Professional Documents
Culture Documents
القيادة وصناعة وإتخاذ القرار الأمني - أجهزة الشرطة - دكتور يحيى الزنط - الجزء الأول - ج1
القيادة وصناعة وإتخاذ القرار الأمني - أجهزة الشرطة - دكتور يحيى الزنط - الجزء الأول - ج1
1
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّ ْحمَنِ الرَّحِيمِ
2
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
تعريف العلم ومفهومه وتقسيماته
العِلْـمُ ،هو كل نوع من املعارف أو التطبيقات .وهو جمموع مسائل وأصول كليّة تدور حول
موضوع أو ظاهرة حمددة وتعاجل مبنهج معني وينتهي إىل النظريات والقوانني .
ويعرف بأنه "االعتقاد اجلازم املطابق للواقع وحصول صورة الشيء يف العقل".
و بتعريف أكثر حتديدًا ،العِلْـمُ هو منظومة من املعارف املتناسقة اليت يعتمد يف حتصيلها على
املنهج العلمي دون سواه ،أو جمموعة املفاهيم املرتابطة اليت نبحث عنها ونتوصل إليها بواسطة
هذه الطريقة.
3
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
يتطابق ظهور العِلم مع نشأة اإلنسانية ،وقد شهد خالل تارخيه سلسلة من الثورات والتطورات خالل العديد
من احلُقب الزمنية املختلفة ،لعل أبرزها تلك اليت تلت احلرب العاملية الثانية ،مما جعل العلم ينقسم لعدة فروع
أو ُعلُوم .تصنف العلوم حسب العديد من املعايري ،فهي تتميز بأهدافها ومناهجها واملواضيع اليت تدرسها:
حسب األهداف :منيز العلوم األساسية (مثل الفيزياء) والعلوم التطبيقية (مثل الطب)،
حسب املناهج :منيز العلوم اخلربية أو التجريبية (أي تلك اليت تعتمد على الظواهر القابلة للمالحظة واليت ميكن
اختبار صحة نظرياتها عن طريق التجربة) والعلوم التجريدية أو الصحيحة (املعتمدة على مفاهيم وكميات
جمردة ،واالستدالل فيها رياضي -منطقي).
4
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
حسب املواضيع ،منيز :
العلوم اإلدراكية العلوم اإلنسانية أو البشرية (علوم اجتماعية) العلوم الطبيعية
العلوم اهلندسية والرياضية.
• مثل العلوم العصبية واللسانيات واملعلوماتية... • وهي اليت تدرس اإلنسان وجمتمعاته واالقتصاد والنفس و االدارة .. • (الشاملة كالفيزياء والكيمياء أو املتخصصة كعلم األحياء أو علم األرض).
وتعترب اإلدارة من أهم األنشطة اإلنسانية يف أي جمتمع ،على أساس أختالف مراحله ،تطوره ،وذلك ملا لإلدارة من تأثري علي حياة اجملتمعات الرتباطها بالشؤون
االقتصادية ،واالجتماعية ،والسياسية.
اإلدارة[فرع من العلوم االجتماعية ،هي عملية التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة املوارد املادية والبشرية للوصول إىل أفضل النتائج بأقصر الطرق
واقل التكاليف.
وتعترب اإلدارة من أهم األنشطة اإلنسانية يف أي جمتمع ،على أساس اختالف مراحله ،تطوره ،وذلك ملا لإلدارة من تأثري علي حياة اجملتمعات الرتباطها بالشؤون
االقتصادية ،واالجتماعية ،والسياسية.
وألن اإلدارة هي اليت تقوم جبمع املوارد االقتصادية وتوظيفها لكي نشبع بها احلاجات الفرد واجلماعة يف اجملتمع .فباإلدارة يصنع التقدم االجتماعي ،وعليها
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
تعتمد الدول يف حتقيق التقدم والرخاء ملواطنيها ،واإلدارة الناجحة هي األساس يف جناح املنظمة وتفوقها على منافسيها.
5
ويف هذا السياق جند من املستحب بل من الواجب اإلشارة
إىل أن اإلدارة نوعان:
تتميز بكونها تعمل يف ظروف احتكارية ،تؤدي خدمات عامة ليس هدفها الربح فرع :1
إمنا اخلدمة واجب ،تلتزم قاعدة مساواة املواطنني أمام اخلدمة دون متييز ،كما أن
هذه اإلدارة تعترب ذات مسؤولية عامة وضخمة وفيها عدد كبري من املوظفني. اإلدارة
العامة:
تتميز بروح املنافسة احلادة كما أن هدفها األمسى هو حتقيق أقصى ربح ممكن عن فرع :2
طريق إدارة املشروعات اخلاصة وعي عادة أصغر من اإلدارات العامة ،وفيها عدد
قليل من املوظفني والعاملني ،حيث ال يتم توظيف أحد ليسوا حباجة إليه. إدارة
6
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
األعمال:
تقسيمات العِـلـــــــــــــــــــم
العلوم األساسية
العلوم الطبيعية
العلوم
(الشاملة أو املتخصصة العلوم اخلربية أو
اإلدراكية العلوم التطبيقية
التجريبية
والعلوم التجريدية
أو الصحيحة
العلوم اإلنسانية أو
العلوم البشرية (علوم
اهلندسية وظائف االدارة :
اجتماعية)
التخطيط .
إدارة
عامة والتنظيم .
والتنسيق.
