Professional Documents
Culture Documents
دت
دت
وستاف لوبون :يُعد الطبيب والمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون واحدًا من أشهر المؤرخين األجانب الذين اهتموا بدراسة الحضارات
.الشرقية والعربية واإلسالمية
ولد في مقاطعة نوجيه لوروترو ،بفرنسا عام ١٨٤١م .درس الطب ،وقام بجولة في أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا .اهتم بالطب النفسي وأنتج
فيه مجموعة من األبحاث المؤثرة عن سلوك الجماعة ،والثقافة الشعبية ،ووسائل التأثير في الجموع ،مما جعل من أبحاثه مرجعًا أساسيًّا في
.علم النفس ،ولدى الباحثين في وسائل اإلعالم في النصف األول من القرن العشرين
وقد أسهم في الجدل الدائر حول المادة والطاقة ،وألف كتابه «تطور المواد» الذي حظي بشعبية كبيرة في فرنسا .وحقق نجاحًا كبيرًا مع
كتابه «سيكولوجية الجماهير» ،ما منحه سمعة جيدة في األوساط العلمية ،اكتملت مع كتابه األكثر مبيعًا «الجماهير :دراسة في العقل
الجمعي» ،وجعل صالونه من أشهر الصالونات الثقافية التي تقام أسبوعيًّا ،لتحضره شخصيات المجتمع المرموقة مثل« :بول فالري»،
».و«هنري برغسون» ،و«هنري بوانكاريه
عُرف بأنه أحد أشهر فالسفة الغرب الذين أنصفوا األمة العربية والحضارة اإلسالمية ،فلم يَ ِسر على نهج مؤرخي أوروبا الذين صار من
تقاليدهم إنكار فضل اإلسالم على العالم الغربي .لكن لوبون الذي ارتحل في العالم اإلسالمي وله فيه مباحث اجتماعية ،أق َّر أن المسلمين هم
َمن م َّد نوا أوروبا ،فرأى أن يبعث عصر العرب الذهبي من مرقده ،وأن يُبديه للعالم في صورته الحقيقية؛ فألف عام ١٨٨٤م كتاب «حضارة
العرب» جام ًع ا لعناصر الحضارة العربية وتأثيرها في العالم ،وبحث في أسباب عظمتها وانحطاطها وقدمها للعالم تقديم المدين الذي يدين
بالفضل للدائن .توفي في والية مارنيه الكوكيه ،بفرنسا ١٩٣١م
Thesis tittle
ْ
ونحو ِه
ِ صرُّ فِ ِه كالبَي ِْع بارات ال ّدالَّةُ على ُمرا ِد ال ُمتَ َكلِّ ِم ونَوْ ِ
ع تَ َ ُ .األلفاظُ ِ
والع
».النهي بمعنى :طلب الكف عن شيء ،ويقابله األمر .وعرفه علماء أصول الفقه بأنه« :اقتضاء كف على جهة االستعالء
وظاهر النهي التحريم مع احتمال الكراهة .ويقصد بالنهي :ما نهى عنه الشرع ،ويقابله :األمر
النهى في اللغة :المنع وطلب الكف واالمتناع عن الشيء .يقال :نهاه نهيا :أي كفه ومنعه ,وناهيك عن فالن :أي
كافيكعنه.ومنه سمى العقل نهية؛ ألنه يمنع صاحبه عن الوقوع فيما يخالف الصواب وينهاه عنه والجمع نهى ,كما قال تعالى:
ت ُأِّلوْ لِي النُّهَى﴾ (طه ،)54 :والنهى خالف األمر([)]1 ﴿ ِإ َّن فِي َذلِ َ
ك آَل يَا ٍ
:النهى في اصطالح األصوليين
عرفه الشيـرازي بأنه" :القـول الذي يستدعى به ترك الفعل ممن هو دونه"([)]2
صيغة (النهي) في التعريف هي :طلب الكف على فعل ،وصيغتها (ال تفعل) ،وهذه الصيغة هي حقيقة في التحريم ،بمعنى
أنها تفيد تحريم الفعل المنهي عنه .والدليل على ذلك قوله تعالى{ :وما نهاكم عنه فانتهوا} (الحشر)7:؛ وألن الصحابة
رضي هللا عنهم رجعوا في التحريم إلى مجرد النه
هو أسلوب خطابي بقصد اإللزام ،بمعنى أن المخاطب هو ذو الشأن األعلى فيطلب من المتحدث غليه بصيغه اإللزام
والتوقف والكف عن فعل أمر ما ،ويكون اإللزام من الجهة العليا إلى الجهة األقل مثل مخاطبة هللا تعالى ذو السلطان للبشر
في القرآن الكريم ،مثل قوله عز وجل في سورة الكهف
يتلخص هذا البحث في عمل الباحث على توضيح معنى أو داللة النهي الوارد في ترجمة ابن ماجه-رحمه هللا -في كتابه
السنن ،وذلك ألنه وكما معروف لدي طلبة أصول الفقه أن لفظ النهي عام يحتمل التحريم ويحتمل الكراهة ،وقد ورد لفظ
النهي في تراجم سنن ابن ماجه-رحمه هللا-عاما،فوضع الباحث صيغ النهي التي تدل على التحريم في مبحث مستقل وأدرج
تحت كل صيغة أمثلة من األحاديث النبوية في أحد األبواب المترجمة بلفظ النهي عن كذا ،حيث تشمل هذه األحاديث صيغة
النهي الدالة على التحريم محل دراسة الباحث .ثم يأتي المبحث الثاني على نفس سياق المبحث األول مع تضمنه لصيغ
الكراهة بدال من صيغ التحريم .وبعد دراسة لمعنى الصيغة وإلحاقهاـ بأمثلة من األحاديث التي حوت هذه الصيغة ،يقوم
الباحث بذكر ألرآء الفقهاء في المسألة المدروسة هل حملها الفقهاء على التحريم أم على الكراهة مع اقتصار الباحث على
المذاهب الفقهية األربعة المشهورة ،وذكر أدلتها بشكل واضح ومختصر قدر اإلمكان .ثم من خالل أراء الفقهاء وأراء
علماء أصول الفقه في الصيغة الواردة في الحديث يتمكن الباحث من معرفة مراد العموم من لفظ "النهي" الوارد في ترجمة
.ابن ماجه-رحمه هللا-لبعض تراجم أبواب كتبه