You are on page 1of 53

‫محاضرات‬

‫مادة القيادة األمنية‬


‫ودورها في عمليات إتخاذ القرار المني‬
‫لطلبة السنة الثالثة‬

‫دكتور ‪ /‬يحيى عطوة الزنط‬


‫العام الدراسي ‪2014 / 2013‬‬
‫الجزء األول‬

‫‪1‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫بِسْمِ اللَّهِ الرَّ ْحمَنِ الرَّحِيمِ‬

‫( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ‬


‫وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ‬
‫إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ‬
‫فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )‬
‫صدف اهلل العظيم‬
‫‪‬‬ ‫قرأن كريم ‪ ،‬سورة التوبة ‪ ،‬اآلية (‪) 105‬‬

‫‪2‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫تعريف العلم ومفهومه وتقسيماته‬

‫العِلْـمُ‪ ،‬هو كل نوع من املعارف أو التطبيقات‪ .‬وهو جمموع مسائل وأصول كليّة تدور حول‬
‫موضوع أو ظاهرة حمددة وتعاجل مبنهج معني وينتهي إىل النظريات والقوانني ‪.‬‬

‫ويعرف بأنه "االعتقاد اجلازم املطابق للواقع وحصول صورة الشيء يف العقل"‪.‬‬

‫و بتعريف أكثر حتديدًا‪ ،‬العِلْـمُ هو منظومة من املعارف املتناسقة اليت يعتمد يف حتصيلها على‬
‫املنهج العلمي دون سواه‪ ،‬أو جمموعة املفاهيم املرتابطة اليت نبحث عنها ونتوصل إليها بواسطة‬
‫هذه الطريقة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫يتطابق ظهور العِلم مع نشأة اإلنسانية‪ ،‬وقد شهد خالل تارخيه سلسلة من الثورات والتطورات خالل العديد‬
‫من احلُقب الزمنية املختلفة ‪ ،‬لعل أبرزها تلك اليت تلت احلرب العاملية الثانية‪ ،‬مما جعل العلم ينقسم لعدة فروع‬
‫أو ُعلُوم‪ .‬تصنف العلوم حسب العديد من املعايري‪ ،‬فهي تتميز بأهدافها ومناهجها واملواضيع اليت تدرسها‪:‬‬

‫حسب األهداف‪ :‬منيز العلوم األساسية (مثل الفيزياء) والعلوم التطبيقية (مثل الطب)‪،‬‬

‫حسب املناهج‪ :‬منيز العلوم اخلربية أو التجريبية (أي تلك اليت تعتمد على الظواهر القابلة للمالحظة واليت ميكن‬
‫اختبار صحة نظرياتها عن طريق التجربة) والعلوم التجريدية أو الصحيحة (املعتمدة على مفاهيم وكميات‬
‫جمردة‪ ،‬واالستدالل فيها رياضي‪ -‬منطقي)‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫حسب املواضيع‪ ،‬منيز ‪:‬‬
‫العلوم اإلدراكية‬ ‫العلوم اإلنسانية أو البشرية (علوم اجتماعية)‬ ‫العلوم الطبيعية‬
‫العلوم اهلندسية والرياضية‪.‬‬
‫• مثل العلوم العصبية واللسانيات واملعلوماتية‪...‬‬ ‫• وهي اليت تدرس اإلنسان وجمتمعاته واالقتصاد والنفس و االدارة ‪..‬‬ ‫• (الشاملة كالفيزياء والكيمياء أو املتخصصة كعلم األحياء أو علم األرض)‪.‬‬

‫وتعترب اإلدارة من أهم األنشطة اإلنسانية يف أي جمتمع‪ ،‬على أساس أختالف مراحله‪ ،‬تطوره‪ ،‬وذلك ملا لإلدارة من تأثري علي حياة اجملتمعات الرتباطها بالشؤون‬
‫االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والسياسية‪.‬‬

‫اإلدارة[فرع من العلوم االجتماعية‪ ،‬هي عملية التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة املوارد املادية والبشرية للوصول إىل أفضل النتائج بأقصر الطرق‬
‫واقل التكاليف‪.‬‬

‫وتعترب اإلدارة من أهم األنشطة اإلنسانية يف أي جمتمع‪ ،‬على أساس اختالف مراحله‪ ،‬تطوره‪ ،‬وذلك ملا لإلدارة من تأثري علي حياة اجملتمعات الرتباطها بالشؤون‬
‫االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والسياسية‪.‬‬

‫وألن اإلدارة هي اليت تقوم جبمع املوارد االقتصادية وتوظيفها لكي نشبع بها احلاجات الفرد واجلماعة يف اجملتمع‪ .‬فباإلدارة يصنع التقدم االجتماعي‪ ،‬وعليها‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫تعتمد الدول يف حتقيق التقدم والرخاء ملواطنيها‪ ،‬واإلدارة الناجحة هي األساس يف جناح املنظمة وتفوقها على منافسيها‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ويف هذا السياق جند من املستحب بل من الواجب اإلشارة‬
‫إىل أن اإلدارة نوعان‪:‬‬

‫تتميز بكونها تعمل يف ظروف احتكارية‪ ،‬تؤدي خدمات عامة ليس هدفها الربح‬ ‫فرع ‪:1‬‬
‫إمنا اخلدمة واجب‪ ،‬تلتزم قاعدة مساواة املواطنني أمام اخلدمة دون متييز‪ ،‬كما أن‬
‫هذه اإلدارة تعترب ذات مسؤولية عامة وضخمة وفيها عدد كبري من املوظفني‪.‬‬ ‫اإلدارة‬
‫العامة‪:‬‬
‫تتميز بروح املنافسة احلادة كما أن هدفها األمسى هو حتقيق أقصى ربح ممكن عن‬ ‫فرع ‪:2‬‬
‫طريق إدارة املشروعات اخلاصة وعي عادة أصغر من اإلدارات العامة‪ ،‬وفيها عدد‬
‫قليل من املوظفني والعاملني‪ ،‬حيث ال يتم توظيف أحد ليسوا حباجة إليه‪.‬‬ ‫إدارة‬
‫‪6‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫األعمال‪:‬‬
‫تقسيمات العِـلـــــــــــــــــــم‬

‫العلوم األساسية‬
‫العلوم الطبيعية‬
‫العلوم‬
‫(الشاملة أو املتخصصة‬ ‫العلوم اخلربية أو‬
‫اإلدراكية‬ ‫العلوم التطبيقية‬
‫التجريبية‬
‫والعلوم التجريدية‬
‫أو الصحيحة‬
‫‪‬‬
‫العلوم اإلنسانية أو‬
‫العلوم‬ ‫البشرية (علوم‬
‫اهلندسية‬ ‫وظائف االدارة ‪:‬‬
‫اجتماعية)‬
‫‪ ‬التخطيط ‪.‬‬
‫إدارة‬
‫عامة‬ ‫‪ ‬والتنظيم ‪.‬‬
‫‪ ‬والتنسيق‪.‬‬
‫االدارة‬ ‫‪ ‬التوجيه والرقابة‬
‫إدارة‬
‫اعمال‬
‫‪7‬‬
‫دكتور ‪ /‬حييى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫الفصل الرابع‬ ‫الفصل الثالث‬
‫مهارات القائد األمين‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫الفصل األول‬
‫أساليب القائد األمين يف صنع‬
‫وأساليب تنميتها‬ ‫أمناط ومهام القائد األمين‬ ‫ماهية القيادة‬
‫القرار وترشيده‬

‫املبحث الرابع ‪:‬‬ ‫املبحث الثاني ‪:‬‬


‫املبحث الثالث ‪:‬‬ ‫املبحث األول ‪:‬‬
‫املفهوم املعاصر للقيادة األمنية‬ ‫تطور مفهوم القيادة ‪.‬‬
‫خصائص القيادة األمنية ‪.‬‬ ‫تعريف القيادة ‪.‬‬
‫وعناصرها ‪.‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬املدرسة التقليدية‬
‫أوالً ‪ :‬مدخل السمات ‪.‬‬ ‫أوالً ‪ :‬التعريف‬
‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم األمن‬ ‫تقسيم المنهج ‪‬‬
‫الكالسيكية ‪.‬‬
‫مدخل الرجل العظيم‬ ‫ثانياً ‪:‬‬ ‫اللغوي ‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬طبيعة القيادة‬ ‫املطلب الثاني ‪ :‬املدرسة‬
‫ثالثاً ‪ :‬املدخل املوقفي ‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬التعريف‬
‫األمنية وعناصرها ‪.‬‬ ‫السلوكية النيوكالسيكية‪.‬‬
‫رابعاً ‪:‬املدخل التفاعلي ‪.‬‬ ‫االصطالحي ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬القائد األمين‪.‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬النظريات الكمية‬
‫ثالثاً ‪ :‬الفرق بني‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مجاعة التابعني الفرع‬ ‫‪.‬‬
‫القائد واملدير ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬املوقف األمين ‪-1‬‬ ‫املطلب الرابع ‪ :‬املدارس اإلدارية‬
‫خصوصية أهداف القائد األمين‬ ‫احلديثة ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬تصاعد مشكالت العمل‬
‫الشرطي ‪.‬‬
‫‪ -3‬طبيعة مناخ العمل األمين ‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫تعريف القيادة ‪.‬‬ ‫املبحث األول‬
‫أوالً ‪ :‬التعريف اللغوي ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬التعريف االصطالحي ‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬الفرق بني القائد واملدير ‪.‬‬

‫تطور مفهوم القيادة ‪.‬‬ ‫املبحث الثاني ‪:‬‬


‫املطلب األول ‪ :‬املدرسة التقليدية الكالسيكية ‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬املدرسة السلوكية النيوكالسيكية‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬النظريات الكمية ‪.‬‬
‫املطلب الرابع ‪ :‬املدارس اإلدارية احلديثة ‪.‬‬

‫الفصل األول‬
‫خصائص القيادة األمنية ‪.‬‬ ‫املبحث الثالث‬
‫ماهية القيادة‬
‫أوالً ‪ :‬مدخل السمات ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬مدخل الرجل العظيم‬
‫ثالثاً ‪ :‬املدخل املوقفي ‪.‬‬
‫رابعاً ‪:‬املدخل التفاعلي ‪.‬‬

‫املفهوم املعاصر للقيادة األمنية وعناصرها ‪.‬‬ ‫املبحث الرابع‬


‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم األمن‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬طبيعة القيادة األمنية وعناصرها ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬القائد األمين‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مجاعة التابعني‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬املوقف األمين‬
‫‪9‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫‪ - 1‬خصوصية أهداف القائد األمين ‪.‬‬
‫‪ - 2‬تصاعد مشكالت العمل الشرطي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬طبيعة مناخ العمل األمين ‪.‬‬
‫أوالً‬
‫التعريف اللغوي‬

‫ثانياً‬
‫الفرق بني‬ ‫املبحث األول‬
‫التعريف االصطالحي‬
‫القائد واملدير‬ ‫تعريف القيادة‬ ‫‪.‬‬

‫ثالثاً‬
‫‪.‬‬ ‫الفرق بني القائد واملدير‬

‫‪10‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫هناك عدد من املصطلحات اإلدارية جيب اإلملام بها لكشف غموضها وبيان مقصدها‬
‫وإظهار داللتها اللغوية عند تناولنا للحديث عنها ‪ ،‬والتعريفات هلا نوعان ‪ :‬النوع‬
‫االول هو التعريف اللغوي ‪ :‬تعريف القيادة‬