االدارة التوجيه والرقابة
إدارة
اعمال
7
دكتور /حييى الزنط -إدارة الشرطة
الفصل الرابع الفصل الثالث
مهارات القائد األمين الفصل الثاني الفصل األول
أساليب القائد األمين يف صنع
وأساليب تنميتها أمناط ومهام القائد األمين ماهية القيادة
القرار وترشيده
الفصل األول
خصائص القيادة األمنية . املبحث الثالث
ماهية القيادة
أوالً :مدخل السمات .
ثانياً :مدخل الرجل العظيم
ثالثاً :املدخل املوقفي .
رابعاً :املدخل التفاعلي .
ثانياً
الفرق بني املبحث األول
التعريف االصطالحي
القائد واملدير تعريف القيادة .
ثالثاً
. الفرق بني القائد واملدير
10
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
هناك عدد من املصطلحات اإلدارية جيب اإلملام بها لكشف غموضها وبيان مقصدها
وإظهار داللتها اللغوية عند تناولنا للحديث عنها ،والتعريفات هلا نوعان :النوع
االول هو التعريف اللغوي :تعريف القيادة
تعريف
(القود) يف اللغة نقيض (السوق ) ويقال قيده باإلحسان ،يقال يقود الدابة من أمامها
ويسوقها من خلفها وعليه فمكان القائد يف املقدمة كالدليل والقدوة واملرشد .وقد
القيادة
ورد مفهوم القيادة يف اللغة حتت كلمة قود واالقود من الرجال أي الشديد العنق ومسي
بذلك لقلة التفاته ،أي انه إذا اقبل على شيء بوجهه مل يكن ليصرف وجهه عنه (ابن
منظور - 1998 ،ص ، ) 37إما معنى القيادة االصطالحي Leadership
ووفقاً ل Oxfordفيشري :بأنها السمات أو الصفات اليت من املمكن أن يتحلى بها
من يتخذ دور القائد )Oxford , 2003 : 403( . 11
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
القيادة مبعنى
commander
القيادة مبعنى
leader ويقصد بها الرئيس السمي
اإلدارة الذي ميلك السلطة
وهذا املعين أمشل ،باإلضافة
management واالختصاصات اليت متكنه
هي علم استخدام إىل مشوليته للسلطة فإنه
يشتمل على القدرة يف التأثري من التحكم يف مرؤوسيه ،
الطاقة البشرية واليت تستند إىل رتبة أو
واالمكانات املادية املتاحة على األخرين .
اقدمية يف الشرطة أو
لتحقيق األهداف املنشودة القوات املسلحة .
بكفاءة وفعالية .
12
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
النوع الثاني من التعريفات :التعريف االصطالحي :
هناك العديد من املداخل اليت تناولت تعريف ومفهوم القيادة ،فهناك املدخل
الوراثي و مدخل الشخصية واملدخل االجتماعي واملدخل املوقفي ومدخل
الشخصية اجلماهريية ومدخل النظم وغريها ،،ويرها البعض بأنها « توجيه
سلوك األخرين « ويراها البعض األخر « بأنها تلك القدرة اليت يستأثر بها القائد
فى التأثري على األخرين وتوجيههم بطريقة معينة يتسنى معها كسب طاعتهم
واحرتامهم ووالئهم ،وشحذ هممهم وخلق تعاون بينهم يف سبيل حتقيق هدف
بذاته .
أهداف مجاعة التابعني :وهى جمموعة األهداف اليت تسعي اجلماعة لتحقيقها ،وترز فى اجلماعات غري الرمسية اليت تسود
املنظمات مثل النقابات أو االحتادات أوغريها ،وغالباً ما تكون هذه االهداف معنوية تتصل بتحقيق مزيد من االستقرار والرعاية
اإلجتماعية باختالف أنواعها .
أهداف الفرد الذاتية :وهي جمموعة األهداف أو املكاسب املادية واملعنوية اليت يسعي الفرد للحصول عليها من انتمائية للمنظمة و
العمل بها ،ويربز دور القائد يف حماولة املوازنة واملواءمة بني إهداف الفرد الذاتية وأهداف املنظمة أو اجلماعة اليت ينتمي إليها ،وقد
تكون متعارضة يف بعض األحيان ،ويظر جلياً يف هذه املواقف قوة وقيمة تأثري القائد على اجلماعة .
األهداف الذاتية للقائد :وهي أهداف القائد اخلاصة ،سواء اتفقت هذه أهداف املنظمة أو مجاعة التابعني أو أهداف األفراد ،وقد
تكون أهداف مادية أو معنوية ،كما قد يقوم القائد باإلعالن عن تلك األهداف أو جيعلها يف طي الكتمان ويسعي غلى حتقيقها
بشكل مسترت .
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
15
الفرق بني القائد واملدير
املديــــــــر القائــــــــــــــــد وجه املقارنة م
يكتسبها من اختصاصه الوظيفي يف حدود رضا اجلماعة ،وقدرته على التأثري فيهم ،وتوليد مصادر السلطة 1
الصالحيات املمنوحة إليه من املنظمة والقوانني لديهم الرغبة حنو حتسني األداء
واللوائح .
يهتم بأهداف املنظمة دون النظر لتابعيه ومدى من خالل اجلماعة أو التابعني ،ولدية القدرة على حتديد األهداف 2
إميانهم وإدراكهم ألهمية هذه األهداف . إقناعهم بأهميتها وجدواها.
يسعي للعمل مع األخرين ويعتمد أساساً على اإلسهام يسعى لالستماع لألخرين ويتصدى الختاذ القرار القدرة على اختاذ القرار 3
يف التشاور مع األخرين . بنفسة ،وبشجاعة وحتمس وإميان منه .
