You are on page 1of 17

‫يونيو ‪0300‬‬ ‫العدد ‪03‬‬ ‫السنة السادسة عشرة‬ ‫مجلة الساتل العلمية املحكمة‬

‫االختالف في األولويات في مجال الدعوة‬

‫‪r.pearl@hotmail.com‬‬
‫تاريخ النشر ‪030027320.‬‬ ‫تاريخ االستالم ‪0300231.30‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫يهدف هذا البحث إلى معرفة األولوية التي تُقدم حين االختالف أثناء مزاولة مهنة الدعوة إلى‬
‫الله عز وجل‪ ،‬حيث إن االختالف واالفتراق على أمر معين يخص مجال الدعوة أمر سائغ؛‬
‫سواء فيما يتعلق بموضوعات الدعوة أو بالمدعو أو غيرها‪ ،‬واالختالف رحمة من الله سبحانه‬
‫وتعالى بخلقه‪.‬‬
‫والذي ظهر فيه من خالل هذا البحث أن االختالف أمر اجتهادي يقع بين الدعاة إلى الله‬
‫جل جالله‪ ،‬كما وقع ذلك بين الرسل واألنبياء عليهم السالم‪ ،‬وبين الصحابة رضوان الله عليهم‬
‫في عهد الرسول ﷺ في حياته وبعد وفاته عليه الصالة والسالم‪ ،‬لذا ينبغي في حال وقع‬
‫االخت الف بين الدعاة في أثناء ممارسة الدعوة تقديم ما فيه نص قاطع من القرآن الكريم‪ ،‬أو‬
‫السنة النبوية‪ ،‬أو غيرها من المصادر التي ثبتت حجيتها‪ ،‬باإلضافة إلى مراعاة تقديم األولوية بما‬
‫يناسب حال المدعو في الوقت الذي تمت فيه الدعوة‪ ،‬وكذلك ينبغي مراعاة أحوال األمة‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬االختالف في الدعوة‪ ،‬األولوية في االختالف‪ ،‬الدعوة إلى الله‪ ،‬األولوية‬
‫في الدعوة‪.‬‬

‫‪701‬‬
‫االختالف في األولويات في مجال الدعوة‬

Difference of Opinions about Priorities in Dawah


Ranyah Mohammed AL-Kainaeai
Supreme Institute for Dawah and Ihtisab, Imam Muhammad bin Saud
Islamic University, Saudi Arabia
Abstract:
This research aims to identify the priority that is given when there is
disagreement during the practice of the profession of calling to God
Almighty, as disagreement and separation on a specific matter related to
the field of da’wah is justifiable, whether with regard to the topics of the
invitation or the invited or others, and the difference is a mercy from God
Almighty to his creation.What appeared from this research is that the
difference is a matter of judgment that occurs among the callers to God
Almighty, as it happened between the messengers and prophets, peace be
upon them, and between the Companions, may God be pleased with them
during the era of the Messenger, may God bless him and grant him peace,
in his life and after his death, may God’s prayers and peace be upon him.
So when there is a disagreement among the preachers during the
invitation, it should be presented what is a definitive text from the Holy
Qur’an or the Prophet’s Sunnah or other sources that have been proven to
be authoritative, in addition to giving priority to what is appropriate for
the situation of the invited person at the time when the invitation was
made, and the conditions of the nation should be taken into account.
Keywords: difference in da’wah, priority in difference, da’wah to
God, priority in da’wah.
:‫المقدمة‬
،‫ضل له‬ ِِ ِ
ّ ‫ من يهده الله فال ُم‬،‫ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا‬،ُ‫ نستعينه ونستغفره‬،‫إن الحمد لله‬
.‫عبده ورسولُه‬
ُ ‫محمدا‬
ً ‫ وأشهد أن‬،‫ وأشهد أن ال إله إال الله‬،‫ومن يضلل فال هادي له‬
:‫أما بعد‬
َ
‫ َو َم ۡن أ ۡح َس ُن‬ :‫ فقد قال الله في محكم التنزيل‬،‫الدعوة إلى الله عز وجل من أشرف المهن‬
َ َ َٓ َ َ
َ ‫ٱّللِّ َو َعم َل َصَٰل ِّحا َوقَ َال إنَني م َِّن ٱل ۡ ُم ۡسلِّم‬ َ
.)1(‫ين‬ ِّ ِّ ِّ ِّ ‫ق ۡولا مِّمن دعا إِّلى‬

.33 ‫ اآلية‬،‫ سورة فصلت‬-1

701
‫يونيو ‪0300‬‬ ‫العدد ‪03‬‬ ‫السنة السادسة عشرة‬ ‫مجلة الساتل العلمية املحكمة‬

‫فالداعية إلى الله جل جالله يستقي دعوته من منهج القرآن والسنة النبوية المطهرة‪ ،‬والقرآن‬
‫موضحا فيه‬‫ً‬ ‫الكريم منبع الدعوة والتشريع‪ ،‬فقد أنزله الله جل جالله على الرسول محمد ﷺ‬
‫َ‬ ‫ۡ َ‬ ‫َ ََۡ َ‬
‫ب مِّن ش ۡيء‪.)2(‬‬
‫الدعوة‪ ،‬فهو الكتاب المنزه عن النقص‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ما فرطنا فِّى ٱلكِّتَٰ ِّ‬
‫َ َ ٓ‬
‫واإلنسان ال تخلوا حياته من االختالف‪ ،‬فهي من سنن الله الكونية‪ ،‬قال تعالى‪َ  :‬ول ۡو شا َء‬
‫َ ُ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َٰ َ َ َ َ َ ُ َ‬
‫ون ُم ۡخ َتلِّف َ‬
‫ِّين‪.)3(‬‬ ‫ربك لجعل ٱلناس أمة وحِّدة ۖٗ ولا يزال‬
‫لذا يقع االختالف في مجاالت شتى ومنها مجال الدعوة إلى الله عز وجل‪ ،‬وحين االختالف‬
‫قدم ما هو األولى واألحرى حسب الموضوع الدعوي‪ ،‬فكان ذكر األولوية حين االختالف أمر‬ ‫ُي َّ‬
‫في بالغ األ همية‪ ،‬وهذا ما سيتم التعرف عليه بذذن الله في هذا البحث‪ ،‬سائلة من الله التوفيق‬
‫واإلعانة والسداد‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫يجيب البحث على التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما مفهوم االختالف في األولويات في مجال الدعوة؟‬
‫‪ -2‬ما االختالف في األولويات في مجال الدعوة في عهد األنبياء والرسل عليهم السالم؟‬
‫‪ -3‬ما االختالف في األولويات في مجال الدعوة في حياة النبي ﷺ؟‬
‫‪ -4‬ما االختالف في األولويات في مجال الدعوة في عهد الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة‬
‫الرسول ﷺ؟‬
‫‪ -5‬ما االختالف في األولويات في مجال الدعوة بحسب أصناف المدعوين؟‬
‫‪ -6‬ما أثر االختالف في الدعوة إلى الله بالعصر الحاضر؟‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫بناء على ما سبق من تساؤالت فذن أهداف البحث تكمن في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬توضيح مفهوم االختالف في األولويات في مجال الدعوة‪.‬‬
‫‪ -2‬معرفة االختالف في األولويات في مجال الدعوة في عهد األنبياء والرسل عليهم السالم‪.‬‬