‫تعريف‬
‫(القود) يف اللغة نقيض (السوق ) ويقال قيده باإلحسان‪ ،‬يقال يقود الدابة من أمامها‬
‫ويسوقها من خلفها وعليه فمكان القائد يف املقدمة كالدليل والقدوة واملرشد ‪ .‬وقد‬
‫القيادة‬
‫ورد مفهوم القيادة يف اللغة حتت كلمة قود واالقود من الرجال أي الشديد العنق ومسي‬
‫بذلك لقلة التفاته‪ ،‬أي انه إذا اقبل على شيء بوجهه مل يكن ليصرف وجهه عنه (ابن‬
‫منظور‪ - 1998 ،‬ص ‪ ، ) 37‬إما معنى القيادة االصطالحي ‪Leadership‬‬
‫ووفقاً ل ‪ Oxford‬فيشري‪ :‬بأنها السمات أو الصفات اليت من املمكن أن يتحلى بها‬
‫من يتخذ دور القائد ‪)Oxford , 2003 : 403( .‬‬ ‫‪11‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫القيادة مبعنى‬
‫‪commander‬‬
‫القيادة مبعنى‬
‫‪leader‬‬ ‫ويقصد بها الرئيس السمي‬
‫اإلدارة‬ ‫الذي ميلك السلطة‬
‫وهذا املعين أمشل ‪ ،‬باإلضافة‬
‫‪management‬‬ ‫واالختصاصات اليت متكنه‬
‫هي علم استخدام‬ ‫إىل مشوليته للسلطة فإنه‬
‫يشتمل على القدرة يف التأثري‬ ‫من التحكم يف مرؤوسيه ‪،‬‬
‫الطاقة البشرية‬ ‫واليت تستند إىل رتبة أو‬
‫واالمكانات املادية املتاحة‬ ‫على األخرين ‪.‬‬
‫اقدمية يف الشرطة أو‬
‫لتحقيق األهداف املنشودة‬ ‫القوات املسلحة ‪.‬‬
‫بكفاءة وفعالية ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫النوع الثاني من التعريفات ‪ :‬التعريف االصطالحي ‪:‬‬

‫هناك العديد من املداخل اليت تناولت تعريف ومفهوم القيادة ‪ ،‬فهناك املدخل‬
‫الوراثي و مدخل الشخصية واملدخل االجتماعي واملدخل املوقفي ومدخل‬
‫الشخصية اجلماهريية ومدخل النظم وغريها ‪ ،،‬ويرها البعض بأنها « توجيه‬
‫سلوك األخرين « ويراها البعض األخر « بأنها تلك القدرة اليت يستأثر بها القائد‬
‫فى التأثري على األخرين وتوجيههم بطريقة معينة يتسنى معها كسب طاعتهم‬
‫واحرتامهم ووالئهم ‪ ،‬وشحذ هممهم وخلق تعاون بينهم يف سبيل حتقيق هدف‬
‫بذاته ‪.‬‬

‫ومن جانبنا نرى أن « القيادة « ومن مقاربة سيربانية‪:‬‬


‫بأنها «علم وفن وموهبة ومعرفة يتم تسخريها للتأثري والتحكم والسيطرة يف التابعني‬
‫حتقيقاً هلدف حمدد‪».‬‬
‫‪13‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫بيان وشرح عناصر التعريف‬
‫حيث ميكن تقسيم التعريف إىل ثالثة عناصر أساسية على النحو التالي ‪:‬‬

‫هدف حمدد‬ ‫علم وفن وموهبة ومعرفة‬


‫التأثري يف األخرين هو جوهر القيادة‬
‫‪ -‬وهي توليـد قناعـات لـدي واجلماعـة‬ ‫‪ -‬القيادة موهبة ‪ :‬أي تعتمـد‬
‫وحثهم على حتقيق االهـداف املنشـودة‬ ‫علــــى القــــدرات الذاتيــــة‬
‫برغبــة مــنهم ‪ ،‬وهــو عامــل نفســي ‪،‬‬ ‫الشخصــــــــية للقائــــــــد‪،‬‬
‫أهداف‬ ‫وبالتــالي تتعــدد االســاليب الــيت يلجــأ‬ ‫والقــدرات الذاتيــة وملكاتــه‬
‫املنظمة‬ ‫إليها القائد للتأثري على اجلماعة ‪ ،‬فقد‬ ‫ألداء رسالته‪.‬‬
‫أهداف‬ ‫يكون التأثري علـى اجلماعـة مـن خـالل‬ ‫‪ -‬القيادة معرفة ‪ :‬أي تـرتبط‬
‫القائد‬ ‫اخلــربات الســابقة الــيت ميتلكهــا ‪ ،‬والــيت‬ ‫بــالعلوم املكتســبة ومهــارة‬
‫الذاتية‬ ‫مـن خالهلــا يســتطيع إقنــاعهم بشــكل‬ ‫القائــد لــذلك فيــه تعتمــد‬
‫أهداف الفرد‬ ‫موضــوعي ‪ ،‬او مــن خــالل الســلطة او‬ ‫علــى املــنهج العلمــي الــذي‬
‫الشخصية‬ ‫من خالل احلوافز املعنوية واملادية ‪.‬‬ ‫يقوم على املالحظ والتجربة‬
‫واالستنتاج والقياس ‪ ،‬وفـن‬
‫التطبيق ‪.‬‬
‫أهداف‬
‫اجلماعة‬ ‫‪14‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫أهداف املنظمة‪ :‬وهي األهداف اليت تسعي املنظمات لتحقيقها وكتنت سبباً إلنشائها ‪ ،‬سواء كانت أهداف اقتصادية أو اجتماعية أو‬
‫سياسية أو تنموية أو غريها ‪ ،‬وغالباً ما تكون هذه األهداف واضحة وحمددة ‪ ،‬ولكن األمر سحتم على القائد بذل جهد كبري إلقناع‬
‫العاملني بأهميتها وجدواها ‪.‬‬

‫أهداف مجاعة التابعني‪ :‬وهى جمموعة األهداف اليت تسعي اجلماعة لتحقيقها ‪ ،‬وترز فى اجلماعات غري الرمسية اليت تسود‬
‫املنظمات مثل النقابات أو االحتادات أوغريها ‪ ،‬وغالباً ما تكون هذه االهداف معنوية تتصل بتحقيق مزيد من االستقرار والرعاية‬
‫اإلجتماعية باختالف أنواعها ‪.‬‬

‫أهداف الفرد الذاتية ‪ :‬وهي جمموعة األهداف أو املكاسب املادية واملعنوية اليت يسعي الفرد للحصول عليها من انتمائية للمنظمة و‬
‫العمل بها ‪ ،‬ويربز دور القائد يف حماولة املوازنة واملواءمة بني إهداف الفرد الذاتية وأهداف املنظمة أو اجلماعة اليت ينتمي إليها ‪ ،‬وقد‬
‫تكون متعارضة يف بعض األحيان ‪ ،‬ويظر جلياً يف هذه املواقف قوة وقيمة تأثري القائد على اجلماعة ‪.‬‬

‫األهداف الذاتية للقائد ‪ :‬وهي أهداف القائد اخلاصة ‪ ،‬سواء اتفقت هذه أهداف املنظمة أو مجاعة التابعني أو أهداف األفراد ‪ ،‬وقد‬
‫تكون أهداف مادية أو معنوية ‪ ،‬كما قد يقوم القائد باإلعالن عن تلك األهداف أو جيعلها يف طي الكتمان ويسعي غلى حتقيقها‬
‫بشكل مسترت ‪.‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬

‫‪15‬‬
‫الفرق بني القائد واملدير‬
‫املديــــــــر‬ ‫القائــــــــــــــــد‬ ‫وجه املقارنة‬ ‫م‬
‫يكتسبها من اختصاصه الوظيفي يف حدود‬ ‫رضا اجلماعة ‪ ،‬وقدرته على التأثري فيهم ‪ ،‬وتوليد‬ ‫مصادر السلطة‬ ‫‪1‬‬
‫الصالحيات املمنوحة إليه من املنظمة والقوانني‬ ‫لديهم الرغبة حنو حتسني األداء‬
‫واللوائح ‪.‬‬
‫يهتم بأهداف املنظمة دون النظر لتابعيه ومدى‬ ‫من خالل اجلماعة أو التابعني ‪ ،‬ولدية القدرة على‬ ‫حتديد األهداف‬ ‫‪2‬‬
‫إميانهم وإدراكهم ألهمية هذه األهداف ‪.‬‬ ‫إقناعهم بأهميتها وجدواها‪.‬‬

‫يسعي للعمل مع األخرين ويعتمد أساساً على اإلسهام‬ ‫يسعى لالستماع لألخرين ويتصدى الختاذ القرار‬ ‫القدرة على اختاذ القرار‬ ‫‪3‬‬
‫يف التشاور مع األخرين ‪.‬‬ ‫بنفسة ‪ ،‬وبشجاعة وحتمس وإميان منه ‪.‬‬

‫جتده حبيس ومقيد باألنظمة واللوائح والقواعد اليت‬ ‫يعتمد على العديد من املداخل اإلبداعية واالبتكارية يف‬ ‫القدرة على االبداع‬ ‫‪4‬‬
‫تنظم العمل داخل املنظمة ويستخدم دوماً ما تتيحة‬ ‫أداء العمل وال يعتمد على االنظمة واللوائح يف اداء دورة‬ ‫والتجديد‬
‫له السلطة من صالحية توقيع اجلزاء أو منح املكافأة‬ ‫ووظيفته‬
‫إلدارة العمل يف املنظمة‬

‫يسعي إىل بقاء احلال فى املنظمة إىل ما هي عليه ‪،‬‬ ‫يسعى إىل التطوير والتحديث واألبداع خاصة يف‬ ‫االجتاه للتطوير‬ ‫‪5‬‬
‫دون تطوير أو إصالح جوهري ‪ ،‬ويقتصر دورة على‬ ‫اجلوانب اجلوهرية للمنظمة ‪.‬‬
‫االصالحات الضرورية ‪.‬‬

‫ينظر للمنظمة بنظرة غري شخصية ترتبط بنظرة‬ ‫ينظر للمنظمة باعتبارها هدفاً شخصيا ‪ ،‬ويبذل فيها‬ ‫النظر إىل املنظمة‬ ‫‪6‬‬
‫االدارة العليا ‪.‬‬ ‫وقته وجهده وطاقاته ‪ ،‬ويعتربها جزء من حياته ‪،‬‬ ‫‪16‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬ ‫وترتبط بها طموحاته ‪.‬‬
‫املطلب األول املدرسة‬
‫التقليدية الكالسيكية ‪.‬‬

‫املبحث الثاني‬ ‫املطلب الثاني املدرسة‬


‫املطلب الرابع املدارس‬ ‫السلوكية‬
‫اإلدارية احلديثة ‪.‬‬ ‫تطور مفهوم القيادة‬ ‫النيوكالسيكية‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫املطلب الثالث‬
‫النظريات الكمية‬ ‫‪17‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫املطلب األول‬
‫املدرسة التقليدية الكالسيكية‬