جتده حبيس ومقيد باألنظمة واللوائح والقواعد اليت يعتمد على العديد من املداخل اإلبداعية واالبتكارية يف القدرة على االبداع 4
تنظم العمل داخل املنظمة ويستخدم دوماً ما تتيحة أداء العمل وال يعتمد على االنظمة واللوائح يف اداء دورة والتجديد
له السلطة من صالحية توقيع اجلزاء أو منح املكافأة ووظيفته
إلدارة العمل يف املنظمة
يسعي إىل بقاء احلال فى املنظمة إىل ما هي عليه ، يسعى إىل التطوير والتحديث واألبداع خاصة يف االجتاه للتطوير 5
دون تطوير أو إصالح جوهري ،ويقتصر دورة على اجلوانب اجلوهرية للمنظمة .
االصالحات الضرورية .
ينظر للمنظمة بنظرة غري شخصية ترتبط بنظرة ينظر للمنظمة باعتبارها هدفاً شخصيا ،ويبذل فيها النظر إىل املنظمة 6
االدارة العليا . وقته وجهده وطاقاته ،ويعتربها جزء من حياته ، 16
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة وترتبط بها طموحاته .
املطلب األول املدرسة
التقليدية الكالسيكية .
املطلب الثالث
النظريات الكمية 17
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
املطلب األول
املدرسة التقليدية الكالسيكية
18
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
نظرية اإلدارة العلمية
( فريدرك تايلور)
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
اعتمدت علي طرق أداء العمل وحتليل عنصري الوقت واحلركة ،مبعنى أن هناك طرق مثلى ألداء آي عمل ،One best wayوذلك من
خالل ما يلي :
-1أداء العمل يف أقل وقت ممكن -2 .أداء العمل بأقل جهد متاح – 3 .أداء العمل إنتاجية أعلى .
النقد املوجه للنظرية -1 :معاملة العامل كألة صماء دون النظر إىل ظروف العامل الشخصية وبواعثه -2 .إهمال اجلوانب اإلجتماعية
واإلنسانية والسيكولوجية للعامل – 3 .خلق جو من املنافسة غري الرغوبة ( الصراع) بني العاملني وإشاعة احلقد والكراهية بني أفراد هذه
الطبقة -4 .االهتمام مبشاكل اإلدارة على مستوى الورشة ( أو الوحدات الصغرية ) دون املستوى االسرتاتيجي ( على مستوى املنشأة بأكملها
).
إسهامات النظرية يف مفهوم القيادة -1 :االهتمام بإعداد القادة وتريبهم وتنميتهم -2 .التخطيط السليم لنشاط املنظمة اإلدارية-3 .
-5وضع القواعد الرياضية التى متكن القائد التحديد واالختيار العلمي للعاملني وتنميتهم -4 .حتديد معايري لقياس كفاءة األداء .
من حتديد أثر احلوافز املالية على تنشيط العاملني -6 .توجيه االهتمام ألهمية احلل الفوري للمشكالت اليت تظهر بني القيادات واملديرين و
املنفذين . 19
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
حدد هنري فايول مخسة عناصر أساسية لإلدارة يف كتابة elements of administrationوكان له إسهام كبري يف تطوير مفهوم
القيادة وإبراز دورها وأهميتها وهي -1 :التخطيط ( (planningويقصد به عنصرين هما :أ – التنبؤ .ب – التخطيط -2 .
التنظيم ( )organizationويعين إمداد املشروع بكل ما حيتاجه من رأس مال ومواد أولية -3 .القيادة ،أي سلطة إصدار األمر
( )commandوتعين تنقيذ التنظيم – 4 .التنسيق ) ( coordination
وتعين التوازن بني األهداف كالً على حدة -5 .الرقابة ) (controlوهي عملية الكشف عن سري األمور طبق ًا للخطة املوضوعة ، .
وكما حدد فايول 6جمموعات الزمة إلدارة أية أنشطة إلدارة األعمال وهى ( :فنية ،جتارية ،مالية ،حسابات ،أمن ،إدارية ) ،وهي جمموعات
تتواجد يف كافة املنظمات .
مبادئ هنرى فايول :أسهم فايول يف ترشيد سلوك املديرين ،ووضع ( )14مبدأ ،من شأنها أن متكن القادة من أداء رسالتهم وهي -1 :
مبدأ تقسيم العمل -2 .مبدأ السلطة واملسئولية -3 .مبدا النظام والتأديب -4 .مبدأ وحدة السلطة األمرة -5 .مبدا وحدة التوجيه .
-6مبدأ خضوع املصلحة الشخصية للمصلحة العامة -7 .مبدأ تعويض املستخدم -8 .مبدأ املركزية -9 .مبدأ تتدرج السلطة 10 .
– مبدأ الرتتيب والنظام -11 .مبدا املساواة – 12 .مبدأ ثبات املستخدمني -13 .مبدأ املبادأة – 14 .مبدأ روح التعاون .
إسهامات نظرية ( املراحل واملبادئ) أو (نظرية مبادئ فايول) يف تطوير مفهوم القيادة اإلدارية :يرى البعض أنه أول من ساهم يف إرساء
20
نظرية السمات ( ،حيث قسم مسات القادة إىل مسات شخصية مثل سالمة البنية وقوة الشخصية ،ومسات ذاتية القدرة على حتمل املسئولية
واملبادأة ،ومسات فنية مثل كفاءته يف أداء العمل ) ، .كما أشار إىل أهمية التدريب وأهمية أنشاء معاهد للتدريب وتنمية القادة
نظرية اإلدارة التجريبية
( أرنست ديل)
تشري هذه النظرية إىل ضرورة االعتماد على دراسة التجارب الناجحة للقادة الذين أثبتوا كفاءتهم يف ميادين العمل املختلفة باختاذهم
قرارات ناجحة ،ودراسة طرقهم وخططهم واالستفادة من الدروس اليت مرت بهم ،وتعتمد هذه النظرية على دراسة التجارب كالً على
حدة .
