Professional Documents
Culture Documents
أصول البحث العلمي المنهج الإشكالية الأمانة العلمية PDF
أصول البحث العلمي المنهج الإشكالية الأمانة العلمية PDF
IJDL
سهسهت يطبىعاث انًخبر
جايعت يذًذ خٍضر -بسكرة
كهٍت انذقىق وانعهىو انسٍاسٍت
يخبر أثر االجتهاد انقضائً عهى دركت انتطرٌع
تـــــــأنــــــٍف
أ.د عبذ انذهٍى بٍ يطري أ.د دســــــٍُت ضــــــروٌ
أ.د فـــــرٌذ عهـــــــىاش د .أيـــــــال ٌعٍص تًاو
د .سهًٍـــــاٌ دـاج عساو دَ .ســــــًٍت طـــــــىٌم
د .ضىقـً ٌعٍص تًــاو د .بهجبــــــم عتــــــــٍقت
د .يذًــــــــذ خهـــــٍفت د .آيُــت يذًذي بىزٌُت
د .يذًـــــــذ جغـــــــاو دَ .صـــــــــٍرة يهــــٍرة
ب .صــــافً دًـــــــــسة
سبتًبر 8102
انهجُت انعهًٍت نهكتاب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ.د عبذ انذهٍى بٍ يطري – جايعت بسكرة أ .د عبذ انجهٍم يفتــــاح – جايعت بسكرة
أ .د يذـــــــــًذ بٍ يذًذ – جايعت ورقهت أ .د عًــــــــــر فردـــاتً – جايعت انىادي
أ .د فرٌــــــذ عهــــــىاش – جايعت بسكرة أ .د دسٍُــت ضـــــــــروٌ – جايعت بسكرة
أ .د رقــــــــٍت عىاضرٌــت – جايعت باتُت 0أ .د انهادي خضــــــراوي – جايعت األغىاط
د .عبذ انعــــــــانً دادت – جايعت بسكرة د .أيــــــــال ٌعٍص تًاو – جايعت بسكرة
د .يذًـــــــــذ خهٍفــــــــت – جايعت عُابت دَ .بٍــــــــم قرقــــــىر – جايعت سطٍف 8
د .فهــــــــــًٍت قسىري – جايعت باتُت 0 د .ضبـــــــــري عــــــسٌسة – جايعت بسكرة
د .عبذ انذفٍــــظ بقـــت – جايعت انًسٍهت د .يذًذي بىزٌُت آيُت – جايعت انطهــــف
د .ســــــــايٍت بهجــــراف – جايعت بسكرة د .بذر انذٌــــٍ خـــــــالف – جايعت خُطهت
د .وفــــــــــاء ضٍعاوي – جايعت انجسائر 0 د .فـــــــــاتخ خـــــــــالف – جايعت جٍجــم
يخبر أثر االجتهاد انقضائً عهى دركت انتطرٌع ــــــــــــــــ جايعت يذًذ خٍضر بسكرة
يخبر أثر االجتهاد انقضائً عهى دركت انتطرٌع ــــــــــــــــ جايعت يذًذ خٍضر بسكرة
قال اهلل
9
َونَا تَتَِّبعِ َأهِىَاَء ُهمِ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ انْحَقِّ
يخبر أثر االجتهاد انقضائً عهى دركت انتطرٌع ــــــــــــــــ جايعت يذًذ خٍضر بسكرة
8102 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
االفتتاحية
ـــــــــــــــــــــــ
8102 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
املبتدئني منهم ،فإليهم مجيعا ،وباسم الفريق العمل يف خمرب االجتهاد القضائي،
ألف حتية تقدير.
وإن كان األمل ال يزال حيذو أفقنا يف اجناز املزيد من األعمال العلمية يف
توضيح منهجية البحث ،فاألمر لن يتأتى إال تكاتف اجلهود ،وتقاطع الرؤى،
وتوحيد الوجهة ،وهذه دعوة مفتوحة للنشر يف سلسلة مطبوعات املخرب ،اليت
وصلت إصدارها الرابع هبذا املولود اجلديد ،سواء ما تعلق مبناهج البحث ،أو
غريها من جماالت االجتهاد والفقه القانوين.
مدير المخبر
أ .د عبد الحليم بن مشري
ــــــــــــــــــــــ
-7-
8102 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفهـــرس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ احملور األول :مناهج البحث العلمي
توظيف المنهج في البحث العلمي )18 – 01(..........................................................
الدكتــــــورة عتيقــــــة بلجبـــــــــل (جامعة بسكرة)
توظيف المنهج المقارن في الدراسـات القانونية )76 – 11(.......................................
األستاذ الدكتور عبد الحليم بن مشري (جامعة بسكرة)
ــــــــــــــــــــــــ
-2-
8102 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دور مجلس آداب وأخالقيات المهنة الجامعية للمؤسسة في الحد من ظاهرة السرقة
العلمية :قراءة تحليلية في القرار الوزاري رقم )806 – 070(............................... 711
الدكتـــــــــور شوقي يــــــعيش تمــام (جامعة بسكرة)
البـــــاحث حمـــــــــــــــزة صــــــــــافي (جامعة بسكرة)
الممارسات المنافية لقواعد النزاهة األكاديمية وسبل مكافحتها على ضوء أحكام
القرار الوزاري رقم 711المتعلق بالسرقات العلمية)871 – 807(.................................
الدكتـــــــــــورة أمحمدي آمنــة بوزينة (جامعة الشلف)
ــــــــــــــــــــــ
-7-
8102 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــ
- 01 -
8102 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احملور األول
مناهج البحث العلمي
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
- 08 -
8102 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
atikabeljbel@ gmail.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملخص:
تعد املنهجية العمود الفقري ألي حبث جاد يف احلقول العلمية املختلفة
تتحدد على اساسها حدود البحث العلمي ومعامله.
فهي جمموعة اخلطوات العلمية اليت يتبعها الباحث حني اجراء حبثه
حيث يوضع اخلطة واهم اخلطوات املنتهجة من طرفه.
فاملنهجية حتتل مكانة خاصة يف حقل العلوم االنسانية ويعتمد بناؤها
على اجراءات خاصة كتحديد املنهج املتبع والتقنيات املستخدمة وطرق مجع
املعطيات وحتليلها وغريها من اخلطوات.
هلذا ابينا ان نقف على واحدة من هذه االجراءات وهو املنهج املتبع هذا
االخري الذي صعب على الباحث توظيفه يف البحث العلمي.
فمهما كان موضوع البحث فإن قيمة النتائج تتوقف على قيمة املناهج
املستخدمة.
فكيف يستطيع الباحث اختيار املنهج املالئم لبحثه ؟ وهل جيوز له
االعتماد على اكثر من منهج؟
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة:
قال تعاىل ..." :لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا " ...االية رقم 12من
سورة املائدة.
ألي علم منهج ،اي الطريقة اليت يسلكها الباحث يف سبيل التعرف على
حقيقة تلك الظواهر ،فنقول مثال :العلوم الطبيعية ،ونعين هبا املناهج العلمية
اليت تتناول بالتحليل الظواهر الطبيعية ،ونقول العلوم االجتماعية ونعين هبا
املناهج العلمية اليت تتناول الظواهر االجتماعية بالتحليل.
عرف علم املناهج تطورا كبريا نتيجة تطور استعماالته املتزايدة ،وبتزايد
حركة البحث العلمي وتنوع جماالته ،ازدادت أمهية هذا العلم ،فنجد العلم
الواحد يستعني مبناهج خمتلفة حبسب ما يقتضيه موضوع البحث.
إن أول من استعمل كلمة "علم املناهج" أو "املنهجية" هو الفيلسوف األملاين
1
"كانط" ،وذلك عندما قسم املنطق إىل قسمني مذهب املبادئ وعلم املناهج.
فعلم املناهج هو الذي يبحث يف مناهج البحث العلمي والطرق العلمية اليت
يكتشفها ويستخدمها العلماء والباحثون من أجل الوصول إىل احلقيقة.
فإذا كانت مناهج البحث العلمي هي الطرق املؤدية إىل معرفة احلقائق
والكشف عنها يف خمتلف العلوم ـ وذلك بواسطة جمموعة من القواعد والقوانني
العامة اليت تنظم سري العقل حىت يصل إىل نتائج معلومة ـ ،فإن علم املناهج هو
العلم الباحث والدارس هلذه املناهج العلمية.
هذا العلم الذي يتضمن العديد من املناهج حولنا يف هذه الورقة ان نتبع
التصنيف املنطقي واملتفق عليه لدى بعض الفقهاء ومن بينهم الدكتور عمار
عوابدي هذا التصنيف الذي يعد من التصنيفات املنطقية واملتجانسة الذي
حياول من وراءه حتقيق التوازن بني احلقائق العقلية والواقعية (االجرائية)
وطرق الوصول اليها وبناءا على ذلك مت تقسيم املناهج إىل قسمني قسم املناهج
- 1عبد الرمحن بدوي ،مناهج البحث ،ط ،3وكالة املطبوعات ،الكويت ،0711 ،ص .1
- 01 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
-تومي اكلي :مناهج البحث وتفسري النصوص يف القانون الوضعي والتشريع االسالمي ،بريت للنشر
اجلزائر ،8102 ،ص .27
- 01 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذلك االستدالالت اليت يستعملها القاضي اعتمادا على ما لديه من قضايا ومبادئ
قانونية.
هناك فرق بني االستدالل والربهان االول انتقال من قضايا اخرى ناجتة
عنه بالضرورة طبقا لقواعد املنطق اما الربهان فهو اضيق من االستدالل فهو
يتعلق بصحة النتائج وصدقها واليت تقوم بدورها على صدق املقدمات عكس
االستدالل الذي يقوم على صحة النتائج اليت استخرجت من املقدمات وتدل على
صحتها.
-8قواعد االستدالل:
يتكون النظام االستداليل من املبادئ والنظريات ،وذلك أن النظام
االستداليل يشتمل على ميكانيزم يتسلسل من قضايا ومبادئ يستنتج منها مبادئ
وقضايا مستنتجة كنتائج للعملية االستداللية األوىل ،مث تصبح هذه بدورها
مبادئ وقضايا أولية بالنسبة للنتائج األخرى ...وهكذا إىل النهاية.
والنتائج املستخرجة من القضايا واملبادئ تسمى "النظريات" ،ولذا كان
االستدالل يف صورة نظام متكون من ميكانيزم :املبادئ والنظريات.
-3مبادئ االستدالل:
هي جمموع القضايا والتصورات األولية غري املستخرجة من غريها يف نظام
استداليل معني .وقد قسم رجال املنطق القدماء مبادئ االستدالل إىل:
البديهيات ـ املصادرات أو املسلمات والتعريفات.
هذه مبادئ االستدالل الثالثة ،وقد ثبت لرجال املنطق والفلسفة وعلم
املنهجية على اخلصوص ،أن هذه املبادئ الثالثة متداخلة يف ما بينها ،ومتعاونة
ومتكاملة يف حتقيق العملية االستداللية من أجل استخراج النتائج والنظريات
والربهنة على صحتها.
-1أدوات االستدالل:
-القياس.
-التجريب العقلي.
- 02 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-التركيب.1
امجاال يتم االستدالل عن طريق تقدمي االسباب واحلجج واملربرات اليت
حوزتنا لنتوصل إىل استنتاج ما وذلك من خالل عملية عقلية نتوصل هبا من
عدة افكار عامة إىل عدة افكار خاصة تظهر نتيجتها املنطقية يف ثالث اشكال:
أ -االستنتاج البسيط:
مثال شاهدت رجال يفر ويف يده سكينا ورأيت شابا يتخبط يف دمه فاستنتج
ان حامل السكني قد طعنه.
ب -االستنتاج القياسي:
مثال :انسان فان – سقراط انسان -سقراط فان.
ج -االستنتاج الرياضي:
مثال املوزاة بني مثلثني يف علم اهلندسة.
واالستنتاج يعتمد على طريقيت التحليل أو االكتشايف أو االختراعي يهدف
إىل الكشف عن احلقيقة بتجزئة موضوع ما إىل ابسط عناصره بغية التمعن يف
دراسته والتعمق يف معرفته فيستخدم يف العلوم القانونية فيسمح لنا بإظهار
اخلصائص االساسية وينب املعىن والسبب الذي يفسر ما ندريه من قواعد
قانونية أو احكام واجتهادات.
والتركيب أو التأليف هو عملية مجع االجزاء املتفرقة م كل متجانس ففي
العلوم القانونية جنمع ما بني شىت االراء واألفكار واملعلومات لتكون كال متآلفا
متجانسا ويف حالة تصارع االفكار ووجود تناقض أو تعارض تسمى العملية
تركيبية جدلية.2
1
-عمار عوابدي :مناهج البحث وتطبيقاهتا يف ميدان العلوم القانونية واإلدارية ،ديوان املطبوعات
اجلامعية ،اجلزائر ،8111 ،ص ص .021 -021
- 2صاحل طليس :املنهجية يف دراسة القانون ،ط ،8منشورات زين احلقوقية واألدبية ،لبنان،8100 ،
ص .32
- 01 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 02 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 1أمحد بدر ،املرجع السابق ،ص .22وأنظر االشتقاق اللغوي للكلمة يف اللغة األجنبية ،فهي مكونة
من شقني " Hypo ":ومعناه أقل من ،ومن " " Thèseومعناها أطروحة أو نظرية فيكون املعىن العام
للكلمة هو " :دون أو أقل من النظرية ".
- 07 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 81 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 80 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 88 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
-أمحد عارف العساف وحممود الوادي :منهجية البحث يف العلوم االجتماعية واإلدارية (املفاهيم
واألدوات ) ،ط ،0دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ـ ،8100ص .031
- 83 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 1حممد علي حممد :علم االجتماع واملنهج العلمي -دراسة يف طرائق البحث وأساليبه ،-دار املعرفة
اجلامعية ،االسكندرية ،0722 ،ص .020
- 81 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 81 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصحيح هلذا الواقع اذ ميكننا من االحاطة بكل ابعاد هذا الواقع فنصف ونتصور
بكل دقة كافة ظواهره ومساته.
لذلك جند ان هذا املنهج يعتمد على عدد من املناهج واألساليب املساعدة
كان يعتمد مثال على دراسة احلالة أو الدراسات امليدانية أو التارخيية أو املسوح
االجتماعية.1
وهتدف الدراسات يف هذا اجملال إىل استطالع الرأي العام حول قضية أو
مسالة ذات طابع عام ففي الدراسات القانونية مثال جند تأثري عقوبة االعدام
على نسبة اجلرائم يف جمتمع ما.
المطلب الثاني :المنهج المقارن
-0تعريف المنهج المقارن:
ميكن ان يكون ملفهوم املقارنة معنيان معىن عام واخر خاص االول يتعلق
بالنشاط العقلي املنطقي وهو حاضر يف كثري من ظروف احلياة كمالحظة اوجه
الشبه واالختالف بني شيئني أو اكثر والثان املتمثل يف اخلاص الذي هو اجراء
مقارنة ممنهجة ومنظمة لبحث العالقات وأوجه التشابه واالختالف بني
ظاهرتني أو اكثر هبدف التوصل إىل استنتاجات معينة ويعترب هذا املعىن االخري
2
مرادفا ملصطلح املنهج املقارن وكثريا ما يرتبط استخدامه باملنهج العلمي.
يستخدم املنهج املقارن استخداما واسعا يف الدراسات القانونية
واالجتماعية ،كمقارنة ظاهرة اجتماعية بنفس الظاهرة يف جمتمع آخر ،أو
مقارنتهما يف بعض اجملاالت االقتصادية والسياسية والقانونية.
ويتيح استخدام هذا املنهج املقارن ،التعمق والدقة يف الدراسة والتحكم يف
موضوع البحث والتعمق يف جانب من جوانبه ،فعلى سبيل املثال ميكن أن ندرس
جانبا واحدا من جوانب املؤسسة االقتصادية :األداء أو املواد البشرية...
- 82 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 1خالد حامد :منهج البحث العلمي ،الطبعة األوىل ،دار رحيانة للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،ص .20
- 2حسن ملحم :التفكري العلمي واملنهجية ،مطبعة دحلب ،اجلزائر ،0773 ،ص .812
- 81 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
املختلفة بصفة نظرية أو بناء على جتارب تطبيق ذلك القانون على االقليم
االصلي.
المطلب الثالث :المنهج التاريخي
-0تعريف المنهج التاريخي:
يعرف املنهج التارخيي على أنه" :الطريق الذي يتبعه الباحث يف مجع
معلوماته عن االحداث والوقائع املاضية ويف فحصها ونقدها وحتليلها والتأكد من
صحتها ويف عرضها وترتيبها وتفسريها واستخالص التعميمات والنتائج العامة
منها واليت ال تقف فائدهتا على فهم احداث املاضي فحسب بل تتعداه إىل
املساعدة يف تفسري االحداث واملشاكل اجلارية ويف توجيه التخطيط بالنسبة
للمستقبل".1
وميكننا القول أن املنهج التارخيي هو منهج حبث علمي ،يقوم بالبحث
والكشف عن احلقائق التارخيية ،من خالل حتليل وتركيب األحداث والوقائع
املاضية املسجلة يف الوثائق واألدلة التارخيية ،وإعطاء تفسريات وتنبؤات علمية
عامة يف صورة نظريات وقوانني عامة وثابتة نسبيا.
-8أهمية استخدام المنهج التاريخي:
لدراسة الوقائع واألحداث أمهية كربى تتمثل يف:
-فهم ماضي األفكار واحلقائق والظواهر واحلركات واملؤسسات والنظم.
-حماولة فهم احلاضر والتنبؤ بأحكام وأحوال املستقبل.
-إن التسلسل الزمين وأمهيته يف البحث العلمي ميثل البعد الزمين كما ان هناك
بعد اخر ال يقل امهية عن البعد الزمين وهو البعد املكاين الذي يرتبط مبكان
حدوث احلدث.
- 1عمار بوحوش وحممد حممود الذنيبات :مناهج البحث العلمي وطرق اعداد البحوث ،ط ،3ديوان
املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،8110 ،ص .011
- 82 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-تستعيد وتركب أحداث ووقائع املاضي بطريقة علمية يف صورة حقائق علمية
تارخيية لفكرة من األفكار ،أو نظرية من النظريات ،أو مدرسة من املدارس ،أو
مؤسسة من املؤسسات االجتماعية واإلنسانية والسياسية واالقتصادية.
-3خطوات ومراحل المنهج التاريخي:1
يتألف املنهج التارخيي من مراحل متشابكة ومتداخلة ومترابطة ومتكاملة،
يف تكوين بناء املنهج التارخيي ومضمونه ،وهي:
-اختيار موضوع البحث وحتديد املشكلة العلمية التارخيية.
-مجع وحصر الوثائق التارخيية(مصادر اولية من اثار ووثائق وثانوية كل ما
نقل أو كتب عن املصادر االولية).
2
-نقد الوثائق التارخيية.
وهناك نقد داخلي وآخر خارجي.
-1تطبيق المنهج التاريخي في الدراسات القانونية:
يلعب املنهج التارخيي دورا هاما يف جمال الدراسات والبحوث العلمية
القانونية واإلدارية حيث اساس هذه االخرية الوقائع واألحداث والظواهر
املتحركة واملتطورة واملتغرية.
فبتوظيف هذا املنهج يتم تقدمي الطريقة العلمية الصحيحة للكشف عن
احلقائق العلمية التارخيية للنظم واألصول واملدارس والنظريات واألفكار
القانونية واإلدارية والتنظيمية.
إن املنهج التارخيي هو الذي يقود إىل معرفة األصول والنظم والفلسفات
واألسس اليت يستمد منها النظم والقواعد واملبادئ واألفكار القانونية
- 87 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 31 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائمة المراجع:
-0عبد الرمحن بدوي :مناهج البحث ،ط ،3وكالة املطبوعات ،الكويت.0711 ،
-8أمحد بدر :أصول البحث العلمي ومناهجه،وكالة املطبوعات ،الكويت.0711 ،
-3حممد علي حممد :علم االجتماع واملنهج العلمي -دراسة يف طرائق البحث وأساليبه ،-دار
املعرفة اجلامعية ،االسكندرية.0723 ،
-1خالد حامد :منهج البحث العلمي ،ط ،0دار رحيانة للنشر والتوزيع ،اجلزائر.
-1حسن ملحم :التفكري العلمي واملنهجية ،مطبعة دحلب ،اجلزائر.0773 ،
-2عمار بوحوش وحممد حممود الذنيبات :مناهج البحث العلمي وطرق اعداد البحوث ،ط ،3
ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر.8110 ،
-1عمار عوابدي :مناهج البحث وتطبيقاهتا يف ميدان العلوم القانونية واإلدارية ،ديوان
املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر.8111 ،
-2صاحل طليس :املنهجية يف دراسة القانون ،ط ،8منشورات زين احلقوقية واألدبية ،لبنان،
.8100
-7أمحد عارف العساف وحممود الوادي :منهجية البحث يف العلوم االجتماعية واإلدارية
(املفاهيم واألدوات) ،ط ،0دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان.8100 ،
-01فضيل دليو :مدخل إىل منهجية البحث يف العلوم االنسانية واالجتماعية ،دار هومة،
اجلزائر.8101 ،
-00ملياء مرتاض نفوسي :ديناميكية البحث يف العلوم االنسانية ،دار هومة للطباعة والنشر
والتوزيع ،اجلزائر.8101 ،
-08تومي اكلي :مناهج البحث وتفسري النصوص يف القانون الوضعي والتشريع االسالمي،
بريت للنشر ،اجلزائر.8102 ،
- 30 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 38 -
8102 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
h.benmechri@univ-biskra.dz
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة:
حيتاج الباحث يف سبيل التوصل إىل نتائج مفيدة فيما يقدمه من أعمال
علمية ،إىل حسن اختيار وتوظيف املنهج ،الذي يتناسب وطبيعة املوضوع املعا،ج،
وتتعدد املناهج املستخدمة يف الدراسات القانونية على غرار التعدد املنهجي
املوجود يف بقية العلوم االجتماعية ،وقد حاولنا يف هذه الورقة تسليط الضوء
على املنهج املقارن ،باعتباره أحد املناهج العقلية اليت ترتكز عليها عديد البحوث
القانونية ،وهذا بالنظر إىل الغموض الذي يكتنفه عند الكثري من الباحثني،
حيث عادة ما يتم اخللط بني أساليب الدراسة املقارنة واملنهج املقارن ،ويف أحيان
أخرى جند سوء توظيف للمنهج املقارن وسوء اختيار لعينات املقارنة.
بناء على ما سبق سوف حناول اإلجابة على تساؤل جوهري يف هذا اجلزء
من الدراسة مفاده :كيف يتم توظيف املنهج املقارن يف البحوث القانونية؟
ويتفرع عن هذا السؤال جمموعة من األسئلة الفرعية ،تدور يف موضوعها
حول نقاط ثالث هي:
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 43 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
1
-عصام جناح ،القانون املقارن واألنظمة القانونية الكربى ،عنابة :دار العلوم للنشر
والتوزيع ،8100 ،ص .80
- 43 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 1عبد السالم الترمايين ،القانون املقارن واملناهج القانونية الكربى املعاصرة ،ط ،18جامعة
الكويت ،0028 ،ص ص .00 – 02 :حممود إبراهيم الوايل ،دروس يف القانون املقارن،
اجلزائر :ديوان املطبوعات اجلامعية ،0028 ،ص ص.13 – 14 :
- 2عصام جناح ،مرجع سابق ،ص .81حممود إبراهيم الوايل ،مرجع سابق ،ص .13
Bruno de Loynes de Fumichon, Introduction au droit compare, Collection Ex Professo,
Volume II (2013), P 69.
- 43 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
- 43 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
David؛ جمرد طريقة للمقارنة يف جمال العلوم القانونية ،كما يذهب الفقيه
قوتريج Gutterigeإىل أنه الطريقة املقارنة يف تطبيقها على الدراسات
القانونية ،وقد ساد هذا املذهب بعد احلرب العاملية الثانية.
ويقوم هذا االجتاه الثاين على أن القانون املقارن كمنهج للبحث ،يهدف إىل
حتقيق ثالثة مسائل؛ بداية من أن الدراسة املقارنة حتدد موضوعا هلا مث تتعمق
فيه ،وهذا األمر يتطلب معرفة بالقوانني املقارنة ،حملية وأجنبية ،مث إن هذه
الدراسة ال تتم إال مبقارنة قواعد القانون الوطين مبا يقابلها يف القانون
األجنيب ،بل أن األمر أعمق من ذلك ،إذ جند أن املقارنة تتم مع املنهج العام
للقانون األجنيب يف بنيته وهيكله ومصادره ،كما أن الطريقة املقارنة تبعد
الباحث عن املسائل الفلسفية اجملردة ،وتقربه أكثر من القوانني النافذة على
أرض الواقع.1
على الرغم من واقعية الطرح الثاين وعمليته ،إال أنه حيمل تناقضا يف
طياته ،ذلك أن أصحاب هذا املذهب ،وعلى رأسهم الفقيه قوتريج يشترطون أن
تكون الدراسة يف إطار املنهج الكامل – الذي سنأيت على تفصيله يف املبحث
الثاين ،-فتدرس النصوص القانونية وهي يف حالة حركية ال يف حالة ركود،
حيث جيب أن تدرس النصوص على ضوء غايتها االجتماعية – االقتصادية،
وهذا ما جيعل منتقدي هذا الطرح يتساءلون إذا مت حتديد هذه الغاية للدراسة
أال جيعل هذا األمر من القانون املقارن علما؟
وجند أنه حىت بالنسبة هلذا املذهب االنتقادي اجلديد مل يسلم هو اآلخر
من النقد بسبب الوقوع يف الغموض ،حيث أهنم يرون بأن القانون املقارن ال ميكن
أن يفهم أو أن حيدد بالغاية اليت يهدف إىل حتقيقها ،سواء كانت التعرف على
القانون األجنيب ،أو حل مشكلة قانونية ،أو حتديد اإلطار القانوين التفاقية
- 1عبد السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص ص .003 – 003عصام جناح ،مرجع سابق ،ص
.83
- 42 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
دولية ،أو توحيد القانون ،...وعلى ذلك يرى أصحاب هذا الرأي بأن القانون
املقارن تتعدد مفاهيمه ووظائفه بتعدد الغايات من ورائه.1
والرأي الراجح اليوم بأن القانون املقارن يأخذ مسة العلم أكثر من مسة
املنهج ،خصوصا بعدما حتددت موضوعاته ،سواء ما تعلق بتطور األنظمة
القانونية واستخالص العناصر األساسية اليت تقسم على ضوئها العائالت
القانونية الكربى ،حيث تتميز كل واحدة منها مبنهجها وجغرافيتها القانونية
،Géographie juridiqueفأصبح بذلك حتديد انتماء قانون ما إىل جمموعة دون
أخرى حيتكم إىل علم القانون املقارن ،فهذا هو جمال عمل هذا األخري ،وحىت
وإن ظهر القانون املقارن كوسيلة للمقارنة بني قاعدتني قانونيتني يف قانونني
خمتلفني ،فإن هذه املقارنة سوف تؤدي ال حمال إىل حتصيل معلومات جديدة،
جتعل من القانون املقارن علما كذلك حىت يف هذه احلالة.2
ويف تقديرنا املتواضع حول هذا السجال خبصوص طبيعة القانون املقارن،
فإنه جيب أن ننتبه إىل أنه حىت وإن أخذا بالرأي الراجح – على رجاحة
أدلته -إال أن اعتبار القانون املقارن علما فهذا ال ينفي خاصية املنهج كذلك،
حيث أن املوازنة أو املقارنة وإن استعان فيها الباحث بالتحليل أو الوصف أو
التأصيل التأرخيي ،فإهنا تظل كمنهج مستقل عن بقية املناهج العقلية األخرى،
حىت أن علم االجتماع الفرنسي إمييل دوركامي يصف املنهج املقارن بأنه "منهج
التجريب غري املباشر" أو املنهج شبه التجرييب ،3وهذا يعين أن املنهج املقارن
- 1عبد السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص .003أنظر الوظيفية يف القانون املقارن يف:
Bruno de Loynes de Fumichon, Op cit, PP 81 – 86.
2
-حممود إبراهيم الوايل ،مرجع سابق ،ص .13عبد السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص
.003
3
-أمحد عبد الكرمي سالمة ،األصول املنهجية إلعداد البحوث العلمية ،القاهرة :دار الفكر
العريب ،8113 ،ص .38عاطف عليب ،املنهج املقارن مع دراسات تطبيقية ،بريوت :املؤسسة
اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،8113 ،ص .043
- 40 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
-عبد اهلادي الفضلي ،أصول البحث ،قم (إيران) :مؤسسة دار الكتاب اإلسالمي ،دون سنة
نشر ،ص .38
- 2من الناحية اللغوية ،املقارنة كلمة مشتقة من األصل "قرن" ،وهلا معاين متعددة يف اللسان
العريب ،وأقرب معانيها إىل موضوع دراستنا ما جاء يف املعاين التالية :أقرن فالن أي مجع بني
شيئني أو عملني ،قارنه مقارنة وقرانا؛ صاحبه واقترن به ،بني القوم سوى بينهم ،وبني
الزوجني مجع بينهما ،والشيء بالشيء وازنه به فهو مقارن ،ويقال األدب املقارن أو التشريع
املقارن .إبراهيم أنيس وآخرون ،املعجم الوسيط ،ج ،18ط ،18طهران :انتشارات ناصر ،د س
ن ،ص .341وأنظر املعاين املتعددة لـ "قرن" يف :أبو الفضل مجال الدين حممد بن مكرم=
- 31 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
"ستيوارت ميل" ،من أن املنهج املقارن هو دراسة ظواهر متشاهبة أو متناظرة يف
جمتمعات خمتلفة ،واملقارنة هي التحليل املنظم لالختالفات يف موضوع أو أكثر
عرب جمتمعني أو أكثر ،وليس ببعيد عن هذا املعىن جند أن هناك من عرف املنهج
املقارن بأنه" :تلك اخلطوات اليت يتبعها الباحث يف مقارنته للظواهر حمل
البحث والدراسة ،بقصد معرفة العناصر اليت تتحكم يف أوجه التشابه
واالختالف يف تلك الظواهر".1
كما عرفت الطريقة املقارنة بأهنا" :مالحظة موضوع ما وتقدير موضعه
بالقياس إىل موضوع آخر ...بقصد الوصول إىل رأي حمدد يتعلق بوضع
الظاهرة يف اجملتمع ،واحلكم هنا مرتبط باستخالص عناصر التشابه أو التباين
بني عناصر الظاهرة لتحديد أسس التباين وعوامل التشابه".2
وقياسا على ما سبق فقد جاءت بعض احملاوالت يف تعريف املنهج املقارن يف
اجملال القانوين على أنه ذلك املنهج الذي يتناول الظواهر والوقائع االجتماعية
=(ابن منظور) ،لسان العرب :هتذيب لسان العرب ،ج ،18بريوت :دار الكتب العلمية،0004 ،
ص ص .430 – 433إمساعيل بن عباد ،احمليط يف اللغة ،ج ،13بريوت :عامل الكتاب ،ص ص
408 - 423
1
-أنظر :حممد شليب ،املنهجية يف التحليل السياسي :املفاهيم ،املناهج ،االقترابات،
واألدوات ،اجلزائر :دار هومه ،8113 ،ص ص .30 – 31 :قريب من هذا املعىن :عاطف
عليب ،مرجع سابق ،ص ص .044 -048حسينة شرون ،دليل إجناز حبث خترج يف احلقوق،
مطبوعات خمرب أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ،جامعة بسكرة ،8103 ،ص .38
عبد اجلواد بكر ،منهج البحث املقارن :حبوث ودراسات ،اإلسكندرية :دار الوفاء لدنيا الطباعة
والنشر ،8114 ،ص .81مدين أمحيدوش ،الوجيز يف منهجية البحث القانوين ،ط ،4املغرب،
،8103ص .33رميا ماجد ،منهجية البحث العلمي ،بريوت :مؤسسة فريدريش إيربت،8103 ،
ص .83
- 2حممد صفوح األخرص" ،املسائل املنهجية يف البحوث االجتماعية املقارنة" ،اجمللة العربية
للدراسات األمنية ،الرياض :املركز العريب للدراسات األمنية والتدريب ،جملد ،13العدد ،10
0301هـ ،ص .33
- 30 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واالقتصادية ،والقواعد القانونية اليت حتكمها ،هبدف الكشف عما يوجد بني
تلك الظواهر والوقائع من صالت ،وعن أسباب نشوئها وتطورها ،ونفس األمر
ينطبق على القواعد اليت حتكم هذه الظواهر والوقائع.1
كما عرف املنهج املقارن كذلك بأنه" :املنهج الذي يعتمده الباحث للقيام
باملقارنة بني قانونه الوطين وقانون أو عدة قوانني اجنبية أو أي نظام قانوين
آخر ،كالشريعة اإلسالمية ،وذلك لبيان أوجه االختالف واالتفاق بينهما فيما
يتعلق باملسائل القانونية حمل البحث ،هبدف التوصل إىل أفضل حل هلذه
املسألة".2
وتستفيد الدراسات القانونية بشكل مكثف من املقارنة ،حيث تساعد يف
وضع قواعد وملخصات هامة ،سواء من خالل مقارنة املؤسسات والوقائع
واألنساق والنظم القانونية يف جمتمع حمدد أو يف جمتمعات خمتلفة ،3والقانون
املقارن على الرغم اجلدل القائم حوله ،4إال أن هذه النقاشات حول القانون
املقارن أهلمت حىت من يعارضها من رجال القانون ،فاحملامون مقارنون بتلقائية
عندما جيرون املقارنات بني احكام احملاكم ويبحثون فيها أن أوجه التشابه
واالختالف ،واملقارنة بني األحكام والنصوص واالجتهادات السابقة ،وعلى ذلك
يشكل القانون املقارن ما هو إمتداد للطبيعة البشرية.5
- 38 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
- 1عبد السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص .03عصام جناح ،مرجع سابق ،ص .82
- 2عبد السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص .02
- 34 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدليل على بعض األفكار املوجودة يف القوانني األجنبية ،وأهنا مرحلة أولية يف
أساليب املقارنة األخرى.
وتنطبق هذه الطريقة مع النوع األول من أنواع القانون املقارن ،1وهو
القانون املقارن الوصفي ،حيث ينصرف معىن هذا األخري إىل عرض قانونني أو
أكثر ،وإظهار ما بينهما من تشابه واختالف ،دون أن يكون هلذا البحث التجميعي
قصد علمي ،كحل مشكلة أو تكوين نظرية ما .2واألمثلة اليت ميكن أن نضرهبا يف
وقتنا الراهن على هذا النوع من املقارنة كثرية ،لعل أبرزها خمتلف التقارير
السنوية الصادرة عن منظمات حكومية أو غري حكومية ،تستعرض من خالهلا
وضعية أو مركز قانوين ما يف دول العامل كلها أو يف بعضها.
الفرع الثاني :طريقة المقاربة
مسيت هذه الطريقة باملقاربة Rapprochementتعويال على عنصر القرب
أو التشابه الكبري بني القوانني حمل املقارنة ،ومفادها أن يدرس الباحث وجوه
التقارب بني القوانني القابلة للمقارنة ،وهي القوانني املتشاهبة يف البنية ويف
اخلصائص كالقوانني الرومانية اجلرمانية بالنظر إىل أهنا مستمدة من مصادر
قانونية مشتركة ختضع ملنهج قانوين موحد ،جيعلها قابلة للمقارنة فيما بينها،
- 1يقسم القانون املقارن إىل ثالثة أنواع؛ قانون مقارن وصفي ،قانون مقارن تطبيقي ،وقانون
مقارن نظري .والقانون املقارن الوصفي هو ذلك الفرع من القانون املقارن الذي يهدف إىل
جتميع معلومات عن القوانني املختلفة ،وإذا ما استعملت هذه املعلومات لغاية معينة أو بقصد
حتقيق هدف معني ننتقل يف هذه احلالة إىل النوع الثاين أال وهو القانون املقارن التطبيقي،
ذلك أننا سوف نستعمل هذه املعلومات من أجل وضع نظرية أو إصالح قاعدة قانونية ما ،أما
القانون املقارن اجملرد أو النظري ،فيقصد به دراسة القوانني املقارنة جملرد االستفاضة يف
املعلومات البحثية .أنظر حممود إبراهيم الوايل ،مرجع سابق ،ص ص .10 – 12 :أنظر
تقسيمات أخرى للقانون املقارن يف:
Barrué-Belou, Méthode et enjeux de la démarche comparative: la question de la
comparabilité, P 04, sur le cite internet :
http://www.droitconstitutionnel.org/congresNancy/comN4/barrueBelouTD4.pdf.
- 2حممود إبراهيم الوايل ،مرجع سابق ،ص ص.12 – 13 :
- 33 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
فهذا الطريقة إذن تصلح أثناء املقارنة بني قانونني بينهما أوجه تشابه كثرية
وفروق قليلة ،كقوانني الدول اليت تنتمي إىل جمموعات قانونية أو عائلة
واحدة ،1كقوانني الدول اليت تنتمي إىل العائلة الرومانية اجلرمانية أو عائلة
الكومون لو ،أو عائلة الدول االشتراكية.
اتبعت هذه الطريقة يف توحيد القوانني الداخلية املختلفة ويف الدول
اإلحتادية كالواليات املتحدة األمريكية وسويسرا واملكسيك ،واالحتاد السوفيايت
ويوغسالفيا وأملانيا االحتادية سابقا ،حيث يوجد يف هذه الدول القوانني
االحتادية إىل جانب قوانني خاصة بكل دولة من الدول اليت يتألف منها
االحتاد ،كما تتبع هذه الطريقة يف بعض الدول املتحدة كإسبانيا حيث يوجد
فيها إىل جانب القانون املدين الصادر سنة 0220قوانني حملية خاصة ببعض
املناطق ،ويف الدراسات اإلسالمية جند ما يشبه ذلك فقد سعى بعض الفقهاء إىل
املقارنة بني أحكام املذاهب اإلسالمية املختلفة وبيان ما بينها من فروق ،وتشكل
على إثر ذلك علما يسمى بعلم اخلالف لعل أهم ما كتب فيه هو كتاب الفروق
للقرايف ،2وفقه السنة للسيد السابق ،والفقه على املذاهب األربعة لعبد الرمحان
اجلزيري ،3فهذه الكتب وغريها مجعت بني خمتلف املذاهب الفقهية يف مدونة
واحدة وحاولت بيان اآلراء الراجحة واملرجوحة.
الفرع الثالث :طريقة المضاهاة Confrontation
وتسمى كذلك بطريقة املعارضة ،Oppositionوتقوم هذه الطريقة على
على العكس من الطريقة السابقة على بيان أوجه االختالف بني منهجني
متمايزين بالبنية االقتصادية مثال كاملنهج الروماين اجلرماين واملنهج األجنلو
أمريكي من جهة واملنهج االشتراكي من جهة أخرى ،وقد نودي هبذه الطريقة يف
- 33 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعقاب احلرب العاملية الثانية .1فهذه الطريقة تستعمل عند املقارنة بني قانونني
خمتلفني من حيث منهجهما وتكون بينهما الكثري من الفروقات ،ويبدو أهنا ال
تصلح عند املقارنة بني عدد كبري من املواد ،فهي تستعمل عند املقارنة بني نصوص
قليلة تتضمن مواضيع حمددة ،كاملقارنة اليت جترى مثال يف موضوع امللكية أو
العقود بني قوانني دولتني إحدامها اشتراكية واألخرى رأمسالية.
