Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
أصوات الضمير
خمسون قصيدة من الشعر العالمي
النارش :
وزارة الثقافة والفنون والرتاث -دولة قطر
رقم اإليداع بدار الكتب القطرية :
الرتقيم الدويل (ردمك) :
كل قراءة ترجمة .وكل ترجمة مادة لقراءة جديدة تحاول تفسير ما هو
التوصل إلى فهمه ،والقراء والمترجمون ليسوا متساوين في
ُّ مترجم بغية
القدرة على التأويل والفهم واالستيعاب ،حتى وإن كانت النصوص مكتوبة
بلغتهم األصلية .والمترجم المبدع – وليس األشبه باآللة – ال يقوم بتحويل
ِّ
النص الذي يترجمه كلمة بكلمة ،وال بنقل التراكيب كما هي في لغتها ،وإنما
يقيم بنا ًء لغويًّا آخر بكلمات أخرى وصيغ أخرى وتراكيب أخرى ،يفرضها
كلها اختالف طبيعة اللغتين ،ويرفده في ذلك مخزونه اللغوي وقدرته على
التص ُّرف .ولما كانت الترجمة فعل تواصل وعملية فهم وإفهام ،فإن تص ُّرف
فنيا ألداء
دائما ما يكون إطارًا ًّ
ً المترجم لن يكون إطارًا لغويًّا فحسب ،بل إنه
اللغة ،كما أن المترجم المبدع ال يرضى بالقيام بدور الخادم لمؤلف العمل
دائما أنه يقوم بعمل إبداعي في لغته الجديدة ،وإن كان
ً األصلي ،فهو يعي
بوحي من عمل آخر. ٍ
متقد ًمــا مــن مســتويات الكتابــة. ّ ِ َّ
إن الترجمــة بوجــه عــام تتطلــب مســتوى
األمــر الــذي يتفــاوت فيــه المترجمــون بقــدر مــا تتفــاوت مســتويات
تكوينهــم الثقافــي ،كمــا أن ترجمــة الشــعر التــي تحــاول إعــادة إبــداع عمل
ســبق إبداعــه هــي «أشــبه بالمخاطــرة فــي أرض حــرام ،فــي منطقــة تقــع
علــى الحــدود الغامضــة ،كذلــك ،بيــن اإلنشــاء أو اإلبــداع الخالــص ،وبيــن
النقــل الحرفــي الدقيــق واألميــن»( ،)1بــل إن هنــاك مــن يضعهــا فــي «دائرة
االســتحالة» التــي يعتقــد كثيــرون أن شــعراء الرومانتيكيــة هــم الذيــن كانــوا
وراءهــا ،بهــدف إبقــاء «الشــعر الخالــد» فــي مكانــة مقدســة عليــه ،وكثيـ ًرا
مــا يلجــأ دعــاة اســتحالة ترجمــة الشــعر لالحتمــاء بمقولــة الجاحــظ إن
«الشــعر ال يســتطاع أن يترجــم وال يجــوز عليــه النقــل ،ومتــى ُحـ ِ ّو َل ُّ
تقطــع
نظمــه وبطــل وزنــه وذهــب حســنه ،وســقط موضــع التعجــب منــه ،وصــار
كالــكالم المنثــور .والــكالم المنثــور المبتــدأ علــى ذلــك أحســن وأوقــع مــن
المنثــور الــذي ُحـ ِ ّول مــن مــوزون الشــعر»( ،)2كمــا يحتمــون كذلــك بمقولــة
شــيللي «إن ترجمــة الشــعر محاولــة عقيمــة تما ًمــا ،مثــل نقــل زهــرة بنفســج
مــن تربــة أنبتتهــا إلــى مزهريــة ،فالعــود ال بــد مــن أن ينمــو من بــذرة ،وإال ما
طــرح زهــرة ،وتلــك هــي تبعــة بابــل»( .)3كمــا يستشــهد كثيـ ًرا فــي الســياق
نفســه بعبــارة فروســت التــي يعــرف فيهــا الشــعر بأنــه «ذلــك الــذي يضيــع
مــن الشــعر والنثــر عنــد الترجمــة» .بــل إن الدكتــور عبــد الغفــار مــكاوي،
وهــو واحــد مــن أهــم مترجمــي الشــعر األجنبــي ،يذكرنــا بــرأي قديــم يقول:
« ...ومعلوم أن أ كثر رونق الشعر ومائه يذهب عند النقل ،وجل معانيه
يتداخله الخلل عند تغيير ديباجته»(.)4
األقوال واألحكام السابقة ،وغيرها كثير ،تؤكد استحالة الوصول في
النص الشعري المترجم إلى صيغة موازية ،تتطابق تمام التطابق مع النص
روحا غير ظاهرة تختفي في أثناء األصلي ،وهذا أمر مفروغ منه؛ إذ إن للشعر ً
عملية سبكه من لغة إلى أخرى .ودون إضافة روح جديدة لن نكون سوى
أمام ج َّثة هامدة ومحاولة ال تنجح سوى في إخراج الميت من الحي .إن
ترجمة الشعر عملية إبداعية بالغة التعقيد ،وهي أ كبر من مجرد عملية نقل
تترجم كالمًا إلى كالم« ،ولو كان هذا هو المطلوب فحسب ألغنت عنه
آالت وأدوات كثيرة أو أي مكتب للترجمة»( .)5وهي فعل قراءة وتأويل
عارف ،ثم إعادة كتابة مبدعة تخلق النص من جديد.
خيانة خ ّلاقة؟!
في كتاب له بعنوان «القصيدة ذاتها»( ،)6يضم مائة وخمسين قصيدة
مترجمة عن لغات أوروبية مختلفة ،يقول ستانلي بيرنشو إنه على الرغم من
دقة الترجمة كان يجد في بعض المواطن الرئيسية كلمة فرنسية واحدة ال
يمكن ترجمتها بكلمة إنجليزية واحدة (كان يترجم أشعار ماالرميه)؛ ولذا
6
كان األمر يتطلب كلمتين أو ثالثًا أحيانًا ،كما كانت هناك كلمات ذات
مدلوالت مزدوجة في الفرنسية ال بد من قسمتها في اإلنجليزية أو معادلتها
بمركبات مستحيلة ،وكانت هناك بعض الكلمات التي تبدو واضحة ولكنها
ٍ
معان وظالل إضافية أساسية وال يمكن ترجمتها. تنطوي على
هذه الشهادة التي يقدمها بيرنشو تستدعي إلى الذهن قول بوتشر ،والنج
في تقديمهما لترجمتهما لألوديسة (« :)1879لو أن النقاد أدركوا أن
الطريقة الصحيحة لترجمة هوميروس مسألة نسبية محضة ،وأنه ال يمكن أن
تكون هناك ترجمة أخيرة ونهائية لهوميروسَ ،ل َّ
قل الجدل بينهم» )7(.وهل
هناك ترجمة نهائية ألي نص أدبي ،سواء أ كان ذلك عن اللغة األصلية أو
عبر لغة وسيطة؟
ِّ
ويحدثنا الشاعر المترجم المهدي أخريف عن تجربته هو والشاعر
مع ترجمة فرناندو بيسوا فيقول« :كالنا ترجم بيسوا عن بديع الرمادي
()8
لغة وسيطة :أنا عن اإلسبانية ،وبديع عنها وعن الفرنسية أحيانًا .وسواء
جرت الترجمة عن اللغة األصل أو عن لغة وسيطة ،فاألمر الجوهري حسب
ميشونيك في ترجمة الشعر على وجه الخصوص ،هو القبض على اإليقاع
وضخه بالكيفية الشعرية المالئمة ،أو حتى في إعادة خلقه في
ُّ األصلي
أما زميله بديع الرمادي الذي يرى أن ترجمة الشعر ()9
اللغة المستقبلة».