21
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
املطلب الثاني
املدرسة السلوكية النيوكالسيكية
(نظرية العالقات اإلنسانية)
( ألتون مايو)
برزت أفكار املدرسة السلوكية لسد الثغرات والعوامل اليت مل تهتم بها املدرسة العلمية ،وحتوي هذه املدرسة فكراً جوهره أن احلافز املادي
( االقتصادي) عامل غري هام لتحقيق إنتاجية أكرب للعامل إذا ما قورن بعوامل أخرى نفسية وحسية واجتماعية ،وهو عكس ما نادى به
تايلور ،وكان ما أسباب ظهور أفكار هذه املدرسة مطالبات العمال بضرورة اهتمام اإلدارة حبل مشكالتهم اإلجتماعية ،وتزايد قوة
العمال باعتبارهم فئة جتمعها مطالب مشرتكة ( مثل االحتجاجات العمالية واالضرابات عن العمل واالعتصامات داخل مقر الشركات
والطالب الفئوية ..وغريها).
وقد تزامن تطور الفكر اإلداري يف إطار هذه النظرية ،الذي افرتض أن الكفاية اإلنتاجية ترتبط ارتباطاً بعدد من املتغريات اليت أطلق
عليها( أحوال العمل أو ظروف العمل 9مثل طريقة دفع االجور ( كل ساعة أو اليومية أو باألسبوع أو بالشهر ) وكذا درجة اإلضاءة
والتهوية وجدولة العمل ،وبإجراء بعض التجارب تبني أن هناك متغرياً جديداً وعلى درجة من األهمية ويتحكم يف الكفاية اإلنتاجية وهو
الروح املعنوية للعاملني ،وقد أكدت التجارب صحة هذه الفرضية ‘اى أثر إحساس اعمال باهتمام االدارة مبشاكلهم وحرصها على
مساعهم وأثر ذلك على زيادة الروح املعنوية وزيادة انتمائهم وحتسني الكفاية االنتاجية .
22
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
أهم ما توصلت إيه هذه املدارس )1( :أهمية احلالة املعنوية للعاملني واثرها على إنتاجية العامل ،وهـي عالقـة ديناميكيـة تـؤدي إىل
إحداث التوازن بني رغبات وحاجات العاملني وأهداف املنظمة )2( .امتدت نتائج هذه التجارب إىل بعد جديد وذلك بالنظر إىل العاملني
كجزء من نظام اجتماعي متكامل تنعكس مؤثراته على حالة العامل وبالتالي االنتاجية )3( .أثبتت هذه التجارب وجود تنظيمـات غـري
رمسية بني العاملني هلا مسات حمددة ؛ واهمها :
(أ) العاملون فى الوحدات االنتاجية يكونون تنظيماً غري رمسي ،وله خصائصه واتصاالته غري الرمسية .
(ب) تنبع خصائص التنظيم غري الرمسي من أفراد التنظيم والعاملني أنفسهم ،وتصبح له قواعد غري مكتوبة .
(ج) يظهر داخل التنظيم غري الرمسي كل فرد بدور خمتلف عن دوره فى التنظيم الرمسي ،فهناك املثقف واخلبري والقائد واملتعاون واملهرج
...إخل .
وقد أكد هريبرت ساميون على جمموعة من االعتبارات ،ميكن إمجاهلا على النحو التالي :
(1اليوجد قرار رشيد بنسبة %100وأن القائد خيتار احللول أو البدائل املناسبة أو املرضية بدال من احللول املثالية .
(2أقرتح بعض املعايري الحتيار القائد للبديل املرضي حتقيقا ألهداف االدارة االقل تكلفة .وهذا يتطلب املقارنة بني البدائل فى
حدود االهداف املعينة التى تسعي إليها االدارة .
(3التأكيد على فكرة االختيار التى تسبق كل تصرف إنساني للقائد ،حيث أعترب حممور السلوك اإلدارى هو قدرة النسان علـى
االختيار واختاذ القرار.
(4االنسان قدراته حمدودة ،حيث أنه ال يتعامل إال نع جزء معني من املعلومات لذلك فمن املهم اتباع االسلوب العلمي فى اختاذ
القرار .
(5أكد ساميون على دور القيم واملبادئ واالجتاهات اىل يؤمن بها القائد فى اختاذ قرارة ،والتى من املمكـن أن تـؤدي إىل اخـتالف
القرار من شخص ألخر رغم توافر نفس املعلومات وسعيها لتحقيق ذات اهلدف .
..ويرى أنصار هذه املدرسة « أن العمل االداري ما هو إال جمموعة من النماذج والعمليات الرياضية كوسيلة لرتشـيد القـرار والـيت
تعرف باسم ( حبوث العمليات ) .
24
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
أهم مبادئ النظرية الكمية :
(1استخدام االسلوب التحليل العلمي لمواجهة المشكالت االدارية المختلفة.
(2السعي المستمر لالرتفاع بمستوى وقدرة القائد على اتخاذ القرارات فى
مواجهة المشكالت االدارية .
(3االهتمام بمعيار الفعالية االقتصادية كمعيار أساسي عند القائد للمفاضلة
بين البدائل المتاحة للقرار.