‫‪ -2‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية ‪.33‬‬


‫‪ -3‬سورة هود‪ ،‬اآلية ‪.113‬‬

‫‪701‬‬
‫االختالف في األولويات في مجال الدعوة‬

‫‪ -3‬معرفة االختالف في األولويات في مجال الدعوة في حياة النبي ﷺ‪.‬‬


‫‪ -4‬معرفة االختالف في األولويات في مجال الدعوة في عهد الصحابة رضي الله عنهم بعد‬
‫وفاة الرسول ﷺ‪.‬‬
‫‪ -5‬بيان االختالف في األولويات في مجال الدعوة بحسب أصناف المدعوين‪.‬‬
‫‪ -6‬الوقوف على أثر االختالف في الدعوة إلى الله بالعصر الحاضر‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫لقد ُكتبت دراسات سابقة العديدة من الرسائل حول االختالف في مجال الدعوة‪ ،‬منها‪ :‬أثر‬
‫االختالف الفقهي في الدعوة إلى الله‪ ،‬لعبد القادر الحويج(‪ ،)4‬االختالف بين الدعاة أسبابه‬
‫موضوعه آثاره عالجه‪ ،‬لمحمد البراك(‪ ،)5‬ومع جاللة قدر هذه األبحاث في معالجة قضايا‬
‫متنوعة في هذا المجال –الدعوة إلى الله‪-‬؛ إال أن هذا البحث يختلف عن تلك الكتابات‪ ،‬فهو‬
‫يتحدث عن منهج االختالف في األولويات في مجال الدعوة إلى الله‪ ،‬واألولوية في البدء بما هو‬
‫األصلح حسب حال الدعوة‪.‬‬
‫الحدود الموضوعية للبحث‪:‬‬
‫سيتم التطرق لالختالف في الدعوة مع ذكر األولوية فيه‪ ،‬فيما ُيعتبر أن ِكال األقوال أو‬
‫األفعال صحيحة‪ ،‬ولن يتم التطرق لالختالف الذي يعتبر في تقديم صاحبه لقول أو ألمر ما‪،‬‬
‫مخالفاً للمنهج القويم الصحيح‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫سلكت في البحث المنهج االستقرائي االستنباطي من خالل؛ اآليات القرآنية‪ ،‬واألحاديث‬
‫النبوية‪ ،‬واآلثار عن الصحابة والتابعين المتعلقة بالموضوع‪ ،‬كما رجعت إلى ما كتبه أهل العلم‬
‫فيما يتعلق بذلك حسب مضمونها بما يتوافق مع خطة البحث‪.‬‬

‫‪ -4‬عبد القادر الحويج‪ ،‬أثر االختالف الفقهي في الدعوة إلى الله‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬كلية اآلداب‬
‫بالخمس ‪ -‬جامعة المرقب‪ ،‬ليبيا‪ ،‬ع‪2113 ،11‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬محمد البراك‪ ،‬االختالف بين الدعاة أسبابه موضوعه آثاره عالجه‪( ،‬رسالة دكتوراه)‪ ،‬قسم الدعوة‬
‫واالحتساب ‪ -‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬السعودية‪1413 ،‬ه‪.‬‬

‫‪703‬‬
‫يونيو ‪0300‬‬ ‫العدد ‪03‬‬ ‫السنة السادسة عشرة‬ ‫مجلة الساتل العلمية املحكمة‬

‫كما كانت المنهج المتبع في كتابة البحث‪:‬‬


‫‪ -‬عزو اآليات إلى سورها مع ذكر أرقامها‪.‬‬
‫‪ -‬عزو األحاديث إلى مصادرها‪ ،‬مع ذكر معلومات النشر‪ ،‬واسم الكتاب‪ ،‬والباب‪ ،‬الجزء‪،‬‬
‫رقم الصفحة‪ ،‬رقم الحديث‪.‬‬
‫‪ -‬وضع اآليات القرآنية بعالمتي‪ ،  :‬واألحاديث بعالمتي‪ ،) ( :‬واالقتباس الحرفي‬
‫عالمتي‪ ،" " :‬واالقتباس بتصرف‪ :‬يتم توضيح ذلك بالحاشية بكلمة انظر‪.‬‬
‫‪ -‬في حال عدم وجود بيانات للمصدر أو المرجع سيعوض عنها بالرموز اآلتية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫[د‪.‬ن] بدون دار أو جهة النشر‪[ ،‬د‪.‬م] بدون بلد النشر‪[ ،‬د‪.‬ط] بدون طبعة النشر‪[ ،‬د‪.‬ت]‬
‫بدون تاريخ النشر‪.‬‬
‫تقسيمات البحث‪:‬‬
‫المقدمة‪.‬‬
‫أوًال‪ :‬مفهوم االختالف في األولويات في مجال الدعوة‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم االختالف‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم األولويات‪.‬‬
‫‪ -3‬مفهوم الدعوة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االختالف في األولويات في مجال الدعوة في عهد األنبياء والرسل عليهم السالم‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -1‬قصة صاحب الحرث والغنم على عهد داود وسلميان عليهما السالم‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلنكار في عبادة العجل في عهد موسى وهارون عليهما السالم‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬االختالف في األولويات في مجال الدعوة في حياة النبي ﷺ‪.‬‬
‫‪ -1‬في أسرى بدر‪.‬‬
‫‪ -2‬في صلح الحديبية وانكار عمر ‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬االختالف في األولويات في مجال الدعوة في عهد الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة‬
‫رً‬
‫الرسول ﷺ‪.‬‬
‫‪ -1‬حرب الردة ومانعي الزكاة‪.‬‬
‫‪ -2‬إنفاذ جيش أسامة ‪.‬‬