‫نظرية اإلدارة العلمية‬


‫( فريدرك تايلور)‬

‫نظرية املرحل واملبادئ‬


‫( هنري فايول)‬

‫نظرية اإلدارة التجريبية‬


‫( أرنست ديل)‬

‫‪18‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫نظرية اإلدارة العلمية‬
‫( فريدرك تايلور)‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬

‫اعتمدت علي طرق أداء العمل وحتليل عنصري الوقت واحلركة ‪ ،‬مبعنى أن هناك طرق مثلى ألداء آي عمل ‪ ،One best way‬وذلك من‬
‫خالل ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أداء العمل يف أقل وقت ممكن ‪ -2 .‬أداء العمل بأقل جهد متاح ‪ – 3 .‬أداء العمل إنتاجية أعلى ‪.‬‬

‫ويتم حتقيق ذلك عن طريق ما يلي ‪:‬‬


‫‪ -1‬الرتتيب العلمي ألدوات اإلنتاج ‪ -2 .‬استبعاد احلركات غري الضرورية ‪ -3 .‬اختصار الوقت الضائع ‪.‬‬

‫وقد ارتكزت هذه النظرية على ما يلي ‪:‬‬


‫‪ -1‬التخصص وتقسيم العمل ‪ -2 .‬إبراز أهمية حسن اختيار العاملني وتكليفهم بالعمل املناسب ‪ -3 .‬تنمية العاملني وتدريبهم ‪-4 .‬‬
‫أهمية احلوافز يف تشجيع العمال على زيادة اإلنتاج ‪.‬‬

‫النقد املوجه للنظرية ‪ -1 :‬معاملة العامل كألة صماء دون النظر إىل ظروف العامل الشخصية وبواعثه ‪ -2 .‬إهمال اجلوانب اإلجتماعية‬
‫واإلنسانية والسيكولوجية للعامل ‪ – 3 .‬خلق جو من املنافسة غري الرغوبة ( الصراع) بني العاملني وإشاعة احلقد والكراهية بني أفراد هذه‬
‫الطبقة ‪ -4 .‬االهتمام مبشاكل اإلدارة على مستوى الورشة ( أو الوحدات الصغرية ) دون املستوى االسرتاتيجي ( على مستوى املنشأة بأكملها‬
‫)‪.‬‬

‫إسهامات النظرية يف مفهوم القيادة ‪ -1 :‬االهتمام بإعداد القادة وتريبهم وتنميتهم ‪ -2 .‬التخطيط السليم لنشاط املنظمة اإلدارية‪-3 .‬‬
‫‪ -5‬وضع القواعد الرياضية التى متكن القائد‬ ‫التحديد واالختيار العلمي للعاملني وتنميتهم ‪ -4 .‬حتديد معايري لقياس كفاءة األداء ‪.‬‬
‫من حتديد أثر احلوافز املالية على تنشيط العاملني ‪ -6 .‬توجيه االهتمام ألهمية احلل الفوري للمشكالت اليت تظهر بني القيادات واملديرين و‬
‫املنفذين ‪.‬‬ ‫‪19‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬

‫نظرية املرحل واملبادئ‬


‫( هنري فايول)‬

‫حدد هنري فايول مخسة عناصر أساسية لإلدارة يف كتابة ‪ elements of administration‬وكان له إسهام كبري يف تطوير مفهوم‬
‫القيادة وإبراز دورها وأهميتها وهي ‪ -1 :‬التخطيط ( ‪ (planning‬ويقصد به عنصرين هما ‪ :‬أ – التنبؤ ‪ .‬ب – التخطيط ‪-2 .‬‬
‫التنظيم (‪ )organization‬ويعين إمداد املشروع بكل ما حيتاجه من رأس مال ومواد أولية ‪ -3 .‬القيادة ‪ ،‬أي سلطة إصدار األمر‬
‫(‪ )command‬وتعين تنقيذ التنظيم ‪ – 4 .‬التنسيق ) ‪( coordination‬‬
‫وتعين التوازن بني األهداف كالً على حدة ‪ -5 .‬الرقابة )‪ (control‬وهي عملية الكشف عن سري األمور طبق ًا للخطة املوضوعة ‪، .‬‬
‫وكما حدد فايول ‪ 6‬جمموعات الزمة إلدارة أية أنشطة إلدارة األعمال وهى ‪ ( :‬فنية ‪ ،‬جتارية ‪ ،‬مالية‪ ،‬حسابات‪ ،‬أمن ‪ ،‬إدارية ) ‪ ،‬وهي جمموعات‬
‫تتواجد يف كافة املنظمات ‪.‬‬

‫مبادئ هنرى فايول ‪ :‬أسهم فايول يف ترشيد سلوك املديرين ‪ ،‬ووضع ( ‪ )14‬مبدأ ‪ ،‬من شأنها أن متكن القادة من أداء رسالتهم وهي ‪-1 :‬‬
‫مبدأ تقسيم العمل ‪ -2 .‬مبدأ السلطة واملسئولية ‪ -3 .‬مبدا النظام والتأديب ‪ -4 .‬مبدأ وحدة السلطة األمرة‪ -5 .‬مبدا وحدة التوجيه ‪.‬‬
‫‪ -6‬مبدأ خضوع املصلحة الشخصية للمصلحة العامة ‪ -7 .‬مبدأ تعويض املستخدم ‪ -8 .‬مبدأ املركزية ‪ -9 .‬مبدأ تتدرج السلطة ‪10 .‬‬
‫– مبدأ الرتتيب والنظام ‪ -11 .‬مبدا املساواة‪ – 12 .‬مبدأ ثبات املستخدمني ‪ -13 .‬مبدأ املبادأة ‪ – 14 .‬مبدأ روح التعاون ‪.‬‬

‫إسهامات نظرية ( املراحل واملبادئ) أو (نظرية مبادئ فايول) يف تطوير مفهوم القيادة اإلدارية ‪ :‬يرى البعض أنه أول من ساهم يف إرساء‬
‫‪20‬‬
‫نظرية السمات ‪ ( ،‬حيث قسم مسات القادة إىل مسات شخصية مثل سالمة البنية وقوة الشخصية‪ ،‬ومسات ذاتية القدرة على حتمل املسئولية‬
‫واملبادأة ‪ ،‬ومسات فنية مثل كفاءته يف أداء العمل )‪ ، .‬كما أشار إىل أهمية التدريب وأهمية أنشاء معاهد للتدريب وتنمية القادة‬
‫نظرية اإلدارة التجريبية‬
‫( أرنست ديل)‬

‫تشري هذه النظرية إىل ضرورة االعتماد على دراسة التجارب الناجحة للقادة الذين أثبتوا كفاءتهم يف ميادين العمل املختلفة باختاذهم‬
‫قرارات ناجحة ‪ ،‬ودراسة طرقهم وخططهم واالستفادة من الدروس اليت مرت بهم ‪ ،‬وتعتمد هذه النظرية على دراسة التجارب كالً على‬
‫حدة ‪.‬‬

‫واملدخل هلذه النظرية يؤكد على ما يلي ‪:‬‬


‫‪ (1‬الرتكيز على أهمية القيادة االدارية من خالل السعي لدراسة التجارب ‪.‬‬
‫‪ (2‬تعتمد على حتليل جتارب املدرين والقادة الناجحني ‪.‬‬
‫‪ (3‬استخالص التعميمات منها ‪.‬‬
‫‪ (4‬دراسة األخطاء املرتكبة فى قراراتهم ‪.‬‬
‫‪ (5‬تدارك أوجه القصور عند قيام القادة اجلدد باختاذ قراراتهم ‪.‬‬
‫‪ (6‬نقل خالصة التجربة إىل املمارسني والدارسني ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫املطلب الثاني‬
‫املدرسة السلوكية النيوكالسيكية‬
‫(نظرية العالقات اإلنسانية)‬
‫( ألتون مايو)‬

‫برزت أفكار املدرسة السلوكية لسد الثغرات والعوامل اليت مل تهتم بها املدرسة العلمية ‪ ،‬وحتوي هذه املدرسة فكراً جوهره أن احلافز املادي‬
‫( االقتصادي) عامل غري هام لتحقيق إنتاجية أكرب للعامل إذا ما قورن بعوامل أخرى نفسية وحسية واجتماعية ‪ ،‬وهو عكس ما نادى به‬
‫تايلور ‪ ،‬وكان ما أسباب ظهور أفكار هذه املدرسة مطالبات العمال بضرورة اهتمام اإلدارة حبل مشكالتهم اإلجتماعية ‪ ،‬وتزايد قوة‬
‫العمال باعتبارهم فئة جتمعها مطالب مشرتكة ( مثل االحتجاجات العمالية واالضرابات عن العمل واالعتصامات داخل مقر الشركات‬
‫والطالب الفئوية ‪ ..‬وغريها)‪.‬‬

‫وقد تزامن تطور الفكر اإلداري يف إطار هذه النظرية ‪ ،‬الذي افرتض أن الكفاية اإلنتاجية ترتبط ارتباطاً بعدد من املتغريات اليت أطلق‬
‫عليها( أحوال العمل أو ظروف العمل ‪ 9‬مثل طريقة دفع االجور ( كل ساعة أو اليومية أو باألسبوع أو بالشهر ) وكذا درجة اإلضاءة‬
‫والتهوية وجدولة العمل ‪ ،‬وبإجراء بعض التجارب تبني أن هناك متغرياً جديداً وعلى درجة من األهمية ويتحكم يف الكفاية اإلنتاجية وهو‬
‫الروح املعنوية للعاملني ‪ ،‬وقد أكدت التجارب صحة هذه الفرضية ‘اى أثر إحساس اعمال باهتمام االدارة مبشاكلهم وحرصها على‬
‫مساعهم وأثر ذلك على زيادة الروح املعنوية وزيادة انتمائهم وحتسني الكفاية االنتاجية ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫أهم ما توصلت إيه هذه املدارس ‪ )1( :‬أهمية احلالة املعنوية للعاملني واثرها على إنتاجية العامل ‪ ،‬وهـي عالقـة ديناميكيـة تـؤدي إىل‬
‫إحداث التوازن بني رغبات وحاجات العاملني وأهداف املنظمة ‪ )2( .‬امتدت نتائج هذه التجارب إىل بعد جديد وذلك بالنظر إىل العاملني‬
‫كجزء من نظام اجتماعي متكامل تنعكس مؤثراته على حالة العامل وبالتالي االنتاجية ‪ )3( .‬أثبتت هذه التجارب وجود تنظيمـات غـري‬
‫رمسية بني العاملني هلا مسات حمددة ؛ واهمها ‪:‬‬

‫(أ) العاملون فى الوحدات االنتاجية يكونون تنظيماً غري رمسي ‪ ،‬وله خصائصه واتصاالته غري الرمسية ‪.‬‬
‫(ب) تنبع خصائص التنظيم غري الرمسي من أفراد التنظيم والعاملني أنفسهم ‪ ،‬وتصبح له قواعد غري مكتوبة ‪.‬‬
‫(ج) يظهر داخل التنظيم غري الرمسي كل فرد بدور خمتلف عن دوره فى التنظيم الرمسي ‪ ،‬فهناك املثقف واخلبري والقائد واملتعاون واملهرج‬
‫‪ ...‬إخل ‪.‬‬