تقتضي حرية ال حدود لها في االنتقاء والتص ُّرف غير حدود المعرفة والذوق
والكشف ،يرى كذلك أن األمانة والخيانة وجهان لعملة واحدة اسمها ترجمة
الشعر .بديع الرمادي يقول لنا إن ما يستهويه في شعر بيسوا وغيره من شعراء
العالم الكبار ،هو «اإلصغاء إلى الصدى الذي يبقى من الشعر في النفس،
اإلصغاء إلى الدبيب ،دبيب اإليقاع وترجمته إلى لغتي الخاصة مع اإلبقاء
على النسغ الحي للعمل المترجم» )10(.فكم مترجم للشعر ،يا ترى ،يستطيع
أن يصغي إلى الصدى الذي يبقى من القصيدة في النفس؟ وكم مترجم
يستطيع أن يح ِ ّول هذا اإلصغاء ،إذا استطاع أن يسمعه ،إلى نص جديد
7
يحمل بداخله قطعة من روحه وقطعة من روح الشاعر؟ كثي ًرا ما نجد أنفسنا
أمام ترجمات متعددة لعمل واحد ،كتابًا كان أو قصيدة ،إال أننا نفضل من
بينها ترجمة بعينها .وهناك من الكتاب والمترجمين من اشتهر وذاع صيته
بسبب ترجمة عمل ما ،أ كثر مما هو بسبب إسهاماته األصلية في لغته .يروى
على سبيل المثال أن الشاعر األلماني الكبير جوته اعترف إلكرمان أنه لم
يعد يطيق النظر في «فاوست» األصلية ،بعد أن ترجم القسم األول منها –
إلى الفرنسية – ﭼيرار دي نيرڤال.
ومن التجارب المهمة والشهيرة في ترجمة الشعر ،ترجمة فيتزجيرالد
لرباعيات الشاعر الفارسي عمر الخيام في القرن التاسع عشر ،التي يرى ألفرد
ماكنلي تيرهون أن مكانة فيتزجيرالد المهمة في تطور األدب اإلنجليزي لم
تثبت بفضل أي عمل من أعماله األصلية ،بل عبر هذه الترجمة(.)11
بعد صدور ترجمة الرباعيات هذه ،كتب الناقد تشارلز إليوت نورتن.
ف على ميزة عمل فيتزجيرالد قبل أن يعرف هوية وكان أول من تع َّر َ
المترجم ،كتب عن النقل الشعري للروح الشعرية من لغة إلى أخرى ،وإعادة
تقديم أفكار النص األصلي وصوره ،على نحو ال يختلف كثي ًرا عن شكلها
األساسي ،ولكن بحيث أن تكون متأقلمة تمامًا مع الظروف الجديدة للزمان
والمكان والعرف ونمط التفكير الذي تظهر فيه من جديد(.)12
هذه الترجمة اإلنجليزية نفسها للنص الفارسي ،كان عالم األدب
نوعا من الخيانة الخالقة،
المقارن ،األلماني أولريش فايسشتاين يعتبرها ً
فهي خيانة ألنها لم تلتزم بالمستويات الداللية والجمالية للنص األصلي،
وج َّوه الشعري والشعوري لخلق عمل
وهي خلّاقة ألنها استوحت روحه َ
جديد بشعرية جديدة مختلفة عنه في معظم األحيان .ترى هل كان الشاعر
الروسي ﭼوكوڤسكي ِ ّ
يعبر عن هذه الفكرة نفسها عندما قال إن مترجمي النثر
عبيد للنص األصلي ،بينما مترجمو الشعر ينافسون الشعراء أنفسهم؟ (كان
چوكوڤسكي يترجم الشعر األوروبي المعاصر إلى الروسية في القرن التاسع
8
ِّ
المتعددة لما يعرف بـ«رباعيات عشر) .الفكرة نفسها تعيدنا إلى الترجمات
الخيام» ،إذ إن لدينا في العربية أ كثر من ستين ترجمة لها بعضها عن
الفارسية مباشرة والبعض اآلخر عن لغات أخرى مثل اإلنجليزية والفرنسية
واإليطالية والتركية .وهناك من ترجمها كاملة مثل وديع البستاني ومحمد
السباعي وأحمد زكي أبو شادي ،ومن ترجم أجزا ًء منها مثل الزهاوي وعبد
الحق فاضل وأحمد الصافي النجفي وأحمد رامي وعبد الرحمن شكري
والمازني وغيرهم( ،)13ومنهم من ترجمها شع ًرا ومن ترجمها نث ًرا ،ومنهم
من ترجمها بالفصحى ومن ترجمها بالعامية .كلهم «تدخلوا» و«تصرفوا»
سواء في نص الخيام أو في نص فيتزجيرالد .الالفت أن أحكام معظم النقاد
والقراء على ترجمات الرباعيات كانت على «منتج» المترجم أيًّا كانت
درجة اجتهاده في تقديم معادل جمالي(.)14
في تقديمه لكتاب المازني «سبيل الحياة» ( ،)1977يقول العقاد:
«وال يخفى أن التمكن من اللغة عمل ال يدل على شيء كما تدل عليه
الترجمة ،ألن المنشئ مطلق في تفكيره وتعبيره ،أما المترجم فله قيود من
كالم المنشئ األصيل .ولوال قدرة عنده على التص ُّرف بالمعاني والكلمات،
لما استطاع التوفيق بين كالمه وفكر غيره في هذه القيود ،وهذا الذي نراه
في ترجمة المازني للخيام» .بل إن العقاد يعلق على ما ينقل من رباعيات
المازني (ترجم ًة لرباعيات فيتزجيرالد) ،فيقول« :وهذه أبيات من الشعر
نظمت رباعيات وترجمت رباعيات ،وليس في الترجمة فكرة مقحمة أو
عبارة محشوة ،وليس فيها معنى ناقص أو فتور في روح الشعر ومؤداه ،بل
إنك تراجعها على الترجمة اإلنجليزية فال تكاد ترى هناك كلمة متأخرة عن
موضعها إال فيما يقضي به اختالف اللغتين ،ولو أراد مترجمها فيتزجيرالد،
أو أراد الخيام ناظمها بالفارسية أن يفرغاها في قالب عربي ،لما استطاعا
في الطالوة والسالسة والدقة والنغمة الموسيقية أن يبلغا بها فوق مبلغ
المازني من اإلجادة في كل هذه الحسنات».
9
هي ترجمة «كاملة األوصاف» إذن في نظر العقاد ،وهو رأي فيه الكثير
من المجاملة لصديقه المازني .فالمازني لم يتص َّرف ،ولم يوفق بين كالمه
وفكر الخيام ،وإنما حاول ذلك مع «ما وصله» من فكر فيتزجيرالد ،الذي
كان قد كتب إلى صديقه إدوارد بايلز كوويل( ،)15معتر ًفا بأن ترجمته
سوف تثير اهتمامه من حيث الشكل ،ومن حيث وجوه كثيرة في التفاصيل
واالبتعاد عن الحرفية .فبعض الرباعيات انداحت م ًعا وانصهرت ،وبعضها
تالشى ولم يبق له من أثر».
لم تتوقَّف ترجمة الشعر من لغة إلى أخرى منذ العصور القديمة ،وسوف
بتعدد القراءات ،وسيظل الشعراء وأصحاب
ُّ تتعدد ترجمات العمل الواحد
َّ
الذائقة من المترجمين ينقلون الشعر والمشاعر من لغة إلى أخرى.