الفرع الرابع :طريقة الموازنة المنهجية Comparison méthodique
ويصطلح عليها كذلك "املقارنة املنهجية" ،وهذه املوازنة هي الطريقة اليت
تنتهي باملقارنة إىل نتيجة إجيابية ،فالطرق السابقة تقوم على تقرير ما هو
كائن فعال من تشابه أو تباين بني عدة قوانني ،أما طريقة املوازنة فإهنا ختضع
ملنهج يساعد على استخالص نتائج نتعرف هبا إىل القانون املثايل بعد دراسة
أسباب التوافق واالختالف ،يف ظل العوامل املؤثرة يف تكوين كل قانون.2
بعد استعراضنا خمتلف طرق املقارنة املعتمدة يف البحوث القانونية ،نشري
إىل أن كال من طريقة املقاربة أو املضاهاة ،وكذلك املوازنة املنهجية هي طرق
خترج من دائرة القانون املقارن الوصفي والنظري ،لتشكل الطرق األساسية يف
القانون املقارن التطبيقي ،حيث تصل بالبحث إىل نتائج عملية وعلمية من شأهنا
أن تؤسس لنظرية أو قاعدة جديدة ،ولعل أهم طريقة من طرق املنهج املقارن هي
طريقة املوازنة أو املقارنة املنهجية ،وعلى ذلك سوف ينصب التركيز عليها يف
املبحث الثاين من هذه الدراسة.
- 1عبد السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص .00عصام جناح ،مرجع سابق ،ص .80
- 2عبد السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص .00
- 33 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
- 33 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
=والفرنسي واملصري .أما املقارنة الرأسية أو العمودية (الطولية) فهي تلك املقارنات اليت تتم
بني قوانني متحدة يف املكان خمتلفة يف الزمان ،كاملقارنات اليت تتم بني قوانني قدمية وجديدة
داخل الدولة الواحدة ،أي أن املقارنة تكون بني قوانني متباعدة يف الزمان ،كاملقارنة بني قانون
قدمي وقانون الحق جديد ،أو قانون ملغى وقانون ساري املفعول ،وهذه الدراسات املقارنة
احمللية ،تكون ذات فائدة مىت كانت معمقة للدرجة اليت تبني فيها الصلة بني القوانني حمل
املقارنة وربطها بتطور القانون لبيان التغري احلاصل يف احلياة االجتماعية أو االقتصادية أو
السياسية ،أو لبيان التشابه واالختالف بني هذه القوانني لتفسري نشأة املراكز أو املبادئ
Mc Nair القانونية ،كاملقارنة اليت أجراها الفقيهان االجنليزيان بوكالند ،Buklandوماك نري
بني القانون اإلجنليزي والقانون الروماين .أنظر أكثر تفصيال يف التمييز بني املقارنة املنهجية
األفقية والعمودية يف :أمحد عبد الكرمي سالمة ،مرجع سابق ،ص ص .33 – 34 :براء منذر
كمال عبد اللطيف ،مرجع سابق ،ص .80وهنا تقسيمات أخرى للمقارنة نذكر منها :املقارنة
الكيفية واملقارنة الكمية ،املقارنة اخلارجية واملقارنة الداخلية .أنظر تفصيل ذلك يف :حممد
صفوح األخرص ،مرجع سابق ،ص 31وما بعدها .وهناك تفسري آخر ملاهية املقارنة األفقية
والعمودية .أنظر يف هذا الصدد :رميا ماجد ،مرجع سابق ،ص ص .82 – 83 :صاحل طليس،
مرجع سابق ،ص .30
- 1عبد السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص ،010عصام جناح ،مرجع سابق ،ص .41
- 32 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
القانونية املقارنة أهنا تتوقف عند حدود ما جاء يف النصوص القانونية ،دون
الرجوع إىل مسودات القوانني ،ومشاريعها ،واملذكرات التفسريية ،والتطبيقات
العملية ،واألحكلم القضائية .وهذا األمر بال شك فيه تقصري كبري يف فهم
القانون األجنيب ،فإذا كانت دراسة القانون احمللي تستدعي الرجوع إىل هذه
املسائل وغريها ،فمن باب أوىل الرجوع إليها يف فهم القانون األجنيب.
يضاف إىل ما سبق ،أن الدراسات املقارنة اليت تعقد خبصوص قوانني
متحدة أو خمتلفة مع لغة الباحث ،تزداد فيها صعوبة الدراسة املقارنة
بالضرورة ،إذا ما اختلفت هبا اللغة اليت كتب هبا القانون األجنيب ،وحىت على
مستوى املقارنة بني القوانني املتحدة يف اللغة ،كاملقارنة بني القانون اجلزائري،
املغريب ،التونسي ،املصري وغريها ،جيب أن ينتبه الباحث إىل معاين املفردات
فيها ،فقد تتمايز الدالالت االصطالحية عند التنقل من قانون إىل آخر حىت
وإن كتبا بلسان واحد .1فيجب ان حياول الباحث توظيف املصطلح الواضح
واملتعارف عليه مبدلول واحد .2كما جيب جتنب املزيف من املسميات ،فنجد مثال
الكثري من الدول تطلق على نفسها دميقراطية 3غري أن احلقيقة غري ذلك.
أما إذا كانت الدراسة املقارنة بني قوانني خمتلفة يف لساهنا ،فتزداد
صعوبة املقابلة االصطالحية ،فقد يصادف أن جيد الباحث مصطلحات ليس هلا
مرادف يف قانونه أو العكس ،وهناك مصطلحات يصعب ترمجتها من لغتها
األصلية ،فمن املصطلحات من ينقل كما هو ،ومنها من حيوره الباحث وفقا
1
-ففي اجلزائر مثال ،وقبل تعديل قانون العقوبات ،10 – 03كان يشار إىل جرمية
االغتصاب مبصطلح "هتك العرض" يف املادة ،443يف حني يستعمل يف أغلب التشريعات
العربية مصطلح "االغتصاب" .وأنظر كذلك مدلوالت "الزواج العريف" يف اجلزائر ،فنجد أن
املعىن ينصرف إىل الزواج الشرعي غري املوثق ،يف حني أنه يف مصر مثال يشري إىل الزواج
السري.
- 2حممد صفوح األخرص ،مرجع سابق ،ص ص.32 – 33 :
- 3حممد شليب ،مرجع سابق ،ص .32
- 30 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 1عبد السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص .010أنظر أكثر تفصيال مشاكل اللغة يف القانون
املقارن يف:
Bruno de Loynes de Fumichon,Op cit, PP 91 – 98.
- 2عصام جناح ،مرجع سابق ،ص .41عبد السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص 010
- 3براء منذر كمال عبد اللطيف ،مرجع سابق ،ص .23
- 31 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
اليوم أصبح متيسرا من خالل املواقع االلكترونية الرمسية اليت تنشر خمتلف
القوانني كما صدرت يف اجلريدة الرمسية ،1وبذلك فإن ما تفره املنتديات
وخمتلف املواقع غري الرمسية على الشبكة العنكبوتية غري مقبول كمادة أولية
للبحث ،وذلك خوفا من مغبة الوقوع يف اخلطأ عند النقل والترمجة.
كما جيب على الباحث أن ال يتوقف يف حبثه عند حدود دراسة النصوص،
وهذا ما سنفصله الحقا يف مستويات املقارنة ،بل جيب أن يعرف بنية القانون
األجنيب حمل املقارنة ،وهذا من حيث تقسيماته ومصادره وكيفية تطبيقه،2
ونضرب مثال عن ذلك :من ان اإلدارة تتقاضى على قدم املساواة مع األفراد دون
متييز هلا يف أنظمة الكومن لو ،على خالف ما هو موجود يف أنظمة القانون املدين
اليت جتعل هلا قضاء متخصصا مثلما هو احلال يف اجلزائر ومصر نقال عن فرنسا،
وهذا األمر يرجع إىل أن نظام الكومن لو ال يعرف تقسيم القانون إىل عام
وخاص ،على العكس من األنظمة القانونية يف العائلة الرومانو جرمانية اليت
تفرق بني القانون العام واخلاص.3
واختصارا ملا سبق يرى الفقيه روين دافيد أستاذ القانون املقارن ،أن
الباحث يف القانون األجنيب جيب أن يضع نفسه يف موضع فقهاء القانون األجنيب
حني يبحثون يف قانوهنم ويراعون يف دراستهم ظروفه ومصادره ،فالباحث يف
القانون اإلجنليزي مثال عليه أن يرجع إىل األحكام القضائية (السوابق
- 1أنظر على سبيل املثال :اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية على موقع األمانة العامة
للحكومة ،https://www.joradp.dzوعلى مواقع رمسية أخرى :اجلمهورية التونسية:
،http://www.iort.gov.tnاململكة املغربية ،http://www.sgg.gov.ma :وغريها من املواقع
الرمسية.
- 2أمحد عبد الكرمي سالمة ،مرجع سابق ،ص .33
- 3عبد السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص .018
- 30 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القضائية) على اعتبار أهنا مصدرا أساسيا هلذا القانون ،1يف حني أن القضاء ال
يشكل إال مصدرا تفسرييا يف فرنسا وغريها من دول القانون املدين.
إضافة إىل ما تقدم ،جيب على الباحث أن يتخلى عن ميوالته يف دراسة
القوانني األجنبية ،أي ال خيضع القانون األجنيب ملنهاج قانونه الوطين ،وإال
توصل إىل نتائج غري دقيقة يف حبثه أو غري جدية ،فالعملية هنا أشبه مبا يقوم
به القاضي عند الفصل يف قضايا اإلحالة واإلسناد والتكييف يف القانون الدويل
اخلاص ،حيث أن القاضي يف هذه املسائل ولكي يستطيع أن يصل إىل القانون
املختص حبكم مسألة من مسائل القانون الدويل اخلاص عليه فهم القانون
األجنيب ،خصوصا إذا توصل عن طريق قواعد اإلسناد إىل ان القانون الواجب
التطبيق هو القانون األجنيب ،2وإلن كان القاضي يف مسائل القانون الدويل يعذر
جبهله للقانون األجنيب ،استثناء من مبدأ أنه ال يعذر الشخص جبهله للقانون،
فإن الباحث يف الدراسات املقارنة ال يعذر جبهله للقانون األجنيب حمل املقارنة.
ومن مث جيب أن ال نعول على القانون احمللي يف فهم القانون األجنيب ،وإال
فإنه من العسري على رجل القانون الفرنسي أو اجلزائري أن يفهم بأن التقسيم
الثالثي للجرائم (جنايات ،جنح ،خمالفات) ال وجود لنظري له يف القانون
اإلجنليزي ،3أو أن نظام التبين يف فرنسا ال نظري له يف التشريع اجلزائري ،أو أن
القضاء الدستوري يف الواليات املتحدة ال مقابل له يف فرنسا واجلزائر.
وينصح الباحثون يف القوانني األجنبية بالرجوع بداية إىل املوسوعات
وكتب املقدمات أو املداخل ،مث يتجه الباحث بعد ذلك إىل القوانني مث األحكام
1
-حممود إبراهيم الوايل ،مرجع سابق ،ص .30عبد السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص
.018
2
-أنظر يف هذا الصدد ،حفيظة السيد احلداد ،املوجز يف القانون الدويل اخلاص ،الكتاب
األول :املبادئ العامة يف تنازع القوانني ،بريوت :منشورات احلليب احلقوقية .8113 ،ص ص:
.833 - 834
- 3عبد السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص .013
- 38 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
القضائية ،وفيما يتعلق باألنظمة الغربية فإنه ميكن للباحثني الرجوع إىل
املطوالت ،Les Traitésوهذا بالنظر ملا حتتويه من معلومات ومبادئ عامة
نستطيع من خالهلا التعرف على البناء القانوين للنظام ،فضال عما حتتويه من
دراسات مقارنة بني األنظمة القانونية املختلفة ،كما أن الباحث عليه الرجوع إىل
الكتاب الثقات ،ويتحرى الرجوع كذلك إىل آخر طبعة لكتبهم ملا قد حتتويه من
تعديالت آلرائهم.1
الفرع الثاني :إحاطة الباحث بالعوامل المؤثرة في بناء القانون
األجنبي
قد يشترك املنهج املقارن مع املنهج التارخيي يف هذه النقطة ،أي اإلحاطة
بالعوامل املؤثرة يف تكوين القاعدة القانونية ،حيث أن الوصف الكرونولوجي
لتطور مركز قانوين ما أو قاعدة قانونية معينة ،ال يعترب توظيفا للمنهج
التارخيي ،هذا األخري الذي يركز على خمتلف الظروف اليت حتيط بنشأة أو
تطور هذا املركز أو القاعدة ،ومن مث فالباحث يف الدراسات القانونية املقارنة
جيب أن يضع يف حسبانه أن لكل قانون جمموعة من العوامل املؤثرة يف تكوينه،
منها ما هو تارخيي واجتماعي ،ومنها ما هو سياسي واقتصادي ،2ولفهم أدق للنص
جيب دراسة البيئة اليت نشأ فيها .فما يصلح يف جمتمع ما من قواعد ال يصلح
بالضرورة يف جمتمع آلخر ،ذلك أن القانون وليد بيئته ،والقاعدة القانونية ما
هي إال تعبري عن اإلرادة اجلماعية يف ذلك اجملتمع ،وال أدل على ذلك أن هناك
العديد من عمليات احملاكاة لنقل جتارب ناجحة يف دول ما ،باءت بالفضل الذريع
يف دول أخرى على غرار نقل جتربة النظام الرئاسي إىل املكسيك ،فإن كان هذا
النظام السياسي ناجحا وبشكل واضح يف الواليات املتحدة إال انه باء بفشل
واضح يف املكسيك ،والسبب األساسي ال يرجع إىل نصوص القانون بل إىل
- 34 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 1عصام جناح ،مرجع سابق ،ص .48عبد السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص .018
- 33 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
الفصل بني السلطات ،أو العالقات بني السلطات الثالث يف الدولة ،أو طغيان العمل
التشريعي يف حتديد جماالت وصالحيات اإلدارة ،فقد يكون للقانونني مصدر
واحد ،غري أن العوامل التارخيية قد تغري من التفاصيل اليت جتعل من القوانني
املتشاهبة ليست متطابقة بالضرورة.
ثانيا – معرفة العوامل االجتماعية المؤثرة في بناء القانون األجنبي:
بالنسبة لتأثري العوامل االجتماعية على بناء القاعدة القانونية وتكوينها،
فهذا جمال يطور فيه الشرح ،بالنظر إىل متايز اجملتمعات يف عاداهتا وتقاليدها
وثقافتها ،ومناهلها الفكرية ومعتقداهتا الدينية ،بل أن األمر يصل إىل حد
التمايز القانوين داخل الدولة الواحدة ،وال أدل على ذلك من قوانني األحوال
الشخصية املختلطة يف العديد من الدول اليت هبا تعدد طائفي أو ديين كمصر
ولبنان ،بل األمر يتعدى ذلك يف بعض األحيان إىل التمسك مبذهب دون آخر يف
الدين الواحد (سنة – شيعة ،مالكية – حنفية – حنبلية – شافعية ،كاثوليك –
بروتستانت – أرثوذكس ،)...فتتمايز بذلك القوانني املنظمة لألسرة سواء ما
تعلق بنظام الوالية على النفس واملال ،أو الزواج وآثاره واحنالله ،وغريها من
األحوال.
وما هذه األمثلة إال كفيض من غيض ،ذلك أن القاعدة القانونية يف
مدلوهلا البسيط ما هي إال تعبري عن السلوك االجتماعي ،واجملتمع يف حال تطور
مستمر ،ولكي يتسم القانون بالشرعية جيب أن يعرب عن رأي األغلبية يف اجملتمع،
ومن مث فإن التغريات االجتماعية ،واخلصوصية يف كل جمتمع تلعب دورا بارزا يف
وضع القاعدة وتفسريها وتطبيقها.
حىت وإن كانت القوانني تستعمل يف بعض األحيان مصطلحات متشاهبة إال
أهنا قد تكون ذات دالالت خمتلفة عند تطبيقها ،وهو ما جيب أن يتحرى عنه
الباحث بإسهاب ،فالقاعدة القانونية يف نشأهتا ما هي إال توصيف وانعكاس
لظاهرة اجتماعية ،وطبيعة التفاعل حنو تصرف ما استهجانا أو استحسانا هو ما
يرقى بالظاهرة االجتماعية إىل مصاف القواعد القانونية ذات اجلزاء.
- 33 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولو أخذنا مثال بسيطا من واقعنا لوجدنا أن متعاطي املخدرات رغم تشابه
تصرفاته يف كل اجملتمعات ،إال أن التعامل القانوين معه خيتلف من قانون إىل
آخر تبعا لنظرة اجملتمع له ،فهناك من يرى بأنه ضحية ومريض جيب اسعافه،
يف نفس الوقت جند جمتمعات أخرى تعتربه عالة على اجملتمع وسبب اآلفات
فيه ،بل انه السبب يف وجود جمرمني أخطر منه كمروجي املخدرات ومنتجيها،
ومن مث جيب أن تسلط عليه أقصى أنواع العقوبات ،وتذهب جمتمعات أخرى
حبكم الدين فيها إىل حترمي املخدرات قياسا على حترمي اخلمور ،ويف املقابل
جند جمتمعات أخرى تبيح التعاطي قياسا على إباحة شرب اخلمر ،واعتبار هذا
التصرف من قبيل احلرية الشخصية ،واألمر ال يتوقف عند هذا احلد ،وإن
استفضنا يف احلديث عن التعامل القانوين مع متعاطي املخدرات .وجند يف هذا
املثال أن العوامل االجتماعية يعترب تأثريها هو األبلغ على تكوين القاعدة
القانونية ،فعلى الباحث يف القوانني األجنبية دراسة طبائع هذا اجملتمع لكي
يتسىن له فهم النصوص حمل الدراسة.
ومن املهم أن نشري إىل أنه عند دراسة البيئة االجتماعية اليت يطبق فيها
القانون ،1فيجب معاينة هذا القانون وهو يف حالة فعالية ،كما جيب عليه معرفة
مكانة القانون يف اجملتمع الذي صدر فيه القانون ليحكم عالقاته .2فإذا كان
القانون حمل املقارنة ينتمي مثال إىل عائلة القوانني االشتراكية ،فالبد أن يفهم
اإليديولوجية اليت تقوم على فكرة امللكية اجلماعية ومقتضيات التخطيط
املركزي ودواعيه ،واألساليب اخلاصة بتسيري اإلدارة فيه ،وإذا كانت الشريعة
اإلسالمية كنظام قانوين حمال للمقارنة ،فيجب على الباحث دراسة أصول
الشريعة وتقاليد األسرة واجملتمع اإلسالمي ،وكيفيـــة توزيــع املصاحل وتقسيمها
- 33 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
- 33 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونستطيع اليوم ،وبشكل واضح وجلي أن نلمس أثر العامل االقتصادي يف
جمال التأثري على تكوين القواعد القانونية ،من خالل التطرق إىل حمل وأطراف
وسبب ،واحلماية القانونية – أركان احلق – فهناك الكثري من املراكز القانونية
اليت ما كان هلا وجود لوال تأثري العامل االقتصادي ،نذكر من ذلك املسؤولية
اجلنائية لألشخاص االعتبارية ،فإىل وقت قريب كان املشككون يف هذا النوع من
املسؤولية ،ال يرون أي داع او طريقة لتسليط العقوبات اجلزائية على األشخاص
االعتبارية ،ولكن بفعل تدخل الشركات (خصوصا الومهية ومتعددة اجلنسيات)
يف الكثري من األنشطة التجارية غري املشروعة (أنشطة جيرمها القانون) ،مت
اللجوء إىل جترمي ومعاقبة هذه الكيانات االقتصادية ،باستحداث عقوبات
تشبه تلك اليت تطبق على األفراد ،سواء بتطبيق عقوبة احلل (اإلعدام) ،أو
التوقيف املؤقت عن ممارسة النشاط (احلبس) أو الغرامة اجلزائية.
ونعطي مثاال آخر عن املعامالت األلكترونية كمحل للحق ،هذه املعامالت
اجلديدة اليت تعترب نتاج التطور التكنولوجي ،حيث أن االقتصاد العاملي يرتكز
اليوم على هذا اجملال أكثر من اجملالني الصناعي والزراعي ،فنجد أنه كلما زاد
تطور الدولة ،زاد جمال احلماية القانونية ،وإن كانت الدولة املتطورة قد
أصبحت فيها التجارة االلكترونية ،واستخدام البطاقات الذكية ،والربامج
املعلومايتة ،من الضرورات اليومية ،اليت ال ميكن لألشخاص العيش بعيدا عنها،
فسنت القوانني وكرست احلماية القانونية مبختلف مستوياهتا ،مدنية وإدارية
وجنائية .فإننا جند بأن الدول الضعيفة املتخلفة ،واليت ال تتعامل هبذا القدر
العايل من التكنولوجيا ،ال تزال حبيسة القواعد التقليدية ،اليت حتكمها
املعامالت الورقية ،فال جمال حلماية مثل هذه املعامالت االلكترونية ،وإن وجدت
بعض القواعد ،فما هي إال تقليد يف جمال حمدود.
=التزاماته العقدية .عبد السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص .013عصام جناح ،مرجع
سابق ،ص ص.48 – 40 :
- 32 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
فالباحث عند دراسته ألركان أي حق ،عليه أن يركز على تأثري العامل
فيها إن وجد ،ونفس األمر ينسحب على دراسة ركين السبب االقتصادي
واحلماية القانونية ،فهناك العديد من النشاطات الرحبية اليت أسقطت من
جمال احلماية القانونية بالنظر إىل سببها غري املشروع ،بل ان األمر يتعدى ذلك
إىل جترمي هذا النشاط ،وال يعترب من قبيل احلرية يف ممارسة النشاط
التجاري ،على غرار جترمي االجتار غري املشروع باملخدرات ،واألدوية املهلوسة،
واألسلحة ،والبشر ،واألعضاء البشرية ،والرقيق األبيض ،...وهذا بالنظر إىل
الضرر الذي حتدثه هذه األنشطة ،سواء ما يلحق باقتصاد الدولة وأمنها ،أو ما
يلحق باألفراد وصحتهم.
رابعا – معرفة العوامل السياسية المؤثرة في تكوين القانون
األجنبي:
كما هو احلال بالنسبة للعوامل السابقة ،فإن العامل السياسي قد يكون
عامال فارقا يف تكوين القاعدة القانونية من حيث مفهومها حىت وإن احتدت
املصطلحات .والدارس للقانون األجنيب عليه أن ينتبه إىل طبيعة النظام
السياسي ونظام احلكم يف تلك الدولة ،وآليات تشكيل وعمل األحزاب السياسية
فيه ،ذلك أن العامل السياسي مرتبط بشكل أساسي بالسلطة احلاكمة ،خصوصا
السلطة التشريعية والتنفيذية ،فالعالقة مثال بني السلطتني التشريعية
والتنفيذية تعترب حمددا لطبيعة النظام السياسي (برملاين ،رئاسي ،جملسي)،
واختالف هذه الطبيعة يؤثر بالضرورة على املفاهيم االصطالحية،
واالختصاصات املمنوحة لكل سلطة ،ونعطي مثال عن االختالف يف الدالالت
اللفظية مببدأ الفصل بني السلطات ،حيث إن كان هذا املبدأ مستقرا يف األنظمة
السياسية الكربى ،إال أن مفهومه خيتلف من نظام إىل آخر ،ففي النظام الرئاسي
يكون الفصل جامدا ،حبيث أن لكل سلطة اختصاصاهتا ،وال تتدخل يف عمل
- 30 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلطة األخرى على األقل نظريا .1أما الفصل بني السلطات يف النظام الربملاين
فهو مبين على فكرة الفصل املرن والتعاون بني السلطات ،فكما حيق للسلطة
التنفيذية حل الربملان ،فباملقابل حيق هلذا األخري مساءلة السلطة التنفيذية
عن أعماهلا.
ويظهر تأثري العوامل السياسية جليا يف تكوين القواعد القانونية ،من
خالل تسليط الضوء على تشكيل السلطة التشريعية ،2حيث أهنا متكونة من
جمموعة من النواب املنتخبني كأصل عام من طرف الشعب ،يف إطار محلة
انتخابية تؤطرها جمموعة من األحزاب السياسية ،وبالنتيجة فإن العمل
التشريعي أصبح حكرا على السياسيني ،فهم يعدون مقترحات القوانني ،ويعدلون
املشاريع اليت تضعها العقول القانونية وفقا لتوجهاهتم السياسية ،واألمر وإن كان
أوضح يف األنظمة الدكتاتورية ،ذلك أن سن القوانني يصبح بيد احلزب احلاكم،
فيتحول القانون إىل جمموعة أوامر صادرة من سلطة سياسية عليا ،حيث يضيق
اخلناق على احلريات ،وتعزز احلماية للحقوق اجلماعية ،فإن األمر ال خيتلف
كثريا يف األنظمة الدميقراطية ،وإن كانت احلرية الفردية مكفولة ومضمونة ،إال
أهنا ال خترج عما ترمسه وحتدده األغلبية الربملانية ،ذلك أن احلزب الفائز
يتوىل تنفيذ برناجمه ،ويتحول الربنامج السياسي الذي تصنعه فئة قليلة من
رجال احلزب إىل قوانني تنفذ باسم األمة.
يضاف إىل ذلك أن اجملال التشريعي ال يعترب حكرا على السلطة
التشريعية ،حيث تتدخل السلطة التنفيذية يف الكثري من اجملاالت ،تتعدى اجملال
1
-مل يبق مفهوم الفصل اجلامد بني السلطات يف النظام الرئاسي األمريكي ،كما هو مرسوم
وفقا للنموذج التقليدي ،حيث أن السلطة التنفيذية ،ميكنها التأثري على السلطة التشريعية،
ومترير براجمها عن طريق حزهبا الذي انبثقت منه ،أو بالتأثري على الرأي العام ،أو من خالل
اخلطاب السنوي لرئيس الواليات املتحدة ،الذي يستطيع أن يستعطف به السلطة التشريعية،
أو من خالل استغالل نفوذ كبار املوظفني الذين يعينهم الرئيس مبجرد توليه منصب احلكم.
- 2عصام جناح ،مرجع سابق ،ص .40
- 31 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
الطبيعي هلا (اللوائح التنظيمية) لتمارس صالحيات تشريعية ،بل أن الكثري من
الربملانات ال ميكن وصفها إال بأهنا غرف لتسجيل القوانني ،1فنجدها غري قادرة
على اقتراح أي قانون حبكم عوامل متعددة أسهمت يف ذلك ،على رأسها عدم
التخصص يف اجملال احلقوقي ،ومن ذلك تنتظر هذه الغرف الربملانية ما جتود به
السلطة التنفيذية من مشاريع قوانني ،لتصادق عليها يف أغلب األحوال.
المطلب الثاني :مراحل المقارنة المنهجية
بعدما تطرقنا إىل جمموع املكتسبات واملعارف العلمية اليت ينبغي على
الباحث اإلحاطة هبا قبل البدء يف املقارنة املنهجية ،حيث يكون على علم
بالقانون األجنيب والعوامل املؤثرة فيه ،وهذه الشروط مدخلية للدراسات
املقارنة ،خصوصا األفقية منها ،ننتقل يف هذا املطلب إىل املراحل اليت ينبغي أن
متر هبا املقارنة املنهجية ،وقد حاولنا حصرها يف ثالثة مراحل هي :اختيار
عينات املقارنة ،حتديد مستويات املقارنة ،استخالص نتائج املقارنة.
الفرع األول :اختيار عينات المقارنة
إن الكم اهلائل للقوانني األجنبية حيول ال حمال دون إمكانية معاجلة أي
مسألة قانونية مهما كانت دقتها وتناهيها يف الصغر ،ناهيك عن االختالف اللغوي
واالصطالحي بينها ،واختالف البىن القانونية ،والتمايز احلضاري ،لذا فإن أول
مشكلة تصادف الباحث يف الدراسات املقارنة هي كيفية اختيار عينات املقارنة،
وكثريا ما جند يف البحوث املقارنة اختيارا عشوائيا للقوانني حمل املقارنة ،دون
أي ضابط لالختيار ،فالباحث جيب أن خيتار القوانني األجنبية للمقارنة بغية
حتقيق غاية حمددة ،كتحسني منظومته القانونية احمللية ،وليس جمرد
استعراض النصوص والقوانني وتكديسها من أجل استعراض قدرة الباحث على
ترمجة النصوص ونقلها ،وإن كانت الشبكة العنكبوتية أغنتنا اليوم عن مثل هذا
النقل.
- 30 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 38 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
والتقاليد ،أما يف الوقت الراهن فإننا جند حىت الدول األكثر ختلفا متتلك
ترسانة قانونية ،مهما كانت هشاشتها إال أهنا تتناول مواضيع الساعة على
الساحة الدولية.
ثانيا – المقارنة بين قوانين العائلة القانونية الواحدة:
انتقدت فكرة القانون العاملي املشترك بشكل الذع ،وذهب العميد المبري إىل
أن القانون املقارن ال ميكن أن يصل إىل قانون مشترك لإلنسانية املتمدنة ،بل أن
مداه الوصول إىل قانون مشترك للبلدان اليت يوجد بينها تشابه يف املدنية
واحلضارة ،1فاقتصرت الدراسات املقارنة على قوانني الشعوب ذات احلصارة
املتماثلة ،وأجريت الدراسات املقارنة بني القوانني الرومانو – جرمانية اليت
تنحدر من القانون الروماين واألعراف اجلرمانية ،واستعملت املقارنة املنهجية
للوصول إىل قانون يكون أساسا لتوحيد التشريع فيما بينها ،وهو ما يطلق عليه
المبري تسمية القانون املشترك التشريعي.2
وإلن كان هذا الرأي الثاين عبارة عن مرحلة انتقالية بالنسبة للمقارنني
الغربني ،فإن املقارنني االشتراكيني قد متسكوا هبذا الرأي ،وقصروا دراساهتم
املقارنة علة قوانني البالد االشتراكية ،ودعوا إىل فكرة القانون االشتراكي
املقارن ،Droit socialiste comparéومل يقوموا باملقارنة مع القوانني الغربية إال
من أجل إظهار أفضلية قوانينهم على القوانني الربجوازية.3
ونشري إىل أن فكرة املقارنة داخل العائلة الواحدة مل تصمد إال لفترة
قصرية ،ذلك أنه بعد احلرب العاملية األوىل وقعت االنقسامات بني األحالف
التقليدية ،وظهرت حتالفات اقتصادية وسياسية جديدة ،وبدأ التفكري يف انشاء
تقارب بني عائالت قانونية خمتلفة ،وهو ما سوف نستعرضه يف الرأي املوايل:
- 34 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 33 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
القوانني الوطنية ،ومت التوصل إىل حدود التعارض بني القوانني الرأمسالية
واالشتراكية ،وحددت العناصر الفارقة اليت ميكن على أساسها تنميط مسات كل
جمموعة ،وتأثري هذه العناصر يف النصوص املقارنة.1
بناء على ما تقدم جند ان املقارنة ممكنة حىت بني عائالت قانونية
خمتلفة يف بنيتها ،وخصائصها ،ومستواها احلضاري ،2لكن أن يعلم الباحث
تصنيف القوانني ،واجملموعات القانونية اليت تنتمي إليها ،كما أن طبيعة املوضوع
تلعب دورا مهما يف توسيع جمال املقارنة أو تضييقه ،كما الحظنا ان البحث يف
جمال التجارة الدولية وما يتصل هبا من مسائل ميكن التوسع فيه ،وهناك
مواضيع تضيق جمال املقارنة على غرار البحث مثال يف جمال تعدد الزوجات ،فال
جند غال قلة من التشريعات اليت تسمح به ،إضافة إىل التباين فيما بينها
خبصوصه.
وعلى ذكر هذه النقطة يتساءل الكثري من الباحثني يف عاملنا اإلسالمي عن
غمكانية إجراء الدراسات املقارنة بني الشريعة اإلسالمية والقوانني الوضعية،
وعن جدوى ذلك ،فيذهب البعض إىل منع املقارنة حبجة أن ما جاء يف الشريعة
اإلسالمية قانون إهلي ،فكيف السبيل إىل مقارنته بالقانون البشري ،فيما يذهب
الرأي الثاين إىل ان املقارنة يف هذه الدراسات ليس هدفها املفاضلة بقدر ما هو
بيان اهلوة بني الشريعة والقانون الوضعي ،ومدى نضج القواعد الشرعية يف
مواجهة القواعد الوضعية.
وإن كنا ال نعارض الرأي األول يف منطلقاته إال أننا نعيب عليه أن القانون
اإلهلي هو نظام حياة رسم لسعادة البشر الذين حادوا عنه ،والبد من تبيان
تفاهة التشريع البشري ملعرفة عظمة التشريع اإلهلي ،مث إن الشريعة اإلسالمية
حددت املبادئ واملقاصد ،وجاءت صاحلة ومصلحة لكل زمان ومكان ،ويقع على
- 33 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احلاكم تنظيم شؤون الدولة دون احليدة عن هذه األصول ،كما ان هذه املقارنات
جمدية يف حتسني النظم الوضعية ،فالشريعة يف غىن عن ذلك ،ونظن ان
االعتماد عليها يكون أفضل من االعتماد على القوانني األجنبية ،اليت أعدت
خصيصا للبيئة اليت نشأت فيها ،وشتان بني ما فرضه اهلل علينا وما فرضناه على
انفسنا ،ويف اعتقادي املتواضع أن القوانني املستمدة من الشريعة اإلسالمية
عرفت جناحا أكرب من تلك املستوردة من الدول األجنبية ،وال أدل على ذلك من
قانون األسرة اجلزائري ،قبل ان تطاله يد التعديل الالمدروس ،ونستطيع أن
نلمس هذا التميز أيضا يف العديد من أجزاء قانون العقوبات اللييب.
وميكننا أن نذهب أبعد من إصالح القوانني احمللية مبا جاء يف الشريعة
اإلسالمية من أحكام ،حيث أن الدراسات املقارنة من هذا النوع من شأهنا تصدير
أحكام الشريعة إىل القوانني الغربية ،مبا فيها من أحكام متميزة وغري مألوفة يف
النظم الوضعية ،فإذا أردت ان تبيع منتوجك اجليد ،فعليك ان تعرضه إىل جنب
املنتوج الرديء ،كما ميكن للدراسات املقارنة مع الشريعة اإلسالمية أن تزيل
الكثري من الغموض االستشراقي ،يف مسائل اإلرث والقوامة ،والوالية ،والعقوبات
اجلزائية ،وغريها من املسائل اليت ينعاها الغرب علينا ،فلوا رجعت للقوانني
الغربية قبل قرن من الزمن لوجدهتا تعج بعقوبة اإلعدام والتعذيب واملعاملة
املهينة ،يف حني ان الشريعة يف جرمية القتل قد سبقت العفو عن القصاص ،ولو
ضربنا مثال عن اإلرث ،وخصوصا مرياث املرأة لوجدنا أن ما فرضته الشريعة
للمرأة وتفضيلها على الرجال يف أغلب صور اإلرث ،الذي مل يأخذ منه الغرب
ومن ينعق معهم إال للذكر مثل حظ األنثيني ،أما فرضته التشريعات الغربية
للمرأة فإهنا مل ترجع إال نصف ما سلبته من املرأة أو اقل على مدار قرون
عجاف .فهذا ما جيب أن يصدر للغرب دفاعا عن الشرع ،وشرعا ومنهاج حياة
للجميع.
- 33 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
بناء على كل ما تقدم ،نشري إىل أنه كلما كان عدد القوانني حمدودا ،1كلما
كانت الدراسة جمدية ،وال يوجد مانع من مقارنة عدد كبري من القوانني ،لكن
هناك اعتبارات قد حتد من قدرة الباحث على غرار كثرة املراجع ،وصعوبة
الترمجة ،فيستحسن اختيار عدد حمدود من القوانني أو األنظمة املقارنة ،من
أجل التعمق واالستفاضة يف املقارنة.2
يضاف إىل ذلك انه كلما كانت الدراسة املقارنة داخل حدود العائلة
القانونية الواحدة ،كلما كانت أسهل وأنفع ،ذلك أن القواعد القانونية سوف تكون
متقاربة من حيث مصدرها وفلسفتها ،شروطها ،أركاهنا .كما أن الباحثني يف
القانون املقارن حددوا املميزات العامة واملشتركة هلذه العائالت القانونية،
بالشكل الذي يسهل على الباحث الوصول إىل مواضع التشابه واالختالف داخل
العائلة الواحدة ،دون بذل جهد يف حتديد خصائص ومبادئ هذه القوانني
املقارنة.
الفرع الثاني :تحديد مستويات المقارنة المنهجية
بعدما يفرغ الباحث من حتديد عينات املقارنة ،ينتقل إىل مرحلة ثانية
أكرب تعقيدا وأمهية ،حيث يقع على الباحث حتديد مستويات املقارنة ،إذ ان
الدراسات املعمقة ال يكتفى فيها بالتصنيف وال بالتصفيف للنصوص جنبا إىل
جنب ،فيجب أن حيلل الباحث هذه النصوص املراد مقارنتها ملعرفة النقاط
اجلوهرية اليت حتتاج إىل املوازنة ،مث يقوم بتصميم مستويات للمقارنة ،وهي
ختتلف باختالف املوضوع ،فلو كنا مثال بصدد املوازنة بني أحكام جرمية القتل
بني القانونني اجلزائري والفرنسي ،فيبدأ الباحث بتحليل النصوص ليصل إىل أن
هناك اختالفات جوهرية على املستوى االصطالحي ،على املستوى بعض ظروف
التشديد ،على املستوى بعض ظروف التخفيف ،على املستوى العقوبات اجلزائية،
- 33 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما حيدد أوجه التشابه من حيث املستوى االصطالحي ،بعض ظروف التشديد
والتخفيف ،فيحدد على أساس هذا التحليل األويل للنصوص مستوات للمقارنة،
تكون مثال على الشكل التايل:
-0أوجه التشابه يف جرائم القتل العمدي بني القانونني اجلزائري والفرنسي.
أ -أوجه التشابه على املستوى االصطالحي (تعريف القتل البسيط ،املوظف)...
ب -أوجه التشابه على مستوى بعض ظروف التشديد (قتل املوظف ،القتل لتنفيذ
جنحة ،القتل املقترن جبناية)...
ج – أوجه التشابه على مستوى بعض ظروف التخفيف (قتل األم البنها حديث
العهد بالوالدة)...
- 8أوجه االختالف يف جرائم القتل العمدي بني القانونني اجلزائري والفرنسي.
أ -أوجه االختالف على مستوى املصطلحات (مفهوم األصول ،الفروع ،مفهوم
التسميم)...
ب -أوجه االختالف على مستوى بعض ظروف التشديد (سبق اإلصرار ،الترصد،
التسميم)...
ج – أوجه االختالف على مستوى بعض ظروف التخفيف (عذر االستفزاز الناشئ
عن اخليانة الزوجية)...
د – أوجه االختالف على مستوى العقوبات اجلزائية (العقوبة يف الظروف
املشددة ،اإلعدام)...