‫االنتقادات املوجه هلذه املدرسة ‪:‬‬


‫(‪ )1‬املغاالة يف تقدير العالقات االنسانية كؤثر هام على انتاجية العمل‪.‬‬
‫(‪ )2‬هذه املغاالة قد تؤدي إىل انتشار مظاهر عدم االنضباط واالهمال والتسيب والرتاخي‪.‬‬
‫(‪ )3‬قد تؤدي املغاالة يف تقدير العالقات االنسانية إىل اخللط بني دور الفرد كوظف أو عامل وبني دورة االنساني ‪.‬‬
‫(‪ )4‬كما أنها سعت إىل حتقيق ذاتية الفرد من خالل التنظيم اإلداري للعمل وهو أمر مل تثبت صحته ‪.‬‬

‫إسهام فكر املدرسة السلوكية يف تطوير مفهوم القيادة االدارية ‪:‬‬


‫‪ (1‬ضرورة توجيه اهتمام القيادات بالتنظيمات غري الرمسية واالتصاالت غري الرمسية داخل املنظمات‪.‬‬
‫‪ (2‬دراسة املشكالت النفسية واالجتماعية للعاملني‪.‬‬
‫‪ (3‬ضرورة قيام القادة بالعمل على رفع معنويات العاملني وتضامنهم سعياً لزيادة االنتاج ‪.‬‬
‫‪ (4‬توجيه االهتمام حنو دراسة مدى تأثري املتغريات االجتماعية واملعنوية يف حتقيق زيادة االنتاجية ‪.‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫‪23‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬النظريات الكمية ‪.‬‬
‫(هريبرت ساميون)‬
‫تهتم هذه املدرسة اهتمام خاصاً بالقائد وطريقة صنعه للقرار باعتبار ذلك جوهر عملة ‪ ،‬إىل احلد الذي اعترب فيه البعض أن اإلدارة يف حد‬
‫ذاتها ما هي إال جمموعة من القرارات أكثر منها تنظيماً إدارياً ‪.‬‬

‫وقد أكد هريبرت ساميون على جمموعة من االعتبارات ‪ ،‬ميكن إمجاهلا على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ (1‬اليوجد قرار رشيد بنسبة ‪ %100‬وأن القائد خيتار احللول أو البدائل املناسبة أو املرضية بدال من احللول املثالية ‪.‬‬
‫‪ (2‬أقرتح بعض املعايري الحتيار القائد للبديل املرضي حتقيقا ألهداف االدارة االقل تكلفة ‪ .‬وهذا يتطلب املقارنة بني البدائل فى‬
‫حدود االهداف املعينة التى تسعي إليها االدارة ‪.‬‬
‫‪ (3‬التأكيد على فكرة االختيار التى تسبق كل تصرف إنساني للقائد ‪ ،‬حيث أعترب حممور السلوك اإلدارى هو قدرة النسان علـى‬
‫االختيار واختاذ القرار‪.‬‬
‫‪ (4‬االنسان قدراته حمدودة ‪ ،‬حيث أنه ال يتعامل إال نع جزء معني من املعلومات لذلك فمن املهم اتباع االسلوب العلمي فى اختاذ‬
‫القرار ‪.‬‬
‫‪ (5‬أكد ساميون على دور القيم واملبادئ واالجتاهات اىل يؤمن بها القائد فى اختاذ قرارة‪ ،‬والتى من املمكـن أن تـؤدي إىل اخـتالف‬
‫القرار من شخص ألخر رغم توافر نفس املعلومات وسعيها لتحقيق ذات اهلدف ‪.‬‬

‫‪ ..‬ويرى أنصار هذه املدرسة « أن العمل االداري ما هو إال جمموعة من النماذج والعمليات الرياضية كوسيلة لرتشـيد القـرار والـيت‬
‫تعرف باسم ( حبوث العمليات ) ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫أهم مبادئ النظرية الكمية ‪:‬‬
‫‪ (1‬استخدام االسلوب التحليل العلمي لمواجهة المشكالت االدارية المختلفة‪.‬‬
‫‪ (2‬السعي المستمر لالرتفاع بمستوى وقدرة القائد على اتخاذ القرارات فى‬
‫مواجهة المشكالت االدارية ‪.‬‬
‫‪ (3‬االهتمام بمعيار الفعالية االقتصادية كمعيار أساسي عند القائد للمفاضلة‬
‫بين البدائل المتاحة للقرار‪.‬‬
‫‪ (4‬االستعانة بالنماذج الرياضية المناسبة للمفاضلة بين البدائل المتاحة بدقة ‪.‬‬
‫‪ (5‬تشجيع االدارة على استخدام الحاسبات األلية لتخزين المعلومات‬
‫واسترجاعها للمفاضلة بين البدائل المتاحة للقرار اإلداري‪.‬‬
‫ط‬
‫مميزات تلك النظرية ‪ :‬لذلك كانت هذه المدرسةة أكرةر تفهمةا لعبيعةة عمةل‬
‫القائةد وأهةةدال التنظيمةةات االداريةةة والتةةى تتجلةى أهةةدافها فةةى زيةةادة االنتةاج‬
‫وتحقيق أعلى قدر من الربح ‪ ،‬وبالتالي ابتعدوا عن الفكرة التي كانت مسيعرة‬
‫على المدرسة السلوكية في سعيهم لتحقيق ذات الفرد ‪ ،‬وسعموا إلةى تأكيةد‬
‫المشةةاركة والحةةوافز كأحةةد االسةةالي التةةى تةةدفع العامةةل لاللتةةزام بةةاألوامر‬
‫والقرارات والتعليمات على اختالل أنواعها ‪.‬‬

‫االنتقادات ‪:‬‬
‫‪ (1‬وجهت لهذه النظرية عدة انتقادات يمكن إجمالها على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ (2‬افتراضها أن االنسان محدود الرشد ‪.‬‬
‫‪ (3‬أن الحاسبات االلية أو األجهزة المماثلة أكرر رشداط مةن االنسةان ( القائةد) ‪،‬‬
‫حيةة إعتبةةرت أن االجهةةزة لهةةا قةةدرات هائلةةة علةةى تخةةزين المعلومةةات‬
‫ومعالجتها واسترجاعها ‪ ،‬وبالتالي فهي تقلل من قيمة القائةد متخةذ القةرار‬
‫‪ 25‬وقدراته‪.‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫املطلب الرابع ‪:‬‬
‫املدارس اإلدارية احلديثة‬

‫نظرية النظم‬

‫النظرية املوقفية‬

‫النظرية العامة‬
‫لإلدارة‬
‫‪26‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫نظرية النظم‬

‫حيث ينظر إىل العامل من خالل هذه النظرية على أنه نظام كبري مكون من أنظمة فرعية أصغر وبالتالي يتوقف نشاط كل منها‬
‫على طبيعة النظام األكرب ‪ ،‬ومن هذا املنطلق تطورت وظيفة اجلزئيات مبا يتالءم والنظام االساسي الشامل ‪،‬ينظرمن خالل‬
‫هذه النظرية إىل املنظمة على أنها نظام مفتوح يتسم بالتعقيد‪ ،‬تتفاعل عناصره بصورة مستمرة وأي خلل يصيب أحد هذه‬
‫العناصر يطال السري احلسن للنظام برمته‪ ،‬ويعرف النظام على أنه جمموعة من العناصر املتفاعلة فيما بينها واملوجهة حنو‬
‫هدف مشرتك‪ ،‬ويتمثل هذا التفاعل يف التأثري البيين ما بني هذه العناصر‪ ،‬سواء كان تأثرياً متبادالً ‪( :‬أ) يؤثر يف (ب) و(ب)‬
‫يؤثر يف (أ)‪ ،‬أو تأثرياً متعدياً(أ) يؤثر يف (ب) و(ب) يؤثر يف (ج) ‪ ،...‬إخل‪ ،‬أو تأثرياً حلقياً ‪( :‬أ) يؤثر يف (ب) يؤثر يف (ج)‬
‫يؤثر يف (د) يؤثر يف (أ)‪ ،‬وبناءً على هذه النظرة األخرية فإن التغيري يف النظام إمنا يتم من خالل التغيري يف أحد أو بعض‬
‫عناصره‪ ،‬وقد اطلق عليه البعض «نظرية السلوك التنظيمي «‬
‫مكونات النظام املفتوح‬

‫املدخالت‬
‫املخرجات‬
‫وهي الصورة اجلديدة اليت‬
‫العمليات‬ ‫‪ -1‬املدخالت املادية (املوارد املادية‪،‬‬
‫يقدمها العمل أو النشاط‬
‫وتشمل كافة االنشطة والعمليات االدارية مثل‬ ‫املوارد البشرية‪ ،‬املوارد الفنية)‬
‫القيادة واختاذ القرار واالتصاالت التى حتول‬ ‫‪ -2‬املدخالت املعنوية ‪،‬االهداف ‪،‬‬
‫وميكن أن تكون يف شكل سلع أو‬ ‫املدخالت إىل الصورة املرادة أو املرغوبة‬
‫خدمات خمتلفة‬ ‫والسياسات‪ ،‬اخلطط‪ ،‬املعلومات املتاحة‬
‫واملتصلة بالعمل)‬

‫التغذية العكسية باملعلومات‬


‫‪27‬‬
‫البيئة ‪ :‬وهي اجملتمع الذي ميارس فيه النشاط والذي يعد من العوامل االساسية التى تتفاعل مع النظام يف كافة املراحل السابق ‪ ،‬وتقدم ما‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫يعرف بالتغذية العكسية ورد الفعل والذي تعني النظام على تقييم أداؤه واعادة النظر يف مدخالته أو نشاطاته أو خمرجاته‪.‬‬
‫مسات مدرسة النظم ‪:‬‬
‫‪ -1‬ارتكازها على دراسة التكوين النفسي واالجتماعي لإلنسان يف ضوء معطيات العوامل الداخلية‬
‫واخلارجية اليت تؤثر عليه‪ ،‬وبالتالي ال تهتم باجلانب الفيزيولوجي الذي أهتمت به املدارس التقليدية فى‬
‫االدارة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أهتمت هذه املدرسة بتأثري البيئة فى السلوك التنظيمي وابرزت أهمية العادات والتقاليد‬
‫والعالقات السائدة يف النظام وتعترب أن النظام يؤثر ويتأثر بالبيئة احمليطة به ‪.‬‬
‫‪ -3‬أهتمت هذه املدرسة بالتنظيم غري الرمسي الذي يوجد داخل كل نظام وتسعي غلي تطوره‬
‫واستغالل تأثريه على النظام يف حتقيق االهداف املنشودة ‪.‬‬

‫إسهام نظرية النظم يف تطوير مفهوم القيادة اإلدارية‬


‫‪ ‬أظهرت هذه املدرسة أثر عامل جديد هو البيئة احمليطة باملنظمة وهى جمموعة العوامل اليت مياس‬
‫القائد عمله من خالهلا‪.‬‬
‫‪ ‬أبرزت دور البيئة احمليطة باملنظمة وأثرها فى حتديد السلوك التنظيمي والعالقات املتبادلة بني‬
‫املنظمة والبيئة‪.‬‬
‫‪ ‬ألقت الضوء ولفتت اإلنتباة إىل ضرورة مراعاة القائد عند إدارته للمنظمة إىل أثر العوامل البيئية‬
‫املنشودة‬ ‫األهداف‬ ‫حتقيق‬ ‫حنو‬ ‫السلوك‬ ‫توجيه‬ ‫ويف‬ ‫التنظيم‬ ‫إدارة‬ ‫أساليب‬ ‫‪28‬‬
‫على‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫النظرية الموقفية‬