(4االستعانة بالنماذج الرياضية المناسبة للمفاضلة بين البدائل المتاحة بدقة .
(5تشجيع االدارة على استخدام الحاسبات األلية لتخزين المعلومات
واسترجاعها للمفاضلة بين البدائل المتاحة للقرار اإلداري.
ط
مميزات تلك النظرية :لذلك كانت هذه المدرسةة أكرةر تفهمةا لعبيعةة عمةل
القائةد وأهةةدال التنظيمةةات االداريةةة والتةةى تتجلةى أهةةدافها فةةى زيةةادة االنتةاج
وتحقيق أعلى قدر من الربح ،وبالتالي ابتعدوا عن الفكرة التي كانت مسيعرة
على المدرسة السلوكية في سعيهم لتحقيق ذات الفرد ،وسعموا إلةى تأكيةد
المشةةاركة والحةةوافز كأحةةد االسةةالي التةةى تةةدفع العامةةل لاللتةةزام بةةاألوامر
والقرارات والتعليمات على اختالل أنواعها .
االنتقادات :
(1وجهت لهذه النظرية عدة انتقادات يمكن إجمالها على النحو التالي :
(2افتراضها أن االنسان محدود الرشد .
(3أن الحاسبات االلية أو األجهزة المماثلة أكرر رشداط مةن االنسةان ( القائةد) ،
حيةة إعتبةةرت أن االجهةةزة لهةةا قةةدرات هائلةةة علةةى تخةةزين المعلومةةات
ومعالجتها واسترجاعها ،وبالتالي فهي تقلل من قيمة القائةد متخةذ القةرار
25وقدراته.
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
املطلب الرابع :
املدارس اإلدارية احلديثة
نظرية النظم
النظرية املوقفية
النظرية العامة
لإلدارة
26
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
نظرية النظم
حيث ينظر إىل العامل من خالل هذه النظرية على أنه نظام كبري مكون من أنظمة فرعية أصغر وبالتالي يتوقف نشاط كل منها
على طبيعة النظام األكرب ،ومن هذا املنطلق تطورت وظيفة اجلزئيات مبا يتالءم والنظام االساسي الشامل ،ينظرمن خالل
هذه النظرية إىل املنظمة على أنها نظام مفتوح يتسم بالتعقيد ،تتفاعل عناصره بصورة مستمرة وأي خلل يصيب أحد هذه
العناصر يطال السري احلسن للنظام برمته ،ويعرف النظام على أنه جمموعة من العناصر املتفاعلة فيما بينها واملوجهة حنو
هدف مشرتك ،ويتمثل هذا التفاعل يف التأثري البيين ما بني هذه العناصر ،سواء كان تأثرياً متبادالً ( :أ) يؤثر يف (ب) و(ب)
يؤثر يف (أ) ،أو تأثرياً متعدياً(أ) يؤثر يف (ب) و(ب) يؤثر يف (ج) ،...إخل ،أو تأثرياً حلقياً ( :أ) يؤثر يف (ب) يؤثر يف (ج)
يؤثر يف (د) يؤثر يف (أ) ،وبناءً على هذه النظرة األخرية فإن التغيري يف النظام إمنا يتم من خالل التغيري يف أحد أو بعض
عناصره ،وقد اطلق عليه البعض «نظرية السلوك التنظيمي «
مكونات النظام املفتوح
املدخالت
املخرجات
وهي الصورة اجلديدة اليت
العمليات -1املدخالت املادية (املوارد املادية،
يقدمها العمل أو النشاط
وتشمل كافة االنشطة والعمليات االدارية مثل املوارد البشرية ،املوارد الفنية)
القيادة واختاذ القرار واالتصاالت التى حتول -2املدخالت املعنوية ،االهداف ،
وميكن أن تكون يف شكل سلع أو املدخالت إىل الصورة املرادة أو املرغوبة
خدمات خمتلفة والسياسات ،اخلطط ،املعلومات املتاحة
واملتصلة بالعمل)
تستند هذه النظرية على أنه» ال يوجد منط إداري واحد يناسب كافة املنظمات أو كافة الوحدات الفرعيـة،
بل جيب أن تتفق طبيعة النمط اإلداري السائد مع املواقف الذي تتعامل معه ،واملتغريات الـيت تـؤثر
فيه أيضاً ».وبالتالي ليس هناك منط قيادي أمثل او منط تنظيمي أمثل ،بل إن النمط األمثل هـو الـذي
يتفق واملؤثرات املختلفة املتصلة باملدير أو القائد ،وكذا املؤثرات املتصلة بطبيعة العمل الذي يؤدى
داخل التنظيم ،وكذا املؤثرات اليت تفرضها البيئة اليت تعيش فيها املنظمة.
وهذه املدرسة تنطلق يف أساسها مـن نظريـة مشوليـة أطلـق عليهـا « نظريـة اإلدارة املوقفيـة « والـيت
ترتكز على فكرة تباين العالقات بني االنظمة املختلفة وتباين العالقات بـني الفـروع املختلفـة داخـل
النظام ،وتباين العالقات داخل املنظمات والبيئة احمليطة بها .
مؤثرات خاصة
بالقائد أو
املدير
املنظمة
بطبيعة العمل
احمليطة
مؤثرات خاصة
باملرؤوسني أو
العاملني 30
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
النظرية العامة لإلدارة
من خالل العرض املتقدم للمدارس االدارية ،يتبني أن كل مدرسة من املدارس أهتمت جبانب حمدد ومؤثر على موضوع
القيادة األمنية سعياً إلبراز هذا اجلانب الذي اعتربته يفوق كافة اجلوانب األخرى ؛ وعليه ميكننا أن خنلص إىل أن :
املدرسة العلمية :ارتكزت على اجلوانب املادية وتؤكد أهمية إتباع القائد للمنهج العملي لتحليل العملية االدارية
مدرسة املراحل واملبادئ :وترتكز على ترشيد سلوك القادة ،وتأكيد دورهم يف زيادة إنتاجية العمل.