‫‪707‬‬
‫االختالف في األولويات في مجال الدعوة‬

‫‪ -3‬جمع القرآن الكريم‪.‬‬


‫‪ -4‬األخذ بثأر عثمان ‪.‬‬
‫‪ -5‬غسل الرأس للمحرم‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬االختالف في األولويات في مجال الدعوة بحسب أصناف المدعوين‪.‬‬
‫ً‬
‫سادسا‪ :‬أثر االختالف في الدعوة إلى الله بالعصر الحاضر‪.‬‬
‫ً‬
‫الخاتمة‪ :‬وتحتوي على النتائج‪ ،‬والتوصيات‪.‬‬
‫أواًل‪ :‬مفهوم اًلختالف في األولويات في مجال الدعوة‪:‬‬
‫‪ -1‬اًلختالف‪:‬‬
‫وم‬ ‫ٍ‬ ‫في اللغة‪(" :‬خلف) الخاء والالم والفاء أصول ثالثة‪ :‬أَح ُد َها أ ْ ِ‬
‫يء َش ْي ٌء َب ْع َد َش ْيء َيُق ُ‬
‫َن َيج َ‬ ‫َ‬
‫ف ُقَّدامٍ‪َ ،‬والثَّالِ ُث التَّ َغي ُُّر(‪.")6‬‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫ام ُه‪َ ،‬والثاني خ َال ُ‬
‫َمَق َ‬
‫اصطالح ا‪ :‬وردت بعدة معاني‪ ،‬منها‪" :‬أن ينهج كل شخص طريقاً مغاي اًر لآلخر في حاله أو‬
‫في قوله(‪.")7‬‬
‫أيضا‪(" :‬اختالف) افتعال من الخلف وهو ما يقع من افتراق بعد اجتماع في أمر من‬ ‫و ً‬
‫األمور"(‪ ،)8‬فيدل أنها تدور حول التغاير واالفتراق‪ ،‬وهي ال تخرج عن معناها اللغوي‪.‬‬
‫‪ -2‬األولويات‪:‬‬
‫في اللغة‪ :‬فالن أولى بهذا األمر من فالن أي أحق به(‪.)9‬‬

‫‪ -6‬أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تح‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪،‬‬
‫[د‪.‬ط]‪ ،‬دار الفكر‪[ ،‬د‪.‬م]‪1311 ،‬ه‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪ ،211‬مادة (خلف)‪.‬‬
‫‪ -7‬صالح السدالن‪ ،‬االئتالف واالختالف اسسه وضوابطه‪[ ،‬د‪.‬ط]‪ ،‬دار بلنسية‪ ،‬الرياض ‪ -‬السعودية‪،‬‬
‫‪1411‬ه‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -8‬زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي‬
‫القاهري‪ ،‬فيض القدير شرح الجامع الصغير‪ ،‬ط‪ ،1‬المكتبة التجارية الكبرى‪ ،‬مصر‪1356 ،‬ه‪ ،‬ج ‪،1‬‬
‫ص‪.211‬‬
‫‪ -9‬انظر‪ :‬محمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبوالفضل‪ ،‬جمال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى‪،‬‬
‫لسان العرب‪ ،‬ط‪ ،3‬دار صادر‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪1414 ،‬ه‪ ،‬ج ‪ ،15‬ص‪.411‬‬

‫‪700‬‬
‫يونيو ‪0300‬‬ ‫العدد ‪03‬‬ ‫السنة السادسة عشرة‬ ‫مجلة الساتل العلمية املحكمة‬

‫اصطالحا‪ :‬استعمل األصوليون والفقهاء األولى بمعنى‪ :‬األحرى واألفضل(‪.)10‬‬


‫‪ -3‬الدعوة‪:‬‬
‫احٌد‪ ،‬وهو أ ِ‬
‫يل‬ ‫َص ٌل َو ِ َ ُ َ ْ‬
‫َن تُم َ‬ ‫ف اْل ُم ْعَت ُّل أ ْ‬
‫ال َواْل َع ْي ُن َواْل َح ْر ُ‬ ‫"(د َع َو) َّ‬
‫الد ُ‬ ‫في اللغة‪ :‬عرفها ابن فارس‪َ :‬‬
‫ص ْو ٍت َوَك َال ٍم َي ُكو ُن ِم ْن َك"(‪.)11‬‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الش ْي َء إَل ْي َك ب َ‬
‫ِ‬
‫المرةُ‬
‫الد ْعَوةُ َّ‬
‫عاء‪ .‬و َ‬
‫ود َع ْو ُت الله له وعليه ُد ً‬ ‫استَ ْد َع ْيتُ ُه‪َ ،‬‬‫وعرفها الجوهري‪" :‬أي ص ْح ُت به و ْ‬ ‫َّ‬
‫الواحدة"(‪.)12‬‬
‫وعرفها الزمخشري‪" :‬دعوت فالن ًا وبفالن‪ :‬ناديته وصحت به أساس‪ ...،‬والنبي داعي الله‪.‬‬
‫َّ‬
‫وهم دعاة الحق‪ ،‬ودعاة الباطل والضاللة"(‪.)13‬‬
‫اصطالحا‪ :‬تعددت تعريفاته‪ ،‬ولعل أنسبها هي‪" :‬قيام الداعية المؤهل بذيصال دين اإلسالم إلى‬
‫الناس كافة‪ ،‬وفق المنهج القويم‪ ،‬وبما يتناسب مع أصناف المدعوين‪ ،‬ويالئم أحوال وظروف‬
‫المخاطبين في كل زمان ومكان"(‪.)14‬‬
‫وعرف شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الله الدعوة بقوله‪" :‬الدعوة إلى الله هي الدعوة إلى‬
‫َّ‬
‫اإليمان به وبما جاءت به رسله؛ بتصديقهم فيما أخبروا به‪ ،‬وطاعتهم فيما أمروا‪ ،‬وذلك يتضمن؛‬
‫الدعوة إلى الشهادتين وإقام الصالة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت‪ ،‬والدعوة إلى اإليمان‬

‫‪ -10‬انظر‪ :‬الموسوعة الفقهية الكويتية‪ ،‬و ازرة األوقاف والشئون اإلسالمية الكويت‪ ،‬ط‪ ،1‬دار السالسل‪،‬‬
‫الكويت‪1421/1414 ،‬ه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.114‬‬
‫‪ -11‬أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي‪ ،‬مقاييس اللغة‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪ ،211‬مادة (دعو)‪.‬‬
‫‪ -12‬إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي‪ ،‬الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬تح‪ :‬أحمد عبد الغفور‬
‫عطار‪ ،‬ط‪ ،4‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪1411 ،‬ه‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص‪ ،2331‬مادة (دعا)‪.‬‬
‫‪ -13‬محمود بن عمرو بن أحمد‪ ،‬الزمخشري جار الله‪ ،‬أساس البالغة‪ ،‬تح‪ :‬محمد باسل عيون السود‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪1411 ،‬ه‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪ ،233‬مادة (دعو)‪.‬‬
‫‪ -14‬عبد الرحيم بن محمد المغذوي‪ ،‬األسس العلمية لمنهج الدعوة اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الحضارة‪،‬‬
‫الرياض ‪ -‬السعودية‪1431 ،‬ه‪ ،‬ص‪.41‬‬