‫تستند هذه النظرية على أنه» ال يوجد منط إداري واحد يناسب كافة املنظمات أو كافة الوحدات الفرعيـة‪،‬‬
‫بل جيب أن تتفق طبيعة النمط اإلداري السائد مع املواقف الذي تتعامل معه ‪ ،‬واملتغريات الـيت تـؤثر‬
‫فيه أيضاً‪ ».‬وبالتالي ليس هناك منط قيادي أمثل او منط تنظيمي أمثل ‪ ،‬بل إن النمط األمثل هـو الـذي‬
‫يتفق واملؤثرات املختلفة املتصلة باملدير أو القائد ‪ ،‬وكذا املؤثرات املتصلة بطبيعة العمل الذي يؤدى‬
‫داخل التنظيم ‪ ،‬وكذا املؤثرات اليت تفرضها البيئة اليت تعيش فيها املنظمة‪.‬‬
‫وهذه املدرسة تنطلق يف أساسها مـن نظريـة مشوليـة أطلـق عليهـا « نظريـة اإلدارة املوقفيـة « والـيت‬
‫ترتكز على فكرة تباين العالقات بني االنظمة املختلفة وتباين العالقات بـني الفـروع املختلفـة داخـل‬
‫النظام ‪ ،‬وتباين العالقات داخل املنظمات والبيئة احمليطة بها ‪.‬‬

‫إساهم النظرية يف مفهوم القيادة‬


‫ضــرورة األخــذ يف االعتبــار اجلوانــب الســلوكية والنفســية واملوضــوعية احمليطــة بالبيئــة‬
‫التنظيمية ( سواء السـمية‪ ،‬أو اإلجتماعيـة ‪ ،‬أو االقتصـادية‪ ،‬أو السياسـية ) ‪ ،‬حبيـث‬
‫يضع‪29‬القائد هذه اجلوانب أمام بصرة وبصريته حتى يتمكن أن يدير املنظمة بأعلى قدر من‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫الكفاءة والفعالية ‪.‬‬
‫نظرية اإلدارة املوقفية‬

‫مؤثرات خاصة‬
‫بالقائد أو‬
‫املدير‬

‫مؤثرات خاصة‬ ‫منط إدارة‬ ‫مؤثرات خاصة‬


‫بالبيئة‬

‫املنظمة‬
‫بطبيعة العمل‬
‫احمليطة‬

‫مؤثرات خاصة‬
‫باملرؤوسني أو‬
‫العاملني‬ ‫‪30‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫النظرية العامة لإلدارة‬

‫من خالل العرض املتقدم للمدارس االدارية ‪ ،‬يتبني أن كل مدرسة من املدارس أهتمت جبانب حمدد ومؤثر على موضوع‬
‫القيادة األمنية سعياً إلبراز هذا اجلانب الذي اعتربته يفوق كافة اجلوانب األخرى ؛ وعليه ميكننا أن خنلص إىل أن ‪:‬‬
‫املدرسة العلمية ‪ :‬ارتكزت على اجلوانب املادية وتؤكد أهمية إتباع القائد للمنهج العملي لتحليل العملية االدارية‬
‫مدرسة املراحل واملبادئ‪ :‬وترتكز على ترشيد سلوك القادة ‪ ،‬وتأكيد دورهم يف زيادة إنتاجية العمل‪.‬‬
‫املدرسة التجريبية‪ :‬واليت تسعى لالستفادة من نتائج التجارب املتلفة للقادة السابقني املشهود هلم وخرباتهم والدروس املستفادة‬
‫منها‪.‬‬
‫املدرسة السلوكية‪ :‬واليت ترتكز على تأثري العنصر االنساني على قدرة القائد على إدارة املنظمة باعتباره أساس السلوك التنظيمي‪،‬‬
‫والوقوف على العوامل املؤثرة على الروح املعنوية للعاملني‪ ،‬لزيادة انتاجية العمل ‪.‬‬
‫املدرسة الكمية‪ :‬اىل تهتم مبراحل أختاذ القائد للقرارات باعتبار اختاذ القرار هو جوهر العملية االدارية‪ ،‬وتسعى اىل حتليل القرار‬
‫وبيان العوامل املؤثرة عليه‪ ،‬ثم تسعى إىل ترشيد القائد للقرار يف ظل هذه العوامل‪.‬‬
‫وظهرت أفكار املدرسة اإلدارية احلديثة متخذة مـن الدراسـة الشـمولية املتكاملـة منهجـاً ملعاجلـة‬
‫بعض املشـكالت اهلندسـية ‪ ،‬ثـم امتـدت للمشـكالت االقتصـادية‪ ،‬واتسـع اجملـال إىل املشـكالت‬
‫اإلدارية ‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬ال يوجد تناقض يف اجلمع بني اهتمامات املدارس االدارية املختلفة لتحقيق غايات ووظائف القائد ‪ ،‬ويف إطار منهج علمي‬
‫منظم يعتمد على املبادئ العلوم السلوكية‪ ،‬ويراعي فيها القائد العوامل البيئية ‪ ،‬واالجتماعية ويستخدم الطرق واالساليب‬
‫املناسبة لإلدارة ‪ ،‬وهذا كله من شأنه أن يطور علم القيادة حبيث يتبع يف إدارة كل منظمة النمط الذي يتالءم وطبيعة مهمتها و‬
‫‪31‬‬
‫الرئيس واملرؤوسني والبيئة اليت متارس فيها‪.‬‬ ‫طبيعة‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫املبحث الثالث‬
‫خصائص القيادة األمنية‬

‫‪32‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫مدخل‬
‫السمات‬

‫املدخل‬ ‫خصائص‬ ‫مدخل الرجل‬


‫التفاعلي‬ ‫القيادة األمنية‬ ‫العظيم‬

‫املدخل املوقفي‬

‫‪33‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫‪ ‬مدخل السمات ‪THE TRAITS THEORY‬‬
‫يعتمد هذا املدخل على تعريف القائد طبقاً ملا يتمتع به الفرد من خصائص ومسات وصفات متكنه من ممارسة دوره‬
‫القيادي ؛ وهناك عدد من اآلراء نعرض ألهمها‬
‫الرأي الرابع‬ ‫الرأي الثالث‬ ‫الرأي الثاني‬ ‫الرأي األول‬

‫‪ -‬ويــري الــبعض األخــر‪ ،‬أهميــة‬ ‫أن خصائص القيادة الناجحة‬


‫متتــع القائــد باحلاســة السياســية‪،‬‬ ‫ويرى أن السمات هي‪:‬‬ ‫هي‪:‬‬
‫القدرة على التوافق بني االدارة يف‬ ‫الطاقـــة اجلســـمانية‪،‬‬ ‫‪ ‬القدرة على االقناع‪.‬‬
‫‪ ‬جيب أن يرتبط بالتنظيم على‬
‫حتقيق أهدافها والسياسة العامـة‬ ‫والعصـــبية‪ ،‬شـــعور‬ ‫‪ ‬قوة االدارة‪.‬‬
‫النحــو الــذي ميكــن املنظمــة‬
‫للدواة‪.‬‬ ‫قـــــــوي باهلـــــــدف ‪،‬‬ ‫‪ ‬عمق املعرفة‬
‫مــن حتقيــق اهــدافها بــأعلى‬
‫‪ -‬وأضـــــاف الـــــبعض‪ :‬أهميـــــة‬ ‫احلــــرص‪ ،‬الــــذكاء ‪،‬‬
‫قدر من الكفاية‪.‬‬
‫اكتســـاب القائـــد حلاســـة احلكـــم‬ ‫الثقــــــة بــــــالنفس‪،‬‬
‫‪ ‬التنســـــيق بـــــني املصـــــا‬
‫الســـليم علـــى األمـــور‪ ،‬التقـــدير‬ ‫االســـتقامة‪ ،‬االميـــان‪،‬‬
‫املختلفة‪.‬‬
‫الدقيق ملا حييط بـه مـن مـتغريات‬ ‫االدراك الفين ‪ ،‬القدرة‬
‫‪ ‬حتقيق نوع من االنسجام بـني‬
‫دون حتيزات‪.‬‬ ‫على تعليم االخـرين‪،‬‬
‫بني اهداف املنظمة واهداف‬
‫‪ -‬وأضاف البعض ‪ :‬اهمية متتع‬ ‫احلـــزم‪ ،‬القـــدرة علـــى‬
‫العاملني والعمالء‬
‫القائد بالقدرة علـى االتصـال‬ ‫اختاذ القرار‪.‬‬
‫الفعـــال‪ (.‬اي القـــدرة علـــى‬
‫القناع) ‪.‬‬
‫‪ -‬واخرياً مسة املرح‬
‫‪34‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫وقد حدد البعض صفات معينة جيب توافرها حيت يصبح قائداً إدارياً ناجحاً‬

‫‪ -7‬أن يكون قوي التحمل‪.‬‬ ‫‪ -1‬أن يكون نظيف اليد‪.‬‬


‫‪ -8‬ان يكــــون قــــوي االســــتعداد لالهتمــــام باملشــــاكل‬ ‫‪ -2‬ان يكون مشبعاً بفكـرة املسـئولية اجلماعيـة‪،‬‬
‫اخلاصة مبن يعملون معه‪.‬‬ ‫ومرهف الشعور‪.‬‬
‫‪ -9‬أن متــون لديــه مقــدرة كــبرية علــى اكتشــاف قــدرات‬ ‫‪ -3‬ان يكون ذو خلق طيب‪.‬‬
‫األخرين‪ ،‬وإمكاناتهم وحيسن استغالهلا‪.‬‬ ‫‪ -4‬أن يكون فى صحة جيدة‪.‬‬
‫‪ -10‬أن تكون لدية روح الفكاهة واملرح‪.‬‬ ‫‪ -5‬أن يكون عادالً ومنصفاً يف معامالته‪.‬‬
‫‪ -11‬أن يكــون هادئ ـاً يف األزمــات مســيطراً علــى أعصــابه‬ ‫‪ -6‬ان يكون مستبشراً متفائالً‪.‬‬
‫وسريع البديهة والتفكري يف أوقات اخلطر‪.‬‬

‫االنتقادات‬

‫‪ -1‬صعوبة حصر السمات اليت جيب ان يتمتع بها القائد الختالف البيئة والزمان‪.‬‬
‫‪ -2‬هذه النظرية أوجدت فروقاً بني القائد واملرؤوسني‪ ،‬خلقت حاجزاً فكرياً بينهما يؤثر على فاعلية االتصال ‪ ،‬والفهم‬
‫املتبادل بينهما‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ألخر‬ ‫مكان‬ ‫ومن‬ ‫زمن‬ ‫من‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫ايض‬ ‫ختتلف‬ ‫واليت‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫قائد‬ ‫الفرد‬ ‫من‬ ‫جتعل‬ ‫اليت‬ ‫احمليطة‬ ‫الظروف‬ ‫‪35 -3‬‬
‫أغفلت‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫‪The Great Man Theory‬‬ ‫‪ ‬مدخل الرجل العظيم‬
‫وتعتمد هذه النظرية على اخلصائص الذاتية‪ ،‬وما يتمتع بها أشخاص حمددون من مواهب وملكات وقدرات‪ ،‬واليت متنحهم قدرة‬
‫خاصة على التأثري يف التابعني‪ ،‬وبالتالي قيادتهم يف اجتاه اهلدف املنشود‪.‬‬