وهذا النموذج االفتراضي جيعلنا نقف على أرضية متينة متكننا فيما بعد
من الوصول إىل نتائج عملية واضحة ،واملقارنة املنهجية ال تتوقف عند هذا
املستوى ،بل أن الباحث يكون قد أجنز الشق األول ،أال وهو املرحلة التحليلية،
حينما قام بتجزئة هذه النصوص وحتليلها ،وبعد هذه املرحلة التحليلية ينتقل
- 32 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
1
-أنظر مرحليت التحليل والتركيب يف العلوم االجتماعية األخرى يف :حممد صفوح
األخرص ،مرجع سابق ،ص ص.31 – 30 :
2
-عصام جناح ،مرجع سابق ،ص ص .41 – 80 :عبد السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص
.00
- 30 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القانوين يف كل دولة ،هذا األخري الذي ال ينحصر يف القانون فقط ،بل ميتد إىل
كل أنواع التشريع ،وميتد إىل القضاء والفقه.1
من أجل فهم هذه النقطة بشكل جيد نورد املثال املوايل ،تتمة للمثال
السابق ،فإن القتل العمدي يربط يف هذه املرحلة باملبادئ الدستورية اليت حتمي
احلق يف احلياة ،والنصوص االتفاقية اليت صادقت عليها الدولة ،وقد متنع
عقوبة اإلعدام كما هو احلال يف فرنسا ،ونرجع باالختالف االصطالحي مثال إىل
مفهوم البنوة املعتربة يف القانون اجلزائري ونظريه الفرنسي ،ففي حني أن البنوة
املعتربة قانونا يف اجلزائر هي تلك املنبثقة عن زواج شرعي ،وجند يف ذات الوقت
أن البنوة يف القانون الفرنسي جماهلا أوسع ،فيضاف إىل البنوة الشرعية ،البنوة
غري الشرعية ،والبنوة بالتبين ،وهي أحكام ال ينص عليها قانون العقوبات ،بل
جندها يف قانون األسرة اجلزائري ،واألحوال الشخصية الفرنسي ،وهذا
االختالف يف نظام البنوة سوف ينعكس الظروف املرتبطة بقتل األصول والفروع،
كما ميكن أن يرجع اخلالف كذلك إىل االختالف يف التفسري القضائي أو الفقهي
الذي أدى إىل تعديل نص ما.
أما املستوى األخري من مستويات املقارنة املنهجية ،هو الوصول إىل مرحلة
املنهج الكامل ،فيجب أن يستفرغ الباحث مكتسباته األولية املتعلقة بالعوامل
املؤثرة يف تكوين القانون ،ويربطها بدراسته ،فيبني كما يف املثال السابق أن
عقوبة اإلعدام غري موجودة يف فرنسا مثال بسبب التوجهات السياسية للدولة
على املستوى اخلارجي ،حيث أن فرنسا صادقت على الربوتكول امللحق باالتفاقية
األوروبية حلقوق اإلنسان الذي مينع عقوبة اإلعدام ،وأن الظروف االجتماعية
هي السبب يف ختفيف عقوبة األم القاتلة البنها حديث العهد بالوالدة ،وانفتاح
اجملتمع على احلرية اجلنسية هو السبب يف إلغاء النص املتعلق بتخفيف العقوبة
- 1براء منذر كمال عبد اللطيف ،مرجع سابق ،ص .88حممود إبراهيم الوايل ،مرجع سابق،
ص .30
- 31 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
1
-عصام جناح ،مرجع سابق ،ص .80حممود إبراهيم الوايل ،مرجع سابق ،ص .31عبد
السالم الترمايين ،مرجع سابق ،ص .011
- 30 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 38 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
املقارنة ،كلما زاد التعقيد ،وانتهى الباحث إىل نتائج سطحية أو ال تعرب عن
حقيقة االختالف بني القوانني.
-جيب على الباحث العمل على التحديد الدقيق للموضوع حمل املقارنة،
حيث أنه يفضل يف املقارنات اجلزئية املتعلقة بنصني أو قانونني على األكثر،
فكلما زادت عدد النصوص وصلنا إىل نفس النتيجة السابقة.
-جيب على الباحث أن يكون على معرفة بلغة القانون حمل املقارنة،
ومصادره ،مبادئه ،فلسفته ،والعوامل املؤثرة فيه ،لذا يفضل أن تكون املقارنات
داخل العائلة القانونية الواحدة ،حيث يكون للباحث الكثري من املعارف املسبقة
اليت اكتسبها من نظامه القانوين ،واليت تكون يف نفس الوقت مشتركة يف
األنظمة الشبيهة.
-جيب على الباحث الرجوع إىل املصادر ،وال يعتمد على املراجع الفقهية
فقط ،هذه األخرية ميكن االعتماد عليها يف مرحلة التوجيه والتحليل ،لكن البد
أن يتعامل الباحث املقارن حبيادية مع النصوص دون تأثر مسبق بالفقه املؤيد او
املعارض.
-جيب على الباحث املقارن أن يستمر يف املقارنة من بداية العمل إىل
هنايته ،حمافظا على نفس عينات املقارنة ومستوياهتا ،سواء يف مرحلة التحليل
أو التركيب.
-جيب أن تتوج الدراسات املقارنة بنتائج عملية ،وال يكتفى باالستحسان
أو االستهجان ،بل جيب على الباحث املقارن استفراغ نتائج الدراسة املقارنة يف
توجيهات مباشرة ،للمشرع أو القاضي أو اإلدارة ،يف شكل نصوص مقترحة ،أوو
اقتراح تفسري منطقي مؤسس ،أو استحداث مركز قانوين ،أو تعديل أو إلغاء نص،
أو غريها من النتائج اليت ميكن االستفادة منها.
- 34 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائمة المراجع:
أوال -الكتب:
– 10أمحد عبد الكرمي سالمة ،األصول املنهجية إلعداد البحوث العلمية ،القاهرة :دار
الفكر العريب.8113 ،
– 18حممد شليب ،املنهجية يف التحليل السياسي :املفاهيم ،املناهج ،االقترابات ،واألدوات،
اجلزائر :دار هومه.8113 ،
– 14براء منذر كمال عبد اللطيف ،أصول البحث القانوين :التقليدي وااللكتروين ،جامعة
املوصل :دار ابن األثري للطباعة.8100 ،
– 13عصام جناح ،القانون املقارن واألنظمة القانونية الكربى ،عنابة :دار العلوم للنشر
والتوزيع.8100 ،
– 13عاطف عليب ،املنهج املقارن مع دراسات تطبيقية ،بريوت :املؤسسة اجلامعية للدراسات
والنشر والتوزيع.8113 ،
– 13مدين أمحيدوش ،الوجيز يف منهجية البحث القانوين ،ط ،4املغرب.8103 ،
– 13عبد اجلواد بكر ،منهج البحث املقارن :حبوث ودراسات ،اإلسكندرية :دار الوفاء لدنيا
الطباعة والنشر.8114 ،
– 12لؤي عبد الفتاح وزين العابدين محزاوي ،الوجيز يف مناهج البحث وتقنياته ،وجدة:
جامعة حممد األول.8108 ،
– 10رميا ماجد ،منهجية البحث العلمي ،بريوت :مؤسسة فريدريش إيربت.8103 ،
– 01عبد اهلادي الفضلي ،أصول البحث ،قم (إيران) :مؤسسة دار الكتاب اإلسالمي ،دون سنة
نشر.
– 00حسينة شرون ،دليل إجناز حبث خترج يف احلقوق ،مطبوعات خمرب أثر االجتهاد
القضائي على حركة التشريع ،جامعة بسكرة.8103 ،
– 08عبد السالم الترمانيين ،القانون املقارن واملناهج القانونية الكربى املعاصرة ،ط ،18
جامعة الكويت.0028 ،
– 04حممود إبراهيم الوايل ،دروس يف القانون املقارن ،اجلزائر :ديوان املطبوعات اجلامعية،
.0028
– 03حفيظة السيد احلداد ،املوجز يف القانون الدويل اخلاص ،الكتاب األول :املبادئ العامة
يف تنازع القوانني ،بريوت :منشورات احلليب احلقوقية.8113 ،
– 03سيد سابق ،فقـه السـنة ،ط ،18بريوت :دار الفكر.0002 ،
- 33 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.
– 03عبد الرمحان اجلزيري ،الفقه على املذاهب األربعة ،القاهرة :دار ابن اهليثم ،دون سنة
نشر.
– 03صاحل طليس ،املنهجية يف دراسة القانون ،بريوت :منشورات زين احلقوقية.8101 ،
ثانيا -المقاالت العلمية:
- 10حممد صفوح األخرص" ،املسائل املنهجية يف البحوث االجتماعية املقارنة" ،اجمللة
العربية للدراسات األمنية ،الرياض :املركز العريب للدراسات األمنية والتدريب ،جملد ،13
العدد 0301 ،10هـ.
ثالثا – المراجع األجنبية:
01 - Bruno de Loynes de Fumichon, Introduction au droit compare, Collection Ex
Professo, Volume II, 2013.
02 - H. Patrick Glenn, Quel droit comparé?, R.D.U.S, vol 43, 2013.
03 - Barrué-Belou, Méthode et enjeux de la démarche comparative: la question de la
comparabilité, P 04, sur le cite internet :
http://www.droitconstitutionnel.org/congresNancy/comN4/barrueBelouTD4.pdf.
- 33 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 33 -
8102 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احملور الثاين
إشكالـــية البحــث
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
- 82 -
8102 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
mohamed.djagham@hotmail.com pr.allouache.farid@gmail.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملخص:
صياغة اإلشكالية تشكل أوىل مراحل البحث العلمية ،فهي تثري مجلة
تساؤالت هتدف لتأطري الباحث حيث ال يوجد له جواب كامل مرضي ،و هذه
الدراسة هتدف لتحليل مسامهة حتديد اإلشكالية يف جناعة البحث وبيان
أمهيتها يف توجيه البحث والوصول إىل نتيجة تشكل إضافة إىل املعرفة العلمية
فالضبط الدقيق والصياغة الواضحة تنعكس على خطوات البحث ومراحله
وعلى نتائجه.
Résumé :
La construction d’une problématique constitue la première étape
de la recherche scientifique, elle constitue un complexe interrogatif
visant à cadrer le chercheur, elle peut être considéré comme une
interrogation pour laquelle il n’existe aucune réponse satisfaisante,
cette intervention vise à analyser le rôle de la précision de la rédaction
de la problématique dans la pertinence de la recherche scientifique.
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
ـــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة:
البحث هو اجلهد الذي يبذله الباحث تفتيشا وتنقيبا وحتقيقا وحتليال
ونقدا ومقارنة يف موضوع ما بغية اكتشاف احلقيقة والوصول إليها وليس
للربهنة على شيء ما ،أو إثبات أمرما أو تأييد رأي ما يتفق ورؤيته أو ميله
وبالتايل هو التقرير املوضوعي الكامل الشامل الوايف واملعلل باألدلة واألسانيد
واجملرد عن كل ميل أو هوى الذي يقدمه الباحث والسيما الباحث األكادميي أو
اجلامعي حول موضوع أو مشكلة ما ،1ومن املعروف أن العديد من البحوث
والدراسات العلمية تفشل بشكل كبري إلخفاقها يف حتديد مشكلة البحث حتديدا
واضحا يتم من خالله التعرف على األسباب اليت أدت إىل املشكلة من جهة
واألبعاد املكونة للمشكلة نفسها من جهة أخرى قبل القيام بتنفيذ مراحل البحث
العلمي عموما ميكن إيراد األسللة النررية التالية لالسترشاد اها لتحديد
املشكلة ،ما حدة املشكلة أو الراهرة ،ما تاريخ بروز هذه املشكلة أو الراهرة يف
املؤسسة وهل هناك دراسات سابقة حول املشكلة أو الراهرة ميكن احلصول عليها
بتكاليف أقل وخالل فترة زمنية معقولة أم ال؟
وبناء على نوعية اإلجابات اليت ميكن احلصول عليها من األسللة ميكن
حتديد املشكلة بشكل واضح و دقيق يستدل منه على نوعية العالقة بني
مسبباهتا والعوامل اليت أدت إليها ،بشكل عام يعترب احلصول على إجابات
واضحة وكافية عن األسللة املشار إليها آنفا حافزا قويا لبناء اإلطار النرري
املناسب لإلنتقال إىل مرحلة أخرى من مراحل البحث العلمي وعلى أسس نررية
صلبة.2
1
-مهدي فضل اهلل ،أصول كتابة البحث وقواعد التحقيق ،دار الطليعة للطباعة والنشر،
بريوت ،0991 ،ص .08
2
-حممد عبيدات ،حممد أبو نصار ،عقلة مبيضني ،منهجية البحث العلمي القواعد واملراحل
والتطبيقات ،دا وائل ،عمان ،0999 ،ص .82
- 21 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 1صالح الدين شروخ ،منهجية البحث العلمي ،دار العلوم ،عنابة ،8111 ،ص .75
- 2حممد عبد الغين معوض ،حمسن أمحد اخلضريي ،األسس العلمية لكتابة رسائل املاجستري
والدكتوراه،مكتبة األجنلو املصرية ،القاهرة ،0998 ،ص.08
- 20 -
ـــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
- Michel Beaud, L’art de la thèse. Guide approches, édition Casbah, 2005, p33.
- 28 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1املصادر الذاتية للباحث ،مبا يف ذلك تكلفة البحث فإن مل يكن لديه
التمويل املايل الكايف فإن ذلك سيعيق عمله إال إذا حصل على دعم مايل خارجي
وباإلضافة إىل التمويل املايل ،الوقت املتوفر للكتابة ،فالتفرغ العلمي هو
االستجابة الصرحية واملنطقية ملقتضيات مسرية التحصيل العلمي والتفرغ
املطلوب قد يصل لدرجة االنعزال واالنصراف كليا للبحث والتأليف.1
-2أن تكون املشكلة قابلة للبحث إذ أن كل مشكلة حبثية تتضمن سؤاال أو
عدة أسللة ،وليس كل سؤال ميكن أن يكون مشكلة علمية ،ولكي يكون السؤال
حبثيا جيب أن يكون قابال للمالحرة أو قابال جلمع املعلومات حوله من مصادر
مجع املعلومات.
-7فكثري من األسللة يصعب إجابتها على قاعدة املعلومات لوحدها فكثري
منها يتضمن قيما يصعب قياسها.
-6أمهية املشكلة ،إذ أن البحث يفترض أن يركز على املشكالت ذات
األمهية الطارئة .
-5احلداثة واألصالة ،إذ ال يوجد مربر لدراسة مشكلة متت دراستها من
قبل وهذا ال يعين أن اإلعادة ليست ضرورية ،إذ أن اإلعادة يف العلوم
االجتماعية تلزمنا أحيانا من أجل تأكيد الصدق يف مواقف خمتلفة.
وهي من مقومات البحث األساسية ،وتتبلور يف اإلسهامات العديدة يف
ميادين املعارف اإلنسانية ،ويف استقاللية األفكار اليت يبىن عليها البحث فالبحث
األصيل يستند إىل أفكار جديدة وآراء مستحدثة ،وليس جملرد سرد ألفكار
باحثني آخرين ويف قوالب جديدة أو تلخيصها ،ولكن جيوز للباحث أن يستند
ألراء و أفكار وملخصات اآلخرين ،وكذلك الدراسات والتعليقات املتصلة مبوضوع
معني واالستنتاجات املنبثقة عنها يف تكوين األفكار اخلاصة به وصياغة
1
-سعيد يوسف البستاين ،املنهجية والفضائل العلمية"الدراسات العليا واألحباث اجلامعية"،
منشورات احلليب احلقوقية ،بريوت ،8102 ،ص .58
- 21 -
ـــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
-غازي عناية ،إعداد البحث العلمي" ليسانس ،ماجستري،دكتوراه" ،مؤسسة شباب اجلامعة،
اإلسكندرية ،8119 ،ص .11
- 2منذر الضامن ،أساسيات البحث العلمي ،دار املسرية عمان ،8115 ،ص .62
- 22 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 27 -
ـــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 1عمار بوضياف ،املرجع يف كتابة البحوث القانونية ،جسور للنشروالتوزيع ،اجلزائر،8102 ،
ص .006
2
-علي مراح ،منهجية التفكري القانوين نرريا وعلميا ،ط ،12ديوان املطبوعات اجلامعية،
اجلزائر ،8101 ،ص .22
- 26 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتشبه خطة البحث املخطط اهلندسي للبناء ،فالباحث الذي يشرع يف
الكتابة دون وجود خمطط واضح يشبه الشخص الذي حياول بناء بيت دون
وضع خمطط هندسي فتراه يفتح بابا هنا مث ما يلبث أن يغلقه ليفتح بابا يف
جدار آخر ،وهي اليت تتيح التنريم احملكم للعمل الفكري وفقا ملنهج علمي
منضبط.
ويقصد اها تقسيم املوضوع تقسيما منطقيا ،ويشترط فيها أن تكون إجابة
تدرجيية عن اإلشكالية املطروحة ختضع للتسلسل املنطقي وأن تكون متوازنة
شكال ،وحتقق التوازن الكمي للموضوع.1
خاتمة:
من خالل ما سبق ميكن القول أن أهم خطوة يف إجناز أي حبث هو حتديد
اإلشكالية املراد دراستها حتديدا دقيقا وصياغتها بأسلوب سهل وواضح يعكس
إطالع الباحث على املوضوع املراد دراسته.
ومما يساهم يف الرقي بالعملية البحثية إعمال قواعد البحث العلمي
وتسخري الوسائل والوقت واستغالهلما على أحسن وجه ،فالباحث يقرأ لينري
علمية طريق غريه ويبحث ليزيل الغموض ويفسر الرواهر بطرق وأساليب
ختضع للمواصفات املطلوبة منهجيا.
كذلك ما ميكن قوله هو أنه جيب أن يكون للبحث هدف وغاية من وراء
إجرائه وحتديده بشكل واضح ودقيق مما يساعد بشكل كبري يف تسهيل خطوات
البحث العلمي وإجراءاته ،وهذا يساعد يف سرعة اإلجناز واحلصول على
البيانات املناسبة ويعزز الثقة يف النتائج املتوصل إليها.
- 1رقية سكيل ،منهجية إجناز البحوث العلمية ،دار اخللدونية ،اجلزائر ،8101 ،ص .09
- 25 -
ـــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائمة المراجع:
-10مهدي فضل اهلل ،أصول كتابة البحث وقواعد التحقيق ،دار الطليعة للطباعة والنشر،
بريوت.0991 ،
- 18حممد عبيدات ،حممد أبو نصار ،عقلة مبيضني ،منهجية البحث العلمي القواعد
واملراحل والتطبيقات ،دا وائل ،عمان.0999 ،
- 11صالح الدين شروخ ،منهجية البحث العلمي ،دار العلوم ،عنابة.8111 ،
- 12حممد عبد الغين معوض ،حمسن أمحد اخلضريي ،األسس العلمية لكتابة رسائل
املاجستري والدكتوراه،مكتبة األجنلو املصرية ،القاهرة.0998 ،
- 17سعيد يوسف البستاين ،املنهجية والفضائل العلمية"الدراسات العليا واألحباث
اجلامعية" ،منشورات احلليب احلقوقية ،بريوت.8102 ،
- 16غازي عناية ،إعداد البحث العلمي" ليسانس ،ماجستري،دكتوراه" ،مؤسسة شباب اجلامعة،
اإلسكندرية.8119 ،
- 15منذر الضامن ،أساسيات البحث العلمي ،دار املسرية عمان.8115 ،
- 12عامر مصباح ،منهجية إعداد البحوث العلمية"مدرسة شيكاغو" ،موفم للنشر ،اجلزائر،
.8116
- 19عمار بوضياف ،املرجع يف كتابة البحوث القانونية ،جسور للنشروالتوزيع ،اجلزائر،
.8102
- 01علي مراح ،منهجية التفكري القانوين نرريا وعلميا ،ط ،12ديوان املطبوعات اجلامعية،
اجلزائر.8101 ،
- 00رقية سكيل ،منهجية إجناز البحوث العلمية ،دار اخللدونية ،اجلزائر.8101 ،
12 - Michel Beaud, L’art de la thèse. Guide approches, édition Casbah, 2005.
- 22 -
8102 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
madirahma@netcourrier.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة:
إن البحث العلمي هو عملية استقصاء منظم ،ودقيق لكشف املعلومات
اجلديدة حول موضوع معني ،أو تصحيح املعلومات القدمية ليبين عليها ويطورها،
كل هذا العمل العلمي جيب أن حتدد نطاقه وتصنع هدف له ،إشكالية حبثية
توضح احلدود الفاصلة لبحث علمي ومتيزه عن آخر.
تعترب صياغة اإلشكالية من أصعب التحديات اليت يواجهها أي باحث
أثناء إجناز حبثه ،وتكمن صعوبتها يف كوهنا العنصر األساس الذي يوجه البحث
وحيصر نطاقه ،فكلما خرج عن نطاق اإلشكالية هو خارج نطاق البحث بأكمله.
لذلك سيتكون اإلشكالية الرئيسية هلذه الورقة البحثية اإلجابة عن
تساؤل رئيسي هو:
"ما هي أهم ضوابط وشروط صياغة اإلشكالية وصياغة الفروض العلمية
اليت متتحنها وختترب صحتها؟
لإلجابة عن هذا التساؤل يقترح العناصر التالية:
-0ضوابط وضع وصياغة اإلشكالية.
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
ــــــــــــــــــــــ
-تعريف اإلشكالية.
-شروط صياغة اإلشكالية.
-عالقة اإلشكالية بعنوان البحث.
-عالقة اإلشكالية بالتساؤالت الفرعية.
-أمثلة عن الضوابط اليت حتكم :اإلشكالية /العنوان /التساؤالت الفرعية.
-8وضع الفرضية وكيفية اختيارها:
-تعريف الفرضية.
-خصائص الفرضية.
-شروط صياغة الفرضية.
-أنواع الفرضية.
-3أمثلة عن عالقة املوضوع /العنوان /اإلشكالية /الفرضيات.
-0ضوابط وضع وصياغة اإلشكالية:
أ -تعريف اإلشكالية:
اإلشكالية لغة :وتعين سؤال يتطلب املعاجلة واإلجابة.
أما اإلشكالية إصطالحا :ميكن تعريفها على أهنا:
"عرض هدف البحث يف شكل سؤال يتضمن إمكانية التقصي هبدف إجياد
إجابة"(.)1
كما ميكن تعريفها أيضا على أهنا" :هي الفراغ يف املعارف العلمية يف
موضوع معني أو مسألة علمية معنية حيتاج إىل ملء وإضافات جديدة".
من خالل التعاريف السابقة ميكن استنتاج ما يلي:
( )1أمحد بن مرسلي ،مناهج البحث العلمي( ،اجلزائر :ديوان املطبوعات اجلامعية ،)8112 ،ص
.54
- 01 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-أن اإلشكالية تساعد على حتديد اإلطار العام للباحث ،حبيث أهنا تقصي كل
اجلوانب اليت ال تتعلق باملوضوع ،وبالتايل إدراجها يصنف ضمن إطار اخلروج عن
املوضوع.
-أن اإلشكالية هي أساس البحث وقاعدته األساسية حبيث تتحكم ومن البداية
يف مدى جناح البحث وفشله ،فحصر اإلشكالية املناسبة والناجحة يعين أن
الباحث يف الطريق الصحيح لبحث علمي ناجح.
-أن اإلشكالية هي سؤال حول زاوية معينة يف املوضوع مل يتم التطرق إليها من
قبل.
-أن اإلشكالية حتدد جمموع العالقات القائمة بني املتغريات الرئيسية يف
موضوع ما ،وبالتايل سيكون اهلدف من املوضوع قد حدد يف نطاق طرح اإلشكالية
أي أن هدف الباحث هو التحقق من هذه العالقات وإثباهتا من خالل دراسة
البحث يف تفصيالته والوصول إىل نتائج حتدد هذه العالقات.
-من خالل التعاريف السابقة ميكن أن يوجد جواب إلشكالية هامة عادة ما
تواجه الباحثني والطلبة أثناء إجناز حبوث ورسائل التخرج اجلامعية يف أطوار
خمتلفة من حياهتم الدراسية ،أال وهو من شروط اختيار املوضوع أن يكون
جديدا مل يتعرض له أي باحث بدراسة سابقة؟
اجلواب يكمن يف كون ليس شرطا أن يكون املوضوع جديد ،ألن البحث
العلمي يف أساسه هو تراكم معريف لبحوث سابقة ،جيوز إعادة مناقشة ودراسة
إحداها ،املهم أن اإلشكالية اليت ينطلق منها الباحث يف دراسته هي اليت تكون
جديدة مبعىن تتميز باألصالة فلم يسبق أي باحث قبل ذلك أن عاجل املوضوع
من الزاوية اليت ستعاجلها اإلشكالية احلالية ،وكم من حبوث تارخيية أعادت
دراسة املاضي من زوايا جديدة وأعطت نتائج مل يسبق أن وصل إليها من قبل أي
باحث آخر.
ب -شروط صياغة اإلشكالية:
- 00 -
ــــــــــــــــــــــ
( )1أمحد شليب ،كيف تكتب حبثا أو رسالة( ،القاهرة :دار النهضة ،)0001 ،ص .24
- 08 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1عمار بوحوش ،مناهج البحث يف العلوم االجتماعية واإلنسانية( ،اجلزائر ،ديوان املطبوعات
اجلامعية ،)8110 ،ص .81
)(2
Crawitz Modeleine, Méthode des sciences sociales, 4ed (paris : Dalloz, 1988), P85.
- 03 -
ــــــــــــــــــــــ
- 05 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 04 -
ــــــــــــــــــــــ
)(1
; Encyclopédique des sciences de l’information et de la communication, (France
Elliês, 1997), P205.
)(2
Ibid.
- 02 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ج -أنواع الفرضية:
للفرضية نوعان رئيسيان مها(:)1
ج – -0الفرضية الصفرية:
ويرمز هلا بـho :؛ هذه الفرضية متعلقة بأكثر من جمتمع معني ،ومع ذلك
تصاغ بطريقة تنمي أي وجود فرق أخرى ،أوهلا عالقة تدل مبتغريين أو أكثر
إحصائيا ،حبيث هتتم هذه الفرضية بالعالقة السلبية فيما بني املتغريات ،أمثلة
على هذا النوع من الفرضيات:
-ال وجود لعالقة بني الفيس بوك والتحصيل الدراسي للطلبة اجلامعيني.
-ال وجود لعالقة دالة بني الطول والذكاء إحصائيا.
-ال وجود لعالقة فيما بني التحصيل واجلنس.
ج – - 8الفرضية البديلة أو الموجبة:
ويرمز هبا بـ h1؛ يطلق على هذا النوع من الفرضيات بالفرضية املباشرة،
تعطي هذه الفرضية عالقة عكسية أو طردية ،وتعين هذه الفرضية بوجود
عالقة إجيابية فيما بني املتغريات قيد الدراسة.
مثال:
يوجد عالقة طردية ما بني تزايد الوعي السياسي لدى املواطنني
واملشاركة السياسية.
-يوجد عالقة عكسية بني االستقرار السياسي والتعددية اإلثنية يف
الدولة.
-3أمثلة عن عالقة الموضوع /اإلشكالية /الفرضيات:
عنوان البحث املقترح :تنامي ظاهرة اإلسالموفوبيا من خالل اإلعالم
الغريب.
()1
جنديل عبد الناصر ،تقنيات ومناهج البحث يف العلوم السياسية واالجتماعية( ،اجلزائر:
ديوان املطبوعات اجلامعية ،)8114 ،ص .32
- 01 -
ــــــــــــــــــــــ
اإلشكالية المقترحة:
هل يستهدف اإلعالم الغريب يف خطابه احلركات اإلسالمية أم تشويه
اإلسالم ومبادئه ؟
التساؤالت الفرعية:
-ما هو نوع اخلطاب اإلعالمي الغريب يف معاجلة ظاهرة اإلسالم فوبيا؟
-ما هي فترات تنامي ظاهرة اإلسالم فوبيا؟
-ما هي احللول املقترحة للوقوف يف وجه اإلعالم الغريب وتشويه صورة
اإلسالم.
الفرضيات:
-تزايد ظاهرة اخلوف من اإلسالم بتزايد التمويل ودرجة الرعب اليت حيويها
اخلطاب اإلعالمي الفرنسي.
-تنامي ظاهرة اإلسالم فوبيا ارتبط بتزايد احلمالت اإلعالمية الغربية على
إثر اهلجمات اإلرهابية يف أوروبا؟
-اإلعالم اإلسالمي ميلك البدائل لدحض محلة تشويه اإلسالم.
خاتمة:
يتضح من خالل املعاجلة السابقة واألمثلة املتناولة العالقة الوطيدة اليت
تربط بني العنوان واإلشكالية والتساؤالت الفرعية كما يتضح الدور الكبري الذي
حتتله اإلشكالية يف توجيه البحث وحصر نطاقه ،وبطبيعة احلال كل األسئلة
واإلشكاليات املطروحة يف البحث تتطلب إجابات هنائية ،وتأكيدا هلا يف اخلامتة
تكون مدعومة باحلجج والرباهني ،ألن اهلدف من البحث ليس ترك األسئلة
مفتوحة والفرضيات بدون تأكيد ،بل اهلدف األمسى لكل حبث علمي هو الوصول
إىل احلقيقة املطلقة بصدد املوضوع املدروس.
قائمة المراجع:
- 0أمحد بن مرسلي ،مناهج البحث العلمي( ،اجلزائر :ديوان املطبوعات اجلامعية.)8112 ،
- 8أمحد شليب ،كيف تكتب حبثا أو رسالة( ،القاهرة :دار النهضة.)0001 ،
- 02 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 3عمار بوحوش ،مناهج البحث يف العلوم االجتماعية واإلنسانية( ،اجلزائر ،ديوان
املطبوعات اجلامعية.)8110 ،
- 5جنديل عبد الناصر ،تقنيات ومناهج البحث يف العلوم السياسية واالجتماعية( ،اجلزائر:
ديوان املطبوعات اجلامعية.)8114 ،
5- Crawitz Modeleine, Méthode des sciences sociales, 4ed (paris : Dalloz, 1988).
; 6- Encyclopédique des sciences de l’information et de la communication, (France
)Elliês, 1997
- 00 -
ــــــــــــــــــــــ
احملور الثالث
االقتباس واألمانة العلمية
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
- 018 -
8102 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
dr.amelyt@gmail.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقــدمة
قال سول اهلل (ص)":من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك اهلل به طريقا إىل
اجلنة .وإن املالئكة لتضع أجنحها لطالب العلم رضا به.
وإنه يستغفر لطالب العلم من يف السماء ومن يف األرض
حىت احلوت يف البحر"...
وأي فضل ميكن لطالب العلم أن يبلغه بعد هذا الفضل ،فعال طريق العلم
والبحث شاق ومتعب ،إالّ أنّ حصاده وافر وجمزي ،لكن فقط ملن سار على الدرب
الصحيح ،وأخلص النية يف ذلك هلل ،إذ كثريا ما نسمع عن حبوث علمية تسرق من
هنا وهناك ،فيكون مربر هؤالء يف ذلك أن؛ ما قاموا به ال يتعدى حدود
االقتباس العلمي ال غري ،يف حني يفسر غريهم ذلك بأنه تعدى حدود االقتباس،
إىل ما يعرف بالسرقة العلمية ،ما جيعل مسألة الفصل بينهما أمرا ضروريا.
ويعود سبب اختيارنا هلذا املوضوع لثالثة أسبابة رئيسية:
أوهلما :انتشار وتفشي ظاهرة السرقة العلمية يف الوسط اجلامعي بشكل
ملفت سواء يف مرحلة التدرج أو ما بعد التدرج.
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما السبب الثاين فيتمثل يف عدم فهم الطالب آللية االقتباس والتهميش
واحلد الفاصل بينها وبني السرقة العلمية.
أما السبب الثالث فيعود إىل صدور القرار الوزاري رقم 399 :الذي يعد
خطوة مهمة يف طريق احلد من هذه الظاهرة فيما تضمنه من تفصيل وشرح
وحتديد حلاالت السرقة العلمية من جهة والعقوبات الرادعة املرصودة هلا من
جهة أخرى.
هذا ما سنفصل فيه انطالقا من اإلشكالية التالية:
ما هو احلد الفاصل بني االقتباس ،باعتباره من املتطلبات البحثية
وانعكاس لألمانة العلمية ،وأخالقياهتا من جهة ،وبني السرقات العلمية،
باعتبارها ممارسات ال أخالقية ،وتداعياهتا من جهة أخرى؟
لإلحاطة مبختلف العناصر ذات الصلة باملوضوع قسمنا هذه املداخلة
حملورين رئيسيني:
تطرقنا يف احملور األول منه لدواعي االقتباس وضوابطه ،أما احملور الثاين
فخصصناه لدراسة مسألة السرقات العلمية لألعمال األكادميية.
المحور األول :دواعي االقتباس وضوابطه
ال خيلو أي حبث قانوين ،بل يستحيل إعداده ،دون اعتماد عملية
االقتباس ،اليت حياول الباحث من خالهلا االستشهاد مبا كتب حول موضوعه،
وذلك لدعم أو لبيان وجهة نظر مدعمة لرأيه،أو خمالفة له ،أو لشرح فكرته أو
لتبسيطها ،باملفهوم الذي جاء به غريه ،أو لبيان السند القانوين ملا يقوله ،أو
حتليل هذا السند وتقييمه ،1...ويندرج ذلك ضمن دواعي االقتباس(أوال).
ولكي يكون الباحث صادقا ونزيها يف نقله هلذه املعلومات،البد عليه أن
يشري للمصدر الذي استقاها منه،ملتزما يف ذلك بقواعد االقتباس
وضوابطه(ثانيا).
1
-Jean-Pierre Fragnière, comment réussir un mémoire, une thèse, 04 édition ,Dunod,
Paris, 2009, P 92.
-1صاحل طليس ،املنهجية يف دراسة القانون ،تقدمي زهري شكر،الطبعة األوىل ،منشورات زين
احلقوقية ،لبنان ،8101 ،ص .061
-2املرجع نفسه ،ص .062
التحكم يف هذه العملية ،من الناحية املوضوعية والتقنية ،وذلك حىت يكون
االقتباس شرعيا 1وفق ما سنبينه.
-0الضوابط الموضوعية لالقتباس:
أ -ال بد أن يكون الباحث دقيقا ،فطنا يف فهم النصوص القانونية ،واآلراء
الفقهية ملختلف املؤلفات اليت يستشهد هبا ،حىت ال حيرّف النصوص واآلراء
املدرجة يف اقتباسه عن مدلوهلا احلقيقي ،2أو يكون اقتباسه غامضا ومبهما.3
ب -عدم اعتقاد الباحث ما يقتبسه من نصوص وآراء من املسلمات ،بل
عليه االتصاف دائما بروح الباحث؛ من نقد وحتليل وتقييم...4
ج -البد أن حيسن الباحث انتقاء ما هو جدير باالقتباس؛ فيما يتعلق
حبداثة املراجع وختصصها ،وتنوعها ،إذ عليه جتنب التركيز على مرجع واحد
فقط ،5وكذا اختيار املضامني واآلراء واملواقف القيمة واألصلية من مصدرها،و
اليت تعد بذاهتا حجة علمية يف موضع استخدامها ،كآراء الفقهاء واملتخصصني
يف جمال البحث حمل الدراسة ،واملشهود هلم يف ختصصهم ،6وبأن تكون األفكار
املقتبسة مهمة وهلا صلة مبوضوع البحث ،وذلك بتجنب احلشو الزائد الذي ال
خيدم املوضوع.7
-1حممد مسعود ياقوت" ،بني السطو العلمي واالقتباس" ،تاريخ االطالع .8101/11/03
www.islamtoday.ne.
-1عمار عوابدي ،مناهج البحث العلمي وتطبيقاهتا يف ميدان العلوم القانونية واإلدارية،
الطبعة ،11ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،8111 ،ص .32
3
- Michel Beaud, l' art de la thèse, Casbah éditions, Alger, 2010, p.97.
-4عمار عوابدي ،مرجع سابق ،ص .32
-5صاحل طليس ،مرجع سابق ،ص .062
-6عمار عوابدي ،مرجع سابق ،ص .33
7
-عبد اهلل بوجرادة ،أخالقيات البحث العلمي والسرقة العلمية ،جامعة قاصدي مرباح،
ورقلة ،8101 ،ص .19
د -ال بد وهو األهم أن تربز شخصية الباحث العلمية أثناء عملية
االقتباس ،من خالل التحكم يف هذه التقنية من جهة ،وبقدرة الباحث على إبراز
آرائه ،ومواقفه والتعليق ،والنقد والتحليل ،والتقييم ملا قام باقتباسه حىت ال
تضيع شخصيته بني كثرة االقتباسات من جهة أخرى.1
هـ -قدرة الباحث على الربط وحتقيق االنسجام ،والتوافق بني ما هو
مقتبس ،وبني خمتلف العناصر اليت أُدرج االقتباس ضمنها.2
-8الضوابط التقنية لالقتباس:
بداية نشري إىل أن االقتباس نوعان :
-االقتباس املباشر ،أو ما يسمى باالقتباس احلريف للنص.
-واالقتباس غري املباشر.
أ -تقنية االقتباس المباشر:
يقصد باالقتباس املباشر؛ النقل احلريف للمعلومات ،من مؤلفات الغري،
واستخدامها يف سياق البحث ،3أو هو أخذ الكتابة كما وردت كلمة بكلمة.4
ويف هذا النوع يكتب النص املقتبس خبط متميز ،وغالبا يكون خبط صغري
وسط الصفحة ،وبسطور متقاربة من بعضها البعض ،لتمييزه عن كالم الباحث،
وأنه منقول عن غريه،بوضعه بني شولتني مزدوجتني ،مث يعطى له رقم بعد
-1أمحد طالب ،منهجية إعداد املذكرات والرسائل اجلامعية ،ط ،6دار الغرب للنشر
والتوزيع ،وهران ،8113 ،ص .11
2
- Michel Beaud, Opcit, p.93.
-3صاحل طليس ،مرجع سابق ،ص .061
-4عمار بوحوش ،حممد حممود الذنيبات ،مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث،الطبعة
الرابعة ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،8111 ،ص .018
غلقهما ،يطابق الرقم املوجود يف اهلامش ،والذي يتضمن كافة البيانات املتعلقة
باملصدر املقتبس منه.1
أو قد يكون اقتباس مباشر متقطع؛ حبذف الباحث للعبارات أو اجلمل اليت
ال ختدم موضوع حبثه ،على أن ال خيل ذلك باملعىن،و يف هذه احلالة عليه أن
يضع بعض النقاط على السطر ،مكان احلذف كإشارة منه على ذلك.2
أما إذا كان حذفه لفقرة بكاملها تتوسط فقرتني ،فعليه وضع سطر مستقل
من النقط للداللة على احلذف.
أما إذا أضاف الباحث داخل النص املقتبس شرح ،أو كلمة أخرى فيضعه
بني قوسني مركنني أي معكوفني للداخل.3
و أن تضمن النص املقتبس حرفيا ،أي خطأ مطبعي؛ ففي هذه احلالة ميكن
للباحث إما كتابة النص كما هو ،4ويف هنايته يضع قوسني معكوفني ويكتب
بداخلهما كلمة "هكذا" ،وإما يشري يف اهلامش إىل اخلطأ املطبعي الوارد يف النص
املقتبس،و يبني الصحيح.5
واملالحظة املهمة اليت ال ينبغي للباحث إغفاهلا؛ هي عدم املبالغة
واإلطالة يف عملية االقتباس احلريف أو املباشر ،6بعدم جتاوز احلد األقصى
-1عمار بوحوش ،حممد حممود الذنيبات ،مرجع سابق ،ص ،3ص ،018وأنظر:عمار
عوابدي ،مرجع سابق ،ص .011مثال" :فاملعرفة إذن أوسع وأمشل من العلم ،والعلم جزء وفرع
من املعرفة ،حيث ينطبق العلم على املعرفة العلمية التجريبية فقط ،وال يستغرق كل املعرفة
احلسية ،واملعرفة الفلسفية ،والتأملية".
-2عمار بوحوش ،حممد حممود الذنيبات ،مرجع سابق ،ص ،011وانظر أيضا:
Michel Beaud, Opcit, p.94.
-3أمحد طالب ،مرجع سابق ،ص .21
4
- Michel Beaud ,Opcit, P 94.
