التحري‪ ‬و‪ ‬التحقیق ‪ ،‬دارالھومة ‪ ،‬الجزائر‪. 2003 ،‬‬
‫‪    -2‬أحمد‪ ‬شوقي‪ ‬الشلقاني ‪  ،‬مبادئ اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري‪،‬ج‪ ،1‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬ط‪/‬‬
‫‪، 3‬الجزائر‪. 2003،‬‬
‫‪    -3‬محمد حزيط ‪ ،‬مذكرات في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬ط‪ ، 4/‬الجزائر ‪. 2009 ،‬‬
‫‪    -4‬بارش سليمان ‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ‪،‬ج‪ ،1‬دار الهدى ‪،‬الجزائر ‪.‬‬

You might also like