املدرسة التجريبية :واليت تسعى لالستفادة من نتائج التجارب املتلفة للقادة السابقني املشهود هلم وخرباتهم والدروس املستفادة
منها.
املدرسة السلوكية :واليت ترتكز على تأثري العنصر االنساني على قدرة القائد على إدارة املنظمة باعتباره أساس السلوك التنظيمي،
والوقوف على العوامل املؤثرة على الروح املعنوية للعاملني ،لزيادة انتاجية العمل .
املدرسة الكمية :اىل تهتم مبراحل أختاذ القائد للقرارات باعتبار اختاذ القرار هو جوهر العملية االدارية ،وتسعى اىل حتليل القرار
وبيان العوامل املؤثرة عليه ،ثم تسعى إىل ترشيد القائد للقرار يف ظل هذه العوامل.
وظهرت أفكار املدرسة اإلدارية احلديثة متخذة مـن الدراسـة الشـمولية املتكاملـة منهجـاً ملعاجلـة
بعض املشـكالت اهلندسـية ،ثـم امتـدت للمشـكالت االقتصـادية ،واتسـع اجملـال إىل املشـكالت
اإلدارية .
وعليه ،ال يوجد تناقض يف اجلمع بني اهتمامات املدارس االدارية املختلفة لتحقيق غايات ووظائف القائد ،ويف إطار منهج علمي
منظم يعتمد على املبادئ العلوم السلوكية ،ويراعي فيها القائد العوامل البيئية ،واالجتماعية ويستخدم الطرق واالساليب
املناسبة لإلدارة ،وهذا كله من شأنه أن يطور علم القيادة حبيث يتبع يف إدارة كل منظمة النمط الذي يتالءم وطبيعة مهمتها و
31
الرئيس واملرؤوسني والبيئة اليت متارس فيها. طبيعة
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
املبحث الثالث
خصائص القيادة األمنية
32
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
مدخل
السمات
املدخل املوقفي
33
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
مدخل السمات THE TRAITS THEORY
يعتمد هذا املدخل على تعريف القائد طبقاً ملا يتمتع به الفرد من خصائص ومسات وصفات متكنه من ممارسة دوره
القيادي ؛ وهناك عدد من اآلراء نعرض ألهمها
الرأي الرابع الرأي الثالث الرأي الثاني الرأي األول
االنتقادات
-1صعوبة حصر السمات اليت جيب ان يتمتع بها القائد الختالف البيئة والزمان.
-2هذه النظرية أوجدت فروقاً بني القائد واملرؤوسني ،خلقت حاجزاً فكرياً بينهما يؤثر على فاعلية االتصال ،والفهم
املتبادل بينهما.
. ألخر مكان ومن زمن من ا
ً ايض ختتلف واليت ، ا
ً قائد الفرد من جتعل اليت احمليطة الظروف 35 -3
أغفلت
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
The Great Man Theory مدخل الرجل العظيم
وتعتمد هذه النظرية على اخلصائص الذاتية ،وما يتمتع بها أشخاص حمددون من مواهب وملكات وقدرات ،واليت متنحهم قدرة
خاصة على التأثري يف التابعني ،وبالتالي قيادتهم يف اجتاه اهلدف املنشود.
ينحصر اهتمام نظرية أو مدخل الرجل العظيم قد يتبادر إىل الذهن أن تركــز نظريــة أو مــدخل الســمات علــى
يف حتديد الصفات البارزة يف القائد والقدرة على هناك تشابه ،ولكن هناك السمات واخلصائص اليت جيب توافرها يف
التأثري فى التابعني وكسب طاقاتهم لتحقيق فرق : القائد.
األهداف
االنتقـــــــــادات
النقد األساسي الذي وجه هلذه النظرية ،هو أنها قصرت القيادة على أشخاص لديهم املوهبة وامللكة للقيادة ،وهي فكرة
قاصرة وال ينمكن االعتماد عليها.
إهمال النظرية للمواقف املتغرية اليت الذي يعجز الرجل العظيم عن التعامل معها مجيعاً باختالف طبيعتها.
- اختالف اصحاب هذه النظرية حول الصفات البارزة يف القائد والقادرة على التأثري يف التابعني من خالهلا ،واليت قد
خمتلفة. /
36
يحيى الزنط -إدارة الشرطة ختتلف من جمتمع ألخر ،بقدر ما تفرزه اجملتمعات من عادات وتقاليد عوامل بيئية دكتور
املدخل املوقفي The Situational Theory
تنطلق هذه النظرية من فكرة التأثري التفاعلي املتبادل بني القائد مبا حيمله من مسات وخصائص وبني
املوقف مبا حييط به من متغريات واعتبارات متباينة ،وعليه فإن الصفات والسمات اليت يتمتع بها القائد
تتشكل وتتبدل تبعاً للموقف أو املشكلة اليت يواجهها.
وعليه ،فإن هناك مواقف قد يكون الفرد فيها قائداً ومواقف أخرى قد يكون فيها تابعاً ،وبالتالي فإن الصفات
والسمات تتبدل من موقف ألخر.
