‫يتميـز التـراث المغربـي بتنـوع روافـده؛ فهـو تـراث ُ إفريقي متوسـطي أمازيغي موري قديم طعمت‬

‫جوانب منـه بالمسـاهمات الفينيقيـة والقرطاجيـة والرومانيـة‪ ،‬ثـم امتـزج منـذ نهايـة القـرن السـابع‬
‫بالتـراث العربـي اإلسالمي ثـم انبثـق منـه التـراث األندلسي‪ ،‬وكذلـك ّـان االحتاللين الفرنسـي تأثـر‬
‫بالحضـارة األوربية واإلسباني‪ .‬وهـو بذلـك تـراث سـاهمت فـي تكوينـه مجموعـات بشـرية متعـددة‬
‫األعراق‪ .‬ويتضـح مـن نـص الدسـتور المغربي لسـنة ‪ 2011‬هـذا التنوع الذي يشـكل الهويـة المغربيـة‬
‫الموسـومة بالتعـدد والتنـوع‪ .‬وفيما يلي مقتطف من هذا الدسـتور‪" :‬المملكـة المغربيـة دولـة إسالمية ذات‬
‫سـيادة كاملـة‪ ،‬متشـبثة بوحدتهـا الوطنيـة والترابيـة‪ ،‬وبصيانـة تالحم وتنـوع مقومـات هويتهـا الوطنيـة‪،‬‬
‫الموحـدة بانصهـار كل مكوناتهـا العربية‪-‬اإلسالمية‪ ،‬واألمازيغية‪ ،‬والصحراويـة الحسـانية الغنيـة‬
‫بروافدها اإلفريقية واألندلسية والعبريـة والمتوسـطية ‪ ...‬فـي ظـل تشـبت الشـعب المغربـي بقيـم االنفتاح‬
‫واالعتدال والتسـامح والحـوار‪ ،‬والتفاهـم المتبـادل بيـن الثقافـات والحضـارات اإلنسانية جمعـاء‪... .‬العضو‬
‫العامل النشـيط فـي المنظمات الدولية‪ ،‬تتعهـد بالتزام مـا تفتضيه مواثيقها‪"...‬‬

‫فـي محاولـة إلعادة النظـر فـي مفهومنـا للتـراث ومراجعـة موقفنـا منـه‪ ،‬نتوقـف‪ ،‬عنـد تعريـف المفكـر‬
‫العربـي محمـد عابـد الجابـري للتـراث بأنـه‪" :‬كل مـا هـو حاضـر فينـا أو معنـا مـن الماضـي‪ ،‬سـواء مـن‬
‫ماضينـا أم ماضـي غيرنـا‪ ،‬سـواء القريـب منـه أم البعيـد"‪ ،‬وفـي سـياق الحديـث عـن تنميـة المواقـع‬
‫التراثيـة وإعـادة تأهيلهـا نتوقـف بالتفصيل لمـا يحتويه مفهومنـا للموقـع التراثـي بوصفـه الحيـز المكانـي‬
‫للتـراث الثقافـي بشـقيه المـادي وغير المادي‪ ،‬ويشـمل ‪ -‬وال يقتصـر علـى ‪ -‬المحيـط المباشـر للقطع‬
‫األثرية‪ ،‬المبانـي والمنشـآت األثرية والتراثيـة‪ ،‬النسـيج العمرانـي التراثـي والمحيـط بالمبانـي األثرية‪،‬‬
‫مراكز توطـن التـراث غيـر المادي مـن حرف تقليديـة وفنون شـعبية وغيرهـا الكثيـر ممـا يصعـب‬
‫حصـره‪.‬‬