عندما شرع ت .س .إليوت في ترجمة «أنا باز» كتب إلى سان چون
پيرس في ّ ِ ،1927
معب ًرا عن إعجابه بالعمل الذي كان يراه «من أعظم
َّ
يتمكن من «إنجاز متمنيا أن
ً تفردا في العصور الحديثة»،
ً القصائد وأ كثرها
ترجمة تقارب ما يليق بهذا العمل الرائع» .وعندما شرع أونجاريتي في
ترجمة القصيدة ذاتها ،كتب إلى مؤسسة مجلة «كوميرس» بفرنسا يقول،
حقيقيا له ،وإن القصيدة فتحت أمامه
ًّ غنما
إن لقاءه بذلك الكتاب كان ً
سبي ً
ال إلى عالم بذاته ،وإنه يجد فيها عند كل خطوة اندهاشات جديدة،
وإنه لعزاء كبير أن ينذر المرء نفسه لهذا العمل» .أما الشاعر راينر ماريا
ريلكه ،الذي كان يتمنى أن يقوم بترجمة القصيدة ،فقد تخ َّلى عن ذلك
بعد أن قرأ ترجمة ڤالتر بنيامين وبرنار جروتويزن األلمانية لها ،إذ وجدها
المترجم ْين
َ ترجمة «ذات نسق سهل ،تتج َّنب التك ُّلف والالمعقول ،وأن
استطاعا ،بنجاح نادر ،أن يختارا الكلمة المواتية واإليقاع الجميل
والمعادل الطيِ ّ ع دون ضغط خارجي».
شعراؤنا ومترجمونا لم يصدقوا مقولة الجاحظ بأن «الشعر ال يستطاع
أن يترجم» ،وشعراء العالم ومترجموه رفضوا مقولة شيللي وغيره بأن ترجمة
10
الشعر أشبه بعملية نقل زهرة بنفسج من تربة طبيعية إلى مزهرية .ومنهم من
اعتبرها عملية هجرة وانتقال ،مثل أدونيس الذي يرى أن النص المترجم
«يهاجر من وطنه ،الذي هو لغته األصلية ،إلى وطن آخر هو اللغة التي ُنقِل
إليها .هذه الهجرة تغيره ،تجعله يتخذ في وطنه الجديد هوية أخرى ،تشير من
موضوعيا،
ًّ جهة إلى آله (أصله) ،وتدل من جهة ثانية على مآله (صيرورته).
()16
مترجما نفسه وغيره في آن .يصبح اثنين في واحد».
ً يصبح هذا النص
تضم هذه المجموعة التي بين يديك خمسين قصيدة ،اخترتها من ُّ
ديوان الشعر العالمي ،لشعراء مختلفين من أربعة أركان المعمورة .القصائد
كلها مترجمة عن اإلنجليزية( ،وبعضها مترجم إليها عن لغات شعرائها
األصلية) .قصائد كتبها أصحابها في وجه اإلرهاب والعنف المادي
والرمزي واالستغالل والقهر والقمع والسجن والنفي واالضطهاد العنصري
والتهميش االجتماعي والسياسي ،سواء أ كان ذلك من قبل أفراد وجماعات
ودول أو ضد أفراد وجماعات ودول ،حيث من الصعب أن نجد ثقافة من
تدعي الديموقراطية والليبرالية ،لم تلجأ
الثقافات ،بما في ذلك تلك التي َّ
إلى وسائل استثنائية لتحقيق أهدافها ،أو على األقل لكسر شوكة معارضيها
وكتم أصواتهم.
لقد برع الكثير من ال ُن ُظم والحكومات في استخدام كل األساليب
لقهر رعايا أو أقليات تعيش تحت سيطرتها ،أو أحزاب وجماعات تعمل
داخل ما يقال إنه إطار الشرعية ،أو باألحرى «قفص الشرعية» كما
ينبغي أن نطلق عليه؛ فجرائم النازية والصهيونية والشيوعيات الشمولية
وعنصرية جنوب أفريقيا ودكتاتوريات أميركا الالتينية وممارسات عسكر
االنقالبات في دول العالم الثالث ،وإرهاب الجماعات واألفكار الدينية
جيدا ،والمعروف كذلك أنه ما زالت هناك أنظمة ً المتطرفة ...معروفة
قمعية في أماكن كثيرة من العالم يسري فيها الظلم والقمع وانتهاك حقوق
اإلنسان سريان الماء والهواء.
11
الشعراء الذين كتبوا القصائد التي تضمها هذه المجموعة عاشوا ذلك
شهودا عليه .لم يكونوا بمعزل عن أسبابه ونتائجه،
ً كله ،كانوا طر ًفا فيه أو
واستطاعوا أن يكونوا صوت من ال صوت له ،وأن يخترقوا بأشعارهم حدود
الظلم والمالحقة وأسوار السجون والمنافي ،ووجدوا لذلك كله اللغة التي
حملتهم إلى ما هو أبعد من األلم والمعاناة لكي يكتبوا كل شيء برغم كل
شيء ،كتبوه بموضوعية تؤكد إلى اليوم أن الموت ذاته ال يمكن أن يجهض
الحلم أو أن يضع نهاية لألمل.
على الصفحات التالية سيجد القارئ قصائد جديدة ربما لم يسبق أن
سمع بأصحابها من قبل ،كما سيجد ترجمة جديدة لقصائد معروفة بقيت
رغم مرور الزمن وتغير الظروف وثائق إبداعية حية وقيمة فنية وإنسانية
وشهادة على اإلصرار واإليمان بمستقبل أفضل لإلنسانية .من بين هذه
القصائد ،ستجد «الحرية» لبول إيلوار ،و«إلى األجيال القادمة» لبرخت،
و«في انتظار البرابرة» لكافافيس ،و«ذبحة صدرية» لناظم حكمت ،و«في
انتظار اإلعدام لريتسوس ...وغيرها ،وهي قصائد سبقـني إلى ترجمتها
آخرون سواء عن لغاتها األصلية أو عبر لغات وسيطة .وقد أعدت ترجمتها
– إلى جانب غيرها – بعد قراءة جديدة وفهم جديد ،بصياغة حاولت فيها،
بقدر فهمي واستيعابي وقدرتي على التعبير « ،بعربية» ال تدهس قارئ
الشعر ،أن أقدمها للقارئ في ثوب جديد.
قصائد المجموعة كلها– قديمها وجديدها – تؤكد أن اإلنسان هو
اإلنسان ،وأن الظلم هو الظلم ،وأن المقاومة هي المقاومة برغم اختالف
الزمان والمكان ،وأن الشعراء الذين كتبوها بدمائهم إنما كانوا يكتبون أنشودة
مشتركة تتجاوز حدود وقيود الجغرافيا والتاريخ والعرق واللون والدين،
وكأنهم ِ ّ
يرددون ،كلهم ،مع الشاعر الروماني إيوان كارايون ،الذي كان صوته
ِّ
«سنعذبك ،ثم يخترق أنقاض نظام شاوشيسكو بالقرب من النهر اآلسن:
نقتلك ونضحك ،وسيقتلوننا ويضحك آخرون ...إنه الظالم يلد نفسه».
12
أصوات الضمير هنا ،قصيدة كونية واحدة ...كأنها شمس ميلوش مصدر
األلوان جمي ًعا .كأنها حرية إيلوار المكتوبة على كل ما في الكون لكي تكون
إلهامًا ألجيال برخت القادمة .على أن القصائد التي اخترتها للترجمة –
دائما ،إذ إن
ً واختيار المرء وافد عقله ومبلغه – ال ِّ
تركز على الشاعر كضحية
خالدا في الكلمة والجسد والروح ،وبعض
ً منها ما يقدم لنا الشاعر مناض ً
ال
من قضى منهم في السجن أو اختفى في ظروف غامضة لنا ،معروفة لمن
أخفاهم ،ما زالوا أحياء في قصائدهم أو في شهاداتهم عن بقاء اآلخرين.