-5عبد الكرمي بوحفص ،دليل الطالب إلعداد وإخراج البحث العلمي ،ديوان املطبوعات
اجلامعية ،قسنطينة ،8113 ،ص .32
6
- Michel Beaud ,Opcit, p.93.
املتفق عليه،و املتمثل يف ستة( )6أسطر ،1وإن كان هناك من يرى بأن ال يتجاوز
2
االقتباس حدود ثالثة( )9أو مخسة( )1أسطر.
ب -تقنية االقتباس غير المباشر:
ويكون االقتباس غري مباشر؛ عندما يقوم الباحث بنقل األفكار أو اآلراء
املوجودة يف املؤلفات،و لكن نقله هلا ال يكون حرفيا ،3أي كلمة بكلمة ،بل يكون
بإعادة صياغتها بأسلوبه اخلاص،على أن يبني مصدر هذه األفكار أو اآلراء،
وذلك بوضع رقم يف آخر الفقرة أو اجلملة اليت اقتبسها بأسلوبه ،يقابلها نفس
الرقم يف اهلامش،الذي يبني فيه مجيع البيانات املتعلقة باملصدر أو املرجع الذي
استقاها منه ،ويف هذه احلالة ال يقوم بوضعها بني شولتني ،كما هو احلال عند
االقتباس املباشر ،أو احلريف ،4بل يكتفي فقط بوضع الرقم يف آخر الفقرة أو
اجلملة املقتبسة.
هذا ونشري أيضا إىل أن كال النوعني من االقتباس يستخدم أيضا يف
اهلامش؛ وفق نفس التقنيات السابق بياهنا ،مع ذكر كل البيانات املتعلقة با ُملؤَلًف
املُقتَبس منه ،يف هناية االقتباس،يف نفس اهلامش أيضا ،وذلك لدعم وجهة نظر
الباحث ،أو شرحها ،أو بيان رأي خمالف هلا.
ويكون االقتباس يف اهلامش على صفحة واحدة ،غري أنه يف حالة ما إذا
كان االقتباس طويال ،ومل تكفي الصفحة،ميكن للباحث أن يواصل اقتباسه يف
هامش الصفحة املوالية ،على أن يضع يف هناية هامش الصفحة السابقة،و يف
-1عمار عوابدي ،مرجع سابق ،ص .33وهو نفس ما ذهب إليه خالد حامد ،منهجية البحث يف
العلوم االجتماعية واإلنسانية ،ط ،0جسور للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،8112 ،ص .002
-2عبد الكرمي بوحفص ،مرجع سابق،ص.010،
3
- Michel Beaud, Opcit, P 94.
-4عمار عوابدي ،مرجع سابق ،ص .018
بداية هامش الصفحة املكملة ،إشارة انتقال الكتابة يف هناية اهلامش ،واملتمثلة
يف اخلطان املتوازيان (=).1
وجتدر اإلشارة إىل أن هناك تقنية حديثة أيضا يف عملية االقتباس ،وإن
كانت غري مستعملة بشكل واسع كما هو احلال بالنسبة للطريقة التقليدية ،يف
حبوثنا العلمية ،بل تكاد تكون غري مستخدمة يف البحوث اجلامعية على
اختالفها ،لكنها األكثر شيوعا يف املؤلفات العلمية.
و تقوم هذه التقنية على تدوين البيانات املتعلقة باملرجع املقتبس منه يف
هناية االقتباس ،أي بعد غلق القوسني مباشرة ،ويف نفس املنت ،وال تكتب بيانات
املرجع كاملة ،بل يكتفي الباحث بذكر اسم املُؤلِف ،وتاريخ النشر ،والصفحة
فقط ،وهذا إن كان االقتباس مباشرا ،وإن كان االقتباس غري مباشر ،فكتب نفس
البيانات السابقة دون رقم الصفحة ،وهي طريقة تقلص من حجم اإلحاالت ،ما
جيعل النص أكثر دقة وأخف.2
أما إذا تعلق األمر باقتباس خمططات أو جداول ،فيكون ذلك بوضع رقم
فوق كل جدول بشكل متسلسل من بداية البحث لنهايته ،ويكون لكل جدول
عنوان يكتب بعد الرقم مباشرة ،أما أسفل املخطط أو اجلدول فيذكر الباحث
املصدر الذي أخذه منه،و إن كان من إعداده فيشري أيضا إىل ذلك أيضا أسفل
املخطط مباشرة.3
المحور الثاني :السرقات العلمية لألعمال األكاديمية
مىت تقيد الباحث باحلدود والضوابط السابق ذكرها يف عملية االقتباس،
وصف باألمانة العلمية والزناهة ،واليت تعد مؤشر على كفاءته ،وأخالقياته يف
البحث العلمي ،غري أن من يتجاوز هذه الضوابط فإن ذلك من باب التضليل
واخلداع العلمي ،ومؤشر على وجود سرقة علمية ،1إذ ينسب بذلك جمهود غريه
لنفسه ،كله أو بعضا منه ،فال يصنف عمله إال ضمن السرقة العلمية ،2وفق ما
سنبينه من خالل عناصر هذا احملور.
أوال -أسباب تفشي السرقات العلمية لألعمال األكاديمية:
تعد سرقة األعمال األكادميية سواء تعلق األمر بسرقة رسائل
ماجستري،أو مذكرات ماستر ،أو أطروحات دكتوراه ،أو مقاالت علمية ،أو
مطبوعات ،أو مؤلفات ،أو اختراعات ...ظاهرة العصر ،اليت تعاين منها اجلامعات
عامة ،واجلزائرية منها خاصة ،ميكن أن نلخص أسباب تفشي هذه الظاهرة يف:
-0غياب الوازع الديين وتراجع القيم األخالقية 3؛
إذ غالبا حمتريف هذه املمارسات الالّأخالقية يتصفون بالكذب واخلداع،و
كسب املال ولو باحلرام ،وهذا ما يسميه البعض باإلفالس األخالقي ،4وغالبا ما
يكون ذلك انعكاس لألخالق والتربية اليت تلقاها الفرد،فتنعكس على أخالقياته
يف البحث .5
-8اخلمول والكسل ،واستعظام واستصعاب اجناز العمل األكادميي.
-9عجز الباحث وعدم امتالكه للمؤهالت العلمية الالزمة ،اليت متكنه من
اجناز عمل أكادميي يقوم على التحليل والتقييم،و النقد والتوجيه ،ألن علمه
1
- Jean-Pierre Fragnière, , Opcit, P 93.
-2واليت عرّفها البعض على أهنا" :استخدام غري معترف به ألفكار وأعمال اآلخرين حيدث
بقصد أو غري قصد ،وسواء أكانت السرقة مقصودة أو غري مقصودة ،فهي متثل انتهاكا،أكادمييا
خطريا" .أنظر :عبد اهلل بوجرادة ،مرجع سابق ،ص .11
-3عصام تليمة" ،السرقات العلمية...ظاهرة العصر" ،جملة الوعي اإلسالمي ،العدد ،198
الصادر يف ،01/00/13نقال عن الشبكة الفقهية ،امللتقى الفقهي ،www.feqhwep.com ،تاريخ
االطالع ،8101/13/13 :ص .83
-4حممد مسعود ياقوت ،مرجع سابق ،ص .18
-5عبد اهلل بوجرادة ،مرجع سابق ،ص 11
هـ -تراجع وتدين املستوى العلمي لطاليب العلم ،لتتلمذهم على أيدي
هؤالء ،وفاقد الشيء ال يعطيه ،ما يصيب اجملتمع مبختلف مظاهر الفساد املايل
واإلداري1؛
فيموت املريض ...على يد طبيب جنح بالغش
وتنهار البيوت ...على يد مهندس جنح بالغش
وخنسر األموال ...على يد حماسب جنح بالغش
ويضيع العدل ...على يد قاضي جنح بالغش
ويتفشى اجلهل يف عقول األبناء على يد معلم جنح بالغش.2
-8اآلثار القانونية المترتبة على السرقات العلمية:
3
إن انتشار السرقات العلمية خاصة يف األوساط اجلامعية ،والتمادي يف
ذلك ،وما خلفته من تداعيات على خمتلف األصعدة،وفق ما سبق بيانه ،جعلت
السلطات الرمسية يف اجلزائر ،وبالضبط وزارة التعليم العايل والبحث العلمي
تدرك مؤخرا حجم الضرر الذي تلحقه هذه املمارسات الألخالقية بالبحث
العلمي عامة ،وبسمعة اجلامعة اجلزائرية خاصة ،والذي ترجم بإصدار القرار
رقم 399احملدد للقواعد املتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها .4
الذي تناول عديد اجلوانب ذات الصلة ،ومن ضمنها تعريف السرقة
العلمية ،وحتديد وحصر املمارسات اليت ينطبق عليها هذا الوصف ،والعقوبات
املقررة هلا باعتبار ذلك من اآلثار القانونية ،وعليه سنتطرق للعناصر السابقة،
الرتباطها املباشر هبذا العنصر،مث لآلثار املترتبة على السرقة العلمية اليت
تضمنها هذا القرار ،على النحو التايل:
أ -تعريف السرقة العلمية وصورها:
عرّف القرار الوزاري رقم 399 :السرقة العلمية مبوجب املادة
الثالثة( )19منه على أهنا:
"كل عمل يقوم به الطالب أو األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث
االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم أو كل من يشارك يف عمل ثابت لالنتحال
وتزوير النتائج أو غش يف األعمال العلمية املطالب هبا أو يف أي منشورات علمية
أو بيداغوجية".
وبناء على نفس املادة ،حصر وعدد القرار رقم 399املمارسات اليت تصنف
ضمن السرقة العلمية ،واليت مشلت 08صورة وهي:1
-1هناك عديد الكتابات اليت تناولت صور السرقات العلمية ،ومن هذه التقسيمات:
أ -النقل الكامل للمادة العلمية ،وهي أشنعها.
ب-التفكيك وإعادة التركيب؛ بتفكيك املادة املسروقة من طرف السارق؛ باستخدامه ألفاظ
خمتلفة،إلخفاء ما سرقه مثال :كتابة األمانة العلمية ،بدل السرقة العلمية ،أو كلمة منظمة
بدل هيئة،رجال أعمال بدل مستثمرين ،أو جدير باإلشارة بدل جدير بالذكر.
ج-السرقة عن طريق حشر الفقرات ،وهي األكثر انتشارا؛حيث يبدأ السارق كتابته بألفاظه
مث حيشر فقرات بكاملها بال هتميش.
د -السرقة عن طريق الترمجة.
هـ -سرقة مشاريع البحث.
و -سرقة عناوين الكتب أو املقاالت ،أنظر :صور من السرقات العلمية يف اجملتمع العلمي
والثقايف www. majleas.alukah.net ،تاريخ النشر 81مارس ،8101تاريخ االطالع:
.8101/11/81
للتقييم يعرض صاحبها إىل إبطال املناقشة وسحب اللقب احلائز عليه أو وقف
نشر تلك األعمال أو سحبها من النشر.
ثالثا -كيفية تجسيد األمانة العلمية في البحوث األكاديمية:
إن األمانة العلمية من أهم مقومات البحوث األكادميية ،القائمة على
استكمال جهود الغري ،اليت ال ميكن االستغناء عنها ،فتكون بذلك املنطلق الذي
يبين عليه الباحث دراساته الالّحقة ،فينطلق من حيث وصلوا ،وواجب الباحث
يف هذا اإلطار هو االعتراف بفضلهم واإلقرار مبجهودهم ،1وتعبهم ،بأن ال ينسب
هذه األفكار واالجتهادات لنفسه ،بل ال بد أن يشري إىل املصدر الذي أستقى منه
هذه املعلومات 2ألن أخذ الباحث لكلمات الغري أو أفكارهم أو حبوثهم ،وإدراجها يف
عمله دون اإلشارة إليهم ،عن طريق االقتباس ،جتعل القارئ يعتقد أن هذه
األعمال من إنتاج الباحث ،3وهذا يعد من باب االقتباس غري الشرعي ،ويسمى
بالسرقة العلمية ،4ولتفادي الوقوع يف ذلك البد على الباحث أن:
-0يكون دقيقا فطنا يف فهم أفكار اآلخرين عند اقتباسها ،واستخدامها
يف حبثه.
-8التقيد الكامل بكل تقنيات االقتباس والتهميش ،وااللتزام هبا من
بداية البحث إىل هنايته.
-1ومن فوائد بيان مصدر هذه املعلومات أيضا ،التسهيل على القارئ الرجوع هلذا املصدر،
ومعرفة املزيد مما يريد االطالع عليه ،والتفرقة بني أفكار الباحث ،وأفكار املؤلف ،لكي يسهل
على القارئ أو الباحث تتبعها ،أنظر:عبد اهلل بوجرادة ،مرجع سابق ،ص .16
-2بل تتيح أيضا عملية االقتباس العلمي الصحيح ،إمكانية اكتشاف السرقات العلمية،اليت
يقوم هبا الغري ،وبالتايل إخالء مسؤولية الباحث من أي تبعات.
3
-مدونة مؤرخ" ،ما هي السرقة العلمية وكيف تتجنبها؟" www.sahistorian.com ،تاريخ
االطالع.8101/11/80 :
-4هناك العديد من حمركات البحث املتخصصة يف الكشف عن السرقات العلمية ،منها :برنامج
أنظر:عبد اهلل بوجرادة ،مرجع سابق ،ص .11
heckfor plagiarism/ plagiarisma.net/plagiarism-detect/plagscan.
الشأن ،...إضافة الهتمامه باجلانب الرقايب ،وفق اآلليات اليت تضمّنها هذا
القرار.
غري أنه باعتقادنا هذه التدابري ال تؤيت مثارها ما مل حتض:
-0يف مراحل مبكرة ومنذ األطوار األوىل باهتمام ،وعناية اجلهات
الرمسية لتكون هذه التدابري استكماال هلا ،إذ يكون الطالب قد تعود االعتماد
على نفسه ،وهُيئ مسبقا للبحث،مبا لُقّن من قدرات وملكات يستلزمها البحث
العلمي ،وال يتعود أو يستسيغ من الصغر هذه املمارسة الالّأخالقية؛ كما نرى
اليوم ظاهرة استنساخ البحوث يف كل األطوار ،من اإلنترنت دون أي جهد يذكر.
-8البد وخاصة يف مناقشة مذكرات املاستر -بل وحىت التأطري -من
إعادة النظر يف العدد والزمن املمنوح لألستاذ ملراجعة هذه املذاكرات ملناقشتها.
-9من املهم بل بات من الضروري ،على كل اجلامعات رقمنة مجيع مذكرات
املاستر ،والدكتوراه ،والربط بينها لتسهيل مهمة اكتشاف السرقات العلمية،وجعل
الطالب بذلك أكثر حذرا وحرصا على اجناز ما هو مطلوب منه.
-1عدم التساهل أو التراجع عن عقاب لصوص العلم ،وإعالء شأن العلم
والبحث العلمي ،وتقدميه على مصلحة الفرد ،وليس العكس.
-1إضافة لذلك يرى البعض أيضا ،أن ملقاطعة كتابات وأعمال ممن عرفوا
بالسرقة العلمية ،وفضحهم إعالميا -باعتباره واجب شعيب -إن مل ميتثلوا
بالنصيحة دور مهم أيضا يف احلد من السرقات العلمية.1
وخري القول ما قاله اهلل سبحانه تعاىل" :ال حتسنب الذين يفرحون مبا
أُُّتوا وحيبون أن حيمدوا مبا مل يفعلوا فال حتسبنهم مبفازة من العذاب وهلم
عذاب أليم" ،صدق اهلل العظيم ،سورة آل عمران ،اآلية .022
ال االنترنت فقط ،يف مجعه للمعلومات ،والتأكد من ذلك بتعليمه أسلوب التلخيص وإعادة
الصياغة ،وتشجيع وتثمني كل األعمال البحثية والعلمية اجلادة ،اليت يقوم هبا الطالب ،يف
نفس السياق أنظر :عبد اهلل بوجرادة ،مرجع سابق ،ص .11
-1عصام تليمة ،مرجع سابق ،ص .82
وقول رسولنا الكرمي" :ال إميان ملن ال أمانة له ،وال دين ملن ال عهد له".
قائمة المراجع:
-0الكتب:
-10صاحل طليس ،املنهجية يف دراسة القانون ،تقدمي زهري شكر،الطبعة األوىل ،منشورات زين
احلقوقية ،لبنان.8101 ،
-18عمار عوابدي ،مناهج البحث العلمي وتطبيقاهتا يف ميدان العلوم القانونية واإلدارية،
الطبعة ،11ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر.8111 ،
-19عبد اهلل بوجرادة ،أخالقيات البحث العلمي والسرقة العلمية ،جامعة قاصدي مرباح،
ورقلة.8101 ،
-11أمحد طالب ،منهجية إعداد املذكرات والرسائل اجلامعية ،ط ،6دار الغرب للنشر
والتوزيع ،وهران.8113 ،
-11عمار بوحوش ،حممد حممود الذنيبات ،مناهج البحث العلمي وطرق إعداد
البحوث،الطبعة الرابعة ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر.8111 ،
-16عبد الكرمي بوحفص ،دليل الطالب إلعداد وإخراج البحث العلمي ،ديوان املطبوعات
اجلامعية ،قسنطينة.8113 ،
-11خالد حامد ،منهجية البحث يف العلوم االجتماعية واإلنسانية ،ط ،0جسور للنشر
والتوزيع ،اجلزائر.8112 ،
-8المقاالت من االنترنت:
-10إهلام بوثلجي ،تطبيق قرار مكافحة السرقات العلمية سيحدث زلزاال عنيفا ،رؤوس كبرية
مرشحة للسقوط يف اجلامعات ،املوقع ،www.echoroukonline.com.تاريخ النشر 81:مارس
،8101تاريخ االطالع .8101/11/02
-18بلقاسم حوام ،السرقات العلمية تغزو اجلامعات ودكاترة بشهادات كرتونية،
www.echoroukonline.comاإلطالع يوم .8101/11/03
-19حممد مسعود ياقوت" ،بني السطو العلمي واالقتباس" ،تاريخ االطالع ،8101/11/03
. www.islamtoday.ne على موقع:
-11صور من السرقات العلمية يف اجملتمع العلمي والثقايف www. majleas.alukah.net ،تاريخ
النشر 81مارس ،8101تاريخ االطالع.8101/11/81 :
tareek23@gmail.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة:
تشترك التعريفات املقدمة للبحث العلمي يف أنه حماولة منظمة ،أي تتبع
أسلوبًا أو منهاجًا معينًا ،وال تعتمد على الطرق غري العلمية .وأنه يهدف إىل
زيادة احلقائق واملعلومات اليت يعرفها اإلنسان ،وتوسيع دائرة معارفه ليكون أقدر
على التكيف مع بيئته والسيطرة عليها ،وأنه خيترب املعارف والعالقات اليت
يتوصل إليها ،وال يعلنها إال بعد فحصها والتأكد منها ،كما أنه يشمل مجيع ميادين
احلياة ومجيع مشكالهتا ويستخدم يف مجيع اجملاالت على حد سواء.
إن البحث العلمي عبارة عن بناء متكامل األجزاء ،متر عملية تشيده
مبراحل عديدة متسلسلة ومترابطة ،جيب على الباحث أن يويل كل واحدة منها
االهتمام الالزم .وأوىل هذه املراحل تبدأ باالستعداد الكامل من الباحث للقيام
بالبحث وحتمل أعبائه ،مث القيام جبمع املعلومات اليت تشكل مادة بناء البحث،
مث قراءة هذه املعلومات مث القيام بكتابة البحث وطبعه ومناقشته .ولعل من
أهم وأصعب مراحل البحث العلمي مرحلة الكتابة ،إذ تتمثل يف قيام الباحث
بصياغة وجتديد نتائج البحث ،وذلك وفق لقواعد وأساليب ومنهجية علمية
دقيقة ،وإخراجـــه يف صــــورة واضحـة للقارئ ،واطالعه على اجلهود واملراحل
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1حممد خليفة ،حماضرات يف مقياس املنهجية ،ألقيت على طلبة السنة أوىل حقوق ،كلية
احلقوق ،جامعة 12ماي 54قاملة – اجلزائر.8112-8112 ،
()2
عبد القادر الشيخلي ،قواعد البحث القانوين :اجلوانب الشكلية واملوضوعية للبحث
القانوين السيما يف رسائل املاجستري والدكتوراه ونظم ترقية القضاة وتدرج احملامني ،ط =،0
=دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمّان ،0222 ،ص .29وانظر أيضا :دليل كتابة البحث
القانوين ،كلية احلقوق ،جامعة فيالدلفيا ،عمّان.8114 -8115 ،
( )1وتسمى أيضا بالوثائق األصلية واملباشرة وهي تلك الوثائق اليت تتضمن مباشرة احلقائق
واملعلومات األصلية املتعلقة مبوضوع البحث وبدون استعمال وثائق ومصادر وسيطة يف نقل هذه
املعلومات وبعضهم يطلق عليها اصطالحًا املصادر نظرًا ألهنا تشكل املنبع األول للمعلومات ومن
أمثلتها يف جمال القانون ،القوانني مبختلف أنواعها ودرجاهتا واألحكام واملبادئ واالجتهادات
القضائية والرمسية ونتائج املقابالت واالستبيانات واإلحصائيات .يف املقابل هناك الوثائق
الثانوية أواملراجع ،وهي تلك الوثائق اليت تنقل لنا املعلومات عن املوضوع حمل البحث أو عن
بعض جوانبه من مصادر ووثائق أخرى أي أهنا ليست املصدر األصلي للمعلومات فهي تلعب دور
الوسيط يف نقل املعلومات من الوثائق األخرى (أولية كانت أو ثانوية مثلها) إىل القارئ يطلق
عليها البعض اصطالح الوثائق الغري أصلية ،أو الغري مباشرة أو املراجع ومن أمثلة هذا النوع
من الوثائق الكتب واملؤلفات املختلفة اليت يعتمد عليها طالب احلقوق وكذلك الدوريات وما
حتويه من مقاالت وكذلك الرسائل واملذكرات مبختلف أنواعها واملوسوعات والقوانني ...اخل.
أنظر :عبود عبد اهلل العسكري ،منهجية البحث العلمي يف العلوم القانونية ،ط ،8دار النمري،
دمشق ،8115 ،ص .51
يورد الباحث يف اهلامش عبارة "مشار إليه لدى" أو "مذكور لدى" مث يذكر اسم
الباحث صاحب املرجع الذي ينقل منه الرأي القدمي(.)1
ج -حالة االقتباس:
االقتباس هو" :االستعانة باملصادر واملراجع اليت يستفيد منها الباحث
لتحقيق أغراض حبثه"( .)2وهو نوعان :اقتباس حريف أو مباشر :وفيه يأخذ
الباحث املعلومة بصياغتها اليت وجدت عليها ،واقتباس غري مباشر أي باملعىن
وفيه ينقل الباحث املعلومة ويُصيغها بأسلوبه اخلاص.
()3
ويلجأ الباحث لالقتباس احلريف يف حاالت هي:
إيراد آيات قرآنية أو أحاديث نبوية.
إيراد نصوص قانونية.
إيراد أحكام قضائية مهمة.
إيراد آراء الفقهاء اخلالفية عندما تكون مركزة ويصعب على الباحث
التغيري فيها.
وعمومًا تُقتبس حرفيًا املعلومات اليت تكتسب أمهية كربى يف البحث ،أما
املعلومات األخرى فيشجع الباحث على إعادة صياغتها بأسلوبه اخلاص ،وذلك
من أجل أن تكتب الرسالة بأسلوب واحد ،وبغية تشجيع الباحث على التجديد يف
األسلوب وإبراز شخصيته العلمية.
د -شروط االقتباس:
()4
البد على الباحث أن يراعي األمور التالية أثناء االقتباس:
-ال جيوز اقتباس معلومات تستغرق صفحة كاملة فاالقتباس العلمي حمدد
بأسطر معدودة.
-البد أن يكون االقتباس ملا هو أكثر أمهية من املعلومات.
-عند االقتباس املباشر (االستشهاد) البد أن حيدد نطاقه بقوسني صغريين أو
هاللني لكي يتم متييز أقوال الفقيه عن أقوال الباحث.
-ضرورة اإلشارة إىل املراجع املقتبس منها.
-الدقة وعدم تشويه املعىن باحلذف واإلضافة.
-املوضوعية يف االقتباس ،مبعىن عدم اقتصار االقتباسات على ما يؤيد رأي
الباحث ،وإمهال املراجع اليت ختتلف مع وجهة نظره.
-االعتدال يف االقتباس ،مبعىن أال يصبح البحث جمرد اقتباسات من اآلخرين
دون مسامهة من الباحث ،إذ جيب على هذا األخري أن حيرص على إبراز
شخصيته فيما ينقل ،سواء بالتعليق أو التحليل أو النقد أو الشرح (.)1
-ضرورة وضع ما يشري إىل أن املادة مقتبسة بشكل مباشر أو غري مباشر.
-أن تكون األفكار املقتبسة ذات صلة مبوضوع البحث ،وجتنب احلشو الزائد.
-جتنب االقتباس من املراجع غري املوثقة علميًا ،مع ضرورة التأكد من صحة
املعلومات املقتبسة (.)2
هـ -مظاهر الخروج على األمانة العلمية:
-اقتباس املعلومات دون اإلشارة إىل املرجع الذي وردت فيه.
-اإلشارة إىل مراجع ومهية (مراجع مل يتم العودة إليها).
-اإلشارة إىل مراجع خاطئة دون التأكد منها(.)3
( )1زكية مزنل غرابة ،حماضرات يف مقياس "منهج البحث يف العلوم اإلسالمية واإلنسانية"،
ألقيت على طلبة السنة أوىل جذع مشترك علوم إسالمية (السداسي األول) ،كلية الشريعة
واالقتصاد ،جامعة األمري عبد القادر -قسنطينة ،8101 -8101 ،ص ص .00 -01
( )2جودت عزت عطوي ،املرجع السابق ،ص ص .851 -854
( )3عبد القادر الشيخلي ،املرجع السابق ،ص .21
-عدم حتلي الباحث بالزناهة العلمية ،وحىت يتحلى الباحث هبا البد أن يراعي
األمور التالية(:)1
عرض اآلراء عرضًا موضوعيًا حمايدًا دون تشويه وطمس لبعض معاملها
اإلجيابية أو عدم إبراز معاملها السلبية(.)2
عرض اآلراء عرضًا أخالقيًا خاليًا من اهلجوم الشخصي أو السخرية أو
احلط من قيمة قائليها.
عرض أراء الفقهاء عرضًا مجاعيًا ودون متييز ،حبيث تتاح الفرصة للجميع
ليعرضوا أفكارهم بوضوح.
عرض اآلراء كاملة غري منقوصة.
()3
عدم التسرع يف إصدار األحكام واختاذ موقف معني .
و -األحكام القانونية للخروج على األمانة العلمية:
نظرًا النتشار املعاجلة اآللية للمعطيات ،وتوافر خمتلف املصادر واملراجع
على شبكة األنترنت بصيغة الكترونية ،فقد أدى ذلك إىل سهولة الوصول إليها
واالستفادة منها يف وقت وجيز ،ووفر على الباحثني الكثري من اجلهد والوقت
واملال الذي كان ينفق يف سبيل ذلك سابقًا .لكن ولألسف الشديد فإن بعض
الطلبة قد يسيئون استخدام هذه الوفرة ،فيوظفون تلك املراجع يف حبوثهم
بدون مراعاة لألمانة العلمية ،ونظرًا لتفاقم هذا األمر يف السنوات األخرية فقد
تدخلت وزارة التعليم العايل والبحث العلمي للحد من ذلك ،فتمّ إصدار القرار
الوزاري رقم 299بتاريخ 82جويلية 8101واملتضمن القواعد املتعلقة بالوقاية
من السرقة العلمية ومكافحتها.
وقد عرّفت املادة الثالثة من هذا القرار السرقة العلمية بأهنا " :كل عمل
يقوم به الطالب أواألستاذ الباحث أو األستاذ الباحث اإلستشفائي اجلامعي أو
الباحث الدائم أو كل من يشارك يف عمل ثابت لالنتحال وتزوير النتائج أو غش
يف األعمال العلمية املطالب هبا أو يف أي منشورات علمية أوبيداغوجية أخرى.
وهلذا الغرض ،تعترب سرقة علمية ما يأيت:
-اقتباس كلي أو جزئي ألفكار أو معلومات أو نص أو فقرة أو مقطع من مقال
منشور أو من كتب أوجمالت أو دراسات أو تقارير أو من مواقع الكترونية أو إعادة
صياغتها دون ذكر مصدرها وأصحاهبا األصليني.
-اقتباس مقاطع من وثيقة دون وضعها بني شولتني ودون ذكر مصدرها
وأصحاهبا األصليني.
-استعمال معطيات خاصة دون حتديد مصدرها وأصحاهبا األصليني.
-استعمال الربهان أو استدالل معني دون ذكر مصدره وأصحابه األصليني.
-نشر نص أو مقال أو مطبوعة أو تقرير أجنز من طرف هيئة أو مؤسسة
واعتباره عمال شخصيا.
-استعمال إنتاج فين معني أو إدراج خرائط أو صور أو منحنيات بيانية أو
جداول إحصائية أوخمططات يف نص أو مقال دون اإلشارة إىل مصدرها
وأصحاهبا األصليني.
-الترمجة من إحدى اللغات إىل اللغة اليت يستعملها الباحث أو األستاذ الباحث
االستشفائي اجلامعي أوالباحث الدائم بصفة كلية أو جزئية دون ذكر املترجم
واملصدر.
-قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث
الدائم أو أي شخص آخر بإدراج امسه يف حبث أو أي عمل علمي دون املشاركة يف
إعداده.
-قيام الباحث الرئيسي بإدراج اسم باحث آخر مل يشارك يف اجناز العمل بإذنه
أو دون إذنه بغرض املساعدة على نشر العمل استنادا لسمعته العلمية.
الصفحة.
-8التهميش للدوريات:
اسم ولقب صاحب املقال
عنوان املقال بني شولتني.
اسم اجمللة أو الدورية.
دار النشر (اجلهة اليت تصدرها).
مكان النشر.
عددها وتاريخ صدورها.
الصفحة.
-9التهميش للرسائل العلمية:
اسم ولقب صاحب الرسالة.
عنوان الرسالة.
نوع أو درجة الرسالة.
الكلية واجلامعة اليت نوقشت هبا الرسالة.
سنة مناقشة الرسالة.
الصفحة.
-5كيفية تهميش المحاضرة:
اسم ولقب األستاذ الذي قدم احملاضرة.
لفظة احملاضرة.
املقياس الذي تنتمي إليه احملاضرة.
مستوى الطلبة (السنة) الذين ألقيت عليهم احملاضرة.
املكان أي الكلية واجلامعة اليت ألقيت فيها.
السنة اجلامعية.
رقم الصفحة إن وجدت.
-4التهميش للملتقى:
اسم ولقب صاحب املداخلة.
عنوان املداخلة.
عنوان امللتقى ،وطبيعته (ملتقى دويل ،وطين ،يوم دراسي) الذي ألقيت به
املداخلة.
مكان وتاريخ انعقاده وزمانه.
-1التهميش ألحكام القضاء:
لفظ حكم أو قرار.
رقم احلكم أو القرار.
اسم ودرجة اجلهة القضائية اليت أصدرته.
تاريخ صدوره.
-1التهميش للقوانين والمراسيم:
رقم القانون أو األمر املرسوم.
تارخيه.
موضوعه.
عدد اجلريدة الرمسية اليت أصدر فيه.
تاريخ صدورها.
الصفحة.
-2التهميش للمعلومات التي يتحصل عليها من االنترنت:
نكتب كل املعلومات السابقة حسب طبيعة املعلومة ،مث نتبع ذلك بعنوان املوقع،
وتاريخ حتميل املعلومة.
-2التهميش لمقابلة:
لفظ املقابلة مع.
اسم الشخص املقابل.
موضوع املقابلة.
تاريخ املقابلة.
()1
د -حاالت التهميش:
عند اإلشارة إىل املرجع ألول مرة تكتب املعلومات كاملة.
عند اإلشارة إىل املرجع بعد املرة األوىل نكتفي بذكر اسم ولقب صاحب
املرجع متبوعًا بعبارة "املرجع السابق" ،مث رقم الصفحة.
يف حالة اإلشارة إىل نفس املرجع مرتني على التوايل نكتب يف اإلشارة الثانية
عبارة "املرجع نفسه" أو عبارة " نفس املرجع" ،مث رقم الصفحة.
يف حالة اإلشارة إىل مؤلِف له أكثر من مرجع متّ االعتماد عليه ،نذكر اسم
ولقب املؤلِف مث العنوان مث عبارة "املرجع السابق" أو عبارة "مرجع سبق
ذكره" ،مث رقم الصفحة.
يف حالة اشتراك مؤلفني أو أكثر يف تأليف كتاب واحد ،إذا كانا مؤلِفَني اثنني
فنكتب امسيهما معًا يف كل اهلوامش ،أما إذا كانوا ثالثة أو أكثر فنكتفي بذكر
اسم ولقب املؤلف األول (الذي يكون يف أعلى اليمني) مث نتبعه بعبارة
"وآخرون" أو "وزمالؤه" ،لكن يف قائمة املراجع يف آخر البحث نذكر كل
األمساء.
يف حالة اقتباس املعلومة يف العديد من املراجع :فنذكر كل تلك املراجع على
التوايل حسب ترتيبها األجبدي.
يف حالة اقتباس املعلومة من صفحة واحدة نكتفي بصاد (ص) واحدة.
ويف حالة اقتباس املعلومة من العديد من الصفحات املتتالية فنكتب ص ص
مث رقم أول صفحة مطة ( )-آخر صفحة.
ويف حالة اقتباس املعلومة من العديد من الصفحات املتفرقة نكتب ص ص
ونكتب أرقام كل صفحة من الصفحات تفصل بينها فواصل مثل ،05 ،01 ،1
...04اخل
يف حالة عدم كفاية اهلامش نكتب يف اهلامش الالحق مع كتابة عالمة تساوي
يف هامش الورقة السابقة يف األخري وبداية اهلامش يف الورقة الالحقة.
ويف حالة هتميش اهلامش نكتب العبارة املطلوبة وعبارة انظر إىل...
ويف حالة هتميش مرجع ثانوي حتصلت عليه هو أصالً اقتبس ومهّش من
مرجع آخر هو مرجع أويل ،فهنا يكون التهميش على درجتني :نكتب املعلومات
اخلاصة باملرجع الثانوي مث عبارة " نقالً عن" مث نكتب املعلومات اخلاصة
باملرجع األويل.
خاتمة:
لقد أصبحت االقتباس والتهميش من أهم األمور اليت جتب مراعاهتا يف
البحوث والدراسات احلديثة ،وتعرب عن مدى مصداقية الباحث وأمانته العلمية،
وهذه اهلوامش يراد هبا بيان املصادر اليت استخدمها الباحث يف حبثه وكأهنا
مستنداته يف الدراسة ،فهو يقدمها للقارئ وكأمنا يقدم أدلته وبراهينه على ما
يسوقه من أفكار ،واضعًا حتت بصره مجيع مصادره ،لرياجعه فيها إن شاء ،وليبني
له كيف كون حبثه ،وكأنه يريد أن يشركه معه يف( )1الدراسة.
إن مدى مراعاة ضوابط االقتباس والتهميش هو الذي يصنع لنا الفرق بني
البحث العلمي املوثق واألمني ،وبني غريه من احملاوالت اليت تفتقر إىل األمانة
والضبط ،وهو الذي حيفظ للبحث العلمي قيمته ويعطي املصداقية لنتائجه ،كما
أنه يكشف لنا عمّا قدمه كل باحث من جديد يف جمال البحث ،فيعطي كل ذي
حق حقه ،وحيفظ اجلميل ملن كان هلم فضل السبق .وهذا ال يتحقق إال إذا اتسم
الباحث باألمانة العلمية وأحسن استعمال االقتباس ،ووثّق ما يقتبسه بتهميش
دقيق وواضح.
slimanelhadj@gmail.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملخص:
يعترب جلوء الباحثني إىل املصادر واملراجع باللغة األجنبية ،من أجل إعداد حبوثهم ضرورة
ملحة ،ال ميكن ألي باحث االستغناء عنها ،ذلك أن مستجدات ميادين املعرفة العلمية حتتم البحث عنها
يف مصادرها األصلية.
غري أن عدم إتقان اللغات األجنبية من قبل بعض الباحثني يشكل بالفعل عائقا حيول دون
االستفادة من فوائد البحث يف املصادر باللغة األجنبية ،وقد يؤدي ذلك إىل ممارسات تتناىف وواجب
األمانة العلمية.
وحلل هذا املشكل ال بد على كل باحث أن حيسن مستواه املعريف ،عن طريق السعي إىل إتقان
اللغات األجنبية -بصفة عصامية -وذلك باستخدام الربامج التعليمية اليت يوفرها اإلعالم اآليل
واالنترنت.
الكلمات المفتاحية :املصادر باللغات األجنبية؛ عدم إتقان اللغات األجنبية؛ األمانة العلمية؛ السرقة
العلمية؛ العصامي؛ املعلوماتية واالنترنت.
Résumé:
le recours à la documentation de bases en langues étrangères, par des chercheurs, en vue
d'élaborer leurs projets de recherche , constitue un impératif, qu'ils ne peuvent pas s'en passer,
du fait que les nouveautés du domaine de savoir scientifique, doivent être recherchées à partir de
leur source d'origine.
Cependant , la non maitrise des langues étrangères par certains chercheurs constitue une
entrave , qui leur empêche de tirer profit des bienfaits de la recherche de la documentation de
base, depuis sa source d'origine , et peut mener à des pratiques incompatibles avec le devoir
d'intégrité scientifique.
Pour remédier à cet état de fait , il incombe à chaque chercheur de se perfectionner en
langues étrangères - en autodidacte- en utilisant les programmes éducatifs procurés par
l'informatique et l'internet.
Mots clés: la documentation de base en langue étrangères ; la non maitrise des langues
étrangères , l'intégrité scientifique ; plagiat, l'autodidacte ; informatique et internet.
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة:
مما ال شك فيه أن االستعانة باملصادر واملراجع باللغة األجنبية ،أثناء
إعداد البحوث األكادميية ضرورة ال غىن عنها ،ألنه من املتعذرِ إن مل نقل من
املستحيل أن يباشر الباحثُ إجناز حبث ،دونَ أن يطلع على الدراسات السابقة يف
البالد األجنبية ،إذا كان موضوع البحث الذي هو بصدد حتضريه ،كان قد نشأ
فيها (البالد األجنبية) ،ليكتسبَ خلفيةً واضحة متام الوضوح ،تنري حبثه وتدعم
أسسه.
وإن كان األصل يف موضوع البحث أن يعاجل جماالً جديدا ،يطرح إشكاالً
يتطلب احلل ،فإنه ليس معىن هذا أال يكون املوضوع جديدا ،مل يسبق أن تناولهُ
أحد ،وعليه ،فإن البحث الناجح هو من يتوافر على املصادر واملراجع ،بالقدرِ
الذي ميكنُ الباحث من طرح إشكالية تستحق البحث فعال ،ومن معاجلة سديدة
هلذه اإلشكالية ،باالستناد إىل التجارب واخلربات السابقة ،حىت يتمكن
(الباحث) من املقارنة والترجيح بني اآلراء املختلفة ،واكتشاف مواطن الضعف
ومواطن القوة ،وتقدمي االقتراحات املناسبة لتدارك تلك النقائص املكتشفة.
ونظرا ألن الغرب بلغ يف الوقت احلايل قمة التطور يف مجيع اجملاالت،
بسبب تطور البحوث العلمية املختلفة هناك ،الشيء الذي جيعل االستعانة
باملراجع األجنبية للدول الغربية -ال سيما تلك احملررة باللغتني اإلجنليزية
والفرنسية ،نظرا لكثرة الكتابة هباتني اللغتني ،ولتداوهلما على نطاق واسع -
أكثر من ضرورة.