‫ينحصر اهتمام نظرية أو مدخل الرجل العظيم‬ ‫قد يتبادر إىل الذهن أن‬ ‫تركــز نظريــة أو مــدخل الســمات علــى‬
‫يف حتديد الصفات البارزة يف القائد والقدرة على‬ ‫هناك تشابه ‪ ،‬ولكن هناك‬ ‫السمات واخلصائص اليت جيب توافرها يف‬
‫التأثري فى التابعني وكسب طاقاتهم لتحقيق‬ ‫فرق ‪:‬‬ ‫القائد‪.‬‬
‫األهداف‬

‫االنتقـــــــــادات‬

‫‪ ‬النقد األساسي الذي وجه هلذه النظرية ‪ ،‬هو أنها قصرت القيادة على أشخاص لديهم املوهبة وامللكة للقيادة‪ ،‬وهي فكرة‬
‫قاصرة وال ينمكن االعتماد عليها‪.‬‬
‫‪ ‬إهمال النظرية للمواقف املتغرية اليت الذي يعجز الرجل العظيم عن التعامل معها مجيعاً باختالف طبيعتها‪.‬‬
‫‪ - ‬اختالف اصحاب هذه النظرية حول الصفات البارزة يف القائد والقادرة على التأثري يف التابعني من خالهلا‪ ،‬واليت قد‬
‫خمتلفة‪. /‬‬
‫‪36‬‬
‫يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬ ‫ختتلف من جمتمع ألخر ‪ ،‬بقدر ما تفرزه اجملتمعات من عادات وتقاليد عوامل بيئية دكتور‬
‫‪ ‬املدخل املوقفي ‪The Situational Theory‬‬
‫تنطلق هذه النظرية من فكرة التأثري التفاعلي املتبادل بني القائد مبا حيمله من مسات وخصائص وبني‬
‫املوقف مبا حييط به من متغريات واعتبارات متباينة‪ ،‬وعليه فإن الصفات والسمات اليت يتمتع بها القائد‬
‫تتشكل وتتبدل تبعاً للموقف أو املشكلة اليت يواجهها‪.‬‬

‫‪ ‬وعليه ‪ ،‬فإن هناك مواقف قد يكون الفرد فيها قائداً ومواقف أخرى قد يكون فيها تابعاً‪ ،‬وبالتالي فإن الصفات‬
‫والسمات تتبدل من موقف ألخر‪.‬‬
‫‪ ‬كما ختتلف السمات والصفات لدي القائد تبعاً حلجم املنظمة اليت يعمل بها ونوع األعمال اليت تسند إليه ‪ ،‬وبيئة العمل‬
‫اليت يعمل فيها‪ ،‬لذا جيب حتليل املواقف لتحديد القائد الذي لديه خصائص وصفات تناسب مواجهة هذه املواقف أو تلك‬
‫املشكالت‪.‬‬

‫واهم االنتقادات اليت وجهت هلذه النظرية ‪ ،‬هو اعتمادها أساساً عل املوقف‬
‫دون اعتبارات أخرى هلا دور يف القيادة مثل الطبيعة الذاتية للقائد أو طبيعة‬
‫التابعني‪.‬‬
‫النتقادات‬
‫ا ‪37‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫‪ ‬املدخل التفاعلي ‪The Interactional Theory‬‬

‫يرى أنصار هذا املدخل ‪:‬‬


‫‪ -1‬إن جناح القائد يرتبط بقدرته على التفاعل مع جمموعة من التابعني تفاعالً اجتماعياً اجيابي ًا ‪،‬‬
‫وذلك بقدرته على إحداث التكامل يف سلوكهم مبا يتفق مع ميوهلم واجتاهاتهم ‪.‬‬
‫‪ -2‬ال ينكرون اهمية االجتاه الذاتي والسمات واخلصائص الذاتية للقائد أو االجتاه املوضوعي‬
‫للموقف‪.‬‬
‫‪ -3‬يعتمدون يف حتديد خصائص القادة على العالقات املتبادلة بني القائد والتابعني يف موقف معني‬
‫‪ ،‬من خالل حتليل املوقف‪ ،‬ومراقبة سلوك القائد يف التصدي له ‪.‬‬
‫‪ -4‬ابرزت هذه النظرية أهمية البيئة يف حتديد النمط القيادي املالئم‬
‫‪ -5‬ألقت الضوء على أن جناح القائد يرتبط بقدرته على حتديد األهداف‪ ،‬واختيار الوسائل املناسبة‬
‫لتنفيذها ‪ ،‬من حالل اختاذ قرارات رشيدة‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫‪39‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫ويرى البعض أن األمن هو إحساس‬
‫ويرى البعض األخـر‪ ،‬أن األمـن جمموعـة‬ ‫الفـــرد واجلماعـــة بإشـــباع حاجاتـــه‬
‫إجـــراءات تربويـــة ووقائيـــة وعقابيـــة‬ ‫ودوافعه العضوية والنفسية‪ ،‬وعلـي‬ ‫تعدد التعريفـات الـيت تناولـت مفهـوم‬
‫تتخـــذها الســـلطة لتـــأمني واســـتتبابه‬ ‫قمتهــــا األمــــن مبظهــــره املــــادي‬ ‫األمـن ‪ ،‬فهناك التعريـف املوضـوعي‪:‬‬
‫داخلياً وخارجيـاً‪ ،‬انطالقـاً مـن املبـادئ‬ ‫واملعنوي‪ ،‬ويتمثل الدافع يف زوال ما‬ ‫بأنه احلالـة الـيت تتـوافر حـني ال يقـع يف‬
‫اليت وضـعها اإلسـالم الـذي يعـين األمـن‬ ‫يهــدد مظــاهر األمــن املاديــة مثــل‬ ‫الــبالد إخــالل بالقــانون‪ ،‬إمــا يف صــورة‬
‫على املصا املعتربة‪.‬‬ ‫الســــكن الــــدائم والــــرزق اجلــــاري‬ ‫جرائم يعاقب عليها‪ ،‬أو نشـاط خطـر‬
‫النقـــد‪ :‬انصـــب هـــذا التعريـــف علـــى‬ ‫والتوافـــق والتكيـــف مـــع األخـــرين‪،‬‬ ‫يدعو إىل اختاذ تـدابري الوقايـة واالمـن‬
‫األساليب اليت تدعم األمن وحتققه واغفل‬ ‫ويتمثــل الــدافع النفســي يف اعــرتاف‬ ‫ملنع هذا النشاط اخلطر مـن أن يرتجـم‬
‫عن التحديـد التـدقيق ملفهـوم األمـن‪،.‬‬ ‫اجملتمــع بــالفرد ودوره ومكانــه فيــه‪،‬‬ ‫نفسه إىل جرمية من اجلرائم ‪ ..‬النقد ‪:‬‬
‫كمـــا قصـــر االجـــراءات األمنيـــة علـــى‬ ‫وهو ما ميكن أن يعرب عنه بالسكينة‬ ‫‪ -‬عدم تنـاول كافـة صـور األمـن ‪– .‬‬
‫إجراءين أحدهما تربوي واألخر وقائي ‪،‬‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫القصور يف التعبري عن أثـر االجـراءات‬
‫مل يتعرض لباقي االجراءات اليت تتخذها‬ ‫النقد ‪ :‬إغفال االسـاليب الـيت تكفـل‬ ‫اليت تقوم بها الدولة لتأكيد دور الدولة‬
‫الدولة لتحقيق األمن ‪.‬‬ ‫حتقيق هذه املفاهيم‪.‬‬ ‫يف توفري األمن ألفراد واجملتمع‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْ َمنِ الرَّحِيمِ‬

‫لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (‪ )1‬إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ‬


‫وَالصَّيْفِ (‪ )2‬فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (‪)4‬‬
‫صدق اهلل العظيم‬
‫سورة قريش‬

‫‪41‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫األمن هو» الشعور بالطمأنينة والسكينة‪ ،‬الذي يتحقق من خالل رعاية الفرد واجلماعة‪ ،‬ووقايتهما من اخلروج‬
‫على قواعد الضبط االجتماعي مـن خـالل ممارسـة الـدور الوقـائي والقمعـي والعالجـي الكفيـل بتحقيـق هـذه‬
‫املشاعر»‬

‫‪ -1‬األمن يعين إحساس الفرد مبشاعر الطمأنينة وعدم اخلوف على نفسه واسرته وماله‪ ،‬كذا إحساسـه بـاالعرتاف‬
‫بوجوده وبكيانه ومكانته‪.‬‬
‫‪ -2‬األمن يبدأ بالفرد على اعتبار أنه الوحدة األولي واخللية األبسط يف اجملتمع‪ ،‬ويتحقق األمن للفـرد مـن خـالل‬
‫وقايته من االنزالق وارتكاب سلوكيات وافعال خاطئة تتنـايف مـع القـيم االجتماعيـة السـائدة‪ ،‬والقـوانني والـنظم‬
‫املعمول بها‪.‬‬
‫‪ -3‬يرتبط اإلحساس باألمن والطمأنينة يف اجملتمع بالقدر على احلفـاظ علـى النظـام العـام واآلداب و ايـة األرواح‬
‫واألعراض واألموال والقيم االجتماعية السائدة‪.‬‬

‫وعليه فإن هناك ثالثة أدوار رئيسية من شأنها دعم الطمأنينة‪،‬‬


‫ويضاف إليها دور رابع هي‪:‬‬
‫الدور االقتصادي‬ ‫الدور‬
‫والثقافية‬ ‫الوقائي‬
‫والتكنولوجي‬ ‫الدور‬ ‫الدور‬
‫والتنموي‬
‫العالجي‬ ‫القمعي‬ ‫‪42‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫(الوظيفة التقليدية للشرطة)‬ ‫أوالً ‪ :‬الدور الوقائي‬
‫ما هي االجراءات االستباقية اليت جيب أن تقوم بها اجهزة‬
‫الشرطة يف سبيلها لتحقيق هذه االهداف؟‬
‫جيب على أجهزة الشرطة أن تقوم مبجموعة من الدراسـات‬
‫من خالل عمليات التخطيط والتنسيق ملكافحـة الظـواهر‬
‫االجرامية وتسجيلها إحصائياً ومتابعة اجلرائم والتعـرف‬ ‫ماهي األعمال واالجراءات‬ ‫املقصــود ‪ :‬هــي العمــال‬
‫علــى االســاليب االجراميــة وحصــر اخلصــومات الثأريــة‬ ‫اليت تقوم بها أجهزة‬ ‫الــيت مــن شــأنها احلفــاظ‬
‫واملنازعات والسعي للقضاء عليهـا وذلك من خالل مـا‬ ‫الشرطة لتحقيق هذه‬ ‫على امـن الفـرد وضـمان‬
‫يلي‪:‬‬ ‫الغايات وتلك األهداف‪.‬؟‬ ‫ســــــالمته الشخصــــــية‬
‫حتقـــــق الشـــــرطة هـــــذه‬ ‫وصون حرياته وممتلكاتـه‬
‫‪ -1‬االسباب والدوافع والعوامل الدافعة الرتكاب اجلرائم‬
‫والوسائل الفعالة يف مواجهتها واحلد منها‪.‬‬ ‫االهداف من خـالل القيـام‬ ‫والعمل علـى منـع وقـوع‬
‫بأعمـــــــــال الدوريـــــــــة‬ ‫اجلــرائم بكافــة أنواعهـــا‬
‫‪ -2‬الرتتيب والتنظيم العلمـي املـدوس ألعمـال الـدويات‬
‫واحلراسة ‪.‬‬ ‫واحلراســـــات للمنشـــ ـ ت‬ ‫وأشـــــكاهلا‪ ،‬وتضـــــييق‬
‫احليوية و رقابـة ومتابعـة‬ ‫الفرصــة أمــام الــراغبني يف‬
‫‪ -3‬التوسع يف عقد املصاحلات والتوفيق بني املتنازعني‪.‬‬
‫املسجلني واملشتبه فيهم‬ ‫ارتكابهــا ‪ ،‬كــذا احلفــاظ‬
‫‪ -4‬اعتقال العناصر اخلطرة على األمن واجملتمع وأجهـزة‬
‫املكافحة ‪.‬‬ ‫‪ ،‬جبانــب بعــض األعمـــال‬ ‫علـــى الصـــحة العامـــة ‪،‬‬
‫االخرى مثل تنظيم حركـة‬ ‫واحملافظــة علــى اهلــدوء‬
‫‪ -5‬الرقابة اجلادة على املشتبه فـيهم ومداهمـة أوكـارهم‬
‫وأماكن تواجدهم وترتدهم ‪.‬‬ ‫املـــرور وحفـــظ االســـواق‬ ‫والســــــكينة يف الطــــــرق‬
‫واالماكن العامة‪.‬‬ ‫العامة‪.‬‬
‫‪ -6‬ضبط اهلاربني من األحكـام وتنفيـذ العقوبـة احملكـوم‬
‫بها عليهم ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫( الوظيفة القضائية للشرطة)‬ ‫ثانياً ‪ :‬الدور الضبطي أو القمعي‬