‫‪700‬‬
‫االختالف في األولويات في مجال الدعوة‬

‫بالله ومالئكته وكتبه ورسله‪ ،‬والبعث بعد الموت واإليمان بالقدر خيره وشره‪ ،‬والدعوة إلى أن يعبد‬
‫العبد ربه كأنه يراه"(‪.)15‬‬
‫وبعد سرد تعريف بمصطلحات البحث‪ ،‬يمكن القول في التعريف اإلجرائي بأن اًلختالف في‬
‫األولويات في مجال الدعوة تعني‪ :‬تقديم األمور األولى واألحرى عند افتراقها حسب حال الدعوة‬
‫أو حسب األهمية‪ ،‬وذلك في أثناء القيام بالدعوة إلى الله عز وجل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اًلختالف في األولويات في مجال الدعوة في عهد األنبياء والرسل عليهم السالم‬
‫ا‬
‫‪ -1‬قصة صاحب الحرث والغنم على عهد داود وسلميان عليهما السالم‪.‬‬
‫تعددت في القرآن الكريم االختالف في األولويات في مجال الدعوة لدى األنبياء والرسل‬
‫َ َ‬
‫عليهم السالم‪ ،‬وسيتم التطرق لقصة داود وسليمان عليهم السالم في قوله تعالى‪َ  :‬ود ُاوۥد‬
‫شهد َ‬ ‫َ َ ُ َۡ ۡ ََُ ُ ۡ ۡ َ‬ ‫ك َمان فى ٱلۡحَ ۡر ِّ ۡ َ َ َ ۡ‬
‫َ ُ َ ۡ َ َٰ َ ۡ َ ۡ ُ‬
‫ِّين‪.)16(‬‬ ‫ث إِّذ نفشت فِّيهِّ غنم ٱلقو ِّم وكنا لِّحك ِّم ِّهم َٰ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫وسليمن إِّذ يح‬
‫وشرح الطبري رحمه الله هذه اآلية‪" :‬أن رجلين دخال على داود‪ ،‬أحدهما صاحب حرث‬
‫واآلخر صاحب غنم‪ ،‬فقال صاحب الحرث‪َّ :‬‬
‫إن هذا أرسل غنمه في حرثي‪ ،‬فلم يبق من حرثي‬
‫ومر صاحب الغنم بسليمان‪،‬‬
‫شيئا‪ ،‬فقال له داود‪ :‬اذهب فذن الغنم كلها لك‪ ،‬فقضى بذلك داود‪َّ ،‬‬
‫ً‬
‫فأخبره بالذي قضى به داود‪ ،‬فدخل سليمان على داود فقاال يا نبي الله إن القضاء سوى الذي‬
‫قضيت‪ ،‬فقال‪ :‬كيف؟ قال سليمان‪ :‬إن الحرث ال يخفى على صاحبه ما يخرج منه في كل عام‪،‬‬
‫فله من صاحب الغنم أن يبيع من أوالدها وأصوافها وأشعارها حتى يستوفي ثمن الحرث‪ ،‬فذن‬
‫الغنم لها نسل في كل عام‪ ،‬فقال داود‪ :‬قد أصبت‪ ،‬القضاء كما قضيت‪ ،‬ففهمها الله سليمان"(‪.)17‬‬
‫فيتضح االختالف في تقديم الحكم بين الرجلين َّالذين اعتدى غنم أحدهم على اآلخر‪ ،‬وكان‬
‫األولوية كما حكم بها سليمان ‪ ، ‬ويتبين أن االختالف اجتهاداً كما أوضحها الشنقيطي‬

‫‪ -15‬أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني‪ ،‬مجموع الفتاوى‪ ،‬تح‪ :‬عبد الرحمن بن محمد بن قاسم‪،‬‬
‫[د‪.‬ط]‪ ،‬مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف‪ ،‬المدينة المنورة ‪ -‬السعودية‪1416 ،‬ه‪ ،‬ج ‪،15‬‬
‫ص‪.153–151‬‬
‫‪ -16‬سورة األنبياء‪ ،‬اآلية ‪.13‬‬
‫‪ -17‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري‪ ،‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،‬تح‪ :‬أحمد محمد‬
‫شاكر‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة الرسالة‪[ ،‬د‪.‬م]‪1421 ،‬هـ‪ ،‬ج ‪ ،13‬ص‪.416‬‬

‫‪701‬‬
‫يونيو ‪0300‬‬ ‫العدد ‪03‬‬ ‫السنة السادسة عشرة‬ ‫مجلة الساتل العلمية املحكمة‬

‫‪-‬رحمه الله‪ -‬في تفسيره أضواء البيان بقوله‪" :‬إذ يحكمان على أنهما حكما فيها معا كل منهما‬
‫وحيا لما ساغ الخالف"(‪.)18‬‬
‫بحكم مخالف لحكم اآلخر‪ ،‬ولو كان ً‬
‫‪ -2‬اإلنكار في عبادة العجل في عهد موسى وهارون عليهما السالم‪.‬‬
‫ومن نماذج األولويات في الدعوة إلى الله عند االختالف‪ ،‬ما أختاره هارون عليه السالم‪ ،‬بعد‬
‫اتخاذ قومه عباده العجل‪ ،‬وهو عدم ترك قومه بعد إنكاره عليهم‪.‬‬
‫قال ابن كثير ‪-‬رحمه الله‪"ُ :-‬يخبر تعالى عما كان من نهي هارون‪ ،‬عليه السالم‪ ،‬لهم عن‬
‫عبادة العجل‪ ،‬وإخباره إياهم‪ :‬إنما هذا فتنة لكم {وإن ربكم الرحمن} الذي خلق كل شيء فقدره‬
‫تقديرا‪ ،‬ذو العرش المجيد‪ ،‬الفعال لما يريد {فاتبعوني} أي‪ :‬فيما آمركم به‪ ،‬واتركوا ما أنهاكم عنه‪.‬‬
‫ً‬
‫{قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} أي‪ :‬ال نترك عبادته حتى نسمع كالم‬
‫موسى فيه‪ .‬وخالفوا هارون في ذلك وحاربوه وكادوا أن يقتلوه"(‪.)19‬‬
‫وعندما عاتبه موسى ‪ ‬في ذلك‪ ،‬وعدم تركهم واتباعه‪ ،‬بين ذلك‪" :‬فذنك أمرتني أن أخلفك‬
‫فيهم فلو تبعتك لتركت ما أمرتني بلزومه وخشيت الئمتك‪ ،‬و{أن تقول فرقت بين بني إسرائيل}‬
‫حيث تركتهم وليس عندهم راع وال خليفة فذن هذا يفرقهم ويشتت شملهم‪ ،‬فال تجعلني مع القوم‬
‫الظالمين"(‪.)20‬‬
‫ثال اثا‪ :‬اًلختالف في األولويات في مجال الدعوة في حياة النبي ﷺ‬
‫‪ -1‬في أسرى بدر‪:‬‬
‫"استشار رسول الله ﷺ الناس في األسارى يوم بدر‪ ،‬فقال‪ :‬إن الله‪ ،‬عز وجل‪ ،‬قد أمكنكم‬
‫منهم‪ .‬قال فقام عمر فقال‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬اضرب أعناقهم‪ .‬قال‪ :‬فأعرض عنه النبي ﷺ‪ ،‬ثم عاد‬
‫رسول الله ﷺ فقال‪ :‬يا أيها الناس‪ ،‬إن الله قد أمكنكم منهم‪ ،‬وإنما هم إخوانكم باألمس‪.‬‬