هنا ،على صفحات هذا الديوان الصغير ،يحول شعراء العالم الشعر إلى
حياة ،والحياة إلى قصيدة جميلة ،ويسمون األشياء بأسمائها الحقيقية .تقرأ
قصيدة النيبالي بوبي شركان عن بالد الضجيج والشائعات فتشعر أنك تعرف
جيدا ،تقرأ قصيدة البيروڤي ڤاليجو يمشي وعلى كتفه رغيف،
ً تلك البالد
فتتحسس كتفك ،تقرأ قصيدة الهندي شاندان ،فتود أن تطلق النار – مثله
َّ
– على تلك الساعات التي تخذلنا في حساب الوقت وتذهب لسماسرة
الوقت ،تقرأ قصيدة اليوناني كاﭬافيس فتقر بأن أولئك البرابرة كانوا ح ً
ال
من الحلول .تقرأ قصيدة الباكستاني فايز أحمد فايز عن هبوط الليل في
أحدا «لن يستطيع أن يطفئ
ً السجن ،فيعود إليك األمل وتشعر بالقوة ألن
ضياء عين القمر».
إنها أصوات الضمير التي تقاتل ضد قوى الظلم والظالم ،وتنتصر للحرية
ولإلنسان أينما كان ،ولكل من يناضل «من أجل الحياة والحب وكل األشياء
الصغيرة ...الطبيعة والخبز ..وشعر كل الناس» كما يقول السلڤادوري روك
دالتون في قصيدته.
طلعت الشايب
القاهرة – مارس 2013
13
إشارات وتنبيهات:
( )9المهدي أخريف – ورقة بحثية بعنوان ( )1عبد الغفار مكاوي – ترجمة الشعر –
«ترجمات فرناندو بيسوا إلى العربية بيني مجلة فصول (المجلد الثامن ،العدد الثاني –
وبين بديع الرمادي – مؤتمر الترجمة وتفاعل .)1989
الثقافات – القاهرة – مايو .2004
( )2الجاحظ – كتاب الحيوان(تحقيق عبد
( )10المصدر السابق. السالم هارون ،طبعة عيسى البابي الحلبي –
ج .)1938 – 1
(« )11حياة ادوارد فيتزجيرالد» – نيوهاڤن
– .1947 ( )3شيللي – دفاع عن الشعر – .1821
( )12عن مقال بعنوان «الفاصل بين الترجمة ( )4عبد الغفار مكاوي – مصدر سابق –
واألصل» بقلم هورست ڤرنر – ترجمة فؤاد واالقتباس عن المنتخب من صوان الحكمة
عبد المطلب – مجلة الرافد. لمؤلف عربي مجهول من القرن السادس
ال عن كتاب «صوان الحكمة الهجري ،نق ً
( )13أحدث ترجمة لها – على قدر علمي المفقود» ألبي سليمان المنطقي السجستاني،
– هي ترجمة الشاعر اإلماراتي محمد صالح المتوفَّى بعد عام 391هـ.
القرق(.)2008
( )5كتب ومؤلفون ( –)207دار العلم
( )14للمزيد ،يمكن الرجوع إلى ورقة بحثية للماليين – بيروت – الطبعة األولى ،1980
مهمة بعنوان «من إشكاليات ترجمات رباعيات كما أورده يوسف بكار في مقاله :أنا والترجمة
الخيام» للدكتور يوسف بكار ،مقدمة لمؤتمر – مجلة «العربية والترجمة» – العدد .12
«قضايا الترجمة وإشكالياتها» – القاهرة –
،2000وكذلك إلى كتابه «الترجمات العربية (The Poem Itself. Ed. Stanley )6
لرباعيات الخيام – دراسة نقدية (منشورات Burnshaw, A Pelican Book, London
جامعة قطر – الدوحة – .)1988 .1964
ً
أستاذا ( )15كان زمي ً
ال له في أ كسفورد ثم ( )7عبد الغفار مكاوي – البلد البعيد:
له ( ،)1852وكان هو الذي أمده باألصول دراسات في أدب جوته ،شيلر ،بوشنر...
الفارسية المخطوطة للرباعيات – يوسف بكار وغيرهم (مركز الحضارة العربية – القاهرة –
– مصدر سابق. .)2004
( )16مدارات – جريدة الحياة اللندنية – 29 ( )8اسم مستعار لكاتب وشاعر مغربي ،صدر
يوليو .1989 له «سراب آخر الليل» و«نشور».
14
:مكتبة المترجم
يمكن الرجوع إلى المصادر التالية التي اعتمدت عليها،لالطالع على المزيد من شعر المقاومة
:في اختياري لمعظم قصائد هذه المجموعة
1-Voices of Conscience – Iron Press, tion Diary. Ken Saro – Wiwa. Penguin
London, 1995. Books – 1995.
15
«سوموزا» يزيح الستار
عن تمثال «سوموزا»
في ستاد «سوموزا»!
16
البذور
17
اختبأت في شقوق الصخور،
المطر األول
المطر الثاني
المطر الثالث
نمت مرة أخرى،
ومن جديد أصبحنا غابة،
نحن ماليين ،نحن بذور ،نباتات..
أشجار عتيقة،
الخوذة العجوز ماتت!
واآلن،
لماذا أيتها الخوذة الجديدة..
تمسكين برأس الحربة تحت ذقنك؟
هل يمكن أن تقضي علينا؟
ولكني أعرف،
وأنت تعرفين،
ما دامت هناك بذرة ..للمطر والرياح..
فلن تعرف هذه الغابة الفناء.
18
قضبان
وهددت
َّ قامت
عندما عرفت
19
هدية
ُأ ِ ّ
حدثكم
ُأ ِ ّ
حدثكم عن نهاية الليل
يا رفيقي،
20
صالة رقم واحد
ً
عميقا هبني يا رب سكونًا
ً
سميكا قناعا
ً واخلع على وجهي
ً
مغلقا... عالما
ً ع َّلني أصير
جزيرة مظلمة،
21
ال أحد عندي
ولماذا يا سيدي؟
22
السم أيها الموت...
ِّ كأس
23
عند البحر اآلسن
ِّ
سنعذبك،
ثم نقتلك
ونضحك.
وسيقتلوننا
ويضحك آخرون.
ولذا ال نبالي.
24
ثوب جديد
جديدا
ً أرتدي ثوبًا
كل ٍ ّ
زر أبيض من أزراره
25
بطن نابليون
يتضخم،
َّ راح بطنه
بالدا كثيرة.
ً وأكل
ويوم أن مات،
ضخما،
ً كان بطنه ما زال
26
كسوف
27
هو
ُّ
يعض البعض البعض
ذراعا أو ِر ْج ً
ال... ً يقضمون
أي شيء!
يقبضون بأسنانهم على ما نهشوه
ويطلقون سيقانهم للريح...
يدفنون ما قضموا في التراب،
بينما يركض اآلخرون في كل اتجاه
يتشممون ويبحثون...
َّ
يتشممون ويبحثون...
َّ
يق ِّلبون األرض
إن حالفهم الحظ ووجدوا أذرعهم ..أو أرجلهم
أو أي شيء،
ِّ
العض بنشاط يأتي دورهم في
ما دامت هناك أذرع،
ما دامت هناك أرجل،
ما دام هناك أي شيء آخر!
28
شجرة الكرز في منزل الموت
بحفنة من الكرز...
ِّ
نحدق في الثمار الحمراء
وفجأة..
29
الصغير
30
كيف هي حياة السجين،
ِّ
غن له أغنية...
العب معه..
31
ذبحة صدرية
يطير قلبي
َّ
ليحط على منزل مهدم في إسطنبول،
32
وليس تص ُّلب الشرايين.