‫ماذا يلزم رجل الشرطة ليقوم‬


‫بهذا الدور ؟‬ ‫ميت يبدأ الدور الضبطي أو القمعي أو‬
‫‪ -1‬يلزم رجل الشرطة للقيام بهذا الدور إىل تدريب‬ ‫الوظيفة القضائية للشرطة‪.‬؟‬
‫رفيع يؤهله لسرعة الكشف عن اجلرائم بكفاءة‪.‬‬ ‫يبدأ هذا الدور منذ ارتكاب اجلرمية‪ ،‬وذلـك‬
‫مــن خــالل االنتقــال ملكــان احلــادث‪ ،‬ومجــع‬
‫‪ -2‬البحث عن أساليب علمية جديـدة قـادرة علـى‬ ‫املعلومــات وإجــراء التحريــات عــن ظــروف‬
‫فحص أثار احلادث وبيان عالقتها بعناصر ارتكاب‬ ‫ومالبســات اجلرميــة‪ ،‬واحملافظــة علــى أثــار‬
‫اجلرمية ( مادية أو معنوية)‪.‬‬ ‫اجلرمية ( مسرح اجلرميـة ) وحتديـد الشـهود‬
‫وكشف احلادث ‪ ،‬وتقـديم الـدليل ‪ ،‬وتقـديم‬
‫‪ -3‬اإلشارة إىل أدلة الثبوت وفـق أحـداث االسـاليب‬ ‫اجلــاني باألدلــة للعدالــة ‪ ،‬ثــم تنفيــذ احلكــم‬
‫واملناهج العلميـة واسـتخدام احـدث مـا وصـل إليـه‬ ‫القضائي عقب صدوره على املتهمني ‪.‬‬
‫العمل يف هذا اجملال ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫ثالثاً ‪ :‬الدور االجتماعي أو‬
‫الرتبوي (العالجي)‬

‫ماهي جماالت الدور االجتماعي أو الرتبوي أو العالجي للعمل الشرطي ؟‬


‫‪ -1‬التوفيق بني املتنازعني وأطـراف اخلصـومات وإجـراء املصـاحلات بيـنهم خاصـة يف‬
‫املناطق الريفية والقبلية ‪ ،‬حـيت ال تتفـاقم هـذه اخلصـومات وتصـل إىل القتـل واخلـول يف‬
‫ما املقصود بهذا الدور‬
‫دائرة الثأر اليت ال تنتهي‪.‬‬
‫‪ -2‬رعاية األحداث اجلاحنني‪ ،‬باعتبارها من أخطر املشـكالت االجتماعيـة الـيت تواجـه‬
‫املستحدث للعمل‬
‫اجملتمعات البشرية‪ ،‬واليت نظهر يف إتباع االحداث ( الطفل قبل ‪18‬سـنه) لسـلوكيات‬ ‫الشرطي ؟‬
‫تبتعد عن االعراف والتقاليد االجتماعية السائدة‪ ،‬ثم يتمرد على األنظمة والقـوانني‪،.‬‬ ‫هو أحد األدوار املسـتحدثة‬
‫ومن مظاهرها ( التمرد على السـلطة االبويـة ‪ ،‬النفـور مـن االشـراف املدرسـي‪ ،‬امليـل‬ ‫لرجــــل الشــــرطة‪ ،‬يهــــدف‬
‫للسيطرة‪ ،‬العناد ‪ ،‬العنف‪ ،‬عدم الشعور باملسؤولية‪ ...‬إخل)‬ ‫لتحصــــني اجملتمــــع ضــــد‬
‫‪ -3‬مواجهة التشرد ومكافحة التسول ‪ ،‬اليت تتال مـن اجملتمعـات وتقـدمها ومنائهـا‪،‬‬ ‫اجلرميــة‪ ،‬مــن خــالل ايــة‬
‫حيث تعد البطالة أيضا سبباً أساسياً من اسباب االحنراف واجلرمية ‪ ،‬وقد يصـل األمـر‬ ‫اآلداب العامــــة واالخــــالق‬
‫برجال الشرطة إىل حماولة تـوفري فـرص عمـل للعديـد مـنهم حملاولـة تقـويض الظـاهرة‬ ‫والقـــيم الرتبويـــة ورعايـــة‬
‫واحلد منها ومن أثارها‪.‬‬ ‫وحفظ السلوك االجتماعي‪،‬‬
‫‪ -4‬كما أن هناك أدوار أخرى تقوم بها اجهزة الشرطة ‪ ،‬مثل مكافحة تعاطي واإلجتـار‬ ‫وكشـف االحنرافـات الفكريــة‬
‫يف املواد املخدرة ‪ ،‬باإلضافة إىل مكافحة جرائم اآلداب العامة وممارسة الفجور والفسـق‬ ‫املشــبوهة وحقيقتهــا كــذا‬
‫والبغــاء والتحــريض عليهــا‪ ،.‬كــذا الــدور اخلــدمي للشــرطة مثــل إصــدار البطاقــات‬ ‫االمنـاط السـلوكية املنحرفــة‬
‫الشخصية ووثائق السفر وغريها‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫رابعاً ‪ :‬الدور االقتصادي أو التنموي للشرطة‬

‫ما املقصود بدور الشرطة االقتصادي أو التنموي؟‬


‫ينبثق هذا الدور من إميان أجهزة الشرطة بضرورة وأهمية التصدي للجرائم اليت من شأنها أن تهدد اقصاد الدول‪ ،‬وحتد مـن قـدرتها علـى‬
‫النماء والتطور‪ ،‬فقد خصصت الشرطة املصرية قطاع األمن االقتصادي بوزارة الداخلية للحفاظ علـى املكاسـب والثـروات الوطنيـة و دقـع‬
‫عجلة التنمية االقتصادية ومواجهة جرائم الفساد االداري والرشوة واالختالس ومكافحة جرائم النقد والتهريب والغش التجاري‪.‬‬

‫‪ -‬كما قطعت وزارة الداخلية املصرية شوطاً كبرياً يف مواجهة جرائم األموال العامة مثل التزييف والتزوير باعتبارهـا مـن اجلـرائم الـيت‬
‫تهدد الثقة يف املعامالت املالية بني االفراد ومن ثم يفقد الثقة يف االقتصاد املصري‪.‬‬
‫‪ -‬كذا هناك جمموعة من الدول أهتمت بإجياد جهاز أمين خـاص باحلـد مـن ظـاهرة التهـرب الضـريق ومراقبـة البضـائع والتهـرب اجلمركـي‬
‫وغريها من جرائم املال العام‪.‬‬

‫‪ -‬باإلضافة إىل ذلك اهتمت أجهزة الشرطة املصرية مبكافحة مظاهر التلوث البيئي والعمل على احلد مـن أثـاره السـلبية علـى صـحة وحيـاة‬
‫املواطنني ‪ ،‬للحد من إهدار املوارد الطبيعية‪ ،‬وخاصة الزراعية واحليوانية ( شرطة املسطحات املائية والبيئة)‬
‫‪46‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫‪47‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫الفرع األول‬
‫القائد األمين‪.‬‬

‫‪ -‬ممــا الشـــك فيـــه‪ ،‬أن تكامـــل‬


‫القائد من حيـث ثقافتـه وعلمـة‬
‫وثقته بنفسه قدرتـه علـى حسـم‬
‫األمور باإلضـافة إىل قدرتـه علـى‬
‫اخللق واإلبداع وقوة إقناعه‪ ،‬كـل‬
‫هذا يسهم ويدعم درجة قوته يف‬
‫التأثري على األخرين ‪.‬‬
‫‪ -‬ويرى الدكتور‪ -‬من جانب أخر‬
‫‪ ،‬أن بعض االمراض االدارية مثل‬
‫املركزيــــة الشــــديدة وتعقيــــد‬
‫اإلجــــــراءات وقصــــــور نظــــــم‬
‫املعلومــــات واملتــــابع وغريهــــا‬
‫يسهم القادة يف انتشـارها داخـل‬
‫املنظمـــــة‪ ، .‬وميكـــــن تقســـــيم‬
‫خصــائص القيــادة علــى النحــو‬
‫التالي ‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫الفرع الثاني‬
‫مجاعة التابعني‬
‫املقصود جبماعة التابعني ‪ :‬متثل مجاعة التابعني عنصر أساسي من عناصر القيادة‪ ،‬واليت تلعب دوراً هاماً مبا حيويه‬
‫من تباينات خمتلفة‪ ،‬مثل عدد التابعني‪ ،‬درجة ثقـافتهم‪ ،‬مسـتواهم العلمـي‪ ،‬وخـرباتهم يف العمـل األمـين‪ ،‬ومـدى‬
‫تعاونهم وترابطهم حتقياً للهدف املنشود‪ ،‬والعالقات السائدة فيما بينهم‪.‬‬