‫‪ -18‬محمد األمين بن محمد المختار بن عبد القادر الشنقيطي‪ ،‬أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن‪،‬‬
‫[د‪.‬ط]‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪1415 ،‬هـ‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص‪.111‬‬
‫‪ -19‬إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي‪ ،‬البداية والنهاية‪ ،‬تح‪ :‬عبد الله بن عبد المحسن التركي‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار هجر‪[ ،‬د‪.‬م]‪1413 ،‬ه‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص‪.312‬‬
‫‪ -20‬عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي‪ ،‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان‪ ،‬تح‪:‬‬
‫عبد الرحمن بن معال اللويحق‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬السعودية‪1421 ،‬هـ‪ ،‬ص‪.512‬‬

‫‪70.‬‬
‫االختالف في األولويات في مجال الدعوة‬

‫قال فقام عمر فقال‪ :‬يا رسول الله اضرب أعناقهم‪ .‬فأعرض عنه النبي ﷺ‪ ،‬ثم عاد النبي ﷺ‬
‫فقال للناس مثل ذلك‪ ،‬فقام أبو بكر الصديق‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬نرى أن تعفو عنهم وأن تقبل‬
‫منهم الفداء‪.‬‬
‫قال فذهب عن وجه رسول الله ﷺ ما كان فيه من الغم‪ ،‬فعفا عنهم وقبل منهم الفداء‪ .‬قال‪:‬‬
‫ِّيما ٓ أَ َخ ۡذ ُت ۡم َع َذ ٌ‬
‫اب َعظِّيم‪.)22(")21(‬‬
‫َ َ َ ََ ََ َ ُ‬
‫ك ۡم ف َ‬ ‫َ َ َ‬
‫وأنزل الله تعالى‪ :‬ل ۡولا كِّتَٰب مِّن ٱّللِّ سبق لمس‬
‫فقد يقع االختالف بين الدعاة في العمل الدعوي‪ ،‬وعليهم حين إذ تقديم ما فيه نص قاطع من‬
‫الكتاب أو السنة أو غيرها من المصادر التي ثبتت حجيتها‪.‬‬
‫‪ -2‬في صلح الحديبية وإنكار عمر ‪:‬‬
‫فقد جاء عن عمر ‪ ‬قوله‪" :‬أتيت النبي ﷺ فقلت‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬ألست نبي الله حقا؟ قال‪:‬‬
‫بلى‪ .‬قلت‪ :‬ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال‪ :‬بلى‪ .‬فقلت‪ :‬عالم نعطي الدنية في ديننا‬
‫ولما يحكم الله بيننا وبين أعدائنا؟ فقال‪( :‬إني رسول الله وهو ناصري ولست‬
‫إذا ونرجع َّ‬
‫أعصيه) ‪ .‬قلت‪ :‬أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬أفأخبرتك أنك تأتيه‬
‫العام؟ قلت‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فذنك آتيه ومطوف به"(‪.)23‬‬
‫فاالختالف وقع في عهد الصحابة ومعارضة عمر ‪ ‬ما جرى للصلح‪ ،‬واألولى تقديم ما‬
‫وافق عليه الرسول ﷺ‪ ،‬حيث إن عاقبته كانت لصالح المسلمين‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬اًلختالف في األولويات في مجال الدعوة في عهد الصحابة رضي الله عنهم بعد‬
‫را‬
‫وفاة الرسول ﷺ‬
‫‪ -1‬حرب الردة ومانعي الزكاة‪:‬‬
‫بعد وفاة النبي ﷺ‪ ،‬منع بعض الصحابة من دفع الزكاة‪ ،‬وقد كان للصحابة فيها أمور‪ ،‬فمنهم‬
‫من رأى ترك مانعي الزكاة ومنهم من رأى قتلهم‪.‬‬

‫‪ -21‬سورة األنفال‪ ،‬اآلية ‪.63‬‬


‫‪ -22‬إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي‪ ،‬البداية والنهاية‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص‪.162-161‬‬
‫‪ -23‬محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية‪ ،‬زاد المعاد في هدي خير العباد‪ ،‬ط‪ ،21‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪ ،‬مكتبة المنار اإلسالمية‪ ،‬الكويت‪1415 ،‬ه‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص‪.262‬‬

‫‪701‬‬
‫يونيو ‪0300‬‬ ‫العدد ‪03‬‬ ‫السنة السادسة عشرة‬ ‫مجلة الساتل العلمية املحكمة‬

‫كما ذكر ذلك ابن كثير رحمه الله في كتابة البداية والنهاية‪" :‬أن عمر بن الخطاب قال ألبي‬
‫بكر‪ :‬عالم تقاتل الناس وقد قال رسول الله ﷺ‪( :‬أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ال إله‬
‫محمدا رسول الله‪ ،‬فذذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إال بحقها)(‪)24‬؟ فقال‬
‫ً‬ ‫إال الله‪ ،‬وأن‬
‫عقاال‪ -‬كانوا يؤدونه إلى رسول الله ﷺ‪ ،‬ألقاتلنهم‬
‫أبو بكر‪ :‬والله لو منعوني عناًقا ‪-‬وفي رواية‪ً :‬‬
‫على منعها‪ ،‬إن الزكاة حق المال‪ ،‬والله ألقاتلن من فرق بين الصالة والزكاة‪ .‬قال عمر‪ :‬فما هو‬
‫إال أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال‪ ،‬فعرفت أنه الحق"(‪.)25‬‬
‫ويتضح أن االختالف في مانعي الزكاة التي وقع بين عمر بن الخطاب ‪ ‬وأبوبكر الصديق‬
‫‪ ، ‬واألولى في قتالهم في ذلك الوقت‪ ،‬وهذا يدل على أهمية تقديم األولى في الدعوة إلى الله‬
‫بما يناسب حال الدعوة في ذلك الوقت‪.‬‬
‫‪ -2‬إنفاذ جيش أسامة رضي الله عنه‪:‬‬
‫ومن النماذج في االختالف في األولويات التي كانت في عهد الصحابة رضوان الله عليهم‪،‬‬
‫في إنفاذ جيش أسامة‪ ،‬والتي قد اختلف في انفاذها الصحابة‪ ،‬وأبا بكر ‪ ‬أنفذ هذه الجيش لما‬
‫في الجهاد من أهمية‪ ،‬وألنها من األمور التي كان النبي ﷺ يسعى لها‪ ،‬وهذا الذي ينبغي للدعاة‬
‫في اإلسراع لكل ما هو خير لصالح األمة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -3‬جمع القرآن الكريم‪:‬‬
‫وفي جمع القرآن الكريم في عهد الصحابة‪ ،‬وقد اختلفوا‪ ،‬في جمعه بحيث لم يفعله النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وكان األولى في جمعه‪ ،‬لحفظ مصدر التشريع‪ ،‬ويتضح أهمية تقديم‬
‫األولويات لحفظ التشريع لمصادر الدعوة إلى الله‪.‬‬