33
مثلك
مثلك أنا،
أحب الحب والحياة ورائحة األشياء الطيبة،
زرقة السماء ،والطبيعة في أيام يناير،
يغلي دمي،
ولك ِّني أضحك من خالل عينين
جيدا براعم الدموع،
ً تعرفان
أعرف أن العالم جميل،
وأن الشعر مثل الحب،
من أجل الجميع،
وأن أوردتي ال تنتهي بداخلي،
وإنما في الدم الجمعي
لكل من يكافح من أجل الحياة،
والحب ،واألشياء الصغيرة،
الطبيعة والخبز،
وشعر كل الناس.
روك دالتون (السلڤادور)
34
فمن أنت؟
فأنا أعتقد..
35
الكرة األرضية
36
إلى المالزم د .الذي قام بتعذيبي!
صدمة كهربائية...
ثم قبضتك،
ولغتك القذرة،
الليل كله
قاطرة في معدتي
كأنَّني آ كل فمي
أغرق عيني..
ٍ
أياد فوق جسدي كله
وكأنَّني أبتسم،
37
متشابهان ...كأنَّكما قطرتا دم.
وسيما؟
ً هل قالت لك أمك إنك كنت تبدو
38
صفحة من ِ ّ
مفكرة تلميذ
ال بد أن ِ ّ
نحيي الشعب الڤيتنامي البطل
ِّ
المدرسون والتالميذ سوف يتب َّرعون بكل ما معهم،
39
وكان الموضوع:
دائما الطموح
ً «كطفلة ،ال بد أن يظل َّ
لدي
ه َّنأناها كلنا..
40
السير نحو الشهادة
تقدمنا.
أصدر القائد األمرَّ ،
ك َّنا نرفع األذرع حتى تصل إلى مستوى األكتاف،
وكان ٌّ
كل م َّنا يلمح جاره بطرف عينه
لكي نحافظ على استقامة الصفوف،
كنا نسير ..وكأننا في عرض عسكري
رغم أننا ك َّنا نعرف أنه مج َّرد تدريب،
ثم توقَّفنا أمام حفرة لجمع القمامة
كبيرة وعميقة،
وقفنا على حافتها ونحن نسير في المكان..
«إلى األمام سر!»« ..من أمركم بالتوقف؟»
كان القائد ِ
يهدر:
«إن م ُّتم سيعرف أهلكم أنكم شهداء»
...وسرنا إلى األمام.
شهيدا،
ً كان من السهل أن تصبح
وكانت هناك طرق كثيرة لذلك.
ها چين (الصين)
41
ِّ
دثروني
42
ومن يدري؟
ِّ
المحدقة، ُّ
غطوا جسدي بنظراتكم
حتى في األحالم!
43
الكلمات األخيرة التي وُ ِجدت في جيبه
(إلى زوجتي)
سأجيء في ٍ
وقت ما ،لكي أراك وأنت نائمة
سأدخل بهدوء،
ِّ
وأحدق في الظالم لكي أراك...
وبعد أن أرتوي
ِّ
وأودعك. سأطبع قبلة على جبينك..
44
الهالة
نقشر الزمن
عن الجوز ِّ
45
حان الوقت لكي يزهر الحجر،
حان الوقت.
پول سيالن (رومانيا)
46
األيام البحيرات
وصافية،
عندما كنا أطفا ً
ال.
47
الشمس
جميعا،
ً هي األلوان
األرض قصيدة،
48
نقش على ضريح
مطاردا،
ً ولكني عشت
أيها األحباء،
49
مت... ال ِّ
تفكروا بي ،فقد ُّ
ال شيء يبقى من روحي...
50
من ذا الذي ال يريد؟
ِّ
ويفكر في تحويل الشعر إلى حياة...
ويتحدث في استرخاء
َّ
عن حبِ ّ ه األول ،عن ألوانه المفضلة،
51
أن يطلق النار على تلك الساعات
52
يمشي وعلى كتفه رغيف
ويقتله..
53
هل بوسعي أن أتحدث عن «بالغة اللغة»؟
منتحبا،
ً شخص ما يذهب إلى جناز
وآخر ِّ
ينظف بندقية في المطبخ،
54
متورد الخدين
ِّ إلى واعظ
تعظنا فتقول:
حقًّ ا!
شيئا
إنك تقول لنا ً
شيئا آخر!
وتقول البن أخيك ً
55
إلى واعظ عظيم البطن
المترهل
ِّ إال أن بطنك الكبير
«يدخلنا في التجربة».
56
عالمات الخوف
كلها تلتئم
جديدا،
ً لحما
ً تكتسي
اآلن،
57
خرج «طاغور» من القلب،
مجددا
ً بوسعنا أن نسمع صوته
وعلقته في الشرفة
فزعت فجأة،
ِّ
القش ارتعد األرنب، وبالقرب من كومة
58
وفي كوابيسها ،أوراق الشجر ما زالت تبصر،
ِّ
يحطم كل ما في البيت،
يكشر عن أنيابه
ِّ تصبح وجه كولونيل
علي،
َّ ّ
ينقض كلبي األمين ...فجأة،
ِّ
المتعطشة للدم في رقبتي، ينشب أسنانه
59
في الريح يرقص قماش الكفن
60
تهويدة البصل
وليالي،
َّ صقيع أيامك
الجوع والبصلة،
كبيرة ومستديرة،
ولكنه دمك...
بصل وجوع
61
دائما..
ً اضحك
تنبت لي أجنحة،
ضحكتك هي السيف
يتحدى الشمس..
َّ يهزم الزهور والبالبل..
62
الحياة مليئة باللون كما لم يكن قط،
فمي حزين.
وإلى األبد،
عائدا
ً ليت بمقدوري أن أتس َّلل
تضحك!
63
خمسة أسنان ..خمس زهرات ياسمين جديدة،
حدودا أو قبالت
ً غدا ستكون
ً
ّ
صف األسنان سالح عندما تشعر أن
64
الحرية
65
أ كتب اسمك
على عجائب الليالي،
على خبز األيام األبيض،
وعلى الفصول المخطوبة،
أ كتب اسمك
على كل أسمالي الزرقاء،
على شمس البركة اآلسنة،
على قمر البحيرة الحي،
أ كتب اسمك.
على حقول األفق،
على أجنحة الطير،
على طاحونة الظالل،
أ كتب اسمك
السحب،
على زبد ُّ
على عزم العاصفة،
على المطر الثقيل الذي ال طعم له،
أ كتب اسمك
66
على األشكال الالمعة،
على أجراس اللون،
على الحقيقة الملموسة،
أ كتب اسمك.
على الدروب اليقظة،
على الطرق المنتشرة،
على الميادين المكتظّ ة،
أ كتب اسمك.
على المصباح المنير،
وعلى المصباح الذاوي،
معا،
على بيوتي ملتئمة ً
أ كتب اسمك.
على الفاكهة المقسومة نصفين،
بالمرآة وبغرفتي،
وعلى محارة سريري الخالية،
أ كتب اسمك.
على كلبي الشره المحبوب،
67
على أذنيه المنتصبتين،
وعلى قدمه الخرقاء،
أ كتب اسمك.
على عتبة بابي،
على األشياء المألوفة،
على صهوة النار المباركة،
أ كتب اسمك.
على كل جسد متوائم،
على جباه أصدقائي،
على ِ ّ
كل يد ممدودة،
أ كتب اسمك.
على نافذة المفاجآت،
على الشفاة المنتبهة،
عاليا فوق الصمت،
ً
أ كتب اسمك.
على مالجئي المدمرة،
على مناراتي الهالكة،
68
على جدران تعبي،
أ كتب اسمك.