حيث تتمثل إشكالية هذا املقال يف ما مدى دور املصادر واملراجع باللغة
األجنبية يف إعانة الباحث على إعداد حبث أكادميي ناجح ؟ حيث تطرح
التساؤالت اآلتية:
-ما مدى أمهية اللجوء للمصادر وللمراجع باللغة األجنبية ؟
-ما هي أصول تدوين املصادر واملراجع باللغة األجنبية ؟
-ما هي الصعوبات املمكن مواجهتها لدى استعمال املراجع باللغة األجنبية؟ وما
هي سبل التغلب عليها ؟
لإلجابة على هذه التساؤالت ،يتم استخدام املنهج الوصفي التحليلي،
وباعتماد اخلطة اآلتية:
املبحث األول :املقصود باملصادر واملراجع باللغة األجنبية وأمهية اللجوء إليهما
املبحث الثاين :استعمال املصادر واملراجع باللغة األجنبية -الصعوبات وسبل
التغلب عليها-
المبحث األول
المقصود بالمصادر والمراجع باللغة األجنبية وأهمية اللجوء إليهما
لقد ورد يف تعريف البحث العلمي بأنه:
"البحث العلمي يف حقيقته وسيلة يبتغي اإلنسان عن طريقها ،وعرب
مناهجها الوصول إىل حقيقة األشياء واالستفادة منها(.")1
وانطالقا ،من هذا التعريف ،فإن الوصول إىل حقيقة األشياء واالستفادة
منها يقتضي تقصي املعلومة ،ويتطلب بالضرورة البحث عنها ،وال يكون البحث
جمديا ،إال إذا كان يف املصادر األصلية لتك املعلومة ،ومن هنا تبدو أمهية اللجوء
إىل املصادر واملراجع األجنبية لتوثيق سليم ،ملسائل نشأت هناك ،وال ميكن بأي
حال من األحوال ،البحث عنها يف أي مصدر أخر ،وحىت ولو تيسر احلصول
عليها ،فإن ذلك ال خيلو من النقد ،كونه ال يتفق ومبادئ املنهجية السليمة.
وعليه يتم تقسيم هذا املبحث األول إىل مطلبني ،يتم التعرض يف املطلب
األول للمقصود باملصادر واملراجع ،مث ألمهية اللجوء إىل املصادر واملراجع باللغة
األجنبية ،وكيفية إعدادها يف مطلب ثان ،على التفصيل الوارد أدناه.
()1
جابر جاد نصار ،أصول وفنون البحث العلمي .دار النهضة العربية ،الطبعة ،10القاهرة
مصر ،8112 ،ص .04
)(1
"Primary and Secondary Sources", library.ithaca.edu, Retrieved 2018-4-10. Edited.
Date of site visit:10/05/2018.
وتعترب من قبيل املصادر األصلية األولية ،األعمال اليت متت كتابتها خبط
يد أصحاهبا كدواوين الشعر ،كما تعد املصادر اليت كتبها الباحثون الذين
عاصروا الباحث ،ونقلوا املعلومات عنه باملصادر األصلية ،وكذا منشورات
املؤسسات العريقة ،يف خمتلف فروع املعرفة ،كما هو احلال ،بالنسبة ملؤسسة
،)1( Dallozفيما يتعلق مبجال العلوم القانونية.
الفرع الثاني :المقصود بالمراجع
املراجع هي األحباث اليت متت كتابتها يف العصر احلديث ،وتلقب باملصادر
الفرعية العتمادها على املصادر األصلية األولية ،حيث تشمل األحباث املعاصرة
اجلديدة املفصّلة واملستندة إىل املصادر األصليّة األوليّة ،فهي تنقل املعلومة مثّ
شرحها ،وتفصيلها ،ونقدها وتلخيصها ،ومنها املقاالت يف الصحف ،واألفالم،
واملقاالت املنشورة يف اجملالت العلمية واجملالت ،والصحف اليومية اليت تصدر
بشكل دوري ،والكتب اليت يرجع املؤلفون إىل مصادرها األصلية(.)2
المطلب الثاني :أهمية اللجوء إلى المصادر والمراجع باللغة األجنبية
وطريقة اإلحالة إليها
نتناول يف هذا املطلب الثاين من املبحث األول أمهية اللجوء إىل املصادر
واملراجع األجنبية وكيفية اإلحالة إليها ،حيث نقسم هذا املطلب إىل فرعني
)(1
Fondée par Désiré Dalloz en 1845, la maison d'édition Dalloz est directement issue
du recueil de « Jurisprudence générale du Royaume », dont le premier volume sort en
1824, signé par Désiré et son jeune frère, Armand (1797-1857), et dont le titre complet
est: Journal des audiences de la Cour de cassation et des cours royales, ou
Jurisprudence générale du Royaume en matière civile, commerciale et criminelle .
Avocat de formation, Désiré avait, en 1819, épousé Caroline Peyre, petite-fille de
l'éditeur Charles-Joseph Panckoucke, et était devenu entretemps rédacteur, puis
directeur (1824) du Journal des audiences. L'alliance entre les familles Peyre-
Panckoucke et Dalloz allait permettre à cette dernière de mettre un pied plus
rapidement encore dans le monde de l'édition juridique.
https://fr.wikipedia.org/wiki/Dalloz, date de visite: 09/10/2018.
)(2
"Primary and Secondary Sources", library.ithaca.edu, Retrieved 2018-4-10. Edited.
date de visite du site: 09/07/2018.
يشتمل الفرع األول على أمهية اللجوء إىل املصادر واملراجع األجنبية ،ويتناول
الفرع الثاين طريقة اإلحالة إىل املصادر واملراجع األجنبية.
الفرع األول :أهمية المصادر والمراجع باللغة األجنبية في البحث
يكتسي اللجوء إىل املصادر واملراجع أمهية معتربة يف البحث العلمي،
وتتمثل هذه األمهية يف عدة عناصر نتناوهلا بإجياز يف النقاط اآلتية:
أوال -نسب المصادر والمراجع إلى أصحابها:
تكمن أمهية املصادر واملراجع يف قيام الباحث بنسب املصادر واملراجع إىل
()1
الذين كان هلم السبق يف أصحاهبا ،ويعد هذا األمر مبثابة التكرمي للباحثني
إبداع األفكار ،والذين قاموا بتأليف البحوث العلمية السابقة ،حيث تقدم املصادر
واملراجع معلومات كبرية تساهم يف إثراء البحث العلمي بدرجة عظيمة ،لذلك
جيب على الباحث أن يعود ألكرب عدد ممكن من املصادر واملراجع ،حىت يكون
حبثه ثريا ،وموثوقا به.
ثانيا -المصادر والمراجع مكسب عظيم:
من خالل املصادر واملراجع حيصل الباحث على كافة املعلومات اليت ترتبط
وتتعلق بالبحث العلمي الذي هو بصدد حتضريه ،وختتلف هذه املعلومات عن تلك
املوجودة يف الصحف واجملالت ،واليت تعرب عن رأي أصحاهبا ،بينما اآلراء
املوجودة يف املصادر واملراجع األكادميية تعرب عن أراء وأفكار علمية.
ويشكل توثيق املصادر واملراجع مكسبا مهما لباقي الباحثني األخرين ،حيث
يستفيدون من األعمال والدراسات السابقة ،هذه املصادر اليت يلتزم الباحث
بذكرها يف موضعها من مقدمة حبثه ،ويتناوهلا كذلك يف مواضعها مبنت البحث،
وحييل إليها يف اهلامش.
" ) (1مصادر ومراجع البحث العلمي أمهيتها وأنواعها وكيف يتم كتابتها ؟ " ،املوقع اإللكتروين:
https://www.bts-academy.com/; date de visite du site:11/10/2018. أكادميية BTS
)(1
Plagiat: nom masculin (de plagiaire), Acte de quelqu'un qui, dans le domaine
artistique ou littéraire, donne pour sien ce qu'il a pris à l'œuvre d'un autre. Ce qui est
emprunté, copié, démarqué,
http://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/plagiat/61301, date de visite de site
10/10/2018.
(1)
، لبنان،10 الطبعة، منشورات زين احلقوقية، املنهجية يف دراسة القانون،صاحل طليس
.024 ص،8101
:) ومثال ذلك2(
Kunz and others , The process of légal research -succeful strategies christina L. 3ème
édition , Llittle Brown and Compagny , B oston: 1992, p.14 and after.
(3)
Ibid. (ibidem) = ici-même
Fait référence au document immédiatement précédent.
Op. cit. (opere citato) = oeuvre citée
Fait référence à un document déjà cité précédemment mais qui en est
séparé par une ou plusieurs autres références.
Exemple: « Le modèle de consommation alimentaire (Lambert, 1987) a cependant
survécu [...]. Le classement
hiérarchique entre les aliments s’en trouve modifié (Bertrand, 1992) [...]. La contrainte
économique devient alors
moins forte (ibid.) sur les achats des produits alimentaires et la nécessité de production
domestique se réduit
dans de nombreux ménages (Lambert, op. cit.) ».
REDACTION DE BIBLIOGRAPHIE, Les normes et les usages, Hanka HENSENS ,
IRD Montpellier , Centre de Documentation, 2004, p.07.
https://www.mpl.ird.fr/documentation/download/FormBibliog.pdf, date de visite du
site:11/10/2018.
- 041 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولعل أكرب معضلة تواجه الباحثني الناطقني بالعربية -أيضا -هي عدم
توافر املصادر واملراجع باللغة العربية ،خاصة بالنسبة للمواضيع املستجدة
واملستحدثة يف مجيع جماالت حقول املعرفة العلمية ،وهنا تدعو الضرورة امللحة
إىل اللجوء إىل البحث يف املصادر واملراجع باللغة األجنبية ،وخباصة
اإلجنليزية والفرنسية ،ولكن هناك معضلة ثانية تواجه الكثري من الباحثني -
كذلك ،-أال وهي عدم التمكن من هذه اللغة األجنبية أو تلك حىت يتسىن هلم
إعداد حبوثهم إعدادا جيدا ،من حيث الشكل ومن حيث املضمون.
وهلذا يأيت هذا املبحث الثاين ليتفحص هذه املسألة املتعلقة بصعوبات
استعمال املراجع األجنبية وسبل التغلب عليها ،حيث نعكف على تقسيمه إىل
مطلبني يتناول املطلب األول الصعوبات اليت قد يواجهها الباحث عند استعمال
املصادر واملراجع باللغة األجنبية ،بينما يشمل املطلب الثاين سبل التغلب على
صعوبات استعمال املصادر واملراجع باللغة األجنبية ،وذلك على التفصيل أدناه.
المطلب األول :الصعوبات المواجهة لدى استعمال المصادر والمراجع
باللغة األجنبية
نتناول يف هذا املطلب األول من املبحث الثاين ،الصعوبات املواجهة لدى
استعمال املصادر واملراجع باللغة األجنبية ،حيث نقسمه (املطلب األول) إىل
فرعني يشتمل الفرع األول على صعوبات عدم التمكن من فهم اللغة األجنبية،
ويشتمل الفرع الثاين على صعوبات ارتكاب األخطاء املادية يف كتابة اللغة
األجنبية ،وذلك على التفصيل الوارد أدناه.
الفرع األول :صعوبات عدم التمكن من فهم اللغة األجنبية
يعاين العديد من الباحثني -الناطقني باللغة العربية -من عدم إتقان
اللغة األجنبية ،كتابة ونطقا ،وإذا كانت مشكلة إتقان النطق باللغة األجنبية،
تطرح -فقط -يف حالة املشاركة يف املؤمترات الدولية بالبلدان غري الناطقة
بالعربية ،أو يف حالة الزيارات العلمية األكادميية لدى جامعات هذه البلدان،
فإن إتقان اللغة األجنبية كتابة ،تشكل معاناة حقيقية ،لكل باحث يسعى ألن
حيضر حبثا أكادمييا ثريا مبستجدات العصر وأموره املستحدثة ،وميكن إمجال
هذه الصعوبات من خالل النقاط اآلتية:
أوال -اللجوء إلى اإلحالة من الباطن:
إن الصعوبات اليت قد يواجهها الباحثون الناطقون باللغة العربية ،عند
استعماهلم للمصادر واملراجع باللغة األجنبية ،قد تؤدي هبم إىل اإلحجام عن
الرجوع مباشرة هلذه املصادر واملراجع واللجوء إىل املراجع باللغة العربية ،مث
يقومون باإلحالة من الباطن ،حبيث ال يأخذون األفكار واالجتهاد القضائي
والنصوص التشريعية والتنظيمية -مثال -من مصادرها األصلية بل حييلون إىل
املؤلف الذي أخذ مباشرة عن تلك املصادر ،وهو ما يطلق عليه باإلحالة من
الباطن(. )1
ثانيا -اإلحالة إلى المصادر والمراجع باللغة األجنبية دون الرجوع
الفعلي لها:
قد يلجأ البعض إىل اإلحالة إىل املصادر واملراجع باللغة األجنبية ،دون
الرجوع الفعلي هلا وميكن الكشف عن ذلك بسهولة ،إذا ما قام األستاذ املمتحن أو
اخلبري ،بتفقد بعض اإلحاالت -إذا ما راوده الشك يف ذلك -حبيث يتضح له
عدم تطابق الفكرة املدونة يف املنت واملشار إليها يف اهلامش األسفل ،مع مرجع
اإلحالة املذكورة يف اهلامش ،وال شك ،يف أن هذا السلوك منتقد ،ويسيء إىل
مسعة الباحث ،وال يؤدي إىل حتسن مستواه املعريف ،وبالتايل يتعني جتنبه.
الفرع الثاني :ارتكاب األخطاء المادية في كتابة اللغة األجنبية
إن عدم التحكم يف اللغة األجنبية قد يترتب عنه الوقوع يف األخطاء
املادية يف كتابتها (اللغة األجنبية) ،وإنه ،ملن العيب أن جند حبثا أكادمييا ،يعج
باألخطاء املادية ،حىت ولو تعلق األمر باللغة األجنبية ،فاللغة ،أيا كانت ،جيب
أن حتترم قواعدها ،وتكتب وفق أصوهلا بكل نقاطها ،وحركاهتا وسكوهنا.
المطلب الثاني :سبل التغلب على الصعوبات المواجهة لدى استعمال
المصادر والمراجع باللغة األجنبية
نتناول يف هذا املطلب الثاين من املبحث الثاين ،سبل التغلب على الصعوبات
املواجهة لدى استعمال املصادر واملراجع باللغة األجنبية ،حيث نقسمه (املطلب
األول) إىل فرعني يشتمل الفرع األول على التغلب على الصعوبات فيما يتعلق
بالفهم اجليد للفكرة ،ويشتمل الفرع الثاين على السعي إىل تعلم اللغة األجنبية
واحلرص من أجل إتقاهنا ،وذلك ببعض التفصيل أدناه.
الفرع األول :فيما يتعلق بالفهم الجيد للفكرة
نتناول يف هذا الفرع األول من املطلب الثاين ،فيما يتعلق بالفهم اجليد
للفكرة ،حيث نقسمه (الفرع األول) إىل حمورين يشتمل احملور األول على تعلم
أصول الترمجة السليمة ،ويشتمل احملور الثاين على كيفية جتنب الوقوع يف
األخطاء املادية يف كتابة اللغة األجنبية ،وذلك ببعض التفصيل أدناه.
أوال -تعلم أصول الترجمة السليمة من أجل الفهم الصحيح للفكرة
المترجمة:
نظرا لكون جلوء الباحث إىل مصادر البحث األجنبية متليه ضرورة
احلصول على املعلومة من مصدرها األصلي ،أي مباشرة من املكان والزمان الذي
نشأت فيه ،وهو اإلجراء الذي يطالب به كل باحث ،فإن إتقان الباحث ألصول
الترمجة يصبح أكثر من ضرورة ،وهلذا ينبغي التعرض ألصول وقواعد الترمجة
السليمة اليت جيب على كل باحث أن يتعلمها بإتقان ،وفقا للتوجيهات اآليت
ذكرها:
-ال جيوز أن يكتب اسم علم أجنيب باحلرف العريب ،فمثال نقول كتاب:
)(1
De l'esprit des lois est un traité de la théorie politique publié
par Montesquieu à Genève en 1748. Cette œuvre majeure, qui lui a pris quatorze ans de
travail, a fait l'objet d'une mise à l'Index en 1751.
Dans cet ouvrage, Montesquieu suit une méthode révolutionnaire pour l'époque: il
refuse de juger ce qui est par ce qui doit être, et choisit de traiter des faits politiques en
dehors du cadre abstrait des théories volontaristes et jusnaturalistes1. Il défend ainsi
une théorie originale de la loi: au lieu d'en faire un commandement à suivre2, il en fait
un rapport à observer et à ajuster entre des variables. Parmi ces variables, il distingue
des causes culturelles (traditions, religion, )etc. et des causes
naturelles (climat, géographie, etc.). Il livre à partir de là une étude sociologique des
mœurs politiques.
https://fr.wikipedia.org/wiki, date de visite du site:11/10/2018.
األجنبية ،وهنا ينبه الباحث إىل مسألة مهمة هي أن هذه الوسيلة جيب أال
تستعمل ،إال بالقدر الذي يساعد الباحث يف التعجيل بإجناز حبثه يف أقرب
اآلجال ،نظرا لضيق وقته ،وال جيب أن تكون هذه الطريقة وسيلة ،ألن يتهاون
الباحث ويتكاسل ،وال يتعلم قواعد اإلمالء ،فطريقة النسخ واللصق هدفها النبيل
ربح الوقت وليس التهاون يف تعلم الكتابة السليمة.
كما ينبه الباحث إىل وضع النص الذي نقلة بني مزدوجتني ،والقيام
باإلحالة إىل اهلامش ،حيث أن هذه الطريقة قد يساء استعماهلا يف التهاون،
وعدم التعلم وكسب املعارف ،وكذا يف التعرض لشبهة السرقة العلمية من
االنترنت.
الفرع الثاني :السعي إلى تعلم اللغة األجنبية والحرص من أجل
إتقانها
إذا كان تعلم اللغات يفيد اإلنسان عامة ،فإنه بالنسبة للباحث األكادميي
يعد أكثر من ضرورة ذلك أن إتقان اللغات األجنبية احلية يشكل سالحا للباحث
يدعم به معارفه ،ويفيد يف حل إشكاالت حبوثه ،فاللغة من وسائل نقل املعرفة
بني البشر ،وهي حاضنة األفكار األوىل( )1واألخرية ،حيث يُعترب تعلّم اللغات من
أكثر األنشطة اليت تعود على اإلنسان بالنفع ،مما يثري احلصيلة املعرفية له،
ويكسبه العديد من املهارات اجلديدة.
أوال -اإلكثار من المطالعة الجادة للمؤلفات باللغة األجنبية:
يعترب اإلكثار من املطالعة اجلادة للمؤلفات باللغة األجنبية أجنع وسيلة
لتعلم اللغة األجنبية املعنية ،ذلك أن املطالعة تساعد بقدر كبري يف التعزيز
اللغوي للشخص ،عن طريق إثراء القاموس اللغوي املوجود يف العقل ،وذلك من
)(1
حممد مروان " ،ملاذا نتعلم اللغات؟ " ،مقال منشور باملوقع اإللكتروين:
https://mawdoo3.comموضوع ،آخر حتديث 01أوت .8101
)(1
فريوز مهاش " ،فوائد الكتاب واملطالعة " ،مقال منشور باملوقع اإللكتروين :موضوع
00ديسمرب .8101
https://mawdoo3.com/, date de visite du site:11/10/2018.
) (2عز الدين حممد جنيب ،أسس الترمجة من اإلجنليزية وإىل العربية وبالعكس .مكتبة ابن
سينا للطبع والنشر والتوزيع ،الطبعة اخلامسة،القاهرة ،مصر ،8112 ،ص .1
والذي يكمن وراء كل كلمة أو عبارة ،فيترمجها مبعناها ،حىت ولو اضطر لتحويل
اسم إىل مجلة أو صفة وله بعد ذلك أن يقدم أو يؤخر بالشكل الذي خيدم
املعىن.)1( "...
وهلذا ،ينصح باالستغالل اجليد لالنترنت يف الترمجة ،لكن جيب توخي
(،)2
من أجل ترمجة احلذر عند استعمال املوقع اإللكتروين google traduction
الكلمات أو النصوص ،ذلك أن هذا املوقع يساعد فقط على الترمجة احلرفية،
وال ميكنه أن ينجز ترمجة صحيحة ،فالترمجة السليمة واملوفقة جيب أن يقوم
هبا إنسان يتقن كال اللغتان املترجم منها واملترجم إليها ،هذا من جهة ،ومن جهة
أخرى جيب أن يكون متكونا يف اجملال موضوع البحث ،فال ميكن أن نطلب من
باحث يف الفيزياء من أن يترجم لنا نصا يف القانون -مثال.-
ج -الطريقة السليمة لالقتباس من المصادر والمراجع باللغة
األجنبية:
البد من كتابة الفكرة املقتبسة من مصدر أو مرجع باللغة األجنبية بلغة
البحث -ويفترض هنا أن تكون لغة البحث هي العربية -يف منت البحث ،يف
موضعها داخل حماور البحث ،مع إلزامية كتابة النص األصلي باللغة األجنبية
املعنية ،يف اهلامش بني مزدوجتني مع اإلحالة إىل املرجع الذي استقي منه ،حىت
تتاح الفرصة لكل مطلع على هذا البحث أن يقارن بني حماولة الترمجة اليت
قدمها الباحث ،وما هو وارد يف النص األصلي غري املترجم املدون يف اهلامش،
وهبذا األسلوب ،يكون الباحث قد توخى األمانة العلمية إىل أقصى احلدود ،وإن
هو مل يوفق يف الترمجة السليمة ،يكون قد مسح للمطلع على حبثه ،بأن يطلع
مباشرة على النص األصلي يف اهلامش.
) (
1 Émilie Vayre, Sandrine Croity-Belz et Raymond Dupuy , " Usages d’Internet chez
les étudiants à l’université: effets des dispositifs de formation en ligne et rôle du soutien
social" , https://journals.openedition.org/osp/1918; date de visite du site:11/10/2018.
حيث اتضح مبا ال يدع جماال للشك بأن اللجوء إىل املصادر واملراجع
باللغة األجنبية ضرورة ملحة ال ميكن أن يستغين عنها أي باحث ،وأن هلذه
املصادر واملراجع قواعد لتدوينها ضمن وثيقة البحث ال بد من مراعاهتا ،ولقد
اتضح أيضا ،أنه بالفعل هناك صعوبات تواجه بعض الباحثني -خالل
استعماهلم هلذا النوع من املصادر واملراجع ،-إال أنه ميكنهم التغلب عليها إذا ما
سعوا إىل تعلم اللغة األجنبية وحرصوا من أجل إتقاهنا ،وسيتيسر هلم ذلك
بفضل ما توفره املعلوماتية واالنترنت من وسائل تربوية تسمح بالتكوين الذايت
على أكمل وجه.
النتائج المتوصل إليها:
سنحت الدراسة بالتوصل إىل عدد من النتائج أمهها:
-صعوبات عدم التمكن من فهم اللغة األجنبية ،وما ترتب عنها من نتائج سلبية،
كاللجوء إىل اإلحالة من الباطن ،واإلحالة إىل املصادر واملراجع باللغة
األجنبية دون الرجوع الفعلي هلا؛
-ارتكاب األخطاء املادية يف كتابة اللغة األجنبية؛
-عدم اللجوء إىل االستعانة باملصادر واملراجع األجنبية أصال .
المقترحات:
-إدراج ضمن برنامج تدريس طلبة املاستر والدكتوراه مقاييس تدريس اللغات
األجنبية ،ال سيما أصول الترمجة ؛
-إدراج ضمن برنامج تدريس طلبة املاستر والدكتوراه مقاييس تدريس اإلعالم
اآليل ،وكيفية استغالل وسيلة االنترنت يف البحث األكادميي ،حيث أن هذه
الوسيلة قد فرضت نفسها اليوم كأهم مصادر البحث العلمي.
قائمة المراجع:
-0المراجع العربية:
-جابر جاد نصار ،أصول وفنون البحث العلمي .دار النهضة العربية ،الطبعة ،10القاهرة
مصر.8112 ،
- 021 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
h.cherroun@univ-biskra.dz
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقــدمة:
لطاملا احتلت األحباث العلمية األكادميية مكانة أساسية ودورا رياديا
لبناء اجملتمعات الراقية املتطورة ،كما ترتكز السياسات العامة واالستراتيجيات
املختلفة على املعلومات ومصادرها والنتائج املترتبة عنها؛ وهلذا تويل األمم
املختلفة عناية خاصة بالبحث العلمي اجلاد واهلادف.
والبحث العلمي ال يوصف بذلك إال إذا استوىف شروطا أخالقية ومنهجية
علمية واضحة؛ يؤدي اإلخالل هبا إىل االنتقاص من قيمته العلمية وجودته.
كما أن استفحال ظاهرة السرقات العلمية يف األوساط اجلامعية هو أحد
أهم األسباب اليت أدت إىل فقدان األحباث العلمية مصداقيتها وأمهيتها ،ومن
هنا بات من الضروري االهتمام باألمانة العلمية وتشجيعها؛ والتشديد على
االحنرافات األخالقية يف البحوث العلمية واحاربتها والتعام معها بك صرامة
وفضح مرتكبيها لردع ك من تسول له نفسه للني من البحث العلمي اجلاد
واهلادف.
وهندف من خالل هذه الورقة إىل شرح مفهوم السرقة العلمية وكيفية
جتنبها وبيان اجلزاءات املمكن توقيعها على من ارتكبها أو وقع فيها ،احاولني
اإلجابة على التساؤالت التالية:
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آخرين أو مصادر معلومات يف منت البحث ،1أو عن طريق اإلشارة املرجعية واليت
تعين ذكر املصدر كالكتاب أو املقال حىت يتمكن القراء من العثور على نفس
املعلومات اليت مت استخدامها؛ فاألمانة يف العلم ليس املقصود هبا جمرد نسبة
األقوال إىل قائليها ،أو إحالة النصوص املقتبسة إىل مصادرها ،فهذا ميث الصورة
املثلى لألمانة العلمية اليت تفرضها السلطة الصارمة لتطبيقات املناهج
األكادميية ،وتتعام هبا شىت اجلامعات يف خمتلف أحناء العامل ،أما جوهرها فهو
الصدق يف طلب العلم واإلخالص للمعرفة واحلقيقة ،واحلرص على خدمة العلم
واجملتمع.2
وتكمن أمهية األمانة العلمية يف احترام اإلسهامات املعرفية اليت قدمها
لنا غرينا ،وإرجاع الفض هلم على األفكار واملعلومات اليت قدموها للوصول إىل
املعرفة اليت توصلنا إليها .ويف هذا إثبات بأننا حنترم جمتمعنا العلمي.
كما ينطوي مفهوم األمانة العلمية على مجلة من احملاذير اليت يتوجب
اجتناهبا واليت يعترب اإلقدام عليها مكونا لعنصر انتهاك األمانة العلمية ،وهي
تندرج أساسا ضمن ثالث أصناف رئيسية:3
-الغش :وهو ك مساس بسالمة البيانات ودقتها من تزييف وحتريف
وغريها.
-التضليل :وذلك باعتماد اخلداع يف استعمال قوانني التحلي املنهجي
السليم ،والقراءة غري الصحيحة للبيانات والترمجة غري الدقيقة.....
- 1درنث ،بييتر" ،األمانة العلمية :التحديات يف سبي إحقاقها وكيفية التصدي هلا" ،ترمجة :
أجمد جيموخة ومنري بيوك ،اجلمعية العلمية امللكية ،عمان ،2005،ص .35
2
-بن الدين خبولة" ،أخالقيات البحث العلمي وإشكاليات األمانة العلمية" ،امللتقى الوطين
حول األمانة العلمية املنظم من مركز جي البحث العلمي باجلزائر العاصمة ،يوم 00جويلية
8102منشور بسلسلة أعمال املؤمترات الصادرة عن املركز بشهر ديسمرب ،8102ص .32
- 3رشاد توام " ،األمانة العلمية يف البحث األكادميي ارتباطا حبق املؤلف" ،ص ،5مقال منشور
www.wafainfo.ps/pdf/t4.pdf على املوقع:
الصادر عن وزارة التعليم العايل والبحث العلمي رقم 355املؤرخ يف 82 :جويلية
8106للوقاية من هذه الظاهرة واحلد منها.
وتعرف السرقة العلمية بأهنا" :ك شك من أشكال النق غري القانوين
بأخذ عم شخص أخر واالدعاء بأنه له؛ وسواء كان ذلك متعمدا أو غري
متعمد" .1كما تعرف بأهنا" :االستخدام غري املشروع ألفكار وأعمال اآلخرين
بقصد أو بغري قصد" فهي :قيام الباحث بنسخ ما قاله األخرون دون إعطاء ك
ذي حق حقه ،فيقوم الباحث بنق أو نسب تعب وجمهود األخرين دون اإلشارة
هلم.2
وميكن تعريف السرقة العلمية ،بشك مبسط ،يف احمليط اجلامعي ،على أهنا
حتدث عندما يقوم الباحث متعمدا باستخدام كلمات أو أفكار أو معلومات شخص
آخر دون تعريف أو ذكر هذا الشخص أو مصدر هذه الكلمات أو املعلومات ،وينسبها
إىل نفسه وقد جاء يف التعريف الذي قدمته وكالة اجلامعة للدراسات العليا
والبحث العلمي جبامعة امللك سعود ،أن السرقة العلمية يف أبسط معانيها بأنّها
استخدام غري معترف به ألفكار وأعمال اآلخرين بقصد أو من غري قصد ،سواء مت
ذلك ورقيا أو الكترونيا.3
1
-طالب ياسني " ،جرمية السرقة العلمية وأليات مكافحتها يف اجلامعة اجلزائرية يف ضوء
القرار الوزاري ،"533امللتقى الوطين حول األمانة العلمية املنظم من مركز جي البحث العلمي
باجلزائر العاصمة ،يوم 00جويلية 8102منشور بسلسلة أعمال املؤمترات الصادرة عن املركز
بشهر ديسمرب ،8102ص 22؛ "السرقة العلمية ماهي؟ وكيف اجتنبها؟" ،سلسلة التعلم
والتعليم يف اجلامعة ،جامعة اإلمام بن سعود اإلسالمية ،اململكة العربية السعودية 0355 ،هـ.
2
-وجيه يوسف" ،علم البحث األكادميي :كيف تكتب حبثا أكادمييا" ،دار منه احلياة ،لبنان،
،8105ص .63
- 3احمد ابراهيم ابداح ،جرائم االنتحال األديب والعلمي حقوق التأليف واحلقوق اجملاورة
هلا وفقا للتشريعات الدولية والوطنية ،دار اجلنان للنشر والتوزيع ،عمان ،8103 ،ص 82
ومابعدها؛ االقتباس والسرقة العلمية يف البحوث العلمية من منظور أخالقي ،وكالة اجلامعة=
مث عرفها القرار الوزاري رقم 355بأهنا ..." :ك عم يقوم به الطالب أو
األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي ،أو الباحث الدائم أو
ك من يشارك يف عم ثابت لالنتحال وتزوير النتائج أو غش يف األعمال العلمية
املطالب هبا أو يف منشورات علمية أو بيداغوجية أخرى."...
ج -صور السرقة العلمية وأنواعها:
للسرقات العلمية صور خمتلفة ،كلها تصب يف خانة واحدة ،هي خانة
اللصوصية العلمية ،مهما كان املربر مقبوال أو غري مقبول.
وميكن أن تعظم السرقة العلمية أو تصغر ،كما ميكن أن تكون متعمدة أو
غري متعمدة وهي تتخذ يف ذلك أشكاال خمتلفة 1نذكر منها مايلي:
-0السرقة العلمية الناتجة عن النسخ واللصق:
ويكون ذلك بنق معلومات من االنترنت ونشرها أو إعادة استخدامها دون
اإلشارة إليها بعالمة االقتباس .ذلك أن توفر املعلومات اإللكترونية يف العصر
الراهن هبذا الكم اهلائ والتنوع الكبري يغري الكثريين بالوقوع يف فخ السرقة
العلمية وإدعاء ما ليس هلم ،باإلضافة إىل سهولة العملية عن طريق النسخ
واللصق دون ذكر الكاتب أو مصدر املعلومة أو املوقع الذي مت حتصيلها منه.2
-8السرقة العلمية باستبدال الكلمات:
استبدال أو إسقاط بعض الكلمات عند النق احلريف للعبارات سواء مت
ذلك بقصد أو من غري قصد؛
=للدراسات العليا والبحث العلمي واخلطة الوطنية للعلوم والتقنية واالبتكار ،جامعة امللك
https://www.ut.edu.sa/documents سعود ،ص ، 3منشور على املوقع:
- 1درنث ،بييتر ،املرجع السابق ،ص .83
- 2زعتر نور الدين" ،السرقة العلمية مفهومها أشكاهلا مكافحتها" ،ماي ،2018ص .6
www/researchgate.net/publication/324951559
- 1االقتباس والسرقة العلمية يف البحوث العلمية من منظور أخالقي ،املرجع السابق ،ص .6
- 2وجيه يوسف ،املرجع السابق ،ص .62
- 1وتطورت مؤخرا وسائ الترويج للبحوث ،يف ظ غياب الرقيب ،حىت وص األمر ببعض
املكتبات إىل تدوين الفتات كتب عليها «يوجد لدينا حبوث جامعية» ،ومل تقتصر تلك املكتبات
على هذه العبارة ،ب متّ ختصيص حسابات هلا على وسائ التواص االجتماعي ،حيث يشرف
على هذه املواقع أشخاص مفرغني الستقبال الطلبات ،ومن مث حتويلها للمختصني يف إعداد
تلك البحوث .وهذا األمر ميث خيانة للعلم وللمجتمع ،وميث سرقة ،وما أقبحها من سرقة،
فهي فوق كوهنا كذلك تزوير للفكر والعق وأخذ شيء بدون استحقاق ،فمن املؤسف جدا أن
تتحول احال حترير البحوث إىل سوق رائجة لبحوث الطالب القصرية ،فتباع كما تباع علبة
اللنب على مرأى ومسمع اجلميع ،وكأنَّ األمر ال يعين أحدا .زعتر نورالدين ،املرجع السابق ،ص
.06
العالقة ومضاهاة النصوص املوجودة يف البحث )املستشهد هبا وغري املستشهد هبا (
مع النصوص املوجودة يف تلك املصادر العلمية .ويعتمد احملكم للبحث على ذاكرته
العلمية كونه خمتصا ولديه معرفة بأجبديات املوضوع من خالل تقوميه للبحث
وقراءته واستذكار النصوص؛ ومن سلبيات هذه الطريقة أهنا تفتقر إىل الكثري
من املصادر عن الباحث لعدم توافرها لديه أو يف املكتبات ومراكز املعلومات وفضال
عن أهنا حتتاج إىل وقت وجهد كبري من احملكم للتفتيش عنها.
كما أنه قد يتم الكشف عن السرقة العلمية بالبحث عن النصوص مباشرة
عرب شبكة االنترنت ومن خالل احركات البحث ) Googleأو Yahooأو Bing
...اخل( لبيان مدى تطابق النصوص املنقولة مع ما موجود من نصوص عرب
االنترنت ،أو بالبحث عن النصوص الواردة يف البحوث )املستشهد هبا وغري
املستشهد هبا) باالعتماد على برامج جاهزة خمصصة هلذا الغرض ومتوافرة عرب
شبكة االنترنت باإلمكان االشتراك هبا أو حتميلها ،وحتمي البحوث عربها للكشف
عن السرقات العلمية.
وهلذه الطريقة أيضا بعض السلبيات فبعض معلومات املواقع املتوافرة عرب
شبكة االنترنت ال ميكن الوصول إليها عرب احركات البحث إال عرب االتصال
املباشر باملواقع نفسها كما أن بعض املصادر املتوافرة عرب االنترنت ال ميكن الكشف
عن احتوياهتا وخاصة املصادر املصورة .وقد يكون املصدر الذي مت سرقة
النصوص منه غري متوافر عرب شبكة االنترنت وخاصة املصادر العلمية الرسائ
واألطاريح اجلامعية ،وبعض الكتب والبحوث املنشورة يف الدوريات؛ باإلضافة إىل
أن إعادة صياغة العبارات واجلم وترتيبها ال يضمن كشف السرقة العلمية يف
بعض برامج كشف السرقة العلمية.
ورغم ذلك فقد سهلت الشبكة العنكبوتية الكشف عن السرقات العلمية
باستخدام الربامج واألدوات (جتارية ،وجمانية) اليت تستخدمها املؤسسات
التعليمية واجلامعية هبدف الكشف عن السرقات العلمية واحلد منها واملساعدة
على التحقق من أصالة احملتوى العلمي؛ وميكن االشتراك يف إحدى هذه اخلدمات
القائمة على تقنية الويب وهي تعرف بـ turnitin:والذي تعتمد خدماهتا بشك
أساسي على مقارنة النصوص مع العديد من البيانات يف وقت سريع ،مع احتويات
صفحات الويب مبا فيها األرشيف احملذوف والصفحات اليت مت تغيريها ،باإلضافة
إىل أنه يعترب نظاما وقائيا ميكن استخدامه ملراقبة صحة األحباث والدراسات1؛
وهو ما يقل من الوقوع يف فخ السرقة العلمية.
فقد أصبح تطوير األنظمة اإللكترونية للجامعات واملراكز البحثية أمر يف
غاية األمهية ،خاصة يف مسألة البحث العلمي ،ذلك أن معظم اجلامعات العاملية
تعتمد على إدخال البحوث العلمية للطالب يف أنظمتها اإللكترونية ،اليت هي يف
األساس مرتبطة بعدد من اجلامعات واملكتبات اإللكترونية ،وهذا سيوفر اجلهد
والوقت على أساتذة اجلامعات ،حيث يكشف النظام اإللكتروين أي تشابه يف
احتوى البحث العلمي ،سواء يف املراجع أو املنت ،كما جيع البحث العلمي ذا قيمة
حقيقية تفتقدها تلك البحوث املتشاهبة حد التطابق يف احملتوى ،مما جيعلها
عدمية الفائدة.
كما أن هناك وسائ بيداغوجية تسمح بالكشف عن السرقة العلمية
وتضع حدا هلا من خالل استعانة الباحثني مثال بعرض البويربوينت كما أنه
البدّ أيضا من مناقشة الباحث شفهيا للكشف عن متكنه من استيعاب املعلومات
املقدمة يف البحث ،وغري ذلك من الوسائ اليت يستعني هبا األساتذة يف الكشف
عن السرقة العلمية.
ب -إجراءات المتابعة بعد اكتشاف السرقة العلمية:
سبق القول أن جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية باملؤسسة اجلامعية
يقوم بدراسة ك إخطار بشأن السرقة العلمية ،وإجراء التحقيقات الالزمة حول
ذلك ،وقد قدم القرار الوزاري اإلجراءات املتعلقة باملتابعة يف حال حصول
1
- Franco Raimondi, On the effectiveness of anti-plagiarism software, Available at:
http://www.rmnd.net/wp-content/uploads/2012/09/ieee-lt.pdf, p 1.
سرقة علمية فما مضمون هذه اإلجراءات بالنسبة للطالب ،وبالنسبة لألستاذ
ثانيا.