‫ماهي مسات القائد اخلاصة باجملتمع‬


‫كيف حيقق القائد الرضا ألفراد‬
‫الشرطي؟‬
‫مجاعة التابعني ؟‬ ‫بالطبع ليست طاعة عمياء‬
‫‪ ،‬ولكنهــا تتوقــف إىل ح ـدٍ‬
‫كبري على ما يلي‪:‬‬
‫هناك عدد من السمات خاصة باجملتمع الشـرطي مثـل‪:‬‬ ‫درجـــة تـــأثري القائـــد يف‬
‫الطبيعة االنضباطية للعمل الشـرطي‪ ،‬االحـرتام الواجـب‬ ‫مما ال شك فيه أن قبول‬ ‫اجلماعـــة ‪ ،‬وفـــق األطـــر‬
‫بني املستويات الوظيفية املختلفة‪ ،.‬كما أن هنـاك عـدد‬ ‫اجلماعة لقيادة فرد منهم‬ ‫احملـــــددة الختصاصـــــاته‬
‫من الضوابط اليت حتدد درجة احلرية يف التصرف من بينها‬ ‫يعكس إميانهم بأنه الشخص‬ ‫وصــــــــــالحياته ودورة يف‬
‫ما يلـي ‪ -1‬االسـتعداد لتحمـل املسـؤولية والثقـة بـالنفس‪،‬‬ ‫القادر على إشباع حاجاتهم‬ ‫اجلماعــــة‪ ،‬قيــــام القائــــد‬
‫والقدرة على التصرف يف حدود السياسة العامة‪.‬‬ ‫وحتقيق الفائدة املرجوة منه‬ ‫بدوره يف التوجيـه وحتديـد‬
‫‪ -2‬قــدرة التــابعني علــى تفهــم االحــداث الغامضــة والغــري‬ ‫‪،‬وهو ما يطلق عليه لفظ‬ ‫أســـــلوب أداء التـــــابعني‬
‫واضحة يف بعض املواقف‪.‬‬ ‫الرضا ‪ ،‬وكلما قلت درجة‬ ‫للعمــل و مــنهج وطريقــة‬
‫‪ -3‬شعور التابعني بأهمية املشكالت‪.‬‬ ‫الرضا فقد القائد بعضاً من‬ ‫حتقيق األهداف ‪ ،‬وأخرياً ‪،‬‬
‫‪ -4‬درجة تفهم التابعني ألهداف العمل وصعوبته‪.‬‬ ‫رصيده وبالتالي قدرته على‬ ‫بدون القائد تفقد اجلماعة‬
‫‪ -5‬درجة توقع التابعني مشاركة القائد يف صنع القرارات ‪.‬‬ ‫توجيه اجلماعة حنو حتقيق‬
‫االهداف املنشودة ‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫بصــــــريتها ويســــــودها‬
‫االرتباك والتخبط ‪.‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫الفرع الثالث‬
‫املوقف االمين‬

‫متهيد ‪ ::‬مما ال شك فيه أن وجود قائد ومجاعة من التابعني‪ ،‬ال يعين توافر القيادة‪ ،‬إذ البد وجود مواقف وأحداث تعرب من‬
‫خالهلا اجلماعة عن احتياجاتها وأهدافها‪ ،‬ويف ذات الوقت تربز صفات ومسات القائد وقدرته على حتقيق تلك االهداف من‬
‫خالل طبيعة العمل وأهدافه وتنظيمه وسياساته واالمكانات املتاحة واملتوقعة‪ ،‬باإلضافة إىل املشكالت والصعوبات اليت قد‬
‫تواجههم أثناء القيام بتلك االعمال‪ ،‬لذا فإن املوقف يفرض مالبسات ومتغريات وظـروف يتحـدد علـى ضـوؤها السـمات‬
‫والصفات االزم توافرها يف القائد األمين ‪ ،‬لذا فإن القيادة ختتلف باختالف املواقف‪ ..‬وعليه فهناك مسات متيز املناخ والبيئـة‬
‫اليت تُمارس فيها القيادة يف العمل الشرطي ‪ ،‬وميكن إمجاهلا على النحو التالي ‪- :‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫مناخ العمل الشرطي‬ ‫تصاعد مشكالت العمل الشرطي‬ ‫خصوصية أهداف القائد األمين‬

‫‪50‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫(‪)1‬‬
‫خصوصية أهداف القائد األمين‬

‫وفقاً لقانون هيئة الشرطة رقم ‪ 109‬لسنة ‪ ، 1971‬والذي نص علـى اختصاصـات هيئـة الشـرطة‬
‫باحملافظة على النظام واالمن العام واآلداب‪ ،‬و اية األرواح واألغراض واالموال‪ ،‬ومنع جرائم وضـبط‬
‫مرتكبيها ‪ ،‬كفالة الطمأنينة واألمن للمواطنني يف كافة اجملاالت وتنفيذ ما تفرضه القوانني واللـوائح‬
‫مــن واجبــات‪ ..‬وعليــه ‪ ،‬فــإن أهميــة القائــد األمــين تتعــاظم الرتباطهــا بتحقيــق اهــداف اجتماعيــة‬
‫وإنسانية‪ ،‬وقانونية على جانب عظيم من األهمية سواء على مستوى الفرد أو اجملتمع ككل‪.‬‬
‫‪ -‬أهداف القائد األمين ‪:‬‬
‫‪ -1‬صون األمن والنظام واألخالق واآلداب العامة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تنفيذ القوانني اليت تسن ‪.‬‬
‫‪ -3‬اختاذ التدابري واإلجراءات املناسبة ملنع وقوع اجلرائم‪.‬‬
‫‪ -4‬ضبط مرتكق اجلرائم وتقدميهم باألدلة الثبوتية إىل العدالة‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬
‫(‪)2‬‬
‫تصاعد مشكالت العمل الشرطي‬

‫• فقد أشارت إىل ارتفاع معدالت اجلرائم يف العامل ‪ ،‬وسوف تتزايد بشكل كبري بافرتاض ثبات معدالت النمو للسكان دون زيادة كبرية ‪ ،‬حيث اشا رت إىل ارتفاع معدالت اجلرائم املسجلة خالل الفرتتني ‪– 1975‬‬
‫‪ 1985 – 1980 / 1980‬وكانت اجلرائم اليت سجلت ارتفاع هي املخدرات والسرقة باإلكراه والغش واالحتيال والسرة والقتل العمد‪.‬‬
‫• زادت معدالت اجلرائم يف الدول النامية ولكن صورة بطيئة يف الفرتة االوىل عن الدول املتقدمة ولكنها زادت يف الفرتة الثانية وخاصة يف ج رائم القتل والسرقة باإلكراه ‪.‬‬ ‫وفقاً لتقارير األمم‬
‫• أشارت بعض التقارير والدراسات أن اجتاهات اجلرمية يف الوطن العربي يف تزاد وارتفاع خالل العقد القادم‪ ،‬حبيث ترتاوح نسب الزيادة السنوية ما بني ‪ %10 - %7‬خاصة يف جرائم االعتداء على املمتلكات‬ ‫املتحدة لسنة‬
‫واملخدرات وجرائم العنف واإلرهاب‪ ،‬واالحداث واجلرائم الوظيفية واملهنية‪ ،‬واجلرائم املنظمة عرب الدول ‪.‬‬ ‫‪1990‬‬

‫• ويقصد بها اجلماعات اليت تستخدم العنف للقيام بعمليات االفساد يف اجملتمع حتقيقاً لنفع مادى وفرض سطوتها على اجملتمع وتتعدد صور هذه اجلماعات فمنها العصابات التقليدية مثل املافيا ‪ ،‬وعصابات‬
‫الشوارع اليت متارس االبتزاز وفرض االتاوات على االفراد‪.‬‬
‫اتساع نشاطات‬
‫• وقد اهتمت منظمة األمم املتحدة بذلك وعقدت جمموعة من املؤمترات خالل عامي‪ - 1980،1995 -‬حيث أكدت على االشكال املتزايدة واالنشطة املتعددة للجرمية املنظمة اليت تشمل االجتار يف املخدرات‬
‫وجتارة البشر ( تهريب املهاجرين ) سرقات السيارات و تهريب املواد االسرتاتيجية‪ ،‬فضالً عن تنامي معدالت اجلرائم االقتصادية مثل تزوير بطاقات االئتمان‪ ،‬وغسيل االموال وغريها من اجلرائم‪.‬‬ ‫مجاعات اجلرمية‬
‫املنظمة دولياً ‪.‬‬

‫• شهدت جرائم العنف واالرهاب تزايد ملحوظ‪ ،‬حيث اشارت إحدى الدراسات أن نسبة االرهاب زادت يف بداية الثمانينيات بنسبة ‪ % 56,4‬مما يؤكد التصاعد الكبري يف حجم العمليـات‬
‫االرهابية‪ ،‬وقد أولت منظمة االمم املتحدة اهتمامها مبواجهة هذه اجلرائم‪ ،‬حيث تناولت الكثري من الظواهر االجرامية وتناولت مناقشة مظاه ر العنف وجرائم االرهاب‪ ،‬والرقابة على تداول‬
‫زيادة معدالت‬
‫االسلحة‪ ،‬التعاون الدولي يف هذا اجملال‪ ..‬باإلضافة لذلك ‪،‬ونتيجة تطور البشرية وما أفرزته ثورتي املعلومات واالتصاالت وانتشار استخدام أجهزة احلاسب األلي وشبكة املعلومات الدولية‬
‫والسيما أعمال االقتصاد واملعامالت الدولية والبنوك ظهرت اجلرائم املستحدثة مثل جرائم املعلومات واحلاسبات األلية واليت قدر حجم خسائرها باملليارات‪.‬‬
‫جرائم العنف‬
‫واالرهاب‪.‬‬

‫• الشك أن حتقيق االمن يرتبط بتكاتف االفراد واجلماعات مع رجال الشرطة يف حتقيق الرسالة السامية لألمن‪ ،‬وتتعدد الصور اىل تربز ضعف إسهام املواطنني فى معاونة الشرطة ومنها‪:‬‬
‫• عزوف املواطنني عن االبالغ عن اجلرائم‪.‬‬
‫• عدم إفصاح بعض املواطنني عما لديهم من معلومات جرائم وقعت بالفعل خوفاً من بطش مرتكبيها‪ ،‬أو عدم التمكن من تبني صحتها أو من عدمه ‪.‬‬
‫• قلة الوعي األمين لدى اجلمهور‪ ،‬ومبا حيب أن يفعله جتاه اجلرائم عند وقوعها‪ ،‬مثل طمس معامل مسرح اجلرمية دون وعي‪ ،‬وتواجد اجلمهور فى أماكن احلوادث مثل احلرائق مما يعوق عمليات االنقاذ‪.‬‬ ‫عدم تعاون بعض‬
‫• مساهمة املواطنني أنفسهم يف ارتكاب اجلرائم‪ ،‬بإهماهلم فى اختاذ بعض االجراءات والتدابري املناسبة ملنع ارتكاب اجلرمية‪ ،‬مثل عدم غلق جيداً وتركها يف الطريق العام ‪ ،‬أو إغالق احملالت التجارية ‪ ،‬وغريها‪.‬‬ ‫‪52‬‬
‫املواطنني مع‬
‫وأصبحت الشرطة هي‬
‫الشرطة‬‫اجملتمع‬
‫على ‪-‬أفرادإدارة‬ ‫سيطرته‬
‫الزنط‬ ‫يحيى‬‫لفرض‬ ‫•اسهم التاريخ – قبل ثورة ‪25‬يناير‪ – 1952‬يف إجياد بعض املشاعر غري املرضية بني رجال الشرطة واملواطنني ويرجع الستخدام االستعمار للشرطة كأداة‬
‫دكتور ‪/‬‬ ‫أجهزة الشرطة‬
‫العصا الغليظة لالستعمار ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫مناخ العمل الشرطي‬

‫‪53‬‬
‫انتهاء الفصل األول بحمد هللا وتوفيقه‬
‫دكتور ‪ /‬يحيى الزنط ‪ -‬إدارة الشرطة‬

You might also like