على الغياب دون رغبة،
على العزلة الجرداء،
على ساللم الموت،
على الصحة العائدة،
على الخطر الزائل،
على األمل دون ذكرى،
أ كتب اسمك.
وبقوة كلمة،
أبدأ حياتي من جديد،
ولدت ألعرفك...
وألسميك...
الحرية.
پول إيلوار (فرنسا)
69
السابع
سبعا:
دع عدوَّك يرى ً
واحدا ال يعمل يوم األحد،
ً
70
وواحدا يبدأ عمله يوم اإلثنين،
ً
وواحدا يعمل بال أجر،
ً
وواحدا تع َّل َم السباحة بالغرق،
ً
وواحدا هو بذرة لغابة،
ً
وواحدا يحميه أسالفه العتاة،
ً
...ولكن ُّ
كل ِح َيلِهم ليست كافية،
71
أنت ال بد أن تكون السابع.
إذا َّ
فكرت أن تكتب،
تتحمل ذلك،
َّ وتستطيع أن
أتم روحه،
وواحد َّ
وواحد يشرِ ّ ح الفئران الحية،
72
وواحد يلقي بالصحون الفارغة،
وواحد ِ ّ
يحدق – فحسب – في ضوء القمر،
73
السيرة الذاتية لـ«ف .م»
سيدي،
تتردد شائعة،
هنا في السجنَّ ،
تقول إنك شاعر.
74
أنا في التاسعة عشرة،
ولم يفلح،
بطيخا،
ً شجرة التوت ال يمكن أن تطرح
75
شنق أبي نفسه،
علي،
َّ ومنذ ستة أيام فحسب ،قبضوا
وعشرون في عقلي...
76
قبل ثالثة أيام ..اغتصبني «أرداالن»،
أنت شاعر،
معذرة،
سببته لك من صداع،
سامحني لما َّ
ولكن ما الحيلة؟
77
كذب السيقان
في الواقع..
دائما ،قصيرة.
ً ليست،
في الغالب..
دائما!
ً هي األقصر منها
78
إلى األجيال القادمة
ومن يضحك...
المحتاجين إليه؟
يسد رمقي،
صحيح أنني ما زلت أ كسب ما ّ
ولكنّ ِ ..
صدقوني،
79
لقد نجوت بالمصادفة( ..ولو ساء حظي لضعت)
يخص آخر..
ُّ وكوب الماء الذي أشربه..
يموت من العطش؟
حكيما
ً بودي ،كذلك ،أن أ كون
ّ
والكتب القديمة تقول إن الحكمة،
80
فأنا أعيش حقًّ ا في زمن أسود!
وثرت معهم...
في زمني،
81
كانوا أ كثر أمانًا دوني :كان ذلك أملي!
بعيدا،
ً كانت قواتنا ضعيفة ..وأملنا كان
واضحا!
ً كان
تتحدثون عن فشلنا،
َّ َّ
تذكروا ،عندما
َّ
تذكروا ،كذلك ،ذلك الزمن األسود،
82
للخسة،
َّ أن الكراهية حتى وإن كانت
َّ
فهي تشوِ ّ ه المالمح،
يبح الصوت.
فإنه ُّ
آه!
للمودة،
َّ نحن الذين كنا نريد أن ِ ّ
نمهد األرض
فشلنا في أن نكون ودودين،
ولك َّنكم..
ِّ
فكروا بنا ،وسامحونا!
83
في انتظار البرابرة
84
في مالبسهم الرسمية الحمراء المط َّرزة،
دائما؟
ً أن يقولوه
85
ألن الليل حل ،والبرابرة لم يصلوا بعد،
واآلن،
كاڤافيس (اليونان)
86
بالد الضجيج والشائعات
ِّ
المحكمون في مسابقات الموسيقى، هم
حيث القادة،
87
وحيث البذور التي تضاعف اإلنتاج،
ونساء الحرية،
لكي ِ ّ
يسدد ديونه،
88
حيث ابنة «ساراسواتي» الوحيدة
89
ولكن هذه البالد بالدي
كما هي بالدكم..
ال بد من أن أقول..
مكدسة،
َّ ستجدون شائعة
90
هبوط الليل في السجن
خطوة ...خطوة،
علي،
َّ النسمة التي تم ّر
همسة حب.
غارق في الغبار،
والسماء ّ
فض َّية ...تضوي في ضوء القمر،
91
في جسارة تجيء الفكرة
غدا،
ال اليوم وال ً
بوسعهم أن يطفئوا المصابيح،
92
في انتظار اإلعدام
هناك،
عيناه مكشوفتان،
93
في الساحة العليا،
منتصبا،
ً ً
واقفا ينظر إليه
المتجمِ الت..
ّ خلف النسوة الثالث
قبعاتهن السوداء!
في َّ
يانيس ريتسوس (اليونان)
94
السجن الحقيقي
95
لتنفيذ أوامر فاجعة قاسية،
لقاء وجبة يومية بائسة،
إنه هيئة القضاة،
ِّ
تسجل عقوبة تعرف أنها ظالمة،
ِّ
التردي األخالقي، إنه
والحماقة الروحية...
التي تمنح الدكتاتورية شرعية زائفة،
هو الجبن المق َّنع بالسلطة،
الكامن في أرواحنا الملطّ خة بالسواد،
إنه الخوف الذي يجعلنا نب ِّلل سراويلنا،
فال نجرؤ أن ِّ
ننظفها من البول،
هو ذلك،
هو ذلك،
هو ذلك،
هو الذي يحوِ ّ ل عالمنا الح َّر يا صديقي
إلى سجن كئيب!
كين سارو ويوا (نيچيريا)
96
قصيدة عن شخص مجنون!
97
لست مجنونًا!
على األبواب وفي النوافذ التي أم ُّر بها:
يه ُّز الناس رؤوسهم:
هذا الرجل الذي صبر طوي ً
ال،
الرجل المسكين،
تدور العجلة وهو على تلك الحال!
•••
أركل صناديق القمامة وأعمدة اإلنارة...
أغ ِّني أغنيات عن الجوع تلفت انتباههم...
إن لم أجد ما آكله اليوم،
فسيكون يوم صيامي الثالث.
لكن،
ٍ
أسف أن السوق خالية، من
وال أحد هنا ليعطيني بعض األرز،
أين أذهب؟ إلى أي مكان آخر؟
•••
«مجنون هذا الرجل منذ زمن»
يقول الناس،
98
شاحبا،
ً «ولكنه يبدو اليوم
ماذا حدث له يا ترى؟»
ليتني أستطيع أن أقول لهم :لست مجنونًا.
أنا جائع يا سيدي!
•••
سمعت امرأة تقول:
ال تزعجوا هذا الرجل أيها األطفال
إنه مجنون،
وفي المرة القادمة سيجري وراءكم.
يا إلهي!
الناس في المدينة ينسجون الحكايات،
يرمونني بالجنون،
فأنا أبكي دون سبب،
وأضحك على طول الطريق ..دون سبب،
وفي النوافذ يه ُّزون رؤوسهم:
هذا الرجل يبدو مهزو ً
ال منذ أن أصابه الجنون!
99
عشر دقائق
100
نعرف قيمة الضحك،
من وقت إلى آخرّ ِ ..
أحدث نفسي..
لي ً
ال وقبل زيارة الصباح
ِّ
أفكر وعيناي مغمضتان،
استعدادا للنوم،
ً
ما الذي يمكن أن ِ ّ
أقدمه لك بإخالص شديد؟
شيئا من القلب؟
ً
كتبت هذه الرسالة،
الكلمات المحروم من قولها،
بواسطة الحراس عن يميني وعن شمالي...
وأمامي ..وخلفي..
حرس ..حرس ..حرس!