-0إجراءات النظر في اإلخطار عن السرقة العلمية بالنسبة للطالب:
نص القرار الوزاري رقم 8106/933عن إجراءات النظر يف اإلخطار
بالنسبة للطالب اجلامعي بوقوع سرقة علمية1؛ حيث ميكن ألي شخص كان أن
يبلغ بوقوع سرقة علمية ترتكب من قب طالب ؛ ويتم ذلك من خالل تقدمي
تقرير كتايب مفص ومرفق بك الوثائق واألدلة املادية حول السرقة العلمية
يقدم إىل مسؤول وحدة التعليم والبحث ،هذا األخري يقوم بإحالة مللف فورا إىل
جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية لدراسته وإجراء التحقيقات والتحريات
الالزمة بشأنه وفقا لإلجراءات املنصوص عليها قانونا.
بعد دراسة ملف الطالب املتهم بالسرقة العلمية يقوم جملس آداب
وأخالقيات املهنة اجلامعية بتقدمي تقريره النهائي إىل مسؤول وحدة التعليم
والبحث للمؤسسة اجلامعية ،يف أج ٍّ ال يتعدى 15يوما من تاريخ اإلخطار
بالواقعة.
فإذا تضمن التقرير ،املقدم من قب جملس آداب وأخالقيات املهنة
اجلامعية ،ثبوت السرقة العلمية حيال الطالب على جملس تأديب الوحدة بعد
إعالمه كتابيا ،من قب مسؤول وحدة التعليم ،بالوقائع املنسوبة إليه واألدلة
املادية الثبوتية ذات الصلة بالسرقة العلمية.
جيتمع جملس تأديب وحدة التعليم والبحث يف اآلجال املقررة قانونا
للفص يف الوقائع املعروضة أمامه ،حيث يقوم أحد أعضاء جملس آداب
وأخالقيات املهنة اجلامعية بتقدمي تقريره ،الذي جيب أن يتضمن كافة الوقائع
املنسوبة للطالب وكذا األدلة اليت تثبت وقوع جرمية السرقة العلمية.
1
-أنظر يف ذلك املواد من 06إىل 83من القرار الوزاري رقم 8106/355احملدد للقواعد
املتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها.
بعد انتهاء عضو جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية حتال الكلمة
للطالب املتهم بارتكاب جرمية السرقة العلمية للدفاع عن نفسه ،حيث جيب أن
ميث شخصيا أمام جملس التأديب ،كما ميكنه إحضار شخص ملرافقته يف الدفاع
عن نفسه ،على أن يتم إخطار مسؤول وحدة التعليم والبحث كتابيا قب انعقاد
جملس التأديب بثالثة ( )15أيام على األق وإن تعذر عليه احلضور ألسباب
مربرة ميكن متثيله من قب مدافعه ،على أن يقوم بتقدمي مالحظاته ودفوعه
كتابيا قب انعقاد جملس التأديب بثالثة ( )15أيام على األق .
بعد اإلستماع إىل تقرير جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية ودفوع
الطالب املتهم ومالحظاته يتم تسجي الوقائع يف احضر حيول إىل جملس تأديب
وحدة التعليم والبحث للفص يف وقوع السرقة العلمية يف اآلجال املقررة قانونا.
بعد صدور العقوبات من قب جملس تأديب الوحدة ،ميكن للطالب الطعن يف
القرار الصادر يف حقه أمام جملس تأديب املؤسسة ،وفقا لإلجراءات املنصوص
عليها قانونا.
-8إجراءات النظر في اإلخطار عن السرقة العلمية بالنسبة لألستاذ:
نص القرار الوزاري 933السالف الذكر عن إجراءات النظر يف اإلخطار
بالنسبة لألستاذ ،1حيث ميكن ألي شخص أن يبلغ عن وجود سرقة علمية ،ويتم
ذلك بتقرير كتايب مفص ومرفق بك الوثائق واألدلة حول السرقة العلمية
مقدم إىل مسؤول وحدة التعليم والبحث ،هذا األخري يقوم بإحالة امللف فورا إىل
جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية لدراسته وفقا لإلجراءات املنصوص عليها
قانونا.
بعد دراسة ملف األستاذ املتهم بالسرقة العلمية وإجراء التحقيقات
والتحريات الالزمة يقوم جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية بتقدمي تقريره
1
-أنظر يف ذلك املواد من 86إىل 53من القرار الوزاري رقم 8106/355احملدد للقواعد
املتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها.
النهائي إىل مسؤول وحدة التعليم والبحث للمؤسسة اجلامعية ،يف أج ال يتعدى
15يوما من تاريخ اإلخطار بالواقعة.
يف حالة ما إذا تضمن التقرير النهائي جمللس آداب وأخالقيات املهنة
اجلامعية للمؤسسة ثبوت وقوع السرقة العلمية ،يتوىل مدير املؤسسة إخطار
اللجنة املتساوية األعضاء يف اآلجال احملددة قانونًا ،واليت نصت عليها املادة 166
من األمر ،06 / 03وإبالغ األستاذ كتابيا باألخطاء املنسوبة إليه ،مع حقه يف
اإلطالع على احتويات ملفه التأدييب بالكام .
بعد تبليغه ،بالربيد املوصى عليه مع وص استالم ،ميث األستاذ املتهم
بالسرقة العلمية أمام اللجنة املتساوية األعضاء يف أج 15يوما من تاريخ
حتريك الدعوى التأديبية ضده.
تستمع اللجنة املتساوية األعضاء إىل التقرير الذي يقدمه أحد أعضاء
جملس آداب وأخالقيات ملهنة اجلامعية للمؤسسة ،والذي جيب أن يتضمن كافة
الوقائع املنسوبة واألدلة املادية اليت مسحت بالتأكد من صحة وقوع السرقة
العلمية .مث يتم بعدها االستماع إىل األستاذ املتهم للدفاع عن نفسه بشأن الوقائع
املنسوبة إليه.
جيب أن ميث األستاذ املتهم أمام اللجنة املتساوية األعضاء ،مع إمكانية
تقدمي مالحظاته كتابيا أو شفويا ،ويف حالة تعذر عليه ذلك له أن يستعني ،بعد
تقدميه التماسا من اللجنة املتساوية األعضاء املختصة ،مبدافع أو مبوظف خيتاره
بنفسه للدفاع عنه ،مع تقدمي مربر كايف ومقبول لغيابه قب ثالثة( )15أيام من
انعقاد اللجنة.
كما جيب على األستاذ املتهم ،يف حالة غيابه لقوة قاهرة ،أن يُخطِرَ كتابيا
اللجنة املتساوية األعضاء بأمساء األشخاص الذين خيتارهم للدفاع عنه أو
متثيله قب انعقادها بثالثة ( )15أيام.
تقوم اللجنة عند انعقادها بتسجي الوقائع املنسوبة لألستاذ املتهم ،كما
وردت يف تقرير جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية ،إضافة إىل دفوع األستاذ
املتهم ومالحظاته يف احضر استماع.
بعد صدور العقوبة التأديبية يف حق األستاذ املنتح يتم تبليغه بالقرار
املتخذ ضده يف أج 08أيام من اختاذ القرار ،وحيفظ يف ملفه اإلداري ،على أنه
يُمكن لألستاذ الطعن يف القرار الصادر ضده أمام جلنة الطعن املختصة ،وفقّا
للشروط واآلجال املنصوص عليها قانونا.
ج -كيفية تجنب الوقوع في السرقة العلمية:
للتقلي احتمال حدوث السرقة العلمية عند إعداد البحوث أو األوراق
البحثية جيب أوال أن يتحلى الباحث باجلدية ويتمتع بأخالقيات الباحث
العلمي؛ وميكن أن يساعد إتباع اخلطوات التالية باإلضافة لذلك يف تفادي
الوقوع يف فخ السرقة العلمية:
-0التخطيط الجيد للبحث:
التخطيط للبحث بشك جيد هو اخلطوة املهمة األوىل اليت ميكن اختاذها
حنو احلد من السرقة العلمية واالنتحال؛ إذ على الباحث استخدام مصادر
للمعلومات واألفكار واليت حتتاج إىل خطة إلدراجها يف الدراسة.
-8التلخيص الجيد:
إن من أفض الطرق إلعداد ورقة حبثية ،تدوين مالحظات شاملة جلميع
املصادر؛ حبيث جيب أن تكون املعلومات منظمة قب أن البدء يف التحرير
من االستشهاد غري الالئق الكتابة .وتساعد هذه املالحظات على التقلي
( .)misquotationsوعلى الباحث أن يتأكد من متييز أفكاره بوضوح عن املعلومة
اليت وجدهتا يف مصدر ما.
إنتاج ذهين ،أيا كان التعبري عنه كتابة أو صوتا أو رمسا أو تصويرا أو حركة،
وأيا كان موضوعه أدبا أو فنا أو علوما.1
وعرف بأنه ك عم مبتكر أديب أو علمي أو فين أياً كان نوعه أو طريقة
التعبري عنه أو أمهيته أو الغرض من تصنيفه .هناك املصنفات األدبية (كالكتب
الشعرية أو الروائية أو برامج الكمبيوتر أو قواعد البيانات ...اخل) واملصنفات
الفنية (كالرسومات أو أعمال النحت أو التصوير أو األحلان املوسيقية أو األفالم
السينمائية أو الربامج اإلذاعية ...اخل) واملصنفات العلمية (كالرسائ واألحباث
األكادميية والتصميمات اهلندسية .)...وال يتدخ القانون أو القضاء يف تقدير
القيمة األدبية أو االجتماعية أو الثقافية أو العلمية أو الفنية للمصنف ،إذ قد
ينطوي كتاب معني على االبتكار حىت لو كان هذا الكتاب من الكتب التعليمية أو
حىت لو كان الكتاب ال يقرأه إال العامة.
1
-إن مفهوم امللكية الفكرية Intellectual Propertyليس مفهوما جديدا ويعتقد أن شرارة
نظام امللكية الفكرية قد أوقدت يف مشال إيطاليا يف عصر النهضة .وىف سنة 1474صدر قانون
يف البندقية ينظم محاية االختراعات ونص على منح حق استئثاري للمخترع ،أما نظام حق
املؤلف فريجع إىل اختراع احلروف املطبعية واملنفصلة واآللة الطابعة على يد يوهانس
غوتنربغ عام ،1440ويف هناية القرن التاسع عشر ،أ رت عدة بلدان ضرورة وضع قوانني تنظم
امللكية الفكرية.
أما دوليا فقد أُقر بأمهية امللكية الفكرية ومت التوقيع على معاهدتني تعتربان األساس الدويل
لنظام امللكية الفكرية مها :اتفاقية باريس حلماية امللكية الصناعية 1883واتفاقية برن
1886حلماية املصنفات األدبية والفنية عدلت يف برلني عام ، 1908مث كملت يف برن عام
،1914مث عدلت يف روما عام ، 1928ويف بروكس بعد احلرب العاملية الثانية عام 1948م،
ويف ستوكهومل عام ، 1967وأخريا يف باريس عام . 1971هدى عباس قنرب ويسرى احمود
عبد اهلل " ،االستالل العلمي يف الرسائ واألطاريح اجلامعية طرائق كشفها وسب جتنبها"،
جملة األستاذ ،عدد خاص باملؤمتر العلمي اخلامس ،8102اجمللد ،10كلية التربية بن رشد،
جامعة بغداد ،8102 ،ص .503
1
-طـه عيسـاين" ،املمارسات األكادميية الصحيحة وأساليب جتنب السرقة العلمية" ،ملتقى
متتني أدبيات البحث العلمي والذي نظمه مركز جي البحث العلمي باجلزائر العاصمة بتاريخ
83ديسمرب ،8103املنشور بسلسلة أعمال املؤمترات الصادرة عن املركز بشهر ديسمرب 8103
ص .033
2
-األمر رقم 13-15املتعلق حبقوق املؤلف واحلقوق اجملاورة املؤرخ يف 03يوليو ،8115
الصادر باجلريدة الرمسية عدد 33املؤرخة يف 85 :يوليو .8115
املواد من 38إىل 53من ذات القانون على األفعال اليت تعترب من قبي األعمال
املشروعة يف إطار استغالل املصنفات من ذلك االستنساخ والترمجة واالقتباس
والتحوير ،واعتربت أن أي استنساخ أو استغالل للمصنف خارج هذه احلاالت
يشك تقليد ،ويعاقب صاحبه باحلبس والغرامة املالية طبقا ملا حددته املواد من
030إىل 035من ذات القانون.
كما أنه من بني النصوص الذي تطرقت بشك مباشر هلذه الظاهرة يف
املنظومة القانونية اجلزائرية نذكر القانون األساسي اخلاص باألستاذ الباحث
الدائم1؛ حيث نص صراحة يف املادة 50على جترمي ك أعمال الغش واالنتحال
والتزوير يف املنشورات واألعمال البحثية ورسائ الدكتوراه وصنفها ضمن قائمة
األخطاء املهنية من الدرجة الرابعة ،وهي أخطاء قد ينجر عليها إمّا التسريح أو
التزني للرتبة السفلى طبقا لقانون الوظيفة العمومية.
كما سبق وأصدرت وزارة التعليم العايل والبحث العلمي يف ديسمرب 8103
أول ميثاق جامعي لنظام الدكتوراه ) (LMDحتت مسمى "ميثاق األطروحة"2؛
والذي يعترب دلي مرجعي حيدد حقوق وواجبات ك من الطالب واألستاذ املشرف
واللجنة اجلامعية وخمرب دعم التكوين .وقد تضمن هذا امليثاق بعض املواد اليت
تؤكد على موضوع األمانة العلمية حيث ذكر حتت عنوان "السرية" ما يلي:
"ضرورة التزام طالب الدكتوراه باحترام أخالقيات البحث العلمي ،السيما يف
جمال امللكية الفكرية للمصادر املستعملة (البيبلوغرافيا)".
ويف جمال العقوبات نص هذا امليثاق حتت عنوان (املناقشة) على ما يلي:
"ك فع تعلق بالسرقة العلمية أو تزوير للنتائج أو غش ذي صلة باألعمال
العلمية ،مت التصريح به يف إطار األطروحة ومت إثباته أثناء أو بعد املناقشة،
1
-املرسوم التنفيذي رقم 051-12املتعلق بالقانون األساسي لألستاذ الباحث املؤرخ يف15 :
ماي ،8112الصادر باجلريدة الرمسية عدد 85املؤرخة يف 13 :ماي .8112
2
-ميثاق األطروحة ،مديرية التكوين يف الدكتوراه والتأهي اجلامعي ،وزارة التعليم العايل
والبحث العلمي ،اجلزائر :ديوان املطبوعات اجلامعية ،ديسمرب .8103
يعرض املرشح إللغاء املناقشة أو إىل سحب الشهادة احملص عليها ،باإلضافة إىل
تطبيق العقوبات املنصوص عليها يف التشريع والتنظيم الساري املفعول".
-8البرامج االلكترونية للكشف عن السرقة العلمية:
تتوافر عرب شبكة االنترنت العديد من الربامج اإللكترونية للكشف عن
السرقة العلمية باختالف صورها وأمناطها ،1ولذلك جلأت العديد من اجلامعات
إىل اعتماد التدابري التكنولوجية والتقنية كوسيلة للحد من عمليات السرقات
1
-من أقدم برامج كشف االنتحال والسرقة العلمية للنصوص صدر عام 1996بواسطة
جمموعة من الباحثني يف جامعة كاليفورنيا UC Berkeleyوأصبح برناجما جتاريا تابعا ملؤسسة
iParadigms, LLCبالواليات املتحدة األمريكية والربنامج يدعم 31لغة عاملية ضمنها اللغة
العربية ويستعم من قب أكثر من 03111مؤسسات منها جامعات ومراكز تعليمية و 140
عمالء يف دول العامل و 1.6مليون معلم ،و 86مليون طالب وطالبة مرخص لالشتراك .ويتميز
الربنامج بقاعدة بيانات تشتم على أكثر من 14بليون صفحة انترنت فضال إىل أكثر من 100
مليون مقال وكتاب وحبوث للدراسات األولية والعليا)املاجستري والدكتوراه ( باالتفاق مع ناشري
احملتوى الرقمي مث Emerald, SAGE, Gale, EBSCO...:؛ والربنامج سه االستخدام على
اإلنترنت ،يساهم يف تسريع وضع العالمات وتبسيط مراجعات النظراء فضال عن تقدمي
تعقيبات نافعة للطالب .ويتمث اهلدف الرئيس منه هو املساعدة يف حتسني املستوى التعليمي
لدى الطالب عن طريق تقدمي مالحظات كثر ثراء هلم .باإلضافة إىل Thenticateهي خدمة
تقدمها *Crossrefومت تطويره من قب تورنيتني ، iThenticateالرائدة يف جمال االستالل
واألصالة التدقيق للمؤسسات التعليمية يف مجيع أحناء العامل .يقع املقر الرئيس للشركة يف
أوكالند ،كاليفورنيا ،وبرنامج األفعى Viperمكافحة انتحال املاسح الضوئي )هو برنامج جماين
ابتكرته إحدى شركات اخلدمات التعليمية الربيطانية ،Plagiarismchecker.net Limited
ويفحص الربنامج أكثر من 14مليار صفحة عرب االنترنت و 2مليون حبثا طالبيا وآالف من
اإلصدارات املعروفة ،ويستعم من قب املعلمني واحملاضرين والطالب يف مجيع أحناء العامل
للكشف عن حاالت االنتحال يف العم األكادميي ،مث :الكتب االلكترونية والدراسية ،وقواعد
بيانات الدوريات ،واملقاالت واألطروحات وقطع من الدورات الدراسية بعد التسجي فيه بإنشاء
حساب جماين إىل غريها من الربامج اليت أصبحت تستخدم يف الكشف عن االنتحال والسرقة
العلمية؛ هدى عباس قنرب ويسرى احمود عبد اهلل ،املرجع السابق ،ص ص.588- 580 :
العلمية واالنتحال ،خاصة تلك اليت تتم باستخدام شبكة االنترنت أو بواسطتها،
وهذا حىت تكون أساليب مواجهة السرقة العلمية متوافقة مع األساليب
املستخدمة يف ارتكاهبا؛ أمام إخفاق اإلجراءات القانونية يف مواجهتها ،إذ من غري
املمكن مواجهة السرقة العلمية بالطرق القانونية التقليدية فقط ،ألنّ التقنية
عادة ما تتجاوز القوانني بأشواط كبرية.
فبقدر ما سامهت شبكة االنترنت يف نشر السرقة الفكرية واتساع
جماالهتا لتشم ك امليادين الفكرية واألدبية والفنية ،إال أهنا سامهت أيضا يف
كشف االنتحال عن طريق اتساع مساحة البحث عن أص النص على الشبكة،
مع ظهور الربجميات ويتوقع أن السرقة الفكرية ستختفي يف املستقب
املتخصصة.1
هذه الربجميات تصنف إىل الربامج التعليمية واليت هتدف مساعدة الطلبة
والباحثني يف حتسني مستوى الكتابة لديهم وتعرفهم بالسرقة العلمية وأنواعها
وطرق جتنبها وتعليمهم أسلوب اإلشارة لالقتباسات العلمية وتنمية مهارات
التفكري النقدي لديهم مث ) (ithenticateوأخرى غري التعليمية فقط هدفها كشف
السرقة العلمية فقط؛ مث .Plagiarism Detector :كما جند منها من تتعام مع
ملفات النصوص بك أشكاهلا text , doc , pdf , rtfإىل آخره .وبرامج تدعم
أشكال معينة من امللفات النصية .باإلضافة إىل أن هناك برامج توفر كشف
االستالل بلغات أجنبية فقط مث PlagTracte:وأخرى توفر كشف االنتحال
للنصوص العربية مث .2 APlag: A plagiarism checker for Arabic texts :
وهناك من توفر كشف االنتحال باللغات األجنبية واللغة العربية مث :
،Ferret Copy Detection Softwareكما مت اعتماد برامج تقدم خدمة كشف
1
-برنامج قارنت هو نظام حاسويب متوافر عرب شبكة االنترنت أنتجته شركة سعودية
بالتعاون مع مؤسسات تربوية وأكادميية ملساعدة الطالب واألساتذة والباحثني واجلهات
العلمية والتعليمية .هدفه مكافحة السرقات العلمية والتحقق من أصالة األحباث ويتيح خدمة
اشتراك اجلامعات جمانا ملدة سنة أكادميية وعضو هيئة التدريس لتدريب الطالب وتوعيتهم
على مشاك االقتباسات الالشرعية والسرقات العلمية وأثرها السليب يف مسرية الباحثني
والطالب .وميكن االستفادة من نظام حتمي أحباث الطالب لعضو هيئة التدريس عن طريق
مع النظام عن طريق موقعهم: املوقع بدال من الربيد اإللكتروين ،وميكن التواص
www.qarnet.comويدعم النظام أنظمة التشغي ومتصفحات الويب.
2
-توفر املعرفة الرقمية العربية عرب شبكة اإلنترنت ،وتشم النصوص الكاملة للمقاالت
العلمية املتخصصة يف قواعد بيانات متعددة .وهذه املقاالت مت مجعها من خالل اتفاقيات
تعاون ما يزيد عن 280جامعة ،ومركزا حبثيا ،وجهازا "إحصائيا" ،ومنظمة إقليمية يف العامل
العريب من 19دولة عربية .ومن خدماهتا السماح بكشف االنتحال والتزوير العلمي والسرقات
العلمية يف خمتلف حقول ضمن ما يقارب 225 111سج بني حبث علمي ومقال وأطروحة
جامعية يف قاعدة "معرفة" ،فضال إىل املنشورة منها يف الصفحات واملواقع اإللكترونية يف
قوق .وتوفر هذه اخلدمة تقريرا شامال يوضح التشابه والتطابق يف نصوص األحباث العلمية
العربية واألطروحات اجلامعية .وللنظام فوائد وميزات منها إمكانية الكشف واحلصول على
تقرير يوضح نسبة التطابق التام أو اجلزئي لإلنتاج العلمي املقدم للجهة الناشرة ومحاية
حقوق امللكية للمؤلفني وللناشرين ضد أي اعتداء على حقوقهم الفكرية .انظر أكثر تفصيال
http://e-marefa.net/ar عن الربنامج يف موقعه:
1
-احمود مصري"،األمانة العليمة بني الضوابط األخالقية وورع العامل الرباين" ،جملة
العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة السلطان احمد الفاتح الوقفية ،تركيا ،نوفمرب ،8103
ص 36وما بعدها.
- 2طه عيساين ،املرجع السابق ،ص 036؛ زعتر نور الدين ،املرجع السابق ،ص .3
- 1حسام مازن"،أخالقيات البحث العلمي" ،جامعة سوهاج – كلية التربية ،مقال اطلع عليه يف:
kenanaonline.com/files/0094/94587.
للسرقة العلمية ثالث أنواع من العقوبات عقوبات أكادميية وقد تؤدي إىل
طرد القائم بالسرقة العلمية من الكلية واجلامعة ،وعقوبات قانونية ،وقد تؤدي
إىل فرض غرامات مالية أو قد تؤدي إىل احلكم بالسجن ،وعقوبات تأديبية
وتؤدي إىل فقدان املوظف لوظيفته ومكانته اإلدارية واالجتماعية.
ذلك أن أق عقاب يستحقه السارق مالحقة صاحب احلق املغتصَب له بك
الوسائ املتاحة وفضحه ،وقيام اجلامعة إلغاء الدرجة اجلامعية له بسحبها فورا
منه ،واإلعالن عن ذلك يف وسائ اإلعالم ،وطرده من اجلهة اليت يعم فيها،
واسترجاع ك ما حص عليه منها باعتباره سرقة؛ فعقوبة جرمية السرقة
العلمية على امللكية الفكرية هلا عدة تطبيقات مث الغرامات املالية والتشهري
والسجن وتعليق أنشطة املنشأة واإلغالق املؤقت وشطب الترخيص وكذلك تعويض
أصحاب احلقوق تعويضا عادال عن األضرار املادية واألدبية اليت حلقت هبم.1
- 1تسببت السرقة العلمية يف استقاالت املسؤولني يف الدول الغربية ،إذ ختلي رئيس مجهورية
اجملر عن منصبه الرئاسي بسبب انتحال جزء من أطروحته من رسالة جامعية نوقشت يف فرنسا
وبعد أن جردته اجلامعة اجملرية من لقبه العلمي ،واستقالت وزيرة التعليم العايل والبحث
العلمي األملانية بعد إعالن جامعة دوسلدورف أهنا يف رسالتها للدكتوراه اقتبست بصورة متعمدة
أجزاء من رسائ دكتوراه من آخرين دون إشارة إىل املصدر ،ومت جتريدها من درجة الدكتوراه
اليت حتملها منذ أكثر من 30عاما من اجلامعة .كما تسببت السرقات العلمية يف فص ونق
وحرمان أساتذة من التدريس واحلكم بالسجن عليهم ،فقد فص أستاذ اللغة االنكليزية من
عمله يف جامعة نيفادا يف الس فيجاس بعد أن اكتشفت اجلامعة مراجعة ألحد الكتب احتوت
على انتحال وسرقة علمية ) 23من أص 26ورقة علمية له) ،وأصدرت احكمة دهلي يف اهلند
عام 2014حكما بإرسال األستاذ ونائب مستشار جامعة دهلي سابق للسجن لفترة قصرية
بالسجن بسبب مزاعم باالنتحال األكادميي وانتهاك حقوق املؤلف اخلاصة بامللكية الفكرية
عام ،2009وبتاريخ 05ماي ،8112أصدرت احكمة جنح مستأنف بين سويف بتغرمي
الدكتورة بكلية التجارة ببين سويف بـ 5000جنيه ،ومصادرة كتاهبا الذي تقوم بتدريسه
لطلبة الكلية ،حيث اقتبست جزء كبريا من كتاب لزمي هلا دون اإلشارة المسه أو كتابه.
ويف ظ القرار الوزاري رقم 355السابق اإلشارة إليه حتدد املادة 53
منه ،العقوبات اليت يتعرض هلا الطالب الذي ثبت يف حقه باألدلة املادية
ارتكابه سرقة علمية مبوجب املادة 55من نفس القرار؛ واليت هلا صلة باألعمال
العلمية والبيداغوجية املطالب هبا يف مذكرات التخرج يف ك املراح التعليمية
قب أو بعد مناقشتها يعرض صاحبها إىل إبطال املناقشة وسحب اللقب احلائز
عليه.
كما يتعرض إىل نفس العقاب مبوجب املادة 56األستاذ الباحث أو األستاذ
االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم يف ك التصرفات اليت هلا صلة باألعمال
العلمية والبيداغوجية املطالب هبا يف املذكرات واألطروحات ومشاريع البحث
األخرى واملثبتة قانونا أثناء أو بعد مناقشتها أو نشرها أو عرضها للتقييم
يعرض صاحبها إىل إبطال املناقشة وسحب اللقب احلائز إليه أو وقف نشر تلك
األعمال أو سحبها من النشر .وتضيف املادة 52للجهات املتضررة احلق يف
مقاضاة املرتكبني للسرقات العلمية.
ويف النهاية نشري إىل أن القرار الوزاري رقم 355قد توسع بتدابري
الوقاية والرقابة من السرقة العلمية ،واملتمثلة بالتحسيس والتوعية وتنظيم
التأطري والتكوين ،واحلث على تأسيس قاعدة بيانات لك األعمال املنجزة ال
سيما رقميا واستعمال برامج معلوماتية كاشفة للسرقات العلمية.
خاتمة:
توصلنا من خالل هذه الدراسة اىل النتائج التالية:
-تعترب السرقة العلمية السلوك األكثر سوءا واألشد ضررا من بني العديد من
املمارسات والسلوكيات املنافية ألخالقيات البحث العلمي املنتشرة يف مؤسساتنا
اجلامعية؛ ذلك أنّها أصبحت من بني أكثر الظواهر السلبية اليت تتهدد مستقب
البحث العلمي.
-إن السرقة العلمية ظاهرة قدمية ومستمرة مبرور الزمن غري أهنا استفحلت يف
الوقت احلاضر لزيادة البحوث واملؤلفات املنشورة عرب خمتلف التقنيات
التكنولوجية وسهولة نق املعلومات ونسخها.
-توجد أنواع وأشكال وصور للسرقة العلمية كما أنه توجد عدة أسباب هلا ومن
أمهها قلة الوازع األخالقي والديين وحب الظهور والتميز مقاب تدين املهارات
البحثية واللغوية باإلضافة إىل الضغوط اخلارجية مع عدم معرفة السرقة
العلمية معرفة دقيقة.
-توجد طريقتان لكشف عن السرقة العلمية الطريقة التقليدية ويتم فيها
االعتماد على الرجوع إىل املصادر الورقية أو االلكترونية باالعتماد على ذاكرة
احملكم؛ والطريقة االلكترونية وفيها يعتمد احملكم البحث يف شبكة االنترنت أو
باالستعانة بالربجميات الكاشفة عن السرقة العلمية.
-اهتمت وزارات التعليم العايل والبحث العلمي يف خمتلف جامعات العامل
مبكافحة السرقة العلمية واحلد منها فحددت عقوبات من يثبت يف مواجهته فع
السرقة العلمية ،وأصدرت التعليمات لنشر التوعية حول خماطرها وتبعاهتا.
وفيما يلي بعض التوصيات واالقتراحات اليت مت التوص إليها بصدد هذا
البحث:
إنّ أول سبي للحد من السرقة العلمية هو الوقاية منها من خالل:
-تعويد الباحثني على منهجية البحث العلمي ،وذلك انطالقا من االلتزام بذكر
مصادر مجيع املعلومات املستخدمة يف البحث ونسبتها إىل صاحبها ،وتوثيقها يف
التهميش ويف قائمة املراجع؛ وتكريسا هلذا نقترح وضع دلي لكيفية إعداد
البحوث وجتنب السرقة العلمية يضم التعريف بالسرقة العلمية وبالتعليمات
واملعايري اخلاصة مبنهجية البحوث العلمية وعلى املشرف على الطالب املتابعة
البحثية له وتوجيهه بالشك الصحيح يف االستعانة مبختلف مصادر املعلومات.
-نشر الوعي األخالقي والديين لدى الطلبة وإعالمهم مبختلف املمارسات
املنافية للبحث العلمي.
yaichtemem@yahoo.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملخص:
نص القرار رقم 399احملدد للوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها
الصادر عن وزارة التعليم العايل والبحث العلمي يف اجلزائر على إنشاء هيئة
مكلفة بالتحقيق يف حاالت وجود سرقة علمية يدعى يف صلب القرار مبجلس
آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة،حيث تتدخل هذه اهليئة مبوجب
اإلخطارات الواردة إليه من طرف أصحاب املصلحة يف ذلك وهو كل شخص آخر
تبني له وجود سرقة علمية يف إحدى املواد العلمية مهما كان حجمها وطبيعتها.
ويتوج عمل اجمللس إعداد تقرير مفصل وهنائي مدعم باألدلة والرباهني
تأكد صحة أقوال الطاعن بوجود سرقة علمية أو تنفيها من أجل اختاذ
اإلجراءات الالزمة يف حق منتهكي الزناهة العلمية.
الكلمــــــات المفتاحيــــــة :جملسسسسسسس آداب وأخالقيسسسسسسات املهنسسسسسسة
اجلامعيسسسسسة ،الزناهسسسسسة العلميسسسسسة ،املواسسسسسوعية ،اإلخطسسسسسار ،السسسسسسرقة
العلمية ،التحقيق.
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
ــــ
مقدمة:
شهدت السنوات األخرية تصاعد غري مسبوق يف ظاهرة السرقة العلمية أو
كما تعرف يف سياقها اللغوي باالنتحال العلمي واليت ما فتأت تنخر كيان خمتلف
اجلامعات الدولية والوطنية منها اليت مل تسلم من هذه الظاهرة ،فال يكاد متر
سنة جامعية إال وتطفو إىل السطح ابط حاالت سرقة علمية جزئية أو كلية
يف إحدى الرسائل أو األطروحات أو املنشورات وغريها من البحوث واألعمال
العلمية األخرى اليت يهدف أصحاهبا من ورائها إىل حتقيق منافع سريعة
وخاصة ولو على حساب جهد اآلخرين ،وهو األمر الذي عكفت من خالله وزارة
التعليم العايل والبحث العلمي على التدخل بشكل صارم وإصدار القرار رقم 399
احملدد لقواعد الوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها ،بعد أن كانت هذه األخرية
خارج إهتمام التأطري والتنظيم القانونيني.
وقد عمد هذا األخري إىل توايح مفهوم السرقة العلمية وحتديد حاالهتا
لرفع اللبس عن هذه الظاهرة حىت ال يتخذ ذلك كذريعة من جانب الطلبة
واألساتذة الباحثني جبهلهم هلذا املواو وعدم درايتهم الكاملة األفعال
املوصوفة بالسرقة العلمية.
كما حدد هذا القرار جمموعة من التدابري الوقائية والرقابية اليت هتدف
من خالهلا تارة إىل التحسيس مبواو السرقة العلمية كأوىل املراحل والعمل
على القضاء على هذه الظاهرة على املدى املتوسط والبعيد على أقصى تقدير
تارة أخرى ،ومت تفعيل ذلك باستحداث هيئة منوطة بذلك مسيت مبجلس آداب
وأخالقيات املهنة اجلامعية ،والذي من خالله منحت الصالحيات الواسعة
للتحقيق والتحري للتثبت من حاالت وجود أو عدم وجود سرقة علمية باملعىن
املعرف واملقصود من هذه العبارة إلحدى املواد علمية وإعداد التقارير املفصلة
حوهلا كما ابط كل اجلوانب التنظيمية احملددة لسري هذا اجمللس وفصله يف
اإلخطارات الواردة إليه.
مما سبق طرحه ويف سياق معاجلة هذا املواو ميكن صياغة اإلشكالية
التالية :هل ميكن جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية التصدي ملكافحة أو
حىت التقليل من ظاهرة السرقة العلمية من خالل اآلليات املتبعة يف ذلك؟.
لإلجابة على هاته اإلشكالية سنحاول معاجلة هذا املواو من خالل
حمورين:
المحور األول :اإلطار التنظيمي والهيكلي
لمجلس آداب وأخالقيات المهنة الجامعية للمؤسسة
ابط القرار الوزاري رقم 399كل ما يتعلق باجلانب التنظيمي جمللس
آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة سواء من حيث طريقة إنشائه أو
تشكيلته وعضويته.
أوال -إنشاء المجلس وتشكيلته:
حيدث لدى كل مؤسسات التعليم العايل ومؤسسات البحث جملس لآلداب
وأخالقيات املهنة اجلامعية يطلق عليه تسمية "جملس آداب وأخالقيات املهنة
اجلامعية للمؤسسة" ،حيث يتشكل هذا األخري من عشرة ( )01أعضاء من خمتلف
التخصصات( ،)1وقد حدد القرار الوزاري رقم 399جمموعة من الضوابط
واملعايري اليت ينبغي على أساسها الترشح لعضوية هذا اجمللس واملتمثلة فيما يلي:
-0النزاهة العلمية:
إن عضوية جملس آداب وأخالقيات البحث العلمي للمؤسسة تقتضي من
املنتسب أن يتوفر على قدر عايل من الزناهة العلمية يف مسريته العلمية
واألكادميية ،وارتباط العلم بالزناهة جعل منها أمر معقدا ومتعدد اجلوانب
الرتباطه بعدة مفاهيم ومتغريات كالنشر العلمي وإعداد الرسائل واألطروحات
وخمتلف البحوث العلمية األمر الذي ينعكس على املؤسسات اجلامعية
-1املادة 12من القرار رقم 399املؤرخ يف 8جويلية ،8102احملدد للقواعد املتعلقة بالوقاية
من السرقة العلمية ومكافحتها.
-1املعجم الوسيط ،معجم اللغة العربية ،مكتبة الشروق الدولية للنشر ،8111 ،ص .309
-2أمحد خمتار عمر ،معجم اللغة العربية املعاصرة ،عامل الكتب ،اجمللد األول ،الطبعة
األوىل ،8112 ،ص ص .8032 ،8032
-3أمحد خورشيد وحممد مظهر ناصر" ،النظام القانوين هليئة الزناهة" ،جملة كلية القانون
للعلوم القانونية والسياسية ،جامعة كركوك ،العراق ،اجمللد ،19العدد ،03ص .008
الفرد من قواعد وتشمل الصدق واألمانة وعدم اإلارار باآلخرين وهي عكس
الفساد(.)1
وعرفها "املناوي" على أنه »اكتساب املال من غري مهانة وال ظلم وإنفاقه يف
املصارف احلميدة« .مبعىن طيب املدخل واملصرف وقال أيضا »الزناهة البعد عن
السوء( ،«)2كما عرفها أبو طالب املكي على أهنا »التباعد عن الدناءة
واألوساخ(.«)3
ب -العلم:
العلم لغة :هو نقيض اجلهل ويقال فالن عامل وعالمة أي مبالغة يف وصفه
بالعلم مبعىن عامل جدا.
ويقال علمت الشيء أعلمه علما مبعىن عرفته ،والعاملون هم أصناف
اخللق( .)4كما أن كلمة "العلم" بكسر األول مث سكون الثاين جاءت مصدر ملادة
"علم" اليت معناها املعرفة ،وأما العلم مبعىن الفن فجمعه "العلوم" وتستخدم
كلمة "العلم" للداللة على إدراك الشيء حبقيقته والدراية به أو تلك احلقيقة
املخزونة يف العقل البشري كاليقني بتلك احلقيقة ،عندما استخدم متعديا يف مثل
علم الشيء بعلمه علما فهو مبعىن عرفه(.)5
-1حسن علوان بيعي ،عبد األمري رباط عبد اجلبوري" ،مفاهيم الزناهة وقيمها يف مناهج
اللغة العربية والرياايات يف املرحلة االبتدائية يف العراق لعام ،"8109جملة جامعة بابل
للعوم اإلنسانية ،اجمللد ،89العدد ،8109 ،11ص .8991
-2أيب سعد حممد بن مصطفى اخلادمي ،الربيقة احملمودية يف شرح الطريقة احملمدية،
اجلزء الرابع ،دار الكتاب العاملية ،بريوت ،لبنان ،ص .010
-3أيب طالب املكي ،قوت القلوب يف معاملة احملبوب ووصف طريق املريد إىل مقام التوحيد،
اجلزء الثاين ،درا الكتاب العاملية ،بريوت ،لبنان ،ص .122
-4صاحل علي الصاحل ،أمينة الشيخ سليمان األمحد ،املعجم الصايف يف اللغة العربية ،الرياض،
0110هس ،ص .192
-5حممد الباقر حاج يعقوب" ،التصور اإلسالمي للعلم وأثره يف إدارة املعرفة" ،جملة اإلسالم
يف آسيا ،اجلامعة اإلسالمية ماليزيا ،العدد اخلاص الرابع ،ديسمرب ،8100ص ص .11 ،19
وجاء يف قاموس وبستر اجلديد أنه املعرفة املنشقة اليت تنشأ عن
املالحظة والدراسة والتجريب واليت تتم بغرض حتديد طبيعة أو أسس ما مت
دراسته ،أما قاموس أكسفورد فريى بأن العلم هو اإلدراك الذي يستحصل
بواسطة الدراسة اليت هلا عالقة بنو من أنوا املعرفة(.)1
أما من الناحية االصطالحية فالعلم هو اإلدراك املتعلق أي إدراك الشيء
حبقيقته تصورا كان أو تصديقا ويقينا أو غري يقني.وهو مقدمة للعقل ووسيلة
إليه كما عرفه على أنه انطبا صورة الشيء يف الذهن فقد جاء يف احلديث
الشريف "العلم نور يقذفه اهلل يف قلب من يشاء(.")2
كما عرفه أيب إسحاق بن علي الشريازي على أنه» :معرفة العلوم على ما
هو عليه« أي املعرفة الظاهرة ،أما مشس الدين بن حممد املارديين فعرفه» :على
أنه معرفة املعلوم على ما هو به« أي يف املعرفة حبيث تكون داخل الشيء املراد،
كما عرفه أيب احلسن علي اجلرجاين امللقب بالشريف على أنه»االعتقاد اجلازم
املطابق للواقع« أما ابن عبد الربجعل على أنه» علم الوحي والدين واألدلة
النقلية« ،مث تطور معىن الكلمة لتحل حمل معاين أخرى تتعلق بالرأي وهو
اعتقاد الشيء على ما هو به على سبيل الثقة(.)3
يتضح من التعاريف السابقة أن الزناهة العلمية هي مبثابة مبدأ وقيمة
أخالقية يتوجب توافرها يف كل عمل يقوم به اإلنسان وتتضمن العديد من القيم
الفرعية منها األمانة ،وإذا ربطناها بالبحث العلمي فنعين هبا يف هذه احلالة
األمانة الفكرية واالستقامة العلمية يف استخدام املعلومات ونقلها وتوثيقها
-1ابرادشة فريد" ،البحث العلمي بني النظرية والواقع ،املفاهيم ،العالقات والغايات" ،اآلفاق
للدراسات القانونية ،جامعة العريب تبسي ،العدد الثالث ،8102 ،ص .38
-2حممد غامن حمسني" ،احلث على العلم والتعلم يف السنة املطهرة" ،جملة الرك للفلسفة
واللسانيات والعلوم االجتماعية ،جامعة واسط ،العراق ،اجمللد ،80العدد ،8102 ،80ص .91
-3أمحد هاشم حممد الصاحل" ،مفهوم العلم عند ابن عبد الرب يف جامع بيان العلم" ،جملة
العلوم اإلسالمية ،جامعة تكريت ،العراق ،العدد العاشر ،8108 ،ص ص .818 ،810
ونشرها وإنتاج األحباث وإدارة املشاريع ،ومن تعريفات الزناهة األكادميية أيضا
أهنا مثرة خلصلتني أساسيتني مها األمانة ،وحتمل املسؤولية ،فال يكون الشخص
نزيها إال إذا متسك بالفكر املواوعي املضاد للتحيز واملتجرد من إتبا أهوائه
الشخصية املنحرفة(.)1
فهي بذلك املضمون الذي يعكس معىن اجلودة واملواوعية يف األنشطة
البحثية داخل املؤسسات الوطنية البحثية يف كل نواحيها مما يزر الثقة لدى
املتلقني لتلك البحوث ويبعث الطمأنينة يف األحباث اليت يستند إليها ويتلقون
منها معارفهم ويدعمون هبا أحباثهم ورسائلهم.