‫‪ -24‬محمد بن إسماعيل أبوعبدالله البخاري الجعفي‪ ،‬الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه (صحيح البخاري)‪ ،‬تح‪ :‬محمد زهير بن ناصر الناصر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار طوق النجاة‪[ ،‬د‪.‬م]‪1422 ،‬ه‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب فضل استقبال القبلة‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪ ،31‬حديث‬
‫رقم (‪.)312‬‬
‫‪ -25‬إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي‪ ،‬البداية والنهاية‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.433‬‬

‫‪701‬‬
‫االختالف في األولويات في مجال الدعوة‬

‫‪ -4‬األخذ بثأر عثمان ‪:‬‬


‫وكما يتضح في تقديم األولويات أيضا في الدعوة في عهد الصحابة رضوان الله عليهم‪ ،‬ما‬
‫رآه علي بن أبي طالب من تأخير األخذ بثأر عثمان ‪ ،‬وذلك لضعف المسلمين في ذلك‬
‫الوقت‪ ،‬وقد اختلف الصحابة في ذلك‪ ،‬ومن عارض رأي علي بن أبي طالب ‪ ،‬هو معاوية‬
‫‪ ،‬وهذا ما ينبغي أن يراعيه الداعية في دعوته إلى الله عز وجل‪ ،‬من مراعاة أحوال األمة‪.‬‬
‫‪ -5‬غسل الرأس للمحرم‪:‬‬
‫الل ِه‬
‫اخَتَلَفا ِب ْاألَبو ِاء‪َ ،‬فَقال عبد َّ‬
‫َ َ ُْ‬ ‫َْ‬ ‫َّاس َواْل ِم ْسَوَر ْب َن َم ْخ َرَم َة ْ‬ ‫الل ِه ْب َن اْل َعب ِ‬ ‫َن عبد َّ‬
‫ورد في الحديث (أ َّ َ ْ َ‬
‫الل ِه ْب ُن‬ ‫َّاس‪ :‬ي ْغ ِسل اْلمح ِرم أرْسه‪ ،‬وَقال اْل ِمسور‪َ :‬ال ي ْغ ِسل اْلمح ِرم أرْسه‪َ ،‬فأَرسَلِني عبد َّ‬
‫َ ُْ‬ ‫َ ُ ُ ْ ُ َ َ ُ َْ‬ ‫ْ َُ‬ ‫ْب ُن َعب ٍ َ ُ ُ ْ ُ َ َ ُ َ َ‬
‫ِي‪َ ،‬ف َو َج ْدتُ ُه َي ْغتَ ِس ُل َب ْي َن اْلَق ْرَن ْي ِن‪َ ،‬و ُهَو ُي ْستَُر ِبثَ ْو ٍب‪َ ،‬ف َسَّل ْم ُت َعَل ْي ِه‪،‬‬‫صارِّ‬ ‫َّاس ِإَلى أَِبي أَي َ‬
‫ُّوب ْاأل َْن َ‬
‫اْل َعب ِ‬
‫ان‬‫ف َك َ‬ ‫َسأَُل َك َك ْي َ‬ ‫الل ِه ْب ُن اْل َعب ِ‬
‫الل ِه بن حَني ٍن‪ ،‬أَرسَلِني ِإَليك عبد َّ‬ ‫َفَقال‪ :‬من ه َذا؟ َفُقْلت‪ :‬أََنا عبد َّ‬
‫َّاس‪ ،‬أ ْ‬ ‫ْ َ َ ُْ‬ ‫ُْ ُ ْ َْ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ َ‬
‫َّ‬
‫ُّوب َي َدهُ َعَلى الث ْو ِب‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫ض َع أَُبو أَي َ‬ ‫ْس ُه َو ُهَو ُم ْح ِرٌم؟‪َ .‬فَو َ‬ ‫صلى الل ُه َعَل ْيه َو َسل َم َي ْغس ُل َأر َ‬ ‫ول الله َ‬ ‫َرُس ُ‬
‫ك‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِِإل ْن َس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ط ْأ َ‬
‫ص َّب َعَلى َأرْسه‪ ،‬ثُ َّم َحَّر َ‬ ‫اصُب ْب‪َ ،‬ف َ‬ ‫ص ُّب َعَل ْيه‪ْ :‬‬ ‫ان َي ُ‬ ‫ْس ُه‪ ،‬ثُ َّم َق َ‬ ‫طأَهُ َحتى َب َدا لي َأر ُ‬ ‫َف َ‬
‫ال‪َ :‬ه َك َذا رأيته صلى الله عليه وسلم يفعل)(‪.)26‬‬ ‫ِِ‬ ‫أر ِ ِ‬
‫ْس ُه بَي َد ْيه َفأَ ْقَب َل به َما َوأ َْدَب َر‪َ ،‬وَق َ‬
‫ََ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يك أََب ًدا) ‪.‬‬ ‫ُم ِار َ‬ ‫ال اْلم ْس َوُر ال ْب ِن َعبَّاس‪َ :‬ال أ َ‬ ‫ولمسلم‪َ ( :‬فَق َ‬
‫(‪)27‬‬

‫وهنا يدل على اختالف الصحابة رضوان الله عليهم‪ ،‬وحين االختالف كان من األولى سؤال‬
‫أهل العلم وأن ال يعتد بنفسه وبعلمه‪ ،‬بل البد من سؤال أهل البصائر وأولو األلباب‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫ُ ُ َ َ َ َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ ُ ََْۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ٓ َ ۡ‬
‫نت ۡم لا ت ۡعل ُمون‪.)28(‬‬‫‪َ ‬و َما أ ۡر َسل َنا مِّن ق ۡبل ِّك إِّلا رِّ َجالا نو ِّح ٓي إِّل ۡي ِّه ۡمۖٗ ف ۡس َـل ٓوا أهل ٱلذِّك ِّر إِّن ك‬

‫‪ -26‬محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب االغتسال للمحرم‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص‪،16‬‬
‫حديث رقم (‪.)1341‬‬
‫‪ -27‬مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري‪ ،‬المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن‬
‫العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬تح‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪[ ،‬د‪.‬ط]‪ ،‬دار إحياء التراث‬
‫العربي‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪[ ،‬د‪.‬ت]‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب جواز غسل المحرم بدنه ورأسه‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪،23‬‬
‫حديث رقم (‪.)1215‬‬
‫‪ -28‬سورة النحل‪ ،‬اآلية ‪.43‬‬

‫‪701‬‬
‫يونيو ‪0300‬‬ ‫العدد ‪03‬‬ ‫السنة السادسة عشرة‬ ‫مجلة الساتل العلمية املحكمة‬