كما ختتلف السمات والصفات لدي القائد تبعاً حلجم املنظمة اليت يعمل بها ونوع األعمال اليت تسند إليه ،وبيئة العمل
اليت يعمل فيها ،لذا جيب حتليل املواقف لتحديد القائد الذي لديه خصائص وصفات تناسب مواجهة هذه املواقف أو تلك
املشكالت.
واهم االنتقادات اليت وجهت هلذه النظرية ،هو اعتمادها أساساً عل املوقف
دون اعتبارات أخرى هلا دور يف القيادة مثل الطبيعة الذاتية للقائد أو طبيعة
التابعني.
النتقادات
ا 37
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
املدخل التفاعلي The Interactional Theory
40
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْ َمنِ الرَّحِيمِ
41
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
األمن هو» الشعور بالطمأنينة والسكينة ،الذي يتحقق من خالل رعاية الفرد واجلماعة ،ووقايتهما من اخلروج
على قواعد الضبط االجتماعي مـن خـالل ممارسـة الـدور الوقـائي والقمعـي والعالجـي الكفيـل بتحقيـق هـذه
املشاعر»
-1األمن يعين إحساس الفرد مبشاعر الطمأنينة وعدم اخلوف على نفسه واسرته وماله ،كذا إحساسـه بـاالعرتاف
بوجوده وبكيانه ومكانته.
-2األمن يبدأ بالفرد على اعتبار أنه الوحدة األولي واخللية األبسط يف اجملتمع ،ويتحقق األمن للفـرد مـن خـالل
وقايته من االنزالق وارتكاب سلوكيات وافعال خاطئة تتنـايف مـع القـيم االجتماعيـة السـائدة ،والقـوانني والـنظم
املعمول بها.
-3يرتبط اإلحساس باألمن والطمأنينة يف اجملتمع بالقدر على احلفـاظ علـى النظـام العـام واآلداب و ايـة األرواح
واألعراض واألموال والقيم االجتماعية السائدة.
44
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
ثالثاً :الدور االجتماعي أو
الرتبوي (العالجي)
-كما قطعت وزارة الداخلية املصرية شوطاً كبرياً يف مواجهة جرائم األموال العامة مثل التزييف والتزوير باعتبارهـا مـن اجلـرائم الـيت
تهدد الثقة يف املعامالت املالية بني االفراد ومن ثم يفقد الثقة يف االقتصاد املصري.
-كذا هناك جمموعة من الدول أهتمت بإجياد جهاز أمين خـاص باحلـد مـن ظـاهرة التهـرب الضـريق ومراقبـة البضـائع والتهـرب اجلمركـي
وغريها من جرائم املال العام.
-باإلضافة إىل ذلك اهتمت أجهزة الشرطة املصرية مبكافحة مظاهر التلوث البيئي والعمل على احلد مـن أثـاره السـلبية علـى صـحة وحيـاة
املواطنني ،للحد من إهدار املوارد الطبيعية ،وخاصة الزراعية واحليوانية ( شرطة املسطحات املائية والبيئة)
46
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
47
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
الفرع األول
القائد األمين.
48
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
الفرع الثاني
مجاعة التابعني
املقصود جبماعة التابعني :متثل مجاعة التابعني عنصر أساسي من عناصر القيادة ،واليت تلعب دوراً هاماً مبا حيويه
من تباينات خمتلفة ،مثل عدد التابعني ،درجة ثقـافتهم ،مسـتواهم العلمـي ،وخـرباتهم يف العمـل األمـين ،ومـدى
تعاونهم وترابطهم حتقياً للهدف املنشود ،والعالقات السائدة فيما بينهم.
متهيد ::مما ال شك فيه أن وجود قائد ومجاعة من التابعني ،ال يعين توافر القيادة ،إذ البد وجود مواقف وأحداث تعرب من
خالهلا اجلماعة عن احتياجاتها وأهدافها ،ويف ذات الوقت تربز صفات ومسات القائد وقدرته على حتقيق تلك االهداف من
خالل طبيعة العمل وأهدافه وتنظيمه وسياساته واالمكانات املتاحة واملتوقعة ،باإلضافة إىل املشكالت والصعوبات اليت قد
تواجههم أثناء القيام بتلك االعمال ،لذا فإن املوقف يفرض مالبسات ومتغريات وظـروف يتحـدد علـى ضـوؤها السـمات
والصفات االزم توافرها يف القائد األمين ،لذا فإن القيادة ختتلف باختالف املواقف ..وعليه فهناك مسات متيز املناخ والبيئـة
اليت تُمارس فيها القيادة يف العمل الشرطي ،وميكن إمجاهلا على النحو التالي - :
50
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
()1
خصوصية أهداف القائد األمين
وفقاً لقانون هيئة الشرطة رقم 109لسنة ، 1971والذي نص علـى اختصاصـات هيئـة الشـرطة
باحملافظة على النظام واالمن العام واآلداب ،و اية األرواح واألغراض واالموال ،ومنع جرائم وضـبط
مرتكبيها ،كفالة الطمأنينة واألمن للمواطنني يف كافة اجملاالت وتنفيذ ما تفرضه القوانني واللـوائح
مــن واجبــات ..وعليــه ،فــإن أهميــة القائــد األمــين تتعــاظم الرتباطهــا بتحقيــق اهــداف اجتماعيــة
وإنسانية ،وقانونية على جانب عظيم من األهمية سواء على مستوى الفرد أو اجملتمع ككل.
-أهداف القائد األمين :
-1صون األمن والنظام واألخالق واآلداب العامة .
-2تنفيذ القوانني اليت تسن .