ما األفكار التي تدور في رأسي،
وبرأسي...
ولكننا ال بد أن نظل صامتين.
في كل ما نريد أن نفعل
ال بد أن يكون االلتزام بالعاطفة األسمى...
101
ذلك هو السبب الوحيد،
ربما ألعمال قد ال تعرف الرحمة،
وال بد من أن تكون الرغبة في إرساء سالم دائم،
هي السبب الوحيد للحرب!
دموعك هذه،
سيحوِ ّ لها أطفالنا إلى ضحكات مدى الحياة،
إن ر ُِزقنا بطفلة...
فلنسمها «جلسن» ..أليس كذلك؟
لماذا ال يتركون الناس يمارسون الحب؟
تلك األيدي ..األعين ..الشفاه...
هي ح َّراس الحب.
اآلن ...وأكثر من أي وقت مضى،
أريد أن أضحك مع الناس..
ولكن هذا الحب مختلف.
عندما ينبلج الصبح..
يملؤني الفرح ألنك ستجيئين...
أحلق ذقني بعناية،
102
وأص ِّفف شعري من أجلك،
ذلك هو كل ما يمكن أن أفعله
سأراك لعشر دقائق،
وأسألك :كيف حالك؟
ِّ
وستردين :كيف أنت؟
ونصمت!
«إلى اللقاء»،
وتنصرفين ،فأغرق في أفكاري،
ويدور مفتاح في القفل،
وتغلق األبواب،
حتى زيارة األسبوع القادم.
وسأقول لنفسي...
في المرة القادمة...
تنسي أن تحملي لي معك
ال َ
الحرية في عينيك!
عزيز نيسين (تركيا)
103
في ضوء الشمس
محتوم!
ً
عميقا، نفسا
لذا ،خذ ً
وتقب ْل هذه المحنة،
َّ
لكن ..انظر!
ضيف مهم!
َّ
يتفضل بزيارة زنزانتي الصغيرة
المواجهة للشمال.
ال .ليس الرئيس يقوم بجوالته،
هذا شعاع من الشمس
يجيء مع حلول المساء،
بقعة ضوء وحيدة
ال يزيد حجمها عن خاتم صغير..
تجن بها،
َّ حبيبة يليق أن
تستق ُّر فوق راحة اليد
تدفئ أصابع قدم عارية خجولة،
وعندما – أركع بال خشوع –
ِّ
وأقدم لها،
104
وجها جافًّا ظمآن ،لكي تلثمه،
ً
ُّ
تنسل في لحظة
وبعد أن يغادر الضيف من خالل القضبان،
تمسي الغرفة أشد برودة...
أشد ظالمًا،
ّ
زنزانة السجن الحربي،
غرفة مصوِ ّ ر مظلمة،
وأنا ...دون أي ضوء للشمس...
أضحك كالمجنون.
ذات يوم،
يضم جثة...
ّ كانت الغرفة نعشً ا
ويومًا آخر ..كانت البحر ..كل البحر!..
شيء رائع!
قليل من الناس يبقون على قيد الحياة هنا!...
حيا..
بحر ..أن تكون ًّ
بحر ..دون أي شراع يلوح في األفق!
كو إن (كوريا)
105
أغالل
106
انطق!
أميركا،
اإلرهابيون في واشنطن
يشحنون شبابنا
يطردون كل الغرباء،
وعندما يأتون
107
للقبض على الك ّتاب والشعراء والفنانين،
لن تنطق،
مرة أخرى!
108
جدا قلي ً
ال ًّ
األيام قصيرة.
الليالي قصيرة.
السنوات قصيرة.
قلت القليل.
تعب قلبي
من البهجة،
من اليأس،
من الحماسة،
من األمل.
كنت بين َّ
فكي اللوياثان،
109
سحبني حوت العالم األبيض إلى هاويته،
واآلن،
حقيقيا!
ًّ ال أعرف ماذا كان – في كل ذلك –
110
ادّ عاء!
أدعي:
أستطيع أن ّ
هذا الماء العكر ليس عك ًرا،
أدعي:
أستطيع أن َّ
هذا الكوخ قصر منيف،
أدعي:
أستطيع أن َّ
هذا الدخان بخار فحم حجري،
أدعي
أستطيع أن َّ
أن هذا النوم يقظة،
111
وأن ثمرة الكمثرى هذه ،إبريق كبير،
أدعي...
أستطيع أن َّ
ولكن ..ما فائدة ذلك كله؟!
112
متأخرا!
ً المجيء
113
كل ما أشربه يشربني،
واعدت نفسي
ترهقني
علي أن ِ ّ
أهشم جسدي َّ كان
بأجساد اآلخرين،
114
ذراعاي منفصلتان،
سمي لي
ٍّ كيف أنفذ إلى
قصي؟
ّ ينتظرني في البرد ..في مكان
115
ال شيء سوى أعقاب السجائر،
وشرارة...
تموت وحيدة!
يڤجيني يڤتوشنكو (روسيا)
116
ببليوجرافيا الشعراء
117
إرنستو كاردينال ()1925
118
أاليدي فوبا ()1916-1980
من أهم شعراء رومانيا بعد الحرب العالمية الثانية .حكم عليه بالسجن
في 1951حيث قضى سنتين في سجن انفرادي ،ثم 11سنة أخرى،
ثم أفرج عنه بعد ذوبان الجليد بين الكتلتين .كان تحت المراقبة بصفة
مستم َّرة في عهد شاوشيسكو .حكم على زوجته بالسجن 15سنة لطبعها
قصائده وهو سجين.
119
چاك بريڤير ()1900-1977
يصفه الشاعر تيد هيوز بأنه «واحد من جيل الشعراء األوروبيين الذين
فاجأتهم الحرب وهم في سن المراهقة» .اعتقله النازيون في األربعينيات،
وهو أهم شاعر صربي بعد الحرب .خرج شعره من عباءة السيريالية نحو
الواقعية األسطورية للفولكلور الصربي .نشر أول مجموعة في ،1935
ويتناول في كثير من شعره تجربة السجن.
120
ناظم حكمت ()1963 1901-
من أعظم شعراء تركيا والعالم .أحدث ثورة في الشعر التركي منذ
العشرينيات بما أضافه من لمسات إنسانية وجمالية .عرف السجون
والمنافي أ كثر من مرة .حكم عليه في عام 1935بالسجن لمدة 35سنة
بتهمة تحريض الجيش التركي على الثورة .أطلق سراحه سنة ،1950
وقضى سنوات المنفى األخيرة في صوفيا ووارسو وموسكو .يعرف العالم
أعماله منذ خمسينيات القرن الماضي من خالل الترجمة ،وهي ما تزال
ً
عميقا لإللهام والفن الجميل. حتى اليوم منب ًعا
من مواليد سان سلڤادور .حصل – مناصفة – على جائزة الشعر في
أميركا الوسطى في 1955مع أتورينيه كاستيللو .انضم في نفس العام إلى
الحزب الشيوعي وسجن ثم لجأ إلى المنفى االختياري ،حيث عاش 13
سنة في دول مختلفة من أميركا الالتينية وأوروبا الشرقية وڤيتنام .حاول
في 1973العودة إلى السلڤادور متخ ِّف ًيا .روائي وناقد وشاعر ينتقد في
أعماله دوجما الواقعية االشتراكية ،ويجمع فيها بين الرؤية الشعرية والرؤية
ٍّ
منشق عن جماعته الثورية فصيل
ٍ السياسية .اغتيل في 1975على يد
121
أعماله «داغستان بلدي» ،وهو كتاب عجيب عن حب الوطن والحياة
والناس واألرض والسماء واللغة والموسيقى وحكمة الموروث الشعبي
وذكريات الطفولة ووصايا اآلباء واألمهات ...كل ذلك من خالل نافذة
مشرعة على محيط عظيم ..نافذة اسمها داغستان.