‫كما فعل ابن عباس رضي الله عنهما في التثبت في دعوته في غسل المحرم رأسه وحكمه‬
‫كما كان الرسول ﷺ يفعل‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬اًلختالف في األولويات في مجال الدعوة بحسب أصناف المدعوين‬
‫ا‬
‫قد تختلف األولوية في الدعوة إلى الله عز وجل بحسب المدعو‪ ،‬وقد قال ابن القيم رحمه‬
‫الله‪" :‬جعل الله سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق‪ .‬فالمستجيب القابل الذكي الذي ال‬
‫يعاند الحق وال يأباه‪ُ :‬يدعى بطريق الحكمة‪ ،‬والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر‪ُ :‬يدعى‬
‫بالموعظة الحسنة‪ ،‬وهي األمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب‪ ،‬والمعاند الجاحد‪ :‬يجادل‬
‫بالتي هي أحسن"(‪ ،)29‬فتختلف األولوية بالدعوة حسب حال وصنف المدعوين‪.‬‬
‫ومن النماذج في حياة النبي ﷺ والذي يعتبر قدوتنا في الدعوة إلى الله‪ ،‬حيث يقبل الصدقات‬
‫حسب المدعو‪ ،‬فقد َقِبل بصدقة أبي بكر الصديق ‪ ‬بكل ماله‪ ،‬وَقِبل من عمر بن الخطاب ‪‬‬
‫بنصف ماله‪ ،‬ولم يقبل من كعب بن مالك إال بجزء من ماله‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬أثر اًلختالف في الدعوة إلى الله بالعصر الحاضر‬
‫ا‬
‫ال شك بأن الداعية إلى الله في الوقت الحاضر ال يختلف عما سبق في العصور الماضية‪،‬‬
‫فكما وقع االختالف في عصور مختلفة وأصناف المدعوين المتنوعة‪ ،‬سيقع في الوقت المعاصر‬
‫ال محاله‪.‬‬
‫لذا فذن على الداعية في حال الوقوع في االختالف في مجال الدعوة ‪-‬سواء بين الداعية‬
‫وأمثاله من الدعاة‪ ،‬أو في المدعوين أو في الوسائل واألساليب الدعوية‪ ،‬أو في المنهج الدعوي‬
‫المتبع‪ ،‬أو في الموضوع الدعوي‪ ،-‬عليه في ذلك تقديم األهم في المهم‪ ،‬وفعل المصلحة‬
‫المترجحة‪.‬‬
‫ويكون الرجوع في حال االختالف إلى مصادر التشريع‪ ،‬الكتاب والسنة واالجماع‪ ،‬وقد قال‬
‫َ ََ َُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ۡ‬
‫الله عز وجل‪َ  :‬وٱع َت ِّص ُموا ِّبح ۡب ِّل ٱّللِّ جمِّيعا َولا تفرقوا‪.)30(‬‬

‫‪ -29‬محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية‪ ،‬تفسير القرآن الكريم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار ومكتبة الهالل‪،‬‬
‫بيروت ‪ -‬لبنان‪1411 ،‬ه‪ ،‬ص‪.351‬‬
‫‪ -30‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية ‪.113‬‬

‫‪701‬‬
‫االختالف في األولويات في مجال الدعوة‬

‫َُ َ َ ُ ُُ ٓ َۡ ً َ َ ُ َ‬
‫ون ل َ ُه ُم ٱلۡخِّيَ َرةُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ۡ‬ ‫َ َ ۡ‬
‫وقال جل جالله‪َ  :‬و َما كان ل ُِّمؤمِّن َولا ُمؤم َِّن ٍة إِّذا قضي ٱّلل ورسولهۥ أمرا أن يك‬
‫َ ََ َ َ َ َ ُ‬
‫ٱّلل َو َر ُسول ُهۥ فق ۡد ضل ضلَٰلا مبِّينا‪.)31(‬‬ ‫م ِّۡن أ َ ۡمره ِّۡمۗۡ َو َمن َي ۡع ِّص َ َ‬
‫ِّ‬
‫كما على الداعية حين االختالف الرجوع ألهل العلم وسؤالهم‪ ،‬ومعرفة الطريقة األحرى في‬
‫ُ َ َ ٓ َ َ َ َ َ ۡ َ ۡ َ َٰ َ ۡ ُ َ َ َٰ ُ ۡ َ َ َٰ ٌ ُ َ ُ ُ‬
‫ت ه ن أم‬ ‫دعوته‪ ،‬وقد قال الله في محكم كتابه‪ :‬هو ٱلذِّي أنزل عليك ٱلكِّتب مِّنه ءايت محكم‬
‫ُ ُ ۡ َ ۡ َ َ َ ُ َ َ َ َ َٰ َ َ ۡ ُ ۡ َ ٓ َ ۡ ۡ َ َ ۡ َ َٓ‬ ‫شب َهَٰتۖٗ فَأَ َما ٱلَذ َ‬ ‫ۡ َ َٰ َ ُ َ ُ ُ َ َ‬
‫ِّين فِّى قلوب ِّ ِّهم زيغ فيتبِّعون ما تشبه مِّنه ٱبت ِّغاء ٱلفِّتنةِّ وٱبت ِّغاء‬ ‫ب وأخر مت َٰ ِّ‬ ‫ٱلكِّت ِّ‬
‫َ َ َ َ َ َ َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُ َ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫تَأۡويلِّهِّۦ َو َما َي ۡعل ُم تَأويل ُه ٓۥ إلا ُ‬
‫َ‬
‫ٱّللۗۡ َوٱلرَٰسِّخون فِّى ٱلعِّل ِّم َيقولون َء َامنا بِّهِّۦ كل م ِّۡن عِّن ِّد ربِّناۗۡ وما يذكر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ۖٗ‬
‫َ‬ ‫َٓ ُُْ ْ َۡۡ‬
‫ب‪. ‬‬ ‫إِّلا أولوا ٱلألبَٰ ِّ‬
‫(‪)32‬‬

‫ولقد استُحدثت في العصر الحاضر وسائل دعوية لم تكن موجودة فيما سبق‪ ،‬كمكبرات‬
‫الصوت في األذان واإلقامة‪ ،‬والتقنية الحديثة المواكبة للتطور التكنلوجي‪ ،‬فهنا قد يقع الداعية‬
‫االختالف في حال استخدامها من عدمه وما هي األولوية في ذلك‪ ،‬فمعرفة الحكم الشرعي في‬
‫هذه التطورات الحديثة‪ ،‬فذذن لم تكن معارضة للشرع فال بأس في استخدامها‪ ،‬لما يكون أكثر‬
‫قبوًال للمدعوين‪.‬‬
‫كثير في الوصول لبعض المدعوين الذين قد يشق الوصول‬
‫فمن المعلوم أن التقنية ساعدت ًا‬
‫المباشر إليهم لبعد مكان اإلقامة‪ ،‬أو الختالف اللغة‪ ،‬أو ألي سبب‪ ،‬فاألولى في هذه الحال‬
‫مواكبة العصر الحاضر في هذه الوسائل الدعوية‪ ،‬لنشر الدين اإلسالمي‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫وبعد عرض هذا البحث فقد توصلت الباحثة إلى عدة نتائج في منهج االختالف في‬
‫األولويات في مجال العمل الدعوي‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن المقصود من االختالف في األولويات في الدعوة‪ :‬تقديم األمور األولى واألحرى عند‬
‫افتراقها حسب حال المدعو أو حسب األهمية‪ ،‬وذلك في أثناء القيام بالدعوة إلى الله‬
‫عز وجل‪.‬‬