-3اختاذ التدابري واإلجراءات املناسبة ملنع وقوع اجلرائم.
-4ضبط مرتكق اجلرائم وتقدميهم باألدلة الثبوتية إىل العدالة.
51
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة
()2
تصاعد مشكالت العمل الشرطي
• فقد أشارت إىل ارتفاع معدالت اجلرائم يف العامل ،وسوف تتزايد بشكل كبري بافرتاض ثبات معدالت النمو للسكان دون زيادة كبرية ،حيث اشا رت إىل ارتفاع معدالت اجلرائم املسجلة خالل الفرتتني – 1975
1985 – 1980 / 1980وكانت اجلرائم اليت سجلت ارتفاع هي املخدرات والسرقة باإلكراه والغش واالحتيال والسرة والقتل العمد.
• زادت معدالت اجلرائم يف الدول النامية ولكن صورة بطيئة يف الفرتة االوىل عن الدول املتقدمة ولكنها زادت يف الفرتة الثانية وخاصة يف ج رائم القتل والسرقة باإلكراه . وفقاً لتقارير األمم
• أشارت بعض التقارير والدراسات أن اجتاهات اجلرمية يف الوطن العربي يف تزاد وارتفاع خالل العقد القادم ،حبيث ترتاوح نسب الزيادة السنوية ما بني %10 - %7خاصة يف جرائم االعتداء على املمتلكات املتحدة لسنة
واملخدرات وجرائم العنف واإلرهاب ،واالحداث واجلرائم الوظيفية واملهنية ،واجلرائم املنظمة عرب الدول . 1990
• ويقصد بها اجلماعات اليت تستخدم العنف للقيام بعمليات االفساد يف اجملتمع حتقيقاً لنفع مادى وفرض سطوتها على اجملتمع وتتعدد صور هذه اجلماعات فمنها العصابات التقليدية مثل املافيا ،وعصابات
الشوارع اليت متارس االبتزاز وفرض االتاوات على االفراد.
اتساع نشاطات
• وقد اهتمت منظمة األمم املتحدة بذلك وعقدت جمموعة من املؤمترات خالل عامي - 1980،1995 -حيث أكدت على االشكال املتزايدة واالنشطة املتعددة للجرمية املنظمة اليت تشمل االجتار يف املخدرات
وجتارة البشر ( تهريب املهاجرين ) سرقات السيارات و تهريب املواد االسرتاتيجية ،فضالً عن تنامي معدالت اجلرائم االقتصادية مثل تزوير بطاقات االئتمان ،وغسيل االموال وغريها من اجلرائم. مجاعات اجلرمية
املنظمة دولياً .
• شهدت جرائم العنف واالرهاب تزايد ملحوظ ،حيث اشارت إحدى الدراسات أن نسبة االرهاب زادت يف بداية الثمانينيات بنسبة % 56,4مما يؤكد التصاعد الكبري يف حجم العمليـات
االرهابية ،وقد أولت منظمة االمم املتحدة اهتمامها مبواجهة هذه اجلرائم ،حيث تناولت الكثري من الظواهر االجرامية وتناولت مناقشة مظاه ر العنف وجرائم االرهاب ،والرقابة على تداول
زيادة معدالت
االسلحة ،التعاون الدولي يف هذا اجملال ..باإلضافة لذلك ،ونتيجة تطور البشرية وما أفرزته ثورتي املعلومات واالتصاالت وانتشار استخدام أجهزة احلاسب األلي وشبكة املعلومات الدولية
والسيما أعمال االقتصاد واملعامالت الدولية والبنوك ظهرت اجلرائم املستحدثة مثل جرائم املعلومات واحلاسبات األلية واليت قدر حجم خسائرها باملليارات.
جرائم العنف
واالرهاب.
• الشك أن حتقيق االمن يرتبط بتكاتف االفراد واجلماعات مع رجال الشرطة يف حتقيق الرسالة السامية لألمن ،وتتعدد الصور اىل تربز ضعف إسهام املواطنني فى معاونة الشرطة ومنها:
• عزوف املواطنني عن االبالغ عن اجلرائم.
• عدم إفصاح بعض املواطنني عما لديهم من معلومات جرائم وقعت بالفعل خوفاً من بطش مرتكبيها ،أو عدم التمكن من تبني صحتها أو من عدمه .
• قلة الوعي األمين لدى اجلمهور ،ومبا حيب أن يفعله جتاه اجلرائم عند وقوعها ،مثل طمس معامل مسرح اجلرمية دون وعي ،وتواجد اجلمهور فى أماكن احلوادث مثل احلرائق مما يعوق عمليات االنقاذ. عدم تعاون بعض
• مساهمة املواطنني أنفسهم يف ارتكاب اجلرائم ،بإهماهلم فى اختاذ بعض االجراءات والتدابري املناسبة ملنع ارتكاب اجلرمية ،مثل عدم غلق جيداً وتركها يف الطريق العام ،أو إغالق احملالت التجارية ،وغريها. 52
املواطنني مع
وأصبحت الشرطة هي
الشرطةاجملتمع
على -أفرادإدارة سيطرته
الزنط يحيىلفرض •اسهم التاريخ – قبل ثورة 25يناير – 1952يف إجياد بعض املشاعر غري املرضية بني رجال الشرطة واملواطنني ويرجع الستخدام االستعمار للشرطة كأداة
دكتور / أجهزة الشرطة
العصا الغليظة لالستعمار .
()3
مناخ العمل الشرطي
53
انتهاء الفصل األول بحمد هللا وتوفيقه
دكتور /يحيى الزنط -إدارة الشرطة