122
التقدمية ،كما شاركت
ُّ أحكام اإلعدام .شاركت بالكتابة في صحف اليونان
زوجها الشاعر نيكوس باباس في ترجمة «أنطولوجيا الشعر العالمي».
من أبرز شعراء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية .كتب كثي ًرا عن
معسكرات االعتقال والتعذيب النازية التي مات فيها والده .انتقل للعيش
في باريس في ،1948حيث كتب معظم أعماله باأللمانية .ثقافته يهودية
ألمانية رومانية .انتحر غر ًقا في .1970
123
شيسالڤ ميلوش ()1911-2004
124
سيزار ڤاليجو ()1892-1928
حياته وشعره هما الصراع والغضب .يمثل ،إلى جانب نيرودا ،وعي
أميركا الالتينية الحديث بكلماتهُ .س ِجن أ كثر من مرة قبل أن ينتقل إلى
باريس في .1923
تخ َّرج في جامعة داكا .كتب الشعر قبل العشرين من عمره ونشر
مجموعته األولى في .1960تأثر شعره بـ«حركة اللغة» في بنجالديش
( ،)1952وكذلك بانتفاضة بالده من أجل االستقالل ،ثم بغزو پاكستان
لها في .1970-1971هربت قصائده من مدينته المحت َّلة إلى الهند
ونشرت في كلكتا سنة 1972بعنوان «من معسكر السجن».
ِّ
مبك ًرا على نيرودا ودائرة الشعراء اإلسبان المعاصرين في تع َّرف
السل.
جن بعد الحرب ومات في السجن بمرض ُّ مدريد في ُ .1936س ِ
كانت قصائده التي كتبها عن الحرب األهلية ،ومن السجن ،جس ًرا
125
قويًّا نحو حقائق أخرى كثيرة بالنسبة لإلسپان في السنوات التالية
لدكتاتورية فرانكو.
شاعر الغنائية المفكرة المتمرِ ّ دة ،وأحد أهم شعراء البروليتاريا في
القرن العشرين .مجهول األب ،نشأ فقي ًرا في كنف أمه في بودابست
وقرى الريف الهنغاري .احتقرته المؤسسات الفاشية في ثالثينيات القرن،
كما رفضه الحزب الشيوعي لمحاولته استخدام المنظورين الفرويدي
والماركسي والمزج بينهما .لجأ إلى العزلة وأصبح عرضة لالنهيارات
العصبية المتكررة ،انتحر تحت عجالت القطار سنة .1937
126
نشرت قصائده عن التعذيب واالضطهاد في مجموعة بعنوان «ظل الله».
ً
أستاذا زائ ًرا بالجامعات البريطانية في .1992 ناقد وروائي ،عمل
جدته من بطش النازي ولجأ إلى لندن من أصول يهودية .ف َّر مع َّ
حيث بقي إلى آخر العمر .عمل باإلذاعة البريطانية والصحافة األدبية
والترجمة .له عدد كبير من المجموعات الشعرية ،من بينها « ..وڤيتنام»
(« ،)1966معارك» (« ،)1967سيقان األكاذيب الكبرى» (،)1970
«ظالل الحياة» (« ،)1981أسباب القلق» (.)1984
كاڤافيس ()1863-1933
127
أن ِ ّ
يوزع قصائده منسوخة على عدد من أصدقائه ،اشتهر بعد وفاته كشاعر
حديث و ُت ِ
رجم شعره إلى عدة لغات.
128
ُنقِل هو ً
أيضا إلى المستشفى أ كثر من مرة في شبابه .انضم إلى اليسار
اليوناني الديموقراطي أثناء الحرب ،وسجن أثناء الحرب األهلية (1948
توجهاته االشتراكية .عرف السجن واالعتقال والنفي
)1953 -بسبب ُّ
واإلقامة الجبرية في عهد العسكر ( ،)1974 - 1967وله أ كثر من مائة
تتضمن غنائيات قصيرة وقصائد طويلة ومونولوجات درامية.
َّ كتاب
كاتب وشاعر وناقد وأحد أشهر أدباء إندونيسيا .يكتب منذ أن كان
طالبا بجامعة «هاواي» .له اهتمام خاص بالمسرح ويقدم العديد منً
البرامج الثقافية اإلذاعية.
أشهر مجموعاته الشعرية «الليل ...فجأة» ،الصادرة عام .1988
129
الالذعة طيلة حياته التي عرف فيها االضطهاد والسجن والنفي
ومحاوالت االغتيال .اسمه األصلي محمد نصرت ،ولكنه اختار
لنفسه ذلك االسم المستعار عندما كان يكتب وهو ضابط في الجيش
( .)1937-1944ترك أ كثر من مائة كتاب ،تن َّوعت بين القصة
ِّ
والمذكرات والرسائل وكتب األطفال .كانت والرواية والمسرحية
قضية حياته «الحرية والديموقراطية».
130
شعرية من بينها «أين ڤيتنام؟» (« ،)1963من نحن اآلن؟» (،)1976
«قصائد من سان فرانسيسكو» (.)2001
131
فهرس الكتاب
132
الكرة األرضية -رسول حمزاتوڤ36 ..................................
إلى المالزم الذي قام بتعذيبي -ليلى الجبالي37 ......................
صفحة من مفكرة تلميذ -ها چين39 .................................
السير نحو الشهادة -ها چين 41 ......................................
د ِ ّثروني -ريتا مبوبي باباس 42 .......................................
الكلمات األخيرة التي وجدت في جيبه -نيكوال ڤايتساروڤ 44 .....
الهالة -پول سيالن 45 ...............................................
األيام البحيرات -ديڤيد فوجل 47 ....................................
الشمس -شيسالڤ ميلوش 48 .......................................
نقش على ضريح -روبرت ديسنوس 49 ..............................
من ذا الذي ال يريد؟ -آمارجيت شاندان 51 .........................
يمشي وعلى كتفه رغيف -سيزار ڤاليجو 53 ..........................
إلى واعظ متورد الخدين -سكوكوس كونستندينوس 55 ..............
56 إلى واعظ عظيم البطن -سكوكوس كونستندينوس ..............
عالمات الخوف -شمس الرحمن 57 ................................
تهويدة البصل -ميجويل هرناندز 61 .................................
الحرية -پول إيلوار 65 ...............................................
السابع -أتيال چوزيف 70 ............................................
السيرة الذاتية لـ :ف .م -رضا براهيني 74 ............................
كذب السيقان -إريش فريد 78 .......................................
إلى األجيال القادمة -برتولد برخت 79 ..............................
133
في انتظار البرابرة -كاڤافيس 84 ...................................
بالد الضجيج والشائعات -بوبي شيركان 87 ........................
هبوط الليل في السجن -فايز أحمد فايز 91 .........................
في انتظار اإلعدام -يانيس ريتسوس 93 ............................
السجن الحقيقي -كين سارو ويوا 95 ................................
قصيدة عن شخص مجنون -ساپاردي دچوكو دامونو 97 ............
عشر دقائق -عزيز نيسين 100 .........................................
في ضوء الشمس -كو إن 104 ........................................
أغالل -ألكسيو مانوليس 106 ........................................
انطق -لورانس فيرلنجتي 107 ........................................
جدا -شيسالڤ ميلوش 109 .................................... قلي ً
ال ًّ
ِّ
ادعاء -باروير سيڤاك 111 ...........................................
المجيء متأخ ًرا -يڤجيني يڤتوشنكو 113 .............................
ببليوجرافيا الشعراء 117 ...............................................
134
صدر يف سلسلة كتاب الدوحة
135
136