‫‪ -31‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية ‪.36‬‬


‫‪ -32‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية ‪.1‬‬

‫‪713‬‬
‫يونيو ‪0300‬‬ ‫العدد ‪03‬‬ ‫السنة السادسة عشرة‬ ‫مجلة الساتل العلمية املحكمة‬

‫‪ -2‬أن االختالف أمر متوقع في المجال الدعوي‪ ،‬وخاصة أثناء الممارسة العملية للدعوة إلى‬
‫الله‪.‬‬
‫‪ -3‬أن على الدعاة في العمل الدعوي حين وقوع االختالف تقديم ما فيه نص قاطع من الكتاب‬
‫أو السنة أو غيرها من المصادر التي ثبتت حجيتها على ما سواه‪.‬‬
‫‪ -4‬ينبغي أن تراعى األولوية في الدعوة إلى الله بما يناسب حال المدعو في الوقت الذي تمت‬
‫فيه الدعوة‪ ،‬ومراعاة أحوال األمة‪.‬‬
‫‪ -5‬أن األولوية تختلف في المجال الدعوي حسب حال وصنف المدعوين‪.‬‬
‫أهم التوصيات‪:‬‬
‫‪ -1‬أوصي نفسي والدعاة إلى الله بتقوى الله جل جالله بجعل مصادر التشريع هي األولى في‬
‫الرجوع إليها حال االختالف‪.‬‬
‫‪ -2‬إجراء دراسة دعوية في مجال األولويات في االختالف في عصر من العصور كعصر‬
‫الخلفاء الراشدين‪ ،‬ومعرفة منهجهم في ذلك‪.‬‬
‫والحمد لله رب العالمين‪ ،‬وأسأل الله أن أكون قد وفقت في عرض هذا البحث‪ ،‬والله أدعو‬
‫أن ينفع به اإلسالم والمسلمين‪ ،‬فذن كان من صواب فمن الله وحده‪ ،‬وإن كان من خطأ فمن‬
‫نفسي وأستغفر الله عز وجل‪ ،‬وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫‪717‬‬
‫االختالف في األولويات في مجال الدعوة‬

‫المصادر والمراجع‬
‫القرآن الكريم برواية حفص‪.‬‬
‫‪ -1‬أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني‪ ،‬مجموع الفتاوى‪ ،‬تح‪ :‬عبد الرحمن بن محمد‬
‫بن قاسم‪[ ،‬د‪.‬ط]‪ ،‬مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف‪ ،‬المدينة المنورة‪ -‬السعودية‪،‬‬
‫‪1416‬ه‪.‬‬
‫‪ -2‬أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تح‪ :‬عبد السالم محمد‬
‫هارون‪[ ،‬د‪.‬ط]‪ ،‬دار الفكر‪[ ،‬د‪.‬م]‪1311 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ -3‬إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي‪ ،‬الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬تح‪ :‬أحمد‬
‫عبدالغفور عطار‪ ،‬ط‪ ،4‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪1411 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ -4‬إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي‪ ،‬البداية والنهاية‪ ،‬تح‪ :‬عبد الله بن عبد المحسن‬
‫التركي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار هجر‪[ ،‬د‪.‬م]‪1413 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ -5‬زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي‬
‫ثم المناوي القاهري‪ ،‬فيض القدير شرح الجامع الصغير‪ ،‬ط‪ ،1‬المكتبة التجارية الكبرى‪،‬‬
‫مصر‪1356 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ -6‬صالح السدالن‪ ،‬االئتالف واالختالف اسسه وضوابطه‪[ ،‬د‪.‬ط]‪ ،‬دار بلنسية‪ ،‬الرياض‪-‬‬
‫السعودية‪1411 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ -1‬عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي‪ ،‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان‪،‬‬
‫تح‪ :‬عبد الرحمن بن معال اللويحق‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬السعودية‪1421 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحيم بن محمد المغذوي‪ ،‬األسس العلمية لمنهج الدعوة اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار‬
‫الحضارة‪ ،‬الرياض ‪ -‬السعودية‪1431 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ -1‬عبد القادر الحويج‪ ،‬أثر االختالف الفقهي في الدعوة إلى الله‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب بالخمس ‪ -‬جامعة المرقب‪ ،‬ليبيا‪ ،‬ع‪2113 ،11‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬محمد األمين بن محمد المختار بن عبد القادر الشنقيطي‪ ،‬أضواء البيان في إيضاح‬
‫القرآن بالقرآن‪[ ،‬د‪.‬ط]‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪1415 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪710‬‬
‫يونيو ‪0300‬‬ ‫العدد ‪03‬‬ ‫السنة السادسة عشرة‬ ‫مجلة الساتل العلمية املحكمة‬

‫‪ -11‬محمد البراك‪ ،‬االختالف بين الدعاة أسبابه موضوعه آثاره عالجه‪( ،‬رسالة دكتوراه)‪ ،‬قسم‬
‫الدعوة واالحتساب ‪ -‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬السعودية‪1413 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ -12‬محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية‪ ،‬تفسير القرآن الكريم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار ومكتبة‬
‫الهالل‪ ،‬بيروت – لبنان‪1411 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ -13‬محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية‪ ،‬زاد المعاد في هدي خير العباد‪ ،‬ط‪،21‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪ ،‬مكتبة المنار اإلسالمية‪ ،‬الكويت‪1415 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ -14‬محمد بن إسماعيل أبوعبدالله البخاري الجعفي‪ ،‬الجامع المسند الصحيح المختصر من‬
‫أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه (صحيح البخاري)‪ ،‬تح‪ :‬محمد زهير‬
‫بن ناصر الناصر‪ ،‬ط‪ ،1‬دار طوق النجاة‪[ ،‬د‪.‬م]‪1422 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ -15‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري‪ ،‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،‬تح‪:‬‬
‫أحمد محمد شاكر‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة الرسالة‪[ ،‬د‪.‬م]‪1421 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -16‬محمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبوالفضل‪ ،‬جمال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى‬
‫اإلفريقى‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ط‪ ،3‬دار صادر‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪1414 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ -11‬محمود بن عمرو بن أحمد‪ ،‬الزمخشري جار الله‪ ،‬أساس البالغة‪ ،‬تح‪ :‬محمد باسل عيون‬
‫السود‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪1411 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ -13‬مسلم بن الحجاج أبوالحسن القشيري النيسابوري‪ ،‬المسند الصحيح المختصر بنقل العدل‬
‫عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬تح‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪[ ،‬د‪.‬ط]‪ ،‬دار‬
‫إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪[ ،‬د‪.‬ت]‪.‬‬
‫‪ -11‬الموسوعة الفقهية الكويتية‪ ،‬و ازرة األوقاف والشئون اإلسالمية الكويت‪ ،‬ط‪ ،1‬دار السالسل‪،‬‬
‫الكويت‪1421/1414 ،‬ه‪.‬‬

‫‪710‬‬

You might also like