ومن مثة يكون الباحث نزيها من الناحية العلمية إذا متسك بقيم الزناهة
العلمية كاملواوعية والشفافية واجلود واإلتقان يف مجيع سلوكياهتم البحثية
بدءا من فكرة البحث مرورا إىل متنه وصوال إىل نتائجه املستنبطة ،ويرى يف
هذا الصدد األستاذ "الدويك" أن الزناهة تتأكد »مبنظومة القيم الالزمة
للحفاظ على املمتلكات واستئصال الفساد وتأصيل جمموعة من القواعد والقيم
كاألمانة والصدق وعدم اإلارار باآلخرين تعزيزا للصاحل العام(.«)2
ولعل هذا ما يتماشى مع ما ذهبت اليه جامعة والية بنسلفانيا احلكومية
يف إطار تعريفها للزناهة العلمية باعتبار أهنا مصطلح يصف إطارا يف القيم
-1إياد أمحد حممد إبراهيم ،دور اجلامعات يف حتقيق الزناهة العلمية ،سجل منتدى الشراكة
اجملتمعية يف جمال البحث العلمي للزناهة العلمية املقام يومي 19و 12ماي ،8109جامعة
حممد بن سعود اإلسالمية ،الطبعة الرابعة ،الرياض 0192 ،هس ،ص .821
-2أمرية عبد السالم زايد ،اجلامعة وقيم الزناهة يف البحث العلمي"رؤية تنموية" ،سجل
منتدى الشراكة اجملتمعية يف جمال البحث العلمي للزناهة العلمية املقام يومي 19و 12ماي
،8109جامعة حممد بن سعود اإلسالمية ،الطبعة الرابعة،الرياض 0192 ،هس ،ص .082
األساسية واملمارسات املهنية اليت تساعد بشكل مجاعي على امان أن تتم مجيع
جوانب العملية البحثية بطريقة موثوقة ودقيقة(.)1
ويف هذا الصدد واع الفقيه "كورمان" لدى تعريف ملصطلح الزناهة
العلمية جمموعة من القيم واملمارسات املتعلقة بالبحث العلمي واألكادميي
الواجب على الباحث العلمي االلتزام هبا لدى إعداده ملختلف حبوثه ودراساته
أبرزها:
-الصدق واألمانة يف البحث وكتابة وتقدمي التقارير البحثية.
-الدقة واإلنصاف يف ذكر مصادر الدعم املايل للمقترحات البحثية.
-الصدق واألمانة يف ذكر املشاركني يف األحباث.
-األمانة والشفافية يف حتكيم البحوث العلمية.
-الكشف عن تضارب املصاحل إذا وجدت.
()2
-االلتزام مببادئ حقوق اإلنسان عند إجراء البحوث .
يتضح مما سبق أن اشتراط الزناهة العلمية يف عضو اجمللس على النحو
املتقدم مسألة يف غاية من األمهية لضمان مصداقية أعماله ،مما دفع بوزارة
التعليم العايل والبحث العلمي إىل الستأكيد على ارورة توفر هذا العنصر يف
متويل عضوية جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة وواعه كأول
الشروط لالخنراط فيه مما يؤهل يف األخري منتسيب هذا اجمللس للفصل يف
خمتلف القضايا والبحوث العلمية وتقرير مدى مصداقيتها وأصالتها.
-1رشود بن حممد اخلريف ،إسهامات جامعة امللك سعود يف تعزيز الزناهة العلمية ،سجل
منتدى الشراكة اجملتمعية يف جمال البحث العلمي للزناهة العلمية املقام يومي 19و 12ماي
،8109جامعة حممد بن سعود اإلسالمية ،الطبعة الرابعة ،الرياض 0192 ،هس ،ص .012
-2املرجع نفسه ،ص .012
-1علي عبد الصمد األسدي وآمال عبد الرمحن عبد الواحد ،مبادئ وأخالقيات الباحث
وأسلوبه يف صيانة البحث العلمي ،حبث مقدم إىل ندوة مجعية املنتدى الوطين ألحباث التعلم
والثقافة بالتعاون مع كلية اآلداب يف جامعة البصرة حتت عنوان اجملاالت األكادميية ودورها
يف ترصني البحث العلمي ،جملة حوليات املنتدى ،جامعة البصرة ،العراق ،اجمللد ،10العدد
الثاين عشر ،أيلول ،8102ص .800
-1عزة عبد العظيم جمد ،تقييم الباحثني األكادميني ملدى االلتزام بأخالقيات البحث العلمي
يف جمال الدراسات اإلعالمية ،الرابط االلكتروين للمقال:
ite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/.pdf .P 07.
-2فوزي غرابية وآخرون" ،أساليب البحث العلمي يف العلوم االجتماعية واإلنسانية" ،جملة
كلية االقتصاد والتجارة ،اجلامعة األردنية ،0322 ،ص .01
-3محزاوي سهى ،االلتزام األخالقي للباحث السبيل لتحقيق جودة ومتيز البحث العلمي ،كتاب
أعمال ملتقى األمانة العلمية ،مركز جيل البحث العلمي ،املنعقد باجلزائر العاصمة يوم
،8102/12/00ص .083
-4فوزي غرايبة وآخرون ،مرجع سابق ،ص .01
ج -اإلنصاف:
على العضو أن يكون منصفا يف تقييمه للتقارير الواردة إىل اجمللس وأن
يقوم بالتثبت من فعل السرقة العلمية باحلجة واألدلة العلمية والوثائق
املواوعة بني يديه للوصول إىل احلقيقة ،حيث يرى"دويك" أن السلوك
األخالقي مرتبط بالعدالة اإلجرائية فاإلنصاف يتجسد خالل اختاذ قرارات
احلامسة والصحيحة ويرتبط عامل اإلنصاف والعدالة بالكرامة اإلنسانية
وغريها من القيم اليت تدعم الزناهة يف كافة جماالت احلياة واليت جيب على
هذا العضو أن يتحلى هبا طيلة عضوية هذا اجمللس(.)1
د -الحيادية:
أي أن ال يكون عضو اجمللس منحازا ألي طرف من األطراف أو جهة معينة
مهما كان نوعها أو وزهنا أثناء مباشرة مهامه املوكلة إليه يف إطار فرض رقابة
على مواو السرقة العلمية ،فال يقوم بتغيري نتائج ما توصل إليه أثناء
للتحقيق أو تعديلها من أجل طمس احلقيقة أو الوصول إىل نتائج تراي الطرف
الطاعن الذي يدعي وجود سرقة علمية أو املطعون اده املتهم بتسبب يف
السرقة العلمية(.)2
-9السيرة األكاديمية والعلمية للباحث:
ويقصد هبا ما حيمله العضو من مؤهالت علمية وخربة أكادميية تؤهله
لتبوء منصب يف جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة ،كالرسائل
واملذكرات اليت أجنزها ،واألحباث اليت قام بنشرها يف خمتلف اجملالت العلمية
وكذا املؤمترات وامللتقيات اليت شارك فيها ،وخمتلف املنح اليت حتصل عليها
واجلوائز واأللقاب اليت حتصل عليها طيلة مسريته العلمية فكلها تعترب مبثابة
سرية أكادميية للباحث ترشحه ألن يكون من بني أعضاء اجمللس.
باملؤسسة بناء على اقتراح جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية احملدث وفقا
للمرسوم التنفيذي .)1(021/11
المحور الثاني :االطار الوظيفي واالجرائي
لمجلس آداب وأخالقيات المهنة الجامعية للمؤسسة
ال ميكن أن يتحرك جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة من
تلقاء نفسه يف التصدي لظاهرة السرقة العلمية ،إمنا يتدخل بناء على إخطار
يصل إىل مسئول وحدة التعليم والبحث يتضمن وقو سرقة علمية ارتكباها أحد
الطلبة ،أو أستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي والباحث الدائم على أن يقوم هذا
األخري بإحالة هذا اإلخطار إىل جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية
للمؤسسة للفصل فيه ،ليأيت دور اجمللس فيما بعد للقيام بعملية التحقيق
والتحري يف املواو متهيدا إلعداد التقرير النهائي بشأن الفصل يف هذا
اإلخطار تبعا لصفة مرتكب السرقة العلمية إن كان طالبا أو أساتذا باحثا.
أوال -آلية إخطار المجلس:
يتصدى جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة بناء على
إخطار وارد إليه من طرف األشخاص ،حيث مل يقتصر منطوق القرار 399على
أصحاب املصلحة املباشرة للمادة حمل السرقة العلمية ،وإمنا وسع من دائرة
ممارسة هذا اإلخطار لكل شخص تبني له وجود حالة سرقة علمية مست إحدى
املؤلفات العلمية مهما كان نوعها أو طبيعتها لذا سنحاول ابراز ملفهوم هذا
اإلخطار لنصل بعدها إىل صاحب احلق يف ممارسة هذا اإلخطار ومضمونه.
-0مفهوم اإلخطار:
أ -اإلخطار لغة:
اإلخطار من فعل أخطر خيطر إخطارا ،فهو خمطر واملفعول خمطر للتعدي،
ومصدره أخطر.
1
- Alison wry and Aillen bloomer; Projection in linguistics and language studies A
particle guide to researching language, rout ledge taylon Francis group, London and
new York, 3ed edition, P 247.
2
- Bernard Pochet, Comprendre et maitriser la littérature scientifique, Les presses
agronomiques de Gembloux, Belgique, 2018. P 147.
-3املادة 9من قرار الوزاري ،399مصدر سابق.
-1املادة األوىل من ميثاق مكافحة انتحال للملكية الفكرية العلمية يف جامعة احلسن األول،
املوافق عليه من طرف جملس جامعة بتاريخ 00ماي ،8109ص .0
ويف كلتا احلالتني جيب إخطار اللجنة اإلدارية املتساوية األعضاء كتابيا
بأمساء األشخاص الذين خيتارهم للدفا أو متثيله قبل انعقاده بثالثة()19
أيام ،ويتعني على اللجنة أن تسجل يف حمضر االستما الوقائع املنسوبة للطرف
املتهم كما هي حمددة يف تقرير جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية
للمؤسسة إاافة ملالحظات ودفو املتهم أو دفاعه ،على أن يبلغ الطرف املعين
بالقرار املتضمن العقوبة التأديبية يف أجل ال يتعدى مثانية( )12أيام ابتداء من
تاريخ القرار وحيفظ يف ملفه اإلداري ،وميكن له الطعن يف هذه احلالة يف القرار
الذي اختذته اللجنة أمام جلنة الطعن املختصة وفقا للشروط واآلجال
املنصوص عليها يف القوانني املعمول هبا يف هذا الشأن(.)1
خاتمة:
عمدت وزارة التعليم العايل والبحث العلمي على إثر القرار الوزاري رقم
399إىل إنشاء جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة املكلف بالتثبت
والفصل يف حاالت السرقة العلمية وهذا عرب آلية التصفية للتأكد من وجودها
قبل إحالة أطرافها إىل اجملالس التأديبية وتسليط العقوبة عليهم ،غري أنه
يؤخذ على هذا القرار عدم واوحه ودقته يف بعض املوااع مما يستوجب
تداركها نذكر منها:
-ما يسجل على هذا القرار تقييده عمل اجمللس بضرورة وجود سرقة
علمية من أجل مباشرة مهامه ،فكان من باب األوىل ترك احلرية هلذا اجمللس
للتحرك التلقائي مىت تبني ألعضائه حالة وجود سرقة علمية أن يتأكد منها
ويتخذ اإلجراءات القانونية الالزمة.
-رغم أن القرار 399اشترط معايري مهمة على غرار الزناهة احليادية
واملواوعية لتويل عضوية اجمللس ،اال أنه ركز يف املقابل على أسلوب التعيني،
بدل أسلوب االنتخاب من طرف مؤسسات التعليم العايل ،ورمبا قد يكون من شأن
ذلك التأثري على استقاللية ومصداقيته وعمل هذا اجمللس.
-عدم متديد مدة عضوية أعضاء اجمللس ألنه هذه األخرية من شأهنا
السماح ألعضاء اجمللس بالقيام مبهمتهم على أكمل وجه ،فمعرفة العضو أنه
واليته يف اجمللس تقتصر على عهدة واحدة جتعل هذا العضو ميارس مهمته دون
اخلوف من التعرض لضغوطات أو مزايدات مبنعه من العضوية لوالية ثانية إن
مل ينفذ رغبات أو قرارات جهة معينة تريد التأثري على عمل أعضاء هذا
اجمللس.
-مل حيدد القرار 399تاريخ بدء وانتهاء انعقاد اجمللس للتصدي للفصل
يف ما يرده من إخطارات ،بل ترك الباب مفتوحا للمجلس ليجتمع يف أي وقت
يشاء.
ومن أجل سري احلسن هلذا اجمللس يتعني على القرار الوزاري أن يتدارك
بعض النقاط التالية:
-حتديد احلد األدىن لألعضاء الواجب توفرهم من أجل صحة
اجتماعات هذا اجمللس من خالل اشتراط حضور أغلبية ( )9/8الجناز تقريره
النهائي باثبات السرقة العلمية من عدمها.
-هنيب باملنظم أن حيدد دورات منتظمة للمجلس تسمح بتحضري جدول
أعمال للنظر يف اإلخطارات الواردة إليه.
-هنيب باملنظم أن يتبىن أسلوب االنتخاب لاللتحاق بعضوية اجمللس ملا
يوفره هذا األخري من ميزة االستقاللية واحليادية.
قائمة المصادر والمراجع:
أوال – القرارات:
-10القرار رقم 399املؤرخ يف 8جويلية 8102واحملدد للقواعد املتعلقة بالوقاية من
السرقة العلمية ومكافحتها.
- 802 -
8102 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
amna_bouzina@yahoo.fr
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملخص:
سعى اجملتمع الدويل جاهدا إىل التصدي لظاهرة السرقات العلمية،
واجلزائر كباقي الدول تعاين هي األخرى من هذه الظاهرة ،مما أوجب على
املشرع التعامل معها والتصدي هلا ،فأنشأ جملس أخالقيات املهنة مبوجب القانون
رقم 10-33املؤرخ يف 10أفريل 0333واملتعلق باقتراح تدابري بشأن اآلداب
واألخالقيات اجلامعية ،غري أنه شهدت اجلامعات اجلزائري يف السنوات األخرية
إنتشار كبري لتلك الظاهرة مما حتم على الوزارة الوصية إختاذ جمموعة من
اآلليات للحد من السرقة العلمية والوقاية منها ولعل أمهها صدور القرار رقم
399املؤرخ يف 82جويلية ،8102الذي حيدد القواعد املتعلقة بالوقاية من
السرقات العلمية ومكافحتها ،وعلى هذا األساس تسعى هذه الورقة البحثية
لتسليط الضوء على واقع أخالقيات البحث العلمي يف ظل شيوع استخدام
التكنولوجيا الرقمية ،وآليات ووسائل محاية أخالقيات البحث العلمي،
والتحديات اليت تواجهها.
الكلمات المفتاحية :األمانة العلمية ،الزناهة األكادميية ،السرقات العلمية،
القرار رقم .399
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة:
األصل يف اجلامعة أنّها مؤسسة تعليمية تعىن أساسا بتشكيل العقول ونشر
املعرفة وختـريج كـوادر متميزة يف التخصصات املطلوبة للمجتمع ،واألكيد أنّ
ذلك لن يتحقق إالّ تزامنا مع توافر بيئة أخالقية تتميز بوعي األساتذة
ملسئولياهتم األخالقية وانسجام سلوكيات أعضائها مع األخالق ،فال مراء يف أنّ
مهنة التدريس هي رسالة مقدّسة وقدسيتها تكمن يف األمانة املوضوعية ،وملّا كان
األستاذ اجلامعي هو األمنوذج األخالقي الذي حيتذي به الطالب؛ فمن هنا
يتوجب على األستاذ اجلامعي أن يتبع معايري سلوكية يتعيّن عليه أن يتحلّى هبا
ويستخدمها كمرجع أساسي لريشد سلوكه أثناء أداء وظيفته ،لتغدو فيما بعد
جزءاً تلقائياً مكوناً لشخصيته املهنية وهو ما يصطلح عليه بـ :أخالقيات مهنة
التدريس ،ذلك ألنّ األخالق تندرج يف كل جمال ومهنة وأنّ لكلّ جمال أخالقه
ولكل مهنة أخالقها ،ذلك أنه ال ميكن الزّعم أنّ اجلامعة قد جنحت يف ختريج
كوادر يف حني أنّ سلوكياهتا وسلوكيات أعضائها غري متماشية البتة مع أخالق.
ومن اجلدير بالذكر ،أن الزناهة األكادميية منظومة أخالقية لألساتذة
والطلبة ومجيع العاملني يف املؤسسات املدنية تنظم حياهتم ومتدهم بأصول
ومبادئ تضبط سلوكياهتم ،ال قيمة للحياة الدميقراطية من غري معايري أخالقية
تسود اجملتمع وتصون احلقوق الفردية كما حتمي الصاحل العام ،ومن هنا ،ينبغي
نشر ثقافة األمانة األكادميية يف الوسط التعليمي بكافة الوسائل املتاحة
ملكافحة الفساد وإلقامة موازين العدالة الكفيلة بضمان حقوق الناس ورعاية
مصاحلهم ،ويندرج حتت باب الزناهة األكادميية موضوعات كثرية أمهها مواجهة
الغش يف االختبارات ،وسرقة األحباث ،وتقدمي مشاريع دراسية ليست من إنتاج
الطلبة ،والتحايل على القوانني.
ويف إطار تطوير التعليم اجلامعي ،وطبقا ملا أتاحته التكنولوجيا الرقمية
من فرص لترقية البحث العلمي والنهوض به ،بفعل ما أتاحته من فرص
التواصل واالتصال بني اجلامعات ،ومراكز البحث ،ومراكز التفكري ،والباحثني،
ويف هذا الصدد التجأت الكثري من الدول ،واجلزائر كباقي الدول تعاين
هي األخرى من ظاهرة السرقة العلمية ،أو ما يُدعى حسب "حممد عودة" بــ:
"غسيل األحباث" ،حيث عمل املشرع اجلزائري على إنشاء جملس أخالقيات املهنة
مبوجب القانون رقم 10-33املؤرخ يف 10أفريل 0333واملتعلق باقتراح تدابري
بشأن اآلداب واألخالقيات اجلامعية ،غري أنه شهدت اجلامعات اجلزائري يف
السنوات األخرية إنتشار كبري لتلك الظاهرة مما حتم على الوزارة الوصية إختاذ
جمموعة من اآلليات للحد من السرقة العلمية والوقاية منها ولعل أمهها صدور
القرار رقم 399املؤرخ يف 82جويلية ،8102الذي حيدد القواعد املتعلقة
بالوقاية من السرقات العلمية ومكافحتها ،من خالل جمموعة من اإلجراءات
والتشريعات القانونية اليت حتاول فحص خمتلف السرقات يف رسائل املاجستري
والدكتوراه واملقاالت والبحوث العلمية هتدف إىل مواجهة جرائم عدم األمانة
العلمية.
يُضاف إىل ذلك اعتمادها على تطبيقات الكترونية متثل دليل ومرجع
يستهدي به خمتلف املختصني والباحثني ملعرفة أبرز السرقات العلمية خاصة يف
ظل زيادة احترافيتها وتعقدها واستمالة الكثري من الباحثني إليها الختصار
الوقت وسرقة أعمال اآلخرين لصنع اسم هلم على حساب املؤلف األصلي.
لكن مع ذلك ،تفشت ظاهرة السرقات العلمية بشكل كبري وال متناهي ومل
تقف عند حدود ،بل وصلت حىت إىل األحباث العلمية املتطورة والدقيقة ،وإن
اختلفت األفعال ،فالنتيجة واحدة وهي السرقة العلمية ،وهبذا سعى اجملتمع
الدويل جاهدا إىل التصدي إىل هذه الظاهرة وإحكامها يف إطارا قانوين.
انطالقا مما سبق ،نتساءل ما هي آليات الوقاية من السرقة العلمية على
ضوء القرار رقم 399املؤرخ يف 82جويلية 8102؟ ،وما هي منها وما هي
العقوبات والتدابري املنصوص عليها ضمن نصوصه؟ ،وما هي األدوار اليت متارسها
املؤسسة اجلامعية حملاربة ظاهرة السرقة العلمية؟
ومبا أن طبيعة املوضوع هي اليت حتدد نوع املنهج املستخدم فقد اعتمدنا
يف دراستنا على املنهج الوصفي يف استطالع واقع أخالقيات البحث العلمي يف
الوسط اجلامعي باعتباره يعتمد على دراسة الواقع ،كما اعتمدنا على املنهج
التحليلي قصد حتليل الظاهرة مبا تضمنه ميثاق أخالقيات املهنة وكذا القرار
رقم 399املؤرخ يف 82جويلية 8102والذي حيدد القواعد املتعلقة بالوقاية
من السرقة العلمية ومكافحتها.
لإلجابة على هذه التساؤالت مت تقسيم هذه الدراسة اليت اعتمدت على
املنهج الوصفي إىل ثالثة حماور رئيسية تتمثل يف ما يأيت:
-املبحث األول :قواعد الزناهة األكادميية والضوابط األخالقية للبحث العلمي
-املبحث الثاين :دراسة حتليلية للقرار الوزاري رقم 399املتعلق بالسرقات
العلمية
-املبحث الثالث :آليات الوقاية من السرقة العلمية على ضوء أحكام يف القرار
رقم .399
المبحث األول :قواعد النزاهة
األكاديمية والضوابط األخالقية للبحث العلمي
يشري الدكتور بدر ملك يف ورقة حبثية بعنوان "الزناهة اجملتمعية ...رؤية
أم غاية؟" إىل أن الزناهة األكادميية منظومة أخالقية لألساتذة والطلبة
ومجيع العاملني يف املؤسسات املدنية تنظم حياهتم ومتدهم بأصول ومبادئ
تضبط سلوكياهتم ،ويندرج حتت باب الزناهة األكادميية موضوعات كثرية أمهها
مواجهة الغش يف االختبارات ،وسرقة األحباث ،وتقدمي مشاريع دراسية ليست
من إنتاج الطلبة ،والتحايل على القوانني ،وعليه فكل ما ينتهك حقوق الغري
ويساهم يف تقدمي معلومات مضللة أو مشاريع غري أمينة هو انتهاك صارخ للزناهة
األكادميية.
()1
هيام حايك ،الزناهة األكادميية يف بيئات التعلم االفتراضي ،مدونة أكادميية نسيج،
،88 :02منشورة على املوقع التايلhttp://blog.naseej.com: ،06/12/2015ساعة االطالع:
()1
عبد الفتاح ماضي ،الزناهة األكادميية ،السبت 82 ،رجب 88 - 0092نيسان /أبريل
8102الثالثاء 01 ،نيسان /أبريل ،8108مت االطالع على الساعة ،11:03منشور على املوقع
http://www.abdelfattahmady.net/component/content/article/178.html التايل:
-التلفيق والتزوير :إقدام الطالب على تغيري املعلومات املتاحة له أو تلفيقها يف
اختبار /واجب أكادميي ،أو إبرازه لشهادة طبية مزوّرة من أجل التغيب عن
احلضور.
-انتحال شخصية الغير :ادعاء الطالب صفة غريه داخل الصف ،أو يف اختبار أو
امتحان ،أو يف أي نوع من الواجبات األكادميية ،ويف هذه احلالة ،تتم معاقبة
الطالب املنتحل شخصية غريه ،والطالب الدافع على االنتحال(.)1
-الحصول على ميزة دون وجه حق:
أ .التمكن من الوصول إىل مواد االمتحانات أو إتاحة الوصول إليها قبل املوعد
احملدد لذلك من قِبَل احملاضر؛
ب .سرقة أو تشويه أو تدمري مواد من املكتبة أو مواد حبثية مما ينتج عنه
حرمان اآلخرين من استخدامها؛
ج .التعاون دون تصريح إلجناز تكليف أو واجب أكادميي؛
د .االحتفاظ مبواد امتحان سبق عقده أو حيازهتا أو تداوهلا دون إذن من
احملاضر؛
ه .تعطيل العمل األكادميي لطالب آخر أو التدخل فيه؛
و .االشتراك يف أي نشاط بغرض احلصول على ميزة دون وجه حق عن طالب
آخر يف نفس الدورة الدراسية؛
ز .تقدمي رشوة للعاملني باجلامعة أو أي موظف هبا إلحداث تغيري بالدرجات ،أو
للحصول على ميزة دون وجه حق عن الطلبة اآلخرين"(.)2
)(1
http://www.zu.ac.ae/main/ar/Student_Affairs/Academic_Integrity/forms_academic_Di
shonesty.asp
()2
اجلامعة األمريكية ببريوت (8119م) ،الزناهة األكادمييـة :أمر يهمنا ،املبادئ واألصول
األكادميية :معتمد من جملس اجلامعة األمريكية بالقاهرة ،أكتوبر .8119
فإذا مل يتمكن الباحث من احلصول على املصدر األم فعند اإلشارة يف
اهلامش يذكر عبارة (نقال عن) أو (مذكور لدى) وحينئذ يكون الكاتب قد التزم
باألمانة العلمية.1
المبحث الثاني :دراسة تحليلية للقرار
الوزاري رقم 399المتعلق بالسرقات العلمية
تعترب السرقة العلمية من أكثر االنتهاكات املنافية للبحث العلمي واألكثر
انتشارا يف اجلامعة ،واليت متس من جهة بأخالقيات البحث العلمي ومن جهة
أخرى حبقوق املؤلف وامللكية ،قبل الشروع يف حتليل موضوعنا وجب علينا أوالً
ضبط أبرز مفاهيم الدراسة ،وحتديدها بدقة حىت نتمكن من توظيفها توظيفا
صحيحا باعتبارها املوجه واملرشد لبقية العناصر ،وبالتايل فإن ذلك يساعدنا
على الوصول إىل نتائج دقيقة ،ومن هذا املنطلق وجب علينا التعرف على كل من
مفهومي السرقة العلمية واألمانة العلمية حىت يتسىن لنا فهمهما وتوظيفهما
بشكل صحيح يف أبرز مضامني الدراسة.
ويف هذا اإلطار تعيش اجلامعة اجلزائرية على واقع مجلة من الفضائح
املتعلقة بالسرقات العلمية واليت أضحت تتميز بوترية تصاعدية وخاصة يف ظل
التطور التكنولوجي والرقمي والذي ساعد يف تسليط الضوء عليها والكشف عن
مرتكبيها ،سواء كانوا طلبة جامعيني أو حىت أساتذة وباحثني ،وهو ما سنوضحه
فيما يلي:
المطلب األول :السرقة العلمية والمفاهيم المرتبطة بها
يقصد بالسرقة العلمية اختالس ألفكار الغري وذلك من خالل النقل الغري
األمني أو النقل احلريف أو التقليد دون اإلشارة إىل صاحبها األصلي ،واآلن تعاين
()1
زرارقة ،فريوز وآخرون" .يف منهجية البحث االجتماعي" .ط .0قسنطينة ،اجلزائر:
منشورات مكتبة اقرأ ،8112 .ص ص .020-029
()1
طه عيساين ،املمارسات األكادميية الصحيحة وأساليب جتنب السرقة العلمية ،مداخلة
مبلتقى تثمني أدبيات البحث العلمي ،منشور بسلسلة أعمال املؤمترات ،مركز جيل البحث،
،8100ص .092
()2
هيفاء مشعل احلريب وميساء النشمي احلريب ،برجميات كشف السرقة العلمية ،جامعة
طيبة ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،8100/8100 ،ص .3
()3
عماد عيسى صاحل وأماين حممد السيد ،دور املكتبات االكادميية يف منع السرقات العلمية
واكتشافها ،دراسة استكشافية خلدمات املكتبات وبرجميات كشف االنتحال ،ص .0
( )1عمادة التقومي واجلودة ،السرقة العلمية :ما هي وكيف أجتنبها؟ ،سلسلة التعلم والتعليم يف
اجلامعة ،جامعة اإلمام حممد بن سعود االسالمية ،8108 ،ص .2
( )2نواف كنعان ،حق املؤلف ،مكتبة دار الثقافة ،األردن ،ط ،8110 ،0ص .010
()3
جامعة هريوت وات ،دليل الطالب لتجنب االنتحال (السرقة األدبية) ،8110 ،ص ،0
منشور على املوقع التايل:
www.hw.ac.uk/students/doc/plagiarismguidearabic.pdf
()1
سلسلة دعم التعلم والتعليم يف اجلامعة ،السرقة العلمية ،تصدر عن جامعة اإلمام حممد
بن سعود اإلسالمية ،اجلزء ( )2اململكة العربية السعودية0099 ،ه ،ص .12
()2
أمحد بن حيي اجلبيلي ،السرقة العلمية ما هي؟ وكيف جتنبها؟ ،سلسلة دعم التعلم
والتعليم يف اجلامعة ،جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية ،السعودية0090 ،ه ،ص .2
()3
الدكتور عبد اهلل بوجرادة ،مداخلة بعنوان أخالقيات البحث العلمي والسرقة العلمية،
جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،سنة ،8102-8102ص .02
تقدمي العمل على انه جديد أو أصيل يف الوقت الذي هو مشتق بناءا على عمل
()1
سابق".
تعد السرقة العلمية يف أبسط معانيها ،هي استخدام غري معترف به ألفكار
وأعمال اآلخرين ،حيدث بقصد ،أو بغري قصد ،وسواء أكانت السرقة مقصودة أو
غري مقصودة ،فهي متثل انتهاكاً أكادميياً خطرياً ،لذا جيب أن تسعى املؤسسات
العلمية الكربى بكل السبل جملاهبتها ،وتقتضي هذه اجملاهبة تفعيل التمسك
مبجموعة سلوكيات حبثية يف أثناء العمل ،فعلى سبيل املثال عند اقتباس كلمات
اآلخرين جيب وضعها بني عالميت تنصيص ،وتسجيل كافة بيانات املصدر يف ذات
الصفحة ،أو يف هناية البحث حسب ما يقتضيه منهج الباحث ،وتسجيل املصدر
بكامل بياناته ضمن ثبت املصادر واملراجع ،والتوثيق الدقيق هذا ليس وقفاً على
الكلمات ،بل ضرورة حتمية عند اقتباس أفكار اآلخرين ،حىت ولو مت إعادة
صياغتها يف أسلوب جديد(.)2
السرقة العلمية مفهوم شامل يعين السطو على أفكار اآلخرين املنشورة يف
حبوث أو مقاالت أو دراسات ذات قيمة علمية ،مبا يف ذلك االنتحال
( )Plagiarismأو الغش( )Cheatingأو القرصنة ( )Piracyأي السطو على اإلنتاج
الفكري لآلخرين ونشره دون اإلشارة إىل املصدر األصلي مبا خيالف قواعد النقل
واالقتباس الذي يعد حقا مشروعا للجميع(.)3
وتكون السرقة العلمية إما شاملة أو جزئية أو تكون سرقات من خالل
الترمجة ،فالسرقة الشاملة هي النقل الكلي للمصنف ونسبته إىل الناقل ،أما
( )1رصانة اجملالت والنشر العلمي ،جمموعة مؤلفني ،وزارة التعليم العايل والبحث العلمي،
العراق.8100 ،
( )2االقتباس العلمي :األنواع ،الضوابط والشروط ،ص ،9منشؤر على الرابط التايل:
https:www.ut.edu.sa
( )3مها أمحد ابراهيم حممد ،ب ت ،السرقات العلمية وسيلة خطرية النتهاك امللكية الذهنية
كيف تتجنبها ،كلية اآلداب ،جامعة بين سويف ،ص .00
السرقة اجلزئية فهي إختالس أجزاء من مصنف سابق دون نسبتها إىل صاحبها
ويعد هذا النوع األكثر شيوعا لصعوبة إكتشافه يف أكثر األحيان ،ألن من ميارسه
جيد سهولة يف التمويه عليه ضمن ثنايا ما يكتبه ،كما أن هناك إعتقاد خاطئ
لدى الكثري من الباحثني أن كثرة اإلشارة إىل املرجع املقتبس منه يطعن يف
قدرهتم العلمية وهذا خطأ الن كثرة االقتباسات تدل على جهدهم وأمانتهم
العلمية.
أما السرقة عن طريق الترمجة تتمثل يف قيام السارق بترمجة املصنف
األصلي دون احلصول على إذن من صاحب املؤلف املترجم،وجتدر اإلشارة إىل أن
هناك عدة عوامل ساعدت على إنتشار هذا النوع من السرقات العلمية يف اآلونة
األخرية منها سهولة السفر إىل اخلارج لإلطالع والدراسة مع ما كان عليه احلال
()1
وأيضا سهولة الولوج إىل االنترنت يف املاضي باإلضافة إىل إتقان اللغات
واحلصول على املراجع األجنبية.
تعد السرقة العلمية يف أبسط معانيها ،هي استخدام غري معترف به ألفكار
وأعمال اآلخرين ،حيدث بقصد ،أو بغري قصد ،وسواء أكانت السرقة مقصودة أو
غري مقصودة ،فهي متثل انتهاكاً أكادميياً خطرياً ،لذا جيب أن تسعى املؤسسات
العلمية الكربى بكل السبل جملاهبتها ،وتقتضي هذه اجملاهبة تفعيل التمسك
مبجموعة سلوكيات حبثية يف أثناء العمل ،فعلى سبيل املثال عند اقتباس كلمات
اآلخرين جيب وضعها بني عالميت تنصيص ،وتسجيل كافة بيانات املصدر يف ذات
الصفحة ،أو يف هناية البحث حسب ما يقتضيه منهج الباحث ،وتسجيل املصدر
بكامل بياناته ضمن ثبت املصادر واملراجع ،والتوثيق الدقيق هذا ليس وقفاً على
الكلمات ،بل ضرورة حتمية عند اقتباس أفكار اآلخرين ،حىت ولو مت إعادة
()2
صياغتها يف أسلوب جديد.
وعموماً ،فإن السرقة العلمية تُعرب على عندما يقوم كاتب أو باحث متعمداً
باستخدام كلمات أو أفكار أو معلومات خاصة مبفكر أو مبؤلف آخر دون ذكر هذا
الشخص أو مصدر هذه الكلمات أو املعلومات ،ويُنسبها إىل نفسه ،وهذا التعريف
ينطبق على الكتابات املنشورة ورقياً أو الكترونيا ،أو اخلاصة ،ومن أكثر أسباب
اللجوء إىل السرقة العلمية :قصر الوقت وتأجيل إجناز املهام إىل أن حيل
املوعد النهائي لتسليم البحث ،أو صعوبة البحث املطلوب ،أو اعتياد الطالب القيام
هبذا العمل أو عدم وضوج مفهوم السرقة العلمية والطريقة الصحيحة الستشهاد
واالقتباس ( )Citationمن املراجع.8
سنتوقف يف هذا اجلزء عند أهم املواد الواردة هبذا القرار واليت حددت
مفهوم السرقة العلمية أنواعها والعقوبات اليت يتعرض هلا الباحث ،وذلك من
باب التحسيس والتوعية اليت أكد عليها هذا القرار.
الفرع الثاني :السرقة العلمية بموجب القرار 399الصادر في 82
جويلية 8102
ويف إطار مكافحة السرقات العلمية يف اجلامعة اجلزائرية واليت تعيق
والنهوض بالبحث العلمي فيها ،أصدر املشرع اجلزائري يف 81جويلية 8102
قرار وزاري رقم 933احملدد للقواعد املتعلقة بالسرقة العلمية والوقاية منها (،)1
حيث يعد أول إطار قانوين وضع تعريف دقيق للسرقة العلمية ووضع احلاالت
اليت تدخل يف إطارها وذلك مبوجب املادة 9من هذا القرار ،حيث عرفت السرقة
العلمية على النحو التايل":كل عمل يقوم به الطالب أو األستاذ الباحث أو
األستاذ االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم أو كل من يشارك يف عمل ثابت
()1
صربينة سليماين ،كلمة حتسيسية مبخاطر السرقات العلمية ،مداخلة خالل امللتقى
الوطين ملركز جيل البحث العلمي حول تقنيات التعليم احلديثة املنظم باملكتبة الوطنية
اجلزائرية ،يوم 81ديسمرب .8102
صياغة الكالم املقتبس ،لكن ذالك ال مينع ذكر املصادر األصلية املقتبس منها ،مع
اإلشارة إىل تغيري الصياغة.
-9السرقة العلمية لألسلوب:
املقصود هبا إتباع نفس طريقة كتابة املقالة األصلية مجلة جبملة
ومقطعا مبقطع ،فهذه سرقة علمية ،مع أن املكتوب ال يتطابق مع الوارد يف النص
األصلي ،وال مع طريقة ترتيبه ،هي سرقة للتفكري املنطقي الذي اتبعه املؤلف
األصلي يف هندسة عمله.
-0السرقة العلمية باستخدام االستعارة:
تستخدم االستعارة إما لزيادة وضوح الفكرة ،أو لتقدمي شرح يلمس حس
القارئ ومشاعره بطريقة أفضل من الوصف الصريح املباشر للعنصر أو العملية،
لذا فاالستعارة وسيلة من الوسائل املهمة اليت يعتمد عليها املؤلف يف توصيل
فكرته ،وحيق له إذا مل يستطع صياغة استعارة خاص هبه اقتباس االستعارات
الواردة يف كتابات اآلخرين شريطة رد مرجعيتها ألصحاهبا األصليني.
-0السرقة العلمية لألفكار:
يف حال االستعانة بفكرة أبدعها باحث ما أو مقترح قدمه حلل مشكلة ما
جيب نسبتهما له بوضوح ،وال جيب اخللط هنا بني األفكار واملفاهيم اخلاصة،
()1
وبني مسلمات املعرفة اليت ال حيتاج الباحث إىل نسبتها ألي أحد.
-2استخدام براهين أو أساليب منطقية دون توثيق مصدرها:
استخدام الرسوم ،واألشكال التوضيحية ،واخلرائط واإلحصاءات،
والصور ،وغريها دون توثيقها التوثيق الكامل.
()1
هيفاء مشعل احلريب وميساء النمشي احلريب" ،برجميات كشف السرقة العلمية دراسة
وصفيه حتليلية" .كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،قسم املعلومات ومصادر التعلم ،إشراف:
الدكتورة بدوية البسيوين .)8100/8100( .ص ص .00-09
.2الترمجة من إحدى اللغات إىل اللغة اليت يستعملها الطالب أو األستاذ الباحث
أو األستاذ أالستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم بصفة كلية أو جزئية دون
ذكر املترجم واملصدر.
.2نشر نص أو مقال أو مطبوعة أو تقرير أجنز من طرف هيئة أو مؤسسة
واعتباره عمال شخصيا.
.2قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث
الدائم أو أي شخص أخر بإدراج إمسه يف حبث أو أي عمل علمي دون املشاركة يف
أعداده.
.3قيام الباحث الرئيسي بإدراج إسم باحث آخر مل يشارك يف إجناز العمل بإذنه
أو دون إذنه بغرض املساعدة على نشر العمل استنادا لسمعته العلمية.
.01استعمال األستاذ الباحث أو األستاذ االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم
أو أي شخص آخر أعمال الطلبة ومذكراهتم كمداخالت يف امللتقيات الوطنية
والدولية أو لنشر مقاالت علمية باجملالت والدوريات.
.00إدراج أمساء خرباء وحمكمني كأعضاء يف اللجان العلمية للملتقيات الوطنية
أو الدولية أو يف اجملالت والدوريات من أجل كسب املصداقية دون علم وموافقة
وتعهد كتايب من قبل أصحاهبا أو دون مشاركتهم الفعلية يف أعماهلم.
قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث .08
الدائم أو أي شخص آخر بتكليف الطلبة أو أطراف أخرى باجناز أعمال علمية
من أجل تبنيها يف مشروع حبث أو اجناز كتاب علمي أو مطبوعة بيداغوجية أو
تقرير علمي (.)1
()1
أنظر :القرار الوزاري رقم 399املؤرخ يف 81جويلية 8102حيدد القواعد املتعلقة
بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها.
دكتوراه وأخرى ماجستري حبجة أهنا منقولة عن أعمال أخرى ،وإقصاء أصحاهبا
2
من التسجيل يف طور ما بعد التدرج وإحالتهم على اجمللس التأدييب للجامعة.
والسرقة اليت شهدهتا جامعة اجلزائر -0-واليت مفادها تعرض وزير
اخلارجية املغريب السابق "سعد الدين العثماين" لسرقة أدبية كان صاحبها
أستاذ جبامعة الشلف ،والذي قام بنسخ كتاب للوزير واملعنون ب" :تصرفات
الرسول صلى اهلل عليه وسلم باإلمامة" ،حيث قام بنشرها يف جملة اجلامعة دون
ذكر صاحب الكتاب ،وهو ما يظهر يف االعتذار الذي قدمته جامعة اجلزائر-0-
املبني يف األسفل.
تدابري التحسيس والتوعية من الفصل الثالث الذي بعنوان تدابري الوقاية من
()1
ولقد وضع املشرع اجلزائري وفقا للقرار الوزاري رقم399 السرقة العلمية،
بتاريخ 82جويلية ،8102وحسب مواده من 10إىل 00آليات وأساليب ملكافحة
السرقة العلمية والوقاية منها ،وخاصة بعد انتشارها بني أوساط الطلبة
اجلامعيني واألساتذة الباحثني ،وتتمثل هذه األخرية فيما يلي:
-0التحسيس والتوعية بخطورة الظاهرة:
نصت عليه املادة 10من القرار الوزاري رقم 399الصادر بتاريخ 82
جويلية ،8102وذلك من خالل:
تنظيم دورات تدريبية لفائدة الطلبة واألساتذة والباحثني حول قواعد
البحث العلمي وكيفية.
جتنب السرقات العلمية وإعداد أدلّة إعالمية تدعيمية لذلك.
تنظيم ندوات وأيام دراسية لفائدة الطلبة واألساتذة الذين حيضرون
أطروحات الدكتوراه.
إدراج مقياس أخالقيات البحث العلمي والتوثيق يف كل أطوار التكوين العايل.
إدراج عبارة التعهد بااللتزام بالزناهة العلمية والتأكيد على اإلجراءات
القانونية يف حالة ثبوت السرقة العلمية.
تنظيم دورات تدريبية لفائدة الطلبة واألساتذة الباحثني والباحثني
الدائمني حول قواعد التوثيق العلمي وكيفية جتنب السرقات العلمية.
تنظيم ندوات وأيام دراسية لفائدة الطلبة واألساتذة الباحثني والباحثني
الدائمني الذين حيضرون أطروحات الدكتوراه.
إدراج مقياس أخالقيات البحث العلمي والتوثيق يف كل أطوار التكوين العايل.
إعداد أدلة إعالمية تدعيميه حول مناهج التوثيق وجتنب السرقات العلمية
يف البحث العلمي.
( )1املادة 0من القرار الوزاري رقم 399املؤرخ بتاريخ 82جويلية .8102
( )1أنظر :املادة 10من القرار الوزاري رقم 399املؤرخ يف 82جويلية .8102
( )2املرجع نفسه.
( )1هيفاء مشعل احلريب وميساء النشمي احلريب ،املرجع السابق ،ص .02
وباعتبار أن هذه الربجميات تعتمد على قواعد بيانات باملصدر ،جند أهنا
تعاين من نقطيت ضعف ومها(:)1
األوىل :أن إعادة صياغة بعض اجلمل وإعادة ترتيبها من شأنه أن يؤدي
إىل عدم دقة عملية املضاهاة وبالتايل إخفاق الربنامج.
الثانية :اعتماد هذه الربجميات على مضاهاة النصوص باملصادر املوجودة
بقاعدة بياناهتا ،جيعل من املستحيل مضاهاة نص مت انتحاله من مصدر غري
موجود يف قاعدة البيانات.
وكإجراء أخري نصت عليه املادة 12من القرار الوزاري رقم 399على أن
يتم إمضاء التزام بالزناهة العلمية من طرف كل طالب أو أستاذ باحث ....يودع
لدى املصاحل اإلدارية عند تسجيله ملوضوع البحث وفق النموذج امللحق هبذا
القرار(.)2
كما حث املؤسسات التعليمية على إحداث جملس آداب وأخالقيات املهنة
اجلامعية وحدد تشكيلته ووضح مهامه وطريقة عمله وإخطاره حبدوث سرقات
علمية(.)3
وهبذا حتمل كل من املادتني 2و 2من القرار الوزاري 399جمموعة
التدابري الرقابية اليت تلزم مؤسسات التعليم العايل والبحث العلمي بإنشاء
قاعدة بيانات لكل األعمال املنجزة من قبل الطلبة واألساتذة الباحثني
واألساتذة الباحثني اإلستشفائيني اجلامعيني والباحثني الدائمني ،ويشمل
مذكرات التخرج وتقارير التربص وكذا مشاريع البحث ،وهذا إضافة إىل
توصيات الوزارة املعنية للمؤسسات التابعة هلا لالستفادة من التطور التكنولوجي
واستعمال املربجمات املعلوماتية الكاشفة عن السرقات العلمية ،كما تضيف
الوزارة الوصية من خالل هذا القرار إلزام الطلبة واألساتذة الباحثني التابعني
هلا بإمضاء تعهد يوضح التزامهم بالزناهة العلمية يودع لدى املصاحل اإلدارية
املختصة لوحدة التعليم والبحث.
الفرع الثاني :التدابير الردعية
وذلك من خالل طريقني :األول ،وهو ما يتمثـل وفقا ألنظمتها اإلدارية
اخلاصة باألمانة العلمية وقواعـد البحـث العلمـي باحلماية اليت توفرها
اجلامعات واألكادميي .أما الطريق الثاين ،فيتمثل باحلمايـة القانونية حلق
املؤلف جبميع األشكال املتاحة ،ابتداء من احلماية اإلجرائية ،مرورا باحلماية
املدنية ،وانتهـاء باحلماية اجلزائية.
تنص كل من املواد 92/ 92/ 90و 92جمموعة اإلجراءات والتدابري
العقابية اليت تتخذ بصفة صارمة جتاه كل الطلبة واألساتذة الباحثني
واألساتذة الباحثني اإلستشفائيني اجلامعيني والباحثني الدائمني والذين ثبت من
خالل جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية أهنم قاموا بعملية السرقة
العلمية كما هو موضح يف تعريفها حسب املادة 9من القرار 399بتاريخ 82
جويلية ،8102ويعرضون إىل إبطال املناقشة وسحب اللقب احلائزون عليه يف
مجيع األعمال البيداغوجية اللذين قاموا هبا السيما مذكرات التخرج يف
الليسانس واملاستر واملاجستري والدكتوراه وكذا أعمال التأهيل اجلامعي
واملنشورات العلمية ،وهذا عالوة على متكني كل املتضررين من السرقات العلمية
اللجوء إىل التحكيم ومقاضاة من يقومون بسرقة أعماهلم.
أوال -إجراءات النظر في اإلخطار بالسرقة العلمية:
لقد ميز القرار 399بني إجراءات املتبعة يف حالة اإلخطار بالسرقة
العلمية بني اإلجراءات اليت تكون يف حق الطالب وبني اإلجراءات اليت تكون يف
حق األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم.
-0اإلجراءات الخاصة بالطالب:
نصت عليها املواد من 02إىل 80من القرار 399وهي:
يبلغ اإلخطار بوقوع السرقة العلمية بتقرير كتايب مفصل مرفق بالوثائق
واألدلة املادية إىل مسؤول وحدة التعليم والبحث والذي بدوره حييله إىل
جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية من أجل إجراء التحريات الالزمة(.)1
يقدم جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية تقريره النهائي ملسؤول وحدة
التعلم والبحث يف أجل ال يتعدى 00يوما من تاريخ إخطاره ،وعند ثبوت السرقة
()2
العلمية حيال الطالب إىل جملس التأديب.
جيتمع جملس التأديب للفصل يف الوقائع املعروضة عليه ،ويتم مساع الطالب
املتهم لتقدمي دفوعه.
ويف األخري يفصل جملس التأديب يف الوقائع املنسوبة للطالب خالل اآلجال
احملددة يف التنظيم ومن حق الطالب الطعن يف القرار الذي يتخذه اجمللس.
-8اإلجراءات الخاصة باألستاذ الباحث واألستاذ الباحث االستشفائي
الجامعي والباحث الدائم:
وهي اإلجراءات اليت جاءت يف املواد من 82إىل 90الواردة يف القرار
رقم 399
إذ أنه بعد تقرير جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية املؤسسة تأكيد
وقوع السرقة العلمية يتوىل مدير املؤسسة إخطار اللجنة اإلدارية املتساوية
األعضاء يف اآلجال احملددة.
حيق لألستاذ الباحث أو الباحث الدائم أن يبلغ كتابيا باألخطاء املنسوبة
إليه ويبلغ بتاريخ مثوله أمام اللجنة اإلدارية ،وذلك يف أجل يف 00يوما
ابتداء من تاريخ حتريك الدعوى التأديبية.
( )1نصت عليها املواد 02و 02من القرار الوزاري رقم 399املؤرخ بتاريخ 82جويلية .8102
( )2املرسوم التنفيذي رقم 090-12املؤرخ يف 9مايو 8112املتضمن القانون األساسي اخلاص
بالباحث الدائم.
كما نصت املادة 92من القرار نفسه على أن كل تصرف يشكل سرقة
مبفهوم املادة 19من هذا القرار ولو صلة باألعمال العلمية والبيداغوجية
املطالب هبا من طرف األستاذ الباحث ،األستاذ الباحث أالستشفائي اجلامعي
والباحث الدائم يف النشاطات البيداغوجية والعلمية ويف مذكرات املاجستري
وأطروحات الدكتوراه ومشاريع البحث األخرى أو أعمال التأهيل اجلامعي أو أي
منشورات علمية أو بيداغوجية أخرى واملثبتة قانونا أثناء أو بعد مناقشتها أو
نشرها أو عرضها للتقييم يعرض صاحبها إىل إبطال املناقشة وسحب اللقب
احلائز عليه أو وقف نشر تلك األعمال أو سحبها من النشر قبل أو بعد مناقشتها
يعرض صاحبها إىل إبطال املناقشة وسحب اللقب احلائز عليه.
كما تشري املادة 92من القرار رقم 399أنه تتوقف مجيع املتابعات
التأديبية ضد كل شخص لعدم كفاية األدلة أو بسبب وقائع غري واردة يف نص
املادة 9من القرار.
وميكن القول أن القرار الوزاري رقم 399قد توسع بتدابري الوقاية
والرقابة من السرقة العلمية ،واملتمثلة بالتحسيس والتوعية والتنظيم والتأطري
والتكوين ،واحلث على تأسيس قاعدة بيانات لكل األعمال املنجزة ال سيما رقميا
واستعمال برامج معلوماتية كاشفة للسرقات العلمية.
كما حث املؤسسات التعليمية على إحداث جملس آداب وأخالقيات املهنة
اجلامعية وحدد تشكيلته ووضح مهامه وطريقة عمله وإخطاره حبدوث سرقات
علمية(.)1
) (1املادة 90إىل املادة .92القرار رقم 399الصادر بتاريخ 82جويلية .8102
لذا ،فمن املهم أن يقوم املعلم من خالل الفصول االفتراضية بتقدمي جلسة أو
حماضرة يناقش فيها الزناهة األكادميية واالنتحال(.)1
-8نظم إدارة التعلم LMSتعزز النزاهة األكاديمية
تساعد نظم إدارة التعلم LMSعلى حتقيق الزناهة األكادميية إىل حد ما،
حيث أن مطوري أنظمة LMSلديهم قائمة من األدوات املوجهة للمعلمني بغية
مساعدهتم على حتري أكرب قدر من الزناهة األكادميية ،مثال:
-9مسح النص :Web text scanning
برنامج مسح النص web text scanningمن املزايا املهمة ليت مت إضافتها
لنظم إدارة التعلم يف السنوات القليلة املاضية ،ما حيدث هنا أن الطالب يقوم
بتحميل امللف الذي يعمل عليه ودعنا نقول أن امللف كان مقالة عن تاريخ املكتبات
املعاصرة يف هذه احلالة ومبجرد رفع امللف فسوف يقوم نظام LMSتلقائيا
بإخضاع امللف لربنامج املسح الضوئي ،وستظهر النتائج مبا متكن املعلم من احلصول
على معلومات فورية حول النسبة املئوية من حجم النص الذي تعرض لعملية
النسخ واللصق من موقع على شبكة اإلنترنت ،كما يوفر النظام روابط املواقع
اليت مت النسخ منها.
ميكن للمعلم الضغط على الرابط ،وعرض املصدر ،ومعرفة ما إذا كانت
الواقعة اليت أمامه هي حقا قضية انتحال ،أم أن الطالب رمبا قام بنقل شيء من
هنا وشيء من هناك وأنه أشار بشكل صحيح إىل ذلك ،لذلك يف النهاية األمر
يرجع للمعلم ذاته وهو من حيكم على العمل ومدى نزاهته ،ولكن األهم يف
املوضوع هنا أن الطالب يكون على علم بأن املادة اليت رفعها سوف ختضع للمسح
وهذا بالطبع يعمل على تقليل عملية اخلداع والغش العلمي.
( )1تقرير الفساد العاملي للتعليم ،منظمة الشفافية الدولية ،لعام 8109م.
()1
أمين طالل يوسف ،دور اجلامعات الفلسطينية يف تعزيز قيم الزناهة والشفافية واحلكم
الصاحل :خارطة طريق( ،بدون تاريخ) ،منشور على موقع مجعية الشفافية الكويتية:
http://www.transparency.org.kw.au-ti.org/upload/books/290.pdf
غري أنّه ميكن إدراج السرقة العلمية ضمن حاالت املساس باحلقوق املعنوية
للمؤلف؛ ويف هذه احلالة فقد أكدت املادة 80من األمر 10-19املتعلق حبق
املؤلف حتت مسمى "حق األبوة" أنّه من بني احلقوق املعنوية املقررة للمؤلف على
مصنفه ،حقه يف احترام سالمته واالعتراض على أي تعديل أو تشويه يدخل
عليه ،خاصةً إذا كان هذا التعديل يضر مبصلحته أو شرفه أو مسعته.1
كما نصت املواد من 08إىل 09من ذات القانون على األفعال اليت تعترب
من قبيل األعمال املشروعة يف إطار استغالل املصنفات من ذلك االستنساخ
والترمجة واالقتباس والتحوير ،واعتربت أن أي استنساخ أو استغالل للمصنف
خارج هذه احلاالت يشكل تقليد ،ويعاقب صاحبه باحلبس والغرامة املالية طبقا
ملا حددته املواد من 000إىل 009من ذات القانون(.)2
ومن بني النصوص القليلة الذي تطرقت بشكل مباشر هلذه الظاهرة يف
املنظومة القانونية اجلزائرية ولو بقليل من التفصيل نذكر القانون األساسي
اخلاص باألستاذ الباحث الدائم؛ حيث نص صراحةً يف املادة 90على جترمي كل
أعمال الغش واالنتحال والتزوير يف املنشورات واألعمال البحثية ورسائل
الدكتوراه وصنفها ضمن قائمة األخطاء املهنية من الدرجة الرابعة( ،)3وهي
( )1أنظر :املادة 80من األمر 10-19املؤرخ يف 8119/12/89:املتعلق حبقوق املؤلف واحلقوق
اجملاورة ،اجلريدة الرمسية العدد ،00الصادرة يف " :8119/12/89حيق للمؤلف اشتراط
احترام سالمة مصنفه واالعتراض على أي تعديل يدخل عليه أو تشويهه أو إفساده إذا كان
من شأنه املساس بسمعته كمؤلف أو بشرفه أو مبصاحله املشروعة”.
( )2طـه عيسـاين ،مرجع سابق ،ص .092
()3
أنظر :املادة 90من املرسوم التنفيذي 090-12املؤرخ يف 8112/10/19املتضمن القانون
األساسي اخلاص لألستاذ الباحث الدائم ،اجلريدة الرمسية العدد ،89الصادرة يف
.8112/0/0على" :يعترب خطأ مهين من الدرجة الرابعة قيام األساتذة الباحثني الدائمني أو
مشاركتهم يف عمل ثابت لالنتحال وتزوير النتائج أو غش يف األعمال العلمية املطالب هبا يف
رسائل الدكتوراه أو يف أي منشور علمي".
أخطاء قد ينجر عليها إمّا التسريح أو التزنيل للرتبة السفلى طبقاً لقانون
الوظيفة العمومية (.)1
كما أصدرت وزارة التعليم العايل والبحث العلمي يف ديسمرب 8100أول
ميثاق جامعي لنظام الدكتوراه) (LMDحتت مسمى "ميثاق األطروحة"؛ والذي
يعترب دليل مرجعي حيدد حقوق وواجبات كل من الطالب واألستاذ املشرف
واللّجنة اجلامعية وخمرب دعم التكوين .وقد تضمن هذا امليثاق بعض املواد اليت
تؤكد على موضوع األمانة العلمية حيث ذكر حتت عنوان (السرية) ما يلي:
"ضرورة التزام طالب الدكتوراه باحترام أخالقيات البحث العلمي ،السيما يف
جمال امللكية الفكرية للمصادر املستعملة (البيبلوغرافيا)".
ويف جمال العقوبات نص هذا امليثاق حتت عنوان (املناقشة) على ما يلي:
"كل فعل تعلق بالسرقة العلمية أو تزوير للنتائج أو غش ذي صلة باألعمال
العلمية ،مت التصريح به يف إطار األطروحة ومت إثباته أثناء أو بعد املناقشة،
يعرض املرشح إللغاء املناقشة أو إىل سحب الشهادة احملصل عليها ،باإلضافة إىل
تطبيق العقوبات املنصوص عليها يف التشريع والتنظيم الساري املفعول ”.
-2البرمجيات االلكترونية كآلية حماية تقنية:
بالرّغم من أمهية اإلجراءات القانونية يف مواجهة السرقات العلمية يف
الوسط األكادميي ،إالّ أنّ فعاليتها تبدو ضئيلة مقارنة مع حجم ودرجة اتساع
هذه الظاهرة اليت ما فتأت تزداد انتشاراً يوماً بعد يوم بشكل أصبح يتهدد
احلقوق الفكرية لألساتذة والباحثني ،ولعل السبب يف ذلك راجع بالدرجة
األوىل إىل كون أغلب القوانني املعتمدة يف مواجهة السرقة العلمية يف العديد من
الدول مل تعد تتالئم مع اآلليات التكنولوجية املستخدمة يف ارتكاهبا ،واليت
()1
أنظر :املادة 029من األمر 19-12املؤرخ يف ،8112/12/00املتضمن القانون األساسي
العام للوظيفة العمومية ،اجلريدة الرمسية العدد ،02الصادرة يف .8112/12/02
تعتمد بشكل كبري على شبكة االنترنت ،خاصةً وأنّ االنترنت معتمدة يف أغلب
جماالت البحث العلمي.
ومتاشياً مع االجتاهات احلديثة يف جمال البحث العلمي أدركت بعض
الدول أنّه من غري املمكن مواجهة السرقة العلمية بالطرق القانونية التقليدية
فقط ،ألنّ التقنية عادة ما تتجاوز القوانني بأشواط كبرية .ولذلك رتالبد جلأت
العديد من اجلامعات إىل اعتماد التدابري التكنولوجية والتقنية كوسيلة للحد
من عمليات السرقات العلمية واالنتحال خاصة تلك اليت تتم باستخدام شبكة
االنترنت أو بواسطتها ،وهذا حىت تكون أساليب مواجهة السرقة العلمية
متوافقة مع األساليب املستخدمة يف ارتكاهبا ،ألنّ الربجميات هي يف املقام األول
أدوات ملكافحة االنتحال ،وليست فقط جمرد غاية لكشف حاالت االنتحال،
وميكن أن تشكل يف كثري من األحيان عامل ردع متنع األشخاص من الوقوع يف
االنتحال ،ولذلك فمن املستحسن استعماهلا بكثرة يف األوساط اجلامعية.1
ويف هذا الصدد ،ذكر الباحث (حممد اجلوادي) يف مقال له أنّه بقدر ما
سامهت شبكة االنترنت يف نشر السرقة الفكرية واتساع جماالهتا لتشمل كل
امليادين الفكرية واألدبية والفنية ،إالّ أنّها سامهت أيضاً يف كشف االنتحال عن
طريق اتساع مساحة البحث عن أصل النص على الشبكة ،وتوقع الكاتب أنّ
السرقة الفكرية ستختفي يف املستقبل مع ظهور الربجميات املتخصصة.
ومن بني أهم الربجميات اإللكترونية املتخصصة يف فحص احملتوى
املعلومايت على شبكة االنترنت نذكر برنامج:
مع هذا الوصول غري مسبوق إىل احملتوى عرب اإلنترنت ،تصبح عملية
االنتحال أسهل بكثري مما كانت عليه يف املاضي ،فالعثور على جمموعة واسعة من
احملتوى وإمكانية نسخها ،ولصقها وتقامسها مع اآلخرين أصبحت عملية سريعة
وال حتتاج إىل جهد كبري مما جيعل من كشف االنتحال بالوسائل التقليدية هو
أصعب بكثري .هذا التحدي يضع اهليئات األكادميية اليت تتبىن التعليم
االفتراضي يف موقف حرج ما مل تقم باستخدام تقنيات ملنع هذه احلوادث من
احلدوث واحلفاظ على قواعد الشفافية واملساءلة .واستجابة لذلك مت تطوير
العديد من الربجميات اليت تدعم الزناهة األكادميية على اإلنترنت واليت من
أمهها ما يلى:
أ -برنامج تورنيتين ()Turnitin
تورنيتني ( )Turnitinهي شركة عاملية هلا عمالءها يف مجيع أحناء العامل،
الذي يُعترب من أشهر برامج مقارنة النصوص وأكثرها استعماالً يف جمال كشف
االنتحال على شبكة االنترنت ،إذ يرجع تاريخ ظهوره إىل سنة 0332بغرض
مواجهة السرقات العلمية والصحفية اليت كانت منتشرة آنذاك ،ونظراً لكفاءة
هذا الربنامج مت اعتماده يف حوايل % 20من اجلامعات الربيطانية 1.وهو
برنامج مت تطويره من طرف شركة ) (iParadigms Europe Ltddاملتخصصة يف
إنتاج برجميات احلاسوب ،أمّا عملية اإلشراف عليه فهي موكلة جمللس القوانني
اخلاصة باملعلومات املشتركة ).2 (JISC
وتعترب جامعة كمربدج من أبرز اجلامعات اليت تستخدم هذا الربنامج
حتت مسمى "ترينيتني اململكة املتحدة"؛ حبيث تعتمد على خدماته بشكل أساسي
يف كافة أحباث الطلبة؛ نظراً لقدرته على مقارنة النصوص مع ماليني البيانات
بشكل أسرع وأقل من الطرق التقليدية من خالل البحث يف صفحات الويب مبا يف
ذلك األرشيف احملذوف ،والصفحات اليت مت تغيريها ،واملواد اليت سقطت يف امللك
العام .كما أنّه يعترب أيضاً نظام وقاية متميز ميكن للطالب استخدمه كوسيلة
( )1هيفاء مشعل احلريب وميساء النشمي احلريب ،املرجع السابق ،ص .88
( )2طه عيساين ،مرجع سابق ،ص .002
ملراقبة صحة أعماهلم البحثية قبل تقدميها ،وهذا ما يقلل من احتمال وقوعهم
يف االنتحال.1
تقدم تورنيتني حاليا واجهات احملتوى لفحص أصالة الدرجات العلمية على
اإلنترنت ،وذلك جلعل عملية تقييم وتصنيف املهام اإللكترونية أكثر دقة،
وإعطاء أعضاء هيئة التدريس يف مجيع أحناء العامل املزيد من الوقت والطاقة
لتقدمي األفضل يف جمال تعليم الطالب .هذا باإلضافة إىل أن تورنيتني
( )Turnitinيساعد برامج الدراسات العليا واملشرفني على مشاريع التخرج على
التأكد من خلو إنتاج الطالب الشخصي من عملية االقتباس لفقرات خارجية،
وإدراجها يف تقاريرهم من خالل عملية نسخ /لصق ،مما يضمن حق امللكية
الفكرية ملخرجات النشاط البحثي ويدفع حنو االبتكار واإلنتاج.
أثبتت دراسة أجريت على 01فصول دراسية مدى فعّالية يف زيادة
مستويات األحباث الشرعية يف أوراق الطالب من 00إىل 08باملائة مبجرد
تطبيق تورنيتني ( )Turnitinعالوة على ذلك ،أظهرت الدراسة أنّ 20باملائة من
الطالب يشجعون استخدام تورنيتني ( )Turnitinداخل الفصول الدراسية.
يعمل تورنيتني ( )Turnitinمع العديد من برامج ( )LMS / CMSمبا يف ذلك
( )WebCTو( )Moodleو( )D2Lكما يدعم اللغة العربية.
ب -برنامج (:)ENDNOTE
هو أحد الربامج الشهرية واملفيدة يف إدارة املراجع .من املميزات املفيدة
للربنامج أنه يدعم اللغة العربية ،مما يعىن ختزين مراجع عربية وعند حتميله
على جهاز احلاسوب يتم دجمه مع برنامج الورد ويظهر شريط أدوات بالربنامج.
فأنت عندما تبحث يف اإلنترنت وخاصة يف املكتبات الرقمية ستجد أسفل كل
ورقة علمية وصلة إلدراج صيغة املصدر يف برنامج إدارة املراجع ()Endnote
وهذه الوصلة تسمى ( )Citationومبجرد الضغط عليها يتنقل إىل املكتبة
()1
طه عيساين ،مرجع سابق ،ص .002
اخلاصة بالربنامج املتواجد على حاسوب الباحث ومن مث سوف يتم العودة إىل
( )Endnoteالسترياد هذا الرابط وحتميله يف البحث .هذه العملية هلا ميزتان
مهمتان :أوال تسهيل عملية التوثيق وثانيا تعزيز االلتزام بالزناهة األكادميية.
توجد عدة برجميات متاحة على شبكة االنترنت تكون جمانية أو مبقابل
تقوم بالكشف عن السرقة العلمية وتتمثل هذه الربامج فيما يلي:
ج -برنامج (:)Aplag
وهو اختصار لـ ( )Arabic plagiarismوهو أحد أهم برجميات كشف
انتحال النصوص العربية ،والذي صدر عن جامعة امللك سعود عام .)1( 8100
باإلضافة إىل ما سبق هناك أيضا العديد من حمركات البحث اليت من
شأهنا الكشف عن السرقات العلمية ،ومن بينها(:)2
( )1هيفاء مشعل احلريب وميساء النشمي احلريب ،املرجع نفسه ،ص .89
()2
"برامج الكشف عن السرقة العلمية" ،نشر يوم 8100/12/82 :على املوقع االلكتروين
التايل/ http://www.new-educ.com :
( )3عبد اهلل بوجرادة ،املرجع السابق ،ص .99
( )4هيفاء مشعل احلريب وميساء النشمي احلريب ،املرجع السابق ،ص .82
وإضافة إىل برامج كشف وفحص احملتوى املعلومايت ،فقد ظهرت مؤخراً
العديد من املواقع واملنتديات اليت تقدم خدمات جمانية للطلبة والباحثني ،وهي
تعمل على مقارنة الكلمات أو األحباث مع ما مت نشره من بيانات على شبكة
االنترنت يف مجيع أحناء العامل.
-3التوعية األخالقية كوسيلة حماية إستباقية:
إنّ أساليب مواجهة السرقة العلمية وجتنب االنتحال مل تعد مقتصرة
على اإلجراءات القانونية والتدابري التقنية فقط ،إذ أصبح من الضروري التفكري
يف كيفية الوقاية منها ،فالسرقة العلمية ظاهرة أخالقية تستدعي التوعية
األخالقية قبل كل شيء ،ولقد أثبتت التجارب أنّ ال النصوص القانونية لوحدها
وال التقنيات التكنولوجية لوحدها قادرة على القضاء على هذه الظاهرة خاصةً
يف البيئة الرقمية؛ فالربجميات اإللكترونية مثالً ال ميكنها البحث يف املصادر
القدمية اليت مل يتم إدراجها على شبكة االنترنت ،كما ال ميكنه البحث يف
املقاالت احملمية بكلمة مرور.
ولذلك جلأت العديد من اجلامعات اليوم إىل االعتماد إضافة إىل آليات
احلماية القانونية والتقنية على احلماية االستباقية أو الوقائية؛ وذلك
بالتركيز على تلقني املمارسات األكادميية اجليدة والتوعية األخالقية ،وتدريب
الطلبة والباحثني على كيفية جتنب السرقة العلمية ،وتعريفهم أكثر بأجبديات
منهجية البحث العلمي وإلزامهم باحترام األمانة العلمية.
ودعماً هلذا التوجه أصدرت عمادة التقومي واجلودة جبامعة اإلمام حممد
بن سعود اإلسالمية باململكة العربية السعودية ضمن سلسلة دعم التعلم والتعليم
يف اجلامعة دليل إرشادي لفائدة الطلبة لتجنيبهم الوقوع يف السرقة العلمية،
وتعريفهم باملمارسات األكادميية الصحيحة ،ويذكر هذا الدليل أنّه إضافة إىل
استخدام املدققات العلمية كربجميات الكشف عن االنتحال ،جيب أيضاً التعريف
بتقنيات البحث العلمي اجليد ،كالتهميش والتوثيق والتلخيص واالستشهاد
واالقتباس واإلجياز ،كما حرص على ضرورة إعالم الطلبة والباحثني بالعواقب
اإلدارية والعقوبات القانونية املقررة حلاالت السرقة والغش األكادميي.
ويف جمال دعم املمارسات األكادميية الصحيحة أشارت العديد من
الدراسات أنّ من بني أهم وسائل كشف االنتحال والوقاية من سرقة األعمال
الفكرية هو القيام بنشرها على شبكة اإلنترنت؛ خاصةً يف ظل جلوء أغلب
الباحثني واألساتذة اجلامعيني على املستوى العاملي اليوم إىل شبكة االنترنت
للتأكد من مصداقية األحباث اليت قدمت إليهم؛ ويف هذا يرى الباحث (سامل
حممد السامل) أنّ النشر على شبكة االنترنت هو نوع من أنواع احلماية
االستباقية ،ألنّه ال مينح الفرصة للسارقني ملمارسة سرقات أخرى .
ومن بني وسائل دعم املمارسات األكادميية الصحيحة أيضاً ما تقوم بعض
اجلامعات األوروبية من خالل برجمة عروض تقدميية للطلبة يف بداية املوسم
اجلامعي لضمان استقطاب أكرب عدد ممكن منهم ،مع متكينهم من احلصول على
كتيبات مطبوعة تضم معلومات خاصة باالنتحال .كما يقوم أعضاء اهليئة
التدريسية بإطالع الطلبة على سياسة اجلامعة إزاء االنتحال ،وما الشيء
املطلوب منهم لتجنب الوقوع فيه .إضافة إىل إمكانية أخذ مشورة أعضاء هيئة
التدريس يف حالة وجود لبس خاصة عند استخدام املصادر على شبكة االنترنت .
وممّا ميكن اخلروج به بعد استعراض أساليب الوقاية األخالقية أنّ
املمارسة األكادميية اجليدة ال تعترب بديالً كلياً عن التدابري القانونية والتقنية،
ولكنها ميكن أن تُسهم ولو جبزء يسري يف التقليل من هذه الظاهرة ،فاحترام
األمانة العلمية فضيلة أخالقية قبل كل شيء.
خاتمة:
يف األخري ،نصل إىل أن سيادة الزناهة العلمية هناية للزناع والتفرق
والطرق امللتوية يف اجملتمع كله ويف أروقة مجيع مؤسساته ،ومن مثرات ذلك
زيادة النشاط العلمي ،ونضج اإلنتاج الفكري ،وازدهار احلياة اجملتمعية وإعالء
شأن املبادئ املدنية ،والريب أن اإلسالم يف عنوانه ومضمونه جاء إلقامة صرح
األمانة وترسيخ جدار قواعدها قلبا وقالبا ،وحارب مجيع صور الفساد.احلقوق
الفكرية ومراعاهتا من املعاين القيمية الكربى اليت جيب أن تكون جلية للطفل
واضحة يف ذهنه وضمريه وسلوكه ووجدانه فيتدرب على املهارات الدراسية يف
املدرسة ويزداد هبا مترسا وتطبيقا مع مرور الوقت ،حىت إذا ما دخل اجلامعة
يكون حينئذ متكيفا مع األنظمة األكادميية ولوائحها اإلدارية اليت يفترض أن
تكون مهيمنة على إيقاع احلركة تضبط مسارات السلوكيات كلها.
ومن هنا ،فإن العناية بثقافة الزناهة األكادميية وتعزيزها باتت قضية
ضرورية تشغل ذهن املعنيني يف القطاع التعليمي والتدرييب لتحقيق اجلودة
السيما وحنن يف عصر الثورة املعرفية وتوافر املعلومات اليت تتدفق يف شبكات
االنترنت ويسهل احلصول عليها جمانا ومن غري غناء ،أمام هذا السيل املعريف
املذهل كيف نصون الصرح التعليمي من الكذب والغش والسرقة الفكرية ،ال
يتحقق هذا إال بتنمية املهارات الدراسية لدى الطلبة ليقوموا باالستفادة مع
املعلومات واملعارف على حنو أخالقي ال يتعارض مع القيم اجملتمعية واألصول
اإلنسانية.
وعليه ،بناء على ما تقدم ذكره ،نقدم املقترحات التالية:
.0وضع ميثاق حيوى قواعد ومبادئ الزناهة يف العمل اإلداري واملايل للجامعة،
وكذلك يف جمال استخدام أصول وإمكانيات اجلامعة لكل العاملني فيها ،مبا
يضمن ويرسخ نزاهة وشفافية وأمانة املمارسات اإلدارية واملالية والوظيفية.
.8إن اإلجراءات القانونية اليت توفرها أجهزة الدولة واآلليات التقنية اليت
تتيحها الربجميات االلكترونية واملواقع املتخصصة مل تعد كافية للحد من
السرقات العلمية ،لذا البد من التفكري يف التوجه حنو األساليب األخرى
الوقائية كالتوعية األخالقية.
.9تشجيع اجلامعات الوطنية من أجل التفكري جبدية يف تبين التدابري التقنية،
عن طريق اقتناء برجميات كشف االنتحال ،أو االخنراط يف املواقع
واملنتديات املتخصصة اليت توفر الربجميات اجملانية.
.0نشر الوعي لدى الطلبة وإعالمهم مبختلف املمارسات املنافية للبحث العلمي؛
من خالل تنظيم الندوات واملؤمترات وورشات العمل واأليام الدراسية ،سيما
تلك اليت تتطرق ملواضيع حقوق املؤلف واألمانة العلمية ،ولفت انتباه الطلبة
منذ البداية إىل العقوبات املفروضة على حاالت السرقة العلمية.
.0إلزام اجلهات الوصية بإصدار قوانني وأنظمة داخلية يف شكل (ميثاق أو دليل)
تبني بدقة كيفية التعامل مع خمتلف املمارسات املنافية للسلوك األكادميي،
وضمان تعميم ذلك على خمتلف املؤسسات اجلامعية ومراكز البحث الوطنية.
.2تعديل القوانني املتعلقة حبق املؤلف يف اجلزائر وتكييفها مع ما هو معمول به
دولياً لتستوعب جرمية السرقة العلمية وخباصةً االنتحال الرقمي الذي يتم
باستخدام شبكة االنترنت.
.2العمل على تنظيم ندوات ،ملتقيات ،أيام دراسية وورشات هتدف إىل توعية
الطلبة وتعريفهم بأمهية أخالقيات البحث العلمي وضوابطه وأهم قواعد
االقتباس وخماطر السرقات العلمية..
.2تكريس األمانة العلمية وتلقني أجبديات البحث العلمي السليم لدى مجيع
الطلبة والباحثني للتقليل قدر اإلمكان من حاالت السرقة العلمية املرتكبة
حتت دواعي عدم العلم الكايف مبنهجية البحث العلمي.
.3توحيد اجلهود بني املؤسسات اجلامعة بعرض البحوث قيد اإلجناز على شبكة
األنترنت قصد جتنب الوقوع يف السرقة العلمية.
.01احلرص من االساتذة املؤطرين لألطروحات العلمية على تفحصها جيدا
ووضع التقارير حسب كل حالة اي جتنب اجملاملة يف وضع التقارير.
.00الصرامة يف تطبيق حمتوى القرار رقم 399ضد مرتكيب السرقات العلمية.
وصفوة القول ،إن "الزناهة األكادميية باجلامعة مسئولية مجاعية،
يشترك فيها الطلبة ،واملساعدون يف عمليات التدريس والبحث ،وأعضاء هيئة
التدريس والعاملون من خارج هيئة التدريس ،الكل سواء ،وإن الوقاية هي خط
الدفاع احلاسم ضد خيانة األمانة األكادميية ،لذا ينبغي عدم ترغيب الطلبة أو
- 822 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